PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : *الصحابة كالنجوم للسماء *



ياقوت
11-02-2007, 07:25
:بسم الله الرحمنالرحيم:


الحمد لله رب العالمين القائل في كتابه


(((وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ[التوبة:100]،


والصلاة والسلام على خير منهاجر وصلى وصام وقام القائل

عندماخرج من مكة مهاجراً


(والله إنك لخير أرض الله وأحبأرض الله إلى الله ، ولولا أني أخرجت منك ما خرجت)رواه الترمذي


ذات يوم ..أسدل الليل ستاره .. وظهرت النجوم تداعب السماء ببريقها

ونور القمر كقطعة من الشمس تسامر ليلا طويلا ذاك النجم

وقفت أتأمل هذا المنظر الرائع

وتمنيت لو كنت يوم نجما أسامر القمر هناك فوق السحاب

أغلقت نافذة الغرفة واتجهت إلى مكتبي

ذاك المكتب الذي بالكاد أفارقه

جلست .. وضعت كلتا يدي على لوحة المفاتيح

وبدأت أبحر في عالم آخر غير عالمي

فوقعت عيناي على قول بليغ اهتز له كياني

وشعرت برعشة في جسدي

قول لخير الأنام


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله ((الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضا بعدي فمن أحبهم فبحبي أحبهم ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم ومن آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله عز وجل ومن آذى الله يوشك أن يأخذه))


ما معنى ذلك ؟

قال المناوي رحمه الله تعالى في الفيض:

(الله الله في)) حق ((أصحابي)) أي اتقوا الله فيهم، ولا تلمزوهم بسوء، أو اذكروا الله فيهم وفي تعظيمهم وتوقيرهم، وكرره إيذانا بمزيد الحثّ على الكف عن الكف عن التعرض لهم بمنقص.

((لا تتخذوهم غرضا)) هدفا ترموهم بقبيح الكلام كما يرمَى الهدف بالسهام، هو تشبيه بليغ، ((بعدي)) أي بعد وفاتي.





فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم

يعني: من أحبهم فإنما أحبهم لمحبة النبي - -صلى الله عليه وسلم- - لأنهم أصحابه ووزراؤه وأخلاؤه، والله لم يكن ليختار لنبيه إلا أفضل الناس. فهم خير الناس، أفضل الناس، لا كان ولا يكون بعدهم.


ومن أبغضهم فيلزم من ذلك أن يكون مبغضا للرسول الله - -صلى الله عليه وسلم- - ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم ما أبغضهم إلا لأنه يبغض الرسول - -صلى الله عليه وسلم- - فمن أحبهم فقد أحب النبي - -صلى الله عليه وسلم- - ومن أبغضهم فقد أبغض النبي - -صلى الله عليه وسلم- - ومن آذاهم فقد آذى النبي - -صلى الله عليه وسلم- - ومن آذى النبي - -صلى الله عليه وسلم- - فقد آذى الله، ومن آذى الله فيوشك أن يأخذ

ياقوت
11-02-2007, 07:26
*الصحابة كالنجوم للسماء *

يا رسول الله يا أحب من سكن القلب يا نبينا وحبيبنا وقرة أعيننا
نشهدك أننا نحبهم فكيف لا نحب من كان لهم شرف صحبتك
فكيف لا نحب من كان لهم شرف الجلوس معك والخروج معك والقتال معك والحديث معك
كيف لا نحب من وهبوا أرواحهم فداء لك من وهبوا أعمارهم خدمة لك
هم والله أحب الناس إلى قلوبنا بعدك يا نبي الأمة
واقرب الناس إلى نفوسنا بعدك يا خير من وطأ قدميه الثرى

***
الصحابة هم اطهر القلوب على وجه الأرض
أختارهم الله من بين كل الخلائق لينالوا شرف صحبة خير الأنبياء وخاتمهم
ليناول شرف نشر الدين والجهاد في سبيله

كما قاله ابن مسعود . فحبهم سنة،

والدعاء لهم قربة، والاقتداء بهم وسيلة، والأخذ بآثارهم فضيلة.

وهم والله صفوة الخلق بعد الأنبياء

روى الطبري

عن ابن عباس رضي الله عنهما في قول الله عز وجل: قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى [النمل:59] قال: (أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم )،

وروى سعيد بن منصور عن سفيان في قوله عز وجل: الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ [الرعد:28]

قال: "هم أصحاب محمد "،

وقال قتادة في قوله تعالى: يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِه [البقرة:121]: "هم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، آمنوا بكتاب الله، وعملوا بما فيه"،


وروى أحمد والطيالسي بإسناد حسن عن ابن مسعود قال: (إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد خير قلوب العباد، فاصطفاه لنفسه فابتعثه برسالته، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد فوجد قلوبَ أصحابهِ خيرَ قلوبِ العبادِ، فجعلهم وزراءَ نبيهِ يُقاتِلون على دينه).

والصحابة هم كالنجوم للسماء


ما رواه أبو بردة قال: قال رسول الله : ((النجوم أمنة للسماء، فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد، وأنا أمنة لأصحابي، فإذا ذهبتُ أتى أصحابي ما يوعَدون، وأصحابي أمنة لأمتي، فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون)) رواه مسلم

وهو إشارة إلى الفتن الحادثة بعد انقراض عصر الصحابة من طمس السنن وظهور البدع وفشو الفجور في أقطار الأرض.

