PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : أماني هذا عنوان رواية أحلام لكل محبي قصص الرومانسية



arianda
29-01-2007, 21:36
أهلاً بجميع أصدقائي الأعزاء أنا واحدة من محبي قراءة القصص على مختلف أنواعها
و روايات أحلام هي إحدى هذه القصص المفضلة لدي
لذا تفضلوا بقراءة هذه القصة الممتعة على أمل أن تعجبكم

arianda
29-01-2007, 21:47
.
أماني
سيد الشمس
_ كايس قلت لك اكتفيت.
كان الجو في مؤخرة السيارة التي يقودها السائق متوتراً, و هذا كل ما يقال.. و كانت الجميلة أماندا هاموند تلتف بمعطف الفراء السيمك و رغم التدفئة المركزية في السيارة كانت ترتجف, أما كاسدي لايتبون فحاول جهده الظهور بمظهر المستريح المطمئن على أمل أن تؤثر تصرفاته في الممثلة الجالسة قربه فينجو من غضبها.
تابعت أماندا و هي ترتجف: أريد الذهاب إلى منزلي لأستحم.. أريد أن أغسل لمساته القذرة عن بشرتي!
أبتعلت ريقها بصعوبة, ثم أردفت همساً :
_ لا أستطيع تحمل المزيد اليوم.
قال كايس بطريقته المصطنعة:
_ أنها المرة الأخيرة, يا حلوتي.
نظرت إليه باستغراب! ألا يكفي ما تعرضت إليه اليوم على يدي ذلك الحقير لتغيير برنامج اليوم؟.
_ اتركي كيفن لوكهارت الدمث يلتقط لك صوراً جميلة ثم بعد ذلك اذهبي إلى منزلك وانقعي جسدك بالحوض, و انسي كل شيء لشهر كامل !
فكري في الأمر.. ساعة واحدة من ابتسامات أماني الحلوة, و ينتهي التصوير.. و إلا اضطررت يا حلوتي لمرافقتي غداً.
لاحظت أماندا بمرارة أنها ورقته الرابحة , فلدى كايس دائماً ورقة رابحة .. إنه قادر على قضاء تسعة و تسعين بالمئة من حياته و هو يلعب دور الأبله و لكن ذاك الدور ما هو إلا غطاء يخفي وراءه قرشاً آكلا للحوم البشر في داخله.. و لهذا كان كايس من أنجح العاملين في دنيا الفن.
إنما هذا لا يعني شيئاً لأماندا هاموند في هذه اللحظات.. أنها غاضبة و متكدرة بحيث لا تهتم بمن يكون كايس.. ارتدت إليه بغضب:
¬_ ألا تفهم ؟ لا أستطيع تحمل المزيد! و لن أطيق معاملة سيئة أخرى اليوم!
سارع كايس يقول:
_ لكن السيد لوكهارت رجل هادئ! هادئ و بارد.. بارد! إنه لا يخاشن السيدات مثل كارتر, ولا يلمسهن إلا مضطراً. إنه عبقري في عمله.. لكنه يكره من يصورهن.
_ لست ممن يصورهن.
¬_ يا الله ! لا.. أنت ممثلة جميلة.. لكن الأمر سيان بالنسبة إليه يا حلوتي.. أنت سيدة جميلة خلابة.. و جمالك أشبه بجمال من نسج الخيال.. و هذا ما لا يستطيع لوكهارت تحمله.. إنه لا يطيق النساء الجميلات و مع ذلك يلتقط لهن صوراُ رائعة.
تنهدت بنفاد صبر:
_ و ماذا لديه ضدهن؟
_ زوجة.. زوجة سابقة, عملت موديلاُ له, وهي فائقة الجمال ! و قبل أصابعه الأنيقة لزيادة التركيز.
_ أتذكرين سوان كورتيز..؟ لوكهارت هو الذي اكتشفها و دربها و زينها و جملها , ثم تزوجها والتقط لها أروع الصور, و دفعها لتحلق فوق القمة . ثم راقبها و هي تنقلب عليه يوم جاء الرجل السمين ليعدها بالنجومية في عالم السينما! أما لوكهارت فلم يسامحها قط بل لم يسامح جنس النساء كله, خاصة النساء المتألقات.. و لكنه أمهر العاملين في حقل مهنته. لديه قدرة العجيبة على إظهارهن أجمل و ابهى.. آه ! لا أقصدك أنت, حلوتي !
و أرسل لها إحدى ابتساماته السخيفة :
_ لا يمكنه تحسين ما هو كامل.. تعرفين هذا !
آه ! أصمت كايس.. أنا غاضبة و أشعر بالقرف و الضجر.. و لكنني لست حمقاء ! أفهم كل هذا.
_ آه حقاً ؟
و بدا أن مشاعره قد جرحت! يا للشيطان اللعين يعرف بالضبط ماذا يفعل, إنه يلعب على شفقتها.
_ قلت سوان كورتيز ؟
هز رأسه إيجاباً.
سبق أن سمعت أماندا بها.. بل من لم يسمع بها ؟ في وقت ما كانت تعم صورها جميع إعلانات مستحضرات التجميل تقريباُ.. أما الآن فلا ترى صورها . عبست و حاولت أن تتذكر متى توقف وجه الجميلة سوان كورتيز عن الظهور على صفحات المجلات.. كان لها تلك الجاذبية السوداء الشهية التي تضعف الرجال.. لا عجب إذن أن يكره كيفن لوكهارت النساء ! فكرت أماندا بمرارة .. هل هناك من تستطيع أن تخلفها ؟
حذرت كايس بطريقة توحي بالقبول :
_ لا تجرؤ على تركي لحظة كايس!
ارتفعت يده و وعدها قائلاً :
أعدك !
ابتسمت أماندا رغم انزعاجها.
قرأت نص فيلم لكارتر كرمى لكايس فالمخرج الأميركي الشهير سميتي كارتر كان قد طلبها بالاسم و يومذاك قال لها كايس إنه لا يمكن إغضاب رجال من هذا المستوى في مهنة الفن , و لم يخطر ببالها إلا بعد فوات الوقت ما نوى ذلك الخليع العجوز فعله حين شاهدها فوق الأريكة و بدأ يسيء معاملتها .. كادت تضحك على مدى سذاجتها .. فقد كان عليها تحرز نواياه في تعابير وجهه الجائعة.. و لكنها لم تنتبه . و لا شك أن الإرهاق النفسي والجسدي أخمد أحاسيسها.. يا للغرابة لقد وقعة في فخ قديم العهد ! سخرت من نفسها بمرارة. الحمد لله لأن كايس كان قريباً فأنجدها من موقف لعين..
قرأ كايس أفكارها ككتاب مفتوح:
_ انسي أمر كارتر.. إنه شخص منحط .. يظن أنه هبة السماء للنساء.. يعاني من عقدة نفسية.. يجب أن يهتم به أحد.. لا يمكنه المضي هكذا .. فهو يحسب نفسه زير نساء, و لكنه لم يعد كذلك.. لأنه لا يستطيع أن..
_ اصمت كايس!
_ آه .
لقد جرحت مشاعره مرة أخرى:
_ .. أجل.. بالتأكيد .. لم أفكر.. لم أقصد..
كررت بوضوح هادئ.. اصمت.
نجحت هذه المرة في إسكاته فنظرت إليه برضى و تجهم,و حاولت يائسة جمع ثقتها بنفسها لمواجهة المحنة القادمة في التصوير.
_ وصلنا.
وعت أماندا ما يحيط بهما بدهشة خفيفة ظهرت على وجهها حين كانت السيارة تلج بين بابين خشبيين نحو ما بدا لها قصراً خاصاً.
إنه قصر قديم يعود طرازه إلى العهد الفيكتوري فهو مبني من الحجارة الحمراء, و نوافذه قرميدية اللون قاتمة, و سقفه مثلث هائل.. بدا لها مسكن كيفن لوكهارت مكاناً مريحاً.. ثم لمحت أرجوحة معلقة في شجرة إجاص قديمة في مؤخرة المنزل.
وقف باحترام ينتظر نزولها, فسحبت نفساً عميقاً و دفعت أطرافها المترددة و ضمت معطفها حولها تاركة الياقة المرتفعة تخفي شعرها الأشقر الطويل.. و الحقيقة أن بشرتها الشقراء الرائعة أخفت حقيقة ذعرها الذي جعل الدم يجف من عروقها.. بدت كما هو.. مميزة جداً, ناجحة جداً, و شابة جميلة جداً. من يعرفها يلاحظ اشتداد عضلات فكها الصغير و التعب في عينيها الزرقاوين المشعتين.
ارتفعت إحدى أصابع كايس الطويلة الأنيقة فضغطت زر الجرس.. الذي أعقبه نباح كلب من الجهة الأخرى للباب ووقع أقدام ونبرة تأنيب.. ثم انفتح الباب إلى الداخل فظهرت امرأة عجوز نحيلة صغيرة الجسم, فضية الشعر وجهها يشبه وجه عمة عجوز عزيزة.
ابتسمت لأماندا بلطف: آنسة هاموند ؟.
هزت أماندا رأسها مبتسمة, ففتحت العجوز الباب ورفعت بصرها إلى كايس و لكن ملامحها تغيرت ما إن رأته و راحت تنظر إليه بذهول:
_ حسناً.. رأيت كل ما يمكن دخوله من هذا الباب.. لكنك أيها الشاب تنتصر عليهم جميعاً.
كبتت أماندا رغبة في الضحك.. كايس رجل طويل رشيق القوام نحيل.. أرسل لها ابتسامة مشرقة ساحرة. و قال: شكراً لك.
و دخل إلى الردهة و هو ينظر إلى الكلب الضخم بكره.
هز الكلب رداً على كراهية كايس فراءه الأشعث, و نظر إليه بازدراء.. ثم نبح نباحاً بدا لأماندا نباحاً ساخراً.. و جلس في أسفل الدرج بتكاسل.
قالت المرأة: مشغل التصوير في الأعلى..لاكي !
دفع الصوت الباتر رأس الكلب إلى الارتفاع و لكنه عاد فأخفضه و تابع تكاسله. صاحت العجوز مجدداً:
ابتعد عن الطريق أيها الكلب العجوز الغبي !
و لكنه لم يطعها فتجاوزته ساخطة و لكن ما هي إلا لحظات حتى تعالى عواؤه فقد وقعت صفعت قوية على مؤخرته, ثم ارتد ليلعق اليد التي ضربته و توجه إلى فناء المنزل الخلفي.
عاد الوجه اللطيف إلى سابق عهده و ارتدت العجوز إليهما:
- اصعدا إلى الطابق الأول ثم توجها شمالاُ على طول الرواق.. في الطرف الآخر ستريان باباُ مزدوجاٌ, اقرعاه ثم انتظرا حتى يأذن لكما بالدخول.. لن أرافقكما وإلا غضب السيد كيفن.
كانت ابتسامتها شريرة, ثم ابتعدت في الجهة التي ذهب إليها الكلب.
عندئذٍ لاحظت أماندا تصلب ساق المرأة الذي كان يجبرها على العرج.. و فكرت أن السبب التهاب المفاصل.
تمتم كايس: مكان رائع.
و أشار لأما ندا أن تتقدمه صعوداُ على السلم العريض.
كان الرواق الذي أشارت إليه العجوز طويلاُ و مهيباُ . جدرانه مغطاة بلوحات أصلية قديمة موضوعة في إطارات ذهبية ضخمة عليها رسمات لوجوه متجهمة تنظر بتعالٍ للمارين بها.
أهم أسلاف كيفن لوكهارت؟
هذا أمر غير مشجع فقد بدا معظهم قادراُ على القيام بعمل مشين أعادت الفكرة إليها صورة سميتي كارتر الخبيث, فأبعدتها عنها بقرف.
بعدما قرع كايس الباب ران صمت طويل, ثم انفتح أحد البابين إلى الداخل فظهر رجل في حجم عملاق له أغرب عينين صفراوين رأتهما أماندا.. يا ألهي ! إنه إله الشمس الوثني و قد تجسد أمامها!
إنه رجل طويل يزيد طوله عن ستة أقدام و ثلاث إنشات.. يخالط شعره الأسمر البني خصلات ذهبية و هو كث ناعم يلتف حول وجهه الوسيم.. قسماته الشبيهة بصخر منحوت بدقة, تظهر رجلاُ تشكل شخصيته تحذيراُ لكل قادم.. كما يقال: قوة فكر و جسد.
كان يحيط بعينيه الغريبتين رموش ذهبية أما أنفه فكان متشامخاُ إنما ليس كثيراُ و كشف فمه عن حساسية موجودة فيه في مكان ما.. و إلا ما كان ليكون المصور المبدع الذي هو عليه الآن.
بدت بشرته تبرق كالذهب المصقول و قد ظهرت بوضوح للعيان من فتحة ياقة قميصه..
أخذ ينظر إليها ببرود و راح يجيل بصره فيها من رأسها إلى أخمص قدميها و لكنه ما لبث أن صرف النظر عنها و صب اهتمامه كله على كايس.
_ لقد تأخرت !
و صوته الذهبي أيضاُ يثير الاضطراب.. في غضبه يزأر كالأسد.
رفع كايس يديه باستسلام: آسف.. آسف.
دلت تعابير وجهه عن أفضل ما عنده ليظهر بمظهر الأبله:
_ اضطررنا للتأخر.. وقع أمر مزعج في الموعد الأخير.. أماندا غاضبة وأنا غاضب وأنت غاضب! إنه يوم الغضب.
راح كيفن ينظر إلى تعابير وجه كايس المدّعي بعينين ضيقتين, ثم وجه خطابه لأماندا:
_ أتشعرين بالبرد أيتها السيدة؟
انتفضت أماندا فارتفع بصرها إلى كيفن لوكهارت بدهشة.
أضاف ببرود: ألعلك لا ترتدين تحت جلد هذا القط البري شيئاُ؟ إذا كان الأمر هكذا فمن الأفضل أن أحذرك أنني لا أتعامل مع العراة.. حتى لو كان الشخص امرأة مغرية مثلك.
قاطعه كايس الذي حرك إصبعه تحت الأنف المتعجرف:
_ أيها المزعج! من لديه كاميرات غالية الثمن لا يرمي الإهانات جزافاُ.. إنه سوء تصرف ينقلب عليك و على الجميع..
أمسكت أماندا ذراعه: فلنذهب من هنا كايس.
وارتدت على عقبيها تعود على الطريق التي دخلت منها. ما تنويه كان جلياً للرجلين. لن تبقى هنا لتتلقى الإهانات من هذا المتعجرف.. فليستخدم كايس لسانه الأملس ما شاء له ذلك .. لكنها اكتفت!
و لكن كان لكايس أفكار أخرى و ظهر في عينيه بريق خطير و هو يمنع رحيلها بإدارتها لتواجهه و تواجه كيفن لوكهارت الكريه.. أمسكت يده بيدها الباردة التي تضعها على ذراعه.
_ فلندخل أهذا ممكن؟
أعلمتها لمسته أنه يعي مشاعرها وأنه هنا ليدعمها.. رفع بصره إلى عيني الرجل الآخر بسرعة حاسمة, ثم دخلا إلى قاعة ضخمة جدرانها بيضاء و نوافذها زجاجية.. رأت على كل قطعة من أرضها ألات غاليات الثمن.. و على جدرانها ظهرت صور قديمة و حديثة و كأنها جناح في مسرح, سقفها كسقف مسرح.
كانت زاوية واحدة في الغرفة فارغة و ليس في هذه الزاوية إلا منصبة مرتفعة قليلاً تضيئها عدة أنوار, و حولها ثلاثة أشخاص مشغولين بعمل ميكانيكي. إما اللإضاءة, و إما في معدات التصويرالفخمة.. أقفل الباب المزدوج خلفهما, و أحست أماندا بعودة محنتها الداخلية.. كان الأجدر بها ألا تتعرض لما تعرضت إليه اليوم.

arianda
29-01-2007, 21:54
_ أسدلوا الستائر.
هب من مكانه شاب شبه أقرع يضع نظارة سميكة لينفذ الأوامر.
_ اخلعي هذا المعطف أيتها السيدة.
و كان هذا الأمر لأماندا.
_ حركي الكاميرا الكبيرة.. اديث.
كانت الكاميرا الكبيرة مثبتة إلى رافعة وإلى هناك توجهت فتاة نحيلة تحركها عبر جهاز سيطرة آلي.. ثم أشار لوكهارت إلى كايس:
_ أنت.. اخرج عن مدى نظري, وأنس أنك هنا حتى أذكرك أنا بوجودك.. المعطف أيتها السيدة.
صححت له ما يقول دون أن تتحرك: آنسة هاموند.
نظرت إليه باستخفاف بارد مسمرة اياه في مكانه و نظر إليها و كأنه يراها للمرة الأولى.. شخصاً حياً يتنفس.
كررت ببطء متعمد:
_ أنسة هاموند.. أنا إنسانة لي إسم و لست آلة.
ران صمت مفاجئ في الغرفة .. نظر إليها كيفي لوكهارت بعينين صفراوين ضيقتين راحتا تنظران إليها بتحد.. امتد الصمت المتوتر حتى بدأت أذناها تطنان.
انطلق شيء كالشرر بينهما, شيء جعلها تنتفض في أعماقها و لكنها رفضت هذا الشعور.. ثم اشتد اللون الأصفر في عينيه فقد شعر هو أيضاً بتلك الشرارة الشديدة الحرارة.
قال ببطء ورقة:
_ أنسة هاموند.. هلا نزعت معطفك رجاء؟
إنه أميركي .. في تلك اللحظة فقط أدركت أنه أميركي.
_ لا أنكر أنه معطف جميل.. و لكن عليك أن تفترقي عنه و ستقوم أديث على حراسته لك بحياتها.. ألن تحرسيه لها يا عزيزتي أديث؟ ثم ستعيده إليك لاحقاُ سالماً.. آنسة هاموند.
أحفلتها لهجته الساخرة فالتفتت إلى كايس تتوسل إليه بصمت أن يخرجها من هنا قبل أن تذل نفسها إما بالاستسلام إلى الغضب أو إلى الإجهاش بالبكاء.
ابتسم كايس لها.. و هي ابتسامة تبدو للجميع سخيفة ملؤها الخنوع.. لكن أماندا رأت الرسالة في عينيه, و ارتفع ذقنها.. كانت تلك النظرة تقول: أنت ممثلة فابدئي عملك و أظهري لهذا الخنزير المتعجرف حقيقة معدنك!
خلعت المعطف و تركته ينسدل عن كتفيها.. فسارعت أديث بنظرها الثاقب تلتقطه قبل أن يقع أرضاً.. و وقفت أماندا جامدة, و عيناها تنظران مباشرة إلى العينين الذهبيتين الغريبتين.. و لم يظهر شيء مما يعتمل داخلها إلا في ارتعاشة ثغرها الرقيق.
كان فستانها من الحرير الخالص, أحمر اللون يلتف برقة حتى خصرها حيث تنسدل بلطف تنورة طويلة.. كان فستان بسيطاً و أنيقاُ, طويل الأكمام, مستدير الياقة.. بعد ابتعاد المعطف عنها بان طول شعرها الأشقر الشاحب الذي انسدل على كتفيها.
تمتم العملاق الساخر:
_ حسناً .. أنا لم..
و صمت تاركاً فمه يأخذ انحناءة جانبية إلى الأعلى أما عيناه فمرتا بها بمكر.. سبق أن رأت مثل هذه النظرة على وجه سميتي كارتر قبل أن يرمي بثقله عليها.. تنحنح كايس بصوت مرتفع كأنه يذكرها أنه موجود معها
قال الصوت الكريه:
_ كرسي للآنسة هاموند.
و بدأت نبضات أماندا تخفق بعنف.. فجأة عمّت الغرفة الصامتة الحركة فقد هبّ الجميع ليطيع أوامر لوكهارت و كادوا يصطدمون يبعضهم بعضاً و هم يتسارعون.. أما هي و هو فوقفا جامدين لأن شيئاً ما بينهما كان يحدث.. شيئاً قوياً و خطيراً.
كانت نظراتهما متشابكة كأنهما في معركة و لكنها لم ترد الاعتراف بالمعركة.. فما هو الوقت أو المكان المناسبين و لا هو الشخص الذي تريد أماندا أن تتشارك معه مثل هذا التجاذب القوي.
فرش الصبي ذو النظارة السميكة الأرض بورق أبيض, أما الشاب الآخر فتقدم ليضع مقعداُ ذهبي اللون فوقه.. فجأة انكسر التوتر المثير لأن كيفن لوكهارت نقل عينيه من أماندا لينظر بنفاذ صبر إلى المقعد ثم صاح بصوت أجفل الجميع:
_ ليس هذا ! بول, ألم تتعلم شيئاً في السنتين اللتين أمضيتهما معي؟ لا يمكنك حجب الجمال بإجلاسه على عرش ذهبي.. الذوق والتواضع أيها الرجل! و اترك ما تبقى للإضاءة.. الإضاءة!
تمتم المسكين التعس الحظ بول: أجل كيفن.
_ الإضاءة قبل الديكور.. الجمال الطبيعي قبل مساحيق التجميل.. تذكري هذا أديث.. ضعي فراء القط البري من يدك, و ابحثي عما تمشطين بها شعرها.
رمت الفتاة الفراء بشيء من الألوان.. إلا إذا تمكنا من جعلها تتورد مجدداَ.. و هذا ما أشك فيه. فالآنسة هاموند على ما يبدو ليست ممن تتورد وجنتاها خجلاُ بسهولة.
ضحك الجميع ضحكة مصطنعة , أما أماندا فعبست وانشغلت بتهدئة غضبها و قاومت لتحتفظ برباطة جأشها و لتتعامل مع موجة الجاذب غير المتوقعة التي اختبرتها للتو تجاه هذا العملاق الكريه. قالت لنفسها: أنت تبالغين و تستجيبين للعدوانية بسبب ما جرى لك مع كارتر.
_ كارل! الإضاءة الأولى و الثانية و الخامسة, لون وردي ناعم.. الثالثة و الرابعة والسادسة ليلكي شاحب.
التفت إلى أماندا :
_ آنسة هاموند بعدما تنتهين من إعطاء الانطباع بأنك تمثال رخامي , سأكون شاكراُ لك إن جلست على الكرسي لتتمكن أديث من العناية بشعرك.
جاء صوت الفتاة الهادئ قرب أذنها : من هنا آنسة هاموند.
تحركت آلياً إلى الكرسي, أما كيفن فتحرك بنشاط حي و ركّز الكاميرات عليها و ألقى أوامره على الصبي الإضاءة فتغيرت ملامح المكان كلياً.
شعرت بدوار كان سببه صدمة متأخرة ولكن أماندا استجابت للأوامر التي كان كيفن يلقيها من وراء دائرة الأنوار.. سبق أن مرت بعدة تجارب تصوير و استمتعت يبعضها, لكن ما تمر به الآن هو كابوس حقيقي..
أوامر قاسية وترت أعصابها و جعلتها تصرّ على أسنانها, ثم وجدت و يا للهول أنها غير قادرة على الحراك.
تنهد كيفن عندما فشلت في الوقوف كما أراد:
_ ليس هكذا .. ليس هكذا! أنت ممثلة ! ألا تستطيعين التحرك بحسب الأوامر؟ أريدك هادئة جليلة ولا أريد أن تظهري بمظهر التلميذة المذهولة العينين التي توشك على التعرض لمحنة مخيفة !
راقبته عبر دوار ضبابي و هو يمرر يده في شعره البني الأشقر و يشده بإحباط ساخط, ثم دنا منها و قفز إلى المنصة, و وقف يشرف عليها و كأنه وحش ذهبي من الماضي.
بدأ العرق يتفصد من بشرتها, و أحست ببرودته تتسلل إلى ظهرها و تبلل جبينها..
عبثت يداه الكبيرتان بشعرها و هذا ما سمح للخصلات الحريرية بالانزلاق بين أصابعه.. تصلبت أماندا و لكنها تمسكت بسيطرتها على ذاتها.. لن تسمح بالانهيار أمام هذا الرجل ! لن..
_ شعر رائع .. من هو مصفف شعرك؟
_ فنان ذكي.. أليس كذلك ؟ تركيبة الألوان ممتازة.. يصعب على المرء أن يعرف أنه مصبوغ.
ظلت أصابعه في شعرها تدلك جلدة رأسها عندئذ شعرت بأنها ستصرخ.. قالت بصوت جاف لأن فكها لم يسترخِ:
_ كايس.. هل أنت هنا؟
_ أنا هنا حلوتي.. استريحي و اجلسي كالولد العاقل كما قال الرجل.
_ إذن هل تسمح بأن تقول له هذا.. قل لهذا المهرج الأعمى أن يبعد يديه عني!
ارتفع صوتها تدريجياً و ارتفع معه جسمها إذ نهضت من المقعد تريد الابتعاد.
قاطعها كيفن لوكهارت مقطباً:
_ أرجوك عفوك.. أيتها السيدة ؟
صرخت: قلت .. أبعد يديك عني ! أبعدهما !
الذعر الذي شعرت به منذ ساعة في شقة كارتر صدمها الآن بقوة .. ثم تلاشى كل شيء.. فقد أطبق كل شيء من حولها و لفها ظلام من العذاب.

* * *












الغزو الذهبي
هبطت يدان رقيقتان لطيفتان لتمسكا بكتفي أماندا.
_ مهلك.. مهلك قليلاُ.
كانت ترتجف كورقة في مهب الريح, تجاهد لئلا تفقد وعيها و لكنها شعرت بأن ساقيها رخوتين كالمطاط.. أنزلها كيفي لوكهارت ببطء إلى الكرسي, ثم لاحظ نظرة الخوف الأعمى على وجهها الأبيض من شدة الشحوب..
- أردف بصوت هادئ و عميق:
- _ أنت كايس , أو مهما كان اسمك.. ما بها بحق الله ؟
- تلاشت تصرفات كايس الخنوعة, و ما هي إلا لحظة حتى ركع أمامها و أمسك بيدها:
- _ إنها صدمة متأخرة .. آسف حلوتي. ما كان يجب أن أضغط عليك.. يمكننا القيام بهذا في يوم آخر استريحي لحظة أماني لأرافقك إلى المنزل.
- حاولت بيأس تمالك نفسها:
_ اللعنة عليك كايس.. ذلك القذر النا..
- قاطعها كيفن لوكهارت حانقاً:
- _ هل تتكلم عني؟
- قال كايس: بل عن سميتي كارتر.. أماني حلوتي .. لا تعذبي نفسك بالتفكير فيه ! تذكري بدل ذلك كيف لكمته على وجهه و ستجلب لك تلك الذكرى البسمة!
- سأل العملاق ساخطاً و حائراً :
- - عما تتكلم بحق الله.. ؟
- تجاهله كايس: ستظل عينه سوداء عدّة أيام .. تصوري ذلك السافل اللعين و هو يحاول تفسير ما أصابه !
أخيراً فهم كيفن لوكهارت :
- أحاول سميتي كارتر الاعتداء عليها ؟
استقام غاضباً فشعرت أماندا بأنها تفتقد لمسته على كتفها.
قال كايس ساخراً:
- و على الأريكة.. لا أكثر ولا أقل ! في جسمها كدمات تؤكد هذا !
فقد الصوت الذهبي رقته:
- أديث ! قولي للعمة روزي أن تعدّ فنجان شاي قوي و حلوى للآنسة هاموند.
إذن السيدة العجوز هي عمة أحدهم ! لم تتمالك أماندا نفسها من الضحك, فضحكت و ضحكت حتى فقدت القدرة على التوقف, و لكن هذه الضحكة الحادة انتهت فجأة كما بدأت بيد قوية لامست وجنتها بلمسة لاسعة.. عندئذٍ شهقت و نظرت بعينين مجروحتين إلى كيفن لوكهارت العابس ثم تحوّل بؤسها إلى أعماقها.
التفت ذراعان قويان حولها و لامس خد لطيف شعرها, ثم شعرت أنها ترتفع عن الكرسي و تضم إلى صدر الرجل الصلب.
شهقت باكية : لقد ضربتني !
ثم أفسدت التأنيب بدفن وجهها في عنقه , عندئذ انسدل شعرها كستارة حريرية على كتفه.
- كنت مضطراُ.. و أنا أسف.
- أكره الرجال.
سخر بلطف: كلهم ؟
عندما سار بها شعرت بجسمه يبعث اضطراباً غريباً فيها.. تمسكت به بشدة و قالت بصوت مختنق:
- أحس بالقذارة.
- أنها ردة فعل.. و لكنك ستكونين أفضل حالاُ بعد فنجان شاي من صنع العمة روزي.
هذا ما جعلها تضحك مرة أخرى, فانتفض كيفن ظناً منه أنها ستعود إلى تلك الضحكة الهستيرية, لكن ضحكها توقف بمفرده تاركاً أياها مرهقة تحس بالتعب.
كانا يتحركان في الرواق المليء بالصور, لكن أماندا تركت وجهها مدفوناً في الفردوس الدافئ تشعر بقوة رجولته و بخفة حركاته و هو يحملها فقد كان يحملها و كأنها بوزن الريشة.. مرا تحت مدخل له قنطرة يفضي إلى الجناح

arianda
29-01-2007, 21:56
الآخر في المنزل ثم نقلها إلى غرفة, و هناك شعرت بأنها تنخفض على شيء طري. ثم وقع غطاء دافئ عليها فارتدت على جنبها و مدت يدها و احتضنت وسادة ضخمة و تكور جسمها كطفل يسعى إلى الراحة.
سمعت كايس يفسر ما حدث.. ثم انفتح الباب و تغير المزاج في الغرفة فوراُ.
- ماذا تفعلان هنا ؟
سمعت أماندا صوت قعقعة صينية وضعت على طاولة صغيرة , ثم غار الفراش إلى جانبها و امتدت ألطف و أبرد يد فمسحت صدغها.
قالت العمة روزي : يا العزيزة المسكينة.
ثم ارتدت بحدة إلى العملاق:
- ماذا فعلت هذه المرة لتصل هذه المخلوقة المسكينة إلى هذه الحالة؟
رأت أماندا إجفال كيفن بسبب الاتهام, لكن الرد جاء حاداً:
- لماذا صعدت الدرج؟
لكن العمة وبخته بقسوة:
- لا ترفع صوتك بوجهي أيها الشاب! فلست عجوزاً و هذا ما تعرفه !
- ارتدت إلى أماندا :
- ماذا فعل بك عزيزتي؟ هل صاح بك.. هل؟
شهقت أماندا باكية: ضربني.
قست عينا العمة روزي كالرخام أما كيفي فنظر إلى أماندا و كأنه يراها قد جنت.
ارتدت العجوز إلى الرجل الضخم:
- كيفن ! أشعر بالخزي والعار بسببك!
غطت يدها الحنون أماندا:
- ألا يكفي أنك تتصرف بوحشية مع كل فتاة تدخل إلى هنا, ثم أراك الآن تلجئ إلى ضرب هذه المسكينة, هذا كثير.. كثير جداً!
- كانت مصابة بالهستيريا..
- لا عجب أن تصاب بها ما دمت أقدمت على ضربها.
صاح ساخطاً:
- اللعنة ! كان ذلك قبل أن أضربها.
قاطعتهما أماني بخنوع:
- إنه يقول الحقيقة. قال.. قال إنني أصبغ شعري.. فغضبت ثم تكدرت, فضربني.
سمعت كايس يتمتم و هو يكبت رغبة في الضحك:
- كفي أماني.. أنت ممثلة ماهرة, لكنك لست ممن يستدر الشفقة.
- لقد.. نعت.. معطفي.. بأنه قطة ميتة!و.. و اتهمني بأنني أسير عارية تحت المعطف.
أدانته العمة روزي:
- صدمتني أيها الولد.. هل من شيء آخر؟
صاح كيفي : رباه .
نظرت إليه العمة روزي أما أماندا فأخفت ابتسامة رضى, و عادت العينان اللطيفتان الماكرتان العجوزتان إلى أماندا.. و سألت بلطف:
- و الآن هل شرحت لي لماذا صفعك كيفي؟
سرعان ما عادت الدموع إلى العينين الزرقاوين فدنا كايس منها متمتماً:
- لا تبكي أماندا.. إنسي الأمر.. انتهى كل شيء. لن يقترب كارتر منك مجدداً و لو عن بعد عشرين خطوة.
وجدت أماندا أنها مدفونة في صدر ناعم حنون.. و سمعت العجوز تُبعد الرجلين عن الغرفة, ثم استسلمت إلى بكاء تقليدي على صدر عمة قديمة الطراز و راحت تقصّ القصة المؤسفة كلها و هي تبكي.. فشعرت و يا للغرابة بالراحة. عندما توقف نحيب أماندا قالت العمة:
- حان وقت الشاي.. خذي انفحي أنفك أولاً.
دفعت إلى يدها منديلاً ورقياً. ثم انشغلت بسكب الشاي , بعد ذلك قدمت كوب الشاي إلى أماندا و عادت إلى الجلوس.
- إذن.. جئت إلى هنا و الغضب و الثورة يتفاعلان في أعماقك ثم نفّست عنهما في وجه كيفي.
ارتفع رأس أماندا التي برقت عيناها الزرقاوان:
- إنه مغرور لا يطاق و متعجرف متسلط !
ربتت العجوز على كتف أماندا مؤنبة:
- كيفن إنه وديع كالحمل! فهو أشبه بلعبة دب ضخمة..
بدت كالدجاجة تدافع عن صوصها. اضطرت أماندا إلى كبت رغبة بالضحك.. من الغريب أن ترى سيدة عجوز صغيرة القد تدافع عن مخلوق ضخم الجثة..
هبّت العجوز زامّة الشفتين و بدأت بترتيب صينية الشاي, ثم ارتدت إلى أماندا و ابتسمت و قد تلاشت العدوانية عن وجهها.. الواضح أن العمة روزي تقول ما في قلبها ثم تنساه.
- لا شك أنك راغبة في ترتيب نفسك.. الحمام من ذلك الباب.. عندما تجهزين توجهي إلى غرفة الجلوس فهناك ستجدين كيفن و صديقك.. استديري إلى اليسار من الباب الآخر, إنها الغرفة الثانية إلى اليمين.
خرجت العمة روزي تاركة أماندا بمفردها, و شعرت بشيء من الغباء بسبب تصرفها, فبعدما فكرت في الأمر تنهدت و قالت لنفسها: يا إلهي أماني! عندما تقررين التخلي عن شيء لا تتركين شيئاً وراءك!
استقلت على الوسائد تنظر إلى ما يحيط بها لأول مرة. إنها غرفة نوم جميلة.. طابعها رجولي بدون أدنى شك..
يغلب عليها اللون البني و العاجي و يتملكها بين الحين و الآخر لمسات من لون أحمر دافئ.. كانت مستلقية بين أغطية من الكتان الناعم, ألوانها مزيج من تلك الألوان و الظاهر أنها اختيرت على شكل أنياب حادة.. ذات التصميم يكرر نفسه على أحد الجدران, ثم بدا مرة أخرى بين الأثاث الناعم.
إنها غرفة لطيفة.. جلست أماني و راحت تمرّر أصابعها في شعرها الغير مرتب.. فكرت: أحتاج إلى حقيبتي, ثم عبست لأنها تذكرت أن حقيبتها و معطفها في مكان ما.. بدا لها الحمام المكان المناسب لتجد مشطاً.
عندما حاولت النهوض عن السرير, أدركت مدى كبره.. يجب أن يكون هكذا.. تصورت الرجل الذهبي متمدداً عليه و شعره أشعث نائم.
رفضت الصورة و هبّت من السرير بحدة و رأسها يدور.. إنها غرفة كيفن لوكهارت.. و هذا سريره.. تمتمت مرة أخرى : يا إلهي أماني مررت راحتي يديها العرقتين على جبينها.. فقد عاد الخفقان الذي شعرت به في الاستديو مرة أخرى بقوة مهاجمة, و لكن في المرة الأولى كانت مشاعرها مشوشة بالكراهية بسبب ما جرى لها مع سميتي كارتر.. أما الآن فالأمر مختلف.. هزت أماندا رأسها بعناد و تهرّبت من أفكارها بالإسراع إلى الحمام.
بعد عشر دقائق, وجدت أنها تقف مترددة أمام الباب الذي أشارت إليه العمة روزي . ما زالت تشعر بالبلاهة.. بل أكثر من هذا, و هي الآن مضطرة لمواجهة من شهد فقدانها لرباطة جأشها و سمعت الأصوات المتناهية من وراء الباب المقفل.
كان الرجلان جالسين و هما يتحدثان بهدوء حول فنجان قهوة.. و لكن ما إن دخلت حتى توقف الحديث و التفت الرأسان لينظرا إليها بإمعان, عندئذٍ سيطرت على تورد كاد يجتاح وجهها كتلميذة و توجهت إلى الداخل لتنظر حولها بفضول لئلا تنظر إلى العيون الشاخصة إليها:
- هل أنت بخير أماني؟
طالما أذهلها كايس الذي يتحول بسحر ساحر من رجل سخيف إلى رجل متحضر كفؤ في لمحة عين.. وقف فبدا لها أطول بكثير من كايس الآخر الذي يبلغ طوله ستة أقدام و لكنه قادر إن شاء أن يظهر نفسه و كأنه أقصر ببضع إنشات.
ابتسمت له بتردد: شكراً.. أنا بخير الآن.
اقتادها إلى مقعد شاغر.
نظر كيفن إليها بتفرس و كأنه يحللها و لكنها لم تستطع أن تنظر إليه, فذاك التجاذب الذي شعرت به غريب و قد عاد إليها ما إن وطئت قدماها أرض هذه الغرفة.. لكنها أقنعت نفسها بأن ما تشعر به عائد إلى الصدمة, فالأميركيون الذهبيو العيون ليسوا من طرازها.
قال كايس: اتفقت مع كيفن لنعود غداً أماني.. لن يستغرق الأمر إلا ساعة من بعد ظهر الغد.. و بعدها لديك عطلة.
- آه! لا.. أرجوك!
أن تقضي أربعاً و عشرين ساعة في ترقب للعودة إلى هنا و لمواجهة كيفن مرة أخرى, لأمر مرعب.. و هي تعرف أنها حتى الغد ستنكمش و تقشعر كلما تذكرت أحداث اليوم.
- تعرف أنني سأبدأ عطلتي غداً! ألا يمكن تأجيل التصوير حتى عودتي؟ أو فلننته منه منه الآن؟ أنا بخير الآن..حقاً.. لا مانع عندي..
قال كايس : لا أقدر على التأخير شهراً.. فالمجلة التي رتبت لكل هذا بحاجة إلى الصور في نهاية هذا الأسبوع.. و قد أسدى كيفي لهم معروفاُ كبيراُ عندما قبل تصويرك في مدة قصيرة.
قالت بحزم: إذن لننتهِ من الأمر الآن.
أنهى كيفن النقاش:
- لا .. لا مانع عندي آنسة هاموند.. لدي كل الوقت, لكنني أتساءل عما إذا كنت قادرة على العمل و أنت بهذه الحال.
طمأنته قائلة:
- أنا على ما يرام.. حقاً.. بل أشعر بأنني تصرفت بشكل سخيف.
قال ببطء: تركت العاملين معي ينصرفون إلى بيوتهم.
راقب وجهها بمكر و حدة:
- إذا عملنا الآن, فأنت مضطرة لتحملي بمفردي.. و تحمل اهتمامي المزعج.
تورد وجه أماندا لأنه ذكرها بأحد الأوصاف التي نعتته بها أمام عمته .
و أدركت بمرح أنه كان يسترق السمع إلى ما كانت تقوله لها! عادت إليها روح المرح بسرعة و هي تتصور هذا العملاق ينحني ليضع أذنه على ثقب المفتاح.. فنظرت إليه نظرت استفزاز مثيرة.
- بإمكاني دائماً الصراخ طلباً لحضور العمة روزي إذا خرجت عن سيطرتي.
استرخت أساريره في استجابة مرحة.. لحظتئذ فقط أدركت أماندا كم بدا جاداً منذ دخلت الغرفة.. ثم تحركت يديه الجميلتين باستسلام.
- فلنبدأ إذن.
و نهض فبدا طويلاً بشكل لا يصدق.
سار كل شيء على ما يرام.. أولاً , لأن كيفن ركز على عدم إزعاجها و ظل يتحدث مع كايس الذي تخلى عن قناعه الزائف و أبدى الاهتمام بطريقة عمل الصور.. و كان كيفن يشرح ما يقوم به و يشرح أهمية الإضاءة و الوقفة..
ثم قال: أنه يلتقط الصور الأولية على أفلام بولورايد التي تظهر الصورة فوراً.
تكتكت الكاميرا و استقام كيفن لينتظر قليلاً ظهور الصورة الفورية ثم حملها إلى الضوء ليلقي نظرة عليها عن كثب, ثم عاد فغيّر الإضاءة و طلب منها بهدوء تحريك يدها أو ذقنها أو أي جزء آخر من جسمها لم يعجبه.
بدا سعيه إلى الكمال ظاهراً.. تكتكت كاميرا بولورايد مرة أخرى ليلتقط سلسلة متعقبة من الصور و بعدها أطلق الأوامر على أماندا التي أطاعتها بدون سؤال.
ثم قال استرخي قليلاً.
و استقام يركز اهتمامه للمرة الأولى على أماندا الحية الحقيقية.. ثم فاجأها بابتسامة عريضة ساحرة:
- أنا أكلف عادة العاملين عندي بهذه المهمة اليدوية.
و أخذ يغير الفيلم من الكاميرا.. فلاحظت أماندا بأنفاس مقطوعة أن حركاته بالنسبة لرجل ضخم رشيقة و فعالة.
منذ تلك اللحظة, ضاع كيفن في فن الإبداع و تولت البديهة الفنية زمام الأمور نيابة عن عقله الواعي. في هذا الوقت لم تفعل غير مراقبته بذهول بسبب الدقة و البراعة اللتين يستخدمهما.. و كلما زاد من تحديقه بها عبر العدسة اللاقطة, كلما اعتملت في قلبها المشاعر.. ثم أحست بالتوتر العاطفي كما لو عادت إلى يدي سميتي كارتر إنما بطريقة عكسية هذه المرة.. فتلك تعتمد التهجم على جسمها.. أما هذه فتغزو أعماقها.
قال كيفن : معطفك!
رفرفت عينيها مرة أو مرتين, ثم توردت عندما أدركت أنه أنهى عمله منذ دقائق و أنه يقف أمامها و معطفها في يديه.
بدت عليه التسلية.. و أخبرتها عيناه الصفراوان أنه يعي إلى أين حملها حلم اليقظة.. ثم شعرت بالغبطة عندما وقفت لتدير له ظهرها ليساعدها على ارتداء المعطف.
حط الفراء عليها برقة و كأنه عناق حبيب.. و لم تستطع أن تنكر بأن لمسة هذا الرجل التي طالت على كتفيها هي التي أعطتها هذا الانطباع الخيالي.. كان يقف وراءها و رسالة مشبعة بالأحاسيس تمر بها لتحرر شعرها الأشقر الطويل من تحت ياقة المعطف, ثم بدا و كأنه يكره أن يتركه..
تمتمت: شكراً لك.
قال بصوت أجش متجاهلاً مراقبة كايس:
- تناولي العشاء معي.
- لا أظن.....
حثها بصوت رقيق: أرجوك.
و لم تكن أماندا منيعة أمام رجائه.
- أنا.. حسناً.

مجنونة انجل
30-01-2007, 13:47
واااااااااااااااو

رووووعه اختي يعطيج العافيه علي القصه

وانا احب قصاص احلام

وتقريبا عندي الاعداد كامله

تقريبا للحين 386

×)

انتظر النهايه

arianda
30-01-2007, 21:20
واااااااااااااااو

رووووعه اختي يعطيج العافيه علي القصه

وانا احب قصاص احلام

وتقريبا عندي الاعداد كامله

تقريبا للحين 386

×)

انتظر النهايه

أشكرك على مشاركتك اللطيفة طبعاً
سأعمل على تكملت القصة و بتمنى
تعجب كل مين بيحب الدخول لعالم الرومانسية و الخيال

arianda
30-01-2007, 21:28
أدراها لتواجهه و عيناه الغريبتان دافئتان و هما تتأملان اللون الوردي الذي غزا وجنتيها و رموشها التي انخفضت.
قال: أنا قادم لاصطحابك في الساعة الثامنة.
هزت رأسها بصمت.. أخيراً وجدت القوة لتبتعد و سارت على هدى بعيداً عن المنصة إلى حيث ينتظرها كايس بصمت.
كانا عند الباب حين أوقفهما صوته: أماني ؟
لم تستدر إليه.. لأنها لم تجد الشجاعة لذلك.
- نعم؟
- استحمي بالمياه الدافئة لأنني لا أريد منك أن تخلطي بيني و بين ذلك الخنزير القذر كارتر, مرة أخرى.
هزت رأسها إيجاباً ببطء فلامس شعرها الطويل معطفها.. و قالت له:
- لا أظن أن هناك فرصة لهذا.
سمعت أنفاسه تخرج بتنهيدة رضى.


* * *





















قطار المشاعر المجنون
رن جرس باب منزل أماندا في تمام الساعة الثامنة.. فارتدت تتأمل صورتها في المرآة الطويلة في غرفة نومها, تناسق الفستان البني المنخفض الخصر مع جسمها النحيل و زاد لونه من إغناء لون بشرتها العاجية.. و كان يلتصق بالجزء العلوي من جسمها و ينسدل و يحتضن ساقيها و راح قماشه الناعم يتحرك برقة كلما تحركت.. أما شعرها فغسلته و جففته بمساعدة لفائف ساخنة ليتراقص على كتفيها, ثم رفعته عن جناحيه و ثبتته بعيداً عن وجهها بطريقة عفوية تاركة خصلاً صغيرة ناعمة تلامس خديها و صدغيها.
ساعدها الاستلقاء الطويل في حوض الحمام في القضاء على توترها.. و تغلبت على تجربتها التعسة مع سميتي كارتر و كل المحنة الكريهة التي رمتها إلى أعماق ذاكرتها.. و هذا لم يترك مجالاً إلا للتفكير في كيفن.
نظرت إلى عينيها في المرآة بصدق فرأت فيهما ما تعرف أنه سيراه حين ينظر إليها.. الجاذبية.. جاذبية قوية لا يمكن نكرانها.. يزيدها عنصر المفاجأة قوة. أحست أنها حيّة و أنها أنثى جميلة و اقشعرت بشرتها بترقب مثير دفع اللون الوردي إلى وجنتيها.. و دفع ثغرها إلى بسمة رقيقة, و كأنما لا يستطيع إلا أن يظهر البهجة التي تشعر بها في أعماقها.
دق جرس الباب مجدداً فابتعدت عن المرآة و لم تحاول أن تغير التعبير الذي علا وجهها.. توقفت أمام الباب مقطوعة الأنفاس و كأنها مراهقة على وشك الخروج في موعدها الغرامي الأول.. فتحت الباب.
مازال عملاقاً كما عهدته.إنه ذلك الضخم المرعب المسيطر و لكنه يرتدي ثياب المعركة التي سيخوضها ضد أحاسيسها.. كانت سترة السهرة بيضاء متقنة التفصيل أما قميصه فبلون المحار الوردي عليه ربطة عنق بيضاء حريرية و أما سرواله فأسود حريري يحتضن خصره و ساقيه, و يزيد من تأثير قوته الخطيرة.. استند بعفوية على إطار الباب, و يده في جيب سرواله.. كانت تعابير وجهه.. ساخرة.
طافت عينا الأسد الكسولتان فيها:
- ظننت أنك ستتركيني واقفاُ أتنظر و لكنني مسرور لأنك لم تتركيني منتظراً.
أحست أماني بالفراشات ترفرف في معدتها.. قالت له بلطف:
- لم أفكر قط في جعلك تنتظر.
- شكراً لك على هذا.. جاهزة؟ تبدين شهية و لكني سألزم نفسي بالطعام إذا أحضرت معطفك قبل أن أستسلم لمغريات أخرى, فأقرر أن آكل هاموند بدلاً من طعام المطعم!
ضحكت أماندا معجبة بمرحه الجاف. كرر يذكرها:
كررت بأنفاس مقطوعة: المعطف.
و استدارت بلهفة لتحضر وشاحاً من الفراء الأبيض و لكنها تساءلت بذهول عن مدى تأثيره فيه.. إنها لا تؤمن بهذا التجاذب الذي جاء بسرعة غريبة.
كانت سيارته طويلة, ثمينة, و قوية, عاجية اللون تعكس ذوقه في الألوان.. أجلسها بلباقة و احترام على المقعد الأمامي الجلدي ثم انحنى ليثبت لها حزام الأمان.
اقترب وجهه من وجهها كثيراً فلم تستطع منع نفسها من إبعاد وجهها قليلاً, و لكن حركتها تلك جعلت عينيها على مستوى عينيه.. عندئذٍ جمدت أصابعه.. و أصبحت عيناه الغريبتان بلون العقيق السائل.
و لكنه عاد فوقف و دار حول السيارة ليستوي في مقعده..
سألت في محاولة لكسر التوتر:
- من أين جئت من أميركا؟
ابتسم لها ابتسامة أظهرت بياض أسنانه.
قال ساخراً: من نيويورك.. مولداً و منشأ.
- إذن ماذا يفعل نيويوركي, مولداً و منشأً, في لندن؟
هز كتفيه: الوجوه.. إنها مهنتي, أنا ألتقط تلك الخصائص في امرأة لتظهر أجمل و أبهى بدون مساعدة مساحيق التجميل و الحيل التصويرية.
بإمكانك دراسة أي من صوري و مقارنتها بالأصل.. فلا أرى أن هناك امرأة غير جذابة, فلدى كل امرأة شيء من الجمال. و قد يكون ذلك الجمال تألقاً داخلياً لطبيعة جميلة, أو ربما مظهراُ لصالحها.. انظري إلى العمة روزي مثلاً إنها في التاسعة و الستين, و وجهها يبرز كل الألم الذي عانته في السنوات العشر الأخيرة.
سألت أماندا بحزن: التهاب المفاصل؟
هز رأسه إيجاباً:
- لكن عيناها تبرقان بمكر طبيعي و لا أظن أن الألم مهما بلغ درجته قادر على أن يغيره.. و ابتسامتها تضيء غرفة مظلمة.. لو أردت تصويرها لما كان عليّ إلا إلقاء نكتة غير محتشمة لأجعل تينك العينين تلمعان و ابتسامتها تظهر, و عندئذٍ لن يلاحظ أحد أبداً خطوط الألم, أو خطوط العمر, أو التواء أنفها الذي كسرته يوماً بوقوعها عن ظهر جواد.
- ولكن لكل بلد حصتها من الوجوه الجميلة و البشعة.. لذا لا أفهم ما شأن هذا في تفضيلك العمل هنا على..
قاطعها: لم تفهمي وجهة النظر.. كما قلت أنا لا أؤمن بالبشاعة و ما تفعله النساء الأميركيات أو بعض من حولهن وسوسة فجميعهن يردن تحقيق أفكارهن عن الكمال بحيث أفسدن الجمال الطبيعي الذي وهبهن إياه الله! جراحات أسنان, جراحات عظام! تصوري فقط مئات الشبيهات بالممثلات المفضلات يسرن في مكان واحد.. عندما أصورهن أشعر أنني أصور تماثيل من الشمع.. لكن.. ما يفشلن في رؤيته و هن يبددن الثروات لتحقيق الوجه المثالي هو فقدانهن شخصياتهن الخاصة, و هذا ما يجعل جمالهن هشاً لا يثير اهتمام أي رجل.
سحبت أماندا أنفاسها بحدة رداً على حدة لهجته.
- أوه! هذه فلسفة خطيرة.. قد تسبب لك المتاعب إن أعلنت عنها.
- أنا لا أخفي ما أفكر فيه.. حالياً لا تستسلم النساء هنا للجراحات التجميلية إلا القليل بالتأكيد.. و ما تزال الوجوه عامة صادقة.. أتعلمين؟ توقعت أن يكون وجهك مصطنعاً.
نظر إليها بسرعة فرأى تأثير ملاحظته و شعرت أماندا بالإهانة, فابتسم بمكر قبل أن يعيد نظره إلى الطريق:
- لقد رأيت آخر أفلامك و بدوت لي كاملة سطحياً, بحيث أنني قررت أذلك من جراء جرّاح خبير رائع.
تمتمت بغضب: شكراً لك.. ها أناذا في الثلاثة و العشرين من عمري أحاول إخفاء عمري الحقيقي بواسطة..
- آه.. هذه وجهة نظري.. أترين.. تبدين في الثامنة عشرة! و قد قررت رغم قدرتي على رؤية حقيقة ما أرى أنك كاملة بشكل غريب فظننت أنك خضعت لعملية ما.
- إن كنت تقصد إطرائي بقولك هذا فأقول لك إن العكس هو ما حدث.
تمتم: أسف أماندا.
سخرت منه:
- أسف؟ يقول لي رجل بهدوء أنني عجوز شمطاء تحاول أن تبدو أصغر من عمرها, ثم يتوقع أن يرضيني بكلمة أسف!
احتج: آه.. لكنك لست عجوزاً..
أوقف السيارة في شارع جانبي صغير.. و أطفأ المحرك ثم ارتد إليها.. لحظتئذٍ رأت التسلية الساخرة تتراقص كشيطان في عينيه و كرر:
- لست عجوزاً أبداً.. و لا كبيرة في السن, أنت إحدى المحظوظات التي ستبدو دائماً شابة و جميلة و مرغوبة من دون حدود.
مرت عيناه بتملك على وجهها و ظهر فيهما إعجاب ببشرتها العاجية و بأهدابها الطويلة المقوسة.. كانت عيناها بلون أزرق صاف مذهل كشفتا عن درجة من الإحساس جعله يتنهد برقة و هو يمرر إصبعه على خدها.
تمتم: كاملة! إنه أكثر الوجوه كمالاً.
فكرت فجأة.. و ماذا عن الجميلة سوان؟ كانت زوجته.. و ما زالت.. و هي بحسب جميع المقاييس.. جميلة بشكل لا يصدق.
قال بلهجة جادة: اسدي إليّ معروفاً أماندا.. لا تستسلمي أبداً لإغراء تغيير أي من قسمات وجهك من أجل الشهرة.
خرجت منه كلمة الشهرة و كأنها خطيئة.. فقالت:
- سأعقد صفقة معك.. سأعدك بهذا إن وعدتني..
مرت عيناها على وجهه الصلب كالصخر, و الجذاب.. و أحست بلحظات مشبعة بالترقب اللذيذ ثم رأت بسبب ضيق عينيه أنه يتفرس في أي عيب قد يجده في قسمات وجهها:
- .. إن وعدتني بألا تناديني بعد اليوم أيتها السيدة بتلك الطريقة المستهزئة التي قلتها بها بعد ظهر اليوم!
بدا كيفن مرتبكاً في البداية.. ثم ساخطاً لأنها فاجأته.. ثم أحنى رأسه: لك وعدي.. أيتها السيدة.
و أعطى الكلمة معنى لفظياً آخر و هذا ما حرك الفراشات الساكنة في معدتها.
كان المطعم صغيراً, حميماً, و فرنسياً.. تحدثا بلطف عن الطعام و عن كل شيء و كأنهما ساذجان.
قال كيفن فجأة و هما يتناولان القهوة: أخبريني عن كارتر.
نظرت إليه بحدة, ثم غضتّ طرفها:
- ما زلت غير قادرة على التصديق أنني وقعت في الفخ! لم أرغب في الأصلاً أن أقرأ له الرد كلن كايس أقنعني. فكان أن ذهبنا معاً إلى جناح كارتر في الفندق.. و لم يكن تصرفاً غير عادي فالعديد من المخرجين يقابلون الممثلين هكذا.. بدا ساحراً, لبقاً, دمث الأخلاق, أعطاني نسخة من سيناريو الفيلم و تركني وحدي أتصفح المشاهد التي يريد مني أن أقرأها ثم اصطحب كايس إلى غرفة أخرى ليأخذ رأيه في قطعة خزفية اشتراها .. كايس هاو لجمع البورسلان النادر و هو خبير في هذا الحقل و هذا معروف عنه لذا لم نشك أنا و هو به أبداً.. ثم عاد وحده تاركاً كايس يتأمل بحسد قطعة الخزف و لكن ما إن جلسنا على الأريكة و شرعنا بقراءة الدور, حتى هجم عليّ فجأة.
ارتجفت للذكرى: قاومته فأصبح شريراً و راح يهددني بتدمير مستقبلي المهني.
أصبح ثغرها خطاً مريراً.. و بدا واضحاً أن تلك التهديدات لم تؤثر فيها: كان قد اجتاحني الذعر في الوقت الذي فكرت فيه بنداء كايس الذي اقتحم الغرفة.. كاسدي ليس كما يبدو.. أتعرف هذا؟
رد بهدوء: أعرف.

arianda
30-01-2007, 21:31
ربما قدر كايس أن يخدع الكثيرين و لكنه لن يقدر أن يخدع كيفن أبداً.
- شد كايس العجوز الفاسد الشرير عني و لكمه في وجهه ثم راح ينعته بكافة الأوصاف التي لا تذكر.. لكايس نفوذ شديد في الأوساط الفنية و كارتر يعرف هذا.. لهذا أصابه ذعر شديد.
ظهرت ابتسامة غريبة على ثغرها فنظر كيفن إليها متعجباً.....
التقطني كايس.. و رتب ملابسي و أخرجني من الجناح.. ثم اختفى في الداخل وما هي إلا هنيهات حتى سمعت صوت الخزف و بعد ذلك خرج مجدداً واقتادني إلى المصعد.
اتسعت الابتسامة على وجهها بشكل ماكر: لقد حطم القطعة القطعة الخزفية الأثرية و هي قطعة نادرة لا يحق لأمثاله امتلاكها. يفضل كايس أن يقطع يده على تحطيم قطعة نادرة مثلها.. يجب أن أجد شيئاً مميزاً ليحل محلها عند كايس.
- لكن القطعة ليست له!
ردت بجد: لا.. لكنه سيشعر في أعماقه بأنه خسرها و لا شك أنه يلعن تهوره!
- بعد ذلك جئت مباشرة إلى موعدك معي و أنتِ غير راغبة في أن يلتقط لك أحد صورة..
- ثم زدت أنتَ الطين بلة بمهاجمتك إياي بلسانك السليط .. ما زلت أذكر تلك الملاحظة عن العري تحت المعطف.. لا أدري لماذا لم أصفعك.
ارتدّ ضاحكاً فبدا عملاقاً ماكراً.
كانا جالسين في السيارة خارج المطعم حين قال: هل أستطيع رؤيتك مرة أخرى؟
تأسفت أماندا حقاً: أنا مسافرة لمدة شهر.. إنها إجازة أستحقها منذ زمن بعيد.
بدا كيفن كمن تلقى لطمة عندئذٍ لانت عيناها الزرقاوان بتفهم.. فهي تشعر بما يشعر به.
قالت تذكره: ذكر كايس هذا بعد ظهر اليوم.
هز رأسه: إلى أين.. أنت ذاهبة؟
ابتسمت بأسى: سأتنقل بين هنا و هناك.
إنها معذورة لأنها تتجنب الإجابة, فهي لا تعرف فعلاً إلى أي جزء من اليونان ستذهب.. لكن سبب تجنبها الرد كان جاثماً إلى جانبها, ضخماً ذهبياً.. و هي خائفة من السرعة التي تعلقت فيها به.
- لقد عملت بلا انقطاع مدة خمسة سنوات, منذ أن تخرجت من كلية التمثيل.. و أنا متعبة.. فكرياً و جسدياً. بل أنا مبهورة من المنحى الذي تحول إليه مستقبلي العملي. وجدت أنني بحاجة إلى وقت لألتقط ذاتي ولأقرر ماذا أفعل فيما بعد.. إذا بقيت في لندن سأتعرض لضغوطات كثيرة و عندئذٍ لن أستطيع اتخاذ القرار الذي أجرؤ على اتخاذه حتى الآن.
إنها تفهم نفاذ صبره فالشهر زمن طويل في الوقت الذي تتصاعد فيه مشاعرهما بهذه السرعة الغريبة.
ارتدّ ينظر إليها:
- ضغوطات لفيلم سميتي كارتر؟
ارتجفت: لا..لا..! لكن عليّ أن أقرر بين الاستمرار في العمل السينمائي, و هذا ما يريده كايس.. و بين
العودة إلى المسرح و هذا ما أريده أنا.
قال بصوت أجش عميق:
- أما أنا فأريد أن تبقي هنا معي .. مزيد من الضغط.
مدت يدها تلامس يده: ضغط لطيف.
أبعد يده عن المقود ليلامس أصابعها..
أردفت : و مغري..
اسودت عيناه واقترب منها ثم همس بإغراء:
- لماذا لا نصعد إلى شقتي لنناقش الأمر براحة؟
همست: تسير الأمور كلها بسرعة هائلة بالنسبة لي..
- و هي مخيفة.. أليس كذلك؟
همست: جداً.
تنهّد بصوت منخفض ثم طوى الفجوة بينهما.
استجابة لعناقه بلهفة.. كان عناقه فريداً من نوعه بالنسبة إليها و هذا ما جعلها تشعر بكل ذرة من عناقهما.
أبعدهما صوت زمور صارخ عن بعضهما بعضاً. لكن كيفن ظلّ منحنياً فوقها و عيناه تبدوان كالعقيق الأصفر المحترق: أنتِ بخير؟
هزت رأسها توافق بصمت, و لكنها لم تكن تستطيع الكلام حتى و لو أرادت.. إذ لم يسبق لها أن اختبرت مثل هذه المشاعر.
حاول ممازحتها: كقطار سائر بدون سائق.
لكن صوته كان مرتعشاً.. فردت: أو كسائق فقد السيطرة على قطاره.
قال بوجه متجهم: أجلي عطلتك.
هزت رأسها رفضاً و تنكّرت لمشاعرها, و قالت تعده: قد أعود في وقت أقرب مما أظن.. لكنني ملزمة بالسفر شهراً. و أن أعود باكراً لتصرف سيجرح أحاسيس من يتوقع وصولي.
ابتعد عنها بحدة: رجل؟
أحست بالبرد فجأة و قالت ببطء: عائلة..
- أسف.
- لكنك لا تبدو أسفاً.. أمهلني ثلاثة أسابيع كيفن, ثلاثة أسابيع!
وضعت يدها على فمه حين حاول الاعتراض و قالت هامسة: هذا كثير.. في وقت قصير.. أنا لست معتادة على التهور.
قال بمرارة: إذن.. أنتِ تعترفين بأن شيئاً ما بيننا يجري.. شيئاً غير عابر أو عادي.
ضحكت أماندا ساخرة من نفسها: اعترفت بهذا لنفسي منذ حملتني بين يديك اليوم.. أعطني عطلتي كيفن..
صمتت قليلاً ثم قالت بصوت بارد: إن استطعت عدت بسرعة.. لكنني لا أراني قادرة على العودة قبل ثلاثة أسابيع.. أمهلني هذا الوقت.. و ما إن أعود حتى أتصل بك.. هه؟
عادت يداه إلى المقود ينقر بأصابعه عليه: تتصلين بي؟ ثم ماذا؟
أحست أماندا بالتوتر و أسرعت تعضّ على شفتيها لتمنع الرد الحاد الذي قفز إلى لسانها.. لا يحق له أن يطلب الكثير بعد لقاء واحد فقط لا, لا يحق له ذلك..
قررت ببرود: سنأخذ الأمور بروية.
ثم أفسدت تأثير كلماتها فيه بقولها: على ما أظن.
شدها مجدداً إلى زراعيه يضمها بشدة: أنا الآن أشعر بالإحباط .. أردت أن أراك غداً و بعد غد و بعد غد..
- ابدأ بحملتك حين أعود من عطلتي.
دفعها عنه و نظر بتهجم إلى عينيها, ثم قال:
تذكري وعدك.. الآن اخرجي من السيارة أيتها العزيزة.. قبل أن أفسد سمعتي كرجل مثقف متمدن.

* * *

َ






لماذا عادت
هل هناك ما هو أروع من مشاهدة خط اليونان الساحلي عن ارتفاع ثمانية آلاف قدم في الهواء؟ لا ليس هناك ما هو أروع منه, هذا ما قررته أماندا و هي تنظر بلهفة من نافذة طائرة الخطوط البريطانية التي تسافر على متنها. تنهدت تنهيدة مسموعة لمرأى بحر ايجة الأزرق التاريخية الجميلة كإطار أزرق. مرت الطائرة فوق الجزر.. بدا بعضها مجرد نقاط في مساحة زرقاء واسعة, و بعضها الآخر كتل ضخمة من الأرض لها أسماء شهيرة كشهرة الألهة الإغريقية القديمة.
أحست أماندا أنها من تلك الآلهة و هي تنظر من السماء كما كانت افروديت. رغم عدد المرات التي قامت بها بهذه الرحلة ما زال السحر هو هو لا يبهت و لا يخبو غموضه الذي يثيرها.
بدأت الطائرة تحطُّ فوق بعض الجزر الصغيرة التي تحد تركيا, ثم تابعت المسير نحو جزيرة رودس الساحرة المستحمة تحت أشعة شمس شباط.
مرت دقائق قليلة قبل أن تصبح الطائرة فوق الجزيرة على علو يسمح برؤية أدق التفاصيل مثل قلعة رودس القديمة المشرفة على البلدة و ميناء مندراكي حيث كان ينتصب كولوسوس يوماً, المخلص لإله الشمس هيليوس, ساقاه القويتان تحددان مدخل الميناء الذي يحمي الناس من غزو الأعداء.. لكنه لم يعد الحارس.. فذلك العملاق الذهبي تهاوى بفعل هزة أرضية منذ قرون بعيدة.
ظهر وميض غريب في عيني أماندا الحالمتين و تكرر في انحناءة ثغرها.. ربما تهاوى كولوسوس نتيجة هزة أرضية و لكنه لم يختف إلى الأبد بل بقي هاجعاً لآلاف السنين.. ثم عاد على شكل بشري فاني اسمه كيفن لوكهارت.
رأت الآن رؤية خليج ايكسيا الرائع حيث يحتضن الفندق الحديث سطح الجبل المستدير, و رأت الشاطئ الرائع الذي تغسله مياه بحر إيجة المتهالكة على الشاطئ. في مثل هذا الوقت من السنة يخلو من محبي الشمس و لكن بعد شهر سيعود حياً يعج بالسياح..
عندما حطت الطائرة تحولت أفكار أماندا من الخيال إلى الواقع, و شعرت بالإثارة فهي على بُعد ياردات من أحبّ الناس على قلبها.
- أماني..!
ارتفع النداء حتى قبل أن تخرج من قسم جوازات السفر, فرفعت بصرها بشوق بحثاً عن رأس شقيقتها الأشقر.. و رأتها تبتسم بحبور هو انعكاس للبسمة التي تعلو وجه أماندا.
تعانقتا بشوق و راحتا تضحكان و تبكيان في آن. يسهل على من يراهما أن يفهم العلاقة بين المرأتين.. وحدهن الأخوات قد يكن على هذا القدر من الشبه.
ارتفع صوت صغير: ماما.. و تيا أماندا تبكيان! بابا لماذا تبكيان و هما سعيدتان؟
ارتدت أماندا بين ذراعي أختها و نظرت بمحبة إلى ابن أختها الذي كان يمسك يد والده المحب و يبدو نسخة مصغرة عنه. إن بيدروس فيرغوس رجل طويل مميز, وجهه الأسمر الجذاب يُظهر سخرية كسولة. تنهد مستجيباً لسؤال ابنه: آه.. يا بنيّ.. النساء مخلوقات نزويات متقلبات.. يبكين حين يجب أن يضحكن, و يضحكن حين يجب أن يبكين.. إنه أمر يصعب فهمه.. أعرف هذا. و لكن علينا نحن الذكور أن نسمح لهن بلحظات ضعفهن العاطفية.
أدار بيدروس نظرته الضاحكة نحو أماندا, و اتسعت ابتسامته و قال متمتماً: أماندا.. أيتها العزيزة.
و هرعت إليه تعانقه بحب.
سألته بعدما رفعت رأسها: أما زلت تخالف القانون بيدروس؟
تشير بهذا إلى المخالفة التي ارتكبها الآن فقد أدخل عائلته إلى جزء من المطار.. لكنه لم يتأثر: إني أخاطر بنفسي في سبيل الترحيب بك.
- ما أنت إلا شيطان متعجرف.
ارتدت ضاحكة إلى أصغر عضو في العائلة و حيته برقة: بيير! و ركعت أمامه.
كان ينظر إليها بريبة.. بيفروس طفل فخور متكبر كأبيه و هو لا يحب النساء اللواتي يبكين.. و لكن والده تقبل أماندا بلا تردد لذا قرّر أن يحذو حذوه.. لكنه خشي أن تعاود البكاء و هي تعانقه.. عرفت أماندا كل هذا بدون أن يشرحه أحد لها, فقالت في محاولة للتفاهم معه: يعجبني القميص.
وضع بيير يده السمينة على بطن القميص حيث يبدو وجه دب ينظر إليها من تحت قبعة من القش: و أبي معجب به أيضاً.
ومضت فكرة ماكرة في عينيها: إذن سأشتري له قميصاً كهذا هدية في عيد مولده.
قاطعها بصوت عميق: لا سمح الله.
أردفت بمرح: و قبعة قش أيضاً لأنني أعتقد أنه أكبر سناً من أن يرتدي قميصاً عليه صورة دب.. ألا تظن هذا؟
تهلل وجه الصغير و كاد بيدروس يختنق و هو يلعن و يضحك و كان أن تلقت أماندا جائزتها بعناق خانق من الصغير و أطربت ضحكة إيرين الجميلة الجميع.
تستكين فيلا فيرغوس في حضن سفح تلة تشرف على خليج صغير خاص في جزء هادئ من الجزيرة قرب ليندوس, و أوصلهم بيدروس إلى الفيلا عن طريق البحر مبحراً في يخته البخاري حول الجزيرة ليدخل الخليج و لتتمكن أماندا من رؤية منزل العائلة من هذه النقطة الجميلة المفضلة.. المنزل بهجة للنظر.. في تلك اللحظة قررت ألا تقطع عطلتها من أجل كيفن أو من أجل أي كان.
لكن قرارها لم يدم أكثر من أسبوعين.
و بدل التفكير في مستقبلها العملي, راحت ترى في يقظتها عينين صفراوين غريبتين مشبعتين بالحب الذي كان يدفع قلبها إلى الخفقان...

arianda
30-01-2007, 21:36
كانت ترى وجهه أمامها و هي تبني قصور الرمل على الشاطئ مع بيير, و هي تساعد أيرين في تحضير العشاء, و هي تصغي إلى ما يقوله بيدروس.. كانت تراه في منتصف الليل يقتحم أحلامها, تراه في كل مكان, في النهاية حزمت حقائبها محبطة و توسلت إلى صهرها أن يضعها على أول طائرة عائدة إلى انكلترا.. ثم لمّا سئلت عن السبب تلونت وجنتاها و هي تشرح له السبب.. ثم اضطرت إلى تحمل مزحاته طوال اليوم حتى حان موعد سفرها.. و كان كل ما قالته لها أختها: حذار.. و إياك أن تسمحي لقلبك الرقيق بالتحطم!
ما زالت ايرين الحكيمة تذكر الأحاسيس التي مرت بها عندما وقعت في غرام زوجها.. و لكن كيف يكون المرء حذراً عندما يحب؟
وصلت شقتها قبل ثلاثة أيام من موعد عودتها و كان أول ما قامت به هو الاتصال به, لكن العمة روزي هي التي ردت عليها.
تبادلتا الأحاديث لبضع دقائق, ثم طلبت أماندا التحدث إلى كيفن.
سألت: هل هو هنا؟
ماذا لو نسيها؟
ردت العمة روزي بتذمر: يقود حروباً صغيرة في مشغله.. و هو هكذا منذ أسبوعين.. ألك علاقة بسوء مزاجه؟
ضحكت أماندا: هذا ما أرجوه! أتظنين أنه ينزعج إن قاطعته وهو يعمل؟
ضحكت السيدة العجوز: أظنك أزعجته.. رويدك حتى أوصل الخط له.
تفجرت لهجة كيفن الأميركية العميقة عبر الخط في وجه أماندا: أماني.. أين أنت بحق الله؟
ردت ببراءة: في شقتي.. طبعاً.. وعدت بالاتصال..
قلت ثلاثة أسابيع.
- حسناً.. إن كنت تريد مجادلتي بسبب يوم أو يومين فسأقفل الخط و لك أن أتصل بك في الأسبوع القادم.
صمتت كأنها تنوي إقفال الخط ثم ابتسمت بينها و بين نفسها لأنها عرفت أنها أفقدته توازنه.
صاح بصوت فظ : أماني.
ردت بصوت رقيق: نعم.
شعرت بالرضى ما إن سمعت تنهيدته النافدة الصبر: لماذا عدت بسرعة؟ أعني.. لماذا تتصلين بي؟ أعني..
إنه يهذي! و هذا ما أشعرها بمزيد من الرضى و النصر. كيفن لوكهارت العظيم المتحذلق.. فقد توازنه!
قاطعته بعدم اكتراث: اتصلت لأدعوك إلى العشاء.. لكنك تبدو مشغولاً.. لذا ربما ليس من..
- اصمتي.
ردت بخنوع: حاضر.. كيفن.
قال بصوت أجش: العشاء..
- أرجوك.
- في منزلك أم في الخارج؟
- في الخارج على ما أخشى.. فقد وصلت للتو و خزانة مطبخي خاوية..
- لماذا عدت باكراً أماندا؟
قالت بصوت منخفض: يا لغرورك!
سمعت ضحكته الناعمة ولكنه أردف يقول بعجرفته المعتادة: الدعوة مقبولة.. و لكني أنا من سيختار المكان و أنا من سأسدد الفاتورة..
- لن أجادلك في هذا.
سأكون عندك في الساعة السابعة..
ثم أردف بصوت أجش جذاب: أماندا.. صففي شعرك إلى الوراء.. هه؟
عبست: لماذا؟
- لأنعم بلذة إطلاقه من رباطه.
- متعجرف..
و انقطع الخط.. كان أخر ما سمعته ضحكته العميقة الدافئة.
دق كيفن بابها في الموعد المحدد.. في هذا الوقت كانت أماندا في الجانب الآخر من الباب.
ارتدت الليلة فستاناً أبيض من الحرير الناعم, أكمامه طويلة و هو مثبت عند الخصر بدبوسين مرصعين بالألماس.. أما تنورتها فكانت تخشخش و هي تسير.. و أما شعرها فرفعته كالتاج فوق رأسها.. بدت جميلة جداً, أنيقة, سيدة بكل ما في الكلمة من معنى.. أخذ كيفن وقته يستوعب كل ما يراه أمامه من جمال بعينين صفراوين ضيقتين.
تمتم متجهم الوجه: ليت الكاميرا معي.. جميلة.. بل خلاّبة.
ابتلعت ريقها بتوتر.. و همست: شكراً لك.. و أنت تبدو أنيقاً كذلك.
- أنتِ قادرة على إهلاك أي رجل.
- و أنتَ خطير.
رفع يده إلى خدها يلمس بشرتها: لماذا عدت باكراً؟
- سار القطار بسرعة فلم أستطع القفز منه.
- و هل أردت القفز منه؟
ارتجف ثغرها و هي تقول لا بتردد.
تمتم بكلمة ما ثم تخلص من المسافة بينهما و جمعها بين ذراعيه, ليعيد لها إيمانها بتجاوبهما المشترك, و لتشعر أنها فعلاً عادت إلى مكانها الصحيح.
ارتفع التوتر بينهما و هما يدخلان المطعم.. أمسك الساقي كرسياً لأماندا لتجلس, و لكن كيفن منعها ثم ارتد إليها: ارقصي معي.
رفعت نظرها إليه باضطراب, ثم ارتجفت لأنها شعرت بالتوتر الذي علا وجهه.. و بدون أن ينتظر ردها تناول منها حقيبتها و رماها على الطاولة, ثم اقتادها إلى حلبة رقص صغيرة تصدح في أجوائها موسيقى هادئة بطيئة.. لم يكونا الراقصين الوحيدين لكن أماندا شعرت بالحرج بسبب النظرات الفضولية التي كانا يتلقيانها من الآخرين في المطعم.
قال: لا أقدر على الجلوس الآن فأنا أحتاج إلى أن أضمك.
توسلت إليه: أرجوك.. توقف عن هذا كيفن.. الجميع ينظرون إلينا.
شدها إليه أكثر: تجهاهليهم..
تنفست أماندا بغضب, إنه يصدمها بتصرفه.. كان الحرج يلسع وجنتيها.. لذا غضّت طرفها فهي لا تريد أن يرى أحد الناظرين إليهما مدى انزعاجها من تصرفه.. لفت أصابعها عمداً حول ذراعه و غرزت أظافرها فيهما حتى أجفل و دهش.
همست بحيرة مرة أخرى: توقف عن هذا!
استجمع نفسه..
- أنا أتصرف مثل..
- لا تقل هذا! أعرف كيف تتصرف!
لم تشعر أماندا قط بمثل هذا الحرج.. كان قلبها يخفق بشدة و كأنه مدفع رشاش.
تمتم بهمس أجش: أسف.
فلنعد إلى الطاولة..
- لا !
يا إلهي.. هل فقد عقله؟
همست بغضب: أحسن التصرف.. سنعود إلى مائدتنا حالما تنتهي الموسيقى.
- أجل.. أسف أماندا.
أيهزأ بها..؟ ارتفع غضبها من جديد فنظرت إلى وجهه. إنه الآن يرقص بحذر, و يبدو كأبله عنيد.. لم تستطع إلا أن تضحك ثم سخرت منه: مسكين كيفن! بدوت مثل كايس.. نعم أماندا.. لا أماندا, الحقائب جاهزة أماندا.
تمتم باشمئزاز: شكراً لك.
نظر إلى وجهها بفظاظة ثم ابتسم ابتسامة طبيعية و أضاف همساً: ألك مثل هذا التأثير في جميع الرجال؟ هل تحولينهم إلى حمقى و ثرثارين؟ و هل تفقدينهم عقولهم هكذا؟
ضحكت مرة أخرى و بدأ التوتر بينهما يتراخى. وضعت إصبعها في شق ذقنه.
يعجبني هذا.. إنه يدل على قوة الشخصية.
أمسك يدها ليلثم أطراف أصابعها بسرعة, ثم وضع راحة يدها على صدره و غطاها بيده.. عرفت أنها طريقته في الاعتذار على تصرفه, و غفرت له ذنبه بابتسامة ملؤها الدفء.
تمتم مذعناً: لا أثر للوعي هذه الليلة.. أو للقوة الشخصية.. و لا..
- قد عدت تتصرف ككايس.
- هلاّ جلسنا أماندا؟ أعتقد أنني سأشعر براحة كبيرة عندما أبتعد عنك.
انعصر قلبها شفقة على هذا العملاق الذي يتعذب بسببها.
- طبعاً نستطيع.
دست يدها حول خصره و استندت إليه بمحبة غير عابثة بالنظرات الفضولية التي يتلقيانها.. تعرف أن وجهيهما معروفان لبضعة أشخاص لكنها لم تكن تهتم..
سألته و هو يقودها إلى الكرسي: كم طولك؟
- ستة أقدام و أربعة إنشات.
ثم انحنى لها قبل أن يجلسها, ثم أردف مداعباُ: و أزن مئة و تسعة وثمانين رطلاً إنكليزياً.. و ما زلت أحتفظ بكل أسناني.. و اجتزت آخر اختبار لي.. بعلامة عالية.
ضحكت: عمرك.. نسيت عمرك.
- أربعة و ثلاثون سيدتي! تخرجت من الجامعة بمرتبة شرف, تزوجت مرة و طلقت مرة..و..
صمت فجأة.. و كادت أماندا تتأوه بسبب زوال المرح من صوته.. ثم أنهى كلامه: لكنك تعرفين كل هذا.. هل نطلب الطعام الآن؟
بعد ذلك خلا تصرف كيفن من أي عيب.. و في هذه الفترة حاول أن يفتنها و يسليها.. أكلا و رقصا و لكن ما إن عادا إلى السيارة حتى عاد التوتر بينهما.
كسر الصمت المتشدد: هل توصلت إلى أي استنتاج فيما يتعلق بمستقبلك المهني؟
هزت رأسها: لا.. لكن ما زال أمامي أسبوع حتى ينتهي الشهر.
الواقع أنها لم تستطع التفكير في هذا لأنه شغل جميع أفكارها.
- لماذا شهر؟ لماذا الوقت المحدد؟
- بسبب الدور سينمائي.. أمامي خياران, إما أكون نجمة لفيلم قادم.. و هذا يعني ستة أو سبعة أشهر في كاليفورنيا, و لكنه أمهلني فرصة شهر لأقرر.. فعليه قبل البدء بالتصوير مطالعة أماكن التصوير.
تمتم: فهمت.
عرفت أنه عرف فعلاً.. فهذا التجاذب غير المتوقع الذي تحس به نحوه زاد محنتها سوءاً.
أردف بمكر: و هل تظنين أنني سأضغط عليك للتأثير في قرارك؟ و لكنني لن أضغط عليك بل سأكون مغفلاً إن حاولت التأثير فيك في شيء هام كهذا, بل على العكس سأكره أي شخص قد يؤثر في قرارك.
إنه يؤثر فيها بأي حال, و مجرد وجوده معها هو تأثير بحد ذاته.
تابعت بدون أن تعلّق على ما قال: البديل مسرحية.. يجب البدء بالتمرين عليها في الشهر القادم, ستقام في الوست اند.
صمتت ما إن وقف على إشارة حمراء في الطريق.. دلت إشارة السيارة الضوئية على أنه ينوي التوجه إلى شقتها.. و لكن يدها امتدت إلى ذراعه و قالت: كيفن لا تأخذني إلى منزلي.
هذا كل شيء.. لا تأخذني إلى منزلي.. و أصبح الصمت في السيارة رهيباً.. جلس كيفن إلى جانبها و راحت أصابعه تشد على المقود و عيناه تنظران إلى إشارة السير الحمراء.
قال بحدة: إلى أين؟
همست: إلى منزلك.

* * *

shymoon
30-01-2007, 22:51
يسلموا..بس يا ترى هي خلصت؟؟

مجنونة انجل
30-01-2007, 23:22
يا انتظر النهايه انا ...


لا تتاخرين بليييز

سعودية كيوت
31-01-2007, 00:05
مشكورة على الرواية الكيوت
بانتظار التكمله لا تتاخري ياقمر

الامل2
31-01-2007, 01:58
اشتقتلك arianda من زماااااااااااااااان ماشفتك في موضوعي .......... فرحت مرة لما عرفت ان هذا الموضوع الحلو انتي الي كتبتية ................ انا بانتظارك على احر من الجمر.................

arianda
31-01-2007, 18:55
يسلموا..بس يا ترى هي خلصت؟؟
كلا بالطبع لم تنتهي و أنا أعمل على انهاءها
أشكر مشاركتك اللطيفة

arianda
31-01-2007, 19:12
إلى مجنونة انجل و سعودية كيوت و أمولتي الغالية
أشكركم على مشاركتكم اللطيفة لم أكتب كل القصة
لأنني أحب أسلوب التشويق كما أردت أن أرى
إن كانت القصة ستحصل على مشاركات و تشجيع
و بصراحة إن كتابة و تنزيل القصص يأخذ وقتاً
لكنني سأنهيها بإذن الله
لذا أشكركم على تشجيعكم لي
أمولتي الحلوة أنا من المشتركين في قسمك
و أنتظر رواية جديدة لكي بفارغ الصبر فخبريني عن
جديدك دائماً
صديقتي سعودية كيوت رواية الخائن رووووووعة
عنجد أحببتها و لم أستطع مقاومة قراءتها
لذا أشكرك على قصتك هذه و أنتظر رواية جديدة منك بفارغ الصبر
و لم يبقى سوى مجنونة أنجل و أنا مجنونة بك كونك اول من شجعني
أشكرك حبيبتي كتير كتير
يلا رح كفي شوي من القصة................

arianda
31-01-2007, 19:17
في قبضة العملاق
تغيرت أضواء إشارة المرور إلى الأخضر.. و انطلقت السيارة مسرعة إلى الأمام.. خادعة جميع من خلفها بالذهاب في خط مستقيم بدلاً من الاستدارة يميناً لينفجر كيفن بشتائم فظة.
قال بخشونة: لماذا فعلت هذا؟
- أطفئ إشارة الاتجاه.
- ماذا؟
- إشارة الاتجاه في سيارتك.. أطفئها, أنتَ تسبب ارتباكاً لبقية مستخدمي الطريق.
كان الجو داخل السيارة ملبداً بغضب عنيف.
ضرب بقبضته أداة الإشارة و تعابير وجهه كبركان على وشك الانفجار.. و أخذ يبدل سرعة السيارة بحركات حانقة, و كأنه يحتاج إلى تنفيس مشاعره المكبوتة, قالت: اشتقت إلى فنجان شاي من عمتك روزي.
أدهشتها ردة فعله.. فقد راح يلقي الشتائم و اللعنات بحنق.. فردت عليه أماندا بشراسة: شتيمة أخرى كيفن.. و ألغي كل ما بيننا ! أنا..
- آسف!
- لا.. لست آسفاً!
نظر إليها بحدة: هل لديك فكرة عما فعلته بي طوال المساء؟ كنت أجلس و أنا أكاد أجن شوقاً إليك و كان عليّ أن أحسن التصرف.. و أن أعي مشاعرك..
قاد السيارة في الشارع الرئيسي بعدم تركيز, فتمسكت أماندا بالمقعد و دقات قلبها تتسارع.
كان يبالغ.. و كان يحاول التنفيس عن صدمته بمهاجمتها, و لم يكن آبهاً بما يفعله هذا بها.
- غيرت رأيي.. اصحبني إلى منزلي.. لا أريد أن أكون معك.. لا أريد..
ابتلعت غصة في حلقها فعاد كيفن يشتم و ضاعف السرعة كثيراً.
أردفت نصف باكية: لا أرغب في مواجهة غوريلا هائجة.. لا أريد.. لا أريدك بعد الآن!
فجأة عاد إلى لطفه فراح يخفف من ثورتها بصوته الذهبي: مهلك حبيبتي.. هيا الآن.. أنا آسف. أكرر ذلك كثيراً و لكنني فعلاً.. آسف.. لا تبكي حبيبتي.. سأشعر أنني نذل حقيقي إن بكيت.
شهقت أماندا: أنتَ فعلاً نذل.
وافقها الرأي: بل أنا كل ما قد تنعتيني به.
هدأت قيادته كما هدأ غضبه, ثم تنهّد تنهيدة عميقة و عقد ذراعه حول كتفيها و قال بهدوء: تعالي.. ضعي رأسك على كتف كيفن و أعدك بأن أكون ولداً طيباً كما ربتني أمي.
تركته يشدها إليه بتردد ثم استسلمت لضغطه الرقيق, و أراحت رأسها على كتفه.. يا لها من كتف عريضة دافئة ثابتة و..
تمتمت لتبلغه أنها لم تسامحه بعد: متوحش!
- اتخذت قراراً بألا أجادلك مرة أخرى.. لا أحب رؤيتك باكية.
شعرت بالرضى فاندست بين ذراعيه أكثر و أكثر و راحت تراقبه يقود بيد واحدة بكل كفاءة..
قالت: اشتقت إليك و أنا مسافرة.
أمرها متجهماً: لا تتفوهي بشيء.. دعيني أركز حتى نصل إلى منزلي سالمين هه؟
كورت شفتيها حرداً: أردتك أن تعرف.. هذا كل شيء.
- أماني..
أجابت حانقة: أحاول أن أصمت! ألا تظن أنني مثلك فقدت توازني بسببك.
ارتفع رأسها عن كتفه: من المفترض أننا شخصان ناضجان, مثقفان, فكيف نخضع هكذا لمشاعر بسيطة..
- لا شيء بسيط فيما نحس به أماندا.
شهقت أماندا: لكنني لست معتادة على هذا.
تنهد: هذا ما تدأبين على قوله.
أدار كيفن مقود السيارة بحدة فارتمت أماندا مجدداً على كتفه, و لكن تلامسهما لم يكن مريحاً. ثم نظرت من الزجاج لترى سبب تحوله المفاجئ.
كانت السيارة تسير بهما عبر البوابة الخشبية المرتفعة إلى منزله, و أنوارها تشع على أبواب الكاراج الذي انفتح أحدهما إلى الأعلى و هما يقتربان.. أدخل كيفن السيارة ثم أوقفها و أطفأ المحرك, و نظر إليها ثم قال ما صعقها: أماني هل تتزوجينني؟ أريد الرد الآن.
نظرت إليه فاغرة فاها لا تقوى على التفوه بكلمة, فقد توقعت كل شيء و أي شيء إلا هذا..
عاد اليأس يردد بيأس: تزوجني.. لا أستطيع البقاء على هذه الحال فمنذ رأيتك تبدّل كياني كله وانقلب عالمي رأساً على عقب و لم يعد بمقدوري القيام بأي عمل.. أشعر أنك سددت علي أنفاسي و حياتي فرديهما إليَّ أرجوك.
وقعت كلماته الغريبة على قلبها كالصاعقة و راحت تنظر إليه بمزيد من الحيرة.. و لكن لِمَ لا.. أليست هذه هي حالها؟ ألم تنقلب حياتها رأساً على عقب منذ تعرفت إليه؟ ألم تعجز حتى الآن عن التفكير في أحد سواه أو في شيء آخر غيره؟
اقترب منها يلمس وجنتها برقة و كأنه بذلك يريد التخفيف من وطأة الصدمة عليها.
- ماذا حبيبتي.. نعم أم لا..
فجأة وجدت لسانها ينحل من عقاله: نعم..نعم.
إنه أفضل قرار تتخذه.. فما تشعر به تجاه شيء غريب لم يسبق أن عرفت مثله...
تنفس كيفن الصعداء و لاح على وجهه بسمة نصر و فرح: غداً, غداً نتزوج.
- أبهذه السرعة؟ لا أرجوك.. أريد أن أطلع عائلتي أولاًً و أن أدعوهم.
- ماذا؟ و أبقى منتظراً طوال هذه المدة؟ لا.. غداً نتزوج مدنياً و لكن أعدك أن يكون لنا زواج كنسي مميز تدعين إليه من ترغبين في دعوته.
ارتفعت يدها إلى رأسها بحيرة.. ما هذا الرجل! لقد ضعضعها حتى باتت عاجزة عن اتخذ أي قرار..
قالت بتردد: لكن...
لا تعترضي! ليتك تعرفين ما أشعر به.. أريدك معي .. أريد أن أستيقظ صباحاً لأراك.. أريدك معي في الصباح لنتناول الفطور معاً.. أريدك معي طوال الوقت و في أي وقت فراغ.. كفى الآن! سأعيدك إلى منزلك..و غداً في التاسعة صباحاً أمر بك.
- بل في الحادية عشرة, دعني أستعد قليلاً.
قال بنفاد صبر: حسناً.. الحادية عشرة..
ثم عاد يقود سيارته إلى منزله و لكن الصمت ران خلال هذه المدة القصيرة و كأن كل واحد منهما لا يصدق ما اتخذاه من قرار.
في تمام الحادية عشرة قُرع جرس شقتها و كانت هي في غرفتها تتأمل فستانها الوردي الجميل الذي انساب برقة متناهية على قدّها الرشيق و كان وجهها مشرقاً رغم الأرق الذي اجتاحها ليل أمس.. لا تدري كيف تهورت هكذا وزجّت نفسها في المجهول.. و لكن هل كيفن مجهول بالنسبة إليها حقاً.. إنها تشعر أنها تعرفه منذ الأزل و تشعر أنه الرجل الذي طالما انتظرته..
عند انبزاغ الفجر قررت أنها لم تتهور البتة بل خضعت لمشاعر لا يمكنها ردعها أبداً..
عاد الجرس يرن ثانية إنما بقوة أكبر.. فهرعت من الغرفة لتفتح الباب و كان هو واقفاً و الغضب يلوح على وجهه: لماذا تأخرت في الرد...
كتم غيظه و أضاف: خلتك رأيك و لكن ما تراه عيناي تثبتان العكس.
راحت نظراته تتأملان وجهها الجميل ثم انتقل إلى الفستان الوردي الذي التصق بها بجمال أخّاذ يكاد يخطف أنفاس المرء..
- هل أنت جاهزة؟ إذ لا أمان لك إن بقيت هنا لحظة أخرى..
ضحكت بفرح و صاحت به: أنا جاهزة..
ثم انطلقا.
في وقت متأخر من ذلك اليوم عادا زوجاً و زوجة.
الآن زالت الحواجز و الموانع.. و انفتح الباب على مصرعيه لهذه المشاعر التي تعصف بهما.
ما إن أصبحا أمام المنزل حتى سألته بتردد: أيمكن أن إلى المنزل بدون أن نزعج عمتك؟ لا أظنني أطيق الاجتماعيات الضرورية الليلة.
- نستطيع بالتأكيد.
مد يده يمسكها.. فأطلقت نفساً مرتعشاً, ثم أمسكت يده الكبيرة و وضعتها على خدّها فاستجاب لها بأن أدار وجهها إليه و عانقها بلطف.
خرجا من السيارة بصمت, و التقيا أمام باب الكراج حيث تعلقت بذراعه ثم سارا معاً إلى المنزل.. فتح كيفن باباً خلفياً صغيراً و اقتادها إلى درج قصير أفضى بهما إلى الطابق الأول.. ثم دخل بها من باب آخر أوصلهما مباشرة إلى مطبخ رائع.
أجاب رداً على سؤالها الفضولي الذي لم تسأله: المنزل مقسوم إلى قسمين.. في الأصل كان المنزل كله ملكاً لعمتي روزي.. و هي حقاً عمتي.. تقريباً.. فهي أخت أبي غير الشقيقة.. ورثت المنزل من والدها و عاشت فيه عشرين عاماً ثم ظهرت أنا على المسرح.. و كان ذلك منذ خمس سنوات.. جئت من نيويورك أبحث عن مكان محترم أستخدمه كاستديو للتصوير, فكان أن زرت العمة روزي.. زيارة واجب.. فهي قريبتي الوحيدة التي ما تزال على قيد الحياة.. إنها أخت أبي من أمه.. شعرت أن عليّ أن أقابلها قبل.. على أي حال.. وصلت فوجدت عارضة للبيع معلقة في الخارج.. ثم قابلت هذه السيدة العجوز ذات الوجه المحب و كلبها الغبي, و لكنها كانت حزينة لأنها ستخسر قريباً المنزل الوحيد الذي تعرفه.. مع أنها حاولت ألا يظهر هذا عليها.
شعرت أماندا بالسعادة لمراقبته و سماع صوته الذهبي العميق يحدثها بصدق.
- كانت تنوي البيع و الانتقال إلى ما تسمونه أنتم الإنكليز, بمأوى العجزة.
أظهرت إشارته رأيه بهذا: عندما كانت تحدثني عن أمر البيع عنّت لي فجأة فكرة.. اقترحت أن أشتري المنزل منها, و لأنقذ كرامة العجوز أقنعتها أنني بحاجة إلى من يعتني بي.. لأختصر الحديث.. أعطيت العمة نصف الطابق الأرضي كشقة مستقلة لها..أما القسم الآخر فهو غرف الاستقبال الرسمية التي أقيم فيها حفلات استقبال ضرورية.. أما قاعة الطعام فقد وضعت يدها عليها لأنها قررت أن تطهو لي العشاء, قالت بإصرار إن على رجل ضخم مثلي أن يتقلى وجبة طعام لائقة و قررت أن من واجبها أن تقدمها لي..
و عادة أتناولها في غرفة الطعام لأنني أرفض السماح لها بصعود الدرج.. أما هنا فلدي الاستديو و الغرفة المعتمة و المكتب, و ما إلى ذلك...
أشار إلى المطبخ الخاص ثم قدم لها كوب قهوة يتصاعد منه البخار, و وضع كوبه على الطاولة قبل أن يجر كرسياً بقدمه و يجلس عليه.
- هذا مطبخي الخاص في شقتي الخاصة. لدي مدخلي الخاص أدخل منه و أخرج كما أشاء, و هناك الباب الرئيسي الذي دخلت منه المرة الفائتة و لكن العمة تسيطر عليه فهي لمعلوماتك فضولية .
- ألم تخبرها بأمر زواجنا؟
- لا, فقد خفت أن تغيري رأيك..
ضحكت عندما رأت ما علا وجهه و عرفت أنه عاش ليلة أرقة أيضاً.
- يا للمسكين!
ترى ما دعته العمة.. نعم .. دب كبير..
أضاف: تحب العمة أن تعرف ماذا يجري في الاستديو و تحب أن تعرف من يأتي و من يذهب, و هي بذلك تظن أنها تحافظ عليّ.. لكنها تصاب بالهلع ما إن تبيت ليلة ما بمفردها.. لذا تقفل الباب الأمامي بالرتاج حين يخرج الجميع, و يبقى لها لاكي لمرافقتها و هو حارس جيد.
تذكرت أماني الكلب الضخم و هو متمدد على أسفل الدرج فابتسمت لأنه يبدو كسولاً جداً.
- ثم هناك نظام هاتف الداخلي الذي ركبته للمنزل لتستطيع مكالمتي متى احتاجت إليّ.
قالت أماني بلطف: أنتَ نِعْمَ المأوى لها..
تابع كيفن قوله: تعرضت للسطو مرة.. و لهذا قررت البيع.. و بسبب التهاب مفاصل وركها أيضاً.. من حسن الحظ أنني جئت في الوقت المناسب.
فهذا المكان مناسب لأنه يقع في وسط لندن حيث يسكن معظم زبائني.. و هو خوّلني الحصول على مركز عمل و على شقة في آن واحد.. و الواقع أنني والعمة روزي نتفق جيداً. تستقبل رفيقاتها عدة مرات في الأسبوع, و إذا تمكنت أنزل لأجالسهن و أفتنهن قليلاً.. و كم يعجبها ذلك.. إنها تزهو بي و تفتخر و لكنها بالمقابل لا تزجّ أنفها أبداً في حياتي.
- ألا تؤنبك على تصرفاتك و فسادك؟
- لا.. إنها لا تؤنبني أبداً.
ارتشفت أماني قهوتها بعدم رغبة .. فقد كانت نظرته إليها دافئة و بدأت قشعريرة تتلاعب بأعصابها.
- أماني..
قفزت ما إن نطق اسمها.. ثم ضحكت بقليل من التوتر: أنا خائفة .. هذا جنون.. أليس كذلك؟
قال: لمَ الخوف؟ ألست زوجتي ؟ و نظر إليها بتملك.

arianda
31-01-2007, 19:20
استغربت لفظة زوجتي فردت بصوت أجش: لم أعن هذا.. أظنني خائفة منك.
و ضحكت ضحكة غريبة.. فارتفع حاجباه الذهبيان:
- مني أنا؟ لست العملاق غوليات الظالم.
سألت: لا؟
ضحك ضحكة مخنوقة لم تكن مرحة و لا ساخرة:
- لا أصدق كل هذا أماني..
امتدت يده إلى مؤخرة عنقها ليجبرها على النظر إليه:
- أماندا.. الحب يمد الجسور بين كل الاختلافات الجسدية.. حين تجتمع كل روابط الحب و الرغبة و الاهتمام و الرعاية..
قاطعته في محاولة للظهور بمظهر الخبيرة: بكل تأكيد.
تفرس فيها لحظات: هل سبق أن أحببت؟
- وقعت مرة في ما ظننته حباً.
تنهد: فيما ظننته حباً.. ماذا يعني هذا يا ترى؟
تنهّدت تنهيدة أخرى فجذبها إليه بحزم.. ثم أمسك يدها التي وضعها على صدره حيث كان قلبه يخفق بقوة على راحتها: أتشعرين بهذا؟ أتذكرين العناق الذي تبادلناه في السيارة قبل أن تسافري؟ في ذاك الوقت لم تشعري بالخوف مني.. كانت خفقات قلبك تماثل خفقات قلبي..
هزت رأسها باستحياء.. ثم نظرت إلى عيني كيفن.. و قالت: ضمني إليك.
و كان توسلاً غريباً.
شعرت بصدره يتحرك صعوداً و نزولاً ثم تمتم: اللعنة.
و ضمها إليه يسحقها بكل قوته.
همست: كيفن.
ابتعد بحدة عنها ليلتقط أنفاسه ثم راحت عيناه تحرقانها..
عادت إلى أحضانه سريعاً.. فالآن سقطت القيود والحواجز و أصبحا شخصاً واحداً متناغماً..

* * *
سألها برقة: هل أنتِ بخير؟
هزت رأسها بحيث لامس شعرها ذقنه. و تحركت أهدابها كالحرير الناعم على بشرته..
قالت: لم يسبق أن شعرت بمثل هذه المشاعر.
أخفض رأسه ليرى وجهها و ليقرأ أفكارها لكنها لم تترك له فرصة فقد ضغطت خدها على صدره, فضحك متأثراً بخجلها.
- أنتِ مميزة عندي.. حلوتي أماندا.. بعد سنوات طويلة من رفض أية علاقة برجل, اخترتني أنا فلماذا؟
ابتسمت لهذا: أنتَ الآن زوجي وهذا ما هو حقيقي.. و ماذا عنك؟ لماذا جعلتني استثناء لقاعدتك؟ فهمت أنك لم تحاول التعرف إلى من تصورهن..
لكنك لا تشبهين أية واحدة منهن.
- لكنني من العالم الذي تحتقره, ذلك العالم البراق الغارق بالغرور و التبجح.. لماذا كيفن؟
- إنه القدر.
حاول صرف نظرها بمداعبة شعرها و لكنها أبعدت يده و رفضت رده.
فأضاف: لأنه إغراء لا يقاوم لأحاسيسي.
- أقرب من هذا.
- حسن جداً.. أستسلم.. ما الذي جعلنا نخترق ذاك الحاجز الذي طوقنا نفسينا به؟
همست: هذا.
ضمته بشدة فمادة الأرض بهما إنما بدون إثارة.. كانت ضمة حنان تعني فيها الحب دون أن تتلفظ به, مع أن كلاهما شعر به.. يبدو خلفهما, ينتظر اللحظة المناسبة ليكشف عن نفسه.
كان كيفن يرتجف و لكنه أخفى اضطرابه.. و لم تمانع أماندا في مراوغته.. فهي تعرف و تفهم دون الحاجة إلى كلمات تؤكد ذلك.. فالكلمات موجودة تطوف في الهواء حولهما.. فالحب وحده هو ما جعلهما يكسران ما اتخذاه قاعدة في حياتهما.. و هو سبب سفر أماندا لتفهم جذور الصدمة العميقة التي أعمت بصرها, صدمة الوقوع رأساً على عقب في حب رجل قابلته لمرة واحدة.
تثاءبت أماندا, و تكورت على صدره.. دلّت تقطيبة على تفكير عميق و لكنه عاد يعانقها بشوق و حب.
- نامي الآن, و سنكمل الكلام صباحاً.
نامت و استيقظت و هي لا تزال معه على السرير.. شعرت بأنها قريبة منه مكاناً و روحاً, ثم جاء الفطور حاملاً معه كلاماً سهلاً, تافهاًُ و مزاحاً و نكاتٍ.. قالت و هي تأكل التوست مع القهوة: قررت التدرب على المسرحية.
لم يعلق.. لكن استرخاء عضلات فكه أفهمها أن هذا ما يريده.
تابعت: سأتسلل من هنا قبل وصول العاملين لديك.. فقد يسيئون الظن بنا.
قال بتعجرف: سنعلن للملء أننا زوجان.
- و هل ستفرح العمة روزي؟
- بالتأكيد.. لقد أحبتك!
و تلقى لكمة مزاح على ذقنه.. و هذا ما بدأ معركة انتهت بهما على أرض المطبخ.. و بقيا هكذا, يتبادلان الضحك بغباء.. لكن باب المطبخ انفتح عن غير توقع فصدمهما ذلك.
شهقت أديث التي نظرت إليهما بدهشة: أوه!!
قال كيفن بهدوء: إذهبي من هنا أديث.
رفرفت المسكينة عينيها مجدداً و امتقعت وجنتاها بلون قرمزي, ثم هربت تاركة وراءها صمتاً لم يكسره سوى انفجار أماندا بضحك هستيري منخفض. قالت ساخرة و هي تكاد تختنق من الضحك: سقطت هالتك! لن تنظر أديث إليك النظرة ذاتها بعد اليوم!
- لم أكن قط ناسكاً.
ثم بدأ يلعن لسانه لأنه رأى ضحكتها تنزوي.. تنهد تنهيدة ثقيلة: لم أقصد هذا كما بدا كلامي.. أنتِ المرأة الوحيدة التي ضبطت معي في مثل هذا الموقف و في هذا المنزل أماني.
- و هل هذا استثناء آخر للقاعدة؟
نظر إليها مفكراً, ثم رفع نفسه يجذبها معه ليقفا: سأذهب لأعرف ما الذي حملها إلى هنا في هذا الوقت الباكر.. و سأنشر عندئذٍ خبر زواجنا.
و خرج.
عندما عاد وجدها مرتدية فستانها الوردي الذي ارتدته بالأمس و وقفت قرب النافذة في غرفة الجلوس تراقب لاكي و هو يلعب في الحديقة بجذل الكلاب.
قال يشرح لها عند الباب: أرادت التقاط صوراً خاصة قبل موعد العمل.. و جاءت إلى المطبخ لتأخذ الإذن مني.
هزت أماندا رأسها بدون ترد.
قال ببرود.. و قد ذهب السحر الذي كان بينهما :
سأصحبك إلى منزلك أماندا لتجلبي أغراضك فقد أصبح البيت بيتك.
- أجل.. أرجوك.. و أنا بحاجة أيضاً للاتصال بكايس لأعلمه بعودتي و لدفع مسألة التمرينات إلى الأمام.
كان يسد الباب.. و لم تستطع النظر إليه.. لم تكن معتادة على هذا النوع من الوداع.. كان خداها محمرين و تحس أنها بلهاء جداً.
سمعته يتمتم.. بصوت خرج من أعماق صدره: أعتقد أننا قد نوضب الحقائب معاً.. لكن إن كنت تفضلين..
ارتفع رأسها و عيناها تعكسان تسارع قفزات قلبها.
راح يدور في شقتها كمن يريد شراءها.. و راقبته أماندا بتساهل فهو يبدو بهذه الكنزة الواسعة و هذا الجينز الباهت منسجماً مع صورته الفنية.
كان قد عاد للتو, ففي الصباح أوصلها ثم عاد إلى مشغله ليعمل ساعتين.. و في هذه الفترة استحمت أماندا وارتدت سروالاً من القماش و كنزة خضراء. بدوت عفوية ولكن أنيقة.
سأل: ماذا قال كايس عن قرارك؟
- لقد.. لقد أذعن!
نظر إليها من فوق كتفه, و تمتم: همم!
- و ماذا تعني بهذا؟
- ما قلت بالضبط .. همم.. هل لي أن آخذ بعض هذه التسجيلات معنا؟ لم أتصور للحظة أنك من محبي هذا النوع من الموسيقى أماندا.. لديك مجموعة رائعة.
حذرته بصوت هادئ: كيفن! ماذا عنيت بهمم؟
لم يرد للحظات و تابعت أصابعه العبث بالشرائط المسجلة.
- إنها تعني.. تعني.. اللعنة!
استقام و التفت إليها: أعني أنني لا أثق بذلك الشيطان الذي يحاول تغيير قرارك! أعني.. أين الإنصاف في أن ترفضي دور البطولة في فيلم أميركي فمن التمثيل في المسرح لن تجني إلا مبلغاً زهيداً.
نظرت إليه بتهجم: هل أنتَ ثري كيفن؟
صدمه سؤالها فنظر إليها بتعال.
قال ببرود : أنا مرتاح مادياً.
رددت ببطء: مرتاح.
ارتفع ذقنها بكبرياء فاقت كبريائه: حسناً.. أنا أكثر من هذا.. أنا أعمل لأنني أحب العمل و ليس لأنني مضطرة إليه.. و لهذا فرق كبير..
صمتت قليلاً ثم أردفت ببرود: ...أترى خلاصة القول إنني أستطيع أن أفعل ما أشاء و كيفما أشاء!
ضحك ضحكة غريبة: تبدين الآن مثل كايس.
ثبتت نظرها عليه رافضة التراجع: لو شئت لتوقفت عن العمل و لن أشعر أبداً بالفارق مادياً بيننا, فهل تفهم ما أحاول قوله لك؟
ابتعد عنها. عرفت أنها تتصرف بطريقة مزدرية.. و لكنها لا تريده أن يظنها امرأة طفيلية تزوجته لتعيش في ترف, ألم يخبرها كايس أن زوجته السابقة استنزفته كثيراً؟
- أحاول أن أشرح لك أمراً يعرفه كاسدي خير معرفة.
أشارت بيدها إلى خزانة تحتوي على أدوات المائدة فوقها صورتان و رفع حاجبيه متسائلاً.
لامست أحد الإطارين بإصبعها.. و قالت له بصوت أجش:
إنهما والداي.. هذا والدي هاري هاموند الفنان النمساوي.
تنفس كيفن متأثراُ: يا الله!
- و هذه أمي.
أخذ كيفن يتأقلم ببطء مع هذا الخبر, خبر بنوتها لهارولد هاموند الفنان الذي بلغ ذروة الشهرة خلال سجنه في معتقلات النازيين الألمان حيث رسم لوحات رهيبة تدمي القلب.. و هي معلقة الآن في الأبنية الكبيرة التي لا يريد أصحابها أن تغيب عن أذهان الناس في تلك الحقبة من التاريخ.
أردفت: أما أمي فهي اللايدي جينيس بريسكوت ابنة اللورد جوفري بريسكوت.
صفر كيفن لأنه تذكر اسم أحد أبطال بريطانيا الكبار في الحرب العالمية الثانية.
- عندما كان والدي شاباً يافعاً علق في ألمانيا بعد إقفال الحدود النمساوية.. أخيراً تمكن من دخول النمسا بمساعدة جدي لأمي و عاد إلى إنكلترا.. و لكن بعد هروبه, عاد يرسم بعضاً من ذلك الرعب معتمداً على الذاكرة.
صمتت أماندا تنظر إلى الصورة طويلاً في لحظة حزن.. ثم أكملت: غني عن القول.. حين قدمه جدي إلى أمي, وقعا في الحب و تزوجا.. تميل آيرين إلى الاعتقاد أن حبه لأمي خفف بعضاً من عذابه الداخلي, و أميل أنا إلى الإيمان بأنها على حق.. و لقد قتلا معاً في حادث تزلج على الجليد منذ خمس سنوات.
هز كيفن رأسه متذكراً ما قالته الصحف: و من هي آيرين ؟
- إنها شقيقتي.
أخذت أماندا الصورة الثانية و قربتها منها مبتسمة بمحبة: إنها أكبر مني بست سنوات, و تحب أن تسميني غلطة أمنا الصغيرة, لكنها لا تقصد شرّاً من هذه التسمية.
قال بصوت أجش: إنها تشبهك, من هذا الرجل الذي معها هنا؟
- بيدروس فيرغوس.
كرر كيفن بمحبة: يا إلهي!
- لقد أمضيت الأسابيع الثلاثة الأخيرة معهما في الواقع.. بيدروس من أهالي رودس.
لامست شفتيها ابتسامة غريبة, فلاحظ كيفن و تساءل بفضول عن سببها, و أكملت:
إنه يملك منزلاً كبيراً في أثينا بالطبع.. و معظم أشغاله تدار من مكتبه الرئيسي في أثينا, و يقضيان وقتهما هناك.. لكن بيدروس يتمكن دائماً من ترتيب وقته لنقضي العطلة معاً في رودس.

arianda
31-01-2007, 19:22
- و تركتهما متسائلين عن سبب رغبتك في العودة إلى انكلترا في وقت مبكر.. ما هو احتمال مجيء هذا اليوناني الضخم إلى هنا و لعبه دور الصهر القاسي معي؟
لكنه لم يكن يمزح.
و ضحكت أماندا: الاحتمالات متساوية كما أعتقد.. إنه رجل ضخم و قوي.. بيدروس.. لديه إحساس متجذر عميق بالولاء للعائلة, إنه قادر على خنقك إن آذيتني.
- لكنه سيضطر إلى تجاوز العمة روزي أولاً.
برقت عيناها و هي تتصور بيدروس يحاول تجاوز العمة روزي.
- هذه مشكلة.
- أدركت للتو أنني قادر على التوقف عن التقاط الصور فلم يعد الأمر مهماً لأنني سأعيش منذ الآن فصاعداً على حسابك! هذه الفكرة مغرية.
- يجب أن تسألني أولاً إن كنت مستعدة للإنفاق عليك أولاً.. لكن إذا كانت الحياة العيش على مال النساء تناسبك, كيفن لوكهارت فأحذرك أنني لا أحب الكسالى, بمن فيهم الضخام الأجسام.. لذا حذار.
تحداها بكلمات فيها إنذار مبطن فتراجعت أماندا مبتعدة عنه.. كان له تلك النظرة التي تشبه الأسد المستعد للانقضاض, و تقدم خطوة مهددة نحوها, و بصرخة مرتفعة حادة استدارت و هربت..و لحق بها.
أصرّت أماندا فيما بعد, أن قبضته عليها في غرفة النوم كان مجرد سوء حظ لها و حسن حظ له.

* * *




















حبي زهرة منسية

نقلت أغراضها إلى منزله بدون عقبات و كان أن أقفلت أماندا شقتها ببساطة ناسية أمرها..
عمل كيفن في مشغله الذي لم يكن يغادره إلا للبحث عن القهوة.
رحبت العمة روزي بأماندا بعناق كبير ثم وعظتها بأن تكون طيبة مع ولدها الذي أصبح الآن زوجها, و على المرأة إطاعة زوجها في كل شيء.
قالت و هي تشرب معها الشاي: إنه يستحق قليلاً من السعادة أخيراًً.. فقد عاملته تلك المرآة بطريقة مزرية.
اعتادت أماندا على أن تشير العمة إلى سوان كورتيز بتلك المرأة.. و مرت الأسابيع التالية بسرعة و في هذه المدة اعتادت أماندا على النزول إلى شقة العجوز كل صباح لتشاركها إبريق الشاي, و عرفت الكثير عن المرأة الأخرى و كم عاملت كيفن المسكين بقوة.
- لقد قام بما في وسعه من أجلها.. كان مغرماً بها, يركع تحت قدميها!
انتفخ الوجه المغتاظ من تلك الذكرى.. فتساءلت أماندا عن مدى معرفة المعة روزي عن علاقة كيفن بزوجته السابقة.. أكان مغرماً مفتوناً بها أم لم يكن قطّ ؟.. لا تتصوره أبداً عبداً مخلصاً يركع تحت قدمي أحد.. ليس كيفن.. بل هي من كانت تركع عند قدميه..
أضافت العجوز: و لكنها كافأته بالخيانة و جعلته موضع سخرية أمام جميع أصدقائه.
فكرت أماندا في أنهم لم يكونوا قط أصدقاء أوفياء.


سألت: هل التقيت بها يوماً؟
ارتفع صدر العمة و هبط بحدة: عدة مرات.. فهي تأتي إلى هنا.. لتستجدي. إن كيفن ليس شخصاً يسهل خداعه ولكنها من طراز مصاصي الدماء..
- جميلة؟
ارتفعت عينا العجوز إلى السماء: لم أرى أحداً بجمالها في حياتي! سوداء الشعر, سمراء, غريبة.. نصف مكسيكية كما أعتقد. شعرها الأسود طويل و عيناها كبيرتان سوداوان و ثغرها كبير تطليه دوماً بالأحمر و هي طويلة أيضاً.. إنها امرأة متناسقة الشكل.
تمتمت أماندا: رأيت صوراً لها.
أحست بالغيرة.. فلا يمكن لكيفن أن يختار بين امرأتين على هذا القدر من التناقض.. فهل سمح لنفسه بالانجذاب إلى أماندا لأن مشاعره تجاه زوجته السابقة ما تزال عميقة؟ و هل الجروح التي تركتها فيه لم تندمل؟ ألهذا تعمد التفتيش عن نقيض لها؟
إنها فكرة مثيرة للاضطراب أرسلت وخزات صغيرة من الشك.
أردفت العمة روزي: لكنني أخاله تخلص من تأثيرها كلياً, لقد حطمتْ إيمانه بالجنس البشري.
جلست المرأتان بصمت لدقائق.. ثم أضافت العمة و كأنها تتذكر: لا تبقى طويلاً حين تأتي.. و هي ترحل بعد ساعة أو أكثر و جسدها يختال كالقطة.
أتعود من أجل المال؟ أم لتثبت أنها ما تزال تسيطر و لو قليلاً على مشاعره؟ هذه الفكرة تثير الكآبة في النفس.
لكن كيفن روى قصة انهيار زواجه بكلمات أخرى..
- التقينا حين كانت على أول درج النجومية, كانتْ تكافح لتخترق حواجز الشهرة و لكنها لم تكن تعرف أبسط الأشياء عن طبيعة العمل.. أما أنا فكنت شاباً متكبراً واثقاً من عبقريتي.. و رأيت فيها ما يكمن عندها من إمكانيات فعرضت عليها العمل, أعني مهنياً.
صمت قليلاً: استغرق العمل عليها شهوراً من الصبر.. هي ذات طبع مشاكس.. تثور غضباً دون أي سبب, و هذا أول ما كان عليّ كبحه فما من امرأة مهما كانت جميلة قادرة على النجاح في عالم الأضواء بدون الصبر.
قالت أماندا ممازحة: استخدم بعض من نصائحك لنفسك.
و قد رأته ينفجر غضباً دون سبب يُذكر و هو يعمل في مشغله.. قال منتقداً نفسه: أسمح لشيء من المزاج الفني بالسيطرة عليّ لأنني عبقري.. أما سوان فلم تكن قادرة على العمل بدون كسر أداة باهظة الثمن كلما حدث ما لا يعجبها.. علمتها كيف تسير و كيف تتكلم و اشتريت لها الثياب, علمتها كيف ترتديها.. كانت علاقتنا بريئة في ذلك الوقت.. لكن..
حملت تنهيدته ندماً حقيقياً: أعتقد من الطبيعي أن يصبح رجل و امرأة حبيبين ما داما دائماً في صحبة بعضهما بعضاً.. ثم انطلقت في علمها, و علمي معها.. و رغب الجميع في أن تعمل معه. لكن ثقتها العمياء بأحكامي كانت تعني أن تكون لي مهمة إبعاد أسماك القرش و النسور عنها.. و هذا ما سبب لي المتاعب من كل نوع لأننا بدأنا تنحرك في اتجاهين مختلفان و كانت هي معتمدة عليّ كلياً.
- ليس في اتجاهين مختلفين كلياً بكل تأكيد! فالتصوير و عمل العارضة يتفقان.
- أوه.. أجل! كان عملها.. الإعلانات و التصوير الدعائي المتهور. أما أنا فكنت أميل إلى تصوير الوجوه, و بتّ مع الوقت مطلوباً أكثر فأكثر و هذان اتجاهان مختلفان.. و لكننا كنا بحاجة إلى قاعدة ننطلق منها.. و كانت هي بحاجة إلى من يعتني بها و بأمورها.. هكذا.. تزوجنا.
سألت بهدوء: هل أحببتها؟
- حب؟ كلمة غريبة.. تغطي وراءها أشياء كثيرة, و الحقيقة أنني لم أرغب قط في تحليلها.
تلقت أماندا هذه الصدمة.
- منع الزواج الحيوانات المفترسة من محاولة افتراسها.. صدقي أو لا تصدقي.. كانت سوان في ذلك الوقت خجولة و لطيفة, لذا عشنا لحظات رائعة..
سرح في عالم خاص به للحظات: وقعت المشاكل في وقت لاحق.. حين فقدت حاجتها إليّ.. ثم في أحد الأيام بعد ثلاث سنوات من الزواج, دخلتْ إلى الشقة و أبلغتني بكل برود أنها حامل.
جمدت أماندا.. كيفن.. أب؟
- ثم أخذت تعلمني عن الترتيبات التي قامت بها لتجهض.. فذعرت..و حدث بيننا شجار فاق كل الشجارات السابقة قلت لها أشياء مجنونة مثل<< لن تقتلي أبني أيتها الساقطة المجرمة!>> فردت من قال إنه ابنك؟ عندئذٍ وقفت مشدوهاً أحاول استيعاب ما قالت, ثم راحت تقول لي أنني ساذج لأنني صدقة أنها كانت وفية لي..

ضحكت في وجهي و قالت إن هناك ثلاث رجال قد يكون أحدهم هو الأب.. فتحتُ لها الباب.. خرجتْ منه.. و صفقته خلفها!و أقفلت الباب! حاولت اللحاق بها و لكن فكرت ما الفائدة؟ دع العاهرة تفعل ما تريد فكفاني منها ما رأيت.. و لكنها عادت بعد ثلاثة أيام و هي أشبه بالميتة بعد إسقاط الجنين.
صمت مرة أخرى فعقدت أماندا ذراعيها حوله و شعرت بألمه.
- لم أكره قط أحداً كما كرهتها في تلك اللحظات. طردتها.. لتأخذ معها بعد الطلاق كرامتي واحترامي لنفسي و الإيمان بأي امرأة.. و قرفي من نفسي. ثم قررت المجيء إلى لندن.. كان لدي عروض كثيرة لذا لم يكن القرار متهوراً كما يبدو.
- و هل رأيتها كثيراً منذ ذلك الوقت؟
- إنها تحط عليّ كالعملة الفاسدة بين الوقت و الآخر حاملة معها مشكلة من نوع ما.. و هي في الأغلب مشكلة مادية.. في الوقت الراهن تعيش عيشة جيدة و لكن إيراداتها تقل كلما تقدم بها العمر.. كنت أحل لها مشكلتها فتبتعد مجدداً. لم يعد في قلبي حقد تجاهها.. و ما الفائدة؟
و لكنني بشكل من الأشكال نصف مسؤول عما وصلت إليه. و الحقيقة أنها ما تزال تعتمد عليّ في كثير من الطرق و أنا أساعدها بأفضل ما أستطيع..
الغريب أن الرجل يشعر حتى بعد الطلاق بالمسؤولية نحو المرأة خاصة إذا كانت ضعيفة.
تمتم: أماني..
ارتدت تواجهه سامحة له بكل إرادتها أن يقربها منه.. ضمها إليه أكثر فأكثر و عندما سمعته ينطق باسمها عقدت ذراعها حوله.. القبلة التي وضعها على رأسها كانت بعيدة كل البعد عن أي رغبة جسدية و كأنه بها يبحث عن الطمأنينة الروحية التي تحتاجها هي أيضاً.. و تلاشت كل مخاوفها.. و عادت إليها ثقتها بنفسها.
وصل كايس بعد ثلاث أسابيع من زواجها بكيفن و هو يلوّح بإحدى يديه ورقة تحتوي على موعد بدء تمارينها و باليد الأخرى بمجلة رماها على حجرها.
قال: حسناً حلوتي.. لقد أنصفك عزيزنا كيفن بلا شك.. لديه قدرة خارقة على التقاط زبدة ما في شخص ما.. أتمنى ألا يوجه تلك العدسات إلى وجهي أبداً, لأنني أخشى ما قد يكتشفه.. إنه شيطان خطير.. سأتفقد العمة روزي التي لا تبحث عما هو مخبأ في الإنسان لأنها مشغولة بأشياء أكثر إفادة, كخبز الكيك و أشياء أخرى.
تركها في جو عابق بعطر رجالي, بحثاً عما يشبع ضرسه الحلو.

arianda
31-01-2007, 19:24
التقطت المجلة و راحت تقرأ الاسم الشهير على غلافها المصقول. تذكرت أن المقال الذي سينشر عنها موعده هذا الشهر.. و أنها بسبب ذلك المقال قابلت كيفن. لامست ابتسامة خفيفة شفتيها و فتحت الغلاف بلهفة لترى كيف صورها كيفن.. ثم استوت جالسة تحدق إلى صورتها الملونة وعدم التصديق على وجهها. فهمت أخيراً ما كان كايس يقصد قوله.
قال صوت عميق من خلفها: مادونا الفضية.
انتفضت أماندا ذعراً لأنها لم تنتبه له عندما دخل. اعترضت عليه: لا تنعتني بهذا.
مد يده يلتقط المجلة و تأمل عمله للحظات طويلة. ثم تقدم إليها و ضمها من الخلف.. و دفع المجلة أمامها:
- انظري إليها.
عندما نظرت أماندا التوى ثغرها بسخرية.
كان الفستان الأحمر القاتم الذي ارتدته عندما التقط لها هذه الصورة غالي الثمن و محتشماً و كان شعرها منسدلاً حول كتفيها.. لقد استخدم كيفن الأنوار بمكر بحيث التقط أكثر خصلات شعرها اشقراراً فشعّت كالحرير الأصيل. أما عيناها الزرقاوان القاتمتان فكانت تحدقان من وجه هادئ فاتن.. و لاح على ثغرها التواء بسيط سري يظهر أن شيئاً ما يجري وراء قناعها الساكن.
أجل.. إنها تبدو كلوحة مادونا.. لكن هناك شيء آخر.. شيء أكثر فتنة له علاقة بابتسامتها.
قال بهدوء: أمضيت ليال طوالاً أتساءل عما كان يدور في رأسك في اللحظة التي التقطت الصورة.. كان ذلك في عينيك و في ابتسامتك الغريبة على شفتيك, و جعلتني عجرفتي أرغب في معرفة الأسرار التي كنت تفكرين فيها.
- لكنك لم تسألني يوماً.
- صحيح.. أظنني كنت خائفاً من الرد.
قالت بصوت رقيق: كنت أفكر فيك.
- فيّ أنا..؟
هزت رأسها: إنه التجاذب المهلك.. نظرة واحدة و وقعت في فخك.
أضافت في سرها: بل وقعت في حبك.. هذا هو السر وراء تلك الابتسامة.
تمتم مجدداً: أنا.. ألم تعجبك الصورة؟
- إنها.. جميلة.
- بل أنتِ الجميلة! فكل ما فعلته هو البحث عما هو أساسي فيك.. ذلك الجزء الصغير الذي تحاولين إخفاءه عن العالم.
ابتسمت بحنان لعينيه العقيقيتين: هذا ما قاله كايس.. قال إنك مبدع في التقاط أسرار الجمال في شخص ما.
ارتفع حاجباه دهشة: حقاً؟ إذن لديه إحساس و بعد نظر أكثر مما كنت أظن.
- شكراً لك صديقي القديم.
إنه صوت كايس الذي علا من الباب و الذي تقدم و كأنه مالك المكان.
- هل تُصدق حظ رجل جائع؟ العمة روزي لم تخبز قطعة بسكويت! كان يجب أن أعرف أن حظي سيء منذ البداية.. كيفن يفتن أفضل ممثلة لدي و يخطفها إلى القفص الذهبي و العمة روزي لا تترك علبة بسكويت محشوة, لضيف غير متوقع.. و ذلك الكلب الغبي يحاول عضي!
بدا غاضباً بحيث اضطرت أماندا للتقدم إليه و عناقه..
أضاف: بل لا أراني قادراً على الحصول على قبلة ترضية من فتاتي المفضلة بدون أن يراقبنا أحد. المكان السيئ يعطي ذبذبات سيئة, و يفسد جهاز التلقي..و هو سيء للهضم.. سيء..
ارتفع صوتان دفعة واحدة: اصمت كايس!
أخذت أماندا دور البطولة في المسرحية . و عادت إلى المنزل مشرقة فرحة تبحث عن كيفن لتخبره.. فسألها: ما موضوع الرواية؟
كان قد عقد ذراعه حول كتفها وهما يخرجان من مشغله بعدما أرسل معاونيه إلى منازلهم.
- عن الارستقراطية الفرنسية الحديثة حيث لا يزال الزواج المدبر سائداً,ألعب دور ابنة الوحيدة لكونت ثري على وشك أن تتزوج من ثري يفوقها ثراء و لكنها لا تطيق منظره.. فهو متعجرف و متحفظ بطريقة متعالية و هو متأكد من قبولها و هذا ما يجعلها تغلي غضباً في أعماقها.
دخلا إلى المطبخ و هناك حضرت اماندا القهوة, أما كيفن فجلس إلى المائدة.
تبرز الرواية الضغط الذي يُمارس على البطلة من قبل عائلتها و مقاومتها لهم.
- و هل ينتهي بها الأمر للزواج به؟
- أجل.. إنما لهدف شريف.. و ذلك بعدما أركعت المتعجرف الشيطان على ركبتيه.. إنها مسرحية ذكية جريئة و فيها الكثير من الحركة التي تسيطر على المشاهد.
- و من سيلعب دور البطل المتعجرف؟
- ماتيوس آشلي.
راقبت كيفن و هو يتحول من مستمع كسول إلى زوج متملك غيور.
- آشلي شخص خليع!
- و هذا ما يقال أيضاً عن كيفن لوكهارت.
سأل: هل هناك مناظر خليعة؟
- في عمل مسرحي؟ أنتَ تمزح! كاتبها بارع لذا لن يلجأ إلى مثل هذا الأسلوب الذي يسعى إلى الإثارة لضمان النجاح.
- سأحذره.. فمن المشهور عنه أنه لا يألو جهداً في إقامة علاقة مع الممثلة البطلة في مسرحياته.. و سأحذره قبل أن يبدأ المحاولة.
اعترضت قائلة: لن تقدم على شيء كهذا.
ثمّ هدأ غضبها و لكنها رغبت في إثارة النمر الهاجع قليلاً..
- ما دمت قادرة على السيطرة على غوريلا ضخم مثلك فسيكون ماتيوس آشلي مجرد لعبة.
استقام كيفن ببطء و راقبته و هو يرتد لمواجهتها بعينين صفراوتين ضيقتين.
- بم نعتني؟
- غوريلا... كبير... ضخم...
ثم ضحكت بتوتر و هي تراه يقف و مدت يديها أمامها بتوسل... و قالت ضاحكة:
- لا.. كيفن.. لم أعن هذا.. صدقاً.. كنت أمزح, مجرد مزحة!
أمسك بها عند الباب, فصرخت.. قال: أردت اصطحابك إلى الخارج لتناول العشاء, لكنني غيرت رأي..و سنبقى هنا لأريك ميزات الغوريلا.
مررت لسانها على شفتيها: حاضر كيفن.
ارتفع حاجباه الذهبيان سخرية: هل أسمع رنة خضوع المرأة في صوتك؟
- أجل كيفن.. فالقرود الضخمة الذهبية هي نقطة ضعفي, و أنا خجولة من الاعتراف بهذا.
- و ماذا عن القرود الكبيرة السوداء الشعر مثل ماتيوس آشلي؟ أهي نقطة ضعف أخرى لديك؟
رفضت الرد و نظرت إلى وجهه بعناد ساخر.
حذرها برقة: سأجبرك على الاعتراف أماني.
ردت في سرها: و أنتَ قادر على هذا.. و هو ما أنتظره..و شدت فمها بقوة.
كيفن محب مستبد, يحب السيطرة عليها بدقة الخبير المتمرس و هو يظهر لها أبعاداً جديدة من حبهما مع كل لحظة تمر.. كان حساساً, خيالياً, و قبل كل شيء صبوراً.. لم يكن ظالماً أو أنانياً.. علمها كيف تعرف نفسها بشكل كامل, و راح حبها يزهر كزهرة نادرة.
مضى الشهران التاليان و هما في نعيم و سعادة مع أن أياً منهما لم يعترف للآخر بالحب.. فلم يكن يبدو الآن مهماً.. فهو موجود بدون التصريح به.. هو مرأيٌ كلما تبادلا النظرات. أما الجميع فكان يرى هذا الحب, و يبتسم معرفة به..ثم شاع في جميع الأوساط خبر زواج المتألق اللامع كيفن لوكهارت بالجميلة الشهيرة أماندا هاموند.
تتابعت حياتهما برتابة و تجانس. كانت أماندا تذهب إلى التمارين المسرحية كل صباح و كان كيفن يذهب إلى مشغله و لكنهما كانا يطهوان الطعام معاً و يسهران معاً و يتكلمان عن متاعب يومهما و هما يحتسيان القهوة أو الشاي..
مرت الأيام بسهولة و هناء, و لم يكن هناك ما يعكر صفوهما إلا البدء بمسرحيتها.. و هذا يعني العمل ليلاً.. فهي لا تعرف كيف سيتقبل كيفن الأمر.. فلم يسبق أن تباحثا هذا الموضوع و لكن عليهما يحثه قريباً.
اليوم هو عيد مولد كيفن.. و ليس في نيتها إفساد اليوم بمناقشة ما هو جاد.. اليوم بالذات سيقام حفل صغير بالمناسبة, يحضره كيفن و كايس و العمة روزي و أماندا بالتأكيد.. عندما كانت تستعد شعرت بالإثارة طفولية تسري في عروقها.. وحدها حفلات عيد الميلاد تحمل هذه الإثارة في هذه الأيام.. إنها فكرة قالب الحلوى و كل ما يرافق الحفل من بهجة.. و سعادة مراقبة المحتفى به وهو يفتح هداياه.
وصل كايس باكراً قبل خروج كيفن من مشغله.. و في هذا الوقت كانت أماندا في الطريق لتسأل العمة روزي إن كانت بحاجة إلى مساعدة...
رن جرس الباب فصاحت: سأفتحه أنا.
فتحته فوجدت كايس بالباب و هو مرتد سترة سهرة بيضاء براقة, و قميصاً أسود.. كان معه هدية كبيرة مبهرجة الألوان يحملها في يد و في الأخرى باقة زهور.
شهقت: أوه.. هذه لي؟
أخذت الزهور منه و راحت تتنشق عبيرها بسرور مصطنع, فهي تعرف أن هذه الزهور للعمة روزي.. فكايس من أخلص متذوقي طعامها.. لكنها لا تستطيع مقاومة ممازحته.
تورد بشدة.. و بدا مرتبكاً للحظة, ثم حاول بجهد جمع نفسه و قال مبتسماً: بالطبع هي لك حلوتي! أعني لمن قد تكون غيرك؟
ومض المكر في عيني أماندا و هزت رأسها: لا..! أستطيع معرفة الحقيقة من النظر إلى وجهك كايس.. لقد أخطأت التقدير.. و لأنك لطيف لم ترغب في تخيب أملي.
بدت الراحة على محياه و لكنها أردفت: إنه عيد مولد كيفن و هذا يعني أنها له.
فقد المسكين توازنه مجدداً و قال: لكن..
- كيفن يحب الزهور.
- حقاً؟
- صدقني.. إن قدّمت له الزهور تأثر كثيراً.
و كأنما سمع اسمه فقد ظهر كيفن في منبسط الدرج في الأعلى و راح ينظر إليهما. رفع كايس رأسه إليه ثم هز كتفيه باستسلام.. وضع اللفافة على الطاولة ثم صعد الدرج و قدّم باقة الزهر لكيفن.
- ميلاد سعيد.
أجفل كيفن: لي.. أنا؟
أخذ الزهور و نظر إلى وجهه المتردد ثم نظر بعينين ضيقتين إلى وجه أماندا الذي تبدو عليه البراءة.. هز كتفيه العريضتين و تمتم: زهور...هه؟ شكراً كايس.. تأثرت كثيراً.
و قال لأماندا: عشر دقائق فقط... سأستحم و أنضم إليكم... كايس رجل دمث الأخلاق.. أشير بذلك إلى باقة الزهور! سأذهب لأضعها في الماء قبل أن تذبل.
ابتعد و هو يصفر سعيداً, و لكنه كان يبدو سخيفاً و هو يحتضن باقة الزهور الكبيرة

* * *
يتبع

مجنونة انجل
01-02-2007, 03:18
واااااااااو

اختي تسلم ايدج حبيبتي علي االمجهود

وانا معاج ليما تخلصين

الامل2
02-02-2007, 00:08
مشكورة اختي بانتظارك........................

arianda
02-02-2007, 12:32
مشكورة اختي بانتظارك........................

