vampire8
23-12-2006, 00:02
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=216021&stc=1&d=1164926387
كش...مات
"قصه من تأليفى "
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=225329&stc=1&d=978303545
هواء ديسمبر البارد كان يغلف المدينه ويملأ طرقاتها يثلج الاطراف الدافئه ويكاد يجمد الدماء فى العروق ثم يرتد عن الوجوه بعد ان صبغها بالشحوب..
منازل الاسكندريه بدت كقصور مصاصى الدماء بطلائها المتساقط وضخامتها والصمت الذى طوقها كأغلال فولازيه ..
كانت حركه الماره قد بدأت فى الاختفاء قليلا وتلاشت اصوات خطواط الاقدام ولم يعد هناك سوى اصداء قليله سرعان ما ابتلعتها حلكه الطريق...
وبدا لدقائق ان الطريق سيحتفظ بهذا الهدوء المقبض لفتره طويله ولكن شابين برزا فجأه من وسط الظلام ليعيد للطريق جزءا من حياته المفقوده كانا فى اواخر الثلاثينات من العمر عائدين من تجمع لبعض اصدقاء المراهقه على احد مقاهى الاسكندريه الضخمه القريبه من ساحل البحر..
كانا يتبادلان كلمات قليله بنبره صوت هادئه ولكن فجأه برز من الظلام من احد الازقه الجانبيه رجل عجوز خطواته زاحفه ثقيله وكأنه يجر ساقيه على الارض جرا وانفاسه اللاهثه تخرج بخار الماء من فمه ملامحه قديمه بالاضافه الى قامته القصيره الضئيله الجسد..
توقف العجوز امامهما بجسده الصغير واعترض طريقهما فى حركه مباغته ولكنهما ابتلعا المفاجأه التى صاحبت ظهوره المفاجىء وتغلبا على دهشتهما وهما يتفادياه بمعجزه ثم اكملا سيرهما ولكن الرجل لحق بهما بسرعه بدت عجيبه بالنسبه لسنه الكبير وهو يلهث كأنه يموت:
"ايها السيدان..مهلا..ارجوكما"
لم يهتما به واعتقدا انه شحاذ او أحد مجاذيب الليل ففضلا الابتعاد ومواصله طريقهما لولا ان الرجل اعترض طريقهما مره ثانيه فصرخ فيه احد الرجلان:
"ماذا تريد بالضبط"
قال الرجل فى تردد وهو يحاول ان يضفى المزيد من الاقناع والهدوء على لهجته:
"ان معى شيئا رائعا أعرض عليكما شراءه"
"لسنا مهتمين بشراء اى شىء"
قالها محمود بلهجه قاطعه وكأن الرجل ادرك ما يفكرون فيه فقال فى سرعه :
"ليس شيئا محظورا...صدقانى"
نظر موسى الى الرجل وعيناه تنظران الى تلك اللفه المتوسطه الحجم التى يحملها الرجل بيده اليمنى فى حرص وقال وقد عاوده فضوله:
"حسنا لنرى ماذا لديك"
تألقط عينا الرجل وهو يفك الرباط الرفيع الذى يغلق تلك اللفه ثم أخرج منها قطعه خشبيه مربعه وصندوقا معدنيا صغيرا مفتوحا :
"ها هو ذا ...شطرنج نادر لن تجدا له مثيلا من قبل"
القيا نظره لامباليه على الشطرنج وكاد موسى ان يلقى بعباره رافضه ويترك العجوز الا ان ما راه كان مذهلا بحق..
لقد كانت رقعه من الشطرنج رائعه الجمال مصنوعه من الصدف والعاج المحاط بحاجز اسود اللون من الخشب المعشق يعد تحفه من الفن..
وفى الصندوق المعدنى كانت توجد قطع الشطرنج وقد بدت رخاميه او من ماده أشبه بالرخام لها ملمس زلق ولمعان خافت وغريب ...
كانت القطع مصنوعه على هيئه جيش فرعونى تنوع ما بين جنود تحمل الحراب واخرى تحمل سيوفها والبقيه تحمل دروعا انيقه ..
اما الوزيران فقد كانا على شكل حورس والملكان اشبه بتوت عنخ امون الملكى..
"انها رائعه بالفعل"
"لا جدال فى ذلك الا انها بالتأكيد مرتفعه الثمن
رفع العجوز حاجبيه مستنكرا ولوح بذراعيه فى اعتراض ..
"لا يا سيدى ........انها رخيصه للغايه"
تساءل موسى :
"بكم تبيعها اذن؟"
قال العجوز وهو يحدق فى العيون المتلهفه لكلا الرجلين :
"انها لن تكلفكم سوى عشره جنيهات"
هتف موسى بدهشه:
"ماذا..عشره جنيهات"
"المبلغ كبير؟؟ ... اذن لنجعلها خمسه جنيهات"
الدهشه كانت تملأهما بالفعل وتلك الصفقه تبدو أكثر من غريبه ... ساد الصمت لثوان والشكوك تعصف بالرجلان فقال محمود بعد ان القى نظره سريعه على صديقه :
"المبلغ ليس كبيرا يا رجل .. كل ما هناك انك تجاوزت حاجز الشك فى نفوسنا وجعلتنا نظن بأنك تريد التخلص منها بأى طريق أخبرنى هل هى مسروقه أم..."