ياقوت
11-02-2007, 07:37
رفيق الهجرة



أبو بكر الصديق



الصديق وما أدراك ما الصديق



الصديق شهد الله له بأمور عدة في القران



الشهادة الأولى:




قال تعالى‏:‏‏{‏وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرونويمكر الله والله خير الماكرين‏}‏ (http://javascript<b></b>:openquran(7,30,30))




عندما اجتمعت قريش على قتل نبي الأمة عليه السلام والسلام
رد الله عزوجل كيدهم في نحورهم
واخرج اللهالرسول مهاجرا من مكة إلى المدينة المنورة



لكن لم يخرج لوحده



لكنه بفضل من الله



طلب رفقة أبو بكر الصديق



فكيف بشعورك أيها الصديق عندما طرق خير البشرية باب منزلك



يطلب منك الرفقة بالهجرة إلى ديار يثرب



قال الله تعالى



{‏الا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا‏)



تلك مكانه عظيمة للصديق



فقد اثبت الله عزوجل هنا






‏ كرامة الصديق وأنه كان الناصر الوحيد لرسولهيوم عز الناصر،
وقل النصير، وأنه أعني الصديق،
كان حزيناً أن يبصر الكفار موقعالرسول صلى الله عليه ولسم فيضيع الدين فيبشره النبي بأن الله معهما يرعاهماويكلأهما‏.‏



ومعية الله هنا ثابتة للرسول صلى الله عليه وسلم، والصديق ‏)‏لا تحزن إن اللهمعنا‏) (http://javascript<b></b>:openquran(8,40,40))
‏ وهذه شهادة من الرسول صلى الله عليه وسلمللصديق أقرها اللهوأثبتها في كتابه الكريم،



ناهيك أن أسرة الصديق كلها كانت في هذا اليوم العصيب فيخدمة الرسول صلى الله عليه وسلمفأسماء بنت أبي بكر هي التي توصل الطعام لهما فيالغار،



وعبدالرحمن ابن الصديق هو الذي يغدو بسرحه عليهما ويتسمع لهما الأخبار



ومالالصديق ورحائله هي التي حملت الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة،



والصديق هوالمؤنس الوحيد بعد الله سبحانه وتعالى،



وهذه منقبة ليست بعدها منقبة وكرامة كلكرامة هي دونها ولا شك، ويكفي هذه الكرامة أن الله أثبتها في كفاية وجعلها قرآناًيتلى إلى آخر الدنيا‏.‏

ياقوت
11-02-2007, 07:42
*الشهادة الثانية*


وأما شهادة الله الثابتة للصديق فهو قوله تعالى‏:‏ ‏) ‏وسيجنبها الأتقى الذي يؤتي ماله يتزكى وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ولسوف يرضى( (javascript:openquran(91,17,21))‏‏.‏


قال الإمام ابن كثير في تفسير هذه الآيات‏:‏

‏قوله تعالى ‏{‏وسيجنبها الأتقى‏}‏ أي سيزحزح عن النار التقي النقي الأتقى

وقوله ‏(‏الذي يؤتي ماله يتزكى‏) (javascript:openquran(91,18,18))‏ أي يصرف ماله في طاعة ربه ليزكي نفسه وماله وما وهبه الله من دين ودنيا

‏(وما لأحد عنده من نعمة تجزى‏) (javascript:openquran(91,19,19))‏ أي ليس بذله ماله في مكافأة من أسدى إليه معروفاً فهو يعطي في مقابلة ذلك وإنما دفعه ذلك ‏)ابتغاء وجه ربه الأعلى‏( (javascript:openquran(91,20,20))‏ أي طمعاً في أن يحصل له رؤيته في الدار الآخرة في روضات الجنات

قال الله تعالى ‏(‏ولسوف يرضى‏)‏ (javascript:openquran(91,21,21)) أي ولسوف يرضى من اتصف بهذه الصفات،



سبب نزول الايات:

وقد ذكر غير واحد من المفسرين أن هذه الآيات نزلت في أبي بكر الصديق رضي الله عنه، حتى إن بعضهم حكى الإجماع من المفسرين على ذلك،
ولا شك أنه داخل فيها وأولى الأمة بعمومها فإن لفظها لفظ العموم،
وهو قوله تعالى‏:‏ ‏(‏وسيجنبها الأتقى، الذي يؤتي ماله يتزكى وما لأحد عنده من نعمة تجزى‏) (javascript:openquran(91,17,19))‏ ولكنه( ابو بكر) مقدم الأمة وسابقهم في جميع هذه الأوصاف وسائر الأوصاف الحميدة فإنه كان صديقاً تقياً كريماً جواداً بذالاً لأمواله في طاعة مولاه ونصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم فكم من دراهم ودنانير بذلها ابتغاء وجه ربه الكريم

***

وقال الإمام الشوكاني رحمه الله في هذه الآيات‏:‏

‏"‏وأخرج ابن أبي حاتم عن عروة أن أبا بكر الصديق أعتق سبعة كلهم يعذب في الله‏.‏ بلال وعامر بن فهيرة، والنهدية وابنتها، وزنيرة، وأم عيسى، وأمة بني المؤمل، وفيه نزلت ‏{‏وسيجنبها الأتقى‏}‏ (javascript:openquran(91,17,21)) إلى آخر السورة،

وحسبك بهذه شهادة من العلي الأعلى سبحانه وتعالى لهذا العبد الكريم الذي بذل ماله في سبيل الله لا يبتغي بذلك إلا وجه الله سبحانه وتعالى‏.‏
[/CENTER][/CENTER]

