PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : سجينة الذكريات



نبع القمر
30-04-2006, 22:29
الفصل الأول

اندفعت فينيتا أديل روس إلى غرفة الجلوس خالية الذهن، وقد ارتسمت على شفتيها الابتسامة التي اعتادت إن تخص بها أباها. وكانت جولة القائلاً:اجحة التي قامت بها عصر ذالك اليوم قد ملأتها بهجة ومرحاً، وجعلت يها بلونهما الأرز ق الباهت تتألقان كالبلور الصافي.بادرها أبوها قائلاً : " فيني ..مالذي اخرك يا عزيزتي ؟؟"
لم يكن في صوته أي تعنيف بل دفء وحنان فهو طوال الثمانية عشر عاماً لم يؤنبها مرة بشكل جدي ولم تسمع صوته عالياً كما أنها لم تره وهو ينهض من مقعده ليقف بجانبها وفجاء لم تعد تضم الغرفة اللوحة الزيتية الكبيرة الحجم لوالدتها التي فقدتها وعمرها بضعة شهور فقط وإنما احتل الغرفة رجل قلب الأمور رأسا على عقب .
" كارلو روسي "

كانت نسيت تقريباً انه سيحضر لزيارتهم وأبعدت ذالك عن تفكيرها لأن حضور حفيد عم أبيها لقضاء عدة أسابيع ضيفاً عليهم لم يجعلها في خطر الموت من اللهفة .

والآن وفي هذه اللحظة ساورها شعور بالقدر الذي لامفر منه وتفهم له لم تعرفه من قبل ولكن ثانيه واحدة من عمر الزمن كانت كافيه لكي تجعلها تعلم أنها تقابل الرجل الذي ستحبه طوال حياتها أو كما يقال الحب من أول نظرة .

كان يبتسم لها من أخر الغرفه ابتسامه كانت مزيجاً من التهذيب والاهتمام الذي يشوبه شئ من السخرية وكان والدها واقفاً بجانبها يمسك بيدها يضغطها قليلاً بيده وهو يقول :" تعالي يا حبيبتي وحيي كارلو ."فحولت عينيها الكحيلتين تنظران في عيني أبيها بارتباك ، وهي تتقدم منه وكأنه سيحل هذه الأحجية القديمة لها ، أو كأنها مشكله في امكانه إن يزيلها كما أزال من طريقها الصعوبات منذ ولدتها .

ولكن هذا لم يكن شيئاً بسيطاً، بل غاية في التهميه لا يصل إليه حب الأب ولا سخاؤه في إغداق المال. لم يدرك ما الذي حدث، لم يدرك الارتباك الذي هزها من الأعماق لهذه المفاجأة، ولا الذهول الذي سمرها في مكانها .

هو ايضاً تملكه الارتباك لتصرفها هذا فهو لم يستطع إن يعرف مالذي جرى لابنته المرحه الواثقه من نفسها ، لكي يبدو عليها الضياع بهذا الشكل وقال والدها بشئ من نفاذ الصبر : " هيا صافحي ابن عمك "

فابتسمت له وقد استعادت كل ثقتها بنفسها ومرحها واقتناعها بجمال الحياة وسارت اليه لتتحول ابتسامتها الى انبهار صريح عندما مد كارلو روسي يده وهو يقول بصوت عميق تشوبه لكنة خفيفه :" ما دام والدنا ابناء عم فأن قرابتنا نحن الاثنين هي من البعد بحيث لا تكاد تلحظ "

وتجاهلت يده الممدوده لتقف بدلاً من ذالك على أطراف اصابعها وتقبله على خده وهي تقول :" أن الايطاليين يعتزون باية قرابه مهما كانت بعيده "
وتملكتها الدهشه وهي تراه يفوقها طولاً بحيث يشرف عليها رغم طول قامتها البالغ مائة وسبعين سنتميتر اً . وازداد شعورها بالانوثه وهي ترفع وجهها اليه لتلتقي عيناها بعينيه السوداوين الواسعتين الرائعتي الجمال .

كان كارلو روسي رائعاً فقد سلب قلبها رغم رفعه لحاجبه باشاره ساخره . ولوت فمها الممتلئ وهي تقول له مستفزه بصوتها الذي تميزه بحه خفيفه سائله :" من هو الذي ترك فيك اكبر الاثر منذ وصولك الى هنا " وكانت عيناها تتحديانه بمكر ان يعترف بانها هي التي تركت فيه اكبر الاثر وتابعت تقول :" أم ان هذا السؤال ربما مازال مبكراً ..؟" وزمت شفتيها مظهرة الاستياء لاشارة عدم الاكتراث التي صدرت عن ذالك الاتيني ،،وسألته :" أظنها أول زياره لك الى انكلترا أليس كذالك ..؟"

أجاب كارلو :" ابداً فأنا اعرف بلادك جيداً ..لقد جلت في انحائها اثناء دراستي الجامعيه هنا " كان جوابه رقيقاً مهذباً ولكنه بارد وتمنت لو انها قطعت لسانها قبل ان تلقي عليه هذا السؤال فقد تذكرت ذالك الصدع القديم الذي حدث بين فرعي العائله ..وياليت السبب كان شاعرياً كأن يكون لأجل امرأة ..ولكنه كان سبباً مؤسفاً يتعلق بالأعمال . كانت فينيتيا بالغة الفطنه عندما يتعلق الأمر بأبيها فقد شعرت بمبلغ شعوره بالحرج لأن يسكت عن حقيقة أن حفيد عمه قد سبق وأمضى سنوات في انكلترا دون أن يكلف نفسه عناء زيارتهم من باب الاحترام .