قاطعه العجوز بلهجه غاضبه :
"انها ملكى ... وأقسم لكما انها ملكى ولكننى ابيعها بهذا الثمن لأنى فقير وأحتاج الى اى نقود الان
صدقانى انا مضطر لذلك"
لم يبد الجواب مقنعا لمحمود فقال بنفس اللهجه المتشككه التى لم تفارقه:
"كان بأمكانك ان تبيعها الى أحد بائعى التحف او ...."
قاطعه العجوز وقد نفذ صبره:
"سيدى أين اجد بائع تحف فى هذا الوقت المتأخر أنكما الوحيدان أمامى وأنا جائع للغايه ولن استطيع الانتظار للغد حتى أبيعها "
نظر موسى الى محمود فى حيره وكأنه يسأله رأيه فقال محمود:
"اذا كنت تريد شراء هذه التحفه فأفعل انها رغبه العجوز كما أنها فرصه جيده بالفعل"
أخذ العجوز النقود فى سعاده بينما وضع موسى الشطرنج تحت ذراعه ثم غادرا المكان ....
أما العجوز فقد توقف قليلا وهو ينظر الى الرجلين اللذين يبتعدان وعيناه تضيقان فى غموض ثم تنهد فى ارتياح وهو يتجه نحو نفس الطريق المظلم الذى خرج منه وساد الصمت مجددا................
ظل موسى يفكر فى هذا الشطرنج اثناء طريق العوده حتى وصلا الى مفترق الطرق الذى يفصل كل من محمود وموسى عن بعضهما .
فقال موسى "اذا سأراك غدا"
"بكل تأكيد كما انى اريد ان اعرض هذه التحفه على أى بائع تحف لأعرف بكم تسوى"
"حسنا غدا بأذن الله"
انطل موسى الى بيته وبمجرد ان فتح باب بيته اندفع ناحيه المنضده وفرش الشطرنج عليها
وكان اول ما لاحظه هو وجود ثلاث قطع ناقصه للشطرنج
فلم يهتم فهو بعد كل شىء قد اشتراها بخمسه جنيهات
كش...مات
"قصه من تأليفى "
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=225329&stc=1&d=978303545
هواء ديسمبر البارد كان يغلف المدينه ويملأ طرقاتها يثلج الاطراف الدافئه ويكاد يجمد الدماء فى العروق ثم يرتد عن الوجوه بعد ان صبغها بالشحوب..
منازل الاسكندريه بدت كقصور مصاصى الدماء بطلائها المتساقط وضخامتها والصمت الذى طوقها كأغلال فولازيه ..
كانت حركه الماره قد بدأت فى الاختفاء قليلا وتلاشت اصوات خطواط الاقدام ولم يعد هناك سوى اصداء قليله سرعان ما ابتلعتها حلكه الطريق...
وبدا لدقائق ان الطريق سيحتفظ بهذا الهدوء المقبض لفتره طويله ولكن شابين برزا فجأه من وسط الظلام ليعيد للطريق جزءا من حياته المفقوده كانا فى اواخر الثلاثينات من العمر عائدين من تجمع لبعض اصدقاء المراهقه على احد مقاهى الاسكندريه الضخمه القريبه من ساحل البحر..
كانا يتبادلان كلمات قليله بنبره صوت هادئه ولكن فجأه برز من الظلام من احد الازقه الجانبيه رجل عجوز خطواته زاحفه ثقيله وكأنه يجر ساقيه على الارض جرا وانفاسه اللاهثه تخرج بخار الماء من فمه ملامحه قديمه بالاضافه الى قامته القصيره الضئيله الجسد..