لم تقولي لي هل من جديد عندك
أنتظر هذا بفارغ الصبر...........::جيد::
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=242453&d=1170419447

arianda
02-02-2007, 12:33
إعدام الحب
تأخر كيفن نصف ساعة قبل أن ينضم إليهما.. كانا جالسين حول المائدة ينتظران قدومه فدخل مرتدياً قميصاً حريرياً عاجياً و سروالاً بلون الشوكولا . و كان يمسك بين يديه مزهرية نحاسية فيها زهور مزينة بأجمل طريقة و أروعها.. قدمها إلى العمة روزي مقبلاً إياها و شاكراً ما بذلته من عناء في التحضير لعيد ميلاده.
قالت العمة روزي بفخر: ما أجملها عزيزي كيفن!
قال كايس: خُدعت.
قالت أماندا: أنا التي خدعت!
ابتسم كيفن مبدياً أسنانه البيضاء, أما العمة روزي فأفسحت مكاناً لآنية الزهور في نهاية المائدة و هي لا تدرك معنى النكتة الدائرة بين هؤلاء الثلاثة.
كان ذلك مثالاً سارت عليه الأمسية. بعدما أكل الجميع و امتلأت بطونهم, قدمت له العمة روزي هديتها التي هي كنزة جميلة محبوكة يدوياً كلفتها بلا ريب شهوراً من الكدح بأصابعها المريضة.
ارتداها كيفن و أصر على بقائها مع أن وجهه تورد بسبب وجود التدفئة المركزية ثم قدم كايس هديته الحقيقية في صندوق مربع عميق, جعلت رقاب النسوة ترتفع فضولاً لرؤية ما في داخلها.
صاحت أماندا حالما رأت ما في الصندوق: لم ألعب هذه اللعبة يوماً! هلا لعبنا بها بعد تنظيف المائدة؟
سألت العمة روزي: أهي كالمونوبولي عزيزي؟
قال كيفن: لا.. بل تشبهها و لكنها لعبة بحاجة إلى معلومات عامة.
خاب أمل العجوز: أو.. كنت أحب اللعب بالمونوبولي .. و لكنني غير بارعة في المعلومات العامة.
قال كيفن: ستستمتعين بها.. إنها تدعى لعبة المطاردة, و هي مسلية لكنها تتطلب معلومات عامة.
جاء دور أماندا لتقدم هديتها التي وضعتها بوقار أمامه.. جلست و القلق يساورها.. و بدا أن الجميع يشعرون بأن شيئاً ما على وشك الوقوع. ران الصمت في الوقت الذي كان كيفن يفتح هديته.. كان كيفن جاداً, حركاته بطيئة, و كأنه يخاف أن ينظر إلى ما في العلبة الطويلة المستديرة. ألقى نظرة على وجه أماندا الشاحب فلاحظ أنها تجلس و يداها مضمومتان في حضنها و أنها تتجنب النظر في عينيه.. و فتح غطاء العلبة.
ساد صمت طويل مقطوع الأنفاس, فيما كيفن ينظر إلى ما في العلبة بوقار.. ثم سحب الهدية بعناية فائقة و وضعها على الطاولة ليراها الجميع.
صاح كايس بأنفاس مقطوعة: يا الله أماني.. أين وجدتها؟
ردت بتوتر: إنها واحدة من مجموعة محدودة.
لم يقل كيفن شيئاً.. كان عليها أن تقدمها له و هما بمفردهما فهي هدية محض شخصية.
- اشتراها صهري بناء على طلبي.. من نحات في رودس.
و كـأنما لم تستطع أماندا السيطرة على نفسها فمدت يدها تمرر أصابعها على التمثال الذهبي بدءاً من الرأس المتكبر نزولاً إلى الصدر الرائع فالقدمين المنفرجتين في خطوة متعجرفة فوق صخرة مصقولة.
ذكرت اسم التمثال الرائع.
- إنه كالوسوس حامي رودس.
كادت تقفز منتفضة حين مد كيفن يده يمسك بأصابعها, و يضغط عليها بشدة قبل أن يرفعها إلى شفتيه..لم تستطع النظر إليه فالخجل غلفها كلياً.
قالت: إنه أحد عجائب الدنيا السبع الذي كان يشرف على مدخل الميناء بساقيه الضخمتين.. أقامه أهل رودس تخليداً لذكرى نجاتهم من حصار دام اثني عشراً و خصصوه للإله هيليوس, إله الشمس الوثني..
و كانوا يؤمنون أن رودس لن تتعرض للأذى ما دام منتصباً, و قد بقي واقفاً سبعين سنة ثم هدمته هزة أرضية.. إنه رائع.. أليس كذلك؟
قالت العمة روزي: إنه يشبهك أليس كذلك عزيزي كيفن؟
رد كيفن موافقاً بصوت أجش: أجل.. إنه أجمل هدية تلقيتها في حياتي.. شكراً لك أماني.. سأحافظ عليه و كأنه كنز ثمين.
أرادت أن تقول: إنه هدية حبي! لكنها عرفت أن من الخطأ الاعتراف بهذا.
دعك كايس ذقنه مفكراً ثم تمتم: زكاري كافلوس هو من نحت هذا التمثال.. فهو مشهور عالمياً في نحته لأشياء كهذه.. ثمنه مرتفع أماني.
ضحكت أماني لتخفف من توترها. ما زالت يدها في يد كيفن و عرفت أنه يريد منها أن تنظر في عينيه.. و لكن خديها كانا متوردين, و في عينيها قلق و خجل لهذا احتاجت إلى شجاعتها كلها لترفع عينيها إليه.
بدا وقوراً جداً.. لكن عندما نظرت إلى عينيه الصفراوين تحولتا إلى عقيق قاتم خطفتا أنفاسها بسبب الرسالة الصامتة التي رأتها فيهما. رفع يدها مجدداً و قبّل كفها.. و كرر: شكراً لك.
التفت إلى كايس: فلنلعب لعبة المطاردة.. بإمكان أماني مساعدة العمة روزي في تنظيف المائدة.
اتهمته صائحة: متعصب! شوفيني!
شكلوا فريقين للعب, النساء ضد الرجال.. كان الرجلان واثقين أنهما سيمسحان البلاط بأماندا و العمة روزي و لكنهما لم يستطيعا الصمود أمام سيدة عجوز اكتسبت معلوماتها العامة من سنين طويلة, معلومات تعلمتها و في لا تدري أنها تعرفها.
ربحت السيدتان اللتان رفعتا أيديهما حبوراً.. بعد ذلك غادر كايس المنزل و توجهت العمة روزي إلى النوم..
اقتادها إلى غرفتهما و ذراعه حول كتفها و تمثال كولوسوس في اليد الأخرى.. وفي هذا الوقت كانا يتجادلان عن هوية من ربح الحرب العالمية الثانية: تشير شل أم جون واين.
لكن ما إن أدخلها إلى غرفتهما حتى عانقها بحنان غير معقول جعل قلبها يرقص جذلاً.
قال يمازحها و يده على خصرها: كالوسوس.. هه؟
تمتمت: أنتَ إله الشمس بالنسبة لي.
تنهد و قال بصوت مرتجف: تُشعرين الرجل بأنه مميز.. تعالي فأنا أشعر أنني باق خالداً ما دمت معي.
ياله من اعتراف بالحب.. لكن ليس الحب الذي تريد..
قالت: غدا موعد أول تمرين بالملابس الكاملة.
انتهى أول تمرين بالملابس, و كانت أماندا مرهقة.. فقد جرت جميع الأمور بالمعكوس, فما أكثر ما نسيت من الجمل التي كان عليها قولها. و ما زاد الطين بلة المشاكل التي حدثت في ديكور المسرح و الأبواب التي لم تنفتح و الإضاءة التي لم تظهر في الوقت المناسب و الوعاء الفضي الذي وقع على قدم ماتيوس آشلي الذي أخذ يعرج و هو يخرج من المسرح غاضباً.
أوقفت أماندا سيارتها الصغيرة أمام المنزل و جلست تسند رأسها إلى الوراء متنهدة بقوة.. فقد كانت مرهقة أشد الإرهاق و معدتها تتقلص و هو أمر سيلازمها حتى موعد افتتاح المسرحية, أما أعصابها فكانت متوترة توتراً يجعلها غير قادرة على الحراك. جمعت أغراضها و ترجّلت من السيارة متعبة.. و لم تفكر إلا في الجلوس في حوض الحمام الواسع في جناحها.. لذا كانت ابتسامتها للعمة روزي هشة.
رفعت عينني متعبتين و قالت: مرحباً حبيبتي.. أما زال كيفن في مشغله؟ أنا متعبة.
بدت العجوز متوترة الأعصاب بشكل غريب.
- هل من خطب؟
همست روزي: إنها هنا! تلك المرأة!
أحست أماندا بالبرد يغزو كيانها.. فثمة شخص واحد تشير إليه العمة روزي بتلك المرأة.. زوجة كيفن.. السابقة.. ماذا تريد من كيفن هذه المرة؟ شعرت برغبة في التحري عن الأمر.
- أين هما؟ فوق؟
هزت العجوز رأسها نفياً و أشارت إلى غرفة الاستقبال التي نادراً ما تستخدم: هناك.. كان عنده بعض اللباقة ليبعدها عن جناحكما.. إنهما في الداخل منذ ساعة و أكثر.. لقد تجاوزتني و كأنني خادمة.. يا لتلك السيدة المتعجرفة الحقيرة..
وضعت أماندا يداً لتهدئ روع العجوز المضطربة: لا بأس عزيزتي.. سأنضم إليهما.
بذلت أماندا جهداً لتجمع أحاسيسها المتوترة و لكنها أخيراً توجهت إلى غرفة الاستقبال و وقفت لحظة أمام الباب لتنظر إلى سروالها الرياضي الأبيض و إلى القميص الأزرق الشاحب, ستشعر بلا ريب بأنها أقل شأناً أمام العارضة الجميلة.. رفعت ذقنها تستحضر كل تدريبها القاسي الذي تتطلبه مهنتها, ثم رفعت شعرها إلى الوراء و أرسلته كالستارة على كتفيها و فتحت الباب و خطت بهدوء إلى الداخل.
صدمها الجو التوتر السائد.. كانا واقفين في وسط الغرفة يتحدثان بصوت منخفض أجش و لكن سرعان ما توقفا ما إن رأياها.
قالت ببراعة الممثلة المشهورة: مرحباً.
توجهت مباشرة إلى كيفن و رفعت نفسها لتطبع قبلة سريعة على خده و هذا ما تفعله دائماً لدى وصولها.. و لكنها وجدته كلوح من خشب.. لم يلتفت حتى.. فأحست بألم كبتته أمام المرأة الأخرى.. ابتعدت عنه متوردة الوجه و ارتدت إلى سوان التي تراقبها باستغراب.
قالت بلطف: أنتِ سوان بلا ريب.. عرفتك من وجهك.. تسرني مقابلتك.
مدت أماندا يدها و وسعت ابتسامتها, فهزت المرأة الأخرى رأسها الأنيق التصفيف و لم تتحرك لتصافح اليد الممدودة.. بعد لحظة توتر أنزلتها أماندا إلى جانبها و قالت تعرف عن نفسها:
أنا أماندا هاموند لوكهارت.. يبدو أن كيفن قد أحسن التصرف.
أضافت في سرها: و بأكثر من طريقة.. لأنه لم يعترف حتى الآن بوجودها.
قالت المرأة السمراء: سمعت بك.
جاء صوتها هامساً أملس فشعرت أماندا و كأنها أفعى تتسلل إلى بشرتها.. رفّت رموشها الطويلة فبانت عينان سوداوان غريبتان اشتهرت بهما.. راحتا تطوفان بأماندا ثم ارتدت إلى كيفن.. و تمتمت:
أعتقد أن عليّ الذهاب في الوقت الحاضر.. اتصل بي حبيبي.. بعدما.. تدبر أمورك هنا.
أجفل كيفن بحدة.. كان ملء الجو التوتر.. انتظرت المرأة رد كيفن الذي بدا غير قادر على النطق بكلمة واحدة أما أماندا فنظرت إليه بغضب حائر.
قاطعت أماندا الصمت مضطربة: اسمع.. يبدو أنني قاطعت شيئاً.. خاصاً.. سأترككما بمفردكما ثانية.. أعذراني على تطفلي.
ارتدت بحدة و توجهت نحو الباب و هي غير قادرة على التنفس.. و كانت صفعات الغضب و السخط و الإذلال تحط عليها.. ألمْ يكفها هذا اليوم و مشاكله حتى وجدت جواً مضطرباً و امرأة تنظر إليها من وراء أنفها الجميل؟ هذا وحده كاف ليفور الدم في كيانها.. عندما كانت تهمّ بإمساك قبضة الباب عاد كيفن إلى وعيه و أوقفها.
- لا!
بدا صوته متحجراً كحبل مشدود يحتك بالخشب فأثر صوته في أعصاب أماندا بالطريقة عينها.. ثم أردف بصوت هادئ بعض الشيء: لا أماني.. أرجوك انتظري..
ارتدّ إلى زوجته السابقة: سوان؟ سأتصل بك..هه؟
كأنه يتوسل المرأة الأخرى أن تفهم! فعاد الغضب يصفع أماندا مجدداً.. فأضاف بصوت أجش بسبب تردد سوان كورتيز: أرجوك.
راحت العينان السوداوان تنتقلان ما بين كيفن و أماندا, ثم هزت كتفيها النحيلتين و سارت بعدم اكتراث.
إنها فعلاً مذهلة الجمال.. دمها اللاتيني أكثر بروزاً في وجهها المثير الغاضب و ثغرها المطلي بلون الدم.
استسلمت بهدوء قائلة: حسناً.. تعرف مكان إقامتي حبيبي.. سأنتظر سماع صوتك.
ارتدت و سارت في حركة رشيقة و على وجهها قناع من النصر الساخر جعل أماندا تبتعد عن الباب قبل أن تصل المرأة الأخرى إليه.. ابتسمت سوان كورتيز بسبب هذه الحركة, ثم خرجت بهدوء من الغرفة تاركة وراءها جواً مشحوناً لم تشهد أماندا مثله قطّ.
وقفا كصنمين يصغيان إلى وقع أقدام سوان.. ثم انفتح الباب الأمامي وانغلق.. عندئذٍ أطلقت أماندا نفساً طويلاً لم تكن تدري أنها تحبسه.
قالت ببرود: حسناً.. ما كان هذا؟
لم يرد كيفن. نظرت إليه فإذا هو ما يزال في وسط الغرفة يحدق إلى ما لا شيء. بشرته الرمادية تدل على أن ما حدث قبل دخولها أفقده توازنه المعتاد.
إنها تؤثر فيّ.. قالها مرة.. أحست بنذير شؤم يأتي مع الذكرى.. لقد أثرت سوان كورتيز بكل تأكيد فيه اليوم.
دلكت جبينها بيد مرتجفة ثم دنت من كرسي جلست عليه بحذر.
تحرك أخيراً و تقدم إلى إبريق القهوة الكهربائي فسكب لنفسه فنجاناً.. كانت يده ترتجف و هو يرفع الفنجان إلى فمه. سألته بهدوء: ما الأمر كيفن؟
لم يرد.. بل اقترب من النافذة فحجب جسده الضخم نور الخارج. قال فجأة بحيث أجفلها: وصلت هذا الصباح من نيويورك.
- لتعمل هنا؟
هزّ رأسه نفياً: بل لتراني.
همست: هكذا.. إذن.
بدا أنه استجمع قواه إذ ارتدّ لينظر إليها, ثم تقدم ليجلس قبالتها:
اسمعي أماندا.. سأحاول شرح أمر ما بدون.. لا أعرف كيف أبدأ..
تلعثم مرة أخرى فضمت أماندا يديها معاً, و اشتدت أصابعها.
- لقد تكلمنا مرة عن زواجي بسوان.

arianda
02-02-2007, 12:34
هزت رأسها إيجاباً.
- تعرفين أنني وجدت صعوبة في تخليص نفسي من زواجي بها.. و تعرفين أنني أشعر تجاهها بالمسؤولية.
راقبته أماندا و كأنها لا ترى شيئاً مما حولها.
- أخبرتك بشأن عملية الإجهاض؟
هزت رأسها إيجاباً.. و لكن حدسها أنباها بأنه على وشك أن يدمر حياتها.
- هي تقارب الثلاثين الآن.. و عملها يكاد يأفل. عمل العارضة جيد ما دام مظهرها جيداً.. و سوان تذبل. في العام المنصرم قابلت رجلاً.. إيطالياً ثرياً و وقعت في حبه. طلب منها الزواج, فسبحت في السماء السابعة و وجدت أن مستقبلها بات في أمان مع رجل تحبه و تظن أنه يحبها.
صمت قليلاً, فقالت أماندا: يسرني أن تجد أخيراً من تحبه.
هز رأسه: ليس الأمر هكذا.. كان كل شيء يسير جيداً.. ثم أدخلت فجأة إلى المستشفى بسبب ألم في الزائدة الدودية.
قالت مشفقة: أنا أسفة كيفن.. لا شك أن ذلك محنة..
هز رأسه مجدداً, و عادت نظرة الألم: كانت المسألة أخطر من هذا.. بعدما معاينة دقيقة تبين.. تبين..
و لم يستطع إكمال جملته.. فمدت يدها إليه و لكنه ابتعد قبل أن تلمسه و وقف يبتعد متوجهاً إلى النافذة:
تبين أن عندها عيباً.. عملية الإجهاض.
ابتلع ريقه: عملية الإجهاض دمرت كل فرصة لها للحمل مجدداً.
- يا للمسكينة! يا لصدمتها!
أردف كيفن: تخلى عنها.. ذلك النذل القذر رافضاَ الزواج بها لأنها لن تنجب له أطفالاً! فحطمها هذا و تركها مذهولة عدة أشهر. عملت, نامت, و عملت المزيد, ثم انهارت أخيراً..
صمت مجدداً ثم قال بفظاظة: لم أعرف بهذا كله.. لم تخبرني شيئاً.. كنا دائماً.. على اتصال.. مع ذلك لم تخبرني شيئاً. كنا مقربين.. اللعنة!
أصاب غضبه أماندا بنفاد صبر.. ما يقوله قصة تراجيدية حزينة.. و لكنها تعرف أنه لم يتطرق إلى لب الموضوع.
وقفت لتواجهه بعناد, و سألت: إلى أين يقودنا هذا كيفن؟ أفهم تكدرك.. و الله أعلم أن لا أحد من البشر يحب سماع بؤس شخص أخر.. مهما كانت الظروف.. و لكنك لا تسرد عليّ ما تسرد بغية اطلاعي على مأساتها بل هناك أكثر من هذا.. فما هو؟
ارتدّ بعنف و وضع فنجانه من يده بقوة: لقد أعدمت.. انتهى أمرها! ذهب مستقبلها العملي و خبا جمالها و ولىّ مستقبلها, لقد دمّرت أحداث الماضي فرص سعادتها.. إنها بحاجة إليَّ! و أنا.. و أنا لا أستطيع أن أدير ظهري لها.. لا أستطيع!
وعت أماندا أن الأمور تكاد تصل إلى النهاية.
التوى ثغرها بمرارة و قالت ساخرة: و هذا يعني ماذا.. بالضبط؟ هل دعوتها لتقيم هنا معك؟ أهذه هي المسألة؟ دعوت سوان إلى هنا و تريد مني أن أرحب بها بذراعين مفتوحتين؟
- أنا أطلب منك الطلاق أماندا لأستطيع الزواج منها مجدداً.
- ماذا؟
حدقت إليه بذهول كامل.. و راح الصمت يطبق على أذنيها اللتين لم تصدقا ما سمعته.
نظر كيفن إليها باكتئاب و كرر بلطف شديد: سأتزوجها مجدداً.
سرى في أوصال أماندا برد شديد و هزت رأسها رافضة تصديق ما تسمع.. و لكن كيفن نظر إليها بعينين متألمتين رافضاً سحب كلامه الذي انتزع الحياة من جسدها.
تنفست بهمس مرتجف: لا.. أنتَ لا تعني هذا حقاً.
امتدت يده بتوسل و قال بصوت أجش: أنا أسف.
قالت و هي تحاول إيجاد عذر له: أنتَ مرهق.. أنتَ لا تعني ما تقول! لن تفعل هذا بي.. بنا معاً!
لا جواب.. لا شيء سوى وجه منهك يرفض التراجع.
أردفت بصوت مرتعش: لقد لفقت عليك أدواراً! رواية رائعة! و أنتَ.. أنتَ تشعر بالصدمة و الرهبة, و هذا حقك! و لكنني لا أصدق أنك على هذه الدرجة من السذاجة و الرقة بحيث تذهب بعيداً إلى هذا الحد..
- أرجوك.. حاولي فهمي أماندا..
- إنها كاذبة فاسقة مخادعة متآمرة.. و أنتَ تعرف هذا.
و لم يحاول الدفاع عن المرأة الأخرى بل وافقها الرأي: إنها كل ما وصفتها به.. و لكنني ساهمت في ما أصبحت عليه أنا الذي أوصلها إلى ما هي عليه و يجب عليّ تحمل النتائج.
لا يمكنه أن يفعل هذا بها! لا يمكنه أن يعرّضها لكل هذا! ارتفعت يدها إلى رأسها و غطّت عينيها المتألمتين, ارتدت مبتعدة غير قادرة على الوقوف لكنها عادت تنظر إليه بحد, و لكنك تحبني!
تصلب كيفن: لم أستخدم هذه الكلمة قطّ.
- أنتَ تحبني! و أنت زوجي!
ابيضّ وجهه: أريد منك الموافقة على الطلاق لأتزوجها.
نظرت إلى وجهه ملياً لتستوعب الحقيقة المكتوبة عليه.. التوى ثغرها و تحوّل وجهها الجميل فجأة إلى خطوط قاسية.. فقالت لتهزأ من نفسها: لماذا تزوجتني؟ هل الزواج لعبة؟
ارتفع صوتها مع ارتفاع ألمها و برقت عيناها بسبب دموع لاحت في مآقيها.
أضافت: أحببتها دائماً! بل لم تشعر قط تجاهي بشيء حقاً! كل ما كان عليها أن تفعل هو أن تدخل إلى هنا.. و..
قاطعها بصوت أجش: لا تقولي هذا أماندا.. تعرفين أنني لست هكذا.. أنا..
صاحت: لا أصدق أنك قادر على إيقاع مثل هذا الألم بي!
اهتز جسمه كله بسبب العذاب الذي رآه في وجهها, حدق مذهولاً إلى الدموع المتساقطة على وجنتيها و تأوه بصوت مخنوق: أماني.. إنها عاقر.. عاقر! ألا تفهمين حبيبتي؟ لو أوقفتها عن الخروج ذلك اليوم.. و لو خرجت و راءها و منعتها من الإجهاض لما تدمرت حياتها هكذا! طالما أدرت حياتها.. كل ناحية منها! و لم يكن من حقي سحب هذا الدعم في تلك اللحظات الحاسمة!
صاحت: لكنه لم يكن طفلك! كانت خائنة غير مخلصة للقسم الذي كنت أنتَ تقدسه! كانت تحمل طفل رجل آخر.. ثم تخلصت منه و كأنه ثوب قديم بال لم تعد تريده! كيف تلوم نفسك لمجرد شعورها بالندم على ما فعلت؟
جادلها متعباً: لا يهمني طفل من كان! تعلمت أن تتكل عليّ في كل شيء مدة أربع سنوات.. و لا أستطيع أن أتجاهل أنني السبب في ما حصل لها!
سألت بألم: و ماذا عني؟ وعما تفعله بي؟
- أنتِ قوية أماني.. و ستعيشين.. أما فهي فلا.. هي غير قوية أبداً لذا عليّ الإمساك بيدها مجدداً.
نظرت إليه عبر ضباب دموعها السخية.. و ردت لها الهزيمة نظرتها.. فاستسلمت و هبطت كتفاها اللتان سرعان ما رفعتهما مجدداً, لأن الكبرياء تغلبت على كل شيء آخر.
قالت بصراحة و ذقنها مرفوع: أنتَ غبي كيفن.. أنتَ تحبني و تنوي رمي كل شيء عرض الحائط بسبب فورة ضمير ستزول مع الصباح حيث ستشعر بالفراغ و الدمار كما أشعر الآن.. حسناً.. هذا حقك.. و لا حق لي في مناقشة قرارك.. لأنك لم تسمح لي قط بمناقشتك.. لكن عندما تصدمك الحقيقة و تدرك خطورة ما فعلت لا تسع إليّ بحثاً عن العزاء عندي.. لأنك لن تجده عندي أبداً.. سأذهب الآن لأوضب أغراضي. أما الطلاق فأنا موافقة عليه.. أرسل إليّ الأوراق متى شئت لأنني لن أقف حجرة عثرة..
سارت شامخة الرأس و لكنها رجت ربها ألا تنهار ساقاها من تحتها.
- أماندا..
انتفضت و لكنها لم تتوقف بل همست: على الأقل اتركني و كرامتي كيفن.. لقد بترت مني كل شيء آخر.
و خرجت من الغرفة.

* * *










غروب الحب
كانت أماندا توضب حقائبها حين ظهر كيفن بباب غرفتها.. استند بيديه إلى الباب منهك الوجه متألماً, متوتراً.. بدا رجلاً مشتتاً عاطفياً..
تجاهلته أماندا و راحت تنقل من الخزانة إلى الحقيبتين المفتوحتين فوق السرير.
لم تغير ثيابها.. و لم تستحم كما وعدت نفسها.. كان شعرها الأشقر الشاحب يلعب دور ستارة تخفي وجهها البارد الخالي من الدم.
لم يتكلم كيفن و لم يتحرك, بل وقف هناك يسدّ الباب بجسمه الضخم المتوتر و عيناه ضيقتان شاحبتان تبرقان بشكل غريب, و هما تلاحقان كل تحركاتها و هي توضب أغراضها. كان الجو مشحوناً بشيء لم يسبق أن شعرت بمثله إلا مرة واحدة حين قتل والديها.. و كان وضعاً طالما تمنت ألا تواجهه مرة أخرى. إنه وضع يبطئ الأحاسيس و يخدر الأعصاب بحيث يحتاج المرء إلى تركيز عميق لمجرد القيام بأبسط الأعمال.. في أعماقها كانت تشعر بالبرودة فمشاعرها مغطاة لأنها لا تستطيع التعرض لمزيد من الألم.
ما إن أنهت توضيب حقيبتين حتى أخذت حقيبة زينتها الصغيرة و حملتها إلى الحمام و هناك تابعت مهمة توضيب أغراضها الخاصة.
أصبح كيفن خلفها و كان صامتاً مكفهر الوجه يراقبها و كأنه رجل مصمم على أن يشهد استنزاف حبهما حتى النقطة الأخيرة.
لم تنظر إليه و لو لمرة, ما إن أنتهت حتى حملت الحقيبة إلى غرفة النوم متجنبة أي احتكاك به.. كانت أعصابها ترتجف بشكل خطير لأنها تعرف أن أي احتكاك به قد يطلق خيوط السيطرة التي تتمسك بها.
أغلقت الحقائب بقوة أجفلتهما معاً.. و لكن كيفن تماسك و دنا منها يريد أن يحمل الحقيبتين الثقيلتين عن السرير.. و لكنه ارتدَّ محبطاً أبيض الوجه حين ارتدت إليه أماندا و كأنها قطة شرسة.
قالت من بين أسنانها: لا تلمسها! لا تلمس أبداً ما يخصني! لقد نجحت في تلويث كل شيء.. كل شيء! فابتعد عني! سأتصرف بنفسي.. كما فعلت دوماً.
ثم ارتدت عامدة متعمدة عن وجهه الشاحب و تقدمت إلى حيث تمثال كالوسوس واقفاً شامخاً. انتزعته من مكانه و نظرت إليه باشمئزاز.
- يا إلهي.. أماني..
لكن توسله لم يلق آذاناً صاغية, فقد ارتدت و التمثال في يدها.. أما هو فضاقت عيناه.
هل يظن أنني سأحطم رأسه به؟
رفعت التمثال عالياً ثم رمته من النافذة.. فتعالى صوت تناثر الزجاج.. و وقفت أماندا مسمرة هادئة تنتظر سماع الصاروخ الذي سيتحطم على أرض الشرفة الحجرية في الأسفل.
قالت بهدوء: هذه مشكلة الآلهة المصطنعة, ليس لها روح.. تقف جامدة فيما هي من الداخل فارغة, جوفاء, تأخذ كل شيء بشراهة و لا تقدر على العطاء.
رفعت حقيبتها ثم ألقت نظرة أخيرة مريرة على كيفن الذي كان يتكئ على الجدار قرب الحمام و وجهه مستند إلى ذراعه و جسده كله يرتجف.
خرجت من الغرفة و هي تكافح للوصول إلى الأسفل بسبب هذه الحقائب.. لاحظت العمة روزي واقفة بباب شقتها قلقة, لكنها رفضت الاعتراف بوجودها.. رمت الحقيبتين في صندوق السيارة ثم عادت إلى المنزل و جلبت ما تبقى من متاعها.
وجدته في الغرفة يقف قرب النافذة المحطمة, و يداه مشدوتان إلى جنبيه يحدق إلى التمثال الملقى على الأرض في الأسفل, مقطوع الرأس.
جمعت بقيت أغراضها ثم خرجت مرة أخرى بدون أن تقول كلمة.. و عندما كانت تسير في الرواق سمعت صوت عظام تضرب الخشب, ثم تحطم الزجاج.. عرفت أن كيفن يحطم ما تبقى من النافذة بيده.
كانت العمة روزي قد تحركت إلى أسفل درجها و نظرت إلى أماندا شاحبة قلقاً.
- ماذا حدث أماني؟
وضعت أماندا أغراضها أرضاً و ابتسمت لها, فاغرورقت عينا العجوز بمزيد من الدموع. ابتلعت أماندا غصة بؤس كانت تحاول جاهدة استيعابه, و حضنت جسد العمة الصغيرة بقوة.
- لا تتكدري حبيبتي.. هذا ما يريده كيفن.. و هذا هو المهم في النهاية.
في لهجتها مرارة كبيرة.. و لكنها لم تكن قادرة على التصرف بطريقة أخرى.
حاولت الابتعاد لكن العمة العجوز تعلقت بها.

arianda
02-02-2007, 12:35
- ماذا حدث؟ لماذا ترحلين؟ لا أظن كيفن يسمح برحيلك..
قاطعتها: لا تضيفي شيئاً آخر..
وضعت شفتين باردتين على خد العمة روزي.. ثم همست:
فليسامحه الله عمتي روزي.. أما أنا فلن أسامحه أبداً.
ثم التقطت بقية أغراضها متجاهلة بكاء العمة روزي و صوت التنفس العميق الأجش,الذي أعلمها بأن كيفن الواقف فوق أمام النافذة قد سمع ما قالته.
تركت أماندا المنزل بدون أن تلقي نظرة إلى الخلف. و لكنها أخذت شيئاً واحداً أرضاها و هو توسل كيفن الحزين الذي أطلقه قبل مغادرتها غرفة النوم. لقد قال: لا تذهبي أماندا.. أرجوك لا تذهبي.
وصلت إلى شقتها فوجدت كايس هناك يستند إلى الجدار قرب بابها.. استقام حين شاهدها.
قالت: كيف..؟
- اتصلت بي العمة روزي.
آلمها ألا يكون كيفن من اتصل به.
- ادخلي.. سأجلب الحقائب من السيارة.
أعطته مفاتيح السيارة ثم فتحت باب شقتها بأطراف مخدرة, و دخلت. ارتجفت أماندا و عقدت ذراعيها حول صدرها و راحت تتنقل من غرفة إلى الأخرى و هي تشعر بالبرد و الجفاف من الداخل.
- وضعت أغراضك في غرفة نومك.
جاء صوت كايس المتأني الحذر من خلفها.. فارتدت إليه مبتسمة ابتسامة حزينة.
- فكرت في فنجان شاي.. نعم هذا ما تحتاج إليه.. فنجان ساخن لذيذ من..
- أماني..
شدت عينيها و أغمضتهما بقوة:
- أماني.. أماني.. أماني! يا ألهي أكاد أصاب بالغثيان من سماع هذا الاسم.
أتنفض جسمها كله ثم أجهشت بالبكاء.. فتقدم كايس بقلق نحوها. مدت يديها نحوها توقفه و قالت بضعف:
- أرجوك كايس.. أشكرك على مجيئك كما أشكرك على اهتمامك.. و لكن هلا ذهبت الآن؟ فأنا بحاجة للانفراد بنفسي.
ران صمت قصير, ثم صدم صوته طبلتي أذنيها فقد عاد مرحه المتأصل إليه.
- طبعاً حبيبتي.. لا مشكلة.. لا مشكلة.. إنسي أن كايس العجوز قد أظهر وجهه أبداً!
لقد جرحته وهذا ما آلمها, أضاف: سأذهب.. و لكنني راجع في وقت لاحق.. لا يمكن أن أزعج السيدة.. فالليلة الكبيرة قريبة, و هي بحاجة للراحة.
- كايس!
- حسناً.. حسناً.. أنا أسف! انظري.. انظري.. أنا ذاهب.. لقد ذهبت!
و خرج تاركاً وراءه صمتاً بارداً, أما أماندا فارتمت فوق الكرسي و دفنت رأسها بين ذراعيها على مائدة المطبخ.
لاقت المسرحية نجاحاً باهراً اهتاج النقاد, و أحبها المشاهدون.. و الأهم أن أماندا وجدت أنها قادرة على دفن حزنها في الشخصية التي تلعبها.
كانت تمثل في الأمسيات و تعود إلى المنزل لتناول عشاء خفيف.. ثم تمضي الليل و هي تتقلب و تتلوى لتبعد عنها الألم الذي تشعر به..
و كانت تتوقع في كل يوم وصول أوراق الطلاق لتوقعها, و لكن ذلك لم يحدث حتى الآن.
ثم رأته في الأسبوع التالي على العرض جالساً في مقدمة المسرح في المقعد الأول من الصف الثالث.
ثم تستطع أماندا معرفة ما الذي لفت نظرها إليه بالضبط.. ربما هي مشاعرها المجروحة أو سوء حظها القديم الذي أجبرها على النظر إلى الصالة من موقعها على المسرح حيث يمكن لها أن ترى الصفوف الأولى التي تضيئها أنوار المسرح الأمامية.. ولكنها رأته فتلعثمت بالكلمات التي كان عليها قولها و هي تمثل.
في الليلة التالية كان هناك أيضاً في التي تلتها ثم التي بعدها في المعقد ذاته و المكان ذاته..و كان حجم جسمه يبرز كثيراً بحيث تعجز عن تجاهل وجهه الذهبي المشرق الذي تخفيه ظلال و الأنوار الخافتة.
مضى أسبوع على هذا العذاب الغريب ثم قررت أخيراً أنها لن تستطيع الاحتمال أكثر.. و ظهر مرة أخرى تلك الليلة التي كان أداؤها فيها ضعيفاً جعل أفراد الفرقة يتأففون. في اليوم التالي أرسلت له مذكرة وصلت إليه في مشغله تطلب فيها الامتناع عن الحضور إلى المسرح لآن وجوده يفسد أداءها.
و من تلك الليلة انقطع عن المجيء و لكن مقعده ظل فارغاً.. و كأنه شاهد ضريح حبهما الميت.
لم تعرف لماذا جاء.. و لكنها رفضت التفكير في دوافعه, و قد سبق أن أرسل لها ليلة الافتتاحية بطاقة يقول فيها:<< حظاً سعيداً.. كيفن>>, مع باقة جميلة موضوعة في آنية خزفية عرفت أنه من رتبها.. لكن عدا هذا, لم يكن هناك اتصال بينهما, و لم يحدثها كايس عنه قطّ مع أنه يزور العمة روزي دائماً.
في الأسبوع السابع على عرض المسرحية و بالتحديد بعد ظهر الأربعاء سمعت رنين جرس باب شقتها.
فتحت الباب ثم وقفت تنظر فاغرة فاها إلى الزائر. سألها صوت ساخر:
- هل لدى السيدة اللطيفة شراب لمسافر متعب؟
صاحت: بيدروس!
و ارتمت بين أحضانه.. تحتضنه و كأنه الحياة رُدّت إليها.. راحت تضحك, و تكاد تبكي, و تصيح:
- من أين أتيت؟ أين آيرين؟ ماذا فعلتما ببيير؟ أوه.. ما أروع أن أراك!
قال متذمراً بلطف: مهلك, مهلك حبيبتي! كوني لطيفة و توقفي عن شد ثيابي هكذا.. البذلات الإيطالية غالية الثمن هذه الأيام.
كان بيدروس فيرغوس رجلاً يضع السلطة و الثراء حول كتفيه كالعباءة.. جسده الطويل مخلوق لارتداء الثياب المتقنة الفاخرة.. مع ذلك فهو يبدو خطيراً حتى وهو يرتدي جينزاً عتيقاً و تيشرت.. شعره قوي سميك أسود و لكن مع فودين فضيين أما عيناه فأشبه بالمخمل البني.
دخلا إلى شقتها و البسمة تعمّ وجهها: قهوة؟
- يونانية؟
- طبعاً.
- إذن.. أجل, أرجوك. فأنا بحاجة إليها بعد هذا السفر الطويل.
جلس بيدروس و كأنه في بيته, أما أماندا فراحت تحضر القهوة ثم جلست إلى جانبه.
قال: أنا هنا في لندن في زيارة سريعة, و لكن آيرين لم تأت معي بسبب...
أجفلها صمته فرفعت عينيها.. و لكنه ابتسم يطمئنها:
- لا.. لا.. أنها ليست مريضة.. كيف يقول الرجل هذا بدون الابتسام كالأبله؟ إنها تتوقع طفلنا الثاني.
صاحت أماندا: طفل؟
و حضنته مجدداً, و لكنها توقفت في الوقت المناسب قبل أن تفسد بذلته بالقهوة..
- أوه بيدروس.. هذا رائع! فتاة.. أصر على أن تكون ابنة أختي ذهبية الشعر زرقاء العينين لتدير رجال عائلة فيرغوس حول أصبعها.
ضحك بيدروس: إنه مطلبي أيضاً.. لكنها, وهي العملية دائماً, تقول إن هذا بيد الله و يجب أن أرضى بما يريد.
لكن المرح فارقه بعد قليل و بدا متجهماً: آيرين قلقة عليك عزيزتي.. عندما أخبرتها بما حدث معك ارتاعت و خافت عليك و أرادت المجيء لمواساتك و لكن وضعها منعها.. و ها أنا أرى أن معها الحق في قلقها عليك فقد فقدت بضعة كيلوات و أرى الدوائر السوداء كما أرى أن الابتسامة التي ترسمينها على وجهك ابتسامة تعب.. لذا أخبريني كيف حدث كل هذا.. زواج خاطف ثم انفصال غريب.
أليس هناك علاج للقلب المكسور...
- أنا بخير حقاً بيدروس.. قل لآيرين أن لا داعي للقلق.. فما أكثر ما تفشل الزيجات.
- نعم كثيراً ما يحدث ذلك.
- يجب أن تقول لها أنني على ما يرام..
انقطعت لبرهة عن الكلام ثم أضافت: تبين لي و لكيفن أننا ارتكبنا غلطة.. و اكتشفنا أننا نرغب في أشياء مختلفة.
سأل بيدروس بلطف: مثل ماذا؟
تنهدت: الحب.
- الحب؟!
كان صهرها يخوض الموضوع بحذر شديد, فهو يعرف قوة كبرياء عائلة هاموند.. و أماندا كآيرين, تستطيع بسهولة أن تقلب حباً قوياً إلى كراهية شرسة لا تلين, و لديه الخبرة في هذا التحول السريع و يعرف كذلك طباع العائلة التي نادراً ما تظهر, لكن حين تظهر يصبح بإمكان صاحبة هذا الطبع صعق أي رجل حيث يقف. و لهذا يخوض الموضوع بحذر.
- خلته يحبني مع أنه لم يستخدم تلك الكلمة يوماً.
قال بيدروس ساخراً: بكل تأكيد عزيزتي.. فلننصف كيفن, لأنني واثق أنني تلقيت انطباعاً بأن الحب بشرق كالشمس عليكما معاً؟
- لا تكن غامضاً في كلامك معي بيدروس, أنا و أنتَ نعرف تمام المعرفة ما ميزة كلمة الشمس.
- أجل, إنه تمثال خاص برونزي مغطى بالذهب الخالص و هو كما يقول الإنكيز يكلف ثروة, و قد طلب سراً من أفضل نحاتي رودس.
ردت متجهمة: كانت إشارة لا جدوى منها..
- إعلان الحب أماندا.. إن لم يرد كيفن على الحب بلطف فهذا لا يعني إلغاء الرسالة.
- لقد طردني.
انتفض بيدروس...
أضافت: من غير سابق إنذار. في يوم كان كل شيء رائعاً كاملاً.. و في اليوم التالي ذهب كل شيء و ما زلت غير قادرة على تصديق ما جرى.
سألها بحدة: و هل ارتكبت خطيئة ما؟ أم جرحته و أغضبته ليعاملك بمثل هذه القسوة؟
تخلص من فنجان القهوة و ارتدّ بحدة ليواجهها و يقول بلهجة آمرة: أجيبيني أماندا! ماذا فعلت لتستحقي مثل هذه المعاملة؟
أحست أماندا أن سيطرتها التي تفرضها على مشاعرها انهارت فجأة.. و الدموع التي طال احتباسها انطلقت.
قالت بمرارة: أنا التي أحببته.. هذا كل شيء.. تمثالي الذهبي الكبير كولوسوس! لقد تجرأت على الوقوع في حب إله الشمس الإغريقي, بيدروس. و لقد أوضح وضوح الشمس رأيه بي!
تمتم بيدروس بصوت أجش: أماندا.. لا تظلمي نفسك هكذا.
أردفت بصوت كسير: حظك تعس أماني.. عشت معك فترة ممتعة و لكن هذا لن يحدث بعد الآن.. أطلب منك الطلاق لأتزوج سواك.
أغرقت في البكاء أما بيدروس فضمها بين ذراعيه بحنان.. انفتحت أبواب السد و راحت تسرد عليه كل القصة المؤسفة و دموعها على وجنتيها.
أصغى بيدروس الذي بان عليه الغضب.. فذلك الولاء اليوناني الأزلي للعائلة يضج في رأسه و يجعله راغباً في الانتقام.
ثم قال بحدة: سأقتله!
عرفت أنه قادر على ذلك, فصاحت مجفلة: لن تقدم على شيء كهذا.
- لن أقتله بيدي, فعلى رجل في مثل مركزي أن يكون كتوماً في مثل هذه الأمور.
- بيدروس..
- سأجعله يتألم قليلاً.. إذن.
- إنه رجل بعيد النظر يرى ما لا يراه الآخرون إلا في ما خصّ زوجته السابقة.. فمعها لا يستطيع رؤية كذبها القديم!
- قد يصبح ضمير الرجل عبئاً لا يحتمل عزيزتي.. خاصة حين يريد قلبه إبعاده في اتجاه مضاد.
- و هذا الضمير هو الذي يكسب دوماً.. أهذا قصدك؟
- لا.. ليس هذا قصدي. ربما يقاوم كيفن بشراسة رغبات قلبه.. و جرحك عميقاً في سياق هذا أماندا.. لكن هذا لا يعني أن الضمير هو الذي يربح دائماً.
تذكرت صدى توسله المشبع بالألم عندما كانت راحلة فاعترفت بأن بيدروس على حق فيما قاله.
أضاف: هل أرسل إليك أوراق الطلاق لتوقعيها؟
- حتى الآن لم يرسلها و أنا أستغرب ذلك.
- و هو إلى الآن لا يقضي أوقاته مع زوجته السابقة.
- و كيف عرفتَ ذلك؟
- لأنني يا عزيزتي جعلته شغلي الشاغل.
- يا لتصرفك المثالي! و من أعطاك الحق في التدخل بشؤوني؟
- حقوقي واضحة.. أنا قريبك الذكر الوحيد.
انتفخ كبرياء: آيرين قلقة عليك! و صديقك العزيز كاسدي قلق عليك.. و أنا قلق عليك! فحالتك المثيرة للشفقة تثبت أن لقلقنا ما يبرره!
راحت تذرع الغرفة ذهاباً و إياباً: سأعيش.

arianda
02-02-2007, 12:37
- أجل.. ستعيشين.. أسلافك المتكبرين يطالبونك بهذا.. و لكنهم لا يطالبونك بدفن نفسك في عملك و تجاهل فرصة البدء بحياة جديدة و علاقة جديدة!
كيف تفكر في رجل آخر و كيفن لا يفارق تفكيرها لحظة؟ احتضنت نفسها بشدة متمنية لو أن بيدروس موجود الآن في جزيرته رودس المحبوبة.
هز كتفيه: ما زال كيفن بمفرده مع سيدة عجوز طيبة و كلب مخيف المظهر.
- و ماذا يعني هذا.. بالضبط؟
- هذا يدل أنه رغم عذاب الضمير الذي يشعر به غير قادر على المضي في هذا...
- ربما رفضته! الضعفاء, الخنوعون, المطيعون الذي يضحون بأنفسهم لا يرقون كثيراً للنساء.. و أنتَ تعرف هذا!
- حقاً؟
ردت: أجل.. حقاً.
في هذه المرة لم يتمالك نفسه إذ اندفع يقهقه بصوت عال حتى شعرت أماندا بالإهانة, ثم علق:
- هذه هي فتاتي التي أعرفها! عرفت الآن أن روحك القتالية لم تتخل عنك حتى الآن.. سأكون مستريحاً الليلة بصحبتك على العشاء!
وقف.. هو ليس أقصر من كيفن بكثير.. أضاف بصوت كسول:
- لا أطيق تناول العشاء مع الجثث أماندا, إنها تضجر.
قالت تؤنبه: إيها المتعجرف..
جعلها تبتسم في الوقت الذي كانت فيه على استعداد لضربه.. قال موافقاً بعدم اكتراث: أعرف.
و رمى ذراعه حول كتفيها و اتجه معها إلى الباب:
- و ماذا يمكن أن أكون و أجمل امرأة في العالم تحبني؟
- تحايلك عليّ عن طريق أختي لن ينفعك.
عانقته بحب و حرارة ثم ارتدت عابسة في وجهه:
- أتساءل عما إذا كانت آيرين على معرفة بضعفك نحو الممثلات فأنا شخصياً أجد الأمر وقاحة!


* * *














يركع عند قدميها
اتصل كايس بها قبل أن تغادر المسرح.. و دعاها بدون مقدمات:
ما رأيك بتناول العشاء في المطعم المجاور للمسرح.
أجابت مازحة: ليست فكرة صائبة لأنني أفضل عليها دعوة إلى العشاء في مطعم فخم مع رجل جذاب لا يفوق فتنته سوى جاذبيته السمراء.
بعد صمت قصير انطلق يسأل بسرعة: من و أين و كيف؟
- من؟ هو غريب أسمر طويل.. أين؟ في أحد المطاعم الفخمة. أما كيف.. تمّ الموعد عبر الهاتف.
شعرت بخفة قلب لأول مرة منذ أسابيع, فتذمر كايس:
- أي نوع من الأجوبة هذا؟
- إنه الجواب الوحيد الذي ستتلقاه مني. و الآن يجب أن أذهب لئلا أتأخر..
قال كايس بإصرار: و العشاء؟
و كأنه يقول إنه لم يصدقها, فهو يعرف أنها لم تذهب إلى أي مكان برفقة أي شخص له المواصفات التي سردتها.
رفضت: آسفة.. لأنني الليلة يا صديقي الوسيم محجوزة.
بهذا الرد أقفلت الخط, أخيراً عادت إليها ابتسامتها الماكرة.
جاء بيدروس إلى غرفة ملابسها بعدما شاهد المسرحية و كان التأثر بادياً على وجهه.
- أرى أنك تعلمت قيمة الكلام الذي يحرك العواطف يا عزيزتي أماندا.
جلس على كرسي ينوي ألا يفقد صبره بانتظارها.
نظرت إليه عبر المرآة: تشير إلى أن أدائي السابق كان يفتقر إلى عناصر محددة من قبل؟
- لا.. بل أظنك اكتسبت خبرة كاملة مما سبق, و من عناصر جديدة.
فهمته: آه.. نحن المسرحيون كالاسفنجة التي تعيش على سواحلكم بيدروس. لدينا قدرة على استيعاب كافة الخبرات التي تحب الحياة أن ترميها علينا.
عادت تنظف وجهها من المساحيق المسرحية. أما بيدروس فأخذ يراقبها بتكاسل و هو متمدد على الكرسي, كأنه في منزله.
سرّحت شعرها بحيوية و نشاط, ثم عقصته على قمة رأسها بأصابع لا تتردد.
قال بيدروس بهدوء: المؤلف رجل ذكي.. التقط بشكل صحيح عدم صلاحية الزواج المدبر هذه الأيام.
شعرت بالتوتر لأنها لم تفكر في هذه العقدة من قبل:
- طبعاً! لكن شعبكم ما زال يمارس هذا التقليد البدائي.
و نهضت عن طاولة الزينة مبتسمة و أضافت: مع ذلك, لم تسمح لهم بمعاملتك بمثل هذه الطريقة. أذكر أن عائلتك اغتاظت كثيراً عند ظهور آيرين في حياتك!
- آه.. لكن كما تشير رواية المسرحية لا يمكن لأحد أن يربي أولاده بحسب الثقافة العصرية والمفاهيم الاجتماعية الحالية ثم يتوقع منهم الخنوع إلى تقاليد الأسلاف.
- اختار لك والداك فتاة يونانية ثرية و جميلة.. أليس كذلك؟
تناهت إلى مسمعيها ضحكته, و هي خلف الستارة تغير ثيابها:
- إنها ابنة أشرس منافس لأبي.. سوداء الشعر والعينين.. و القلب أيضاً! مدللة أنانية, و كانت شرسة في الحصول عليّ لسجني في شبكتها المسمومة.. و قد لزمني وقت طويل و دروس قاسية لأقنعها و أقنع عائلتينا أنني لن أقع ضحية خططهم الغبية.
- و هل جرحوا آيرين؟
- لقد حاولوا.
جعلتها لهجته ترتجف, و أردف: لكنهم لم يتجرؤا على هذا مرة أخرى.
أجل فلا شك أنه لقّنهم دروساً لم ينسوه. عندما خرجت من وراء الستارة التي ارتدت وراءها ملابسها نظر إليها صهرها بإعجاب, و وقف بهدوء و قال لها مادحاً: أنا محظوظ حقاً بشقيقة زوجة مثلك.
انحنت له تلقي عليه تحية مسرحية: شكراً لك.. سيدي الكريم!
قال متنهداً تنهيدة تراجيدية: أرى أنني مضطر إلى حمايتك الليلة!
كان المطعم مكتظاً في مثل هذا الوقت من الليل.. لكن الذوق السليم و التخطيط الذكي تمكنا من وضع مسافة بين الطاولات.. أجلسها بيدروس مبتسماً ابتسامة قلق بسبب نظرات الاهتمام التي تتلقاها أماندا.. ثم همس في أذنها و هو يقف خلفها: هذا هو ثمن الشهرة.
ردت: أنا لا أُحسد على هذا.. فجزء من نجاح الممثل هو أن يكون معروفاً.. و لكنني لست معروفة جداً بحيث يحتشد الناس من حولي أينما ظهرت علناً.
نظر بيدروس حوله و هو يجلس, و قال: إن ذلك لأمر مثير للغضب.
عندما كانا يتحدثان عن موضوعهما المفضل آيرين و بيير, اتسعت عينا أماندا فجأة لأنها رأت بيدروس ينظر بذهول و يصمت. ضاقت عيناه قليلاً و هما تلاحقان شخصاً ما لم يكن ظاهراً لها من موقعها. ثم ارتسم تعبير غريب على وجهه الأسمر قبل أن يميل إلى الأمام و يرفع يدها عن الطاولة بينهما.
- أماندا.. أعتقد إن لم أكن مخطئاً أن رجلاً معيناً ضخم الجثة له قسمات و وجه إله الشمس دخل المطعم للتو و هو يبحث عن شخص محدد.
ابتلعت ريقها و همست: كيفن؟
هز بيدروس رأسه بوقار.. أما أماندا فاقشعرّ بدنها بسبب إحساسها بنظرات كيفن تنصب عليها.
هون بيدروس عليها: هدئي من روعك أماندا.. يرتدي هيليوس درعه الذهبي للدفاع عن نفسه.. لذلك, يتوجب عليك أن تحذي حذوه.
غضت طرفها و حاولت السيطرة على اهتياجها.. و تمتمت: لن يأتي إلى هنا.. بالتأكيد؟
- يؤسفني أن أقول أنك مخطئة عزيزتي لأنه سيصل ليفرض نفسه على خلوتنا.
- اللعنة.
نظر بيدروس متعجباً: أستغرب قدومه إلى هذا المطعم الذي قصدناه الليلة.. إلا.. بالطبع إذا كنتِ تتناولين الطعام في هذا المطعم دائماً.
- لا تمزح معي بيدروس.. تعرف أنني نادراً ما أتناول الطعام في أماكن كهذا.
قال بيدروس بصوت راضٍ: إذن.. هيليوس موجود هنا عمداً. للكولوسوس جواسيس في مخيمك يمررون له المعلومات عن تحركاتك؟ هل أخبره أحد أن غريباً جذاباَ دعاك إلى هنا فأجبره بهذا الخبر على الخروج من مخبئه ليلقي نظرة على منافسه؟
ردت أماندا هامسة: يا لخيالك الخصب بيدروس! لك حقاً أكثر..
قاطعها بهدوء: فكري ملياً في الأمر عزيزتي.. فلا أظنه جاء إلى هنا ليستمتع بعشاء في وقت متأخر.
سحبت نفساً مرتجفاً و تمتمت: كايس!.
كادت تصب بحراً من الكلمات و الشتائم على كايس و لكن الظل الذي وقع على طاولتهما جعلها تمتنع عن ذلك ثم توترت أحاسيسها ما إن عرفت أنه كيفن.
قال بصوت فظ: مرحباً أماني..
ارتجفت يدها في يد صهرها الدافئة الآمنة.. و شعرت بتورد غادر يسري في بشرتها.. و لكنها ردت بصوت فظ: كيفن!
لم تستطع إجبار نفسها على النظر إليه و لو كلفها هذا حياتها.. عمَّ التوتر الصمت المطبق و لكنها ظلت تنظر إلى الطاولة, و كيفن واقف مسمر إلى جانب كرسيها, و بيدروس غير متأثر كعادته يراقب بعينيه الماكرتين هذين الوجهين المتوترين.
كسر كيفن الصمت, فأجفلها: كيف.. كيف حالك؟
رسمي جداً.. متمدن! رفع التوتر ذقنها إلى الأعلى بكبرياء, فردت ببرود: بخير.
لكنها أفسدت برودها عندما نظرت إليه بشوق, و لعل أكثر ما صدمها التغييرات البائنة على وجهه و هي دلائل تشير إلى أنه رجل يحرق شموعه في إرهاق نفسه.. بدت عيناه أكثر اسوداداً مما تذكر و هما تفتقران إلى ما كان فيهما من بريق, أما خداه فمجوفان بطريقة جعلت بنية عظام الوجه الجميلة تبدو بارزة بدل أن تكون منمقة بعناية.
قال بصوت جاف: أحتاج إلى مكالمتك على حدى.
طاف عيناه في الغرفة فإذا أكثر من نصف الحاضرين ينظرون إليهما.. فكل من يقرأ مقالات الإشاعات في الصحف سمع بأمر طلاقهما الوشيك.
أضاف حين لم ترد: بضع دقائق أماندا.. لا أطلب منك سوى بضع دقائق على انفراد.
- لا..

arianda
02-02-2007, 12:39
رفضت بطريقة لا تلين و قالت: ليس بيننا ما يقال.
تمتم بصوت فظ: خمس دقائق فقط.. أعطيني خمس دقائق من وقتك فقط..
قال صوت يبدو عليه الخجل الزائد عن حده: أعتقد أن السيدة قالت لا.
التفت كيفن إلى بيدروس فاشتعلت عيناه بنار الغضب.
همهم كيفن بكلام غير مفهوم ثم ما لبث أن تصرف تصرفاً غريباً أذهلها فقد جثا على ركبتيه إلى جانبها غير عابئ بالمتفرجين الفضوليين.. أو بأي شيء آخر و هو يقرب وجهه من وجهها:
- حباً بالله أماندا.. اسمحي لي بأن أشرح لك.
نصحته ببرود: أرسل إليّ رسالة.. فقد سبق أن اختبرت شرحك.. و لن أوقع نفسي بالشرك مرة أخرى.
- أريد إخبارك بأمر سوان.. أنا..
قاطعه بيدروس: و من هي سوان؟
قالت أماندا لصهرها بصوت حاد: إنها زوجته.
قال كيفن بنفاد صبر: زوجتي السابقة أماندا..
قال بيدروس بلهجة من راعه الخبر: عزيزتي..! هذا كثير..!
نظر كيفن إلى بيدروس بحدة قاتلة وقال عابساً: من هذا الأخرق؟ أحد حراس كايس؟ إنه يبدو كالحارس.
أخبرق! نظرت أماندا بقلق إلى صهرها لترى كيف تلقى الإهانة.. و لكنه بدا و يا للذهول متسلياً بما يرى.
وضع كيفن يده على ذراعها, و قال بإلحاح: أتركيه أماني..و تعالي معي لنستطيع..
صاحت غاضبة: ارفع يدك عني.. ألم تتعلم شيئاً من الأدب الاجتماعي؟
أنزل يده عنها و لكنه ظل ينظر إليها يأسر نظرها: تخلصي من هذا الرجل الضخم لنتحدث..
كادت تستسلم.. كادت تضعف أمام توسلاته و ألمه الأسود.. لكن بيدروس تدخل مهدداً كيفن وهذا ما جعلها تمد يدها لمنعه, فأذعن و امسك يدها الممدودة و رفعها إلى شفتيه.. التفت كيفن بسرعة و نظر إليه نظرة متوحشة جعلت أماندا تقفز خوفاً . حدث كل شيء في ثوان قصيرة, لذا لم تفهم ما يحدث حتى رأت وميض المكر في عيني بيدروس الذي تعمّد إثارة كيفن.
قال كيفن بخشونة: تخلصي منه أماندا!
و زاد العنف حولهم بشراسة حتى أحست أن نبض قلبها يزداد عنفاً.
صاحت و هي تنظر إلى ما حولها باضطراب: لا.. اذهب من هنا! أنتَ تحرجني!
صاح كيفن بغضب: هو الذي يسبب الحرج! من أين التقطته؟ إن كنت ِ تبحثين عن بديل لي أماني, فحباً جدي شخصاً أكثر...
قاطعه بيدروس بصوت جاد لا يشوبه المزاح: لو كنت مكانك سيد لوكهارت لأخذت حزري و أنا أذكر رأيي فيك..فلست رجلاً يقبل.. الانتقاد... بهدوء.
لسعه صوته الهادر كالسوط.. مع أنه بدا غير متأثر بالعداء البادي على الرجل الآخر.. أضاف برقة خطيرة..
- دعني أوضح لك نقطة صغيرة.. حجمك الضخم لا يرهبني.. و سأكون مسروراً بوضع بضعة شقوق في هذا الوجه الرقيق.
ران صمت قصير و لكنه كان أشبه بالصراخ, عندئذٍ أدرك كيفن هوية الشخص الذي يهينه فهز رأسه بقوة متمتماً: بيدروس فيرغوس.. أنتَ فيرغوس العظيم بشحمه و لحمه.
- و أنا لا أرحب بك على طاولتي.. أرجوك.. ابتعد سيد لوكهارت قبل أن أطلب منهم رميك خارجاً.
توسلت أماندا بصوت مرتعش: بيدروس...
من الغريب أن قساوتها مع كيفن شيء, و الجلوس بلا حراك تاركة بيدروس ينفذ تهديده شيء آخر.
- أرجوك.. دعني..
ارتفع حاجباه الأسودان بسخرية باردة: أهذا هو زوجك المصون الذي طردك من حياته و كأنك امرأة فاجرة؟
انتفضت أماني بألم..فتمتم كيفن لاعناً من بين أسنانه المشدودة: لا تنعتها بالفجور..
- أعرف ذلك.. و لكنك أنتَ من عاملها بهذه الطريقة مع أنها زوجتك.. ولكن إن لم تفهم معنى قولي لأماندا, فسأشرح لك بالضبط قصدي قبل أن تخرج من هنا.
مال الأسمر بقسوة, فشعرت اماندا بالغرفة تميد بها.
- لم أقل أن شقيقة زوجتي امرأة فاجرة بل ذكرتها ببساطة أنك عاملتها و كأنها كذلك.. لقد أذللتها بما فيه كفاية.. سيد لوكهارت.. لذا لم تعد بحاجة إليها.. أسرع بمعاملات الطلاق لتتحرر منك أما الآن فاخرج من هنا!
- تلقى كيفن كل هذا بدون أن يتحرك, ثم ارتد ّببطء لينظر إلى أماندا التي كانت تحني رأسها الفضي و قال بهدوء:
- - تعرفين أنني قادر على قتله أماندا.. تعرفين أنني قادر على صرعه لو أردت.. لن أرحل من هنا قبل أن تطلبي مني أنتِ ذلك.. أرجوك أن تصغي إلي!
- قالت بحدة: ارحل من هنا كيفن.. بيدروس مصيب. لم أعد أريدك .. دعنا ننفصل إلى الأبد.
- - أحبك.
- نظرت إليه بعينين ملؤهما الكره:
- - تأخرت كثيراً باعترافك.. عد إلى ضميرك المقدس اللعين, كيفن.. فاُنا لم أعد أريدك أو أريد ضميرك!
- شحب وجهه و راح يتفرس بوجهها الجميل بتهجم فعلمت أنها أصابت منه مقتلاً أخيراً.. استجمع شتات نفسه ثم وقف ببطء, فأشاحت وجهها عنه و شعرت بألم يعادل الألم الذي يشوبه.
- أجفلتها يده التي وضعها على كتفها و تشنج جسمها دفاعاً و لكن لم يكن هناك أي دليل على العداء بل مجرد لمسة حنان مؤلمة في لطفها..
- قال بهدوء:
- - حسناً أماني.. أتمنى لك السعادة حبيبتي.
- تمتم بيدروس فقطع الصمت الثقيل الذي حل بعد ذهاب كيفن:
- - لم أفكر قط أنك قادرة على أن تكوني ظالمة في قسوتك و لم أحسبك ممن يتعطشن للانتقام.. لم تتركي لي شيئاً.. أتدركين هذا؟.
- لا شيء.. نقطة بيضاء.. هذا ما تركه لها.. و قد احتاجت إلى شهرين من المرارة لتفهم ماذا تعني كلمة < لا شيء> .. إنها تعني صفحة بيضاء من الحياة يجب أن تبداً في كتابتها مجدداً.. فإن ندم الآن على أفعاله, فهذه مشكلته..
- قبلت موعداً مع ماتيوس آشلي ..و بهذا اكتشفت أن صورة معبود النساء تخبىء وراءها رجلاً رقيقاً لطيفاً..
- قال لها:
- - لعبت دور بطل شرطة في مسلسل تلفزيوني, لقد أمضيت سنتين كاملتين لأقنع الناس بتقبلي ممثلاً جاداً بعد أدواري التلفزيونية.. في تلك الفترة نادراً ما عملت لذا ذعر وكيل أعمالي و خشي أن ينسى الناس وجهي لهذا جعلني أظهر في المدينة مع كل ممثلة مرغوبة, و من هنا اكتسبت سمعتي الشائنة.
- - و ثبت لك أن هذا أصعب احتمالاً من الصورة التلفزيونية.
- - أستطيع العيش مع كل شيء شرط أن تستند الأدوار إلي.. كهذا الدور الذي ألعبه معك الآن.
- تفرست أماندا بوجهه الجذاب و وجدت أنها تنظر إليه بمنظار جديد.. إنه رجل تربى كما يبدو تربية قاسية.. مع ذلك لاحظت باحترام عميق أنه قادر على تحويل كل تلك القسوة إلى التكبر الذي يحتاج إليه في تمثيل الدور الذي يمثله حالياً.
- أسرّت إليه بخجل:
- - طلب مني التمثيل في مسلسل تلفزيوني في أمريكا السنة الماضية.. و لكنني رفضت التفكير في الأمر.. اكتفيت من الأفلام التي صورتها هنا.. و من كل الوهج الزائف الذي يظهر معها..المشهد يخسر شيئاً من معناه بطريقة ما حين تضطر إلى إعادته ست مرات..
- - بل أسوأ من هذا.. على الأقل للفيلم الطويل بداية و عقدة و نهاية أما..
- قاطعته أماني: إنما ليس بالترتيب ذاته دائماً.
- - هذا صحيح.. لكن المسلسلات التلفزيونية المنفصلة الأحداث تبدو و كأنها لا تنتهي.. لذا يكهرها المرء مع الأيام.. لكن المال و الشهرة يخدران الأعصاب..
- ضحك فبادلته أماني الضحك.
- أصبحت صداقتها متينة و لكن أماني أوضحت له منذ البداية أنها لا تريد ما هو اكثر من صداقة معه فتقبل هذا و قال بصراحة:
- - أعرف قصة انفصالك عن كيفن لوكهارت, و أعرف ما هو الإحساس في استعادة العافية بعد زواج انتهى بكارثة.
- ثم أخبرها باختصار عن تجربة فاشله عانى منها:
- - كانت أكبر مني سناً.. و لم تكن جميلة بشكل مميز, و لكنني وقعت في حبها و عاملتني كصبي مراهق.. حدث ذلك منذ سنوات و ها أنا الآن سعيد لأنها ضحكت علي و أخرجتني من حياتها..
- و لكن في ذلك الوقت...
- مد يده و قال بعفوية:
- - إذن صديقان أماني, لا أكثر و لا أقل.
- شعرت أماندا أخيراً أنها تتغلب على محنتها.. مع أنها بين الحين و الأخر تضيع في موجة من الحزن و الألم.
- وجدت أنها تفكر في المستقبل من جديد بوضوح أكثر و تناقش مع كايس ما ستفعله بعد انتهاء المسرحية التي سيدوم عقدها سنة.. اما ذلك الرجل الذهبي الضخم فأخذ يأفل من عقلها.
- ظلت المسرحية تستقطب الجمهور.. و كانت تشعر أنها باقية هكذا إلى أمد طويل..لذا كان هناك فرصة كبيرة لتجديد عقدها, و إلا فلسوف تنتقل إلى رواية مختلفة أو عمل مختلف, كما تشاء
- إنها مرة أخرى حرة لتتخذ القرار دون التفكير بأحد.. و هذا ما جعلها تشعر بالراحة.
- ثم حدث ما هو غير متوقع.. و رمى راحة بالها التي عملت جاهدة لأجلها إلى العذاب مجدداً.


* * *

مجنونة انجل
02-02-2007, 19:35
لااااااااااااااااااااااا ليش

بعد التشويق جذي يصير فيني


بلييييييييز كملي


حمار كيفن والله ما يستهل احد يعطيه ويه المعتوه :ميت:

يالله عاد لا تخلينا ننطر واااايد

ابي اعرف شنو بيصير

الامل2
03-02-2007, 23:23
اهلاً بأحلى arianda بالدنيا ............ تسلمي على الرواية الحلوة ............. اما بخصوص موضوعي ان شاء الله بقي لي يومين و اخلص امتحاناتي ........ و اول ما ارجع من المدرسة آخر يوم راح انزل رواية جديدة بس اصبروا علي شوي........

مجنونة انجل
04-02-2007, 00:17
اممممممممممممم

يعني شنو

اهو حرق اعصاب يعني

يلا

arianda
04-02-2007, 20:23
لااااااااااااااااااااااا ليش

بعد التشويق جذي يصير فيني


بلييييييييز كملي


حمار كيفن والله ما يستهل احد يعطيه ويه المعتوه :ميت:

يالله عاد لا تخلينا ننطر واااايد

ابي اعرف شنو بيصير

بشكرك من أعماق قلبي على تشجيعك الحلو
و أنا أسفة أذا عم طول عليكم
بس صدقيني ظروفي شوي صعبة لأنو عندي شغل
بس يلا هي رح حط فصل كرمال عيونك..........:مذنب: :مذنب: :مذنب:

arianda
04-02-2007, 20:26
اهلاً بأحلى arianda بالدنيا ............ تسلمي على الرواية الحلوة ............. اما بخصوص موضوعي ان شاء الله بقي لي يومين و اخلص امتحاناتي ........ و اول ما ارجع من المدرسة آخر يوم راح انزل رواية جديدة بس اصبروا علي شوي........

بعد هذه السخرية التي تعرضت لها في المنزل
بسبب روايتك الرائعة بدي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
عم بمزح معك يلا الله يوفقك و ينجحك
عم بنتظر جديدك بفارغ الصبر

arianda
04-02-2007, 20:29
رحلت العذاب
استيقظت أماني صباح الأحد على رنين جرس الهاتف الذي لم ترحب به.
جرت نفسها من السرير و خرجت مترنحة من غرفة نومها و تمتمت بتذمر, فيوم الأحد هو يوم عطلتها الوحيد من المسرح.. كانت ليلة أمس قد بقيت حتى الثالثة صباحاً في ناد للرقص افتتح حديثاً برفقة ماتيوس و عدد من أفراد الفرقة.. لذا لم تكن في مزاج رائق و هي ترد على الهاتف.
كان الخط مشوشاً في أذنها فلم تسمع شيئاً في البدء ثم جاء صوت عميق أجش ثقيل اللكنة يسأل : أنسة هاموند؟
- أجل..تتكلم.
- آه.. أماندا هذا أنا.. ستيفانوس فيرغوس.
إنه والد زوج آيرين... جعلتها الدهشة تستقيم و تنتزع نفسها من النعاس.
سأخبرك خبراً سيئاً, فشقيقتك و ابني تعرضا لحادث سيارة.
أحست أماني ببرود شديد و همست:
- أختي و بيدروس؟
لم تستوعب.... إنه الشعور الذي يشعر به المرء حين يصاب بصدمة.
- هل أصيبا بأذى؟
قال الصوت العميق بحزن:
- هذا ما أخشاه يا عزيزتي... السيارة التي كانا فيها انحرفت عن الطريق عندما تجنب ابني صدم طفل... بيدروس غائب عن الوعي و لم يستيقظ حتى الآن, و لكن إصابته غير خطرة على مايبدو.. و لكن يؤسفني أن أخبرك أن
إصابة آيرين أخطر.
جف اللون من وجه أماني.. فمدت يدها الأخرى طلباً للدعم من جدار قريب ... آيرين مصابة
همست و هي غير قادرة على رفع صوتها أكثر:
- إلى أي مدى إصابتها خطرة؟
قال والد بيدروس بصوت أجش:
- نعتقد أنها ستفقد الطفل الذي تحمله.. و لديها بعض العظام المكسورة..لكن المشكلة الإصابة الداخلية هي التي تزعج الأطباء.. يؤسفني يا عزيزتي أن أكون أنا من ينقل إليك الخبر.
أجبرت أماندا نفسها على التركيز.
- متى وقع ذلك؟
وقعت الحادثة في الساعة التاسعة صباحاً.. أعتذر لأنني تأخرت بالاتصال بك أماندا.. و لكنني أردت التأكد من الوقائع قبل الأتصال.
فيما كانت هي نائمة بأمان في سريرها , كانت أختها آيرين و زوجها في المستشفى!
- هل وقعت الحادثة في أثينا؟
تنهد العجوز و كأنما يلوم نفسه:
- أبكيتك عزيزتي.. أعذري عجوزاً مشوش التفكير.. أكلمك من أثينا أما أبني و عائلته ففي رودس..
كان بيدروس و آيرين في طريقهما إلى الكنيسة هذا الصباح.. و أنتِ تعرفين كيف تكون الطريق إلى ليندوس غادرة بعد عاصفة صيفية عنيفة.. ركض طفل أمام السيارة فلمَّا حاول أنبي مراوغته انحرفت السيارة و انقلبت وعلق بيدروس في داخلها و لكن آيرين للأسف سقطت منها إلى الخارج..و..
لم يستطع أن يتم الجملته و ران صمت مؤلم رهيب.
سألت بخوف: ماذا عن بيبرس؟
- لم يكن معهما لحسن الحظ فقد بقي في الفيلا مع مربيته....و لكنه الآن مضطرب, و أنا و زوجتي على وشك السفر إلى رودس.. لا أعرف كيف أعبر لك عن مدى أهمية قدومك في أسرع وقت ممكن.
همست: آيرين
- أجل.. هذا ما أخشاه.
أغمضت أماني عينيها و قالت بصوت أجش: أنا قادمة في أسرع وقت ممكن...
قاطعها العجوز اليوناني الذي بذل مجهوداً جباراً ليأتي صوته إيجابياً.
- قمت ببعض الترتيبات...وضعت طائرة تحت تصرفك.
سمّى لها مطاراً خاصاً خارج لندن. فدونت الاسم و العنوان بيد مرتجفة. أضاف العجوز:
- ستكون الطائرة جاهزة للإقلاع في الساعة الثانية بتوقيتكم.. فإن لم تتمكني من الوصول إليها فاتصلي بالمطار ليسطيع الطيار تغيير موعد طيرانه..هل فهمت أماندا؟
- أجل...أجل.
بذلت جهداً لتظهر بمظهر المرأة المسيطرة على صدمتها.
- جيد... ستجدين سيارة بانتظارك في رودس ستقلك مباشرة إلى المستشفى.. و إن احتجت لشيء, أي شيء اتصلي بي..
أعطاها عدة أرقام هاتفية لتتصل به عليها, سجلتها أماني بسرعة..ثم تمتم بحزن:
- لشقيقتك منزلة خاصة في قلبي أماندا.. كان ابني محظوظاً حين التقاها ... أنا...نحن...ندعو اللّه ليشفيها.
كلماته هذه إن دلت فإنما تدل على مدى الخطر الذي فيه أختها.
خدرتها الصدمة و جعلتها تتهاوى على الكرسي غير قادرة على الحراك و لكنها استطاعت التفكير في أمر.. عليها أن تتصل بأحد قبل أن تحضر حقائبها....
خطر كايس ببالها فهبت لتتصل به.. قال لها بصوت ملؤه السعادة:
- مرحباً حلوتي! إلى من أدين بهذا الشرف؟ فأنا أعرف أن فتاتي المفضلة تغرق بالنوم صبيحة الأحد.
قالت بهدوء: تلقيت لتوي أخباراً سيئة.
و أسرعت تذكر له بعض المعلومات.
- أنا بحاجة إلى إعلام المخرج بأمر سفري.. يجب عليه تدريب بديلتي قبل يوم الأثنين.. موعد العرض.
زالت الضحكة من صوته:
- هذا أمر سهل أماندا.. دعي الأمر لي أما أنتِ فجهزي نفسك فسأكون عندك في تمام الواحدة لأقلك إلى المطار...
ردت بصوت مليء بالتأثر:
- أنتَ عزيز كايسي.. و لا أدري ما قد أفعل بدونك.
- ستعيشين لأنك أمرأة قوية و تذكري في الوقت عينه ان شقيقتك مثلك, لذا ستنجو من الخطر و تعيش...
هزتها ارتعاشة شوق و همست بصوت أجش في الهاتف:
- كايس... كيفن... هل تستطيع.........
و أسكتت نفسها ثم أردفت بهدوء:
- لا يهم... أراك في الساعة الواحدة شكراً حبيبي.
تمتم : لا مشكلة أماني! لا تقلقي على شيء هنا... سأكون معك في أسرع وقت ممكن.
تساءلت بذهول: لماذا ذكرت له اسم كيفن؟ أعادت السماعة إلى مكانها بيد مرتجفة... ما الذي جعلها تذكر كيفن؟
سارت الساعة من الحادية عشرة و ما فوق ببطء لا يطاق... و في هذا الوقت وضبت حقيبة واحدة وضعتها قرب باب الشقة, ثم استحمت و ارتدت بزة خفيفة قطنية تنورتها طويلة و وضعت فوق ملابسها سترة متقنة التفصيل مصنوعة من القماش ذاته لها اللون نفسه...و وضعت بعض المكياج على وجهها أملاً في إخفاء بعض الإجهاد من وجهها, ثم جلست تترقب وصول كايسي بوجه هادئ من الخارج مع أنها من الداخل ترغب بيأس في الرحيل من هنا.. لتفعل شيئاً.. تريد أن تفعل أي شيء على البقاء هنا جالسة وسط التفكير و القلق و الخوف.
ما إن قرع الجرس حتى هبّت من مكانها متنفسة الصعداء. و يبدو أن كايس وصل قبل ربع ساعة من موعده فهرعت تفتح الباب.
لكن لهفتها سرعان ما خبت, لأنها وجدت كيفن عند عتبت دارها.
- مرحباً أماندا.
- كيفن...
ارتفعت يد مرتجفة إلى فمها لتخفي صوتها المخنوق الذي صدر عنها قبل أن تخز الدموع عينيها الواسعتين....ثم
ارتمت عليه تبثه بؤسها الذي كبتته منذ تلقت المكالمة من اليونان. تلقاها كيفن متمتماً....و راح يضمها بشدة و يهزها كطفلة لأنه شعر بالعذاب الفظيع الذي يسري في جسدها النحيل.
أخذ يهدأ روعها بحنان زاد من كربها:
- لا بأس عليك.......لا بأس أماندا.. سيكون كل شيء على ما يرام .... سترين.
أثرت كلماته فيها فتعلقت به بدون خجل و سمحت له بإدخالها إلى الشقة و أقفل الباب و راءه.. كان يضمها إليه باكية.
أنهت قصتها شاكية:
- أنا خائفة! آيرين كل ما لدي! لا يمكنني تحمل خسارتها! لا أستطيع.......
- أنا زوجك أماندا... سأكون دائماً موجوداً متى احتجتني.
كان فمه دافئاً على جبينها.... لكنها سرعان ما ابتعدت عن الجنة الدافئة:
- لا.......
ردّت كلماته إليها ثقل الواقع أما هو فتركها متفهماً معنى الكلمة الوحيدة السلبية.
نظرت إليه بوجه متجهم و سألته:
لماذا... لماذا أنت هنا.. كيفن؟
لم يرد للحظات... عندئذٍ مسحت أماني عينيها من الدموع بمنديل لئلا تضعف أمامه, ثم رفعت بصرها إليه... عرفت من أنفاسه غير المستوية أنه يريد أن يتحدث عن أشياء لا تريد سماعها.... ليس الآن.... ليس و هي..........
- اتصل بي كايس الذي ظن انك ستكونين ممتنة لدعمي... لذا ها أنا ذا. و قد أكدت له أنني سأعتني بك خير عناية ريثما ينهي هو مشاكل خاصة . هل هذه هي حقيبتك؟
- أرسلك كايس؟
ثم تذكرت ما كادت تقول له عبر الهاتف فتورد وجهها...إفٍ لكايس.. إنه أدهى من أن تخدعه.. نظر كيفن إليها مدققاً يتساءل عما يدور في هذا الرأس و عما جعلها تتورد هكذا... نظرت إلى الحقيبة التي أصبحت في يده
- أجل.. أجل هذه هي.
أمسك ذراعها: إذن هلا ذهبنا! هل الجواز و كل ما تحتاجينه في حقيبة يدك؟
- أعتقد هذا.
- إذن فلنذهب... سيارتي في الخارج.. يجب أن نتحرك إذا كنت ترغبين السفر في الوقت المناسب.
لكن كلامه جعلها تقف مذهولة:
- أنتَ قادم معي إلى اليونان؟
تحولت العينان الصفراوان إلى لون عقيق قاتم.....
- أنتِ بحاجة لي أماني.. قد لا تعرفين هذا و لكنك بحاجة إلى من يساعدك في هذه الفترة.
تغضن وجهها الشاحب مجدداً و فقدت قدرتها في السيطرة على نفسها... و امتدت يدها البيضاء المرتجفة بدون أن تعي لتلامس صدره..
تتحسس ضربات قلبه المنتظمة.... لتشعر بدفئه و بالطمأنينة. ابتسمت بحزن و هزت رأسها باستسلام صامت.
همست بصوت ثقيل: شكراً لك.... شكراً لك كيفن.
ابتلع ريقه بحدة و قال و كأن محنتها تؤلمه:
- لا تشكريني.. لآنك غير مدينة لي بشيء... بشيء أبداً.
أغمضت أماني عينيها و اسندت رأسها إلى المقعد خلفها بطريقة أظهرت مدى إرهاقها... أما كيفن فقاد السيارة بصمت و مرت خمس دقائق تقريباً قبل أن تفاجئه بوضع يدها على ركبته:
- شكراً لك على أي حال كيفن... وجودك معي يعني الكثير لي.
لم يرد.. و كأن الموقف الجاد أزال كل خلاف بينهما و كان أن تقبل الهدنة بكل ما فيها من توتر.
كانت الرحلة طويلة متعبة .. و لم تستطع الطائرة الفخمة المريحة أن تجعل الساعات الخمس تمضي بسرعة و لكنهما حطا في المطار حيث سارت المعاملات بسرعة كبيرة فاسم فيرغوس قادر على إزالة أية عقبة مهما كانت,
ثم لمّا خرجا من المطار وجدا طائرة باستقبالهما.
كان الظلام قد بدأ يرخي سدوله و بدت السماء اليونان في الساعة العاشرة ستارة من المخمل الكحلي القاتم المرصعة بالألماس...
كان الهواء دافئاً يداعب بشرة المرء كلمسات الحبيب, ارتجفت أماندا برقة بسبب الصور التي يرسمها الطيف الجالس قربها عن غير وعي منه.
سألها و قد لاحظ ارتجافها: أتشعرين بالبرد؟
هزت رأسها نفياً و ابتسمت ابتسمامة غريبة.
طوال الرحلة كان لطيفاً هادئاً يدخل الطمأنينة إلى نفسها و لكنه لم يحاول مرة أن يخرجها من شرودها أو يكلمها إلا إذا كلمته.. و ظل موضوع الحديث بعيداً عن كل ما هو شخصي بينهما و لو من بعيد, و اعتمدت على دعمه تقريباً بدون خجل و تعلقت به كطوق نجاة كما كان يوماً لها.
كانت يده ممسكة يدها الآن بخفة و دفء و قوة فشدت عليها بلطف تطمئنه أنها على ما يرام و ظلت الكلمات بينهما قليلة.

الامل2
05-02-2007, 22:31
حبيبتي arianda روايتك رااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااائعة جددددداً ....................... بس تصدقي شكلي ماراح اقدر اصبر لحتى تكمليها ..................................... الرواية جداً مشوقة ................ راح تلاقيني بعد يومين في المكتبة اللبحث عنها ................... لذا ارحميني .......... و نزليها بسرعة ....................... arianda الله يعينك على الكتابة اكيد هي صعبة شوي و متعبة وايد ............. بس ما احد قالك تنزلي رواية حلوة مثل هذي؟؟؟ ......... انا امزح معاك ............ الله يوفقك و يسعدك اختي .

مجنونة انجل
06-02-2007, 15:13
اي والله علي قولت اختي امل

ماحد قال لج تنزلين روايه روووعه مثلها

لا امزح معاج

بس تري عطلت الاسبوع بعد باجر

يعني

مالج عذر


ابي اعرف شنو بيصير ل بيدروس

مادري ليش حبيته

arianda
06-02-2007, 21:31
يلا حلمكم علي شو
لقد تعطل جهازي البارحة
يلا أمركم لله.....
سأكتب لكما الفصل ما قبل الأخير
و بدي شوف لوين بدها توصل معكم حاكم
عم بتعزبوني كتير وما عم تسمعوا الكلمة
أنسة أمل شو أذا أنا هددتك بيكون الحق معي
مو قليل أنو أهلي أفتكروني مجنونة بس أنت
عم بتهدديني أنا سأريك
و انتِ يا مجنونتي عم تعملي تضامن مع أمل
حسابك رح يكون قريب.......

arianda
06-02-2007, 21:36
و أدركت أماني أن ترددها في الكلام هو تحضير ذاتها لما قد يقابلها.. فقد شغل قلقها على آيرين و بيدروس تفكيرها.. أما انهيارها أمامه في لندن فبدا أنه حدث منذ زمن طويل.
مرت السيارة برقة في المنتجعات المكتظة بالناس في ايكسيا و ترياندا ثم بدأت تتسلق بهما الطريق المحفور على جانب التل الصخري الذي يحجب بلدة رودس عن الأنظار.. كان البحر من جانب واحد ينكسر على الصخور بتكاسل.
حملتهما السيارة إلى أعلى .. و أحست أماندا بمرافقها يتحرك إلى جانبها و لاحظت الاستغراب و الشهقة التي ارتفعت منه ما إن رأى مدينة رودس القديمة أما الأنظار.
وقفت قلعة رودس بكبرياء فوق تلة تكاد تصل إلى السماء جدرانها الحجرية القديمة مضاءة بفخامة ملوكية.. قالت:
- هذا قصر السيد الكبير.. رودس مزيج ملون من دزينة مختلفة من الحضارات, بعضها قديم. و لكن جميع الحضارت تركت بصمتها على الجزيرة.
أبطأت السيارة سيرها عند مفترق طرق تتدفق فيه السيارات من مختلف الاتجاهات.. ثم انعطف السائق ببراعة ليقودهما إلى أحدث جزء في المدينة حيث توجد المستشفى.. غاب القصر مجدداً عن الأنظار وراء صفوف من الفنادق الحديثة و المقاهي المنتشرة على الأرصفة العريضة و عاد تاريخ المدينة القديمة إلى عصور غابرة أمام المباني الحديثة التي لا يتجاوز عمرها مئة عام.
سألت أماني بلمسات مرح سريعة: جلبت معك آلة التصوير؟
رد مبتسماً: و هل يمكنني التحرك بدونها؟
تنهدت بأسى و اعترفت:
- أحب هذه الجزيرة.. أحب ناسها و أساطيرها و جو الغموض السحري فيها.. لذا أكره العودة إلى هنا و الحزن في قلبي..
اختنق صوتها و هي تردف:
- ما أكره الحزن و الألم! ليتهما يختفيان إلى الأبد عن جميع خلق الله.......
لم يقل كيفن شيئاً لكن يده اشتدت على يدها فاطمأن قلبها.
قال السائق: وصلنا سيدتي.
ما إن نظرت من النافذة حتى عاد التوتر إليها.
خرج كيفن من السيارة أولاً ثم ساعدها على الترجل و سار معها نحو أبواب المستشفى.
همست بصوت ملؤه العذاب: لا أريد الدخول.
إنها تخاف ما قد يطالعها في الداخل...مرة أخرى وضع كيفن ذراعه على كتيفيها و شدها إلى دفئه ليدعمها و يسندها.
ما إن دخلت حتى كان أول شخص تراه ستيفانوس فيرغوس الذي بدا متعباً منهكاً.. ما إن وقع بصره عليها حتى ارتسمت ابتسامة متوترة على قسمات وجهه القاسية و دنا منها طويلاً شامخاً كأبنه المتكبر.
وصل أليها ليحتويها في عناق قصير:
- أماني.. عزيزتي.. وصلت بسرعة.
سألت بخوف: آيرين؟
سارع يطمئنها: ما زالت معنا أما الطفل.. فقد رحل.
و خزت الدموع عينيها و لكن كيفن أسرع إليها. نظر إليه ستيفانوس بفضول لأنه لم يعرف على ما يبدو شيئاً عن زواجها.
- كيفن لوكهارت, سيدي.زوج أماندا.
نظر إليهما الرجل مستغرباً و كأنه يتساءل لماذا لم يعرف بأمر هذا الزواج.. ثم صافحه بحزم:
- يسرني التعرف إليك سيد لوكهارت.
ثم عاد ليهتم بها: لم تستعد أختك وعيها, و لكن الأطباء متفائلون و هم يقولون إنها تجاوزت مرحلة الخطر .
سألت بلهفة: و بيدروس؟
انحنى رأس الرجل العجوز على كتفيه:
- استردّ وعيه.. لكنه.. حسناً.. تعالي سندخل لنراه.. إنه يتمشى في ممرات المستشفى كالمعتوه وهذا ما يقلقني.. هلا ساعدته و أدخلت الراحة إلى قلبه...
ساروا في ردهة المستشفى الهادئة, يحيط بأماندا رجلين طويلين رشيقين.
و أخذ الرجل العجوز يقول لها:
تعرض بيدروس لبعض الجروح في وجهه.. أخبرك بالأمر لئلا تصابي بالصدمة.. لكنها جروح سطحية, إلا أن الارتجاج الذي تعرض إليه الدماغ هو ما يقلق الأطباء خاصة و هو يرفض ان يستريح.
ما إن رأت أماني جسم بيدروس الذي كان يدفن رأسه بين يديه حتى صرخت و هرعت إلى الأمام تاركة الرجلين يراقبانها بتهجم و هي تجثو على ركبتيها إلى جانب زوج أختها تحيطه بذراعيها بكل حنان.
كان مشهداّ مؤثراً.. المرأه الشابة النحيلة تحتضن اليوناني الضخم إلى صدرها, اما هو الذي كان في حالة يرثى لها من الكرب فأخذ يشدها إليه يدفن وجهه في شعرها الأشقر.
ظلا هكذا فترة يستمدان القوة من بعضهما البعض, ثم رفع بيدروس رأسه و اخذ يتكلم بسرعة و ألم إلى أماني التي ظلت راكعة تتلمس جروح صهرها و هي تصغي إلى ما يقول.
لمس ستيفانوس ذراع مرافقه و قال بهدوء:
- نحن متطفلان على ما أعتقد.. تعال سيد لوكهارت سنذهب إلى مكان نشرب فيه القهوة.
عندما ابتعد وقف بيدروس متعبأ و شد أماني معه.. و سارا ببطء إلى الباب المغلق الذي تستلقي فيه آيرين وراءه في سرير مرضها.. كان الواحد منهما متعلقاً بالآخر.. و لم يكن اليوناني المتشامخ يجد غضاضة في الاستناد إلى قوة المرأة الضعيفة التي تمسك به.
وقف بيدروس خلف أماندا و هي تتمسك بحديد قائمة السرير بقوة,تنظر إلى آيرين الشاحبة الراقدة.
كانت ضمادة بيضاء سميكة تخفي شعرها الجميل و تغطي نصف وجهها و رأت إحدى ذراعيها ملفوفة باللصوق من ا لرسغ حتى الكتف, فيما الأخرى تبدو ضعيفة مسترخية.. و كان قفص بلاستيكي يبعد الغطاء عن ساقيها, عرفت مما قاله بيدروس و هما في الممر أن ساقيها مصابتان كثيراً.. و لكنهما غير مكسورتين و الحمد لله...
قال بيدروس بصوت متألم: يعتقد الأطباء أن حالتها استقرت الآن, و لكنها اعتقدوا لساعات....
لم يستطع إتمام جملته و تكسر صوته, عندئذٍ مدت أماندا يدها و غطّت يده المستريحة على كتفها.
أضاف: لا يعرفون كم ستبقى غائبة عن الوعي.. تدل الكدمة على رأسها على ارتجاج في الدماغ و لكن جمجمتها سليمة من أي كسر و هم يرون أن سبب غيبوبتها هو رد فعل طبيعي من جسمها و لتبقى هادئة حتى يتماثل جسدها للشفاء.
همست: تبدو مريضة جداً... و عاجزة.
- لكنها تقاوم.
أحس بيدروس أن أماني بحاجة إلى ما يطمئنها.
- أنها قوية, لا تخاف حين تقاتل من أجل شيء تريده..
مضت ساعة قبل أن تترك أماندا سرير أختها و لم تبتعد إلا بناء على إلحاح صهرها الذي جلس على كرسي قريب من زوجته ممسكاً يدها الغير مصابة, أما اماني مخرجت من الغرفة مرهقة.
في الخارج, كان ستيفانوس غيرغوس ينتظر بمفرده.
نظرت إليه بعينين متعبتين ثم أجابها بلطف عندما سألته عن كيفن:
- ذهب عزيزتي.. عاد إلى لندن.. يقول أن التزاماته تجبره على العودة. إنه زوج صالح أماندا.. و هو رجل يقدر مشاعر الناس.. يطلب منك الاعتناء بنفسك.
همست بصوت حائر: ذهب؟ كيفن ذهب؟
سببت نظرة ستيفانوس المتجهمة التي ملؤها الشفقة تفككها و نظرت إليه بذهول ثم أجهشت بالبكاء.



* * *

arianda
06-02-2007, 21:37
البحث عن الشمس
مرت الأيام العصبية الثلاثة ببطء شديد.. كانت الساعات تمر ببطء لا يطاق و عاشت أماني في هذه الفترة بؤس الانتظار و الترقب.
أمضى بيدروس كل أيامه في المستشفى مع زوجته, يجلس إلى جانب السري , يتحدث إليها, و يقلق و يشتم راعداً بانفجارات عصيبة,ثم ينام مضطرباً حين يجبرونه بالقوة على الاستلقاء في غرفة مجاورة..فيما بينهما.
كانت أماني و ستيفانوس يتناوبان البقاء معه, أما السيدة فيرغوس فكانت تعتني بالصغير بيير الذي هو أصغر من ان يفهم ما يحدث.. لكنه كان يشعر بتوتر أقاربه و يعرف أن غياب والديه غير عائد إلى قيامهما برحلة عمل أخرى و كان يتعلق بأماندا حين تكون في الفيلا.
قالت السيدة فيرغوس بحزن: السبب هو شبهك بأمه.. أنه يراها فيك لذا يتعلق بك.. الأطفال مخلوقات حساسة.. و نحن نميل إلى نسيان هذا وقت المحن.
كانت أماني مضطرة إلى الاستكانة و عدم التفكير في الأسباب التي دفعت كيفن للرحيل..و كأن الصراع آيرين مع الموت عرّى كل تلك المشاعر, و لم تعد تعرف ماذا تريد أو ماذا تحتاج منه.. كل ما كانت تعرفه هو أن ذهابه ترك فسحة فارغة في داخلها, تجد صعوبة في التوافق معها.
استيقظت آيرين في اليوم التالي.
كانت أماني معها. تجلس في الكرسي إلى جانب السرير.. تتحدث بهدوء إليها و هي فاقدة الوعي تبثها همومها و أفكارها المرتبكة. كانت غارقة في ثرثرتها فلم تلاحظ الجفنين الشاحبين يرتفعان أو العينين الزرقاوين تحدقان أليها.
تناهى ألى مسامع أماني صوت متلعثم:
- أماني.. ماذا تفعلين هنا؟
هبّت أماندا واقفة تلثم الخد الشاحب الذي لم يضمد.
ارتفعت اليد غير المصابة إلى رباط رأسها:
- أين أنا؟ ماذا حدث؟ أين.... أين بيدروس؟ أماني..!
ارتفعت يدها لتمسك ذراع أماني.. ثم نظرت بخوف أعمى بان في عينيها.
.... أين هو؟؟
- إنه بخير! بخير حبيبتي! إنه نائم في الغرفة المجاورة.. كنا قلقين عليك و كم بذلنا من الجهد ليلوذ إلى النوم. لكنه على ما يرام.
- تمتمت آيرين: انقلبت بنا السيارة.....
- أجل حبيبتي.
- و امتدت يدها خلسة إلى جرس الاستدعاء فوق السرير, قلقة لأنها رأت أختها تحاول معرفة التفاصيل إصابتها.. و لا شك أنها ستسأل السؤال الحتمي بين لحظة و أخرى.. و هو سؤال لن ترغب في الرد عليه.
- أضافت : وقعت الحادثة قبل أربعة أيام.
- اتسعت عينا أيرين: أربعة أيام؟ كنت خلالها مستلقية هنا؟
- ابتسمت أماني ممازحة: يا لك من أمرأة كسول!
استرخت آيرين إلى الوسائد تغمض عينيها لحظة, تمرر لسانها على شفتيها الجافتين.. فضغطت أماني الجرس مرة أخرى بشدة و راقبت أختها و هي تشحب مجدداً.. و تهمس:
- جرعة ماء..
- ردت أماندا: بالتأكيد.
- كان عليها التفكير في هذا من قبل.. استقامت مبتعدة لتقدم لها بعض الماء.
- - فقدت الطفل؟
- ولم يكن سؤال... بل تقرير أمر واقع.
- ارتجفت يد أماني : أجل حبيبتي... و أنا أسفة.
- عادت إلى السرير تدس يدها تحت كتف أختها و ترفعها لتشرب.. أذعنت آيرين و لم يبدُ عليها أثر للكرب... و لكن عندما رفعت آماني عينيها إليها. انفطر فلبها بألم بسبب نظرة البؤس التي علت وجهها.
- قالت بضعف: أماني هلاّ استدعيت بيدروس؟
- أعادتها أماني بلطف و قالت بصوت مواسٍ: حالاً حبيبتي.
- قبلت خذها مجدداً و وقفت.
- كان بيدروس نائماً بكامل ثيابه على سرير المستشفى و شعره الأسود مشعث, و بشرته البيضاء تحت لونه الأسمر.. دنت أماندا منه بصمت و لامست كتفه برقة.
- استيقظ منتفضاً و فتح عينيه الحمراوين و نظر إلى أماني
- قالت: استيقظت آيرين.
هبّ عن السرير بحركة واحدة و لكنه ترنح قليلاً:
- يجب أن اذهب إليها...
أوقفته و هو يتحرك نحو الباب: بيدروس انها..... إنها تعرف.
اكفهر وجهه المتعب و هبطت كتفاه للحظة و لكنه عاد فاستقام و تحرك برشاقته العادية نحو الباب.
اتصلت أماني بكايس بعد أسبوع من رحيلها.. و كان أول سؤال طرحه:
- كم سيطول غيابك؟
- و كم أعطوني فرصة؟
- أسبوعين.. يجب أن تشكري نجم سعدك حلوتي... فبديلتك ليست على المستوى المطلوب.. مع ذلك أستطيع تمديد فرصتك أسبوعاً.
فهمت أماني ماذا يرمي إليه... فلو كانت بديلتها بارعة, لبقيت أماني خارج المسرحية... فعلى ممثل المسرح ألا يتعرض لمشاكل شخصية أثناء عرض المسرحية...و الواقع أنها أخلت بشروط العقد لذا كان يحق لهم قانونياً إبدالها نهائياً.
تحدثا قليلاً و كان كايس أكثر من راغب في سرد كل ما له من علاقة بأخبارالمسرح, ثم حين توقف قليلاً ليلتقط أنفاسه سألته بعفوية:
- هل رأيت العمة روزي؟
كرهت نفسها بسبب شوقها و يأسها لكيفن..و لكنها لم تستطع إخراجه من افكارها منذ مجيئه إلى شقتها...و كان رحيله السريع من المستشفى قد تركها مذهولة.. لقد كان كالرجل الذي وقعت في حبه أول مرة خلال رحلة عذاب, لطيفاً مراعياً لمشاعرها, يسهل لها الأمور قدر المستطاع...ثم..ذهب.
ران صمت قصير..ثم قال كايس بطريقته الغريبة التي يستخدمها حين يعتقد أنك تعرف امراً لا تعرفه:
- أنها في ديفون.. أرسلها كيفن مع بعض أقرانها من العجائز في عطلة اماهو فمسافر.. تعرفين أنها تكره البقاء بمفردها في ذلك المنزل الكبير, حلوتي!
- ألم يخبرك ذلك الشرير بالأمر؟أعتقدت أنه عائد إلى لندن معك.. فقد كتب لي لائحة بطول ذراع بأسماء الأشخاص الذين يجب أن ألغي لهم مواعيده معه في الشهر القادم.. ليتني أستطيع السفر مثله...
- حاولت أماني فهم ما يقوله, إنه يبدو و كأن .. لا.. أنها تفهم الأشياء من كلامه ليست موجودة فيه! إنها مجرد أمنيات!هل كيفن في....
- قالت بحذر: لم أشاهد كيفن منذ وصولنا إلى هنا قبل أسبوع.
- - لا؟ أمر غريب.. لقد وصلتني بطاقة بريدية منه بالأمس فقط يقول أنه يصور التاريخ و أن كاميرته تلتقط المشاهد بمفردها.. و قال إنه يفكر بتغيير اختصاصه و التوجه إلى تصوير المشاهد التاريخية بدل الوجوه...
- قال...
- همست بأنفاس مقطوعة: مازال هنا معنا؟؟؟؟
- سرت في أوصالها رعدت إثارة.
- - لقد ذكر لي صهرك, و قال إنه استعار منه مركبه و إنه يفكر في القيام بجولة حول الجزيرة.
- بيدروس يعرف أن كيفن هنا! وقفت أماني مشدوهة كعمود شمع غير قادرة على فهم رأس
- اللغز من قدمه.
- - قال.......
- - وداعاَ كايس.... سأتصل بك, لأعطيك موعداً محدداً لعودتي.
- و وضعت السماعة من يدها, تهتز كورقة شجرة.. تفكيرها يتطاير في كل اتجاه, تشعر بتعاقب الدهشة والبهجة ثم الغضب والشك و.......
- مع إثارة صادمة أسرتها في دوار مربك إلى أن تقدمت السيدة فيرغوس لتربت على كتفها مما جعلها تجفل.. و سألتها باستغراب:
- - هل أنتِ بخير اماندا؟
- ردت مترددة :
- - أنا لا أظن هذا.. أنا..
- صمتت قليلا لتجمع شتات نفسها
- - أتعتقدين أن بيير سينزعج إن تسللت إلى الخارج لساعة أو أكثر؟ أريد التحدث إلى بيدروس.
- جاء الرد:
- - لن يمانع بالتأكيد... إنه مع جده الآن... يصطادان السمك. لماذا لا تذهبين ؟ استخدمي السيارة و لكن رجاء قوديها بحذر.
- ركضت أماني إلى الباب و عيناها تشتعلان بطاقة لم تظهر فيهما منذ سمعت بحادثة أختها.
- استغرقت الرحلة إلى رودس ساعة, فالطرقات في الصباح تزدحم...
- في هذا الموسم يتنقل بيدروس من الفيلا إلى المدينة عن طريق البحر...
- أوقفت السيارة قرب المستشفى,و سارت و هي تدرك أشياء لم تلحظها منذ وصولها إلى رودس الحبيبة: الحرارة على على بشرتها, الشمس على شعرها الأشقر, الحيوية في خطوتها و هي تسير, و تدفق الدم في شراينيها... فكرت بذهول.. لقد عدت إلى الحياة... كيفن هنا في رودس!
- لكن ما إن دخلت إلى غرفة أختها الخاصة حتى تحولت إثارتها إلى قلق... فدوافع كيفن المحيرة أعادت كل دفاعاتها التي بنتها ضده في الأشهر الأخيرة.
- سألتها آيرين: ماذا تفعلين هنا اليوم؟
- كان بيدروس نصف جالس و نصف مستلقٍ على السرير إلى جانب زوجته... يبدو متكاسلاً غير مهتم بالمشهد الحميّم.
- قالت أماني ممازحة: أريد استعارة زوجك...
- نظرت إليها ايرين بعناد: فتشي عن رجل آخر فهذا الرجل محجوز.
- امتدت يدها تمسك الذراع السمراء إلى جانبها بتملك فابتسم بيدروس و رفع يدها إلى شفتيه يلثمها.
- بدت أيرين أفضل حالاَ بعد نزع الضمادات و الكدمة خفت , و لكنها مازالت غير قادرة على أن تحمل أي وزن ثقيل على ساقيها, و ستبقى ذراعها مضمدة لأسابيع... لكنها تبدو أكثر فأكثر الأخت التي تحبها أماندا.
- سألها بيدروس بكسل: من أقلك إلى هنا عزيزتي؟
- - جئت وحدي.
- و نظرت إليه بعجرفتها الخاصة, لأنها عرفت ما يدور في خلده...
- لقد أصبح مجنوناً من فكرة قيادة السيارة منذ الحادثة.. فغير مسموح لأماني أو لأمه بالجلوس وراء مقود السيارة... حتى الآن, أذعنتا له لأنهما لا تريدان زيادة مخاوفه.
- - رغبت في سرقتك من أختي فركبت المرسيدس و قدتها إلى هنا!
- - للغداء؟
- هزت رأسها بشوق:
- - في تلك الترافيرنا قرب ميناء مندراكي.
- كانت الموائد هناك منتشرة فوق المرجة حتى جدار الميناء, تظللها مظلات ملونة لإبعاد حرارة الشمس.
- تنهدت آيرين متأسفة و قالت بصوت متذمر:
- - أريد مرافقتكما.
- قالت أماني بحزم: لا يمكنك هذا... أريد رجلاً... و رجل واحد فقط ينفعني.. لقد استأثرت به بما فيه الكفاية.
- حاولت آيرين عدم التبسم: لكنني أملكه!
- قال بيدروس بتكبر مزيف: عزيزتي... لا أحد يملكني.
- ارتدت إليه و قالت بتحدٍ: أحقاً؟
- نظر إليها عابساً, أما أماني فراحت تراقب تعابير وجهه تلين تدريجياً لتتخذ تعبيراً مختلفاً كل الاختلاف ثم لاحظت زوال الألم من عيني آيرين... فقالت مازحة:
- - أعد أن اردّه لك حالما أنتهي منه.
- تنازلت آيرين: حسناً في هذه الحالة...........
- قررا السير على الأقدام لأن المكان قريب... بيدروس معروف كثيراً في الجزيرة لذا استغرقت المسافة وقتاً أكبر فكلما سارا خطوة كان يضطر للوقوف ليتلقى التهاني بنجاته من الحادثة و التمنيات للزوجة الجميلة بالشفاء.

ما إن وصلا الترافيرنا حتى كانت أماني تبتسم متعبة بسبب عدد المرات التي توقفا فيها.
جلسا على مائدة منفصلة قليلاً عما تبقى من الموائد ثم سرعان ما جاء صاحب الترافيرنا شخصياً ليصافح زائره بترحيب حار.

arianda
06-02-2007, 21:40
أخبرها بتعالٍ: نحن شعب صادق منفتح القلب أماندا . انظري حولك و انظري كيف يتشبث مواطنيك الأنكليز بحقائبهم خشية أن يسرقها أحد
بما أنها لم ترغب ألتحدث في هذا الموضوع فحولت الدفة الحديث إلى الطعام.
- سأتناول إحدى السلطات الشهية التي تشتهرون بها.
قال بيدروس محذراً بحزم:
- ستأكلين ما يقدمة بالوس لنا... أو حضري نفسك لعظة يونانية ملؤها الغضب.
ما وصل إليها كان حلماً فقد صفّ أمامها قطعة من لحم الضان السميكة الندية التي وضع قربها الخضار المطهوة .. تلاها ألذ طبق حلوى ذاقته في حياتها! طبقات من قطع الدراق الطازج و آيس كريم على شكل سندويش بينهما فريز طازج.. و كريما مخفوقة طازجة على قمة الطبق فوقها حبات الكرز...
شهقت أماندا: لن أكل كل هذا؟
قال بيدروس بعدم تصديق: سنرى.
و كان مصيباً و كانت مخطئة. كان يضحك عليها حين ارتدت إلى الوراء ممتلئة معدتها حتى التخمة و نظرت إليه بمكر:
- أنت شيطان شرير بيدروس فيرغوس. أخرجتك لتناول غداء خفيف فإذا بك تحشوني بالطعام و كأنك تحضرني للذبح.
رفع نظره إليها بجد: ربما تخبريني اماني لماذا أبعدتني عن زوجتي الحبيبة هه........
فقدت أماني روحها المرحة كذلك.. فقد استحوذت الآن على كامل اهتمامه.. لم تعد متأكدة مما تريده منه... جادلت نفسها: إن كان كيفن في الجزيرة فلماذا لم يحاول الاتصال بها, إن هذا الأمر بحد ذاته رسالة... أليس كذلك؟ و هذا ما جعلها منقسمة بين أن تسأله أم تمتنع عن السؤال.
تمتمت: أنا واثقة لو انك جلست هنا بما فيه الكفاية لمرّ بك كل سكان رودس في النهاية.
- و هل تفكرين في الجلوس هنا لو ظننت أن شخصاً معيناً يمر بك؟
ماكر كالعادة.. لقد ضربها على الوتر الحساس بدون مراوغة ... ارتدت تنظر إليه بحزن.. أيمر به شيء دون أن يشعر به؟
سحبت نفساً عميقاً , ثم قالت و هي تحاول إبعاد تفكيره عن أي شيء أخر:
- حين تفكر بكل التعقيدات التي وقعت و ما كان يمكن ان يقع بسبب الحادثة يجب أن نحمد الله لأن أختي ما تزال قادرة على الحمل مرة آخرى.
مرت بوجهه ومضة ألم..
ازداد صوته عمقاً و أصبح أكثر لطفاً: و هل أنتِ... قلقة عليها,عزيزتي؟
عرف بيدروس انها أدارت دفة الحديث بلباقة إلى اتجاه آخر... فتنهدت باكتئاب:
- قلقت عليها فترة...و هذه حالنا جميعاً..لا.. كنت أحاول فقط المقارنة بأنانية, و لا علاقة لهذا بآيرين.
لا بد أن زوجة كيفن تحطمت تحطماً كاملاً بعدما دمرت عملية الآجهاض المتعمدة فرص الحمل مجدداً..
و أنا أشعر بعدم الراحة لأنه لزمني حادثة أيرين لأفهم هذا.. أفهم لما كان كيفن قلقاً على سوان.
قال بيدروس بحذر: ماذا تحاولين القول أماندا؟ أنك نادمة لأنك لم تسمعي دفاعه؟؟
قالت بقسوة: لقد سمعت دفاعه بيدروس... و لكن ما قلته قبل قليل لا يغير واقعة أنه فضل سوان علي..
لدي مشاعري كما تعرف! و لن أقبل أن أكون الثانية بعد أية أمرأة!
أخذ بيدروس وقته للأجابة و راح يتأمل القوارب و المراكب الراسية على رصيف الميناء, قبل أن يرتد إليها و يرد.
- هل تذكرين يا عزيزتي يوم زرتك في لندن و بحثنا معاً موضوع الرواية التي تلعبينها.
هزت رأسها: الزواج المدبر.
- لقد ذكرنا شيئاُ عن مشكلتي في مواجهة موقف مماثل مع عائلتي المتمسكة بالتقاليد..المرأة الشابة التي كان أهلي قد اختاروها لي,سالي, كبرت وهي تتوقع أن تكون زوجتي.. كنت بالنسبة لها من أملاكها مع أنها لم تكن تحبني!
هز رأسه بقسوة:كنت قاسياً, وقوياً, مستقلاً و هذا ما لا يصلح لها...لأنها بحاجة إلى رجل تستطيع أن تحكمة.. طبيعتها غير بعيدة عن طبيعتي لهذا كنا نتصادم على عامة المستويات.. عندما ظهرت آيرين في الصورة و رأت أن ما تعتقده من ممتلكاتها يُسلب منها قاتلت لتتمسك بي بكل سلاح متوفر لديها..
و لم يهمها عدم كوني الرجل المناسب لها و لم يهمها رفضي إياها مهما كلف الأمر.. و انطلقت تفسد الأمور بيني و بين آيرين و كادت تنجح في هذا... و لو لا بعض الأمور التي لفتت اهتمامي لما تزوجنا أبداً.
فقد ثبتُ إلى رشدي بعدما هربت آيرين إلى انكلترا, و توسلت إليها أن تسامحني لأنني صدقت أكاذيب التي لفقت و لكن..
قاطعته سائلة: لا يمكنك مقارنة وضعك يومذاك بوضع زوجة كيفن السابقة! فلم تكن سوان بحاجة إلى الكذب و الغش لتجعل كيفن يأكل من يدها الصغيرة الحلوة.. ما كان عليها سوى أن تتلاعب على ضميره الحساس.
- لكن هل أنتِ متأكدة من أنها لم تكذب أو تغش و لم تستخدم كل الخدع المتوفرة لديها لتفسد زواجكما؟
- لم أفكر في الأمر من هذه الجهة.
- أن أفراد عائلة هاموند لا يغفرون أبداً.. هل تركت لكيفن فرصة ليشرح لك لماذا امتنع عن إرسال أوراق طلاقكما حتى الآن.. لو كان يريد الزواج بها لما تأخر حتى هذا الوقت.
- ربما لم يعد راغباً في الشرح.. إنه هنا أليس كذلك؟ يستمتع بعطلة لطيفة في مكان ما من الجزيرة...و لا يهتم أبداً برؤيتي!
قال بيدروس برضى: آه..! لكن لو مرّ بهذه المائدة بعد دقيقة و عرض عليك أن يشرح موقفه فهل ستقبلين الإصغاء إليه؟
تمتمت عابسة: ربما.. لو أراد كيفن شرح الأمر لأصغيت إليه.. أجل..
- و ستعترفين أنك مدينة له بتلك الفرصة.
- أدين له؟ أنا لا أدين له بشيء؟
- أنتِ مدينة له بالوقت عزيزتي, لقد تخلى عن وقته ليرافقك إلى هنا عندما احتجت إليه.. و مثل هذا الدين بحسب العرف اليوناني أمر لا بدّ من ردّه.
ردت ساخرة: لكنني زوجته و لا أظن أن مرافقته إياي تضحية.. و لو افترضنا أنني مدينة له فأين هو لأردّ له دينه؟
ابتسم بيدروس بسبب حدة دفاعها عن نفسها: و من قال لك أنه ما يزال في الجزيرة؟
- كايس.. تكلمت مع كايس هذا الصباح.. و ذكر لي هذا الحديث.
- فهرعت إلي لتقولي لي أنك تغلبت على كبريائك العنيدة.
ضحك ضحكة مثيرة فأردفت غاضبة:
- لقد ذكر كايس شيئاً عن استعارته لمركبك, لذا افترضت أنك تعرف مكانه.
- لو كنت أملك هذه المعلومات فماذا كنت ستفعلين بها؟
نظرت أماندا إلى المرفأ والثورة و الغضب على وجهها.. ثم ارتدت تواجه صهرها:
- لو كان هنا لذهبت أبحث عنه.
- لماذا؟
ردت : لماذا؟
و تخلت عنها كل دفاعاتها, تاركة خلفها امرأة ضعيفة متألمة:
- لأنني... لأنني بحاجة إليه... لأنني.... أريد... أريده.
اغرورقت عيناها الجميلتان الزرقاوان بدموع الضعف, و أضافت متمتمة:
- لأنني... أحبه.
مرت لمسة حنان على وجه صهرها و امتدت يده تضغط على يدها معتذراً. سألته همساً: أين هو بيدروس؟
اشتد اسوداد عينيه في وجه متجهم كئيب. انتظرت أماني و قد توقف تنفسها.. أما بيدروس فبدا و كأنه يقوم مع معركة مع نفسه... ثم هز رأسه و تنهد بعدم رضى.
قال اخيراً: لا أستطيع إخبارك عزيزتي.. عندما قابلته لآخر مرة كان يفكر في ركوب الناقلة التجارية إلى كوس لقضاء بضعة أيام في زيارة الأماكن السياحية.. و لكنني سأقوم بتحرياتي أماندا.. و ما إن أجده حتى أخبرك.






يلا صديقاتي هانت لم يبقى إلا عضة كوساية و بخلص
لم يبقى سوى الفصل الأخير

nour777
06-02-2007, 23:28
هاى انا عضوه جديده و الروايه حلوه بس وين اخر فصل :((

ورده قايين
07-02-2007, 18:53
يلا صديقاتي هانت لم يبقى إلا عضة كوساية و بخلص
لم يبقى سوى الفصل الأخير

مشكوره عزيزتي وبأنتظار التكملة ::جيد::

arianda
07-02-2007, 19:40
هاى انا عضوه جديده و الروايه حلوه بس وين اخر فصل :((

و تكرم عيون كل مين يحب القراءة
يلا مجنونة أنجل و أمولتي
حان الوقت لننهي هذه القصة

arianda
07-02-2007, 19:45
مشكوره عزيزتي وبأنتظار التكملة ::جيد::

شكراً لك يا عزيزتي على مشاركتك الحلوة
أليس أسم وردة قايين أما لرواية أحلام أو عبير
أعتقد أنها لرواية عبير فأنا لدي هذه القصة الرائعة

arianda
07-02-2007, 19:50
من قلب البحر عاد
لكن.. عندما جاء كيفن فاجأها كثيراً بحيث نسيت كل ما وعدت به صهرها عن الأصغاء إليه, و الواقع أن الغضب والصدمة جعلاها أكثر ثورة و دفعاها إلى إهانته بطريقة لم تظنّ أنها قادرة عليها.
في الصباح التالي و بعد ليلة من الأرق ارتدت سروالاً و قميصاً و خرجت تصمت قبل أن يستيقظ أحد.
بدا الشاطئ الخاص رأئعاً في مثل هذا الوقت الباكر من الصباح..
كانت الرمال تحت قدميها الحافيتين ساخنة, و البحر يهمس فوق رمال الشاطئ, و يشدها إلى أطرافه.. وقفت للحظات, تنظر إلى ما حولها برضى.
في الليلة الفائتة وصل بيدروس إلى البيت عن طريق البحر و ها هو مركبه يتهادى و هو مربوط إلى الرصيف الصخري الطبيعي الذي حفرته الطبيعة, كان جزء من اليخت غير مرأي بوضوح و لم يكن يبدو منه غير مقدمته البيضاء, أما سائر أجزائه فمتوارية في ظل من صخور مرتفعة شديدة الانحدار..
الهواء شديد السكون هذا الصباح لهذا وقفت أماندا تستمتع بالهدوء و ترقب بابتسامة سمكة تتهادى بين الأمواج..ثم طار طائر كبير بصمت فوق رأسها, فرفعت رأسها تراقبه... جعلها اتساع جناحيه تتساءل عما إذا كان أحد النسور المعششة في قمم تلال الجزيرة... ثم سمعت رذاذ الماء فارتدت لتنظر إلى الماء مجدداً بحثاً عن الدوامة التي يجب أن تظهر لترى أين قفزت السمكة هذه المرة, لكنها لم ترَ أي دليل وسط الخليج عندئذٍ أخذت عيناها تجوبان المنطقة الظليلة..
في تلك اللحظة رأته.. يتحرك برشاقة ذهبية في المياه.. ثم رأته يخرج من الظلال من جهة اليخت ألى أشعة الشمس المشرقة.
إنه رجل! يقصد الشاطئ من جهة اليخت... هل جلب معه بيدروس بدون أن يدري ليلة أمس متسلل؟
هذا امر عجيب... فاليخت كبير نسبياً للإبحار في النهار... صحيح أن فيه مقصورة في الأسفل, و لكنها صغيرة و معدّة لتناول الطعام, و الأهم أن مقعدها الثابت الضيق لا يتسع للتمدد إن أراد أحدهم النوم عليه.
خرج من الماء و كأن هيليوس يخرج من البحر... كانت المياه تتدفق من كتفيه و تنهمر على جسده الذهبي الرائع. شعره بني أحمر,موشى بالذهب.. عيناه كعيني أسد يريد الأنقضاض عليها, علقت أنفاس أماني في حلقها! إنه كولوسوس يقوم من مكان راحته ليأتي إليها.. استجاب قلبها تعنف و خفق بين ضلوعها.
همست بأنفاس ملؤها العذاب : كيفن؟؟؟
لم يقل شيئاً بل تابع المسير و ذقنه المربع في خط عنيد.. و هذا ما جعل أماني ترتد مجفلة كلما اقترب.






ملاحظة: يا بنات كفي و لا حاج لهون
حاكم كيفن معصب كتير و شكلو بخوف موت.........

















- ماذا... ماذا تفعل هنا؟
إذا توقعت أن يوقفه السؤال, فقد خاب أملها لأنه لم يأبه البتة بل تابع المسير.
كانت تتراجع كلما تقدّم
أنت... أنت..نمت.. في اليخت... ليلة أمس؟
لم يرد. لمَّا وصل إليها توقف, يشرف عليها من فوق و كأنه عملاق غامض منتقم. أسرت عينا الأسد الضيقتان عينيها.
فأدركت حتى قبل أن ينحني أنه يهم بشيء ثم انحنى بسهولة أثارت غضبها و رفعها عن الأرض و رماها فوق كتفه... و قبل أن تتاح لها فرصة فهم ما يحدث بدأيسير فوق الرمال الفضية الناعمة متوجهاً ناحية المرفأ.
قاومته و صاحت : كيفن! ماذا تفعل؟ كيفن!
لكنه لم يظهر دلالة على أنه سمعها و تابع المسير.
- أنزلني!
عندما رفست بقدميها وجدتهما عالقتين على جسمه, و تابع سيره كأنها غير موجودة... فضمت يديها تضربه بقوة على ظهره بلا جدوي, عندئذٍ تضاعف غضبها و سخطها.
قالت تحذره:
- كيفن.. إن لم تنزلني حالاً فسوف.. فسوف ابدأ الصراخ! و لسوف يسمعني كل من في الفيلا فيهرع إليّ!
تحداها صمته أن تنفذ تهديدها! فتحت فمها لتصرخ صرخت حادة مزعجة فاجأت نفسها فيها! لكن لا فائدة إذ استمر كيفن في سيره الثابت متجاهلاً إياها. شعرت باهتياج مخيف يسري في دمها, فكل ما يجري ينذر بالشر...
وصل بها إلى الرصيف فتابع سيره, و اقترب إلى الظل حيث لم تصل الشمس ثم اقترب من على اليخت.. بدأت أماني بالمقاومة مرة أخرى, فحاولت بذعر الخلاص من قبضته واحترق وجهها من الغضب و الإذلال...
و صاحت مجدداً بصوت مرتفع طويل فترك كيفن ساقيها و صفع مؤخرتها بشدة.
صاحت: أوه.... سأقتلك بسبب هذا كيفن لوكهارت! ضربته بقبضتيها مجدداً.
- أكرهك.. أكرهك!
لم يرد , بل وصل إلى اليخت و صعد إليه بخفة, عندئذٍ ترنح المركب قليلاً. ثم تابع نزول الدرجات القليلة نحو المقصورة الصغيرة, و هناك أنزلها عن كتفه و لكنه جعلها تلتصق به و راحا يتبادلان النظرات... كانت عيونهما تكشف عن تعابير مختلفة : عيناها غاضبتان ساخطتان, و عيناه باردتان ملؤهما العزم والتصميم.
تركها في الغرفة وهي تبتعد عنه في المكان الضيق وشعرها يتطاير و وجهها أحمر قاتم..ثم انحنى انحناءة ساخرة جعلتها تكشر تكشيرة حيوانية ولكنه لم يأبه لما رآه و أقفل الباب وراءه.
قفزت إلى الباب مجدداً:
ماذا تفعل كيفن؟ كيفن!
و ضربت الباب بقبضتيها.
سمعت خطواته فوق على سطح المركب, فارتفعت عيناها و لحقتا بحركته ثم ران السكون عندما كتم الصمت أنفاسها في حلقها ثم سمعت صوت المحرك يدور.....
إنه يخطفها! أدركت هذا والإحباط يلفها ولكنها تجاهلت رجفة الإثارة التي أثارها تصرفه الوحشي, فلدى ذلك الوحش الفظ المتعجرف الجرأة على الظن... ضربت الأرض بطريقة طفولية:
- كيفن لوكهارت... إنزل إلى هنا و أخرجني حالاً!
و لكن المركب راح يشق عباب البحر.
أسرعت تنظر إلى الخارج ثم اندفعت أصابعها تعبث في أكرة لتفتحها... ثم عادت إلى الباب ترمي بثقل جسمها عليه و تصيح بمزيد من اللعنات و الإهانات حتى انهارت منهكة على المقعد و جسمها يستحم بالعرق, و حنجرتها جافة من كثرة الصراخ.
صاحت لآخر مرة بصوت حاد:
- لن اسامحك على هذا! انتظر إلى أن يلحق بك بيدروس...
فيما بعد لم تستطع أماندا تحديد ما زاد سخطها و ضاعفه.... هدوؤه في خطفها, أم الصمت الرهيب الذي تلاعب بأعصابها... لم تكن خائفة على حياتها أو خائفة من الاختطاف بحد ذاته... بل الواقع أن ما حدث امر مثير.
و لكن بعد مضي الوقت و متابعة سيره حول الجزيرة و بسبب صمت الرجل الذي يقوده تعلمت معنى ( الإنهاك الفكري ) .
كانت جالسة بهدوء على المقعد الخشبي حين توقف اليخت أخيراً وصمت المحرك, و صمت صوت المرساة تشق الماء... ثم نزل كيفن ليفتح الباب.
قال بقسوة: تعالي... هيا.... اخرجي.
قالت ساخرة رافضة الإذعان بتحدٍ:
- إذن تعرف كيف تتكلم؟ إذهب إلى الجحيم!
أصبح على مقربة شديدة ثم انتفضت و انسلت من بين شفتيها شهقة مخنوقة لأن يديه هوتا على كتفيها تشدانها بقوة لتقف.
رد بصوت فظ: أنا أتكلم ! و الواقع أنه لم يمرّ علي زمن طويل منذ خرجت من الجحيم.. لذا لن أعرف الفرق. و لذا لا تثيري أعصابي... لأن كولوسوس هذا ركع على ركبتيه لفترة و لكنه على عكس الآخر وقف ليقاتل مجدداً.. فلو كنت مكانك لبلعت لساني الحلو السليط و إلا عرفتِ النتائح.
- من أعطاك الحق أن..
صاح مشيراً إلى الباب:
- أخرجي! إلى الخارج!
خرجت أماني خشية أن يستخدم قوة ذراعه إن تحدته ثانية.. لكنها رمته بنظرة شرسة قبل أن تتحرك و رفعت رأسها بتعالٍ, ثم ابتسمت مسرورة من نفسها عندما تلقى صفعة من شعرها الذي تطاير على وجهه المتعجرف.
اشتددت حرارة الشمس التي ارتفعت في كبد السماء.. لذا عندما خرجت أماني إلى السطح شعرت بحرارتها تحرق بشرتها و جعلها وهجها تغمض عينيها حتى تعتاد عليها... كان قد اوقف اليخت أمام فم الخليج يستحم في الشمس.
الصخور المحيطة به صخور مرتفعة ملساء و الشاطئ مترامٍ....
جاءها صوته المتسلط من ورائها:
- حسناً... سأبدأ أنا بالكلام و عليك الأصغاء.. هل فهمت؟
ابتلعت ريقها وهزّت رأسها.
هز رأسه هو أيضاً و وقف بعيداً عنها وقفة أرهبتها:
- أريد أن أشرح أمر سوان.. أنها...
- لا !
خرج الرفض منها بدون أن تستطيع منعه.. فطافت نظرته عليها بشكل مهدد.
- خلت أننا متفقان على...
- أجل.. إنما لا أريد سماع شيء عن زوجتك السابقة... قل لي شيئاً واحداً فقط و ليبقى ما سواه مدفوناً في أعماقك.
تردد... عرف كما عرفت أنها ليست في موقف يسمح لها بفرض ما تريد.. ثم هز رأسه بتجهم:
- حسناً اسألي ما شئت.
- هل أنت هنا لأنه ثبت لك أن مشاعرك نحوي هي أقوى من مشاعرك نحو سوان كورتيز.. أم لأنها نبذتك مجدداً؟
ترقبت رده بعيني شاخصتين.. ففكرت و انفاسها مقطوعة أنها أنْ تهرع و ترتمي بين ذراعيه. امتدت يده نحوها ثم هبطت ثم ما لبثت البسمة أن خبت على وجهه و قال بصوت أجش:
- لم أرغب قط و ما زلت أمقت الساعة التي مررت فيها بعد ذلك الموقف! لقد عرفت أيهما أهم عندي حتى و أنتِ تخرجين من غرفة الاستقبال ذلك اليوم... راقبتك تنزفين حتى الموت أمامي, و لم أستطع القيام بما يوقف ذلك النزيف! وقفت أراقبك و أنتِ توضبين حقائبك و تزيلين أي دليل يدل على وجودك هناك...و أردت ان أجثو على ركبتي متوسلاً غفرانك.
- و لماذا لم تفعل؟
- كان الوقت متأخراً.. أليس كذلك؟ و الواقع أنني تأخرت منذ اللحظة التي تركت سوان تؤثر بي و........
قاطعته: طلبت منك عدم ذكرها... فلست من النوع الذي يستمتع بمعرفة أنها الثانية في أي شيء كيفن.. لذا حذار لأنني لن أسمح لاسمها بالمرور عبر حنجرتي.
انتفض عرق في فكه:
حسناً... أتقبل هذا.
فهو الذي وضع فيها هذه المشاعر عندما استخدم سوان سلاحاً يجرحها فيه.
أردف: ثبت إلى رشدي متأخراً و كان الوقت قد فات على القيام بما ينقذنا من الكارثة التي اندفعت إليها بكل غباء.
هاجمته بقسوة: و هل حضرتك حاولت..
- أوه.. أجل.. كم حاولت.. مع أن ذبحك أياي في المطعم كان انتقاماً, انتقاماً حققته و في مكان علني جداً.. أليس كذلك أماندا؟
كان ذلك المشهد مسيلاً للعاب المراسلين الذين كتبوا و أطنبوا عنه في الصحف. أضاف بوجه متجهم:
- بعد ذلك استنتجت أن لا فائدة من المحاولة مجدداً.. فمما رأيته منك تبين لي أنه لم يبق في قلبك مكان للغفران.. و لي كرامتي كما تعرفين!

arianda
07-02-2007, 19:57
سألت بحيرة: إذن ماذا تفعل هنا؟ ما دمت مؤمناً بأن لا جدوى؟
- أه... هذا موقف مختلف... أنسيت أنك طلبت رؤيتي...
أجل.. هذا ما فعلت . لقد نسيت كل هذا أمام طريقته القاسية الفظة التي اوصلتها إلى المركب.. تحركت منزعجة تحت نظرته المشبعة بالتحدي.
ركزت عينيها الزرقاوين عليه تتحداه:
- و لماذا استخدمت طريقة رجل الكهف؟
ابتسم و ارتفع حاجباه بحيث بدا وجهه ساحراً سحراً شيطانياً.
- ألم أحقق المراد منها؟ لقد اوصلتك إلى حيث أريد بأقل جهد ممكن.. عليك أن تفهمي هذا أماني ... فما رأيته أنموذج عما أنوي الاستمرار عليه منذ الآن فصاعداً.. مشكلتي معك أنك تعيشين في عالم خيالي زائف.. لذا لا أستغرب أن تكوني ناجحة في المهنة التي اخترتها خاصة و لك مخيلة خصبة تساعدك كثيراً.. و لكنها ترهق الناس الذي يقتربون منك..هكذا.. هذا المخلوق...
و أشار إلى نفسه متجاهلاً تشجنها بسبب انتقاده إياها.
- قرر أن يتسلق إلى عالمك.. فأنا لا أرى طريقة أخرى للوصول إليك... و ها أنا ذا أقف أمامك.. لقد نهض كولوسوس فالآلهة لا تقبل بالعبث من نسائهم.. إما تسيري على الخط المستقيم و أما أن أقسو عليك.. فالمسألة بسيطة.
وقفت أماني مذهولة من عجرفته, مذهولة من تحليله الدقيق لها, و لكنها كانت تغلي غضباً لأنه قال أنها ستسير على الخط المستقيم معه ومع طلباته الديكتاتورية.
سحبت نفساً غاضباً: يا الله لو كنت رجلاً...
- ليت صهرك اليوناني معك؟
- سيرميك بيدروس من فوق المركب إن عرف كيف عاملتني اليوم.
- بيدروس يا عزيزتي أماني... ساعدني لتحضير هذا!
انتهى الأمر.. و انزلت كل أشرعتها... فالرجال كلهم سواء! كلهم خونة حين تجربهم المرأة! هزت رأسها قرفاً, فابتسم لها كيفن بمكر.. بدا مسترخياً جداً بل متكاسلاً حتى .. عندئذً صاحت صحية غضب و طارت إليه تسبب له بقدر ما يمكنها من جروح بأظافرها قبل أن يمنعها بقوته المتفوقة.
لكنه كان أسرع منها, فقد التقطها ما إن وصلت إليه و رفعها عالياً ثم رماها بكل هدوء عن جانب اليخت, بحيث حطت وسط فوران مائي في المحيط الأزرق و غاصت ببطء إلى القعر, و لكنها ما لبثت أن جمعت قواها بما فيه الكفاية و عادت إلى السطح.
حرّكت مجدداً يديها و قدميها لتستطيع التنفس ثم لما أصبحت على سطح المياه استندت بعفوية على سياج المركب و راح يضحك عليها.. و سألها:
- أنتِ تعرفين السباحة أماندا.. أليس كذلك؟
أسبح! سأريه كيف أسبح!
ارتدت بسرعة و انقلبت لتغوص مجدداً نحو الشاطئ ثم سبحت تحت الماء أكثر من دقيقة قبل أن ترتفع لتسحب نفساً.. ثم راحت تضرب المياه ضربات خبيرة و كانت تهدف بذلك التنفيس عن غضبها أكثر من أظهار براعتها في السباحة.
أصبح قربها قبل أن تصل إلى المياه الضحلة.. فنظرت إليه تريد أن تغرقه فيها... لكنها لم تنجح, فكما قال لقد انضم إلى عالم الخيال... و لا يمكن تدميره بسهولة.
امتدت يداه حول خصرها ليساعدها على الوقوف, و ظل يمسك بها و هي تناضل لتلتقط انفاسها و كانت
أنفاسه هو ثقيلة.
بدا في تعابير وجهه إلحاح وضعها في موقع الهجوم مجدداً. كانت عيناه الصفراوان تومضان بشكل غريب, و رأت شوقاً أحمر يتصاعد إلى خديه.
قالت بصوت لاهث:
- اكرهك.. أكرهك.. كيفن.. كيفن لوكهارت! ما أنتَ ألا...
و لكنه غطى شتائمها بيده الرطبة ثم ما لبثت ذراعاه أن أطبقتا عليها بقوة, و راحت يداه تدفعان ظهرها لتلتصق به... عندئذٍ ضاعت اماندا.........
جاء استسلامها هادئاً أما أحاسيسها فكانت يائسة شوقاً إليه ..
تمتم بصوت أجش: أنتِ لا تكرهينني أماندا.. بل تحبينني ... تحبينني.
حاولت الخلاص منه وهي تنكر: لا !
- بل تحبينني! و طالما أحببتني و ستبقين على حبي حتى لو أفترقنا.
إنه على حق! اعترفت بهذا بينها و بين نفسها.
أضاف آمراً: قوليها أماني.. قوليها بحق الله! و أخرجينا معاً من هذا البؤس!
قالت بصوت مخنوق: أحبك!
و دفنت وجهها في كتفه لتبكي بكاءً صادقاً فضمها إليه أكثر و أكثر وانخفض رأسه بلطف فوق رأسها, و ارتجف جسمه.
- أتعودين إليَّ أماندا؟
لم ترد بل دفعت وجهها إلى صدره... فحثها مرة أخرى.
- عودي إليّ.. و أعد أن أمضي عمري كله و أنا أثبت لك مدى حبي.
شخرت بأنفها: حتى ...حتى تظهر..سوان كورتيز مجدداً.
تنهد: باتت سوان خارج مسؤولياتي.. لقد لقنتني درساً مؤلماً مرة , و انا عادة لا أحتاج إلى التعلم الدرس مرتين.
- و كيف أثق بما تقول؟
ابتعدت عنه قليلاً, و تركها تبتعد...كانت الأمواج تتدافع حتى ركبتيها باردة و تمتمت: أخبرني.
ترددت حتى الآن لسماع اسم الفتاه الآخرى.
- طلبت منها بوضوح كامل أن تخرج من حياتي و تذهب إلى الجحيم.. و ذهبت.. إنما ليس قبل أن تخبرني أنها قصت علي جملة أكاذيب... لقد طلبت تلك الفاسقة بنفسها قطع الأنابيب لتصبح عاقراً عندما أجروا عملية الآجهاض, كما أخبرتني أن ذلك الأيطالي لم يكن يريد الزواج بها بل رماها بعد أن شبع منها.. ثم عرفت بخبر زواجنا في الصحف فقررت أفساده بكذبها.
تنهد: و هذا مختصر آخر مرة رأيتها فيها.. أعد أنها لن تزعجنا مرة إخرى...
أخذت راحتا يديه تتلمسان عن غير وعي كتفي أماني , ثم أضاف بسرعة:
- يجب ان أقول لك أماني أنني لم أستطع التخلي عنها بدون ان أقدّم لها شيئاً.. لقد أسست لها محلاً في نيويورك.. بوتيك فاخر سمعت أنه معروض للبيع.. آخر ما سمعته أنها تستمتع بكل دقيقة فيه, و قد نجحت نجاحاً كبيراً.. و اجتذبت الأثرياء إليها.. و أن هناك ما يجب الاعتراف لها به فهو عينها الثاقبة في اختيار الأزياء.
رفعت وجهها إليه: حسناً..ستعترف لها بهذا؟
همس: تعرفين أنني أكره أن أراك باكية.. فلماذا لا تستلمين و تقولين لي أنك عائدة إليَّ, إلى حياتنا الزوجية؟
و بهذا لن يكون لك عذر للبكاء.
- أيها الشيطان المتعجرف.
لكن ابتسامتها كانت صافية أخيراً, تظهر له ذلك الحب الذي لم تجرؤ على الظن أنه سيراه مجدداً في عينيها الزرقاوين.
- حسناً... سأعود إليك على شرط واحد..
أجفل العملاق الذي نظر إليها عابساً,ثم تنهد:
- حسناً.. أقبل به, فما هو؟
- أن تحملني إلى اليخت لتكفر عن رميك إياي عنه! فأنت من ادعى أنك انتقلت إلى عالم الآلهة الخيالي!... كان كولوسوس الأصلي سيحملني بسهولة.
ارتدت خائفة حتى وهي تمازحه و كانت عيناها تبرقان بمكر شرير..أماندا القديمة بارزة بكامل جمالها الأخاذ.. و شعرها كالساتان الأصفر ملتصق برأس كامل الشكل و خداها مشرقان و ثغرها أحمر مكتنز الشفتين.
لوحت بأصابعها في وجهه:
- هذا شرطي.. أنتَ من قلت لي أنني أريد ألها لأحبه....؟
راح يخوض في البحر البارد متوجهاً إليها و كانت على وشك أن تستدير و تبدأ بسباحة حين أمسك بها, فصاحت برعب و هو يرفعها ليضعها على كتفيه ,متجاهلاً تمسكها بشعره و كيفية صراخها كي ينزلها.
قالت تتوسل: أنزلني كيفن... أسحب شرطي. سأعود إليك في كل الأحوال حتى و إن لم تكن مثل كولوسوس.
كان على وشك أن ينزلها و لكن لمّا سمع كلماتها الأخيرة غير رأيه و اشتدت قبضته على كعبيها و تابع تقدمه و سار بنفسه إلى تحت الماء, تصاعدت إلى نفسها موجة من الذعر الحقيقي فأرادت الخلاص لأنها تخشى أن يتهور قبل أن يعترف بالهزيمة, و تركت نفسها ترتمي إلى الأمام في الماء ليضطر إلى تركها.
صعد رأسيهما إلى فوق الماء في الوقت ذاته وعادت أماندا إلى ما بين ذراعيه.. و قال:
أحبك أماندا.. أحبك..
ارتفعت يدها تغطي فمه:
- لا ! لا داعي للكلمات حبيبي.. لا داعي إلى الكلمات.. لا أحتاجها.. أحتاجك أنت فقط!
- كانت راضية حتى قبل أن تسمع هذه الكلمات وها هي أكثر رضى لأنها سمعتها.. فقد عرفت أن كيفن دوماً يحبها..لكنه احتاج إلى وقت ليتقبل هذا الواقع...هذا كل شيء.
- سبحا إلى اليخت معاً و لكن كيفن رفع نفسه من الماء أولاً, ثم ارتد ليساعد اماني على الصعود. قال لها ما إن داست قدمها سطح المركب: هناك ما أريد أن اريك اياه.
- و أخذ يدها و ساعدها على نزول درج المركب ثم تركها لينحني تحت المقعد حيث التقط لفافة أعطاها إياها بكل وقار:
- افتحيها ...إنها لك.
- فتحت الهدية الملفوفة بأنفاس مقطوعة فلما رأت العلبة توقفت اصابعها و راحت تتلمس العلبة المألوفة لها.......
- إنه تمثال برونزي مطلي بالذهب, تمثال كولوسوس.. حملته أماني بحنان بين يديها فقلبته يمنة و يسرى و قلبها يعج بالآف المشاعر.
- سألت بصوت أجش: التمثال ذاته؟
- - أصلحه زاكاري كافالوس.. و اقترح أن أشتري واحداً جديداً.. لكنني أردت هذا بالتحديد, بعنقه المكسورة.. إنه لك أماندا.. أصلحته لأرده أليك.
- خنقتها العبرة و راحت يداها ترتجفان فوق التمثال الجميل.
- - لا كيفن.. إنه تمثالك.. لقد اشتريته لك..
- قاطعها: يجب ان أستحقه مرة أخرى .. و أريد ان استحقه بصدق هذه المرة.
- أعادة التمثال إلى صندوقه و رفعت نظرها إلى كيفن :
- - إذن هو ليس لأي منا بل ربما لم يكن لنا أصلاً .. ربما كنت مذنبة عندما توقعت منك أن تكون شخصاً أخر.. أنا أسفه كيفن..
- اهتز جسم كيفن بتنهيدة انفعالية: سنضعه في مكان الشرف في شقتنا حين نعود.. كتعبير عن حبنا.
- تمتمت : فكرة رائعة.
- ذابت بين ذراعيه و لكنها فكرت في سرها: على أي حال كولوسوس الأصلي هو ملك للشمس و السماء والناس في رودس, و هي لديها زوجها الحبيب.. لقد حصلت على نسختها بين ذراعيها, و هذه النسخة مرغوبة أكثر من التمثال النحوت.

تمت و الحمد لله................

* * *

ورده قايين
07-02-2007, 21:53
شكرا جزيلا لك وتسلم ايدينك

مجنونة انجل
09-02-2007, 05:12
ملاحظة: يا بنات كفي و لا حاج لهون
حاكم كيفن معصب كتير و شكلو بخوف موت.........

حلفي بس

انا بغا قلبي يوقف

ههههههههههههههه


لا بس عجبني كيفن طلع ريال

ههههه××))

تسلمين لي حبابه علي القصه المشوقه

فعلا رااائعه

يعطيج العافيه

arianda
11-02-2007, 18:50
شكرا جزيلا لك وتسلم ايدينك

شكراُ يا عزيزتي على مشاركتك هذه
لقد سرتني جدا و يسعدني أنك أخذت قصتي لمنتدى ليلاس
::سعادة::

arianda
11-02-2007, 18:58
حلفي بس

انا بغا قلبي يوقف

ههههههههههههههه


لا بس عجبني كيفن طلع ريال

ههههه××))

تسلمين لي حبابه علي القصه المشوقه

فعلا رااائعه

يعطيج العافيه





سعدت بتشجيعك لي
و مشاركتك معي خطوة بخطوة
و الآن أقدم لك ولكل من يحب قراءة قصص الرومانس
قصة عاصفة الصمت و هي منقولة من منتديات ليلاس

أرجو أن تعجبكم مع كل تمنياتي ::جيد:: ::جيد:: ::جيد:: ::جيد::

arianda
11-02-2007, 19:03
و هي قصة مؤخذة من منتدى ليلاس لكاتبتها عنابه يعطيها ألف عافية


ملخص الرواية...........................




في عينيها غرور شيطاني وفي قلبها فراغ لا ساحل له لم يخلق بعد الرجل الذي قد يكون ندا لايليسا الفاتنه

هذا ما كانت تظنه حتي اصطدمت بديك هيلفيلد الذي اوضح انه ينوي ان يمرغ كبريائها بالتراب

سخرت ايليسا منه فقد عاشت حياتها في ترف ودلال وتعرف ان لا احد قادر علي ان يفرض عليها شيئا لكن

ماذا لو علمت ان ديك يمتلك كل العالم الذي تعيش فيه وانه علي قيد خطوة من امتلاكها هي ايضا


اتمني تعجبكم

arianda
11-02-2007, 19:08
العاصفة قادمه


ايلسا متكبرة جدا ,انظري اليها الان ,انها تعامل روبرت وكأنه دودة ,مع انه يهيم بها حبا .

كيف لها ان تكون بهذه القسوة؟

انها تسير نحو المتاعب ويوما ما ستندم .


ما دامت تسعي الي ان يكرهها الرجال فلماذا حبتها الطبيعه بمثل هذا الجمال؟

الرجال يحومون حولها كالنحل حول قرص العسل

ليت لي مظهرها فعندها لحظيت بزوج مليونير

الاحظت كيف عاملت راندل في الاسبوع الماضي في حفل نادي اليخوت الراقص ؟لقد تجاهلته منذ البدايه ...