ياقوت
11-02-2007, 07:55
فضائل ابو بكر الصديق رضي الله عنه


أبو بكر أسبق الصحابة إسلاماً‏

قال البخاري‏:‏ حدثنا أحمد بن أبي الطيب حدثنا إسماعيل بن مخالد، حدثنا بيان ابن بشر عن وبرة بن عبدالرحمن بن همام، قال سمعت عماراً يقول، رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وما معه إلا خمسة أعبد وامرأتان وأبو بكر‏.‏


أبو بكر يدافع عن الرسول صلى الله عليه وسلم‏


عن عروة بن الزبير قال‏:‏ سألت عبدالله بن عمرو عن أشد ما صنع المشركون برسول الله صلى الله عليه وسلم‏؟‏ قال‏:‏ رأيت عقبة بن أبي معيط جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي، فوضع رداءه في عنقه فخنقه به خنقاً شديداً، فجاء أبو بكر حتى دفعه عنه فقال‏:‏ ‏(‏أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم‏) (javascript:openquran(39,28,28))‏‏.‏ ‏(‏رواه الإمام البخاري‏)‏‏.‏

ياقوت
25-02-2007, 12:33
أبو بكر يدافع عن الرسول صلى الله عليه وسلم‏:‏



عن عروة بن الزبير قال‏:‏ سألت عبدالله بن عمرو عن أشد ما صنع المشركون برسول الله صلى الله عليه وسلم‏؟

‏ قال‏:‏ رأيت عقبة بن أبي معيط جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي، فوضع رداءه في عنقه فخنقه به خنقاً شديداً،فجاء أبو بكر حتى دفعه عنه فقال‏:‏ ‏
(‏أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم‏) (http://javascript<b></b>:openquran(39,28,28))‏‏.‏ ‏(‏رواه الإمامالبخاري‏)‏‏.‏




فوائـد الحديث:



1‏)‏ شجاعة الصديق وإنه كان يتصدى لمجرمي قريش وعتاتها ممن يؤذون رسول الله وهذا أحدهم عقبة بن أبي معيط الذي خنق الرسول صلى الله عليه وسلم بردائه، فمارده إلا الصديق رضي الله عنه‏.‏


2‏)‏ تمثل الصديق بالقرآن في دفاعه عن الرسول صلى الله عليه وسلم‏:‏‏
(‏أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله‏( (http://javascript<b></b>:openquran(39,28,28))‏ والمعنى يا أيها المشركون هل تقتلون الرسول الذي ليس له ذنب معكم إلا أن يعلن أن الله ربه سبحانه وتعالى‏.‏ وقد جاءكم بالبيان علىذلك من ربكم الذي خلقكم‏.‏

ياقوت
25-02-2007, 13:06
أبو بكر يعتني بالنبي صلى الله عليه وسلم في الغار وفي طريقالهجرة‏:‏

قال الإمام البخاري‏:‏ حدثنا عبدالله بن رجاء حدثنا إسرائيل عن أبيإسحاق عن البراء قال‏:‏ اشترى أبو بكر رضي الله عنه من عازب رحلاً بثلاثة عشردرهماً،

فقالأبو بكر لعازب‏:‏ مر البراء فليحمل إليّ رحلي،

فقال عازب‏:‏ لا حتىتحدثنا كيف صنعت أنت ورسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرجتما من مكة والمشركونيطلبونكم‏؟‏

قال ابو بكر: ارتحلنا من مكة، فأحيينا أو سرينا ليلتنا ويومنا حتى أظهرنا، وقامقائم الظهيرة فرميت ببصري هل أرى من ظل فآوى إليه فإذا صخرة أتيتها،

فنظرت بقية ظللها فسويته،

ثم فرشت للنبي صلى الله عليه وسلم فيه، ثم قلت له اضجع يا نبي الله،فاضجع النبي صلى الله عليه وسلم ثم انطلقت انظر ما حولي هل أرى من الطلب أحداً‏؟

‏فإذا أنا براعي غنم يسوق غنمه إلى الصخرة، يريد منها الذي أردنا، فسألته فقلت له‏:‏لمن أنت يا غلام‏؟‏

قال‏:‏ لرجل من قريش سماه فعرفته،

فقلت‏:‏ هل في غنمك من لبن‏؟‏

قال‏:‏ نعم‏.‏ قلت فهل أنت حالب لبناً‏؟‏

قال‏:‏ نعم،

فأمرته فاعتقل شاة من غنمه،ثم أمرته أن ينفض ضرعها من الغبار، ثم أمرته أن ينفض كفيه، فقال هكذا ضرب إحدى كفيهبالأخرى فحلب لي كثبة من لبن وقد جعلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم إداوة علىفمها خرقة فصببت على اللبن حتى برد أسفله،

فانطلقت به إلى النبي صلى الله عليه وسلمفوافقته قد استيقظ،

فقلت اشرب يا رسول الله، فشرب حتى رضيت ثم قلت قد آن الرحيل يارسول الله‏؟‏

قال ‏[‏بلى‏]‏، فارتحلنا والقوم يطلبونا، فلم يدركنا أحد منهم غيرسراقة بن مالك بن جعشم على فرس له،

فقلت‏:‏ هذا الطلب قد لحقنا يا رسول الله،
فقال‏:‏ ‏[‏لاتحزن إن الله معنا‏] (http://javascript<b></b>:openquran(8,40,40))‏‏.‏ ‏(‏رواه البخاري‏)‏‏.‏

