Popeye
28-08-2006, 15:38
منذ اليوم أصبحت كواكب الشمس 8 وليست 9
قبل ستة أشهر تقريباً كتبت مقالا بعنوان «كوكب أم صخرة جزيرة أم قارة ؟» تحدثت فيه عن الجدل العلمي القديم بخصوص التفريق بين الجزيرة والقارة (في علم الجيولوجيا) والكوكب والصخرة (في علم الفلك).
وحينها ضربت مثلا باستراليا: هل هي جزيرة أم قارة !؟.. فإن كانت «قارة» فكيف نصنف ايسلندا وجرينلاد كجزر (خصوصاً أن مساحة الأخيرة تفوق مساحة استراليا بكثير) !؟
أما في علم الفلك فضربت مثلا بالكوكب التاسع «بلوتو» الذي اكتشف العلماء بعده جرمين جديدين أكبر منه حجماً (ورأيت حينها أنهم دخلوا في ورطة عويصة: هل يرفعون عدد الكواكب الشمسية إلى أحد عشر، أم يجردون بلوتو من صفته ككوكب ويخفضونها إلى ثمانية فقط !؟).
ويبدو أن علماء الفلك تبنوا مؤخراً الخيار الثاني؛ فقبل أيام فقط (وتحديداً في الرابع والعشرين من أغسطس 2006) صوت أكثر من 2000 عالم فلك من كافة أنحاء العالم على تجريد «بلوتو» من تصنيفه ككوكب وإنزاله الى رتبة «كويكب». وتم اتخاذ هذا القرار من قبل اتحاد الفلكيين الدولي في «براغ» خلال الاجتماع الذي استمر 12 يوماً - وبالتالي يتوجب على ملايين الكتب والمناهج إعادة تعريف «المجموعة الشمسية» كمنظومة تضم ثمانية كواكب وليس تسعة!!
.. وكان الجدل حول «بلوتو» قد احتدم قبل عدة سنوات حين اكتشف العلماء أجراماً سماوية أبعد منه يكاد بعضها يساويه في الحجم.ومنذ عام 1992 ازداد موقف بلوتو سوءاً بسبب اكتشاف أكثر من 800 جسم إضافي يزيد عرض بعضها عن ألف كيلومتر (في حين بالكاد يتجاوز عرضه ألفين)!!
ومن المعروف أن بلوتو اكتشف (قبل 76 عاماً) بفضل تأثيره على مدار الكوكب القريب منه «نيبتون». وفي عام 1930 استعان الفلكي الأمريكي «كلايد تومبو» بمعادلات فلكية كثيرة لتحديد موقعه وأعلنه «كوكباً تاسعاً» كامل الأهلية.. أما اليوم فتغير الحال ووصلت قدرة المسابير الفضائية - وآلات التصوير التلسكوبية - حداً يتجاوز مدار بلوتو ويُنزل تصنيفه من «كوكب» إلى «كويكب قزم» أو حتى «صخرة مدارية»!
ورغم الصدمة العاطفية التي سيعانيها عشاق الفلك في أنحاء العالم (حيث نقصت معارفنا كوكباً واحداً في حين كنا نأمل باكتشاف المزيد) إلا أن مؤتمر براغ ذاته شكل - في نظري - منعطفاً مهما كونه توصل لأول مرة إلى تعريف متفق عليه للجرم السماوي الذي يمكن اعتباره «كوكباً».
فبعد نقاشات ومداولات مضنية اتفق العلماء على أن الأجرام التي يمكن تصنيفها ك «كوكب» يجب أن تلبي (19 متطلباً) وثلاثة شروط رئيسية هي:
الأول: أن تتخذ مداراً حول الشمس.
والثاني: أن تتخذ شكلاً كروياً وتكون كبيرة بما يكفي لتجاوز تصنيف «كويكب».
أما الشرط الثالث فهو أن لا يتقاطع مدارها حول الشمس مع أي كواكب أو أجرام أكبر منها حجماً.
ورغم أن بلوتو يدور حول الشمس (حسب الشرط الأول) إلا أن حجمه يعد صغيراً جداً (حتى مقارنة بالقمر) بالإضافة إلى أنه غير كامل الاستدارة ويبدو كصخرة مشوهة بالغة الضخامة.. أما بالنسبة لمداره الفلكي فيتقاطع بلا شك مع كوكب نبتون (أقرب الكواكب إليه) مما يحرمه من ميزة استقلاله بمدار خاص حول الشمس!!