ولم يستطع حتي مطالبتها بالرقص وكان قد طلب يدها منذ اسبوع

اظنها انقلبت عليه وطلبت منه الرحيل

قد تكون اكثر تادبا من هذا .. ولكنها لن تكون لطيفه ..لأ انها لم تراع قط شعور رجل

لو كنت رجلا لتجنبتها قدر المستطاع فمن سيتزوجها يجد نفسه في الجحيم ...سيتزوج شيطانه

قالت مرارا انها لن تتزوج ابدا

قاطعها رجل قائلا بمرارة

انا اتمني رؤيتها متزوجه من رجل قادر علي اركاعها

اركاع ليسا ...؟يالك من حالم

رد الجل بحزن وحقد

من الحقائق البديهيه ان الكبرياء ترتفع عاليع قبل السقوط

يقال انها علي هذه الحاله بسبب تزمتها الشديد فكل من خرجت معهم من الرجال لم يستطيعوا الانتظار الي ما بعد الزواج

وما الضير في قليل من المرح ؟انها تعيش في عصر غير عصرها

رد صوت نسائي ناعم يسمع لاول مرة

لا يستطيع المرء التحكم بطبيعه خلقه ...انها خياليه ويجب ان الا نحكم عليها حقا


ليس الخيال عذرا لمعامله من يقع من الرجال تحت سحرها بهذه الطريقه ..وكما قلت في مستهل حديثي انها متكبرة

متكبرة ومتغطرسه وصاحبة لسان سليط يوهن عزيمه اي رجل


كان هذا الحوار نموذجا من الاحاديث المتداوله في المناسبات الاجتماعيه التي يصدف فيها وجودايلسا مايون


ايلسا متوسطة الطول عسليه الشعر زرقاء العينين يميل لونهما الي الاخضر حتي يبدوا للرائي كبحر زبرجدي

كانت رائعه الجمال خلابه وجمالها هذا يخطف الانفاس فهو يقارب الكمال قسماتها قويه واضحه المعالم وبشرتها مرمريه فريده

وجه جميل حقيقه ولكنه رهيب حين تكون مالكته في احدي مزاجاتها وغالبا ما تكون علي تلك الحاله عندما تكون برفقه الجنس الاخر

كانت تعاملهم بازدراء وتنظر اليهم وكانهم مخلوقات يتعذر السيطرة عليها وفي احدي المرات التي حاول فيها

احدي الشبان التودد اليها وهما علي يخته

دفعته الي البحر

قال لصديقه فيما بعد وعيناه تبرقان غضبا لقد دفعتني تلك الفاجرة الي البحر وعندما عدت الي سطح

المركب ضجكت وقالت انها تامل ان تكون حرارتي قد بردت
وما كانت لتهتم لو كنت لا تجيد السباحه


قالت لها جدتها في احد الايام وهما يحتسيان الشاي فوق المرجه الخضراء

بدات اقلق عليك عزيزتي ....ماذا سيحدث لك حين اموت

اعتلت الثغر الجميل المكتنز الشفتين ابتسامه حب وردت بدون اهتمام

ستبقين معي مدة طويله


حبيبتي ....انا في الثامنه و الثمانين من العمر

هزت ايسا كتفيها

وما هو الزمن لو عشنا كما ارادنا الله ان نعيش ...لما عرفنا كم تقدمنا في السن ....عمرنا ما نحس به وانت تشعرين بلا شك انك في العشرين خاصه وانت علي هذا الجانب من النشاط

التمعت عينا جدتها الرماديتين استجابه للمبالغه ودفعت يدا في شعرها الرمادي الخفيف في ايحاءة تقوم بها حين تكون مضطربه وقالت

ليتك يا عزيزتي ايلسا تتبنين تصرفا مختلفا تجاة الشباب الراغبين في التودد اليك

تغيرت اسارير ايلسا بسرعه واشتد ضغطها علي ثغرها

ان كنت تاملين ان اتزوج يوما فاعلمي انك مخطئه

صمتت قليلا بنفاذ صبر ثم اردفت

لقد ناقشنا المساله من قبل مرارا لن اتزوج ابدا ....والسبب ببساطه ان ما من رجل بلغ مثلي العليا ...

ولو ولدت في جيلك اوفي جيل امي لوجدت ربما من يعاملني باحترام


منيري في ما هو اكثر من قطعه لحم جذابه مرغوبه قد ترضيه في الفراش


قاطعتها جدتها


ايلسا اتمني عليك ان تكوني ارق عودا ففي لحظه تتمنين لو ولدت في جيلي وفي التاليه يبدر منك كلام مقرف كهذا

انت تطلبن الكثير من الرجال فهم ملزمون حتما بالتودد اليك حين يقعون في حبك ويجب ان تتحلي لصبر والتفهم

ولا تتصوري ان الرجال في ايامي كانوا مختلفين ...فقد كان لهم مشاعرهم ايضا


ردت اليسا وتفكيرها منصب علي ما جري لها في القارب

ولكنهم كانوا قادرين علي السيطرة علي انفسهم اما رجال اليوم فلااااا

انسلت تنهيدة من المراة العجوز واعتمت عينيها بضباب التفكير ...ثم قالت

ما اروع ان اراك متزوجه من رجل يستحقك وما اروع ان اري اولادك لقد ملات علي والدتك سعادة حتي...

ثم عانيت بشده

لقد حزنت كثيرا عندما ماتت واباك في ذالك الحادث ..وارتحل صوتها وظلت لبعض الوقت صامته كان الصوت الوحيد صوت الحشرات المحلقه بين الازهار

وصيحات الطيور القابعه في الغابه خلف المنزل غابه كانت جزءا من اراضي عزبه (تودور)الجميله ومنزلها الذي جاءت اليه اليسا طفله

ثم ابتسمت العجوز لتعود الي الكلام مجددا

لكن انت ايلسا يا اعز الناس ...انظري الي السعادة التي منحتني اياها والتي ما كنت لاحصل عليها او عليك لولا زواجي ...

arianda
11-02-2007, 19:13
ارأيت اذن


وكان رد ايلسا "حبيبتي ..انسي امر الزواج "


انه تصرف غير معقول


جدتي فلنسقط هذا الموضوع ولنتحدث عما هو مثير للاهتمام ...ران صمت جديد قطعته الجدة ببطء


عزيزتي هذا المنزل ليس لي ....ليس لكي ؟؟ لكن

ولم يكن قط لزوجي فهو والمزرعه التي تجعلنا في بحبوحه من امرنا ملك لملاكي ارض كبار ..وهم عائلة معروفه


ترددت ثم ذكرت اسما واكملت


غراتيمور هال او قصر غرايتمور ,القصر البلدي المحلي هو احد املاك اولئك الملاكين علما ان ايا منهم لا يقضي وقتا طويلا هناك

مقر العائله في جنوبي انكلترا كان جدك يعمل في املاكهم وفي امسية ضبابيه وقع ابن العائله الصغير في بركه

وفي ذاك الوقت وفيما جدك متجها الي كوخنا الصغير الذي كنا نشغله اثناء مدة عمله في الاملاك فقط ,


سمع صرخه الولد الصغير وكان ان رمي نفسه في الماء ,لكن الضباب كان كثيفا بحيث مضي وقت طويل قبل ان يجد الولد ..وحين وجده اخيرا كانا معا في حاله سيئه ولكنهما نجوا

وعرفانا بالجميل اعطانا والده هذه الاملاك مدي الحياة...حين اموت ستعود بشكل طبيعي الي العائله

بقيت ايلسا محدقة بذهول شاحبة الوجه مرتجفه الثغر ..هذا المنزل الذي تحبه ,البيت الوحيد الذي تذكره لنفسها ...لن يكون لها حين تصبح وحيدة في هذا العالم ...!!!


لا استطيع ان افهم .......

كان صوتها خفيضا يشوبه شئ من العذاب ...كانت ترتجف من راسها حتي اخمص قدميها

لا اتصورني اعيش في مكان اخر ...

نظرت الي المرجة المخمليه الخضراء ,الي الشرفه المفضيه الي المنزل ,والي العوارض الخشبيه الضخمه التي جعلتها السنون تسود .

قلت لي ,حين سالتك مرة ان شعار النبلاء هذا يعود الي المالكين السابقين ...

لااااا عزيزتي بل قلت للساكنين السابقين

الن يسمح لي اصحاب الاملاك بالاقامه ؟؟؟

ثم صمتت لانها ادركت غباء سؤالها فلماذا يسمحون لها بالبقاء هنا لتعيش في ترف شخص لا تعرفه ولا يعرفها ..

ولكن قلبها انقبض وهي تحاول تصور نفسها في شقة صغيرة تشرف بنفسها علي اعمالها المنزليه وتقوم بها ..قالت وقواها الفطريه تتغلب علي اكتئابها

من الافضل لي ايجاد عمل .فربما من المستحسن ان اعتاد علي عمل ما

حبيبتي ...لن اسمح لك ان تتركيني يوميا ..انت كل ما املك ,وما كنت لاقول لك لو عرفت انك ستفكرين ,ولو للحظه في العمل

انا مضطرة لكسب رزقي في يوم ما جدتي

قاطعتها الجدة بنفاد صبر "تزوجي"

لنبحث في الاشياء العمليه جدتي ؟؟؟

اهم الاشياء التي عليك البحث عنها هو ايجاد زوج يؤمن لك ما انت معتادة عليه من خدم وترف وحياة سيدة ارستقراطيه ..لا يمكنك ان تكوني تابعه لرجل في مكتب ..ان تلقي الاوامر من رئيس لا يناسبك ايلسا ...خاصه ولك هذا الكبرياء

ان قولها صحيح !!!لم تفكر في الامر من هذه الوجهه

فكيف ترضي ان تكون تحت امرة رجل او تكون طوع بنان احد افراد الجنس الكريه !!!


سوف تتمرد حالما يصدر اليها امر !!!!!!!

اضطرت مرغمه للاعتراف :

اذن فالعمل غير وارد ...ولكن علي كسب قوتي بطريقة ما .

اصرت جدتها بتركيز جديد "الزواج هو الحل الامثل لمشكلتك "


كشرت عن فمها ...واتجهت بافكارها الي الشاب الوسيم هنري ستانفيل الذي قال لها بعد موعدي عشاء معها:


ما رايك بقضاء نهاية اسبوع في كوخ الصيد الذي يملكه والدي في اسكتلندا ؟؟؟ انه مكان رائع لما ننويه

انسلت منها تنهيدة عميقه وراحت تتامل العجوز التي لاحظت للمرة الاولي وجهها الملئ بالتجاعيد دليل تقدمها في السن .. كانت حتي الان تراها شخصا حبيبا امن لها افضل ثقافة ممكنه اذ ارسلتها الي باريس لدراسة الاداب الاجتماعيه ,

قالت لجدتها :

يستحيل علي ان اراك زوجة فلاح او عامل

انسلت الكلمات الاخيرة من ايلسا بصعوبه .لان هذه الكلمات اهانة للجدة , ولكن الجدة ابتسمت قائلة :

لقد عشت هنا اكثر من خمسين عاما ولعل حياة الترف التي عشتها اثرت في وفيك ايضا ...

فانت مثلا لم تعرفي ما هو مختلف عن هذه الحياة ..انها حياة كريمه لم يمسها فساد ولقد اعتبرت ما يحيط بك ملكا لك بالميراث ,ونتيجه لهذا كله اكتسبت هذه الكبرياء ...كبرياء كانت بديهيه فطريه ,ولكن محيطك قواها ونماها ....


لكن هذه الكبرياء تجعلني اضطرب احيانا ايلسا ...اوه انا لا اقول ان علي المرء الا يمتلك كبرياء بل علي العكس ,,فانا لي كبريائي ايضا .

ولكن حين تبالغين فيها تصبحين متعجرفه

arianda
11-02-2007, 19:15
نظرت ايلسا الي جدتها ..لقد اكتسبت هذه الكبرياء عبر سنوات طوال من العيش في محيط ارستقراطي ,ولن تتمكن من التغير الان .اما التعجرف الذي ذكرته الجده .فهو للجنس الاخر فقط كان الازدراء والتعجرف نوعا من حمايه النفس من الرجال المغرورين الوقحين .

لاحظت جو التسائل يلف السيدة العجوز ..وبما انها لا تستطيع سوي الرد بما يزعج جدتها تجنبت خوض هذا الموضوع وسالتها عن العائله المالكه فاجابت الجدة ..

كما قلت ..كانوا ذوي القاب ..لكن هذا ما لم يورثوه لاحد ثم انهم ليسوا فقط جيل يختلف عما منحنا هذا المنزل عرفانا بالجميل لانقاذ حياة الوارث فحسب ,بل انهم فرع جديد تماما من العائلة,وانا اقول "هم"بينما الواقع ان هناك رجلا واحدا قد ورث كل شئ ...الارض ..والمال..والاملاك .


الولد الصغير ...الوريث..


لااا ..لقد قتل في الحرب ..وبما انها لم يتزوج ,وليس له وريث مباشر ,فقد انتقل الارث الي ابن عمه وهو ابن عم بعيد جدا ,حدث ان نصفه يوناني .


نصفه يوناني ؟؟

امه يونانيه .


اتعيش مع ابنها هنا في انكلترا ؟


كانت تفكر في هذا المنزل الكبير الذي طالما تعلق اسمه بهذه العائله منذ الغزو الاول ..لم يكن القصر الرئيسي "غراتيمور هال "مسكونا منذ سنوات عده ,


لكن ايلسا كانت تفكر دوما في انه بحاجه الي عنايه ليفتح ابوابه الي العامه .


قطعت جدتها افكارها

امه تعيش في اليونان .لقد عادت الي اليونان منذ وفاة زوجها

والابن ؟اين يعيش؟؟

اظنه يعيش احيانا في في اليونان ولكنه يملك منزلا في جنوبي بريطانيا .


الجنوب..


انه مكان بعيد عن الاصقاع الشماليه .فكرت في هذا الغريب الذي نصفه يوناني ,والذي سياخذ منزلها منها في يوم من الايام ..اجل انه يعيش علي مسافه بعيده من "اردال هال"

انت متاكده من هذا ؟وكيف تعرفين جدتي؟


انا علي اتصال مع المحامين ..عن طريق المراسله ..لكن الاعمال الرئيسيه يتولاها كينيث الذي هو علي اتصال دائم معهم

كينيث وكيل مزرعتنا ..من المفروض ان يعرف .فكل حسابات المزرعه التي يتولاها يجب ان تصل الي المالك عبر محامين ..كان هذا ما نص عليه الاتفاق منذ خمسين سنه ..


فكرت ايلسا قليلا ثم سالت


الحسابات ..وهل المال المكتسب من المزرعه ليس لك كذالك ؟


اخذ ما اريد للمحافظه علي هذا المنزل ولتسديد نفقات الخدم والنفقات الاخري ..وقد سمح بمبلغ محدد لنفسي ,اما الباقي فيعود الي الملاك .


هكذا اذن ..

لن يترك لها شئ ..اذن

قالت الجدة ,وقد قرات افكارها "لقد ادخرت الكثير "

تصاعد الاحمرار الي وجنتي ايلسا وهي ترد بسرعه :


فلنتكلم عن شئ اخر جدتي العزيزة لذا لا تتكلمي بهذه الطريقه ..لا اتصور حياتي بدونك ..انت كل ما املك .


كانت تعلم وهي تقول هذا ان لسان العجوز يوشك ان يطرح موضوع الزواج .لكن ايلسا لم تعطيها فرصه ,بل اكملت :


ستعيشين حتي المئه ..الم تقولي هذا بنفسك ؟


اعتقد انني قلت هذا ,لكن كان ذالك قبل ان ...


اخفضت صوتها وطاطات راسها ,ولاول مرة في حياتها احست ايلسا بالخوف ,وسالت "قبل ماذا جدتي ؟اخبريني ؟

قالت السيده العجوز بحزم وبجد :


يا طفلتي ..الم تتسالي عن سبب طرح هذا الموضوع الخاص اليوم ..وليس قبل الان ؟


شحب وجه ايلسا "لست علي ما يرام ؟"

حين كنت تقومين بسباق اليخوت الاسبوع الماضي ,اضطررت لاستدعاء الطبيب


نظرت اليها نظرة اتهام وقلق :

لم تذكري الامر امامي بعد عودتي !ماذا ..جري ؟اعني لماذا ارسلت في طلبه ؟


اصبت بنوبه قلبيه ..لا ..لا ..تقاطعيني ايلسا ..لم تكن شيئا خطيرا وها انا اليوم اتناول الدواء واشعر بانني علي ما يرام ..لكن يجب ان نوجه امكانيه موتي فجاة

جدتي !!

طفرت الدموع من عيني اليسا ام تكن تهتم بالمشاكل التي ستواجهها في المستقبل ,بل بهذه المراة التي وضعتها تحت كنفها طفلة صغيرة ,فربتها ورعتها واغدقت عليها الاهتمام والحب


تمتمت العجوز بطريقتها الهادئه ,وصوتها اللطيف

اعرف تماما ما هو شعورك حبيبتي ,لكن من الخير لم ان تعرفي الحقيقه ..حتي اذا ما وقع المحتوم لا تصابي بصدمه كبيرة

ولم تزيدا علي هذا الحديث فقد رفضت ايلسا متابعه الحديث ..بل سكتت تفكر وتذرف الدموع ,كان هذا خارج عن عادتها ولكنها لم تحتمل التفكير في فقدان الجدة الغاليه


مضت ثلاثه اسابيع بعد هذا الحديث ,حين قالت الجدة :

اظننا سنذهب الي "ايسوكس "في عطلة الاسبوع ..ستقومين بسباق في المركب اليس كذالك ؟؟


فكرت ايلسا بيخت السباق الصغير الجميل الذي اشترته لها جدتها بمناسبة عيد مولدها العشرين منذ سنتين ..كان راسيا في "هارويتش"

حيث لجدتها منزل ريفي صغير تقصدانه في بعض فترات الصيف ..وتقوم عادة ايلسا بسباقات رابحه هامه بمركبها "ناوسيكا "هناك ,ولكنها انهزمت في سباقها الاخير امام وافد جديد الي نادي اليخوت اسمه السيد "هيلفيلد "

الذي تغلب علي كل شئ امامه بمركبه الجديد "اوديسوس"

وقد قال صاحب ذاك المركب بصوت مهين وعيناه تلمعان علي اسم مركبها

من المناسب جدا ان يهزم "اوديسوس""ناوسيكا "

ومضت عيناها ايضا ..وكانت ردة فعله الفوريه ان لوي فمه ..وقال بصوت ناعم :اجل سنهزمها ".


ثم ارتد ووقف بعيدا بكل ترفع

قالت ايلسا بسرعه لجدتها التي اخرجتها من احلامها

كيف نذهب يا جدتي وانت لست علي ما يرام ؟اما بالنسبه للسباق فانا غير مهتمه به


سنذهب ,فانا اتمتع بالسباق تمتعك به لذالك لا اري سببا للبقاء في المنزل ,الطقس رائع ,ومن الافضل الاستفادة منه

arianda
11-02-2007, 19:17
اوشكت ايلسا علي مجادلتها ولكنها لما لاحظت تعابير الجدة ,ارتدت عن ذالك فقد ادركت انها ستبدا جدالا لا طائل منه ...


ذهبتا في سيارة قادتها ايلسا ..ومن الطبيعي ان تفكر صامته في سباقها الاخير الذي قطع سلسله طويله من الانتصارات علي جميع ما يسمون بالخبراء ,بين اعضاء النادي الرجال .. ولم تكن تشك قط انهم كانوا يصرون اسنانهم غيضا علي فوزها المتكرر ..فقد كانت تتيه خيلاء ,وعجرفه ,وتعتبر انتصاراتها انتصارات لا تحمل ذرة من الحظ ..


علق احد الاعضاء حانقا :

انها تصدق حقا ان الامر عائد برمته الي مهارتها !!لست حقودا عادة ,لكنني ساستمته برؤيه سقوطها !!

قال عضو اخر "وانا كذالك وهناك العديد غيرنا يتمنون امنيتنا "

لقد اصبح هذا رتيبا ..

ثم جاء السيد هيلفيلد الغامض ,من حيث لا تدري ..كان صوته جذابا وانكليزيته متقنه ولكنها مع ذالك عرفت انه غريب ,او انه هكذا جزئيا ..ربما اسبانيا ..

ولكن بما ان لا علاقة لها بما هو اجنبي عجزت عن تكوين فكرة .

كانت بشرته سمراء لوحتها الشمس .وقسماته نبيله رائعه ..وشعره اسود متموج غزير اما عظمتي وجنتيه فمرتفعتان وكان ليس فوقهما لحم

وكانت خطوط فكيه مخيفه كفمه وعيناه بنيتين ..شديدتي النفاذ..آسرتين حتي انها لم تتمكن يومها من اشاحة عينيها عن عينيه بل جذبتها

قوة ما وسمرتها امامه كالفريسه .

وقد اغتاظت يومذاك من تصرفاته وكلماته وتساءلت فيما بعد عما اذا بلغته الشائعات عنها فجعلته يتصرفبهذه الطريقه ..

فكرت ايلسا وهي تقود سيارتها علي الطريق الرئيسيه !!

اجل ..لا شك في ان الشائعات بلغته

تذكر ان احدهم قال له بعد فوزه :

اهنئك حان وقت هزيمتها ..كنا ننتظر هذا اليوم بفارغ الصبر .


ومما لا شك فيه ان السيد هيلفيلد سال اليا عن سبب هذا التصرف غير الرياضي الواضح من منافسيها ..فهل قيل له الحقيقه ؟


هل قيل له ان كرامة الرجال مجروحه ؟


لوت تكشيرة شفتي ايلسا ..هذا غير محتمل !فالراجال غير صادقين فكيف يعترفون بالحقيقه ؟خاصة ان الحقيقه تكشف عما يمس كرامتهم ..

سيقال علي الارجح للغريب شيئا عن عجرفتها ..حسنا ,ايلسا لا تعترض علي ما قيل له ,ولا تعبا برايه حتي ..ولكن عليه الا يلقي المزيد من تلك الملاحظات والا لقي منها ما لن يعجبه


كانت اكثر من مستعده لتهنئته كاي رياضي مستعد لتهنئة منتصر استحق نصرة ولكن قبل ان تتاح لها فرصه سمعت ملاحظته المهينه المتعجرفه .

اخيرا قالت ايسا وهي تنظر الي العجوز :


هل انت بخير جدتي العزيزة ؟؟


طبعا ..انا استمتع بالرحله ووصلتا الي المنزل الصيفي في وقت متاخر من بعد الظهر فاسرعت الخادمه لاعداد وجبه العشاء .

كان الوقف ظلاما حين قررت ايلسا ,لسبب لا تعرفه الخروج بالمركب ..كانت الجده قد اوت الي فراشها عقب تناول الطعام مباشرة .صعدت

الي المركب فشعرت بنسيم عليل يهب من جهه الغرب كما كان هناك هبوط للمد ,افردت بتهور الشراع وانطلقت ولكنها تسائلت :لماذا هذا

القرار ؟

وانسلت منها تنهيده عميقه ..لقد تغير كل شئ بالنسبه لها تلك الظهيرة التي اخبرتها فيها جدتها بحالتها الصحيه وبحقيقه منزل "تودور "


الذي يملكه رجل مجهول سيسعي دون شك الي المطالبه بحقه .



قطعت حبل افكارها مدركه ان الاحباط وحده هو ما حملها الي المركب ,وقادها للخروج الي سكون البحر وهدوئه .كانت الانوار تشع علي

الشاطئ ,والاصوات تتصاعد من مركب اخر يرسو خارج حاجز الميناء


كان الظلام قد اشتد ,فجأة نهضت من كابتها وادركت ان الهواء قد اشتد ,واصبح ريحا .

من الفضل ان اثني الشراع

ولم تكمل لان المركب ارسل صريرا قويا من الاسفل وشعرت بانه فوق نتوء رملي .فصاحت غاضبه :

اه ,كيف فعلت شيئا كهذا !!

لم تكن تبعد عن البر اكثر من بضعة اميال ولكن المركب لا يحتوي علي قارب نجاة كما ان السماء ملبدة بالغيوم الدكناء

ان الطريقة الوحيده التي يجب اعتمادها هي الترجل من المركب لمحاولة دفعه ولكن المياه في مثل هذا الوقت من الليل غير مستساغه

قالت لنفسها :ليتني استطيع ادارة "راس المركب"!لكن ما من فائده ..هزت كتفيها بسخط وغضب ثم انزلت الاشرعه وهيات نفسها للمبيت

فوق المركب ..

كانت الريح تصفر ,وارتجفت ايلسا ولفت معطفها حول جسمها ,تلعن نفسها لانها استسلمت الي افكارها التي دفعتها الي الانطلاق بالمركب

في مثل هذا الوقت من الليل

كان لصفير الريح بين حبال الاشرعه ايقاع مزمار ابليس ..واتجفت ..انه عالم مخيف هنا ,عالم عزلة وصمت لا يكسره سوي صفير الريح

بين الصواري والحبال ..اهي خائفه ؟لا تظن ذالك ..ولكنها بكل تاكيد تشعر بالعزله وبالانسلاخ التام عن عالم الاشياء الحية .


ثم تعالي من بين الظلام صوت سرعان ما عرفت صاحبه

ماذا يجري هنا ؟؟

توقف الصوت فجأة لوقوف ايلسا التي قالت بغضب لانها مضطرة للاعتراف بعجزها "لقد علقت في الرمل "


بكل تاكيد !وكدت تجريينني الي الرمال ايضا .لماذا تشعلين الضوء؟الاتفكرين ؟؟

لمع نور مصباح يدوي في عينيها ,فاغشي بصرها .تصاعد الغضب في كيانها رغم اعترافها بخطأ اضاءة المصباح ,غير انها لم تستطع الجلوس

هناك في الظلام بمفردها ..انخفض المصباح اليدوي ,وعاد الصوت يقول بذهول هذه المرة

اذن هذه "ناوسيكا "مرة اخري !حسن جدا ..من كان يفكر في هذا

سمعته يرمي المرساة ,ولم تعرف ما اذا كان عليها ان تستريح ام لا ..ولكن الموقف مذل ,لذا صاحت :

لا تتعب نفسك من اجلي ..ساكون علي ما يرام حتي الصباح !!

صحيح ؟حسنا ..تصبحين علي خير .

راته يسحب المرساة ثانيه ثم سمعت صوت "اوديسوس "يبتعد

راقبته يبتعد بدهشه وعدم تصديق ,ثم جلست تغطي النور اليا بقطعه من القماش ..لقد رحل ..حقا رحل ..وتركها هنا ..حسنا!!!رحمة الله

علي الشهامه .نعم هي لا تفكر انها السبب في تصرفه ولكن دافعها لما قالته بعجرفه اظهار كرامتها .

وكانت تعتقد انه سيكون كريم الاخلاق ,شهما بحيث سيصر علي مساعدتها .

وعوضا عن ذالك حمل كلامها علي محمل الجد ورحل ..


تصوروا رجلا لا يؤاخذه ضميرة ابدا علي ترك امرأة في ورطة كهذه ؟؟


التوي ثغرهافي تكشيرة ..هذا دليل آخر علي ان الرجال يستحقون الازدراء !!


اصبح مركب "اوديسوس "كتلة متواريه لا شكل لها ثم غاب عن ناظريها فعادت من جديد الي عزلة تامه ..وارتجفت بعنف ,تضغط ذراعيها بعنف علي صدرها .سوف تتجمد قبل طلوع الصباح ..


رفعت راسها برعب خافقه القلب .انه البرق !! اصغت متوترة الي صفير الريح الراعدة المنذرة بالعاصفه .

العاصفه قاااااادمه ..

arianda
11-02-2007, 19:20
الانسه استقلال


جلست علي جانب المركب ,تحتضن نفسها بذراعيها .كان بامكانها اللجوء الي القمرة ,ولكنها ارتأت البقاء في الخارج حيث العاصفه تتابع ثورتها حتي ابلت ثيابها وتخدرت اطرافها واصطكت اسنانها .

وبعد وقت بدا لها طويلا طويلا شاهدت نورا ..نور مصباح يدوي يضاء وينطفئ ..انتزعت قطعه القماش عن مصباحها ..ولكنها حتي في هذه اللحظات الحرجه ,رفعت رأسها بشموخ وكبرياء اذ سرعان ما عرفت ان "اوديسوس"

هو المتقدم اليها ,لقد عرفت هذا حتي قبل ان تري صاحبه .اجل ,لا مجال للخطأ مع شخص يملك هذا الجسد الفارع ,انخفضت المرساة ثم تناهي اليها الصوت الارستقراطي الواضح يناديها

حسنا آنسه "استقلال " هل انت مستعده الان لتقبل المساعدة ؟؟

كانت السخريه واضحه في نبرة صوته ولكنها ممزوجه بشئ من الغضب وببعض القسوة.. انسه استقلال !!

تحولت عيناها الي اللون الاخضر عوضا عن الازرق !!يا لعجرفة وغرور هذا الرجل!!

تفضل الموت علي قبول مساعدته !

صاحت بغطرسه آمرة :

اذهب من هنا ..ماذا تعني بعودتك الي هنا لازعاجي ؟؟

تعرف ان قولها غبي لذا لم تستغرب صيحته المستهجنه .


ازعجك !هل انت مجنونه ؟؟

قلت لك ابتعد عن طريقي !

لم يرد ,ولكنها واثقه انه كان يلعنها بينه وبين نفسه .

اذهب من هنا ..قلت لك !

ساد صمت جديد ,وشاهدت طيفهالاسود يتحرك فوق سطح مركبه ..ثم صاح قائلا :

انا قادم بقارب النجاة ..فاستعدي للنزول ..لا انوي اضاعة الوقت والبحر علي هذه الحال

تكلم بلهجه عاديه ولكن ايلسا ادركت نبرة الامر والتحذير :


تحديني ان كنت تجرؤين !!

انتشرت الحرارة فيها ..حرارة الغضب المتقد كالنار ..

الا تفهم ما اقول ؟اذهب من هنا !

خرجت كلمات الامر مشوهه بسبب عنف اصطكاك اسنانها ..غير انها لن تذل نفسها امام هذا الرجل لينقذها قالت بعناد انها عند الصباح ستقدر علي تحريك المركب بدون مساعدة احد وستعود ساعتئذ الي المنزل الصيفي قبل ان تنهض جدتها من فراشها ..مع ذالك اعترفت لنفسها وهي واقفه هناك انها ارادت ان ينقذها احد ,

لكن هذا كان قبل ان يناديها هذا المخلوق الكريه ب"الانسه استقلال "نادت والقارب يقترب منها :


انت تضيع وقتك سدي .لن اذهب برفقتك .

جدف بقوة متجاهلا قولها ,وقال يأمرها بحدة وبأشارة مهيبه ملؤها الكبرياء :

انزلي ..قلت لك انزلي !!

لم تتحرك ايلسا ,بل وقفت تمسك حاجز المركب وكيانها كله يتحده بترفع .

صر علي اسنانه ,قفز من القارب الي الرمال .وقبل ان تدرك نواياه انتزعها من مكانها .ورماها في القارب ..قال ولهجته متذبذبه من فرط الغضب

والآن تجرئي علي الحراك .اقسم ان تحركت ان تتلقي لطمه علي اذنك ستجعلها تطن الما مدة اسبوع !!

شهقت :آه !ثم صمتت غاضبه وقالت اخيرا:


كيف تجرؤ علي تهديدي ؟من انت لتامرني ؟؟

اضبطي لسانك ..

لن اضبطه ..

ايتها المتوحشه العنيده السليطة اللسان !!امسكي هذا الدلو وابدئي بتفريغ الماء والا غرقنا ..


بدأ القارب يتلاطم وكأنه قطعة من فلين , وكانت المياه تنسكب فيه كسيل جارف ..بدا البحر مجنونا كما لم تره قط وشعرت بأن القارب الصغير لن يحتمل فرصه للنجاة
فجأة احست بالخوف ,وبدأت تجرف الماء الي الخارج اما رفيقها فراح يجذف بضربات قويه اوصلتهما اخيرا الي مركبه ..ولكن المقاومه كانت شرسه واستغرق هذا العمل وقتا طويلا ..

اعجبت ايلسا في سرها بقوة هذا الرجل وتصميمه ,وقالت بعد فترة وي مطأطأة الرأس تخفي اذلالها الذي تحس به بسبب اضطرارها الي تقديم التقدير الكلامي لما فعله لها ..

فهي غير قادرة علي مواجهته ..بسبب كبريائها


شكرا لك


تأملتها عيناه السوداوان بسخريه :

ما دام شكرك ممزوجا بهذه الضغينه فاتركيه لنفسك !!

امتقع وجهها في الظلام ..ووجدت نفسها تقول باللهجه المتعجرفه ذاتها "كنت قادرة علي تدبر امري حتي الصباح "


ما كان ليكون مركبك في مكانه عند الصباح

انت مخطئ كان سيكون هناك طبعا ..

اعقب كلماتها صيحه استهجان من رفيقها ..لكنه لم يعلق بشئ,فمن الواضح ان صبره قد نفد ..ثم قال بعد ان قاستها عيناه باستخفاف للحظات :

ستجدين ملابس جافه في القمرة ..فلو كنت مكانك لغيرت ثيابي ,لانك ستعانين كثيرا ان بقيت مرتديه هذه الملابس.

كان يرتدي ثيابا واقيه من الماء .وقبعه مماثله .

ردت عليه بجفاء "لن استبدل ثيابي بأخري "

عادت عيناه تقومانها ثانيه ,ثم نظر اليها بازدراء قبل ان يرتد عنها الي سحب المرساة ,احست للمرة الاولي بانها صغيرة وهذا ما كرهته


مرت ساعه كانت العاصفه خلالها لا تنفك عن الزمجرة وكان الرجل الواقف امامها يحاول بكل خبرته ان يشق طريقه في هذه العاصفه الغضوب ..اما ايلسا فكانت تمسك الحاجز باصابع باردة متجمدة

فكرت لوهله في انهما قد يبقيان طوال الليل في البحر وتساءلت عن الوقود لكنها عرفت غريزيا ان السيد هيلفيلد ليس برجل يترك للطوارئ

فرصه لمباغتته ..

اخذت تراقب عرض منكبيه ..وبدا لها جزءاً لا يتجزأ من مركبه .. جسده الطويل الرشيق يتهادي ويقفز معه ..هو رجل قوي ذو سلطه ,هذا ما كانت تعترف به لنفسها .

بدأ لها وهو يرتدي بذلته البحريه السوداء الواقيه من الماء اقوي من جميع الرجال الذين عرفتهم والذين يتصاغرون اذا ما قورنوا به وادركت مدي ثقتها بقدرته علي السيطرة علي مركبه ,

وعرفت رغم غضب البحر وما يمثله من مخاطر ان هذا الرجل سيوصلهما الي بر الامان في النهايه

نظر اليها فجأة وكأنه احس بنظراتها واهتمامها ..كانت عيناه المنعزلتان تتأملانها بازدراء وسخريه ثم لم يلبث ان اشاح بوجهه عنها ,وعاد الي العمل الصعب بين يديه .

تورد وجه ايلسا .لا تنكر انها كانت ناكرة للجميل غير ان كبريائها منعتها من الاعتذار علي سوء تصرفها ..


فجأة اطلق صيحه غضب ,وهذا ما حدث اكثر من مرة في الساعه الاخيرة وكان في كل مرة يستدير ليرميها بنظرات حارقه ..


وكان علي طرف لسانها ان تذكره انه عاد اليها طوعا ..لكنها تراجعت لان الوقت ليس مناسبا لقول شئ كهذا ,انهما يواجهان خطرا ,وهذا ما


تتقبله بلا اعتراض ..ولو قررت ان تتكلم ,فستسأله ما اذا كان هناك ما تقدمه من عون لكنها تعلم انها لن تستطيع تقديم اي عون ..

التفت الرجل لحظه اليها وكأن منظرها عاد الي ذهنه :

قلت لك ان في القمرة ملابس جافه .

جالت عيناه علي جسمها المبلل الذي التصقت به الملابس وما زاد من التصاقها بجسمها الريح الشديده التي كانت تلسع وجهها ,

بدت زرقاء من البرد وقلقت خشيه ان تغمض عينيها لا اراديا ..

احست انها حالما تغادر هذا المركب ستنام اسبوعا كاملا ..

قال بقسوة مشيرا الي السلم المفضي الي القمرات "انزلي .."

تمسكت بسرعه بهذا الامر ..لقد تصرف معها حتي الان بلا مبالاه وكأنه يقنع نفسه "اذا كانت تريد البقاء هكذا فلتبق "

لكنه بدا الان وقد اتخذ قراراً ..يقضي ان يفرض سلطته علي مركبه .وكرر بلهجه منخفضه هادئه خطيرة :

الي الاسفل ..واياك العودة الي ظهر المركب الا بعد استئذاني .وهذا ما لن يحصل قبل وصولنا بأمان الي المرفأ.


ارتفع ذقنها امام لهجته الآمره ولكن عينيها كانتا تعيان الظلام الذي يلفهما ,واصابعها تشتد حول الحاجز بعدما رمت موجه رهيبه ثقلها فوق


المركب ..وقالت :


هل سنصل بأمان الي المرفأ؟؟

لوت ابتسامه شفتيه ورد بهدوء :


نعم طبعا ..انزلي ,وان لم تطيعي وجدت نفسك محموله ,وستكرهين هذا

arianda
11-02-2007, 19:28
نظرت بسرعه اليه بارقه العينين ..كانت عيناه تتحديانها بقسوة وظلتا تنظران اليها بحده حتي اضطرت الي

غض النظر..مانوع هذا الرجل ..من اين له هذه القوة الغريبه التي تجعلها تحس بالسخط ؟

لم تلتق قط بشخص مثله ..ارادت بعناد ملازمه مكانها ولكن ,حين بدأ يتحرك اليها اضطرت للتراجع بضع خطوات الي الدرج الذي يقود الي

القمرات في اسفل المركب .

ما ان دخلت الي قمرة الصاله حتي شعرت بالدفء واضطرت للاعتراف بانها كانت غبيه حين رفضت النزول قبل الان .دفعها الضوء الي اغماض

عينيها للحظه ,وما ان اعتادت عليه حتي نظرت الي ما حولها ,مقدرة فخامه الموجودات التي تدل علي الثراء .

رات اريكتين للجلوس والنوم ملتصقتين بالجدار فاتجهت الي احدهما ولكنها توقفت فجأة فقد ادركت استحاله الجلوس علي القماش الرائع

وهي في هذه الملابس ..وكان هو قد لحق بها ,فالتفتت بطريقه لا واعيه تفرك يديها في محاوله لاعادة الدفء اليهما ..تركزت عيناه علي

يديها فترة ,ثم هز راسه دليل نفاد صبرة

وهنت حدة العاصفه قليلا وتوقف عويل الريح وخف تلاطم الموج علي جانبي المركب ..ولكن دونما سابق انذار مال بسرعه ففقدت

توازنها,ووقعت علي صدر الرجل ,مذعورة واضطرت الي التمسك بأكمامه لتسترد توازنها ..

سرعان ما تصاعد الدم مجددا الي وجهها بسبب النظرة الساخره التي تصاعدت الي وجهه..قال لها :


الحمام هناك ..المياة ساخنه ..استحمي ان اردت .ستجدين الملابس في الخزانه القابعه في الناحيه الاخري من قمرة الصاله الصغيرة وبعد

ذالك نامي قليلا ..

تجاهلت ما قال ,واشارت:

العاصفه تخبو ..فهل سيطول الوقت قبل ان ندخل الي الميناء ؟؟


لا ادري ..انها الواحده ولا اظنك ترغبين في التوجه الي منزلك في الظلام ,نامي ان استطعتي ..


وقفت ايلسا فترة طويله بعد ذهابه كانت خلالها تتساءل عنه ..من اين اتي ؟ما اسمه الاول؟افترضت ان عضوا من اعضاء نادي اليخوت ,قد

يجيب عن هذا السؤال ان سألت ..شاهدت اسمه علي لائحه الفوز عندما فاز بالسباق "د هيلفيلد"ولكنها لم تهتم ولم تسأل


اتجهت اخيراًالي الباب لتفتحه فرات بابا اخر في الممر مباشرة ..انه الحمام الذي اشار اليه ..حمام ساخن امر مغر ..ولكن كبرياءها اطلت

راسها مجددا..اتستحم ,وترتدي شيئا من ثيابه ..

بكل تاكيد لاااااا ؟هذا اكثر من ان تتحمله كرامتها ..وها العاصفه توشك ان تخبو عمليا ,لانها لاحظت انها تقف بدون ان تتمسك بشئ .

"شكرا لله "! ما ان تلفظت بالشكر ,حتي ادركت تعبها الرهيب الذي اخذ يلفها ..بدات تهز راسها وتتمتم "ماذا اصابني ؟لست علي وشك

الاغماء "

ومع ذالك ,عادت الي الصالون ونظرت بشوق الي الاريكه المواجهه لها ..واغمضت جفنيها ..كانت الدنيا تدور بها بحيث كادت لا تعي ملابسها

المشبعه بالماء


او الم اصابعها واصابع قدميها المتجمده برداً...

توجهت نحو احدي الاريكتين ,وجلست علي حافتها ,غير عابئه بالضرر الذي ستنزله بها ..كانت ترتجف بعنف ,واستطاعت سماع اصطكاك اسنانها ,لكنها احست بشئ من الغثيان في اسفل معدتها .كان محرك المركب يدور بهدوء وحين رفعت راسها لدي سماعها صوت اقدام الرجل علي الدرج عرفت انه يستخدم البحار الالي .....


يمكن رؤية انوار الشاطئ الان

صمت ,ثم قال بصوت منخفض بعدما رآها بملابسها الرطبة


ايتها البلهاء لم اري في حياتي كلها امراة حمقاء مشاكسه مثلك

انا لست مشاكسه

ارادت البكاء وهذا ما دفعها الي الرد بحدة

انت من تتحدث كالغبي

رد وكأن احتجاجها لم يكف

انت تتعمدين المشاكسه اولا لماذا لم تتخلي عن كبريائك بحاجتك الي مساعدتي لتجنبنا كل هذا ولعدنا الي الشاطئ قبل ان تبدأ العاصفه


ردت بسوء خلق


ايجب ان تتابع كلامك ما كنت بحاجه للعودة لاجلي كان بامكانك البقاء حيث تكون آمنا


توهجت عيناه :وماذا عن ضميري ؟بم كنت ساشعر لو هلكت هناك

اذن كان ضميرك الدافع الي انقاذي اليس كذالك ؟يالرجولتك من الصعب رد فعلك الي الشهامه والمروءة

صاح وعيناه حمراوان غضبا "كان علي تركك حيث انت


ردت وهي تكاد لا تفهم ما تقول

لو تركتني لما كنت علي هذه الحال !مبتله و...........و.........


صمتت لانها شعرت بالم فظيع في راسها حاولت الوقوف ولكنها ترنحت ,وبدات الغرفه تدور بها


ما خطبك ؟


كانت الكلمات الحادة مبهمه بالنسبه لها ,ولكنها وعت نظرته القلقه وهو يلاحظ وجهها الابيض وجسدها المرتجف :


احس ....احس....بامر رهيب


وكان هذا اخر ما تمكنت من قوله وهذا ما اعاد الي ذاكرتها مدي غبائها عندما سمحت لكبريائها بالتغلب علي تفكيرها السليم

لم تتوقع اية شفقه والشفقه اخر ما تحتاج اليه ..ولمنها لم تكن مستعده للغضب الذي توجه نحوها


ايتها البلهاء العنيده الصغيره !!لماذا لم امسك بخناقك قبل الان وادفعك الي الداخل لا ادري كان علي ان اقف لاشرف عليك وانت تخلعين هذه الملابس !!


اخلعيها الان فورا ثم نامي ..ان رايت مزيدا من عنادك الانكليزي فستتلقين دفعه من العقاب الذي تستحقينه


لم يتم كلامه بل وثب الي الامام ليتلقاها فقد ترنحت وفقدت توازنها قبل ان تنزلق الي الارض مغميا عليها


فتحت عينيها ,تصر اسنانها من فرط الالم ثم اغمضتهما ثانيه بقوة ..اين هي ؟لا صوت الانبض عنيف في راسها ...وياله مننبض مؤلم !!!

arianda
11-02-2007, 19:31
فتحت جفنيها ثانيه ونظرت الي ما حولها آآآه اجل انتظرت قليلا لتتذكر كل شئ ما من صوت المركب اذن متوقف بامان يالها من ليله


اصغت انه صوت التقطت اذناها وقع اقدام فوق راسها السيد هيلفيلد يتجول لقد كان موجودا حين اظلمت الدنيا حولها ارتفع ضغط دمها لبروز فكرة مدت يدها تحت الغطاء الدافئ الناعم الذي يسترها

صاحت مرتبكه خجلا :لا كيف تجرأ علي نزع ثيابي ؟؟


نظرت الي ما تحت الغطاء متردده فهي تعرف مسبقا ترتدي احدي بيجاماته التي مقدمتها مفتوحه فهو لم يزعج نفسه بتزريرها ..اجل ..عليها ان تتقبل واقع ان السيد البغيض هيلفيلد هو من نزع عنها ثيابها


كانت فكرة خلع ملابسها عنها مقيته كريهه وقد حاولت بياس نسيانها ولكن عندما ظهر الرجل اصبحت محاولاتها عبثيه ..فبعد نزوله بهدوء

وقف في الباب المفتوح,مستندا الي حافته بطريقه تنم عن الضجر بدا نشيطا منتعشا باردا غير متعب وكأن المحنه لم تمر به ...وقال :


اذن استيقظت اخيرا

تقدم بضع خطوات :كيف تشعرين الان ؟


احمر وجهها فقد ظهرت السخريه والتسليه علي قسماته السمراء فأضافت الي حرجها حرجا مضاعفا

اخفضت جفنيها بسرعه فالارتباك يستحوذ عليها وتفكيرها يضج بصورة هذا الرجل الكريه وهو يخلع عنها ملابسها ..ردت كاذبه ,بصوت مخنوق :

انا بخير هل تسمح بالخروج لانني سانهض للذهاب الي بيتي

لكنه بقي حيث هو ينظر الي قمة راسها

كيف حدث ان كنت هناك بمفردك في مثل تلك الساعه من الليل ؟


رفعت راسها وارتفع ذقنها "كنت هناك انت ايضا"


الامر مختلف البحر وقت العاصفه ليس مكانا صالحا لامراة


انا اكثر من قادرة علي السيطرة علي مركبي


لوي شبح ابتسامه شفتيه انها ابتسامه ازدراء ..تماثل نظرة عينيه قال غير عابئ بمشاعرها :


يبدوا انك نسيت اين كنت ..هل من عادتك ان تدفعي قاربك الي الرمال ؟؟


ازداد امتقاع وجهها وردت بكبرياء :


هل تركتني رجاء اريد ارتداء ملابسي


ولكن الم راسها تزايد فرفعت يدها الي جبهتها غيرت حركتها تعابير وجهه قليلا ولكنه لم يعلق

لم تخبريني حتي الان بسبب خروجك الي البحر ليله امس؟؟


ولماذا اخبرك ؟؟

اشتعلت عيناه وقال بعذوبه :

لم اري قط امراة بفظاظتك وسوء اخلاقك ستكون كبرياؤك هذه سبب سقوطك ..في يوم من الايام ...من الؤسف انك كنت فاقدة الوعي حين نزعت ملابسك ,لان ذالك كان سيزيل قدرا كبيرا من كبريائك

كان يقصد ان يوقع في نفسها اقصي درجات الحرج ,ولكنها قابلت نظرته بترفع

لم يكن يحق لك لمسي هذا اعتداء اجرامي


كان كلامها تبجحا ,تبنته لتخفي قلقها اما رده علي كلماتها فكان


ليتك كنت واعيه

لو كنت واعيه لما سمحت لك بوضع اصبع علي

ارتفع راسه جانبيا يقول"لا"؟ حركته المتعجرفه اغاظتها فهي لم تكن دليل تحد فحسب بل دليل قدرته علي فعل ما يشاء بها اكمل ساخرا :


كيف كان بامكانك ان جاز لي السؤال ان تمنعيني من لمسك ؟


عبست بشدة تدرك ان الهزيمه تواجهها مع ذالك لم تكن قادره علي تقبلها بكرم اخلاق .قالت بجفاء


لقد طلبت منك ان تتركني ..لا شك في ان جدتي ستقلق علي ان لم تجدني وقت الفطور


رفع حاجبيه الارستقراطيين ,ثم نظر الي ساعته


الفطور ؟اتعرفين كم الساعه الان؟؟

شحب وجهها وهزت راسها نفيا "لا هل مضي وقت الفطور؟؟


انه الظهر


هبت من رقدتها وقالت


الظهر لا شك ان جدتي مذعورة !ارجوك اخرج اريد ارتداء ملابسي اين هي ؟


نظرت الي الصاله حولها وكأنها تتوقع رؤيتها معلقه لتجف .في غمرة لهفتها علي جدتها لم تجد مكانا لكبريائها التي كانت ستهب عاليا في


ظروف اخري وقد نسيت حتي ان تلملم اطراف سترة البيجاما ولم تنتبه الا حين شاهدت عينيه تطوفان عليها


سأل اتعيشين مع جدتك ؟

ردت بسرعه ولهفه "اجل ملابسي ارجوك


تجاهل طلبها "واين جدتك في الوقت الراهن ؟


في منزلنا الصيفي الذي لا يبعد كثيرا عن الميناء


قال بصوت ملهوف قلق "ولماذا لم تأت الي هنا قبل الان ؟


قبل ان تقاطعه متسائله اردف قائلا انه اتصل بالشرطه حالما رسا المركب في الميناء في ساعات الصباح الاولي وقد بلغهم ان معه علي المركب الانسه ايلسا مايون

قاطعته "تعرف اسمي "


لقد سمعت اسمك مرارا اثناء الوقت القصير الذي انضممت فيه الي النادي


ردت بعجرفه "وهل اعجبك ما سمعت ؟


لم اكن مهتما ليعجبني


احست ايلسا بالدم يكاد يطفر من وجهها ...وقالت


قلت لي انك ابلغت الشرطه


قالوا انهم سيعلمون اقاربك ولقد انتظرت ساعة ونصف ثم غفوت واخشي ان اغفائتي قد دامت نصف ساعه ولكن لو احضر الشرطه جدتك

لأيقضوني بالتاكيد ,لذا من الواضح انها لم تاتي ...

arianda
11-02-2007, 19:34
عبست ايلسا ماذا قلت للشرطه ؟

شرحت لهم انني نقلتك الي مركبي اثناء العاصفه وانك انهرت من التعب


ليتك لم تزج الشرطه في الموضوع لا استطيع التفكير في ما يحول دون مجئ جدتي ..غير انني اتمني ...اتمني الا تصاب بنوبه قلبيه اخري بسبب هذا..


نوبه قلبيه ؟


هزت راسها وقد نسيت كل العداء وقالت له:


انها في الثامنه والثمانين ..عرفت مؤخرا ان قلبها مريض


بان قلقها واضحا في نبرة صوتها وفي عينيها الجميلتين وارتجف ثغرها وابتلعت ريقها بصعوبه وكأنها تتخلص من غصه مؤلمه في حلقها .

كان الرجل الواقف بباب القمرة ينظر اليها مفكرا,ولكن عندما تغيرت ملامح وجهها ,اخذت عيناه تتسعان وكأن ما يبدوا امامهما منظر غير متوقع...


وكأن الماثله امامه قد رفعت عن وجهها البرقع الذي يغطي وجهها الحقيقي .برقت عيناه وبدا غير قادر علي اشاحتهما عن وجهها


اخيرا قال "انت لغز مبهم سأحمل اليك ثيابك"


وارتد علي عقبيه مغادرا الصاله ولكنه استدار فجأة فرآها تضع يدها علي راسها:

ما بك؟

بدا لها شخصا مختلفا فقد حلت نظرة قلق واهتمام مكان نظرة الازدراء


اما زال رأسك يؤلمك ؟

حاولت لملمة شتات كبريائها ,ولكنها عوضا عن ذالك استسلمت للألم المتزايد ,واطلقت اهة الم خفيفة ..ثم قالت تعترف:


انه يؤلمني ..كما تؤلمني عظامي كلها ..يجب ان انهض لاعود الي البيت ,الي جدتي التي هي دون شك مريضة...

حاولت جاهدة الجلوس مجددا ثم اردفت والغصه في حلقها


والا جاءت الي هنا قبل الان


لو اتصلت بها الشرطه


بالتأكيد اتصلوا ...منزلنا لا يبعد اكثر من دقائق سيرا علي القدمين ..ولا بد انهم عرفوا كل شئ عني من النادي

صمتت قليلا ثم صاحت "لا شك ان هناك خطبا ما يجب ان اذهب اليها بسرعة !!

وفيما كانت تتكلم احست بنوبه الم اخري في رأسها فعضت بقسوة علي شفتيها لتمنع دموعها من التساقط.

ارجوك احضر لي ملابسي ....

تلاشي صوتها امام رجفة سرت في اوصالها :

ماذا دهاني يالله ؟

رد بلهجة ملؤها نفاد الصبر والقلق:

لن تحتاجي الي ثيابك فترة لماذا لم اجبرك علي خلع ثيابك المبلله فورا ,لا ادري !! ما كان علي ان اتركك علي سطح المركب !!

كان الان واقفا علي مقربة منها واحست بيده القاسيه الباردة علي جبهتها ...ملمسها رائع ...ليته يتركها هكذا ... واخذت لهفتها علي جدتها تتضاءل ...وعرفت انها بدأت مرة اخري في التسلل بعيدا ...الي الغيبوبة....



المطرودة من الجنه


عندما فتحت ايلسا عينيها وجدت رجلا اشيب الشعر طويل القامه يشرف عليها رفرفت عينيها قليلا ثم حركت رأسها فوجدت السيد هيلفيلد يقف علي مسافة قريبه منه


قال ردا علي سؤال لم تطرحه :

استدعيت الطبيب فقدت الوعي ثانية


هزت راسها علي الوسادة كان جسدها كله يرتجف والعرق يتصبب منها احست بالشرشف مبلله وشعرها يلتصق بجبهتها قال الطبيب:

كان علينا نقلك الي المستشفي ولكنني ارتأيت الا تبرحي مكانك

استدار الي السيد هيلفيلد وتمتم بكلمات لم تسمعها ايلسا ولكن الرد جاء واضحا

بالطبع تستطيع ..سترسل ممرضة كما اتوقع ؟

هز الطبيب رأسه وقال :

سيمضي اسبوع قبل ان تتمكن من العودة الي منزلها ..

حاولت الجلوس ولكن الجهد كان مؤلما :

اسبوع ؟ جدتي ..اين هي ؟ ماذا اصابها فمنعها عن المجئ ؟


لم تستطع منع الدموع فتركتها تنهمر علي وجنتيها وقالت متوسلة :

اخبراني ...يجب ان اعرف !!!


تبادل الرجلان النظرات وبعد تردد قصير نظر الطبيب الي عيني ايلسا القلقتين :

نقلت جدتك الي المستشفي هذا الصباح ..فمن سوء الحظ ان احد الرجال نقل اليها قبل الشرطة خبرا مفاده ان المركب ناوسكا قد تحطم وقد اصيبت نتيجة الصدمة بنوبة قلبيه ..

ساد صمت عميق ..وتسمرت عينا السيد هيلفيلد علي عيني الفتاة المستلقيه علي الفراش ..واخذ الطبيب يكتب الوصفه بهدوء .

اخيرا تمكنت من القول بصوت اجش مختنق :

جدتي ..هل ست..ستتمكن ...ستكون...علي ما يرام ؟

رد السيد هيلفيلد :انها مريضه ..لكنها ليست في خطر حاليا


كبف سمعت جدتي الخبر بهذة السرعه..؟


لقد اتصلت بالشرطة باكرا هذا الصباح

رد السيد هيلفيلد :لم يتحرك الشرطة بسرعه فقد كان في الخدمه ساعة اتصالي رجل واحد ويبدوا ان الخبر لم ينقل الا منذ بضع ساعات ..

وكان قبل ذلك قد شاهد احدهم حطام يختك فأسرع ينقل الخبر الي جدتك التي صدقت انك غرقت "


لم يكن علي وجهه اي تعبير ..ولكن كان واضحا لها انه يلومها :اولا لخروجها في مثل ذلك الوقت,وثانيا لرفضها بادئ الامر عرضه بالانقاذ .فلو


قبلت لكانت في المنزل قبل منتصف الليل بكثير ,والسبب كبريائها ..

اشاحت براسها بعيدا,غير قادرة علي التحديق في العينين السوداوين المتهمتين .الكبرياء ..ليتها فكرت قليلا .ولكن في ذالك الوقت كان جل


اهتمامها الاحتفاظ بكل ذرة من كرامتها , ونتيجة لهذا ابعدت الرجل عنها ..

نظرت الي الطبيب وقالت:

يجب ان اعود الي جدتي .

ولكنه هز رأسه وقال لها انها ستبقي خمسة او ستة ايام ,

فأردفت قائلة :

وهل عرفت جدتي انني الان بخير ؟

ابتسم الطبيب قائلا "طبعا"

ثم نظر الي السيد هيلفيلد ليعطيه الوصفه "سأرسل اليك ممرضه "


شكرا لك

قالت ايلسا بعد ذهاب الطبيب :


آسفه علي ما أسببه لك من متاعب


لاحظت بسرعه نظرة الازدراء تعود الي عينيه قبل ان يحولهما الي وجهها ثم ارتد علي عقبيه تاركا القمرة...

arianda
11-02-2007, 19:37
بعد ثلاثه ايام شعرت ايلسا بتحسن فلم تعد الرجفه المزعجه تصيبها ,والالم زال عن جسدها ورأسها لكنها ظلت تشعر بالوهن

حين قال الطبيب في اليوم الرابع انها تستطيع ترك السرير مدة ساعة وجدت نفسها تريد العودة اليه قبل هذه المدة

كانت الممرضه تقيم في المركب ايضا ,تنام في السرير الآخر في قمرة النوم نفسها اما السيد هيلفيلد فكان دون شك يستخدم احدي الاريكتين في قمرة الصالة

في البدء ابتعد عنها ولكنه لم يلبث ان اخذ يبدي اهتماما غير عادي بها ...وقد لاحظت ان هذا الاهتمام ظهر بعد قيامه بزيارة جدتها في


المستشفي ..لم يكن قد اخبرها الكثير عن العجوز ولكنها فهمت من تعابير وجهه انهما اتفقا ,وكان غريبا جدا ان يتجشم عناء زيارة السيدة


كيلفير يوميا ..غير ان ايلسا كانت سعيدة بما يفعل لانه بذالك يوفر لها الاخبار عن تقدم صحة جدتها ويحمل الرسائل منها الي جدتها

قال السيد هيلفيلد لها بعد عودته من زيارتها في اليوم السادس .


انها علي ما يرام اليوم ..وهي علي استعداد للخروج من المستشفي يوم يسمح لك الطبيب بالعودة الي المنزل ,

بامكانها الخروج اليوم ,فلدينا خادمة في المنزل .

هذا صحيح ..لكن السيد كيلفير تظن انها ستكون اكثر راحة في المستشفي

, فلديها فيها رفقة تغنيها عن الذهاب الي المنزل الذي لن يكون فيه سوي الخادمة..

هزت ايلسا رأسها وقالت "لا تختلط كثيرا مع الخدم "

وفيما كانت تشاهد تعابير وجهه ,تساءلت ما الذي يسليه هكذا فجأة ..

اذن ,لجدتك حصتها من الكبرياء ايضا ؟؟

رفعت رأسها "لم لا ؟ جدتي سيدة منزل جميل جدا وقديم "

سأل وفي عينيه تلك النظرة الهازئة :

اهي كذالك؟حدثيني عن الامر ؟

انه منزل يعود بناؤه الي العهد التيودوري حولة مزرعة واسعه متصله به

برقت عيناه بشكل غريب وقال :


يبدوا مثيرا للاهتمام ..ولكن ,هل ترعرعك في مكان جميل ومرغوب يمنحك الحق في تبني مثل هذا الجو المبالغ فيه من الغطرسه ؟

اشتد ضغطها علي فمها قليلا ..وومضت عيناها الكبيرتان ورفعت كتفيها قليلا الي فوق :

لسنا متغطرستين سيد هيلفيلد ..

جدتك بكل تأكيد ليست متغطرسة ..بل لقد فتنتني ..
..

آنسه مايون ..اما انت

هز رأسة مستنكرا "فكبرياؤك نوع خاص لا يطاق"

اتسعت عيناها ,وقالت ببرود :

سيد هيلفيلد ..انا لست مهتمه ابدا برأيك بي ..


رد بالبرود ذاته :

هذا واضح ..ولكن هل نسيت آنسه مايون انك انكرت بشدة صفه الغطرسة ؟؟


كان ينظر الي وجهها المرفوع اليه بطريقة السيد المتفوق ..وصدمها تعاليه ,وقسماته النبيله ..ما هو الدم الغريب الذي يجري في عروقه ياتري


؟ كانت واثقه انها ان عرفت اسمه الاول ,فستعرف هويته ..ما تزال عيناه السوداوان تأسران عينيها ,وكانت تحس بقوة شخصيته وبالجاذبيه


التي تشد نظراتها اليه وبالقوة الآمرة التي تجبرها علي الرد علي سؤاله


قالت اخيرا "انكر مرة اخري صفة العجرفه "

ولكن وجنتيها ازدادتا امتقاعا بسبب ازدياد نظرة الازدراء في عينيه ..وقال لها :

وغير صادقة ايضا !!كيف لجدتك ان تفشل في تربيتك هكذا

انت بكل تأكيد وقح بكلامك سيد هيلفيلد

وانت لم تردي علي سؤالي آنسه مايون

لا يمكن لوم جدتي علي ما انا عليه ..انها مساله وراثه لا دخل للتربيه فيها .

هذا صحيح ,الوراثه لها تأثير كبير ..لكن طريقة التربيه لها تأثير ايضا في شخصية الانسان فلو ضربتك جدتك قليلا علي اصابعك بين الحين


والاخر ,لكنت الان شابة مرغوبه .

ومضت عيناها وغلي دمها ..لكن كان عليها ان تتذكر انها في مركبة ,وانه لا بد تحمل ما يكفي من الازعاج في الايام السته الماضيه


بسببها ..وعليها كذالك ان تتذكر انه انقذ حياتها ..وما تحس به الان لا يحتمل ..كان علي كبريائها في مثل هذه المواقف افساح الطريق


للعرفان بالجميل . ولكنها لم تفعل ..فكرت من خلال الغضب الذي استحوذ عليها , انه من الاسهل لها لو كان هذا الرجل اقل غطرسة او اقل


ثقة بالنفس فقد كان يمكن ,مجرد يمكن , ان تتمكن من ابراز شئ من الشعور الايجابي نحوة ..ولكن في هذه الحالة تمردت كبرياؤها لفكرة


التنحي لصالح العرفان بالجميل

ونتيجة لهذا ثارت اكثر من عادتها ..

arianda
11-02-2007, 19:40
تسائلت مرة اخري من اي بلد يتحدر هذا الرجل ,فمن الوضح ان فيه دما انكليزيا كما ان اسم عائلته انكليزي بحت ..كان يراقبها ثم ضحك فجأة وقال :

ربما تتسائلين عما اذا كان لدي اولاد .آنسه مايون ..

ازداد امتقاع وجهها ,لانها كانت فعلا تصيغ سؤالها وفي نيتها ان تكتشف ما اذا كان متزوجا ام لا .قدرت ان عمرة يقارب الثلاثين ولاحظت بضع

شعيرات بيضاء وكأنها اشعة فضيه تنبعث من شعرة الاسود اللماع المتموج ..

سمعته يردف "لا ..بما انني لست متزوجا فهذا يعني انني لم اختر ان اكون ابا "

اصبح لونها قرمزيا ..وحارت لان هذا ويا للغرابه لم يثر فيها الازدراء الذي تختبره عادة ,فهي تكرة سماع الرجال وهم يتحدثون بمثل هذا


الاستهتار ..

قال لها مغيرا الموضوع بتعبير مفاجئ

اخبريني المزيد عن المنزل الفخم الذي تعيشين فيه ..فأنا شخصيا مفتون بالطراز الهندسي التيودوري .

ابعدتها محبتها وحماسها لمنزلها عن العدائيه :

منزلنا مبني حول باحة مرصوفة بالحجر الفحمي ..انه مبني نموذجي بالابيض والاسود ,نصفه من الخشب

وطفقت تصف الواجهه والنوافذ الجنوبيه التصميم والخندق المائي الذي يحيط بالمنزل ..وأضافت :

في احدي الزوايا هناك مثال رائع للكسوة الخشبيه الجداريه المزينه بزهرات رباعيه الشكل وهي ما اشتهر به صناع "تشيشاير "

و "لانكشاير "

لكنك تعيشين في دربي شاير ؟

اجل في وادي "دوف"..

انه مكان جميل جداً

لم تسأله عما اذا كان قد زار المكان ,لانها فضلت متابعة الحديث عن المنزل الذي تحبه .

المدخل الي منزلنا يمر عبر جسر حجري يقود الي غرفة عند البوابه ..ثم ,لدينا مدخل فوقه ثلاثه طوابق لكل طابق نوافذ بارزة الي


الخارج ,وهناك تجد الرواق الطويل فوق الدرج .

ارتسمت بسمه خفيفه علي شفتيها ممزوجة بالسعادة والمرح .

وهذا الرواق لا يبدو في مكانه المناسب ولكن الناس في القرن السادس عشر كان ينفذون الموضه السائدة وان كانت لا تتلائم مع سائر ارجاء


المبني .وقد اضاف الجميع رواقات طويلة لعرض اللوحات العائليه بغض النظر عما هو ملائم ام غير ملائم

لامست التسلية فم المستمع الذي قال :

يبدوا انه كان لساكني "اردال هال "دوما مقياسا مبالغا فيه من الكبرياء لقد ذكرت لي جدتك "اردال هال "فحدثيني عنه

تابعت وصفها ,متجاهلة قوله المتعلق بالكبرياء :

السقوف بمعضمها مزخرفة بالجص واغلبيتها موشاة بالذهب ..

ولدينا بعض البسط الاصلية الجميله المشغوله يدويا وهي تكسو جدران غرفة الاستقبال ,والردهة الصغيرة ..

تمتم يثبت نظره علي وجهها "وغرفتك حدثيني عنها ؟

تورد وجهها قليلا وارتفع راسها بحركة جانبيه كانت بحد ذاتها دليل تساؤل :

وماذا يهمك في غرفتي ؟

تردد ثم ضحك وكان رده العجيب :


اعتقد انني رغبت في تصورك وانت في فراشك .

وعرفت انه يعني ما يقول ..فزمت شفتيها وحاولت النطق بما هو لاذع ,ولكنها وجدت نفسها مذهولة تقول:

لقد شاهدتني في الفراش!

لا ..بل كنت مستلقية فقط فوق مقعد خشبي .هل لديك احد تلك الاسرة الرباعية العمدان ؟

صمتت تحدق اليه ..فقد حيرها شئ لم تفهمه ..اهتمام هذا الرجل غير طبيعي ..لم تكن تتوقع مثل هذه الاسئله من شخص متعال


مثله ,ظنته سيترفع عن مثل هذه الاسئله ويترفع عن ابراز الهتمام الذي يصر عليه بمنزلها ..وتابع يسألها بمرح :

حسنا ؟هل شعرت بالخجل فجأة؟

الواقع انني انام فعلا في سرير رباعي القوائم ..

صمتت قليلا ثم اردفت ببطء والفضول بارز في صوتها :

اهناك ما تود معرفته عن منزلي ايضا ..سيد هيلفيلد ؟

الكثير يبدو لي مثيرا للاهتمام الطراز المناسب للمنزل الذي اريده لنفسي .

اتعيش في منزل حديث ؟

لا استطيع القول انه حديث لكنه بالتأكيد لا يملك سحر العالم القديم الذي يملكه منزلك .

اظنك قادر علي شراء منزل مثله سيد هيلفيلد

فتح يديه ..ان هذه المنازل نادرة وقد كادت تتلاشي في السنوات الاخيرة .

وهل فتشت ؟

انا لا اعيش في انكلترا طول الوقت

فهمت واين تقيم ؟

حين اكون في انكلترا اعيش في ايسوكس

كان في نبرة كلامه تحذير لها لئلا تتابع طرح الاسئلة

جلست ايلسا في غرفة جلوس "اردال هال "تقرأ لجدتها التي كانت تغزل الصوف مدة نصف ساعة ثم اخفضت ما تغزله حتي ركبتيها ,تحدق

الي نقطة ما خلف كتف ايلسا ..التي خاطبتها برقه "حبيبتي انت لا تصغين الي ..هل اتوقف الان ؟

لقد حان وقت الشاي علي اي حال ..ما بالك حبيبتي ؟لم ليس عقلك معي ؟

نظرت اليها جدتها وعل وجهها تعبير غريب .فأحست ايلسا بشئ من القشعريرة علي طول ظهرها ..لقد اعتادت علي هذه النظرات الغريبه


التي تشير الي مقدمة للوصول الي ما هو غير سار قطعا ..

من الواضح ان الجدة قلقه علي مستقبل حفيدتها ولكنها منذ يوم الجمعة الماضيه وبالتحديد منذ عوتها من مقابله اجرتها مع المحامي وهي


تتصرف بشكل غريب .

ردت العجوز عابسه "انا قلقه "

قلقه ؟

تذكرت حديثها مع الطبيب هذا الصباح بالذات حين رافقته الي الباب

هي ليست في عافيه اليوم انسه مايون وهذا مؤسف جدا كانت صحتها عظيمه حتي الان ,انما يجب ان تعدي نفسك تدريجيا لما هو اسوأ

رفعت وجها شاحبا اليه

لا حبوب الدواء يادكتور الناس يعيشون لسنوات علي الدواء!!

ولكنها رأته يهز رأسه ويرد بلطف :ليس من هم في الثامنه والثمانين "

وكانه يردد صدي هاتف انذار داخلي في نفس ايلسا بدأ بالانطلاق منذ اسابيع

اهذا نتيجه الصدمه التي تلقتها منذ اسبوعين حين ظنت انني غرقت ؟

كانت تطرح السؤال بوجل لانها تعرف انه ان قال الطبيب اجل فلن تتمكن من المغفرة لنفسها ..ولكن الطبيب هز راسه ثانيه باشفاق يؤكد


لايلسا ان جدتها لم تتعرض لنوبة قلبيه خطيرة اصلا وانها تعافت بسرعة لكن مما لاشك فيه ان حالتها تتدهور وان عليها تهيئه نفسها للوقت

الذي ستتعرض فيه الجدة للنوبه القاتله

كم من الوقت ؟

يصعب التحديد لكنها قد تعيش خمسة او ستة اشهر .

قد تعيش ؟

اعتقد انها ستعيش هذه المدة ليس الا

وبكت ايلسا في غرفة نومها ..بعد قليل نفضت عنها حزنها بعزم قائلة لنفسها بحدة ان الطبيب قد يكون مخطئا وان جدتها ستبقي معها مدة


اطول انها المرة الاولي التي تهرب فيها من مواجهة شئ وترفض التفكير فيه حتي ولو للحظة واحدة

قطع صوت جدتها الهادئ افكارها :

اجل عزيزتي ..قلقه ,قلقه بشأننا نحن

اعادت اهتمامها لحياكتها بتركيز غير عادي ..ونظرت ايلسا اليها بحيرة :

نحن جدتي ؟انت وانا ؟

هزت العجوز رأسها ,ثم انسلت منها تنهيدة صغيرة

علينا الخروج من هنا المالك يريد استرداده

ابيض وجه ايلسا :

هو ..لا افهم ؟ قلبت انه لك مدي الحياة

هذا ما كنت اعتقده ..ولكن الواقع ان هناك حدود للوقت الذي استطيع فيه انا وجدك استخدامه .. والحد هو خمسون سنه .. ولقد انتهت

المدة وعلينا تركه في غضون شهر

هبط سكون شديد علي الغرفه .. وكان كل ما استطاعت ايلسا التفكير فيه , هو تأثير هذا الامر علي جدتها فالاضطراب قد يقتلها

رددت ساخطه اخيرا :

شهر ؟كيف لهذا الرجل ان يتوقع منا ترك المنزل في شهر ؟

اعتقد انه يتوقع ان نستأجر شقة ,وهذا ممكن اذا بدات التفتيش فورا

لا حظت ايلسا وقلبها بثقل الرصاص في داخلها ان جدتها لا تزال تركز اهتمامها علي عملها الملقي علي حجرها وتسائلت عما اذا كانت

تتعمد اشاحة بصرها بعيدا عنها

قلت ان صاحب الاملاك يعيش في اليونان معظم الوقت فلماذا قرر فجأة استعادة منزلة ؟

انه هنا في الوقت الحاضر .. ولقد سحرة "اردال هال"وقرر العيش فيه

اهو في انكلترا الان؟

املت ان تراة لتشرح له وضع جدتها الصحي . لكن السيدة كيلفير قطعت عليها افكارها لتقول ان الرجل قد قرر نهائيا استرداد منزلة ..

واضافت :

لقد شاهدته في مكتب المحاماة يوم الجمعة الفائت وقال انه اسف ولكنه لن يستطيع الانتظار مدة اطول فقد اعيش بحسب رايه حتي المئه

ولكن شيئا ما في طريقه قول العجوز اعطاها انطباعا بان ما تقوله غير صحيح .. نفضت عنها الحيرة قدر المستطاع وقالت بتصميم :

سأراه علي اية حال جدتي .. وانا واثقه انني قادرة علي اقناعه بالسماح لنا بالبقاء هنا .. اين يمكنني ايجاده ؟

لم تذكري امامي اسمه حتي الان ؟

ران صمت ثقيل علي الغرفه قطعه فجأة رنين دقات الساعة القديمة الطويله في الزاوية .


الرجل الذي يملك هذا المكان ايلسا .. هو السيد هيلفيلد ..الرجل الذي انقذ حياتك والذي تقولين انك تكرهينه ...

arianda
11-02-2007, 19:44
نظرت ايلسا الي جدتها مشدوهة مصدومة غير قادرة علي التصديق


سيد هيلفيلد ؟مستحيل ! سيد هيلفيلد ؟ آآآآه جدتي يستحيل ان يكون ذلك المخلوق البغيض مالك هذا المنزل الجميل !


هذا ما اخشاة عزيزتي ....


اعترف انها مصادفة غريبه .


هزت ايلسا رأسها بعنف ,ثم صاحت مرة اخري :

مستحيل !جدتي ... لا اتحمل مجرد التفكير في انه يعيش هنا !!


ردت الجدة بهدوء (انه منزلة ).


في تلك اللحظة رأت ان جدتها غير متوترة بل هادئة مطمئنه فسألتها والفضول ظاهر في صوتها :


تبدين هادئه ..جدتي اجفلت العجوز هذه الكلمات فبدأت وكأنها استيقظت علي واقع اهمالها لشئ مهم ..


فاسودت عيناها وانطلقت منها تنهيدة اخري:


هادئة ...ايلسا ؟ انا بعيدة كل البعد عن الهدوء ولكنك تعرفين ان علي تجنب الاثارة ..لذلك اقوم بما في وسعي لامنع نفسي عن الارهاق .


صمتت لحظه ,ثم اكملت ببطء بدا لاليسا متعمدا ً :


في الاثارة حاليا هلاكي .


اشتدت اوتار قلب ايلسا :


جدتي ! لا تتكلمي بهذه الطريقة ,اتوسل اليك .. فهذا يؤلمني ..ردت الجدة :


انا اسفه ..انا اخر ما ارغب فيه هو ايلامك ايلسا .. ولكن علينا مواجهة الواقع ..لا نستطيع البقاء في هذا المنزل ,طلبت من المحامي البحث عن شقة لنا ولكن ربما من الافضل لو تبدئين البحث بنفسك ..انقطع صوتها فجأة ,وضغطت يدها علي قلبها شاهقة :

آآآآه ,الحبوب ايلسا ..بسرعة ..بسرعة !!!

تسارعت نبضات قلب ايلسا بشدة :


(جدتي ! حبيبتي !)

الدواء !ايلسا ,اتريدين ان اموت !


بعد خمس دقائق عاد الهواء الي الغرفة ..ولكن ايلسا كانت شاحبة متوترة أشد التوتر .يجب الا تدفع جدتها الي مغادرة هذا المنزل ! بدأت تقول بعزم :


سأقابل السيد هيلفيلد فأين يقيم ؟

تذكرت اسئلة الرجل المتعلقة ببيتها وتذكرت انه قال بأن المنزل من النوع الذي يحبه ويناسبه وتذكرت كذلك انها تحدثت عن المنزل وكانه ملكها . وتلوت خجلا بسبب ما قالته وفهمت سبب تلك التسليه الداخليه التي رأتها علي وجهه عندما كانت تتحدث عن المنزل .

قالت جدتها :
ان السيد هيلفيلد ينوي زيارتهما في الصباح التالي وتوسلت اليها السيدة كيلفير حتي تدفن عداءها له وتتصرف معه بلطف . اضافت العجوز :

ولكن من غير المجدي ان تطلبي منه السماح لنا بالبقاء هنا .انه مصمم علي رحيلنا في اسرع وقت ممكن .

قالت وكأنها تفكر بصوت مرتفع :

لقد طرح علي اسئلة عديدة عن منزلنا . وكنت شديدة الحماسة ..وقد جعلته يبدو رائعا ,ومما لاشك فيه انه قرر فورا اتخاذه لنفسه ..لقد قال

السيد هيلفيلد انك سحرته . فلماذا يريد ان يكون قاسيا الي حد ان يطلب منك ترك منزلك ؟


ردت السيدة كيلفير قائلة :


لا انكر العجاب المتبادل الذي قان بيننا , ولكننا غرباء علي اي حال .. ولا مجال للعاطفة في الاعمال ..لقد سبق ان سمح السيد هيلفيلد لنا


بتجاوز الوقت المحدد ببقائنا هنا وهذا بحد ذاته كرم اخلاق منه .


كان سيتركنا في المنزل لوقت غير محدد لولا وصفي لجمال المنزل ..ما كان اشد غبائي حين قلت ما قلت !

قالت الجدة ,بمنطق سليم :


وكيف لك ان تعرفي انك كنت تتغنين بمحاسنه امام مالكه ؟

كنت اتحدث عنه بفخر ولكن لو علمت مع من اتحدث لما تحدثت بتلك الطريقة ..الا تظنين انه كان عليه الاعتراف بأنه منزلة ؟

ربما امتنع عن هذا بسبب تصرفك الجاحد معه .

هل ذكر لك هذا ؟

اجل ذكر ذلك ..وبدا حائرا .

توقفت العجوز عن الكلام هنيهه ثم اضافت :

انا نفسي لا افهم سبب معاملتك له بتلك الطريقه خاصة بعدما انقذ حياتك ..الم يكن عليك الشعور بالعرفان بالجميل ؟

ردت ايلسا تدافع عن نفسها :"لقد ازعجني منذ لقائي الاول به"


وطفقت تذكر الكلام الذي قاله لها عن "ضربها "فضحكت جدتها وقالت :


يبدو ان كبريائك قد تلقت لطمة قويه يا حبيبتي ؟


لقد كرهته ..!ثم اطلق علي اسم "الانسة استقلال "


وبختها جدتها بلطف :

لا اظنك تلومينه علي هذا ..الم ترفضي مساعدته في المرة الاولي ؟


يبدو انكما تحدثتما مطولا اثناء الزيارات التي قام بها هذا الرجل ؟


اجفلت السيدة كيلفير مرة اخري ..وعادت الي حذرها :

لا عزيزتي ..ابدا ..كنا نتكلم فقط عن عملية الانقاذ ..كما تعرفين ..


لا تلمسني


بعد استيقاظها في الصباح التالي بلحظات اصطدمت ايلسا باحساس مزعج ... وما هي الا لحظات اخري , حتي صفا تفكيرها , واحتل عقلها

صورة السيد ديكون هيلفيلد ..

النوم ..ياله من درع حام ! ولكن مضي اوان النوم وبعد ساعتين , ستواجه الشخص الذي تكرهه اكثر من اي شئ في العالم ,الرجل الذي


بمقدورة انتزاع المنزل منها ومن جدتها , المنزل الذي احبتاه , المنزل الذي يظن الناس انه سيؤول اليها بالميراث ..سيبتهج الكثيرون ..


وسيكون معظم هؤلاء من الطموحين الذين تحطمت امالهم مام كبرياء ايلسا ومن النساء الاتي تعتبرها امهاتهن خطرا علي بناتهن , وفرصهن


للزواج .. وثمة امرأة معينه لن تشعر بالرضي فقط من سقوط ايلسا , بل ستسر اشد السرور :"ايلما غليمرنيغ "..


لم تكن غلطة ايلسا عندما وجه خطيبها اهتمامه من جمالها الاسمر الي جمال ايلسا الاشقر . غير ان ايلسا , سرعان ما ارسلته خائبا ,


وعوضا عن ان يعود الي ايلما , صب بلايك غرينوود اهتمامه علي فتاة ثالثه ,تزوجها ,كرد فعل علي خيبته ,,ليلوم فيما بعد ايلسا علي زواجه


المحطم .

وكأن هذا لم يكفها فوقع سيد ,شقيق ايلما بحب ايلسا وتلقي الصد نفسه ..فقالت لها ايلما بحقد :

في يوم ما ..ستعانين بسبب ما سببته من اذي للقلوب لقد حطمت حياتي وحياة اخي .

بعد ساعة قالت لها جدتها "انه هنا "

كانت ايلسا تجلس في غرفة الجلوس التي تطل نافذتها الجنوبيه علي البحيرة التي تحدق بها الخمائل الخضراء ..شحبت قليلا ..لم تكن قط


مضطرة للقيام بعمل كريه كاصطحاب ديكون هيلفيلد للتجول في ارجاء المنزل ..وعدا ذلك كانت تنوي ان توضح له حالة جدتها .

قرع الجرس الحديدي الثقيل , وترجع صداه في المنزل .. فتحت خادمة الباب الخشبي الكبير , وتمتمت بشئ . ثم قالت بعد لحظات "السيد


هلفيلد انسة "

قال بكياسة وهو يتحرك الي حيث تجلس الجدة :

سيدة كيلفير ..

ثم توقف رافعا يدها بأدب مبالغ فيه ,لاثما اياها , ولما تلاقت عيون ايلسا وديكون ومضت عينا ايلسا . كانت قد هبت عن كرسيها شامخة


رأسها بكبرياء ..التوت شفتا الرجل .. انها ليست مخطئة ابدا .. فالهدف من معاملته لجدته هو التاثير فيها فقط .هذا الارستقراطي ..ليست


من عادته تقبيل يد النساء ..انه بلا ريب يسخر من كبرياء ايلسا بواسطة جدتها .. ولكن المرأة العجوز سحرت بهذه الايحاءة , فأضئ وجهها .


قال للعجوز " ما اروع ان اراك مجددا "



واستقام :

كيف تشعرين الان ؟هل انت افضل حالا علي ما امل ؟



في الواقع اجل سيد هيلفيلد ..مع انني حزينه بسبب فكرة الانتقال من هنا ولكنني افهم مشاعرك وتفهمي لمشاعرك لم يبعد عني قلقي


علي العزيزة ايلسا . فالانتقال بالنسبة للطفله المسكينه سيكون امرا فظيعا .

قطبت ايلسا جبهتها لهذا الكلام , واخفضت جفنيها ,لئلا تكشف تعابير وجهها .. وسمعته يقول :



عزيزتك ايلسا ....

رفعت بصرها اليه فواجهت نظرة ساخرة نتج عنها ارتفاع حاد لذقنها .. وتابع :


اذن التقينا مرة اخري انسه مايون .

طافت عيناه علي جسدها كله متفرسا في كافة ثناياه .تذكرت انه نصف يوناني ..فتساءلت عما اذا كان معجبا ام لا بالسروال الذي ترتديه ..

وانت انستي ..هل انت افضل حالا ؟

ردت بجفاء :"لقد استعدت عافيتي ..شكرا لك "

اشارت السيدة كيلفير الي مقعد :

اجلس ارجوك ...ايلسا ..اقرعي الجرس لطلب القهوة !

هزت ايلسا رأسها ايجابا ثم اتجهت الي حبل الجرس ..وكان المقبض الذهبي في يدها حين استدارت :


قهوة مرة سيد هيلفيلد ؟

هز رأسه وثقيلة .

قالت الجدة بعد احتساء القهوة :

ستصحبك حفيدتي للتعرف الي ارجاء المنزل .اود لو ارافقكما ولكن الدرج يتعبني .

هب واقفا ثم قال "حسنا , انا مستعد يا انسة مايون "

مدت يدها باشارة لاحظت انها اسعدته : من هنا سيد هيلفيلد .


حين خرجا من الغرفه سألته بجفاء :"انبدأ بالمكتبه ؟

يعود الامر اليك

arianda
11-02-2007, 19:46
التفتت اليه بقسوة وسالت بعينين متقدتين بغضب مكبوت :

لماذا لم تقل لي انك مالك هذا المنزل ؟؟تركتني اتكلم عنه وكأنه ..كأنه لنا

لوقلت لك انه لي لما وصفت جماله وجاذبيته بتلك الطريقة .كان ينظر الي الردهه الكبيرة التي يقفان فيها , وبالاخص الي المدفأة

الضخمه ..وقال :

يبدو ان هذه المدفأة قد اضيفت مؤخرا لانها صنع "ويسماكوت " في القرن التاسع عشر . وستجدين المزيد من هذه التماثيل في الهايد بارك

التفتت اليه بسرعة , وقالت ساخرة "اراك خبيرا "

انا عادة لا اغمض عيني عن شئ انسه مايون ..اين هي هذه المكتبه التي تريدين ان اراها ؟


يا لاخلاقه ! انها تكرهه ..دفعت بابا من السنديان السميك الي الداخل وخطت الي جانب ثم اشارت اليه ان يدخل قبلها , ولكنه تركها تسبقه


وقالت له :"هذه هي ..ستجد نسخا اخري من هذه الكتب علي رفوف كتب قصر وستمنستر .

ادهشها مرة اخري بقوله :

اجل انها من تصميم بيوجين ,بالطبع ..بامكان اي كان ان يلحظ هذا ..

تقدم الي الرفوف التي تغطي احد جدران الغرفه المرتفعه السقف , ووقف وقتا طويلا يقرأ عناوين بعض الكتب المجلدة بالجلد الاصلي

تحركا اخيرا من المكتبة ,متجهين الي غرفة الطعام المزينه بالعديد من اللوحات الجميلة .راحت تصغي ورفيقها يعلق علي ميزات اللوحات المختلفه ..ثم سار الي النافذة حيث وقف ويداه في جيبيه ,ينظر الي الخارج.

استدار اليها يسأل :"ما هي تلك المنطقة الحرجيه ؟"

انها احراج "بورز"

وأين هو النهر ؟

انه من هذه الجهة ,الي الغرب ..يمكنك رؤيته من جهة الغرف .


والنهر الاخر .."ديروفت ؟"انه في هذه الناحية ,طبعاً؟


هز رأسه واجاب نفسة :"هو الي الشرق "

ردت ايلسا بسخط لا مبرر له :"اري انك علي معرفة بالمنطقة "


قال ببرود :


املك اراضي كثيرة في هذه الاجزاء ..غرايتيمور هال وكل ما يحيط بها من اراض هي لي ..


هزت رأسها وقالت :


لم تقم بما يجب للعناية بالقصر سيد هيلفيلد "

استدار,ينظر اليها من فوق .

وماذا كنت تودين ان افعل به انسه مايون ؟


تورد وجهها بسبب لهجته ,لكنها رفعت رأسها تقترح متحدية :


كان عليك ترميمه


اتقترحين ان اسكن فيه ؟


ترددت قليلا ,ثم قالت بقرار مفاجئ .


سيد هيلفيلد ..انت تعلم ان جدتي مريضه والطبيب يتوقع ان تعيش ما لا يزيد عن ستة اشهر . ولقد عاشت هنا اكثر من خمسين سنة ,وفي

اعتقادها ان المكان لها مدي الحياة ,لكنها اكتشفت مؤخرا ان هذا غير صحيح .فهل تعطينا انذار بالترك ؟

لقد اعطيتكما بالفعل انذاراً بالترك .

نظرت الي يديها القابضتين بشدة امامها

لن تنتظر طويلا سيد هيلفيلد ..ليس حسب رأي الطبيب ..


حسب رأي الطبيب ؟هل توضحين لي قصدك انسه مايون ؟


ابتلعت غصه مفاجئة في حلقها ..


لقد قال ستة اشهر ..لكنني آمل ان يكون الوقت اطول من هذا .ليتها تعيش سنوات ..

ابتلعت ريقها مرة اخري , واخفضت رأسها ..مد الرجل يده ويا للدهشة يرفع لها رأسها ,لكنها ابعدت يده فورا . وعيناها تقدحان شررا بسبب

رفعة الكلفة بينهما ..صاحت :

كيف تجرؤ علي لمسي ؟

تصاعد الدم الي وجنتيها , وكأنما ارادت ان تمسح آثار الملامسة فمسحت يدها بحدة تحت ذقنها ..

arianda
11-02-2007, 19:48
اشتعلت عيناه . ولاحظت الدم اليوناني فيه . الدليل المتوحش الذي كان حتي الان مغطي بغلالة

من اللطف الغربي ..ثم سرعان ما تبدلت ملامحة وعادت البسمة الساخرة وقال بثأر واضح :

الست سخيفة ؟لقد لامست اكثر من ذقنك بكثير ..الا تذكرين ؟

كان يقصد ان يحرجها ..وقد نجح ..فتوردت من عنقها حتي جبهتها .. واشاحت بعينيها عن عينيه الممعنتي النظر فيها وقالت بصوت مخنوق :


هل لنا ان نتابع جولتنا سيد هيلفيلد ؟في جهة المنزل الاخري الاستقبال الصغيرة .


لزم السيد هيلفيلد الصمت وكانت ايلسا تكافح لتضبط نفسها , وتستعيد وقارها .

كانا في الطابق العلوي يتأملان القنطرة العائد تصميمها الي العصور الوسطي ,عندما نقل اهتمامه الي منحوته رائعه تعرض اسلحة العائله

التي تكرمت علي زوج السيدة كيلفير بهذا المنزل ..

العائلة التي ورث منها السيد هيلفيلد كل الاملاك الواسعة في "ديربي شاير"راقبته ايلسا عن كثب وهو يتأمل شعار النبالة ,ثم التفت اخيرا

ينظر اليها :

اتعرفين ما هذا كله ؟


جذبت انفاس رضي لانها وجدت ان هناك ما يجهله ..قالت بحدة وتشامخ :"تصف الحقل في البداية ,ثم المبادئ بالتدريج ,وهي هنا عصبة


افقية وسط الشعار . ثم تصف الرموز الاقل شأنا بالنسبة للنبلاء .


ثم تابعت الشرح وكان هو مصغيا لها ..حين انتهت قال بطريقة تدل علي انه ينتظر بفارغ الصبر انتهاء شئ ممل .


هناك فجوة في العصبة بين النمرين الاساسيين محمية وكذلك في اسفل الزي الازرق ...وثلاث سنونوات خضراء اللون


احمر وجهها وكأنها تعرضت لتكمه..وتصاعد الغضب فيها ,والتمعت عيناها ,وبدا ذلك واضحا في فتح واقفال قبضتيها ببطء


وسألت :


اكان هناك حاجة لسخريتك ؟قلت انك لم تفهمها !!!


هز رأسه بتشامخ ,رافعا حاجبيه ..


وكيف يمكن الا افهم شعار عائلتي ؟غير ممكن ...سألتك فقط عما اذا كنت تفهمينه ام لا

حدجته عيناها بنظرة شاملة ملؤها الازدراء ..


انت خبير بتحويل الكلمات ,سيد هيلفيلد !!


وكان الرد القاطع :


وانت بارعة في شرح جملة واحدة بكلمات عديدة ..انا لم اطلب منك معاملتي كأبله ,انسه مايون ..


سألتني اذا كنت اعرف معناها ..فأوحي لي سؤالك انك لا تعرف شيئا عنها !!

نظر اليها بهدوء ..وقال:


الحاصل انسه مايون ..انني استخدمت شعار العائلة لسنوات ستجدينه ظاهر كثيرا ً..لكنه موجود علي مقدمة سيارتي .


قالت ببرود:

هل لنا ان نعود الي جدتي ؟لقد تركناها مدة طويلة .


لمعت عيناه بحيرة قبل ان يقول :


اتتراجعين ثانية انسة مايون ؟


لن ابقي معك ايها السيد لاتبادل معك الكلمات الغامضه ..


نظر الي وجهها المتورد , ولا حظ الشرر في عينيها الخضراوين ..


الكبرياء والعجرفة والطبع السئ ..هل لديك صفات كريهه اخري عدا هذه انسة مايون ؟


قد تتساءل جدتي عما نفعلة سيد هيلفيلد .


نعم نسيت الفظاظه ..انت دون شك خيبة امل جدتك الكبري ..


ردت , وهي تتحرك باتجاة باب غرفة الجلوس :


جدتي راضية كل الرضا عني


لكن رفيقها منعها من الوصول .. وقال :


الديك فكرة عن سبب رغبتي في رؤية انطباعك منذ قليل حين كنت تقولين انك تريدين ان تعيش جدتك معك سنوات ..


نظرت اليه بارتباك وهزت رأسها :


لا ..لا ادري عم تتحدث ؟


رفعت رأسك ...



ثم صمت ففهمت قصده !!

لم افعل ذلك مزاحا كما اعتقدت ..اردت فقط ان الاحظ نظرة هاتين العينين الجميلتين ...لا ...تقاطعيني !!!انهما جميلتان وقد قيل لك ذلك اكثر

من مرة


وكيف تعرف ذلك ؟


اخبرتك انني سمعت كل شئ عنك في النادي ..


قالت بعد توقف قصير :


لقد غيرت دفة الموضوع سيد هيلفيلد ..كنت علي وشك ان تقول شيئا عن شكلي حين ذكرت رغبتي في ان تعيش جدتي سنوات ..


لحظتئذ لم يكن في عينيك اثر للكبرياء والعجرقة انسه مايون ..بل شئ اظهر لي مدي حبك العميق تجاه جدتك كما اظهر لي ان هناك ما هو



جذاب

صمت ,يحدق الي الفضاء ..وقطبت ايلسا بحيرة ..وراقبته , ورأت ان عجرفته كذلك اختفت فجأة ,ولكن قوة شخصيته ظلت ثابته تنبعث من


وثني اغريقي قديم

هل لنا ان ندخل يا انسه ؟جدتك قد تتساءل عما نفعل ..


دفع الباب يفتحه .وتنحي جانبا فدخلت ايلسا واثناء دخولها احست بنفسها تصطدم به وامتلاء انفها برائحة ذكرتها بالارض الواسعه في الخارج


وبأزهار الخليج واصعتر البري..رفعت رأسها تنظر اليه ,فابتسم وعندها حبست انفاسها بلا سبب ..شعرت بتأثير غريب لم تعرف له


سببا ...اعترفت انه رجل يملك قوة هائلة وسلطة ...وأنه نموذج قاس للرجولة لم تشهد مثله قط فجميع الرجال امامه يتلاشون اذا ما قورنوا به





لماذا تتذكر كل هذا ؟تسائلت وهي تراقبه يقفل الباب وراءه ..ما اطولة!!وما اشد نحوله !!فله كتفان عريضتان وعضلات قوية مختبئه ,وطاقه


مكبوته ..وقوة ..اهي قوته التي كانت تثير اعصابها هكذا ؟


نظر اليها بحيرة :"ما الخطب ؟الا تريدين الجلوس ؟"

بلي...بلي ... بالطبع


سألت جدتها بعدما جلسا :

حسنا ..كيف وجدت منزل المستقبل سيد هيلفيلد ؟

ابتسم :انا سعيد به ..


نقلت ايلسا نظرها من الواحد الي الاخر وقد ضاقت عيناها ..

في الامر ما هو مريب ..قالت "تبدو وجدتي وكأنكما صديقان قديمان "


ردت الجدة "لقد تصادقنا في المستشفي "

في اربعة ايام ؟


نظر ديكون اليها وقال :


اجل انسه مايون ..في اربعة ايام ..بعض الناس ينجذبون الي بعضهم بعضا ..


قالت ايلسا ببطء وحذر :


مع ذلك سيد هيلفيلد ما زلت ترغب في اخراجها من منزلها ؟

ايلسا حبيبتي ,لا تنسي ان السيد هيلفيلد بحاجة الي منزلة ..


قال يذكرها بلطف :"ولقد انتظرت طويلا "


كان عليها رغم كرهها للرجال الاعتراف بأن لا سبب يدعوه مهما كان الي التخلي عن حقه في منزله .. وهي لا تلومه علي رغبته في "اردال



هال "


ذي العوارض الخشبيه المزخرفة وغرفه الحميميه التي لها جميعا مدافئ واسعه مناسبه لاشعال الحطب فيها ..


غير انها عادت فتنهدت "فرغم كل ذلك ,كان بأمكانه الانتظار قليلا"


اخذت تراقبه وتراقب الجدة وهما يتحدثان بهدوء معا في ناحية الغرفة الاخري ... واكملت لنفسها ":



لقد اخطأت القول بانني امل ان تعيش جدتي معي سنوات اخري فمن الطبيعي الا يرغب في الانتظار سنوات "


قطعت ايلسا افكارها ,بعدما ادركت انهما ينظران اليها ..وهبط علي الغرفة صمت ثقيل غير مفهوم ..واصبح الجو متوترا..اخيرا جاءها صوت



جدتها مترددا قليلا ولكن فيه الرجاء ..


لدي السيد هيلفيلد حل لمشكلته ومشكلتنا ,,ايلسا ...لقد ...اقترح ...ان تتزوجيه .

arianda
11-02-2007, 19:51
اتزوجه !

نطقت الكلمة مصعوقه .ثم جلست فاغرة فاها ,صامته ,تنظر الي الرجل الذي تقدم بالاقتراح ..ما أهدأ اعصابه ! يجلس هناك وكأنه يتسلي


بمرح كسول وعلي شفتيه طيف ابتسامة ..ثم تكلم اخيراً,بلهجة اعتذار غير خاليه من التسليه :

اخشي ,الا يكون هذا الاقتراح رومانسيا كما طرحته جدتك ...


قاطعته العجوز علي عجل :

انا آسفة سيد هيلفيلد ..لقد تكلمت بدون تفكير ..


مد يدية مطمئنا ,وابتسامته تزداد عمقا :"لا اهمية لهذا ".


التفت الي ايلسا وتابع :

كما كنت اقول انسه مايون ..انه طلب يد غير رومنسي .غير انك دون شك ادركت بسرعة خاطرك انه اقتراح عملي ليس الا .


نظرت ايلسا الي جدتها بريبه .تتذكر لا مبالاتها وهي تتحدث عن ترك المنزل ..لقد سبق ان ارتابت بهذا الا انهالسبب لم يكن معروفا لها اما


الان فباتت تعرفه ..قالت :

لقد تباحثت وجدتي هذا الاقتراح قبل اليوم ؟

انها الان اهدا حالا فهي في لحظة كانت تبعد عن تفكيرها سخف هذا الحل وفي الاخري كانت تفكر في جدتها فقط ,وفي تأثير الانتقال من



منزلها الحبيب عليها .ان اية اثارة غير ملائمة ,ستكون خطيرة بلا ادني شك .ولكن ان بقيت هادئة غير منفعلة فقد تعيش ستة اشهر ...

كانت النتيجة النهائيه لهذا التفكير المنطقي بالنسبة لايلسا هو انها الوحيدة القادرة علي اطالة عمر جدتها او قطعها في وقت قصير .


قالت السيدة كيلفير ,تهز رأسها بنشاط :

من اين لك بهذه الفكرة عزيزتي ايلسا ؟


التقت عينا ايلسا بعيني الرجل الطالب يدها .كانت عيناه تبتسمان اما عيناها فكانت تومضان وتضيقان .


قالت بلطف :"وجهت اليك السؤال "


رد بلطف مماثل :"ونابت جدتك عني بالاجابة .اتشكين في كلامها ؟


ردت بصوت منخفض ,وعيناها لا تفارقان وجهه :


انت ماهر في المراوغة سيد هيلفيلد مهارتك في تحوير الكلام .


ضحك ,ثم التفت الي جدتها التي بدت حائرة .


تشير الانسه مايون الي حادثه صغيرة غير مهمه وقعت بيننا للتو ...


التفت الي ايلسا وقال بعد توقف قصير :


حسنا ؟هل تتزوجيني ؟


ما اشد ثقته بنفسه ! وكأنه متأكد من قبولها لانه يعلم جيدا انها تضع صحة جدتها فوق كل اعتبار ..اذن ..هذا هو سبب وثوقه ..!


تحركت الكبرياء ..سينال الان هزيمة نكراء .


ردت عليه بغطرسه :"لا ..لن اتزوجك !كنت سخيفا حينما فكرت في هذه الفكرة "


ثم صمتت لانها لاحظت ان وجه جدتها قد شحب وان يدها قد استقرت علي قلبها :"جدتي "


وشهقت العجوز :"لا تخافي عزيزتي "


سرعان ما هب ديكون هيلفيلد واقفا واصبح قربها ,يسأل بلهفه :هل هناك ما استطيع فعله ؟



هزت العجوز رأسها "ستحضر ايلسا الدواء ,آه .احس بألم شديد "

كانت ايلسا تغادر الغرفه ,وهي تفكر هل تمثل جدتها دورا ؟


واخذت تفكر مليا وهي تسرع الخطى في الممر .ولكنها في اللحظة التاليه وبخت نفسها علي شكها .فكيف لا تتأثر صحة جدتها بعد رفضها


الوقح ان تفكر بعرض السيد هيلفيلد .

حملت الدواء الي جدتها التي تناولت منه حبتين .


هاك حبيبتي ,اشربي قليلا من الماء


نسيت ايلسا وجود زائرهما النصف يوناني الذي دخل حياتهما وكدر صفوها فقد انصب اهتمامها كله علي المرأة التي ربتها والتي احبتها .ليس


لديها شخص اخر تحبه .. حين ترحل ستصبح وحيدة في العالم ..قطعت هذه الافكار المكدرة ,لتتمتم بنعومه :

المزيد من الماء حبيبتي ..هكذا افضل ..والان ,اترغبين في الاستلقاء ؟


كان صوتها رقيقا ولمستها ناعمه .اثناء انشغالها بحالة جدتها لم تلاحظ التعبير في عيني ديكون هيلفيلد السوداوين ,ولم تر عرقا في منتصف


عنقه ينبض ولم تنتبه الي انه يبتلع ريقه بصعوبه ,وكأنه يعاني الم يمنعه من الكلام ...قالت العجوز :


لا عزيزتي ,لن استلقي ..فأنا بخير الان ..لا تجزعي الي هذا الحد حبيبتي ..لن اتركك الا بعد حين .


جدتي ياأعز الناس ..لماذا تتكلمين هكذا ؟


تجمعت الدموع في مأقيها , واختفي كل اثر للكبرياء ..في هذه اللحظه الحرجه استقامت ..تنظر الي وجه الرجل الواقف هناك ..علي مقربة


منها ..ورأـ تعبير وجهه , وعرفت ان عينيه تراقبان شحوبها ودموعها المعلقه علي اهدابها ..فسارعت الي مسح هذه الدموع بظاهر يدها ,ترفع


رأسها في الوقت نفسه لتسمح لبريق الكبرياء بالدخول الي عينيها ...وبدا ان الرجل اجفل , وكأنه اصيب بضربة حادة ... فابتعد عنها وقال

دونما عاطفة :

سأذهب الان . امل يا سيدة كيلفير , ان تتحسن حالتك قريبا .


رفعت المرأة راسها , وابتسمت عيناها له .


انا بخير ..الم اقل انني افضل حالا ؟


التفتت الي ايلسا :


رافقي السيد هيلفيلد الي الخارج عزيزتي ... وانا اسفة سيد هيلفيلد , لاننا لن نصبح اقرباء . كانت فكرة ممتازة . انما عليك اعتبار قرار ايلسا

نهائي , سنخرج من المنزل في غضون شهر ..اعدك .


بدا وكأنه تردد ,ثم شاهد التعبير المتلاشي في وجه الجدة فهز رأسه وقال :

شكرا لك سيدة كيلفير .. انا مسرور لانك لا تكنين لي مشاعر كره بسبب هذا الامر


وسار بكل شموخ ,تلحق به ايلسا ..قالت له حالما وصلا الي الباب الامامي :


سيد هيلفيلد ..الا يمكنك الانتظار مدة اطول ؟


نظرت الي وجهه تتساءل عما اذا كان هناك ما قد يغيب عنه ثم اردفت :


انت وجدتي منسجمان الي درجه لا اكاد معها اصدق انك ستجبرها علي ترك منزلها في غضون شهر .

انا بحاجه الي منزل انسه مايون ..تقولين انك تأملين ان تعيش لسنوات .. وهذا ما امله انا ايضا بيد انني لا استطيع الانتظار سنوات حتي


استرد منزلي , وانت توافقين ان من غير المنطقي الا ارغب في هذا المنزل


هزت رأسها ايجابا وابتلعت ريقها ,وقالت وهي تجد صعوبه كبيرة في كبح كبريائها :


يقول الطبيب انها لن تعيش سوي ستة اشهر


لكنك تأملين ان تعيش سنوات


قد لا تتحقق امالي ..انت لن تنتظر اكثر من ستة اشهر "سيد هيلفيلد "


هز رأسه :اكره ان اجلس منتظرا موت شخص ما .لاحصل علي ما اريد انسه مايون ..لقد قلت منذ برهه انني امل ان تعيش جدتك سنوات


وانا اعني ما اقول , لذلك يجب ان احصل علي منزلي الان .. فرجاء تفهمي دوافعي "

هوت رأسها شاردة الذهن .. وعيناها علي البركه التي يتصاعد من وسطها نافورة ماء . قال الرجل


الي جانبها وقد شعر بشرودها وعذابها


فكري في عرضي ... فلن يكون منفرا لك ,بكل تأكيد ؟


رفعت نظرها اليه . ولوت ابتسامة شفتيها :


زواج مصلحه . لم اصدق قط انها تحدث في الحياة الواقعية .


قال بجدية "هي تحدث غالبا في بلاد امي ,فهناك نادرا ما يتزوجون بدافع الحب "

وهل هي زيجات ناجحه ؟


ناجحه جدا


ساد صمت طويل ..احست مرة اخري انه يعرف ما يجول في تفكيرها


هذه الزيجات التي تتحدث عنها ..اهي ...زيجات طبيعيه ؟


لم يظهر علي وجهه اقل تأثر ,ووجدت نفسها ممتنه لانه لم يضحك او يظهر احدي ابتساماته الساخرة .

العلاقات طبيعيه ..اجل ...ولكن زواجنا ,من ناحية اخري . سيكون زواج مصلحه ..في الواقع سيكون صفقة تجاريه .


سألته حينئذ السؤال الذي كان علي طرف لسانها منذ البدايه :

ولماذا تريد الزواج بي سيد هيلفيلد ؟

رد بصراحة :"ثمة اسباب عديدة منها عدم رغبتي في اخراج جدتك من منزلها .. والاخر انني لا احب ان تخرجي انت ايضا ..انت تعلمين ان


جدتك قلقه علي مستقبلك "

لا شك ان جدتي ذكرت لك هذا القلق


ذكرته صدفه حين زرتها في المستشفي .

كانت صدفة غريبه

ماذا ستفعلين بعد رحيل جدتك ؟


سأعمل وعلي ان اجد عملا في اسرع وقت علي اي حال .


صمت لحظات ثم كرر :"فكري في عرضي "


وسألته ثانية عن دوافعه للزواج بها فأجاب :


حسنا من الوضح ان السبب هو تأمين سيدة للمنزل فليس هذا المنزل بمنزل اعزب ..انه مصنوع لتعتني به امرأة ..بل انه يصرخ مطالبا بهذا ..


نظرت اليه بسرعة والدهشه في عينيها , وقالت "انت عاطفي "


وكأنها تقرر شيئا غير معقول :"اظنني هكذا ..بطريقة ما "


اخذت تتساءل عما اذا كان هناك جانبان لطبيعته ..فقد سمعت ان لليوناني جانبان دوما ففي لحظه قد يكون لطيفا وفي اخري قد يصبح


وحشا عدوانيا .

اردف يقول :"اشعر بأن هذا المنزل بحاجة الي لمسة امرأة , وقد نال لسنوات طوال اهتمام جدتك هذا عدا اهتمامك ..كم من الوقت ؟.


نظرت اليه :"انا في الثانية والعشرين ..اعتقد انك تعرف عمري سيد هيلفيلد ,فلا يبدو ان هناك ما لم تخبرك به جدتي .


لم يقل شيئا ليرد علي هذا ولكنه لم ينظر اليها كذالك ..عرفت غريزيا , انه طرح الكثير من الاسئلة علي جدتها ..اسئلة تلقي الرد عنها بلا


تردد ..اخيرا قالت بلهجة مرتجفة :


لا اظنك ستجد السعادة مع علاقه كهذه ..


ثم صمتت , واحست بأنه يفهم كل شئ عنها ..قال :


لن اكون سعيدا مئة بالمئة ,انما سأكون راضيا

تذكرت قوته حين كانا علي المركب كما تذكرت قساوته , ورجولته ..


هل ستكون راضيا ؟


سألها بلطف :"وهل تفكرين في عرضي ؟"


لا ...لا ....لا افكر فيه .... وداعا سيد هيلفيلد .

arianda
11-02-2007, 19:54
نزل السلم ثم التفت فإذا وجهه الان في مواجهة وجهها وقريب منه ايضاً حتي كادت تحس بأنفاسه الباردة علي خدها .

ان كنت خائفة من أن احنث بكلمتي بشأن العلاقه ..فلا تخافي فأنا رجل شريف انسه مايون .وما ان اتم الجملة حتي اسرع يمضي . اما هي

فظلت واقفه حتي اصبح داخل سيارته .

اغلقت الباب وعادت الي غرفة الاستقبال ,حيث وقفت قليلا قبل ان تدخلها .

كيف انت الان جدتي ..اتشعرين بأي الم ؟


لا عزيزتي ...انا بخير ..


جلست ايلسا وعلي وجهها تعبير كئيب .

انا اسفه جدتي ..لانني لم استطع حل مشاكلنا بهذه الطريقه .


لا تفكري في الامر سنتدبر امرنا بطريقة ما .


احس بالذنب .

لا ,لا تشعري بالذنب ,علي كل حال ,لماذا عليك التضحية من اجلي ؟انت لست مدينة لي بشئ ,حبيبتي .


نظرت ايلسا اليها بسرعة ,ففي هذه الجملة تلميح الي ان ايلسا لا تدين لها فعلا بشئ ,غير ان الجدة عادة لا تذكر شيئا كهذا .


فربما تشعر العجوز بالغضب لانها رفضت الزواج بديكون هيلفيلد ..وربما تحس ان علي حفيدتها ان تكون مستعدة لتضحية ما عرفانا بالجميل لما


فعلته لها .عضت علي شفتها بقسوة تفكر في الحياة الرائعه التي نعمت بها ...اجل ...انها مدينة لجدتها ...إنما الزواج برجل مثل ديكون



هيلفيلد فيستحيل عليها التفكير فيه .


قالت ايلسا :"انا لا اثق به فقد لا يحافظ علي وعده "

وعده عزيزتي ؟

وعده بأن يكون الزواج صفقة ..فقد يحاول ..يحاول ...وصمتت ,تحني وجهها المتورد .


اتظنين انه قد يرغب فيك زوجة كاملة ؟


عندما هزت رأسها طفقت جدتها تؤكد لها ان السيد هيلفيلد لن يتراجع او يحنث بوعده .


وسألت ايلسا ,كيف لها ان تتأكد من هذا فأجابت :

لا اراه رجلا يعيش حياته ..حياة ...نساك ,الي الابد .


خرجت منها الكلمات وهي مطأطأة راسها ولما رفعت رأسها سمعت جدتها تقول :


يالك من خجولة ليس مستغربا انه ...


وصمتت ,ثم امسكت بالكوب الذي وضعته ايلسا قربها لتشرب الماء منه .سألتها ايلسا باهتمام مفاجئ :"ما هو غير المستغرب "


هزت الجدة رأسها وغيرت الموضوع سائلة عما اذا كان الغداء جاهزاً.واضافت :"انا جاهزة لتناوله "


ولكن هذا لم يخدع ايلسا ..فجدتها لا تتمتع ابدا بالغداء اذا قدم لها قبل الساعة الواحدة .


بعد ظهر ذالك اليوم عاد الوضوع للظهور بعدما تجنبتاه وقت الغداء وقد حدث ذلك حين كانتا في الحديقه تحت ظل الاشجار .قالت العجوز فجأة :

انا لا اقول هذا وفي نيتي التأثير فيك ايلسا ..بالنسبة لمخاوفك فلا اراها في محلها لان السيد هيلفيلد سيشرف ما يقطعه لك من وعود .


ذكر شيئا كهذا .قال انه رجل شريف .


هزت العجوز رأسها :"لا شك في ذلك "


اراك تحبينه فعلا ..يبدو انه فتنك كما فتنته انت .


اعترف انه فتنني ..اترين ايلسا ..بعدما عشت هنا هذه السنوات كلها اري ان من الطبيعي ان اهتم بمن سيعيش فيه بعد رحيلي .فأنا اكره


ان يذهب الي من لا يعجبني ..اعرف انه لا يعجبك .إنما لا افهم السبب ..علي اي حال ..اظنك ستعترفين رغم بغضك له انه ذو مركز ونبل


يتماشيان مع هذا العصر ابتسمت ايلسا ,وقالت لجدتها :

لقد اصبحت سيدة تنتمي الي الطبقه الارستقراطيه جدتي ..ماذا كنت قبل هذا ؟


غمزت بخبث :"كنت اسبب الصداع لوالدي واخجل ان اقول انني كنت اخادعهم دوماً"

تخادعينهم؟

كنت الفتاة الوحيدة بين سبعة اخوة .

لا اتصورك تقومين بأعمال شريرة يا جدتي .

ولا انا ,ليس الان ,لقد زوجني والداي جدك حالما تجاوزت السادسة عشر !وقال والدي بعد الزفاف مباشرة "ليساعدك الله يابني "


وأضاف انه سيدعو الله ان يخفف عنه .


آه ما افظع ما تقولين ..لكنني واثقه انك لم تكوني بهذا السوء !


ابتسمت العجوز بمحبة :

انت مخلصة لي عزيزتي ايلسا ...تبع قولها صمت طويل قبل ان تضيف :


يجب الا تفقدي صبرك عزيزتي إن ذكرتك مرة اخري بأنني قلقة علي مستقبلك ,فأنا لا اتحمل التفكير في ان تصبحي بلا بيت بعد رحيلي


اشاحت ايلسا بوجهها عنها تعض علي شفتها .

سيكون لي شقة بعد شهر

اعتقد هذا ..إنما ارجو الا يمرضني الرحيل ,اكره ان اصبح عبئا عليك ..


جدتي ,حبيبتي ,ارجوك توقفي ..لن تكوني ابدا عبئا علي .

ولكن ايلسا ظلت تفكر في كلام المرأة العجوز ...وفي امكانية ان يمرضها الانتقال


صاحت فيما بعد ,وهي بمفردها في غرفتها :


ماذا سافعل ؟اعرف ما يجب ان افعل وما يدفعني ضميري الي فعله ..

ديكون هيلفيلد رجل يحافظ علي عهوده كما قالت الجدة وهذا يعني ان عليها الا تخاف من الزواج به ..فالزواج سيحل مشاكلها ومشاكله


ايضا ..إنه بحاجه الي امراة لمنزله ...مع ان هذه المشكلة لا تهم ايلسا مطلقا بل ما يهمها هو مستقبل جدتها .


بعد ظهر اليوم التالي ذهبت الي بلدة "باكويل"للتسوق ومن هناك توجهت الي مقهي ترتاده دوما حين تكون هناك ,طلبت الشاي من الساقية


المبتسمه ,التي قالت ان المكان مزدحم اكثر من عادته ...


غابت الساقيه وما هي الا دقائق حتي كانت ساقية اخري توصل شابة انيقة الي كرسي فارغ قبالة ايلسا .قالت الساقيه :


انا اسفة ..ولكنك مضطرة لمشاركتها الطاولة فهل من مانع ؟

ردت الفتاة التي نظرت الي ايلسا بانتصار :


ابدا ..فنحن نعرف بعضنا بعضا ..وبامكاننا تبادل الحديث ..اليس كذلك ايلسا ؟


ردت ايلسا بغطرسة :"كيف حالك ايلما ؟اراك بصة جيدة "


جلست الفتاة واخرجت مرآة من حقيبتها :

شكرا ..لا استطيع قول الشئ نفسه عنك ايلسا ..فأنت اشد شحوبا من العادة ..واراك قلقه ..اثمة خطب ما في "اردال هال "؟


سألتها ايلسا بعجرفة :"وما الخطب الذي قد يكون هناك "؟


آه هناك شائعة تقول انك مضطرة الي ترك المنزل وان المنزل ليس ملكا لجدتك ابدا ..كانت تعيش فيه كنوع من الاحسان ..

تطاير شرر الغضب في نفس ايلسا ..وبرقت عيناها كالزمرد .


كيف انتشرت هذه الاخبار ؟سرعان ما فكرت في ديكون هيلفيلد ثم صرفت الفكرة ...لا ...لا بد ان الاخبار جاءت من مصدر اخر ...لكن من هو ؟


قالت دون ان تفقد شيئا من عجرفتها :"لا اظنني افهمك ".


بل تفهمينني نعم الفهم ايلسا ..ما زلت متكبرة حتي الان !لكن لن يكون لك شئ تفخرين به بعد شهر .افكر ,كيف كان الناس هنا ..ينظرون


اليك والي السيده كيلفير ,علي انكما مالكتا اكثر المزارع ازدهارا في المنطقة .


ويا للاسف !قلت لك مرة إنك ستعانين بسبب ما قمت به من تحطيم للقلوب .خاصة قلبي وقلب اخي .حسنا يا صديقتي ...الان ستعانين ...ستضطرين الي العمل لتعيش ..وماذا يمكنك ان تعملي ,لست ادري ..فأنت لا تعرفين حتي كيف تستخدمين منفضه غبار !!

ردت ايلسا بعد صمت قصير :"لا افهم من اين حصلتي علي هذه المعلومات عن شؤننا الخاصة ..فهلا تخبرينني ؟

من اين تأتي معظم المعلومات التي لها طابع خاص ؟من الخدم طبعا ...خادمتك الجديدة ابنة عم الخادمة التي تعمل عندنا ,ويبدو ان خادمتك معتادة علي استراق السمع من وراء الابواب .

صمتت ايلسا تصارع غضبها وفازت كرامتها فقالت ولهجة ازدراء في صوتها :


وانت ايلما ...هل من عادتك تبادل القيل والقال مع خادمتك ؟

احمر وجه ايلما :"لقد ذكرت امامي الامر عرضا "

كانت ايلما عابسة تنظر الي ايلسا وهي تحس بغيرة قاتله من الجمال الرائع امامها ...اردفت ايلما :


انت هادئة جدا ...اليس لديك ما تقولينه ؟عادة يقوم هذا اللسان اللاذع بقول الكثير .


رفعت ايلسا نظرها ,وقالت بهدوء "وكأنك تستمتعين بنفسك "

يالك من متكبرة ! مع انك تعيشين علي الاحسان !حسنا ..انا لست الوحيدة السعيدة بتمريغ انفك في التراب !فالجميع يقول انك متكبرة مغرورة ..


الجميع ؟


الامر اصبح معروفا في كل المنطقة ...


صمتت فجأة مخفضة عينيها بعد ان ادركت مدي مبالغتها بهذا ..لكن ما من شئ سيوقفها عن التبجح الخبيث ,وسرعان ما اكملت :


كل الناس عرفوا انكما طرتما علي يد المالك الجديد ..وسيعيش هناك بنفسه ..زوجته ستحل مكانك !! واراهن ان هذا سيغيظك ..


زوجته ؟وهل هو متزوج ؟



اتوقع هذا ..يقال انه وسيم الي اقصي درجة ..سأحاول التعرف اليه في اقرب فرصة .


رنت ضحكة لئيمة في ا:


الن يكون رائعا لو كان غير متزوج واتفقت وأياه ؟هل تتصورينني في المنزل الذي عشت فيه طوال حياتك ؟ستموتين من الحسد !! وعندها ستتمنين لو انك لم تسلبيني خطيبي .


عند هذا الحد ,وقفت ايلسا وغادرت المقهي ..اطلقت العنان لسيارتها بغضب فتطاير الحصي تحت الاطارات .


لم يكن غضبها عندما وصلت الي المنزل قد خف ابدا ..اوقفت سيارتها في الكراج ثم صعدت الي غرفتها حيث وقفت قرب النافذة تحدق في الحدائق ,والمروج الخضراء التي تصل الي النهر


مضي شهر ..لا بل اقل من شهر ..وهي لم تحرك ساكنا للبحث عن مكان تقيمان فيه كما لم تباشر في التفتيش في عواميد الاعلانات المناسبة في الصحف عن وظيفة ملائمه .. والانكي انها لا تحتمل ابدا تلقي الاوامر من احد ..قالت تقنع نفسها :


فتيات اخريات ,وجدن انفسهن في ظروف مالية حرجة ,واستطعن حل المشكلة ...

صمتت بسرعة بعد انفتاح الباب ...قالت آنوستي شاهقة :


انسه مايون ..جدتك !انها متعبة !


متعبة !اين هي ؟


غادر اللون وجه ايلسا .ثم اسرعت تنزل السلم العريض والخادمة ترد :"انها في غرفة الجلوس "

ترددت ايلسا جزءا من الثانية قبل ان تدخل ...


جدتي !

ثم سارعت الي العجوز المستلقيله علي الاريكة :"حبيبتي اتتألمين ؟


شهقت العجوز ووضعت يدها تحت قلبها ..وارتجفت شفتاها ,ولكنها لم تر اثرا للازرقاق المعتاد تحتهما .

لقد تجرعت دوائي ..غير انني اصبت بالدوار ..

التقطت ورقة واعطتها لاليسا

قد اكون امراة عجوزا غبية ,عزيزتي ..الا ان هذا ما سبب لي الدوار


عندما نظرت الي الورقة فاتتها ملاحظة النظرة الخفية التي رمتها بها جدتها واكملت العجوز بصوت ضعيف متقطع :"ظننتني سأموت "


لا ..جدتي ..

ما الفائدة ؟حاولت ايلسا رؤية ما في الورقة ,لكن الدموع حالت دون ذلك ..ما فائدة توبيخ جدتها ؟انها في هذه الايام مهووسة بفكرة الموت ..هذا واضح ..والا فلماذا تثابر علي ذكر الموت خاصة وهي تعرف مدي الكرب الذي تسببه لحفيدتها ؟نظرت ايلسا الي جدتها بحيرة :

هذة لائحة بالمنازل والشقق المفروشة المتوفرة للايجار فلماذا تسبب لك دورا ؟من اين هي ؟

من المحامي الذي ارسلها ببريد بعد الظهر منذ ربع ساعة ..لم اقرأها فورا ,ولكن حين قرأتها صدمتني الحقيقه المرة ,وكان ان اصبت بنوبة قلبيه ..لا استطيع ان اتحمل ترك هذا المنزل ..ولا اطيق حتي التفكير في الامر !

رفعت يدها الي قلبها "علي التحلي بالشجاعه انما كيف لي ان اترك منزلي في مثل هذا الوقت من عمري ؟"


سحقت ايلسا الورقة بيدها قبل ان ترميها الي المدفأة ثم قالت بصوت اجوف :

لن تتركيه ..لقد قررت الزواج بالسيد هيلفيلد !!!!

arianda
11-02-2007, 19:56
لن يكون سيدها


لم تشاهد ايلسا زوجها كثيرا في الايام الخمسة عشر الاولي فبعد ساعات علي الزواج ,سافر الي اليونان بسبب بعض الاعمال التي يتوجب عليه ملاحقتها :



ارجو الا يزعجك سفري ,بعد وقت قصير علي زواجنا ؟


هزت رأسها بسرعة ولهفة .. وهذا ما جعل حاجباه ,يرتفعان قليلا وهو يقول بلسعة من المرح الجاف في صوته :"ولكنني سأعود طبعا "


تورد وجهها قليلا ..ولكن كبريائها ,كانت قد استعادت قوتها ثانيه الان بعد زواجها واطمئنانها علي مركزها في "اردال هال "


اذن اتوقع حضورك بعد اسبوعين ؟اهذا ما قلته ؟


هز رأسه ايجابا :"آمل انهاء ما علي ملاحقته في هذا الوقت "


لكنه لم يتلق تعليقا من زوجته الحديثة العهد بالزواج التي فكرت في انها لن تهتم ابدا حتي وان استغرق عمله ضعف هذا الوقت او حتي عشرة اضعافه !!!

غير انه عاد في اليوم الذي حدده .ولاول مرة تناول ديكون وايلسا العشاء مع السيدة كيلفير التي توقف قلبها عن الاضطراب منذ وافقت حفيدتها علي الزواج بصاحب القصر ....ويبدو ان العجوز سرت اشد السرور بوجود رجل في المنزل فقد قالت عبر الطاولة :

لا شك في هذا ...رجل في المنزل يشكل فرقا ..الا توافقينني الراي عزيزتي ايلسا ؟

ربما وجود رجل ,يعطي احساسا بالامان ف هذه الاوقات التي يكثر فيها اللصوص ..

لم يكن هناك مجال للخطأ في السخرية التي مزجتها بكلماتها ومع ذلك ,كانت تعترف في سرها ان ما قالته جدتها صحيح .


زوجها ,الذي اصر علي ان تناديه "ديك ", وهو الاسم الذي تستخدمه اخته وامه ,ضحك قليلا وتمتم :


اذا.. لي منفعة !ارجوا الا اخذلك اذا تعرضت لمكروه .


قاطعته السيدة كيلفير :"اعتقد انك ستكون علي اهبة الاستعداد وقت الحاجه ".


ابتسم ديك لزوجته ,متجاهلا عدم افتتانها بهذا التودد الذي تبديه له جدتها .


ولكن كان علي ايلسا الاعتراف بأن الوجبة كانت ممتعه ..


وبعدما اوت جدتها الي غرفتها وجدت من المسلي ان يكون برفقتها رجل .


كان قد مضي شهر وهما علي هذه الحال ,عندما اعلنت فجأة عن رغبتها في الخروج .وحينئذ وقع بينها وبين ديك الجدال الاول .


بعد ذهاب الجدة الي غرفتها ..غيرت ايلسا ملابسها وارتدت فستان السهرة الاسود الطويل ,ثم دخلت الي غرفة الجلوس ,لتخبر ديك الذي لم يكن هناك وانتظرت عودته .


احتجت بتكبر حين قال لها بهدوء ان عليها عدم الخروج بمفردها خاصة بعدما اصبحت زوجته .

لكن زواجنا لا يعني شيئا فما هو الا ترتيب عملي لا علاقة له بحياتنا الاجتماعية ..فيمكنك الذهاب الي حيث شئت ويمكنني الذهاب ..


شكرا لك ايلسا ..ولكنني لن اذهب الي حيث شئت ولن تذهبي الي حيث شئت ..

كانت كلماته حازمة غير ان السلطة لم تكن خافية .رفعت رأسها بعجرفة :

سأخرج ..فأنا معتادة علي الذهاب الي هذه الحفلة الراقصه التي تقام كل شهرين في "بالاس اوتيل"في "بوكستون "


لا يهمني ابدا المكان الذي تقام فيه بل يهمني ان تتصرف زوجتي بحشمة .


تضافرت نبرة صوته وترفعه الارستقراطي وتصرفاته بتلك الطريقة المهيبه وعيناه السوداوان البارقتان علي اشعال حذوة غضبها ...قالت له بدون

مواربة ان عليه ان يدرك منذ البداية انها ما تزال سيدة نفسها . وانهت كلامها :

انا لم اوافق علي الزواج بك بغية ان احمل نفسي عبء "سيد"

رفعت طرف فستانها بيد , وامسكت الوشاح بالاخري :"دعني امر ..رجاء."

كان رأسها مرتفعا وثغرها مضموما بشدة وعجرفة وكررت :"قلت لك اريد المرور.رجاء.

رد بصوت ناعم ,,يتذبذب بالغضب :"سمعتك !لست اصم "

اظهر الغضب خطوطه البيضاء علي شدقيه وابرقت عيناه السوداوان :"كما اعترض علي قولك ,فليس منا من حمل نفسه عبء ما ليس لنا فائدة فيه "


وتواجها .كان الهواء في الغرفه يرتجف بغضبهما ,رأس ايلسا مرتفع بعجرفة وعيناها الخضراوان مشتعلتان ,وديك واقف ينظر اليها من فوق


وعلي ملامحه من القوة التي اثرت فيها منذ البداية .


كررت :"انه اتفاق تجاري بحت .وعليه يصبح كل واحد منا حراً لماذا اعيد تكييف نفسي لمجرد إجراء هذا العقد؟ "


ثمة مقدار معين من التكيف محتوم حين تتغير طريقة حياة شخص ما .


إنه يحاول حل هذه المشكلة بالمنطق كما يحاول في الوقت ذاته ترسيخ سلطته وإجبارها علي الخضوع ,وهذا ما اشعل غضب كبريائها

وعزمت النية علي محاربته اذا لزم الامر ..بدت مهيبة وهي واقفة بثوبها الاسود الطويل .العالي الياقه وبشعرها المرفوع الي فوق بطريقة ابرزت

قسمات وجهها الصارمه ...كان جمالها بارزا ولكنه جمال بارد متجهم ,قد يسبب النفور في الوقت الذي يثير اعمق الاعجاب ...ستكون بدون


شك محط الانظار في الحفلة الراقصه وسيتوق الرجال الي مراقصتها رغم سمعتها المرعبة ..

قالت بحدة وهي تنظر الي الساعة :


لا اري ما يلزم اي تغيير ..واعلم انني سأكون ممتنه لك اذا تنحيت لأمر ..

صر علي اسنانه وعوضا عن التنحي جانبا انتزع الوشاح , ورماه علي الاريكة :

لن تخرجي الي مكان لا هذا المساء ولا فيما بعد ..ألم تفكري في ما سيكون عليه موقفي في المنطقه في ما لو استمرت زوجتي بممارسة حياتها كالسابق ؟

انا السيد الجديد هنا ..ومن الطبيعي ان اتوقع الاحترام المطلوب لرجل في مثل مركزي .. ولن تجعلني زوجتي عرضة للسخريه .

اشتعلت عيناها لانه رمي وشاحها الي منتصف الغرفة . ونظرت اليه بما لا يمكن وصفه سوي بالحقد ,قبل ان تستدير , وتستعيد الوشاح .هذا

التحدي السافر اطلق العنان لغضبه مرة اخري فحاول انتزاعه منها .ولكنها سارعت الي المرور وفتحت الباب غير انه قبض علي معصمها

بقبضة فولاذيه ,لم تستطع سوي ان تصيح :

دعني وشأني ! ابعد يدك عن معصمي !!

وعوضا عن ذلك زاد ضغطه عليها ولما لاحظ تكشيرة المها قال بهدوء يبعث الغيظ :"متألمه هه ؟هذا نموذج ليس الا ..لقد هددتك مرة بصفعة


علي اذنك ولكن ان استمريت علي هذا المنوال فستجدين نفسك معاقبة بطريقة ستؤلم كبريائك اكثر مما ستؤلم جسدك !!

arianda
12-02-2007, 21:09
انت ...ايها ..

واختنقت الكلمات واهتز جسدها كله بالغضب ..

لن تجرؤ علي لمسي ! انت لست في اليونان ولست تتعامل مع احدي المسكينات اللواتي يعانين من التسلط عليهن ما يدعي بالجنس المتفوق !!

اسرت نظرة ديك الشرسه نظرتها لحظه غير انه لم يعلق علي ما قالته ..كان في تصرفه تفوق وغطرسه وسيادة كامله ..


الافضل ان تعودي الي غرفتك لتنزعي هذا الفستان .


تصاعدت الدموع الي مآقيها ..دموع عزتها بكل تأكيد الي غضبها لا الي هزيمتها ..فهي لم تهزم قط ..!اتستسلم لاوامر هذا الرجل ؟ابدا !


وسألت بعنجهية :"وبعد ذلك .هل لي ان اخرج ؟"



سأكون بانتظارك هنا حين تنزلين ..اشتريت شريطي


تسجيل اليوم ,اظنك ستستمتعين بسماعها .


يا لثقته بنفسه ! يا لتباهيه بأهمية نفسه ! تجاوزته الا انها عرفت انه يراقب ظهرها وهي تصعد الي غرفتها التي ما ان اصبحت فيها حتي

اطلقت انفاسها , ببطء وثقل , تخفف من وطأة الغضب الذي يضغط علي اعصابها ..جلست علي مقعد طاولة الزينه تحاول استعادة

جأشها ..ما هذه الحياة التي زجت نفسها فيها مكرهه ؟

آه ان ذلك الرجل لا يحتمل ومن الافضل ان يتقبل واقع انها سيدة نفسها فما من رجل مهما كانت قوته قادر علي ان يملي عليها ما تفعل

اخيرا ,وقفت , وفتحت الباب بهدوء فإذا في الخارج كل شئ صامت ..لفت وشاحها علي كتفيها وهبطت الدرج بهدوء بعدما القت نظرة الي

باب غرفة الجلوس ولم تجد فيها احدا . وتسللت الي الخارج .

وما هي الا ثوان حتي كانت انوار المنزل تتضاءل خلف صف الاشجار الطويل المشرف علي الطريق الداخليه , وانطلقت ايلسا بالسيارة بافتخار

المنتصر .

كان وجه ايلما مثال الذهول وهي تراقب دخول ايلسا الي قاعة الرقص ,يرافقها وافد جديد الي المنطقة , وهو شاب جميل الطلعه .اشقر


الشعر ,ازرق العينين . وكان الشاب قد تعرف الي ايلسا وهما في المقهي , وهو الان يسير بفخر الي جانبها شاعرا بأن جميع الرجال

الموجودين هنا يحسدونه عليها ..اما ايلسا ,فقد كانت تحس بالازدراء لهذا النصر السهل ..تتساءل باحتقار ,لماذا يقع الرجال ضحية مظهر


جذاب مخادع . وابتسمت لنفسها فجأة لدي التقاء عينيها بعيني روبيلا مايفل التي تعيش في "فيلدستون هاوس"الذي لا يبعد سوي ميل

واحد عن "اردال هال "

عندما توقفت الموسيقي رفضت ايلسا بأدب عرض شريكها لشرب المرطبات , واتجهت الي روبيلا التي قالت لايلسا قبل ان تفتح فاها :

تعالي الي قاعه الانتظار لنتكلم ..اموت شوقا لاعرف اخبارك . انا لا اجرؤ علي المجئ الي منزلك خاصة بعدما اصبح له "سيد

رفعت ايلسا حاجبيها بارستقراطيه :سيد "!

حقا ..روبيلا !ضحكت الفتاة ,ودست ذراعها بذراع ايلسا تحثها نحو المدخل المرتفع الذي يقع خلف قاعة للاستقبال وعندما وجدتا زاوية

هادئه ,جلستا "اخبريني كل شئ !صعقني الخبر وخلت للوهلة الاولي انه اشاعة ولكن ماذا تفعلين هنا بدونه ؟سمعت انه مسافر ولكنه عاد .

انت تعرفين كيف تدور الاخبار في بيئه مغلقة كهذه .


اخبريني روبيلا ماذا تقول الالسنه المتحركه .


انا ..حسنا ايلسا .. ثمة شائعة كريهه تقول ان ..إن (اردال هال)ليس ملك جدتك .وصمتت ,

في عينيها الرماديتين الكبيرتين اعتذار وتساؤل .


ترددت ايلسا ,غير انها وروبيلا ,رغم عدم وجود صداقة قويه بينهما منسجمتان .اخبرتها ايلسا بكل شئ .صاحت روبيلا :"ياالهي "!!


اشعر بأنني اقرأ رواية من وحي الخيال ."


ليست رواية فالرجل السخيف يؤمن حقا انه قادر علي املاء ما يريد علي..ولقد عارض مجيئي الي هنا الليلة ,بل تجرأ وقال لي انني لن اخرج !!

اتتصورين هذا ؟


ضحكت روبيلا .وكررت وهي لا تزال تضحك :الرجل السخيف ! ياله من وصف تصف به عروس زوجها بعد ستة اسابيع علي الزواج سألت


ايلسا :"وماذا تلوك الالسنه عدا ذلك ؟"

كانت ايلما تقول الكثير ,فهي مليئه بالكراهيه ..!فيما كانت تقول تلك الكلمات تغيرة اساريرها فنظرة ايلسا اليها بحيرة ,لكنها تراجعت عن

سؤالها عن السبب ,تسأل بدلا عن هذا عن طبيعة شائعات ايلما .

هي من بدأت بهذا كله ..في الواقع ..يبدو انها حصلت علي معلومات من الداخل وقد اشاعت انها وجدتك تعيشان علي ..علي ..اكملت


ايلسا بصوت منخفض :"علي الاحسان ".

نعم ,شئ من هذا القبيل .برقت عينا ايلسا ,مع ان كبرياءها تألمت ,الا انها تمكنت من المحافظة علي وقارها .وماذا قالت غير هذا ؟

قالت ان زوجك هو المالك الحقيقي وانه يوناني من جهة الام وقالت كذالك انك التقيت اخيرا ندك لانه نصف يوناني ..ضحكت ايلسا ,لكن

وياللغرابة ,لم تشاركها روبيلا مرحها ,وقالت بلهفة :"من المعروف عن اليونانيين انهم معتادون علي اخضاع نسائهم لسلطتهم .سيكون يونانيا


متفوقا من يستطيع اخضاعي .قلت ,انه منعك من المجئ الي هنا الليلة ؟فهل تحديته وخرجت ؟


هذا ما فعلت ,اردفت روبيلا بخوف :"لكن ..حين تعودين ..الن يكون غاضبا؟


ردت بثقة كاملة :"سيكون حين عودتي قد اوي الي فراشة".

قالت روبيلا :"انت واثقة من نفسك واحسدك علي هذه الثقة .اما انا ففارة جبانه .تبع قولها صمت قصير .ثم تبعت نظرة ايلسا نظرة


صديقتها :"ما بالك ؟اتعرفين ذلك الشاب ؟هزت روبيلا رأسها بحزن ,انه الرجل الذي قاد ايلسا بكل فخر الي قاعة الرقص منذ قليل..وقالت :

انه" روبن ستانفورد "..تعرفت اليه منذ اسابيع في حفلة ..حين كنت غائبة في "ايسوكس" بدأ انه

معجب بي كثيرا ,وقد صحبني الي حفلة عشاء راقص في "مانشستر"وذهبنا الي السينما كثيرا .ولكن منذ اسبوعين ,التقي ايلما ..وكان هذا


كل شئ .غص صوتها وهي تهز كتفيها فسألت ايلسا بحيرة:"لم اره مهتما بها الليلة ".لانه شاهدك .استقر علي وجه ايلسا تعبير


الاحتقار :"اذا كان من هذا النوع روبيلا ,فمن الافضل ان تنسيه .ربما انت علي حق ,ولكني وقعت في حبه رأسا علي عقب .آه ,ياعزيزتي ماذا


افعل ؟


انسيه


قالت روبيلا بحزن :"ربما انت علي حق "


ثم توقفت عن الكلام قليلا وغيرت الموضوع :"يقولون انك تزوجت ديكون هيلفيلد للبقاء في القصر فقط .كما يقولون ان جدتك هي من دبر الامر


كله ."

اصدرت ايلسا صوت غضب بلسانها :"اف للناس !!ليتهم ينصرفون الي شؤونهم .ان رأس الافعي هي ايلما فهي تحقد علي من مسألة


خطيبها .

اعرف ..وهي حقود فعلا انما ليست الغلطة غلطتك لقد وقع الرجل في حبك .لم يقع في حبي بل اغرم بي ..ياللمخلوق الغبي !! بعد صمت


قالت روبيلا :"اجل ,يبدو لي انه كان مجرد غرام .فقد تزوج سواك ..انك جذابه لذا ليس غريبا ان يلاحقك الجميع ..