ياقوت
25-02-2007, 13:07
فوائـد الحديث:


1‏)‏ اختيار النبي صلى الله عليه وسلملأبي بكر وحده دون سائرالصحابة ليصحبه في رحلة الهجرة وهي أخطر رحلة، وأعظم بلاء يتعرض له الرسول صلى اللهعليه وسلم‏.‏ فقد عزمت قريش على قتله، بعد مشورة وتآمر طويل وشرعت فعلاً في التنفيذوكانت الهجرة ليلة التنفيذ لمؤامرتها المجرمة‏.‏ واختيار الرسوللأبي بكر في هذاالموقف واعتماده بعد الله عليه دلالة عظيمة على أنه كان أعظم الصحابة إيماناًورجولة وقدراً وتحملاً للمصاعب ووقوفاً في وجه الشدائد، وكتماناً لسر الرسولومحافظة على النبي‏.‏

2‏)‏ ظهر من الحديث إشفاق أبي بكر على الرسول وحدبه عليه وسعيه منأجل الحفاظ عليه بكل سبيل بل سعيه وحده من أجل راحته‏.‏

3‏)‏ بطلان قول الرافضة المجوسية الذين زعموا أن أبابكر لم يصحب الرسول إلا ليطلع على عوراته، ويفشي أسراره للكفار‏!‏‏!‏

ياقوت
25-02-2007, 14:12
أبو بكر أحب الناس لرسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم،بعثه على جيش ذات السلاسل فأتيته

فقلت‏:‏ أي الناس أحب إليك‏؟‏

قال‏:‏ ‏[‏عائشة‏]‏،

فقلت‏:‏ من الرجال‏؟

‏ قال‏:‏ ‏[‏أبوها‏}‏،

قلت‏:‏ ثم من‏؟

‏ قال‏:‏ ‏[‏ثم عمر بنالخطاب‏]‏ فعد رجالاً‏.‏


ملاحظة:


وهذه شهادة من الرسول صلى الله عليه وسلم أن أحب الرجال إليه من هذهالأمة هو الصديق‏.‏

وقلب الرسول صلى الله عليه وسلم قلب طاهر معصوم والمحبة منالإيمان،

بل الإيمان هو الحب في الله والبغض في الله،

ومحبة الرسول صلى الله عليهوسلملأبي بكر من الإيمان،

وإيمان الرسول صلى الله عليه وسلم معصوم‏.‏

وهذه شهادةعظيمة توجب على كل مسلم أن يحب ما يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر علىرأس هؤلاء ثم عمر بن الخطاب رضي الله عنهم‏.‏ وأم المؤمنين عائشة هي أحب الناس إلىرسول الله صلى الله عليه وسلم لأنها زوجه، وأعظم الناس إيثاراً ومحبة له‏.‏ رضيالله عنها‏.‏

ياقوت
25-02-2007, 14:17
الله مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم ومع الصديق أبو بكر رضي الله عنه‏:‏

حديث أبي بكر،

قال‏:‏ قلت للنبي صلى الله عليه وسلم، وأنا في الغار،لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا‏.‏

فقال‏:‏ ‏[‏ما ظنك يا أبا بكر‏!‏ باثنين الله ثالثهما‏؟‏‏]‏‏.‏

وهذه شهادة ثانية من الرسول صلى الله عليه وسلمللصديق أن الله مع النبي صلى الله عليه وسلم ومعه في أحلك الظروف وأصعب المواقف في الغار محصوراًبعيداً عنه كل ناصر من البشر إلا نصرة الله ثم نصرة الصديق الذي لم يكن إلا هو في هذا الموقف العصيب والرسول صلى الله عليه وسلم مطلوب حياً أو ميتاً، وقريش والكفاريسعون في قتله والوصول إليه بكل سبيل‏.‏

ياقوت
25-02-2007, 14:26
أبو بكر أفقه الصحابة وأعظمهم على الرسول منة في المال والصحبة‏:‏

حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه،

أن رسول الله جلس على المنبر،

فقال‏:‏‏[‏إن عبداً خير الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنياما شاء، وبين ما عنده، فاختار ما عنده‏]‏

فبكى أبو بكر، وقال‏:‏ فديناك بآبائناوأمهاتنا‏.‏

فعجبنا له وقال الناس انظروا إلى هذا الشيخ، يخبر رسول الله عن عبد خيره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا وبين ما عنده، وهو يقول‏:‏فديناك بآبائنا وأمهاتنا‏.‏

فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المخير،

وكان أبوبكر هو أعلمنا به‏.

‏ وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏[‏إن من أمن الناس عليفي صحبته وماله أبا بكر، ولو كنت متخذاً خليلاً من أمتي لاتخذت أبا بكر، إلا خلةالإسلام‏.‏ لا يبقين في المسجد خوخة أبي بكر‏]‏

ملاحظة:

وهذا الحديث يبين أن أبا بكر كان أفقه الصحابة وأعلمهم بمرامي كلامالرسول صلى الله عليه وسلم وفحواه فقد كان وحده الذي فهم ما يرمي إليه الرسول صلىالله عليه وسلم بقوله ‏[‏إن عبداً خيره الله من أن يؤتيه من زهرة الدنيا ما شاءوبين ما عنده‏]‏‏.‏

إن العبد المخير هو الرسول صلى الله عليه وسلم قد اختار ما عند اللهوهذا يعني الموت‏.

