PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : لمحبي روايات بنت الهدى: الفضيلة تنتصر



عبير الذكريات
13-10-2006, 15:38
الفضيلة تنتصر
لتحميل كافة الرواية,اضغط هنا (http://www.mediafire.com/?cy7j1au221tt9ui),
الفصل الأول(1)

في شرفة احد المنازل جلست فتاتان تكبر أحدهما الأخرى ببضع سنين, و أن كانت كبراهما تبدو أكبر من واقعها , نظرا لتراكم الأصباغ على وجهها , وتعقيد تسريحتها و مكياجها الصارخ ,, لكن الثانية كانت على العكس منها , فهي تبدو وكأنها في السادسة عشرة , مع أنها تناهز العشرين وكان شعرها الذهبي مرسلا على كتفيها ببساطة محببة , وقد دل وضعها على أنها هي صاحبة البيت , وكانت تستمع إلى رفيقتها ... وقد لاحت على ملامحها علامات الاستياء, فلم يكن كلام صاحبتها بالكلام المهذب , ولم تكن قد اعتادت على الخوض في مثله أو الاستماع إلى هذا النمط من الحديث , فمحدثتها هذه هي بنت خالتها وقد رجعت وشيكا من أوروبا بعد مدة قضتها هناك بأمل أن يحصل زوجها على شهادة جامعية , وبعد أن يئسا من ذلك عادا دون أن يتمكن زوجها من نيل الشهادة .

تلك هي سعاد ... وقد سمعت أخيرا نبأ عقد قران بنت خالتها نقاء فبادرت إلى زيارتها بعد سماعها للخبر مباشرة وهي مدفوعة إلى ذلك بدوافع عديدة... وفعلا كانت تمهد الطريق للدخول في الموضوع فهي مندفعة تحدث بنت خالتها عن أوروبا ومعالم الحضارة التي سحرتها, وتحبب إليها السفر إلى هناك, وتحشو حديثها بكلمات ونكات مبتذلة كان لها تأثير عكسي على نقاء! فقد كانت تتجهم بدلا عن الضحك, وتضيق بالحديث بدلا من الخوض فيه.. فهي فتاة مهذبة نشأت في أحضان أسرة مستقيمة محافظة حريصة على الآداب الدينية , وكان قد عقد قرانها على شاب عريق الأصل رفيع المنبت حاصل على شهادة ( الليسانس ) يدير محلا تجاريا يستورد فيه البضائع من الخارج .

وعلى هذا قد استقل بعمله التجاري الذي كان يدر عليه أرباحا طائلة وهو شاب مسلم واقعي يؤمن بالإسلام كمبدأ وعقيدة ونظام ...وقد عجل بالعقد الشرعي ليملك حريته في الاتصال بعروسه. وقد قامت بينهما بعد ذلك علاقة حب وإعجاب متبادل أخدت تتزايد على مر الأيام , وكانت بعض ظروف الزوج الخاصة تستوجب تأخير الزفاف . وقد ضاعف اتصال نقاء بعريسها من ثبات روحياتها العالية ومن حرصها البالغ على مثل الإسلام وآدابه ...

ولهذا كان من حق نقاء أن تستنكر على بنت خالتها اغلب ما كانت تقول..و لكنها لم تر من اللائق أن ترد عليها أو تعارضها بعنف بما أن سعاد ضيفتها واكتفت بالاستماع.

في الجزء القادم :
مالحديث الذي دار بين سعاد ونقاء ؟

ملاحظة:
أرجو آن تخبروني أرائكم في الرواية كلما وضعت جزء من الفصل حتى أتشجع في تكميلها لكم...