روبيلا بالله عليك لا تتفوهي بهذه السخافات اعتقد انك تكرهين الرجال :"بل احتقرهم ,لانهم لا يسيطرون علي غرائزهم الحيوانيه ..فما المرأة


بنظرهم الا رفيقة فراش . "


قالت روبيلا ضاحكه وقد تذكرت فرانك وايت :"اراهن انك شعرت بسعادة كبيرة عندما دفعت فرانك وايت الي البحر .


كانت سعادة كبيرة فعلا ..!!


صمتت ايلسا لتطلق ضحكة صادقة ..وفي هذه اللحظه قررت ايلما الانضمام اليهما قائلة :"ايمكنني مشاركتكما النكته ؟ثم جلست في مقعد


فارغ مقابل مقعد ايلسا "وتلاقت عيونهما فعادت بهما الذكري الي المرة الاخيرة التي تحدثتا فيها ..وسرعان ما انخفضت عينا ايلما امام عيني


ايلسا التي ردت عليها ببرود :"انتهت النكته ".

برقت عينا الفتاة ,وقالت بصوت منخفض :"متعجرفه كحالك دائما ايلسا ..هل انت متعجرفة مع زوجك ؟ عجبا ..لماذا لا اراه برفقتك الليله ؟الا


يحب الرقص ؟يبدو انه مختلف عن اليونانيين العاديين فما اعرفه عن ذلك الشعب انهم يبقون نسائهم تحت جناحهم .وتركت صوتها يتلاشي


ببطء .

تبادلت ايلسا وروبيلا النظرات ولاحظت الاخيرة لمعان الغضب في عيني صديقتها ,فسارعت تقاطع الحديث بقولها :"يبدو انك سمعت اشياء



غريبه عن اليونان ايلما ..زوج ايلسا انكليزي من جهه الاب .


مع ذلك اتوقع ان يكون الدم اليوناني فيه هو الغالب كانت ايلسا علي وشك الرد بحدة ,حين رفعت نظرها لتري تقدم روبن ستانفورد نحوهن

.

وما هي الا لحظات حتي كان يجلس قرب ايلما .وارتبكت روبيلا ,وبدا ذلك واضحا في وقوفها السريع وقولها :"سأذهب الان اراك لاحقا


ايلسا ".وقبل ان تحتج ايلسا ,انطلقت مبتعدة .مع ان روبن اختار الجلوس الي جانب ايلما الا ان عينيه تركزتا علي ايلسا .فابتسمت له تقصد


اثارة ايلما ..واخذت تحدثه ,فتعلق بشغف بكل كلمه قالتها ,وجلست ايلما بلا حراك . بدا ان روبن قد نسي وجود ايلما وقال مبتسما يدعو


ايلسا :"هل نرقص ؟".


هبت واقفه وسمحت له بامساك ذراعها استعداد للعودة الي قاعة الرقص ,ولكن ,في تلك اللحظة بالذات ,اتسعت عينا ايلسا ,لانها رأت


زوجها يدخل في المدخل الذي يفصل قاعة الجلوس عن المقهي .اختبرت الغضب اولا ثم خفق قلبها وتمتمت تتخلص من ذراع


روبن :"ديك !..جدتي ..اهي ..هل اصابتها نوبة ؟

قال لها غاضبا :"اذهبي واحضري وشاحك !! كيف تجرؤين علي مخالفة رغبتي ؟ منعتك من المجئ الي هنا !! نظرا بغضب الي الاخرين ,ثم


استدار الي زوجته :"قلت لك احضري وشاحك فورا !! لاحظت ايلسا وجود المتفرجين الواقفين حولها ولكن الضحك المكبوت من ورائها هو ما


لفت انتباهها ..

نظرت الي وجه ايلما فرأت الحقد والانتصار الممزوج بالتسليه في عينيها السوداوين قالت ايلما بهمس ساخر :"اذن انا علي حق ..عليك


الطاعه والا قرر ان يعاقبك بالضرب ..قطع صوت ديك الاجش كلمات ايلما الخبيثه :"ايلسا افعلي ما اقوله لك فورا ..ستعودين معي الي المنزل !!



رغم الغضب الذي اشعل كيانها ادركت ان ابداء اي تحد قد يؤدي الي المزيد من الاذلال لها .بعدما اطلقت عليها نظلرة حاقدة ,توجهت الي


غرفة الملابس لتحضر وشاحها

الامل2
13-02-2007, 00:37
بانتظار جديدك اختي arianda ................. انا نزلت رواية جديدة ان شاء الله تنال على اعجابكم و رضاكم ........................... وآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآسفة على التأخير.......

ورده قايين
13-02-2007, 18:48
غريبه الروايه قبل ايام كانت كامله وانا رديت عليها والآن بعض الردود محذوفه ؟؟

arianda
13-02-2007, 19:45
غريبه الروايه قبل ايام كانت كامله وانا رديت عليها والآن بعض الردود محذوفه ؟؟

كلا ليست غريبة الرواية لأن الرواية التي أجبت عنها هي رواية أماني
و هذه رواية جديدة تدعى عاصفة الصمت

arianda
13-02-2007, 19:48
بانتظار جديدك اختي arianda ................. انا نزلت رواية جديدة ان شاء الله تنال على اعجابكم و رضاكم ........................... وآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآسفة على التأخير.......

طبعاً أنتِ معذورة لأنو كان عندك فحص و انشاء الله عملت فيه منيح؟؟؟
و أنا سعيدة لأنك نزلت رواية جديدة يلا أتركك علشان أشوفها

ورده قايين
13-02-2007, 23:45
مشكوره الآن فهمت روايتين في نفس الموضوع شكرا لك وان شاء الله تتحفينا بالمزيد

مجنونة انجل
14-02-2007, 09:59
مشكوووووره حبيبتي

علي الورايه

الحلوه

انا للحين ما قرايتها

بس حفظتها علي الجهاز

soso_55
14-02-2007, 19:32
تسلمي ويسلموووووووووووووووو ايديكي انشالله
ومستنيا القصة لتخلص
مش كورة القصة بتشد

arianda
14-02-2007, 19:38
مشكوره الآن فهمت روايتين في نفس الموضوع شكرا لك وان شاء الله تتحفينا بالمزيد

يلا الله يجعلها أكبر المصايب
مبسوطة لمشاركتك الحلوة

arianda
14-02-2007, 19:40
مشكوووووره حبيبتي

علي الورايه

الحلوه

انا للحين ما قرايتها

بس حفظتها علي الجهاز



أنا مقدرة ظروفك
الله يساعدك
و رح كفي الرواية الآن.............:مذنب:

arianda
14-02-2007, 19:43
تسلمي ويسلموووووووووووووووو ايديكي انشالله
ومستنيا القصة لتخلص
مش كورة القصة بتشد


مشكورة إلك لمشاركتك الحلوة
يلا ما رح طول عليك رح كفي القصة..........

arianda
14-02-2007, 19:46
ستكرهينني اكثر

امسك ذراعها وهما يتوجهان الي سيارته فحررتها منه ولكنه عاد فاستعاد مرفقها .

وكانت قبضة ديك في هذا المرة قوية مؤلمة تقدمت ايلسا

معه نحو الموقف بما بدا لزوجها انصياعا مدهشا .قال باقتضاب:"فلتبق سيارتك هنا ,سأهتم بأمر نقلها صباحا"

لم يتبادلا الحديث عندما ركبا السيارة التي شغل محركها فورا ,اخيرا تكلمت..

كيف تجرؤ علي المجئ الي هنا وإذلالي !كيف تجرؤ علي إهانة كرامتي ؟

استدار رأسه بحدة :"اجرؤ لانني زوجك "

لم يكن في كلماته اثر للغضب الذي كان يغلي في داخله

انت زوجي اسميا فقط !قلت لك قبل ان اخرج انني لم ادخل اتفاقيه الزواج وفي نيتي ان احمل نفسي عبء سيد علي ..

من الافضل مناقشة الامر حين نصل المنزل ..يجب ان نتوصل الي تفاهم ما !!

كان رده المنذر بالشر مختصرا:

وهذا بالضبط ما سأفعله

انا لا اخاف لذا ابعد نبرة التهديد عن صوتك !

انت لا تخافين مني حتي الان ولكنك ستخافين فيما لو استمريت علي هذا المنوال

اتهددني بعقاب جسدي انسيت ان جدتي تعيش معنا !!

رد عليها بهدوء :"اظن ان المنزل كبير بحيث يتسع لترويضك بدون ان تصل صرخاتك اليها "..

"لا تخطئ ابدا ايلسا ..اعرف كيف اسوس زوجتي "..

تسوس ! لا تجرؤن ابدا علي استخدام مثل هذه الكلمه معي".. لم يرد ديك ,فساد الصمت بضعة اميال .حاولت ايلسا التخفيف من حدة توترها العميق ..

ادهشها ان تتأثر الي هذا الحد ..فكيف تتأثر وهي من كانت دائما متعجرفة باردة ,مع الرجال ..

لقد كان لسانها وبرودتها خير وسيلة لردع اي رجل اما الان ..

نظرت شذرا الي الوجه المتجهم ..وكأنه منحوت من الصوان ..علي يد نحات انكب علي كشف كل ما هو شرير في نفس الرجل ,شرير وبغيض ..

اجل انه وجه شرير ..فجأة سرت رعدة رهيبة الي ظهرها ..اكانت تحلم يوما ان رجلا ما سيسبب هذا كله لها ؟

شعر بنظرتها اليه ,فالتفت اليها بسرعة ..لم تكن قسمات وجهه في عتمة السيارة مقروءة كما ان صوته خلا من الانفعال عنما قال :"

ان تحديك لي لغباء شديد ,فأنت دون شك عرفت انني لست الرجل الذي بإمكانك تجاوزه بهذه الطريقه ؟

ردت بعجرفة :"

لم اتوقع قط التعرض لمثل هذا الموقف .صدقتك حين قلت ان زواجنا ليس سوي اتفاق مصلحة "

انه هكذا ,وسيبقي ,اتفاق مصلحه ..ولكنني ارفض ان اذل ,ان مركزي يتطلب الاحترام ,وسأتأكد من حصولي علي هذا الاحترام من كل من له صلة بي .

وماذا عن اذلالي ؟تلك الفتاة التي كانت معي تكرهني ..ولابد انها الان تكرر للجميع ما سمعته .

كانت تعاني من العذاب نتيجة تخيلاتها ..سيسمع الناس قصتها ..وسيضحك الجميع .

قال زوجها يرد عليها بهدوء :"انت السبب في ما اصابك .لقد جرحت كرامتك ,وانت تستحقين ذلك ,واعلمي انها ستجرح اكثر اذا واظبت علي تحدي سلطتي "

جعلتها كلماته الاخيرة غير قادرة علي الرد لان غضبها بلغ اشده ..فركزت نظرها علي الطريق امامها ..تفكر فيما جري في الفندق ..حاولت ايلسا تصور ما ستشعر به في ما لو دخلت

الي غرفة اناس قد سمعوا باذلالها ..

عرفت ان ملاحظات عدة ستتناقل بين الناس :"هذا سيقلل من كبريائها قليلا !"

و "لقد حان الوقت لتلتقي بندها "وتملكت ايلسا كراهية سوداء تجاه الرجل الجالس الي جانبها

..الرجل الجالس ببرود وراء المقود رابط الأش ولكن قوته كانت بادية حتي ..حتي في ذرود غضبه المتأجج ..وها هي هذه القوة تثبت مصداقيتها ,

وتجعلها تحس ثانية انها اقل منه شأنا وقدرة .

اتسعت عيناها ..ورمقته جانبيا ..هل التقت ندها ؟

صعقتها الفكرة ولكنها سرعان ما ابعدتها عن فكرها بقوة ..ما من رجل قد يكون ندا لها ..!ولن يكون

بكل تأكيد اجنبي غريب سيدا عليها !!

استرخي حبا بالله ..

قطعت النصيحة الهادئه عليها افكارها ,فأدارت رأسها ..تبدي الدهشه ..فأكمل :"التوتر واضح عليك يا فتاة ..انت ثائرة واعصابك متوترة ..انك تؤذين صحتك بترك مشاعرك تستولي عليك ..


امامنا مسافة طويله حتي نصل ,ومن الافضل ان تستمتعي بالمناظر .

رفع يده عن المقود ليوجهها الي الزجاج الامامي ..

انها ليلة جميلة ,انظري الي القمر ,والنجوم .لا ترين عادة سماء صافية كهذه في انكلترا ..اما في اليونان ..

قاطعته بجفاء :"انا لا اهتم البته باليونان "

اعاد يده الي المقود :"ولكنك ستحبينها حين نذهب "

لن اذهب

سأبحث مع جدتك فكرة السفر الي اليونان ..اريد ان تلتقي بأمي وشقيقتي .

ان هذا مثير للاهتمام ..اخشي ان تصاب بخيبة امل لانني لا ارغب في لقائهما .

افهم مشاعرك في الوقت الحاضر ,غير انك ستتجاوزين ما حدث بسرعة ..وعندئذ سنتباحث امر السفر الذي اصر عليه .

تصر ؟

قال بلهجة عذبة :"

ايلسا ..ستوفرين علي نفسك الكثير من الحزن لو اعترفت منذ البداية بأن كلمتي هي القانون .ان قلت باننا سنسافر فهذا يعني اننا سنسافر ..

هل ادعاء السلطة يتوافق مع وعدك بأن زواجنا سيكون مجرد اتفاق مصلحه ؟

في كل اتفاق عمل ,ثمة شريك اعلي .

قالت ساخرة:"عدنا الي تحوير الكلام "

لم يرد علي هذا ,وبقيا صامتين فترة.

كانت السيارة تسير بهما علي طول ضفة النهر حيث ترتفع قطعة صغيرة من الارض بشكل عامودي

ولم يكن هناك نور في اي مكان فالطريق نفسه مهجور الا من سيارتهما التي تهدر بصوت منخفض وتنعطف بسهولة تحت يدي سائقها

القدير ..فجأة ,احست انها امنه مطمئنه وهذا ما شعرت به في المركب ..وتذكرت كم كان الاحساس بالامان لذيذا..

واخذت تشعر بالاحساس ذاته الان..

تكلم ديك ,يكسر الصمت :"هل تعملين بنصيحتي ؟وهل تستمتعين بما هو حولك ؟"

وكانت ويا للدهشه تستمتع فعلا ..لكنها اجابت :

كيف لي ذلك ,وانا اعرف ان المشاكل قادمه .

اوه .انت اذن تتقبلين واقع انك في ورطه ؟

قلت ان المشاكل قادمه ! واعني بيننا !!


اتعنين انك ستتشاجرين معي ؟

اريد الانتهاء من هذا الليله ! يجب ان احدد موقعك وموقعي .

هذا يعني ,ان تذهبي انت في طريق ,وانا في اخر ؟

بالضبط!

فلنفترض انني مضيت في سبيلي اليحد اصطحاب امراة الي المنزل ؟

كان يطرح السؤال ببطء وعيناه علي الطريق ,ولكن ,كان لدي ايلسا انطباع غير عادي ,بانه يعرف اي نوع من الانطباعات سيبدو في عينيها ..

صاحت ساخرة :"امرأة؟"

شعرت بالمزيد من التوتر وتراءت لها ايلما وهي تنشر الخبر في كل مكان .قالت ,ورنة غريبه في صوتها :"الم تقل انك لا تريد ان تفقد ماء وجهك ؟

وهل تعتقدين انني سأفقد ماء وجهي ان صحبت صديقة ؟

بكل تأكيد ..نحن هنا في الريف لا في مدينة كبيرة .

قد لا اصطحبها الي البيت بل ربما وضعتها في شقة صغيرة لطيفة في "باكويل "او "بوكستون "

صمتت ايلسا ووجدت نفسها تبلع ريقها بصعوبة ,,ولماذا تهتم ان كان له صديقه ؟بما انها لا تريده لنفسها .فيجب الا تتبني تصرفا متشددا ,وتطلب منه عدم التفكير في سواها ..

وجدت نفسها تقول ,وقد تلاشي الغضب من صوتها:"قد يخيب امل جدتي فيك "

ضحك ديك بمرح خالص .وأدار وجهه الاسمر اليها .قال بشكل غامض ملؤه النصر :"عجبا ..ليتك تعرفين كم لقولك هذا من معاني ايلسا "

قطبت وقالت :"انا لا افهم ما تعني "

ستفهمين يوما "

حين وصلا اخيرا الي المنزل اكتشفت ايلسا وياللغرابه .ان كل ما ترغب فيه هو ايجاد الهدوء في غرفتها ..ولكن ديك سارع الي تبني السلطة التي شعرت انه لن يفشل في فرضها عليها .فتح باب غرفة الجلوس ,وقال باقتضاب :"

الي هنا ايلسا ..فلننه هذا الامر ولنستريح "

دخلت الي الغرفة وهي تتسائل كيف استكان غضبها وولت رغبتها في مشاجرته .قالت :"انا متعبه ".

وكان ارتفاع جاجبيه اشارة الي انه يفترض بانها قبلت الهزيمة ,وهذا ما دفع غضبها الي الواجهه من جديد ..جلست باندفاع علي الكرسي ,لتقول بكل عجرفة :"

حسنا ..؟قل ماتريد قوله ..ولاقل ما اريد ..

هيأت نفسها ,متوقعه ان يمد يده اليها لتشدها بخشونه حتي تقف ولكنه ظل ينظر اليها بعينين ضيقتين وفي هذه الاثناء كانت احدي يديه في جيب سرواله ..والاخري تلامس ياقه معطفه ..

ما يجب ان اقوله ,يمكن اختصاره بهذه الكلمات ..علي زوجتي التصرف بأقصي درجات الادب والحشمه ..يجب ان تتصرفي وكأننا زوجان طبيعيان سعيدان ..هذا كل شئ ..
صمت ينظر اليها بترفع ,ثم اضاف ,بأشارة مهمله من يده نحو الباب:"

والان ..اذهبي الي النوم ..فلا اظن ان ما ستقولينه مطلوب الان ؟"

اشتعلت عيناها الخضراوان وتوهج الغضب في نفسها ,واشتدت قبضتاها تسحقان القماش الناعم ثم لم تلبث ان قالت بحنق :"

لا تجرؤن ابدا علي معاملتي بديكتاتوريه !واعلم ان ما سأقوله مطلوب بل هو ضروري !اولا ..:انا لا اقوم بما يتناقض مع الادب والاحتشام .

وهل دفع شاب محترم الي البحر تصرف محترم محتشم ؟

كان يستحق ذلك !

لا شك ان الرجل يستحق ..ولكن عملك لا يعتبر ابدا عملا محترما تقدم عليه سيدة ..كما ان تصرفك ذاك جعل الالسنه تلوك اسمك ..والدليل الجيد علي التربيه الجيده ايلسا ,هو ضبط النفس وعدم الوقاحه ..

صمت تاركا لها فرصه التعليق ولكنها لم تكن قد وجدت الكلمات حين اردف :"اعرف انك امراة مستعدة اذا ما مس احدهم كبريائك السخيفه الي التصرف بطريقه تجعل الناس يتناولونك بألسنتهم ,ولكن ذلك غير مهم في عزوبيتك اما الان وقد بت زوجتي فعليك التصرف بطريقة

متعقله ملؤها الادب والحشمه ..فاسم ايلسا مايون كان طبقا لذيذا للشائعات اما اسم ايلسا هيلفيلد فلن يذكر الا بكل احترام

arianda
14-02-2007, 19:47
ماذا تقول ؟اتقول انني حتي الان لم اكسب احترام الناس ؟اؤكد لك انني محترمة !اعتقد ان من اخبرك قصة ذاك الشاب الذي دفعته عن ظهر المركب قد ذكر لك سبب تصرفي ؟الا تحترمني

علي مثل هذا التصرف ؟

احترمك علي ما دفعك الي هذا التصرف انما لا تخلطي بين الامرين .

صمت ..فشاهدت تغيرا عجيبا تقريبا في اساريرة ,وتغيرت عيناه كذلك اذ اصبحت رقيقتي شفافتين .عبست ايلسا تحاول قراءة ما سبب التغيير ,ولكن سرعان ما تلاشت تلك الرقه وحلت محلها الواجهه القاسيه من جديد

انا استنكر تصرفك كما استنكر افتقارك الي السيطرة علي ضبط النفس ,فلم يكن ما فعلته ضرورة لابد منها .

وصمت مجددا ثم اردف :"انا مقتنع انه بامكانك معامله ذلك الشاب المغرم بطريقه اقل اثارة للفضيحه من تلك ..

تمسكت بسرعة بملاحظته :"اذن تعترف انني قادرة علي التعامل مع من يسئ الي من الرجال ؟

رد ببرود :"نعم مع معظم الرجال .انما لا تخطئ ابدا في تعاملك مع زوجك ايلسا ..فهو ليس بمغرم قد تحتاجين الي ايقافه عند حده ..انه رجل ..كان رجلا دائما ..وسيبقي الي الابد

يطلب الاحترام ممن يتعامل معه ..وهذا يشمل زوجته ..

كانت وتيرة صوته منخفضه ولكن فيها انذارا واضحا يحذرها من مغبه تحديه ..

قالت بعد صمت طويل :"انا لا ارانا وصلنا الي حل "

كانت تفكر في كلامه عن عدم وقوعه في غرامها .فكرت في كلمة مغرم التي تفوه بها ..انها زوجته ومع ذلك لم يحاول التحرش بها ..

نعم لا تنكر ان زواجهما قائم علي اساس عدم ادخال العاطفه فيه ولكنها ما كانت ستدهش في ما لو حاول التحرش بها ولو قليلا ..الا انه عوضا من هذا بقي ملتزما بحرفية الاتفاق ..ومن الواضح مهما كانت مشاعرة انه قادر علي السيطرة عليها ..

استحوذ عليها احساس غريب وقادها هذا الاحساس الي سؤال :"هل بدأـ تعجب بهذا الرجل ؟عليها الاعتراف باعجابها بمظهره كله بدءا من قسماته المنحوته باتقان انتهاء بشكل جسده الكلاسيكي

والان هل بدأت تعجب به بسبب سيطرته ؟هي غير معتاده علي ذلك من ابناء جنسه الذين تعاملهم بازدراء لئلا يسيئوا اليها ..لو كانت بسيطه قبيحه لما تعرضت لملاحقتهم ولكنها جميله وبسبب جمالها هذا يقع الرجال في حبها بسرعة غير ناظرين الي ما وراء واجهتها

رد عليها :"لم نصل الي شئ ؟اظنك تقصدين انك لم تصلي الي شئ؟"

تلاشي غضبها كله :"علينا توضيح مواقفنا الشخصيه ,انا لم اتزوج وفي خلدي الاستسلام لسيد "

تنهد بنفاد صبر :"انت عنيدة ايلسا .وسيكون من الايسر لك لو رضيت بهذا التغيير .للملرة الاخيرة اقول ,لن ادعك تنتقلين من مكان الي اخر كما يحلو لك ,,,ولن اسمح بأن تثيري الشائعات عن زواجنا او سعادتنا فلو شوهدت بمفردك طوال الوقت لانطلقت الالسنه في كل حدب وصوب "

اعترفت في نفسها بصدقهذا ..لكن كبريائها لم تسمح لها بتلقي الاوامر .ردت ,تستعيد عجرفتها :"سأعيش حياتي كما يحلو لبي ,وان شئت مشاجرتي بهذا الصدد فلا امانع انما اعلم انك ستتعب قبل ان اتعب .."

وهبت عن كرسيها برشاقه ,واتجهت الي الباب ..كانت يدها علي المقبض حين قال بصوت لاذع كالسوط :"تعالي الي هنا "

التفتت اليه بغضب متطاير :"ماذا قلت ؟"

كان جسدها النحيل متشنجا وكانت عيناها تحدجانه بكل غطرسه من رأسه الي اخمص قدميه ..شاهدت الخطوط البيضاء تبرز علي فمه ولاحظت الجليد في عينيه واحست ان الجو يتذبذب بالغضب ..كانت قوتها عظيمه وكبريائها في اوجها ..ولكن قوة هذا الرجل اخترقت عظامها ومع ذلك قاومت ..وقف ديك ولكنه لم يقترب منها .

قلت تعالي هنا !

اشتد ضغط ايلسا علي فمها :"ظننت ان هذا ما قلته !انت لا تعرفني ديك ..والا لادركت انك تضيع وقتك في محاولة السيطرة علي ..

انقطعت كلماتها وحاولت الهرب نحو الباب ..وجرها بخشونه الي وسط الغرفة ..قاومت بلا جدوى لتحرير نفسها ,ولكن مقاومتها فتحت الباب علي مصراعيه لغضبه فأمسك كتفيها وهزها بعنف ووحشيه

كانت علي وشك ان تفقد وعيها حين تلاشي اخيرا غضبه وتركها فترنحت غير قادرة علي ان تصدق ان هذا يحصل لها فعلا ..


تقوقعت داخليا بسبب هذه الضربه القاسيه لكبريائها :"اكرهك "

لم يكن العنف الذي تلقاه جسدها يذكر امام جرح كبريائها اتعامل هكذا ..وعلي يد رجل !!

ستكرهينني كثيرا فيما بعد ..ان لم ترضخي

لرغباتي باللين فسترضخين لها بالقوة ,ضعي كلماتي هذه في راسك المغرور"

كانت قد تمكنت من الوصول الي الاريكه ووقفت تستند الي ظهرها خافقة القلب متوترة الاعصاب كانت اصابعه قد تركت علامات حمراء علي بشرتها الناعمه الطريه اما اطرافها فكانت زرقاء

وهذه بدايه لكدمات كريهه ستظهر فيما بعد ..وسيكون في مؤخرة كتفيها المزيد من الكدمات ..اغمضت عينيها ,تغلي غضبا ..لم تفكر قط انها تعاني اذلالا كهذا .في البدء كانت الفضيحه في الفندق والان كان عنفه ..


نظرت اليه فإذا وجهه ما يزال شيطانيا مخيفا عديم الرحمة وكأنه ينظر اليها بأهمال او كأنه سئم منها احست ان مرجل غضبه ما زال مشتعلا ولهذا كبحت تهورها لتتكلم خشية ان تقول ما يزيد من سعير الاتون حتي بلغ حد الانفجار .

قال وعيناه تنتقلان من كتف الي اخر :"اذهبي الي فراشك "

نظرت اليه باحثة عن ندم الا ان نظراته ظلت غير مهتمه فشعرت بدون سبب برغبة في البكاء .قالت وهي ترفرف عينيها :"

لا ادري ما تحاول فعلة بي ..لكنني واثقه من وجود شئ ..

اسرت عيناه السوداوان عينيها قبل ان يرد بلهجة قاسية كالكلمات قبل قالها :

انا انوي سحق هذه الكبرياء وهذه العجرفه ..لن اسحقها فقط ..بل سأمرغها بالتراب !!

arianda
14-02-2007, 19:49
تخافه او تحبه ؟

فكرت ايلسا بهذا التهديد طويلا واقسمت الا يتحقق ما قاله ايمرغ كبريائها بالتراب ؟ياله من امل واه!

لكنها لمست بشكل آلي اعلي ذراعيها ,فما زال الالم موجودا وانتفضت الما عندما ضغطت .

لقد تعرضت كبرياؤها بدون شك الي ضربة مدمرة

ايلسا عزيزتي ,هل آذيت ذراعك ؟انها المرة الثانيه التي اراك فيها تمسكين بها .

قطع صوت السيدة كيلفير القلق علي ايلسا افكارها ,فرفعت راسها مبتسمه .

لا ..بالطبع لا ,اعتقد انها عادة سخيفه اكتسبتها .

لم اعهدك تقومين بعادات معينه عزيزتي .

ثم اتجهت عيناها الي الباب الذي انفتح .فأشرق وجهها بوضوح ,اما ايلسا فسحبت نفسا عميقا .كيف لزوجها البغيض ان يكسب محبة جدتها بهذه

السرعه؟ اشاحت بوجهها باحتقاراً.كان ديك يرتدي سروالا رماديا وقميصا مفتوح الياقه.

صاحت السيدة كيلفير ,بابتسامة مشرقه :

آه ديك .اجئت تنضم الينا لشرب الشاي ؟

جلس علي الاريكة مادا ساقيه امامه نحو النار .

اذا كنتما ترحبان بي فأنا احب الانضمام اليكما .

التفت الي زوجته العابسه فردت عليه ساخرة :"تسر جدتي دوما برفقتك "

قاطعتها جدتها :"بل تسر كلتانا برفقتك "

سأل زوجته :"صحيح ؟"

ردت بلسان لاذع :"طبعا "

ضحك ضحكة خافته ثم غير الموضوع مفكرا :

ذهبت الي "غريتمورهال"القصر الرئيسي ,فوجدت ان فيه امكانيات .

اتقترح ان نسكن هناك ؟

خرج السؤال اليا من فم ايلسا التي تذكرت انها اقترحت عليه يوما ان يسكن فيه عوضا عن انتزاع "اردال هال "

من جدتها .

بالطبع لا ..انه لا يشبه هذا المكان ابدا ..

هزت الجدة راسها :"اوافقك الراي ..انه متداع "

افكر في تصليحه وترميمه قبل فتح ابوابه للعامه .

يالها من فكرة رائعه .ولكنك ستحتاج الي عدد كبير من الموظفين ..

ايصعب ايجاد هذا النوع من الموظفين ؟

ليس الامر سهلا ,فالاعمال المنزليه لم تعد محبوبة ..وفي السنوات الاخيرة فقدنا العديد من الايدي العامله الشابه ,فالمدن تجذبهم

عندما جئت الي هنا كنا نستطيع الحصول علي مدبرة منزل وطاهيه بستين جنيها .

صمتت السيدة كيلفير ونظرت الي حفيدتها .ردت ايلسا اخيرا ليس لانها تريد المشاركة بالحديث بل لان جدتها التي لاحظت صمتها عبست بشدة .

كان الستون جنيها مبلغا كبيرا في تلك الايام .

لن تقبل ايلسا ان تكون السبب في اقلاق جدتها .لذلك حين نظر ديك اليها ,ابتسمت له .ولكنها لما رأت التسليه والسخريه في وجهه

تمنت لو لاذت بالصمت ,لقد تصرف في الصباح التالي علي الحادثة التي وقعت بينهما بالامس ..ومنذ تلك الليلة وهو يتصرف وكأن شيئا لم يكن .

لو استطعنا ايجاد موظفين .لفتحناه للعامه .

كان في صوته قلق ولكن ما لفت انتباهها استخدامه لصيغة الجمع ,التي خرجت منه اليا.

قالت السيدة كيلفير :"من الممكن ايجاد بضع اشخاص نستطيع الاعتماد عليهم للعمل تحت إمرة وكيل ,

يجب ان تضع اعلانا في الصحف المحليه ديك "

هز رأسه :"اجل ,سأفعل ذلك "

غير مرة اخري الموضوع ليذكر عطلة اليونان ..في المرة الماضيه ..اراح ديك بال ايلسا بشان ترتيبات النوم قائلا :"انه في حال سفرهم سيشرح لامه ضرورة

وجود فراش اضافي في غرفة السيد ة كيلفير ,لان ايلسا تضطر احيانا للنوم معها عندما تكون صحتها متدهورة ..

بدأت السيدة كيلفير وقتذاك متحمسه للرحلة.سيكون الامر رائعا ..!لم اذهب الي اليونان من قبل في الواقع ,لم اسافر كثيرا ..

متي سنذهب ديك ؟وكم ستطول رحلتنا ؟سأحتاج الي ملابس جديده .ايلسا:"يجب ان تصحبيني الي منشستر او الي ليفربول

لاتسوق .ساد صمت كان ديك وايلسا خلاله يكبحان ضحكتهما .اخيرا قالت ايلسا :"جدتي العزيزة ..انها مسافة بعيدة للسفر .علي اي حال ,انا نفسي غير متحمسه للذهاب

ديك يأخذ الامور وكأنها امر مسلم به .فكيف يتوقع مني ان اقرر هذا الامر فورا.

رد عليها :"انا لم اطلب منك ان تقرري "

تورد وجهها لانه ذكرها بوقاحه بانه صاحب القرار,وبأن عليها ان تنفذ ما يقول لها .لم تكن قادرة علي الرد .فنظرت اليه وهو يتابع التحديق اليها .

ونظرت جدتها اليها تهز رأسها ,وكأنها لا تفهم :غير متحمسة؟لكن لماذا عزيزتي ؟فما اروع رؤية بلد ديك الثاني .نقلت بصرها اليه :"اعتقد انك تريد ذلك لتعرفها الي والدتك

وشقيقتك ..اين تقيمان في اليونان ؟

اذكر انك تحدثت عن اليونان ولكنني.."صمتت فجأة ,وبحدة ,فادارت ايلسا نظرها الي ديك ..ولكنها لم تكن سريعه بما يكفي ,مع انها تستطيع ان تقسم

بأن ما اصمت جدتها ,اشارة من صهرها !

فقالت تركز عينيها علي زوجها :"لماذا سكت جدتي ؟ماذا اخبرك ديك ,ليثير اهتمامك باليونان ؟

هزت العجوز كتفيها بلا مبالاة .لقد نسيت حقا ..عزيزتي .كانت عينا ايلسا ما تزالان مركزتين علي زوجها الذي التوت شفتاه وبرقت عيناه السوداوان بالتسليه .

فسألته :الا تذكر انت ديك ؟

اخشي انني لا اذكر عزيزتي ..كما قالت جدتك الامر غير مهم .أمتأكد ؟

التفتت الي جدتها ,فلاحظت نظرتها الساهمة .اذا كانا يعقدان مؤامرة ما ,فتكون ايلسا محظوظة حقا ان تمكنت من دفع احدهما

ليزل لسانه .بعد ما ذهبت جدتها الي النوم مساء ,قالت له :"انه لعظيم تأمرك مع جدتي ,ولكنها اليست في صحة تناسب في رحلة كهذه ."

سأكلم الطبيب حين يحضر .

شهقت ايلسا ,وبدت ساخطه لانه يتولي الامور بنفسه بهذا الشكل ولكنه اردف :"اري ان عليناترك كبار السن يحيون حياة طبيعيه ضمن المعقول .

لماذا نبقي جدتك هنا ان لم يكن السفر مضرا لصحتها ؟

ستصاب بخيبة امل فضيعه ان سافرنا دونها .

ما كان عليك ان تثير موضوع العطلة في اليونان ..قلت لك انني لن اذهب !

هدئي روعك ايلسا ظننتك تعلمت درسا .لو كنت مكانك لامتنعت عن محاولة اختبار مدي صبري مرة اخري .

فأنت لا ترغبين في المزيد من الكدمات المؤلمه ..انت كريه !

وانت ...؟اذكر انني قلت انك اشد النساء فظاظه واكثرهن سوء خلق .يؤسفني ان اكرر ذلك ثانية لكنك كما وصفت ايلسا ..

اما سبب ما انت عليه فهوسك بكبريائك ..كيف بلغت هذا الحد من الهوس ,الذي هو ابعد عن ادراك جدتك وادراكي ؟

جدتي ؟اكنت تتحدث مع جدتي عن كبريائي ؟كيف تجرؤ؟

انها قلقه ..تقول ان كبريائك بلغت حد العجرفة .ولهذا ايلسا حملت علي عاتقي مسؤلية تحريرك من كبريائك ..

لم اهددك ليلة بتمريغ انفك بالتراب بدافع الغضب .للمرأة في اليونان تواضع محدد ,وهذا التواضع جذاب ومحبب ..


وسمح لصوته بالتلاشي فبدا بعيدا ومع ذلك محببا !!

لماذا تلفظ بكلمة كهذه ؟

ديك ..لماذا قلت هذا ..اعني لماذا استخدمت كلمة محبب ؟

نظر اليها بسرعة ,وكأنه يبحث عن شئ .كانت تجلس مستقيمه في مقعدها ,يداها في حضنها ورأسها مرتفع بطريقته المتكبرة المعتاده


غير ان رأسها ارتفع هذه المرة عن غير عمد لانها فعلا لم تكن تحس بالتكبر بل علي العكس كانت تشعر بما هو اكثر بقليل من الرضا


..احست انها ناعمة ودافئه .وادركت انها في مزاج متغير الذبذبات ,وهذا بحد ذاته مزاج جديد عليها ..ما من رجل اخر ,جعلها تحس هكذا ..

لكن ,من جهة اخري ,ما من رجل تمكن من الاقتراب منها كما اقترب ديك وما تعرفت الي رجل يملك قوة شخصية زوجها ,

قوة وجدت انها معجبة بها رغم انفها .جلست تترقبه ,نظر ديك اليها ,وعيناه تنتقلان من يديها الي شكلها المستقيم ,ثم الي رأسها ,المرتفع بكبرياء

وبدا كأنه سحب نفسا عميقا قبل ان يقول :"كنت اقارنك ,بالنساء اللواتي عرفتهن في اليونان .ران سكون رهيب علي الغرفة ..

كان الحطب في الموقد المنخفض العريض يشتعل بصمت مضفيا دفئا علي الغرفة .ابتلعت ايلسا شيئا مؤلما في حنجرتها ,واخفضت عينيها ,

تنظر الي يديها المطبقتين ..ما هو الرد الذي كانت تنتظرة ؟ماذا ارادت من هذا الزوج القاسي ..من هذا الرجل الذي نعتها

بالفظاظه وسوء الاخلاق ,والذي عزم النيه علي تمريغ انفها في التراب ,الرجل الذي تخيفها قوته ..اجل ,لقد استخدمت هذه الكلمة اخيرا معترفة .لقد جعلها تحس بصغرها ليله حفله الفندق .ونجح مرة اخري في جعلها

تحس بالصغر وهي علي المركب ..وهاهو يقارنها ثانية بنساء اليونان .

نظرت اليه .انه وسيم خال من النقصان وهو الي ذلك انيق ,مميز الطلعة بهذه البشرة النحاسية ,وبخطوط وجهه الكلاسيكيه .تحولت عينا ايلسا الي شعرة الاسود

المتموج ثم نقلتهما الي كتفيه العريضتين والي خصرة النحيل .بدا كمن ينتظر تعليقا منها ,فقالت كلمات لم تكن تعنيها .ولكنها خرجت منها لا اراديا:"

هل قارنتني ..ووجدتني مرغوبة ؟

وجدتك مرغوبة بكل تأكيد ..لكن امامك طريق طويلة ,قبل ان تمتلكي جاذبية يمكن مقارنتها بجاذبية نساء اليونان .

اشتعل غضبها ,ولم يخطر ببالها انه غضب اثارة الالم لانها بكل بساطة لا تعرف معني ان يؤلمها رجل ,فما من رجل اثر في ضربات قلبها او دفع بخفقاته لتتسابق .

كانت ترسل كل رجل منهم مجرجراًاذيال الخيبه .

ان كنت ادني منهن درجه الي هذا الحد ,فلماذا لم تختر يونانية زوجة لك؟

نظر اليها بأزدراء ,مستهجنا غضبها متجاهلا ما قالته ..اذ قال ساخرا :"الكبرياء مرة اخري ؟لقد جرحت كرامتك بما قلته.

لذلك غضبت ..يالهي يا فتاة !كم سأروضك في ما بعد !

برقت عيناها !وامتقعت وجنتاها بلون احمر قان :"

تهديدات اخري ؟قد ارد لك الصاع صاعين !

قال بهدوء يبعث علي الجنون :"هذا سيوفر لي عذرا جيدا لتأديبك "

امتقع وجهها :"لو عرفت جدتي انك تكلمني بهذه الطريقه لارتاعت ..ولو اخبرتها بمعاملتك لي لكرهتك .

كان صوتها هادئا انما الغريب انها وجدت نفسها مصدومة بسبب اشتعال غضبها .وتنهدت ..ليته لا يكون عدائيا هكذا !

سألها يشئ من التسلية :"هل اجد لمحة غيرة بسبب صداقتي مع جدتك ؟

نظرت ايلسا الي النار المشتعلة وهي لا تدرك ان تغيرا كبيرا احتل قسمات زوجها الذي نظر الي وجهها المضاء بلهيب احمر

من حطب الصنوبر المشتعل .رقت اساريرة الي درجه الحنان ,وتحركت حنجرته ,وكأن عرقا كان ينبض فيها .

قالت اخيرا منكرة :"لا اغار ,غير انني لا افهم لماذا احبتك بهذه الطريقه .يتملكني انطباع احيانا بأن هناك شيئا ما بينكما "

نظرت اليه مباشرة وهي تتكلم ,فرأـ حاجبيه يرتفعان استفهاما ..ولكن ما لم تره .كان الانتفاضه الصغيرة التي بدت عليه بعد سماع كلماته

شيئا ما بيننا ؟ما طبيعة هذه الفكرة الغامضه ؟

هزت رأسها :"

لا ادري كيف اشرح الامر ..مثلا لماذا توقفت جدتي عن الكلام فجأة بعد ظهر اليوم ؟

توقفت عن الكلام ؟لم الاحظ ذلك ..

هزت كتفيها بنفاد صبر وقالت مستسلمة :"

لا بأس..انما لا استطيع السماح لجدتي برحلة كهذه ..

قلت لك انني سأكلم الطبيب الذي سيساعدنا علي اتخاذ القرار .

انا عن نفسي ,لا اريد الذهاب !

انه العناد ,والكبرياء.قلت لك انك ذاهبة ,وهذا ما اثر في كبريائك .ولكنك ستسافرين معي الي اليونان سواء اردت الذهاب ام ابيت

arianda
14-02-2007, 19:51
وهجت عيناها ,واستعدت للمشاجرة:"
اتصدق حقا انك قادر علي اجباري؟

تنهد ثم تكلم بتسامح مدهش وبصبر كبير وكان بذلك يحاول تجنب العداء المفتوح.

سنري ايلسا ما اذا كنت قادراًعلي اجبارك علي المجئ.اما في الوقت الحاضر فلنسقط الموضوع كما اننا غير واثقين من قدرتنا

علي ترك جدتك بمفردها او علي اصحابها معنا .

وان لم نستطع تركها او اصطحابها معنا .

وان لم نستطع تركها نذهب معا ...
لن تملي علي ارادتك!!

قال بلهجة حازمة لن تلين:"

ايلسا ..قلت اننا سنسقط الموضوع في الوقت الراهن .

كانت ايلسا اول من تكلم مع الطبيب حين قام بزيارته الرتيبه بعد ثلاثة ايام .كان ديك في الاسطبل مع جواده الجديد"قدموس"

وهو حصان عربي اصيل ذهبي اللون ,اشتراه من رجل اسكتلندي .عندما رأته ايلسا قالت :"


انه جميل !وعملاق!

بدا ديك مسرورا بحماس زوجته :"اعجبك اذن"

طبعا اتهتم اذا اعجبني؟


ابتسم بسخريه خفيفه لهذا السؤال الذي لا لزوم له .


من عادتي ان اختار ما اشاء في امور هامه كهذه ولكنني مسرور لانه اعجبك ,بامكاننا الان امتطاءالجياد معا عوضا عن الخروج بمفردك كل


صباح وسيكون ذلك منذ الغد.

بدا لها قوله آمرا فرفعت راسها وقالت بحدة انها كانت تمتطي جوادها بمفردها منذ زمن طويل وهي الان تفضل ذلك .فلاحظت تلك النظرة


الفولاذيه التي باتت تعرفها

خير معرفة ولكن ويا للدهشة ارتد عنها .

استقبلت ايلسا الطبيب في المكتبة وهناك سألته :"

اود ان اسألك إن كان بأمكان جدتي السفر .انا شخصيا لا اظنها قادرة علي السفر ,اما زوجي فهو مصمم علي ان ترافقنا الي اليونان .

صمتت قليلا ,ثم اردفت ببطء :"

اعتقد انك توافقني الرأي بالنسبه لعدم قدرة جدتي علي السفر .لوت ابتسامة فم الطبيب ,وقال بلهجة غريبه :"

اتقترحين ان ابلغ زوجك انني امنع جدتك من السفر ..سيدة هيلفيلد ؟

امتقع لونها بسبب هذا القول الصريح ,لكنها رفعت رأسها وقالت بكبرياء :"

بل اتوقع منك التصريح بما تؤمن انه الافضل لها .

سأفعل هذا بالضبط سيدة هيلفيلد ..اتلاحظين انها لم تصب بنوبة قلبيه منذ بعض الوقت ؟

نعم منذ زواجي .

بالضبط منذ زواجك ..زواجك رفع حملا ثقيلا عن كاهلها وها هي الان تتمتع بصحة جيدة .

اتعتقد انها لن تصاب بضرر ان سافرت الي اليونان ؟

هذا ما لا استطيع الرد عليه قبل ان القي نظرة عليها اليوم .واضيف سيدة هيلفيلد ,انني احبذ لكبار السن العيش حياة طبيعية قدر الامكان

انها كلمات ديك ...

قد تقصر هذه الرحلة من عمرها ايها الطبيب..

إن كانت حالتها سيئة فسلأمنعها بكل تأكيد ..اما الان فاعذريني ,سأذهب لرؤيتها .

قالت له ان زوجها يريد محادثته .اضافت :"

انه في الاسطبل ,سأرسل في طلبه .

شكرا لك سيدة هيلفيلد .

ابتلعت غضبها فمن الواضح ان الطبيب لا يقف في صفها .توجهت الي الاسطبل لتنادي ديك الذي كان يرتدي ثياب الفروسية .قالت له :"

الطبيب هنا .

وهل جاء ؟لقد بكر في الحضور !!

هزت رأسها ,تربت عنق الحصان :"انه مع جدتي في غرفة الجلوس "

سأقصدة لاتكلم معه .

رفعت نظرها الي جانب وجهه ,ورأت ان علي ملامحه نظرة مرحه اليوم .تحرك شئ في اعماقها ,شئ غير جديد عليها ,

ولكنه اقوي واوضح .تجنبت السؤال الذي تأرجح علي حافة تفكيرها لكنه ظل ملحا وثابتا وهو ينذر بالبروز الي عقلها الواعي قريبا طالبا الرد .

كانت الرحلة الي اليونان مدبرة ..بدت الجدة منفعلة كطفل صغير ..ويا للغرابه !اما ايلسا فأصبحت مؤخرا هادئه علي غير عادتها وكانت تكره ان


تقابل عيناه النافذتين عيناها لتجنب ما قد يحدث لها في ما لو حصلت اخيرا علي الرد عن سؤالها .تذكرت اعلانها الساخر امام ايلما انها لن


تقع في الحب ابدا ..

ولكن هذا بالضبط ما اصابها !!

صدمها هذا الاكتشاف خاصة لانها رفضت لعدة ايام مواجهة السؤال بحزم ...وكرهت حتي الاجابه عليه..


حاولت مرات ومرات تنحيته وادعاء عدم وجوده ولكن الرد عليه جاء اخيرا علي حين غرة ..


كانت مرة هي وديك يمتطيان الجياد ..وكان الوقت صباحا فيه الجو منعش تشوبه تلك الرائحه الحادة النافذه التي تسبق قدوم


الخريف ..شعرت بأن النزهه منعشه بل هي اروع نزهه قامت بها .

كانت تعترف بذلك لنفسها حين علقت قدم جوادها في جحر ارانب ,وتعثر راميا فارسته.

سرعان ما اصبح ديك قربها يلتقطها لتقف ..احست بيديه القويتين تحت ذراعيها..واحست بقسوة جسمه وهو يشدها اليه كما شعرت بشكل


خطير بوجهه فوق وجهها وبأنفاسه الباردة علي خدها .

ارتجفت وتلقت صدمة ولكنها لم تكن واثقه ما اذ كان ما رأته في عينيه لهفة ام عكس ذلك ولم تكن واثقة ما اذا كان في صوته لهفة وخوف

ايلسا !هل انت بخير؟

رفعت وجهها اليه شاعرة بتلك الرجفة تسري في كيانها كله .كانت قادرة علي الابتعاد عنه وعلي القول انها بخير ..غير انها اكتشفت ,ان من


الروعه والمتعه اتباع الغرائز ..وهكذا ظلت ملتصقه به شاعرة بأقصي درجات الراحة بين ذراعيه ..


وفي تلك اللحظه بالذات جاءها الرد علي سؤالها ..فارتعشت بعنف وخجل وأجابت عن سؤاله :"

انا بخير ..ليس هناك ععظام مكسورة .

الحمد لله ! لقد اخفتني يا طفلة .

سألت متردده مطأطئه الاهداب عمدا :"صحيح؟"

اذن هذا هو الامر ..طالما اكدت لنفسها انها لن تجد مثالها الاعلي ...ولكن ..كيف حدث لها هذا ؟فهي لم تعجب حتي بديك..فماذا عن


تسلطه ,وماذا عن تهديده لها بتمريغ انفها بالتراب ؟

كان عليها ان تكرهه علي ذلك لا ان تحبه !!

انا علي علم به ولكنني نسيت ..

ثم تلاشي صوتها ..كان تفكيرها كله منصباًعلي رفيقها غير انها تمعنت عن اضافة هذا الي ما تقول .

اقادرة انت علي امتطاء الجواد ثانية .ام تفضلين السير ؟

توقف مبتسما فاسترقت اليه نظرة من تحت اهدابها ولاحظت الراحة التي طغت علي اساريره وكانت هذه الراحه وهذه اللهفه قد حلت محل


ذلك التعبير الغامض .

ام ربما علي ان احملك؟

ما اروع ان يحملها ولكنها في مثل هذا الموقف ستخسر شيئا من كبريائها بكل تأكيد ..قالت بسرعه :"لا ,ديك .لا حاجه الي ذلك .انا قادرة


علي السير "

الا تريدين الركوب ؟

هزت رأسها نفيا..

وهكذا عادا الي المنزل سيرا عبر الحقول والغابات .وفي الطريق اندست احدي يديه تحت مرفقها وامسك بالاخري عنان ستار لايت وقدموس معاً.

منذ تلك الرحلة باتت تتوق الي رحلة اليونان رغم قلقها علي جدتها ,في احد الايام وفيما كانوا جالسين عشاء نظرت الي زوجها وقالت :"

لم يسبق ان سافرت جدتي جوا.

ردت الجدة :"سأكون بألف خير يا عزيزتي "

وقال ديك :"ستكون جدتك سعيدة برفقتنا "

وهزت ايلسا رأسها ..مع ان عينيها اضطربتا لانهما التقتطتا نظرة زوجها ..للمرة الثانية تري ذلك التعبير الغريب الذي رأته في عينيه مرة قبل


الان وكان ذلك يوم كانت علي مركبه ,

وضطربت كثيرا لان جدتها لم تحضر لرؤيتها .في تلك المناسبه بدا ديك او السيد هيلفيلد غير قادر علي اشاحة عينيه عن وجهها ..


قال لها يومذاك انها لغز محير وظنت انها سمعت تنهيدة نفاد صبر تخرج من بين شفتيه .

قال لها ديك وهما كالعادة بعد العشاء بمفردهما في غرفة الجلوس الصغيرة :"لا تقلقي ايلسا "

كانت الموسيقي الهادئه تصدح في الغرفة والحطبات التي في اضافتها الي الموقد تزغرد,فسبحت الغرفة في نار ملتهبه رائعه تؤثر في مطلق


انسان يمتلك مشاعر ..ومع انها كانت معتادة علي هذا ,

الا ان ايلسا نظرت الي ما حولها في اعجاب ..الامر الان مختلف ..صحيح انه مألوف غير ان نظرتها الحالمه انصبت علي الرجل الجالس في


الجانب الاخر .

شاهدت وجهه تحت وهج النار ,واحست بحنان كبير لا تدري من اين اتاها ..كان في اعماقها احساس بألم لذيذ ..ما اروع الوقوع في الحب


ولكن هل سيحبها ديك يوما ؟

فطالما ابدت له تعجرفها ونادرا ما اظهرت له العرفان بالجميل علي ما فعلة لها ولجدتها .

التفتت مرة اخري الي الوجه الجذاب ,الصارم بتزمت .فإذا به ينظر اليها مبتسما ببطء,وعيناه تسألانها عن رد عما قاله ...

لا استطيع الا الشعور بالقلق ديك ..انت تعلم اننا لن نسامح انفسنا اذا ما اصابها مكروه.

لدينا تأكيدات الطبيب لذا علينا اصطحابها.

اجل اعترف بهذا ..انما اخشي عليها كثيرا لانها كانت كل دنياي لمدة طويلة..

ظهر تعبير غريب علي عينيه :"والان؟"

ردت تنظر اليه مباشرة :"لدي زوج الان"

ماذا تفعل ؟اتغازله؟كادت الفكرة تخنقها,ورفعت رأسها .لن تذل نفسها هكذا!

التمعت عينا زوجها ,وغضنت جبينه تقطيبه مفاجئهبسبب هذا التغيير غير المتوقع ثم قال :"

اجل لديك زوج..

آلمتها تلك الحدة في صوته الا انها لم تظهر شيئا من المها ذاك بل علي العكس ,كانت باردة لطيفة بكياسه ,مبتسمه.

بعد وقت وهي في غرفة نومها .تقف قرب طاوله الزينه ,تحدق الي صورتها في المرآة ,سمحت لالمها بالظهور .فامتلأت عيناها بالدموع لانها


تذكرت الحديث المتوتر الذي دار بينهما ..لقد بدا لها ديك

بعيدا عنها ملايين الاميال ..ومع ذلك كانت قوة شخصيته تصل اليها ..وعرفت بطريقة ما انه يريد منها ان تستغني عن كبريائها الباردة


وان تتبني التواضع ...

ابداً!!لقد قررت...

قال لها ديك في النهاية وهو يرفع يده متثائبا :"سآوي الي فراشي ,عمت مساءً"

ولم ينتظر حتي ليري ما اذا كانت ستصعد معه ..لقد تركها هناك تجلس قرب النار ..فشعرت بالضياع والوحدة لاول مرة في حياتها ..

arianda
14-02-2007, 19:53
كبرياء وتواضع

في الطائرة نظرت الي الاسفل باتجاه جزيرة كورفو فتذكرت بعض ما قرأته عنها

.كسرت الجدة الصمت الذي ران علي الثلاثه :"

انها رائعه !!انظروا الي هذه الغابات الخضراء المورقه والي الذرة الذهبيه

في الحقول والي الخلجان التي تشبه البحيرات ..

ديك ان ألوانها لاروع ما رأيت .

هز رأسه .ونظر الي زوجته .وتمتم وكأنما لنفسه :"

ان لونها كعيني ايلسا ..الازورد ..هو ما بين الاخضر والازرق.

تورد وجه ايلسا بفتنه .واخفضت اهدابها الطويلة التي ظللت وجنتيها ,سألها فيما تفكر

وهي تنظر الي الجزيرة التي يقتربون منها ,فقالت:"

تذكرت ما قرأته عنها .

ارتفع حاجباه :"وهل قرأت عنها ."

وماذا اكتشفت .

كان مزاجه رائعاً.متسامحا ..

اكتشفت ان دوق ادنبرة ,زوج الملكة ,ولد في كورفو.

ضحك ديك ,وسألها عما اذا كان هذا اهم ما قرأته عن الجزيرة .

فأجابت :"

لا بالطبع ..لكن ما ذكرني بأنه يوناني الاصل ..يميل المرء الي نسيان ذلك لانه يبدو الان انكليزياً.

وما هي الاشياء المهمه الاخري التي عرفتها؟

اخبرته ايلسا ,فأضاف سؤالا:"وماذا عن "ناوسكا"و"اوديسوس"؟

انتفضت ايلسا :"لا اعرف ما تعني "

هنا مكلن لقائمها .

صحيح؟

قاطعته الجدة :"يخت ايلسا اسمه"ناوسكا"لقد انقذتها منه"

رد مهجئا الكلمه:"وغلبتها"

كررت الجدة حائرة:"غلبتها؟"

شرحت ايلسا :"في السباق يا جدتي..ان اسم مركب ديك هو "اوديسوس"

صحيح ..ان هذا لمثير للاهتمام.."ناوسكا"و"اوديسوس"كانا حبيبين .الم تجده علي الرمال في مكان ما؟كان مطروحامن سفينته المحطمه,كما اظن؟

قال ديك وهو ينظر الي زوجته بمكر .

هذا صحيح جدتي ..كانت مخلوقة ناضجة التفكير ,اصرت علي البقاء فيما اختفت جميع حورياتها بكل حذر.

قطبت الجدة تركز تفكيرها .

اوه ..اجل ..لقد كان عاريا ..ياللرجل المسكين .

ردت مجفلة :"هكذا اذن "

ضحك ديك:"اعلرفت الان ما قصدته حين قلت ان من المناسبان يهزم "اوديسوس""ناوسكا"؟

لم تقل ايلسا شيئاً,وكانت السيدة كيلفير هي السباقة للقول ,لانها لك تدرك معني ما قيل :"

اتعني انها تستحق الضرب لانها بقيت هناك مع الرجل المسكين الذي لم يكن يملك ما يسترة .اوافقك الرأي كانت فتاة وقحه !

ضحك ديك وايلسا علي قولها هذا .وبعدما بدت حائرة هزت العجوز كتفيها ,وشاركتهما الضحك .ثم قالت بعد دقائق منفعلة :"

اننا نهبط ..ديك عزيزي..اشكرك من كل قلبي علي هذه الرحلة .

ان لم تهدئي فقد تجدين نفسك علي الطائرة العائده الي انكلترا.

يالك من متسلط ! انا بخير ..لم اشعر قط انني افضل حالا !

مع ذلك عليك ان تلزمي جانب الحذر فتجنبي الانفعال .

ارسلت والدة ديك سيارة الي المطار لاستقبالهم ..انطلقت بهم السيارة فوق الطريق الرئيسيه ثم تجاوزت جزيرة "بيليكاس"تتسلق منحدرا حادا.وراقبت ايلسا جدتها فلم تر اثرا

للتعب علي وجهها بل علي العكس ,كان يطفح بالانتعاش.

اشار ديك وهو يلتفت:"

هاهي القرية فوقنا .يقبع منزل والدتي فوقها تماما..

بدت القرية ساحرة .كانت مجموعه متحلقة من المنازل المطلية بالوان براقه ..وفيما هم صاعدون الي الاعلي ,لفت انتباه ايلسا منظر

البحرين الايوني والادرياتي الساحر اما الجزيرة فامتدت تحتهم بروعه .

سحبت السيدة كيلفير نفسا عميقا :"منظر لا يصدق"

وتبادلت ايلسا الابتسامه مع زوجها ...وقالت:"انها منفعله من فرط السعادة!

احست ايلسا بالامتنان لزوجها لما كان يوفرة لجدتها..وهذا ما ظهر عليها ولانها المرة الاولي التي يري فيها المتنان علي وجهها تحولت

ابتسامته الي سخرية خفيفه .بدا غير قادر علي نسيان اجحافها يوم انقذها..اما اليوم وبسبب جدتها ,فلم تتردد في اظهار تقديرها,وشكرها لما يفعلة ..قال يهز رأسة:"

انت فتاة غريبة ايلسا ..غريبه حقاً.

احمر وجهها ,واشاحت نظرها عنه..كانت تعلم ما يعني ,وتمنت فجأة ,لو انها لم تولد بمثل هذا الكبرياء الزائدة .

خرجت السيدة هيلفيلد وابنتها ,ايفا ,لدي سماعهما صوت السيارة,وقام ديك بالتعارف ولم يكن هناك مجال للخطأ في انه كان فخورا بزوجته,فتخلي قلبها عن احدي

خفقاته ..صافحت السيدة هيلفيلد المديدة القامة كابنها السيدة كيلفير قائلة :"نحن سعداء بلقائكما .ضمت ايلسا اليها تقبل خدها ثم اقتربت

شقيقته لتقبيلها ايضا .نظرت ايفا الي ايلسا باعجاب ظاهر ثم التفتت الي اخيها لتكشف ما بتلك النظرة عن مدي تعلقها به .قال ديك وذراعه حول كتفي ايفا :"

تعالي الي الداخل ..جدتي ..اتحبين الذهاب الي غرفتك حالا للاستلقاء قليلا ؟بالتاكيد لا ..كانت مستقيمة القامة تسير رافعة الراس

بدا اثاث المنزل مختلفا عن اثاث منزل "اردال هال"ولكنه فخم مثلة .اتسم المنزل بالترف والذوق الرفيع فادركت ايلسا ,لاول مرة ,

ان ديك كان ثريا حتي قبل ان يرث الاملاك في انكلترا .

صفقت السيدة هيلفيلد بيديها وهي تقول :"انتم تريدون بلا شك ترتيب انفسكم .عندما ظهرت الخادمه اعطتها تعليمات لمرافقة السيدة كيلفير الي غرفتها .

لقد فعلت ما طلبت مني ديك ..خصصت لك ولايلسا الغرفة الجنوبية الكبيرة .شكرا امي ..التقت عيناها بعينا ايلسا فشاهدت في تألقهما

سخرية ماكرة قبل ان يقول لامه :"هل نقلت حقائبنا الي الغرفة ؟"

هزت راسها :حملها ديمتري كلها ..غرفة السيدة كيلفير هي الغرفة المجاورة لغرفتكما .فيها سريران صغيران .اليس هذا ما طلبته في رسالتك

للاستخدام وقت الحاجه ؟

تبعت اليسا الخادمه بدون ان تنظرالي خارج الغرفة ,وكان ديك وراءها .سمعت ضحكته الخفيضه وهم يرتقون الدرج

كانت السيدة كيلفير مع الخادمة التي اوصلتها الي غرفتها ..وقطبت ايلسا ما ان اصبحا في الغرفة بمفردهما .فقالت له :"سيكون الامر صعبا"

صعبا؟لماذا؟

"حسنا..لو نمت مع جدتي طوال الوقت".

صمتت مضرجة الوجنتين:سترتاب الخادمة وقد تذكر ريبتها امام امك.

هذا محتمل جدا.ولهذا اعمدي الي ترتيب فراشك في الصباح فبذلك لن يعرف احد شيئا.

اجل اظنني سافعل هذا ..سارتبه كل صباح ..تقريبا.

نظرت حولها .كانت الغرفة كبيرة ورائعة خزائنها بيضاءومقاعدها من المخمل القرمزي الاحمر,

وستائرها بنفسجية اما البسط حول السرير فقرمزية .رأت ايلسا في احدي الزوايا اناء فيه زهور فقالت:

انها غرفة جميلة ..والمنظر.هل لي ان اخرج الي الشرفة؟

فتح لها الباب:"طبعا".

لحق بها فشعرت به قريبا ,وعرفت ان ذقنه فوق راسها مباشرة بل ظنت ان شعرها يتحرك,ولكنها ليست متاكدة .ربما انفاسه حركته.احست بالتوتر

والاثارة.وتاقت الي الشعور بذراعيه حول قدها.تسائلت ما قد يحدث,لو استدارت.وواجهته..

arianda
14-02-2007, 19:53
تمتمت بصوت اجش:"

هذا المنظر ..رائع..هل تنمو هذه الزيتونات علي سفوح التلال.

اجل في كورفو,تنمو اكبر اشجار الزيتون في اليونان.

البحر شديد الزرقه..

انه لون مبهج..

المنازل هناك في الاسفل..جميلة ..انها قرية جميلة.

سنزورها غدا.

ايمكن ان نذهب اليها سيرا علي الاقدام؟

كانت تتكلم بسرعة متفوهه بما يخطر ببالها..تالمت شوقا الي لمسته.ولكن الكبرياء..الكبرياء وحدها حالت دون ان تستدير..لن تسمح له برؤية حاجتها اليه..واجاب:"

بكل تاكيد .اذا رغبت .لكن يجب ان نترك الجدة هنا.

نسيتها للحظات..سنذهب بالسيارة اذن.

بعد لحظات لحقته.كان يقف وسط الغرفة ينظر اليها ..تمتمت وهي تتجنب نظرته:"

ملابسي..ساضطر الي تركها هنا؟اعني لو وضعتها في الغرفة الاخري لارتابت الخادمة بشئ.

التوت شفتاه"يستحسن تركها هنا "

نظرت اليه بريبة لانها واثقة انه يكبح ضحكه,فجأة .ضحكت هي :"اليس الوضع شاذا؟"

رد دون ان يبدي شيئا مما يشعر به من تسليه:"

انه هكذا فعلا.

لكنها احست غريزيا انه يريد ان يضحك وانه لسبب ما يتمسك بقناع التجهم ..رأته يراقبها بحذر .وكأنه يتوقع حدوث شئ ما .حيرتها تصرفاته الي درجة بدأت معها تحس بالاضطراب,وسعت الي الاختباء خلف وقارها.وبهذا غيرت الموضوع لتقول:"

سأوضب ملابسي.

تبع قولها صمت غريب..بدا وكأنه يتنفس بعمق قبل ان يستدير ويلتقط حقيبته الجلدية الثقيلة.

افعلي ما شئت,ولا تهتمي بي.

عضت علي شفتيها بقسوة..ماذا فعلت؟مدت يدها لتلتقط حقيبتها لكنه سبقها اليها ووضع حقيبتها علي السرير وفتح لها الغطاء.

شكرا لك ديك ..اية خزانه سأستخدم؟

اخرجت سروالا ابيض اللون ووضعته علي الفراش .رد عليها طوعا :"اختاري ما شئت"

سآخذ هذه اذن.

لم تشعر بعدم الثقة بنفسها كحالها في هذه الايام .ماذا يصيبها ؟لكن لم السؤال ؟


لم تعد المراة ذاتها التي رفضت بكل عنجهيه مساعدة ديك حين علق مركبها في الرمال بل لم تعد المراة التيتزوجها فهي الان فتاة تحب !

وتشعر بالحاجة الي محبة زوجها ولكن بسبب الكبرياء لم تستطع ان تتبع رغبتها .او توصلها اليه.فهي لم تعامله قط بطريقة قد تدفعه بها الي ان يحبها .فكيف تستطيع كشف مشاعرها ؟والانكي انه من غير الائق ان تقوم هي بالمبادرة الاولي..


قالت بعد ان انهت تفريغ حقيبتها:"

يستحسن ان اذهب لاتفقد جدتي .

كانت متوترة ,ففي هذا الموقف بالذات ,بدت قوة شخصيته اعمق من ذي قبل ووجدت نفسها تتقبل الواقع بانه لو اراد,لفعل الان بها ما يريد!

اشتعل سخطها بسبب هذا الاعتراف المذهل ,ورفعت راسها عاليا.كانت علي وشك ان يعلق معطفه في الخزانه,لكنه التفت اليها فجأة.وسأل بصوت قاسي:"هل من خطب؟"

نظرت اليه ببرود:"لا ..سأتفقد جدتي فقد ترغب في ان افرغ لها حقيبتها"

بدت عيناه حادتين ومنفعلتين:"

لقد ذهبت ليديا معها ,ومن الطبيعي ان تساعدها في توضيب اغراضها .

ردت بعناد :"ساذهب علي كل حال ,اراك وقت الشاي؟"

وجدت نفسها مرة اخري تتكلم لاجل الكلام فقط .كانت نظرته جافة اما صوته فتخللتة نبرة باردة.

هذا ما اتوقعه .

ثم اشاح وجهه عنها .وقفت دقيقة وجزء منها رقيق يكره ان يتركه ,واخر بارد غارق في الكبرياء يدفعها للذهاب.

تركت الغرفة اخيرا واغلقت الباب بهدوء خلفها..ثم توجهت الي غرفة جدتها.

قدم شاي بعد الظهر علي الشرفة خاج غرفة الجلوس الرئيسية وكانت ليديا قد حملته بنفسها ,لاحظت ايلسا الاواني الفضيه اللماعة

فأعجبت بها .

ابتسمت السيدة هيلفيلد لكنتها قائلة:"

اخبريني كل شئ عن هذا الغرام العاصف ايلسا..فأنا لم اعرف عنه شيئا من ديك..فهو كما رايته متحفظا لا يكشف عن كنه نفسه.

وجدت ايلسا نفسها تميل بدفء اليها ..فمما لا شك فيه ان والدة ديك سعيدة بهذا الزواج.نظرت ايلسا الي زوجها ,المشغول بالحديث مع اخته ,فرفع نظرة اليها بنظرة ساخرة .

لقد التقينا اول مرة حين انقذني ديك من ...من الغرق.

من الغرق؟

الم يقل ديك شيئا عن هذا؟

ترددت ايلسا لانها تشعر بنظرة زوجها المترقبة اليها.فمن الواضح انه مهتم بالطريقة التي ستعالج بها الموضوع.

قررت ان تفاجئه بسرد كل شئ .بالضبط كما حدث .

قالت تعترف :"

اخشي انني لم اكن ممتنه له في البداية ..لكن ,اترين ,لقد جرح كبريائي حين دعاني "انسة استقلال"؟

جرحت..؟

وضحك الجميع ..اما صيحة ديك المستهجنه فأعلمتها بانه نسي ما قاله وانه يكتشف لتوه سبب معاملتها السيئه له .

تدخلت السيدة هيلفيلد مبتسمه:"

ان هذا لا شئ عزيزتي ..فهذا بالضبط ما قد يقولة ديك.فلديه جو من التشامخ احيانا,ولكنه لا يقصد الاساءة,علي كل حال اخبريني الباقي.

كان الامر صعبا جدا..خاصة ان ايلسا لم تكن تعرف ما قاله ديك لامه ..نظرت اليه نظرة توسل ,فسارع الي اقاذها معترفا بانه وقع في حبها منذ البداية تقريبا..اصغت ايلسا

الي هذا الكذب الواضح ولكنها شعرت باستغراب من قدرته علي الكذب علي امه بجرأة.

وبدت الجدة مشغولة بافكارها,لانها كانت تهز راسها وفي عينيها تعبير متباعد ,

اخيرا تكلمت ايفا ,بخجل:"

ان هذا لرومانسي !اظنك محظوظة جدا ايلسا ..

انبها شقيقها بلطف:"ايفا,كلامك غير دبلوماسي ابدا"

قامت بحركة مستنكرة بيدها :"ليتك تفهمين ما قصدت ايلسا "

بالطبع افهم ايفا.

اخذت تنقل نظرها من الفتاة الي امها ..تتذكر ان ديك ذكر لها التواضع ..


اذا كان هذا التواضع موجودا هنا فهو غير مرئي ..ولكن شعرت به كامنا ..انما بعيدا عن هذا ,هناك شئ جذاب

غير عادي في هاتين المرأتين ..خاصة في السيدة هيلفيلد ,اليونانيه .


ان اكثر ما اثر في ايلسا هو جو الصفاء والسكون المتحلق كالهالة حول حماتها ..كانت مثقفة

ليها كبرياؤها ,ومع ذلك كانت امراة بكل ما للكلمة من معني ..اجل اولا واخرا هي امراة لطيفة وانثي مغريه بشكل يسلب الالباب

عندها عطر روحي يلقي الفء علي من حولها .

نقلت ايلسا نظرها اخيرا فوجدت زوجها يركز عينيه علي وجهها ..وسرعان ما عرفت انه قرأ افكارها .

اراد ان تقابل والدته .لتكتشف جمالها الداخلي ولتحس بتواضعها الذي هو علي الارجح ركيزة جمالها .لقد جاء بها الي هنا لتتلقي درسا في التواضع .

هل يتوقع من زوجته ان تحاكي امه ؟تصاعد الغضب فيها ,ومعه العجرفه ..كيف يجرؤ علي نصب امه مثالا لها ؟كيف يجرؤ علي استخدام هذه الطريقة الماكرة ليشعرها بصغرها امام والدته ؟اهذا جزء من خطته ليمرغ كبرياءها بالتراب؟

انتزع الغضب اللون من وجهها ,وتحولت عيناها الي ذلك الظل الاخضر الذي يصحبها في حالتي الغضب والسخط ..ومضت عيناها ترسلان اليه رساله تخبرة بانها غير مهتمة وبأنها ترفض ما يريد بشدة .

بدا وكأنه سحب نفسا عميقا ,كانت افكارة في تلك اللحظة افكارا بعيدة جدا عن اللطف

arianda
14-02-2007, 19:56
لا كبرياء مع الحب

كان مقدرا لديك واليسا ,ان يقضيا يوما كاملا بمفردهما بعدما قررت السيدة كيلفير

المكوث في المنزل عوضا عن مرافقتهما في جولتهما المقررة .كان الاتفاق اصلا ان يخرج الخمسة في سيارة

والدة ديك ,ولكن السيدة هيلفيلد احست بقليل من التعب,وقالت

ايفا ,انها تفضل البقاء معها..ثم اعلنت السيدة كيلفير في اخر

لحظة ان الرحلة ستكون متعبه لها ..ولكن ايلسا لم تنخدع فقد

عرفت ان جدتها تتعمد البقاء,لتستطيع هي وديك البقاء معا يوما

كاملا.

قال ديك,لاليسا التي كانت تنتظرة للانطلاق معا الي السيارة:"

لا تروق لك كثيرا فكرة خروجنا.

كانت مشاعرها مختلطه ..فمن ناحية تتوق الي قضاء هذا اليوم

معه ..ومن ناحية اخري ما تزال تشعر بالسخط لانه ما احضرها الي

هنا الا لتتلقي درسا في التواضع من امه,ولكنها قالت :"لا ادري لماذا

تقول هذا؟"

عبس ديك وهز رأسه:"لا تستطيعين حتي ان تكوني صادقة"

قالت ببلادة ذهن متعمدة :"صادقة؟"

صر علي اسنانه بنفاد صبر :"ان كنت جاهزة فلننطلق"

قاد السيارة الي القرية التي توقفا فيها بضع دقائق لشراء حقيبة

مطرزة كانت قد شاهدتها في وقت سابق.بعد ذلك تابعا المسير نحو

عاصمه الجزيرة نفسها ..وهناك ذهبا الي مقهي صغير حيث تناولا فيه مرطبا اسمه"تستنتسي"

صاحت ايلسا بعدما تذوقته:"انه من الزنجبيل"

هذا صحيح..ولقد ادخلة الانكليز الي هنا عبر الهند"

ابتسم لها ولكن وجهها ظل غير متأثر فمن الواضح انه يحاول تجنب العداء

لكنها شعرت بان اعصابه متوترة ,ومن المحتمل ان تنفجر بسرعة وعندئذ

ستقول له رأيها بما فعلة لاصطحابها الي هنا!

بيد انها سرعان ما بدأت تنسي غضبها فالجولة لطيفة مريحه,وديك مصمم علي الاذعان لرغباتها في التوقف والتفرج .

او التجوال في الازقه الصغيرة ,لمجرد التمتع.

وصلا الي طريق ضيقة,حيث كان الغسيل معلقا علي الشرفات...فقال لها ديك:"

كانت هذه يوما اكثر القصور الفينيسيه الطراز جمالا.كانت السيدات ينظرن عن الشرفات الي الفرسان وهم يتعاركون

في الاسفل.

ولكنها في حالة مزرية اعني القصور.

هز رأسه :"لكل طابق مالك مختلف .وهذا سبب عدم العناية بها".

اقتربا من الكاتردائيه بعد قليل فسألت ايلسا عما اذا كان بأمكانهما الدخول اليها..جائهما القسيس مبتسما

يفرك يديه..فلاحظت ايلسا التعبير الساخر الذي تراءي علي وجه زوجها..

وسألها القسيس:"

اتريدان رؤية بقايا جثة "سانت تيودورا"؟

رفعت نظرها الي ديك فالتقط نظرتها ولكنه انتظر حتي تبتسم هي هذه المرة.

وهذا ما فعلت ,ثم قربت باندفاع مفاجئ يدها من يده,فأمسك بها ,ونظر اليها قبل ان يضغط

عليها بشدة ثم لم يلبث ان تركها..احست بقشعريرة تمر في اوصالها ولامست حرارة ناعمه اطراف وجنتيها,

انها بادرة الحب الاولي التي يظهرها ديك ومع انها لم تكن شيئا يذكر .

شعرت ايلسا بأن قلبها كان يخفق بسرعة اكبر من المعتاد ,وما السبب الا بارقة الامل التي ترافقت مع ما فعلة ,

والطريقة التي راح ينظر فيها اليها الان ..كان القسيس يقول :"سانت تيودورا"هي زوجة الامبراطور (تيوفيليس )


الحاكم البيزنطيني في القرن التاسع .ارتجفت ايلسا ,ولكن القسيس كان يقودهما فتبعته وتبعها ديك ليسألها عابسا:"

اتريدين حقا رؤية هذا الشئ المخيف ؟"

هزت رأسها نفيا ولكن قبل ان تقول شيئا ,كان القسيس قد ازاح الغطاء عن التابوت .كانت تستلقي في الظلال المعتمه

مومياء بلا رأس ..انحني القسيس وقبل يدا قبيحة ممدودة .شهقت ايلسا بصوت منخفض:"يالله!كيف تستطيع ذلك؟"

هز ديك رأسة ,وقال القسيس ,منتظرا :"يجب ان تقبلاها ."ارتجفت ايلسا مرة اخري وارتدت بعيدا .

كانت الكنيسة التاليه التي دخلا ..كنيسة "سانت سبيردون"قديس الجزيرة المحلي الذي يسمي نصف الذكور هنا علي اسمة.

عندما تقدم قسيس اخر ,متفائل ايهما يسألهما اذا كانا يريدان تقبيل قدم المومياء ,اخذ ديك زوجته من ذراعها وقادها الي الخارج ..حيث شهقت:

"لماذا يفعلون هذا؟الامر مرعب جدا!"

بل هو بربري ..فلهذه المومياء مظهر عابس خبيث ..

وليس لتلك المومياء رأس؟

بلي لها رأس ولكنه مغطي بالقماش الاسود.

قالت بقرف :"

يالها من طريقة لجني المال ..

ومن يعلم ان كانت هذه المومياء حقيقية ام لا؟

ان اهل اليونان بسطاء ساذجين ..

صمتت ,ونظرت اليه باعتذار مردفة:"

ما كان علي قول ذلك .ضحك :"لا تهتمي لي .فطالما اعتبرت نفسي انكليزيا ,انما لا تقولي شيئا امام امي .."

لا ..لن اقول لها ما لن يعجبها .ظل ديك يمسك ذراعها ,ووجدت نفسها تأمل الا يتركها ابدا ..فلسبب سخيف مجهول ,كانت تسمع جدتها تقول :"

ما اروع ان يكون للمرء شخص هو له وحده"

اقترح ديك العودة الي السيارة للتوجه الي قصر الامبراطورة "اليزا بيت"لتناول الغداء لانها حاليا مطعم وكازينو .عندما وصلا للقصر توجه الي المطعم حيث كانت فرقة غجريه تعزف علي الات مختلفة .


اطلت الشرفة التي جلسا فيها علي غابة رائعة وعلي حديقة غناء فيها تماثيل الشقيقات التسع الاواتي تقول الاساطير انهن تحمين الشعر والموسيقي والغناء ...


قالت ايلسا :"الحديقة رائعة ولكن التماثيل قبيحه "

اوافقك الراي ولكن المعروف انه كان للامبراطورة ذوق سقيم بل اظنها امراة مجنونه


ماذا اصابها؟

جلس الي احدي الموائد واجابها :"اغتيلت ..واشتري القيصر القصر لسكنه الصيفي .كان الظلام قد بدأ يخيم علي الجزيرة حين سألها ديك


عما اذا كانت قد اكتفت ..تنهدت ايلسا برضي وقناعه وقالت :"لقد احببت كل لحظة توقفنا فيها ديك.اشكرك علي منحي هذا اليوم الرائع.

ابطء السيارة ,وكأن قدمه انتقلت الي المكبح ,ونظر اليها بدهشة,فتورد وجهها في العتمه,كان يفكر في ان شكرها له عفوي خالص.

انتهت العطلة بسرعة مدهشة,فأسفت ايلسا حقا ولكنها ودعت حماتها وشقيقة زوجها,اللتين بدتا حزينتين للفراق ,غير انه حين اتفق الجميع علي ان تزورهم امه واخته في انكلترا

لقضاء عطلة الميلاد ,شعروا براحة اكبر .قالت الام بحماس:"

اكاد اموت شوقا لرؤية منزل ديك الجديد..انا احب انكلترا ,فقد عشت فيها سنوات عديدة لكننا كنا نعيش في الجنوب ..واخجل ان اقول انني لم ازر يوما الشمال .

قالت ايلسا :"شمال البلاد جميل جدا"

لم تستطع ان تفهم ,لماذا لا يزور الاجانب الجانب الشمالي من انكلترا .اردفت:"

منطقةديربي شاير بشكل خاص لها جمال مميز.اليس كذلك ديك؟

ابتسم لحماسها .لكن حماسته كانت تعادل حماستها حين رد ان الريف هناك جميل فعلا.

لم تمض علي عودتهم سوي بضعة ايام حين اعلن ديك عن رغبته في الذهاب الي ايسوكس.

سأغيب ليله لابيع اليخت ..وسأقابل مشتريا يوم الاربعاء .

اتبيع "اوديسوس"؟

لقد احبت الابحار ومع ان شيئا لم يذكر بالنسبه للذهاب الي اسوكس الا انها كانت تتوقع زيارتها يوما ما .وتطلعت قدما للابحار مع ديك..

خاصة منذ اكتشفت مشاعرها نحوه..قال لها وقد لاحظ خيبة املها.

فكرت في الامر ..ولا اري اننا سنقدر علي الذهاب الي هناك هذه السنة ,فالشتاء قادم ,لذا قررت بيعه .في السنه المقبلة سنشتري واحدا اخر اكبر منه .

التمعت عيناها :"هذا رائع .لدينا منزل صيفي هناك وستكون الجدة بخير فيه ,ولن ننام علي اليخت .."

تركت صوتها يتلاشي تدريجيا ثم لاذت بالصمت للحظات قبل ان تضيف بمرح:"

جدتي قد لا ..لا ...

وعضت علي شفتها تشيح بوجهها بعيدا.

قال لها بلطف :"لا ..ايلسا ,قد لا تكون الجدة معنا "

سافر بعد الغداء مباشرة فرافقته ايلسا الي السيارة متمنيه لو ترافقه الا ان كبريائها حالت دون ان تطلب .وكانت متوترة الاعصاب لانه

لم يفكر في دعوتها الي مرافقته.

قالت له وهو يستعد للانطلاق:"

كن حذرا ديك..ستعود مساء الغد؟

هز رأسه ,ينظر اليها كأنه ينظر شيئا ,او يأمل في شئ ..ابتسمت له مودعة.فارخي المكبح اليدوي ثم انطلق,تبعته عيناها

وتسائلت عما اذا كان ينظر اليها عبر المرأة ..هل سيلوح لها ؟لكنه لم يفعل ,وهي لم تفعل كذلك .

arianda
14-02-2007, 19:57
همست لنفسها عابسه:"كان علي ان الوح له"

لكن الوقت قد فات ,واختفت السيارة عن ناظريها.لم تكد تدخل الي المنزل ,حتي شاهدت من

نافذة غرفة الجلوس امرأة شابة تتقدم من جهة الحقول فصاحت بفرح:"

هذه روبيلا

قالت الجدة بصوت متعب :"

روبيلا ؟انا مسرورة عزيزتي ..لم تريها منذ زمن طويل اليس كذلك؟

اجل..

لم تكن قد التقت بها منذ ذلك المساء الفظيع الذي اذلها فيه ديك,وهي لم تخرج منذ ذلك الوقت اولا لانها كانت خائفة من ديك ,وثانيا لانها لم تكن قادرة علي اظهار وجهها بعدما حدث..

لكن السبب الرئيسي هو عدم رغبتها في الخروج بدون زوجها ,فقد تلقيا دعوات وسيخرجان معا

من الان فصاعدا ..كما اقترح ديك ان يقيما حفلة عشاء في القريب العاجل .عندما اصبحت روبيلا في الباب خرجت ايلسا لتتلقاها قائلة:"

ما اروع رؤيتك مجددا!

ثم صمتت عندما لاحظت اسارير صديقتها المتجهمه..

هل من خطب؟

هزت روبيلا رأسها .وصلتا الي الصاله الصغيرة وهناك التفتت الي ايلسا قائلة:"

انا تعيسة جدا ايلسا ..واحسست انني يجب ان اكلم شخصا.لا يمكنك التحدث الي امك بأشياء كهذه.

قدمت ايلسا مقعدا قرب النار ,ودعت صديقتها للجلوس.

ما الامر ..روبيلا...اهو روبن؟

هزت صديقتها رأسها بحزن .وشدت ايلسا حبل الجرس لتطلب الشاي.

كنت مجنونه عندما وقعت في حبه .لكنه كان معجبا بي حتي التقي ايلما..ظننت ...ظننت..

قالت ايلسا بقسوة:"هل شجعك؟"

ردت بصراحه :"ليس بالضبط ولكننا كنا منسجمين"

نظرت روبيلا الي يديها وتنهدت:"

لا اطيق الذهاب الي اي مكان هذه الايام لان روبن وايلما دائما معا..

صمتت ايلسا متذكرة كيف كان روبن مستعدا لتجاهل ايما عندما كانت هي هناك ومتذكرة ايضا كيف ركز اهتمامه علي ايلسا وحدها..

ايستحق منك هذا الاضطراب روبيلا؟فأنا اراه شخصا متقلبا .

اتشيرين بذلك الي تلك الليله عندما حول اهتمامه اليك؟

هزت ايلسا رأسها وقد تورد وجهها بسبب تبدل تعابير وجه روبيلا التي سمعت بما فعله ديك ,لكنها لن تذكر الامر ابدا.

ستجدين من هو افضل منه بكثير روبيلا ..لا اراه شخصا يعرف ما يريد مطلقا.

ايلما جذابة جدا ..

وانت كذلك ..جذابه من الداخل ايضا..وهذا اهم من مجرد الجمال حسب رأيي..

هذا رأيك انت اما الرجال فتتوجه قلوبهم الي الجميلات.

لانهم اغبياء!

لكن روبن لطيف.

حقا؟!

تنهدت روبيلا:"


اعرف ان روبن متقلب ولو ظهرت في حفلة الرقص لترك ايلما ولسعي اليك وجدت نفسها تسأل

هل ستقام الحفلة الراقصه في البالاس هذه الليلة؟

اجل ..لكنني لن اذهب .

لو ترافقنا الي الحفلة ووجدته قد ترك ايلما وصب اهتمامه علي فهل ستقتنعين بأنك افضل حالا بدونه؟

اتسعت عينا روبيلا :"ستذهبين الي الحفل بعد كل ما ..ما ..

صمتت متأخرة فظهر عليها الذنب والاعتذار .سألتها ايلسا بتجهم..

:"اذن تعرفين كل شئ كنت اعرف ان ايلما لن تترك فرصة الا وتنشر فيها القصه.

تصاعد اذلالها مرة اخري ,حتي كاد يخنقها ..مع ذلك ,لم تشعر بالغضب من ديك..وكررت روبيلا:"

ستذهبين الي الحفله الراقصه الليله؟

اذا آمنت انها ستساعدك علي معرفة كنه روبن وجعلتك تخرجينه من تفكيرك.

لكن ..زوجك؟

انه مسافر حتي الغد .اضطر للسفر الي ايسوكس في عمل .

لكن .الن يعرف.

فكرت روبيلا لحظه ,ثم اعترفت اخيرا :"سأستمتع برؤيتك وانت تسلبين ايلما روبن".

ردت بجفاء :"بدون شك ولكنني اشد اهتماما بشفائك مني بهيامك".

تنهدت روبيلا :"

ليس ما بي هياما.اعرف انك ستستخفين بي ,ولكنه حقا شاب لطيف ,ولو عرفته جيدا لاعترفت بما اقول.

امتنعت ايلسا عن التعليق رغم شكها في ما قالته صديقتها..وفكرت ان روبيلا ستشفي من تعلقها بروبن ان استطاعت ان تثبت لها اي نوع من الرجال هو.

ولكن في الحفله وجدت ايلسا انها قد تغيررأيها بشأن روبن لتوافق صديقتها رأيها .ففي الواقع هو شاب لطيف مقبول حين يتعرف اليه المرء عن كثب .وذهبت روبيلا لتتحدث الي اصدقاء

وأما ايلما فلم تحضر حتي الان وهكذا وجدت ايلسا الوقت الكافي للتفكير في مزايا الرجل وبدأت تتعجب من سرعة تقلب مشاعره,

مررت بجرأة اسم صديقتها في الحديث فرأت انقباضا مفاجئا علي وجهه ,فسألته:"

اتعجبك روبيلا ؟

هز رأسه بلا تردد ,وطافت عيناه في الغرفه ,وكأنه يبحث عنها ,كانت قد دخلت الي قاعة الرقص مع ابن عم لها صدف وجوده في الحفله الراقصه ..وأجاب :"

اجل ,تعجبني كثيرا"

حارت في امرة فقالت :"خرجتما معا فترة علي ما اعتقد "

هذا صحيح .

هل تشاجرتما؟

لا ..ابدا.

ارتبكت ايلسا..ولم يبد لها انها تحرز تقدما كذلك رغم جهدها .اخيرا قالت:"

ليتك لا تعتبرني متطفلة,فأنا صديقة روبيلا ومن الطبيعي ان اهتم ..قل لي ان اهتم بشؤوني ان كنت ازعجك..

بعد كلماتها هذه بدا وكأنه قد توصل الي قرار,وسرعان ما سمعت ايلسا سبب فتور علاقته مع روبيلا ..كان روبن يأمل ان تتطور علاقتهما الي ما هو دائم..لكن سرعان ما برز ما حال بين روبن وبين تودده اليها..

تابع الكلام ثم توقف فجأة ,ليقول لاليسا ان ما يقوله سري للغاية وانه يأمل ان تدافع عنه امام روبيلا التي تتجنبه بعدم الظهور في اية مناسبة اجتماعيه قد يكون فيها موجودا .بعد ذلك تابع سرد قصته حتي انتهي .

صمتت ايلسا مفكرة للحظات:"

اذن ,حاصل هذا كله ان ايلما بعدما قررت ان تتخذك لنفسها..

رفعت يدها تسكته لانه حاول مقاطعتها :"بعدما قررت اتخاذك لنفسها ,استخدمت بخبث ما يشبه

الابتزاز .لتحقق ماربها ؟

يحتاج والدي الي الارض المحاذيه لمنجم الرصاص .وهي ملك والد ايلما,وفي الواقع تلك الارض مهمله ولاولا ايلما لوافق والدها بسرعة علي بيعها .عندما كادت الصفقة تنهار حزن والدي لانه لن يستطيع اتمام خطة عمله ثم التقت ايلما والدي ولا ادري ان حدث ذلك صدفة .

وكانت النتيجه ان حصل علي معلومات تكفي ليقول لي لو انني عاملت ايلما بلطف فستتم الصفقه.

وهكذا نقلت اهتمامك من روبيلا الي ايلما .

كنت مضطرا .فوالدي يواجه خطر خسارة ثروة .واحسست انني مدين له ..لكن..


اكمل وعيناه تبرقان غضبا :"

كنت سأتخلي عنها عقب الصفقة مباشرة .

لكنك كنت تخرج مع ايلما مؤخرا ...اليس كذلك ؟

لم اخرج معها منذ تمت الصفقة ..

ولكن روبيلا تعتقد انك تخرج معها ..ولهذا ظلت متوارية عن المناسبات ..قالت انها لا تطيق رؤيتك مع ايلما طوال الوقت .

عض روبن علي شفته :"

اذن لهذا السبب لم اراها مؤخرا ..اردت الاتصال بها ولكن هاتفهم علي ما يبدو معطل .ثم قررت زيارتها غير ان الامر صعب علي ..احسست انني نذل .واظنني اقتنعت بانها لن تسامحني ابدا .

ما كان يجب ان تقتنع بمثل هذه الحماقة .

arianda
14-02-2007, 19:59
قال لها بحرارة:"انت حلوة المعشر ايلسا.علمت انك فتاة عظيمه منذ البدايه ..لم اعرف ما هو الامر ..ومع ذلك اردت التعرف اليك ,اتذكرين انني خاطرت بالاساءة الي ايلما ..

ولكنك لا تذكرين ذلك علي الارجح"

وهز كتفيه دلالة احباط..فقالت :"بل اذكر"

عندما تبدلت تعابير وجهه علمت انه كان يتذكر ما حصل حين اندفع ديك مهاجما مجيئها .ظنت ان روبن انجذب الي جمالها كسائر

الرجال ..ولكن الواضح انه كان يأمل فقط ان يتعرف اليها كصديقة .وهذا ما اعجبها فيه فهو منيع امام جمالها.

لم يخطر ببال ايلسا ان ديك قد يكتشف امر ذهابها الي الحفلة الراقصة اثناء غيابه .ولكنه اكتشفه بطريقة جعلتها ترتبك .وتتمني لاول مرة في حياتها لو تستطيع اذيه اي شخص ,جسديا.

كان هذا في اليوم التالي علي عودته من ايسوكس حين عرض فجأة مرافقتها الي باكويل للتسوق.

يلزمني بضعة اغراض من الصيدليه,واريد شراء بضعة قمصان.

وكان ان ترافقا قالت ايلسا وهي تريح جسدها علي المقعد الجلدي .

ما اروع ركوب السيارة بدون قيادتها .

اذن استمتعي في مقعدك الوثير.

بعدما اوقف السيارة في موقف السيارات قال لها :"ما رأيك باحتساء الشاي؟"

رائع!

لم تفكر اطلاقا انها قد تلتقي ايلما في المقهي .

ايلسا!

اجفل الصوت ايلسا التي كانت قد جلست مع ديك الي مائدة قرب النافذة ..اكملت ايلما بصوت شبيه بمواء قطه :"

ما اسعدني برؤيتك ..هل تمتعت بالرقص ليلة الثلاثاء ؟انا لم احضر الحفلة ولكنني اخبرت بأنك كنت هناك.


رفعت عينيها السوداوين الي وجه الزوج الوسيم:"

الا يحب زوجك الرقص ؟سيفسد عليك متعتك ان اضطررت للخروج بمفردك دوما.

اشاحت ايلسا وجهها عنها .وانصرفت ايلما ..اما وجه ديك فاشتعل غضبا ثم قال لها وعيناه مشتعلتان غيظا:"

لقد تحديتني اذن ! ما ان ادرت ظهري حتي..انتظري حتي عودتنا الي المنزل!

ما ان عادا الي المنزل حتي صب ديك نيران غضبه الوحشي علي رأس زوجته .لقد جعلها ترتجف فيما مضي ,لكنها هذه المرة .اضطرت للبكاء كذلك.

انت لم تترك لي مجال للكلام...

ليس هناك ما اريد سماعه!فالكبرياء والعنجهيه دفعتاك الي التحدي .انت ترفضين ان يملي عليك احدهم اوامرة اليس كذلك ؟قلت لك ..اليس كذلك؟

كان يمسك بها ثم رماها عنه وهو يتكلم فارتدت متعثرة ووقعت فوق الاريكة .اردف بصوت راعد وهو يتحرك اليها ثانية.

سأشفيك من كبريائك هذه,ولو كان هذا اخر ما سأفعله سأمرغ هذه الكبرياء في التراب ,ولو اضطررت لاستخدام القوة

لم تحاول الكلام وكيف ذلك ونحيبها يهزها ..اتجهت الي الباب ,خائفة ,خائفة من ان يمسكها ويعيدها الي الغرفة..تذكرت ان جدتها قالت ان كبرياءها قد تخرج كل ما هو سئ في نفس ديك .ولكن لم تكن الكبرياء دافعها للذهاب الي الحفلة.

امام الباب توقفت ثم التفتت اليه لانها كانت تشعر بالخوف من ان يلحق بها غير انه تركها تغادر .فوصلت الي غرفتها حيث بكت بكاء مرا.

كان الانسجام قد بدأ يطرق بابيهما والعطله التي رفضتها بادئ الامر انقلبت الي سعادة انستها جميع احزانها وغضبها ..ومنذ عودتهما وهي تسعي جهدها لانجاح الزواج.

وقد دعت ربها مرارا ليحبها ديك .اما كبرياؤها فلم تتخل عنها فهي ما تزال جزءا منها ,وعلي ديك القبول بذلك.

همست مرات ومرات لنفسها :"انما ليست الكبرياء دافعي للذهاب الي الحفله الراقصه .لو تركني اشرح الامر لفهم الوضع.

ولكن الكبرياء هي من منعتها من الكلام فيما بعد بعدما خمد كل شئ ,واصبحت الحادثه من الماضي .لاذ ديك الي الصمت حينا والي الكآبة احيانا .

لكنه احيانا كان يتقبل التقرب منه .وكان بأمكانها في هذه اللحظات ان توضح له كل شئ ..غير ان ايلسا ,


رفضت الكلام لانها مجروحة .ومستسلمه لجرحها بلا تذمر ..ديك لن يحبها ابدا,ولو كان يشعر نحوهل ولو بذرة من العاطفه ,لما جرحها بتلك الطريقة.

اما ديك مع جدتها فكان رائعا ساحرا,ومهتما.قالت الجدة لها يوما:"

انا امضي اروع ايام حياتي..ما اروع الحصول علي اهتمام رجل.

توقفت العجوز هنيها عن الكلام ثم اردفت سائلة:"

كيف تسير الامور بينكما؟

فاجأالسؤال ايلسا من حيث لا تدري.

ماذا تقصدين ؟

قلت لك عزيزتي ,انني احب رؤيتك سعيدة قبل ان ...

انا سعيدة جدتي .

ليست بالسعادة التي تستطيعين ان تحصلي عليها ..انا لست عمياء.

لا افهمك؟

بل تفهمين ..وتعرفين ...انت تحبينه ,ولك كبريائك تحول دون قيامك الخطوة الاولي ..اليس كذلك ؟

انتفضت ايلسا وشحب وجهها:"

ديك لا يحبني .فلماذا اقوم بأية خطوة؟

التفتت فجأة لانها شعرت بوجود زوجها ,الذي وقف في باب الصالة المفتوحة.تري ماذا سمع من كلامهما؟

تقدم الي الامام وبدا يتحدث الي السيدة كيلفير ..فوقفت ايلسا لتتركهما.

مر اكثر من اسبوع علي شجارهما الفظيع .وفي احد الايام التقي ديك بايلسا وهي عائدة من نزهتها الصباحيه علي ظهر جوادها .

كانت مرتديه ثياب الفروسيه رافعه شعرها متوردة الوجنتين.تفرست فيها عيناه,ثم قال بهدوء:"

تعالي الي غرفة الجلوس ايلسا .لدي ما اقوله لك .

توترت اعصابها وعرفت غريزيا انها علي وشك سماع ما هو غير مرضي,ولكن حين تكلم زوجها اخيرا,وقفت في مكانها مسمرة تنظر اليه بذهول وبلاهه.

اخيرا تمكنت من القول بعدما كادت ساقاها تنهاران:"

انت ...ستتر...ستتركني؟

انه قرار توصلت اليه بعد تفكير طويل..لن ينجح زواجنا ..

لكن ,لماذالم تفكر في هذا من قبل ؟

احست بأنها مريضه جسديا وأن الدم جف في عروقها .

كنت قلقا يومذاك علي جدتك ,وبدا لي الزواج افضل حل لمشاكلنا جميعا..علي اي حال ,لقد ذكرت لك سابقا ان علاقتنا

هذه لن تجعلني سعيدا فعليا وها انا اجدها اليوم لا تطاق.

نظرت اليه بحيرة..كانت عيناه مستقرتين علي النافذه ,فبدا وكأنه غارق في النظر الي المنظر خارجا .

لكنك قلت كذلك انك ستكون راضيا.

لم يرد للحظات ..وشعرت بأنه لم يتوقع ان تتذكر هذا .

لقد اخطأت لانني لست راضيا.انه وضع غير طبيعي ,بل هو وضع ستجدينه يوما غير معقول .

نظر الي عينيها مباشرة :"

سيجد كل منا من يناسبه في النهاية..وعلينا حين يأتي هذا اليوم ان نلغي الزواج ليكون كل منا حرا للزواج ثانية.اما في هذه الاثناء,فسيكون هذا المنزل منزلك وكذا الحال بالنسبه للمزرعة سأحول ملكيتها لك ..

قاطعته :"لا.."

لم تستطيع ان تكمل فقد جف فمها ,وأحست بألم رهيب في حلقها .ولكن كبرياءها اعتلت مرتبتها من جديد .

رد بقسوة :"سنناقش الامر لاحقا ,واعلمي انني مسافر في اخر الاسبوع".

اخر الاسبوع؟

لم تستطع استيعاب ما قال ..وحاولت اقناع نفسها بأن هذا لا يحدث لها ..انه مجرد كابوس مرعب ستستيقظ منه قريبا,ولكن الرجل الواقف امامها حقيقي ولا تدري لماذا شعرت بأنه يتوقع منها التصرف بطريقة ما .لكن كيف؟هناك طريقة واحدة في مثل هذا الموقف

,وهي ان تتمسك بكبريائها .فعليه الايعرف ما تعانيه في اعماقها ..يجب الا يعرف انه بذلك يحطم قلبها ..لقد تحدث ببرود عن الانفصال والبحث عن شخص ثان ..حسنا ..قد يجد هو شخصا اخر اما هي فأبدا..

ارتجف ثغرها فارتدت عنه ..وغادرت الغرفه ..ولم تتذكر جدتها الا بعدما اصبحت في الردهه..كانت غارقة في بؤسها

حتي نسيت كم ستتألم الجدة لرحيل ديك عن القصر ..ماهي الا لحظه تردد حتي عادت اليه,كان يقف قرب النافذه ينظر الي الحديقة فالتفت اليها ..اكان علي وجهه ترقب ما ؟قالت بصوت مرتجف:"

جدتي هل فكرت في ما ستشعر به؟"

ران صمت كامل شامل ورأت كتفيه قد احدودبتا قليلا ,اذن,هو قلق علي الجدة ...ولكنه حين تحدث فاجأها بقوله:"

ستكون علي ما يرام ..في الواقع .قلت لها انني راحل,ووافقت علي ان هذا افضل سبيل."

عقد التقطيب حاجبي ايلسا ,وقالت وهي لا تصدق ما تسمع:اوافقت الجدة علي رحيلك؟

انها تنظر الي الموضوع بتفهم .فهي تؤمن بأن من الافضل انهاء هذا الوضع غير العادي.

هزت رأسها ونسيت بؤسها.او علي الاقل ,نحته جانبا.

لكن جدتي متعلقه بك كثيرا ديك..ولا اصدق انها تأخذ الامر بهدوء ورويه.

هز كتفيه بلا اكتراث:"اسأليها اذن"

وارتد عنها مجددا.

سعت ايلسا الي جدتها في الحال..وكان ديك علي حق,فقد ردت بهدوء,وفلسفة:"

انه شاب قوي فكيف تتوقعين منه ان يتحمل هذا النوع من الزواج.

لكنه كان يعرف ما كان يفعل حين وافق ..انه يلتزم بالوعد الذي قطعه.

لا اظنه قطع لك وعودا بل انت من افترض وجودها .اعتقد انه حين تزوجك كان اكثر من واثق ان زواجه سيصبح طبيعيا.

ردت ايلسا مرتجفه :"لم يشر قط الي انه يريد زواجا طبيعيا"

ولو فعل؟

همست ,تهز رأسها :"لا ادري .انه لا يحبني ".

قالت الجدة بلهجة حادة :"

لا تدرين ..وهل كنت ستوافقين علي ان تكوني زوجه حقيقيه له؟ايمكن هذا ايلسا؟

هزت رأسها مرة اخري واحست بالدموع تطفر من عينيها .

قلت لك لا ادري ..اما كان ليتركني لو وافقت علي ان نعيش حياة طبيعيه؟

هذا بالضبط ما اظنه ايلسا..

وأشاحت برأسها عن ايلسا وكأنها لا تستطيع مواجهة عينيها..

arianda
14-02-2007, 20:00
قبل ان ترحل

قال ديك ,انه مغادر المنزل صباح السبت باكرا.كانت الايام الاخيرة بالنسبة لاليسا

جحيما لا يطاق,تساءلت خلالها عما ستكون عليه حياتها بعد رحيله الي الابد.كان

هادئا بشأن انهيار زواجها السريع.."كان ذلك متوقعا بوجود كبريائها ..ما من رجل يطيقها"

..."كانت تنظر بتكبر تجاه الرجال لكن زوجها رفض ان تنظر اليه بكبرياء ".."تستحق لقد تلقت عقابا تستحقه"

وهناك ايلما طبعا ..

ولكن الغريب ان تفكيرها في كلام الناس لم يزعجها كثيرا وعندما اعترفت لنفسها بأنها لن تهتم بآرائهم ادركت بشكل مذهل ان كبرياءها يجب ان تكون

حيث قال زوجها ..في التراب!

اخذت تذرع غرفة نومها في الليله التي سبقت رحيله ..واحست انها تعرف

بما يشعر به من يفقد وعيه,وعقله.لم تعد تستطيع التفكير ,او الاحساس ,بل لم تعد تستطيع البكاء حتي .لقد جمد بؤسها كل شئ

في اعماقها وجمد معه دموعها وخدر احاسيسها .

عندما سمعت حركة خافته في الغرفة المجاورة تساءلت:"هل يوضب حقائبه؟

جف حلقها ,وسرت في اوصالها رجفة كبيرة .

هل يوضب حقائبه ؟

غدا في مثل هذا الوقت ستكون تلك الغرفة خالية ..

سمعته يتحرك ثانية بخطوات متثاقلة بلغت الباب المشترك ..

مررت يدا مرتجفه علي جبينها ,لتزيل العرق المتصبب.كانت كبرياؤها متمرغة في التراب .انما ليس تماما ..هناك شئ واحد ..فقط سيوصلها..

طرقت الباب بخفة ..فوقفت الحركة,وساد الصمت ..رفعت يدا مرتجفة لتطرق ثانية ولكن ديك فتح الباب قبل ذلك..كان مرتديا كامل ثيابه,كحالها تماما علما ان الوقت قد تجاوز منتصف الليل.

سألها بهدوء :"نعم ايلسا".

حملقت فيها عيناه ببرود .ولكنها شعرت بالتوتر فيهما وشعرت بقوته تتطاير لتبلغ كيانها وهذه القوة هي ما جذبتها الي داخل الغرفة

بعدما تنحي جانبا.ما ان اصبحت في الداخل حتي التفتت اليه تواجهه.كانت حتي الان تحس بخلجه اخيرة من خلجات كبريائها تقاوم الموت ..وانتظر زوجها بهدوء ناظرا الي عينيها..

ديك..

نعم ايلسا ؟

احنت رأسها :"انا ..نحن..اعني ..جدتي تظن..انك لن تتركني ان عشنا حياة طبيعيه"

مد يده يرفع رأسها بلطف:"

هل لنا ان نخرج الجدة من هذا الموضوع ؟

شدت يديها :"هل تقبل البقاء معي ديك"؟

اخيرا خرجت الكلمات ,واطلقت تنهيدة محطمه ,اخرجت ما كان يعتمر في اعماقها ,واجهشت بالبكاء .

سأطيع اوامرك كلها ولكن لا تتركني ..اتوسل اليك ..ابق معي ديك ,فلن استطيع العيش بدونك ..

انقطع صوتها فجأة ,وغطت وجهها بيديها لتجهش ببكاء تعجز عن منعه:"

اعل...اعلم ,انك لا تحبني انما سأكون زوجة كاملة لك..

وجدت نفسها علي صدرة:"ايلسا".

كان يرتجف وهو يضمها ,وكأنه لا يريد ان يتركها.

آه يا محبوبتي ..ما كان اقسي ..

انقطع صوته ايضا..وبدا غير قادر علي النطق,رفعت بصرها اليه عبر دموعها

تنظر اليه بعدم تصديق ,وقلبها يخفق بين جنباتها,

قلت ..قلت..محبوبتي..

ومع ذلك لم يتكلم ..بل شدها اليه باستسلام وامتدت لحظات الصمت ..من بين جنبات سعادة لا توصف .

كان صعبا جدا حبيبتي..اجل ,يا اعز الناس..كانت مؤامرة عليك منذ البدايه .

منذ البداية ؟

قال ببساطه مبتسما لدهشتها :"تزوجتك لانني احببتك"

احببتني ؟انت؟منذ البداية؟..لا ..لا يمكنك هذا..لقد كنت..كنت..رهيبه جدا .

رد بمرح :"لن اجادلك في هذا .ومع ذلك ,وقعت في حبك ,ولعلي احببت الشخص الرائع في اعماقك وقد رأيته منذ البداية حين كنت تتكلمين

عن جدتك ..اتتذكرين؟

اجل ..اذكر ..كنت قلقه عليها .

وظهر ذلك في عينيك الجميلتين ..وعرفت انك الفتاة التي تناسبني .

تذكرت ايلسا شيئا:"

اذن حين قلت لامك انك احببتني منذ النظرة الاولي لم تكذب؟

طبعا.

ظننت انك كنت تقول ذلك من اجل امك فقط..لكنني تساءلت كيف قدرت علي النظر اليها بشكل مباشر وانت تكذب.

لم يرد ديك علي هذا ..بعد لحظات سألته اذاكانت محقه في تقدير انه اصطحبها الي كورفو بغية تعلم التواضع من امه..

فعبس .

ليس لتتعلمي بالضبط حبيبتي .بل لتري بأم عينيك جمال روحها .انه جمال تمله معظم اليونانيات ,وهو نابع من التواضع الذي ذكرته

لك مرة .ليس التواضع بأمر مخجل بل هو فضيلة محببه في المرأة .

لقد استخدمت هذه الكلمة من قبل ..محببه.

هز رأسه ايجابا وعيناه السوداوان مستقرتان بمحبه علي وجهها المرتفع اليه ولانه

وجد نفسه غير قادر علي مقاومة سحرها ,انحني يعانقها بشفافيه ,وحنان ,واحترام.

تمتمت"ديك"

هل المؤامرة كلها من نسج الجدة؟كانت تعرف طوال الوقت انك تحبني ؟اليس كذلك ؟

اجل حبيبتي..حين كانت في المستشفي تحدثنا ,وبعد تعارفنا ,قلت لها انني احببتك ,وانني اعرف انك لن تتزوجينني ابدا لانك تكرهينني

نظرا للبداية السيئه التي كانت بيننا.

ان اجحافي وانكاري للجميل لامر لا يغتفر خاصة وانت من انقذني .اشعر بالخجل الشديد من نفسي .


وماذا حدث للكبرياء حبيبتي ؟

انها في التراب !وهذا خلاص جيد منها!

ضحك من اعمق اعماقه فشعرت بنبضات قلبها تتوقف.ما اشد حبها له !وما اكثر افتخارها به.

قال :"قلت للجدة انني احببتك .وانني اريد الزواج بك فاقترحت ان تثير مسألة عودة المنزل الي صاحبه بعد خمسين سنه.."

شهقت:"وهل كان لجدتي حتي آخر عمرها ؟"

بالضبط.

يالها من خبيثة محتالة..وانت ايضا تستحق الوصف ذاته.

ولكنك سعيدة بتآمرنا ؟

كان عليها الاعتراف بأنها سعيدة حقا ثم قالت عابسة لشئ تذكرته:"

أكانت نوبات قلب الجدة حقيقيه؟

من الواضح انك مرتابة بها.كان بعضها حقيقيا,بالطبع..اما تلك التي حلت بها يوم تلقت لائحة بالمنازل فتمثيلية اعدتها ,لتساعدك علي اتخاذ قرار الزواج بي.

شهقت :"ما كنت لاصدق ان شيئا كهذا يصدر من جدتي"

انها تحبك ايلسا ,وتريد ان تراك مستقرة مع زوج يحبك ويعتني بك دائما.

انفرجت شفتاها بابتسامه ,وقبل ان تعرف ما سيحصل ضمها اليه معانقا عناقا شغوفا قطع انفاسها.

قالت بعد قليل:"

لم تكن لائحة المنازل حقيقيةاذن ؟

ارسلتها بنفسي.

يالها من مؤامرة كبيرة منكما !

ويالها من مهمة صعبة واجهتنا .لقد كنت ترفضين الزواج بشدة.اتتذكرين؟

تمتمت,وكأنها تفكر بصوت مرتفع:"

وتقول انك كنت تحبني منذ ذاك الوقت .

وأنت عزيزتي ؟متي ادركت انك لن تستطيعي العيش بدوني ؟

منذ فترة ..لكنني احسست بالامر في ذلم اليوم الذي وقعت فيه عن جوادي ..والتقطتني..اتذكر؟

هز رأسه ,لكنه عاد وقطب .

يالها من فرصة ضائعه..كان علي ان اقبلك يومذاك ,وكدت افعل.

لو فعلت لوفرنا علي انفسنا مشاكل ,ومشكلتي انني لم اكن يومذاك متواضعة ..وقد احتجت الي هذا الوقت الاليم للتخلص من كبريائي .

قال لها مؤكدا :"كانت غطاء تحميك طوال الوقت .منها ما هو موروث..ولكنك التزمت درعا من العجرفة بسبب اوهامك..وكان درعا بشعا ايلسا ..لقد آلمتك احيانا انما هذا لم يمنع عني الالم ايضا"

اعرف هذا الان.

بعد قليل من الصمت اطلعته علي سبب ذهابها الي الحفلة الراقصة الاخيرة .واضافت:"

لم اكن لاحلم ان يكون لها هذه النتيجه السعيدة .

وأكملت تخبرة عن قصة روبيلا وروبن .

فسألها :"

لكن ,لماذا ياحبيبتي لم تطلعيني علي السبب قبل الان؟

صاحت "اخبرك؟آآآه ديك !من الواضح انك لا تعرف نفسك ابدا ..لم تسمح لي ان افتح فمي!"

ياحلوتي ..انا اسف."

لثم رأسها ثم وجنتيها فعنقها:"سامحيني"

احست بالاكتفاء فبادلته العناق ,ثم هزت رأسها :"

كادت جدتي تفشي الامر كله مرة.

حين سألت عن مكان اقامة امي في اليونان ..؟اجل ..قالت انها لم تنتبه حين ذكرت اينتقيم .وكان ذلك يوم ابديت رغبة في الزواج بك.

لكنك لم تتركها تصل الي هذا الحد ...لقد اوقفتها بنظرة او بشئ ما .عرفت ان هناك مؤامرة ما بينكما!

لا ..لم تعرفي حبيبتي بل ارتبت فقط.

اجل ولم افهم ما يجري ..كاد الامر يدفعني الي الجنون ..ولو عرفت انك تحبني ..

ما كنت لاقول لك انني احببتك .حتي ادمر تلك الكبرياء الي الابد .

اردت يوما شخصا ينظر الي ما تحت مظهري الخارجي .وكنت انت الاول ..فأنت لم تكن تهتم بالمشاعر الجسديه..

رفع حاجبه بدهشه:"ماذا؟"

تورد وجهها بشدة"

كنت سأضيف انك كنت تهتم بأشياء اخري ايضا.

دفنت وجهها في صدرة واحتاج زوجها ضغطا قويا ليرفعه ثانيه..

ما اروعك !خجوله,طيبه..فتاتي المتحفظه القديمة الطراز.انا لم اؤمن انني سأجد واحدة مثلك ابدا

زمت شفتيها :"قلت انك تعرفت الي عدد كبير من النساء اليونانيات"

صحيح؟..حسنا...كنت اكذب.

لا؟

لا ولم يكن لي فتيات هنا ايضا.

لكن ..بعضهن؟

اعترف بشئ من المرح :"فتاة او فتاتان.تغارين؟.

من الماضي لا اغار اما لو ....

اخفت اصابعه ما تبقي من الكلمات فحضنها فترة طويلة وطفقت يداه تداعبان شعرها ووجهها ,قالت بصوت اجش لذكري حادثة مرت بها :"

وانا من كنت منذ فترة في اعماق اليأس ..سمعتك تتحرك,وظننتك توضب حقائبك.

كنت اذرع الغرفة يا حبي متسائلا كيف سأخرج من الورطة ان لم تنجح خطتنا.

اتسعت عيناها :"

اما كنت عازم النية علي الرحيل ؟اكان ما حدث خداعا؟

هز رأسه :"انها خطة الجدة التي اكتشفت انك تحبينني "

اجل ..لقد اكتشفت هذا ..لكنها محتالة ! وانا من عشت معها هذه السنوات دون ان اعرف فيها صفة الاحتيال هذه !

لم تكن تنوي الرحيل ..وانا كنت هناك اعاني العذاب واذرع غرفتي خوفا مثلك تماما .

رد بحرج:"لقد عانينا كثيرا من الم غير ضروري"

ردت بحماس:"والان انتهي هذا كله"

نظرت الي عيني زوجها ,فرأت فيهما نظرة ملؤها الحنان والحب

تمت و الحمد لله أرجو أن تنال أعجابكم...............

مجنونة انجل
15-02-2007, 16:07
واااااااااو

نسلمين لي حبابه

والقصه شكلها واااااااايد مشوقه

K0N0
15-02-2007, 17:21
تسلم يدك ياعسل

أكيد الروايه حلوه و أنا حبدا أقراها اليوم

يسلمو

arianda
16-02-2007, 13:03
واااااااااو

نسلمين لي حبابه

والقصه شكلها واااااااايد مشوقه



شكرا لمشراكتك اللطيفة هذه و أبقيني على علم بمشاركاتك

arianda
16-02-2007, 13:05
تسلم يدك ياعسل

أكيد الروايه حلوه و أنا حبدا أقراها اليوم

يسلمو

بشكرك على مشاركتك اللطيفة هذه
و بتمنى أن نكون من الأصدقاء
عطيني رأيك بالقصة بعد الانتهاء من
قراءتها

K0N0
17-02-2007, 05:55
يابعد عمري يشرفني اكون صديقتك

الروايات حلوه بس الأحلى ألي كتبتهم

تسلم يدك ولا تحرمينا من جديدك

arianda
17-02-2007, 16:21
واااااااااو

نسلمين لي حبابه

والقصه شكلها واااااااايد مشوقه



http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=248813&stc=1&d=1171729330

أزيك و أزي أخبارك
طمنيني خلصتي ركض من
مكان لآخر و أم لحد الآن ليس بعد.........

من جوابك الظاهر أنك ما بدأت بالقصة
يلا ناطرة تعطيني رأيك فيها
و بالتوفيق مشان ركض المتعب تبعك
الله يعينك.......................

arianda
17-02-2007, 16:28
يابعد عمري يشرفني اكون صديقتك

الروايات حلوه بس الأحلى ألي كتبتهم

تسلم يدك ولا تحرمينا من جديدك
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=248819&stc=1&d=1171729703
تشرفت بمعرفتك أكيد
و مسرورة لمشاركتك الحلوة
هذه
و لعبارتك الجميلة و بتمنى
تشرفيني دائماً بمشاركاتك
اللطيفة

http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=248818&stc=1&d=1171729703

arianda
18-02-2007, 21:34
عنجد أنا زعلانة من الجميع
أين أنتم أيها الأصدقاء
كيف بدكم نزلكم روايات
جديدة أذا ما شفت مشاركاتكم الحلوة
يلا ناطرتكم..........................

الامل2
19-02-2007, 00:59
هلا بصديقتي الرائعة ... arianda ... لاوالله مايهون علينا زعلك .......... بتعرفي هذي الرواية حلوة ......... و هي موجودة عندي بس بعنوان اخر ( شراع في الليل .) ............... يلا انا بانتظار جديدك ...........

arianda
19-02-2007, 19:23
هلا بصديقتي الرائعة ... arianda ... لاوالله مايهون علينا زعلك .......... بتعرفي هذي الرواية حلوة ......... و هي موجودة عندي بس بعنوان اخر ( شراع في الليل .) ............... يلا انا بانتظار جديدك ...........

هذا الخطأ مني و هي بالفعل تدعى شراع في الليل
يلا الله يجعلها أكبر المصايب شو أخبار روايتك الجديدة
ناطرتها بفارغ الصبر
و شكرا لتشجيعك الحلو كتير
بس لحد الآن زعلانة من باقي الأصدقاء

The Crash
19-02-2007, 19:31
كيفك arianda
بصراحة ما رح قلك قريت الرواية...صدقيني محاضرة نسج عندي من يومين متكاسل أقرأها ^.^
بس عن جد لما شفتك كاتبة كل هالشي...يعني عن جد شغل بتستاهلي عليه الشكر...يعطيكي العافية...لأنك تعبتي وما تخافي أكيد في كتير ناس انبهرت بس لساها ساكتة...على كل احفظي الرواية عندك و لو بتحبي بعملها إلك كتاب إلكتروني و بتقدري تنشريه كيف ما بدك..
و نشوفك على خير ^.^

arianda
19-02-2007, 22:14
كيفك arianda
بصراحة ما رح قلك قريت الرواية...صدقيني محاضرة نسج عندي من يومين متكاسل أقرأها ^.^
بس عن جد لما شفتك كاتبة كل هالشي...يعني عن جد شغل بتستاهلي عليه الشكر...يعطيكي العافية...لأنك تعبتي وما تخافي أكيد في كتير ناس انبهرت بس لساها ساكتة...على كل احفظي الرواية عندك و لو بتحبي بعملها إلك كتاب إلكتروني و بتقدري تنشريه كيف ما بدك..
و نشوفك على خير ^.^


بشكرك على زيارتك الحلوة
نورت موضوعي و بشكرك لعرضك الحلو
بس هذه الرواية منقولة و ليست من نسج خيالي مع
الأسف
مشان هيك ما بستحق عرضك السخي و الرائع
بس بتمنى على طول تزورني و نتشارك سوا بالمواضيع
الله يوفقك مشان محاضراتك
و ناطرة أسمع عنك كل جديد و حلو

arianda
21-02-2007, 19:40
حب تحت المطر على أمل أن تنال أعجابكم و هي مأخوذة من منتديات ليلاس
و الشكر لكاتبتها غصون
و أرى مشاركتكم الجميلة عما قريب.......









حب تحت المطر رويات أحلام
جيسيكا ستيل

arianda
21-02-2007, 19:56
1- صدمة مزدوجة
انتابها الذعر بحيث لم تستطع ان تفتح الباب الخارجي المتين .ولكنها تابعت محاولاتها مع لحاق مخدمها بها إلى الردهة وهو يهتف بكلمات غير مفهومة "لا تكوني هكذا......."
لكنها لم تنتظر لسماع البقية بل فتحت الباب بيدين مرتجفتين ، ثم اندفعت إلى الخارج تحت المطر المنهمر.

لم تتوقف عن الركض إلا بعد ان نظرت خلفها وتأكدت من أن لا أحد يتبعها .
بعد مضي خمس دقائق تحول ركض مالون إلى خطوات سريعة نبهها هدير محرك سيارة إلى أنه ربما قرر أن يتبعها بسيارته . وعندما لم تمر بها أي سيارة بدأ الذعر يتملكها ثانيةً.

لم يقع نظرها سوى على مساحات شاسعة من الأراضي الريفية غير المأهولة وعندما أصبحت السيارة بموازاتها تملكها الارتياح لانها رأت شخصاً أخر غير رولاند فيليبس ....
كانت ترجوا أن يكون السائق أنثى ، لذا خاب أملها عندما انزلق زجاج نافذة السيارة ووجدت نفسها أمام عينين رماديتين عدائيتين " أصعدي"
فأجات بحدة " لا ، شكراً"
أخذت تلك العينان تتفحصانها للحظة " كما تشائين "
يبدو الرجل في منتصف الثلاثينات من عمره إلا أنها لم تهتم ، وتابعت السيارة طريقها .
لا حظت مالون أن الخوف الذي تملكها لدى مهاجمة ورلاند فيليبس لها خف قليلاً.
سارت متثاقلة لا تملك أي فكرة عن مكان تقصده . فما تريده هو أن تبتعد قدر الامكان عن رولاند في منزله "آلمورا لودج" ولك ما تتذكره هو عدم وجود بيت آخر قبل أميال من هنا.
حذاؤها الخفيف أخذ يئن تحت ضغط خطواتها فلم يدهشها الأمر وسط هذا المطر الغزير لم تبال بملابسها المبللة رغم انها ابتدأت تتمنى لو تمر سيارة آخرى تقودها أنثى لتوصلها معها .
تبدد خوفها،وشعرت بالبر والبلل والتعاسة . وتمنت لو انها قبلت أن يوصلها ذلك الغريب .لكنها بعد لحظة سخرت من هذه الفكرة السخيفة لو عانت من الرجال ما فية الكفاية فأكثرهم فاسقون!! عرفت ذلك من زوج أمها وفي ابنه، وصديقها السابق، عدا عن مخدومها هذا!
استمر المطر بالهطول بغزارة فتوقفت عن السير و أخذت تقيم وضعها . لابد انها اجتازت حوالي ميل بعيداً عن المنزل انطلقت هاربة بهذا الثوب القطني الذي ترتدية وقد منعتها شدة العضب ، حينذاك، من الانتباه إلى عزارة المطر، ومن التفكير في الصعود إلى الطابق الأعلى لإحضار حقيبة يدها . همها الوحيد آنذالك كان الابتعاد عن ذلك السكير رولاند فيلبيس .
تابعت مالون سيرها ، وقد أصبحت خطواتها الآن بطيئة كئيبة وهي بدرك جهلها بالمنطقة، وأملها الوحيد هو أن تصادف شخصاً معتوهاً يخرج بسيارته في هذا الجو العاصف، ليعرض عليها إيصالها بسيارته.
من غير المعقول أن يخرج كلب من البيت في وضع كهذا ، فكيق بأحد ما ليعرض عليها توصيلها؟
ألهذا السبب توقف ذلك الرجل رمادي العينين؟ لم يبد عليه السرور لدعوتها إلى ركوب سيارته وتوسيخ فرشها الجلدي، هذا إذا كان قوله لها بتلك الخشونة "إدخلي" يمكن أن يسمى دعوة . حسناً أنه يعلم ما يستطيع ....
تناهى إليها هدير محرك سيارة .. فوقفت. كان المطر قد خف قليلاً فاستدارت وأخذت تنظر إلى السيارة البادية للعيان.
نظرت إلها بحذر وهي تدركها ثم توقفت . إنزلق زجاج النافذة ووجدت عينيها الزرقاوين تحدقان في تينك العينين الرماديتين الباردتين. و أدركت انه لا بد قام بجول ليعود أدراجه إليها .
لم يبتسم الرجل، لم يدعها إلى ركوب دخول سيارته، بل اكتفى بالقول : "هل نلت كفايتك؟"
رأت كلامه صحيحاً ، فشعرها الاشقر يلتصق برأسها وثوبها أيضا بساقيها ، لابد انها أصبحت الآن أشبه بجرذ مبلول .
تنهدت وهي ترتجف وكان أمامها خياران إما أن تطلب منه أن يبتعد بينما الله وحده يعلم منتى تصادف سيارة أخرى وإما أن تصعد إلى سيارته.
سألته وهي ترتجف " هل تعرض علي الصعود؟"
رداً عليها ، انحنى نحو المقعد ليفتح لها الباب ثم ضغد زر زجاج النافذة ليرتفع من جديد
شعرت وكأنها في زاوية مظلمة يتصاعد منها زئير وحش مفترس، وترددت للحظة ولكن الشعور بالهزيمة غلبها.
دارت حول السيارة وصعدت إلى جانب الغريب. وعندما مد يده نحوها قفزت مجفلة . ألقى عليها الزجل نظرة حادة إذا لم يفته حذرها منه، ثم تابع إدراة جهاز التدفئة وتوجيهه نحوها.
دفعتها الغريزه إلى الاعتذار.. ولكن علام فكل الرجال أصحاب غرائز وهو لن يكون مستثنى . ستكون حمقاء لو فكرت خلاف ذلك
قطعا حوالي نصف ميل ، ثم سألها " إلى أين تذهبين؟"
كان جهاز التدفئة ممتازاً وفكرت في ان تشكره لحساسيته ، لكنها لم تشأ ان تبدأ أي حديث معه فأجابت بصوت متعب " إلى أي مكان"
رد ساخطاً " أين تريدينني أن أنزلك".
أهو ساخط؟؟ و أجابت " إلى أي مكان "
لم تكن تعرف إلى أين تذهب .. أو أين هي الآن ، فهي غريبة عن هذه المنطقة تماماً.
نظر إلها متفحصاً، وسألها " من أن أنت قادمة ؟".
مازال الحذر يتملكها إلا أنها كانت تشعر بالدف والراحة واستشفت في صوته الضجر لانه تصرف كرجل شهم نحو شخص مثلها . تملكها شعور بأنها إذا لم تجبه حالأً، فسيفتح الباب ويدفعها إلى الخارج. كانت السيارة دافئة وشعرت بإرهاق بالغ يمنعها من العودة تحت المطر .
فقالت : "من آلمورا لودج. أنا قادمة من هناك".
تساءلت عما إذا كان يعرف موقع آلمورا لودج لكنها أدركت أنه على الارجح يعلم عندما سالها : أتريدين أن أعيدك إلى هنالك"
- لا. لا أريد
أجابت بحدة وجفاء وسحبت نفساً مرتجفاوعندما تمالكت نفسها أضافت "شكرا لا أريد العودة إلى هناك أبداً"
ومره أخرى شعرت بالعينين الرماديتين تتفحصانها، لكن التعب والارهاق منعاها من ان تهتم وعلى كل حال هو لم يقل شيئاً إنما قاد السيارة مسافة ميلين ثم أخذ يبطئ السيارة .
تملكها الحذر فعدا عن مبنى مهجوز إلى اليمين لم يكن في المنطقة منزل آخر.
توجه بالسيارة إلى ما بدا لها الجزء الوحيد القائم من ذلك البيت المهجور، ولا حظت عمودين حجزيين على جانبي المدخل الذي كتب عليه (هاركوت هاوس)
- إلى أين تأخذني ؟
صرخت بخوف وقد نشطت مخيلتها. من الممكن أن تدفن سنوات في واحد من هذه الأبنية المتداعية الملحقة بالمنزل من دون ان يعرف ذلك أحد.فقال بصوت هادئ يتناقص مع صوتها المذعور:" أنت لا تعلمين إلأى أين تريدين الذهاب ، و انا ليست في مزاج مناسب لأفك الألغاز . توقفت هنا لأخذ بعض معداتي و ...."

arianda
21-02-2007, 19:58
فهتفت غير مصدقة :"هل تعيش هنا؟"
- بل أعيش في لندن ، لكنني أرمم هذا المنزل لم أنكن أنوي القدوم خلال هذه العطلة الاسبوعية ، ولكن مع هذا الجو الممطر حئت لأرى ما إذا كان الجزء المتداعي من السط قد أصلح .
بدا لها أن هذا كل ماهو مستعد لقوله لانه سرعان ما تابع"علي القيام ببعض الأعمال التي قد تستغرق بعض الوقت . أما انت ، فإما ان تبقي في السيارة وتصابي بالتهاب رئوي ، لألقي بلك في اول ملجأ لمتشردين أصادفه في طريقي ، و إما أن تدخلي المنزل وتجففي ثولك أثناء إنتظارك في المطبخ الدافئ."
أخذت مالون تحدق إليه بذهول عدة ثوان. وصفه لها بالمتشردة جعلها تنقل نظراتها بينه وبين ثوبها.
رأت، بعينين مذعورتين أن ثوبها كان ممزقاً في أمكنة عدة.
صرخت بصوت مخنوق وقد التهبت وجنتاها وأغرورقت عيناها بدموع المذلة.
- إياك أن تجرؤي على البكاء أمامي! هيا بنا لندخل .
قال هذا بلهجة آمره وهو يترجل من السيارة ليفتح لها الباب .
لم تخرج من السيارة على الفور فقد تملكها رعب لن ثتق بأحد مره أخرى بسرعة ، ولحسن الحظ، أن المطر قد خف كان الرجل الغريب طويلا فانحنى ينظر إليها بينما غطت هي بعناد ثوبها المكشوف وبقيت واقفة في مكانها رافضة ان تتزحزح
- أنت لن...............
ابتدأت بهذا السؤال ثم اكتشفت انها ليس بحاجة إلى إكماله .
بادلتها العينان الرماديتان الثابتنان التحديق. أتراه أعجب بها لينتهز الفرصة؟
نظر إلى مظهرها الرث ثم قال لإختصار " ولا بعد مليون سنة".
لم يكن رده يحيوي علىالمديح ، إلى انه طمانها
تركها لتلحق به ثم فتح الباب الخلفي ودخل إلى ورشة العمل
نزلت مالون من السيارة ثم أخذت تسير بحذر بين معدات البناء. كانت الردهة الخلفية مظلمة وقد توزعت في أنحائها الالواح الخشبية المتاوفته الطول . كان النهار كئيباً ولكن المصباح الكهربائي مضاء أدركت أن عمال الكهرباء مازالوا يعملون وان المنزل هاركورت هاوس لم يعد مهجوراً كما بدا لها الخارج الامامي .
وجدت الرجل يضع إبريق الشاي على النار في مطبخ منظم وكامل التجهيزات وقفت بالباب وهي تقول غير واثقة :" يبدو أن زوجتك حصلت على ما يهمها أولاً"
فقال وهو يفتح درجاً ليخرج منه فوطتي مطبخ ويضعهما على المائدة بقربها :" بل أختي فأنا غير متزوج وفقاً لأختي فاي المطبخ هو قلب البيت وقد تركتها تنظمة حسب رغبتها مع بعض الارشادات مني"
ابتدأت مالون تشعر بشي من الارتياح معه دخلت المطبخ لكن عينيها كانتا تراقبانه وهو يعد الشاي .
- يوجد جهاز تدفئة كهربائي لماذا لا تدفئين نفسك؟ وبما انك لا تستطيعين احتضان ثوبك الممزق طوال الوقت، سأخضر لك قميصاً تلبسينة أثناء شربك الشاي؟
لم تجب لكن لهجته الحازمة جعلتها تحيد عن طريقه وهو يخرج من الغرفة وعندما عاد وهو يحمل قميصاً وبعض البنطلونات ن وجوربين قصيرين ، كانت لاتزال واقفة مكانها.
- جهاز التجفيف موجود في تلك الغرفة . كما إن باب المطبخ مزود بقفل. لم لا تغيرين ملابسك بينما أذهب أن للاهتمام ببعض الامور؟
لم تكن مالون مستعجلة لتغيير ملابسها . شعرت بأن هذا الرجل يعرف كيق يتظاهر بالرقة والشهامة، لكنها لم تعد تنخدع بالمظهر الخارجي. تقدمت نحو باب المطبخ وأقفلته.
استعملت المنشفةبسرعة، ودون الاهتمام بمظهرها.وضعت ثوبها في جهاز التجفيف، بينما ارتدت الملابس التي أحضرها لها الرجل . ثنت كمي القميص ولكذلك ساقي البنطال وحارت في كيفية تثبيتهما . وعندما عاد الرجل الغريب، كانت تلف شعرها المبلل بأكبر منسفة وجدتها شاعره بتحسن بالغ

أثناء فتحها لخزائن المطخ وجدت فنجاني شاي ومعلبات مختلقة جهزتها أخته.
فتحت مالون قفل الباب.وعندما دخل الرجل ،قالت له بما يشبه الاعتذار :"فكرت في أن أسكب الشاي قبل ان يبرد".
- كيف حالك الآن.؟
سألها وهو يحمل فنجاني الشاي الى المائدة الفسيحة. قدم لها كرسياً،
ثم جلس في الناحية الآخرى من المائدة .
فأجابت شاعرة بثقة بعد ان جلست على الكرسي التي قدمها إليها :
- أشعر بالدفء والجفاف.
- هل لي أن أعرف إسمك.؟
تابع وكانه يشجعها على ذكر إسمها "أدعى هاريس كويليان"\
- مالون بريتويت
ولم تزد وساد الصمت في الغرفة .
سألها وهو ينهي فنجانه ويضعه على المائدة " هل هنالك ما تحبين أن تخبريني به؟"
لا شيء.....! أخذت تفكر سرا وهي تحدق إليه .. تألقت عيناها العميقتا الزرقة فيما عاد اللون إلى بشرتها الجميلة جذبت نفساً مرتجفاً فهي تدرك أنها مدينة لهذا الرجل أكثر من مجرد كلمة (لا) لم يكن مضطراً لان يقف ونتشلها من ذلك الوضع ولا مرغماً على مدها بملابس جافة . واعترفت لنفسها بأن شهامة هاريس كويليان اشعرتها بالدف واعادت إليها الثقة بالطبيعة البشرية .
سألته" ما ... ماذا تريد أن تعلم ؟"
هز كتفية وكأن ذلك غير مهم ولكنه أجاب "أنك شابة مليئة بالكآبة، ولا يهمك أني تذهبين ، عدا عن نفورك الواضح من العودة من حيث جئت.ربما يستحسن أن تخبريني عما حث في "آلمورا لودج" فأجافك إلى هذا الحد".
لم تشأ أن تخبره بشء كهذا ، فسألته "هل أنت مخبر سري؟"
فهز رأسه :"لا، أن أسكن المدينة وأعمل في الموارد المالية"
تكهنت من النظر إليه أنه يتربع على عرش دنيا الأعمال لانه يصلح هذا المنزل الفسيح الذي يكلف ثروة. ومع ذلك لم تشأ ان تجيب عن سؤاله
فأعاد صياغة السؤال "لاي سبب كنت تزورين ألمورالودج".
بقيت على عنادها لا تجيب ، ثم اكتشفت أنه يوازيها تصميماً في الحصول على الجواب ، إذا قال بإلحاح :"آلمورا لودج يماثل هذا المكان عزلة, يقتضي الوصول إليه مواصلات خاصة"
- كان عليك أن تكون مخبراً سرياً
أبتدات تشعر بالاستياء إلى حد لم تعد ترى معه السيد هاريس كويليان شهماً على الاطلاق.
- ما الذي أخافك يا مالون وجعلك تهربين من دون أن تجدي وقتاً لتأخذي مفاتيح سيارتك؟
فانفجرت تقول " لم أجد وقتاً آخذ فيه مفاتيح سيارتي لانني لا أملك سيارة".
ابتسم، فقد جعلها تتكلم :" ومكيف ذهبت إلى هناك إذن؟"
ابتدأت تكره هذا الرجل :"احضرني رولاند فيليبس من المحطة وذلك منذ ثلاثة أسابيع ونصف".
سكت هاريس كويليان فجأة وقد اسودت ملامحه،ثم عاد يسألها
-أنت أقمت هناك؟ مع فيليبس في "آلمورا لودج"؟ هل انت خليلته؟"
فقال صائحة :"لا. لست كذلك ! وما كنت كذلك قط"
أغضبتها هذه الصفة"ولانني رفضت تحرشاته تعاركت معه اليوم"
واخذت ترتجف،فوقف على الفور واقترب منها لكن مالون لم تكن تريد اي نوع من المواساة من أي رجل فتراجعت بسرعة.
وعندما تكلم ، كان صوته هادئاً مواسياً - هل تعاركت معه؟"
فأجابت وقد هدأ صوتها " حسناً لم يضربني ، رغم انني أعاني من رضوض في جسدي جراء خشونته . فانا التي تعاركت معه، في الحقيقة لأخلص نفسي منه كان يشرب ولكنه لم بفقد شيئاً من قوته".
- هل استطعت التحرر منه قبل........؟
فقالت هامسة :" نعم"
شعرت بإعياء لمجرد تذكرها ما حدث ، ثم أدركت ان لونها شحب عندما قال لها:" ربما يجدر بك أن تجلسي، يا مالون. أعدك بأن لا أؤذيك".
بدت لها العودة للجلوس فكره حسنة. عادت إليها قوتها وكان هذا كافياً لتقول بحزم :" لا أريد ان أتحدث عن ذلك ".
عاد هاريس إلى مقعده ثم قال " لقد اصبت بصدمة .ومن الافضل ان تتخلصي منها بالكلام."
فردت عليه بحدة :"هذا ليس من شأنك".
-بل هو شأني .
كان جوابه خشناُ وعزت الأمر إلى انه انتشلها من مواجهة الرياح ومنحها ملجأ .تابع يقول بحزم : إما ان تخبريني يا مالون ، و إما.........."
نظرت إليه لم تهتم كثيراً بكلمته تلك بينما تابع يثول "و إما سأضطر إلىالتفكير جدياً في أخذك إلى مخفر الشرطة لتقديم شكوى محاولة اغتصاب ضد رولاند فيليبس........"
- لن أفعل شيئاً من هذا النوع ..
قاطعته بقولها. صحيح أن رولاند فيليبس يستحق أن يتهم بمحاوله اغتصاب إلا ان هناك اعتبارات أخرى يجب التفكير فيها. تعلم مالون ان تهمة الاغتصاب ، وما يصحبها من تشهير ستسبب لأمها قلقاً خطيراً ولكن أمها بدأت الآن تشعر بالسعادة بعد سنوات من التعاسة ولن تفسد عليها تلك السعادة

arianda
21-02-2007, 19:59
وحملقت بعناد في هاريس، فبادلها نظرتها وهو يقول :"الخيار لك ".
استمرت تحملق فيه من دون أن يؤثر ذلك فيه وثار غضبها .. ماذا جرى له؟ هل لانه أوصلها بسيارته و أعطاها ملابس جافة..؟ حولت نظراتها عنه. لا بد أن ثوبها قد جف الأن ونظرتإلى نافذة المطبخ وتملكها اليأس ..فقد كان المطر ينهمر بغزارة.فقالت بجفاف:
- كنت أعمل لديه.
-رولاند فيليبس؟
- وضع إعلاناً يطلب فيه مدبره منزل والافضلية لمن تحسن الاعمال المكتبية وكنت بحاجة إلى مكان اسكنه .. ووظيفة وهكذا تقدمت.
-وهل أجابك خطياً؟
-اتصل هاتفياً. أنه يعمل مشرفاً على سلسلة مطاعم في أوروبا . قال انه نادراً ما يأتي إلى بيته هنا.
فسألها هاريس بخشونه :" وهل وافقت على العيش معه من دون أن تسألي عنه أولا؟"
فانفجرت ساخرة :"أن تصل متأخراً خير من ألا تصل أبداً".
شعرت بالارتياح وكأن هذا الرجل الحازم أمدها بالطاقة وتابعت :
- قال إنه بحاجة إلى ان ابدأ عملي على الفور وقد ناسبني الامر جداً قال انه متزوج و .......
فقاطعها :"هل تعرفت إلى زوجته ؟"
- كانت خارج البلاد، انها تعمل في مؤسسة خيرية للأولاد وقد سافرت لتوها.لم أعرف إلى بعد وصولي الى آلمورا لودج، لكن الأمر لم يزعجني بشكل خاص. كان رولاند يعمل بعيداً عني ، أكثر الاحيان ، في الواقع، نادراً ما كنت أراه حتى هذه العطلة الأخيرة.
-هل هذه أول عطلة اسبوعية يمضيها في بيته؟
-نعم .وصل مساء الجمعة متأخراً.. وهو ..
وعندما سكتت قال يستحثها :"وهو ماذا ؟"
- حسناً، كان مهذباً مساء الجمعة ، وامس ايضاً، رغم انني ابتدأت أشعر بعدم الارتياح.. ليس بسبب ما يقوله بل لما كان يتضمنه قوله من أشياء فاحشة .