‏ ولذلك بكى الصديق حدباً على الإسلام وإشفاقاً لفراق رسول اللهصلى الله عليه وسلم‏.‏ ولذلك حفظ الرسول صلى الله عليه وسلم له هذه المواقفوالمناقب فأعلنه على الملأ في آخر حياته أن أعظم الأصحاب على الرسول صلى الله عليهوسلم منة في المال والصحبة هو الصديق الذي واسى الرسول صلى الله عليه وسلم بماله،

وصحبة أكمل ما تكون الصحبة‏.‏

وهنا يعلن الرسول صلى الله عليه وسلم أن الصديق فيمكان الخلة من الرسول لولا اشتغال قلب الرسول بخلة الله سبحانه وتعالى وأية إن لم يكن خليل النبي صلى الله عليه وسلم فإنهأخوه وصاحبه‏.‏ وحفظاً من النبي صلى الله عليه وسلم لهذه الكرامة أمر جميع من لهخوخة ‏(‏باب نافذ‏)‏ إلى منزله من المسجد أن يغلقه إلا الصديق فأمر النبي صلى اللهعليه وسلم ببقاء خوخته حفاظاً لمودته، وإكراماً لعهده، وبياناً لفضيلته‏.‏ فماذابعد هذا أعظم‏؟‏

ياقوت
25-02-2007, 14:42
أبو بكر أعظم الناس إيماناً‏:‏


حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال‏:‏ صلى رسول الله ، صلاة الصبح ثم أقبل على الناس، فقال‏:‏ ‏[‏بينما رجل يسوق بقرة إذ ركبهافضربها‏.‏ فقالت‏:‏ إنا لم نخلق لهذا؛ إنما خلقنا للحرث‏]‏


فقال الناس‏:‏ سبحان الله‏!‏ بقرة تكلم‏؟‏


فقال‏:‏ ‏[‏فإني أؤمن بهذا، أنا وأبو بكر وعمر‏]‏ .‏ ‏


[‏وبينما رجل في غنمه إذ عدا الذئب فذهب منها بشاة فطلب حتى كأنه استنقذهامنه، فقال له الذئب‏:‏ هذا، استنقذتها مني، فمن لها يوم السبع، يوم لا راعي لهاغيري‏؟‏‏]‏


فقال الناس‏:‏ سبحان الله ذئب يتكلم‏؟‏


قال‏:‏ ‏[‏فإني أؤمن بهذا أناوأبو بكر وعمر‏]‏ وما هما ثم‏.‏



فوائــــد الحديث:


1‏)‏ أن للحيوانات إدراكاً ما، وأن الله ينطق منها ما يشاء .‏


2‏)‏ أن لكل حيوان فوائد معينة ‏ قا ل تعالى‏:‏ ‏

{‏والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون‏} (http://javascript<b></b>:openquran(15,5,5))‏ – أي بعضها – وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لاتعلمون‏} (http://javascript<b></b>:openquran(15,8,8))‏ فبين سبحانه أن هذه خلقت للركوب والزينة‏.‏ وقال تعالى:‏ ‏{‏وإنلكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونها، ولكم فيها منافع كثيرة ومنهاتأكلون‏} (http://javascript<b></b>:openquran(22,21,21))‏ – أي بعضها‏.‏‏.‏


ولا شك أن استخدام الحيوان في غير ما خلق الله إهدار لنعم الله ووضعلها في غير ما خلقت له‏.‏


أن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما من خير أصحاب الرسول بل خير أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم لأن الذين كانوا حول النبي وحدثهم بهذه الأحاديث العجيبة من كلام البقرة وكلام الذئب سبحوا الله تعجباً واستبعاداً أن يقع مثل ذلك، أو على الأقل استغراباً‏.‏ فبين لهم الرسول صلىالله عليه وسلم أنه يتكلم بما يتكلم ويقول ما يقول مؤمناً به واثقاً من خبر الله سبحانه وتعالى، وأن أبا بكر وعمر يؤمنان مع الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك والعجبأنهما لم يكونا حاضرين‏.‏ وهذه شهادة كبرى من الرسول صلى الله عليه وسلم لهما بعظيم الإيمان والتصديق،وأنهما لا يترددان قط في قبول خبر النبي صلى الله عليه وسلم الصادق الأمين صلوات الله وسلامه عليه والذي لا يقول إلا حقاً،

‏ فأي شهادة أعظم من هذه الشهادة وأي منزلة أعظم أن يشهد لهماالرسول وليسا حاضرين أنهما يؤمنان بما قال، ويصدقان ما يقول، لا شك أن هذه شهادةعظيمة من الرسول صلى الله عليه وسلم لصاحبيه المؤمنين المخلصين رضي الله عنهماوأرضاهما‏.‏

ياقوت
25-02-2007, 14:52
شهادة الرسول صلى الله عليه وسلم للصديق بالجنة والمنزلة العليا‏:‏


حديث أبي هريرة‏:‏ قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
‏:‏ ‏[‏من أنفق زوجين من شيءٍ من الأشياء في سبيل الله دعي من أبواب – يعني الجنة، يا عبد الله هذا خير، فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الصيام ‏(‏و‏)‏ باب الريان‏]‏‏.‏
فقال أبو بكر‏:‏ ما على هذا الذي يدعى من تلك الأبواب من ضرورة، وقال هل يدعى منها كلها أحد يا رسول الله‏؟
‏ قال‏:‏ ‏[‏نعم، وأرجو أن تكون منهم يا أبا بكر‏]‏ ‏(‏رواه الإمام البخاري‏)‏‏.‏