.. وعلى ذكر الشمس:
أتساءل إن كانت بدورها تستحق تصنيف «نجمة» في ظل وجود نجوم أكبر منها بألف وألفي مرة !؟
لننتظر مؤتمر 2050م !؟
قبل ستة أشهر تقريباً كتبت مقالا بعنوان «كوكب أم صخرة جزيرة أم قارة ؟» تحدثت فيه عن الجدل العلمي القديم بخصوص التفريق بين الجزيرة والقارة (في علم الجيولوجيا) والكوكب والصخرة (في علم الفلك).
وحينها ضربت مثلا باستراليا: هل هي جزيرة أم قارة !؟.. فإن كانت «قارة» فكيف نصنف ايسلندا وجرينلاد كجزر (خصوصاً أن مساحة الأخيرة تفوق مساحة استراليا بكثير) !؟
أما في علم الفلك فضربت مثلا بالكوكب التاسع «بلوتو» الذي اكتشف العلماء بعده جرمين جديدين أكبر منه حجماً (ورأيت حينها أنهم دخلوا في ورطة عويصة: هل يرفعون عدد الكواكب الشمسية إلى أحد عشر، أم يجردون بلوتو من صفته ككوكب ويخفضونها إلى ثمانية فقط !؟).
ويبدو أن علماء الفلك تبنوا مؤخراً الخيار الثاني؛ فقبل أيام فقط (وتحديداً في الرابع والعشرين من أغسطس 2006) صوت أكثر من 2000 عالم فلك من كافة أنحاء العالم على تجريد «بلوتو» من تصنيفه ككوكب وإنزاله الى رتبة «كويكب». وتم اتخاذ هذا القرار من قبل اتحاد الفلكيين الدولي في «براغ» خلال الاجتماع الذي استمر 12 يوماً - وبالتالي يتوجب على ملايين الكتب والمناهج إعادة تعريف «المجموعة الشمسية» كمنظومة تضم ثمانية كواكب وليس تسعة!!
.. وكان الجدل حول «بلوتو» قد احتدم قبل عدة سنوات حين اكتشف العلماء أجراماً سماوية أبعد منه يكاد بعضها يساويه في الحجم.ومنذ عام 1992 ازداد موقف بلوتو سوءاً بسبب اكتشاف أكثر من 800 جسم إضافي يزيد عرض بعضها عن ألف كيلومتر (في حين بالكاد يتجاوز عرضه ألفين)!!
ومن المعروف أن بلوتو اكتشف (قبل 76 عاماً) بفضل تأثيره على مدار الكوكب القريب منه «نيبتون». وفي عام 1930 استعان الفلكي الأمريكي «كلايد تومبو» بمعادلات فلكية كثيرة لتحديد موقعه وأعلنه «كوكباً تاسعاً» كامل الأهلية.. أما اليوم فتغير الحال ووصلت قدرة المسابير الفضائية - وآلات التصوير التلسكوبية - حداً يتجاوز مدار بلوتو ويُنزل تصنيفه من «كوكب» إلى «كويكب قزم» أو حتى «صخرة مدارية»!
ورغم الصدمة العاطفية التي سيعانيها عشاق الفلك في أنحاء العالم (حيث نقصت معارفنا كوكباً واحداً في حين كنا نأمل باكتشاف المزيد) إلا أن مؤتمر براغ ذاته شكل - في نظري - منعطفاً مهما كونه توصل لأول مرة إلى تعريف متفق عليه للجرم السماوي الذي يمكن اعتباره «كوكباً».
فبعد نقاشات ومداولات مضنية اتفق العلماء على أن الأجرام التي يمكن تصنيفها ك «كوكب» يجب أن تلبي (19 متطلباً) وثلاثة شروط رئيسية هي:
الأول: أن تتخذ مداراً حول الشمس.
والثاني: أن تتخذ شكلاً كروياً وتكون كبيرة بما يكفي لتجاوز تصنيف «كويكب».
أما الشرط الثالث فهو أن لا يتقاطع مدارها حول الشمس مع أي كواكب أو أجرام أكبر منها حجماً.
ورغم أن بلوتو يدور حول الشمس (حسب الشرط الأول) إلا أن حجمه يعد صغيراً جداً (حتى مقارنة بالقمر) بالإضافة إلى أنه غير كامل الاستدارة ويبدو كصخرة مشوهة بالغة الضخامة.. أما بالنسبة لمداره الفلكي فيتقاطع بلا شك مع كوكب نبتون (أقرب الكواكب إليه) مما يحرمه من ميزة استقلاله بمدار خاص حول الشمس!!
.. وعلى ذكر الشمس:
أتساءل إن كانت بدورها تستحق تصنيف «نجمة» في ظل وجود نجوم أكبر منها بألف وألفي مرة !؟
لننتظر مؤتمر 2050م !؟