ألم يكن عدم إرتياحك كافياً لكي يجعلك تغادرين منزله ، حينذالك؟
كان هذا تدخلاً من كويليان فكرهته مالون، وردت عليه بحدة :"وأين أذهب ؟ لقد تزوجت أمي حديثاً، ومن غير المناسب أن أنتقل معها إلى بيتها إذا لم أحصل على راتبي من رولاند ، فلن أستطيع الذهاب إلى أي مكان ".
-هل أنت مفلسة؟.
سألها باختصار ولكنها استشاطت عيظاً . يكفيها اضطرارها إلى الحديث عما حدث لها،لذا لن تضيف أنها لا تملك مكاناُ تبيت فيه ليلتها.
- نسي أن يترك نقوداً كمصروف لبيته، فاضطررت لانفاق ما لدي من دكان القرية الذي يبعد ميلاً.
-ألم تفكري أبداً في أن تطلبي منه نفقات للمنزل؟\
- ماذا ؟
اعترضت على استنطاقة لها ، لكنه عندما نظر إلها ببرودة وجدت نفسها تعترف :" بدا لي ذلك مهيناً ففكرت في أن أدع ذلك حتى أستلم منه أجري . حينها، كان رولاند قد شرب الكحول كثيراً اثناء الغداء ثم ...ثم ...ثم يبدو أنه ظنني أشجعه عندما قلت له أن يرقع يده الكريهة عني. لم يخطر ببالي، عندما استطعت الهرب منه ، أن أتسكع قربه لأتحدث إليه عن النقود التي يدين لي بها! انطلقت هاربة من الباب بأقصى سرعة . والآن هل اكتفيت؟
لم تعرف ما إذا كان راضياً حقاً عن اعترافاتها لان صوت ارتطام عنيف فوقهما صرف أفكارهما عن أي شي أخر.
وفي غضون ثانية أصبح هاريس في الردهة و أخذ يصعد السلم ركضاً وتبعته مالون. كان المكان عائماً بالماء و أحد أبواب غرف النوم مفتوحاً. ومن دون تفكير ، اندفعت إلى الداخل لتقديم المساعدة كان واضحاً أن السطح لا يزال ضعيفاً ومع تساقط المطر انهار سقف إحدى الغرف وسألته "أين تضعون الدلاء؟"
وبعد ساعة ،انتهى تنظيف الغرفة من الماء والحطام وعادت مالون إلى المطبخ وكانت قد استعملت الفوطة التي لفت بها شعرها لعدم وجود خرق لمسح الارض.
لحسن الحظ ، كان شعرها قد جف الآن ، وعندما دخل هاريس بالمطبخ رأها تمشط شعرها الاشقر الطويل، لم تعرف ما إذا كان عملها هو الذي جعلها تشعر بمزيد من المعافاة، وبالقدرة على تقييم خياراتها بمنطق أكثر مما فعلت .
قال لها وعيناه تتأملان لون شعرها الحقيقي: شكرا على المساعدة، عملك كان رائعاً".
لم تستطع ان تقول له انه كان متكاسلاً لانه حمل الاشياء الثقيلة فأجابت "كان عملاً مشتركاً بيننا".
حسب علمها، كان شعرها مشعثاً متشابكاً، ووجهها خالياًمن أي زينة، كما أنها ترتدي قميص كويليان وبنطلونه الفضفاضين وبعضل تنقلها خافية في الماء في الطابق الأعلى أصبحت الآن مبللة .قالت بتكلف مرح :"من الأفضل أن أبدأ بالتفكير في ما علي أن أفعله".
- بشرط ألا تعودي إلى "آلمورا لودج"
قال هذا فجاة بلهجة عدائية .لديه الموهبة لتفجير غضبها على الفور :وهل أبدو غبية إلى هذا الحد؟"
تكلمت بغضب لكنها تعرف أنها ستطلب منه العون لذا عليها ان تكبح كرامتها وتتنازل عن عليائها فقالت مكرهة :" كنت ... أتساءل إن كنت تتكرم وتوصلني إلى يوركشاير؟".
- وهل تعيش أمك هناك؟
- ليس لدي مكان غيره لأذهب إليه
- ولكن ، ألا تريدين الذهاب إلى هناك؟
- عاشت إمي أياماً صعبه وهي سعدة الآن لأول مره منذ سنوات . لا أريد أن أسبب لها القلق خصوصاً في شهر عسلها . لاأعرف الآن ما العمل.
ساد صمت قصير ثم قال :"أنا أعرف"
نظرت إليه بدهشة ...حذرة :"تعرف؟"
- إهدئي و اصغي إلى ما سأعرضه عليك.
- ما ستعرضه علي؟
سألته وعيناها إلى الباب ، مستعدة للهرب لدى أي تصريح منافق يدلي به.
- استريحي ، يا مالون . ما سأعرضه عليك واضح للغاية . أنت بحاجة إلى عمل، مع مكان للسكن، كما أنني بحاجة إلأى وكيل عني هنا.
فحملت به :"وكيل؟ فإما أن تقبلي وإما أن ترفضي. ولكن ، كما ترين، المكان يعاد يناؤة و انا بحاجة إلى شخص هنا ليشرف على عمال الأدوات الصحية ، والنجارين ، والفنيين ومصل هذه الامور. أي ملاحظة الأمور عموماً، إذا تسرب الماء من سقف ما. لقد رأيت لتوي طريقة معالجتك للامور الطارئة . وفيما بعد ، سأكون بحاجة إلى مشرف على العمال وعلى الأثاث...

لم يكن بحاجة إلى الاستمرار ،فقد أخذت فكرة تامة . ولأنها عانت لتوها من مخدومها السابق فكرت في أن هذا العمل يناسبها تماماً لفترة قصيرة ، إذا سيمنحها سقفاً أثناء بحثها عن عمل آخر ..
- أين سيكون مركز هذا العمل المثير؟
سألته محاولة ألا تفكر في أن هذا العمل حل رائع لمشاكلها. إذا قبلت عمل المراقبة هذا فلن يكون عليها ان تتطفل على أمها وزوجها في بداية حياتهما الزوجية معاً
وأجابت :"هذا المبطخ هو ، تقريباً،المكان الوحيد المريح في هذا المنزل، لذا لدينا أنا وانت ، مصلحة مشتركة ..."
فقاطعته بارتياب:"واين سأنام؟"
تأملها لحظة أو اثنتين ثم قال بهدوء:" انت لا تثقين بالرجال، أليس كذلك ".
- فلنقل انني عرفت ما يكفيمن الرجال الذين يظنون أنني متلهفة للخروج معهم .
- وهل لديك تجارب عدا فيليبس؟
تجاهلت مالون هذا السؤال . كانت تجربتها مع رولاند هي الأسوأ، لكنها لاتنوي أن تخبر كويليان عن زوج أمها السابق و ابنه ولا عن خطيبها السابق المتقلب العواطف .
وعادت تسأله - أين سأنام ؟
كانت تدرك أن عليها أن تفكر بجدية في عرض العمل هذا
- حالياً، هناك عرفتان صالحتان للسكن، لكنهما غير مطليتين . تكفيك واحدة منهما وهي تحتوي على الكثير من الاثاث، لكنها عرفتي التي أمضي فيها عطلة الأسبوع.
ومره أخرى ألقت نظرة سريعة على الباب بينما كان يتابع :"لكنني سأعود إلى لندن هذا المساء، وبهذا تكون لك حتى أرسل إليك سريراً أخر، ربما غداً أو الثلاثاء . هل لديك مانع من البقاء هنا وحدك ؟"
- لا، أود ذلك .
أجابت بصراحة وصدق، وهي لا تكاد تصدق هذا التحول المفاجئ في الاحداث
- هذا حسن
شعرت نحوه بالمودة وهي تراه لا يشعر بأي جرح في كرامته لان جوابها بدا وكانها تقول إنها لا تمانع حتى لو تركها الآن وخرج..و انها تفضل بعده عنها على صحبته. وتابع هو :" إذا قبلت هذا العمل،

arianda
21-02-2007, 20:00
فسأرتب أمر إحضار بعض الأثاث باكراً ، وعند نهاية الأسبوع تكونين مستقرة في غرفتك ".
- هل ستكون هنا مره أخرى في العطلة الاسبوعية ؟
سألته بتحفظ فتأملها بثبات :" هل أنت دوماً بهذا الاحتراس ؟ط
- لا ، وإلا لما كنت في الوضع الذي انا فيه!
- إذن فأنت قلقة من أن أمضي ليلة معك في البيت نفسه؟
لم تجب،، وبعد لحظة قال :" اشتريت هذا المنزل لكي أرتاح فيه أخر الاسبوع . ومن الواضح أن إصلاح "هاركورت هاوس " سيستغرق وقتاً طويلاً. ولكن إذا وافقت على البقاء هنا، فيمكنك الاتصال بي أو بسكرتيرتي عند حصول أي مشكلة ، مثل تسرب الماء ، أو ملاحقةالعمال... فأحضر.
أثناء وجودي ، سأخذك إلى فندق ثم أعود فأحضرك قبل عودتي إلى لندن، ما رايك بهذا؟.
- إلى متى سيستمر هذا؟
سألته ذلك ، عالمة بأن عليها ان تكون متلهفة لاقتناص هذه الفرصة ولكن الخوف مازال يتملكها ، فقالت :" عندما تهدأ أعصابي، سأبدأ بالبحث عن عمل أكثر اسقراراً."
-لا أظن أن العمال سينتهون قبل ثلاثة أشهر، لكنني لن أتمسك بك كل هذه المدة، إذا وجدت عملاً مناسباً.
سحبت مالون نفساً عميقاً ثم قالت قبل ان تغير رايها:" أقبل هذا العرض".
ثم انتبهت فجأة إلى ملابسها فهتفت :" ملابسي.. لايمكن أن أطوف في البيت مرتدية قميصك وبنطلونك ثلاثة أشهر".
-فقال بهدوء سأخذك بالسيارة إلى آلمورالودج لتحضري أمتعتك.
- وهل ستأتي معي أيضاً........؟
وبدا الخوف في صوتها فتوتر فكة - لن أتركك تذهبين وحدك
قال هذا بحزم ، ثم نظر إلى ساعته . عندما نظر إليها ، رأت في عينيه نظره فولازية ، فتملكتها الحيرة وهو يقول : حان الوقت لأن أذهب و اتحدث إلى صهري.
نظرت إليه بصمت من دون أن تفهم ما قاله .وسألته "صهرك ؟"
سار هاريس نحو باب المطبخ ، وقد بدا مصمماً على الذهاب معها :
" رولاند فيليبس هو زوج أختي فاي".
نظرت مالون إليه فاغرة فاها .لم تستطع ان تتذكر ما قالته له. ولكن ما تعرفه هو انها أخبرته بصراحة أن زوج أخته هاجمها عمداً!!
ابتدأ الغضب يتملكها من كويليات، كيف يجرؤ على ذلك ؟لا بد انه أدرك انها ما كانت لتخبره شيءاً عن رولاند لو عملت انه صهره !
وأدركت أن هاريس كويليان لم يخبرها بذلك ، لتتابع حديثها لا بد أنه تعمد ذلك ...... كيف أقدم على ذلك؟
نهاية الجزء الاول


2- سعدت برؤيتك

الغضب الذي شعرت به مالون كان عارماً فصاحت به :
- كان عليك أن تتكلم . تركتني أخبرك بكل شيء بينما كنت تعلم طوال الوقت....
فقاطعها بحدة دون أن يؤثر فيه غضبها :
- ألم تكن تلك الحقيقة ؟ هل تقولين الآن إنك كنت تكذبين؟
ردت عليه بحدة. هل ظن أنها خرجت تتنزه مرتدية ثوباً قطنياً في ذلك الجو العاصف؟
فسألها : "ما الذي يغضبك إذن؟"
- لان......... لان
تلعثمت قبل ان تتمالك نفسها: "ماكنت لاخبرك بشي لو علمت أنه قريب لك"
- يقربني بالمصاهرة.
وصرف بأسنانه . بدا واضحاً أن فكره قرابته لذلك الرجل جرحته.
- هل ستقول شيءاً لأختك؟
- أعطيني سبباً وجيهاً يمنعني من أن أخبرها.
حدقت إليه غاضبة " إذا كنت لاتستطيع أن ترى أن ذلك يضر بزواجها..."
- لقد حصل الضرر فعلاً، فأختي وذلك الرجل انفصلا منذ ثلاثة أشهر.
تلاشى عضب مالون بنفس السرعة التي تصاعد بها،وتمتمت :"لم يقل ذلك قط. جعلني اعتقد انها سافرت لتوها في رحلة عمل".
- هل رأيت في المنزل ما يثبت وجود فاي؟
فتمتمت بملل "ها قد عدنا الآن. بعد ان صرت أعلم، يمكنني أن أرى أنه لا يوجد أي دلائل أنثوية في ذلك البيت."
- هل كان البيت بحاجة إلى ترتيب عندما وصلت؟
- كان فعلاً كذلك. هل هما منفصلات قانونياً؟
فهز رأسه:" إنه انفصال مؤقت بالنسبة إلى فاي، وهي تأمل في أن يعودا إلى بعضهما بعد هذه التجربة".
- هذا مؤلم حقاً. لن ينفع بشيء أن تخبرها عني.
تملكتها الحيرة لوقوع امرأة تملك ذرة من الذكاء في حب رجل مثل رولاند فيليبس ، فكيف بأن تتزوجه وتبقى معه؟
فسألها عابساً :"أتقترحين ألا أخبرها؟ أتظنين أنه من الأفضل لها أن تعود إليه وهي لا تعلم بما قد يفعل مستقبلاً؟".
- قد تكون على علم بالأمر، لكن حبها له يجعلها تصفح.........
فقاطعها بخشونه:"ما حاوله معك لا يقبل الصفح"
تنفست مالون وهي ترتجف :"أنا... لن أناقسك بهذا".
- هل أنت مستعدة؟ سنذهب ونحضر أمتعتك.
شعرت فجأة بالنفور من أن ترتدي الثوب الذي مزقه رولاند عليها.و أدركت انها لن ترتديه مره أخرى أبداً. لم تعتزم استعارة مشط، لأنه لم يعرض عليها ذلك وهي لم تشأ ان تطلبه منه وتمتمت تقول "أبدو مثيرة للسخرية".
- هل يهمك الأمر؟
أغاظها أنه يراها أيضاً مثيرة للسخرية. ما كان له أن يوافقها واجابت باختصار : " أبداً".
وتأخرت قليلاً لتنتعل حذاءها الخفيف ثم لحقت به إلى الردهة.
عندما اقتربا من "آلموزا لودج" توترت أعصابها. وبينما كان هاريس يوقف السيارة أمام الباب ، ابتدأت ترتجف.
- هل ستدخل معي؟
سألته وهي ترتجف مستعيدة كل الأمور الفظيعة التي حدثت في ذهنها.
وفجأة، شعرت بالخوف يمنعها من مغادرة السيارة .
وأجابها متجهم الوجه " سأبقى معك خطوة خطوة".
كان الباب الخارجي مشرعاً. ولم يزعج هاريس نفسه بطرق الباب بل دخل بطوله الفارع . ولكن ، لم يكن ثمة أثر لرولاند فيليبس ، فقال لها : " سأغيب دقيقة واحدة ، فإذا رأيت رولاند قبلي ، إصرخي".
انتظرت مالون اسفل السلم بينما توجه هاريس إلى غرفة الاستقبال. وعندما غاب عن بصرها انتظرت بقلق.ثم، خيل إليها أنها سمعت صوتاً قصيراً خافتاً قد يكون أهة مكتومة ثم صوت ارتطام . لكنها لم تشأ ان تغامر لمعرفة ما يجري.
و كما وعد، ظهر هاريس بعد دقيقة واحدة، ولازمها في كل خطوة وهما يصعدان إلى الطابق الأعلى. وقف بجانبها وهي تحزم حقائبها وتستعيد حقيبة يدها.
كانت متشنجة ، واثقة من أن رولاند فيليبس سيظهر أمامهما في أي وقت، ليرى من يغزو بيته، لكنها عادت إلى السيارة وجلست بجانب هاريس من دون أن ترى مخدومها السابق، وقد إبتدأت تشعر بتحسن. وعندما خلفا "آلمورا لودج " وراءهما ، قالت له "شكراً".
- بكل سرور.
أجابها بنبرة غريبة وكأنه كان مسروراً حقاً. استفر بصرها على يديه الممسكين بالمقود ورأت أصابع يده اليمنى محمرة قليلاً. تذكرت فجأة تلك الآهه والارتطام، فهتفت به " هل رأيت رولاند فيليبس؟ لم يكن لطفياً منه أن يطبع هذا الأثر على يدك ".
تكلمت قبل أن تستطيع منع نفسها . فقال مؤيداً قولها:" إنه يستحق ذلك وأكثر".
التفتت تنظر إلى فكه الصارم، وقمه الحازم، وعينيه الثابتتين. كانت تشعر نحوه بالمودة " لست بحاجة إلى عذر لكي تضربه".
قالت له هذا وقد تكهنت بأنه كان يكبح حافزاً لمعاقبة صهره لأنه يعلم أن أخته تريد أن تعود إلى زوجها ومنحه هذا الوضع اليوم العذر الذي كان يتطلع إليه ليضربه.
أجابها " هذا صحيح. ولسوء الحظ، لا يزال تحت تأثير الشرب، ولهذا اضطررت لضربة مره واحدة فقط."
لم تستطع مالون إلا أن تبتسم وهي تتصور رولاند يتهاوى على الارض.
وعندما وصلا إلى هاركورت هاوس. حمل حقائبها صاعداً بها السلم. الغرفتان الصالحتان كانتا متجاورتين . وضع حقائبها في الغرفة التي لم تكن تحوي سريراً بعد ثم أرها الغرفة الأخرى.
- وضعت فيها فاي الملاءات والمناشف.
وعندما وقفت مالون مترددة عند العتبة، تابع بعفوية :" سأرتب أمر وضع قفلين لهاتين الغرفتيين غداً".
ثم حمل حقيبته التي بدا واضحاً انها لليلة واحدة، قائلاً:" علي أن أذهب ".
ابتدأت مالون ترتاب في أن لديه موعداً هاماً الليلة، وتمنت له التوفيق. نزلت معه إلأى الطابق الأسفل، متطلعة إلى اللحظة التي يخرج فيها، لتغير ملابسه التي ترتديها . عندما رافقها إلى المطبخ، قالت له:" كنت في غاية الشهامة معي.. لا أدري ما كنت سأفعله لو أنك لم تعد أدراجك لتنتشلني".
فقال وهو يخرج مخفظة نقوده ليناولها رزمة منها:" وانت ساعدتني أيضاً. هل نسيت؟ نظراً إلى خبرتك السابقة، من الافضل أن تأخذي راتبك مقدماً على أن تأخذية متاخراً"
فابتدأت بالاحتجاج :" لاأريد أن ...."
- لا تصعبي الأمور، يامالون . أنا أعلم أنك ستستحقين كل فلس منه. لن يكفي أجرك حتى لتموين العمال بالقهوة والشاي يومياً.
ثم ابتسم ، وهي المرث الثانية التي تراه مالون فيها يبتسم فاحدث تأثيراً غريباً على نيتها بالاحتجاج. وكان يقول :" بما أننا نتكلم عن الطعام والشراب، أعدي لنفسك وجبة من المعلبات واللحوم التي في الثلاجة . أنها محفوظة لاستعمالك الشخصي فكلي جيداً".
تحولت نظراته إلى قوامها الذي بدا رشيقاً حتى في ملابسها الشنيعة. وجمدت مالون مكانها ، محاولة كبح شعور بالذعر، ثم تقابلت عيناها الواسعتان بعينية الرماديتين ، فتوقف عن الابتسام: لديك وجه رائع الجمال، يا مالون، وكذلك قوام بديع للغاية. لقد أصبت بذعر بالغ، ولكن، صدقيني، لن يحاول كل رجل تتعرفين إليه اغتصابك".
إيه يكشف بذلك ما كان يرعبها، فابتلعت ريقها بصعوبة . هذا الرجل رغم إيجازة في الحديث وحدة طباعه يظهر لها كل رقة وشهامة.
- ولو بعد مليون سنة؟
عند ذلك ضحك.وفجأة ، شعرت بالارتياح معه حتى أنها ابتسمت له. أدركت انه تذكر من دون جهد، قوله لها عندما تلكأت في النزول من سيارته خوفاً من نواياه المبيته. واجابها :" شيء كهذا".
فقالت بلهجة آمرة : " اذهب إذن".
ثم عادت فتذكرت أنه أصبح الآن رئيسها في العمل ، فأضافت :"يا سيدي".
نأولها بطاقته : " اتصلي بي عند الحاجة. هل ستكونين بخير وحدك؟ ألا تخافين؟".
كانت لهجته جادة، فأجابت :" سأكون بخير. في الواقع ، ابتدأت ، أشعر بأنني أحسن مما كنت عليه منذ فترة طويلة ".
حدق هاريس كويليان إليها متأملاً ، ثم أومأ راضياً وهو يتناول حقيبته الصغيرة ومفاتيح سيارته :" قد أحضر يوم الجمعة".
ثم خرج.

arianda
21-02-2007, 20:03
تلك الليلة راودتها أحلام مزعجة جعلتها تستيقيظ مرات عدة شاعرة بعدم الأمان وبأن حياتها مهددة، ثم أستيقظت مره اخرى في الربعة صباحاً عند بزوغ الفجر وابتدأت تشعر بالاطئنان.
استلقت مستيقظة تتأمل الغرفة بسقفها العالي ونوافذها الخالية من الستائر. كان هناك بساط كبير على الأرض وخزانة كبيرة.
أدركت مالون أن المنزل سيعود إلى مجده السابق بعد أن يتم إصلاحه . كانت تحب المنازل الأثرية الفسيحة .. فقد نشأت في واحد منها.
وغامت عيناها . لم تكن تحب الاستسلام للذكريات ، لكنها لم تستطع منع نفسها من التفكير في أيام طفولتها السعيدة ، ووالديها المحبين و خططهما لمستقبلها.. لقد استحال كل ذلك إلى سراب.
كانت هي وأمها تضطران لتناول العشاء من دون والدها الذي كان جراحاً يكد طوال ساعات اليوم، وغالباً ما يتأخر عن وجبات الطعام.
وذات يوم قالت أمها:"سنبدأ من دونه".
وإذا بجرس الباب يدق ليطل أحد زملائه الذي جاء ليخبرهما بأن سيرس بريتويت تعرض لحادث سيارة. بذل طاقم المستشفى كل ما بوسعه لإنقاذه، لكنهم علموا من خطورة إصاباته أنهم سيفقدونه.
وفاة الأب حطمت ابنته تماماً، وكذلك أمها التي عجزت عن مواجهة ما حدث. وبقضل المعونه الطبية، تجاوزت الأم محنتها ولكن مالون لم تستطع منع نفسهامن التفكير في أن أمها كانت تتمنى لو ماتت مع زوجها .. وانها من أجل ابنتها فقط، تناضل لكي تشفى..
مرت أيام كانت مالون تمتنع فيها عن الذهاب إلى المدرسة كيلا تترك أمها بمفردها ، فا نحدر مستواها بعد أن كانت في القمة .
وبعد مرور سنتين تعرفت امها إلى أمبروز جنكنز. وكان نقضياً لأبيها الهادئ كان مفاجراً متباهياً بينما كان أبوها متواضعاً، يتجنت العم لبينما كان أبوها مجداُ نشيطاً. لكنه، في البداية ، بدا قادراً على إسعاد أمها، ولهذا تسامحت مالون معه كثيرا.لم تستطع أن تحبه ، ولكنها حاولت جهدها أن تكون منصفة ، مدركة أن حبها البالغ لأبيها جعها غير قادرة على مقارنة أي رجل أخر به.
وهكذا ، عندما أخبرتها أمها بعد أسابيع من لقائهما أنهما سيتزوجان ، عانقتها مالون وتظاهرت بالابتهاج، ولأجل أمها، رضت بانتقاله إلى بيتهم ، وكان لديه إبن في السابعة والعشرين من عمره اسمه لي وجدته مالون بغيضاً.
أما ما لم تتوقعه مالون فهو أن ينتقل لي جنكنز معه أيضاً. كانت في الخامسة عشرة من عمرها، وبدلاً من أن تكون مزهوة بجمال شعرها الأشقر وقوامها، وقوامها، أصبحت ميالة إلى إخفاء قوامها في كنزات فضفاضة، وتمشيط شعرها إلى الخلف وعقده بسبب تحرش لي المتكرر بها.
لم تستطع أن تخبر أمها، وهي التي عانت كثيراً، رغم أنها أوشكت على ذلك ذات يوم حيث دخل لي غرفتها.صرخت به:" اخرج من هنا".
لكن، وبدلاً من أن يترك غرفتها تقدم أكثر إلى الداخل وحاول معانقتها.
عضته... فانهال عليها بالسباب ، لكنها لم تهتم. وعندما اجبرته على تركها لم تبق في غرفتها.
كانت ترتجف، فأرادت أن تلوذ بأمها وتخبرها، لكن رغبتها بحماية أمها كانت تمنعها. وبلاً من ذلك، وضعت كرسياً تحت مقبض الباب في غرفتها.
ثم حثت مصيبة المصائب بعد مرور سنة واحدة على زواج امها إذ أخخذ زوجها يلحظ مالون. لم تصدق في البداية ما حدثتها به غريزتها، إلى أن قال لها مره:" مالون الصغيرة، لم تعودي صغيرة بعد الآن، كما أرى". واقترب منها محاولاً معانقتها ولعابه يسيل من فمه المسترخي.
وقالت له بصدق: " أشعر بالغثيان!" ثم هربت .

وفيما بعد جلست على سريرها وبكت، لانها عرفت أنها لاتستطيع أن تخبر أمها.
تلهفت إلى مغادرة بيتها، فهو لم يعد كذلك علىكل حال. ولكن المال أصبح قليلاً منذ فترة. كانت تعلم أن أباها تركهما في حالة مالية جيدة، ولكن منذ أيام اقترحت عليها أمها أن تبحث عن عمل ، فسألتها مالو عما إذا كان لديهم مشكلة مؤقته ، فأجابت أمها :" بل هي مشكلة دائمة، يا مالون".
بدت عليها التعاسة وهي تقول ذلك على حد لم تستطع مالون احتماله.
علمت،دون سؤال، أين ذهب المال. فقد كان أمبروز جنكنز ينفق بسخار من المال الذي تركه أبوها لهما، ولم يبق منه سوى النزر القليل .
أما ابنة فكان كارهاً للعمل كأبيه، وبالتالي كان يستنزف باستمرار مال أمها. عند ذلك، قررت مالون أن لا تشارك في استنزاف المورد الذي بقى لأمها، فتركت المدرسة ووجدت عملاً.
لم يكن ذلك العمل مهماً، ولكن الاجر لم يكن سئياً بالنسبة إلى سنها. رغم أنه لم يكن كافياُ لدفع أجرة سكن لها لو تركت بيتها كما كانت تتمنى أن تفعل.
مرت السنتان الأخيرتان ببطء، وعندما رأت تدهور زواج أمها شعرت بالسرور لعدم تركها البيت، أردكت الأم حجم الخطأ الذي اقترفته بالزواج من أمبروز جنكنز، لكنها لم تكن تملك القوة للقيام بأي شيء لمواجهة انغماسة في اللهو والعبث، كانت مالون تعرف أن أمها تتألم ، ولكن عجزها هي الأخرى عن القيام بأي شي لتخفف عن امها جعلها تبقى لمواساتها.
كانت مالون من ناحيتها ،تقوم بما في وسعها لصد الاب والبن دون أن تحس أمها بشيء.
كان الاب وابنه غائبين ذات اربعاء عندما عادت مالون من العمل فوجدت أمها تبكي.
اندفعت مالون إليها هاتفة : " حبيبتي ماذا حدث؟"
وعملت أن أمبروز وأمها انفصلا، ولكن يبدو أن هذا الامر لم يكن سبب يأس امها، كما أوضحت لها ، بل لانها أصغت، بحماقة ، إلى أمبروز الذي حثها عن مشروع مثير قد يضاعف ربحهما على الفور، فيصبحان من الأثرياء.
لم تكن امها معتادة على التعامل بالمال، فأقنعها بأن تستدين ، واضعه منزلها الجميل كضمانة .
بعد ثمانية عشر شهراً انتهت المغامرة بالفشل. وعندما فرغ المال ، تركها أمبروز، حتى أن المنزل لم يعد ملكاً لأمها، قالت الام باكية :" علينا أن نترك المنزل الجميل الذي اشتراه أبوك لنا".
من الغريب أن الام ظلت تتمتع بالقوة رغم وصول الأمور إلى الحضيض ، وتكهنت مالون بأن السبب يعود إلى العذاب الداخلي الذي كانت تعانية قبل أن تبوح لها بما حدث. في الصباح التالي، وقبل أن تتمكن مالون من أن تقول أنها تنوي أن تبحث عن بيت تستأجرانه، أخبرتها أمها أنها تنوي الاتصال بشركة محامات لتى إن كان ممكنا القيم بشي ما بشأن المنزل.
أسرعت مالون تلك الليلة إلى البيت لتكتشف أن جون فورست، رئيس شركة المحاماة التي كانت أبوها يتعامل معها يهتم شخصياً بأمها . بعد دراسة التفاصل والأوراق اعتبر أن أمها تلقت من زوجها نصيحة سيئة ، وأن هناك احتمال أن يكون زوجها قد وضع المال في جيبة دون ان يستغله في أي مشروع، وبإمكان أمها أن ترعليه دعوى.
- من الافضل ان اطلقه

وهتفت مالون استحسانا لهذه الفكرة .
انتقلت مالون وامها إلى شقة صغيرة استهلكت أجرتها معظم راتب مالون. ولكنها لم تتذمر ، فقد كانت مبتهجة بالعيش في مكان بعيد عن جنكنز وابنه.
تم طلاق أمها يوم عيد مولد مالون العشرين ، فأخذهما جون فروست بصفته صديقاً لهما، للعشاء أحتفالاً بالمناسبة .
كان ضيقهما المالي شديدا للغاية، وحاولت الام أن عيل نفسها ، لكن لم تكن معتادة قط على العمل خارج البيت. ولم تستطع مالون احتمال ذلك . لابد أن أباها كان ليصدم للطريقة التي تعامل بها الحياة مع حبيبته إيفلين.
قالت مالون " أنت لست مضطرة للعمل، يمكننا أن نتربر أمرنا".
فنظرت إليها أمها غير واثقة :" ولكن علي ان أساهم بشء، أنه ليس إنصافا....."
- لكنك تساهمين، فانت ربة منزل زائعة.
اخيرا أذعنت أمها، بعد ان استعملت مالون كل طرق الاقناع التي تعرفها. وعاشتا على راتب مالون. وبدأ كل شي يتحسن فجأة خرجت مالون و أمها لتناول العشاء مع الأرمل جون فروست مرات عدة ثم بادلتاه الدعوة إلى شقتهما الصغيرة . أدركت مالون أن جون فروست يهتم بأمها واعجبها فيه قدرته على حمايتها .
في المرة التالية التي دعاهما فيها إلى العشاء، وجدت مالون عذراً مناسباً لعدم الذها ، وتركت لجون فروست أن يقنع أمها بأنه سيكون مسروراً لو رافقته من دون ابنتها .
وفي العمل أحرزت مالون تقدماً جيداً كوفئت عليه بزيادة راتبها، فأصبح بإمكانهما تجديد بعض الأثاث القديم.لم يودعا أمولاً بالمصرف .. غير ان زيادة راتبها حسنت حياتهما.مع انتقالها إلى قسم أخر تعرفت مالون على
شخصين هما ناتاشا و الاس ، وهي فتاة في مثل سهنا أي في الثانية والعشرين تقريباً، وكيت مورغان الذي يكبرهما بثلاث سنوات.
وبما أن جون فروست وامها يخرجان معاً ، وكان جون يحرص على عدم استعجال إيفلين ،فقد ابتدأت مالون تخرج مع ناتاشا، وكان كيت يخرج معهما أحياناً . كانت مالون تتجنب الرجال بناءً على خبرتها السابقة بأمبروز جنكنز وابنه لي، ولم تستطع أن تتصور نفسها متورطة في علاقة مع أي رجل . ولهذا زادت دهشتها عندما أدركت أنها وبعد أربعة أشهر من الصداقة بينها وبين ناتاشا وكيت أصبحت تشعر بنوع من المودة نحو كيت . و أكتشفت أنه شعور متبادل بينهما ما زاد في دهشتها وسرورها.
وبدأت ناتاشا تكثف تدريبها على العزف علىالكمان، فكان كيت ومالون يخرجان وحدهما معاً .
شعرت بالغثيان وهي تستلقي على سرير هاريس كويليان، متذكره مشاعرهما نحو بعضهما البعض والتي أوشكت أن توصلهما إلى الالتزام الرسمي.
ذات سبت وبينما كانت ناتاشا مشغوله بموسيقاها ذهب كيب ومالون إلى السينما. وفجأة راح يتوسل إليها أن ترافقه:"أريدك، و أريد أن نبقى معاً".
رباه ، يا لها من خطوة كبيرة!.
رفضت، لكنه لم ينفك أثناء الشهرين التاليين عن دعوتها للذهاب،معه.ثم أخبرها ذات يوم أنه يحبها.
وافقت، رغم انها كانت ترتجف قليلاً: "نـ........نعم "
لم يضيع كيت وقته، واخبرهابأنه رتب أمر لقائهما الشاعري في العطلة الاسبوعية القادمة، وسيأتي لأخذها من بيتها صباح السبت.
عادت مالون يوم الجمعة إلى بيتها من العمل ، وقررت أن تخبر أمها تلك الليلة، فكيت سيأتي ليأخذها صباح السبت .
لم تكن أمها موجودة لكنها تركت ورقة تقول فيها إن جون اتصل بها ويريد ان يحدثها بأمر خاص ، بعد الظهر. وهي لا تظن أنها ستتأخر في العودة.
تمنت مالون ذلك . كانت متوترة لذا ادركت أن ذلك الشعور لن يتبدد إلى بعد أن تخبر أمها وعندما مرت الساعات ولم تحضل امها أدركت أن جون اصطحبها إلى العشاء.
ثبتت صحة كلامنها فبعد أن اعاد جون أمها إلى البيت عند العاشرة مساءاً، هتفت الوالدة " لدينا شي نريد أن نخبرك به".
وقال جون:" سنتزوج . هل تمانعين يا مالون؟"
منذ سنوات لم تر أمها بهذه السعادة فإبتسمت :" تعلم إني موافقة ".
نسيت كل شي عن كيت عندما تقدمت وتعانقوا هم الثلاثة. بقى جون معهما وتحدثوا دهراً قائلين لمالون إنهما يعرفان بعضهما بعضاُ منذ سنوات ، فلم يريا سبباً يجعلهما ينتظران. سيتزوجان الشهر القادم وستترك مالون الشقة.
- اترك الشقة ؟
- أمك ستنتقل إلى بيتي يا مالون، وامنيتي أن تنتقلي أنت أيضاً معنا .
- شكراً لك.
أجابته بذلك ، فهي لا تريد أن تفسد عليهما فرحتهما . لكنها كانت تعلم أن مكانها ليس في بيت أمها الجديد.
- إذن استقر الأمر

arianda
21-02-2007, 20:04
ابتسم جون وهو يقول ذلك ثم أخذ يتحدث عن ابنته المتزوجة في اسكوتلندا، والتي ستأتي بالطائرة غداً لحضور عشاء عائلي احتفالاً بالمناسبة.
- آه........!
هتفت مالون وهي ترى انها نسيت كل شي عن كيت
- لا تقولي إنك لا تستطيعين الحضور،يا عزيزتي . هل لديك موعد يمنعك من الحضور؟
- كيت...
- أنا واثقة من أنه سيتفهم الأمر، فهذه مناسبة عائلية.
- طبعاً ، سأتصل به.
قالت مالون باسمة وهي تدرك أنها لم تشعر بأسف كبير لإلغاء عطلتها الاسبوعية مع كيت.
وعندما اتصلت به ، لم يتفهم الامر ، بل ثار غضبه :" لقد حجزت في الفندق! لقد تزوجت أمك من قبل... فلماذا تبدين هذا الاهتمام الآن؟"
إذا لم يستطع أن يفهم ، فلن تحاول مالون أن تشرح له الأمر.
- آسفه . سأراك يوم الاثنين.
كان العشاء رائعاً للغاية .
يوم الاثنين ، شعرت مالون بعدم الارتياح لتخليها عن كيت ، فذهبت تبحث عنه لتعتذر له وتحاول ان تجعله يتفهم أهمية وجودها هناك مع امها.
توجهت إلى مكتبه :"كيت"
- مالون ، أنا....
قال اسمها في الوقت نفسه وبدون سبب واضح، وبدا عليه الخجل .
- صباح الخير يا كيت.
والتفت الاثنان إلى ناتاشا اليت كانت واقفة هناك، مفعمة بحيوية لم يسبق لمالون أن رأتها فيها من قبل. منحتهما ناتاشا ابتسامة واسعة ، لكنها خاطبت كيت قائلة :"أريدك أن تعلم أنني لم اتعرض لأي مشكلة حين دخلت شقتي الليلة الماضية ".
حملقت مالون فيها، ثم أبتسمت . وماذا في ذلك ؟ ناتاشا هي صديقة قديمة حميمة لهما:" هل خرجت مع كيت الليلة الماضية".
سألتها وهي تشعر بالضيق، لكنها سرت لان كيت لم يمض عطلة كئيبة تماماً، وفجأة ، انبأتها غريزتها إلى أمر ما جعلها ترتجف . كانت تعلم انها تشعر بالضيق ، ولكن لم يشعر بذلك هو أيضاً؟ وسألتها ببطء:" سبق وخرجت مع كيت من قبل، ما الفرق بين تلك المرة والليلة الماضية ؟".
فأجابت ناتاشا :" لم أعد إلى البيت ليلة السبت".
جمدت مالون وجهدت ليبدو صوتها مرحاً وهي تقول :" لقد اختلف الامر الآن، هل استمتعت مع كيت؟"
تألقت عينا ناتاشا :" كان الامر رائعاً، أليس كذلك يا كيت ؟"
فلم يجب.
بقى سؤال واحد لم تتصور مالون، في الاحوال العادية ، أن تلقية فسألتها بصوت خافت :" هل بقيتما معاً؟".
بدا التردد على ناتاشا، ولكن صداقتهما القديمة جعلتها تجيب بصدق وشي من البرودة :" نعم ، لهذا خرجنا معاً".
نظرت مالون إلى كيت، لم يحاول الانكار، بل قال " من الافضل أن نباشر عملنا".
تركتهما و جلست إلى مكتبها، لم تستمع إلى توسلاته وهو يشرح لها أنه كان غاضباُ منها لانها خذلته وانها هي ، مالون، التي يحب .
أدركت ، حينذاك ، انها في مفترق طرق في حياتها . لم تعد تريد أن تعمل مع كيت وناتاشا . شعرت باستحالة السكن مع أمها وجون حين يتزوجان، لكنها كانت تعلم بأنها إذا اصرت على البقاء وحدها في الشقة ، ستتكدر أمها وهي التي عانت ما فية الكفاية .
واخيراً قررت أن ما تريدة هو بداية جديدة ، عمل جديد، و...
وفجأة ،جاءها الحل . العذر الوحيد الذي يمكن أن يجعل أمها تقبل بعدم انتقالها للسكن في بيتها الجديد مع جون هو انتقالها للعمل في وظيفة جديدة في منطقة أخرى.
أردت أن تشتري لأمها ثوباً جميلاً ترتدية عند الزواج . ماذا لو وجدت عملأ مع مسكن ؟ سيكون بإمكانها، حينذاك ، أن نتفق كل أجرها على ثوب جميل لأمها وتأمين مسكن بما بقى لديها من نقود يكفيها حتى يحين موعد أجرها.
ووقع اختيارها على إعلان يطلب مدبرة منزل تجيد الأعمال الادارية، ففضلتها على وظيفة عاملة استقبال في فندق لعدم خبرتها بذلك..أتراها أخطأت؟ كانت تشعر بأن كيت خذلها بتصرفه، وإذا بها تتعرف إلى ذلك الحيوان زولاند فيليبس ما جعلها تمقت الرجال.
سارت إلى النافذة لتنظر منها إلى الخارج . لقد توقف المطر الحمد لل. إذا استمر الصحو ربما يتمكن العمال من القدوم لإصلاح السطح.. وجدت نفسها تفكر فجأة في ان هاريس كويليان شهم، بل أكثر من شهم . لو أنه أوصلها إلى بيت أمها الجديد، لتملك الرعب أمها. يجب أن تشكره خصوصأ على ذلك المبلغ الكبير الذي أعطاها إياه، ذلك الراتب ، كما دعاه. أنه واثق من انها لن تهرب عند أول فرصة ، وهذا يعني ، من وجهة نظره ، انه يثق بأنها لن تهرب بما يتيسر لها أخذه التفتت لتنظر إلى الغرفة العارية وابتسمت.. فلا يوجد هنا ما يستحق السرقة .
قررت ان تفحص جهاز تسخين الماء ، فاكتشفت انه يعمل، وامضت وقتاً ممتعاً تحت الدوش .هاريس كويليان يظن أن وجهها رائع الجمال وجسمها بديع. ووجدت نفسها تفكر في ذلك .. وفجأة خرجت من تحت الدوش.. وماذا يهمها من أمره؟
ملاحظاته لا تحمل صفة شخصية ، ونبذت تعليقاته تلك من ذهنها
إنها واثقة من أن لديه موعدأ هاماً الليلة الماضية مع أمرأة محنكة منمقة ، وهو لا يهتم مثقال ذرة بواجدة تدعىمالون بريتويت. لقد صرح بوضوح انه يريد هذا البيت لقضاء عطلاته الاسبوعية÷، وناسبها الامر تماماً.
تنهدت من دون ان تبتسم .
كانت قد اقفلت الباب الأمامي والأبواب الخلفية وأخذت تتفحص محتوى الثلاجة ، شعرت بالسرور وهي ترى ان فاي ملأت ثلاجة شقيقها بمشتقات اللبن التي تدوم شهوراً. تبينت وصول العمال، فسرعان ما سمعت قرعاً على باب المطبخ :" الآنسة بريتويت؟ شركتي هي التي تقوم بالإصلاح هنا، أن بب ميلر. لقد حضر إلينا السيد كويليان أمس".
انسجمت مع المدعو بوب ملير، وهو رجل يناهز الخمسين من عمره. لم يسألها من تكون أو لماذا هي هنا.
- حسناً، هل من الممكن أن أدخل وأرى السقف الذي أنهار أمس؟
- طبعاً.
وتذكرت ما قاله هاريس أمس عن تموين جيش العمال بالقهوة والشاي، فقالت له :" هل أعد لك كوب شاي؟".
منحها بوب ابتسامة عريضة :" هذه هي الطريقة المناسبة لنبدأ الأسبوع".
كان أسبوعاً حافلاً بالعمل، حتى انها مل تجد صعوبه في ملء ساعات اليوم بالعمل . خلال هذا الاسبوع، تعرفت على النجار الذي وضع قفلين في بابي غرفتي النوم وأصلح النوافذ في عرف النوم . كما تعرفت إلى شارلي ودين وباز وررون، وهم سباكون ممتازون ، وكين الذي يحب العمل في الهواء الطلق. وتعرفت أيضا إلى ديل الذي يتحلى بصوت جميل. وكان يغني معظم النهار واخيراً كيفين الذي أوصلها بالفان عندما ذهب ليجلب بعض الأغراض ، من المدينة.
قال لها ببشاشة وهو ينزلها أمام السوبر ماركت :"تأخري قدر ما تشائين، فأنا سأغيب دهراً".
اشترت مالون فاكهة طازجة وخضاراً واطعمة احتياطية وجريدة أيضاً بالإضافة إلى أدوات مكتبية وطوابع بريد، وعندما عادت ، أخذت تتفحص إعلانات العمل في الصحيفة، ولكن لم يخذبها شي منها. على أي حال، لم يكن هناك داع للعجلة لأن هاريس قال إن العمال سيبقون ثلاثة أشهر، قمل تشأ ان تندفع بقبول أول عمل تراه.عدا عن السرير الذي وعد به هاريس ، وصلت معه عدة قطع من الأثاث. وضعت مالون كرسيين في الصالون الذي كان عارياً كغرف النوم ، من الستائر أو السجاد. أما خزانه الثياب والمكتب والكراسي الأخرى فنقلوها إلى غرفة النومها، وبما أنها تجلس ، عادة، في المطبخ ، وضعت كرسياً مريحاً آخر فيه.
وجدت أنها تفكر في أمها وزوجها جون فروست ، وفي هاريس كويليان أيضاً، محاولة أن لا تفكر في أمثال كيت مورعان ورولاند فيليبس.
ورغم تعليقه على احتمال إصابتها بالإلتهاب الرئوي ، لم تعطس مره واحدة. وبسبب الأحلام المرعبة التي تراودها ، كانت تضطر عدة مرات أثناء الليل إلى النزول من سريها لتلوذ بالمطبخ الأمن. عموماُ، لم تشعر يوماً بأنه صحتها أفضل مما هي عليه الآن.
قال هاريس انه قد يأتي يوم الجمعة ، لذا حزمت مالون صباح الجمعة حفيبتها استعداداً لقضاء عطلة الاسبوع بعيداً، ثم ذهبت تبحث عن كيفين الذي غالباً ما يذهب غلى دكان القرية وسألته :" هل يمكنك ان توصلني معك إلى شروين في المره التالية التي تذهب فيها إليها؟"
- بكل سرور.
اجابها ببشاشتة المعادة، وبعد عشرين دقيقى حاء إلى المطبخ يبحث عنها .
اشترت من القرية أشياء مختلفة . وعندما حل الليك وضعت الأزهار في آنية فوق مدفأة الصالون وعدة بسط في انحائة فاصبح الصالون مكاناً مريحاً .
لكن هاريس لم يحضر، وذهبت مالون إلى سريرها في تلك الليلة واعية لشعورها الغريب بخيبة الأمل . وسرعان ما أخمدت هذه الفكرة من رأسها، لكن نومها كان متقطعاً.
سرها أن تغادر سريرها صباح السبت فاغتسلت وارتدت بنطلون جينز وقميصا ، ثم نزلت إلى الطابق الاسفل لتبدأ العمل.
كان أحد الرجال قد اخضر لها كيساً يحوي خوخاً. وعندما انتصاف النهار صنعت فطرتي خوخ ، وكانت تفكر في تحضير الكعك ، مدركة أنه سينفد في ثوان، عندما نظرت من نافذه المطبخ ورأت سيارة يقودها هاريس. لم تتوقع رؤيته قبل يوم الجمعة التالية ، وابتسمت فجأة . لقد أدركت أنها مسرورة برؤيته.

arianda
21-02-2007, 20:06
3- شيء في عينيه

سمعت مالون وقع خطوات هاريس في الردهة، وشعرت فجأة بالخجل عندما دخل المطبخ، قامته الطويلة وكتفيه العريضتين .
إنعقد لسانها، أما هو فلم يتكلم على الفور، بل وقف عند العتبة بنظر إليها، وكأنه يراها لأول مره عندئذ، لاحظت ان عينيه مستقرتان على شعرها الاشقر ثم نظر إلى قميصها المقفل وبنطلونها الذي يغطي ساقيها الطويلتين. وأدركت انها المره الاولي التي يرى فيها شعرها غير مبلل أو ملفول بمنشفة.
قالت بسرعة، شاعرة فجأة بالخجل:"لقد هذبت مظهري وأصلحته جيداً".
كانت المره الاولى التي يراها فيها بملابس جافة أنيقة.
أجفلت حالما افلتت هذه الكلمات من فمها، خشية أن تستدعي تعليقاً شخصياً منه . ابتسم فأدركت أنه عرف انها تتمنى لو بقيت صامته.
تبدد شعورها بالتوتر بسرعة عندما قال لها:" كنت صاعداً بحقائبي إلى غرفتي، لكنني لم أستطع مقاومة رائحة الفطائر العابقة في البيت".
شعرت بالخجل مره أخرى. ما الذي بمنعها من أن تتمالك نفسها ووجدت نفسها تجيب:" أحضر لي ديل كيس خوخ. هنالك بعض الدلاء على فسحة السلم تحسباُ لتسرب المياه".
لم تستطع ان تتوقف عن الكلام:" أٌصلح جزء من السقف، ولكن هناك بعض التسربات الجديدة، والعامل المسؤول عن ذلك لا يمكنه الحضور قبل يوم الاثنين، هل تريد قهوة؟"
خشيت ان يحرجه هذا التغيير المفاجئ في لهجة حديثها المائل إلى الحدة.
لكنه أجاب:"أور فنجاناً. سآخذ حقيبتي إلى غرفتي، ومن بعدها تزودينني بكل ما أحتاج معرفته".
سرها أن ذهب لانه منحها فرصة لتتمالك نفسها، رباه، ماذا حدث لها؟ لم يسبق لها أن شعرت بالخجل أو بعقده اللسان في وجود رجل . هل انعقد لسانها؟ كما أن الثرثرة التي لم تتوقف هي مسألة أعصاب على الأرجح؟ من المؤكد أن تجربتها مع رولاند فيليبس لم تحطم ثقتها بنفسها إلى هذا الحد! أنها تتمنى ألا يكون ذلك قد حصل رغم اعترافها بمعاناتها السابقة مع رجال كزوج أمها السابق و ابنه، وصديقها الخائن كيت مورغان. كانت لاتزال تضمد جرحها عندما حصل ما حصل من صهر هاريس .
عندما عاد هاريس على المطبخ، كانت القهوة جاهزة، وبدأت مالون تظن أنها عادت متماسكة عندما قال :"لقد وصل السرير".
فسألته على الفور بلهجة عدائية :"وهل كنت في غرفتي؟".
تلاشت العفوية من صوته "أليس مسموحاً لي أن اتحقق من تنفيذ تعليماتي بشأن النوافذ والأبواب؟".
رد بشي من الخشونه،، فنظرت إليه ثم إلى قهوتها.ما الذي جرى لها؟ هذا بيته ويمكنه ان يفعل في مايريد ساد الصمت بينهما
ثم تبددت الخشونه في صوته وسألها برفق : "هل أنت مستاءة؟"
نظرت إليه تعتذر، محاولة ان تفسر سلوكها :" آسفة ، أبدو حساسة أكثر مما يجب أن فقط..... أحب عزلتي."
لم تشأ أن تزيد فتشرح له ما حدث لها منذ سنوات، حين كان عليها أن تضع كرسياً تحت مقبض الباب كي تمتع دخول المتطفلين.
لم تشكره :"هل لي أن أسأل ما معنى هذا"؟
لم تؤثر عليه رغبتها في المشاكسة :"انت رحبت بي برائحة الطهي....وإذا بك تعاملينني بحدة لئلا اكون فكرة خاطئة عنك".
رات أن لا شيء يفوته، لكنها لم تهتم لذلك بل ردت عليه بحدة :" لم يكن الطعام من اجلك بالذات، حتى ولو اسعدني تقديمة لك ".
وشعرت فجأة بأنها لم تعد تستطيع ان تتحمل ، فتابعت تقول:"لدي حقيبة جاهزة ، سأذهب".
فسألها بدهشة وقد تصلبت ملامحه :" إلى أين ؟ لا أعتقدك ترحلين فقط لأن...."
- أنا لست راحلة، بل ذاهبة لأبيت هذه الليلة في فندق.. هل نسيت؟ .
- لا، لم أنس. لكنني طنت فقط، نظراً لبدايتنا الفاشلة، أنت لن تعودي.
ولانت لهجته مره أخرى:" أهلاً بك إذا شئت أن تبقي...."
فقاطعته بخشونه :" لا أريد ذلك".
فرد عليها بحدة " سامحيني لأنني ذكرت ذلك ، سامحيني لشعوري بالذنب إلى حد جعلني أبدو و كأنني أريدك أن ترحلي".
لم تشأ مالون أن تعتذر ، لم تشأ أن تكون هي المخطئة دوماً.. ودون أن تنظر إليه ، وتعبأ بقهوتها ، خرجت من المطبخ وصعدت إلى غرفبتها .
بعد ثوان فقط، نزلت إلى الطابق الاسفل حاملة حقيبتها. وعندما وصلت إلى الردهة كان هاريس قد خرج من المطبخ ووقف هناك حاملاً مفاتيح السيارة ، عندما أدركته، مد يده ليحمل عنها حقيبتها لكنها قالت وهي تتمسك بالحقيبة :" سأطلب من كيفين أن يوصلني إلى المدينة "ز
فأجاب بهدوء :" سآخذك انا".
وقبل أن تبدأ الجدال ، أخذ منها حقيبتها وأجلسها في سيارته ثم انطلقا من المنزل. ولكن لما كانت تجادوله؟ وجد مالون نفسها تتساءل بصمت . إنها لم تر منه غير الشهامة والتهذيب وتملكها فجأة شعور بالسوء .
فقالت له من دون تفكير :"آسفة ".
وعندما حول عينية لحظة عن الطريق لينظر إليها ، تابعت تقول :"لا أدري لما أنا...."
وفتشت عن كلمة فلم تجد أفضل من كلمة قالها لها وبدت لها مناسبة الآن
" .........فظة بهذا الشكل".
- أنا أعرف.
أدهشها جوابه الرقيق وقد حول نظراته الى الطريق، وحدقت الى جانت وجهة "أنت ؟"
- مازلت تعانين من الأذى الذي لحق بك الأحد الماضي ؟
فكرت مالون في ذلك ، فما عانته من رعب وفزع وهي تركض تحت سيل المطر المنهمر ، كان وحده كافياً بغض النظر عم حدث من قبل. أمضت طوال الاسبوع في استعادة الصورة المروعة لوجه فيليبس الشهواني وهو يحاول أن يمزق ملابسها . عندئذ، خطر في بالها ، أن لا أحد يمكنه أن يشفى على الفور من شي كهذا . فقالت متنازلة :" قد تكون على حق . أرهقتني الذكريات وراودتني الكوابيس".
- ألم تنامي جيداً؟
- يختلف الأمر عندما أنهض باكراً لأذهب إلى العمل".
قال ببطء " حسب بوب ميلز الذي اتصلت به الخميس، انت دوماً مستيقظة وتعدين إبريق الشاي أو القهوة عندما يصل عند الساعة الثامنة إلى ربعاً"
- لم أكن أعلم ان لديك جواسيس هنا.
- هل عدت إلى الفظاظة مره أخرى؟
لكنها لم تجد في لهجته أي انزعاج بل مجرد دعابة واحبت تصرفه.
فقالت باسمة :" لن أقول آسفة مره أخرى".
لكنها تابعت بجد :" بالرغم من شهامتك ولطفك ، أنت ..........."
- هيه...... سوف تمنحينني هالة قديس الآن!
- أشك في قداستك.... إنها شهامة منك أن تتوقف الأحد الماضي كما فعلت.
- يهمنا أن نرى إمكانية علاج لتلك الذكريات والأحلام، أتحبين أن تري طبيباً نفسياً؟ يمكنني أن أرتب لك ...
- رباه ، هذا ليس ضرورياًّ لو عرفت انك ستهتم بالأمر جدياُ لما أخبرتك.
- الأمر جاد ، يا مالون،فأنت متوترة معي أغلب الاحيان. لا اريد أن يتأصل فيك الخوف من الرجال بسبب صهري..
فهتفت بضيق :" أنا لست خائفة من الرجال!أتحدث إلى العمال طوال النهار"

وعندما لم يقاطعها هاريس، وجدت نفسها تقول بغضب:" قد أكون حذرة أحياناً ، وعلى شي من الاحتراس، ولكن ليس بسبب فيليبس وحده ........."
وسكتت فجأة، كارهة هاريس لأنه أغضبها إلى حد جعلها لا تنتبه إلى ما تقول .
و زادت كراهيتها له عندما نظر إليها وسألها بخشونه:" هل حدث لك تجربة مماثلة ؟ سيضاعف ذلك من شناعة تصرف فيليبس".
فأجابت بحده : " لا أريد أن أتحدث عن ذلك ، كما أنه لم يكن بنفس السوء . انتبه إلى الطريق".
وعندما رأت أنهما أصبحا في الشارع الرئيسي، قالت :" يمكنك أن تنزلني هنا و أنا سوف ......."
تجاهلها ... فأرادت أن تضربة بقبضة يدها . لم تعرف قط مثل هذا الرجل .كانت تريد أن تبحث عن نزل مناسب يقدم سريراً وإفطاراُ ، في حين أنه يريد أن يأخذها إلى اجمل فندق في المدينة.
عندما أوقف سيارته في موقف فندق كليفتون، صممت أن لا تدخل إليه . نظرت إليه بعناد ، فبادلها النظر قال :" لا تصعبي الامور، يا مالون".

أحست بشي من الضجر في لهجته.. فشعرت بالذعر. لاشك أنه يجهد نفسه في العمل ويمضي ساعات طويلة ليحقق النجاح الذي يتمتع به . ربما ترك لندن ليأتي إلى " هاركورت هاوس" آملاً في أن يجد الراحة والاسترخاء عدة ساعات قبل أن يعود للكفاح في عالمه.
- أنا...
فتحت فهمها لتقول أنها اسفة ثم ترددت غير واثقة من السبب الذي يجعلها تعتذر، وبدلاً من ذلك قالت:" يبدو الفندق مترفاً بعض الشي، هل تظن ان بنطلون الجينز والقميص القطني سيتناسبان معه؟"
وفجأة ابتسمت العينان الرماديتان الودودتان لعينيها الواسعتين، وقال مداعباً :" انت متكبرة، يا مالون بريتويت"
- لا لست كذلك . كل ما في الأمر أن تربيتي سليمة .
أخذت ابتسامته تتسع، فخفق قلبها بشكل غير متوقع .ت تحولت نظراتها بعيدا، وأمسكت بمقبض الباب . وفي الوقت الذي أحضر هاريس حقيبتها ودار حول السيارة ليفتح لها الباب ، خرجت منها .
وبدأ واضحاً أنه كان ستعمل هذا الفندق كثيرا فقد تبادل التحية مع الموظفيين بالاسم.
وفي غمضة عين، وجدت أن غرفة حجزت لها في هذا الفندق المزدحم فيما وقف هاريس ينظر إليها وهو يقول :" سأحضر غداً لأخذك ".
وشعرت بالذنب لتحميلة هذا العبء فقالت بإصرار :"بل سأستقل سيارة أجرة".
- أتطعنين في قيادتي؟
- لا أجؤ على ذلك . وضحكت
وشعرت بالأمان، وبقي هذا الشعور حتى عندما استقرت عيناه على فمها .

بعد ذهابه تملك مالون شعور غريب، ليس شعور بالحرمان بالضبط. لم تستطع أن تحدد هذا الشعور ، لكنها افتقدته.
في غرفتها في الفندق، نبذت من ذهنها هذا الهراء ، كانت تشعر بالوحدة لا اكثر،
فتذكرت أمها، رفعت سماعة الهاتف . منذ عشرة أيام ، اتصلت بها أمها إلى " آلمورا لودج" لذا من الأفضل أن تتصل بها .
جاء اتصالها في الوقت المناسب لا امها قالت لها " كنت على وشك ان اتصل بك " وقد بدت السعادة في صوتها والسرور بسماع صوت ابتنها .
سألتها مالون " هل تسير الأمور على مايرام؟"
- بل على أحسن ما يكون، وجون رقيق للغاية . لقد نسيت تماما كيف يتصرف الرجل المهذب الحقيقي.
سألتها أمها " كيف الحال معك ؟ هل رأيت مخدومك كثيرا هذا الاسبوع؟"
أدركت مالون انها تعني رولاند لانها اخبرتها في آخر اتصل بينهما انها نادرا ما تراه.
لم تستطع مالون ان تفسد لى امها سعادتها الجديده فأجابت :" لم أراه منذ الاحد الماضي".
ستتألم إذا عملت بما حدث لها مع رولاند ، وربما ستلح عليها للعيش معها ومع جون لو اخبرتها أنها تعمل لدى رجل أخر
تحدثت مالون طويلا إلى أمها، ثم وضعت السماعة أخيرا وقد زاد اقتناعها بأن أمها أصابت في الزواج من جون الذي لا يقارن بأمبروز حينكنز .
أدركت أن أجزة هذ الفندق ستحدث شرخاً كبيراً في ميزانيتها ، فاختارت أن تخرج وتشتري شطيرة لغدائها.
عادت لغرفتها في الفندق قبل العشاء ، ففكرت في الخروج وتناول طعام خفيف في مكان ما، ثم وجدت نفسها تتساءل عن المكان الذي يتناول هاريس فيه طعامه، تمنت ان يأكل من فطيرة الخوخ.. ثم أدركت أنها تفكر في شي من العطف.

افرغت حقيبتها ثم سارت إلى الخزانه واخرجت بنطلوناً انيقاً وبلوزة.

عندما نزلت، كانت غرفة الطعام مزدحمة بالزبائن، ورأت مجموعة كبيرة تحتفل بشيء ما، كما يبدو .
شرعت مالون بتناول الوجبة التي طلبتها ، وعندما أخذت تتناول الحلوى، أدركت أن الحفلة كانت احتفالا باليوبيل الذهبي لزوجين .لم تكن تنظر باتجاههم بشكل خاص، ولكن لم يفتها رؤية باقات الأزهار الضخمة التي تحفل بها المائدة ، أو رؤية الزوجين المرحين اللذين لم يبد عليهما انهما كبرا في السن .
تناولت قهوتها في قاعدة الجلوس وقد خف اضطرابها . وجدت وهي ترشف قهوتها أنها تفكر في هاريس. ومره أخرى، وجدت نفسها تتساءل إن كان لديه صديقة في هذه المنطقة ليستري أملاك " ابرماسي" لكنها بعد التفكير ملياً، استبعدت الامر ‘ اذا كان راضيا تماما عن حياة العزوبة ،فمن غير المحتمل أن تيخذ صديقة دائمة.
- هل هذا المقعد مشغول؟
رفعت بصرها فرأت رجلا وسيما في حوالي الخمسة والعشرين ن فقالت له باسمة:"لا بأس ، خذه".
ثم اكتشفت انه غير متعجل للذهاب إلى ان ذكره شخص ما بواجبه.
وبعد دقائق، وفيما كانت مالون تهم بالعودة إلى غرفتها عاد الرجل فظنت انه جاء ليأخذ كرسياً آخر. لكنه، بدلا من ذلك ، احضره إلى جابنها:" هل لديك مانع في أن أجلس عدة دقائق؟ قولي لا ، فأذهب".
بدأ لطيفاً، فسألته :" ألا يتوقع أصحابك عودتك؟"

arianda
21-02-2007, 20:07
- انه اليوبيل الذهبي لزواج جدي . كل الأسرة منغمسة في الذكريات. لكنني لست كبيراً إلى حد يكفي لمشاركتهم بذلك .
أعجبت مالون بتوني ويلسن. كان شاباً مرحا ًسهل المعشر فلم تجد سبباً يمنعها من أن تصارحة عندما سألها أن كات تمضي إجازة في المنطقة ، فأخبرته بأنها هنا لليلة واحدة.
- ماهو العمل الذي تقومين به؟
- حالياً أقولم بعمل مؤقت (كمشرفة) في منزل . أراقب عمال البناء وما شابه ذلك.
- هل أصحاب البيت متغيبون معظم الوقت؟
- جاء صاحت البيت هذا الصباح.
- ومنحك إجازة الاسبوع؟
فكرت مالون في ان الوقت حان لتذهب فقالت:
- بعض افراد اسرتك ينظرون في اتجاهنا ، أظنهم يريدونك.
نظر توني إلى الخلف ولوح بيده ثم التفت إليها يدعوها :" تعالي معي ، تعالي والتحقي بالحفلة ".
- لا يمكن
- سيرحبون بأن تجلسي معهم.
هزت رأسها واوشكت أن تقول إنها تود قراءة كتاب جيد، ثم أدركت أن ذلك يدل على قلة تهذيب.
- لا ، ولكن شكرا.
لم يكن الكتاب بمستوى التعريف به . ولكنها شعرت فجأة بالاضطراب مره أخرى، حاولت الاستغراق في قراءته دون نجاح ، فوضعته جانباً ثم دخلت الحمام لتستلقي في الحوض فترة طويلة بينما أخذ عقلها يجول حتى انتبهت فجاة إى لانها تفكر في هاريس كويليان..
صحيح انه كان شهم معها .. بل اكثرمن شهم ، وسخياً أيضا وهو يلح عليها بقوبل أجرها مقدما ، ولكن عندما تذكرت أنه كان أحياناً بالغ الحدة معها، قررت انه لا يستحق كل هذا الاهتمام منها.
في تلك الليلة غزا نومها المزيد من الكوابيس، وعندما استيقطت ، سرها أن تغادر سريرها . اغتسلت وارتدت ثيابها، فرأت من حالة الجو أنه لن يكون مشرقاً كالامس
ابتدأ المطر ينهمر بينما كانت في صالة الطعام تتناول إفطارها .. إذا استمر المطر، فسيكون عليها غداً أن تمضي معظم الوقت في إفراغ الدلاء.
ابتسمت للفكرة ، وأدركت بحماقة ، بنها رغم رفاهية الفندق، مستعدة للعودة إلى " هاركورت هاوس" مع أن المنزل مازال بعيداً عن الاكتمال ، إلا انها تتطلع بشوق للعودة إليه.انتبهت إلى نفسها عليها ألا تتعلق بالمكان لانها ستعادرة بعد نحو ثلاثة اشهر.
سارت إلى غرفتها وجمعت حاجياتها القليلة ولكنهالم تكن واثقة متى سيصل هاريس ليأخذها . تركت حقيبتها في غرفتها ثم نزلت إلى مكتب الاستقبال لتدفع أجرة الليلة .
وعندما طلبت الحساب قالت لها الموظفة :" الحساب مدفوع".
- مدفوع ؟ لا بد أن هناك خطأ ما .... أنا لم ...
- ترك السيد كويليان خبراً بأن نرسل إليه الفاتورة ، وأنا لا أجرو على تسليمك إياها
أوشكت مالون على اعتراض، عندما ظهر توني ويلسن أمامها، فالتفتت الموظفة إليه.
- كنت أرجوا أن أراك هذا الصباح .
تكلم بصراحة ، صم اضاف :" استعجلت في الصعود إلأى غرفتك الليلة الماضية فلم تسنح لي فرصة طلب موعد منك للخروج ذات ليلة . يمكننا ان نتعشى معاً في مكان ما ".
- آسفة ، يا توني .
أوقفته عند حده على الفور،بنفس لطفه ورقته. سيمضي وقت طويل قبل أن تفكر في الخروج مع رجل مره أخرى، ولكن لطفه وصراحته حملاها على أن توقل له بصدق " أنهيت علاقتي مع صديق من وقت قريب ، وما زلت غير مستعدة لعالقة جديدة بعد".
- أنا أسف.
ولكنه لم يكن مستعداً للتخلي عنها:" ربما إذا أعطيتني رقم هاتفك ، يمكننا أن نتحدث هاتفياً فنتصادق مع بعضنا قليلاً. يمكنك ن بهذا ، ان تعرفيني...."
فقاطعته بحزم مقنع :"لا"
لكنه لم يذعن :" هل ستكونين في هذا الفندق في العطلة القادمة ".
وضحكت مالون.
وفي هذه اللحظة ، شعرت بأنهما لم يكونا وحدهما ، فالتفتت لترى عينين رماديتين حادتين تخترقان أعماقها، فهتفت بدهشة :"هاريس؟"
لم تره أو تسمع صوته وهو يقترب كما لم تكن تتوقع حضوره إلى الفندق بهذه السرعة .
لا حظت أنه لم يكن متحمساً تماما لوجوده هناك. لم يتحرك توني كما أن هاريس لم يقل شيئا وهو ينظرإليه. وادركت هي أن الخيار خيارها فقالت :" توني، هذا رئيسي في العمل هاريس كويليان . وهذا توني ويلسن".
تنحت جابنا بينما حيا الواحد منهما الاخر بتهذيب
قال هاريس بخشونة :"إذا كنت جاهزة؟".
ومره أخرى، شعرت بدافع إلى ضربه. لكنها قالت بأدب:"سأصعد لاحضر حقيبتي"
ثم سارت نحو المصعد برفقة توني.
عاد يسألها وهما بانتظار المصعد :" هل أنت واثقة بشأن رقم الهاتف؟"
- نعم .
والتفتت إلى حيث كان هاريس ينظر إليهما من دون أن يبتسم .وبعكسه ، أدركت أنها لن ترى توني ويلسن مره أخرى بعد الآن فمنحته أجمل ابتسامه. لكنها في المصعد لم تكن تبتسم . قد كان هاريس مستعجلا في الذهاب إلى لندن ، ولكن لم يكن ذبنها انه مضطر للحضور ليأخذها . كان ليسرها أكثر لو عادت في سيارة أجرة . وقد قالت له رأيها ، فالذنب إذن ذنبه هو .

بعد أن استقرت على هذا الرأي ، احضرت حقيبتها والكيس البلاستيك الذي يحوي مشترياتها ومن ثم هبطت بالمصعد. تضايقت حين لم تره واقفا ينتظرها بفروغ صبر، بل كان يتحدث مع موظفة الاستقبال التي بدت مشدوهة به.
قاطعتهما مالون ببشاشة :" انا جاهزة عندما تريد".
استدار اليها ونظر إلى كيس مشترياتها، ومع انه حيا الموظفة مودعاً وهو يأخذ الحقيبة من مالون، فقد بدأ عليه أنه ودع ايضا ظرفه. قررت عدم الاهتمام، وخرجت من الفندق.
توقعت ان يمضيا رحلتهما بصمت إلى البيت، واذا به يسألها بلهجة غير ودودة :" من هو ذلك الرجل ؟"
- من ؟
كانت تعلم جيداً من المقصود ولكن، بما أنه مستعجل ليعود الى لندن ، فلم تكن مستعجلة لمساعدته أيضاً.
- ويلسن!
- إنه نزيل في الفندق.
- هل تعرفت عليه أمس؟
وقررت ألا تجيب . لم كل هذه الأسئلة ؟ ولكنها بعد التفكير مليا رأب أن لديه غرضاً من ذلك :" هذا صحيح".
- هل تعشيت معه؟
- لا.
- لكنكما تواعدتما على اللقاء مره آخرىز
فقالت بحدة :" لا. هذا لم يحصل".
- أين يعيش.
- في الجوار.
- هل أخبرته أين تعيشين؟
- وهل من المحتمل أن أفعل ؟
ردت عليه بحدة وحرارة . لقد نالت ما يكفي من الاسئلة . ولكن ، ربما لا يريد هاريس أن يعطي عنوانه لأحد على الاطلاق . وربما هو يحب عزلته كما تحبها كذلك.
ظنت أن جاوبها كاف ، وان هاريس انتهى من الموضوع. لكنها تبينت أنها مخطئة عندما صاح مزمجرا:"وهل أعطيته رقم هاتفك ؟"
شعرت بسرور بالغ وهي تجيبة بغطرسة :" ربما غاب عن ذهنك اننا لا نملك واحداً".
ظنت أن لهجتها المتغطرسة ضايقته ، ولكنها اكتشفت الآن خطأها. في الواقع ، فقد صوته خشونته وهو يسألها:"أليس لديك هاتف خلوي؟"
- "لا"
مضت دقيقتان كان ينظر فيها إلى كيس مشتريات :" أرى أنك كنت تتسوقين. لم أفكر في ذلك قط، علي أن اعطيك نقوداً لنفقات البيت".
يالهذا الرجل ! سألته مشاكسة :" هل تتعمد استفزازي"؟
فالتفت إليها بحيرة صادقة :"وماذا فعلت؟"
- يكفي أنك دفعت فاتورة الفندق اليوم، إلى جانب كل تلك النقود التي اعطيتني إياها الاسبوع الماضي.
فقال بلطف :" يا مالون المتكبرة!هل ستسامحينني لأنني جرحت إحساسك؟"
همد غضبها في لحظة. وشعرت برغبة في الضحك، فحولت وجهها إلى النافذة كيلا يرى ابتسامتها. كانت الضحكة تحتنق في صدرها . واخيراً التفتت إليه تسأله
- لماذا أشعر برغبة في الضحك ؟
عاد ينظر إليها ، وبعد لحظة قال :" لانك، في الاساس لديك طبيعة مشرقة . لكن الحياة مؤخراً، لم تسعدك . وقد بدأت طبيعتك المشرقة تظهر من جديد".
- لم أطلب منك تحليل نفسيتي.
أعلنت هذا بشيء من التوتر وقد فارقتها الرغبة في الضحك. لكنه ضحك ، واستاءت لذلك . قال : هل هذا ما فعلته أنا؟"
لم تعبأ بأن تجيب ، لكنه لم ينزعح لذلك بل تابع: " علي أن أمدحك لما فعلته؟"
أثار كلامه فضولها :" وماذا فعلت ؟"
- لأانك جعلت منزلي " هاركورت هاوس" بيتاً حقيقياً .
حملقت فيه.. شعرت بالغرور لأنه لاحظ أنها غيرت الملاءات وعلقت مناشف نظيفة.
- هل كنت في غرفة الاستقبال؟
- أضفت الأزهار جمالاً.
وفجأة ، بدا أن العداء بينهما قد تلاشى.
لم تستطع أن تفهم المودة التي شعرت بها وهي ترى "هاركورت هاوس" مرة أخرى. حتى مع المطر ، بدا المنزل و كأنه يرحب بها. وقالت لهاريس وهوينقل كيس مشترياتها إلى المطبخ : " هل لديك قت لتناول فنجان قهوة ".
وضع ما يحمله على مائدة المطبخ ونظر إليها :" وهل أنا ذاهب إلىأي مكان؟"
- ولكنك......
وسكتت . ألم يقل لها يوم الأحد الماضي أنه سيأتي إلأى الفندق ليأخذها إلى البيت قبل أن يعود إلى لندن؟ على كل حال ، غمرتها بهجة غير متوقعة لأنه سيتأخر معها عدة ساعات قبل ان يعود إلى لندن . قال وهي تتجة إلى الباب :
- سأخذ حقيبتي إلى غرفتي .
رباه، كانت مسرورة حقا لبقائه.

أوقفت أي تساؤل عما يجري لها لتشعر بكل هذا السرور ، وهي ترى الدلاء التي وضعتها أمس تداركاً لأي تسرب، وقد بدت طافحة بالمياه.
وضعت حقيبتها على الأرض و فتحت غرفة قريبة منها مزودة بحما، ثم حملت بحذر الدلو . كان عليها أن تحمله ببالغ الحذر ، وبعد أن أفرغب محتوياته في الحمام، وضعت غيره قبل أن ينساب الماء المتسرب على الارض.
حملت الدلو التالي، وهو ممتلئ، ببط بالغ، لكن حين استدارت بسرعة لتضع بديلاً له ، اصطدمت بهاريس الذي كان يصعد السلم. ولسوء الحظ ، كان دلوه ممتلئاً، فلم يستطع أن يتحكم في محتوياته و انسكب على أرض الحمام، بينما اندفع النصف الأخر على مالون والارض .
كان الماء بارداً ، فتراجعت مالون وهي تترنح. شهقت للصدمة المفاجئة وابتدأت تضحك . ولكن ما إن تقوس فمها حتى وقع بصرها على هاريس، فتلاشت رغبتها بالضحك. لم يكن ينظر إلى وجهها بل إلى الماء السائل على قميصها.

لا حقت نظراته فكادت تشهق من جديد فقميصها القطني أصبح الآن ملتصقاً بجسدها. كان هاريس واقفاً من دون حراك يحدق فيه، كالمسحور!
سقط الدلو من يدها، وعندما وصل إلى الأرض وتعالت قرقعته ارتفعت عيناه إلى ملامحها المرتجفة :" مالون أنا......."
لكنها لم تبق لتسمعه ، فقد اندفعت هاربة لا تدري إلى أين ، حتى وجدت نفسها في حمى غرفتها.
تبعها هاريس إلى هناك ، فصاحت به وقد تواردت الصور إلى مخيلتها .. لقد صرخت بهذا الشكل في وجه لي جنكنز منذ سنوات طويلة .
أسرع هاريس إليها وامسك ذراعها بقوة قائلا فيما هي تحاول أن تحرر نفسها منه :" اهدئي. لن أؤذيك. أنت أمنه معي، امنه . دعي عقلك الخائف يفهم أنك أمنة".
حدقت مالون فيه. كانت عيناه تحدقان في عينيها بحزم، مركزاً انتباهه على اقناعها بأنها أمنة، وانه لن يؤذيها . توقفت عن المقاومة ، لكنها بقيت تراقبه بحذر.
وعندما رآها مصغية إليه، تابع يقوم :" اصغي إلي. أي شخص مكاني كان لينظر إليك ليرى إن أصابك مكروة . أنك عديمة الثقة، ويمكنني أن أفهم السبب. ولكن حاولي أن تثقي بي لانني ذو ......."
فقاطعته وقد أسامتها المحاضرة :" ذو عينين لا تستطيعان الامتناع عن الحملقة ".
تكلمت بلهجة عدائية ، فاكتشفت أن كلماتها أقوى من مقاومتها لتحرير ذراعها من قبضته.
لمعت عيناه بخشونه، فترك ذراعها فجأة :" من المستحيل أن يتفاهم الانسان معك"
ثم استدار مندفعاً إلى خارج الغرفة ، وبعد فترة سمعت هدير سيارته. لا شك في أنه غير رأيه بشأن العودة إلى لندن . حسناً، انها مسرورة ، مسرورة ، مسرورة . وإذا خالفها الحظ، فسينسى العودة إلى هنا تماماً .

arianda
21-02-2007, 20:08
4- ماذا يحدث لها ؟

توقف المطر أثناء الليل بمعجزة ، واستيقظت مالون على صباح مشمس رائع
تمنت لو أنها استيقظت بالاشراقة نفسها .قال لها هاريس إن طبيعتها، في الاساس، مشرقة . وقد عكرت كوابيس الليل مزاجها.
تركت سريرها وقدتملتها الكآبة. لم تكن أخلامها هي الغمامة الوحيدة في يومها ، فبسبب موفقها منه أمس، اختصر هاريس زيارته . لقد جاء إلىهنا ليرفة عن نفسه، فأفسدت الأمر عليه.
استعرضت مالون أحداث امس، شاعرة بالخزي من نفسها، تلك الاحداث التي دفعت هاريس إلى الذهاب مبكراً. ( أنت آمنه معي. دعي عقلك الخائف يفهم هذا ) هذا ما قاله لها، ولكن لم يكن لديها منطق يتقبل المحاضرات... ربما رحل لظنه انها لن تهدأ إلا إذا خرج .
أمضت مالون يوم الاثنين في إعداد الشاي للبنائبن ولم يفارقها الشعور بالخزي للطريقة التي عاملت بها هاريس. كانت تعلم أن حالتها لن تتحسن إلا بعد أن تعتذر له.
من الغريب انها نامت تلك الليلة لاول مرة من دون احلام ، استيقظت صباح الثلاثاء على يوم مشمس أخر، فسارت إلى إحدى نوافذها لتنظر إلى سكون المكان وصفائه .. قبل حضور البنائين . وغذا بها تدرك أن المنز مبني على أروع بقعة
مع تحسن الطقس ، انتعشت نفسية مالون إلى حد انها ، عندما رات أحد العمال يلقي الجريدة جانباً ، استعارتها منه الوظيفة الوحيدة مع السكن التي أعجبتها هي في مكتب استقبال في فندق. ولكن ، هل تريد ذلك حقا؟ كان عليها ان تجد عملا ً وسكناً بعد أقل من ثلاثة أشهر ، لانها لا تريد أن تلجأ إلى أمها ، مما دفعها إلى التدقم بطلب لذلك العمل ، لكنها لم ترر تماما وضع الطلب في البريد إلا يوم الخميس.
لم تكن واثقة من موقع أقرب صندوق بريد، فذهبت لتبحث عن كيفين . فقال لها دين :" لن يعود كيفين قبل ساعتين، لوكن إذا كان الامر مستعجلاً، يمكنك أن تستعيري دراجتي".
- هل أنت واثق؟.
- أنها ليست أفضل دراجة عندي.
وبعد خمسة دقائق كانت تمتضي وقتا ممتعا في قطع الطريق، لم تر صندوق بريد إلا بعد أن أصبحت قريبة من حانوت شيروين. لكنها ، بعد ان وضعت رسالتها في الصندوق ، شغلت نفسها في طريق العودة بتفحص الطرق الفرعية المختلفة ، إلأى ان لاح منزل هاركورت هاوس . فتملكها شعرو بأنها ستكره مغادرة المنطقة .
بما أنها انطلقت عازمة على ألا تنطلق بتردد بل بأبهة ، فغذا بها تعود بأبهة وسرعة معاً، وهي ترى هاريس وسيارته الفخمة.
مرت بجانبة متابعة طريقها لتعيد الدراجة إلى صاحبها ويه تقول باسمة "شكرا يا دين".
- يمكنك أن تستعيريها في أي وقت .
شكرته مرة ثانية . لكنها اعترفت بوجود كل انواع المشاعر في داخلها ، وادركت أن لا علاقة بركوبها الدراجة بعد انقطاع سنوات .
كانت تقترب من المدخل الخلفي للبيت عندما جاء هاريس وسار بجانبها سائلاً
- لمن الدراجة ؟
- انها لدين زميل تشارلي السباك.
وعندما أدركت أن هاريس لم يكن يسأل عن إيضاح وجدت نفسهاتتابع ثرثرتها
- لستعرتها لأذهب إلأى البريد وأرسل طلب عمل
وقف هاريس فحذت حذوة ( ألست سعيدة هنا)؟
حدقت مالون إليه ، ثم ألقت نظرة ذات معنى على ادوات العمال المتكومة في أنحاء الردهة ، ولم يكن بحاجة إلى قول المزيد ... فضحك الإثنان.
قالت:
- كنت على وشك تحضير القهوة ، أتريد فنجانا؟
- كنت أظن ان علي تحضير قهوتي بيدي.
وابتسم لها، فأسرعت إلى المطبخ
- أليس لديك عمل اليوم ؟
ألقت عليه هذا السؤال وهما يرتشفان القوة في المطبخ ثم تملكها شعور مفاجئ بالتوتر " أسفة ، أنه سؤال غبي وانا أراك ترتدي بذلة العمل "
- هل انت متوترة الاعصاب بسببي؟
- لست متوترة
ولإثبات ذلك منحته ابتسامة " ما اشعر به هو الارتباك والذنب لانني مدينة لك باعتذار ولا اعرف أحسن طريقة لذلك ".
تسمرت عيناه على عينيها الجمليتي وقال بهدوء :" انا معجب بصدقك يامالون، ولكن لاتشعري بالارتباك هل الاعتدار الذي تدينين لي به شخصي ؟
- أنت تعلم أنه كذلك . لقد جئت إلى هنا في عطلة الاسبوع الماضية لكي ترتاح ، لكن سلوكي المنفعل جعلك تعود إلى لندن مبكراً.
فسألها جاداً :" هل تشعرين بالذنب لهذا؟"
فأومأت : " وبالخزي أيضاً".
فقال برقة :" مالون. لقد مررت بأوقات عصبية، من الطبيعي جدا أن ينفعل الشخص أحياناً"
ترك كرسية واقترب منها باسما وهو يربت على أنفها :" وما كان ينبغير لي أن أستاء من عدم قدرتك على الثقة بي . لم تصدقيني عندما قلت لك أنك أمنه معي".
- آه ، ياهاريس ... انا...
ابتدأت تتلكم بعجز ، وقد أدركت أنه أكثر حساسية بكثير مما كانت تظن . لكنه ابتعد عنها عدة خطوات ناقلاً فنجان قهوته إلى المجلي
- لا تهتمي للأمر.
ثم انتقل إلى موضوع جديد :" فكرت هذا الصباح في المجيء لإلقاء نظرة على العمل وتفحص بعض الاشياء مع بوب ميلر. بعد ذلك يمكنني أن أخذك لتناول الغداء في المدينة إذا شئت".
أعجبها الامر وسرها انه سألها، فأجابت :" هل يمكنني أن أطهي لك شيئاً هنا؟".
فقال دون تردد :" شكراً . هذا حسن ".
يبدو أنه سيعود للندن حالما ينتهي من تناول الطعام ، لذا فهو لا يريد أنيسرع بتناول الغداء
عاد هاريس بعد نصف ساعة ، فسألته :" هل تريد أن تأكل ؟"
وعندما جلسا، أعلن :" ما ألذ الطعام مع أنك لم تعلمي أنني سأتغذى هنا . ولكن الطعام ممتاز".
- أنه مجرد طعام سريع.
اعترفت لنفسها بأنها تشعر بالسعادة . ومع انتهاء الغداء ، قال هاريس انه جاء اليوم لانه لن يأتي في العطلة الاسبوعية ، تملكها شعور غريب يمكن وصفة بأنه خيبة أمل ، لكنها وجدت هذا الوصف سخيفاً، لا سيما وا ن عليها أن تذهب إلى الفندق فلا تراه أبداً حتى لو جاء لقضاء العطلة في البيت ، ولماذا تريد رؤيته؟ أليس جنوناً؟
صرفت من ذهنها هذه الافكار ، فسألته:" مالذي جعلك تختاز هذه المنطقة بالذات؟ ألان أختك .......".
وسكتت، لكن هاريس أجابها :" لم تكن فاي تسكن في هذه المنطقة حينذاك، لقد رأت ألمورالودج في اول زيارة لها إلى هنا. وعندما اكتشفت أن اصحابه كانوا يؤجرونه اثناء غيابهم خارج البلاد لمدة سنة ، اقنعت زوجها بشرائة "
وسكت هاريس ، ثم ‘اد يسألها بهدوء :" أرجوا أن لا تكوني قد رايته؟"
-لا ، الحمد لله.
- ماذا عن كوابيسك .
- لقد ذهبت
- تماماً؟
- لم تعاودني منذ......

arianda
21-02-2007, 20:10
أرادت ان تقول منذ الأحد الماضي . ولكن شعورها المفاجئ بالحساسية نحو هاريس، منعها من أن تذكره بذلك الخصام الذي حدث بينهما الأحد الماضي لذا قالت " ثلاث ليال".
لاحظت انه أخذ يحسب في ذهنه على الفور، ولكن كل ما قاله هو
- حافظي على هذا المستوى الجيد.
سألها :" اتريدين عونا في غسل الأطباق؟
أوشكت على الضحك ، شاعرة بالمرح ، وأجابته ببشاشة أن لا داعي لذلك ، لذا خرج .
افتقدته بعد ذهابه فتساءلت عن السبب وهي لا تكاد تعرفه ؟
اكتشفت صباح السبت، أن ما كانت تفكر فيه هو هاريس ، فهو دوما في بالها. حسناً ولم لا ؟ فلولاه الله وحده يعمل ماكان ليحدث لها .
كان العمال منشغلون والضجج عالي اكثر من العادة ، فخرجت لتتمشى ، اخذت معها حقيبة يدها وبحثت عن كشك الهاتف لتتصل بأمها. في الطريق الريقي أخذت تسير وهي تتساءل عما يفعله هاريس في هذه العطلة الاسبوعية ، أترى على موعد مع امرأة ؟ وشعرت مالون بالضيق، ,إذا تنتبه إلى هدير سيارة قادم من خلفها .
لم يكن هناك رصيف ، فتحولت إلى جانب الطريق ، وبدلا من ان تسر السيارة بها ، كما هو متوقع ، إذا بها تتباطأ . عندما أوشكت على الالتفاف لترى أن كان هذا الغريب يريد أن يسأل عن وجهة ما ، سمعت صوتاً جمد الدم في عروقها
- هل يمكنني أن أوصلك ؟
أنه صوت رولاند فيليبس، هي واثقة من ذلك ، أرادت أن تهرب فلم تجب ، عندئذ وقفت السيارة أمامها.... ثم عرفها .
حسناً، حسناً ..... مالون بريتويت!
استمرت في سيرها ، فقاد سيارته بجانبها :" والان مالذي تفعلينه في هذه المنطقة ؟"
حاولت أن تتجاهله ، لكنها وجدت أن الشرير أدرك أن لا بيت في هذه الانحاء سوى بيت شقيق زوجته .
-لا تخبريني انك تقيمين في هاركورت هاوس !
مستحيل أن تخبره بشء ما ، لكن الخوف تملكها لم تكن تريد أن يعرف هذا الرجل أين تسكن أو أنها ستكون هذه العطلة الاسبوعية وحدها في البيت .
- هل تقيمين مع هاريس كويليان؟
وقفت لتجيبه غاضبة "أنا مدبرة بيته"
- هذا اسم جديد لذلك .
وادركت /الون أنه يفكر بالسوء، وتمنت لو ان هاريس أمعن في ضربه
وعاد فيليبس يسأل :" هل هو هنا هذه العطلة الاسبوعية ؟"
فتملكها الخوف :" سأبلغه تحياتك حين أعود . اليس كذلك ؟"
استطاعت أن تتمالك نفسها وهي تسأله، ملقية نظرة ذات معنى على ذقنه عله يتذكر لكمة هاريس له . استنتجت من النظرة الحاقدة التي رمقها بها انه لم ينس ذلك ، ثم وضع قدمة على دواسة البنزين وانطلق بالسيارة .
فاستدارت عائدة إلى البيت
عادر العمال المنزل بعد الظهر مباشرة .
ضهبت إلى سريرها تلك الليلة ، شاعرة بقلق بالغ ، ودعت الله أن يكون مخدومها السابق قد صدقها عندما قالت له ان هاريس موجود بالمنزل.
تاكدت مرتين من ان باب غرفتها مقفل من الداخل ووضعت كرسيا وراء الباب ويه المرة الاولى منذ رحل جنكنز وابنه. وقبل أن تصعد الى سريرها وبالرغم من انها واثقة من ان رولاند سواء اكان ثملا ام صاحيا لن يصعد على ماسورة المياة ، إلا انها تأكدت من ان نوافذها مقفلة .
عادت لها الكوابيس تلك الليلة ،
يوم الجمعة وصلتها رسالة تفيد بأن وظيفة الاستقبال التي تقدمت بطلبها ، قد شغلت . اعترفت مالون لنفسها أنها لم تشعر بالاستياء لذلك ، وعادت إليها طبيعتها المشرقة رغم ان الجو تحول إلى الكآبة .
في اليوم التالي توسلت إلى كيفين أن يأخذها معه إلى "شيروين". عادت من السوق بخضار طازجة وقطع الدجاج ،مصممة على أن تطهي مقداراً وافراً، ستتناول بعضا منه على عشائها هذا المساء، وإذا لم هاريس الخروج أو اذا كان يبحث عن طعام فستناوله .
ذهب العمال في الساعة الخامسة والنصف. وفي السادسة كان الطعام في الفرن ينضج ، عندما سمعت هدير سيارة تقف . اترة أحد العمال جاء ليأخذ شيئاً نسية؟ أم ...... أن هاريس جاء اليوم بدلا من الغد ؟
خوفاً من أن يظهر الانفعال في عينيها ووجهها ، ادارت ظهرها للنافذة من عادة هاريس أن يمر من قرب النوافذ بسيارته ، لكن لعل بعض المعدات تسد الطريق . إذا كان القادم هاريس ويقطع المسافة مشيا سينظر إلى الداخل
عندما مسعت شخصا يدخل إلى الردهة ، تمالكت مشاعرها إذا كان أحد العمال يمكنة أن ياخذ ما عاد لاجلة ثم يذهب , أما اذا ترك شيئا في الدخل فهي واثقة من انه سيناديها .
انفتح باب المطبخ ، وعندما التفتت، شحب وجهها :" أرى أن العمل قد انتهى في هذا المكان ".
قال رولاند فيليبس هذا وهو يدخل المطبخ .
شعرت مالون بالغثيان وسألته بفظاظة " ماذا تريد؟"
- لا تكوني فظة ، يامالون ، جئت أسدي إليك خدمة.
- لا اريد خدماتك
- بل تريدينها. لقد اتصلت امك .
- امي
رد باستهجان :" الم تخبريها انك تركتني في احرج الأوقات ؟"
- فكرت في انه من الافضل ألا اخبرها لما تركتك .
ردت عليه بحدة ليساعدها الله فهي هنا وحدها تماما ن بينما تنطق عينا فيليبس بتلك الشهوانية . وتابعت تقول :" وإلا لأصرت علي بالذهاب إلى الشرطة ".
أوضحت له مالون ظناً منها انها تحذرة
فقال وعيناه تجولان على جسمها :" لا تكوني شريرة ، يا عزيزتي، تعلمين انك ترغبين في "
قالت وهي تتراجع عندما اقترب منها :" انت لا تعرفني !"
- ذنب من هذا؟
قال هذا متذمراً ، وعندما اقترب خطوة أخرى منها ، واستمت رائحة الكحول في انفاسة ، لم تعرف إلى اين تذهب .
- لم لا يمكننا أن....؟
ابتدأ يتكلم ، ولكن كلامه تلاشى حين فتح الباب.
- ما الذي أتى بك إلى هنا؟
ألقى عليه هاريس كويليان هذا السؤال ووجهة عاصف كالرعد، فقفز رولاند مستديراً اليه"أنا ...انا .."
ابتدأ يرفع صوته ولكنه غير رايه وابتعد عن مالون وقال بالهجة لينة بعض الشي
- لو ان لديك هاتفا هنا لما ازعجت نفسي بالمجي على الاطلاق، جئت لاخبر مالون ان امها اتصلت بها .
لكن هاريس لم يهتم لقوله " لا اريدك في الجوار".
قال بحزم وهو يمسك باب المطبخ مفتوحاً " اخرج وإذا وطئت قدما واحدة في هذا المكان مره أخرى .. فلن أدعك بسلام ."
تكلم مكشرا بلهجة تحمل الوعيد ، ويبدو ان رولاند يعلم أن هاريس لا يلقي بتهدايداته جزافا. لذا لم يبق ليقول الوداع بل أسرع الخطى مبتعدا.
في هذه الاثناء كانت مالون على وشك البكاء لقدوم هاريس اليوم بدلا من الغد ، ورغم انها كانت ترتجف إلى أنها ابتدأت تتمالك نفسها وهي تهتف
- لم اكن أتوقع قدومك قبل الغد.
عادت ترتجف من جديد وهي ترى أن هاريس فسر وجود صهره بطريقته الخاصة وهو يقول
- هذا واضح .
فرددت كلامه بذهول :" واضح ؟ لا يمكن أن تظن لحظة ......."
فقاطعها :" كيف علم فيليبس أنك هنا؟"
شعرت بغضب مفاجئ . لكنها تمالك نفسها وهي تسير نحو الباب وقد منعتها كرامتها من ان تتنازل وتجيبه عن سؤاله بل قالت آمرة " أطفئ الفرن في السابعة . أنا صاعدة لأحزم أمتعتي ".
أنه وحش عنيد!
وفي الغرفة كان غضبها قد ازداد لحد انها صفقت معه الباب بعنف فاهتزت النوافذ.
كانت مجروحة غاضبة ، كما لم تحس من قبل ، واحست برغبة قوية في البكاء .كانت قد اخرجت ثوبين فقد عندما انفتح الباب ودخل منه، كانت تعرف ان الكرسي

arianda
21-02-2007, 20:15
يسد طريقه.. وكان الكرسي ثقيلا بحيث كانت تدور حوله لتوفر على نفسها عناء جره كل ليلة لوضعه وراء الباب لذا كاد هاريس يقع فوقه
قالت له بلهجة لاذعة :" أنا اضع هذا الكرسي واراء الباب تحت مقبضه لمنع المتطفلين من الدخول .
وسارت إلى إحدى الحقيبتين المفتوحتين على السرير لتضع الثوبين فيها .
أخذ هاريس ينظر إليها لحظة ، ثم قال :" أنا ليست ماهراً في الاعتذار"
- إذن تعلم انك مخطئ؟
- هل تضعين حقا ذلك كرسي تحت مقبض الباب أثناء الليل؟
هزت كتفيها لا تريد ان تخبره بشىء ... لكن الكلمات خرجت من فمها على اي حال: " ذهبت أتمشى يوم السبت الماضي . وكان صهرك ماراً بسيارته، فأدرك أين أقيم . ومنذ ذلك الحين وأنا اضع هذا الكرسي تحت مقبض الباب".
أعلن بتأثر بالغ : " مالون ، يا لي من **************** "
- هذا واضح .
وافقته على ذلك ثم تساءلت عما اذا كانت قد فقدت عقلها وهي تقذفه بكلمته
قال بلطف :" أنا آسف".
- تعتذر ؟ لم يؤذك ذلك ، صحيح؟
- هل تسامحيني إذا أعرتك الخلوي لتتحدثي مع أمك ؟
فترددت ، ثم تمتمت :"ربما ....."
- ألا تعلم أمك انك تركت منزل فيليبس ؟
- اتصلت بها ... من فندق كليفتون، لم أستطع ان اخبرها بذلك لئلا يتمكلها القلق.
تبدد غضب مالون الآن فيما اخذت تطوي الثوب .
فقال فجاة :" أنت لست مضطرة للرحيل ".
كانت مالون تعلم ، بعد تلاشي غضها انها لاتريد أن ترحل ، وتابع يقول :" في الواقع ، لست مضطرة للذها إلى اي مكان هذه العطلة ."
- هل أنت باق هنا؟
كانت تضعف، وكانت تدرك ذلك
- حتى يوم الاحد ، حاولي أن تثقي بي ، يا مالون.
لقد اصبحت تثق به نوعا ما . نظرت إلى عينيه الرماديتين مباشرة . وهما يتبادلان النظرات ، اذا بابتسامة ظافرة ساحرة تبدو على وجهة ، فشعرت بالعجز .
قال متوسلاً بداعابة :" أرجو أن تبقي. أعلم انك ستكرهينني إذا عدت يوم الاحد فلم تجدي شيئاً من ذلك الطعام ذي الرائحة الشهية في الفرن".
أرادت أن تبادله الابتسام ، لكنها لم تفعل .
- هل تقول إنك لن تأخذني إلى ... إلى الفندق؟
ألقت هذا السؤال الذي يعني ، كما أدركت ، انها لا تنوي الرحيل نهائيا
- أنت تعلمين أنني لم اقل ذلك، ما قلته انك ، رغم استحالة الوضع هنا، استطعت ان تجعلي المكان مريحاً في كل مره أحضر فيها. واضطرارك للمغادرة بسبب مجيئي هو مكافأة هزيلة لاتعابك .
رأت انه يقول انها تستطيع البقاء حتماً.
- ألم تعد تظن انني تعمدت دعوة صهرك إلى هنا؟
- ما ظننت ذلك قط .
- أوه؟
- ولهذا جننت . أردت عذراً لكي أضربه.. وعندما ابتعد بسرعة من دون عراك . كنت.. بحاجة ماسة غلى ما يخفف من غضبي
- وصادف انني كنت الاقرب إليك .
- لم يجعلني ذلك شخصا جيداً.
ابتسمت وقالت " تلك الهالة التي كونتها عنك انقشعت قليلا ، ولكن ما من شخص كامل."
بادلها هاريس ابتسامتها وليكسب مودتها مره أخرى ، قال ليريح قلبها :" أتريدين أن تستبدلي حقيبة صغيرة بهاتين الحقيبتين ؟"
هزت راسها :" إذا كان الامر سيان بالنسبة لك ... سأبقى هنا واشاركك هذا الطعام".
أومأ هاريس راضياً ، ثم أراها كيف تستعمل هاتفه الخلوي وتركها
اتصلت بإمها واخبرها بانها تركت العمل لدى رولاند لانها لم تنسجم معه .
وانهت المكالمة ،بإعطائها اسم مخدومها وعنوانه بعد الحاح امها عليها .
وتكلمت مع جون حيث قال:
- هل سمعت امك تقول انك تعملين عند هاريس كويليان .
- "نعم"
- حسنا لا حاجة للقلق عليك . فهاريس كويليان هو رئيس شركة " وارن وتيبر" للموارد المالية وهو أكثرالرجال المعروفين استقامة "

غسلت مالون وجهها ووضعت زينة خفيفة عليه ومشطت شعرها الاشقر ، ثم شعرت برغبة في تغيير ملابسها . لكن هاريس لم يكن يفوته شيء ولم تشأ ان يظن أنها غيرت ملابسها لأجله . ثم من يرتدي الملابس الانيقة ليأكل في المطبخ؟
عند وصلها للمضبخ ، لم تجد هاريس . لكنها كانت تعلم انه غير بعيد . انه في كان ما يلقي نظرة على سير العمل في غيابة .
اعدت مالون الطعام وعندما اصبح جاهزا سمعت وقع خطى هاريس في المطبخ ، فسألته
- هل كل شيء على مايرام ؟
- بعض اجزاء البناء يتقدم بشكل أسرع من البقية .
- هناك لوح خشب غير ثابت في اراضية السلم .
أخذت تفكر في انه لا يفوته شي ولا لما أصبح رئيسا لشركة مالية معروفة
أثناء تناولها الطعام سالها :" أين تعلمت الطهي ؟ لم أرى أي كتاب طهي في اي مكان هنا"
- لطالما كنت أطهي الطعام
- ألم تكن أمك تهتم بذلك ؟
أتراه يحاول النتقيب في ماضيها ؟ ونظرت إليه بحذر . أم انه مجرد سؤال؟واخيراً، لم تجد ضرراً في أن تجيب :" لقد حطمها موت أبي ، ففقدت اهتمامها بكل شي عندما مات .
نظر هاريس أليها بطرقته الثابته تلك ثم سألها بهدوء:" حتى بك أنت ، ابنتها؟"
كبحت مالون مشاعر الاستياء . ولكن، نظراً للمودة التي تشعر بها نحوه قررت الاستمرار في الحديث :" لأجلي فقط قررت الاستمرار في العيش بعده ".
- كم كان عمرك حين توفى ابوك؟
- ثلاثة عشر عاماً. كان رجلاً رائعاً ، هادئاً رقيقا ... وجراحا ممتازا كان الكل يقول ذلك .
- هل كان جراحاً عاماً؟
- كان الافضل في جميع الحقول . لا عجب في أن امي توقفت عن اي نشاط .

لكن مالون لم تشأ أن تتحدث عن تلك الايام التعيسة، وتابعت ببشاشة :" تزوجت أمي مره أخى مؤخراً.وبعد سنوات تعيسة مخيفة ، أصبحت سعيدة مره أخرى. وهذه هو المهم ."
فقال بدهاء :" أتقولين أنه لم يعد لك مكان الآن؟"
- هذت ما لم اقله بالضط . فهذا المساء فقط ، عندما اتصلت بهما هاتفياً وذالك هاتفك بالمناسبة .
وأشارت إلى منضدة العمل وهي تتابع :" قالا إن ثمة مكانا ً لي معهما ".
وقبل أن يقول شيئا ، تابعت بجفاء :" لكنني أفضل العيش هنا ، طبعاً".
- مع خشب الارض المهترىء"
واضاف بشبه ابتسامة :" هل كنت تعيشين مع أمك قبل زواجها الثاني ؟"
- كان لدينا شقة صغيرة . وكانت امي ستتكدر لو انني قلت لها إنني سابقى في تلك الشقة ولن انتقل معها إلى بيت زوجها . كما أنني كنت أبحث عن بديل لوظيفتي .
- وهكذا اعتقدت أنك ستكونين أسعد لو وجدت عمل مدبرة منزل مع سكن مؤمن؟
- لم يكن العمل كله تدبيراً منزلياً. صحيح أن بيت صهرك كان يحتاج إلى التنظيف، لكنني لم أتعود على الكسل.و.... مكتب رولاند فيليبس كان غارقاً في الفوضى أيضاً ، فاقترح علي أن أنظمه، وافرز ملفاته ، إنه...
وسكتت فجأة . لم تكن تريد أن تفكر في رولاند، فكيف بالحديث عنه، وقالت تغير الحديث :" أحضر لي "ديك" الخوخ من أشجار أمس ، فصنعت فطيرة طازجة، أم تريد جبناً بعد الطعام؟"
نظر هاريس إليها لحظات بصمت ، ثم قال بهدوء: " اتعلمين، يا مالون؟ أظنني كنت الرابح عندما طلبت منك الإقامة هنا".
سرها قوله، إلى حد لم تعرف معه ما تجيب ، أرادت أن تقول شيئاً ظريفاً لكنها لم تجد شيئاً سوى الخجل . ازدردت ريقها بصعوبة، لتقول :" أتظن أن كلاماً كهذا ينجيك من غسل الأطباق؟"
فتمتم يقول مازحاً:"ثمة غسالة للأطباق هنا".
لكنهما لم يستعملا عدداً من الاطباق يبرر استعمال غسالة كهربائية لذا غسلت هي الأواني بينما جففها هاريس. ومره أخرى تملكها سعور بالخجل ، فقد بدا قربها منه ودياً وحميماً . غيرت وضعها ، مبتعدة عنه. رباه، مالذي حدث لها؟
ابتعدت عنه لتطمئن إلى ان كل شي مرتب ثم قالت بعد قليل :" أظنني سأصعد إلى سريري".
شعرت فجأة أن اهتمامها بهاريس طغى على اهتمامها بأي رجل أخر حتى كيت مورغان .
رفعت بصرها إلى هاريس فوجدته يحدق إليها بنظراته الثابته تلك . وسألها :
- هل تذهبين ، عادة، إلى النوم مبكرة بهذا الشكل؟.
- لا .... ليس دائماً. لكنك هنا لتهتم بالمكان الليلة . لذا أشعر بانني حرة في الصعود إلى غرفتي و انهاء كتابي.
فقال برفق :" يمكنك أن تحضري كتابك إلى غرفة الجلوس".
فقالت متعلثمة :" سوف .... أ... أرى".
لكنها تركت المطبخ ، عالمة بانها لن تعود إلى الطابق الأسفل مع كتابها .. تملكنها شعور بعدم الارتياح لانها يعلم ذلك هو أيضاً.

arianda
21-02-2007, 20:16
لم يكن السبب أنها لا تثق به كما حدثت نفسها حين جلست في غرفتها لتحلل مشاعرها. إنها منسجمة معه في حسن، وخجوله عديمة الثقة بنفسها، في حين آخر. أنها تثق به. وهي تعرف ذلك في قرارة نفسها ، إلى حد أنها أعادت تلك الكرسي إلى مكانها. لقد أدركت بعد ذلك بساعتين، عندما استقلت لتنام، أن ثقتها بهاريس ثابته، لانها لم تقفل بابها. وعندما تذكرت انه غير مقفل ، لم تجد سبباً يدعوها إلى النهوض من سريرها لتقفل.
ورغم أنها نامت، إلا أن أحلامها كانت عنيفة ، قراحت تشهق مذعورة في نومها. كانت تعلم انها تحلم ، وان هذا غير حقيقي . لكنها لم تستطع ان تجد طريقة تستيقظ بها. كانت تعتصرها قوى غامضة وانحبست أنفاسها، ولم يعد هناك هواء لتتنفس عندما ادركت انها تختنق، استيقظت وهي تشهق بفزع . أخذت جرعة من الهواء وحاولت جاهدة أن تقف .. وشيئاً فشئياً، ابتدأ تنفسها ينتظم. لقد أصبحت بخير . كان الامر حلماً .. مجرد حلم .. لكنها لم تشأ أن تعود إلى النوم، لم تشأ ان تعاودها الاحلام مره أخرى.
نزلت من السرير بخوف، وسارت نحو النافذة، تريد أن تفتحها على اتساعها . كانت بحاجة إلى هواء ... هواء بارد منعش، ثم عاد ذهنها يعمل مره أخرى . فهاريس في الغرفة التالية، وقد يزعج صوت النافذة نومه.. ابتعدت عن النافذة مدركة أن عليها أن تعود إلى فراشها ، لكنها لم تستطع خوفاً من أن يعاودها حلمها ذاك . اختطفت عبائتها القطنية، مسرورة لانها ابعدت الكرسي عن الباب ولم تعد بحاجة لإزاحة الاثاث.
عندما فتحت الباب بهدوء، كان الظلام دامساً ، لكنها لم تشأ أن تشعل النور كيلا يسمع هاريس أي صوت، أو ربما يفتح عينيه فيرى الضوء. وعلى الفور تذكرت لوح الخشب المهترئ فتجنبته، لتجد طريقها إلى أسفل السلم .
عندما وصلت بسلام إلى أسفل السلم، أدركت الخطر المتمثل بأدوات البناء الملقاة في الجوار، لكنها شعرت بأن بإمكانها أن تشعل الضوء الأن.
استيقظت تماماً فلم تشأ العودة إلى غرفتها كيلا يغلبها النوم مره أخىي فتعود إلى الاستيقاظ مذعورة . سارت بهدوء إلى الباب الخارجي الذي كان هاريس قد أقفله ، ثم وقفت في الخارج وسط هواء الليل البارد و أخذت تتنفس بعمق إلى أن شعرت ، بعد خمس دقائق ، بالهدوء الكافي فعادت إلى الداخل .

توخت الهدوء البالغ ، ثم عادت تقفل الباب الخارجي ، كانت تعلم أنها لا تريد العودة إلى غرفتها ، وكما كانت تفعل مرات عديدة في منتصف الليل،توجهت إلأى المطبخ، لكنها استغربت أن ترى المطبخ مضاءً.
أدركت أن هاريس نسي أن يطفئ المصباح قبل أن يصعد إلى غرفته ، رغم انها لا تتذكر أن المصباح كان مضاءً.
عندما دفعت الباب ، تملكها الذهول لرؤية هاريس واقفاً يملأ الإبريق ماء. وهتفت على الفور :" هل أزعجتك؟".
أجابها بلطف :" ألا يمكن لرجل أن يحضر كوباً من الشاي من دون أن تتدخلي؟".
شعرت بالفزع. لقد جاء هذا الرجل إلى منزله طلباً للراحة والاسترخاء، وهاهو ذا يستيظ في منتصف الليل بسببها :"أنا آسفه".
اعتذرت شاعرة بالتعاسة ، ثم استدارت لتعود إلى سريها الذي أصبح ابغض الامكنة لها، صوته أوقفها على الحركة :"كوابيس".
فاستدارت إليه :" كنت .. ظننتيني ودعتها ، لكنها عادت ".
وضع أوراق الشاي في الابريق وهو يسألها :"متى؟ متى عادت تلك الأحلام ؟".
- ليلة السبت الماضي.
بدا وكأنها لا تعرف المراوغة.
- ذلك السبت الذي خرجت فيه فقابلت رولاند فيليبس مره أخرى .
صرح بهذا دون أن يضطر إلى الاستنتاج ،لكنه لم يسترسل في هذا الموضوع، بل دعاها: " إجلسي وشاركيني الشاي. إلا إذا كنت تفضلين شراباً أقوى".
- الشاي جيد تماماً.
أجابت مالون، وهي مترددة في البقاء وشرب الشاي معه و إذا بها تنتبه فجأة إلى انها ترتدي ثيام النوم فيما كان هاريس يرتي روباً فقط، يكشف ساقيه وصدره المكسو بالشعر، وفجأة تقدمت وجلست على كرسي أمام الطاوله.
- سكر؟
- ماذا؟
- هل تودين سكراً في الشاس؟
- ها... لا .
أجابت بذلك وهي تقوم بجهد لتمالك نفسها:" لا أظنني أحدثت أي جلبة ، لم اكن أريد أن ازعجك".
- انت لم تزعجيني بل كنت مستيقظاً متسائلاً عما إذا كنت سأوقظك ن إذا ما جلت في البيت .. واذا بي اسمع اصوات أشارت إلى انك تعانين من ضيق في التنفس.
- آه ، يا هاريس، أنا في حالة سيئة.
نظر إليها ، واحضر كوبي شاي ، ثم أجاب وهو يجلس إلى المائدة أمامها :" لا ، انت لست كذلك . انت تعانين من صدمة اصابتك ، أو كانت ستصيبك لو انك لم تتمكني من الهرب من فيليبس".
حدقت مالون إليه . إنه يبدو متفهما وشعرت ان بإمكانها ان تحدثه عن كل شي :" وكلن ، اما كان من المفروض ان انتهي من ذلك الآن؟"
- لا، ابداً. فأنت حساسة للغاية يا مالون. لقد ذهبت لتسكني وتعملي في منزل فيليبس .. لإيمانك بأن فيليبس رجل شريف.
سكت فجأة ثم عاد ينظر في عينيها ، رافضاً أن تحول نظراتها بعيداً ، ثم قال بلهجة ذات معنى :
- كما ، ما حدث لك من قبل.....
- لا . لم يحث شي .
انكرت بحدة وقد فارقها الهدوء. بينما بقى هاريس هادئاُ بشكل يثير الغيظ، وعيناه عليها رافضاً ان يدعها ، ثم قال بعتذر من دون أن يبدو عليه الندم" سامحيني، قلت في اليوم الذي تقابلنا فيه، أنك نلت الكفاية من الرجال الذين يظنون انك متلهفة للخروج معهم".
- ألم تنسى شيئاً آخر؟.
- ماذا؟
- إنك لات تنسى شيئاً ، كما يبدو.
علقت بحدة . لقد ضايقها فلماذا لا تضايقه؟ لكنه بقى ساكناً ولم يضايقه ذلك مقدار ذرة :" لم أنسى ذلك .و بما أن الشاعر التي تعمل في نفسك تريد أن تخرج ، فأنت دوماً منزعجة.. خوفا من أن يستغل أحد ما ذلك ".
عاد مره أخرى يحلل نفسيتها ، فلم يعجبها الامر، وسألته متهكمة
- أي نوع من الكتب تقرأ قبل النوم ؟
ابتسم، وكانت ابتسامته جميلة ، فذاب شي في أعماقها . وعندما سألها برقة
- ماذا حدث ، يا مالون، ليجعلك تدافعين عن نفسك ؟

arianda
21-02-2007, 20:18
أرادت أن تنكر بشدة لكنها وجدت نفسها عاجزة عن ذلك .
- لا.......
حاولت الاحتجاج ، لكن الكلمة رفضت الانطلاق من بين شفتيها ،
فعادت تحاول :"لا..."
ثم وجدث نفسها تحدثه، وهي ترتجف قيلاً:" بعد سنيين من وفاة أبي، تزوجت أمي مره آخرى . وكان الزواج كارثة منذ البداية تقريباً"
- لماذا؟
- كان زوج امي ، أمبروز جنكنز، مهتماً بأموال أبي اكثر من اهتمامه بإسعاد أمي.
وحولت نظراتها عنه وهي تعود إلى تلك الايام المروعة :" وعندما انتهى الزواج كانت أموالنا قد نفدت. حتى البيت الجميل الذي استراه ابي ، ذهب"
- هل انتقلت مع امك إلى تلك الشقة الصغيرة من دون هذا الرجل؟
- نعم ، ومن دون ابنه الكريه!
- وهل عاش ابنه معكم في بيتكم السابق؟
- نعم . ومنه تعلمت أن أضع كرسياً تحت مقبض باب غرفتي إذا أردت العزلة .
فسألها برقة :" هل حاول ان يتحرش بك؟"
- لم يتورع عن المحاولة في غياب الآخرين.
- كم كان عمرك؟
- خمسة عشر عاماً، ولكن أباه بدأ عندما بلغت السادسة عشر.
- أبو، هذا الــ........
وكبح هاريس ما كان سينطلق من فهمة من سباب.
- كان كلامه أكثر من فعله .
- وماذا كانت أمك تفعل طوال ذلك الوقت؟
- تفعل؟ لاشيء. لم تكن تعلم . كنت حريصة على ألا أبقى وحدي في الغرفة نفسها مع أي منهما .
- حسناً . ولكن .. ألم تخبري أمك بما كان يحدث لك ؟
- و كيف يمكنني ذلك ؟ فقد كانت عاجزة بعد موت أبي لم تعلم إلا في ما بعد أن زوجها كان رجلاً فاسقاً.
- وهكذا تحملت كل ذلك وحدك ؟
فقالت ، محاولة ان تبتسم :" كل ذلك انتهى الآن".
- لكنه ترك آثاره عليك .
فقالت بمرح :" سأعالج الأمر ".
- أنا واثق من ذلك .
شعرت نحوه بمودة بالغة ، وعندما نظرت في عينيه الودودتين شعر بغصة في حلقها. وفجأة، نهضت واقفة :"هل لديك مانع إذا لم اشرب الشاي؟"
شعرت بانها في حاجة إلى أن تلوذ بحجرتها الآمنه.
نهض هو ايضاً من دون ان يمس الشاي وسالها :" ماذا حدث".
- لا شيء.
ثم حدقت في وجهه الوسيم وتابعت :" لقد اخبرتك الآن أسراراً لم اخبرها لاحد قط، واظنني أشعر بالدوار".
وابتسمت ، فقال يطمئنها بهدوء :" سرك آمن معي".
- أعلم ذلك .
- هيا بنا نضعك في سريرك. عليك ان تستيقظي باكراً
ضحكت لوقاحة كلامه ، انه هنا.. وهو ماهر في إعداد الشاي. ليكن بوب ميلر زبونه الاول في الغد في شرب الشاي.
أطفأ هاريس أنوار الطابق الأسفل ، ثم أضاء السلم وصعد معها.
وعندما وصلا إلى الفسحة ، قال محذراً :" حازري من لوح الخشب ذال".
تذكرت كيف لاحظه سابقاً، فنظرت إليه لتذكره بأنها هي التي أخبرته عن ذلك الوح الخشبي ! لكنها لم تنظر إلى مرطئ قدميها ، فداست على ذلك اللوح المتهالك وبدأت تسق عالمة، وهي تتمسك بالهوا، أن لا شي سينقذها.
مد هاريس يديه محاولاً أن يمسكها. ولكن ، وهو يقوم بذلك ،لم يكن ينظر إلى موطئ قدميه، هو الآخر ، فداس بقدمه على اللوح نفسه.. وسقط الاثنان معاُ.
أوشكت مالون أن تضحك .. تعتذر.. أن تقول شيئاً مرحاً عن بيته الملئ بالمخاطر .. لكنها انتبهت إلى ان جسده يلتصق بها .. ولم تتوقف لتفكر في أن قربه هذا مؤقت إلى حين يتمكن من النهوض على قدمية .
صرخت به وهي تضربه على صدرة :" ابتعد عني"
فقال يهدئها :" هششش...."
نظرت إليه ، وعندما لم تر على وجهة ذلك التعبير الشهواني الذي اعتادت رؤيته على ملامح أمبروز وابنه، أو رولاند ،ابتدأ عالمها يستعيد لونه . تمتم هاريس :" ولا بمليون سنه، هل نسيت ؟"
وشعرت بالخجل من نفسها :"آسفة "
وكن قربه منها أوجد في نفسها شعوراً غريباً ، وتمتمت : " أنا اثق بك تماماً.. ولكن فقط.."
- العادات القديمة تموت بصعوبه.
- شيئاً كهذا .
أجابت بذلك وعندما حاول هاريس أن ينهض ، نظرت إليه . تردد وعيناه في عينيها ، ثم انحدرت نظراته إلى فمها ، ثم عادتا الى وجهها .
ثم ، وبتمهل ، عانقها بكل حنان ورقه. شعرت بدفء عناقه واحضانه فانحبست انفاسها. أدركت أن هذا العناق الرقيق سرها للغاية .أرادت ان تبادله عناقه، لكنها خافت من ان تتحرك فيتبدد السحر . وهكذا، بقيت ساكنه، اقرب مما كانت عليه مع اي رجل قط.وسرعان ما انهى هاريس عناقه.
ثم ابتسم ونظر إليها :" لا شيء يستوجب القلق يا مالون، كنت بحاجة إلى عناق. هل قال لك احد إن نظراتك شديدة الإغراء؟ وهذا العناق الخفيف ليس تمهيداً لشيئ ما".
كان قلبها يخفق بجنون، فقالت بصوت أبح لم يدهشها:" هل ستدعني أنهض؟"
طلبت منه بعجز وهي تفتش عما تقوله . وعندما وقف وساعدها على النهوض ، قالت بمرح :" دعني أعلم متى تجد نفسك بحاجة إلى عناق، وسأرى ما يمكنني فعله بهذا الشأن."
لم يكن قولها جاداً، ولكنه أفضل ما يمكن في هذه الظروف.
ذهبت إلى غرفتها دون أن تضيف كلمة أخرى واعلقت الباب خلفيها ثم استندت اليه ، ورأسها يدور في دوامة. لقد عرفت العناق من قبل ، ولكنه لم يكن بهذه الروعة .
قال هاريس إن عناقه لم يكن تمهيداً لشيء ما ولكنها لم تكن تريد ألا يؤدي ذلك العناق إلى شيء! كانت تريده أن يعانقها مره أخى وبعد ! رباه.... مالذي يحث لها؟

arianda
21-02-2007, 20:19
5- صدمة الحقيقة
في الصباح، بدت مالون متماسكة مره أخرى/ وان كانت حائرة قليلاً لما أثاره هاريس فيها من مشاعر حين عانقها بحنان ورقة الليلة الماضية .
ستنتبه أكثر في المستقبل ولكن هذا لا يعني أن الامر نفسه سيتكرر، فهي لن تترك غرفتها في منتصف الليل. فلا شيء حتى ولو كابوس سيحملها على ذلك .
اعترفت بأنها تشعر بشيء غريب هذا الصباح . قال لها هاريس انها كانت بحاجة إلى عناق خفيف وبسيط ، لكن قوله لم يحتوي على اي مديح .
أنها تفكر في ذلك الآن ، وهي تجد في قوله وقاحة ! كانت تفضل أن يعانقها لانه لايستطيع مقاومه ذلك ، وليس لرفع معنوياتها.
لذلك قررت أن تتجنبه قدر الإمكان لقد فات وقت الندم لانهالم تذهب إلى الفندق الليلة الماصية ، غذا طلبت الذهاب إلى الفندق الليلة ، فستلفت الانتباه إلى حقيقة مشاعرها.
بعد ان أرتدت ثيابها ، نزلت إلى الطابق الاسفل لتجد أن هاريس قد سبقها و أخذ يجول في انحاء المنزل
نظرت من نافذه المطبخ فرأته يتحدث الى بوب ميلر. لقد جاء بوب مبكراً عن العادة . هل تعمد ذلك عن سابق تصميم أن أن هاريس اتصل به هذا الصباح؟
عاد هاريس إلى المطبخ، وشملها بنظراته وهي مرتدية الجينز الطويل، والقميص المقفل.
- كيف حال وكيلتي المفضلة ؟
قالها بعفوية وهو يتقدم ناظرا في وجهها وكأنه يقيم حالتها، واجابت بمرح :" في أحسن حال".
لم تكن تريده ان يعلم أنه شغل بالها ليلاً:" احضر باز بعض البيض الطازج أمس. اتريدها مسلوقة أم مقلية؟"
تبادلا النظرات، ولكن نظره واحده منها إلى وجهة جعلت قلبها يخفق. وعندما بدأ بيتسم حولت عينيها بعيداًواجاب :" لم آكل بيضاً طازجاً منذ سنوات".
سكبت مالون الشاي وناولت بوب ميلز فنجانه من نافذة المطبخ، ثم انشعلت بسلق البيض لتصرف ذهنها عما تشعر به من توتر و اضطراب.
وأثناء تناولهما الفطور ، سألها:" هل تلقيت رداً حول طلب العمل الذي أرسلته؟".
- وهل تطلب مني الرحيل ؟سألته وهي ترتجف ، فادركت أن توترها يزداد، أكثر مما كانت تظن، وخصوصاً عندما نظر إليها بدهشة :" مالذي جعلك تظنين ذلك؟ الم أقل لتوي أنك وكيلتي المفصلة؟".
أحمر وجهها ارتباكاً:" نعم ، هذا ما فهمته منك ، حسناً ، إنهم لا يريدونني في الوظيفة".
- خسارتهم هي ربح لي. بمناسبة الحديث عن الرحيل ، ربما من الافضل ان تغيبي هذا النهار.
نظرت إليه باتزان :" لكنك لا تطلب مني الرحيل ؟"
- لا ، بكل تأكيد . هناك أكثر من لوح خشب واحد مهترئ على فسحة السلم. وقد رتبت الامر ليغيروا كل الالواح القديمة ، ولا شك أن الضجة ستكون مروعة"
اعتادت مالون على جلبة البناء، لكنها تفهمت وجهة نظره :"شكراً لهذه الفكرة المفيدة".
- يمكنني أن آخذك إلى المدينة بسيارتي ، وبهذا يمكنك أن تتسوقي كما تشائين.
لكن قلقاً اعتراها ولم تفهم سببه، كانت تعلم أن جلوسها بجانبه في السيارة لم يكن جزءا من خطتها في تجنبه قدر امكانها .
- انه يوم جميل ، واظنني سأذهب في نزهة طويلة على الاقدام .
- اتريدين صحبة؟
سألها بحذر .
فأجابت ببط وصدق :" هناك أشياء علي أن اقوم بها بمفردي.
ابتسم هاريس مشجعاً :" يا لوكيلتي الماهرة"
لكنها شعرت بسرور بالغ .
انطلبقت حلما انتهت من غسل الاواني ،
كان اليوم جميلاً، كما قالت لهاريس، وشعرت بالبهجة للخروج،
لم يكن لديها فكرة عن المسافة التي قطعتها إلى أن اكتشفت فجأة انها في منطقة "شروين" وبدا لها المكان جيد لتوقف.
وفيما استدارت متوجهة إلى الدكان ، رات رجلاً يخرج منه نحو سيارته المتوقفة ، كان رولاند فيليبس، وبما انه لم يرها ، يمكنها ان تختفي في الطريق الذي جاءت منه، ثم تبقى متوارية حتى ينطلق في سبيله .
لكنها ترددت كان تفكيرها صائبا، لكنها تذكرت فجأة قول هاريس فادركت ان هربها لن يقضي على مخاوفها الشخصية .
تابعت سيرها، وراها فوقف وقال بلؤم :" حسناً، هاهي رفيقة هاريس الصغيرة ".
واخذ يتفحصها بنظراته، بينما استمرت هي في طريقها دون كلمة ، ويبدو أن الامر بم يعجبه لانه قال لها :"انا ذاهب في اتجاهك ، إذا شئت سأوصلك".
- لا، شكراً.
- هيا ، لا تكوني عيندة.
ووضع يده على ذراعها لمنعها من السير .
شعرت بالاشمئزاز لمسته. وبدلاً من شعورها بالخوف ، احست فجأة بالغضب ، فقالت بحزم :" إرفع يدك عني".
فقال بابتسامة ظنها خلابه :"لا تكوني فظة ".
واذا بغضب مالون يزداد، لانها تركت هذا المخلوق يسبب لها كل تلك الكوابيس المرعبة ،
ازداد غضبها إلى درجة جعلتها تقول :" انت لا تعجبني، انت في نظري كرية للغاية . وفي العادة، أنا لا احط من قدري بالحديث إلى أمثالك ، لكنني أقوم باستثناء هذه المره لاخبرك بانك إذا اقتربت منى مره أخرى، فأنا لن اتردد في أن أتقدم بشكوى ضدك إلى الشرطة".
لم يعجبه كلامها، لكنها لم تهتم، فلم يعد لديها شيء تقوله له . نزعت ذراعها من قبضته ، ثم تابعت طريقها إلى الدكان، ومن هناك سلكت طريق إلى هاركورت هاوس لو انها فكرت مسبقا في احتمال مواجهتها مع رولاند ، لظنت انها ستنفجر باكية ، لكنها شعرت الان بالبهجة .
كلما اقتربت من هاركورت هاوس كلما كانت صورة رولاند تبهت في ذهنها، لتحل مكانها صورة هاريس.
لدى وصولها إلى طريق المنزل، بحثت عيناها عن سيارته. كان معظم العمال قد فرغوا من العمل ، ورأت سيارة بوب وسيارة سيريل إضافة إلى سيارتين أخريين ، ولكن لم تكن أي منهما سيارة هاريس.
دخلت المطبخ ، فتبدد شعورها السابق بالبهجة ، كلياً ، وحل مكانه الكآبه، رغم انها رات أن الارض فرشت بمزيد من السجاد لكتم الضجيج الذي يصم الآذان.
في الساعة الرابعة والنصف ، انهى العمال تغيير الألواح وذهبوا إلى بيوتهم ، فأخرجت مالون المكنسة ونظفت السلم والردهة مزيلة الخطام والغبار عن الباب الخلفي.

عندئذ دخلت سيارة فان تابعة لبائع الادوات الكهربائية ، وقفت تنظر، امله في ان لا يكون السائق قد رأها فدخل ليسألها عن مكان ما ... فباستثناء دكان "شروين" ومنزل "آلمورا لودج" كانت غريبة عن هذه المنطقة .
- الانسة بريتويت؟
هتف السائق باسمها وهو يترجل من السيارة، وقبل ان تجيب، تابع يقول :" احضرت لك تلفزيون" فتحت فمها، لتبتسم ، بانت سيارة هاريس في الطريق ، فعادت بانتباهها إلى الرجل
- من الافضل أن تحضره إلى المطبخ، لا اظنه ضرورياً في غرفة الاستقبال.
- بل هو ضرروي . لقد سبق واتى احدنا اليوم .
ثم ارته المكان، وكانت في المطبخ عندما تبعها هاريس بعد ان توقف ليتحدث قليلاً إلى الرجل.
اقترب منها :" كيف كانت نزهتك".
لم تشأ أن تتحدث عن رولاند
- بخير
بدأ هاريس متوقعا مزيداً من التعليقات فأضافت :" ظننتك عدت الى لندن"
- وهل هذا يعني انك مسرورة أم أسفة؟
ولكنه استدار مبتعداً وهو يقول خارجا من المطبخ :" ذاك هو جهاز تلفزيون".
كانت واثقة من ان الابتسامة تغزو وجهة فتكهنت بانه صعد الى الطابق الاعلى ليتفحص أرض السلم الجديدة.
فكرت في أن تصعد هي أيضا وتغير ملابسها التي ارتدتها طوال النهار ، لكنها فجأة شعرت بالخجل .
ركزت افكارها على العشاء.لقد استرت بعض اللحم المفروم آمله في ان يحب هاريس المعكورنه السباغيتي. وعندما سمعته ينزل السلم ويتجه نحو غرفة الاستقبال تسللت إلى غرفتها لتغير ملابسها.
غسلت يديها ووجهها وارتدت ثوباً قطنياً ثم نزلت فوجدت أن العامل الفني قد ذهب وكان هاريس قادما إلى المطبخ مع صندوقين يحويان بقالة .
- ماذا يحويان؟
- ربما أشياء عديمة النفع.ولكن ، ما دمت ترفضين القدوم معي، فتصوري ماذا بإمكان رجل أن يشتري من سوبر ماركت ؟

ضحكت ، وكانت تبتسم عندما رأت أن عينيه استقرتا على وجهها. وتملكها الذهول فجأة لمنحنى الذي اتخذته أفكارها، ففارقتها الابتسامة وشعرت بالارتباك.
سألته بعد فتره :" هل تحب المعكرونه السباغيتي؟"
ثم انتبهت إلى انه يحدق فيها وكأنه يتساءل عما حدث لها فجأة فساءها الامر. توقعت أنه سيطلب معرفة السبب في تحولها من الابتسام إلى الجمود ، لكنه ترك المر يمر.
- المعكورنه السباغيتي هي أحد الأطباق المفضله لدي.
رد بشيء من الفتور فأدركت أنه لا يحبها وانه يكذب عليها.

لكنها لم تشعر برغبه في الضحك، وغادر هو المطبخ بعد دقائق، وبعد نحو دقيقة سمعت صوت التلفزيون.




يتبببببببببببببببببببببببببببع

مجنونة انجل
22-02-2007, 00:46
احلي يتبع بالعالم


بس يا ريت لو تابعين يعني ...

يلا انتظر الباقيه

لا تطولين اشتقت لقصصج الحلوه


اختج

لحن الرومنسية
22-02-2007, 17:12
اختيارك بالقصص حلو ...
وياريت تكملي الباقي ... ما طولي علينا ...حبيبتي ^^
وهون دايما بالقصص الحلوة امل 2... وانتي اجيتي لتكملي ...راح دايما اتابع رواياتك ...بس بدي اسألك.....بس انت من معجبين روايات احلام ...ولا عبير ....وعمرك قرأتي للكاتب بيار روفائيل....و خصوصا لحن الغروب ....

baby qirl
23-02-2007, 13:38
اهلين خيتو arianda قصصك مرر روعه
وانا مره اعجبني موضوعك انتي وامل2 في دا القصم
ولا تتاخري علينا بالتكمله
تحياتي لك
baby girl

مجنونة انجل
24-02-2007, 09:33
الووو

حبي وينج

مو جنج تاخرتي

arianda
25-02-2007, 19:19
احلي يتبع بالعالم


بس يا ريت لو تابعين يعني ...

يلا انتظر الباقيه

لا تطولين اشتقت لقصصج الحلوه


اختج
أسفة لأني طولت الغيبة و لكن الأعمال لا ترحم
يلا بس بدي سلم على الجميع و بعدين رح كفي القصة بإذن الله

arianda
25-02-2007, 19:24
اختيارك بالقصص حلو ...
وياريت تكملي الباقي ... ما طولي علينا ...حبيبتي ^^
وهون دايما بالقصص الحلوة امل 2... وانتي اجيتي لتكملي ...راح دايما اتابع رواياتك ...بس بدي اسألك.....بس انت من معجبين روايات احلام ...ولا عبير ....وعمرك قرأتي للكاتب بيار روفائيل....و خصوصا لحن الغروب ....

سررت بك و بشكر تشجيعك لي لأني بصراحة فقدت الأمل
لفترة بس تكرم عيونك و عيون الكل
و أنا أحب قراءة روايات عبير و لكني من محبي قراءة روايات أحلام
و بعتقد أني قرأت قصة لحن الغروب بس إذا ذكرتيني بمقطع لها
أو ما يكتب في نهاية الكتاب من الخلف سوف أكد لك عندها أن قرأتها

لحن الرومنسية
25-02-2007, 19:28
تسلمي
ولو انا دايما راح اكون من متابعيكي
ولكن لا تياسي لان هذا القسم تقريبا شبه نائم ...
سوف تجدين نفسك قريبا ...
حاولي تنوعي في الاقسام.. مثلا قسم الاصدقاء والمنتدى العام ...
وايضا اليكي عن معلومة القصة
هذه القصة تتحدث عن رامونا الفرنسية وقصة حياتها وتحب شاب لبناني بنهاية المطاف ولكن للاسف بتموت ...

arianda
25-02-2007, 19:32
اهلين خيتو arianda قصصك مرر روعه
وانا مره اعجبني موضوعك انتي وامل2 في دا القصم
ولا تتاخري علينا بالتكمله
تحياتي لك
baby girl

و أنا كمان سررت بالتعرف عليك
و صديقتي امل2 هي كما قلتي رائعة جداً
و أنا سعيدة لمشاركتك لي يلا بتركك عشان كفي القصة

arianda
25-02-2007, 19:33
أثناء العشاء اخذ يتحدث برقة بالغة وطلاقةن ففارقها التوتر. تملكها اهتمام حقيقي عندما حدثها عن خططه للمنزل، وبدأت تشعر بالاسترخاء والراحة ، إلى درجة أنها تضايقت قليلاً حين تحول الحديث إلى مناقشة الكتب التي قرآها.
لاحقاً ، وقف هاريس يجفف الصحون التي كانت تغسلها فعاد إليها ذلك التوتر المزعج .
- أظن اننا انتهينا.
قالت وهي تنظر حولها لتري إذا نسيا شيئاً، ثم فكرت في ان تذهب قبل ان يلاحظ توترها . شعرت بأنها تعرفه الآن إلى حد انه سيسألها عن سبب توترها. ماذا تول له بينما هي نفسها لا تعرف؟
قال لها مداعباً :" أظنك حظيت بسهرة لطيفة أمام التلفزيون".
نظرت إليه فقفز قلبها بجنون. عندئذ، أدركت أن هذا التوتر والاضطراب اللذان يتملكانها لن يسمحا لها بالجلوس معه صامتين في غرفة الجلوس.
- أنا ... سوف... أصعد إلى غرفتي .
اجابته شاعرة بالذعر لما بدا عليه صوتها من تكلف، واضافت كاذبة :
- وصلت في كتابي إلى قسم مشوق.
نظر إليها، لكن لهجته كانت لينه حين قال، بعد ان تأملها قليلاً
- لن ندير التلفزيون إذا شئت أن تحضري كتابك إلى غرفة الجلوس.
آه هذه فظيع، مالذي جرى لها؟
- أظنني سأنام باكراً
رغبت في إنهاء الحديث، فدارت حوله لتخرج لكنه استدار وتقدمها
- هل حدث شيء، يامالون؟
- لا شيء . صدقني.
- أتعلمين؟ ليس عليك أن تقلقي من شيء. أم تريدينني أن أرحل؟
انحبست أنفاسها .لا.. إنها لا تريده أن يرحل . وأجابته بمثل حدته:
- لا،لا أريدك أن ترحل.
- تعلمين انني ليست مثل فيليبس؟
فهتفت:" طبعاً أعلم! وانا لست قلقة بتاتاً . أريد فقط .. تصبح على خير.
حدق إليها قليلاً ، ثم أفسح لها المجال لتمر وخرجت هي بسرعة .لماذا لايمكنها ان تكون طبيعية معه ؟ لماذا يجعلها مضطربه ومتوترة؟
وصلت
إلى غرفتها ، فتمكلها القلق مره ثانية وهي تشعر بحافز قوي يدفعها إلى العودة إلى الاسفل لتطمئن هاريس إلى انها تثق به كلياً.ولا تشعر للحظة وواحدة بالقلق لجلوسهما معاً تحت سقف واحد . لكنه سيظنها مخبوله إذا ما اصرت على إبلاغة انها غير قلقة .
أخذت كتابها إلى الكرسي قرب النافذة .
كان الهدوء دوماً يتملكها عند تأمل المناظر من نافذتها، لكن اضطرابهامنعها من الهدوء، او النسجام مع كتابها ، فوضعته جانباً شاعرة بالحاجة إلأى القيام بشيء ما.
دخلت الحمام لتغسل وجهها واسنانها، متمنية لو ان الدوش صالح للعمل . جربته مره أخرى ، دون فائدة ، أترى يملك هاريس واحداً صالحاً في غرفته؟ لا .. رفضت الفكرة . ثم تذكرت أن هناك حماما عند فسحة السلم .
بعد ذلك بدقيقة ، فتحت بابها ثم أصغت . كان صوت التلفزيون الخافت صادراً من غرفة الجلوس. أغلقت بابها بخفة، ثم خلعت ملابسها بسرعة ولبست مئزرها القطني، اختطفت صابونه ومنشفة ، وبلمحة البصر، خرجت إلى فسحة السلم، وإذا بها تجد أن باب الحمام يحتاج إلى أكثر من دفعة لينفتح .