فوائـد الحديث:


‏1‏)‏ رجاء الرسول صلى الله عليه وسلم أن يكون الصديق من الذي تنادي به ملائكة أبواب الجنة جميعاً كل منهم يرجو أن يدخل من الباب القائم عليه وهذا تشريف عظيم للصديق وأن أبواب الجنة الثمانية كلها مشرعة لدخوله وأن الملائكة تتنافس وتتسابق في تشريف الصديق وتكريمه بدعوة كل منهم إياه أن يدخل من بابه‏.‏
2‏)‏ أن أبا بكر كان مبرزاً في كل أبواب الخير في الجهاد والصدقة والصيام والصلاة بما لم يبرز غيره‏.‏
ومن هذا الباب ما رواه البخاري بإسناده أيضاً‏.‏
عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما، قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏[‏من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة‏]‏،


فقال أبو بكر إن أحد شقي ثوبي يسترخي إلا أن أتعاهد ذلك منه،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏[‏إنك لست تصنع ذلك خيلاء‏]‏‏.‏
قال موسى‏:‏ فقلت لسالم أذكر عبدالله من جر إزاره‏؟‏ قال لم أسمعه ذكر إلا ثوبه‏.‏




وهذه شهادة من الرسول صلى الله عليه وسلم أن الصديق لم يكن يعرف الخيلاء والكبر وليس فيه من خصائل أهل النفاق والكبر شيء، وأنه الصديق يحرص دائماً على اتباع السنة فهو يتعاهد إزاره ألا يسقط دون الكعبين، ولكنه يسهو أحياناً ويجد أن جانباً من إزاره سقط دون الكعبين فيفزع لذلك ويخاف‏.‏ ولقد بشره الرسول صلى الله عليه وسلم أن ذلك منه الذي ليس بعمد لا حرج عليه فيه وكان يمكن أن يبين له الرسول صلى الله عليه وسلم هذا فقط أي أن الغافل والناسي لا شيء عليه ولكن الرسول أراد مدحه أمام القوم كلهم فأخبر أنه ليس من أهل الكبر مطلقاً‏.‏

ياقوت
25-02-2007, 16:54
شهادة ثانية من الرسول صلى الله عليه وسلم للصديق والفاروق وعثمان رضي الله عنهم جميعاً بالجنة‏:‏



عن سعيد بن المسيب،


قال أخبرني أبو موسىالأشعري أنه توضأ في بيته، ثم خرج


فقلت لألزمن رسول الله ولأكونن معه يومي هذا‏:‏ قال فجاء المسجد فسأل عن النبي فقالواخرج ووجه هاهنا،


فخرجت على إثره أسأل عنه حتى دخل بئر أريس، فجلست عند الباب وبابها من جريد حتى قضى رسول الله حاجته فتوضأ، فقمت إليه، فإذا هوجالس على بئر أريس وتوسط قفها، وكشف عن ساقيه ودلاهما في البئر، فسلمت عليه، ثمانصرفت فجلست عند الباب،


فقلت لأكون بواب رسول الله اليوم،


فجاء أبو بكر فدفع الباب،


فقلت من هذا‏؟‏


فقال أبو بكر،


فقلت على رسلك، ثم ذهبت فقلت يا رسول الله هذا أبو بكر يستأذن‏؟‏ فقال ‏[‏ائذن له وبشرهبالجنة‏]‏، فأقبلت حتى قلت لأبي بكر أدخل ورسول الله يبشرك بالجنة، فدخل أبو بكر فجلس عن يمين رسول الله معه في القف ودلىرجله في البئر كما صنع النبي وكشف عن ساقيه،



ثم رجعت فجلست فإذاإنسان يحرك الباب، فقلت من هذا‏؟‏ فقال عمر بن الخطاب ، ثم جئت إلىرسول الله فسلمت عليه، فقلت هذا عمر يستأذن، فقال‏[‏ائذن له وبشره بالجنة‏]‏ فجئت فقلت أدخل وبشرك رسول الله بالجنة، فدخل فجلس مع رسول الله في القف عن يساره ودلى رجليه فيالبئر، ثم رجعت فجلست، فجاء إنسان يحركالباب، فقلت من هذا‏؟‏ فقال عثمان بن عفان، فقلت على رسلك، فجئت إلى رسول الله فأخبرته فقال ‏[‏ائذن له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه‏]‏ فجئته فقلتله ادخل وبشرك رسول الله بالجنة على بلوى تصيبك، فدخل فوجد القف قد ملئ فجلس وجاهه من الشق الآخر،


فوائـد الحديث:



1‏)‏ أن أصحاب النبي كانوا دائمي السؤال عنه،كلفين بمحبته وصحبته، محتفين به‏.‏


2‏)‏ أن الرسول بشرهم بالجنة‏.‏


3‏)‏ أن ورود هؤلاء الصحابة الثلاثة في هذه الواقعة على النبي كان بترتيب خلافتهم تماماً وهذا من غرائب الوقائع، ومما جعله الله إشارة إلى ترتيب خلافتهم‏.‏


4‏)‏ أن نبؤة النبي في عثمان قد تحققت تماماً.‏


5‏)‏ أن الصحابة رضوان الله عليهم أشد الناس حرصاً على متابعةالرسول .‏

ياقوت
25-02-2007, 17:05
شهادة علي بن أبي طالب أن الصديق هو خير الناس بعد رسول الله‏:‏