عبير الذكريات
14-10-2006, 09:55
الفصل الأول(2)


و بعد أن أتمت سعاد كل ما في جعبتها من كلام سكتت برهة ثم أردفت قائلة:
_ إن أحسن منطقة تقضيان فيها شهر العسل هي إحدى دول أوروبا.
وهنا رأت نقاء أن الواجب يدعوها لكي ترد , فأجابت :
_ أوروبا ! لا, نحن لن نذهب إلى بلد أوروبي .. ولكن قد نذهب إلى بعض البلدان الإسلامية ...
وضحكت سعاد وهي ترد عليها في شئ من التهكم.
_ لعلكما تنويان أن تقضيا شهر العسل عسلكما في مكة وفي موسم الحج...
_ لا , قد نذهب إلى الحج ولكن ليس خلال أيام شهر العسل .
_ ولماذا لا تقترحين على زوجك السفر إلى لندن أو باريس هل تعتقدين انه يتمكن على ذلك من الناحية المادية ؟.
_ إن المادة ليست كل شئ يا سعاد!, ولكن إبراهيم لن يوافق على ذلك مطلقا وكذلك أنا أيضا.
_ لعله يخشى السفر بالطائرة, يمكنكما إذن أن تسافرا في السيارة أو على ظهر الباخرة. وعلى فكرة هل يملك زوجك سيارة يا نقاء ؟.
_ السيارة موجودة يا سعاد, وهو لا يخاف من ركوب الطائرة أبدا, ولكن إبراهيم شاب مسلم محافظ لا يحلو له أن يقضي شهر العسل في أوروبا.
_آه .. هل هو متأخر إلى هذا الحد؟ إن هذا الشيء مخيف , له ما بعده يانقاء ...
_ لا يا سعاد انه شاب مثقف متنور الأفكار.
_ إذن فما الذي يمنعه من السفر معك إلى أوروبا ؟
_ الدين..
_ ماذا ! الدين ؟!
_ نعم, الدين ... والدين فقط .
_ هل أتمكن أن افهم من هذا أن زوجك رجل متدين ؟ !
_ نعم والحمد لله .
_ أنت تقولين: والحمد لله, لأنك تجهلين معنى أن تتزوج فتاة عصرية مثقفة من رجل متدين وتجهلين ما يستوجب ذلك من قيود وحدود وأحكام صارمة.
_ لا, ابدأ أنا لست كما تظنين غافلة أو جاهلة, ولكني فتاة مسلمة اعرف أن للإسلام أحكامه وآدابه ...
_ وهل قوانين الإسلام إلا قيود تشدك بأغلالها القاسية.
وهل آدابه سوى أغوار سحيقة تحجبك عن المجتمع تحت سجونها؟..
أنت تقفين الآن على أبواب الحياة فلا تمكني الأفكار الرجعية أن تشوه مستقبلك السعيد..
_ أنت غلطانة يا سعاد .. إبراهيم قادر على أن يهبني السعادة الواقعية في الحياة, وأنا لا أهوى غير السعادة التي يهيؤها لي , فقد أصبح بالنسبة لي كل شيء.
_ بالرغم من هذا فانك لن تصبحي له كل شيء بل ولن تتمكني أن تكوني عنده شيئا بل ستكونين على هامش حياته وعلى الهامش دائما !.
_ سعاد!!اسحبي كلامك بسرعة , فان لدى إبراهيم المنزلة اللائقة والمحل الرفيع , الرفيع من الحب والحنان...
_ مادمت في دور الخطوبة ومادام لم يتمتع بك كما يريد , ولكنه متى اطمأن إلى استيلائه عليك سوف ترين الرجل المسلم كيف يكون !!
_ وأنت الست مسلمة يا سعاد ؟!
_ طبعا أنا مسلمة ولكن ليس على غرار إسلام إبراهيم , فمن رأيي أن للمرأة الحرية الكاملة بالتمتع بالحياة وبما فيها من بهارج ولذائد, ولكن إبراهيم يأبى ألا أن يجعل من المرأة العوبة طيعة وأداة محكومة لا أكثر ولا اقل.
_ عجيب أمرك يا سعاد ! مالذي يدفعك إلى هذه النقمة التي تنقمينها على الإسلام وأنت مسلمة!؟ هل خدعتك أوروبا ؟!
_ أبدا .. لم تخدعني أوروبا, ولكن حبي لك هو الذي دفعني غالى التصريح بآرائي في هذا الصدد , لقد سررت كثيرا عندما سمعت نبا خطوبتك يا نقاء.... ولكن الآن ؟!
_ ولكن الآن ماذا ؟!
_ إذا أردت الواقع فاني قد أسفت بل حزنت, فقد كنت أعدك لمستقبل أفضل..
_ ما يدريك يا سعاد, فلعلني سعيدة جدا, كما أنا في الواقع.
_ إذا كان زوجك من النفر الذين يتمشدقون بالإسلام ومفاهيمه فهو لن يتمكن من إسعادك مطلقا.
_ أنا لا ارتاح إلى تعبيرك هذا يا سعاد, فمن تعنين بالنفر؟ ليس الإسلام وقفا في نفر فحسب ألا ترين الملايين المؤمنة بالإسلام في كل مكان؟.
_ أنا اقصد بالنفر: هؤلاء الذين برزوا علينا بأقاويلهم الجوفاء التي لا يبغون من ورائها سوى سيطرتهم على جنس المرأة, والتحكم فيها, بفرض القيود والالتزامات.
_ ولكن الرجل المسلم,له أيضا أحكامه الخاصة والتزاماته المعينة, وليست الالتزامات وقفا على النساء فقط .