توقف العجوز امامهما بجسده الصغير واعترض طريقهما فى حركه مباغته ولكنهما ابتلعا المفاجأه التى صاحبت ظهوره المفاجىء وتغلبا على دهشتهما وهما يتفادياه بمعجزه ثم اكملا سيرهما ولكن الرجل لحق بهما بسرعه بدت عجيبه بالنسبه لسنه الكبير وهو يلهث كأنه يموت:
"ايها السيدان..مهلا..ارجوكما"
لم يهتما به واعتقدا انه شحاذ او أحد مجاذيب الليل ففضلا الابتعاد ومواصله طريقهما لولا ان الرجل اعترض طريقهما مره ثانيه فصرخ فيه احد الرجلان:
"ماذا تريد بالضبط"
قال الرجل فى تردد وهو يحاول ان يضفى المزيد من الاقناع والهدوء على لهجته:
"ان معى شيئا رائعا أعرض عليكما شراءه"
"لسنا مهتمين بشراء اى شىء"
قالها محمود بلهجه قاطعه وكأن الرجل ادرك ما يفكرون فيه فقال فى سرعه :
"ليس شيئا محظورا...صدقانى"
نظر موسى الى الرجل وعيناه تنظران الى تلك اللفه المتوسطه الحجم التى يحملها الرجل بيده اليمنى فى حرص وقال وقد عاوده فضوله:
"حسنا لنرى ماذا لديك"
تألقط عينا الرجل وهو يفك الرباط الرفيع الذى يغلق تلك اللفه ثم أخرج منها قطعه خشبيه مربعه وصندوقا معدنيا صغيرا مفتوحا :
"ها هو ذا ...شطرنج نادر لن تجدا له مثيلا من قبل"
القيا نظره لامباليه على الشطرنج وكاد موسى ان يلقى بعباره رافضه ويترك العجوز الا ان ما راه كان مذهلا بحق..
لقد كانت رقعه من الشطرنج رائعه الجمال مصنوعه من الصدف والعاج المحاط بحاجز اسود اللون من الخشب المعشق يعد تحفه من الفن..
وفى الصندوق المعدنى كانت توجد قطع الشطرنج وقد بدت رخاميه او من ماده أشبه بالرخام لها ملمس زلق ولمعان خافت وغريب ...
كانت القطع مصنوعه على هيئه جيش فرعونى تنوع ما بين جنود تحمل الحراب واخرى تحمل سيوفها والبقيه تحمل دروعا انيقه ..
اما الوزيران فقد كانا على شكل حورس والملكان اشبه بتوت عنخ امون الملكى..
"انها رائعه بالفعل"
"لا جدال فى ذلك الا انها بالتأكيد مرتفعه الثمن
رفع العجوز حاجبيه مستنكرا ولوح بذراعيه فى اعتراض ..
"لا يا سيدى ........انها رخيصه للغايه"
تساءل موسى :
"بكم تبيعها اذن؟"
قال العجوز وهو يحدق فى العيون المتلهفه لكلا الرجلين :
"انها لن تكلفكم سوى عشره جنيهات"
هتف موسى بدهشه:
"ماذا..عشره جنيهات"
"المبلغ كبير؟؟ ... اذن لنجعلها خمسه جنيهات"
الدهشه كانت تملأهما بالفعل وتلك الصفقه تبدو أكثر من غريبه ... ساد الصمت لثوان والشكوك تعصف بالرجلان فقال محمود بعد ان القى نظره سريعه على صديقه :
"المبلغ ليس كبيرا يا رجل .. كل ما هناك انك تجاوزت حاجز الشك فى نفوسنا وجعلتنا نظن بأنك تريد التخلص منها بأى طريق أخبرنى هل هى مسروقه أم..."
قاطعه العجوز بلهجه غاضبه :
"انها ملكى ... وأقسم لكما انها ملكى ولكننى ابيعها بهذا الثمن لأنى فقير وأحتاج الى اى نقود الان
صدقانى انا مضطر لذلك"
لم يبد الجواب مقنعا لمحمود فقال بنفس اللهجه المتشككه التى لم تفارقه:
"كان بأمكانك ان تبيعها الى أحد بائعى التحف او ...."
قاطعه العجوز وقد نفذ صبره:
"سيدى أين اجد بائع تحف فى هذا الوقت المتأخر أنكما الوحيدان أمامى وأنا جائع للغايه ولن استطيع الانتظار للغد حتى أبيعها "
نظر موسى الى محمود فى حيره وكأنه يسأله رأيه فقال محمود:
"اذا كنت تريد شراء هذه التحفه فأفعل انها رغبه العجوز كما أنها فرصه جيده بالفعل"
أخذ العجوز النقود فى سعاده بينما وضع موسى الشطرنج تحت ذراعه ثم غادرا المكان ....
أما العجوز فقد توقف قليلا وهو ينظر الى الرجلين اللذين يبتعدان وعيناه تضيقان فى غموض ثم تنهد فى ارتياح وهو يتجه نحو نفس الطريق المظلم الذى خرج منه وساد الصمت مجددا................
ظل موسى يفكر فى هذا الشطرنج اثناء طريق العوده حتى وصلا الى مفترق الطرق الذى يفصل كل من محمود وموسى عن بعضهما .
فقال موسى "اذا سأراك غدا"
"بكل تأكيد كما انى اريد ان اعرض هذه التحفه على أى بائع تحف لأعرف بكم تسوى"
"حسنا غدا بأذن الله"
انطل موسى الى بيته وبمجرد ان فتح باب بيته اندفع ناحيه المنضده وفرش الشطرنج عليها
وكان اول ما لاحظه هو وجود ثلاث قطع ناقصه للشطرنج
فلم يهتم فهو بعد كل شىء قد اشتراها بخمسه جنيهات