قال البخاري‏:‏ حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان، حدثنا جامع بن أبي راشد، حدثنا أبو يعلى عن محمد بن الحنفية، قال قلت لأبي‏:‏ أي الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم‏؟‏ قال أبو بكر، ثم قلت ثم من‏؟‏ قال‏:‏ ثم عمر، وخشيت أن يقول عثمان، قلت ثم أنت‏؟‏ ما أنا إلا رجل من المسلمين‏.‏
وهذه شهادة من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن أبا بكر هو خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن عمر هو خير الناس بعد الرسول صلى الله عليه وسلم

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ إني لواقف في قومٍ، فدعوا الله لعمر ابن الخطاب، وقد وضع على سريره إذا رجل من خلفي قد وضع مرفقه على منكبي، يقول رحمك الله‏:‏ إن كنت لأرجو أن يجعلك الله مع صاحبيك لأني كثيراً مما كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ كنت وأبو بكر وعمر، وفعلت وأبو بكر وعمر، وانطلقت وأبو بكر وعمر فإن كنت لأرجو أن يجعلك الله معهما، فالتفت فإذا هو علي بن أبي طالب‏.‏



وفي هذا الأثر من الفوائد ما يلي‏:‏
1‏)‏ شهود ابن عباس رضي وعلي بن أبي طالب جنازة أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه‏.‏
2‏)‏ أن علياً رضي الله عنه كان يرجو أن يدفن عمر بجوار النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر لأنه كان كثيراً ما يسمع النبي صلى الله عليه وسلم يذكر نفسه ثم أبا بكر وعمر فيقول خرجت أنا وأبو بكر وعمر، ودخلت أنا وأبو بكر وعمر‏.‏ فاستنبط علي من ذلك أنهما لا بد وأن يكونا أصحاباً لرسوله في الآخرة، وفي البرزخ كما جعلهم الله أصحابا للرسول في الدنيا، وهذا من فقه علي بن أبي طالب رضي الله عنه‏.‏

ياقوت
25-02-2007, 17:07
الرسول صلى الله عليه وسلم يستخلف الصديق على الصلاة‏:‏


‏"‏عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله قال في مرضه‏:‏ ‏[‏مروا أبا بكر يصلي بالناس‏]‏‏.‏ قالت عائشة‏:‏ قلت‏:‏ إن أبا بكر إذاقام مقامك لم يسمع الناس من البكاء، فمر عمر فليصل، فقال‏:‏ ‏[‏مروا أبا بكر فليصل بالناس‏]‏، فقالت عائشة‏:‏ فقلت لحفصة‏:‏ قولي ‏(‏له‏)‏‏:‏ إن أبا بكر إذا قاممقامك لم يسمع الناس من البكاء، فمر عمر فليصل بالناس، ففعلت حفصة، فقال رسول اللهصلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏[‏إنكن لأنتن صواحب يوسف، مروا أبا بكر فليصل بالناس‏]‏،فقالت حفصة لعائشة‏:‏ ما كنت لأصيب منك خيراً‏"‏‏.‏


وفي رواية قال‏:‏ ‏"‏أمر رسول الله أبا بكر أن يصلي بالناس في مرضه، فكان يصلي بهم، قال عروة‏:‏ فوجد رسول الله صلى الله عليهوسلم من نفسه خفة فخرج، فإذا أبو بكر يؤم الناس، فلما رآه أبو بكر استأخر، فأشارإليه رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ أن كما أنت، فجلس رسول الله صلى الله عليهوسلم حذاء أبي بكر إلى جنبه، فكان أبو بكر يصلي بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلموالناس يصلون بصلاةأبي بكر‏"‏‏.‏


وفي رواية للبخاري، وفيه ‏"‏جاء بلال يؤذنه بالصلاة، فقال‏:‏‏[‏مروا أبا بكر يصلي بالناس‏]‏، قالت‏:‏ فقلت‏:‏ يا رسول الله، إن أبا بكر رجلأسيف، وإنه متى يقوم مقامك لا يسمع الناس، فلو أمرت عمر‏؟‏ فقال‏:‏ ‏[‏مروا أبا بكريصلي بالناس‏.‏‏.‏‏]‏ ثم ذكر قولها لحفصة، وقول النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏‏[‏إنكن لأنتن صواحب يوسف‏]‏، وأنه عليه السلام وجد خفة فخرج‏.‏‏.‏ ثم ذكر إلىقوله‏:‏ حتى جلس عن يسار أبي بكر، فكان أبو بكر يصلي قائما، وكان رسول الله صلىالله عليه وسلم يصلي قاعداً، يقتدي أبو بكر بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم،والناس بصلاة أبي بكر‏"‏‏.‏


الفوائـد:


‏1)‏ أن اختيار الرسول صلى الله عليه وسلم لأبي بكر ليصلي بالناسأعظم دليل على تقديمه وتزكيته لتولي أمور المسلمين والقيام بالأمر من بعده‏.‏ كمااستدل بذلك الصحابة وقالوا ‏"‏رضيه رسول الله لديننا، أفلا نرضاه لدنيانا‏"‏‏.‏وذلك أن الصلاة هي أعظم أعمال الإسلام بعد الشهادتين والإيمان، وهي أعظم أعمالالخلفاء والولاة كما قال تعالى‏:‏ ‏( ‏الذين إن مكناهم في الأرضأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة، وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر) (http://javascript<b></b>:openquran(21,41,41))‏ فبدأبالصلاة أولاً حتى يشعرنا أنها أعظم أعمال الدين وأعظم أفعال ولاة الأمور، واختيارالرسول صلى الله عليه وسلم لأبي بكر ليؤم الناس في مرض موته أصرح الدلالات على أنالرسول صلى الله عليه وسلم اختار الصديق لإمامة المسلمين وخلافة النبوة‏.‏ فلعنةالله على الزنادقة الرافضة الذين زعموا أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد نص علىخلافة علي أبي طالب فكيف ينص على ذلك ويولي الصديق إمامة الناس ويقول‏:‏ ‏[‏يأبىالله والمؤمنون إلا أبا بكر‏]‏‏.‏