_ لكنهم أحرار يفعلون ما يشاؤون بدون رقيب أو حسيب. أو لم يذهب إبراهيم إلى أوروبا من قبل , ألا يعتزم أن يذهب إليها بعد الآن ؟
_ انه سوف يذهب إلى فرنسا بعد مدة وجيزة لأجل التعاقد مع إحدى الشركات, ولتقديم أطروحته للحصول على شهادة الدكتوراه.
_فهذا أذن حلال,ولكن ذهابك حرام. انه في حل من الإسلام مهما دار وسار ولكن قيود الإسلام لا تطوق سوى عنقك يا نقاء.
_ أنا لست مقيدة يا سعاد؟ فانا سعيدة بإبراهيم, وبكل مثله ومفاهيمه.
_ أنا آمل أن تكوني سعيدة ولكنك الآن في غفلة وأخشى آن لا تصحي منها إلا بعد فوات الأوان.
_ ماذا تعنين يا سعاد ؟....
_ اعني أن الزواج لا يمكن أن يكون زواجا ناجحا إذا لم يكن قائما على أساس من مفاهيم الحضارة الحديثة , والفتاة لن تحصل على السعادة إلا بزواج ناجح, ولهذا ترين أن الفتاة العصرية أخدت تتحرر من قيود أهلها وتستقل باختيار الزوج الذي تريده.
_ أنا وإبراهيم على اتفاق تام ولن تزيدنا الأيام إلا ثقة وتفانيا و وئاما .
_ قد تبقين أنت قائمة على إخلاصك يا نقاء, ولكن الرجال ليسوا كالمرأة إنهم يخدعون زوجاتهم بأساليب وأساليب, منها الدين ومنها العفة والفضيلة, فهم يحتجزونها في الدار بحجة أنها مسلمة, ويضنون عليها بكل غال ونفيس ببرهان أنها عفيفة فاضلة.
_ وهل تعتبرين جلوس المرأة في دارها وعشها السعيد احتجازا ؟!
_ نعم, فالمرأة لا تتمكن من الاحتفاظ بزوجها إلا إذا سايرته ورافقته في رحلاته وسفراته وحفلاته, ولكن المرأة التي تقبع في عقر دارها تترك لزوجها الحبل على الغارب لا يمكن لها أن تركن إلى دوام سعادتها في الحياة الزوجية.
_ وهل تعرفين إبراهيم يا سعاد؟ليتك كنت عرفتيه....
هنا سكتت سعاد لحظة حاولت فيها أن يبدو صوتها طبيعيا وهي تقول:
_ لم يسبق لي أن رأيته يا عزيزتي.
_ لو عرفتيه لتبدلت نظرتك نحوه تبدلا كليا يا سعاد !
فهو رجل مثالي , حلم العذارى المؤمنات...
وبدا الارتباك على سعاد, وتململت في جلستها , ثم قامت وهي تقول:
_ علي الآن أن اذهب فقد طال بي الجلوس, ثم إني مدعوة إلى حفلة في هذه الليلة.
عجبت نقاء لفورية عزم سعاد على الخروج, فقد كانت مندفعة في كلامها وكأنها لا تنوي الانصراف, وعندما ودعتها ورجعت كان صوت أمها يتناهى إليها وهو يناديها من داخل الدار:
_ نقاء...نقاء... أين أنت ياعزيزتي؟
_ ها أنا ذي يا أماه.
_ منذ ساعة وأنت جالسة وحدك في الشرفة.
_ لا يا ماما, لم أكن وحدي فقد كانت معي سعاد.
_ سعاد!الم تنصرف سعاد منذ ساعة أو أكثر.
_ نعم ولكنها اقترحت علي أن نجلس قليلا في الشرفة.
_ لماذا؟!
_ لا ادري.
_ ولكن أمك أدرى يا نقاء... لابد و أنها كانت تحدثك عن أوروبا وحضارتها المزعومة.
_ تماما كما قلت يا ماما.
_ الويل لها من غريرة, الم يكفها أنها لوثتها حضارة الغرب لتجيء وتسكب على أذنيك كلماتها السامة, إنها خشيت أن تخوض في هذا الموضوع أمامي, فأثرت أن تجتمع بك على حده. يالها من شيطانة.
_ أماه!إنها بنت أختك فلا يصح لك أن تنعتيها بهذه الأوصاف!
_ أنا بريئة منها ومن سلوكها المنحرف, إنها كانت السبب في التعجيل بموت أختي, فلم تكن أمها تطيق منها هذا السلوك, والآن تعالي حدثيني عما كانت تحدثك عنه سعاد, لأرى أي نوع من الحديث هو؟
_ دعي عنك ذلك يا ماما, فهي لم تقصد من وراء كلامها أي سوء .
_ ليتها كانت كذلك, ولتك تعرفينها على حقيقتها لكي لا تغرك بكلماتها المعسولة.
_ هوني عليك يا ماما, فانا لا أتأثر بكلام سعاد وأفكارها ولكني لا أوافق على نعتها بهذه النعوت , إنها بنت خالتي على كل حال.
ثم ذهبت نقاء إلى غرفتها واستلقت على سريرها , وهي تحاول أن تصرف أفكارها عن سعاد فهي لا تشك لحظة في إخلاص إبراهيم, وانه سوف لن يتوانى عن تهيئة جميع أسباب السعادة لها في الحاضر والمستقبل , ثم إنها بطبعها أيضا كانت تشعر بخطأ سعاد وانحرافها بأفكارها عن الصواب .....