دفعته بوركها .. فانفتح أغلقت الباب خلفها و اخذت تختبر الماء لترى إن كانت آمالها خائبة . لكنها وجدت الدوش في حالة جيدة! عقدت شعرها إلى أعلى ثم دخلت الدوش.
وقفت تسكب الماء على كتفيها مدة طويلة قبل أن تستعمل الصابون. ولكن كل الأشياء الجميلة تنتهي، لذا غسلت جسدها من الصابون واقفلت صنبور الماء، ثم لفت نفسها بمنشفة كبيرة ، غطت جسمها كله.
أغلقت شاردة باب الدوش قبلأن تخرج. ولكن عندما داست على ارض الحمام ، التقتت لتتفقد موضع قدميها.. في هذا المنزل المليء بالمخاطر حيث لا يعرف المرء متى يقفز شي ويعضك . . كما سبق واكتشفت .. واذا بها تشهق برعب بالغ وهي ترى هاريس واقفا هناك يتأملها والماء يقطرمن ساقيها.
كان ترتدي قميصاً وبنطلوناً وعلى كتفية منشفة . ويبدو أنه دخل لتوه، وقد استدار بعد أن أغلق الباب خلفه . بدا عليه الافتتان بمظهرها ، وجمدت مالون مكانها، وعندما أصبح اللون القرمزي لون وجهها الوحيد، أطلقت صلرخة ذعر حادة وقفزت راكضة نحو الباب . وعلى الفور، عرف ما تنوية،فخطا إلأى يمينه بسرعة ، مبتعداً عن طريقها. ولسوء الخظ خطت إلى شمالها، فاصطدما. مد يده ليسندها فاحرقتها لمسته، وتسمرت نظراتها على الباب. دفعته عن طريقها ثم اندفعت نحو الباب بقوة ، فوجدته مغلقاً لا يفتح!

تملكها الذعر، فيما راح هاريس يفكر بهدوء. رأي أغراضها حيث تركتها،
فلحق بها وأدركها عند الباب وهو يخفف عنها قائلاً بهدوء:"لا بأس عليك يا مالون. أنت آمنة ، لن يؤذيك أحد".
ورغم ان ذعرها خف قليلاُ ، إلا أنها لم تستطع أن تخفي استياءها فانفجرت قائلة
- كيف تدخل من دون أن تتأكد من خلو الحمام.
واستدارت تواجهة وتحدق إليه، فقال مداعباً :" أسف لتطفلي سيدتي الجميلة .

لم تصدق حين وجدت نفسها تبتسم. وتكهنت بأن هذا ما يريده وقالت :" كنت أريد أن أبلغ السباك عن حمامي لانه كان معطلاً هذا الصباح.
- وكذلك الامر في غرفتي . عندما سمعت تدفق الدوش، رأيت أنها فكرة جيده ، فجئت لأرى إن كان الدوش هنا صالحاً للعمل .
ثم ابتسم وسألها : " هل أنت بخير الأن".
فقال متلعثمة :" نعـ...... نعم "
لقد تجاوزت الصدمة. لكن وجوده قريباً منها إلى هذا الحد جعل إحساسها به يزداد.
فقالت :" سأذهب".
ثم استدارت إلى الباب مستعدة لجذب مقبضة مره أخرى بشكل أعنف أما هاريس فمد يده إلى المقبض في الوقت نفسه وهو يقول :" هذا عمل للنجارين".
ثم أراد أن يزيحها، وإذا به يضع ذراعه، من دون تفكير على مقربة من كتفيها

جعلها الشعور بيده وبذراعه قرب كتفيها تتجمد مره أخرى،لم تكن تتحرك على اي حال . التفتت قليلا نحوه . والتفت هاريس بدوره ، واذا بهما يتواجهان مره أخرى ليحدق إلى عيني بعضهما البعض .
أبعد يده عنها، وسحبت يدها عن مقبض الباب.
- مالون.
تمتم باسمها. ببطء ، احنى رأسه ، وما كانت مالون لتدير رأسها عنه.
عندما عانقها جاء عناقة كما تريد هي، رقيقاً وانتهى بمثل السرعة التي ابتدأ بها .
شدها إليه، و كأنه لم يستطع المقاومة ، فدفن وجهه في عنقها وقال بصوت خافت
- رائحتك رائعة .
وابتدأ قلبها يخفق بجنون، وشعرت بقضبته تشتد على خصرها لثوان ثم ما لبث أن تركها و تراجع إلى الخلف . نظر في عينيها متأملاً ثم سألها
- هل ستسامحينني لاني تصرفت كالرجل ؟
اختفى شعورها بالذعر، ولكن قربها من هاريس أرسل في جسدها كل أنواع
المشاعر:" أظن... علي أن أذهب".

لكن قرارها لم يكن ثابتاً لانها لم تكن ترغب في الذهاب على الاطلاق.
سألها وقد سقطت يداه إلى جانبيه:" ألست خائفة مني؟".
شعرت مالون بكل شيء عدا الخوف ، واجابته باسمة :" على الاطلاق"
ثم أضافت ، بما بصدق أقل قليلاً:" انا لا ... أعني... أعلم انه كان مجرد عناق صغير؟ لكنني لا اريد مزيداً منه".
عناق صغير؟ لقد اطاح بدماغها!
بادلها هاريس ابتسامتها ثم ابتعد ، نصف خطوه، وهو يقول :" مالو بريتويت الصغيرة...."
كانت دوماً تظن نفسها طويله... لكنه تابع قائلا :" ألم تتعرضي للإغراء مره:"
كان بإمكانها أن ترفض الرد على هذا السؤال ، لكنها لم تفعل . وفجأة ، شعرت بالسعادة ، انها تشعر بالسعادة والارتياح معه مره أخرى، وكلذلك بالقدرة على إخبارة بكل شي . فقالت مقرة
- بلى ، منذ شهرين أو نحو ذلك
- ماالذي حدث ؟
من الغريب أن مالون اكتشفت أن لا ضرر في ان تخبره :"قال انه يحبني، وقد تواعدنا معاُ في عطلة الاسبوع. ولكن في أخر لحظة، لم أذهب، فأخذ صدقتي بدلاً مني".
فتمتم :" يا للحبيبة المسكينة".
- حسناً، كانت هي صديقته أيضاً. كنا، نحن الثلاثة ، نعمل معاً.
- هل هذا هوالسبب لتركك عملك؟
كان سؤالاً فطناً، لكنه لم يكن يبتسم . لم يكن يريدها أن تجيب ولكنهٍألها فجأة :" هل كنت تحبينه".
نظرت مالون إليه بنفس الجد الذي يبدو عليه، ثم شهقت بدهشة .لقد خطر لها في اللحظة أمر وقع كالصاعقة عليها فشاع الاضطراب في كيانها لانه فسر السبب الذي جعل مشاعرها مؤخراً، تعتمل في داخلها نحوه.
- لا . لم أكن أحبه
- ولكن ، وفقاً لشخصيتك، لابد أنك كنت مولعة به حتى قبلت الخروج معه.
- كان ذلك منذ وقت طويل.
صرفت عن ذهنها الموضوع بمرح وهي ترى هاريس يتقبل ذلك وكأنه شيء حدث في ماضيها ومات ودفن. ثم تابعت تقول :" من الافضل أن أذهب و أتركك تستحم".
قالت هذا رغماً عنها، فسألها :" هل أستطيع معانقتك قبل ذهابك؟".
ابتسمت مالون له فيما لم يجرحها قوله هذا ، ولن تجد أفضل منه ليعانقها . علاقتها القصيرة مع كيت مورغان لم تعد تؤلمها الآن، وهي سعيدة بذلك.
تقدمت منه فوضع يده على كتفيها ، فشعرت وكأن تياراً كهربائياً مسها . كانا متقاربين يحدقان ببعضهما البعض. فجأة، بدا وكأنهما تحركا معاً، وسرعان ما تعانقا . لم يكن عناقه هذه المره شبيهاً بما اختبرته معه من قبل، حيث كان عناقه رقيقاً حنوناً... وسرعان ما أذعنت مالون لرغبتها في أن تدنو منه أكثر، فطوقت عنه بذراعيها فيما أخذها هو بين ذراعيه ، وعانقها بشعف أكبر.
- مالون الحلوه .
تمتم بذلك، ثم أبعد وجهه لينظر في عينيها، وقال برقه بالغة وكأنه لا يستطيع المقاومة : "يا عزيزتي".
كانت متلهفة إلى عناق آخر، فازداد عناقه هذه المره عنفاً، وعاد يحتضنها مطولاً.
طوقته بذراعيها، فيما جذبها إليه بمزيد من الشدة.
ألقت رأسها على كتفه، وقربه منها يكاد يصيبها بالجنون. عانقها مره أخرى فكاد يخطف أنفاسها.
وابتدأت تغرق في فيض الأحاسيس التي أثارها فيها، وصدرت عنها شهقة مؤثرة .
وصل إلى مسامع هاريس هذا الصوت الخافت فجمد مكانه، ثم تراجع و أخذ ينظر إلى وجهها.
قال يطمئنها بهدوء :" أنت لست في خطر".
- أنا....
كان هذا كل ماستطاعت قوله عندما استقرت عيناه على وجهها . أخذ ينظر متفحصا إلى عينيها المضطربتين ، وكانت هي تجاهد بيأس لكي تجمع شتات نفسها.
قالت كاذبه :"لا اريدك أن تعانقني مره آخرى".
- ما كان لي أن أفكر في هذا السلوك الشائن.
لكنه كان جاداً عندما سمح للضوء بأن يفضل بينهما ن وقال :" أنا أعني ما أقوله يا مالون ... فأنت بأمان".
- أعلم هذا.
أجابته بذلك ثم تحولت عنه . لكنها كانت مضطربه ولم تتمكن من فتح الباب الموصد.
تقدم هاريس إلى نجدتها يفتح لها الباب لتخرج . وقبل ان يتركها، سألها
- هل أنت بخير، يا مالون؟.
كيف يمكنه أن يكون بكل هذا الهدوء بينما هي ثائرة الأعصاب بهذا الشكل ؟ واجابته تطمئنة : " انا بخير، فلا تقلق".
ثم رمت بجانبة متجهة إلى غرفتها .
آمنه ؟ لقد أثار فيها مشاعر و احاسيس صاخبة خارجة عن السيطرة ولكن من الواضح جداث انه يتحكم بمشاعره طوال الوقت وهو يقول لها ( انت في أمان) لقد عانقها، وكانت مشاعرها متدفقة ، لكن عناقهاما لم يؤثر عليه على الاطلاق.. وإلا كيف استطاع أن يتركها بهذه السهولة ؟ أمنه ؟ وما هو الامان وهي تحب رجلاً لا يريد أن يعلم ؟

arianda
25-02-2007, 19:34
6- هل يخون الجسد؟

منذ اللحظة التي استيقظت فيها مالون صباح الأحد ،شغل هاريس ذهنها ، انها تحبه وهي حقيقة لن تتبدد. الشي الغريب الوحيد هو إدراكها ما يجري داخلها؟ لقد ابتدأ الامر منذ الاسبوع الاول الذي عرفته فيه!
حدثتها بذلك لحظات الخجل تلك ، وانعقاد لسانها . ولكن ، ما اجمل أن تراه. هذا هو السبب الذي يجعلها قلقة أحياناً. هذا هو السبب .. ووجدت نفسها تسترجع عناقه ولمساته.
ما الذي جعلها تظن ان شعورها ذلك نحو كيت مورغان كان حباً؟ لقد جرحها حينذاك، لكن أتراه كان جرحاً لكرامتها فقط ؟ ربما تألمت قليلاً حين تبين لها أنه متقلب المشاعر ومن طينة أمبروز جنكنز و ابنه لي.
ومهما يكن ، باتت تعرف الآن قوة مشاعرها نحو هاريس .. حبها له .. إن ما شعرت به نحو كيت لم يكن حباً.
تركت سريرها لتغسل وجهها وترتدي ثيابها، متسائلة عما إذا كانت، حينذاك، تفتش عن عذر ما كيلا تذهب مع كيت .
لكن كيت كان بعيدا عن ذهنها عندما فتحت باب غرفتها ، فتوقفت قليلاً وجذبت نفساً عميقاً
أدركت من الاصوات الصادرة من الاسفل ، ان هاريش مستيقظ ويجول في الانحاء. ومرت لحظات شعرت فيها باضطراب في مشاعرها ، فهي تريد أن تراه ، ومتلهفة إلى ذلك ، ومع ذلك تشغر بخجل ساحق تعجز معه عن الحركة.
لكنها أدركت انها لا تستطيع ان تقف مترددة خجلى طوال النهار ، جذبت نفسا عميقاً وانطلقت دون فكرة عما ستقوله له. لقد كذبت عليه الليلة الماضية حين أخبرته بأنها لا تريده أن يعانقها مره ثانية.
ولكن ، رباه ، كم كانت تريده أن يعانقها ويستمر في ذلك ...! لقد ايقظ فيها الشوق إلى الحب لو انه رفض ان يصدق كذبتها فهي لا تعرف ما كان سيحدث لم تكن خائفة على الاطلاق... إنها واثقة تماما منه.
إن مأزق مالون، بعد ذلك العناق الحميم الذي جرى بينهما الليلة الماضية ، سرعان ما تبخر عندما دخلت المطبخ خجلى من النظر إليه، واذا بنظراتها تقع على حقيبته التي يعدها لعطلة الاسبوع، على المائدة مع مفاتيح سيارته!!

كاد الخوف يعصف بها كل شي واضح ... هاريس على وشك الرحيل.
اندفعت تقول له دون تفكير :" ليست بحاجة إلى الرحيل بسببي".
حالما صدرت عنها هذه الكلمات ،تمنت لو تسترجعها لكن الوقت فات ، تمنت لو تهرب وتختبئ ، لكن هريس كان يبتسم :"بسببك؟".
لكنها تدرك انه فهم جيداً ما تعنية، رغم ان الاضطراب حال دون ان تعلم ما إذا كان يغيظها . لكن الغزل الذي دار بينهما ليلة أمس جعلها تقول بابتسامة عريضة :" إذا وعدتني بألا تدخل أي غرفة، مره أخرى ، من دون أن تطرق بابها أولاً، أعدك انا بألا اتبختر مره أخرى ، هنا وهناك ".
بادلها الابتسام، ثم تلاشت ابتسامته وهو يسألها بجد بالغ :" هل نمت جيدا؟ دون نتائج سيئة "؟.
لم تنم جيداً، ولكن ليس بسبب القلق أو الخوف . فما كانت خائفة منه الأن هو أن تفضح مشاعرها نحوه.
وعندما تأخرت في الجواب باحثة عن كلمات حيادية ، قال " مالون العزيزة ، يجب أن تنامي جيداً. أنت لم تكوني قط في خطر".
إذكا كان يحاول أن يهدئ من أي مخاوف تملتكها ، فهي لم تشكره لهذا ، وكأنه يقول لها انها لو لم تتوقف عن غزلهما ، لفعل هو، وإما انه يقصد انها لا تتمتع بأي جاذبية .
بكبرياء يائسة وجدت نفسها تقول بابتسامة عريضة ، دون أن تهتم بأنها نزلت من غرفتها فقط لتجعله يعلم بانها لا تهتم مثقال ذرة لمصيره " لا بأس إذن، ما تريدني أن اخبر السباك غداً"
تجرأت على النظر إليه ، فخيل لها أنها راي لمحة إعجاب في عينيه لسلوكها لكنها لم تكن تثق تماما بمخيلتها، فبقيت متمالكة نفسها حين أجاب:" أخبريه فقط بأننا، نتيجة إهماله، كدنا نقع في مشكلة ".
اضطرت مالون إلى الضحك ، وقد ظنت أن هذا ما أراده هاريس منها، ولكن في اللحظة التالية ، فارقتها كل رغبه في الضحك لانه كان يتناول حقيبته ومفاتيح سيارته.
- انتبه أثناء القيادة .
دفعتها كبرياؤها إلىأن تودعه بهذه الكلمات ، فكان جوابه أن عانقها بسرعة، مودعاً، ثم خرج..

لم تعرف مالون كم بقيت واقفه بعد ذهابه ويدها علىقلبها الذي راح يتخبط بين ضلوعها ، ادركت انها وهي التي لم يحدث أن تشوقت لصحبه أحد ما ، شعرت الآن بالوحدة.

تحملت عبء النهار، وصوره هاريس لا تكاد تغيب عن ذهنها . أليس من المفترض أن يكون الحب مصدر بهجة ، افترضت أن هذه الكلام صحيح إذا كان الحب متبادلا .
يوم الاثنين ، اصلح السباك الاعطال في الغرفتين. وأطل يوم الثلاثاء فجاء مهندس ليصل خط الهاتف فشكل ذلك مفاجأه حسنة . لم يكن هاريس .
قد ذكر شيئاً عن تقدمة بطلب من الشركة .
استغلت مالون الهابف تلك الليلة للإتصال بأمها و إعطائها رقم الهاتف مستمتعة بحديث طويل معها. كانت أمها سعيدة للغاية ، فأثلح ذلك قلب مالون للمره الاولى منذ وفاة أبيها.
مرت الايام التالية ، مع حلول الجمعة ، شعرت مالون بمزيج من الاضطراب والتوقع . جاء هاريس يوم الجمعة الماضية ، وربما سيأتي هذا الاسبوع ايضا.
وذهبت إلى سريرها ، تلك الليلة ، شاعره بخيبة أمل ، فهو لم يتصل بها ، وأتي السبت مشرقاً ولازم مالون الشعور نفسه تقريباً. رما يأتي هاريس اليوم !

لكنه لم يأت أيضاً ، ولا في اليوم التالي، وبقي الهاتف صامتاً طوال العطلة ، عانت مالون كثيراً من آلام الشوق لرويته، إذا سكن تفكيرها باستمرار,
استحال الطقس المشمس إلى موجة حرارة ، وابتدأت مالون تتطلع إلى العطلة ، أمله أن يبقى الطقس لدى مجئ هاريس جيداً، وتملها الشلك في قضائة وقتاً طويلاً ، خارج البيت .
عندما خرج العمال يوم ، الاثنين ، أحضرت المكنسة و أخذت تنظف غرفة الاستقبال لتزيل عنها الغبار ، ودخلت غرفة الجلوس باكراً صباح الثلاثاء، لتطمئن إلى مظهر الغرفة ، عندما سمعت رنين الهاتف لأول مره ، فقفزت من مكانها.

ذهبت لتجيب وقلبها يخفق، رغم أنها حدثت نفسها بأن المتصل قد يكون أمها.
أجابت بصوت هادئ، فأخذ قلبها يخفق بعنف حين عرفت صوت المتكلم .
سألها هاريس بهدوء - هل تسير الامور كما يجب؟.
- لم يحصل مشاكل .
أجابت باسمة .. لم تستطع أن تمنع نفسها من ذلك .
- هذا حسن .
و أحست أنه على وشك إنهاء المكالمة ، فتلهفت إلى معرفة ما إذا كان سيحضر في العطلة القادمة، لكنها لم تستطع .
- كيف حال الطقس عندك ؟
- أظنكم تعانون من موجه الحر التي نعاني منها هنا.
تكلفت المرح وهي تخبره:" أنجز النجارون عملهم بشكل جميل جداً، اتريد أن تتحدث إلى بوب؟ أظنه قريباً من هنا ، يمكنني أن أذهب واخبره........."
- لا حاجة لذلك، ما دمت تنفين وجود مشاكل و انا واثق من ان هذا هو الواقع.
أجاب بذلك ثم أقفل الخط ، وضعت مالون السماعة وقد اعترتها المشاعر المربكة إلى حد انها شعرت، بان عليها أن تكون وحدها ، فصعدت إلى غرفتها و اغلقت الباب خلفها.

arianda
25-02-2007, 19:38
عندما استعادت تمالكها لنفسها ، خرجت من المنزل لتتمشى ، شاعره بأن حبها لهاريس جعلها ضعيفة . انها ضعيفة ولكن كرامتها منعتها من اظها ر اي دليل على شعورها نحوه ولا ومضة سرور حتى ،
عادت إلى المنزل ، كانت تأم ل في ان يحسن التنزه مزاجها ، لكنه لم يفعل ولكن عندما نظرت من نافذة المطبخ وقت الغداء ورأت سيارة هاريس تتوقف لتوها، ارتغعت معنوياتها.
احمر وجهها لفيض مشاعرها ، وشعرت بالسرور لان وصوله إلى المطبخ سيستغرق دقيقة أو اثنتين يمكنها، في اثناءهما ، ان تتمالك نفسها.
كيف ستحييه ؟ مرحباً أيها الغريب؟ لا. اليوم ليس الجمعة أو السبت ، أليس كذلك؟ لا.
تبددت أفكارها في الهواء عندما دخل هاريس حاملاً سترته بيده ، فسألته وقلبها يخفق بقوة لشده ما تحبه :"هذا تفعل هنا؟ لا أقول إنه لا يمكنك الحضور فأنت صاحب البيت ".
قالتها بمرح واطلقت ضحكة صغيرة .
لم يضحك هاريس، ولا ابتسم جتى وهو يقول :" لدي مشكلة أود أن اناقشها معك".
تملكها الحذر على الفور،لقد ادركت أنه سيطلب منها الرحيل ، لكنها لا تريد أن ترحل ، ليس الآن ، ليس وهي تعلم انها تحبه . هل هذا هو الامر؟ هل أحس بحبها له ؟ وهل لهذا قدم شخصياً ليطلب منها الرحيل ؟ وسرعان ما استجعمت كبرياءها، ربما يظن أنها تحبه، لكنها ستحرص على أن تجعله يشك تماماً في ذلك.
- كنت على وشك أن أعد لنفسي شطيرة وفنجان القهوة، هل أنت مستعجل ؟
إنها هنا لأداء وظيفة مؤقته على كل حال . ستخبره بذلك . هل ينبغي أن تخبره أولاً انها راحلة قبل أن يطلب منها الرحيل ؟ ربما عليها أن تفعل ذلك .
- لا بأس بشطيرة .
أجابها بإتزان ، فأخرجت الخبر والزبده و الجبن واللحم .. ثم أعادت التفكير. أنها غارقة في حبه. ولهذا، عليها ألا تتعجل ... ربما لم يأب ليأمرها بالرحيل
ربما ....... ولكن لماذا........؟
أعدت طبقاً من الشطائر لهما ، لكنها سرعان ما فقدت شهيتها .
عندما جلسا إلى المائدة ، سألته :" و الآن ، ماهي المشكلة .؟ أرجوا ألا تكون خطيرة".
وضع شطيرة في صحنه ثم نظر إليها :" إنها تتعلق بأختي فاي".
تملكها الارتياح، لا يبدو أن هاريس سيطلب منها الرحيل. فردت بصوت هادئ
:" أختك ".
- اتصلت بي فاي بعد أن اتصلت بك بقليل. وبعد ذلك ، خطر في بالي أنها قد تزورك إذا حدث ومرت بالجوار.
لم تفهم مالون ما يعنيه. من الواضح أن فاي ستتجه إلى بيتها "ألمورالودج" ولكن هل يعني كلامه أنه لا يريد ان تعلم أخته بوجود مالون في " هاركورت هاوس"؟ أتراه ، فعلاً يطلب منها الرحيل؟
جعلها عدم شعورها بالأمان تهاجمه بقولها:" أما كان بإمكانك أن تعود فتتصل بي وتحدثني بالأمر؟".
فنظر إليها بجد :" الامر ليس بهذه البساطة".
- ولماذا تأتي أختك إلى هنا لتراني؟
وتملكها الانزعاج فجأة فهتفت بسخط شديد :" تريدني ان أخبرها أي فاسق هو زوجها ، هذا هو الأمر، أليس كذلك؟ حسناُ ، طبعاً لن أفعل ! وشكراً لفكرتك السامية عني".
وإذا بشاعرها تهمد وهو يجيب :" ولأن فكرتي سامية للغاية فضلت أن اترك عملي وآتي إليك بنفسي بدلاً من الاتصال بك ".
أواه هاريس! إن فكرته عنها سامية للغاية !
- إذن... ما .. ما هي ... المشكلة ؟
- المشكلة هي أن اختي ، رغم ذكائها ، مازالت مغرمة بذلك ال**************** الذي تزوجته . حاولت أن اجعلها ترى الحقيقة ، لكن الامر أفلح فقط في غرس بذور العداوة بيننا. لذا ، اضطررت حالياً إلى اتخاذ موقف المتفرج، العاجز عن القيام بشئ سوى أن أساعدها عندما تكون بحاجة إلى ذلك .
- وهل ... تشعر انها بحاجة إلى المساعدة الآن ؟
- المشكلة هي أن فاي، التي تأمل في إنقاذ زواجها ، سمعت بأن لدى زوجها خليلة . وكانت على وشك الانهيار عندما اتصلت بي هذا الصباح وهي تريد أن تعلم لما خذلتها أنا بوضعي خليلة زوجها في بيتي..........
وسكت فجأة ، لكنه كان ينظر مباشرة في عيني مالون الجادتين وهو ينهي كلامه :"هنا"
فهتفت مالون وهي تفتح فمها ذاهلة :" أنا؟ هل أخبرها هو... أنني كنت خليلته؟"
- أمر لا يصدق، أليس كذلك؟
فشهقت :" له من حيوان".
ثم تذكرت أخر مره رأته فيها فانفجرت تقول :" إنه ذنبي".
- أنت فعلت ذلك ؟
فاندفعت تقول :" إنه ينتقم مني. لقد رأيته...."
فقاطعها بحدة بالغة:" متى ؟ متى رأيته؟ هل جاء إلىهنا مره آخرى؟"
- لا ... كان ذلك ... السبت الماضي.
- بعد أن قلت له بألا يأتي إلى هنا مره أخرى؟
فأومأت :" كنت أتمشى، وتحديته لأثبت لنفسي أنني لست خائفة".
كان صوته أهدأ ، حين سألها بلطف :" بماذا شعرت حين رأيته؟"
ابتسمت وردت :"لم أخف بل غضبت ، وقل له إنه بغيض ، وأنه اذا اقترب مني مره أخرى سأشكوه إلى الشرطة ، وإنني لا انزل من قدري بالحديث إلى أمثاله .
- هل قلت ذلك ؟ وكيف كان نومك؟
بما أن هاريس يحتل دائما ذهنها لانها تحبه كان جوابها:" منذ ذلك الحين ، لم يعاودني أي كابوس . لكن لنعد إلى الموضوع الاساسي،إذا زارتني أختك ، فسأخبرها أنني لست خليلة زوجها........"
فقاطعها :" ليست مضطرة لذلك ".
ولكن الغريب أنه سكت لحظة ثم عاد يقول:" لقد سبق وأقنعتها بذلك ".
سألته "و.... هل صدقتك ؟ هكذا بكل بساطة ؟"
كانا يتحدثان عن أمراة مغرمة بزوجها . هل ستصدقه فاي من دون برهان، خصوصا و ان تلك الخليلة المزعومة تسكن على بعد أميال قليلة منه؟
وسألته :" كيف؟ كيف أقنعتها؟"
أدركت بالغريزة أن جوابه لن يعجبها. وكان إحساسها صادقاً ، رغم تمهيده له بقوله :" كما سبق وقلت ، كانت فاي على وشك الاصابه بنوبه هستيرية . الطريقة الوحيدة التي استطعت التفكير قيها لتهدئتها هو أن أقول لها إنك لست عشيقته ... بل عشيقتي أنا".
حدقت مالون في مذهوله :" عشيقة ؟"
ثم انفجرت به :" هل قلت عشيقة ؟ هل أخبرت أختك أنني........."
لم تستطع أن تصدق ذلك عادت تسأله والشرر يتطاير من عينيها:
- بماذا حدثتها لكي تصدق؟
قابل هاريس نظراتها بجمود، لكنه أجاب:" حاولت أن ألتزم بالحقيقة قدر الامكان"
فانفجرت بعداء :" آه ، هذا واضح".
- كنت مخطئاً وانا أعلم ، لكنها كانت مجروحة ، وقد اعتدت أنا على التخفيف من آلامها لأجعلها تشعر بتحسن عندما تكون على شفير الانهيار. أظنها عادة متأصلة في نفسي.
شعرت مالون بأنها ابتدأت تلين ، فقوت نفسها ، انه فاحش، قما أخبر به أخته هو فحش وشناعة فسألته بحده "وهكذا"؟
- أخبرتها أنك عملت مع فيليبس بضعة أسابيع عندما كان خارج البلاد معظم الوقت ت، وانك تركته عندما عاد إلى البيت وحاول أن يغريك

arianda
25-02-2007, 19:41
تكلمت بجفاء فتابع :" قلت لها إنني كنت ماراً بسيارتي ، وعندما وجدتك عرضت أن أوصلك إلى المحطة ، ولكن قبل أن نصل إلى هناك عرضت عليك العمل عندي هنا .. وهكذا .. سارت الأمور بيننا".
- وكانني مومس أخرج مع أي كان...
فقاطعها بحدة : لست كذلك!.
- ليس تماماً!
صرخت به ثم منعها الغليان من أن تحتفظ على هدوئها ، فاندفعت واقفة .. وكذلك هو . وعندما تواجها ، انفجرت قائلة :" إذن ، أدركت ، بعد اتصالك بي ، أن اختك قد تأتي إلى المنطقة لكي تتوصل إلى حل مع زوجها ، وقد يخطر في بالها أن تزورني . وبما أنك لن تستطيع احتمال الامر، سارعت الى المجئ......."
- أردت أن اخبرك بالأمر شخصياً
- وفعلت.
قالت هذا بحده ، ومنعها الغضب من متابعة الحديث، فأعلنت غاضبة
- أنا ذاهبة لأتمشى.
وعند الباب نظرت إليه من فوق كتفها :
- إذا كان لديك أدنى لياقة، فآمل ألا تكون موجوداً عندما أعود.
واخذت تسير بسرعة ، ولكن حرارة الجو أرغمتها بعد خمس دقائق على التمهل . لا تزال غاضبة من هاريس ، لماذا لم يخبر أخته بالحقيقة ؟
إن التفكير في ألم فاي أضعف عزيمة مالون ، مسكينة فاي ، كانت تأمل ان تتصالح مع زوجها .. نبذت مالون هذا الضعف من نفسها، أرادت ان تبقى غاضبة فحتى لو كان هاريس يهتم بأخته إلى أن هذا لا يعطية الحق في ان يقول بها أمورا مماثلة لمجرد تهدئتها وليشعرها بالتحسن .

سارت مالون مسافة ميل حينادركت انها اخذت تشعر بالهدوء.أخذت تتساءل عما جعلها تغلي غضباً بهذا الشكل ؟ صحيح انها لاتريد أن تكون خليلته ، لكن هذا التدبير سيكون رسمياً، فهي تعلم انها ليس كذلك.وهو يعمل ذلك أيضاُ ولكنها قالت له أنها تأمل عند عوتها أن يكون قد رحل .
استدارت عادة إلى المنزل وهي غاضبة منه قليلاً.رما لا تشعر نحوه بأي مودة حالياً
إلا انها تحب ذلك الرجل القاسي ، إذا رحل ، فالله وحده يعلم متى يعود.
كانت في طريقها إلى البيت عندما تجاوزتها سارة لم تعرفها مالون وعندما وصلت إلى هاركورت هاوس، لم تهتم بها كثيراً ،فهناك دوماً سيارات باعة تتوقف في هذه الانحاء، على اي حال ، سيارة واحدة يهمها أن تراها وهي موجوده في الباحة .
تنفست الصعداء . . لابد أن هاريس سمعها قادمة فخرج فجأة من غرفة الاستقبال .
كانت تنوي أن تذهب إلى المطبخ دون أي كلمة ، عندما نادها هاريس .
- مسرور لعودتك ، فلدينا زائرة.
توقفت مالون عن السير. تلك السيارة الجميلة المتوقفة في طريق المنزل، جدالها مع هاريس هاريس إضافة إلى الزائرة . . ابتدأ كل ذلك يعني لها شيئاً.
- ماأجمل هذا!!
قالت بهلجة ساخرة ، غير واثقة من مكان فاي
وجدت إمراة طويلة سمراء تصغر هاريس بنحو عشر سنوات، تنظر إلى الباب عندما دخلا
- لابد انك مالون.
ورغم أنها حيتها باسمة ، إلا أن مالون رأتها حزينة ضعيفة ، مالم تكن مخطئة فإن الاحمرار في عينيها يشير إلى انها كانت تبكي.
قدمهما هاريس إلى بعضهما البعض، فابتسمت لها مالون ببشاشة ، قائلة
- مرحباً . أشفة لانني لم أكن هنا لحظة وصولك . كنت أتنزه قليلاً".
فقال هاريس :" بينما كنت أنا اتفقد المبنى".
- كان علي أن أخبرك بأنني سأمر
قالت فاي معتذرة لمالون ... وترددت قليلاً ثم أضافت
- ربما تكهنت بانني كنت ذهبة لأري زوجي"
- هذا ما ظننته
لم تجد مالون فائدة في الادعاء، لكنها لم تشأ ان تستمر أخت هاريس في الكلام عما كان مؤلماً لها للغاية . فسألتها
- هل أكلت شئيا؟ يمكنني أن أحضر لك ......"
فابتسمت فاي :" لا استطيع أن آكل شيئاً"
- ولكن يجب ألا تتعجلي بالذهاب ، ارجوك
رأت مالون المرأة بحاجة ماسة إلى جرعة مهدئ للأعصاب
- آه ، هذا لطف منك . المكان يوحس بالسكينة والسلام .
فقال هاريس :" يجب أن تمكثي هنا قدر ما تشائين".
- هل أنت واثق؟
والتفتتإلى مالون :" في الواقع، أشعر وكانني شبه محطمة ، لدي أجتماع في لندن غداً صباحاً إلا أنني لا أمانع في أن أرتاح ليلة هنا . هل يناسبك ، يا مالون؟ لقد قال هاريس أنه جهز غرفتين صالحتين للسكن رغم قلة أثاثهما وحاجتهما إلى الدهان".
أخذت مالون تفكر بسرعة في إعطائها غرفة هاريس ، عندما أجاب عن سؤال أخته
- طبعاً لم لا تبقي . ستتمكنان، بذلك ، من التعرف إلى بعضكما . أليس كذلك يا مالون؟
- يسرني جداً أن أنعم بصحبتك.
طمأنتها مالون ، مدركة أن لا خيار لها ما دامت فاي تعلم بعملها السابق مع زوجها فيليبس، وعلاقتها بهاريس ، ونظر هاريس إلى ساعته ثم قال
- علي أن أعود إلى لندن
فهتفت أخته معترضة :" آه ، لا يمكنك".
سألها مداعباً :" لا يمكنني؟"
- لقد جشت لتكون مع مالون، سأشعر بالكدر إذا ما عدت إلى لندن بسببي. يمكنني أن أنام في الغرفة الآخري، أليس كذلك يا مالون؟ ثم ...
وسكتت ، بدت المرأة على وشك البكاء مره أخرى فلم تحتمل مالون الوضع لانها رأت أن فاي أحضرت معها حقيبة صغيرة لقضاء ليلة واحدة في آلموزالودج فقالت ببشاشة
- يمكنك بكل تأكيد.
ونظرت إلىهاريس ، متوقعة منه أن يلح برفق، على ان لديه عملاً في لندن لا يحتمل الإرجاء
لكنها ذهلت حين قال :" لا يمكننا أن ندع فاي يتملكها هذا الشعور، أليس كذلك يا مالون؟ على الامور المالية في لندن ان تنتظر"
كانت مالون تحق فيه دون ان تفهم ، عندما قالت فاي إن الغرفة لا بد غير جاهزة ما داما يجهلان أنها قادمة ، وأخذت تصر على أن ترتب السرير بنفسها عندئذ فقط ، تبينت مالون ان الغرف الاخرى في المنزل مازالت غير صالحة للسكن .
كادت تلح على فاي بأن تنام في غرفة الضيوف اي غرفتها ، واذا بها تدرك ،مجفة ، ان هناك سريراً واحداً في البيت
التقت عيناها بعيني هاريس، وادركت من الطريقة التي بادرها بها النظر ، أنه هو ايضا لم يحسب حساب تقسيم سريرين على ثلاثة أشخاص
فقالت - لايمكن أن أجعلك تقومين بذلك
وجدت نفسها تجيب بذلك على إصرار فاي على ترتيب سريرها بنفسها، وهي تدرك تماما أن فاي تظن انهما ينامان في غرفة واحدة . انتظرت من هاريس أن يتدخل ، وعندما لم يفعل، بدأت تغضب . لكن مالون كانت تعلم أن افضل طريقة لإقناع فاي بأنها لست خليلة زوجها ، هي بجعلها تعتقد أنهما، هي وهاريس ينامان في سرير واحد، لذا جاهدت لتكبت غضبها وتقول:"بما أنني أتصبب عرقاً لانني كنت أتنزه ، فلا أمانع إذا ذهب أحدكما غلى السوق بدلاً مني".
ردت فاي على الفور :" أنا سأذهب".
ولكن ، قبل أن تفكر مالون في ما ستقوله لهاريس عندما يصبحان بمفردهما بادر هو إلى الذهاب مع أخته إلى المدينة ، قائلا لمالون
- من الافضل أن تعطيني قائمة المشريات.
يجب أن تعطيه ضربة على رأسه ! كتبت القائمة ثم ناولته إياها . قرأ البند الاول ولوى شفتيه، لانه كان يتضمن عباة ( أكرهك).
وعندما توجهت فاي نحو الباب، تقدم هاريس من مالون وهمس في أذنها
- أتعدينني بأن تكوني هنا عندما نعود؟
ارتجفت في داخلها لقضبه يديه القوية وانفاسة الحارة على خدها ، لكنها صرت على اسنانها وهي تقول له بصوت خافت
- لا تحاول إغرائي بالذهاب.
وعندما تراجع ، ابتسمت لفاي تودعها .
بعد ذهابهما ، وقفت للحظة واعترفت بأن الامر يغريها بالرحيل ، لان ذلك الغول الرهيب كويليان يستحق ذلك . ولكن ليس لدها مكان آخر تذهب إليه إلا إذا ارادت اللجوء إلى امها وزوجها ، كما انها تحب ذلك الغول الرهيب.
نقلت مالون ادوات زينتها، مع اشيائها الأخري، من حمامها وغرفتها إلى حمام وغرفة هاريس، تاركة أشياء في الخزانه و الادراج يمكن تفسير وجودها بانها وضعتها مؤقتاً بانتظار إتمام تجهيز الغرفتين .
فرشت السريرين لملاءات نظيفة، بينما ازدادت ثقتها بأن هاريس سيتمكن من إعطاء تفسير وجيه لفاي وهما في الخارج ، فيمكنه أن يفرش غطاء السرير على الارض لينام عليه.
ولكنها سرعان ما نبذت هذه الفكرة ، فلن يصل الامرإلى هذا الحد بالرغم من أن فاي تعيسة وأن هاريس يبذل جهده في مراعاتها والاهتمام بها، إلا ان مالون كانت تزداد ثقة بأنه سيخبرها الحقيقة .
ربما سيضحكون جميعاً للأمر قبل أن يعود إلأى لندن . أخذت مالون تفكر في ذلك وهي تستحم في حمام هاريس، اقفلت الباب عليها . وابتسمت لنفسها لعلمها ان لا ضروره لقلقها منه .
وعندما انتهت من ارتداء ملابس نظيفة ، تذكرت ان كييفين تعود ان ياتي إلى المطبخ في مثل هذا الوقت لشرب الشاي.نزلت إلى المطبخ لتحضر له الشاي.
كان الشاي قد جهز للتو عندما مرت سيارة هاريس أمام نافذة المطبخ، فأعلن كيفين
- ها قد جاء الرئيس. سآخذ الشاي إلى الخارج ثم اذهب لتفقد الجياد، اتريدين ان لحظر لك شيئاً معي؟.
- ليس اليوم.
أجابته بابتسامه ، وكانت تصب الشاي له عندما دخل هاريس واخته حاملين أكياس التسوق.
نظرت مالون إلى هاريس وفاي، فلم يبد عليهما أن الحقيقة انكشفت الآن.. وانتظرت
قالت لها فاي بابتسامة مصطنعة وهي تناولها باقة جميلة من الازهار الصفراء
- قال هاريس أنك تحبين الازهار".

arianda
25-02-2007, 19:43
- شكراً ، ما اجملها.
هتفت مالون وهي تأخذها منها، وانتظرت .... لا شي بعد
- حضرت الشاي
- هل أحضر حقيبتي أولاً؟
بدا لمالون أن المرأة المسكينة كانت مترددة بشأن قضائها الليل مع زوجها في " آلموزا لودج"
وعندما خرجت فاي، سألت مالون هاريس :" هل أخبرتها؟"
- أخبرتها بماذا؟
- بالحقيقة عن ......؟
- عن فيليبس؟ عن أن زوجها ، الذي سلب عقلها حاول اغتصابك ، والله وحده يعلم ما كان سيحصل لو انك لم تهربي؟ أنت ترين حالتها الآن. ماذا سيحصل لها برأيك لو عرفت ؟
تبدد غضب مالون وسألت هاريس رافضة الهزيمة:" ألا تظن أن لديها فكرة عما يمكنه أن يفعل؟".
- أشك في ذلك . لكنها سمعت عنه مؤخراً ما في الكفاية . وقد فعلت انا ما بوسعي.. وعليها الآن ان تغربل كل شي على مهل ..
- وهل ستفعل ذلك ؟
- ستفعل . لديها عقل راجح، وستدرك أنها كانت عمياء بالنسبة إلى فيليبس.
نظر هاريس إلى مالون بجد، ثم تابع قائلاً:"كدنا، انا وفاي، نصبح عدوين. لم تستمع إلي عندما أخبرتها ببعض الحقائق عنه ، ومنذ ذلك الحين ، اضطررت إلى كبح شعوري إزاه لأن........"
- لانك تريدها ان تعلم بأنك موجود لمساندتها عندما تدرك اخيراً الحقيقة .
- آه يامالون .... انت متفهمة .
تمتم بذلك ، فنسيت تماما لماذا كانت غائبة منه ، وانها كانت غاضبة منه أصلاً واضاف برقة
- في الواقع ، بقدر ماتتمتعين خارجياً بجمال رائع ، لديك جمال داخلي يقتلني مره بعد آخرى"
حدقت مالون فيه وقلبها يخفق بسرعة. هل يظنها كذلك حقاً؟ شعرت بركبتيها واهنتين ، لكنها سرعان ما ادركت ان فكرة حبه لها لا تزال بعيدة عنها أميالاً
إذا كانت لا تريده أن يعلم وقع كلماته عليها ، فعيها ان تتظاهر بالحدة
- واين ستنام الليلة إذن ؟
نظر إليها ما زاد في غيظها ، وبدلا من ان يبدو عليه الهمود لاح في عينيه الهزل وهو يقول
- مالون... انت لا تريدينني أن انام في سيارتي، أليس كذلك ؟
فقالت بأحلى ابتسامة لديها واعذب صورت :" طبعاً لا ".
ثم تبددت تلك الحلاوة وقالت بحدة :" لانني أفضل أن تنام في المجاري"
انفجر ضاحكاً ، في هذه اللحظة دخلت اخته ، نقلت مالون اهتمامها إلى فاي
- غرفتك جاهزة ، وسأصعد معك ، إذا شئت ، بينما يفرغ هاريس أكياس المشتريات.
رغم كل ما حدث، كان العشاء تلك الليلة لذيذاً. وجدت مالون أن فترة العشاء مرت من دون توتر لانهم، هم الثلاثة ، حرصوا على تجنب ذلك .
كانت تعلم انها تقوم بجهد ، فتعاطفها مع فاي جعلها تكبت قلقها لاضرارها إلى تقاسم غرفة هاريس.
لقد فتشت عبثا عن بديل ووجدت في الواقع الكثير ، كأريكة الاستقبال ، مفرس السرير أو إحدى الغرف. حتى فكرت في وضع الغطاء على أرض الحمام.. ونظراً لطول هاريس، لم تستطع احتمال ان تجعله يعاني من ذلك .
كانت فاي أيضاً تبذل جهدها ، فثرثرت ببشاشة ، متجاوبه ، بوجه مشرق، مع حديث هاريس الحيوي. وإذا غامت عيناها أحيانا في لحظة شرود ، وبان عليها تحطم القلب والضعف ، فسرعان ما كانت تعود لتمالك نفسها وللتنبه إلى مكانها فتعود إلى بشاشتها وتألقها السابقين .بعدالعشاء انتقل الثلاثة إلى غرفة الاستقبال لمشاهدة برامج التلفزيون ، ولكن بدا أن ذهن فاي مشغول عن الشاشة الصغيرة ، فقالت وهي تقف
- سأخلد إلى النوم مالم يكن لديكما مانع، علي أن استيقظ باكرا في الصباح
فسألتها مالون : " اتريدين شراباً ساخناً تأخذينه معك ؟"
- لا شكرك لذلك .
واغتصبت فاي ابتسامة :" ما دمت سأستيقظ باكراً، سأحضر لكما فنجاني قهوة إلى غرفتكما قبل أن أذهب.
وبينما نوت مالون أن تستيقظ قبل الطيور عند الصباح ، تمنت فاي لهما ليلة سعيدة ثم خرجت صاعدة إلى غرفتها .
كانت مالون تعلم انها لن تستطيع الاستمرار في مراقبه التلفزيون . وبعد خمسة دقائق تخلت عن التظاهر بالتركيز على البرنامج ، والتفتت إلى هاريس، وإذا بها تجده يراقبها هي وليس التلفزيون
وقف بصمت ثم أطفأ الجهاز و راح ينظر إليها
- ستكونين بخير معين، يا مالون.
لقد كشف عن قلقها الذي يغلي في داخلها، فانفجرت تقول
- وهل أن مضطرة إلى ذلك؟أعني ، هل من الضروري أن .... أن تشاركني غرفتي ؟
- هل لديك بديل أخر؟
أجابها متجاهلاً واقع انها هي التي تشاركه غرفته التي يشغلها كلما جاء إلى بيته.
- يبدو أنك لا تملك حلاً.
أجابته ، مدركة أنه بحث مثلها في كل الاحتمالات للعثور على حل لا يكدر اخته التي عانت بما في الكفاية، وقال بحرارة
- كنت مفعمة بالطيبة ويبدو أن اضطرارك لمشاركتي السرير هو المشكلة و.....
فهبت واقفة :" كفى يا هاريس، من قال إنني سأشاركك سريرك ؟ يمكنك ان تأخذ غطاء السرير، فقد يساعدك على التخفيف من صلابة الارض".
شعرت بسرور وهي تقول له هذا الكلام. لكن شعورها الضئيل بالانتصار لم ير النور أقل ما كانت تنتظره منه هو تكشيرة ن ولكن ما حصلت عليه هو ضحكة
- ياللفتاة ، انت قاسية القلب.
ولكن ، عندما اقترب منها ونظر في عينيها الجميلتين لم يكن يبتسم وهو يطمئنها جاداً
- انت في أمان معي ، يا مالون، أنا لست مثل فيليبس ، او صديقك السابق، أو أي رجل آخر من معارفك .
كانت تعلم ذلك ولكنها قالت بحدة
- مازال عليك أن تنام على الارض
ثم رأن انه من الافضل أن تتبع فاي وتصعد الى غرفتها ، فألقت عليه تحية المساء ثم خرجت بسرعة من دون أن تسمع اجوابه .

في غرفته، التي كانت هذه الليلة غرفتها، استحمت بسرعة وارتدت قميص النوم . ألقت بغطاء السرير على الارض ، ولما رأت انه تكوم بغير انتظام، حثها ضميرها على ان تتقدم وتبسطة على الارض فمسدته بيديها . كانت الارض بصلابة الصخر! حتى عندما وضعت تحته بساطاً، لم يتغير الوضع كثيراً. قست قبلها الرقيق فهو لن ينام معها في السرير نفسه .
بعد أن وضعت وسادة على الارض، صعدت إلى السرير، لتتغطي بملاءة واحدة في تلك الليلة الحارة . في الواحدة صباحاً كانت مستيقظة لتتأكد من أن هاريس لن يشاركها السرير ، ولكنه لم يكن قد حضر .
عندما ابتدأت تعتقد أنه قرر ان ينام على الاريكة في غرفة الاستقبال، ليخبر فاي بعدها انهما تخاصما أو ماشابه ... تناهى إليها صوت هاريس في الغرفة .
كان ضوء القمر يتألق في الغرفة ، ومع هذا ، أغمضت مالون عينيها مركزة على أن يبدو تنفسها منتظماً، كانت شديدة الإحساس بتحركاته الرشيقة في انحاء الغرفة ، وسرت عندما تبينت أنه رأى ( فراشه الارضي) دون أن يصطدم بشيء
- تصبحين على خير.
قال هذا ليعلمها انه يدرك انها مستيقظة ، فلم تجب ، لكنها نامت والابتسامة على وجهها
استيقظت شاعرة بالبرد، نظرت إلى الساعة فرأت انها الثالثة وعشر دقائق، نظرت إلى مكان هاريس . كانت تشعر بالبرد.. وهو لديه الغطاء. سمعته يتململ ، وتكهنت بأن الارض أصبحت أكثر صلابة .
بعد ذلك بعشر دقائق، راح يتململ ، فأدركت أنه لم يكن نائماً . باتت قريبة من التجمد . وتسألت إن كان هو أيضاً يشعر بالبرد .
- أعطني وسادتك .
تكلمت بهدوء خوفاً من أن يكون نائماً . ولكن ، بعد لحظة استقرت وسادته قربها . نزلت من السرير ثم وضعت الوسادة في الناحية السفلى من السرير، ونامت تحت الملاءة.
ابتلعت ريقها، لقد خانتها شجاعتها ، ثم ارتجفت وقرر عقلها أن الامر كله زيف وكذب .. فهي تثق به تماماً . وقالت بصورت منخفض كيلا توقظ فاي المسكينة التي قد تكون نائمة :" ضع وسادتك في اسفل السرير إذا شئت أن نتشارك الغطاء".
سمعته يتحرك، ثم وضع الغطاء فوقها ، وعندما أوشكت أن تغير رأيها ، حذرها هاريس بصوت متوعد :" إذا وضعت علي إصعباً واحداً ، يا مالون، فسأقيم البيت واقعده بالصراخ".
ماذا يمكنها أن تفعل؟ خنقت ضحكتها وقالت بصوت كالفحيح
- فوق الملاءة
- أعتذر لسيادتك .
وامتثل مطيعاً
إنها تحبه . اخذ سعورها بالبرد يخف ، فنامت . واستيقظت مجفلة لتجد أن الفجر قد بزغ وان شيئين متزامنين قد ايقظاها، الاول هو صوت قرقعة فناجين والثاني شعوها بهاريس يدخل تحت الملاءة ... وليس أسفل السرير حيث ينبغي أن يكون.
- إنزل ....
وسرعان ما غطت يده فمها لتسكتها. أخذت تتلوى بعنف لتبتعد عنه ، وهمس بسرعة
- فاي عند الباب ومعها صينية الشاي.
تأوهت ساخطة بعجز بينما أبعد يده . لكنها، لم تعتد ان يراها أحد في الفراش مع رجل ، لذا دست رأسها تحت الغطاء عندما دقت فاي الباب بلطف ودخلت .
- أنا نادلة سيئة
قالت فاي ضاحكة تعتذر، لكن مالون لم تسمع جوابه .. فقد تحول انتباها فجأة إلى مكان آخر عندما وضعت يدها على صدره وكأنها تدفعة عنها.
- هل ستكونين على مايرام؟
سمعته يسأل أخته، لكن مالون لم تسمع رد فاي هذه المره. ولسبب ما وجدت أصابعها تحتك بصدره، وإذا بها تشعر برغبة عنيفة في أن تدنو منه لياخذها بين ذراعيه . لكنها لن تفعل هذا خصوصاً أن فاي في الغرفة .
بدا الامر وكأن فكرة شيطانية قد استحوذت على مالون. على كل حال ، لم يكن لها يد في هذا الوضع .
كانت مستغرقة في أحلامها فصدرت عنها شهقة عندما انكشف الغطاء عن راسها فجأة ، وسمعت صوت هاريس يقول بهدوء
- ما ذا تفعلين؟
وانتفى ذلك الشعور الشيطاني الذي تملكها ، فسألته وهي ترتعش
- أين ... أي فاي؟
- أصبحت الان في طريقها إلى لندن
- آه ، آ......أسفة
كان هاريس مستلقيا يحدق إليها فقال وكأنه قرأ أفكارها
- وما هو شعورك لو تحرشت أن بك ؟
وعندما التهب وجهها واخذ نبضها يتسارع ، قال معتذراً
- آسف، لم استطع مقاومة ذلك، من الافضل أن ينهض أحدنا.
قفز الاثنان من السرير في الوقت نفسه .. فاصطدما ببعضهما
صرخت لكنها لم تكن صرخة الذعر، رغم انها افترضت انه حسب ذلك لا ن هاريس اخذ يهدئها قائلا :" هششش. .... انت بخير".
أخذ يبتعد عنها فرفعت مالون نظرها إليه واذا بشعور غريب يتملكها
فقالت له صادقة :" انا لست قلقة ".
- أنت رائعة .
قالها باسماً ثم تراجع قليلاً. وعندما نوت التراجع هي أيضاً، كان الاوان قد فات .

arianda
25-02-2007, 19:46
كان عناقا مختصراً . وتراجع الاثنان ، وهما يحدقان في بعضهما البعض .ولم تشعر بنفسها إلا وهي تتقدم نحوه ، وإذا بها بين ذراعيه حيث لطالما تمنت أن تكون. لم تستطع أن تمنع نفسها من أن تحيطه بذراعيها، وعندما احتضنها، ، ازدادت اقترابا منه ، وشعرت به يدفن رأسه في عنقها ، وشعرها كانت تحبه ، والحب يملأها بالأشواق وهي تلامس بيديها الرقيقتين، كتفيه العريضتين . عانقها مره آخرى ، وهو يتمتم :" أنت رقيقة للغاية ".
تملكتها البهجة لكلماته ولقربه منها .
وعندما تراجع لينظر في عينيها ، لم تستطع إلى ان تبتسم .
آه يا حبيبي ... فكرت في ذلك والبهجة تغمرها
عندما قبل دعوتها الصامته وانحنى ليعانقها مره أخرى، شعرت بيدية تضمانها بقوة .
تأوهت مبتهجه ، وعانقته وجذبته إليها . بات عناقه أكثر عنفاً . شعرت بيديه تلامسان شعرها فابتسمت وقلبها يخفق ... إنها تحبه وهذا كل مايهم .
عندئذ ، شدها إلى صدره وهو يتمتم، ملامساً ملامح وجهها :" يا حلوتي مالون".

شعرت ببهجه فائقة وتسارعت خفقات قلبها. أرادت أن تعبر عن حبها ، فهي تحبه كثيراً وقد ازداد حبها له مع الايام .
- هريس.
نطقت باسمه بصوت أجش، شاعرة بالخجل فجأة
- مالون؟
استجاب لسؤال الصامت قي صوتها
- أنا...
ثم ابتسمت وهي تقول :" أظنني بحاجة إلى بعض الوقت".
وعلى الفور ، تمنت لو انها لم تقل هذا . لان هاريس نظر في عينيها ، وإلى شعرها الاشقر وخصلاته الكثة المحيطة بوجهها ، واذا به يجمد فجأة ، ويحول نظراته عنها ، متأوها بلهجة معذبة
سألته بارتباك بالغ :" مالذي قلته لك ؟"لكن هاريس تركها ، دافناً وجهه بين يديه ، وهو يتأوه :" قلت أنك ستكونين معي أمنه".
لكنها لم تشأ الامان :" هذا ...."
- مالون ، لا تتكلمي .... فقط ادي لي خدمة ، وابتعدي عني ... الآن.
قال بصوت منخفض وهو يصر على أسنانه
- اتريدني أن أخرج..
- الآن !
كرر ذلك بإلحاح ، لكنها لم تشأ أن تخرج .
واتضحت لها الحقيقة ... الحقيقة الباردة ، التي لم تشأ أن تواجهها .. فهاريس لا يحبها ، وهو لم يتظاهر قط بحبها، لان كل الحب كان من جهتها !
عاد يتوسل إليها :" أرجوك ، يا مالون، اذهبي الان!"
جذبت مالون نفساً مرتجفاً فهي لا تريد أن تذهب ، لكن هاريس يريدها أن تذهب . انه لا يحبها. جرت نفسها بعدياً عنه وهي تقول بصوت أبح
- أعتبر الامر قد انتهى.
ثم هربت ،دخلت غرفتها و رأسها يدور ، كانت تعلم أن بإمكانها أن تثق به ، ولكن ما هزها في الاعماق ، ان احداً لم يخبرها أن عليها ألا تثق بنفسها




7- العذاب إذا ابتسم

كانت تلك الجملة تهز كيانها وهي تستحم، محاوله أن تتمالك اتزانها ( بإمكانها أن تثق به ولكن ليس بإمكانها ان تثق بنفسها) آه يا هاريس........ هاريس ماذا فعلت؟
كانت مالون تحاول ان تتماسك، بعد أن انهت حمامها و ارتدت ثيابها وأصبح عليها أن تواجه الحقيقة البعيضة .. لقد حان وقت الرحيل ، ولكنها لم تعد تريد أن ترحل .
كانت تعلم انها كانت في حالة سيئة، لدى قدومها إلى هذا المنزل ..... ويبدو ان رولاند تعود تحطيم النساء .. لكنها بخير الان، وعليها ان تشكر هاريس لذلك لقد اخترع عملا لتلك التعيسة الممرغة بالاوحال التي رآها تسير تحت المطر المنهمر،وابتدأت معه رحلة علاجها.
حسنا لد جعلت هاركورت هاوس مكانا صالحا للعيش فيه، لكن بقاءها هنا ليس ضرورياً ، فإذا حضر الاثاث أو أي شي آخر ، هناك دوما العمال الذين يمكنهم أن يتسلموا المهمة ز غادرت مالون غرفتها بقلب حزين بعد ان تاخرت فيها قدر الامكان تملكتها الكثير من المشاعر بالنسبة إلى لقاء هاريس مره اخرى، وبعد ذلك يمكنها ان ترحل فلا تراه ثانية ، لكنها متلهفة إلى رؤيته الآن ولو مره واحدة .
تملكها الذعر من ان يكون هاريس قد رحل ، غير انها لم تسمع سيارته فأسرعت تهبط السلم إلى المطبخ ، كانت سيارته في الخارج .. وكذلك هو رباه،مازال الوقت مبكراً لكنه على وشك الرحيل.
ازدردت مالون ريقها بصعوبه، انها متلهفة إلى الخروج لرؤيته.. بإمكانها أن تخبره أنها راحلة لكنها شعرت فجأة بأنها مشلولة لأنه كان عائداً إلى الداخل
شعرت بلهفة إلى الاختفاء ولكنهاتتوق للإتصال به . عندما دخل المطبخ كانت ملامحه رزينه وعندما نظر إليها ، ابتسم فجأة وسألها:" هل انت على مايرام يامالون؟"
فكرت بأنها محطمة تماما ، لكنها أجابت ببشاشة
- بأتم خير
واعترها اضطراب بالغ، حتى قبل أن يتابع هاريس حديثه :" انت تعلمين أن ...... ترتيب البارحة لم يكن مفروضاً به أن ينتهي على هذا الشكل....."
وسكت فجأة ، وبدا لها أن هاريس الواثق عادة من كل شيء، بات مضطراً للتفتيش عن الكلمات المناسبة ثم قال فجأة وقد تلاشت ابتسامته
- هل أذيتك؟
أواه ، يا هاريس ! رق قلبها لحساسيته المفرطة ، ثم قالت تطمئنه :" ولا مثقال ذرة ! عدا......"
واخذت عيناه تتفحصان وجهها بسرعة
- عدا عن انك اعدت إيماني بالرجال
قالت هذا شاعرة بأنها مدينة له فهتف بدهشة
- أنا فعلت هذا ؟
تنفست بعمق لتشجع نفسها ثم قالت بصراحة :
- انت علمتني هذا الصباح ان الرجال ليسوا مثل زوج أمي وابنه أو حتى كيت مورغان أو رولاند فيلبيس و .....
- آه يامالون ، هل يعني ذلك أنك تثقين بي حقاً؟
- طبعاً.
أجابت دون تردد ثم ابتسمت ، ولكن رغم صراحتها معه ، لم تخبره بالحقيقة التي اكتشفتها.... وهي انها لم تعد تثق بنفسها . ثم قالت مقرة
- الذنب ذنبي رغم انني كنت أنوي أن استيقظ منتعشة باكراً
- وكذلك أنا. يقع اللوم إذن علي الساعات الارقة التي سبقت ذلك، فلولا قرقعة فناجين الشاي ،لكنت نائماً حتى الآن لذا لا يمكنني أن أعبر لك عن مبلغ ندمي لأنني .... تجاوزت الحد.
أرادت أن تقول شيئاً مرحاً ، ولكن الكلمات التصقت في حلقها ، وهكذا جذبت نفساً عميقاً لتخبره بما تريده :" هاريس ، أنا......."
لم تقل أكثر من ذلك لانه ، كما لو انه تكهن بما تحاول أن تقول ، قاطعها
- وهل هذا يهم ؟
- يهم ؟
- أن تفكري في أن تتركيني؟
آه يا هاريس! كانت تعلم انها ضعيفة . حتى وهي تعلم انه لم يكن يسأل عن هجرها له بل عن تركها الخدمة كانت مالون تصغي إلى قلبها وليس الى عقلها
فاجابته بمرح :" أي نوع من الفتيات تعتبرني؟
- هل ستبقين
- طبعاً
بداعليه الارتياح :" جيد".
بدا وكانه سيتقدم ليقبل وجنتها، لكنه غير رأيه وقال :" من الافضل أن انصرف".
ومنحها ابتسامة حارة ثم استدار .
وعندما خرج ، تهالكت على كرسي المطبخ . كانت ضعيفة حزينة ، كان عليها أن تخبره بأنها لن تبقى هنا ، لكنها تحبه.......
وامضت مالون اليومين التاليين مدركة أن هاريس يحتل أفكارها طوال الوقت ، وهو أول ما تفكر فيه عندما تستيقظ صباحاً، وآخر ما تفكر فيه ليلاً
كان هاريس يحتل ذهنها ، حتى وهي تتحدث مع العمال.

تساءت عما إذا سيحضر في العطلة القادمة ، وتدربت على تأدية دور الموده معه عندما تراه مره أخرى . يجب ألا يعانقها مره أخرى و إلا ستضيع . ولكنه لم يظهر لهفة إلأى ذلك قبل أن يرحل نهار الاربعاء الماضي .
نهضت من سريرها يوم السبت ، مصممة على ألا تجهد نفسها في الانصات على هدير سيارته كما فعلت أمس . وفي العاشرة ، خرجت لتتمشى ز ولكنها سرعان ما عادت .. قد يصل هاريس وهي خارج البيت! لم يكن قد وصل بعد ... في الواقع لم يحضر أبداً . أوت إلى سريرها في تلك الليلة بعد أن عنفت نفسها بحدة .
استيقظت مالون في الصباح فاستحمت وارتدت ثيابها ثم هبطت السلم إلى الاسفل لتبدأ نهارها ، نابذة هاريس كويليان بحزم من أفكارها. لديها عمل أفضل من ان تدور في أرجاء المكان تفكر برجل لا يزعج نفسة بالاتصال ليخبرها انه لن يحضر.
ثم خرجت لتتمشى مره أخرى..
قررت أنها لن تسرع اليوم في العودة ، كما فعلت أمس ، وتجاهلت السير في الطريق، مصممة على التنزة في الحقول .
وبعد ساعتين ، عادت إلى البيت متمهلة ، لقد سرها خروجها من البيت ، فقد جمعت ملء ذراعيها من الازهار البرية والاعشاب وهي تفكر في التألق الذي ستضيفه على غرفة الاستقبال.
فتحت الباب الامامي شاعرة انها لم تفكر في هاريس مره واحدة على مدى عشر دقائق كاملة ، وتوجهت إلى المطبخ لتحضر زهرية تنسق فيها الازهار لم تكد تتجاوز الباب حتى سمعت أصواتا قادمة من غرفة الجلوس .
توقفت ، وخطر لها أن تدخل باسمة ... فقد جاء هاريس. ولكن يجب أن تمحو ابتسامتها عن شفتيها واذا كان هاريس قد احضر اخته لتنام الليلة هنا... فلا سبيل للمشاركة مره آخرى ، شعرت فجأة بالخجل ، رغم انها كانت تجاهد لتسبغ حولها جواً من الحياد سارت وفي نيتها ان تطل برأسها من الباب محيية ، واذا بهاريس يخرج من غرفة الجلوس
إحمر وجهها ، ورأته ينظر إلى وجهها الوردي ، ثم قالت برقة
- هاريس ، لم أتوقع مجيئك اليوم .
- هل الامر يزعج ؟
سألها وفي عينية دعابه ، فأجابت :" أبداً ، هل فاي معك ؟
هز رأسه نفياً وعندما نطق بكلمته التالية انهار عالم مالون
- لقد أحضرت فيفيان .. أدخلي وتعرفي عليها

arianda
25-02-2007, 19:48
فيفيان !! لم تعرف مالون كيف استطاعت أن تخفي صدمتها . لم يسبق أن قال إن لديه صديقة، ولم يخطر في بالها قط أنه سيحضر معه امرأة إلى هنا
ابتسمت ورافقته إلى غرفة الجلوس، لم تكن تريد ان تتعرف إلى فيفيان .

كما توقعت مالون ، كانت صديقة هاريس أنيقة لا يشوبها عيب. فهي سمراء تناهز الثلاثين.. من النوع الذي لا يعترف بسوى أزهار الاوركيديا ، ترى كيف تبدو مالون ، وهي تحتضن ازهاراً برية ؟
قدم هاريس احداهما إلى الاخرى بسهولة وظرف وهو يضيف
- لقد جعلت مالون المنزل بيتا حقيقياً بلمساتها الانثوية .
ونظرت مالون إلى أرجاء الغرفة بأرضها الخشبية العارية إلى من قطع السجاد ، فودت لو تضربه.
ردت باسمة :" من الافضل أن أضع الازهار في الماء".
كان شعر فيفيان مسرحا بعناية بينما كانت مالون قد تسلقت السياج ودارت في الحقول لتجمع الازهار والاعشاب ارادت ان تخرج من هنا بأقصى سرعة فقالت
- أتريدان قهوة؟
اجاب هاريس
-حسن جداً ، سأرافق فيفيان لأريها بقية المنزل.
لم تستطع مالون بلوغ المطبخ بسرعة كافية
بحركة ألية ، أخرجت المزهرية وملاتها بالماء بينما كانت الغيرة تنهشها بسهامها الحاقدة . مالذي جعله يحضر تلك المرأة إلى هنا ؟ رباه ، اه يريها البيت ، كيف يمكنه ذلك ؟
اعترفت مالون في سرها أن لدى هاريس كل الحق بإحضار من يريد إلى بيته وهو شي لا علاقة لها به.
كانت تصب القهوة عندما سمعت وقع خطاهما على خشب الارضية العاري في الطابق الاعلى ، مالذي يفعلانه هناك كل ذلك الوقت؟

واخيراً نزل هاريس ورفيقته السلم واحضرها إلى المطبخ ، صبت مالون ثلاثة فناجين ، وعندما جلسوا يحتسون القهوة ، سأل هاريس فيفيان رايها بالمطبخ قائلاً
- معظمة من تصميم فاي.
وبشكل ما، استطاعت مالونان تبقي ملامحها هادئ، يبدو ان فيفيان تعرف فاي، هل يعني ذلك ان فيفيان هي حيبية هاريس منذ مده طويلة ؟
رأت مالون أ هذا الحل هوالارجح ربما كانت فيفيان هي التي يمضي معها هاريس العطل الاسبوعية التي لا ياتي فيها الى "هاركورت هاوس"
وبما أن فاي تعتقد أن مالون خليلته ، فلابد انها تعرف فيفيان بشكل سطحي وليس لديها فكرة عن جدية العلاقة بينهما ، ولكن...
- ومارأيك يا مالون؟
نظرت مالون إلى فيفيان وأدركت أن المرأة تسألها رأيها في المطبخ .
- أظن أن عمل فاي كان رائعاً.
أجابت مالون بذلك ، ثم اكتشفت، عندما اشارت فيفيان إلى واحد أو اثنين من أجهزة المطبخ التي يمكن استبدالها ، ان المرأة مستعدة للإنتقال إلى هذا البيت في أي لحظة .
عندما اشركتها فيفيان بالحديث مع هاريس، وجدت انها كانت لتحبها في ظروف أخرى لكن هذا لا يعني انها ستبقى هنا إذا صممت فيفيان على البقاء الليلة .

سألتهما ، أولاً، لانها ابتدت تشعر بموده نحو المرأة ، وثانياً ، بدافع التهذيب إن كانا سيبقيان لتناول الغداء، حدقت فيها تلك العينان الدافئتان الرماديتان، وعندما أخذ قلبها يدق حول نظراته عنها بسرعة، لتستقر على فيفيان،وفي لحظة جنونية ، خيل إلى مالون أنه نسي وجود فيفيان هولمز و لإثبات جنون فكرتها ، ابتسم لفيفيان واجاب عنهما معاً
- لا أظن ذلك ، أظننا سنذهب الآن، هل رأيت ما يكفي يافيفيان؟.
كان جوابه ، يوضح كل شي . عندما ينتهي العمل في المنزل ، ستنتقل فيفيان معه إلأى هاركورت هاوس.
كانت مسرورة لذهابهما إلى حد انها ابتسمت وهي تودعهما ، لم يكن هاريس يفكر في مالون عندما طردها بقوله ( أرجوك يا مالون، اذهبي الآن) بل كان يفكر بحبيبته فيفيان.
لم تقاول إلقاء نظرة على هاريس وهو يمر بجانب نافذة المطبخ ثم سارعت إلى إدارة ظهرها ، فلو حدث ونظر ، سيرى أنها قد نبذتهما من ذهنها ، وان انتباهها كان موجها إلى خزانه المطبخ لتبحث عن شي ما .
صحيح أن مالون لم تكن نتظر من النافذه إلا ان اذنيها كانتا مرهفتين تصغيان إلى هدير السيارة الذي ينبئ بابتعادها ، عندئذ فقط ، يمكنها أن تتخلى عن حذرها.

رغم إصغائها وفروغ صبرها لرؤيتهما يذهبان إلى انها لم تسمع هدير محرك سيارة ، بل سمعت وقع خطوات .. فجمدت مكانها إنهما عائدان ..
استدارت تواجه باب المطبخ ، شاعرة بالخوف لانه لم يبق لديها ابتسامة تمنحها لهما ولكن ، لا . لا بد أن فيفيان تنتظر في السيارة ، لان هاريس كان قادماً وحده نحوها .
دخل واقترب منها حتى لم يبق بينه وبينها سوى مسافة قدمين ، ثم توقف . جمدا بصمت يحدقان ببعضهما . سمر هاريس نظراته عليها ، بينما شعرت مالون بجو من التوتر بينهما ، وانها لم تتخيل ذلك وجاهدت في كسر هذا الصمت .. لكن حلقها أصبح فجأة جافاً فخرج صوتها مبحوحاً وكانه يختنق
- هل .. هل نسيت شيئاً؟
نظر هاريس في عينيها العميقتي الزرقة ، وقال بهدوء
- يبدو انك في مزاج سيء.
أدركت مالون أن هذا الرجل لم يتكهن سبب انحراف مزاجها ، لذا ينبغي أن تبدي البهجة . واستطاعت ان ترسم ابتسامة أخرى "من ؟ أنا؟"
خشيت أن يكون أدهى من أن يخدع ، فتابعت تقول
- ما هو شعورك إذا دخلت البيت متمرغاً بالاوحال وكان عليك أن تصافح ضيفة تمثل آخر صيحة في الاناقة ؟.
ابتسم ببطء :" هل أزعجك الامر؟ فيفيان هي ......"
لكنها لم تشأ أن تسمع ما يريد قوله عن فيفيان فضحكت بمرح وهي تقول
- أنه شأنك
ومره أخرى ، راح يتفحصها ثم قال بالحاح
- هل هذا كل شيء؟ ألست قلقة بالنسبة لأي شيء ؟
- لا ، أبداً
- هل تنامين جيداًهل يصيبك الارق أو الكوابيس لأنني فقدت رشدي قليلاً في آخر....
فقاطعته " لا ، طبعاً"
لم تكن تريده أن يسترجع ذكرى تلك الليلة وتابعت :" كما انني لست زهرة مستنبته في بيت زجاجي و ....."
وسكتت فجأة ،تذكر الزهرة المستنبته بأزها الاوركيديا ... اي فيفيان
- ألا ينبغي أن تتابع طريقك إلى حيث أنت ذاهب؟
وتمنت من أعماقها أن لا يخبرها إلى أين، لانها لا تريد أن تعلم
لم تكن تريده أن يتقدم نحوها خطوة ليمسك بيدها ، فقد تذوب تحت وطأة لمسته .. ومع ذلك كانت من الضعف والحاجة إليه بحيث لم يعد لديها القوة لتفعل ما ينبغي لها فعله ، وهو أن تسحب يدها من يده.
- هل أنت واثقة من انك على مايرام ؟
لم هو هنا يمسك بيدها بينما حبيبته الرشيقة تنتظره في السيارة ؟
واجابت :" تماماً"
واخيراً تغلبت عليها كرامتها ، فسحبت يدها من يده وتراجعت خطوة
- هل ستخبرينني؟
وتمكنت من الضحك بمرح :" أرى يا هاريس، أنت تريد أن تنصب نفسك طبيبي، ولكن المشكلة انتهت بعد ان تفهمت وجود حوافز طبيعية معينة ... ينبغي أن تكبح".
فارقت الابتسامة ملامح هاريس ، ورأته لم يهتم كثيراً بقولها ولكنه مع ذلك بقي يسألها :" هل أفهم أنك صفحت عني لعدم كبحي مشاعري؟"
هذه المره ، كانت ابتسامتها حقيقية ، محملة بمسحة من الارتياح ، لانها لم تكن تفكر في مشاعره بل في مشاعرها .
- أنه ليس موضوعا هاما ، صدقني يا هاريس
قالت هذا ثم تقدمت نحوه بحذر. تناست تماما أن حبيبته تنتظره في السيارة وكانت تلك غلطة ، لانها ادركت حالما تعانقا أن صدمة كهربائية سرت في كيانها، عندما همت بالابتعاد عنه ، قبضت على ذراعيها يدان حازمتان ، فاخذت ، مره أخرى تحدق في عينية الرماديتين الدافئتين
همست مالون وهي تشهق:" ها أنذا صفحت عنك تماما . هل أنت راض؟
لكنه استمر في القبض على ذراعيها .. بعد لحظات أردف بصوت أجش :
- علي أن أذهب
ثم خرج

arianda
25-02-2007, 19:55
في الاربع وعشرين ساعة التالية ، استعادت مالون في ذهنها زيارة هاريس مره تلو الآخرى . كيف يجرو على إحضار امرأة إلى البيت الذي تسكن فيه؟ وتملكها الغضب في لحظة فبدت غير عقلانية ، ولكن لم عليها أن تلتزم بالمنطق إذا شاءت هي العكس؟ لم عليها أن تكون عقلانية؟ انها تحب ذلك السافل
لكنه لا يدري انها تحبه .. ولن يعلم ! فهي تعرف مقدار حساسيته ، ولهذا ستموت إذا ما شعر بالشفقة عليها ، لن تسمح له بذلك
اختفت كبرياؤها وهي تتذكر كيف ترك فيفيان في السيارة ليعود إليها تنهدت بعجز وهي تفكر في انه تمكن ، بحساسيته المرهفة ، من التنبه إلى انها ، رغم ادعائها ، لم تكن مرتاحة .
هل هذا يعني أن امرها يهمه؟ ولو قليل؟ حدثت نفسها : دعي عنك يا مالون، هل يبدون و كانه حقا يهتم بك ، هل نسيت فيفيان هولمز؟ قال ها ( سأري فيفيان بقية المنزل) فيفيان التي تتمتع بدقة الملاحظة وهي تقترح تغييرات في المطبخ، فيفيان التي سألتها( هل رأيت ما يكفي يا فيفيان؟)
حسنا إذا لم تر فيفيان ما يكفي، فقد اكتفت مالون خصوصا وهي تتصور أن فيفيان ستنتقل إلى هنا .
استيقظت مالون صباح الثلاثاء وهي تعلم انها أدركت النهاية ، نظرت إلى الجدار الذي يفصل بين غرفتها وغرفة هاريس و أدركت أنها لن تستطيع أن تحتمل إذا جاء هاريس وفيفيان يوم السبت وباتا الليلة في ...... في غرفته.
تركت مالون سريها ، مصممة بحزم على حزم أمتعتها قبل أن تأي فيفيان إلى هنا.
ثم اتصلت هاتفياً بمحطة القطار لتعرف مواعيد القطار.
هناك قطار يغادر في الثانية عشر وربع إلى محطة القطار الكائنة قرب منزل امها.
كان الوقت مبكراً للإتصال بها ، لكنه ليس كذلك بالنسبة إلى متاعها ، حاولت مالون أن تكون عملية وهي تجمع أمتعتها وتنبذ افكارها غير المرغوبه.
اتصلت بامها وهي تحس بتعاسة لم تعهدها من قبل
- مرحبا يا حبيبتي .
كان جواب امها حاءا مشوبا بالحنان إلى حد اوشكت مالون على البكاء
- هل استطيع المجئ إليكم ؟
فسألتها أمها بلهفة
- هل تبكين ؟
نعم .. انها تبكي ، وتنزف من الداخل
- هل يمكنني المجئ؟
- طبعا يمكنك ، انت تعلمين ذلك
وادهشت مالون بسؤالها التالي:" كيف ستحضرين إلى هنا ؟ اتريديننا أن نأتي أنا وجون لنأخذك ؟
- لا ، لا . أنا بخير ، سأستقل قطار الثانية عشرة والربع ... كان أنني لا ابكي "
بعد ذلك ، ذهبت تبحث عن كيفين الذي وافق على ايصالها ، عندما اخبرته أن عليها أن تكون في المدينة عند الظهر .
اخبرت بوب ميلر أنها ستغادر هاركورت هاوس ستترك مفاتيح المنزل . بدأ الفضول على وجهة ،
- اتعنين أنك سترحلين لتتركيني أعد الشاي بنفسي؟
- لن يقتلك الامر
اجابته بذلك وبعد ان اتفقا على أن تسلم المفاتيح إلى كيفين ، عادت الى البيت .
لم تقرر ما ستفعله بالنسبة إلى هاريس لانه فقد وكيلته ، ارادت أن تتصل به ولكنه قد لا يكون موجودا ، او قد يكون لديه إجتماع ، لقد كان طيبا للغاية معها ، فقد آواها في بيته وأعطاها عملا، وأقل ما عليها فعله هو التحدث إليه شخصياً ، رغم انها لا تعرف سببا تقدمه لرحليها.
واخيرا ، اخذت دفتر الرسائل، وهي تدرك ان السبب الوحيد الذي يدفعها إلى الإتصال به هو انها تبحث عن عذر، كانت متلهفة لسماع صوته ، وهو أمر يثير الرثاء إذ يجب أن تكون قويه .
عندما كتبت أخيرا ما تريد ه ، لم يعد لديها وقت لتضيعه ، شكرت هاريس لشهامته، لكنها قالت انها تشعر بأن الوقت حان لترحل .
وعندما جاء كيفين إلى المطبخ ورأى أمتعتها سألها
- أتريدين وضع هذه في الشاحنة ؟
- سأحمل أنا واحده منها .
عندئذ رن جرس الهاتف ، فقال كيفين
- ما من مشكلة ، سأحمل الامتعة بينما تجيبين انت.
وتوارى قبل أن تقرر مالون ما إذا كان ينبغي عليها الرد ، ولكن من تراه المتصل ؟ كانت تغلي من الداخل أنما ذهبت لتجيب
كانت واثقة من انها امها ، فلماذا إذن تشعر بهذا الارتجاف؟ ورفعت السماعة
- آلو؟
- كيف هي الحياة عندكم في هذا الطقس المشمس؟
جاءها صوت هاريس، فنهارت على كرسي بدا صوته دافئا ومزاجه مرحا
- بأحسن حال في الواقع......
ولم تستطع ان تنطق بكلمة
- في الواقع ؟
القى عليها السؤال ثم تغيرت لهجته :" ماذا حدث؟"
- لا ..... لا شيء
- ما الذي يحدث .... معك ؟
الح عليها ، كانت تعلم أنها تتخيل ذلك ، لكن صوته بدا جديا وكأن الارض ستنهار
انها مجرد امنيات! كانت تعلم ان عليها ان تخبره وقالت
- أنا راحلة
- راحـ......
وسكت ، يبدو انه كان يبحث بنفسه عن سبب:" هل جاء فيليبس مره أخرى؟ أعرف انه هذا الاسبوع يعمل في البيت . إذا كان......."
- لا . لم يقترب من هنا.
أجابت بسرعة
- ماذا إذن؟
- فكرت فقط في أن أوان الرحيل قد حان . هذا كل شيء.
تمنت، وهي تحبه ، لو انه يطلب منها البقاء
- هل أنت خائفة؟ هل كدرك شيء ما ؟ هل هو أنا؟ إذا......
ردت بسرعة :" لست أنت ".
كيف يمكنها أن تكذب عليه ، وكيف يمكنها العكس؟ وأضافت
- كما انني لست متكدرة .
- بل أنت كذلك!
- أنا افكر فقط .. بأنني أريد أن ارحل
ساد صمت قصير قال بعده :" سنناقش هذا اثناء العطلة . سأحضر يوم الجمعة ..."
وحده؟ فقاطعته : " أنا راحلة ... الآن "
زمجر قائلاً :" لا يمكنك".
واغرورقت عيناها بالدموع وهي تضع السماعة مكانها بهدوء، أخذ الهاتف يرن مره آخرى، ولكنها هذه المره فعلت ما كان ينبغي أن تفعله ، فتجاهلته.
ذهبت إلى المطبخ ومزقت الورقة التي كتبتها له ، فلم تعد ضرورية .
بعد ان اقفلت الابواب، مشتثنية ما يحتج إليه العمال للدخول والخروج خرجت إلى الشاحنه وزنين الهاتف في أذنيها.
سألها كيفين بحيويه :" هل ستعودين".
- ربما أعودز
شكرته وودعته وهي تعلم انها نطقت لتوها بأكبر كذبه فهي لن تعود ، لقد غادرت هاركورت هاوس إلى الابد ،.وجدت امها وزوجها في المحطة وكان القلق باديا على امها ولكن مالون لم تستطع ان تنغص سعادة امها ،
فعانقتها وقبلت جون وهي تقول ببشاشة
- من الجميل أن أعود إليكما ولكنني لن أقيم طويلاً.
رد جون :" تعلمين أننا نرحب بإقامتك هنا قدر ما تشائين ، انه بيتك الآن ".
فابتسمت له مالون، لكنها كانت تعلم انها ستءسس بيتها في مكان آخر
عندما وصلا إلى البيت ، حمل جون حقائبها إلى الغرفة التي أعدتها أمها لها، وقال لها باسماً
- سأتركك لترتاحي.
خرج فيما بقيت أمها لتسألها :" مالذي حدث يا مالون؟"
لانها كانت سعيدة ، لاحظت الام فورا أن ابنتها غير سعيدة في أعماقها رغم بشاشتها .
نظرت مالون إلى المرأة الغالية على قلبها والتي أصبحت أكثر ثقة بنفسها ولم تعد بحاجة إلى حماية من ابنتها . حاولت أن تتملص من الجواب ، ولكن نظرة الى امها انباتها باستحالة ان تكذب عليها :" لقد احببته"
- هاريس كويليان؟ وهل أحبك هو؟
- لديه صديقة يحبها، فرأيت أن من الافضل أن أتركه
- أوه يا حبيبتي.
هتفت الام وهي تحتضنها.
أمضت مالون النهار متلبدة الحواس ، وعند المساء كانت تساعد في إعداد العشاء ، عندما دخلت امها قائلة سيتناولون العشاء باكراً لان..
وسكتت ، فسألتها ابنتها :" ماذا؟"
وابتسمت إزاء نظرة امها المذنبة، لكنها فهمت أخيراً ان امها وزوجها كانا قد قررا الذهاب إلى المسرح ذلك المساء.
فقالت مالون مازحة ، مدركة تماما انهما ألغيا امسيتهما من اجلها
- لا اريد أن اسمع انكما لن تذهبا
- و لكنك .. متكدرة .
- لا، ليست متكدرة، كنت كذلك لكنني بخير الان .
كان المنزل هادئاً بعد خروج أمها وزوجها ، و أدركت أن عليها أن تشعر بالسرور لهذا الجو من الهدوء والسلام ، رغم ان البنائين يغادورون عادة في مثل هذا الوقت، إلى انها اعتادت الجلبة في ارجاء المكان ، وتمنت لو تعود الى هناك بعد لحظة ، اعترفت لنفسها بأنها لا تشتاق إلى جلبه البنائين بل .. إلى المنزل فقط، لتتوقع في كل لحظة اتصال هاريس او مجيئة إلى البيت، وتمنت أنها لم تغادر المنزل، لكنها كانت تعلم ان البديل لذلك ان تبقى وتراقب علاقته مع فيفيان هولمز سيكون الامر لا يطاق.
كانت مصيبة في الرحيل تصلب ظهرها بتصميم ، لكن ذلك لم يخفف من ألمها، لقد فصلت هاريس عن حياتها.. تركته من دون أن تترك له عنواناً .
سيخمن انها ذهبت إلى امها ولكنه لا يعلم بمكانها ، ولا يعرف حتى اسم والدتها بعد زواجها، عضت شفتها بقوة لسخرية الاقدار منها.. هل يحتمل أن يأتي هاريس بحثا عنها .؟؟
صعدت إلى غرفتها لتحضر كتابا ثم قرأت منه فقرة واحده قبل أن تتحول افكارها إلىهاريس الذي عارض رحليها ذاب قلبها رقة وهي تتذكر قوله
- سنتحدث في الامر اثناء العطلة ، فانا قادم يوم الجمعة.
شعرت بأن اليأس يحيط بها كسحابة مظلمة ، فنبذت هاريس من ذهنها ، ونهرت نفسها فعليها ان تنطلق في حياة جديدة.
ورن جرس الباب ، لم تذكر أمها ان أحداً سيزورهم ، ذهبت إلى الباب تفتحته وإذا بها تتلقى أكبر صدمه في حياتها
توهج وجهها أحمراراً، ثم شحب مجدداُ لم يكن الطارق يريد أمها أو زوج امها ، لكنه كان ذا عينين رماديتين لا تبدو فيهما المودة على الاطلاق. رأت الرجل الذي كانت تفكر فيه لتوها بأنه لا يعرف المكان الذي رحلت إليه
وشهقت :" كيف... كيف عثرت علي؟"
عاد لونها إليها ، لكن ذهنها لم يعد يستطيع التفكير أكثر من ذلك . حدق هاريس إليها متصلباً :" بكل صعوبه ، مضحياً بما تبقى لي من كرامة ".
واخذت نظراته تتفحص وجهها، من دون ان تعلم عما يبحث :" أريد أن اتحدث إليك وحدنا . سنتحدث في سيارتي".
وبان التوتر في صوته .

arianda
25-02-2007, 19:58
8- سيدة القصر

بقيت مالون تحدق بذهول حتى عندما تراجع خطوة، متوقعاً منها ان تتبعه إلى سيارته.
سألته مترددة وهي تشعر بدوار
هل......... هل تريد ان تتحدث إلي؟"
وعاد ذهنها يعمل ، وأخذت الافكار تتلاحق، كيف وجدها إنه لا يعرف عنوان امها الجديد، حتى ولا عنوانها القديم.لما أزعج نفسه بالبحث عنها؟ ثم .... ماذا بقى ليتحدثا عنه؟
واجابها عابساً "نعم . ووحدنا".
وحدنا ؟ من دون وجود أمها وزوجها؟
فتحت فمها لتخبره ان يذهب إلى الجحيم، ولكنها اعترفت بضعفها أمامه ولم تشأ أن تدعه يذهب مره أخرى ... ليس الأن، وهو لن يلبث ان يبتعد عن حياتها إلى الابد
- تفضل بالدخول.
- قلت وحدنا.
- إمي وزوجها غائبان، ويمكنك ان تدخل إلا إذا كنت تنوي قتلي.
تقدم خطوة إلى الامام فأمسكت له الباب فيما اجتاز العتبة فتبعته ثم تقدمته إلى غرفة الجلوس وقلبها يخفق لرؤيتها غير المتوقعه له

وفي غرفة الجلوس ، استدارت لتسأله عما جعله يبحث عنها وقعت عيناها على وجهه، الذي كان عابساً وعدائياً ، فرأته ، رغم ذلك ، حبيباً
لكنه وجدت نفسها تسأله، وهي ترى من لباسه أنه جاء مباشرة من مكتبه
- هل تعشيت ؟
- ومن يريد الطعام ؟
رفض دعوتها بازدراء وقلة تهذيب ، وفكرت في أن تدعوه إلى الجلوس، لكنه لن يمكث طويلاً
سألها فجأة :" لماذا رحلت؟"
كان يريد تفسيراً لم تكن تملكه . عاد ذهنها إلى التوقف عن التفكير . وقالت
- منذ البداية لم اكن أنوي البقاء، وانت تعلم أن عملي مؤقت .
نظر إليها بغيظ ، وعندما نظر فجأة في عينيها ، لانت لهجته وهو يقول
- فكرت في أن نتحدث .. نحن الاثنين.
أواه ، يا هاريس ! انها تريد أن تكون فظة معه وهو يصعب الامر
- يمكننا ذلك . لقد سبف وتحدثت معك ، و اخبرتك بأشياء لم اخبرها لاحد. ولكن.....
وسكتت متخازلة ، شاعرة بانها قالت الكثير، فقد سبق وقالت الكثير

- ما الذي حدث إذن؟ ماذا حدث لتلك الثقة التي وضعتها بي لتهربي حتى دون أن تحدثيني أولاً؟
كانت نظراته مسمرة على وجهها بثبات قبل أن يتهمها قائلاً
- لو اني لم اتصل بك هاتفياً لما كنت أخبرتني عن قرارك .
فاندفعت تقول :
- هل لك بالجلوس ؟ اتريد شراباً؟ ما دمت لا تريد ان تأكل؟.
لم يعجبها أن يامرها بخشونه
-لا تثوري في وجهي، يامالون، انا لا احب ذلك . خصوصاً وانك تعلمين أنني لن أؤذيك أبداً.
ليت كلامه صحيح ! فهي تتألم بسببه . سارت إلى كرسيمريخ فجر كرسياً قربها وجلس عليه
كانت تفصل بينهما خطوات فحاولت تبرئة نفسها من دون ان تفضح مشاعرها ، فظنت أن باستطاعتها تفسير الامر
- لقد كتبت لك ورقة .
- لم أجدها.
لقد ذهب إلى منزله إذن :" هل ذهبت إلى هناك؟ بعد اتصالك بي لم يبق للورقة أي فائدة ، فمزقتها . إذن.. ذهبت إلى هاركورت هاوس"؟
- طبعا كنت هناك.
تكلم بخشونه ثم تابع يقول ما ادهشها تماماً
- كنت في منتصف الطريق عندما اتصل بي بوب ميلر ليقول أنك رحلت . بدا لي......
- لم يكن بوب موجودا ً حين رحلت .
- أعلم ذلك
وخطرت لها فكرة فجأة فسألته مذهوله :
- لا اظنك تركت مكتبك وجئت إلى "أبرماسي" فقط لانني......
وسكتت، هو طبعا لم يفعل ذلك لا بد ان الحب اعمى ذهنها :" أسفة ، انه سؤال غبي مني".
بين يديه معاملات بملايين الجنيهات، فكيف يخطر ببالها انه سيترك عمله فقط لانها ابلغته برحيلها ! لكنها رأته يومئ بوضوح فتساعت دقات قلبها ، واحمر وجهها وهو يضيف
- تأخرت فقط لاتصل ببوب ميلر ، ثم أنطلقت .
- أنت .... انت
وخانتها الكلمات كانت تفترض انها وكيلة كفؤة ، ولكن إلى اي حد؟ ليترك هاريس عمله وياتي إلى منطقة أبرماسي أو ليطلب منها ان تعيد النظر
- انت .. قلت أنك اتصلت ببوب ميلر؟
- اتصلت بالخلوي . لم يكن في المنزل إذ كان منغمساً في احد أعماله الأخرى التي تبعد حوالي عشرة أميال ، قال أنك تحدثت معه عن إعطائه المفاتيح ليحتفظ بها .
توقف هاريس ثم اردف :" لم اهتم مطلقا ً بحسمك للموضوع ، بل أخبرته بان يعود الى هاركورت هاوس ويمنعك من الرحيل .
اتسعت عيناها الجميلتان وهي تشهق :" يمنعني من الرحيل؟"
- وعندما وصل إلى هناك ، كنت قد رحلت .
فتحت فمها مذهوله رغم انها لا تصدق اهتمام هاريس بها . لاشك ان هذه الفكرة صدمتها نوعا ما .
- أنت .....
لم تستطع ان تنطق بغير ذلك ثم عاد ذهنها إلى التحليل:" وقررت متابعة طريقك إلى هاركورت هاوس على كل حال؟"
- كان خياري الوحيد ، عندما أدركت انني لا اعرف في اي طريق ذهبت ، وانني لا املك أي عنوان لك ... إلى إذا ذهبت إلى بيت إمك الجديد.. تملكني الامل في أن اعثر في غرفتك أو في أي مكان أخر في المنزل على ما قد يدلنا على مكانك ".
- هل فتشت غرفتي ؟
سألته بضعف ، وهي تحاول جاهدة ألا ترى أي خطأ في عمل هاريس
- فتشت في كل مكان.
- ولم تجد شيئاً؟
- ولا اثر يرسدني إليك؟
رباه ، يبدو وكأنه حريص على العثور عليها.
ابتسمت متظاهرة بالهدوء :" و.... ولكنك وجدتني . انت هنا الان. كيف عثرت علي؟"
اجاب بشبة ابتسامة :" كما سبق و ذكرت ، أهدرت ما بقي من كرامتي، إلا أن العثور عليك يستحق هذا العناء".
رفض قلبها بجنون ان يقبل المنطق المتزن.. لا يمكن أن يعني ما تظنه ، هل يهتم هاريس بها؟
- عنواني ؟
- نعم . عنوانك . كنت في غرفة الجلوس ، وتلك الازهار البرية التي قطفتها الاحد الماضي مازالت يانعة في إنائها ، وحاولت ألا أستسلم لليأس.
لو انه لم يشر إلى زيارته لها نهار الاحد بنفس اللهجة التي ذكر فيها يأسه من احتما ل العثور عليها، كان قلبها ليقفز من صدرها.
- لا بد انني تركت أثراً ما، على كل حال.
قالت بجفاء وفتور، فرأت هاريس يقطب جبينه لتغيير الذي أصابها ، لكنه تمسك بهدفه بحزم، وقال :" كنت أحاول بلفهة أن اتذكر أي شي قلته ، قد يرشدني إليك . وهكذا عدت إلى نقطة البداية ، حيث تقابلنا عندما كنت هاربة من صهري، ولكنني لم احد دليلاً إلى أن تذكرت انك كتبت إلأى رولاند فيليبس بشأن الوظيفة ، وادركت أن فيليبس يملك عنوانك القديم ، فذهبت لرؤيته".
- أواه ، يا هاريس
تمتمت بشكل تلقائي وقد أدركت ما يعنية بقوله ( إهدار كرامته) فقدكان إذلالاً كبيراً له أن يطلب خدمة من فيليبس .
- لا بد أنك كنت متلهفاً للحصول على عنواني.
نظر إليها مطولاً دون ابتسام ، ثم قا ل ببساطة :" هذا صحيح".
فقالت فيما جف حلقها " هل ... هل أعطاك إياه دون ... دون جدال؟"
عندئذ ابتسم وقال : " لا يمكنني القول ان ذلك تم دون جدال ، في البداية قال انه لا يعرف مكان رسالتك ، وعندما قلت له انك كنت تنظمين ملفاته في المكتب..."
- هل تذكرت انني قلت لك انني نظمت مكتبه.
- ألم أقل لك انني استرجعت كل ما قتله لي ، لأعثر على دليل؟ ذكرت له باقتضاب مصير وظيفته عندما يسمع رؤساؤة بتصرفاته.
- هل وجدت رسالتي في ملف كتب عليه (مراسلات عامة )؟
فأوما :" ثم كان علي أن أقف حوالي ساعتين ، منتظراً الساكن الجديد ليعود، آملاً في ان يكون لديه عنوان امك الجديد"
حدقت مالون إليه وعلا أذنيها طنين . لا تستطيع ان تنكر ما انباها به كلامه.
سألته بصوت أبح :" هل عانيت كل ذلك ؟"
- كان الامر مهماً لي .
تركزت عيناها عليه عندما اضاف بعناية :" انت مهمة بالنسبة لي، يا مالون"
عندئذ ، عمرها شعور لم تستطع أن تبقى معه جامدة ، فانتصبت واقفة وابتعدت عنه ، توليه ظهرها لئلا يرى فيض المشاعر على وجهها.
سمعته يتحرك ثم وقف خلفها يهدئها بقوله :" لا تفزعي ، انا اعلم انني تجاوزت الحد معك منذ اسبوع، وإذا كان تصرفي أخافك مني وجعلك تهربين ، فسنأخذ الامور بشكل ......"
استدارت مالون تواجهة، بدا قلقاً مرهقاً فلم تستطع احتمال ذلك . إذا كانت هي من سيمرغ كرامته في التراب ، فليكن ، رغم انها مازالت صعوبه في تصديق انه اندفع إلى منزله ، متغلباً على كبريائه و ذهب ليطلب خدمه من صهره ثم جاء يبحث عنها ..كيف تدع هاريس يظن نفسه مذنباً أو انانياً؟
أردفت برقه :" يا هاريس، ما أسوأ ذاكرتك "
حدق إليها ، وكان الارهاق باديا عليه، وسألها :" هل كدت أرعبك؟"
فهزت رأسها، حتى أنها استطاعت ان تبتسم
- لا بأس ، علي أن اعترف بأنني ماهرة للغاية ، وهناك الكثير لاتعلمه ، ولكن أذكر أنك أمرتني بترك الغرفة وليس العكس ".
بدأ وكأن الارهاق فارقة، لكنه سألها :" ألم يحدث ما ازعجك وجعلك قلقه متضايقة مني ......؟"
- الشيء الوحيد الذي أزعجني هو اعتقادي أن بإمكان الوثوق بك ، وإذا بي أكتشفت ..
وترددت ، لانه كان يتألم كما يبدو .. هي تحبه إلى حد لا تريد له الالم
وتابعت :" اكتشفت انني ... لا استطيع أن أثق ... بنفسي"
حدق هاريس بها لحظة بدت لها دهراً ثم قال برقة
- ياعزيزتي، اتعنين انني لو لم اطلب منك المغادرة ، كنت لــ....؟
- ما كنت لأستطيع أن أمنع نفسي ..
- آه يا حبيبتي
تمتم بذلك وهو يمد ذراعيه لها ، خفق قلبها وهي تلقي بنفسها بين ذراعيه ، تملكتها البهجة وهي تشعر بدفئة فسألها
- ألهذا السبب هربت ؟ ألأنك لم تثقي بنفسك وانت معي تحت سقف واحد؟.

arianda
25-02-2007, 19:59
- ليس تماماً
- هل هربت لسبب آخر؟
سألها بنفس الحدة التي تعرفها عنه ، وشعرت عندئذ أن من الافضل ألا تقول له شئيا على الاطلاق . انها إذا قالت الحقيقة ، فسيفهم انها تحبه ، صحيح أنه يهتم بها قليلا، إلا أن مشاعره بعيدة جدا عن الحب الحقيقي الذي تشعر به نحوه
وسألها برفق:"ألا تريدين أن تخبريني؟ حتى عندما يتسنى لنا أن نتحدث معاً؟
ضحكت بخفة وهي لا تدري متى التفت ذراعاها حول خصره ، كان مجرد وقوفهما معا بهذا الشكل يملأها بهجة ومتعة
قالت باسمة
- هناك أمور لا تحب الفتاة أن تخبرها حتى لأعز صديق لديها.
ابتسم هو ايضا وانحنى ليعانقها ثم قال وهو يقف منتصبا وعيناه في عينيها
- رغم انك تعلمين أنني واقع في غرامك إلى أقصى حد؟
حملت فيه بشكل لا إرادي وجف حلقها .. هاريس ، هاريس مالذي يعنيه بالضبط بكلامه ؟
سألته وهي تلملم شتات نفسها :" هل لك أن ... توضح كلامك ؟"
لكنه بدا بنفس الحذر وهو يقول
- حسب علمي ، ماكنت لتتفوهي بذلك إلا اذا كنت تشعرين نحوي بشء ما
ها هو ذا يقترب من الحقيقة وترددت ، حاولت ان تقول
- أنا ... هذا ...
وتلعثمت، ثم أدركت أنها ، وهي تقول تلك الكلمات المتقطعة اعترفت بانها تشعر نحوه بشي ما
أدرك ذلك هو أيضاً، فاشتدت قبضته عليها قبل أن يمنحها ابتسامة صغيرة ويقول
:" ابتدأ ذلك ذات يوم ممطر عندما توقفت بسيارتي لاعرض عليك توصيلك . رفضت في البداية ..."
- لكنك قمت بجوله ثم عدت مرة ثانية
أكملت كلمة هامسة فقال :"حدثت نفسي بأنني تصرفت بغباء.. وأن شخصاً أخر سيمر وستقبلين منه أن يوصلك . ولكن هل ما كان على وجهك مطر أم ... دموع؟"
فقالت برقة :" أخذتني بسيارتك . لم توصلني فقطن بل منحتني عملاً"
- ولماذا لا امنحك؟
سألها عابساً ثم تابع يقول :" فيليبس ، مع الاسف، هو نسيب لاسرتنا.. وقد حاول الاعتداء عليك ".
- كنت شهماً
وابتسمت له ، لانها لم تكن تريده ان يعبس ومالت إلى الامام ثم عانقته برقة .
- آه ، مالون ،مالون
تمتم بذلك وقد تلاشى عبوسه وبدا على ملامحه شبه ابتسامة وهو يتابع
- لا ادري ما إذا كنت شهماً ، كل ما فكرت فيه ، حينذاك ، هوانني أساهم بإعادتك إلى اتزانك بعد التجربه المحزنه التي عانيتها ، أما ما لم اتوقعه فهو أن امضي الاسبوع الذي تلاه وخيالك لا يبارحني".
حدقت مالون إليه مسروره :" هل فكرت بي أحياناً؟"
- بل غالبا. حين جئت إلى البيت ، لم استطع أن اتقبل فكرة انني في البيت وانت في الفندق.
وابتسم ثم اضاف:" كنت أعلم انني لن استطيع الاستقرار قبل أن اذهب إلى الفندق صباحاً لاحضرك . واذا بالغيظ يتملكني عندما علمت انني كنت افكر فيك ، وانت تمضين الوقت مع رجل اسمه ويلسن !"
فسألته :" ويلسن؟ توني ويلسن !"
- كيف أمكنك القيام بذلك ؟
- القيام بماذا؟
- يزداد كل يوم حنقي على الرجل ،بينما انت لا تكادين تتذكرينه
- أنت ... خانق على .....؟
- أظن أن شعوري يسمى (غيرة).
اجابها و في عينيه حنان، فخفق قلبها بعنف وسألته غير مصدقة
- هل كنت غيوراً؟ لكننا بالكاد كنا نعرف بعضنا حينذاك .
فقال برقة :" يا عزيزتي . ما أشعر به نحوك غير منطقي على الاطلاق ، لقد سررت لعدم وجود هاتف في منزلي كيلا يتصل بك ويلسن . لكنني لم أركب الهاتف إلى لأمنع مجيء فيليبس إليك حاملاً رسالة من امك ، شعرت حينذاك بالغيرة ثم الغضب ، إنما ادركت انني أحب أن اجدك في بيتي فلم تعجبني على الاطلاق مسألة حزمك حقيبتك لتمضي العطلة الاسبوعية في فندق كيلفتون".
فقالت متذكرة :" انت طلبت مني البقاء."
- عندما لم استطع مقاومة رغبتي بك ، كان علي ان ادعي انها رغبتك أنت
- انت سافل
- أتحبينني؟
تجاهلت السؤال:" ماذا كنت تقول ؟"
عانقها هاريس برقة ، متمهلاً، ثم شد قبضته عليها وهو يرتد إلى الخلف
وقال بأسف
- ماكان لي أن أفعل ذلك ، كما لم يكن لي أن أعانقك السبت الماضي.
- أتذكر ذلك
وابتسمت ، وهل يمكنها أن تنسى؟ففي تلك الليلة أدركت انها تحبه.
- تلك الليلة أخبرتك بأنك لست في خطر ، لكنني لم أفكر في ان اقول .. انني انا من كان في خطر ..
- انت في خطر .؟
- خطر الوقوع في غرامك، يا عزيزتي .
تمتم بذلك بحنان بالغ ، فشهقت
- لم اعترف بذلك لنفسي .. حينذاك .
- طبعاً لا
اتراه قال حقاً انه كان في خطر الوقوع في حبها ؟
- لكنني لم اعرف مثل ذلك الشعور من قبل.. وكانني فقدت سيطرتي على نفسي ، أدركت ان علي الرحيل وذلك لاختبر نفسي واحلل مشاعري نحوك .
- وهل قمت بذلك؟ هل حللت مشاعرك ؟
- ليس حينذاك كل ما علمته انني في اللحظة التي افترقت فيها عنك، شعرت بأنني أريد أن أعود. كانت الرغبه دوماً تتملكني للعودة إلى البيت ولكنني كنت أقاومها باستمرار ، عندما أدركت حقيقة شعوري فهمت ان منظرك الرائع يهدد تحكمي بنفسي ، ولكن لم يكن جمالك فقط هو الذي اغرمت به. انت تتمتعين بجمال داخلي.
فسألته بخجل :" وهل أنت ... مغرم بي ؟"
نظر إلى وجهها ، ثم قال بحنان
- عزيزتي مالون بريتويت . حبيبتي مالون بريتويت، ماذا احاول أن اخبرك منذ عشر دقائق غير انني احبك إلى أقصى حد ؟
فتاوهت :" أواه، يا هاريس".
- هل لديك مانع ؟
فأجابت لا هثة :" لا ، ابداً"
- وهل تظنين ان بامكانك ان تبادليني الحب ؟
سالها بحذر، ثم أسرع يقول هو يرى أن خجلها يمنعها من الجواب:
- أنا أعلم أنك تعرضت للأذى في الماضي، لكنني لن أؤذيك أبداً، انت تعلمين ....
شعرت مالون بالنشاط والخفة وعصفت في ذهنها فجأة ذكرى ما سببته لها زياته منذ يومين من أذى والم . عندئذ، اختفت كل حرارة نحوه ، فسألها هاريس على الفور
- مالذي حدث ؟ أخبرني .....
- ماهي علاقتك بفيفيان هولمز ؟
انفجزت به وقد ثارت مشاعرها نحوه بشكل مؤلم .
فقال من دون تفكير مسبق
- لا علاقة لي بها
- ولم أحضرتها إذن إلى بيتك الاحد الماضي؟ ولم تجولت معها لتريها البيت ، وسألتها عما إذا كانت رات مايكفي، ثم ..
هذا المره ، انفجر هاريس قائلاً " فيفيان هولمز امرأة موهوبه في تصميم الديكور"
فتحت مالون فاها :" ولكن ........"
وعندما أخذت تستعيد أحداث الاحد الماضي بدقة ، وجدت أن كلام هاريس يبدون معقولا جدا فقالت وقد تمالكت نفسها قليلاً
- لكنك لم تذكر ذلك ، كان يجدر بك أن تذكر الامر حين .....
- الحق معك طبعاً.
وبدت على فمه ابتسامه استخفاف ، وهو يتابع
- كان يجب أن أقدمها لك بصفتها مصممة ديكور جاءت لتلقي نظرة على البيت ،لكنك جعلتني مضطرباً يا مالون "
- اانا ... جعلتك كذلك ؟
- صدقيني يا حبيبتي ، كنت متلهفا لرؤيتك ، لكنني كنت أعلم ان علي البقاء بعيداً .اضطرت للقدوم لرؤيتك لانني لم استطع ان ابقى بعيداً ،لاول مره في حياتي ، شعرت بالضعف ومرت أوقات كنت متلهفاً فيها إلى احتضانك . وبعد ما حصل بيننا منذ اسبوع بدأت اشعر بأنني لم اعد أثق بنفسي حين أكون معك ، وازداد خوفي من أن ترحلي إذا تكرر الأمر. ثم ما الذي يضمن لي اننا نواجه وضعاً مماثلاُ في ذلك البيت الملئ بالافخاخ والعقبات .
حدقت مالون إليه مصعوقة :" هل احضرت فيفيان هولمز إلى البيت لانك ..."
- لأنني لم استطع الابتعاد عنك اكثر من ذلك ، رغم ان فاي هي التي اتصلت بها اولاً، إلا انني شعرت بأن ليس بإمكاني المجازفة بالبقاء معك وحدنا . كنت في حالة سيئة تماماً، ولكني لم الحق بك أي ضرر ، يا حبيبتي .
وابتسم . تملك مالون شعور بأنه لو استمر هاريس بهذا الشكل مده أطول لفقدت توازنها وثباتها.
- لكن فاي لم تقبل المجئ؟
- كانت مشغولة ...
فقاطعته باسمة :" طبعاً . ولهذا اتصلت هي بفيفيان ......"
وسكتت ، بينما هز راسه :
- كانت لهفتي تزداد لرؤيتك ، وتساءلت عما إذا كنت اجازف بالذهاب إلى البيت ، على كل حال اتصلت بي فاي لتقول إن صديقتها فيفيان تتشوق لرؤية المنزل بعد ان حدثتها فاي عنه وعن شغفها به ".
- وعند ذلك اتصلت انت بفيفيان ؟
لامس هاريس خد مالون بحنان:" عندئذ، اتصلت بها ، اخبرتها ان لدي تصوري الخاص بالنسبة إلى البيت، لكنني ارحب بتلقي أي اقتراحات تحب أن تقدمها .. وهكذا.."
وبدا الاسف في نظراته :" جئت ورأيتك ، فشعرت بخفقان في صدري بدوت رائعة وانت تحتضنين الازهار البرية ، فتمنيت لو ان فيفيان على بعد مئة ميل من هنا."
ابتسم وهو يضيف :" أردتك كلك لي وحدي ، يا مالون"
فقالت بنعومة :" ثم عدت تاركا فيفيان في السيارة "
- كنت بحاجة إلى قضاء بعض الوقت معك ، أردت أن اعانقك ، لقد شعرت حينذاك بضعف لم اشعر بمثلة من قبل .
- هل كنت ... كذلك حقاً
- نعم عدت إلى لندن رغم ارادتي وصممت على العودة في عطلة الاسبوع ، ولاذهاب إلى فندق كليفتون باكرا لاحضرك إلى البيت ، هذا أذا كنت لا تريدين النوم تحت السقف نفسه معي .
- وماذا ؟
سألته ورأسها يدور فيما قلبها يخفق
عانقها مره أخرى ، وشد قليلاً اثناء احتضانها
- لم استطع الانتظار حتى الجمعة لاسمع صوتك.
فهمست :" وهكذا اتصلت بي ذلك الصباح ".
- وادركت ، حالما قلت انك راحلة ، انني لا استطيع ان ادعك تذهبي وانني احبك بكل عصب من جسدي
وسكت للحظة قبل أن يتابع

arianda
25-02-2007, 20:02
- عندما ادركت انني لا املك دليلاً اتعقبك به ، أخذ العرق البارد يتصبب مني ، كان علي أن اعثر عليك فالحياة من دونك يا حبيبتي ، لاتحتمل ".
فتنهت :" آن ، ياهاريس "
- هل يعني كلامك انك .. مسرورة لوجودي ؟
فضحكت بمرح :" انت تعلم ذلك "
- وهل تحبينني قليلاً ؟
انها تحبه ، تحبه ، تحبه :" بل ... أحبك كثير"
- يا حبيبتي
فقد سيطرته على نفسه وجذبها إلى صدره حيث ابقاها طويلا ثم سألها بلهفة وهو ينظر في عينيها :
- هل أنت واثقة ؟
- اجل ، ومنذ تلك الليلة التي تصادمنها ميها في الحمام .
فسألها مذهولاً :" علمت حينذاك ؟"
- كان هناك دلائل من قبل ، لكنني، حينذاك ، تأكدت من الامر
- حبيبتي الحلوه .
قال هذا بصوت خافت ، وعانقها ، ثم عاود الكره ، توقف اخيراً وذراعاه حولها ، ثم قادها إلى الاريكة حيث جلسا متلاصقين ، عانقها وهو يهمس لها بتلك الكلمات السحرية التي تحب سماعها
- مالون ، مالون ، كم احبك
وعندما غاصت في وهح حبه ، وعجزت عن الكلام سألها
- وانت ؟
ابتسمت ثم اضافت :" وانا احبك كثيراً جداً"
- الحمد لله
بقي يحتضنها دقائق طويلة ثم قال
- لم أكن أعلم ما اذا كان علي ان آتي إلى هنا ليلاً ام في الصباح الباكر ، لكنني عانيت الامرين ، ولم استطع ان انتظر حتى الغد .. لم أكن واثقاً من طبيعة استقبالك لي .
نظر إليها بابتسامة عريضة ، فابتسمت له بحب ، ثم تابع يقول
- وقفت علند العتبه حين فتحت لي الباب، متلهفاُ لاستشف من ملامحك شيئاً.
- آه يا هاريس ، شكرا لمجيئك
لم تكن تتصور انه قد يتردد إلى هذا الحد وتابعت تقول من كل قلبها
- أنا ايضا كنت اتعذب
- أه ، انا أسف .
عانقها وكانه يمحو ما عانته من عذاب . وعندما نظر في عينيها، اصبحت عيناه رزينتين وسألها
- لماذا حاولت ان تتركيني ؟ عليك ان تخبريني.
تورد وجهها وهي تعترف
- ظننت انك ستحضر معك فيفيان هولمز إذا جئت في العطلة ، انا اسفة هاريس، لكن مجرد التفكير في انكما معا بجانبي لا يمكنني أن اتحمله .
ضمها بقوة وقال :" آه يا حبيبتي
ثم ابعدها عنه ونظر في عينيها
- هل تغارين ؟
- تبدو عليك الدهشة
فضحك :" لم تخطر هذه الفكرة ببالي قط "
عانقته لانها تحبه ، فهي لا تكاد تصدق ما يحدث. ارتدت إلى الوراء لترى وجهة وإذا بها تسمع هدير سيارة تقترب
- يبدو أن امي وجون عادا باكرا ً، أنا..
- انت ماذا؟
- حسناً ، أرادت أمي أن تعلم مالذي حدث ليجعلني احضر إلىهنا لقد اخبرتها بانني احبك .
ابتسامة هاريس المفاجئة جعلتها تسكت لكنها شعرت بأن عليها ان تخبره بالبقية قبل ان تدخل امها
- كما انني اخبرتها بأن لديك صديقة .
- تعنين بذلك فيفيان ؟
أومات ، فابتسم وقال
- إذن يا حبيبتي ، علي ان اخبرها الحقيقة .. ومن الافضل ان افعل ذلك قبل أن أسألها .
- تسألها ماذا؟
- حسناً من المفروض أن اطلب من امك أو من زوجها ألا تعلمين؟
- ماذا تطلب؟
سألته وهي تشعر بالارتباك
- أظن أن العادات تقضي بأن أطلب يدك من أمك . أنا لم افعل هذا من قبل، لكنني أود القيام بذلك وفقاً للأصول .
- تطلب يدي؟
- نحن سنتزوج ، أليس كذلك
سألها وقد تحولت ملامحه إلى الرزانه . ازدردت مالون بريقها بصعوبه .
وقلبها يخفق بعنف لم تكن تظن انها
- هل تتزوجيني ؟ لن استعجلك .
- يسعدني أن اتزوجك
تنفس الصعداء :" شكرا يا حبي "
تمتم بذلك وهو يرفع يدها إلى شفتيه
- عندما نعود الى بيتنا بعد شعر عسل طويل ، قد يكون هاركورت هاوس جاهزا لاستقبال سيدته .
وشهقت مالون بعجت :" أنا؟"
- انت فقط .
وعانقها بحنان
- آه يا هاريس .
هتفت بذلك . ستكون سيدة " هاركورت هاوس" وزوجة السيد ! ما اروع الحياة

تـــــــــــمـــــــــــــت
والحمد لله
***

يلا أصدقائي لقد انتهت الرواية و ناطرة مشاركاتكم الحلوة

**Aphrodite**
25-02-2007, 20:07
هاي arianda
أحب أشكرك على ذوقك الرائع في أختيار الروايات بصراحة جداً رائعة ::جيد::
وأنا قرأتها كلها وطبعاً ح أقراهذه الرواية و بنتظر جديدك
تحياتي...

K0N0
27-02-2007, 11:50
تسلمين يا قلبي عالروايات

كل رواية تحطينها أحلى من ألي قبلها

أغتري في نفسك لا تستنين ردود موضوعك على بعضه

جنان

امزح

نستنى جديدك صديقتك konohamaru

arianda
27-02-2007, 18:07
هاي arianda
أحب أشكرك على ذوقك الرائع في أختيار الروايات بصراحة جداً رائعة ::جيد::
وأنا قرأتها كلها وطبعاً ح أقراهذه الرواية و بنتظر جديدك
تحياتي...

و أنا كمان سررت بالتعرف عليك
و أشكر مشاركتك الروعة هذه
و انشاء الله بنزل رواية جديدة.

arianda
27-02-2007, 18:22
تسلمين يا قلبي عالروايات

كل رواية تحطينها أحلى من ألي قبلها

أغتري في نفسك لا تستنين ردود موضوعك على بعضه

جنان

امزح

نستنى جديدك صديقتك konohamaru

سررت بك أين أنت لقد طولت الغيبة
و بشكرك على تشجيعك لي
و أذا أنا بدي شوف حالي
فبيطلعلي و السبب وجود أصدقاء
رائعين مثلك و مثل مجنونتي و أمولتي
و أصدقاء كثر أن ذكرتهم لن أنتهي
و قريباً رح حط رواية جديدة
بس لشوف لهذه الرواية إن كان لها حظ مثل أماني
و لآحظى بعد بعدة مشاركات أخرى بعدين بحط روايتي الجديدة
بشكرك مرة ثانية لمرورك الحلو

الامل2
28-02-2007, 05:46
انتي ما قلتي شو راح تكون الرواية الجايه و ياليت تحطين الملخص .............. ودمتم ..

ماهيما
28-02-2007, 09:18
يلا ياحلوة انتظر الرواية وياليت تكون من روايات أحلام أو عبير بس تكون الاعداد القديمة

لانها أحلى قصص...

وأشكرك حبيبتي على تعبك مع الاعضاء.

لحن الرومنسية
03-03-2007, 15:56
تسلمي
ولو انا دايما راح اكون من متابعيكي
ولكن لا تياسي لان هذا القسم تقريبا شبه نائم ...
سوف تجدين نفسك قريبا ...
حاولي تنوعي في الاقسام.. مثلا قسم الاصدقاء والمنتدى العام ...
وايضا اليكي عن معلومة القصة
هذه القصة تتحدث عن رامونا الفرنسية وقصة حياتها وتحب شاب لبناني بنهاية المطاف ولكن للاسف بتموت ...

arianda
05-03-2007, 16:58
انتي ما قلتي شو راح تكون الرواية الجايه و ياليت تحطين الملخص .............. ودمتم ..

هلا بكاتبتي الحلوة أمل كيفك يا صديقتي و كيف أخبارك شو وين قصصك الحلوة عم ننتظر جديدك بفارغ الصبر
و الرواية القادمة هي ( دقت ساعة الزهور )
و المخلص سأكتبه بعد قليل
بشكر زيارتك الحلوة لي.........

arianda
05-03-2007, 17:03
انتي ما قلتي شو راح تكون الرواية الجايه و ياليت تحطين الملخص .............. ودمتم ..

هلا بكاتبتي الحلوة أمل كيفك يا صديقتي و كيف أخبارك شو وين قصصك الحلوة عم ننتظر جديدك بفارغ الصبر
و الرواية القادمة هي ( دقت ساعة الزهور )
و المخلص سأكتبه بعد قليل
بشكر زيارتك الحلوة لي.........

arianda
05-03-2007, 17:04
يلا ياحلوة انتظر الرواية وياليت تكون من روايات أحلام أو عبير بس تكون الاعداد القديمة

لانها أحلى قصص...

وأشكرك حبيبتي على تعبك مع الاعضاء.

أهلا بك يا صديقتي و العفو أنا لم أفعل شيء
و التعب بيهون كرمال عيون أصدقائي الرائعين مثلكم

soso_55
05-03-2007, 17:20
والله يسلمو ايدجيكي انا يوم مارديت فكرت اخرها بس طلعت الها تكملة
مشكورة ياعمري
ويسلموووووووووووو ايديكي
ياحبيبة قلبي

الامل2
05-03-2007, 23:29
مشكورة يالغالية انا قريت هذي الرواية
وهي عنجد راااااااااااااائعة و انصح كل وحدة بقرائتها .......

اما جديدي انا راح انزل رواية ............الحب المنسي .......

arianda
09-03-2007, 20:27
والله يسلمو ايدجيكي انا يوم مارديت فكرت اخرها بس طلعت الها تكملة
مشكورة ياعمري
ويسلموووووووووووو ايديكي
ياحبيبة قلبي



هلا بصديقتي الغالية على قلبي سوسو كيفك أنت
و أنا أكيد ما رح أزعل منك و بتمنى تكون عنجد عجبتك الرواية هذه
و أسفة أن لم أعد أراسلك بس صدقيني عندي شوية ... ظروف.............

arianda
09-03-2007, 20:30
مشكورة يالغالية انا قريت هذي الرواية
وهي عنجد راااااااااااااائعة و انصح كل وحدة بقرائتها .......

اما جديدي انا راح انزل رواية ............الحب المنسي .......