12‏)‏ خوف السيدة عائشة رضي الله عنها على أبيها أن يتشاءم الناس منمقامه مقام الرسول مما يدل على نزاهتها وبراءتها رضي الله عنها وأنها لم تكن لا هيولا أبوها طامعين في إمارة أو خلافة‏.‏ وإصرار الرسول صلى الله عليه وسلم على توليةأبي بكر يدل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن ليدع أهم الأمور وهي إمامةالمسلمين دون أن يرشد إليها ويبينها وفي تولية الصديق الإمامة أتم البيان‏.‏


3) أن الرسول أصر على إمامة الصديق مع مراجعةعائشة وحفصة له‏.‏ وقد ذكرت عائشة أن سبب مراجعتها خشيتها أن يكره المسلمون أبا بكرلقيامه مقام رسول الله الذي أحبوه أكثر من آبائهم وأمهاتهم وأنفسهم‏.‏


ولكن الله سبحانه وتعالى جعل قيام الصديق مقام رسول الله من أعظم البركات والخيرات على الأمة الإسلامية، إذ قام خير قيام بخلافةرسول الله وقيادة الأمة إلى الرشد والسداد، وإبقاء سنة الرسول حية قائمة‏.‏

ياقوت
25-02-2007, 17:12
شهادة الرسول صلى الله عليه وسلم بخلافة الصديق‏:‏


روى البخاري بإسناده عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه قال‏:‏ أتت امرأة النبي فأمرها أن ترجع إليه، قالت أرأيت إن جئت ولم أجدك،كأنها تقول الموت، قال عليه الصلاة والسلام‏:‏ ‏[‏إن لم تجديني فأتي أبا بكر‏]‏‏.‏


وهذه شهادة من الرسول وخبر صادق منه، ودلالة مندلائل نبوته وصدقه صلى الله عليه وسلم أن الذي سيرجع إليه بعد وفاته إنما هو الصديق رضي الله عنه، فأي شهادة أبلغ من هذه وأصرح للدلالة على أنالمرجع بعد الرسول إنما هو أبو بكر رضي الله عنه‏.‏




ومما يدل على هذا أيضا هذه الرؤيا للرسول صلى الله عليه وسلم‏:‏


روى الإمام البخاري بإسناده عن الزهري، قال أخبرني ابن المسيب سمع أبا هريرة رضي الله عنه، قال سمعت النبي يقول‏:‏ ‏[‏بينا أنانائم رأيتني على قليب عليها دلو، فنزعت منها ما شاء الله، ثم أخذها ابن أبي قحافةفنزع بها ذنوبا أو ذنوبين وفي نزعه ضعف والله يغفر له ضعفه، ثم استحالت غربا فأخذهاابن الخطاب فلم أر عبقريا من الناس ينزع نزع عمر حتى ضرب الناس بعطن‏]‏‏.‏


إن الخلافة بعد الرسول إنما تكون لأبي بكر ثم عمر وإن خلافة الصديقتكون قصيرة ثم تأتي خلافة الفاروق حيث يفيض المال وتعظم الفتوح وتستحيل دولةالإسلام إلى دولة عظمى، حتى يضرب الناس بعطن‏.‏‏.‏ ‏(‏والعطن‏)‏ هو مرقد الإبل وهذهكناية وإشارة إلى استقرار الأمة وكثرة عددها وقيام سوقها‏.‏


الرسول صلى الله عليه وسلم يأمر الصحابة بحفظ مكانة الصديق وألايؤذى أبداً‏:‏


روى الإمام البخاري بإسناده


عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال‏:‏‏"‏كنت جالساً عند النبي صلى الله عليه وسلم إذا أقبل أبو بكر أخذاً بطرف ثوبه حتىأبدى عن ركبته‏.‏


فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏[‏أما صاحبكم فقد غامرفسلم‏]‏‏.‏


وقال ابو بكر: إني كان بيني وبين ابن الخطاب شيء، فأسرعت إليه ثم ندمت، فسألته أنيغفر لي، فأبى علي فأقبلت إليك،


فقال الرسول: يغفر الله لك يا أبا بكر ثلاثاً،


ثم إن عمرندم فأتى منزل أبي بكر‏.‏ فسأل أثمَ أبو بكر‏؟‏ فقالوا‏:‏ لا،


فأتى إلى النبي صلىالله عليه وسلم فجعل وجه النبي صلى الله عليه وسلم يتمعر حتى أشفق أبو بكر فجثا علىركبتيه، فقال يا رسول الله‏:‏ ‏[‏والله أنا كنت أظلم مرتين، فقال النبي صلى اللهعليه وسلم‏:‏ إن الله بعثني إليكم، فقلتم كذبت، وقال أبو بكر‏:‏ صدق وواساني بنفسهوماله، فهل أنتم تاركو لي صاحبي مرتين فما أوذي بعد بعدها‏]‏‏.‏