فكرت بالمكسب الذي جنته سعاد من حياتها هذه وهي لم تحصل أخيرا إلا على زوج عاطل, لم يتمكن حتى من نيل شهادة جامعية أولية, سواء في بلده أو في الخارج. وقد استعاض بأمواله التي ورثها عن أبيه ينفق منها ما يشاء في مغامرته ولهوه دون أن يتخذ نعمة الله مصاريف خير وطمأنينة وهناء, لكن سعاد لم يكن يهمها غير المال ولا تعيش إلا لأجله .
وصممت نقاء على أن تسال إبراهيم عن واقع المرأة في الإسلام, وعن حقيقة نظرته نحوها, فهي واثقة من انه كفيل بإيضاح الواقع وتفسير ناحية فرق المرأة عن الرجل في الإسلام.

في الفصل القادم:
أريد أن اعرف عن توقعاتكم في الفصل القادم
و هل سيكون المحور عن نقاء وخطيبها أو سعاد وزوجها.

bint_almuhairi
19-10-2006, 00:19
سعاد وزوجها

netdevil
27-10-2006, 15:32
مشكووورة وماقصرتي

Sons of Cartoon
30-11-2006, 11:17
مع احترامي وتقدريي لكاتبه القصه

من الفصل الاول ادركت انها تهدف الى فرض قيود على النساء الاسلام بريئ منها

ولكن هذا ليس حكمي النهائي طبعا يجب قراءة القصه كامله لكي اوضح جميع النقاط