بشكرك يا صديقتي الغالية على وقوفك إلى جنبي و غداً انشاء الله سوف أنزل روايتي
و أكيد ناطرة أقرأ روايتك الحب المنسي بفارغ الصبر
وفقك الله

baby qirl
10-03-2007, 03:55
اهلييييييييييييين خيتو
مشكوره على القصه الجنان
ويسلمولي يدينك الحلوه الي كتبت الموضوع
وانتظر القصه الجايه
تحياتي لك

arianda
10-03-2007, 17:20
اهلييييييييييييين خيتو
مشكوره على القصه الجنان
ويسلمولي يدينك الحلوه الي كتبت الموضوع
وانتظر القصه الجايه
تحياتي لك

هلا بصديقتي العزيزة و أنا كمان بشكر تشجيعك لي

arianda
22-03-2007, 20:50
أرجع مرة أخرى أعتذر لأني تأخرت بكتابة موضوعي هذا
و يلا رح نزلوا بس بالأول
حابة أن أعايدكم جميعاً بمناسبة عيد الأم و هي أجمل و أعظم مناسبة
أعايد كل أمهات العالم و الله يخليهم لنا على طول


يلا ما رح طول عليكم هذه الرواية
أنزلتها قبلي صديقتنا وردة قايين في منتدى ليلاس يعطيها ألف عافية
بتمنى تنال أعجابكم

( دقت ساعه الزهور)
كما يلتقي المسافرون في القطارات علي غير موعد قبل أن يغادر
كل منهم الي محطته دون وداع 0 هكذا التقيا!
تشيلسي الطالبه الجامعيه في سنتها الأخيره وكايد
أفرت الأستاذ القادم الي الجامعه لفصل دراسي واحد0
أجبرتهما الظروف علي العيش معا في مسكن مشترك0
أرادت تشيلسي أن تمر هذه التجربه بسلام , ولكن كايد أفرت أفلت كل الخيوط
من يدها , وخطورته قادتها الي حافه الهروب0 أنما من يستطيع أن بيقفز من القطار بعد أن ينطلق؟

arianda
22-03-2007, 20:53
وكان لقاء000

عزمت تشيلسي علي الأستيقاظ باكرا في الصباح ذلك اليوم
من ايام كانون الثاني0
_ اليس الوقت باكرا؟قالت تلك الكلمات وهي توجه بصرها الي القطه السياميه المضجعه علي مقربه منها 0
حدقت فيها القطه بوسي بعينيها الزرقاوين البريئتين تلف ذنبها السموري البني بأناقه حول جسدها العاجي وتلعق مخالبها بصبر وكأنها تشير الي ان وقت الفطور قد حان!
تثائبت تشيلسي وتقلبت فوق الأريكه مركزه علي العوده الي النوم لكن لا فائده فبوسي مصممه0
مدت يدها الي مبذلها حينها سمعت صوتا حذرا يصل الي مسمعهاعبر الباب : تشيس ؟هل انت مستيقظه ؟لدي قهوه لك0
وتبع الصوت فتاها صغيره الجسم سوداء الشعر ترتدي مبذلا وروبا سميكا وضعت صينيه القهوه علي طاوله منخفظه وجلست محتبيه علي مقعد يقبع قباله تشيلسي ثم قالت بأندفاع :الثلج يتساقط!
- هذا بالضبط ما لم أكن أرغب في سماعه0
هزت شارلوت كتفيها:
-هذا سيجعل التفتيش عن شقه امر سهل فلن يخرج الكثيرون في نهار كهذا0
مدت تشيلسي يدها الي كوب القهوه الممزوج بالسكر والحليب حسب ذوقها
وقالت:
-لدي الجميع الآن شققهم 0ستبدأ الدراسه يوم الاثنين وليس هناك من هو غير مستقر الاى0 لماذا لم اكن ذكيه لأعود في وقت أبكر من هذا؟
-ليس لهذا فرق فلا شقق خاليه يجدها المرء بين فصلي الشتاء والربيع0 أن امثالك يذهبون خريفا ليقوموا يدوره تدريبيه تعليميه أن قله من الناس يتركون مساكنهم في مثل هذا الوقت اما الأغلبيه فيلازمون اماكنهم حتبي الربيع0
-لماذا يجب ان تكوني منطقيه في كل شئ شارلي؟
فضحكت:
هذه طبيعتي0هل اعجبتك حفله الأمس؟
عادت تشيلسي الي فراشها فغرقت في الوساده ثم تدثرت جيدا0
لقد التقيت "بالسيد المناسب"0
-لم تظهر تشارلي أقل اهتمام0
-لقد قلت هذا القول ثلاث مرات هذه السنه0
-لا 0حقا 0 انا متأكده هذه المره0
تثائبت القطه ثم قفزت علي كتفيهاوتكورت حول عنقها وكأنها ياقه من الفراء فصاحت بها مؤنبه:
اللعنه يابوسي سأحطمك حين اكون مستعده000
ثم عادت الي حديثها مع شارلوت:
-انه فارس مقاتل0 لا يقل طوله عن مئه وخمسه وثمانين سنتمترا0شعره اشقر متموج وعيناه نجلاوان زرقاوان000
فقاطعتها شارلوت ساخره:
-وهو دون دماغ يستحق الذكر000
- بل علي العكس !انه حديث عهد بالتخرج يسعى الي درجه جامعيه في العلوم السياسيه0
-اوه 00علوم سياسيه000!
-دهشت لأنك تحسبين ان لا علوم في الكون الا في العلوم الطبيعيه 0
لعقت القطه اذنيها فقفزت مذعوره:
حسنا ايتها الشريره00فليكن فطورك اولا ولأخرج بعده لأصطاد شقه 0
بدت شارلوت متجهمه:
-ليتني استطيع ان أدعوك للسكن هنا000لكن00
-تشارلي انا شاكره لك صنيعك وصنيع والديك فأن يعيراني مكتبتهما بضعه ايام لأكثر مما استحق0خاصه مع وجود قطتي وأغراضي0كما اني علي ان استأجر شقه خاصه بي بعد زواجك فلا يمكن ان أعيش معهما بعد رحيلك عنهما0
-عندها تسكنين معي ومع وفنسنت
-ان هذا أكثر ما يحتاج اليه زوجان حديثا العهد بالزواج 0ان زواجك بأخي لا يفرض عليك العنايه بي 0
-لكنني قلقه عليك0
-أعلم 0لقد تركت منزل عمتنا ساره ما ان شببت قليلا وها انا وحدي منذ سنوات0
- علي ذكر عمتك ساره ان لائحه مدعويها ال حفله الزفاف تزداد يوما بعد يوم0
- تجاهليها فلست ادري كيف ستطيقين مشاطرتها المنزل نفسه0
-هذا المسكن المجاني سيساعدنا0
-كان فنسنت بلنسبه لها الولد المفضل0 ما استطعت يوما النفاذ بجلدي من الأغلاط التي ارتكبها 0 اما هو فكان ينفد بها دائما 0
-لا يمكن لفنسنت ان يرتكب الغلط00تظن عمتك احيانا ان لا بأس بي لا لشئ الا انها لا تعتقد ان فنسنت قد يخطئ0 لكنها تعود في معظم الأحيان
الي الظن انني لا اناسبه0
-انا احب اخي الكبر اكثر مما تحبه عمتي وما اعرفه انك اكثر من مناسبه له0
ضحكت شارلوت ثم باشرت بسكب قليلا من القهوه:
-انه يعرف كم اكلفه0فالزواج وشيك وكليه الطب في الخريف000
-انه ليس بالغبي00اذا اعالك خمس سنوات حتي تتمي الدراسه فا بأمكانه طلب الراحه بعد ذلك معتمدا علي ما يجنيه الطبيب 000وستكونين طبيبه الخاص من المذهل كيف ان العمه لا تفكر في المر من هذا المنحى0
-أوه انها لاتحب الفتيات الللواتي يرغبن في ان يصبحن طبيبات 0انها تفضل ان الازم المنزل حتي الد الأطفال-بعد الزواج بالطبع0لكنني عزمت علي قضاء وقتي في الحرم الجامعي0
سيعتقد اساتذتك انك تلميذه متألقه وسيحدث يوما ما ان أخبرهم عن سبب انقطاعك عن كل شئ الا تجاربك العلميه0ثم حين اسكن في منزل والديك سأضطرالي امتلاك سياره0فالمسافه من هنا الي الحرم الجامعي تزيد عن السبعه كيلومترات ولااستطيع تحمل مشاق السفر في طقس كهذا0 اقلت ان الثلج يتساقط؟
-ليس بغزاره لكنه يكفى لأعداد رجل ثلج0
-لا اجد هذا مسليا 0لماذا لم التحق بجامعه كامبريدج او اكسفورد؟
-لانك نلت منحه مجانيه في جامعه ريفريت هنا000فهل نسيت؟
- وكيف لي ان انسى؟علي كل الاحوال يجب ان اجد شقه قريبه من الجامعه 0وسأضطر اما الي دفع مبلغ كبير واما الي القبول بشقه وضيعه0
- وربما الاثنين معا0
-لا بأس ما دام ليس فيها صراصير0
- حبيبتي ما من شقه في شعاع ثلاث كيلو مترات من الجامعه لا تحوى صراصير انها من الحاجيات القانونيه0
-أيجب ان تظهري الرضى والسرور بشأن الامر؟
- اذا لم تجدي شقه نتدبر امرك هنا فسأجد سعاده في بقائك اذ نستطيع السهر طوال الليل في تبادل القيل والقال0
-سينجح هذا حتي موعد زواجك 000لكن فيما بعد ستتعثرين بي كلما قصدت هذا المنزل 0
-سيكون الأمر رغم ذلك مسليا يشبه ما كنا عليه في الايام الخوالي التي امضيناها في القسم الداخلي 0 اتذكرين عطلات الاسبوع التي كنا نجد انفسنا دون زائرين او متصلين هاتفيا حتي طالبنا شركه الهاتف بأرسال من يتأكد من عمل الهاتف؟
- وحين قال لنا انه سليم أصابنا الاكتئاب وجعلنا نرسل رسائل مزيفه الي بعضنا لندخل البهجه الي انفسنا 0000

أخرجت تشيلسي سروالا قديما من الجينز استعدادا لا رتداء ملابسها وقالت شارلوت خائبه الاملك
-كان هذا قبل ان تجدك مؤسسه الاخوه الاجتماعيه لاني بعده ذلك أصبحت سكرتيرتك0
ردت تشيلسي خصلات شعرها الذهبي الي الوراء وبدأت تسرحه حتي غدا حريريا عل ظهرها0
- اذا كنت انا من اكتسبت الشعبيه والشهره فلماذا اصبحت انت العروس
وانا وصيفه الشرف ؟
الرد سهل 0فلست ممن يثق بالرجال اقل ثقه0
توقفت تشيلسي عن التسريح:
هذا امر سخيف تشارلي لقد خرجت مع مئه شاب علي الاقل 0
هزت شارلوت راسها:
وما انيتعلق بك احدهم حتي يقولي له يعذوبه انك تودين صداقته فقط هذا نابع من خوفك من الهجران فوالدك هجرك طفله لذلك فقدت الثقه بالرجال جميعهم0
عادت تشيلسي الي تمشيط شعرها تسأل بعذوبه:
ومتي قررت ان تصبحي محلله نفسيه؟
لا تحتاج هذه النظريه الي تحليل حبيبتي00انها من بديهيات علم النفس0 لقد استمعت الي ذات المحاضرات التي كنت أستمع اليها لكنك لم تصغي اليها اقل اصغاء يوما0
وضعت الفرشاه من يدها 0
حسنا00لن يفيدني تحليل مساوئي في ايجاد شقه:
لدى العمه ساره غرفه نوم اخري 0
العيش معها غير وارد0
لكنها عمتك0
-لقد كانت مسروره جدا حين رحلت ولا احسبها تستضيفني مره اخري حتي وان رأتني أعيش في سله قمامه00انها لا تحب قطتي 000هذا اذا لم أذكر شيئا عن أصدقائى الشبان000انها تخشي ان اكون ماجنه 0
اختنقت الكلمه الأخيره حين شدت ياقه الكنزه فوق رأسها 000
ثم اردفت :
وانا لست مستعده للتخلي عن حياتي الجتماعيه ارضاء لها
حسنا 0 هي علي الاقل راضيه عن المهنه التي اخترتها000فمعلمات اللغه أرفع شأنا برأيها من الطبيبات000انها تظن انني أذهب للكليه للتسليه فقط0
وقلدت صوت العمه ساره00 فضحكت تشيلسي0
وكأن دخول كليه الطب امرا سهل0
لو كنا نستطيع تحمل النفقات لا نتقلنا الي منزل خاص بنا فورا0 لكننا ملزمان بالعمه ساره حتي أوان التخرج 0ويبدو لي الأمر في الوقت الحالي وكأنه ابدي0
قد يموت احدهم ويترك لك ولفنسنت نصف مليون جنيه0
وضعت تشيلسي سلسله ذهبيه حول عنقها ومدت يدها الي قرط مناسب00فقالت شارلوت بحسره:
لا أعرف أحدا يملك نصف هذا المبلغ 000ما يذهلني دائما انك ترتدين ملابسك بسرعه ومع ذلك تبدين أشبه بنجمه علي غلاف مجله نسائيه0سأذهب الي الجامعه بعد بضع ساعات 0
لكن عطله الميلاد ورأس السنه لم تنته بعد !
علي احدهم اطعام فئران المختبر000اتودين ان اقلك؟
سأتخذ الباص وسيله فلدي بضعه عناوين اريد التأكد منها
اولا0 علي بما ان اليوم هو الجمعه ان اجد شقه اليوم حتي انتقل اليها في نهايه الاسبوع0
-أتودين الذهاب الي السينما الليله؟فقد يصطحبنا فنسنت0
-أوه000لا استطيع هذا تشارلي
فسخرت منها بخبث
من اجل "الفارس المقاتل"؟
اسمه جوناثان وهو سيصطحبني الي حفله موسيقيه ستقام في قاعه الفنون في الجامعه0
اعلم 00فحتي للمقاتلين احيانا ذوق رفيع00لكن كوني حذره تشيس000 فأنت لا تعرفينه جيدا
وما المصاعب التي قد اتعرض لها في حفله موسيقيه؟ انا قادره علي الاعتناء بنفسي خير اعتناء0
بدت الريبه علي شارلوت لكنها قالت بهدؤ:
- اتمني لك حظا سعيدا اثناء بحثك عن شقه0
بعد تلك الظهيره وبعد ان ارهقتها لاءحه العناوين التي معها اعترفت بأن تشارلي علي حق في بالشك في حظها 0 بدا لها أن ليس هناك مكان واحد للأيجار ضمن اطار ماتستطيع السير فيه حول الجامعه0 شطبت اخر العناوين عن الائحه وتنهدت ثم رمت الورقه في سله المهملات 0
أعتمت السماء واضيئت مصابيح الشارع التي انعكست فوق الثلج المتراكم0 لقد ولي النهار ولم يحالفها الحظ 00نفضت ندف الثلج عن كتفيها ثم دخلت الي المطعم القريب من الجامعه طلبا للراحه0
هذا المطعم متخصص بصناعه الفطائر الجاهزه المعدّه للاخذ الي البيت 0 وهو يقدم بسبب موقعه في منطقه رئيسيه للتجمع الجامعي وجبات خفيفه متنوعه0
جلست تشيلسي الي طاوله صغيره قرب الواجهه الاماميه وتقدمت الساقيه المبتسمه طلبت كوبا من الشاي0
كان الثلج يتراكم منهمرا من سماء رماديه مكفهره ان تساقط الثلج ساعه اخري فسيتوقف السير تماما فحت الان لا اثر للثلج المتسخ القديم تحت غطاء الابيض الجديد0
حركت شرابها وهي تفكر في ان هذا اليوم رائع للمكوث في البيت ولمراقبه سقوط الثلج من مطبخ دافئ مشبع برائحه الخبز الطازج
00لكنه ليس بيوم رائع بدون مطبخ وخبز قد تدعي انه لها0
ماذا ستفعل ان لم تجد مكانا تسكن فيه؟التطفل علي شارلوت امر لا يعقل ان تفكر فيه عدا عن انها تريد مكان خاصا بها0
نظرت الي كوبها تفكر في امكانيه أيجاد غرفه لها للسكن في الجامعه فهي لم تلتحق بقسم داخلي منذ ايام الثانويه حين التقت بشارلوت0
والمنامه في الجامعه مرتفعه الثمن لكن قد يكون هذا خياره الوحيد المتبقي امامها 0
تبدين غارقه في أفكارك0
نظلرت من فوق حافه الكوب الي رجل طويل أسود الشعر يمسك غليونا بيده وساندويشا بأخري كان يقف قرب طاولتها ويشرع بالتنفيذ:
-هل لي ان اجلس ؟المكان مزدحم اليوم0
نظرت تشيلسي الي ما حولها فأذا المكان كما قال مزدحما علي غير عادته بعد الظهر0فعلي ما يبدو أن معظم الطلاب هربا من الثلج وسعيا الي التقاط بعض الأخبار عن الميلاد ورأس السنه0
هزت رأسها دون اكتراث فأن شخصا ذا اخلاق سيتناول سندويشه بصمت00لكنه لم يفعل :
-اأنت طالبه هنا ؟
لم تنظر اليه بل أجابت بأختصار قاطع:
-أجل0
ران عليها صمت مطبق فهنأت نفسها علي حزمها لكنه تابع بعد قليل:
-أنها عاصفه ثلجيه مذهله

arianda
22-03-2007, 20:56
أشاحت تشيلسي نظرها عن النافذه التي كانت تنظر من خلالها السي الشارع ومنه الي المبني الابيض الكبير0
مذهله ؟كيف لعاصفه ثلجيه أن تكون مذهله؟
لابد أن تكون كذلك000لأنك تمعنين النظر فيها0
نظرت اليه بحده وحذر وطبقت عليه تقطيبه تعلمتها منذ سنوات وهي عباره عن تحديق طويل وبارد يدفع أكثر الرجال تهورا في نصف دقيقه الي التضعضع والتراجع ولكن هذه الطريقه لم تجد نفعا مع هذا الرجل 0تفرست فيه فتره تبينت خلالها أن له وجها مثيرا للأهتمام وانفا يبدو وكأنه مكسور علي الأقل مره واحده0وكتفين عريضين عرض كتفي مصارع وشعرا بنيا قاتما مقصوصا بدقه ليصبح اجعد0 انه اكبر سنا من ان يكون طالبا عاديا00ربما هو خريج من خريجي الجامعه0
تابع تناول سندويشه ببساطه دون أي اهتمام 00ثم جعد الورقه وتناول غليونه 0حين اعدت تشيلسي اهتمامها الي النافذه قال لها:
-هل استنج أن ما شاهدته مني اعجبك؟
أرادت ان تسأله ما اذا كان مغرورا كما يبدو لها لكن اهتمامها انجذب ثانيه الي المبني الأبيض في الشارع 00فالنافذه الكبيره المضاءه التي كانت تنظر اليها حملت فجأه لوحه تقول "شقه للأيجار"
ركضت تشيلسي الي الباب فلم تكن اللوحه هناك منذ دقيقتين وهذا حظ لا يحدث الا مره واحده في العمر 000لذا لن تقف مكتوفه الايدي تتساءل
ماذا عليها ان تفعل 00
اجتازت سيارات مصطفه في اربعه صفوف خلف بعضها بعضا متجاهله صيحه سمعتها من باب المطعم ولم تقف الا أمام باب المبني مقطوعه النفس ثم اسندت نفسها الي قائمه الباب000
يالحظها ! هذا المبني هو احد المساكن الاصليه التي بنيت في الشارع حين كانت المدينه جديده وقد هدمت كل المساكن الشبيهه به بعد أن ضمت الأرض الي الحرم الجامعي 0 أما هذا وان اتلف قليلا فهو يشبه تلك الشقق التي تحيط بالجامعه والتي لا تعدو أن تكون علبا صغيره
وجاءها صوت لم تكن تتوقعه الي جانبها:
-يجب ان تكوني حذره!
التفت مجفله الي الرجل الاسود الشعر الذي كان يرتقي الدرج المنخفض أما الشرفه الأماميه المسقوفه والذي دنا منها حتي وقف الي جانبها واخرج الغليون من جيبه ثم قال لها :
-لدي السائقين في عتمه كهذه وثلج كهذا مشاغل أهم من الانتباه الي الماره المتهورين 000علي فكره انا مدين لك بأعتذار0
فصاحت به وقد تخلي عنها صبرها كله :
-بكل تأكيد000وان لم تتوقف عن اللحاق بي فستكون مدينا لي بأكثر من الاعتذار0
رفع حاجبيه ثم اشعل عود ثقاب وقربه من الغليون 0
-لم يكن لي في ما مضى تأثير في النساء لجعلهن يهربن من المطعم دون ان يدفعن الحساب0
فغرت تشيلسي فاها وتمتمت :
-لم أدفع؟
نقلت نظرها بحيره من المطعم الي المبني فأذا عادت لتدفع الفاتوره قد تفقد الشقه وان لم تفعل 0
-اعتبرت ما جرى اطراء لي 0 في الوقع 0
-أنت مغرو ر لا يطاق00
وخذلتها الكلمات 000فالتمعت عيناه السوداوان 0:
يجب ان تكوني لطيفه معي في الواقع فقد دفعت عنك ثمن الشراب 0
احست بالضغينه فقالت وهي تعبث بجيبها
-شكرا لك 0سأعيد لك المبلغ بالطبع 0
لكنه أشار بيده غير مكترث ثم راح0 يقرأ الافته 0
-شقه للأيجار هه؟اللقاء بك يجلب الحظ000كنت افتش عن شقه0
-حسنا تابع بحثك فهذه لي 0
-لم تصبح بعد لك 0
انفتح الباب محدثا صريرا وقبل ان تقول تشيلسي أي شئ اعلن الرجل جئنا بخصوص الشقه0
قال الرجل الكهل مبتسما:
-ما أسرع مجيئكما 00الأعلان ظهر في صحيفه المساء اليوم000
ايمكن ان تدخل 000سيد00
-افرت 0كايد أفرت0
تطلع المالك الي تشيلسي مترقبا00
-السيده أفرت؟
-لا000انا تشيلسي ستانتون
قال المالك :
-اليس الطقس مهولا ؟ ادخلا من فضلكما ثمه مدخل منفصل يقود الي الشقه لكنني اكره الخروج في البرد لذا ساصطحبكما اليها عبر منزلي 0انها شقه لطيفه جدا فيها فوق غرفتا نوم وحمام وتحت غرفه جلوس ومطبخ0
أخذ كايد افرت يتامل الجدران الخشبيه المحفوره والردهه الطويله ذات السقف المرتفع :
-أنها غير عاديه 0
فاجاب الرجل :
-أجل 00لست ادري لماذا ينقسم المنزل أفقيا لكنها شقه جميله كان قد قسمها مالكوها القدامي علي هذا النحو لان ام الزوجه أتت لتشاطر الزوجين السكن0
فابتسم كايد:
-هذا يفسر كل شئ00
لا بد انه ومالك المنزل يتشاركان الافكار نفسها فالشقه جميله فعلا 0غرفتا نوم واسعتان والحمام قديم الطراز أعيد تجديده والمطبخ كأنه اعد لها 0بعم هو غير مفروش بشكل كامل لكن مافيه يكفي ويزيد0وهو الي ذلك كبير لذا لا بد ان يكون الأيجار مرتفعا 0لكنها عادت ووبخت نفسها لأن عليها التمسك بها مهما كان الثمن 000فهي ليست في وضع يسمح لها بالأختيار0
فجاه أدركت أنها لم تعد تسمع صوت الرجلين 00فأقفلت باب الخزانه وركضت الي غرفه الجلوس 00اذ تكن من يدعو نفسه افرت من استئجار الشقه فلا يجب ان تلوم الا نفسها 0

كان المالك يقول:
_سأترككما لتتابحثا الأمر ,قاصدا شقتي,فأظنني أسمع رنين الهاتف .
حالما اقفل الباب وراءه قالت تشيلسي:
سأستأجر الشقه ياسيد...مهما كان اسمك.
_اسمي إفرت وأهلا بك آنسه ستانتون,لأنني انوي استئجارها أيضا.
_ولكنني أمضيت نهاري كله في البحث عن شقه ويجب أن استأجر واحده قبل يوم الأثنين موعد بدء الدروس.
_حسنا,أما أنا فأمضيت أسبوعا في البحث ويجب أن أستأجر مكانا اعيش فيه قبل الأثنين..أقلت أنك طالبه?
_أجل ..لكن ماالفرق?
_لديك أذن أصدقاء كثيرون في الحرم الجامعي أما أنا فجديد هنا ولا أعرف أحدآ,أعتقد أنه لديك عشرات الأماكن للسكن.
_وأين تسكن الآن? إذاكنت هنا منذ أسبوع?
_في فندق...سأبقي هنا فصلا دراسيا واحدا,لكن الأقامه في فندق تكلفني أكثر مما أتقاضاه في أشهر,لهذا يحب أن استأجر شقه.
_وماذا حدث(للشهامه)?
_ولت مع حقوق المساواه بين الجنسين.
_أظن أن غليونك هذا يجعلك تحس بالجاذبيه والعظمه.
فابتسم ساخرا:
_بل بالجديه والتفكير..هل علمت أن الرجل طلب مئتين وخمسين جنيها في الشهر.
_مئتين و...هذا أعلي مماكنت أعتقد,لكنني سأتدبر أمري.
وتطلعت اليه بشراسه.
_الأيجار مرتفع قليلا,لكن الشقه واسعه...لماذا تحتاجين الي هذه السعه كلها? ألديك صديق يريد أن يشاطرك أياها?
_بالطبع...
_مهما يكن فلن تحتاجي الي غرفتي نوم.
دق مالك البيت الباب وقال :
_لا أرغب في استعجالكما..لكن هناك أمرأه علي الهاتف تريد رؤيه الشقه .وأنا لاأريد أن تأتي الي المدينه في طقس كهذا إذا كانت ستجد الشقه مؤجره حين وصولها.فماذا أقول لها?
قال كايد إفرت دون تردد ودون ان ينظر الي تشيلسي:
سنستأجرها.

arianda
22-03-2007, 20:58
فابتسم المالك وتراجع,لكن تشيلسي شهقت:
_ماذا تعني...سنستأجرها?
_اسمعي يا ماأسمك الغريب?تشيلي?
_تشيلسي.
_قد نقف هنا الي منتصف الليل في تجادل وتشاجر بصدد الشقه التي قد يؤجرها في هذه الأثناء الي شخص ,فما دام لدينا علي الأقل شقه نتجادل من أجلها فاجلسي.
تجاهلت اقتراحه.
_وماذا تقترح أن نفعل بشأن هذا المأزق?
_لا أري شيئا..لانني أنوي الأنتقال الي هنا غدا
وضعت تشيلسي يديها علي خصرها:
_حسنا وأنا كذلك.
أخذ يدخن غليونه بسرعه دقائق.
_ألن يغير رأيك شئ?
_لاشئ.
_إذن...فلنوقع عقد الأيجار .
_أتقصد أن نسكن هنا معا?
_ولماذا لا?المكان فسيح ,وتقسيمه يفيدنا.
_لن تصدق العمه ساره هذا ابدا.
_وهل تظنين أن الأمر سيكون صعبا,فأنا مضطر لشرح الأمر الي زوجتي وأولادي الثلاثه.
كادت تشيلسي تصيح:
_ماذا?
هز رأسه بحزن:
_وتعلمين كيف هو الأمر.لايمكنني نقل الأولاد في منتصف العام الدراسي وحين وجدت نفسي فجأه دون عمل قبلت الوظيفه التي عرضت علي.
_لابد انك مجنون لاقتراحك أمرا كهذا!
_ربما أنت علي حق..أيمكن أن تزوديني بشهاده حسن سلوك أعرضها علي زوجتي ?تفهمين هذا.
لابد أنني فقدت عقلي,هذا هو التفسير الوحيد لما حدث . لقد وقعت علي عقد شقه يشاطرني السكن فيها رجل لم أشاهده في حياتي وذلك لمده سته أشهر.
كانت تحدث نفسها وهي في الحفله الموسيقيه التي تستحوذ عاده علي كامل انتباهها.بدا لها ألوضع أسوأ حين فكرت في الأمر مليا قد يكون هذا ألرجل مغتصبا أن أو هاربا أو مجرما غير معروف ومع ذلك ستنتقل لتسكن معه صباح الغد.
أعادت اهتمامها ألي الموسيقي قبل أن يحني جون رأسه نحوها ليقول:
_أنها جيده...أليس كذلك?
هزت رأسها محاوله التركيز. لكنها وجدت أن أهتمامها عاد الي الأنجراف بعد لحظات فقط ...ولم تعد تستطيع التركيز علي الموسيقي ,فتحولت لتتفحص الجمهور.
بعد لحظات قال جون:
_انظري يسارا الي مقاعد المقصورات تشيلسي.
_أيه واحده جون?لاأدري...
_إلي الثالثه في المقدمه. الرجل الفضي الشعر...إنه باتريك تشامبرلن رئيس بلديه المدينه ونائب في البرلمان.لقد تبوأ هذا المنصب مرات عديده حتي ماعاد له منافسا.
لكن تشيلسي لم تكن تصغي اليه..بل كانت تحدق في الرجل الآخر القاعد في المقصوره نفسها.
_وذلك كايد أفرت الذي أتوق الي لقائه.
ألتفت أحد الحاضرين الي جون ونظر اليه شذرا فأخلد للصمت.
إن كايف إفرت هذا رجل شهير ومتواضع ... ويبدو أن الأغتصاب والجريمه بعيدين عنه.أعادت النظر الي المقصوره.إنه الليله بكل تأكيد يبدو رجلا مهما. نعم هو ليس وسيما لكنه جذاب دون شك,وقد زاد وجود تلك المرأه الي جانبه هذا الأنطباع,فهي أجمل أمرأه شاهدتها تشيلسي قط. أنها دون ريب زوجته لذا لاعجب من اصراره علي الحصول علي شهاده حسن سلوك.
حين حلت فتره الاستراحه ,قفز جون من مقعده قائلا:
_أريد التعرف الي هذين الرجلين..أترافقينني?
لم تكن ترغب في مواجهه كايد إفرت في الباحه, لكنها كذلك لم ترغب في شرح السبب لجون,كما أنها تريد أن تتحرى معلومات عنه...فسألت:
_يبدو لي اسم إفرت مألوفا..لماذا?
_كان نائبا في البرلمان كذلك فتره نيابيه واحده, لعلك لم تتعرفي أليه لأنه من الجنوب.هل تقرأين الصحف من وقب لأخر?
_إن كنت أدرس الأدب واللغات فلا يعني أنني لا أقرأ سوى كتب الأدب والشعر ياجون.
فابتسم:
_من العجب إذن ألا تعرفينه.لقد هزم في الأنتخابات الأخيره وذلك أثر انهيار حزبه ولقد ترك البرلمان مطلع هذه السنه لكنه سيعود.
_وماذا يفعل في الجامعه إذن?
_أنه أحد السياسين القلائل الذين لم يبدأوا حياتهم بالمحاماه...فهو أستاذ في العلوم السياسيه. لذلك بأنتظار أن يعود نجمه الي البروز ثانيه سيمارس التعليم. ولقد دونت اسمي لحضور محاضراته.
_تبدو واثقا من عودته الي السياسه.
_هل سمعت عن عائله كيندي في اميركا?
_بالروح فقط.فوالده يملك تصميم جو كيندي ذاته في وضع ابنائه في البيت الأبيض.
_وستكون السيده إفرت السيده الأولي الرائعه.
_ماذا? أوه. اتشيرين الي السيده التي ترافقه? إنها ليست زوجته.
كان جون قد اقتادها مجتازا صفين من المشاهدين المتجمعين أمام الباب استعدادا للخروج إلي الردهه واستطاعت أن تسمع المرأه تقول لكايد:
_فلنرجع الي المقصوره كايد.
_بعد دقيقه نورما.
أما جون فشق طريقه نحوه قائلا:
_دكتور إفرت!أنا جون هارفس وسأكون في صف المتخرجين لديك. مارأيك بهذا...
عند هذا الحد فقدت تشيلسي القدره علي فهم سؤاله ,لكن كايد إفرت كان صبورا عليه وكأن لا أحد حوله غير جون.. وما أدهشها أكثر درجه الاهتمام الذي كان يوليه إياه وهذا علي كل الأحوال أهم صفات السياسي الناجح.
أمسكت المرأه المرافقه له كم سترته وهزت ذراعه:
_كايد!
لاحظت تشيلسي بوضوح نظرة الأحباط في عينيه وهو يلتفت:
_نورما...
ثم شاهد تشيلسي فلمعت عيناه ببريق نافذ عندئذ مدت يدها نحوه وألقت عليه تحيتها ببرود:
_دكتور إفرت.
لكنها دهشت مما فعل فقد رفع يدها الي شفتيه بأناقه متمتما مقبلا ظهر يدها:
_آنسه ستانتون!
ثم قلب يدها حتي تسير شفتيه علي راحتها الحساسه..
فانتزعتها منه.أما المرأه السوداء الشعر فقالت ثانيه إنما بغضب:
_كايد!
_أنا قادم نورما عذرا جون.عذرا آنسه سترانتون.أراكما في الغد.
وتحرك بها بين الجموع.
نظر جون بعجب إلي تشيلسي:
_حسنا! ألست فتاة غامضه بعض الشئ?ظننتك لا تعرفين كايد إفرت.
_لا أعرفه ياجون...التقيت به اليوم فقط..هذا كل مافي الأمر.
تمتم متسائلا:
_نورما الصغيره هذه مرافقه سيئه وأمرأه لا تحتمل مصافحه مئه يد في ردهه مسرح لاتفيده كثيرا في حياته السياسيه.
_أنا واثقه أنها تجذبه بطريقه أخرى.
نظر اليها جون بفضول:
_ليس أقلها أنها ابنه باتريك تشامبرلين.من الغريب أنها لا تحب المصافحه.
_ربما لاتجد في الأمر جدوي مادام هو الآن خارج البرلمان.
_يالبراءتك! السياسي يبقي سياسيا في كل الظروف.
عادا إلي مكانيهما قبل أن يعلن استئناف الحفله.
وحدث أنهما لم يتطرقا الي هذا الموضوع أثناء عرض النصف الثاني من الحفله. لكن تشيلسي فكرت فيه مليا طوال السهره وذلك كلما رفعت رأسها الي المقصوره ورأت كايد إفرت في مقعده.
عضت ظفرها المطلي باللون الأحمر متسائله عما قد يحدث حين تنتقل الي منزلهما المشترك

arianda
22-03-2007, 21:00
زوجه وثلاثه توائم


حين توقفت سياره النقل الصغيره القديمه في الشارع الخلفي الذي تقع فيه شقه تشيلسي الجديده,أطلق السائق الشاب صفيرا طويلا خفيض الصوت. وقال الرجل الآخر الجالس قربه بأنفاس مقطوعه:
_انظر إلي هذه السياره الرائعه!
استدارت تشيلسي في مقعدها المضطرب بين الصناديق المكدسه في مؤخره سياره النقل,لتنظر.كانت سياره جديده منخفضه,من النوع الرياضي الأحمر اللون,المكشوف السقف المشير الي أن فيها كل مواصفات السياره اللائقه بالأثرياء...
ووجودها يعني وجود كايد إفرت في المنزل.
اللعنه...الساعه لما تتجاوز العاشره. كانت تأمل أن تنقل أغراضها قبل وصوله لكنها الآن ستضطر لتعريف "باد"و"سام" إلي كايد إفرت!
ودت لو رافقها شقيقها فنسنت الذي يعرف من سيشاطرها مسكنها.كان فنسنت وشارلوت قد ناقشاها ساعات طويله ليله أمس حتي استسلما أخيرا حين فاجأتهما بأنها وقعت العقد وستضطر لدفع الإيجار,سكنت فيه أم لم تسكن. عندها رمت شارلوت ذراعيها في الهواء بائسه:
_إذا فشل الأمر يا تشيس اعلمي ان هذا المنزل تحت تصرفك.
التفت الي الشابين قائله:
_باد..سام. ربما يجب أن أحذركما..
قاطعها باد وهو يوقف السياره علي مسافه غير بعيده عن الباب:
_ماذا?هل أنت علي موعد مع صاحب هذه السياره?هذه ليست أخبارا جديده.
_ليس هذا بالضبط,لكنني سأعيش معه.
ضغط باد بسرعه علي المكابح وحدق إليها في المرآة...
بينما استار سام اليها وقالا معا تقريبا:
_ماذا?
_وهذا أيضا ليس بالخبر الدقيق...أنا اشاركه الشقه فقط.
نظر الشابان إلي بعضهما بعضا,ثم قال باد:
_أهذه تشيلسي نفسها التي كانت لاتسمح لي بقبله حين أقول لها "تصبحين علي خير" ?
رد سام:
_لاتنظر إلي,فقد طلبت مني كذلك أن أكون فقط صديقا!
_وهذا ما أنتما عليه ياشباب...أنتما صديقان طيبان,وإلالما طلبت منكما مساعدتي في نقل أغراضي.
انحنى سام انحناءة تامه:
شكرا لك...وبما أننا صديقان,فلندخل للتعرف إلي هذا الشاب حتي نرى ماهو العيب فينا.
_لاعيب فيكما! قلت إنني لن أعيش معه...
_لكنك قلت هذا منذ برهه!
_نحن سنتقاسم الإيجار,وهذا أمر مختلف عما تفكران فيه..ألايمكن أن يدخل قولي هذا الي رأسيكما الغليظين?
رد باد واعدا,وهو يخرج من السياره:
_سأحاول...ماذا سندخل أولا?
_النباتات...ضعا اللبلاب المعترش في زاويه غرفه الجلوس...و"الفوجير"فوق رف مغسله المطبخ.
_لايمكنني التفريق بينهما.
_إذن التي علي اليمين ألي غرفه الجلوس والتي علي اليسار إلي المطبخ. أفهمت?
_فهمت. أنها شقه جميله تشيلسي...أتريدين أن نضع كل النباتات الأخري في غرفه الجلوس?
سأل صوت مهذب أتاهم من منتصف الدرج:
_وكم نبته هناك?
_أوه...صباح الخير سيد إفرت.
_صباح الخير تشيلسي.صباح الخير سيدي.
_باد,سام هذا السيد إفرت.
وتطوع باد بالتشدق:
_نحن صديقاها السابقان...فإن لم تعاملها بالحسنى نلاحقك.
وكادت تشيلسي ترميه بشئ في يدها..أما كايد ففتح خزانه المطبخ ليتناول منها ابريق القهوة وهو يعلق ساخرا:
_هل لديكم ناد خاص?
فتمتمت تشيلسي بغضب:
_سأذهب لأتم نقل أغراضي الخاصه.فإذا رغبتم في الوقوف هكذا لتبادل الحديث فافعلوا ماتريدون.
كان باد وسام مايزالان مستمرين بنقل النباتات ليضعاها قرب النافذه في غرفه الجلوس حين علق كايد:
_لم أكن أدري أنني سأعيش في غابه استوائيه...
وضعت تشيلسي حماله القطه السياميه في منتصف الغرفه وفتحتها وهي تجيب:
_لم يطلب أحد منك هذا...
والتفتت الي القطه:
_ها قد وصلنا ياطفلتي .اعلمي انه لن يجعلك أحد تذهبين إلي أي مكان حتي سته أشهر.
رفع كايد حاجبيه:
لكننا لم نتكلم عن غابه استوائيه مسكونه ولا عن قطه...
ماذا يحدث يا عزيزتي لو كنت مصابا بحساسيه من فراء القطط?
أطلقت بوسي مواء يثير الإشفاق وقفزت إلي ذراعي تشيلسي التي أجابت:
_هذا يعني ياعزيزي أنك ستعطس كثيرا في الأشهر السته القادمه...فأنا أعرف بوسي قبل أن أعرفك.وأذا طلب مني الأختيار بينكما...
_فهمت..فهمت...إنه لمن حسن حظي أنني لا أملك حساسيه من القطط.
وضعت تشيلسي القطه علي كتفيها ودخلت المطبخ ففتحت الصناديق وأفرغتها.أما القطه فقفزت لتختبئ تحت كرسي متأمله بيتها الجديد بعينين زرقاوين لاترمشان.
_ماذا قلت اسمها?
_بوسي...
_عيناها زرقاوان..لاتضعي طعامها المعلب حيث يمكن أن أخطئ فأظنه طعامي.فأنا لا أنتبه كثيرا حين أستيقظ في الصباح.
_سأتخذ لي جهه كامله من الرفوف وأترك لك الأخري لئلا تختلط أشياؤنا كما سنقسم البراد الي نصفين كذلك.
_لقد وضعت بعض الأغراض في الباب..فافعلي ماشئت.
_الأفضل أن نفصل أغراضنا عن بعضها بعضا.هل اشتريت المارغرين?لماذا بحق الله?
_أجل...وهل عقوبه هذا الأعدام?
_أنا لا استخدم المارغرين ولا حليب القهوه الخاص,أو أي شئ من هذه المواد الكيماويه التي ستعطل عمل الأبقار.
_الزبده غاليه الثمن.
صفقت باب البراد:
_وكذلك السيارات الرياضيه,مع ذلك لا أراك تقود سياره من النوع الاقتصادي.
_نقطتان رابحتان لك!
نزل باد وسام الدرج ثم قال سام:
_هذا كل شئ تشيس, غرفه نومك مليئه بالصناديق.
_شكرا ياشباب. أشكر لكما هذه المساعده.
_يسرنا أن نعرف أننا مازلنا ننفع لشئ ما حتي وإن كنت ستعيشين مع رجل آخر.
نظرت تشيلسي بسرعه الي كايد الذي أسند رأسه الي ظهر مقعده وبرقت عيناه بخبث...
_أتودين الذهاب الي مباراه التنس الليله ? (سألها باد).
_طبعا...ساتمتع برؤيه مباراه جيده.
_سأصحبك في السابعه إذن...
وسارت معهما حتي السياره مودعه ...فقال لها سام:
_رغم كل شئ هو يعجبني.أعني كايد هذا فهو لم ينزعج حين هدده باد...وهذه علامه جيده.
حين عادت الي الداخل وجدت كايد في المطبخ وأمامه فنجان قهوه طازج وقطعه حلوي...
_لم أعرف امرأه لديها هذه الأشياء كلها. كيف وضعتها في سياره واحده?
_باد وسام ينتقلان كثيرا من سكن إلي آخر, حتي أصبحا خبيرين.
_عجبت من عدم اصطحابك ذاك الشاب الذي كان معك ليله أمس . ماذا كان اسمه?
_أنا علي يقين من أنك تذكر اسمه?
_تري أما زلت غير مستعده لتعريفه إلي"الشله"?ألديهم اجتماعات منتظمه,ومسؤولين منتخبين..لا أحسب شلتك مؤلفه من أثنين فقط.
_إنهم جميعا أصدقاء.
_باد وسام هما الفرقه المسؤوله عن تنقلاتك إذن.من حسن حظي أنني كنت في المنزل,والا لامتلأت غرفتي بما في هذه من اشياء..تناولي قطعه حلوى...هذا إذا كنت تأكلين مثلها...هل هي حلوى غير نقيه?
فابتسمت علي مضض:
_لا بأس بها من حين إلي آخر...فأنا أطهو منها لنفسي أحيانا.
_تطهينها بنفسك?..عظيم أنت مدينه لي بواحد إذن . كان يجب أن أسأل إذا كنت "نباتيه" كذلك?
_لا.فأنا أحب اللحم.
انتقت قطعه حلوى وأخذت تفتش عبثا عن كوبها.فسارع كايد ليقدم إليها كوبا من أكوابه قائلا:

arianda
22-03-2007, 21:05
_استخدمي تلفازي متي شئت إلا حين تعرض مباريات كره القدم.
ابتسمت علي مضض.
_شكرا لك..أظن أنني كنت شريره معك قليلا.
_أجل..قليلا.
أحست بالغباء فقالت:
_استخدم الستيريو الذي أملكه.
رد برزانه:
_شكرا...سأعامله بحذر كامل..أنت لست معتاده علي أن يشاطرك الشقه أحد..أليس كذلك?
_ليس لفتره طويله.
_سأحاول تذكر هذا..أكنت غائبه عن الجامعه?
_أنهيت دوره التدريب التعليميه في الفصل الأخير,وكان علي أن أنتقل بعيدا حتي أجد مدرسه ثانويه بحاجه الي معلمه جديده.
_تعلمين الأدب الأنجليزي?
_أجل...وكيف عرفت?
هز كتفيه:
_هذا واضح من صناديق الكتب في غرفه الجلوس.فقد يضطر العديد من الطلاب إلي قراءه كتب الأدب لكن نادرا ما يحتفظ بها أحد بعد انتهاء العام الدراسي.
_أظنك علي حق...فالقليل من تلاميذي يشعرون بما أشعر تجاه الأدب الكلاسيكي.
_إنها مشكله يواجهها جميع الأساتذه,فلا أحد يهتم بالماده قدر اهتمامنا نحن بها.
_ثم هناك مشكله النقص في الوظائف.
_أتحاولين إيجاد وظيفه?
_تخرجت في شهر أيار...وها أنا بدأت أكتشف أنني أسأت اختيار الماده,وبما إنني لم أجهد نفسي في الدرس في السنتين الأخيرتين فقد كثر الذين يملكون مؤهلات خيرا من مؤهلاتي.
ملأت كوبها بالقهوة ثم سألته.
_وماذا عنك?أسعيد بعودتك إلي التدريس?
تناول قطعه حلوى أخري:
يبدو إنك قد حظيت ببعض المعلومات عني بالأمس.
_لم يكن هذا صعبا..كان جون أكثر من راغب في سردها علي.إنه في لهفه عارمه حتي يكون طالبك.
_كان التدريس حبي الأول..لكنني أحببت كذلك أن أكون نائبا...وتحطم قلبي حين خسرت الانتخابات الماضيه.
_وهل ستعود إليها?
_طبعا...فأنا الآن أحاول إشغال نفسي ,حتي أقرر خطوتي التاليه.
تبدو متأكدا.وماذا عن التعليم.?
_لست متأكدا , بل لدي ثقه بنفسي.أما التعليم فمتوفر لي دائما.أميل في الوقت الحالي حتي أكون رجل دوله.
_الاسم العادي لهذا هو السياسه...لماذا لا تترشح لمنصب محافظ المقاطعه?المنصب شاغرا منذ اصيب المحافظ الحالي بنوبه قلبيه في أحد اجتماعات المجلس.
_لا.شكرا لك فهذا منصب لايسحرني. لكنني أحاول اتخاذ قرار بمن سأدعم لهذا المنصب. فستكون هذه الانتخابات اختبارا حقيقيا للقوى السياسيه في المقاطعه والرابح سيصبح حليفا قويا لي بعد سنتين أي حين أخوض الانتخابات النيابيه من جديد.
_أنت جاد في هذا إذن..?هل تخطط لحملتك المقبله?
أدهشه سؤالها:
طبعا..لكنني لم أقرر رسميا ما سأفعل. ولهذا لم أوقع عقدا دائما مع الجامعه.
_لكنك تعرف أنك ستخوض الانتخابات?
_بكل تأكيد ...هل أنت مراسله لصحيفه الجامعه في أوقات فراغك?
ردت ساخره:
_ليس لدي مثل هذا الحظ...إذا كنت ستسرب بعض القصص, فسأرى إذا كنت قادره علي ايصالها إلي بعض معارفي.ترى ماذا ستكون عليه مشاعر زوجتك?
_زوجتي?..أوه.زوجتي!إنها لاتهتم بما أفعل مادمت سعيدا.
_يبدو إن هذا يناسبك.كم من العمر يبلغ أولادك?
_أثنتي عشر عاما.
_جميعهم في الثانيه عشره?
_أجل...إنهم ثلاثه توائم.أولم أخبرك?
_تعرف إنك لم تقل شيئا. أهم بنات اوصبيه?
_صبيان وبنت. والأمر مثير للعجب ,فالصبيان متطابقان شكلا أما الفتاة فهي تؤام ل...
رمت تشيلسي ماتبقي من قهوتها في المغسله وقالت مقاطعه:
_لن أصغي لحظه أخري سأصعد لأفراغ الصناديق.
حين عادت ذلك المساء من مشاهده مباراه التنس مع باد وجدت كايد متمددأعلي مقعده نصف نائم,وصوت الموسيقى ينبعث من الستيريو0كان ملف ملاحظات المحاضرات مبعثرا علي الأرض , وعلي ركبتيه تجلس بوسي التي راحت حين رأت تشيلسي تموء وتتمطى0
فتح كايد عينيه ثم انتفض ألما حين غرزت القطه مخالبها في ساقه0
لكنه تجاهل ما أصابه وسألها:

- أكانت مباراه جيده؟
- كسب الفريق المحلي000أكنت تنتظرني؟
- بالطبع لا0 كنت أراجع المحاضرات فغفوت 0أترين ماذا ينتظر طلابي؟
- أذا كان الجميع متشوقين ألي محاضراتك تشوق جون فلن يلاحظوا شيئا من الملل0


وانحنت تلتقط الملف عن الأرض0
- قد تكفيني أن كنت محظوظا هذه المحاضرات اسبوعين0لكن علي ان أعيد تنظيم محاضراتي جميعها0
- ولماذا تزعج نفسك اذا كنت لن تدرس سوى فصل دراسي واحد؟
- وهل هذا تصرف نبيل يصدر عن استاذه المستقبل؟
هزت كتفيها صامته ثم سألت :
-هل تلقيت اتصال هاتفيا؟
- فليكن في قلبك رحمه000لقد ركب الهاتف بعد ظهر اليوم0أنسيت الضجه التي افتعلتها في نهايه الأسبوع بسبب تركيبه؟
-نعم نسيت 000الهاتف بالنسبه الي هو صله الوصل بالحياة0
- حسنا لم يرن جرسه لو مره 0 لعل الجميع يعرف انهم لن يجدوك مساء السبت00هل أنت محبوبه من الفتيات كما انت محبوبه من الفتيان؟
- لدى الكثير من الأصدقاء من كلا الجنسين 0 وانا مشهوره بحفلاتي المرتجله0
- تبدو هذه فكره رائعه 0 تفيدني مقابله بعض الناس0
لست سكرتيره اجتماعيه يا كايد00ولا أدري ما نوع الموظفين الذين كانوا لديك في لندن000

- لم يكونوا من النوع الأرتجالي 0
- دعك ن مناوراتي 0 أما الهاتف فمن الأفضل ألا ترد عليه فلو علمت العمه ساره أنني أعيش مع رجل ,لسعت الي هذا المنزل وبيدها قنبله0
- ومن سيرد علي الهاتف أذن؟ أذا اتصلت أوليفيا ورددت أنت000
- أوليفيا؟ أهذا أسم زوجتك؟ أما قلت أنك ستشرح لها الأمر,وأنها لا تهتم بما تفعل ,مادمت سعيدا0
- هناك حدود لهذا التصرف0
- آه0أنها ليست سيده حرة كما تبدو ,فالمرأه التي تنجب ثلاثه أطفال دفعه واحده000
- أيزعجك مثل هذا؟
- لا يزعجني الأطفال 000فهم سيؤمنون لي استمرار وظيفتي بعد عشرين سنه0 لكن يبدو لي ان زوجتك نفسها طفله , وأنك كنت تستعجلها0
- اؤكد لك ,لم نرد أنجاب ثلاثه توائم0
- بل اظنك اخترعتهم 0
- هذه طريقه فريده في وصف الأمر0 لكن أذا كانت اللغه العاديه صعبه عليك فماذا أفعل؟ متي تقيمين عاده حفلاتك؟
- مرة شهريا0 هذا كان في الماضى0
- عظيم 0 فهذا سيناسب عادتي في البيت المفتوح0
- ماذا؟
- أنه تطبيق عملي أقوم به منذ زمن بعيد000أدعو طلابي الي جلسه نقاش مرة شهريا0
- شهريا؟
- طبعا ,فأنا أرغب في معرفتهم عن كثب خارج القاعه0
فتنهدت تشيلسي :
-أظنني سأستغني عن الحفلات هذا الفصل0
-أتحاولين اخفائي عن أصدقائك؟
- من المستحيل اخفاء شئ اطلع عليه باد وسام0
-لكنك ترغبين في المحاوله ,أليس كذلك تشيلسي؟
وضعت يديها علي جنبيها وقالت متحديه :
-اعطني سببا وحيدا يجعلني أدور بين اصدقائي أعرفهم أليك0
اسمع000من الصعب علي معلمه لغه القواعد
ان تحصل علي موعد مع شاب , فمعظم الشباب لا يدعونني الي الخروج لانهم يعتقدون أنني سأقوم بتصحيح نطقهم اللغوي حينما يسمعونني شعرهم المداهن0
- لا يبدو انك تلاقين صعوبه مع الرجال0
- ستزداد الأعاقه بوجودك الآن , وقد يمر الفصل كله دون أن أخرج مع احد0
- اعتبري الأمر تحديا0 لماذا لم تدعى باد للدخول ؟أنه يعجبني0
- باد صديقي انا, وليس صديقك0
- ألا يسمح له بأكثر من صديق واحد0
حدقت فيه يائسه:
-لن أجادلك , فمجادله سياسي أمر غير مجد0
-اهنئك , لقد تعلمت ذلك في اقل من يوم 000بينما استغرق أودري هذا حوالي سته أيام0
- لكنك حين تزوجتها لم تكن سياسيا000انتظر لحظه! قلت ان اسمها أوليفيا0000!
- اجل000أوليفيا أودري أفرت 0واصدقاؤها ينادونها أ0أ "أي أي"0
- لعلها لا تلثغ كا الأطفال0
- لست أدري00سأسألها0
- بدأت اعتقد أن لا وجود للتوائم , كما لا وجود لأي أي 0000مهما كان أسمها ولا لأفرت كذلك0
لا تقولي هذا أمام التوائم فسيغضبون 0
-سأهتم بهذا حين القاهم0 فهل سيزورونك؟
ليس في الوقت الحالي فدروسهم شاقه, وه
- وهل ستزورهم؟
- أوه0 لا 0 ليس قبل عطله الربيع 0
-كيف تغيب عنهم هذه المده كلها؟
- عزيزتي لا تطلقي أحكامك جزافا فأنا في غايه الشوق اليهم0
وقف ليتمطى قليلا ثم قال:
-سأذهب للنوم000 لا تجعليني أزعجك في الصباح000فأنا أركض خمسه أميال قبل الفطور يوميا0
- لا مانع عندي البته , ما دمت لا تركض في الشقه0
بذلت بعد بضع دقائق جهدها لتتسلل بصمت الي غرفتها التي كانت القطه تجلس فيها علي رف النافذه وقالت لها:
- سيكون أمامنا فصل بارد طويل0000لقد أعجبك أليس كذلك بوسي؟
- الحقيقه انني لم استطع منع نفسي من الأعجاب به أيضا0

arianda
22-03-2007, 21:07
قوانين الصباح

كانت عينا تشيلسي نصف مغمضتين وهي تشد حزام مبذلها
مجتازه الدرج0 اخرجت طعام القطه من الخزانه وملأت لها
القصعه وثم ذكرت نفسها بأن عليها شراء واحده أكبر من هذه لئلا توقظها القطه دائما , ثم لم تلبث أن شمت رائحه القهوه فقالت لنفسها :
-أن لوجود رجل في البيت فائده , خاصه أذا كان يجيد صنع القهوه 0 وربما لن يكون سيئا كما تتوهم فهو سيكون مشغول بمحاضراته وهي بدروسها ولا بد أن يعثر كايد بسرعه علي اصدقاء فيمضي عندئذ أوقاته معهم فيذهب كل منهما في حال سبيله0
ملأت كوبها متنهده ومتمنيه لو يسير الحال هكذا علي الأقل0
عليها في الواقع ,أن تعترف أن تقاسم أيجار الشقه هو الذي سينقذها من الغرق00فقد كانت تأمل أن يكفيها ما أدخرته من مال العمل الذي قامت به صيفا فقد كانت في كل موسم تعمل لدعم أيرادها الصغير الذي تركته لها أمها علي شكل بوليصه تأمين علي الحياة 000كانت تود لو تتمتع في آخر سنه دراسيه لها بالدراسه بدل التركيز علي العمل 0 لكن هذا الفصل الدراسي وما يرافقه من تدريب علي التعليم كلفها أكثر مما كانت تتوقع , وعليها الآن أن تفتش عن وظيفه تشغل جزءآ من وقتها0
أنها وأخوها فنسنت محظوظان , فقد عملت امهما في الجامعه سنوات عده0 وبعد موتها منحت هي وأخوها منحه تعليميه مجانيه ولولا هاتان المنحتان لما استطاع أي منهما الألتحاق بالجامعه ابدأ, خاصه هذه الجامعه المرتفعه الأقساط0
بعد بضعه شهور تبدأ بكسب رزقها , فأذا وجدت وظيفه ستشرع بتأسيس حياة مستقره لنفسها 000أما بالنسبه لفنسنت وشارلوت , فأن الأستقرار لا يزال بعيدا سنوات سيواجهان خلالها أوقاتا عسيره من جراء العيش مع العمه ساره000وقد أحسنت هي صنيعا في رفض عرض شارلوت الكريم في السكن معها0


بما انها تدفع نصف أيجار هذا البيت , فلربما سيفيض عنها بعض المال الذي ستستفيد منه في اشياء أخري كالثياب التي تحتاجها , فأن كانت ستبدأ التدريب في الخريف القادم ,فعليها أن تفكر في تجديد خزانه ثيابها , أنما لا بثياب فخمه طبعا0

رن جرس الهاتف بحدة , فهبت من سباتها بوسي , أما تشيلسي فحدقت فيه ثلاث دقائق0 أتجيب ؟ فقد يكون المتصل في العاشره من صباح يوم الأحد أيا كان0 أخيرا التقطته 000أذا كان المتكلم أوليفيا أو أودري أو أيا كان اسمها اللعين فهذه مشكله كايد 0 لأنه ليس هنا ليرد بنفسه0

لكن المتكلم كان العمه ساره و فتنفست تشيلسي الصعداء لأنها التي ردت 0
نعم هي لا تأبه بما قد تفكر فيه العمه , لكن من المستحسن الحفاظ علي السلام في العائله0
- تشيلسي حبيبتي000لقد قالت شارلوت انك أحببت شقتك الجديده فهل أستقريت؟
- لا مازلت أعمل علي الأستقرار0 كيف حصلت علي رقم الهاتف؟
- لقد زودتني به تلك المرأه الطيبه في شركه الهاتف00أن الخدمه التي يقدمونها هناك ممتازه, فأنت ما كنت لتذكري الرقم قبل أسبوع0
- كنت مشغوله يا عمتي0
- أوه ؟ مع من الشبان كنت ليله أمس؟
هذا بالتأكيد ليس من شأن عمتها , لكن تشيلسي تعرف أن بال هذه المرأه لن يهدأ قبل أن تعرف الرد0
- اصطحبني باد الي مباراه تنس في الجامعه 0
- أوه أجل000أنه شاب محبوب , مع أنه يبدو قليل الطموح 0
- بل هو طموح , لكنه لا يهتم بما تهتمين به أنت 0
- ربما أنت علي حق فالشبان اليوم يهتمون بأشياء لم يسمع بها أحد من قبل 000ظننت أنك تصادقت مع شخص جديد000فأنت هنا منذ بضعه أيام , لكن شارلوت قالت أنه ليس لديها فكره0
- لا شئ جديد ياعمتي 0
تابعت العمه تكمل الحديث :
- سيتزوج علي الأقل فنسنت وشارلوت قريبا مع أنهما لا يهتمان بالمراسم التي تقام قبل الزواج000

غرقت تشيلسي في أفكارها حتي نسيت عمتها وما تقوله, وكانت ما تزال علي حالها حتي بعد أن أقفلت العمه الخط000أن نيه العمه طيبه , لكنها لم تستطع بعد أن تفهم بأن تشيلسي شبت وغدت مسؤوله عن نفسها0


رن جرس الهاتف ثانيه 000 فالتقطت تشيلسي السماعه هذه المره دون تردد:
- آلو؟
ساد الصمت من الجهه الأخرى , فكررت النداء حتي جاءها الرد أخيرا منخفضا:
- هل كايد أفرت هنا؟
تبا لفعالها ! وحاولت تقليد صوت سكرتيره جديده رصينه 0
- ليس هنا في الوقت الحاضر000هل انقل له رساله ؟
أصبح الصوت أقوى الآن , وكأن المتكلمه استردت رباطه جأشها:
-قولي له السيده أفرت اتصلت0
كانت متأكده بأنه يكذب بشأن أوليفيا أو أودري وبشأن التوائم الثلاثه 000 وكم ودت لو كان يكذب 0000تنهدت وهي تفكر في أن عليه الآن أن يقدم تفسيرا0

دخل كايد من الباب الخلفي , أحمر الوجه بردا , يرتدي بذله ركض بنيه اللون , عيناه تلمعان وشعره أشعث 0 وقال بحبور:
- أري أن الفتنه النائمه استيقظت000هل الفطور جاهز؟
- أنا لا أتناول الفطور أبدا 0
- لعلك لم تشربي القهوه كلها0
- شربت كوبين وبقى منها الكثير 0
- لن أعتمد علي هذا فقط أذ أحتاج عاده أبريقا كاملا حتي اشعر بالدفء بعد خمسه أميال من الهروله0
- بمناسبه الحديث عن وجودك خارجا أقول
أن زوجتك اتصلت 0
- طلبت منك ان لا تجيبي عن المكالمات 0
- كنا سنواجه مشكله أكبر لو كنت أنت هنا وأجبت عن المخابره الأولى التي قامت بها عمتي ساره0
- وهل غضيت بسبب أتفاقنا ؟
- كانت ستغضب لو عرفت 0
- سأدعي أنني صديقك الجديد0
وجذب الهاتف عن الطاوله فقالت:
- قد ينفع هذا نهارا لكن ماذا ستفعل حين تتصل بنا في الثالثه صباحا ؟
- ننزع الهاتف من المقبس 0 أكره أن أقطع هذا الحديث لكن من الأفضل أن أتصل بأودري حالا0
- ألا تعرف أنك تركض صباحا ؟
- طبعا 000لكنني عاده انتهي منه في الثامنه0 ما رأيك لو قلت لها أنني ذهبت ألي الكنيسه000؟
ردت بحزم:
- لا0
لوح بيده يصمتها , ثم قال في السماعه :
- مرحبا جورج 0 هل السيده أفرت هنا أرجوك؟
تمتمت تشيلسي :
-جورج هو أحد الأولاد؟
وضع يده فوق السماعه :
- أنه الأوسط وهو رسمي جدا0 لا يخاطب مه ألا بالسيده أفرت أذ يعتقد أن من العار مناداتها " أمي" 0000مرحبا أودري 0آسف , كنت خارجا 0 أجل أعرف أنك قلت بأنك ستتصلين0
مد يده الي فنجان قهوته , فسارعت تشيلسي تسكب له بعضها , وأشارت الي السكر والحليب فهز رأسه رافضا 0 كان يصغي باهتمام وجبهته متغضنه:
- أنا مصدوم , كيف تظنين بي هذا ؟ آه000فهمت00حسنا000الأخبار تتناقل بسرعه أليس كذلك ؟
أعلنت تشيلسي ساخطه :
- الأصغاء الي الحديث من جانب واحد يبعث الي الجنون0000

arianda
22-03-2007, 21:10
ووقفت متجهه الي غرفه الجلوس فسمعته وهي تخرج من الباب يقول مبتسما :
- لا 00ليست نورما من رد علي الهاتف000أيجعلك هذا تشعرين بالتحسن؟
دخل كايد عليها بعد دقائق قائلا:
- أودري غاضبه بأعتدال0
- أعتدال ؟ أهذا ما تسمي الغضب عاده؟
- رأيتها أسوأ حالا 0
- لو كانت أقرب أليك لقتلتك , وربما قتلت نورما وقتلتني كذلك!0
- لو كانت أقرب لقلقت 000لكن الأطباء يعتقدون أنها ما دامت تتجرع دواءها بانتظام , فلن تسمع تلك الأصوات الغريبه أكثر من ثلاث أو أربع مرات يوميا0
تنفست تشيلسي عميقا , فكل ما تسمعه خداع ليس فيه ما يدفعها الي الأنزعاج بل أن كل ما تسمعه خيال بخيال0

لفت روبها حول جسدها بشده , ثم أمسكت كوب القهوه بين يديها 0فربما كايد هو من يسمع الأصوات الغريبه وما عليها الا أن تتحرى الأمر0000فلماذا مثلا خسر تلك الأنتخابات؟
جذبتها رائحه اللحم المقلي والبيض بعد قليل الي المطبخ0
فرفع رأسه عن قطعه الزبد التي كان يضع منها فوق المقلاة مبتسما فتجاهلته ثم شغلت نفسها بملء كوبها وجلست علي الطاوله0
- الا يجب أن نضع بعض القوانين لهذه الشقه؟
- أعتقد هذا 0 أنا مرن جدا 0لكن هناك بضعه اشياء أعارضها, فتجاهل وجود شريك في المنزل والغزل في غرفه الجلوس منها 0
فغرت تشيلسي فاها ذهولا , ثم استفاقت:
- أنا لا أعبث في غرفه الجلوس 0
- جيد 00علي الضيوف الحميمين أن يدخلوا أذن غرفه النوم0

-انتظر لحظه من فضلك!ماهو تعريفك للضيف الحميم؟فأنا لن أدخل كل رجل ادعوه الي غرفه نومي0
- الضيف الحميم الذي تزعج تصرفاته الحاضرين أفهمت؟
- لكنني لا أستقبل أحد في غرفه نومي0
وضع كايد الملعقه من يده وأسند نفسه الي رف المغسله0
- أما زلت بريئه طاهره يا تشيلسي ؟
حدقت فيه ساخطه :
- كيف تحشر انفك في ما لا يعنيك ؟
- أريد أن أعرف فقط ما علي توقعه من زميله السكن 000فأذا كنت سأصطدم برجل آخر في الحمام , فعلي أن أعرف سلفا, أذ من حسن الأخلاق أن تتركي لي مذكره أو شيئا ما 0
وقفت تشيلسي تقول بكبرياء :
-يبدو أن لا جدوى من مناقشتك 0
هز كايد كتفيه غير مكترث ثم جذب قرص البيض المقلى الي صحنه قائلا:
- أنا أسمي عاده الأشياء بأسمائها 0
سمعت سياره تقف مام الباب الخلفي ,فنظرت من النافذه وقالت متأوهه:
- أنه باد 0
نظر كايد الي ساعته:
- بكر في المجئ قليلا ! نسيت ان أقول لك أنه سيشاهد مباراة كره القدم معي0
مررت يدها فوق شعرها وهي تتجه الي الدرج:
- أخبرني هذا 0
فبدت عليه الجدية:
- لماذا تبتعدين عن طريقه هكذا؟
توقفت علي الدرجه الثانيه :
- لا أستطيع تركه يراني هكذا0
رفع قطعه اللحم من المقلاة وانتظر لتجف قليلا من الزبده وقال:
- أكره أن أكون الشخص الذي سيقول لك هذا تشيلسي000
لكنك كنت هكذا طوال الصباح ولم أصرخ فزعا منك أو أهرب , ولا هددت بمهاجمتك حتي0000

نظرت الي روبها وتعجبت لماذا لم تفكر في هذا ولماذا لم يشعرها وجوده بالأضطراب0 فقالت له ببرود:
- أنا لا أعتبرك موجودا0
- أما باد فنعم0مع أنك لم تتمادي كثيرا في علاقتك معه , وألا لما مانعت أن يراك بروب الحمام 000هل أنت في الواقع طاهرة؟
- أعتقد أنك لا تؤمن بوجود مثيلاتي في مجتمع جامعي 0
هز كتفيه دافعا أنف بوسي عن صحن اللحم:
- أعتقد أن زميل السكن يجب ان يعرف هذه الأشياء عن زميله 000فهذا يمنع الكثير من قله الراحه 0 طبعا هناك سن معينه للحفاظ علي عذريتك0
وفتح الباب الخلفي :
-000صباح الخير باد0
انسحبت تشيلسي برشاقه قدر المستطاع الي غرفتها ثم دخلت الحمام فاستحمت ممضيه وقتا أكثر من المعتاد تحت المياة الساخنه لتطفئ غضبها0 وقد رأت أن التوتر أمام كايد سيجعله يتابع سخريته لكن لو تجاهلته , لقرر ربما أن المزاح المزعج لا مرح فيه0
حين عادت الي المطبخ كان باد يتناول الفطور أما كايد فكان يصب الزبده في المقلاة 0 حين رآها سألها:
- هل أنت متأكده من أنك لا تريدين الفطور تشيلسي ؟
- - قلت لك أنني لا أتناول الفطور أبدا0
وقال لها باد:
-ستفقدين وجبه عظيمه تشيس000
قلب كايد قرص البيض في المقلاة ببراعه خبير:
- لا مانع عندي أن تسمي هذا غداء , فالوقت متأخر 0
- لا شكرا 0 أنا ذاهبه الي المكتبه فتره0
أجال النظر فيها من رأسها حتي أخمص قدميها :
- أذن انتي لا تودين طهو الطعام لعشاء الليله0
- هذا أحد الأسباب0000تمتعا بالمباراه0
- سأخبر كل معجب عن المكان الذي قصدته وأرجو ألا يتصل الكثيرون منهم0
صفعها الهواء البارد وهي تجتاز الطريق بأتجاه الجامعه القابعه مهجوره تقريبا تحت غطاء الثلج000فقد ترك عدم بدء الدراسه المجال للطلبه بالأسترخاء في مراكز منامتهم أو شققهم للأحتفال بآخر يوم حريه لهم من عطله الميلاد , وكان بعضهم فقط يبحث عن الكتب 0
جاءها نداء بدا أنه من منتصف الحرم الجامعي :
- تشيلسي00000!
نظرت حولها ثم راحت تلوح لجون الذي كان علي مسافه غير قريبه يعدو نحوها حتي وصل لاهثا0
- لم الركض؟ فلست مستعجله0
وفكرت تشيلسي وهي تنظر الي وجهه بأنه رجل وسيم جدا0
-أذاهبه ألي المكتبه؟(سألها)0
0- أجل 0 أنما لا للدرس بل للقراءه كتاب يبعد السأم عن نفسي 0
-ما زال الأمر كذلك فلندفع معا الملل بعيد 0 حاولت الأتصال بك , لكن صديقتك قالت أنك أنتقلت ولم تعرف بعد رقم هاتفك0
- شارلوت دائما متأخره00سأعطيك الرقم0
فرك جون يديه ونفخ فيهما :
-سيجمد الحبر في قلمك هنا000فلنذهب الي مكان دافئ 0 شقتك مثلا ؟
- لكنني أريد كتابا 0
فأبتسم:
-أخالني قادرا علي الصبر علي جو المكتبه,سأقرا جريده الأحد0
المكتبه القرميديه السقف العاليه النوافذ كانت صامته صمت القبور000جالت تشيلسي الطرف في المكتبه الجديده حتي أختارت كتابا لمؤلفها المفضل 0 حين انتهت من تسجيله توجهت اليقسم القراءه حيث كان جون يجلس الي الطاوله وقد فتح الجريده أمامه0
شاهدت خلفه كتبا بينها كتابا يتحدث عن حياة المشاهير0
حاولت أقناع نفسها بأن من غير المهم معرفه ما أذا كان كايد يكذب عليها, لكن يدها تحركت لا أراديا لتلتقط الكتاب 000ثم جذبت كرسيا قبالة جون وجلست تقرأ حتي وصلت الي مبتغاها: أفرت كايد برنارد 0 عضو في مجلس النواب ,عن مقاطعه ساوث
يور كشاير0 من مواليد مدينه شفيلد 0أعلمها حساب سريع أنه في الثانيه والثلاثين مما جعلها تتمتم لنفسها " صغير جدا علي أن يكون له أولاد في الثانيه عشرة" ابن برنارد وأودري أفرت0أذن , تلك أمه التي صعقت هذا الصباح حين سمعت صوت أمرأه علي هاتف ابنها000وهذا يفسر الكثير0
وليس هذا فحسب فلا أولاد له بل لم يذكر الكتاب أنه تزوج من قبل 0
تجاهلت تشيلسي ما تبقي من معلومات عن الجامعه التي درس فيها أو التي علّ فيها وعن حزبه السياسي وفلسفته0 صفقت الكتاب وهي تتمتم بغيظ وحنق :
- ويتحدث عن السذاجه 000لقد جعلني أؤمن بكل سخافاته !
التفت جون أليها رافع الحاجبين :
- أقلت لي شيئا تشيلسي ؟
ورفعت موظفه المكتبه رأسها عن كتاب تطالعه وقالت بدهشه:
- هل أساعدك آنسه0
- لم تكن تشيلسي قد لاحظت وجود المرأه , فسارعت تقول:
- أوه 0 لا0 شكرا0 لا شئ البته0
وأحست بالحرج000فمن الجنون أن يكلم المرء نفسه فكيف أذا فعل هذا في مكتبه عامه؟
نظرت الي المقال الذي يقرأه جون فأذا عنوانه ما يلي :" هل يلوح مجلس النواب بمستقبل لكايد أفرت؟"
لاحظ جون نظرتها فسألها:
- تريدين قراءه المقال؟
أرادت ان تجيب بأنها تعرف عن مستقبل هذا الرجل أكثر مما تعرف الجريده000لكنها اكتفت بأن هزت رأسها سلبا , فدفع جون الجريده جانبا:
- أنه رجل مذهل0
- أهو مثلك الأعلي ؟ترى ماذا فعل ليكسب أحترامك هذا؟
- أنا لا أوافقه الرأيفي موقفه كلها, لكن هذا هو ما يجذبني أليه حقا, أنه يقوم بأبحاثه ويقرر ,ويلتزم برأيه ولا يتلاعب بموضوع أبدا, وهو يمارس السياسه حين يضطر , ولا يهمل المسائل الهامه0
- لماذا يتسائل الجميع عما سيفعل ؟ فهو في كل الأحوال هزم في الأنتخابات , فما شأننا وما سيفعله؟
- أنت لا تفهمين في السياسه, فالرجل الذي فاز بمنصبه فاز صدفه, وهو الآن خائف مما سيحدث في الأنتخابات التاليه0
- وماذا تظنه فاعلا؟
- لا أظنه باقيا خارج السياسه سنتين أخريين 0واراهن علي عودته في الصيف القادم الي نشاطه السياسي في لندن بمؤازره أعضاء أقوياء من حزبه كباتريك تشامبرلين مثلا000وقد يحظي بمنصب حكومي قبل نهايه السنه0
- لكنك لا تعتقد أنه سيترشح لمنصب محافظ المقاطعه؟
- لا أظن , فمن كتب هذا المقال لم يذكر الأمر 0 فوجوده في مثل هذا المنصب سيكون مضيعه للوقت000فالسلطه ليست في رئاسه المقاطعه000فلنذهب الي أتحاد الطلاب أذا كنت قد أنتهيت من المكتبه000
ابتسامته ساحره جذابه 0رجال مثل جون هارفس لا يتقدمون الي حياة فتاه كل يوم0 وذاب قلب تشيلسي ثم هزت رأسها مفكره :"أظنني قد أذهب معك الي أي مكان"0

arianda
22-03-2007, 21:11
استغاثه في الليل0

ألقت تشيلسي نظره الي ساعتها , فما زال أمامها نصف ساعه قبل بدء محاضره التاريخ الحديث0 في هذه اللحظه ودت لو يكون مرشد القاعه غير مشغول0
دفعت باب مكتب الدكتور الذي رفع رأسه أليها يتفرس فيها من فوق نظارته0
- تشيلسي ستانتون بشحمها ولحمها 0ظننتك انتقلت الي جامعه أخري , او قمت بعمل أحمق0
فأبتسمت معترضه:
- لم يمضي علي وجودي اسبوعين دكتور0
- لكن , أن كنت ترغبين في التخرج هذا الربيع فعليك البدء بالدرس فورا00ادخلي000ادخلي, واجلسي0
نظرت فيما حولها في مكتبه فوجدت أن كل مكان مسطّح فيه ملئ بالكتب والملفات , والجرائد, فسألت:
- أين؟
- أوه000ارمي أي شئ من هذا الي الأرض0
وفعلت ما طلبه0
- وماذا لدينا لنبدأ به ؟
- أريد وظيفه اولا0
- أعتقد انك مازلت تنوين العمل؟
- وهل لي خيارآخر؟
- مازلت أعتقد أن عليك الأنتظار حتي تنالي تصنيفا مناسبا تشيلسي!
- ولماذا لم تقل لي منذ اربع سنوات أن معلم اللغه يحتاج الي درجه جامعيه ؟ فات الأوان الأن0
دفع الدكتور الكرسي الي الوراء ورفع قدميه الي طرف الطاوله:
- لا يفوت الوقت ابدا0 عليك أن تقرّبي الوقت بالتقدم0
- علاماتي غير مرضيه أتذكر دكتور؟ سيضحكون عليّ0
- وهل جربت ؟ لن تحتاجي الا الي سنة واحده , عليك فيها تحصيل درجه جامعيه ستفتح كل الطرق بالنسبه لك , حين تبحثين عن مركز مهم0
- لا أستطيع تحمل المصاريف دكتور0
- اسعي ألي منحه تعليميه 0 علمي الصف الأول في كليه الللغه واجني مصاريفك0
هزت تشيلسي رأسها رافضه , فتنهد ديكنسون:
- حسنا000علي الأقل فكري في الأمر برويه , وخذي هذا معك : أنه كتيب عن متطلبات التخصص الجامعي , فأن أمعنت النظر فيها تجدي أن الأمر ليس مستحيلا 0
- سأطلع عليها 0 لكنني لن أعد بشئ 0 يجب أن أذهب الأن 0بمناسبه الحديث عن ذلك الصف الذي هو مشكله بحد ذاته لماذا لم تسجلني فيه ؟
- لم أفعل , لأنني وافقت منذ قليل عليه 0أنسيت ؟ أنت ترغبين فيه لأنه صف التاريخ الوحيد الذي يناسب برنامجك0 أما التدريب علي الرقص الذي تقومين به فهو لحاجتك الي التدريب الجسدي0
- لا أفهم أبدا كيف تتذكر المواعيد دكتور 0
- أنا مضطر0فلو كتبتها علي ورق , لفقدت تلك الورقه كما أنني أريد أن أعرف جودة ذاكرتي , ماذا عن ذلك الصف؟
- صف الرقص التمهيدي ؟
- لا 000بل صف التاريخ المعاصر!
- أوه00ذلك الصف0 لا أعرف أن كان يستحق الوقت الذي سأقضيه فيه0
- من هو الأستاذ؟
- الدكتور بوربون 0 أنه جاف , ممل , وغليظ , أما طلاب الصف فمعظمهم من طلبه العلوم السياسيه0 قد يتمتعون بالماده , لكنني أشعر أنني غريبه بينهم 0
- حسنا 0 ستشعرين بتغيير سعيد اليوم 00 فبوربون في المستشفي0
- ماذا أصابه ؟
- استؤصلت منه ليله أمس الزائده الدوديه, تمتعي بعطلتك تشيلسي 0
توقفت أمام باب المكتب:
- أوه 0 دكتور 0 أذا سمعت بأن أحدأ يحتاج الي دروس خصوصيه000
- أتريدين بضعه جنيهات ؟
- بل الكثير منها 0
- اترغبين في تصحيح كتاب؟
- تحقيق مخطوطه أم تصحيح كتاب حديث؟
- ربما أعاده كتابه ما كتبه المؤلف , لم أر الكتاب بعد0
- حسنا سألقي نظره عليه علي الأقل 0
- سأعطي أفرت اسمك أذن0
- من؟
- كايد أفرت 0 أنه عضو جديد في التدريس 0
- أعرف هذا0 لكن أيؤلف كتابا ؟
- أجل000عن تجربته السياسيه كما أظن , أو عن تحليل يتعلق بنساء لندن كما عرفهن000
وغمز لها مبتسما , فتمتمت:
- أراهن أن هذا سيملأ له كتابا0
- لكنه قد يسئ الي طهارتك تشيلسي0
- أن كان فيه المال أجرب حظي 0 أراك لا حقا دكتور0

جلست تشيلسي في مقعد خلفي في قاعه التدريس وبدأت تحضير صفحات جديدهلتنسخ المحاضره عليها 0 حين سمعت جلبه من المقاعد الأماميه , اتفتت فأذا كايد أفرت واقف أمام طاوله الأستاذ يتكئ عليها والهمهمه تسرى بين الطلاب 0

- أنا كايد ايفرت 000أنني اليوم ضيف أحل محل الدكتور بوربون0 فعلي ما أعتقد أنكم تعلمون ما أصابه ورجل في مثل عمره يحتاج أثر عمليه جراحيه الي المكوث في الفراش سته أسابيع علي الأقل0

بدأت وجوه الطلاب تعكس القلق, فالعديد منهم سيتخرجون عما
قريب وهم بحاجه الي هذه الماده0
-تعرض الأداره عليكم خياران0بأمكانكم الأستغناء عن الماده دون عقوبه وبأمكانكم الأنتقال الي ماده أخرى أو البقاء في هذا الصف علي أن أكون المحاضر فيه عوضا عن استاذكم0 ويجب أن أحذركم الي أنني أختلف عنه0

رفعت طالبه يدها 0
- وماذا عن الأبحاث ؟ هل ستحذو حذوه؟
- لي طريقتي وهي طريقه تخفف عنكم وطأه قراءه كتب كثيره0

فصاحت الطالبهك
- أتعني أننا أشترينا هذه الكتب سدى ؟
- استخدميها كمسند للباب 0 أريد منكم للمحاضره القادمه لائحه تتحدثون فيها عن عشره مشاكل تعاني منها البلاد000أراكم الثلاثاء 0انصرفوا لو سمحتم0
لملمت تشيلسي الكتب بهدوء , ووقفت علي مهل ثم خرجت الي الشارع ووقفت أما الحانوت الذي أشترت منه زجاجه الحليب0 أنها لا تحب المحاضرات المتأخره , فهي تحب أن تصل ألي البيت قبل مغيب الشمس وقبل أنحسار الدفء, والطهو علي النار في فصل الشتاء0 ستعد السباغيتي الغنيه بالصلصه وقد يصيبها الكرم فتدعو كايد للأنضمام أليها وعندها :"قد يظن أنني أرشو الأستاذ"0
أعظم عشر مشاكل تواجه الأمه ؟ أنه يبالغ كثيرا في تحويل ماده الدكتور بوربون الي مجموعه أبحاث 0لكن يبدو أن هذا ما ينويه وهذا شأنه, وما سيقوم به أفضل بكثير من محاضرات الدكتور بوربون0
ناداها كايد من الطابق العلوى :
- أهذه انت تشيلسي ؟
- لا 000أنا مارلين مونرو , فماذا ستفعل؟
- ما كنت أعرف أنك في صف الدكتور بوربون 0
- لو عرفت ان المرض سيطرق بابه لأخبرتك 0هل لي أن أستخدم المطبخ؟
- وقف علي ما ستفعلين فيه, علي كل الشقه كلها الليله تحت أمرك فأنا خارج 0
- أوه00
أطل برأسه المعمم بالمنشفه 0
- تبدين خائبه الأمل أم تراني أتوهم الأشياء؟
- كنت سأعد السباغيتي بالصلصه التي ستزيد عما يحتاجه فرد واحد0
- تبدو فكرة حسنه وهي أفضل بكثير مما سأتناوله الليلة فأنا لا أحب اللوبياء كثيرا0
- أذا كنت لا تحبها000
- فلماذا آكلها ؟ سؤال جيد عزيزتي 00أنها حفله عشاء سياسيه بعيده كل البعد عن الأهتمام بالأطعمه 0
- أولا يهتمون بما سيتناولونه ؟
- نادرا , ولذلك ترينني أحافظ علي رشاقتي 0 فلا نتناول ألا الدجاج المحمر أو الروستو البارد أو اللوبياء الخضراءالتي طعمها أشبه بطعم العشب, ماذا أقول لك 0 انتظري حتي الغد لنعد السباغيتي معا 0 وأعدك أن أعد الصلصه بنفسي0
- لكنني أحب أعداده بنفسي0
أبتسم لها , وداعب خدها بأصبعه:
- حسنا سأسلق السباغيتي 0لست متطلبا0
وعاد الي غرفته ثم سمعته يصيح بعد لحظات :
-أين ذهب جوربي؟
أرتدت بوسى الي ما تحت الطاوله 0فنظرت اليها تشيلسي بريبه ثم أنحنت لتسترد الكتله القاتمه التي تمضغها فحملت الجورب بين اصبعيها ودقت باب كايد0
-أتبحث عن هذا ؟
- أين وجدته00أنه مبلل0
-حسبته بوسى لعبه جديده0
- سأقتل هذه القطه 0امهليني قليلا0
ورمى الجورب الي الخزانه فقفزت القطه التي لحقت بسيدتها الي الجورب ثانيه 0فقررت تشيلسي أن الأنسحاب فكرة رائعه فقصدت غرفتها حيث ارتدت ملابس الرقص وبدأت تجرب بضع خطوات تعلمتها من المدرب0
لم تعرف كم من الوقت وقف في بابها يراقبها , لكن حين خطت خطوة خرقاء وفقدت توازنها كان هناك يتفرج عليها مبتسما00فقالت متحديه:
- أذا بدا لك الأمر سهلا0فلماذا لا تجربه؟

arianda
22-03-2007, 21:13
- لم أكن أفكر أنه سهل0 بل في الواقع ما يضحكني أمرا أخر تماما 0
فانهارت علي الأريكه:
- الخطوة الخرقاء ؟ هذا ما كان سيقوله أستاذ الرقص0
- لا000بل الخطوات المثيره التي كنت أفكر فيها0لقد أثرت بثوبك هذا في تسارع نبضاتي , فأنا لست بعمر جدك 0
لفت نفسها بمبذل شرقي فضحك , لكن كان في عينيه دفء وهو ينظر الي كل جزء من حنايا جسدها الذي لم يستره المبذل 0
وسألها:
- هل سأجتاز الفحص؟
أنه بحاجه لقليل من الأحباط00قالت ببرود:
- لا بأس بك0
- أهذا أفضل ما لديك , تشيس ؟
- ألا شعر القطه0
ثم أقتربت منه ونزعت بوسى عن سترته المخمليه , فرفع معطفه وارتداه قائلا:
- أذا أتصلت أودري000
- سأقول لها أن أبنها خرج للعشاء0
- أكنت تقومين بألأبحاث عني؟ أذن أذا أتصلت نورما فقولي أنني قادم0
- عظيم000أن لم أجد وظيفه في التعليم أبدأ بوظيفه أخرى هي الرد علي المكالمات الهاتفيه0
لكن نورما لم تتصل000بل جون الذي دعاها الي ملاقاته في اتحاد الطلبه0
- ما رأيك بالمجئ حالا لنتباحث معا ما طلبه منا أفرت في المحاضره , لم يعجبني ما طلب 0
- ظننته مثالك الأعلى0
- لقد قمت بتحضير كل ما طلبه بوربون ثم جاء أفرت فغير كل شئ000
- حسنا سأكون في الأتحاد بعد قليل 0
- سأنتظرك0
أقبل جون اليها حين دخلت النادى , وطبع قبلة على وجنتها 0
لكنها لم تنزعج كعادتها, حين يقبلها أحد علنا0
وضع ذراعه علي كتفيها بطريقه عفويه وقال :
- لدى فكرة أفضل من هذه فالمكان هنا مضجر0 فلنذهب الى منزلي لنشاهد فيلما جديدا عرض على التلفاز0
- لم أتناول الطعام بعد00وماذا عما سنتباحثه؟
أبتسم فلمعت أسنانه البيضاء 0
- لدى طعام 0أما مشاكل الأمه فنتباحثها ونحن نشاهد الفيلم0
التقط معطفه وأخرج تشيلسي من الباب قبل أن تتاح لها فرصه الأحتجاج , فهي غير معتادة علي زياره رجل في شقته0
وجدت أن لا بأس بشقته , ففيها مطبخ صغير من طرف , وغرفة كبيرة في طرف آخر وهي مرتبه لتكون غرفة جلوس أما السرير المنفرد فطوى كأريكه 0نصحها حين دخلت :
-أخلعي حذاءك , فالثلج العالق عليه سيبلل قدميك حين يذوب0
وفعلت ما قال , ثم أعطته معطفها قائله :
-شقتك جذابه0
لوّح بيده في الغرفة 0
- أنها صغيره لكنها لي وحدى, وهذا يذكرنى أن علي التقرب من زميلك في السكن0
يبدو هادئا غير فضولي فهي لم تخبره بعد عن كايد 000لكن كيف عرف بأنها تشاطر السكن رجل؟فسألته :
زميلي في السكن ؟
- لابد أن لديك زميلا يشاطرك السكن ,وألا لدعوتني الي شقتك0
شغل جون جهاز التلفزيون , وجلس علي الأريكه يربت المقعد بقربه0 فجلست تشيلسي علي مضض وأصغت أليه وهو يردف0
- لقد تعبت من تعليق ربطه عنق علي الباب كلما أستقبلت فتاة في شقه مشتركه, فكان أن فتشت عن شقه خاصه حتى لا يغضب أحد أن أختارت السيدة قضاء الليل معى0
تمطى بكسل وألقى ذراعه على كتفيها , فتململت تحت ذراعه, وارتدت في المقعد لتشاهد الفيلم0 ثم لم تلبث أن أنبت نفسها:
أنت جبانه, أنت عجوز متزمته 0يجب أن لا تنزعج من فكرة وجود نساء أخريات في حياة جون 000فلا أحد يعيش حياة الرهبنه هذه الأيام0
ألا أنت, ولكن أن كان من حولها يعبث بذيله فليس عليها أن تشعر بأنها لا تلائمهم فما زال هناك في مكان ما رجال يقدرون الأستقامه000ويوما ما ستلتقي رجلا يجدر
أن تثق به , رجلا صادقا تقبل العيش معه0 لكنها حتى الآن لم تلتق به0كان الجميع بما فيهم كايد قد دهشوا لأنها ما تزال طاهره ساذجه 0 ماذا قال لها كايد ؟ آه نعم قال شئ عن وجود سن معينه للسذاجه فأبتسمت لأن له طريقه فريده في تسميه الأشياء0
- ماذا يضحكك؟
- أوه ,لا شئ0
فابتسم أيضا لكنه لم يصر على معرفه ما يضحكها 0بعد دقائق قال:
-الفيلم مقرف0
نهض ليغير المحطه ثم عاد ليجلس قربها :
- كيف سنتسلى أذن؟
- ماذا عن الوظيفه؟
- سندعها حتي الأسبوع المقبل0
وغمرها بين ذراعيه 0فتمتعت بعناقه لكنه حين دفعها فوق الأريكه وضغط جسده عليها انتفضت باحتجاج فضحك وقال ممازحا:
ما بك تشيلسي؟ أهي اللعبه القديمه؟ تمانعين , فأجادلك لأقنعك؟ من الخطأ هدر الوقت 0كنت تعلمين السبب الذي دفعني الي دعوتك ؟ فلنتوقف عن التلاعب ولنتمتع بوقتنا0
-ليس الأمر بلعبه وانا لا أريده0
-بل تريدينه 0آه تشيلسي المتعه رائعه ,أطمئني لن اسئ الظن بك0
تسارعت في لحظات اسئله كثيرة الي رأسها , كانت يداه قد بدأتا العمل وحين أنتبهت شهقت :
- توقف جون! لا أريد أن تفعل هذا!
تراجع للحظات , وضيق عينيه وفجأة لم يعد وسيما 0
-أتقصدين أنك لا ترغبين في الغزل000أم أنك لا ترغبين فيّ؟
- كلاهما؟
رد بقساوة:
- فلنر 000أنت تطلبين هذا تشيلسي0 قبلت المجئ بأرادتك , وها أنت الآن تحاولين التراجع 0
فهمت لأول مره ما يجرى , فهذا ليس غزلا بل أغتصاب , لن يستطيع أي أنسان انقاذها منه لأن لا أحد يعرف بوجودها هنا0
- جون 000أرجوك000هذه تجربتي الأولي000امهلني بضع دقائق للتفكير0
نظر أليها بريبه أما هي فحدّقت فيه مجبره نفسها علي الظهور بمظهر البريئه0
- يجب أن أستخدم الحمام0
فضحك وربت علي وجنتها :
- حسنا يا صغيره 0 سأنتظرك بشوق 0
كان باب الحمام دون قفل , فوقفت تستند الي المغسله , أطول مدة ممكنه في محاوله منها ألي أبعاد الخوف عن نفسها وألي التفكير السوي 0ليتها تستطيع الخروج من الشقه والفرار بعد ذلك0
لا يهمها معطفها وحذاؤها

arianda
22-03-2007, 21:16
0فأن لم تجدهما تتركهما هنا , هذا أذا سنحت لها فرصه الهرب 0
وانفتح الباب خلفها:
-ها حبيبتي 00لا يمكنني الأنتظار طويلا0
- لحظه من فضلك0
فتقدم نحوها ليمرر يديه الي كتفيها ومنهما الي جسدها 0 كانت رده فعلها غريزيه فقد ردت مرفقها بكل ما أوتيت من قوة ثم ضربت صدره به فكان أن أفقدته هذه الضربه توازنه , فسقط أرضا يصيح حانقا:
- ايتها000
لم تنتظر سماع ما سيقول عن شخصيتها , بل طارت الي خارج الشقه , مضيعه وقتا ثمينا بتعثرها في فتح القفل الغريب عنها, ثم نزلت الشارع ووقع خطوات جون يطن في أذنيها 0
ضرب زمهرير كانون جسدها ضربا0فتوقفت قليلا لتحدد الأتجاه , أنها علي بعد عشر وحدات سكنيه عن شقتها دون معطف أو حذاء , ومفتاح شقتها 0أهو في جيب معطفها يا ترى؟
مهما يكن فلا وقت لديها للبحث في هذا 0جذبت باب حانه صغيره معتمه تقع في زاويه الشارع ودخلت أليها فأذا بها أمام صف طويل من الرجال الواقفين قرب طاوله طويله التفتوا أليها بأستغراب0
-لا يمكنك الدخول دون حذاء(قال لها العامل)0
صاحت به :
-اسمع0 لو كنت انتعل حذائي لما دخلت هذه الحانه أنا لا أريد ألا استخدام الهاتف0
- الهاتف علي الجدار الخلفي0
ثم حول اهتمامه الي زبائنه , وفتشت في جيوبه متجهمه0
عندما وجدت قطعتي نقود معدنيه, حمدت الله ثم قصدت الهاتف القابع في غرفه صغيره مغلقه , اتصلت منها0
ورن جرس الهاتف دون انقطاع مرارا حتي ظنت أنها لن تتلقى الرد لكنها سمعت أخيرا صوتا حازما يقول:
- مركز خدمات الرد علي الهاتف, منزل تشيلسي ستانتون0
- كايد؟ أحتاج الي العون 0هل لك أن تأتي وتصطحبني ؟
-ماذا حدث؟
- حاول من خرجت معه 000أوه يا الهي00لقد وصل الي هنا0
- وأين "هنا " بالله عليك؟
أعطته العنوان وهي تردف :
-أسرع 0أرجوك أسرع0أه واحضر معك حذاء0
-سأصل في دقيقتين أما أنت فاتصلي بالشرطه0
- لا أستطيع 0 ليس معي نقود أخرى0
- أتصلت بي اولا؟ أنك تثقين بي حقا, ادعي أنك اتصلت بالشرطه أذن0
توقف جون قليلا أمام طاوله الحانه الرئيسيه, ثم لم يلبث أن تقدم منها هادئا مسترخيا , فتساءلت عما أذا كان قد قام بمثل هذا من قبل0 رفعت قدميها الي الباب مسنده ظهرها الي حائط الغرفه الصغيره لئلا ينفتح ثم وضعت السماعه علي اذنها 0فسألها بهدوء:
-تشيلسي 0أياك أن تتصلي بالشرطه فلو فعلت لأخبرتهم الحقيقه0 لقد جئت بأرادتك الي الشقه , وشجعتني , وحين فعلت ما طلبته مني , ضربتني وهربت0
ولم ترد عليه 0حين فتح كايد باب الحانه , كان جون ما يزال يقف أمامها يتوسل أليها أن تخرج لتتحدث أليه 0 كانت قد انتظرت كايد دقيقتين أحست بأنهما سنتان0
استرخى وجه كايد حين لمحها 0 ثم تقدم الي طاوله الشراب طالبا كأسا فكادت تصرخ يائسه: أخرجني من هنا أولا 000لكنه لم يلبث أن تقدم نحو غرفه الهاتف , وعلي وجهه تعبير الأهتمام المهذب0
-سيد هارفس ؟ ظننت انني رأيتك والأنسه ستانتون!
علقت تشيلسي السماعه وفتحت الباب وهي ترتجف0فلاحظ كايد أنها دون حذاء وأنها مبتله القدمين0
-أأصبت بحادث آنسه ستانتون؟ سأكون سعيدا بأيصالك الي منزلك0
كان التعبير في عينيه يطالبها بلعب لعبته , فقالت :
شكرا لك دكتور أفرت 0 جون هل لي بحذائي ومعطفي من فضلك؟
-سيكون هذا لطفا كبيرا منك سيد هارفس 0لا تحملهما الي الحانه لو سمحت 0 فسيارتي في الخارج 0
ما أن وضع جون الكأس من يده وخرج حتي انهارت أرضا 0فأمسكها كايد ورفعها لتقف علي قدميها , فقالت مرتجفه:
- سيحضرها 0أنه خائف منك0
أمام باب الحانه نظر الي قدميها الحافيتين ومنهما الي سيارته , المركونه التي ما زال محركها مشتغلا0
-آسف ,لم افكر في هدر الوقت بالبحث عن حذائك0
وقبل أن تجيب حملها بين ذراعيه لي سيارته ,ووضعها في مقعد السائق المجاور ,فمدت قدميها شاكرة الله علي الهواء الساخن المتدفق من المكيف 0 حين قعد كايد أمام المقود قالت له بعبوس :
- ليتني ضربته0
- وماذا كنت ستحققين من الضرب؟ لماذا أتصلت بي بدل أخيك0
- ما كان فنسنت ليتركه حيا0
- أرى أن العنف عادة تسري في دم العائله0 والآن أخبريني ماذا حدث؟
سردت عليه الأحداث بأختصار 0فما أن انتهت حتي كان جون يدنو من السياره حاملا المعطف والحذاء 0 فخرج كايد من السياره وتناولهما ثم أعطاهما الي تشيلسي وبعد ذلك أقفل الباب الذي حجب ما يدور من حديث بين الرجلين 0لكنها لاحظت أن لهجة كايد لم تكن غاضبه0
تمت رحلة العوده الي المنزل بصمت , وقالت حين أوقف السياره أمام الباب الخلفي :
- مازلت أتمني لو ضربته!
- أمتعطشه للدماء الي هذه الدرجه؟
- أتظن أن علي أقامه دعوى أو شئ من هذا القبيل؟
- لا0
- ولماذا ؟ ألا تصدقني؟
- طبعا000كما أصدق أن أكثر الأغتصابات تحدث من جراء مواعيد عاديه 0 ألم تذهبي الي شقته بأرادتك؟ فكيف تثبتين ادعاءك للشرطه وأنت لم تغتصبي حتي 0 اللعنه تشيلسي 00أليس لديك عقل يفكر؟ حين أفكر في ما كان سيصيبك أرغب في ضربك بنفسي !
جرت الدموع بصمت علي وجهها فلف كايد ذراعه بلطف علي كتفيها , ودفنت وجهها في كتفه باكيه 0
أدخلها الي المنزل محموله ثم أجلسها علي الكرسي بجانبه وحضنها لتبكى مخاوفها جميعها وألمها وأذلالها كله 0 أخيرا استراحت صامته بين ذراعيه , تحس بكنزته الناعمه علي خدها وبرائحه التبغ في أنفها 0مرر يده بلطف علي شعرها قائلا:
- لا تنامي علي هكذا تشيلسي 0
فتثائبت:
- لن أنام 00انت لن تعتدى علي فتاة أليس كذلك؟
- لا تستثني أي رجل 00يا ألهي ما أشد سذاجتك0
- لكنك لن تفعل 0
- حسنا 00لوحاولت , فلن تركضي هاربه مني الي الشارع دون حذاء أو معطف 000ربما طريقه جون فظه 0 اصعدي الي فوق واستحمى بماء ساخن وبعد ذلك ستشعرين بأنك أفضل حالا 0
فتحت عينيها ثم أغمضتهما ثانيه :
- أنا مستريحه هكذا0
فقال مهددا:
-أذا نمت , واضطررت الي حملك , فقد تجدين نفسك في فراشي0
فانتفضت مذعوره وهبت من مكانها تقول بسخط:
أنتم الرجال جميعكم سواء!
-هذا ما كنت أحاول قوله , عمت مساء , أن أنتابك كابوس فلا تستدعين .

يتبببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببع ....................................

لبيا
23-03-2007, 12:52
تسلمين
القصه مشوقه وكلام خلاب
الله يعطيك العافيه
لبيا

arianda
29-03-2007, 21:28
تسلمين
القصه مشوقه وكلام خلاب
الله يعطيك العافيه
لبيا

و أنا كمان بشكر مشاركتك الحلوة و اللطيفة هذه.............

يلا أسيبك عشان أكمل روايتي

arianda
29-03-2007, 21:30
بأنتظار الصيف القادم

كانت تشيلسي تدندن نغما جميلا وهي تتجه الي المنزل مساء,فبعد ليله مريحه ونهار ممتع تتوق الي استرداد روحها المرحه وتتطلع الي السباغتي0
كانت صاحبه الدار في زاويه المنزل تفرغ سله المهملات في المستوعبات, فحيت تشيلسي بحبور قائله:
-وصل زوجك الوسيم الي المنزل 0 لو كنت مكانك لما تركت رجلا له طلته وجماله يغيب عن ناظري فالفتيات يفتشن عن رجل سيدة أفرت, خاصه طالبات الجامعات0
- لست السيدة أفرت بل الأنسه ستانتون0
بدت السيده غير موافقه:
- أوه 0 أجل أخبرني زوجي , لكن من السخف استخدام اسم عائلتك , فأسم أبيك لا تختارينه, أما زوجك فنعم0كما أن وجود أسمين علي صندوق البريد يحير الأنسان0 لن أفهم أبدا فتيات هذه الأيام0
كان كايد يقف في المطبخ يفرم البصل, رافعا كميه , راميا سترته علي الكرسي , مرخيا ربطه عنقه 0رفع رأسه أليها مبتسما :
- لا اقوم بعملك لكنني أعتقد أن علي الصلصه أن تحتوي البصل0
رمت كتبها فوق الطاوله , ومعطفها نحو المشجب ورفست حذاءها من قدميها 0 فسألها بريبه:
- ألن تتناولي السباغيتي ؟
- لقد تحدثت منذ برهه الي صاحبه الدار0
- حسنا 0 لا تجعلي هذا الحديث يفسد عليك نهايه الأسبوع0أنها ليست أفضل متحدثه في الدنيا لكنها تحاول0
- لقد دعتني بالسيدة أفرت 0
- اسم جميل مناسب 0 استخدمته والدتي سنوات طويله000
- هل قلت لها أننا متزوجان ؟
رفع يديه مستسلما يدافع بذلك عن نفسه:
- لم أقل لها شيئا تشيلسي!
- حسنا 00 لقد فهمت الوضع علي حقيقته 0
- لعلك لم تبددي أوهامها 0 أكره أن أضطر الي ترك هذا المنزل في منتصف الفصل 0
أتسعت عيناها :
- تترك السكن؟
- أجل 0 أتعرفين ما أعني0 أخشي أن أطرد, وأصبح في الشارع 0تشكو هي وزوجها دائما من سوء أخلاق المستأجرين 0 لقد أخبرتني كل شئ في الأسبوع الماضي حين التقيتها في غرفه الغسيل 0
أخرجت تشيلسي اللحم المفروم من البراد ووضعته علي النار لتحمره0
- هل سيرفضان تأجيرنا الشقه لو عرفا أننا غير متزوجين 0
- هل أنت بطيئه الأستيعاب أم ماذا ؟ سيرفضان بالطبع,فالمجتمع يرفض ترتيبا مثل ترتيبنا0
- لكننا لا نتشاطر الفراش0
وضع البصل المفروم في المقلاة0
- وكيف لهم أن يعرفوا000أتريدين تغيير هذا الوضع؟
- ولم تزعج نفسك ولديك نورما؟
- لكن ليست نورما هي التي تختال في هذا الشقه بثيابها ابتداء من الجينز الضيق الي روب الحمام الذي لا يلفها كثيرا0
- تبدو منزعجا من هذا كايد0
- لا000بل مثبط العزم0 أشعربالتعاطف مع جون الذي ليس مضطرا لمشاهدتك في الصباح الباكر, وأنت تدعكين عينيك لنزع النوم منهما 0000ليتك تعلمين ما أشد الأثاره التي تظهرها هذه الحركه0
بدا جادا في كلامه , لكن هذا بالطبع مستحيل , فقررت
تجاهل كلامه :
أتقلى هذا البصل بزبدتي ؟
طبعا فأنت من تطهين السباغيتي 0لكنك لم تجيبي عن سؤالي000ما رأيك لو نغير قليلا في قواعد المنزل؟
- أنت من تتجنب سؤالي , أخبرني كيف عرفت صاحبه الدار بزواجنا المزعوم !
- ربما حين سألني زوجها عن الأسم الذي سيكتبه في سند الأيجار0 أعطيته الأسمين , وربما حين نظر الي بأستغراب قلت أنك تصرين علي الأحتفاظ بأسمك قائلا له:"أنت تعرف شغف نساء هذه الأيام الي الأستقلاليه" ولعله استنتج من قولي000
بدأ الغضب يظهر عليها ببطء , فانحني ليقبل طرف أنفها:
-تبدين ظريفه حين تغضبين 0 لكن حقا تشيس000أكنت تفضلين خساره الشقه؟ كنا سنفتش أسابيع أخرى حتي نجد مثلها0
- ثمه خلل في هذا المنطق كايد00ما كنا سنفتش معا عن شقه0
-كنت سأراك في صف بوربون علي كل الأحوال0 فأنا كنت دائما ضعيف الأراده أمام الشقراوات0
ردت بعذوبه0
- والسمراوات000والحمراوات000
تظاهر بالحرج:
-أهذا قول لطيف يقال؟
- اللقاء في قاعات التدريس ليس بالشئ ذاته0
- وهذا صحيح0 لن يكون مخيبا للأمل كما الحال هذه0
- وصاحبه الدار لن تعتقد أننا متزوجان 0أنت لا تدري ما قد يفعله بي هذا 0
-أن عشرات النسوة مستعدات للأدعاء بأنهن السيده أفرت أما أنت فلا وما ذلك الا لأنك تخشين الزواج0
- وكيف لا أخشاه والزواج لا يعتمد الا علي المرأه التي تقوم بكل العطاء0 لا أخالني أتزوج , فأنا قادره علي العنايه بنفسي ,وبغني عن الرجل الذي قد أصبح مسؤوله عنه كذلك0
رن جرس الهاتف فقال كايد:
-أتريدين أن نقلب قطعه نقديه لنرى من يرد؟
-وعندها يكون قد انقطع الخط0 ما رأيك لو تشرح لي كيف فسرت وجودي لأمك؟
- حاولت فلم تبدي العجب0
التقطت الهاتف قائله:
- أستطيع تصور السبب0
أستمعت الي المتحدثه فأذا هي شارلوت التي سارعت تخبرها عن ثوب العرس الذي لم تتمكن امها من اصلاحه كما يجب , ثم أكملت الحديث حتي طلبت تشيلسي ن تساعدها في أصلاح الثوب الليله فأجابتك
- طبعا000فليس لدي ما افعله تعالي الليله, فمن الخير لي أن أمضي سهرتي في تبادل القيل والقال ونحن نعمل علي اصلاح الثوب0
ضحكت شارلوت :
- فنسنت يريد معرفه ما أذا كان كايد سيبقي في البيت أيضا لأنه يريد ان يقابله 0
غطت سماعه الهاتف بيدها وسألت كايد:
- ها ستبقي في المنزل الليله ؟ يبدو أنك قد نفذت الي قلب عائلتي0
- ألي قلب من ؟ الي قلب شارلوت؟ من المؤسف أن تكون مخطوبه 0نعم سأبقي في البيت0
- يقول الدكتور أفرت أنه سيبقي في المنزل0 كونا هنا وقت العشاء فنحن نحضر السباغيتي0
- هذا سيحضر فنسنت من مقلب الدنيا الآخر000سأراك بعد ساعه0
وضعت السماعه من يدها والتفتت الي كايد:
-ليست شارلوت هي المعجبه بك في عائلتي بل أخي فنسنت 0
- حسنا 0 أنا مضطر للقبول بالأمر0
بعد قليل من الأنشغال في الطعام 0سألته:هل أنت جاد !أتري شارلوت جذابه؟
عنت لها في خيالها صورتهما معا0ففكرت لو يكون السبب في فسخ خطوبه شارلوت وفنسنت لقتلته0
- طبعا أجدها خذابه0أو تجدينني أعمي ؟لكن قبل أن تطعنيني بالسكين , أعترف بأن أعجابي ليس من ذلك النوع الرومانسي0
حركت الصلصه مفكره وسألت :
- أتقرأ أفكاري ؟
- أحيانا000فالأمر ليس صعبا00التزمي بتدريس اللغه عزيزتي واتركي المقامره والسياسه لأصحابها , فوجهك شفاف عكس كل شئ فيك 0

مرت لحظات أخري كانا فيها صامتين حتي قال:
- أعتقد أننا لن نخبر فنسنت بأمر جون0
- من الأجدي لنا عدم أخباره0
هز كتفيه0
- هذا ليس من شأنه علي كل حال, لكن أذا ألاتكبت شيئا كهذا أخنقك بنفسي0
- معك حق 0لقد حملت نفسي الي الهاويه حملا 0 ما كان علي الذهاب الي شقته أصلا0
- أن ما قام به كان طبيعيا 0 لكن كان عليه ان يفهم رسالتك قبل ان يخيفك0
- كنت مرتبكه0
- هذا منطقي , فهكذا هي العذراء عاده0
- لماذا تتصرف وكأن من العيب أن أكون عذراء؟
- ألم يعجبك جون؟
هزت رأسها وهي تحس بخيبه أمل:
-أكان علي مجاراته؟لكنك قلت00
- الا تفقهين ؟ لقد قلت لك أسأت الاختيار فهو أناني ملئ بالآفات التي منها طريقته في معامله الفتيات000فلو عرف كيف يتصرف معك لما هربت منه 000لقد وددت لو تسنح لي فرصته تلك, غير أنني لسؤ الحظ سيد مهذب0
ضحكت تشيلسي رغما عنها :
-أذن ماذا تقترح علي عذراء مسكينه ان تفعل كايد ؟

arianda
29-03-2007, 21:32
-أولا الأبتعاد عن الشبان العديمي الخبره لأنهم خطرون , ثانيا النظر الي الوضع من هذه الناحيه تشيلسي ! أنت لا تأتين الي الكليه لتتعلمي من الطلبه بل من الأساتذه 0 فأذا أردت الجواب فاطرقي الباب الصحيح لتتعلمي من شخص يفهم الموضوع0

- أعرف 000أعرف ! سأنشر أعلانا في الصحف وأطلب فيه عروضا 0
- وعندها ستتعرضين الي خطر أكبر من الخطر الذي قد تتعرضين أليه وأنت معي0
- يالهذه الدعابه !أنت تمزح دون شك0
بدا عليه الغضب:
- من يوجه الأهانات الآن؟
أحمر وجهها حرجا:
- لم أقصد هذا 000فأنا فقط 000
- أنت فقط لا تعتبرين أن من يتجاوز الثلاثين قادر علي تذكر ماهو الحب ؟ أنت لم تحملي شيئا مما قلته علي محمل الجد000أليس كذلك ؟
- تقريبا 0
- أنت فعلا طفله 0 اسمعي نصيحتي 0 عليك ألا تخلعي حذاء وأنت مع رجل وذلك حتي تتمكني دائما من الهرب0
نظرت الي قدميها , ثم حركت أصابعها في جوربها السميك , وتطلعت بريبه الي كايد فلما شاهد تحرك أصابعه قال:
-أنت آمنه معي , فأصابع القدمين لا تثيرني 0 علي أن تفهمي أنني لا أعد بشيء أذا ارتديت ذلك الروب مرة أخرى0
بدأت تشيلسي تحضر نفسها لأعداد فطيره أخيها المفضله0
بعد قليل قال لها :
- الدكتور ديكنسون قال أنك ستساعديني في كتابي 0
رفع ملعقه من الصلصه فشمها 0
- قلت أنني سأطلع عليه , لأرى ما أذا كنت أريده أم لا 0 لماذا تؤلف كتابا ؟
- قال شخص شهير أن في داخل كل شخص كتاب0
- لكنه أضاف : أن أفضل مكان للمحافظه عليه هو داخل الأنسان نفسه 0 فلماذا تريد كتابته؟
- هذا ما يفعله جميع المشهورين عادة, وذلك حتي يبقي هذا الشهير أمام عيون الناس , خاصه أذا أراد ترشيح نفسه لمنصب حكومي برئاسه الوزراء مثلا0
- آه00وهل تخطط للوصول الي داو ننغ ستريت؟
- لم يصل طموحي الي هذا الحد بعد0
- لا أصدقك 00فأنت تخفي الأمر 000عم يتحدث الكتاب ؟
- اقرئيه تعرفي 0
- أنت تكتب أذن وليس الأمر بدعابه ؟
- أكذبت عليك من قبل ؟
رمت عجينه الفطيره في القالب , ولعقت الملعقه دون تفكير0
- مرمرا وتكرارا 0 حسنا 000سأقرأالكتاب 0لكنني لا أعدك بالمساعده0
نظر أليها متوسلا:
- في الواقع أنا بحاجه لمساعدتك , فقد أتكلم يوما بحاله أما الكتابه فلست بارعا فيها0
وضعت الفطيره في الفرن0
- ها قمت بالأبحاث؟
- أبحاث خاصه 0
- جيد 00فكتابه محاضرات جامعيه لا تزعجني أما الأبحاث 000
وهزت رأسها يائسه , فسأل :
- هل أحضر طاوله؟
- أذا أردت أن تأكل0
- ظننتك لن تتابعي دراستك0
- أقنعنني الدكتور ديكنسون بها 0 فقررت أن لم أجد وظيفه أن استقرض المال لأبقى0
- علي أنفك لطخه شوكولا0
مد يده بالمنشفه ليمسح أنفها , فرفعت نظرها ونظرت الي عينيه اللتين لم تكن قد أهتمت بهما من قبل 0 نعم هي تعرف أن عينيه تلمعان بخبث , لكنها لم تلحظ من قبل خطوط الضحك حولهما , كما لم تلاحظ أهدابه الرائعه السوداء أو طريقه انحناءه فمه التي تشير الي أنه نادرا ما ينظر الي شئ لا يسليه0

لكن من يتواعد مع نورما تشا مبر لين لن ينظر أو يبالي بتشيلسي 0 فتلك امرأه جميله لا يجرؤ أحد علي أن يطلق عليها لقب طفله000ودون أن تدرك ما سيفعل , أحست برأسه يدنو منها وبأنفاسه حاره علي وجهها 0 فقالت مضطربه:
- السباغيتي000
- لا أقوى ألا علي تقبيلك تشيلسي 0 لا أريد ألا قبله , صدقيني0
أن كان لا يريد الا قبله , فما الضير منها ؟
لكن قبلته فعلت أشياء وأشياء بنبضات قلبها وتنفسها 0فقد كانت شفتاه دافئتين رطبتين ولم يكن لجوجا بل لم يكن يلف ذراعه حولها 0 ومع ذلك خفق قلبها أثاره0 وما أستطاعت أن تحرر نفسها من هذا الأتصال الساحر0
أرجع رأسه الي الوراء , فترنحت وهي تحاول أستعاده توازنها 0
فسألها وقد رفع حاجبيه :
-حسنا 000ما رأيك؟
- كما ترى لم يسبق أن تلقيت عناقا من خبير0
- لكنك مثيره 0 متي شئت التمرن علي العناق تجديني جاهزا 0 وأذا أردت التحرر من مشكله000
صاحت به مرتاعه:
- لن يحدث0
- هذا شأنك , ربما ترغبين في أن تصبحي معلمه عجوزا0 كوني حذره في أختيارك 00سأذهب لأستحم0
بعد ذهابه الي الحمام وقفت تفكر في ماجرى حتي طرق الباب فسارعت أليه دون تردد تفتحه لكنها فوجئت بنورما تشامبرلين , ترتدي معطفا طويلا من الفراء وتتزيا بالألماس الذي زينت به أذنيها 0 اعتلت وجه نورما الصدمة وهي ترى تشيلسي أمامها , مرتديه سروالا قديما وكنزه صفراء0
قالت نورما:
- اسأل عن كايد أفرت 0 هل يمكنك أن ترشديني الي شقته ؟
أبتعدت تشيلسي عن الباب :
- لقد وجدتها 0 ادخلي 0 سأخبره بوجودك0
ثم لامست قلبها روح شريره000فأضافت بلطف:
-أنه في الحمام 0
بدا وكأن نورما علي وشك الأنهيار أرضا لكنها رغم ذلك قطعت عتبه الباب , فقالت لها تشيلسي :
- أجلسي أذا شئت0
- ولم تصل الي أسفل الدرج حتي سمعت صراخا من فوق :
- - ماذا فعلت قطتك اللعينه بجواربي؟
وجلست نورما مصدومه, بينما قالت تشيلسي بخبث :
- أنظر تحت السرير00وبالمناسبه نورما جاءت لتراك0
ساد صمت مفاجئ فحاولت تشيلسي أخفاء ابتسامتها0 هذا أفضل له فقد حذرته من المشاكل التي سيولدها هذا الترتيب 0
قالت لنورما بلهجه من يفضي بسر:
- في الواقع00أنا طالبه عند كايد فالعلوم السياسيه موضوع رائع00ألا تظنين هذا ؟ سنتناول طعام العشاء مع صديقين0
أصبح وجه نورما باردا0
- أذا كنتما قد أعددتما شيئا لهذه الأمسيه00000
وشدت المعطف حول نفسها وكأنها تحتمي بدرع قبل أن تقف , فهبت تشيلسي بدورها واقفه :
- اوه 0 أرجوك لا تذهبي فسيتكدر كثيرا أن لم يرك0 أترغبين في فنجان قهوه؟ أنها جاهزه0

arianda
29-03-2007, 21:35
كان بوسع نورما الرفض , لكن تشيلسي كانت قد وضعت الفنجان أمامها قبل أن تتكلم 0 بعد ذلك ذاقت تشيلسي صلصه السباغيتي وزادت عليها بعض البهارات 00فقالت نورما:
- تتصرفين وكأنك في بيتك0
- أنا أحب الطبخ0
كانت تعلم أنها تصب الزيت علي النار, لكنها لم تستطع منع نفسها بل أستمرت في الصب بلهجه فاتنه:
- كايد طباخ رائع كذلك 0 أتعرفين هذا ؟ أنه يحضر أروع فطور0
طقطقت الدرجات الخشبيه تحت قدمى كايد وهو ينزل بسرعه :
-مرحبا نورما 0 أدفعك الفضول الي زيارتي؟
قالت تشيلسي بحبور مصطنع :
سأترككما وحدكما حرك الصلصه من حين لأخر , أرجوك كايد, ولا تنسى أن ضيفينا سيصلان بعد نصف ساعه000
ابتسمت وهي تنسحب الي غرفه الجلوس التي أستطاعت منها أن تسمع وتيره صوت نورما ترتفع وتنخفض لكنها لم تفهم الكلمات000فتحت كتابها متنهده وودت لو تسمع ما تقوله نورما!
غرقت في كتابها حتي لم تعد تلوي علي شئ لذلك عندما دخل عليها كايد ام تشعر بوجوده ألا بعد أن تنحنح ورفعت رأسها وسألته:
- كيف جرى الأمر ؟ هل هدأت من روعها!
- أعتقد أن علي قتلك الآن لأوفر علي نفسي فيما بعد مصاعب كثيره000لماذا بحق الله قلت لها كل هذا؟
- كل ماذا؟ أنت من زج نفسه في المشاكل :أين جواربي ؟بالله عليك كايد000
- لم أكن أعرف انها هنا 0اللعنه0
عادت الي فتح كتابها من جديد:
- كنت أعلم أنك ستقع في المشاكل0
فانحني فوقها مهددا0
- لأنك قررت أن أقع في المشاكل 0
جلست متكوره حول نفسها ثم قالت بحزم:
- لم أقل لها شيئا غير صحيح0
- لا 00بل قلت انك طالبه عندي 000وأذا كنت تظنين أن نورما تؤمن أنني أعلمك العلوم السياسيه فقط فأنت مخطئه0
- لكن هذا صحيح ,فما شأني أن لم تصدقني0 أضف ألي هذا أنك تطوعت أن تعلمني أشيئا أخرى, ولم تكن هذه فكرتي0
- أيتها السيده الشابه أنت بحاجه الي من يلقنك درسا!
- وأعتقد أنك تود لو تكون أنت المعلم0
- يبدو أنني الوحيد الذي قد يجرؤ علي هذا0
رفعت ذقنها متحديه تنظر الي عينيه البنيتين اللامعتين:
-هيّا00هيّا أكسر عنقي 0أليس هذا ما تود فعله؟
أطبقت يده علي عنقها , فقالت بصوت مخنوق:
- العنف ليس بعيدا عنك أيها الدكتور أفرت0
- لكنني لم أكن أفكر في خنقك 0
وضع يديه علي كتفيها ثم جذبها بحركه عنيفه لتقف فلما علقت قدماها بالغطاء علمت أن المقاومه معركه خاسره000 وما هي الا لحظات حتي وجدت نفسها مطروحه أرضا شبه مدثره باللحاف الصغير وكايد مستلق ألي جانبها0 فسألته:
- وماذا ستفعل ؟ ستدغدغني حتي أصيح طالبه الصفح؟
في صوتها يختبئ الضحك ,فقال لها :
- أن كنت ستلعبين لعب الكبار , فعليك تلقى النتائج0
وتحرك بسرعه ولم تجد نفسها الا مثبته فوق الأرض 0فقالت :
- عمي 000أستسلم00أنا آسفه0
رد بنعومه:
- لقد تأخرت جدآ0
أشاحت بوجهها عنه , فحطت شفتاه علي أذنها 000 لكن هذا لم يعقه أذ أكتفي بمداعبه أذنها وطرف عنقها0فأحست بموجات لذيذه تجتاح جسدها كهجوم ساحق , يجب أن يتوقف هذا 0 بدأت تحتج لكنه أصمتهاوأوقظ فيها مشاعر لم تتعرف أليها من قبل 0 قالت محتجه:
- توقف!
- لماذا ؟ أنا أتسلى وأنت كذلك000
فجأه سمعا طرقا علي الباب الخلفي فقالت تشيلسي :
-أنه فنسنت0
رفعت يديها الي شعرها ترتبه فزعه , فقال في خشونه:
-اللعنه000 لقد بدأ الأمر يعجبني ترى لو تجاهلناهما هل سيفهمان المغزى؟
ردت بصوت خفيض وكأنهاتحاول بعث الطمأنينه الي نفسها:
- لم يحدث شئ حقا0
- لو تأخراخمس دقائق يا عزيزتي لما سمعنا طرقاتهما وعلي ما أعتقد أن هذه الطريقه ليست طريقه مناسبه لكسب صديق0
- لن تجرؤ علي قول هذا؟
أبتسم:
- لكنك قلت أن شيئا لم يحدث0
وجذب نفسه من بين ذراعيها ليفتح الباب الذي دخلت منه شارلوت وحقيبتها محمله برقع الثلج0
- نأسف علي التأخير0
فرد كايد وعيناه تلمعان بخبث دافئ :
- لم يزعجنا التأخير0
- تعطلت سياره فنسنت من جديد00 لقد أحضرت لك الفستان الذي تريدين ارتداءه يوم زفافنا لكن دائرته السفلى لم تنته ومع ذلك تستطيعين تجربته الليله0
ابتهجت تشيلسي :
لن أستطيع الأنتظار حتي اراه0
وقال فنسنت :
- وأنا ،لن أستطيع الأنتظار حتى آكل0 قدمي لنا المعكرونه أولا . ثم خططا ما تشاءان0
فتنهدت شارلوت:
- لم أشاهد رجلا مثله0
قالت تشيلسي لأخيها :
- أتفقنا 00أذا كنت تقبل بتنظيف الصحون0

arianda
29-03-2007, 21:37
ما أن انتهت الوجبه حتى تركت الفتاتان الرجلين يلتهمان فطيره الشوكولا, ويتناقشان في موضوع الأنتخابات البلديه حتي جذبهما لمعان الساتان الأبيض , في غرفه النوم0
دست شارلوت الفستان من فوق رأسها بعنايه لئلا تخزها الدبابيس وقالت :
- لن أعيدها ثانيه 0 أن خياطه ثوب العرس أمر جنوني 0
ضحكت تشيلسي :
- لا يفترض بك أن تحتاجي الي فستان آخر0
- صدقيني , لو أحتجت لأرتديت في المره القادمه أي شئ من خزانتي 000 وأن رزقني الله أبنه لسمحت لها بالزواج خطيفه 0
- ألن تخيطي لي فستان العرس؟
توقفت شارلوت في منتصف تحركها وقالت بذهول:
- وهل هذا اعلان عن شئ؟
- بالطبع لا000أعني حين أجد "السيد المناسب" سأحتاج ألي ما أرتديه0
أنهت شارلوت ارتداء الفستان وأدارت ظهرها ألي تشيلسي :
- السحاب خارج عن موضعه , والفستان يحتاج الي تضييق قليل من الجانبين000 ألا تظنين هذا؟
وبدأت تشيلسي تدبّس الفستان 00فقالت شارلوت:
- ظننتك قلت أنك وجدته 0 كيف حال جون هذه الأيام؟ ومتي ستقابلينه ؟ هل ستدعينه الي حفله زفافنا؟
سرّت تشيلسي لأن تشارلي غير قادره علي رؤيه وجهها ,فهي لم تستطع السيطره علي حمرة الحرج التي تعالت الي وجهها :
- لا أحسبني أدعوه0
- أتعلمين أن العمه ساره اطلعت علي أمركما , فقد فتح فنسنت فمه الكبير0
- أنا مذهوله لأنها لم تأت بعد لأنقاذي !
- أوه 00أنها لا تعرف أنك تعيشين معه0
ردت وفمها ملئ بالدبابيس:
- ولكنني لا أعيش معه !
- أوه 00تعرفين ما أعني 0لقد تبين أنها أحدى المعجبات به,وهي تموت شوقا الي مقابلته أذ تعتقد أنه سيكون أفضل محافظ للمقاطعه0
- مسكينه عمتي ساره 000حكم عليها دائما بخيبه الأمل0
مسدت لها الفستان ثم سألت :
-كيف يبدو لك هذا ؟
كان الوقت متأخرا حين غادر فنسنت وشارلوت 000فشغلت تشيلسي نفسها في المطبخ متجنبه كايد الذي تمدد علي الأريكه كعادته 0 علي ركبته القطه وفي يده الغليون0
لكنها أخيرا دخلت غرفه الجلوس , فلا يمكنها الأستمرار بالعيش معه وهي تقفز مذعوره كلما سمعت خطواته 0 يجب أن توقفه عند حده 0
- أظن من الأجدى لنا ألا نكرر000ما حدث هذا المساء0
- أتشيين الي العناق وألي مباراه المصارعه الصغيره ؟
هزت رأسها أيجابا فأكمل :
- لكن في كلمه "الأجدى" هذه ماهو بعيد كل البعد عن المرح0
تقدم الي النافذه ليتأمل تراكم الثلج في الشارع 000وقال :
-تشيلسي 000أننا في موقف حرج هنا0
- قد يكون حرجا لك000لكنني لم أكن متضايقه0
- هذه كلمه السر00لم تكوني 000فأن كنا لا نلاحظ وجود بعضنا بعضا نستطيع النجاح 0أما الآن فما عاد ينفع التظاهر000أنا لم أكن أمزح معك تشيلسي , فأنا أجد صعوبه كلما رأيت تلك الحركات البهلوانيه السخيفه000
- سأتدرب فقط في غرفتي 00أقسم لك0
أبتسم من الرعب الذي أجتاح صوتها0
- لكن الأمر لا يتعلق بالملابس فقط تشيس 000أنه عطر شعرك , وطريقه ضحكك000وأنت لست محصنه أيضا مني0
لن تستطيع أنكار هذه الحقيقه , فقالت بصوت متردد:
- كايد 000ماذا يحدث لنا؟
- لست واثقا 000كل ما أعرفه أن هذه فتره غير عاديه من حياتنا000ربما في الصيف القادم يذهب كل منا في طريقه 0 لكن في الوقت الراهن نحن نسجل الوقت , بانتظار التغيير التالي في حياتنا 0
- ألن تبقي في الجامعه ؟
- علي الأرجح000لا 000سأعود الي لندن ربما 0 من يعلم؟ وأنت ستنتقلين الي حيث تقودك وظيفتك الأولي0
- هذا أذا حظيت بها 0
- ستحظين بها فهذه فتره قاحله غريبه في حياتنا 000ننتظرفيها قدوم الصيف , فلماذا لا نتمتع بالأشهر القليله القادمه معا ؟
- أتعني أن نكون علي علاقه؟
- لا يعجبني وصف الأمر بهذه الطريقه 000لكن أجل 00هذا ما أعنيه0
ردت بصوت متوتر:
- لا أريد علاقه معك كايد0
كانت في منتصف طريقها تلاتقى الدرج حين سألها بكسل من الأسفل 0
-لا تريدينها أم تخشينها ؟ فكري فيها مليآ تشيلسي , فالرد يعني الكثير لي0

arianda
29-03-2007, 21:39
ألعب وأهرب


- هذه آخر الأكياس0
قال كايد هذا 0 يتنهد وهو يضع كيسين مملوءين بالأطعمه فوق طاوله المطبخ وأضاف :
- يبدو وكأننا ننتظر حصارا ثلجيه ما تبقي من الشتاء 0
- قد يحدث هذا وعندها لن أجد من يقلني الي السوق المركزي لأشتري أغراض أضف ألي هذا أكره هذه الأماكن 0
- بسبب الأسعار؟
- ليس لهذا فقط 0 فأنا أكره رؤيه عجائز المجتمع الراقي اللواتي يبدون وكأنهن خرجن من الفراش لتوهن000شعر ملفوف بالدبابيس وقمصان معده للركض 0 لقد رغبت دائما في التقدم من أحداهن لأسألها عن السبب الذي يجعلها تلف شعرها بالدبابيس أو لأقول لها: هل يمكن أن تكون في مكان عام أكثر من هذا المكان الذي هي فيه؟
- هذه نقطه مهمه 0
وبدأ يفرغ العلب من أحد الأكياس0000
- لن أكون أحداهن أبدا 0 سياره فخمه فيها الكلب والأطفال000
- الا تحبين الأطفال ؟
- أعتبرهم جزءأ من الحياة الزوجيه0 كنت في الواقع أتطلع شوقا الي مقابله توائمك الثلاثه000من هو جورج علي الأقل أن لم يكن الولد الأوسط بين التوائم000
- أنه الساقي عند أمي 000
- بالتأكيد00كنت دائما في الوسط الراقي 00كيف هي الحياة في ذلك الوسط الأجتماعي ؟
- يمكنني أن أكتب كتابا عن الموضوع00وبالحديث عن الكتب , متى تبدئين بقراءه كتابي؟
- لقد بدأت , وما زلت أجد صعوبه في فهم خطك0
بدأ حزينا :
- يضجرك حتى النعاس0
- أنه أفضل من كوب حليب ساخن00لا 000في الواقع هوليس سيئا الي هذا الحد0
أنهت افراغ الكيس وطوته بترتيب ثم قالت :
- شكرا لأنك اصطحبتني الي السوقالمركزي كايد0
- مسرور أنا لأنني قمت بعمل مفيد لك, فليس من المنطقي أن نستمر في النمط القديم , هذا طعامك , وهذا طعامي0
- أيعني هذا أنك ستستمر في أستخدام زبدتي؟
- اللعنه000لقد نسيت شراء الزبده0
- أنت لم تنس كايد!
فأبتسم:
-لا00لم أنس000لكنني أملت ألا تلاحظي0
أخرج لفافه اللحم من الكيس وقال:
- سأشوى اللحم بنفسي الليلة أذا أحببت 0
- هذا لحم لا ينضج بسرعه 000فلماذا لا نستعيض عنه ببطاطا مسلوقه ولبن وقليل من الثوم وسلطه0
- ما دمت تكرهين اللحم , فلماذا لا نتناول الهامبرجر دائما؟
بينما كان يضع علبة طعام في الخزانة , لامست ذراعه رأسها , فأحست بتوتر جسدها كله ..فقال بهدوء:
- أما زلت تتهربين مني تشيلسي؟
- ومرر يده على شعرها الذهبي , المنسدل شلالا على ظهرها , لكن .. حين لم تستجب تنهد كايد وعاد الى الطعام المكوم على الطاولة , ومنذ تلك اللحظة عمل جاهدا على الأبتعاد إلى الجانب المقابل من المطبخ .
- قال كايد بعد حين بصوت هادئ :
- - لم تردي على سؤالي تشيلسي 00يجب أن تتوقفي عن الأختباء من نفسك في يوم ما 0
حاولت تجاهل سؤاله ,لكن كلماته رنّت في اذنيها000وساد صمت طويل آخر, قال أثره:
- ألم أذكر لك أن هذه الليله هي الليله الأولي لبيتي المفتوح؟
أحست بالأنزعاج , لكنها أقنعت نفسها بأنها شقته كذلك , فحاولت تمرير الأمر بخفه 0
- ألهذا اشتريت هذا الطعام الجاهز كله ؟
- طبعا000لكن لو شاهدت الطلاب , لعرفت أنهم يفضلون الطعام البتي 0
- أهذا تلميح؟
- لا شئ محدد0 فطيره بالشوكولا قد لا تنفع 0
- أتطهو اللحم أنت ؟
- أجل , أذا صنعت أنت الفطير 0 وقد يحضر المحافظ المستقبلي كذلك0
- اوه 000سأقضي أمسيتي في المكتبه أذن0
- أي نوع من المواطنين أنت 00كيف لك أن تدلي بصوتك أن لم تتعرفي الي المرشحين؟
- أنا لا أصوّت0
توقف عما يقوم به والتفت ببطء:
- ألا تصوتين ؟ هذا سبب أضافي لبقائك الليله0
ورن جرس الهاتف الذي انبعث منه صوت شارلوت وهي تسأل ما أذا كانت تود تناول الغداء برفقتها لأنها ستبقي في مختبر الكليه الي ما بعد الواحده الا ان تتصورها وهي محاطه بأنابيب الأختبار0
فضحكت واتفقت معها علي اللقاء في مطعم المعجنات الجاهزه لكن شارلوت صمتت لتقول بعدئذ بقلق:
- تشيلسي 000لدينا مشكله!
وبدا اليأس في صوتها مما جعل تشيلسي تشهق :
- أتشاجرت مع فنسنت ؟ هل ألغيتما الزفاف ؟
- لم يحدث , لكن قد يحدث فيما بعد 0 أوه ماأغباني 0 لم أكن أعرف أنه سيأخذ الأمر علي هذا المنحي 0 كان الأجدى لي لو تركت العمه تفعل ما تريد لكنني لم أتصور بأن الرجل قد يحضر0000
- لحظه! ماذا فعلت العمه ساره ! وعمن تتحدثين؟
- عن والدك000 سألتني ساره أذا كان بالأمكان دعوته الي حفله الزفاف , فقلت لها أن لا بأس 0 والدك سيأتي لكن فنسنت غاضب مني0
صمتت تشيلسي متجهمه فهي خير من يفهم شعور فنسنت , فمنذ كانت في الثامنه وفنسنت في العاشره انقطعت صلتهما بوالدهما الذي ما زال هجره لهما يؤلمهما وينغص عليهما عيشهما 0
أخيرا ردت علي شارلوت المترقبه:
- لقد حدث ما حدث شارلي , ولا نستطيع تغيير الأمر 0 لم أكن أعلم أن العمه ساره تعرف مكانه 0
ردت بائسه :
- وهذا ما ظننته كذلك 0فقد كانت تهدد دوما بأشياء لا تستطيع فعلها, وأعتقدت أن هذا أحدها 0 لكن حين عرف فنسنت قال أنه لن يستقبل ذلك الرجل في حفله زفافه ,وأنه أذا جاء فلن يكون هناك زفاف0
- أنه غاضب حبيبتي 00وأحسبنا سنجد حلا لهذه المعضله سألقاك في المطعم عند الواحده 0
وضعت السماعه من يدها مفكرة , فتقدم كايد ليقدم لها فنجان قهوة:
- تبدين بحاجه أليه 0 أشاهدت شيحا , أو شئ من هذا القبيل ؟
- تقريبا0

arianda
29-03-2007, 21:40
ألعب وأهرب


- هذه آخر الأكياس0
قال كايد هذا 0 يتنهد وهو يضع كيسين مملوءين بالأطعمه فوق طاوله المطبخ وأضاف :
- يبدو وكأننا ننتظر حصارا ثلجيه ما تبقي من الشتاء 0
- قد يحدث هذا وعندها لن أجد من يقلني الي السوق المركزي لأشتري أغراض أضف ألي هذا أكره هذه الأماكن 0
- بسبب الأسعار؟
- ليس لهذا فقط 0 فأنا أكره رؤيه عجائز المجتمع الراقي اللواتي يبدون وكأنهن خرجن من الفراش لتوهن000شعر ملفوف بالدبابيس وقمصان معده للركض 0 لقد رغبت دائما في التقدم من أحداهن لأسألها عن السبب الذي يجعلها تلف شعرها بالدبابيس أو لأقول لها: هل يمكن أن تكون في مكان عام أكثر من هذا المكان الذي هي فيه؟
- هذه نقطه مهمه 0
وبدأ يفرغ العلب من أحد الأكياس0000
- لن أكون أحداهن أبدا 0 سياره فخمه فيها الكلب والأطفال000
- الا تحبين الأطفال ؟
- أعتبرهم جزءأ من الحياة الزوجيه0 كنت في الواقع أتطلع شوقا الي مقابله توائمك الثلاثه000من هو جورج علي الأقل أن لم يكن الولد الأوسط بين التوائم000
- أنه الساقي عند أمي 000
- بالتأكيد00كنت دائما في الوسط الراقي 00كيف هي الحياة في ذلك الوسط الأجتماعي ؟
- يمكنني أن أكتب كتابا عن الموضوع00وبالحديث عن الكتب , متى تبدئين بقراءه كتابي؟
- لقد بدأت , وما زلت أجد صعوبه في فهم خطك0
بدأ حزينا :
- يضجرك حتى النعاس0
- أنه أفضل من كوب حليب ساخن00لا 000في الواقع هوليس سيئا الي هذا الحد0
أنهت افراغ الكيس وطوته بترتيب ثم قالت :
- شكرا لأنك اصطحبتني الي السوقالمركزي كايد0
- مسرور أنا لأنني قمت بعمل مفيد لك, فليس من المنطقي أن نستمر في النمط القديم , هذا طعامك , وهذا طعامي0
- أيعني هذا أنك ستستمر في أستخدام زبدتي؟
- اللعنه000لقد نسيت شراء الزبده0
- أنت لم تنس كايد!
فأبتسم:
-لا00لم أنس000لكنني أملت ألا تلاحظي0
أخرج لفافه اللحم من الكيس وقال:
- سأشوى اللحم بنفسي الليلة أذا أحببت 0
- هذا لحم لا ينضج بسرعه 000فلماذا لا نستعيض عنه ببطاطا مسلوقه ولبن وقليل من الثوم وسلطه0
- ما دمت تكرهين اللحم , فلماذا لا نتناول الهامبرجر دائما؟
بينما كان يضع علبة طعام في الخزانة , لامست ذراعه رأسها , فأحست بتوتر جسدها كله ..فقال بهدوء:
- أما زلت تتهربين مني تشيلسي؟
- ومرر يده على شعرها الذهبي , المنسدل شلالا على ظهرها , لكن .. حين لم تستجب تنهد كايد وعاد الى الطعام المكوم على الطاولة , ومنذ تلك اللحظة عمل جاهدا على الأبتعاد إلى الجانب المقابل من المطبخ .
- قال كايد بعد حين بصوت هادئ :
- - لم تردي على سؤالي تشيلسي 00يجب أن تتوقفي عن الأختباء من نفسك في يوم ما 0
حاولت تجاهل سؤاله ,لكن كلماته رنّت في اذنيها000وساد صمت طويل آخر, قال أثره:
- ألم أذكر لك أن هذه الليله هي الليله الأولي لبيتي المفتوح؟
أحست بالأنزعاج , لكنها أقنعت نفسها بأنها شقته كذلك , فحاولت تمرير الأمر بخفه 0
- ألهذا اشتريت هذا الطعام الجاهز كله ؟
- طبعا000لكن لو شاهدت الطلاب , لعرفت أنهم يفضلون الطعام البتي 0
- أهذا تلميح؟
- لا شئ محدد0 فطيره بالشوكولا قد لا تنفع 0
- أتطهو اللحم أنت ؟
- أجل , أذا صنعت أنت الفطير 0 وقد يحضر المحافظ المستقبلي كذلك0
- اوه 000سأقضي أمسيتي في المكتبه أذن0
- أي نوع من المواطنين أنت 00كيف لك أن تدلي بصوتك أن لم تتعرفي الي المرشحين؟
- أنا لا أصوّت0
توقف عما يقوم به والتفت ببطء:
- ألا تصوتين ؟ هذا سبب أضافي لبقائك الليله0
ورن جرس الهاتف الذي انبعث منه صوت شارلوت وهي تسأل ما أذا كانت تود تناول الغداء برفقتها لأنها ستبقي في مختبر الكليه الي ما بعد الواحده الا ان تتصورها وهي محاطه بأنابيب الأختبار0
فضحكت واتفقت معها علي اللقاء في مطعم المعجنات الجاهزه لكن شارلوت صمتت لتقول بعدئذ بقلق:
- تشيلسي 000لدينا مشكله!
وبدا اليأس في صوتها مما جعل تشيلسي تشهق :
- أتشاجرت مع فنسنت ؟ هل ألغيتما الزفاف ؟
- لم يحدث , لكن قد يحدث فيما بعد 0 أوه ماأغباني 0 لم أكن أعرف أنه سيأخذ الأمر علي هذا المنحي 0 كان الأجدى لي لو تركت العمه تفعل ما تريد لكنني لم أتصور بأن الرجل قد يحضر0000
- لحظه! ماذا فعلت العمه ساره ! وعمن تتحدثين؟
- عن والدك000 سألتني ساره أذا كان بالأمكان دعوته الي حفله الزفاف , فقلت لها أن لا بأس 0 والدك سيأتي لكن فنسنت غاضب مني0
صمتت تشيلسي متجهمه فهي خير من يفهم شعور فنسنت , فمنذ كانت في الثامنه وفنسنت في العاشره انقطعت صلتهما بوالدهما الذي ما زال هجره لهما يؤلمهما وينغص عليهما عيشهما 0
أخيرا ردت علي شارلوت المترقبه:
- لقد حدث ما حدث شارلي , ولا نستطيع تغيير الأمر 0 لم أكن أعلم أن العمه ساره تعرف مكانه 0
ردت بائسه :
- وهذا ما ظننته كذلك 0فقد كانت تهدد دوما بأشياء لا تستطيع فعلها, وأعتقدت أن هذا أحدها 0 لكن حين عرف فنسنت قال أنه لن يستقبل ذلك الرجل في حفله زفافه ,وأنه أذا جاء فلن يكون هناك زفاف0
- أنه غاضب حبيبتي 00وأحسبنا سنجد حلا لهذه المعضله سألقاك في المطعم عند الواحده 0
وضعت السماعه من يدها مفكرة , فتقدم كايد ليقدم لها فنجان قهوة:
- تبدين بحاجه أليه 0 أشاهدت شيحا , أو شئ من هذا القبيل ؟
- تقريبا0


ثم راحت تسرد عليه ما أخبرتها به شارلوت , فسأل دهشا:
- ألم تعرفي شيئا عنه منذ كنت في الثامنه ؟
- لا تقل أن هذا شاذ , فهو يحدث أكثر مما تعتقد0
- أصدقك تشيلسي0
- فنسنت يلومه علي موت والدتنا 0 كانت تشتغل في مكانين لتؤمن مصاريفنا ولتسدد الدين الذي تركه علي كاهلنا وقد أصيبت بألأرهاق ثم وقع لها ذاك الحادث 000
وأغرورقت عيناها بالدموع , فأعطاها منديلا ورقيا:
- ديون؟
- كان يقامر , ويعاقر الخمر 0وقد تركنا لأنه كان يعتقد أنه أذا هجر البلاد تحسن وضعه 000ذهب الي أرض العسل والحليب000أميركا00
- أيعيش فيها الأن ؟
- أعتقد؟
- ربما تغير بعد هذه السنوات تشيلسي 0
- وأن يكن فأنا لن أسمح لرجل غير مرغوب فيه أن يفسد زفاف فنسنت0 أن هذا ما سأقوله له0
- لماذا لا تدعيني أستخبر عنه بطريقتي الخاصه! لدي بعض الأصدقاء في الخارجيه 000متي سيجرى الزفاف؟
- في نهايه آذار0
- أمامنا سته أسابيع , فلماذا نزعج أنفسنا منذ الآن؟ لا تقفزى من فوق الصخره قبل أن تعرفى ماذا وراءها0
- عظيم 000تذكر هذه الجمله وقد تستخدمها في خطبه سياسيه0
- يالك من أمرأه00اسمعى ! سأتحدث الي فنسنت الذي أحسبه سيصغي الي أكثر مما يصغي أليك 0 اطلعينى فقط علي ما قد ألقاه0
- ستستفيد من مركزك لتجد والدى ؟
- سأحاول أولا وبعد ذلك أن وجدت ما أريد قولى له ما شئت0سأتصل به هاتفيا علي حسابي الخاص 0 اعطني اسمه وعنوانه وما تعرفينه عنه0
- سأعطيك أياه بعد أن أسأل عمتي ساره التي تعتبر من معجباتك0
- عظيم 000سأبحث معها الوضع أولا0
- عظيم000
دخلت مكتب الدكتور ديكنسون فوجدته يتحدث هاتفيا 0حين أنتهي سألها:
-ماذا تفعلين هنا تشيلسي 0
- أردت اطلاعك علي هذا 0
أعطته المغلف الذي كان في يدها ففتحه ثم قال:
- عظيم , لقد آن الوقت0 أن نيل درجه جامعيه مهم لك , وأنا سعيد لتقدمك0
- لكن مازال أمامي اجتياز الأمتحان0
- ستجتازينه0
- يالثقتك بي!
- كيف هي الأمور مع كتاب أفرت ؟
- قلرأته 00لكني لم أباشر العمل فيه 0أنه ليس بسئ فله طريقه في التعبير مدهشه0
بدا حائرا:
- قال لي أفرت منذ لحظات أنك تعتبرين الكتاب مثار أشفاق!
- لم أقل هذا000قلت أنه ينعسني وهذا ليس00
- ألم تسمعي بكلمه اسمها اللباقه تشيلسي ؟
- لكن كايد قال أنه يريد الحقيقه000
- همم000أذن لقد تقدمنا وبتنا نستخدم الأسماء الأولي 0
ظهرت حمرة الحياء علي وجهها لا أراديا0
- حذرتك منه0
- صدقني دكتور 00فعلت 0
مدت يدها وتناولت المغلف , فأبعدها عنه !
- طبعا 000

arianda
29-03-2007, 21:42
- أذن سأحملها بنفسي الي مكتب التسجيل بعد الظهر 000لأتأكد من أنك لن تغيري رأيك0
في غرفه المحاضرات في الثالثه ظهرا شاهدت جانبا من كايد لم تكن تتوقعه, فقد كان يحث الطلاب علي المشاركه في النقاش 0
وما أذهلها أن الأناث في القاعه احتللن المقاعد الأماميه بأستثنائها هي فقد قعدت في مكانها المعتاد في المؤخره وفتحت دفترملاحظاتها 0بعد دقائق من بدء المحاضره قسّم النقاش النشيط القاعه الي فرق كل فرقه تجادل لدعم وجهه نظرها وتأكيدها0 أما كايد فجلس علي طرف طاولته , يشارك بكلمة هنا وبكلمة هناك ,لا يوافق علي أي رأي,ولا ينفي أي شئ أو يعارضه , بل يحاول جهده حث النقاش ودفعه الي الأستمرار0 وهؤلا الطلاب الذين كانوا يتثاءبون أثناء محاضرات الدكتور بوربون هم الآن منخرطون في نقاش حامي الوطيس , يجلسون علي أطراف مقاعدهم متوترين0
أخيرا أعلن توقف النقاش:
- لقد انتهي الوقت 000سنتابع نقاشنا يوم الخميس 0 فتعالوا متحضرين لدعم جدالكم بالوقائع 000 وفكروا مليا في المشكله التي تودون دراستها بعمق 0 أما التعليمات الكافيه فسأذكرها لكم في الأسبوع المقبل0
بدأ الطلاب يحتجون آسفين علي انتهاء النقاش , لكنهم بدأوا بعد ذلك يغادرون فقال لهم كايد:
-دعوني أرى لائحه كل منكم 00دعوها عند الباب قبل خروجكم 0 آنسه ستانتون , بما أنكتجلسين في آخرالقاعة أطلب منك جمع الأوراق حين تصلين أليها0
تمتمت مخاطبه :
- سأجلس في المقاعد الأماميه من الآن فصاعدا0
تقدم جون منها :
- ماذا لدى أفرت ضدك0
تجاهلته تشيلسي وهي تحاول ترتيب الأوراق التي كانت ترمى الي يديها من كل حدب وصوب من الطلاب المستعجلين للخروج, وأضاف جون:
- أنه لا يركز عادة علي أحد كما يفعل معك0
- ربما لا يجب ألا يحضر محاضراته خريجو الأدب الأنكليزي0
دنا كايد من خلفهما وقال:
- بل علي العكس أن وجودك يضفى علي القاعه جوا فريدا,أريد أن أعطيك جزءأ آخر من الكتاب تشيلسي هل لك أن تمري بمكتبي , أم تراك في شوق للذهاب ألي المنزل ؟
فالتفتت الي جون:
- أراك فيما بعد جون0
وراقبه كايد يغادر القاعة ثم التفت أليها:
- أذن لقد تواعدت معه مجدد 0
ردت عليه متوتره:
- وما شأنك لو فعلت ؟
رفع حاجبيه دهشه :
- لقد غدا شاني منذ أن أتصلت بي طلبا للمساعده0
لكن تشيلسي احست أنها تجاوزت حد التعقل0
- سأ تواعد مع من أشاء , متي أشاء000أنت لا تملكني !
- لم أقل قط أنني أود أمتلاكك 0ولن يكون هناك من هو أسعد مني حين يعود بوربون الي طلابه ليرفع عت كاهلي طالبه مثلك0
- لماذا؟
- لأنك تشغلين بالي وتلهينني كثيرا ! أذ تدور في رأسي أفكار لا تلائم قاعه المحاضرات أبدا0
- أعطني فكره منها علي سبيل المثال0
- مثلا حين أراك في القاعه أشعر برغبه عارمه الي معانقتك وأخشي أن يسألني أحدهم عن أهم مشكله من المشاكل العشرة لأنك ستكونين أنت المشكلة الأولى0
- وهل يجب أن أعتبر هذا أطراء؟
لكنه كان قد غادر الغرفه متوجها الي مكتبه 0
فكرت في تجاهل طلبه والتوجه رأسا ألي البيت0لكنها تحمل أوراقه وليس أمامها ألا اللحاق به , وقد قررت أن تضعها علي الطاوله ثم تخرج دون أن تتفوه بكلمه 0
وصلت الي باب مكتبه غير أنها صعقت حين سمعت صوتا من الداخل يقول:
- ماذا تقول لي أودري ؟أنها متكدره من العيش مع عاهره0
يا ألهي 000هذا ما كان ينقصها00 وتابع الصوت:
- فكرت في المجئ بنفسي لأكتشف الأمر 0 ترى أكانت أمك تبالغ من جديد ؟
- لا أستطيع وصف الوضع بهذه الطريقه؟
- أذن هذا صحيح؟
- أعتقد أن لديك أكثر من سبب دفعك الي المجئ0 فلست مراهقا كما تعرف000
- صحيح00ليس هذا هو السبب الوحيد00ومع أن تصرفك أكثر من كاف يا كايد000بالله عليك ألا تعلم أن المعارضه ستسغل الوضع الأخلاقي لتحطيمك في الحمله القادمه يا بنىّ!
بنىّ؟ وضعت تشيلسي يديها علي عينيها , لقد سمعت عن برنارد أفرت ما يجعلها تعرف أنه رجل لا يعرف الرحمه0 أرادت أن تهرب , لكن كومه الأوراق كانت ما تزال في يدها 0 وسمعت كايد يدافع عن نفسه:
- أشك في هذا00سيكونون مشغولين في شرح أسباب تصرفاتهم في الأداره, ولن يتمكنوا من رمي الوحل عليّ بسبب شؤوني الخاصه0
- كايد 000هذا ليس شأنا عابرا0 تقول أمك أنك أتفقت مع هذه علي أن تدير لك منزلك0
- فلنتفاهم علي هذا الموضوع أولا 0فأنا لا أحسبك منزعجا من هذه العلاقه 00أليس كذلك؟
- طبعا, تمتع بها قدر ما تشاء 0لكن كن كتوما000وحذار أن تعدها بما قد تمنى النفس به 000أنت تعرف كيف تلعب اللعبه0
- بكل تأكيد أعرف0 علمتني الموضوع بدقة يا أبي 0
- وتعرف ما أتوقعه أنا وأمك 0لماذا لا تتزوج كايد؟
- فكرت في الموضوع , فلم تعجبني الفكره0

حين وصلت الي الشقه كانت تشتعل غضبا 0 رمت الأوراق علي طاوله كايد في زاويه غرفه الجلوس ,وصعدت طلبا للأستحمام0
بعد نصف ساعه دق باب غرفة نومها :
- لماذا لم تمري بي في المكتب ؟ كنت أنتظرك0
تريثت بعض الوقت قبل أن ترد:
- مررت بك لكنك كنت غارقا في محادثه هامه0 فما كان مني ألا أن حملت أوراقك الثمينه معي الي البيت , هل شرحت لأبيك أن هناك فرقا بين أن يتشاطر الأنسان بيتا مع أمرأه وبين أن يتشاطر معها الفراش0
- لم أهتم بهذا00ما كان ليفهم0
حقا؟ بدا لي أنكما تفهمان بعضكما بعضا خير فهم 0 أشعر بالأسى علي أمك في الواقع0
- لا تأسى أو تأسفى فهي راضيه كل الرضى , وهما يتقابلان بين حين وآخر0 أن علاقتهما الآن أفضل مما كانت عليه أثر الأنفجار مباشرة0
- أمر هائل 0 ما عرفت أنهما مطلقان 0
- ليسا مطلقين 000كنت في الثانيه عشرة حين وجدته في الفراش مع خادمه الغرف000ومنذ ذلك الحين وهما يعيشان منفصلين0
- ولماذا لم تطلب الطلاق؟
-كونى عاقله 000لديها ما تريده وأكثر0 القصر والمنزل الصيفي والسياره الرولز والخدم والحسابات المصرفيه 0 وكل منهما يفعل ما يشاء0
- تبدو بارد الأعصاب أمام هذا الترتيب 0
- لأنني أحبهما معا 0 ولا أعبأ بطريقه عيشهما وتجدينني لا أناصر طرفا على آخر0
- لكن حياتهما لا تنسجم مع ما أتصوره عن الزواج الناجح!
- ليس والداك بأفضل حالا000ومسأله " الي أن يفرقنا الموت" خرافه كقصه حوريا البحر والحصان ذي القرن0
- ألست منزعجا لأن والدك غير موافق على ترتيبات حياتك ؟
- ولماذا أنزعج ؟ هو لا يريد منى الا التكتم ؟
- أذا كان الأمر مهم لأبيك فلماذا لم يخض عالم السياسه؟
- كان مشغولا بجمع المال فتبؤات أنا عالم السياسه مكانه0
- لكن المال لا يحل محل المكانة السياسه المرموقة0
- أوه 000لديه طموحاته 000 أنه يريد أن يصبح سفيرا0 أظن أنني سأحصل علي فاتورته يوم عيد تنصيب الملكه0 والآن سأدخل لأستحم 000هل تنضمين ألي؟ فثمه صابون يكفى أثنين 0سأكون مسرورا بفرك ظهرك0
أحمّر وجهها:
- لا000شكرا لك0
لكن,حين ضحك كايد ودت لو جارته بذلك الخداع0
أنما , ماذا أن لم يكن ما قاله خداعا0

arianda
29-03-2007, 21:43
أريد مكافأتي


أنهت تشيلسي أعداد القهوة فصبت لنفسها فنجانا ثم أبعدت المجله التقنيه التي كانت تقرأها, ونظرت من النافذه الي الشارع المتجمد ,تملس شعر القطه دون وعى 0ولكن لم يلبث أن اصطبغ وجهها بحمرة الخجل وذلك حين انتبهت الي أنها تترقب قدوم رجل مرتديا ثوبا رياضيا بنى اللون , لا بد أن يأتي من الشارع الخلفي, لتستقبله القهوة الجاهزة , كانت تفكر في أن كايد تأخر أكثر من عادته , وتساءلت عما أذا كان بخير0

-"اللعنه00! ماذا دهاني أجلس هنا قلقه عليه وكأنني مراهقه تخرج مع أول صديق ؟ ماذا أصابني علي كل حال؟"0
في الأسبوعين الأخيرين, بعد ذهاب والده عادا الي حياتهما الرتيبه 0 كايد يركض صباحا وهي تجلس قلقه عليه من البرد القارس 0 كان يغازلها أحيانا وكانت تصده, دون ان تعرف ما أذا كان يمازحها ليزعجها أم لشئ آخر0
لم يكن قد قابل نورما منذ أيام كذلك0 وخجلت تشيلسي من الأحساس الحار الذى اجتاحها لدى ذكر نورما000فقالت بصوت مرتفع تكلم بوسي:
- وماذا لو قابلها 000؟ من يعبأ؟
جاءها الرد من نفسها, أنت تعبئين000تعبئين كثيرا,فأنت لا تريدينه معهابل معك أنت0
حاولت أنكار الحقيقه التي قفزت الي وجهها ,ولكنها لن تستطيع فعل شئ أزاءها, فحاولت عندئذ أن تتصور نفسها وهي تقول لكايد أنها موافقه علي أقامه علاقه,ل ريب في أنه سيضحك بلطف متفهما ويحملها الي الفراش لتكون بدايه لعلاقه ليس لها نهايه سعيده0 زجرت تشيلسي نفسها وحذرتها من الغباء ثم حولت انتباهها الي بحثها 0
كانت تصب فنجان القهوه الثالث حين دقت شارلوت باب المطبخ الخلفي 0 خلعت قفازها وفركت وجهها المتجمد من الهواء القارس في الخارج0
- ما أسعدني بوجودك في المنزل 000فلو أضطررت للعوده الي الكليه لوجدوني متجمده في الربيع0
أن الذي دفعك الي في مثل هذه الساعه من الصباح لأمر مهم0
نظرت شارلوت الي ما تقرأه تشيلسي:
- أن مؤلف هذا الكتاب جديد0
-أنه كتاب قد يفيدني في أبحاثي 0 ألم أخبرك عنه؟
- ماذا أخترت لبحثك؟
-لقد أخترته عن مساوىء الكحول ألم أخبرك ؟
- أوه بلى 000نسيت000تشيلسي, ما يخيفني الآن حقا أن يظهر والدك في حفله الزفاف 0
- أوه00 كدت أنساه0
- أنا لم أنسه , ولا فنسنت نسيه0
- خلت أن كايد تحدّث الي فنسنت0
- نعم تحدث أليه منذ أسبوعين لكنه عاد الي وجومه وصمته مجددا0 وهو الي ذلك يقوم بأشياء مجنونه كرفضه استئجار بزه العرس0
- هذا هو فنسنت الذي أعرفه0
-يقول اذا ظهر ذلك الرجل فلن يحتاج الي تلك البذله0ولست أدري أذا كان يجب أن أحثه أم أتركه وشأنه, فموعد الزفاف بعد شهر 0 أنا حقا في ورطه تشيلسي , هل عرف كايد شيئا جديدا؟
- لم أسأله000لكنني لا أحسب وقته قد سمح له ببحث الأمر 0في الأمس كان لديه أبوه وما يولده من مشاكل000
-أشتاق أحيانا الي الأيام الماضيه التي لم يكن فيها ما يغمني! لا أمتحان العلوم القادم أو موعد السبت0
-أعلم 000وأنا كذلك أشتاق الي تلك الأيام أحيانا0
رفعت شارلوت نظرها بعد أن شربت آخر ما في فنجانها :
- أذا عرفت شيئا أعلميني0
- أشربي فنجانا آخرا 0 وبعد ذلك أسألي كايد بنفسك00أنه قادم من بعيد0
التفتت لتنظر من النافذه 0
-شاهدت سيارته خارجا0
- صحيح00 أنه يركض0
- في هذا الطقس ؟
- يقول أنه أفضل وقت للركض0
بعد دقيقتين دخل كايد وهو يتنفس بصعوبه , فناولته تشيلسي فنجان القهوه الساخن 0 فلف يديه حول الفنجان ونظر الي تشيلسي:
- لقد تدربت خير تدريب يا عزيزتي 0 صباح الخير شارلوت 0 الطرقات زلقه , تناسب التزلج أكثر من الركض 0 ما الذي حملك ألينا شارلوت؟
- أوجدت والد فنسنت؟
- أجل0
- وهل سيأتي الي حفل الزفاف؟
- أجل0
فانفجرت تشيلسي في وجهه:
- لماذا لم تقل لي!
- لم أرك راغبه في المعرفه0 هل من سؤال آخر؟
قالت شارلوت بمراره:
- حسنا000من الأفضل ألا يزعج نفسه , فلو عرف فنسنت لألغي الزواج0
- لا تخبريه0
صاحت تشيلسي مجددا:
- ما هذه المساعده التي عرضتها , قلت أنك ستطلب منه عدم المجئ0
سألها بأدب:
- أقلت هذا؟ ظننت أنني سأقوم بتحقيقات عن ظروفه فقط0
- وماذا أن كنا لا نريده؟
فكر كايد قليلا:
- حفلات الزفاف شأن علني , ولا يمكنك حرمانه من الجلوس في الصفوف الخلفيه من الكنيسه ليشاهد زواج أبنه 0 أنه لا يتوقع أن يدعى الي حفل الأستقبال000أتريد أحداكما حلوى اللوز؟
- أهذا ما يفعله000يجلس في الكنيسه دون أن يعرف فنسنت بوجوده0
- هذا صحيح 0
- لا أصدق كلمه مما تقول 000كيف سيأتي الي هنا علي فكره00؟ سباحه؟
- شئ من هذا القبيل 0
- وكيف يفترض بنا أن نبقى الأمر سرا؟
وضع اصبعه تحت ذقنها ثم رفعه بلطف فأطبقت شفتاها0
- هكذا000كلما حثك علي الكلام اقفلي فاك0
دفعت شارلوت كرسيها الي الوراء وقالت بصوت ملؤه الخيبه والقلق:
- حسنا000عساك تشرح الأمر له0
فجأه بدا صارم الوجه , فوضع القهوه من يده وقال:
- سأتحدث أليه 00وسيجري كل شئ علي ما يرام شارلي0
هزت شارلوت رأسها وقالت محذره:
- أنت لا تعرف فنسنت كما أعرفه 000أراكما فيما بعد 000وداعا تشيلسي 0
راقبتها تشيلسي تسير في الطريق ثم قالت له :
- لقد أفسدت الأمر يا كايد0
- أفهم فنسنت 000لكنني أفهم كذلك وجهه نظر والدك, وفي الوقت الراهن أنا عالق بين نارين0
- أتدافع عنه؟ هل أصبحتما حميمين بسرعه؟
- كل ما يريده هو رؤيه ابنه في يوم زفافه سيصل الي البلاد قبل الزفاف بيوم وسيقفل راجعا الي أميركا في اليوم التالي0
- وأين يعيش علي كل الأحوال؟
- في لوس انجلوس 0
ضاقت عيناها :
- وهل سيجتاز تلك المسافه لقضاء يومين فقط؟
- قد يقبل بالبقاء لو دعوته00
- شكرا000يكفيه يومان0
- انه زفاف ابنه الوحيد0
- كان والدي يحب دائما القيام بالأمور الغريبه0
- ربما تكون المده الوحيده التي يستطيع فيها الغياب عن عمله0
- أنت تمزح000ألديه وظيفه؟
- لم يقل هذا بالضبط0
-أنت تضع ثقتك برجل لم يعرف أنه بر ّبوعد يوما
أتعرف هذا؟
************

arianda
29-03-2007, 21:49
ردت ساخره:
شكرا علي الثقه0 ماذا تفعل؟
- أفرز أوراقي0
-ظننت أن لديك مساعدين لهذا العمل 0
- أفضل القيام بالفرز بنفسي 0 الليله دوري في أعداد الطعام , أتفضلين الأطعمه الصينيه أم المكسيكيه؟
- الصينيه0 لكن ليس لدينا "الكاري"0
- أعرف مطعما فيه ما نريد00اصعدي وبدلي ملابسك بأخري0
- لكنني متعبه 0
- حسنا كوني ناكرة للجميل 0ابقى في المنزل وكلي ما شئت000فسأجد من يرافقني0
لا بد أنه سيتصل بنورما000وقالت متجهمه :
- أنت مستأسد ظالم كايد 000 لكن ستساعدني00
- في تغيير ملابسك؟
- لا 00بل علي الوقوف0
جذبها لتقف ثم مسح شعرها الأشعث, وفك لها المعطف , ثم دس يده وراء ظهرها وجذبها أليه0
خفق قلبها بشدة , فقد مضت أسابيع لم يلمسها فيها 0 ولم تكن تدري حتي هذه اللحظه مدى أشتياقها الي ذراعيه 0 رفعت رأسها أليه , وأرتفعت يداها ببطء ونعومه الي كتفيه , ومنهما الي عنقه0
سألها بصوت خشن :
- هل غيرت رأيك؟
فشهقت :
- لا0
وأنتزعت نفسها منه , فزعه من تصرفاتها 0 فأسود وجهه غضبا :
-أنت تلعبين بالنار , ولا تحسين باللهب حتى 00لذا يجب أن تتلقى درسا0
سمّرتها كلماته في مكانها فقالت:
- آسفه 00 لا أدري ما يصيبني0
أوقفه كلامها عن أي رد فعل0 لكنها لاحظت علي وجهه أثر الصراع العنيف الذي يكابده للسيطره عل نفسه 0 ارتدت الي السلالم وهي تفكر في أن ما فعلته أشبه بنزع قميصه عنه , كانت وهي تقفل باب غرفتها علي نفسها تشعر بالغضب من تصرفها الذي أوضح رغبتها فيه أدل من كل الكلمات ما أن يلمسها000 وسألت نفسها بغضب : ماذا دهاني يا ألله؟
ارتمت علي السرير تدفن وجهها في الوساده بيد أن غضبها منع الدموع من الأنهمار00سمعت وقع أقدامه خارج الباب, فذعرت أذ ماذا تفعل لو دخل ؟000دق الباب :
- تشيلسي ؟
- ماذا؟
- لا تفزعي يا حبي 0 جئت معتذرا وسائلا عما أذا كنت ستخرجين معي أم ستبقين في المنزل غاضبه؟
لم ترد عليه000
- لا بأس عليك تشيلسي000اعلم أنك خفت حتي الموت منذ قليل 00
أذن 00 لقد بدا ذعرها واضحا ؟ ولكن صمته كان خاليا من الغضب 0 وهذا ما يجب أن تكون شاكرة له:
- أنا قادمه 0 أمهلني دقيقتين لأنهي تغيير ملابسي0
- أمهلك خمسا أذا اردت 0
ردت بسخريه:
- يالكرمك!
- هذا ما أظنه بنفسي00لكن الحجز في المطعم لن يدوم ساعه0
لم يكن المطعم في منطقه راقيه من المدينه, فسألت تشيلسي عابسه:
- من أين سمعت بهذا المطعم ؟
- بدا لي اسمه جيد في دليل الهاتف 0 أين روح المغامره لديك؟ ليت طعامه أفضل من جوه0
- لا يمكن أن يكون طعامه أسوأ من شكله0
فتح كايد لائحه الطعام وقال:
- سنذهب في المره القادمه الي مطعم أيطالي فلن يخطئ أحد في طهو المعكرونه000أما المطاعم الصينيه فأصيله الي درجه تضطر معها الي أصطحاب مترجم000
-هل تعتقد انك ستفوز في الأنتخابات المقبله ؟
-أليس لديك ثقه بنا تشيلسي ؟
- سأراهنك عمن سيفوز0
- وهل أحدد مبلغ الرهان؟
- خمسه جنيهات 0
-أنت لست مرحة البته, لكنني خطير في مسأله الرهانات 00
- بالحديث عن الرهانات 00
وصمتت 00ففهم ما تريد سؤاله:
- أوه 00أجل لقد تحدثت ألي والدك هاتفيا000سيحضر يوم الجمعه قبل الزفاف, ويغلدر يوم الأحد0
- ثلاثه أيام0 ألم تقل أنه لن يمكث ألا يومين 0
- هذا أفضل ما أستطاع 0
- من المؤسف أن لا خيار لدى 0 فهذا يعني سأضطر الي أستقباله يوما آخرا000وأين سيقيم؟
- ماهو أقتراحك ؟
-ما رأيك بالغرفه الأضافيه في منزل العمه ساره؟ أنها هي التي دعته أصلا فلتستقبله0
- قال أنه لن يستريح هناك0
- حسنا00لن أسمح له بأن ينام علي أريكتي000لن أطيق وجوده0
-لقد قال أن هذا الأقتراح لا يعجبه كذلك0
أحست بالتوتر فجأه:
-أوه 00؟ وما خطبه أذن ؟
فضحك كايد :
- هذا شأنك دائما تشيلسي !أنت لا تريدينه , لكن حين يقول أنه لا يريدك ,تغضبين000سيقيم في الفندق0
- حسنا00هذا منطقي , فليفعل ما يريد دون أن يخبرني000ليس لأنني لا أهتم00
-أنا واثق أنه سيجد راحته هناك 00ماذا تحبين أن تتناولي تشيلسي ؟
طلبت ما تريده من الساقيه ثم انتظرت حتي طلب كايد لتسأله :
- ماذا تقصد بقولك = سيجد راحته في الفندق ؟
- لأنه يقيم في فندق طوال الوقت0
حاولت أخفاء ارتجافها0
- في فندق وضيع00أليس كذلك؟
ربما لم تشاهد أباها منذ سنوات , لكن هذا لا يعني انها تتمني له السوء 0 ابتسم كايد0
- لم يعطني العنوان0
- تعلم ما أقصد0
- لا أعتقد أن فندقه يناسب الطبقه المتوسطه0
أقبل الساقي فوضع قصعه الحساء الصيني أمامهما 0قالت له :
- هل أغلمته أن فنسنت يرفض حضوره0
- كما أعلمته أنه يهدد بالغاء الزواج أيضا00وألامر يعود أليك في أطلاع فنسنت علي خبر قدوم والده يوم الزفاف أو عدمه0
- لماذا يقع الحمل علي دائما؟
- لأنك أخته 000أنسيت؟ أما والدك فقال أنه سيفعل ما تريدنيه أنت 0
- لماذا لا يرجع الي انكلترا أذن ؟ بأمكاني أن أقول له هذا في الحال 0 لماذا لا نتصل به الليله ونسوي الأمور؟
- لا00غير ممكن0
- لماذا ؟
- لأنه سيغيب عن مسكنه بضعه أيام0
- هذا يعني أن لا عنوان له 00أعتقد أنه يتصل بك معتمدا علي حسابك المصرفي كايد 00أنت رقيق القلب 0
هزت رأسها ثم جربت الحساء , وأبعدته عنها 000فأمسك بيدها ووضعها علي خده0
- أعرف 00أنا أحاول دائما انقاذ الشابات البائسات00متي سأحصل علي مكافأتي ؟ نظرا للمشقه التي أتكبدها من أجلك, عليك أن تفكري في مكافأه مميزه




يتببببببببببببببببببببببببببع0

arianda
29-03-2007, 21:50
نظرت تشيلسي بقلق الي كومه الأوراق أمامها 00أتتوهم الأشياء أو تراها مضاعفه ؟ قد تنتهي السنه قبل أن تنهي مشروعها الذي ستقدمه قبل الأمتحان الفصلي 0
ولكنها الليله لا تستطيع العمل علي بحثها وأستاذه في الغرفه التاليه يعيقها لأنه مشغول مع مجموعه من الطلاب المتطوعين لعنونه رسائل حمله منصب المحافظ الأنتخابيه0 وهم أن أستمروا علي هذه الضجه ستدّعى أنها جاره منزعجه وتتصل بالشرطه0
سألها وهو واقف في الباب :
- الديك المزيد من الطعام ؟
- أبحث عما تريد في البراد000أتطعم جائعي افريقيا هنا ام ماذا ؟
وضع يده علي كتفها فانتفضت:
- أهدئي 0 لن اؤذيك 0
وبدا يدلك مؤخره عنقها بأصابعه حتي تسترخى العضلات المتوتره:
- لماذا لا تنضمين الينا ؟
- لأنني أعمل 000أو أحاول أن أعمل وسط هذا الضجيج كله00اسمع كايد00لدى امتحانات فصليه, ويجب أن أدرس 00
فأذا كان هذا القطيع في الداخل مستعد للتضحيه بمستقبله من أجل انتخابات المحافظ , فلست أنا بمستعده 0 لذا , هل لك أن تنقل مقر أداره المعركه الأنتخابيه من هنا000أرجوك؟
لم تتوقف أصابع كايد عن عملها , بل انتقلت الي كتفيها ثم توقف ليقبل اذنها قائلا بصوت أجش :
- حسنا سأتخلص منهم 000أحبك حين تودين الأنفراد بي !
أرتدت في مقعدها بسرعه:
- اللعنه كايد000هذا ليس ما000
ثم أدركت أنها وقعت في الفخ ثانيه, فأمسكت قلمها وغطت عينيها بيدها الأخرى مركزه بقوة علي ما تكتبه0
رن الهاتف أمام ذراعه فالتقطه , وبدت الحيرة علي وجهه وهو يرد:
- لا00أنا السيد ستانتون 0 تفضلي تشيلسي المخابره لك 0
أمسكت السماعه متنهده ترد علي المتحدثه وهي أحدى الصديقات التي تعرفت اليها حين عملت وأسمها سوزي وهي تشاركها حبها للشعر 0 وقالت:
- آنسه ستانتون 0أشعر بالغبطه 0 لقد قبلوني في الجامعه للموسم القادم0
فضحكت تشيلسي :
- أكان لديك شك؟
- كنت أخشي ألا انجح في الامتحان0 كان يجب أن أعلمك فلولا تشجيعك, لما تقدمت0
- انا سعيده لاتصالك سوزي0
- وأرجوك0 قولى لزوجك أنني آسفه لأنني دعوته السيد ستانتون0 أعتقد أنني لم أكن أتوقع أن أجدك متزوجه 00فأنت لم تذكري شيئا من هذا في الخريف0
-أوه 00ألم أقل لك ؟ يالطيشي 0
بينما كانت تتحدث هاتفيا , ساد الصمت غرفه الجلوس وحين أنتهت لم تصدق أذنيها فدنت تسترق السمع فأذا كايد يرتب الفوضى , ويتحدث بصوت منخفض مع بوسي , التي كانت متقوقعه فوق الستيريو وهي تصغي ألي كايد بأهتمام !0
- لا مزيد من اللعب بالكره0 أنها تحدث كثيرا من الضجيج ويجب أن تتوقفي عن أكل البطاطا لأنها تصدر ضجيجا, وليتك تسيرين بهدوء لئلا يرن الجرس في عنقك00
قفزت بوسى من مكانها وتقدمت من سله المهملات المعدنيه قرب طاوله كايد فرمتها أرضا محدثه صوتا مرتفعا , ثم لم تلبث أن حملت علبه سكاء\ئر مرميه في داخلها وراحت تلعب بها ,فأصدر الورق الشفاف خشخشه0
بدأت تشيلسي تضحك , وقالت بعد أن التقطت القطه:
- لقد أظهرت لك رأيها بكلامك 0 أنا مقدره لك محاولتك تأمين الهدوء لي , فلدى كما تعلم أمتحان دخول هذا الأسبوع وأنا لا أريد الدخول اليه متعبه0
- سيكون لك صمت كامل , وقد أتدرب علي لغه الأشارات 0
مرت ثلاثه أيام علي هذه الحال, فكان يقضى معظم أوقاته خارجا وحين يعود لا تسمع منه ألا وقع أقدامه وهو يتجه الي غرفته 0ولكن الأمر بدأ يوتر أعصابها ,حتى حدث في أحدى الأمسيات أن طرقت بابه, فرد عليها :
- أهدئي يا حبيبتي 00تشيلسي تدرس0
وفتح الباب :
- أوه000لقد أرعبتني0 ظننتك أحدى صديقاتي تتسلل لتسليني , أم تراك غيرت رأيك بشأن أقامه علاقه؟
تجاهلت كلامه :
- لماذا لا تتوقف عن التصرف الملائكي وتعود الي طبيعتك0
-أنت تجرحين أحساسي تشيلسي0
-سأحاول أن أكون أدق كلاما 0 هلا توقفت عن السير علي أطراف أصابعك في الشقه والأختباء في غرفتك , والخروج لتناول الطعام؟
- أوه 00أنت منزعجه لأنني أتناول طعامي خارجا0
- لا 000لكنني لن أقتلك أذا سمعت صوتك 0 لم أعد أستطيع الدرس والمكان هادئ بشكل غريب0
وهذا ما بدأ يقلقها مؤخرا00ففي الفصول السابقه كانت تعزل نفسها أسبوعين قبل الأمتحان وتنزل قابس الهاتف من المقبس حتي لا يبقى هناك من صوت الا خرير بوسي0 لكن الصمت الآن بات يزعجها0
لحق بها الي المطبخ ليسألها :
- أهذه آخر امتحانات هذا الموسم ؟
- بل لدى امتحان القبول في الغد000ودون علامات لا مجال لقبولى0
- التقدم الي هذه الفحوصات كالتقدم الي فحوصات الدم000
وأذا كنت لا تعرفين كل شئ حتي الآن , فلن تعرفيه بالدرس 0
- لكن بعض منها يتوقف علي الأستاذ0
يبدو أنك لم تلاحظي ان الأستاذ الذي أمامك لا يؤمن بالأمتحانات 0
- أنا افضّل الأمتحانات على كتابه هذه الأوراق عن مشاكل العصر الحديث وارتباطها بالتاريخ0
- ابتهجى تشيلسي , بوربون عائد بعد فرصه الربيع0
- أنه أسوأ منك0
- يالهذا الأطراء! هل لي بنسخه مكتوبه من هذا الأطراء لأزيده علي أوراق اعتمادي ؟ أما زلت ترفضين التصويت علي بالأنتخابات؟
- لا أصدق أنك تنتقم مني بهذه الفروض لأنني لا أنتخب!
- لم أفكر بالأنتقام حتي التقيتك0 أتعلمين أمن معم طلابى انتخبوني سابقا0
فقاطعته:
- بل أن معظمهم لم يفعل 000
- يالك من غبيه 0 كيف تقاومين التيار ؟
- أنها مسأله مبدأ كايد0 وأنا لا أحب النتخابات0
هز كتفيه:
- أفعلى ما يروق لك0
- هل تريدني أن أصوتلك في الأنتخابات القادمه0
-طبعا0 يجب الا تتذمري من النتيجه أن لم تشاركي 0
- وماذا لو انتخبت منافسك؟
- أذا كنت تنوين هذا فالأفضل الا تصوتي 0 والآن هبا لنذهب الي مباراه التنس لننفض نسيج العنكبوت عن دماغك0
- أن لم أجتز الأختبار بنجاح أقاضيك0
-وأذا نجحت 000هل تسمحين لي بأختيارالشكر الذي ستقدمينه لي؟
كانت الأمتحانات شاقه ,وكانت تشيلسي آخر من غادر قاعه الأمتحان متعبه مرهقه الي درجه أن دخلت من مدخل المنزل الأمامي لأنه أقرب مسافه 0 حين وصلت رمت نفسها فوق الكرسي بملابسها وحذائها0
رمى كايد قلمه من يده:
- تبدين متعبه 0
- ستنال عشر علامات لقوة ملاحظتك0
- هذه أحدى فضائلي , كيف كان الأمتحان؟
- مضيعه للوقت000لن أنال الدرجه التي تخولني الأستمرارفي الدراسه 0 كان من الأجدى لو وفرت علي نفسي المشقه0
- لقد حاولت علي الأقل 0

smaa light
30-03-2007, 19:10
Thank you very much

فراشة الانيمي
02-04-2007, 13:04
قصة فعلا رااااعة..

يعطيكي العافية خيتي

لنقلك..

وفقك الله


احتراماتي
,,

afrodeat-2007
07-04-2007, 00:36
انا جديد فى المنتدى
اقل ليش لانى كنت لا اقراء الروايات وانا فى المدرسه ولا الجامعة ولا فى العمل
بدايه القصتى
عندى الوالدة كانت تقراها واختى الثانيه تقراها انا كنت صعيرة جدا يعنى تقلوا 10 سنوات ثم بدات اختى الاصغر منى تقراها وانا صراحه ما احب القراء كثير احب الفهم والافلام الهنديه
ما اطول فى يوم رجعت من العمل حالتى حاله ولقيت اختى الكبيرم تقرا عبير اسمها حقيبت الجراح عصبت لانها جالسه وانا معاها وهى ولا هنا تبتسم وتغير تعابير وجهها فجا الوالدة ندتها وسابت القصة وراحت بيتها طبعا متزوجه وراحت ونسيت القصة انا مسكتها وقلت فى نفسى لى ما اقراء واشوف من يومها انا اقراء القصص وبعدها قرات عبير كلها التى عندنا منها مقطع ومنها ناقص يلا معلينا الى ان وصلت روايت احلام الرحل والسراب قمت مسكت اخواتى الذين يقروة عبيروالان احلام معى
ويوم فتحت النت وكتبت فى googel
فتح عبير وهنا عرفت انو هذا المنتدى عبير واحلام من يومها وانا احاول افهم كيف اجمع القصص
كثرت الكلام مش كدة سامحوونى
سلام

afrodeat-2007
07-04-2007, 00:44
انا جديد فى المنتدى
اقل ليش لانى كنت لا اقراء الروايات وانا فى المدرسه ولا الجامعة ولا فى العمل
بدايه القصتى
عندى الوالدة كانت تقراها واختى الثانيه تقراها انا كنت صعيرة جدا يعنى تقلوا 10 سنوات ثم بدات اختى الاصغر منى تقراها وانا صراحه ما احب القراء كثير احب الفهم والافلام الهنديه
ما اطول فى يوم رجعت من العمل حالتى حاله ولقيت اختى الكبيرم تقرا عبير اسمها حقيبت الجراح عصبت لانها جالسه وانا معاها وهى ولا هنا تبتسم وتغير تعابير وجهها فجا الوالدة ندتها وسابت القصة وراحت بيتها طبعا متزوجه وراحت ونسيت القصة انا مسكتها وقلت فى نفسى لى ما اقراء واشوف من يومها انا اقراء القصص وبعدها قرات عبير كلها التى عندنا منها مقطع ومنها ناقص يلا معلينا الى ان وصلت روايت احلام الرحل والسراب قمت مسكت اخواتى الذين يقروة عبيروالان احلام معى
ويوم فتحت النت وكتبت فى googel
فتح عبير وهنا عرفت انو هذا المنتدى عبير واحلام من يومها وانا احاول افهم كيف اجمع القصص
كثرت الكلام مش كدة سامحوونى
شكرا على الروايه اختى رررروعة بس حبيت اشارك وتتعرفو عليا
سلام

arianda
07-04-2007, 14:37
Thank you very much

هلا صديقتي و أنا بشكر مشاركتك اللطيفة

arianda
11-04-2007, 19:00
انا جديد فى المنتدى
اقل ليش لانى كنت لا اقراء الروايات وانا فى المدرسه ولا الجامعة ولا فى العمل
بدايه القصتى
عندى الوالدة كانت تقراها واختى الثانيه تقراها انا كنت صعيرة جدا يعنى تقلوا 10 سنوات ثم بدات اختى الاصغر منى تقراها وانا صراحه ما احب القراء كثير احب الفهم والافلام الهنديه
ما اطول فى يوم رجعت من العمل حالتى حاله ولقيت اختى الكبيرم تقرا عبير اسمها حقيبت الجراح عصبت لانها جالسه وانا معاها وهى ولا هنا تبتسم وتغير تعابير وجهها فجا الوالدة ندتها وسابت القصة وراحت بيتها طبعا متزوجه وراحت ونسيت القصة انا مسكتها وقلت فى نفسى لى ما اقراء واشوف من يومها انا اقراء القصص وبعدها قرات عبير كلها التى عندنا منها مقطع ومنها ناقص يلا معلينا الى ان وصلت روايت احلام الرحل والسراب قمت مسكت اخواتى الذين يقروة عبيروالان احلام معى
ويوم فتحت النت وكتبت فى googel
فتح عبير وهنا عرفت انو هذا المنتدى عبير واحلام من يومها وانا احاول افهم كيف اجمع القصص
كثرت الكلام مش كدة سامحوونى
شكرا على الروايه اختى رررروعة بس حبيت اشارك وتتعرفو عليا
سلام


هلا بك في منتدانا و لقد أعجبني كلامك الرائع هذا و أشجعك على متابعة المطالعة فهي تنقلنا لعالم ثاني بعيد عن العالم المخيف و القاسي الذي نعيش فيه
طبعاً أنا لا أطلب أن نعيش في الوهم كلا.........
و لكن من الجميل بعد تعب النهار و مشاكله الأنتقال الى عالم جميل و ناعم بشرط أن نكون واقيعين
كثيرون يظنون أن من يقرأ قصص الرومانس يعني أنه مغروم و لكن ليس بالضرورة صدقيني
و على العكس أنت ما كترتي من الحكي ههههههههههههههههههههه
و أنا بشكرك على مشاركتك الكتير حلوة و أكيد سررت بالتعرف عليك

arianda
11-04-2007, 19:06
نظرت تشيلسي بقلق الي كومه الأوراق أمامها 00أتتوهم الأشياء أو تراها مضاعفه ؟ قد تنتهي السنه قبل أن تنهي مشروعها الذي ستقدمه قبل الأمتحان الفصلي 0
ولكنها الليله لا تستطيع العمل علي بحثها وأستاذه في الغرفه التاليه يعيقها لأنه مشغول مع مجموعه من الطلاب المتطوعين لعنونه رسائل حمله منصب المحافظ الأنتخابيه0 وهم أن أستمروا علي هذه الضجه ستدّعى أنها جاره منزعجه وتتصل بالشرطه0
سألها وهو واقف في الباب :
- الديك المزيد من الطعام ؟
- أبحث عما تريد في البراد000أتطعم جائعي افريقيا هنا ام ماذا ؟
وضع يده علي كتفها فانتفضت:
- أهدئي 0 لن اؤذيك 0
وبدا يدلك مؤخره عنقها بأصابعه حتي تسترخى العضلات المتوتره:
- لماذا لا تنضمين الينا ؟
- لأنني أعمل 000أو أحاول أن أعمل وسط هذا الضجيج كله00اسمع كايد00لدى امتحانات فصليه, ويجب أن أدرس 00
فأذا كان هذا القطيع في الداخل مستعد للتضحيه بمستقبله من أجل انتخابات المحافظ , فلست أنا بمستعده 0 لذا , هل لك أن تنقل مقر أداره المعركه الأنتخابيه من هنا000أرجوك؟
لم تتوقف أصابع كايد عن عملها , بل انتقلت الي كتفيها ثم توقف ليقبل اذنها قائلا بصوت أجش :
- حسنا سأتخلص منهم 000أحبك حين تودين الأنفراد بي !
أرتدت في مقعدها بسرعه:
- اللعنه كايد000هذا ليس ما000
ثم أدركت أنها وقعت في الفخ ثانيه, فأمسكت قلمها وغطت عينيها بيدها الأخرى مركزه بقوة علي ما تكتبه0
رن الهاتف أمام ذراعه فالتقطه , وبدت الحيرة علي وجهه وهو يرد:
- لا00أنا السيد ستانتون 0 تفضلي تشيلسي المخابره لك 0
أمسكت السماعه متنهده ترد علي المتحدثه وهي أحدى الصديقات التي تعرفت اليها حين عملت وأسمها سوزي وهي تشاركها حبها للشعر 0 وقالت:
- آنسه ستانتون 0أشعر بالغبطه 0 لقد قبلوني في الجامعه للموسم القادم0
فضحكت تشيلسي :
- أكان لديك شك؟
- كنت أخشي ألا انجح في الامتحان0 كان يجب أن أعلمك فلولا تشجيعك, لما تقدمت0
- انا سعيده لاتصالك سوزي0
- وأرجوك0 قولى لزوجك أنني آسفه لأنني دعوته السيد ستانتون0 أعتقد أنني لم أكن أتوقع أن أجدك متزوجه 00فأنت لم تذكري شيئا من هذا في الخريف0
-أوه 00ألم أقل لك ؟ يالطيشي 0
بينما كانت تتحدث هاتفيا , ساد الصمت غرفه الجلوس وحين أنتهت لم تصدق أذنيها فدنت تسترق السمع فأذا كايد يرتب الفوضى , ويتحدث بصوت منخفض مع بوسي , التي كانت متقوقعه فوق الستيريو وهي تصغي ألي كايد بأهتمام !0
- لا مزيد من اللعب بالكره0 أنها تحدث كثيرا من الضجيج ويجب أن تتوقفي عن أكل البطاطا لأنها تصدر ضجيجا, وليتك تسيرين بهدوء لئلا يرن الجرس في عنقك00
قفزت بوسى من مكانها وتقدمت من سله المهملات المعدنيه قرب طاوله كايد فرمتها أرضا محدثه صوتا مرتفعا , ثم لم تلبث أن حملت علبه سكاء\ئر مرميه في داخلها وراحت تلعب بها ,فأصدر الورق الشفاف خشخشه0
بدأت تشيلسي تضحك , وقالت بعد أن التقطت القطه:
- لقد أظهرت لك رأيها بكلامك 0 أنا مقدره لك محاولتك تأمين الهدوء لي , فلدى كما تعلم أمتحان دخول هذا الأسبوع وأنا لا أريد الدخول اليه متعبه0
- سيكون لك صمت كامل , وقد أتدرب علي لغه الأشارات 0
مرت ثلاثه أيام علي هذه الحال, فكان يقضى معظم أوقاته خارجا وحين يعود لا تسمع منه ألا وقع أقدامه وهو يتجه الي غرفته 0ولكن الأمر بدأ يوتر أعصابها ,حتى حدث في أحدى الأمسيات أن طرقت بابه, فرد عليها :
- أهدئي يا حبيبتي 00تشيلسي تدرس0
وفتح الباب :
- أوه000لقد أرعبتني0 ظننتك أحدى صديقاتي تتسلل لتسليني , أم تراك غيرت رأيك بشأن أقامه علاقه؟
تجاهلت كلامه :
- لماذا لا تتوقف عن التصرف الملائكي وتعود الي طبيعتك0
-أنت تجرحين أحساسي تشيلسي0
-سأحاول أن أكون أدق كلاما 0 هلا توقفت عن السير علي أطراف أصابعك في الشقه والأختباء في غرفتك , والخروج لتناول الطعام؟
- أوه 00أنت منزعجه لأنني أتناول طعامي خارجا0
- لا 000لكنني لن أقتلك أذا سمعت صوتك 0 لم أعد أستطيع الدرس والمكان هادئ بشكل غريب0
وهذا ما بدأ يقلقها مؤخرا00ففي الفصول السابقه كانت تعزل نفسها أسبوعين قبل الأمتحان وتنزل قابس الهاتف من المقبس حتي لا يبقى هناك من صوت الا خرير بوسي0 لكن الصمت الآن بات يزعجها0
لحق بها الي المطبخ ليسألها :
- أهذه آخر امتحانات هذا الموسم ؟
- بل لدى امتحان القبول في الغد000ودون علامات لا مجال لقبولى0
- التقدم الي هذه الفحوصات كالتقدم الي فحوصات الدم000
وأذا كنت لا تعرفين كل شئ حتي الآن , فلن تعرفيه بالدرس 0
- لكن بعض منها يتوقف علي الأستاذ0
يبدو أنك لم تلاحظي ان الأستاذ الذي أمامك لا يؤمن بالأمتحانات 0
- أنا افضّل الأمتحانات على كتابه هذه الأوراق عن مشاكل العصر الحديث وارتباطها بالتاريخ0
- ابتهجى تشيلسي , بوربون عائد بعد فرصه الربيع0
- أنه أسوأ منك0
- يالهذا الأطراء! هل لي بنسخه مكتوبه من هذا الأطراء لأزيده علي أوراق اعتمادي ؟ أما زلت ترفضين التصويت علي بالأنتخابات؟
- لا أصدق أنك تنتقم مني بهذه الفروض لأنني لا أنتخب!
- لم أفكر بالأنتقام حتي التقيتك0 أتعلمين أمن معم طلابى انتخبوني سابقا0
فقاطعته:
- بل أن معظمهم لم يفعل 000
- يالك من غبيه 0 كيف تقاومين التيار ؟
- أنها مسأله مبدأ كايد0 وأنا لا أحب النتخابات0
هز كتفيه:
- أفعلى ما يروق لك0
- هل تريدني أن أصوتلك في الأنتخابات القادمه0
-طبعا0 يجب الا تتذمري من النتيجه أن لم تشاركي 0
- وماذا لو انتخبت منافسك؟
- أذا كنت تنوين هذا فالأفضل الا تصوتي 0 والآن هبا لنذهب الي مباراه التنس لننفض نسيج العنكبوت عن دماغك0
- أن لم أجتز الأختبار بنجاح أقاضيك0
-وأذا نجحت 000هل تسمحين لي بأختيارالشكر الذي ستقدمينه لي؟
كانت الأمتحانات شاقه ,وكانت تشيلسي آخر من غادر قاعه الأمتحان متعبه مرهقه الي درجه أن دخلت من مدخل المنزل الأمامي لأنه أقرب مسافه 0 حين وصلت رمت نفسها فوق الكرسي بملابسها وحذائها0
رمى كايد قلمه من يده:
- تبدين متعبه 0
- ستنال عشر علامات لقوة ملاحظتك0
- هذه أحدى فضائلي , كيف كان الأمتحان؟
- مضيعه للوقت000لن أنال الدرجه التي تخولني الأستمرارفي الدراسه 0 كان من الأجدى لو وفرت علي نفسي المشقه0
- لقد حاولت علي الأقل

arianda
11-04-2007, 19:08
ردت ساخره:
شكرا علي الثقه0 ماذا تفعل؟
- أفرز أوراقي0
-ظننت أن لديك مساعدين لهذا العمل 0
- أفضل القيام بالفرز بنفسي 0 الليله دوري في أعداد الطعام , أتفضلين الأطعمه الصينيه أم المكسيكيه؟
- الصينيه0 لكن ليس لدينا "الكاري"0
- أعرف مطعما فيه ما نريد00اصعدي وبدلي ملابسك بأخري0
- لكنني متعبه 0
- حسنا كوني ناكرة للجميل 0ابقى في المنزل وكلي ما شئت000فسأجد من يرافقني0
لا بد أنه سيتصل بنورما000وقالت متجهمه :
- أنت مستأسد ظالم كايد 000 لكن ستساعدني00
- في تغيير ملابسك؟
- لا 00بل علي الوقوف0
جذبها لتقف ثم مسح شعرها الأشعث, وفك لها المعطف , ثم دس يده وراء ظهرها وجذبها أليه0
خفق قلبها بشدة , فقد مضت أسابيع لم يلمسها فيها 0 ولم تكن تدري حتي هذه اللحظه مدى أشتياقها الي ذراعيه 0 رفعت رأسها أليه , وأرتفعت يداها ببطء ونعومه الي كتفيه , ومنهما الي عنقه0
سألها بصوت خشن :
- هل غيرت رأيك؟
فشهقت :
- لا0
وأنتزعت نفسها منه , فزعه من تصرفاتها 0 فأسود وجهه غضبا :
-أنت تلعبين بالنار , ولا تحسين باللهب حتى 00لذا يجب أن تتلقى درسا0
سمّرتها كلماته في مكانها فقالت:
- آسفه 00 لا أدري ما يصيبني0
أوقفه كلامها عن أي رد فعل0 لكنها لاحظت علي وجهه أثر الصراع العنيف الذي يكابده للسيطره عل نفسه 0 ارتدت الي السلالم وهي تفكر في أن ما فعلته أشبه بنزع قميصه عنه , كانت وهي تقفل باب غرفتها علي نفسها تشعر بالغضب من تصرفها الذي أوضح رغبتها فيه أدل من كل الكلمات ما أن يلمسها000 وسألت نفسها بغضب : ماذا دهاني يا ألله؟
ارتمت علي السرير تدفن وجهها في الوساده بيد أن غضبها منع الدموع من الأنهمار00سمعت وقع أقدامه خارج الباب, فذعرت أذ ماذا تفعل لو دخل ؟000دق الباب :
- تشيلسي ؟
- ماذا؟
- لا تفزعي يا حبي 0 جئت معتذرا وسائلا عما أذا كنت ستخرجين معي أم ستبقين في المنزل غاضبه؟
لم ترد عليه000
- لا بأس عليك تشيلسي000اعلم أنك خفت حتي الموت منذ قليل 00
أذن 00 لقد بدا ذعرها واضحا ؟ ولكن صمته كان خاليا من الغضب 0 وهذا ما يجب أن تكون شاكرة له:
- أنا قادمه 0 أمهلني دقيقتين لأنهي تغيير ملابسي0
- أمهلك خمسا أذا اردت 0
ردت بسخريه:
- يالكرمك!
- هذا ما أظنه بنفسي00لكن الحجز في المطعم لن يدوم ساعه0
لم يكن المطعم في منطقه راقيه من المدينه, فسألت تشيلسي عابسه:
- من أين سمعت بهذا المطعم ؟
- بدا لي اسمه جيد في دليل الهاتف 0 أين روح المغامره لديك؟ ليت طعامه أفضل من جوه0
- لا يمكن أن يكون طعامه أسوأ من شكله0
فتح كايد لائحه الطعام وقال:
- سنذهب في المره القادمه الي مطعم أيطالي فلن يخطئ أحد في طهو المعكرونه000أما المطاعم الصينيه فأصيله الي درجه تضطر معها الي أصطحاب مترجم000
-هل تعتقد انك ستفوز في الأنتخابات المقبله ؟
-أليس لديك ثقه بنا تشيلسي ؟
- سأراهنك عمن سيفوز0
- وهل أحدد مبلغ الرهان؟
- خمسه جنيهات 0
-أنت لست مرحة البته, لكنني خطير في مسأله الرهانات 00
- بالحديث عن الرهانات 00
وصمتت 00ففهم ما تريد سؤاله:
- أوه 00أجل لقد تحدثت ألي والدك هاتفيا000سيحضر يوم الجمعه قبل الزفاف, ويغلدر يوم الأحد0
- ثلاثه أيام0 ألم تقل أنه لن يمكث ألا يومين 0
- هذا أفضل ما أستطاع 0
- من المؤسف أن لا خيار لدى 0 فهذا يعني سأضطر الي أستقباله يوما آخرا000وأين سيقيم؟
- ماهو أقتراحك ؟
-ما رأيك بالغرفه الأضافيه في منزل العمه ساره؟ أنها هي التي دعته أصلا فلتستقبله0
- قال أنه لن يستريح هناك0
- حسنا00لن أسمح له بأن ينام علي أريكتي000لن أطيق وجوده0
-لقد قال أن هذا الأقتراح لا يعجبه كذلك0
أحست بالتوتر فجأه:
-أوه 00؟ وما خطبه أذن ؟
فضحك كايد :
- هذا شأنك دائما تشيلسي !أنت لا تريدينه , لكن حين يقول أنه لا يريدك ,تغضبين000سيقيم في الفندق0
- حسنا00هذا منطقي , فليفعل ما يريد دون أن يخبرني000ليس لأنني لا أهتم00
-أنا واثق أنه سيجد راحته هناك 00ماذا تحبين أن تتناولي تشيلسي ؟
طلبت ما تريده من الساقيه ثم انتظرت حتي طلب كايد لتسأله :
- ماذا تقصد بقولك = سيجد راحته في الفندق ؟
- لأنه يقيم في فندق طوال الوقت0
حاولت أخفاء ارتجافها0
- في فندق وضيع00أليس كذلك؟
ربما لم تشاهد أباها منذ سنوات , لكن هذا لا يعني انها تتمني له السوء 0 ابتسم كايد0
- لم يعطني العنوان0
- تعلم ما أقصد0
- لا أعتقد أن فندقه يناسب الطبقه المتوسطه0
أقبل الساقي فوضع قصعه الحساء الصيني أمامهما 0قالت له :
- هل أغلمته أن فنسنت يرفض حضوره0
- كما أعلمته أنه يهدد بالغاء الزواج أيضا00وألامر يعود أليك في أطلاع فنسنت علي خبر قدوم والده يوم الزفاف أو عدمه0
- لماذا يقع الحمل علي دائما؟
- لأنك أخته 000أنسيت؟ أما والدك فقال أنه سيفعل ما تريدنيه أنت 0
- لماذا لا يرجع الي انكلترا أذن ؟ بأمكاني أن أقول له هذا في الحال 0 لماذا لا نتصل به الليله ونسوي الأمور؟
- لا00غير ممكن0
- لماذا ؟
- لأنه سيغيب عن مسكنه بضعه أيام0
- هذا يعني أن لا عنوان له 00أعتقد أنه يتصل بك معتمدا علي حسابك المصرفي كايد 00أنت رقيق القلب 0
هزت رأسها ثم جربت الحساء , وأبعدته عنها 000فأمسك بيدها ووضعها علي خده0
- أعرف 00أنا أحاول دائما انقاذ الشابات البائسات00متي سأحصل علي مكافأتي ؟ نظرا للمشقه التي أتكبدها من أجلك, عليك أن تفكري في مكافأه مميزه

arianda
11-04-2007, 19:10
قصة فعلا رااااعة..

يعطيكي العافية خيتي

لنقلك..

وفقك الله


احتراماتي
,,


هلا بك يا صديقتي الجديدة و أنا بشكرك على مشاركتك في قراءة لروايتي





ملاحظة لجميع أصدقائي لقد اخطأت بآخر مشاركتي لي في كتابة القصة فبدلت بينهما فسأعود
الآن لترتيبهما قبل أكمال روايتي التي أتمنى ان تعجبكم

arianda
11-04-2007, 19:11
توقف ادوين ستانتون علي بعد ذراع واحد000وقال بهدوء:
- مرحبا تشيلسي 0
-جف فمها فحاولت التفوه بكلمه واحده امتنعت عن الخروج 000ابتسم فأضاءت الأبتسامه وجهه:
- أنه غير سهل لقاءنا هذا0
ثم التفت الي كايد يمد يده 0
- أنت كايد دون شك0
ترك كايد يد تشيلسي , فأحست بأنها وحيده000
- فنسنت لم يستطع المجئ0(قال كايد)0
- لم يستطع أو لم يرغب؟ كان عليّ ما دام علي تعنته أن أبقي بعيدا0 لكن رؤيه تشيلسي من جديد تستحق عناء هذه المشقه 0 أنت لا تشبهين الطفله الصغيره التي هجرتها0
بدأت الدموع تشق طريقها بصمت , فمسحتها بظاهر يدها غاضبه من نفسها 0 أما كايد فمد يده الي يدها ثانيه قائلا :
-فلنحضر حقائبك ادوين أذ لا معني من الوقوف هنا0
كان الثلج يتراكم في الشوارع , وحين أنهي والدها تسجيله في الفندق كانت الطريق قد أصبحت زلقه وخطره 0 ومساحات السياره غير قادره علي مسح الثلج الكثيف عن الزجاج 0
حين عادا الي شقتهما توجه كايد فورا الي البراد:
- لا أعرف ماهو عليه حالك 0 أما أنا فأكاد أموت جوعا , أن لقاء الآباء هذا يوتر معدتي 0
ابتسم لها وسأل :- أتودين سندويشا؟
- لا 000لكننا لم نتناول العشاء الا منذ ساعتين!
- أعلم هذا,ويجب أن أكلم فنسنت عن الطعام الذي يختاره 0
- كان اللحم ساخنا0
-أجل 000لكن أذا أراد أن يبقى صديقي فليتخل عن اللوبياءالخضراء0
-وكأنه لم يتناول المشروبات الروحيه منذ سنوات 0
-من 000فنسنت؟
-تعرف من أعني0
-أوه أنت تتحدثين عن ادوين000أجل لقد أخبرني بتركه المشروبات0
-كان يجب أن تخبرني 0
- أكنت ستصدقين؟
- لا 0
-لذلك حبست هذه المعلومه في جوفي 0
تبخرت نواياها الطيبه في الهواء وقالت بحده :
- تعتقد دائما أنك أكثر مني فهما 000ألم تزج أنفك في شؤؤن عائلتي أكثر مما يلزم0
- لقد أنتهيت 000
-وهذا ما يتركني أمام مشكله000ماذا سأقول لفنسنت ؟
-الحقيقه خير طريق 0وفي هذا الحديث عن الحقيقه أظن أن من المنصف أن أقول لك ما تبقي من الحقيقه تشيلسي 0
- ماذا تعني؟
- أدوين ستانتون لا يعيش في فندق في لوس انجلوس فقط, بل هو يملكه0
التقط طبقه وهو يصفر ثم غادرالمطبخ0
كان الصباح التالي هادئا , فبعد القنبله التي وقعت علي رأسها قررت تشيلسي أن الصمت هو دفاعها الوحيد , أذ خشيت أن تقتل كايد أذا قال كلمه أخرى0
كرهته لأنه خدعها وجعلها تبدو بلهاء كما جعلها التفكير في الملاحظات اللاأخلاقيه التي تفوهت بها عن أبيها تحس بالغثيان 0
يوم الزفاف مشت تشيلسي آليا في ممر الكنيسه وهي تشعر بالجو الضبابي حولها يطبق عليها 0
وقفت00جلست00وركعت كما قيل لها 0 كان وجه شارلوت المشرق الذي أحاط به شعرها الأسود واحدا من أشياء قليله تذكرتها0
أما الشئ الآخر الذي ترسخ في ذهنها فكان كايد وأدوين الجالسين بعيدا عن جانب المذبح الآخر, بعيدا عن العيون التي قد تتعرف اليهما ,لكنهما مع ذلك لم يغيبا عن ناظريها حتي عندما جلست تصغي الي عظه الكاهن , فلم تجد نفسها الا محدقه الي كايد الذي جلس والدها قربه مركزا اهتمامه على المراسم , لكن كايد لم يظهر وكأنه يسمعها ولم يحدث أن نظر الي تشيلسي ألا عرضا0
أنه لا يفهم 00فجأه أدركت أن توترها لا يعود الى وجود أدوين وحده , بل الى علاقتهما0فلماذا يجب أن يكون بينهما مثل هذا الجدار؟
وأجابت عن تساؤلها:السبب هو شخصيه كايد الثوريه وثراؤه وشهرته وذكاؤه في حين أنك لست سوى
تشيلسي ستانتون00
الطالبه التي يميل قلبها أليه 00هي الآن تفهم شغفه بالسياسه وهجره للتعليم, فوقوع هذا العدد من الطالبات في غرامه أمر يضجر0
تحلق الجميع في قاعه الأستقبال الملحقه بالكنيسه حول العروسين0
- هاهو ادوين ! لقد حضر أخيرا يا فنسنت!
كانت هذه الصيحه من العمه ساره التي شقت طريقها تدفع الجمع وصولا أليه0
في تلك اللحظه شاهدت تشيلسي كل شئ000أدي عند الباب يهز برأسه نحو العمه ساره, التي جرته عنوه الي الداخل حيث كان فنسنت ينظر الي شارلوت وفي عينيه ما يشبه الأشمئزاز فاندفعت تشيلسي صفوف الناس لتمسك بذراع فنسنت ولتقول :
-لا تعرف شارلوت بقدومه 00 ما كان من المفترض أن تعلما بوجوده0
أستدار اليها شقيقها بحدة:
- قلت أنني لا أريده هنا000وكنت أعني ما أقول0
- فنسنت أنه رجل مهذب00أن طلبت منه الذهاب يذهب0كن لبقا وتحل بالروح الرياضيه 0
دفع يدها عن ذراعه0
وران الصمت علي الناس المحتشدين حين تقدم ادوين, وكانت العمه ساره قد لاذت أيضا بالصمت لأنها فهمت أنها كانت سببا في مشكله كبيره0
قال ادوين ستانتون
- فنسنت 00شارلوت00أعلم انكما غير سعيدين بوجودي هنا0 وأنا آسف لأفسادي يومكما 0 صدقاني 00لم أكن أقصد أفساده 0أتمنى لكم أفضل الأماني0
ثم أستدار علي عقبيه 0
تفرق الجمع علي الصفين فأفسح له مجال العبور بسهوله, بينما تشيلسي في مكانها تراقبه, وتلاحظ في أنخفاض كتفيه دليل التعاسه , والقبول بحق فنسنت في رفضه0000فجأه لم تعد تحتمل فليس من الأنصاف تركه وحيدا مهجورا هكذ0
أعطت سله الزهور دون وعى الي عمتها ساره000والتقطت طرف تنوره الفستان الطويل, وطارت عبر الغرفه تجرى خلف أدوين ستانتون الذي وضعت يدها علي ذراعه تقول مبتسمه رغم الدموع التي غطت عينيها:
-ما رأيك لو تدعوني الي فنجان قهوه؟
بدأت ابتسامته تظهر في عينيه الزرقاوين العميقتين0 رفع خصله من شعرها الأشقر عن وجهها وردها الي الوراء ثم قال :
- ما أحب هذا الي قلبي يا عزيزتي , لكن الحفله حفلتك أنت أيضا وهذا هو مكانك 0 أن ما قد يسعدني هو قبولك دعوتي الي العشاء الليله0
هزت رأسها باكيه ومبتسمه0
- أنتظر الليله بفارغ الشوق 0
تطلعت حولها فوجدت عينى كايد مستقرتين عليها بتساؤل لم يلبث أن تحول الي أبتسامه أشعرتها بحراره راحت تجتاح قلبها وماهى الا لحظات حتي اقترب فنسنت منه فقال يوجه الكلام الي والده:
- لم أطلب منك الرحيل0
- ولم تدعوني كذلك 0 فهل تريدني أن أحضرحفل زفافك؟
التقى بريق عينيه الأزرق ببريق عينى ابنه الذي خبأ أولا0
- لقد قطعت مسافه بعيده000فابق أن شئت0
ساد صمت طويل قطعه أدوين حين مد يده:
- سأحب هذا كثيرا يا فنسنت0
حين أخذ فنسنت يد أبيه , أحست تشيلسي بالمدعوين يتنفسون الصعداء0
كانت قد مضت ساعتان قبل أن يتقدم كايد الي جانبها قائلا:
- عرفت أن لديك موعدا علي العشاء ,وتلقيت دعوه للمجئ معك أذا كنت لا تمانعين 0
أرادت أن تقول :أمانع ؟ بل أنا مغتبطه لهذا 0 لكنها قالت برباطه جأش:
- لا أعبأ0 تعال أن شئت0
- سأفكر فيه00علي فكره, لقد تمتعت بلقاء عمتك ساره0لقد أملت علي تفاصيل طفولتك0
ردت بصوت أجش ثابت :
- تظن أن أهتمامك بي رومانسي0
-فهمت هذا 0 ولكن من المستحسن ألا تعرف شيئا عن طريقه معاملتك لي 0
وتحرك بين الحضور 00فتسللت الي غرفه الملابس وجله ليس بسبب والدها بل لأن موجه حبور اجتاحتها حين قال كايد أنه قادم معهما الي العشاء 0 وعاتبت نفسها مؤنبه : أنت تتناولين العشاء معه كل ليله00ومن الجنون أن يزغرد قلبك هكذا لأنه سيكون معك الليله0
لكن 00هاهي 000مجنونه كانت أم لا 00تشعر بالسعاده 0
رتبت شعرها في مكانه , وسوت فستانها , وشدت قفازها فوق أصابعها , تود لو تستطيع السيطره علي نفسها خلال غيابه كما تود بشوق المحافظه علي هذا الوعد0

arianda
11-04-2007, 19:14
دعوه الي العشاء0

الثلج يتساقط ,رقعا رفعا تتطاير ببطء ثم تهبط علي الشوارع البيضاء 00 أضواء السياره الأماميه تنعكس علي الثلج , والسياره الحمراء تنطلق باتجاه المطار0 التفتت تشيلسي في مقعدها قلقه من أنزلاق السياره قليلا , ومن عودتها بسرعه الي مكانها 0
- أراهن أن الرحلات الجويه قد ألغيت اليوم 0
- يلزم المطار أكثر من بضع انشات من الثلج لأغلاق أبوابه0
صمتت قليلا ثم قالت :
- لم تخبرني بقدومه من لندن الي هنا جوّا؟
- لأنك لم تسألي 0
- بلى سألت فأجبتني أنه قادم سباحه0
هز رأسه:
- أنت من اقترحت هذا 000هذا الي أننا يومذاك كنا نتحدث عن سفره من أميركا الي بريطانيا وليس من لندن الي شفيلد0
- من أين له ذلك المال ؟ أراهن أنك أرسلته له !
- اسمعي تشيلسي 0أذا كنت ستصابين بأنهيار عصبي علي الأقل فأفعلي هذا بهدوء000فالطريق حافله بالصعوبات 0
- ظننتك قلت أن بضعه انشات من الثلج لا تبعث القلق 0
- هذا بالنسبه لمدرجات المطار00أما الثلج علي الطرقات فأمر مختلف ذلك أن الشوارع لم تنظف من الثلج منذ أسبوع , أي منذ العاصفه0
- ليتك أخبرتني بأنه سيأتي جوا 0
- تشيلسي 00 أنا أفهم رغبتك في عدم مناداته ب" أبي ", ولا أحسبه يتضايق أن ناديته باسمه مجردا- أنما أرجوك أشيري أليه بأكثر من كلمه "هو" التي أستخدمتها أسبوعا 0
- سأتذكر أن هذه الكلمه تزعجك0
دست يدها في جيبي معطفها وانخفضت في مقعدها تصفر صفيرا لا نغم فيه 0
دفعت تشيلسي بابها وشهقت من شده البروده التي صفعتها حين توقفت السياره أمام المطار0 لحقت به في الممر حتي وصلا الي مبني الوصول , فسألها :
- أتودين فنجان قهوه أو شاي أو أي شئ يبعث أليك الدفء؟
- أتقول أنك بحاجه الي ما يدفئك أثناء أنتظارنا؟
- كنت أتناول شرابا لدوافع أقل من هذه 0
- الشاي سيكون رائعا 0 شكرا 00علي أن أدفع ثمنه 0
- حسنا أتفقنا0
ما أن أستقر علي الطاوله , حتي بدأت تشيلسي تضع مكعبات الحليب والسكر لتبني منها هرما يعلو بضعة أنشات فحذرها كايد :
- لو كنت في الثالثه من عمرك لضربتك 0 أن كنت متوتره فلا تحدثي فضيحه في المقهي علي الأقل 0
- ماذا أن لم تصل الطائره في الوقت المحدد؟
- أطمئني لن تتأخر 0وأن تأخرت يكون في تأخرها فائده لك, فتنسيك قلقك0
ضحكت:
- أنت علي حق 0أنا قلقه أكثر من عروس ليله زفافها0
- ستكونين رائعه حتي لو كنت أكثر توترا من شارلوت0
- وكيف لا أقلق000ماذا ستفعل لو تبين لك أن أبي أقل قيمه مما تتوقع؟
- ربما أعيده علي الطائره ذاتها0
-ماذا لو رفض العوده ؟ أنت أحضرته لذا عليك أن تكون كفيلا بألا يسبب لنا المشاكل0 ماذا لو قرر البقاء مدة أطول؟
- أنت حرة التصرف بعد يوم الأحد0 فسأسافر لأمضى عطله الربيع مع أمي0
-أتتركنا لنتدبر أمرنا معه؟
- ولماذ تقلقين ما دام شارلوت وفنسنت ذاهبين في رحله شهر العسل 0 فأن قرر والدك المكوث في شفيلد فما عليك ألا أقفال الباب , وسحب الهاتف من المقبس 0 ماذا تراه سيفعل ؟هل يسجلس علي عتبه بابك صائحا؟
-لست مقتنعه 00لماذا يجب أن تسافر؟
ابتسم فلمعت أسنانه البيضاء :
- أيعني هذا أنك ستشتاقين الي تشيلسي؟
- ربما لا000ولكن بوسي قد تفتقدك 0
- أنا سعيد لأنك بينت الأمر , أذ كنت سأسافر حاملا أملا مزيفا 000مع أنني من جهتي سأشتاق أليك كثيرا0
- لماذ ستسافر أذن؟
- علي أمل أن تشعري بالبؤس من غيابي , لتصبحي حين أعود ألطف وأرق في معاملتي0أنت لا تعرفين الضغط الذي يشعر به رجل حين تعامله أمرأه وكأنه أخوها 0 أنت تقوديني الي الجنون تشيلسي!
ردت بسخريه:
- حسنا 00أياك أن يمنعك هذا الشعور من المرح0
- ليتني قادر0أظنني سمعت نداء وصول رحلة والدك0
بدأ قلبها يخفق بشده وهما يسيران في الممر الطويل المفضي الي أبواب الدخول 000هل ستتعرف الي والدها ؟ لقد مضي ما يقارب خمسه عشر عاما منذ أن شاهدته آخر مره00وكانت يومئذ طفلة00وهو في المقابل هل سيعرفها؟
لم تكن تعلم أنها تضع يدها في يد كايد حتي ضغط عليها مطمئنا0
- ها قد وصل الركاب0
ورفعت بصرها الي الممر بوجل تنظر الي الركاب المقبلين بأتجاهها, وتحاول أخفاء توترها بالسخريه , فسألت كايد:
- ألن تحمل وردة حمراء بين أسنانك ليتعرف ألينا؟
- قال أنه لن يجد مشقه في التعرف أليك0
- كان دائم الثقه برأيه00أم تراه سيحمل زجاجه شراب تحت أبطه لنتعرف أليه0
-تشيلسي 000لماذا لا تعترفين بخوفك من الألتقاء به ؟ وعندها تتوقفين عن هذا الهراء فيسعد الجميع0
- وبالأخص أنت 0
-قومي بهذا لتسعديني0
نظرت أليه متحديه :
- أن حسبت أنني قد أقوم بما لا أريده لأرضائك فحسنا أنت مخطئ0
- سنتكلم عن هذا في وقت آخر 0 أظن أن زائرنا وصل الآن0
-التفتت تشيلسي فرأت رجلا يتجه نحوهما , شعره أبيض , وجهه متغضن يبدو أكبر مما توقعت0 لكنه في الخمسينيات من عمره, أما بذلته فأنيقه مريحه , مع أنها ليست جديده0

arianda
11-04-2007, 19:24
حين تظمأ الأشواق


تقدم الأسبوع بطيئا بالنسبه لتشيلسي000فالحرم الجامعي هامد وما من طلاب فيه او في منازلهم , فقد غادروا جميعا الي منازل أهلهم لقضاء عطله الربيع مخلفين كل شئ وراءهم صامتا0
كان والدها قد أتصل بها مره واحده شعرت خلالها بالسرور لأنها تتحدث أليه أذ كانت تحس كما يحس به أنسان وجد صديقا قديما عاد بعد غيبه0 ولكن ما أن أنقطع الأتصال الهاتفي حتي طغت عليها الوحده من جديد0
وتلقت اتصالا من برنارد أفرت في مطلع الأسبوع يسأل عن ابنه فأخبرته بأنه يزور أمه 0حين سمع ما تقول شهق هائجا:
- هذا آخر مكان توقعت أن أجد فيه ذلك الولد0
ثم تبادل الحديث معها نصف ساعه يسألها عن مشروع بحثها وعن وجهات نظرها التي يبدو انه يحب الأطلاع عليها لمعرفه اراء الجيل الشاب0
علمت انها تحتاج الي حدث عظيم يثير حبورها 0
ولكنه شعرت بالقلق من اشتياقها الي كايد ومن افتقادها ووجوده الذي غدا هاما جدا في حياتها0لقد عاشت وحيده سنوات وهاهي ترى الشقه فارغه , بدون ازعاجه لها وبدون وجوده0
قالت لنفسها بهدوء وهي تخفق الزبده مع عجينه الفطيره : لقد وقعت في حب كايد أفرت0 يبدو وكأن من المحتم عليها ان تقع في حبه00
لقد كان لها تجربه مع الشبان اما الرجال العارفين بأسرار الحياة فما كانوا يدخلون حياتها دائما 00 لذلك لا تستغرب انقلابها رأسا علي عقب في حبه0
لقد حسبت انها قد أغرمت يوما ولكنها اكتشفت ان ما شعرت به وهم 0 حاولت أن تشغل نفسها عنه بالتفكير في اشياء أخرى, فهي ترفض أن تكون عانسا عجوزا لأن من أحبته لا يريدها0
تجاهلت الألم الذي طفق ينمو في قلبها , حين تذكرت الصيف المقبل الذى قد تكون فيه قابعه في شقه أخرى أو في بلده أخرى بعيدا عن كايد0عبثت تشيلسي بالرسائل التي أحضرتها من صندوق البريد والتي كان معظمها لكايد00
لقد أصبحت الرسائل كالعاده مكدسه علي زاويه طاولته , ثم لفت نظرها مغلفا عليه اسمها واسم عميد الكليه للدراسات العليا0أهو قبول أم رفض ياترى ؟
حدقت في المغلف تخشى فضه ألا أنها تشجعت أخيرا تمد يدها الى سكين المطبخ وتدس بعنايه في فتحه المغلف00ثم أخذت الورقه المطويه ببطء وحذر وكأنها جمره ملتهبه0 فجأه قرع الجرس , فتركت الرساله من يدها وذهبت تفتحه 0 كانت نورمان تشامبرلين هي الواقفه في الباب 0 ترتدى معطفا صوفيا بسيطا بدل الفراء الذي كانت تضعه في المره السابقه , فقالت لها : كايد ليس هنا0
- أعلم انه عند أمه 00تحدثت اليه ليله أمس0 اريد الآن أن اتحدث اليك أنت 0 ارتدت تشيلي عن الباب صامته 0 فماذا تريد نورما منها ؟
- أتودين تناول الشاى ؟
- لا00فما جئت أقوله لن يطول 0
وجذبت كرسيا جلست عليه في المطبخ وقالت بسرعه : سأتزوج بكايد كانت تشيلي حين قطعت المسافه من الباب الي الطاوله قد استردت رباطه جأشها بعد الصدمه التي تلقتها
- أهنئكما متى اليوم السعيد؟
- - لم نحدده بعد لكن قبل بدء الحمله الأنتخابيه طبعا وقبل أن نعود الي لندن0
- هذا أمر حكيم 00فلن تجدا سعاده في شهر عسل تقضيانه في قطار الحمله الأنتخابيه 00
- لا تكوني ساذجه تشيلي 00كايد مهتم بالتحالف القوى أكثر من الزواج نفسه, فوالدي سيساعده كثيرا 000ولقد أمّن له الوظيفه 0
- آه 00أن هذا يخيب آمالك دون شك 0
- لا تضيعي لحظه للأسف علي 00فأنا لم أعد أحبه أكثر مما يحبني00 ولا أرغب في أن أحب 0
ارتشفت تشيلي رشفه من الشاي وسألت : أذا كنت لا تحبينه فلماذا تتزوجينه ؟
- يالسذاجتك ؟ سأصبح سيده ذات شأن في لندن يتوسل علية القوم لتدعوهم الي حفله من حفلاتها 0 ولدي كايدالمال اللازم , ستكون له السلطه , بمؤازره والدي 0 كايد هو الرجل الوحيد المتوفر لي الذي قد يجعلني يوما سيده مهمه0
- نظرت تشيلي الي كوب الشاي لئلا تضطر الي التحديق في نورما , فلو نظرت اليها لرمت الكوب في وجهها بالتأكيد
: ولماذا تخبرينني هذه المعلومات؟
- لأنك فتاة بريئه تعتقد أن أي رجل ينظر أليها مولها بها وحين يتركها تتألم 0
- وهل يحدث هذا غالبا ؟
- في كل فصل تظهر واحده0 وهي عاده فتاة يختارها ويرعاها ويوليها عنايه خاصه00
- وينام معها؟
ابتسمت نورما ببرود: - طبعا 00لكنك الأولي التي يسكن معها 0
- صدقيني لست مميزه أبدا0
- أذن أنت قلقه من علاقتي به 0 تخشين أن يغير رأيه بك ؟
- لست قلقه أبدا000 فهذه العلاقه سرعان ما تمضي , وما أن ياتي الصيف حتي تصبحي مجرد ذكري 0 أياك والأغترار بالنفس لأنه لا يقف طويلا أمام أطلاله وذكرياته 0
- وكأنك لا تأبهين أبدا لما يقوم به من مغامرات عاطفيه 0
هزت نورما كتفيها : - سيبقى هناك دائما أمرأه 0, فهو ليس ممن يخلص لأمرأه واحده فقط حتي وأن اعتقد انه مغرم بها 0
وتذكرت تشيلي ما قاله لها كايد عن زواج أبويه 00ثم سمعت نورما تردف : مادامت تجيد المرأه الأخري اللعبه , أقف غير مباليه, ولكن ما يقلقني , مثيلاتك من الفتيات اللواتي لا يعرفن متي تنتهي علاقه الحب00 أنهن يثيرن مشاكل جمه 0
تذرت انها سمعت برنارد افرت ينصح أبنه بالزواج من أمرأه تعرف قواعد اللعبه00 فهل وجد كايد أن والده علي حق؟
وسألت الفتاه : لم تخبريني الي الآن بداعي وجودك عندي الآن!
وقفت نورما : انا هنا لأن بعض الفتيات حين تجرح قلوبهن يحاولن الأنتقام ويضطر عندها كايد الي القوه , وأنا اري انك مغرمه بسحره حتي بتّ لا تفكرين ابدا في ما قد يراه في حمقاء مثلك ؟
اتعتقدين ان علاقته بك علاقه جاده؟وما ذاك ألا أنه يشاطرك الفراش ؟
ودنت من الباب مضيفه :
- حسنا 000لقد أنذرتك 0 وقد أعذر من أنذر0
- عظيم نورما 0 هل انتهيت؟
- أياك وخداع نفسك بقدرتك علي هزيمتي فلن تستطيعي 000لأنني لا أهزم0
واندفعت الي الخارج نحو سيارتها0
لم تزعج تشيلسي نفسها بالرد ,بل اقفلت الباب خلفها , متمنيه لو أطاعت هواها وقذفتها بالشاى الساخن 0 نعم لا تنكر أن نصف كلامها كاذب ذلك أنها لا تصدق أن كايد قد يتزوج بها طمعا بسلطه والدها , وعلا صوتها تخاطب نفسها :
- لا 000فليس كايد برجل من هذا النوع000نعم السياسه عمل قذر 0 لكن ليس بالنسبه لكايد0000
ولم يلبث أن سار تفكيرها الي مسار آخر 000ترى كم هي الأشياء التي قد يبذلها في سبيل المركز والسلطه ؟ هو أنسان نشأ بين أبوين يعتبر زواجهما عارا وبات يعتبر الزواج مزحه كبرى0 لذلك من الطبيعي أن يتخلى عن عزوبيته حتى يتبوأ مركزا مرموقا في الدولة بل من الطبيعي أن يتخلي عن أكثر من هذا أذا دعت الحاجه اليه 0
صممت ألا تعيد التفكير في الموضوع ثانيه , فأخرجت الفطيره المحلاة من الفرن وكانت قد كادت تحترق , ثم التقطت رسالتها 0
مهما كان الرد فيها تستطيع علي الأقل من خلالها اتخاذ القرارات المناسبه , فلن يكون هناك بعد الآن تردد , أو أنتظار من يقرر عنها , أو أنتظار ما سيفعله كايد000أنها الآن المسؤوله الوحيده عن مستقبلها 0
كانت الرساله مختصره فيها بضع جمل تفيد أن كليه الدراسات العليا ترحّب بها طالبه 0حملت الرساله دهشة ثم راحت تدور وتدور حول المطبخ تراقص القطة المذهولة بين ذراعيها وتصيح بها :
- قبلوني 000لقد نجحت0
ولكن فرحتها لم تدم طويلا 00فسرعان ما هبطت من سماء الفرح الي أرض الواقع 00صحيح أن من المبهج متابعه الدراسه 00لكن من أين لها وسيله العيش ؟ كانت خطتها تشمل دفعات من المصرف تأتيها في الخريف القادم 00أما الآن فلا تعرف ماذا تفعل 0 فأمامها رسوم عليها دفعها هذا عدا عن نفقات معيشتها ,فمنحه التعليم تنتهي بتخرجها من الكليه التنفيذيه

arianda
11-04-2007, 19:27
حسنا000ستتدبر الأمر 00فلن ترفس فرصه كهذه , الدكتور ديكنسون علي حق 0 ثمه طرق وسبل دائما هذا أن كانت راغبه في الأستمرار0
حين سمعت صوتا في الخارج كانت مستلقيه علي الأريكه علي قدميها قطتها وعلي صدرها آخر قصه في السوق0
لعله غصن شجرة احتك بجدار المنزل000أن لم يكن لديها عمل هذا الأسبوع فمن الأفضل أن تستغله بالراحه00لكن الصوت عاد مجددا000وتعالى أثره صرير الباب فورا في الشقه المظلمه000
جلست مضطربه تسمع وقع أقدام علي أرض المطبخ00هل أقفلت الباب الخلفي ؟ هل دخل لص معها الي الشقه ؟
أخرجت نفسها من دثارهاالصغير الذي تدثرت به ولرعب يشل حركتها تقريبا000وحين تحررت من ذعرها وأستطاعت الوقوف كان وقع الأقدام قد بلغ باب غرفة الجلوس0
ثم شع نور المصباح في الغرفه , فوقفت ترفرف بعينيها وتنظر الي كايد الواقف في الباب , فابتسمت ببطء:
- لقد عدت باكرا 0ظننت أن لصا دخل عليّ 000
كان قلبها يغني بحبور , لقد عاد00لقد عاد اليّ00
- وظننت أن هناك لصا أيضا 0 جميع الأنوار مطفئه فحسبتك خارجا0
وقفا للحظات وكأنهما مشلولان 00بدا لها رائعا 00
رفعت يدها الي شعرها الأشعث قائله:
- أنني في حاله مزريه0
- أنت لا تعرفين كم تبدين جميله0
لم تعرف بعد ذلك من تحرك قبل الآخر 00فقد وجدت نفسها فجأه بين ذراعيه00في وسط الغرفه ملتصقين متحدين وكأنهما لا يستطيعان الأتحاد أكثر, وقال لها بصوت أجش:
- ياألهي كم أشتقت أليك 0
تسللت يداه الي وجهها يلمسه برقة وينتقل منه الي شعرها الأشقر الطويل قبل أن يعود الي ضمها أليه 0
نسيت كل ترددها ورفعت رأسها نحوه 000ذلك العناق الأول بينهما منذ أسابيع مضت لا يمكن نسيانه 00لكن هذا أمتع وأقوى, امتص منها كل ذرة مقاومه وأنساها كل حذر0
تركت أصابعها تجول باضطراب علي خطوط زاويتي عينيه ,وجنتيه, ففكيه ومنها الي فتحه قميصه فعنقه0
فابتسم لها , متمتما :
- ما أروع هذا الأستقبال0
وحملها ليمددها علي الغطاء الذي وقع منها أرضا واستلقي أمامها لحظه , ثم ضمها بذراعه بينما امتدت الأخرى لتداعب شعرها ووجهها , حتي أصبحت مقطوعه الأنفاس لا تستطيع الحراك ولا تقوى الا أن تشعر به وبلمساته الخفيفه التي كانت تؤجج النيران فيها 0
همس في أذنها :
- مسرور أنا لأنك أشتقت لي0 أعتقدت أن أبتعادي عنك قد يدفعك الي هذا0
انتفضت00لكنها قررت تجاهل ما وراء كلماته 00انسي أنه قال شيئا ولكنه أردف قائلا:
- لقد أخترت طريقه رائعه للأحتفال عزيزتي 0
- الأحتفال بماذا؟
- بوجودنا معا 000بعملي الجديد بالطقس الدافئ 00أختاري واحدة0
- عملك الجديد؟
- ليس هذا وقت الحديث عنه تشيلسي , ربما فيما بعد00
- ماهو العمل الجديد ؟
تنهد وتوقف عن مداعبتها :
-أن تفكيرك لم يتخذ ألا أتجاها واحدا00سأعود الي لندن في شهر حزيران لأجري تحقيقا خاصا يتعلق بباتريك تشامبرلين0
أتريدين رؤيه الأوراق الآن أم بعد أن ننتهي؟
أذا كانت نورما صادقه في كلامها 0
- لا تلمسني0( صاحت به)0
- ماذا تعني؟
- أعني أرفع يديك عني لقد خططت لما تفعله الآن 0 أليس كذلك؟
لم يتركها0
-ما توقعت أن يحدث هذا بيننا 0 لولا ارتماؤك بين ذراعي لقلت لك مرحبا ولصعدت بعد ذلك الي غرفتي 0 بدوت موافقه كل الموافقه 0
- هذا كان قبل 0
-قبل ماذا؟ اللعنه! ماذا فعلت ؟ أليس الوقت متأخرا لتمثيل دور البريئه ؟ أنت من دفعني الي معانقتك0
ردت بصوت متوتر منخفض :
- غيرت رأيي يا كايد00فحذار من الأقتراب مني لأنه سيغدو اغتصابا كما تعرف 0
رد بجفاء :
- هكذا أذن 000ما أشد أسفي وحزني علي جون هارفس00
لكن بما أنني لست يائسا لأمرأه مثله فلن أفعل ما فعله0
نهض عن الأرض ينظر أليها وهي مستلقيه :
- أنه خيارك تشيلسي 0 لقد ظننتك تغيرت0 ولكن يبدو أنك ما زلت تحبين التلاعب 00حين تغيرين رأيك أخبريني0
- أيها المتعجرف المغرور ابن ال00000
قطع كلامها بحدّه:
- لكن أقنعيني أولا عندها000
بقيت مستلقيه تلعن نفسها علي غبائها وتترك الدموع الساخنه تنحدر الي وجنتيها, ولكنها حين سمعت صوت ارتطام حقائبه بالأرض فوقها قامت من مكانها تعيد ترتيب ثيابها 0
كفاك أحلاما يا تشيلسي 00نورما علي حق000لقد آمنت حقا أنك مختلفه , وظننت أنه يهتم بك 0 فكنت غبيه 0
لم يبق علي انتهاء الفصل غير خمسه أسابيع , ولكنها فجأه شعرت بأن هذه المده أمر واقع عليها الصبر حتي مضيها0

arianda
11-04-2007, 19:29
خذ الذكريات وارحل

كانت عودةالحياة الجامعيه الي مجراها ياعثا علي الراحه فقد استطاعت علي الأقل الأنشغالبالدراسه عن التفكير فيه 0 لم يكن ما يشغل بالها وجوده في البيت بل عدمه ,فقد كان منذ عودته من العطله لا يقضي فيه أكثر من دقيقه في اليوم , أما الليالي فكانت تجهل أين يقضيها 000ربما مع نورما000
كانت مشغوله البال الي درجه جعلتها لا تسمع نداء الدكتور ديكنسون الا حين تقدم الي باب مكتبه وكرره, عند ذاك استدارت وجلة وردت :
- أتريد رؤيتي ؟
- لا000فأنا أصرخ بأسماء الطلاب في الردهات والممرات للتسليه000أدخلي الي هنا00
جلست تشيلسي قرب مكتبه ولفت قدميها حول قائمتي كرسيها00
- لماذا لم تأتي لرؤيتي ؟ (سألها)0
- لماذا آتي ؟
- لقد أعلمتني كليه الدراسات بقبولهم طلبك 000ألا تريدين التقدم بطلب وظيفه مساعدة أستاذ؟
- أعتقد هذا0
ضاقت عيناه فيها :
- أذن 00أعتقد أن علينا أن نبدأ العمل 000أم أنك ستتخلين عني ؟
- لا00سأكون معك0
- تشيلسي !مالذي أصابك في الأسابيع الأخيره ؟
نظرت أليه بثبات :
- لا شئ له أهميه دكتور0
- أشك في هذا000لكن مهما يكن , سأتصل بالعميد وأري ما نستطيع فعله 00ستدرسين الأنكليزيه في الصف التحضيري 0 أليس كذلك ؟00 لكن ماذا لو لم يكن هناك مراكز شاغره؟
- سأبحث عن عمل , فلن أقدر علي تحمل نفقات دراستي دون عمل0
- اقترضي المال ومددي القرض الطلابي0
- لا أحب الأقتراض 0 لقد كنت دائما أعيل نفسي , أما التعليم فكان مجانيا 0
بدت الدهشه علي الدكتور :
- ماذا 0
- والدتي عملت في الجامعه سنوات , لذلك نلت أنا وفنسنت منحه مجانيه 00لكن هذه المنحه لا تتعدي الدراسه الي الأختصاص 0
هز الدكتور رأسه:
- لست أدري كيف حدث ذلك 0 فهذه الجامعه جامعه خاصه , أسسها الصناعي الشهير ( ريفيرت) الذي سميت بأسمه , وهي لا تمنح منحا مجانية لأي كان0
وتناول الهاتف ليتصل بقسم التسجيل 000فسارعت تشيلسي للتوسل:
-أرجوك دكتور لا تفسد علي الأمر0
- لا تخشي شيئا 0
بعد لحظات تحدث هاتفيا الي الموظفه 0
- مرحبا نونا , أسديني خدمه أرجوك 0 تحري معلومات عن الطالبه تشيلسي ستانتون مستعينه بالكومبيوتر 0تقول أنها قد منحت منحه مجانيه 0 أريد أن أعرف أذا كانت هذه المنحه تتجاوز التخرج الي التصنيف شكرا نونا 0
غطى سماعه الهاتف وهمس :
- هذه حجه لتفحص السجلات , وأذا وعدت بالهدوء سأدعك تسمعين الرد0
- أعدك0
أمسك السماعه بطريقه تستطيع أن تسمع الرد0 بعد قليل عاد صوت السكرتيره :
- دكتور000أنت مخطئ 000ليس هناك أيه منحة فنفقات دراستها دفعت بشكل عام عند بدء كل سنه دراسه0 نحن نرسل الفاتوره بريديا الي والدها , وهو يرسل لنا الحواله0
وأعاد السماعه الي مكانها , ثم أسند ظهره الي كرسيه000شحب وجه تشيلسي حتي الموت 0
- أوه ياألهي 00أتساءل عما أذا كانت بوليصه التأمين كذبه أخري ., والدي يدفعها أيضا ؟
- ألا تعتقدين أنه قد يساعدك الآن ؟
هزت رأسها بعنف:
- لن أطلب منه 00فأمامي دين كبير أرده له 00سأعود أليك لاحقا دكتور ,. فأنا بحاجه الي وقت للتفكير الآن 0
حينما خرجت التقت بجون الذي أخبرها أنه ذاهب الي مكتب كايد لأسترداد بحثه الذي كتبه لأمتحان الفصل 0
ما أن بلغا أول درجه من الدرجات حتي توتر جسدها كله ذلك أنها رأت كايد يرتقيه أيضا 0 فلم يفته شيئا , خاصه يد جون المتملكه علي ذراعها , فرفعت رأسها متحديه,. أذ لا شأن له فهي حرة بالسير أو التحدث مع من تريد0
قال جون:
- دكتور أفرت! كنا نبحث عنك00أيمكن أن نستلم البحث الفصلي ؟
ناول جون بحثه في المكتب , ثم فتش عن بحث تشيلسي وأمسك به مفكرا ثم قال :
- أود لو نتناقش يا آنسه ستانتون بشأن بحثك بضع دقائق ؟
- لدي محاضره الآن0
- وبعدها ؟
- هل لي رؤيه البحث علي الأقل؟
- هذا يعني أنك لا تودين أن نتناقش ؟
انتزعت الأوراق من يده قائله بحدة :
- لا أريد الا أن ألحق بمحاضرتي دكتور أفرت0
وتوجهت الي الباب 00فلحق بها جون معلقا علي ما جرى :
- وكأن بينك وبين الدكتور العظيم أثبات من الأقوى 0
- بأمكانك قول هذا 0
- ما الدرجه التي نلتها ؟
لم ترد عليه, بل أستمرت في السير مطأطئه الرأس تقرأ ما كتب عليها من ملاحظات تشير الي أن كايد قرأ كل سطر وكل حرف كتبته 0 ثم وصلت الي الصفحه الأخيره , وتوقفت مسمّره وسط الردهه0 فأستدار جون أليها :
- تشيلسي 00سنتأخر 0 ما الدرجه؟
- نلت درجه أمتياز 0
- ولم الذهول؟ دعيني أراها0
لم ترد عليه بل أرتدت علي عقبيها تعود أدراجها لتصل الي حقيقه الأمور فورا0 ترى عم كان يريد أن يتحدث أليها ؟ حين وصلت لم تتوقف عند بابه ولم تطرقه بل سارت الي الداخل حتي وقفت قرب مكتبه:
- ما هذه ؟ رشوة جديده ؟ هل تعتقد أنني أن نلت درجه عاليه , أكون ممتنه لك الي درجه الذهاب معك الي الفراش ؟
رفع حاجبيه ومد يده الي غليونه ثم قال بهدوء :
- متي تنهي ما عندك أعلميني , أكره أن أقاطعك أثناء المزاح0
- أنت مخطئ دكتور أفرت , لن تشتريني بهذا0 ماذا كنت تريد أن تقول منذ قليل ؟
لم ينظر كايد أليها , بل حشا الغليون بالتبغ وأشعله بهدوء فصاحت:
- أيجب أن أتحمل هذا طوال الوقت ؟
- ولم لا ؟ أنه عيبي الوحيد 0
فضحكت بسخريه وأردف :
- هل أنتهيت ؟ أنا لم أعطك هذه الدرجه هبة يا تشيلي بل لقد اكتسبتها بجداره 0
رمت أوراق البحث علي طاولته 0
- لقد سجلت ملاحظاتك علي صفحاتها جميعا مشيرا في كل منها الي تفكيري غير المنطقي واستنتاجاتي غير المبنيه علي الوقائع0
- هذا صحيح 00فأنا لم اوافق علي معظم استنتاجاتك 0 لكنك قمت بعمل رائع في عرض المشكله , ولديك أفكار عظيمه 0 في الواقع تأثرت بك جدا حتي كدت أعرض وظيفه0
- أي نوع من الوظائف ؟
- القيام بذات العمل 0 البحث عن مسكله ثم دراسه الأمكانيات وكتابتها حتي أستطيع دراستها لأتخذ منها موقفا, فوقتي لا يتسع لعمل كهذا 0 سأحتاج الي مساعد قدير 0
- حسنا00ألست مسرورا لأنك لم تتهور بارتكاب خطأ فادح كهذا؟
رد بصوت بارد:
- مسرور جدا 0
- ما كنت لأقبل علي أي حال 0 قلت لك أنني أكره الأبحاث
وهناك أمر آخر , أواثق أنت من حاجتك الي مساعده 0 أليس من الأفضل لو تسعي في الأنتخابات أولا؟ ما أعرفه أنك بحاجه الي رضى الناخبين لا الي رجالات الحزب0
- أوه00 سيتم أنتخابي فلا تشغلي بالك في أمري 0
- لن أهدر لحظه في التفكير أو القلق 00صدقني ! أنا موقنه بأنك وباتريك تشامبرلين قد تدبرتما الأمر00والآن بما أني تأخرت علي محاضرتي 00
وتبعها صوته الي الباب :
- التحقيق الذي سأقوم به لباتريك تشامبرلين يتعلق بمساوىء المخدرات000
وقفت تشيلسي في مكانها 000فتابع:
- وأسوأ مخدر علي الأطلاق , كما أشرت أنت في بحثك , هو القانوني منه ( الكحول) 0
- ثمه من هن أقدر مني مستعدات لمساعدتك0

arianda
11-04-2007, 19:30
حدث أصدقائي مرة أخرى خطأ فتم التبديل بين المشاركتين
لذلك قمت بكتابة مقطع حين تظمأ الأشواق
مرة أخرى
سامحوني على هذا الخطأ

arianda
11-04-2007, 19:33
الجزء الأخير00




أطلال الذكريات


التقطت أوراق الكتاب المبعثره ورتبتها علي طرف طاولته0 وما أن أنتهت بعد بضع دقائق حتي كانت الغرفه التي فوقها قد أصبحت صامته0

كانت ترتجف خوفا وهي ترتقي الدرج وصولا الي غرفته التي طرقت بابها بيد مرتعشه0
- أذهبي من هنا تشيلسي 0
دفعت الباب ثم دخلت 0
كان يقف في الغرفه المظلمه أمام النافذه وظهره أليها وأحست بارتعاشات باردة في عروقها وهو يلتفت أليها0
- تبا تشيلسي ! قلت لك أذهبي 0
أقفلت الباب وراءها , وأسندت نفسها أليه فقال لها :
- سأذهب بعد دقائق , عودي الي غرفتك واقفلي الباب عليك 0
- لا00قلت لي مره أنني أذا أردت تعلم الحب فلأبحث عمن يفهم الموضوع 00حسنا 00أنا مستعدة الآن لتعلمني الحب 0
- أخرجي من هنا تشيلسي !
- وقلت كذلك , أنني حين أغير رأيي يجب أن أقنعك أنني أعني ما أقول 0 فماذا علي القيام به لأقناعك ؟
تقدمت منه ببطء , ونتركت ليديها حريه تلمس عضلات ذراعيه 0ثم رفعت يديها لتمسك برأسه ةتحنيه الي الأمام هامسه :
- عانقني كايد 000أرجوك0
اجتاحت جسده رعشه فرفع أصابعه القويه الي خدها , ثم أبعدها عنها وكأنه يتألم 0
- الوقت ينفذ منا0
- مازال أمامنا أربعه أسابيع أريد أن أمضي أيامها معك 0
لم يعد صوته خشنا ولكنه بقي حازما0
- أخرجي من هذه الغرفه , ما دمت قادره علي ذلك0
- لن أخرج 0 عليك أن ترميني خارجا0
خلعت حذاءها , ورمت سترتها , ثم أخرجت الدبابيس من شعرها الأشقر فلما انسدل علي كتفيها راحت تمرر أصابعها في خصلاته الذهبيه وترفعه عن عنقها0
كان قلبها يخفق بشدة لكنها حاولت أن تكون عفويه بتصرفاتها التفتت نحوه تواجه النافذه, فسقط نور القمر علي جسدها 0
تحركت بسرعه فسحبت الأغطيه عن السرير ورتبت الوسائد , ثم جلست علي حافه الفراش تنظر اليه وضوء القمر يتهادى عليها :
- ألم تعد تريدني كايد؟ ( سألته بعذوبه)0
وأردفت لنفسها بحزن : أن كنت لا تريدني , فسأجلس متكوره هنا وأموت في الحال !
- أوه 00ياألهي 000بلي !
خرجت الكلمات من فمه وكأنها تمزق نفسه 0
- أذن 000ما الذي يخيفك ؟
ومدت له يدها , فتقدم عبر الغرفه ليمسك بها:
- هل أنت واثقه تشيلسي؟
هزت رأسها أيجابا فوقف مترددا بينما هي شعرت بخفقات قلبها تدوي دويا مرتفعا يكاد يصل الي مسمعيه 0 ارتدت فوق الوسائد لتسند مرفقها أليها , أما هو فدنا منها0
كانت لمساته كالنار فوق بشرتها الرقيقه التي راح يرتجف منها كل عصب من أعصابها 0 لقد أثارتها من قبل لمساته , لكنها لا تقارن بما تشعر به الآن 0
عندما لاحظت خطين عميقين بين عينيه , حاولت مسح العبوس عن جبينه فهمست له :
- أرجوك لا تعبس 000سيكون الأمر رائعا بيننا كايد000ولا تخش أن أطالبك بأكثر مما أنت مستعد لتقديمه لي 0بعد أربعه أسابيع سترحل أنت وأبقى أنا هنا , فلماذا لا نتمتع بما تبقى لنا من أوقات نقضيها معا يا حبيبي 0 سمها فترة فاصله000
دفعها عنه ثم نهض عن السرير , فراقبته حائره وهوينتعل حذاءه الرياضي ويشده بقوة غير ضروريه 00فسألته:
- كايد؟
لكنه قاطعها :
- أحتاج الي وقت للتفكيرتشيلسي0
بعد دقيقتين سمعت صوت الباب الخلفي يغلق فأغمضت عينيه علي الألم الأسود في نفسها 00لقد توسلته ورجته لكنه رفضها ونبذها بعد أن رمت نفسها عليه 0
كانت قد نسيت نورما لكن لا يبدو أن كايد نسيها , ترى أيخشى أن يتخلى عنه ذاك السياسي فيخسر ما تصبو نفسه أليه ؟ ألهذا هجرها الآن وابتعد؟ تلك الليله لم تعرف كيف طرق النوم جفونها فقد راح ألم الجرح والحياء يلفها بدثار مظلم وراحت أفكارها تذهب بها تارة ذات اليمين وأخرى ذات اليسار حتى غفت أخيرا0
رمت تشيلسي الأغطيه وتركتها تسقط أرضا بطريقه عشوائيه ثم نهضت وجذبت ثيابها عن الكرسي الذي تلركتها عليه ليله أمس0
وقفت تحت الدوش فترة طويله , تختلط دموعها بالرذاذ الحار 0 كانت تريد أن تنظف نفسها من آثار ما كانت ستقدم عليه البارحه0
أنت من طلب هذا00أنت من طلب الذكريات, وها أنت ستحصلين عليها0 ظننت أنك تستطيعين الأستغناء عنه بسهوله وها أنت تكتشفين شدة غبائك يا تشيلسي ستانتون 0
نزلت الي الطابق الأرضي وهي تنظر الي ساعتها00فنادرا ما يعود كايد من هرولته الصباحيه قبل ساعه000وأمامها بضع دقائق للفرار0
الفرار؟ 00أجل 00هذه هي الكلمه الصحيحه , فالليله التي كانت تمني النفس بها أنقلبت كابوسا 0 أحست بأنها بحاجه الي شخص ما , فالتقطت القطه وحضنتها 0 فماءت بصوت مرتفع احتجاجا , وقفزت من بين ذراعيها 0
حتي القطه رفضتك000!
وثار الغضب في أعماقها , غضب من نفسها , لماذا توقعت أن يكون لأعترافها برغبتها فيه صدى مميز في نفسه؟ انها بالنسبه له عذراء تبعث الرعب , فمن هي بالنسبه للجميلات اللواتي عرفهن في حياته0
بدا العالم غريبا عنها هذا الصباح 00ونظرت من نافذه غرفه الجلوس فشاهدت الأرض القذره في الخارج 000لقد ذاب الثلج في كل مكان الا الظليل منه, تاركا الوحل000ومع أن الفصل ربيع الا أن المطر الربيعي لم يتساقط بعد ليغسل وحل الشتاء منظفا الأرض أمام النبات الجديد النظيف0
قفزت مذعوره من سماعها صرير الباب الخلفي00لقد فات أوان الفرار 000فهي لن تقدر علي الهرب دون أن يسمعها , الا أذا صعد الي الحمام ليغتسل 0
لكنه لم يصعد , بل سمعت الماء يجرى في مغسله المطبخ , ثم لم يلبث أن ساد صمت بقيت خلاله واقفه مسمره مخطوفه الأنفاس تقريبا 0
حين أجبرت نفسها علي التوجه الي باب المطبخ كانت القهوه قد توقفت عن الغليان 0 رفع كايد نظره ثم عاد يصب القهوه وكأنه لم يرها من قبل 0 مدت يدها الي فنجان ثم راحت تملأه , عندما انتهت كان قد أستدار حول الطاوله وجلس فتركت ظهرها أليه 0 ثم قالت من فوق كتفها :
- آسفه لتصرفي ليله أمس 0 أريدأن تعرف أنني لا ألومك علي شئ 0 أنا من رميت بنفسي عليك ونلت ما أستحقه0
قال كايد بعد صمت طويل :
- لا أحسبني أفهم قولك0
- كايد00اتضح لي لي الوضع وضوحا تاما هذا الصباح 0اسمع قد أكون ساذجه بريئه , لكنني لست بلهاء 0 لم أكن مثيره للبهجه في نفسك ليله أمس00وأنا آسفه000

arianda
11-04-2007, 19:35
الجزء الأخير

arianda
11-04-2007, 19:36
- ألست متأسفه لأنك لست أحداهن ؟
استدارت أليه تواجهه وبسمه زائفه علي وجهها :
- أبدا000سأبقي في الجامعه أجد وأعمل حتي أنال تصنيفا عاليا فلقد بذلت جهدي حتي قبلت في كليه التصنيف 00ولن أتخلي عن هذا لقاء أي شئ أو أي نوع من العمل قد تعرضه علي 000هل فهمت هذا دكتور أفرت؟
لم تتوقف في قاعه المحاضرات , فالدكتور بوربون يكره أن يقاطع محاضراته أحد 00ثم أنها لن تستطيع التركيز ولا تريد كذلك رؤيه جون والمشاجره مع كايد ما تزال ساخنه في نفسها00
قفزت مذعوره حين دوى بوق سيارة من ورائها في الشارع فالتفتت تتساءل عما يدفع السائق الي أن يطلق زمورا كهذا؟
كانت السياره الصغيره الخضراء جديده وليس لها لوحه للأرقام 0 ارتدت الي الوراء حين توقفت أمامها 000 وأذ بصوت مرح يأتيها قائلا:
- سأوصلك الي البيت !
انحنت لترى وجه المتكلم :
- شارلوت000! ماذا تفعلين في هذه السياره الجديده ؟ أين سياره فنسنت التي آكل عليها الدهر وشرب؟
- لقد ذهبت الي (الكسر) كما كان يجب أن يحدث لها منذ خمس سنوات 0
- لكن كيف تمكنتما من شراء هذه؟
- أنها هديه زواج 000ولن تحزري ممن 0
- من أبي 0
صحيح 0 حين عدنا من شهر العسل كانت السياره القديمه قد أختفت ومكانها تركت هذه0
- وهل سامحه فنسنت ؟
- تحدث معه عدة مرات 0 في الواقع أظنه سعيدا بما حدث0 أن ما كان يشعر به أشبه بدمل مزمن كان خفيا في قلبه وما دام القيح قد خرج منه فالشفاء محتمل0
- أظنك علي حق 0 لكن التشبيه يكاد يصيبني بالغثيان 0 عديني أن تبعدي الطب عن تشيهاتك0
- حسنا 00أتعرفين لقد تعلمت درسا مفيدا مما جرى وهو ألا أخفي شيئا عن زوجي بعد الآن0
حين أوقفت شارلوت السياره أمام المنزل قالت لها:
- أتودين الدخول قليلا ؟
- لا00فسيعود فنسنت الي المنزل بعد وقت قصير 000واليوم دوري في تحضير العشاء000لماذا لا تأتين وكايد للعشاء؟
- أظنه مشغولا الليله , وأنا كذلك0 شكرا لك علي أي حال0
- أراك في الأسبوع المقبل أذن 0 سأتصل بك 0
ذلك المساءأوصلها جون الي المنزل بعد أن شاهدا فيلما سينمائيا 0 وقتذاك وقفت معه أمام الباب ترهف السمع لأي حركه من الداخل, أو أي شئ قد يحذرها من ظهور كايد فجأه0
قال لها جون:
- أنا آسف لما حدث معنا تلك الليله 0 وليتنا نعود الي صداقتنا 0
حين بقيت صامته تنهد:
- حسنا 000أراك فيما بعد 0
- أنا آسفه جون 0 لقد تمتعت بهذه السهره 0
- هذا شئ جيسد علي الأقل 0 لو وعدتك ألا أعود الي تصرفي الطائش هل تقبلين بأن أحييك تحية المساء علي طريقتي؟
ضحكت تشيلسي , ولو مرتجفه :
- لا بأس0
كانت قبلته لطيفه محتشمه كالتي اعتادت علي تبادلها مع أصدقائها 0وعندما ابتعد لوحت له تودعه 000ثم دخلت الي المطبخ فلاحظت ابريقا من القهوه الطازجه علي طاوله المطبخ, ومعه قطعه حلوى لم تمس بعد 0 أقفلت الباب وأسندت نفسها أليه, تحاول استجماع قواها للمواجهه المرتقبه 0 لكن لما تظن أن هناك مواجهه وشيكه00ربما كايد نائم , أو ربما هو لا يهتم أبدا بما تفعله 0أن غيرتها المجنونه من نورما لا تعني أن كايد قد يشعر بشئ تجاه جون0
فتحت عينيها فأذا بكايد واقف في أسفل الدرج يقول لها ببرود:
- أذن عدت الي مقابله جون من جديد0
- وهل هناك مانع ؟ لقد أقنعني بأن ما أرتكبه كان غلطه , دفعته أنا أليها0
ثم فكرت في ما يبعد موضوع جون00فسألته:
-أكنت تعلم أن والدي من كان يدفع أقساط دراستي ودراسه فنسنت كذلك؟
وتحركت بحذر من أمامه الي غرفه الجلوس 00فلحق بها :
- كنت أشك في هذا , فهو يعرف كل شئ عن دروسك ودرجاتك0
- ولماذا لم تخبرني ؟
- كان مجرد شك0
- أسمع , علينا أن نتجاوز الأسابيع الأربع بطريقه ما وهي فتره
ستكون عسيره0 فهل لنا أن ندعي أن الأمور ما زالت كما كانت بيننا في السابق ؟
- لا0
فاستدارت لتخفي دموعها , وأمسكتببعض الأوراق تعبث بها , فقال بصوت حاد:
- لا تلمسي هذه0
نظرت أليه دهشه والأوراق ما تزال في يدها لكنها لم تلبث أن رأت الأوراق تنسل من الملف الي الأرض حيث تيعثرت هناك0
- أنها كتابك 00
- أعرف ما هي 000ولا أريد أن تلمسيها ثانيه00مفهوم؟
تمتمت :
- سألتقطها لك00
كان قد انحني الي الأرض لكنه عاد ووقف فجأه حتي ذعرت تشيلسي وارتدت الي طاولته خشيه أن يضربها لكنه رمى ما بيده من أوراق وقال:
- اوه تشيلسي000بالله عليك لا تنظري الي هكذا 000لا تخافي مني0
- لا أستطيع تمالك نفسي وأنت علي هذه الحال 0 أنا لا أعرفك حين تصبح غاضبا0
- ألا تفهمين 000؟ أريدك كما لم أرد شيئا في حياتي , أريدك الي درجه يكاد معها المنطق ينسل من تفكيري واتزاني 0
مد يده اليها , وحين لم ترتد عنه مذعوره , لامس خدها بنعومه كطفل وجل يخشي أن يلمس لعبه خزفيه0
- لن أؤذيك تشيلسي 00أعدك0
لكنه لاحظ الشك في عينيها فتنهد عميقا0
- لا أعلم ماذا أفعل , لكنني سأرحل لئلا أؤذيك0
- سترحل الآن؟
- هذه أسلم طريقه لنا وسأعلمك أين سأقيم 000لكن أياك أن تخشيني بعد الآن فلا أطيق نظرتك الوجله هذه0
حين رفعت رأسها كان قد ذهب وما عادت تسمع الا حركاته وهو يوضب حقائبه في الأعلى0 عندئذ راح تفكيرها يصرخ بها طالبيا الوقت والهدوء للتفكير لكن ما من وقت 000وما من هدوء فكل ما تسمعه قول نفسها :
- أصبحت الآن تعرفين ما تريدين تشيلسي ! والسؤال الآن هل أنت قويه لتسعي الي ما تريدين؟

arianda
11-04-2007, 19:37
أطلال الذكريات


التقطت أوراق الكتاب المبعثره ورتبتها علي طرف طاولته0 وما أن أنتهت بعد بضع دقائق حتي كانت الغرفه التي فوقها قد أصبحت صامته0

كانت ترتجف خوفا وهي ترتقي الدرج وصولا الي غرفته التي طرقت بابها بيد مرتعشه0
- أذهبي من هنا تشيلسي 0
دفعت الباب ثم دخلت 0
كان يقف في الغرفه المظلمه أمام النافذه وظهره أليها وأحست بارتعاشات باردة في عروقها وهو يلتفت أليها0
- تبا تشيلسي ! قلت لك أذهبي 0
أقفلت الباب وراءها , وأسندت نفسها أليه فقال لها :
- سأذهب بعد دقائق , عودي الي غرفتك واقفلي الباب عليك 0
- لا00قلت لي مره أنني أذا أردت تعلم الحب فلأبحث عمن يفهم الموضوع 00حسنا 00أنا مستعدة الآن لتعلمني الحب 0
- أخرجي من هنا تشيلسي !
- وقلت كذلك , أنني حين أغير رأيي يجب أن أقنعك أنني أعني ما أقول 0 فماذا علي القيام به لأقناعك ؟
تقدمت منه ببطء , ونتركت ليديها حريه تلمس عضلات ذراعيه 0ثم رفعت يديها لتمسك برأسه ةتحنيه الي الأمام هامسه :
- عانقني كايد 000أرجوك0
اجتاحت جسده رعشه فرفع أصابعه القويه الي خدها , ثم أبعدها عنها وكأنه يتألم 0
- الوقت ينفذ منا0
- مازال أمامنا أربعه أسابيع أريد أن أمضي أيامها معك 0
لم يعد صوته خشنا ولكنه بقي حازما0
- أخرجي من هذه الغرفه , ما دمت قادره علي ذلك0
- لن أخرج 0 عليك أن ترميني خارجا0
خلعت حذاءها , ورمت سترتها , ثم أخرجت الدبابيس من شعرها الأشقر فلما انسدل علي كتفيها راحت تمرر أصابعها في خصلاته الذهبيه وترفعه عن عنقها0
كان قلبها يخفق بشدة لكنها حاولت أن تكون عفويه بتصرفاتها التفتت نحوه تواجه النافذه, فسقط نور القمر علي جسدها 0
تحركت بسرعه فسحبت الأغطيه عن السرير ورتبت الوسائد , ثم جلست علي حافه الفراش تنظر اليه وضوء القمر يتهادى عليها :
- ألم تعد تريدني كايد؟ ( سألته بعذوبه)0
وأردفت لنفسها بحزن : أن كنت لا تريدني , فسأجلس متكوره هنا وأموت في الحال !
- أوه 00ياألهي 000بلي !
خرجت الكلمات من فمه وكأنها تمزق نفسه 0
- أذن 000ما الذي يخيفك ؟
ومدت له يدها , فتقدم عبر الغرفه ليمسك بها:
- هل أنت واثقه تشيلسي؟
هزت رأسها أيجابا فوقف مترددا بينما هي شعرت بخفقات قلبها تدوي دويا مرتفعا يكاد يصل الي مسمعيه 0 ارتدت فوق الوسائد لتسند مرفقها أليها , أما هو فدنا منها0
كانت لمساته كالنار فوق بشرتها الرقيقه التي راح يرتجف منها كل عصب من أعصابها 0 لقد أثارتها من قبل لمساته , لكنها لا تقارن بما تشعر به الآن 0
عندما لاحظت خطين عميقين بين عينيه , حاولت مسح العبوس عن جبينه فهمست له :
- أرجوك لا تعبس 000سيكون الأمر رائعا بيننا كايد000ولا تخش أن أطالبك بأكثر مما أنت مستعد لتقديمه لي 0بعد أربعه أسابيع سترحل أنت وأبقى أنا هنا , فلماذا لا نتمتع بما تبقى لنا من أوقات نقضيها معا يا حبيبي 0 سمها فترة فاصله000
دفعها عنه ثم نهض عن السرير , فراقبته حائره وهوينتعل حذاءه الرياضي ويشده بقوة غير ضروريه 00فسألته:
- كايد؟
لكنه قاطعها :
- أحتاج الي وقت للتفكيرتشيلسي0
بعد دقيقتين سمعت صوت الباب الخلفي يغلق فأغمضت عينيه علي الألم الأسود في نفسها 00لقد توسلته ورجته لكنه رفضها ونبذها بعد أن رمت نفسها عليه 0
كانت قد نسيت نورما لكن لا يبدو أن كايد نسيها , ترى أيخشى أن يتخلى عنه ذاك السياسي فيخسر ما تصبو نفسه أليه ؟ ألهذا هجرها الآن وابتعد؟ تلك الليله لم تعرف كيف طرق النوم جفونها فقد راح ألم الجرح والحياء يلفها بدثار مظلم وراحت أفكارها تذهب بها تارة ذات اليمين وأخرى ذات اليسار حتى غفت أخيرا0
رمت تشيلسي الأغطيه وتركتها تسقط أرضا بطريقه عشوائيه ثم نهضت وجذبت ثيابها عن الكرسي الذي تلركتها عليه ليله أمس0
وقفت تحت الدوش فترة طويله , تختلط دموعها بالرذاذ الحار 0 كانت تريد أن تنظف نفسها من آثار ما كانت ستقدم عليه البارحه0
أنت من طلب هذا00أنت من طلب الذكريات, وها أنت ستحصلين عليها0 ظننت أنك تستطيعين الأستغناء عنه بسهوله وها أنت تكتشفين شدة غبائك يا تشيلسي ستانتون 0
نزلت الي الطابق الأرضي وهي تنظر الي ساعتها00فنادرا ما يعود كايد من هرولته الصباحيه قبل ساعه000وأمامها بضع دقائق للفرار0
الفرار؟ 00أجل 00هذه هي الكلمه الصحيحه , فالليله التي كانت تمني النفس بها أنقلبت كابوسا 0 أحست بأنها بحاجه الي شخص ما , فالتقطت القطه وحضنتها 0 فماءت بصوت مرتفع احتجاجا , وقفزت من بين ذراعيها 0
حتي القطه رفضتك000!
وثار الغضب في أعماقها , غضب من نفسها , لماذا توقعت أن يكون لأعترافها برغبتها فيه صدى مميز في نفسه؟ انها بالنسبه له عذراء تبعث الرعب , فمن هي بالنسبه للجميلات اللواتي عرفهن في حياته0
بدا العالم غريبا عنها هذا الصباح 00ونظرت من نافذه غرفه الجلوس فشاهدت الأرض القذره في الخارج 000لقد ذاب الثلج في كل مكان الا الظليل منه, تاركا الوحل000ومع أن الفصل ربيع الا أن المطر الربيعي لم يتساقط بعد ليغسل وحل الشتاء منظفا الأرض أمام النبات الجديد النظيف0
قفزت مذعوره من سماعها صرير الباب الخلفي00لقد فات أوان الفرار 000فهي لن تقدر علي الهرب دون أن يسمعها , الا أذا صعد الي الحمام ليغتسل 0
لكنه لم يصعد , بل سمعت الماء يجرى في مغسله المطبخ , ثم لم يلبث أن ساد صمت بقيت خلاله واقفه مسمره مخطوفه الأنفاس تقريبا 0
حين أجبرت نفسها علي التوجه الي باب المطبخ كانت القهوه قد توقفت عن الغليان 0 رفع كايد نظره ثم عاد يصب القهوه وكأنه لم يرها من قبل 0 مدت يدها الي فنجان ثم راحت تملأه , عندما انتهت كان قد أستدار حول الطاوله وجلس فتركت ظهرها أليه 0 ثم قالت من فوق كتفها :
- آسفه لتصرفي ليله أمس 0 أريدأن تعرف أنني لا ألومك علي شئ 0 أنا من رميت بنفسي عليك ونلت ما أستحقه0
قال كايد بعد صمت طويل :
- لا أحسبني أفهم قولك0
- كايد00اتضح لي لي الوضع وضوحا تاما هذا الصباح 0اسمع قد أكون ساذجه بريئه , لكنني لست بلهاء 0 لم أكن مثيره للبهجه في نفسك ليله أمس00وأنا آسفه000

arianda
11-04-2007, 19:43
تمهل كايد أمام المقصف حتي تناول قهوته التي حملها الي طاولتها0
- هل لي أن أجلس ؟
هزت رأسها وقالت:
- لا تحمل سندويشا اليوم0
صمت قليلا ليرشف قهوته ثم قال فجأه :
- ماذا لو بقيت هنا سنة أخرى ؟
- لا يمكنك 0
- عرضت عليّ الجامعه عقدا لا بأس به , بوربون سيتقاعد وقد أحل محله0
قفز قلب تشيلسي فرحا0 سيبقي هنا 000وحركت الشاى ثم رفعت عينيها الدامعتين :
- ماذا ستقول لباتريك تشامبرلين 00كايد؟ لن تستطيع التخلي عنه0
-بل أستطيع 0 فهناك أعمال أخرى في لندن0
- أن عرضا كهذا لا يأتي ألا مره واحده 0 أن لم تقبل عرض تشامبرلين بحد ذاته سيجد شخصا آخر يرعاه ويرقيه , حتي أذا ما جاء موعد الأنتخابات 00
هز كتفيه مقاطعا:
- أذن 00فليكن ما يكون0
نظرت أليه وهي لا تصدق عينيها :
- وهل تتخلي عن الساسه يا كايد؟
- لا أظنني قادرا 0 فالسياسه تجرى في دمي لكني سأوخر نشاطي سنة حتى تنهى تصنيفك واعود بعد ذلك الى لندن,قد يكون هذا صعب لكن باتريك سيفهم 0
أحست بالفرح لأنه واثق بأنه قادر علي شرح الأمر لباتريك شامبرلين 000في هذه اللحظه ندمت لأنها أصغت الي نورما وتساءلت عمّاسيقوله لخطيبته وهمست:
- هل أنا مهمه الي هذة الدرجه بالنسبه لك ؟
تنهد عميقا :
- ما عاد للحياة طعما أو رونق بدونك 00يبدو هذا غباء
أليس كذلك ؟ لكن 000أذا كانت درجة الأختصاص اللعينه هذه مهمه لك 000
مسحت تشيلسي دموعها بمنديلها وحاولت البحث عن صوتها 00أنه يتخلى عن أهم شئ في حياته ليبقي معها 0
- سأذهب معك فلا ذاعي الي الأنتظار سنه000سأذهب معك حالا 0
- وهل تذهبين حقا ؟
هزت رأسها أيجابا منتظره صدمة الخوف والرهبه , ولكنها لم تتلقاها 0 كان كل ما تشعر به أحساسا عميقا بالراحة00فلقد اتخذت قرارها , ولا تعبأبه وأن كان خاطئا 0
- ثمه ثمن لهذا يا تشيلسي 00فلن نعيش معا ألا حسب شروطي 0
فكرت متوسله , لا تقل شيئا عن نورما 000أرجوك ! لا أريد أن يكدر ذكرها الآن سعادتي ولا أن تؤلمني شروطك 000دعني فقط أحلم بضع دقائق أن الحياة جميله معك 0
لكن كايد كان يردف :
- يلزمنا أسبوع حتي نعقد قراننا , وأنا لا أريد أن أضيع الوقت فأن لم يستطع والدك المجئ في الأسبوع المقبل نعقد بدونه0
سألته بصوت منخفض مذهول :
- الزواج؟
أمسك بيدها فوق الطاوله :
- اسمعي 00أعلم أننا لا نحترم الزواج بسبب زواج أهلنا الفاشل 0 لكن أذا كنت سأبرز أما الرأى العام فلن أسمح بأن يكون هناك أقاويل عن سمعتي 000وستكونين أنت أنظف ما في حياتي وأروعها , لذا لن أسمح أن يمسك أحد بكلمه واحدة0
- لكن 000الزواج؟
-فكري فيه فهو خير طريق الي الصواب 0
فقاطعته :
- وماذا عن نورما ؟
- وماذا عنها؟
- ألستما خطيبين ؟
- ومن أخبرك بهذا ؟
- هي أخبرتني قائله أنك ستتزوجها 0
- وهل قالت أنني تقدمت اليها فعلا؟
- لا أذكر 000ظننت هذا0
- كان هذا حلم حياتها منذ خمس سنوات 0 وقد حاولت تبديل أوهامها هذه من حين لأخر لكن الحلم كان يعود أليها دائما0
رفع راحه يدها الي شفتيه :
- وماذا حسبتني أقصد؟
-أعتقدتك تريد علاقه معي 000ألم تكن هي فكرتك ؟
-صحيح 00لكنني تأخرت حتي أدرك أن علاقه عابره لا ترويني 0 فما رأيك ؟ أتريدين أن تصبحي أمرأه شريفه؟
- وماذا عن عملك مع باتريك ؟ فأن لم تتزوج من أبنته000
- سيقول لي عندها أن عقلي راجح 0 نعم هي أبنته , لكن بصيرته ليست عمياء عن مساوئها0
- وماذا عن والدك؟
- والدي لا يكترث بمن سأختار زوجه ما دمت مقبلا علي الزواج وشيكا,لكنه بعد أن يتعرف أليك سيؤمن بأنك لطيفه رائعه000
أوقفها علي قدميها ثم أمسك المعطف لترتديه 0
- هل لنا أن نذهب الآن لنتصل بأدي لندعوه الي حفله زفاف آخر؟
فعادت تسأله , لان عقلها مازال متضعضعا 0
- لكن 00لماذا لم تقل أنك تريد الزواج بي 0- لأنك بقيت تتحدثين عن الأسابيع الأربع الباقيه وكأنك لا تحتملين البقاء معي أكثر منها 0 وما عهدتك منذ بدايه الربيع الا قائله أن المجنونات وحدهن هن اللاتي يتزوجن , وأنت حتي الآن لم تردى علي 0
أخذت عيناها تلمعان كنجوم ساطعه 0
- نعم 00كايد0
- فلنخرج من هنا قبل أن أفتعل فضيحه في الجامعه كلها0
وبينما هما يسيران باتجاه المنزل , وقفت مسمرة ونظرت أليه فسألها فاقد الصبر:
- ماذا الآن؟
- لقد نسيت أن أدفع ثمن الشاي0
رنت ضحكته في الزمهرير الشديد وقال:
- أرى أن لا مهرب لي من الترشيح لرئاسه الوزراء 00فأنت بحاجه الي مخبرين سريين للأهتمام بالتفاصيل التي لا تستطيعين تذكرها 00تشيلسي 000حبيبتي 0
وشكّل الثلج المتساقط سارة حولهما حجبتهما عن عيون الناس0







تممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممم ممممت



تمت و الحمد لله
أرجو يا أصدقائي الأعزاء أن تنال أعجابكم

arianda
11-04-2007, 19:46
تحرك كرسيه فوق الأرض محدثا صوتا فتسمرت تشيلسي في مكانها ولم تشعر الا وأنه ينتزع الملعقه من يدها ويرميها في المغسله ثم ماهي ألا هنيهه حتي أطبقت يده علي ذراعها ليديرها أليه وقد أرعبها التعبير المرسوم علي وجهه00فهمست:
- كايد ؟
- لقد قدمت لي هديه ثمينه ليله أمس تشيلسي 00ويجب أن تعرفي أنني أقدرها أي تقدير0
لمسته أشعلت النيران في جسمها كله حتي وجدت صعوبه في التنفس 0 أن مجرد وجوده قربها يجعلها ترتعش0 ثم بلطف , رفع وجهها أليه وطبع قبله علي وجهها , بحنان ووقار000
لكن هذا لا يكفي 00خرج من أعماق نفسها صوت محشرج بدائي صغير 00ثم جذبته اليها أكثر وأكثر, وكأنها تستطيع بالقوة الجسديه وحدها أن تبتلعه الي داخلها الي الأبد0
لكنه أبعدها عنه0 متنفسا بصعوبه, وقال بصوت بدا لأذنيها اتهاما :
- أنت بريئه جدا, ولا تعلمين أبدا أن الأمر لن يدوم هكذا الي الأبد0
-أليس كذلك؟
- لا00ليله أمس لم يكن فيها مرح لي000بل كانت مجرد ثوره لم أتوقع أن أواجهها0
- ثم00
- الأمر صعب تشيلسي000لن أستطيع التخلي عن عملي , لقد وعدت باتريك تشامبرلين بالعوده الي لندن ولن أستطيع الترتجع الآن0
لكن تشيلسي لم تعد تهتم 0 لقد أخبرها بما تريد أن تسمع000
قال أنها جذابه مرغوبه وأنه يريدها 0 وليس عليها في الوقت الحالى القلق علي ما سيأتي لاحقا فقالت :
- لا يهم كايد00أمامنا شهر كامل000
- أنت لا تفهمين00لا يمكنك اختصار الزمن والحياة والحب في ثلاثين يوما ثم اتسحبين سلك الطاقه من المقبس0 كيف تفكرين في أن علاقه تدوم أربعه أسابيع قد تزول وتتوقف بلمسه زر ؟ أن علاقه كهذه لا تخبو نارها بسرعه0 وماذا عن عملي في لندن الذي لا أستطيع أن أنجح فيه وأنت هنا ؟ ثقي بي تشيلسي , فأنا أعرفه0
كانت قد دفنت رأسها في كتفه , تحاول منع كلماته من التغلغل الي أذنيها 0 تعرف أنه علي حق , لكن ذلك الصوت الصغير في مؤخره عقلها الباطني كان يصر عليها حتي تقاتل00فسيكون كايد لنورما مدى الحياة وهي لا تريده الا اربعه أسابيع فقط تحتفظ بذكراها الي الأبد0 ترى أيخشي ألا تتركه يرحل بعد شهر ؟ فحاولت أن تطمئنه :
- لن أحاول منعك من الرحيل00سأتركك تذهب 00أنت قلت أنك تريد علاقه معي000
- وما زلت أريدها 00لكن الأمور تبدلت تشيلسي0
طبعا 00لا يستطيع التورط بعلاقه الآن 0 فهذا قد يعرض خطوبته للخطر000أجتاحتها التعاسه 000أهذا هو الثمن الذي يجب أن تدفعه؟؟
وقال لها:
- رافقيني الي لندن0 فثمه كليات اختصاص عديده هناك00
- لابد أنك مجنون0
أتتقاسمه مع نورما ؟ أتقدر علي البقاء في شقه صغيره في لندن تنتظره بشوق بينما هو مع نورما التي ستطالعها يوميا في صحف تتحدث عن حفلات نورما ونجاح نورما000نورما السيده كايد برنارد أفرت!
لا 000لن تقوى صبرا والأفضل لها الأنفصال عنه, وهزت رأسها مجيبه :
-سأبقى هنا لأنال تصنيفا عاليا 0 ثم أسافر بعد ذلك الي منطقه ما لا أعلم 0 ربما أسافر الي أميركا 00فسيساعدني والدي بالحصول علي عمل 00ولطالما رغبت في أن أرى أميركا0
كان صامتا لا يرد000 فتابعن متلعثمه:
- لا أطلب منك الا هذه الأسابيع الأربعه وأعدك أن أكون كتومه يا كايد000
- توقفي عن هذا وفكري تشيلسي!أنقيم علاقه عابره أربع أسابيع ثم نفترق الي الأبد0
- ربما نلتقى أحيانا 00أنت تسافر كثيرا00
- اللعنه00ألا تسمعين ما أقوله لك تشيلسي !
اندلع الغضب كالنار في داخلها وصاحت:
- لماذا لا تثق بي ؟ أتخشي أن تقضي علاقتنا علي مستقبلك السياسي ؟ أهذا ما يزعجك ؟ أن علاقه كهذه حطمت سياسيين عدة , لكنني لن أدع شيئا كهذا يحدث0 لن أذيع الخبر بل سأتركه طى الكتمان , تستطيع الفوز بالمركز الذي تطمح أليه نفسك0
مرت خمس دقائق كامله من الصمت الرهيب الذي قطعه كايد بقوله ك
- ماذا تريدين بالضبط تشيلسي ؟
- أريد أربعه أسابيع من السعاده معك ,وهذا كل شئ 0أعلم أنك مضطر للعوده الي لندن , وأنا علي البقاء هنا 0 لا أريد أن أدمر مستقبلك 0 ولن أقف حجر عثرة في طريقك0
وأن أقتضي ذلك أن يتزوج بنورما ؟ طرح نصفها الصامت عليها هذا السؤال 00فأجابت بحدة وحزم : أجل !حتي هذا! لأنني أن أستطعت الحصول عليه أربعه أسابيع , يبقي لي منه دائما وألي الأبد ذكرى حية لن أنساها وأكملت بهدوء:
- أنا أهتم بك 00وأريد منك بعض الذكريات0
- كيف تقولين أنك تهتمين بي فأنت ترفضين مرافقتي الي لندن ؟ أنا لا أطلب منك التخلي عن تعليمك 00بل أن تنالي تصنيفا عاليا في مكان آخر0
أحست أنها تمزق نفسها وهي تنظر الي ساعه المطبخ وتقول بمراره :
- لدى صف بعد خمس عشره دقيقه 0
-بدا الذهول عليه , لكنه قال ببرود:
- وكذلك أنا 00أمهليني خمس دقائق حتي استحم وأقلك00وسأكون محظوظا أن تذكرت موضوع الدرس أو ما سأقوله عنه 00لكن من الأـفضل أن أذهب 0
- لا 00شكرا00سأشعر بأني أفضل حالا لو مشيت 00وداعا كايد0
- أيعني هذا أنك لن تعودي ؟
- لست أدري بعد 0 يبدو أن لا أمل أمامنا للتفاهم000
صمت 00فأقفلت الباب وراءها بهدوء ثم سارت في البرد القارس نحو الجامعه , وهي لا تكاد تلاحظ الجو القاتم أو السحب الكثيفه الواعده بالمزيد من الثلج 0 فكل ما كانت تشعربه ألما شديدا في قلبها 0
من الأجدى والأنفع لها ألا تهدر وقتها في غرفه المحاضرات ذلك النهار فاستعاضت عن الذهاب الي قاعتها بالدوران من غرفه الي أخرى مذهوله لا تعي شيئا , ولاحظت , حوالبى الظهر , أن الثلج عاد الي الأنهمار فشعرت بأن هذا الثلج هو آخر ما يضاف من كآبه الي هذا اليوم الجهم0
كان لدى الدكتور ديكنسون طالب آخر حين توقفت أمام مكتبه , ورغم علمها بأن مقاطعته تعتبر تصرفا سيئا ألا أنها فعلت :
- دكتور 00أذا قررت الأنتقال من هذه الجامعه , أيمكن نقل طلبي الي جامعه أخري !
- هذا وقف علي المكان000لكن قد يعني هذا لك البدء من جديد , والوقت متأخر علي الأنتقال 0 وألي أين ستنتقلين؟ الي أميركا مع والدك؟
- فكرت فيه 0
- حسنا 00كوني ذكيه وامكثي في هذه الجامعه حتي السنه القادمه 0 انتظري قليلا لأتحدث أليك0
لكنها لم تنتظر بل خرجت تحت الثلج المنهمر , وسارت مسافه طويله مشدوهه , تنظر بدهشه فيما بعد فأذا بها أمام عتبه مطعم المعجنات 0 عندها فقط أدركت أنها متجمده وأن الصقيع يكاد يصل الي قلبها 0
جلست الي طاوله قرب الواجهه , وحدقت خارجا الي تلك النافذه العريضه المضاءه التي بدأت عندها معاناتها 0 نافذه غرفه جلوسهما التي علقت عليها تلك اللوحه التي اعلنت عن شقه للأيجار0
ليتها تعي الزمن الي ذلك اليوم لتتجاهل اللوحه وتهرب بأقصي سرعه ممكنه00
لكنها ما كانت لتركض 00وما كانت لتبدل شيئا أو تغيره فحب كايد يستحق كل الألم 0احضرت لها الساقيه كوبا من الشاى راحت تضع فيه السكر وتحركه , وتحدق الي العاصفه الثلجيه تفكر في القدر000فمنذ ثلاثه أشهر تشارك شخصان طاوله في مطعم المعجنات الجاهزه , ومنذ ذلك الوقت تغيرت حياتهما الي الأبد 0
أو00علي الأقل 00حياتي أنا تغيرت0 وكما قالت لي نورما يوما , كايد لا يقف علي أطلال الذكريات , فهي ليست بالنسبه له أكثرمن ذكرى0
أم ياترى هناك فرصه علي كل حال ؟ ماذا سيحدث لو رافقته؟ أذا كانت هذه هي الطريقه الوحيده للحصول عليه فهل عليها التمسك بها والصبر لعل حبها ينفذ الي قلبه 0 والسؤال الآخر هل سيقدران علي كتم أمر علاقتهما لئلا يتعرض مستقبه للخطر؟
أيمكن أن تثق به 00؟أدهشها أنها لا تجد غير الثقه في قلبها00قد تحمل نورما أسمه 00لكنها لن تعرف الرجل الحقيقي ,لن تعرف كايد أفرت الخطير الذي لا تشاركه أي شئ 000فهذا الجزء منه سيبقي أبدا لتشيلسي 0
دخل رجل طويل أسود الشعر الي المطعم , ينفض الثلج عن كتفيه 00فتقوقعت تشيلسي في مقعدها000لكن كان من المستحيل أن تختفي 0

arianda
11-04-2007, 19:47
الخاتمة .................................................. ............................

arianda
11-04-2007, 19:53
تمهل كايد أمام المقصف حتي تناول قهوته التي حملها الي طاولتها0
- هل لي أن أجلس ؟
هزت رأسها وقالت:
- لا تحمل سندويشا اليوم0
صمت قليلا ليرشف قهوته ثم قال فجأه :
- ماذا لو بقيت هنا سنة أخرى ؟
- لا يمكنك 0
- عرضت عليّ الجامعه عقدا لا بأس به , بوربون سيتقاعد وقد أحل محله0
قفز قلب تشيلسي فرحا0 سيبقي هنا 000وحركت الشاى ثم رفعت عينيها الدامعتين :
- ماذا ستقول لباتريك تشامبرلين 00كايد؟ لن تستطيع التخلي عنه0
-بل أستطيع 0 فهناك أعمال أخرى في لندن0
- أن عرضا كهذا لا يأتي ألا مره واحده 0 أن لم تقبل عرض تشامبرلين بحد ذاته سيجد شخصا آخر يرعاه ويرقيه , حتي أذا ما جاء موعد الأنتخابات 00
هز كتفيه مقاطعا:
- أذن 00فليكن ما يكون0
نظرت أليه وهي لا تصدق عينيها :
- وهل تتخلي عن الساسه يا كايد؟
- لا أظنني قادرا 0 فالسياسه تجرى في دمي لكني سأوخر نشاطي سنة حتى تنهى تصنيفك واعود بعد ذلك الى لندن,قد يكون هذا صعب لكن باتريك سيفهم 0
أحست بالفرح لأنه واثق بأنه قادر علي شرح الأمر لباتريك شامبرلين 000في هذه اللحظه ندمت لأنها أصغت الي نورما وتساءلت عمّاسيقوله لخطيبته وهمست:
- هل أنا مهمه الي هذة الدرجه بالنسبه لك ؟
تنهد عميقا :
- ما عاد للحياة طعما أو رونق بدونك 00يبدو هذا غباء
أليس كذلك ؟ لكن 000أذا كانت درجة الأختصاص اللعينه هذه مهمه لك 000
مسحت تشيلسي دموعها بمنديلها وحاولت البحث عن صوتها 00أنه يتخلى عن أهم شئ في حياته ليبقي معها 0
- سأذهب معك فلا ذاعي الي الأنتظار سنه000سأذهب معك حالا 0
- وهل تذهبين حقا ؟
هزت رأسها أيجابا منتظره صدمة الخوف والرهبه , ولكنها لم تتلقاها 0 كان كل ما تشعر به أحساسا عميقا بالراحة00فلقد اتخذت قرارها , ولا تعبأبه وأن كان خاطئا 0
- ثمه ثمن لهذا يا تشيلسي 00فلن نعيش معا ألا حسب شروطي 0
فكرت متوسله , لا تقل شيئا عن نورما 000أرجوك ! لا أريد أن يكدر ذكرها الآن سعادتي ولا أن تؤلمني شروطك 000دعني فقط أحلم بضع دقائق أن الحياة جميله معك 0
لكن كايد كان يردف :
- يلزمنا أسبوع حتي نعقد قراننا , وأنا لا أريد أن أضيع الوقت فأن لم يستطع والدك المجئ في الأسبوع المقبل نعقد بدونه0
سألته بصوت منخفض مذهول :
- الزواج؟
أمسك بيدها فوق الطاوله :
- اسمعي 00أعلم أننا لا نحترم الزواج بسبب زواج أهلنا الفاشل 0 لكن أذا كنت سأبرز أما الرأى العام فلن أسمح بأن يكون هناك أقاويل عن سمعتي 000وستكونين أنت أنظف ما في حياتي وأروعها , لذا لن أسمح أن يمسك أحد بكلمه واحدة0
- لكن 000الزواج؟
-فكري فيه فهو خير طريق الي الصواب 0
فقاطعته :
- وماذا عن نورما ؟
- وماذا عنها؟
- ألستما خطيبين ؟
- ومن أخبرك بهذا ؟
- هي أخبرتني قائله أنك ستتزوجها 0
- وهل قالت أنني تقدمت اليها فعلا؟
- لا أذكر 000ظننت هذا0
- كان هذا حلم حياتها منذ خمس سنوات 0 وقد حاولت تبديل أوهامها هذه من حين لأخر لكن الحلم كان يعود أليها دائما0
رفع راحه يدها الي شفتيه :
- وماذا حسبتني أقصد؟
-أعتقدتك تريد علاقه معي 000ألم تكن هي فكرتك ؟
-صحيح 00لكنني تأخرت حتي أدرك أن علاقه عابره لا ترويني 0 فما رأيك ؟ أتريدين أن تصبحي أمرأه شريفه؟
- وماذا عن عملك مع باتريك ؟ فأن لم تتزوج من أبنته000
- سيقول لي عندها أن عقلي راجح 0 نعم هي أبنته , لكن بصيرته ليست عمياء عن مساوئها0
- وماذا عن والدك؟
- والدي لا يكترث بمن سأختار زوجه ما دمت مقبلا علي الزواج وشيكا,لكنه بعد أن يتعرف أليك سيؤمن بأنك لطيفه رائعه000
أوقفها علي قدميها ثم أمسك المعطف لترتديه 0
- هل لنا أن نذهب الآن لنتصل بأدي لندعوه الي حفله زفاف آخر؟
فعادت تسأله , لان عقلها مازال متضعضعا 0
- لكن 00لماذا لم تقل أنك تريد الزواج بي 0- لأنك بقيت تتحدثين عن الأسابيع الأربع الباقيه وكأنك لا تحتملين البقاء معي أكثر منها 0 وما عهدتك منذ بدايه الربيع الا قائله أن المجنونات وحدهن هن اللاتي يتزوجن , وأنت حتي الآن لم تردى علي 0
أخذت عيناها تلمعان كنجوم ساطعه 0
- نعم 00كايد0
- فلنخرج من هنا قبل أن أفتعل فضيحه في الجامعه كلها0
وبينما هما يسيران باتجاه المنزل , وقفت مسمرة ونظرت أليه فسألها فاقد الصبر:
- ماذا الآن؟
- لقد نسيت أن أدفع ثمن الشاي0
رنت ضحكته في الزمهرير الشديد وقال:
- أرى أن لا مهرب لي من الترشيح لرئاسه الوزراء 00فأنت بحاجه الي مخبرين سريين للأهتمام بالتفاصيل التي لا تستطيعين تذكرها 00تشيلسي 000حبيبتي 0
وشكّل الثلج المتساقط سارة حولهما حجبتهما عن عيون الناس0




تمت و الحمد لله
أرجو يا أصدقائي الأعزاء أن تنال أعجابكم

arianda
13-04-2007, 13:24
هلا بجميع صديقاتي ناطرة شوف مشاركتكم الحلوة


http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=270686&stc=1&d=1176470705



أعطوني رأيكم بقصتي التي كتبتها
يلا ناطرة ردودكم.......................




http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=270687&stc=1&d=1176470705

K0N0
14-04-2007, 14:12
كيف حالك زمان عنك و الله

وحشتيني و وحشتني رواياتك

آسفه على القطيعه يا صديقتي العزيزه

فكرت موضوعك انتهى بس مالي حق

الموضوع و صاحبته روعه

و كمان انشغلت في اختباراتي و زواج أخوي

أن شاء الله أقرء الروايات و ارد عليكي

The X Detective
17-04-2007, 19:28
شكراً لكي اختي على هذه القصة الروعة

وتسلم يدك

نسختها .. لكن بدايتها روعة ومشوقة ;)

Wakashimazu
27-04-2007, 09:34
يسلمووووووووووووووووووووووووووووووو

على المووضوع الحلووو



والله لا يحرمنا من مواضيعكم الشيقه والمثيره


اخوكم" الحارس رعد "

arianda
27-04-2007, 12:44
كيف حالك زمان عنك و الله

وحشتيني و وحشتني رواياتك

آسفه على القطيعه يا صديقتي العزيزه

فكرت موضوعك انتهى بس مالي حق

الموضوع و صاحبته روعه

و كمان انشغلت في اختباراتي و زواج أخوي

أن شاء الله أقرء الروايات و ارد عليكي


أنت يا صديقتي الغالية يلي وجشتيني موت
و أنا أكيد بعذرك على غيابك و لا يهمك و لا تزعلي عشان أنك ما تابعت معي
و كيف قدمت في امتحاناتك كل شيء جيد و هذا ما أرجوه و عشان زواج أخوك عقبالك
و عقبال ما شوفك عروس بالفستان الأبيض هههههههههههههههههههه
يلا أنا ناطرة قراءة للرواية و ناطرة شوف رأيك بها

arianda
27-04-2007, 12:47
شكراً لكي اختي على هذه القصة الروعة

وتسلم يدك

نسختها .. لكن بدايتها روعة ومشوقة ;)

أنا كمان بشكر زيارتك لموضوعي دا و بتمنى ينال أعجابك

arianda
27-04-2007, 12:50
يسلمووووووووووووووووووووووووووووووو

على المووضوع الحلووو



والله لا يحرمنا من مواضيعكم الشيقه والمثيره


اخوكم" الحارس رعد "


هلا بيك أيضاً و أكيد بشكرك من أعماق قلبي لمشاركتك الحلوة هذه.....

arianda
11-05-2007, 20:42
إلى جميع أصدقائي الأعزاء أدعوكم لمشاركتي في موضوعان من مواضيعي و عنوانهم
مجموعة من الأخبار الغريبة العجيبة الجزء الأول و الجزءالثاني
على أمل أن يعجبكم و سأكتب لكم رابطهما

الجزء الأول و هذا رابطه http://www.mexat.com/vb/showthread.php?t=246858
رابط الجزء الثاني http://www.mexat.com/vb/showthread.p...=1#post6260764

أرجو مشاركاتكم الحلوة يا أصدقائي

سيدة الرماد
05-11-2007, 08:36
شكرا اختي على جميع الرواية وهذي اول رد لي في المنتدى
كل الروايات رووووووووووووعة وبتجنن ممكن اطلب منك طلب بسيط ممكن اتنزلي رواية سيدة الرماد من سلسلة احلام

NAWAYA
07-11-2007, 03:23
مشكورة اختى
يعطيج العافية
خوش قصص

cool_hilary
10-11-2007, 11:00
مشكوووووووووووووره اختي عالقصه

arianda
26-11-2007, 08:53
شكرا اختي على جميع الرواية وهذي اول رد لي في المنتدى
كل الروايات رووووووووووووعة وبتجنن ممكن اطلب منك طلب بسيط ممكن اتنزلي رواية سيدة الرماد من سلسلة احلام



هلا بك صديقة عزيزة
كان بودي عنجد اساعدك بس هذه القصة غير متوافرة لدي
برجع بشكر مشاركتك الحلوة

arianda
26-11-2007, 08:56
مشكورة اختى
يعطيج العافية
خوش قصص

آهلاً بك مشكورة على مشاركتك اللطيفة

mo0o0dy g!rl
22-12-2007, 14:55
شكراً عالروايات الرووووووووووعه وعالمجهود الجبار اللي بذلتيه

ممكن تنزلي رواية الحب والكبرياء أو أسيرة الماضي بليز بليز بليز:d::جيد::

missfadwa
04-04-2009, 21:19
شكرا لك قرات رواية اماني كلها وكدلك رواية عاصفة الصمت وجدتهما رائعتان جدا شكرا لمجهوداتك


thank you so much

missfadwa
05-04-2009, 16:27
thank you so much

khadija123
05-08-2010, 09:56
شكرا على الرواية الرائعة

مكنون قلبي
22-08-2010, 05:54
thank you

Musaid
23-08-2010, 03:36
مشكوووور