وقال والدها :" سنتأخر في تناول العشاء هذه اليله يافيني فاذا كنتي جائعه كالعاده فاطلبي من بوتي أن تصنع لك الشاي في المطبخ وحسب معرفتي فان ثمة اكواماً من المشتريات تملأ ارض القاعه ." وغطى تدخل والدها على سؤالها الأحمق ذاك وماتبعه من احراج مااشعرها بالامتنان ولكن هل كان من الضروري أن يأتي على ذكر شهيتها القويه للطعام هذا عدا عن عدم مقاومتها رغبتها العارمه في الشراء كلما ذهبت للتسوق في لندن . وماكان لابيها ان يكشف أمامه طباعها .

نظرت بطرف عينها الى كارلو كان يبتسم وكانت ابتسامته تلك مجرد التواء بسيط في زاويتي فمه ، وقد لاح شئ من التسليه في عينيه وكان هذا يكفي لكي تعلم بكل وضوح انه يراها مجرد طفله .

وتمتمت شيئاً ثم اتجهت نحو الباب وهي تفكر بغضب انها ستثبت له ..لابد أن تثبت له يوماً انها ليست مجرد طفله يتسلى بمرأها وصفقت الباب خلفها بعنف .

كانت فينيتيا تدرك انها تجتذب الانظار اينما تكون وأن نظرات الاعجاب من الرجال تتبعها في الشوارع والمطاعم والحفلات فباي حق اذن ينظر اليها كارلو وكأنها خارجه لتوها من المهد!!!

ولكنها مالبثت أن اعترفت في قرارة نفسها وهي تجتاز القاعه التي كانت كان جوها يعبق بشذا ورود الحديقه المنبسطه والتي تشرف عليها منافذ القاعه تلك بأنه على كل حال رجل متميز .

تذكرت فينيتيا اباها وهو يحاول أن يتذكر عمر كارلو الذي لم يكن قد راه منذ كان يرتدي بنطلوناً قصيراً ، هل عمره احدى وثلاثون ام اثنان وثلاثون ثم انه غير متزوج وهي تعرف هذا جيداً وهذا يعني ان له صداقات مع النساء اكثر من المعقول مادام بهذه الجاذبيه التي تفتن القلوب .

ثم انه بالنسبه الى النساء لايمكن ان يختار المراهقات طبعاً . لشد ماكانت تكره هذا اللقب ! لابد انهن ذكيات متزنات مستقلات الشخصيه ولا يأكلن بنهم ويرتدين الملابس الانيقه التي لاعيب فيها ، وهن كذالك حريصات على ألا يبعثرن مشترياتهن التافهة على ارض القاعه . نساء لا يعقصن شعرهن في ضفيره الى الخلف ولا يبدين ببنطلون جينز مغسول وقميص مقفول فضفاض .

لو تعلم انها ستصعق لمجرد رؤيته لاندفعت مباشره الى غرفتها لترتدي ثوباً افضل وتطلق شعرها كالحرير ، وتأوهت وقد فارقتها لاول مره في حياتها ثقتها في نفسها وشعرت بالتعاسه .


ولكن مشترياتها كان لها بعض الفضل في اعادة تلك الثقه . صحيح انها انفقت كل مااعطاها ابوها من مال ، ولكنها اشترت اشياء ممتعه حقاً ! كما أن لديها وقتاً كافياً قبل أن يحين موعد العشاء لتصلح من هندامها لتبدو امامه في اجمل منظر . لقد اعتادت دئماً أن تنال ماتريد ، فقد كان في امكانها ان تؤثر على ابيها .
كانت في منتصف السلم وهي تحاول جهدها ان تحكم امساك العلب التي تحتوي مشترياتها والتي كانت تفلت من بين يديها لتتبعثر هنا وهناك ، عندما رأت السيده بوتس تهبط السلم . كانت بوتي امرأة بدينه قصيرة القامة مكنتها طبيعتها الوديعه المسالمه من ان تعالج اية صعوبه او أزمه . وقد اصبحت مديرة منزل ابيها بعد موت امها المفجع مباشره ، وما ان ابتدأت فينيتيا تتعلم الكلام حتى اصبحت تدعوها (بوتي) وهكذا اصبح هذا اسمها الذي يدعوها به الجميع .
وقالت بوتي وهي تاخذ منها هذا الحمل :" دعيني اساعدك " وعادت تصعد معها السلم لتلقي بها على سريرها وهي تقول :" لعلك يافيني انفقت ثروه اخرى على كل هذا "
أجابت فيني متجاهلة لهجة بوتي المتذمره :" انك تعلمين انني لااستطيع المقاومه " وتابعت وهي تفتح احد تلك الصناديق قائله :" هذا الى انني اشتريت اجمل ثوب وقعت عليه انظاري "
وأخرجت ثوباً من الساتان الاسود وهي تسأل بوتي :" مارايك به اليس اجمل فستان وقعت عليه انظارك ؟ اليس هو فريد بشكله ؟ انه سيجعل عيني كارلو تخرجان من حدقتيهما!!"
فأجابت بوتي بستنكار :" انه يبدو رائعاً اذا كنتي تريدين رأيي فهو ليس لائقاً وابن عمك اكبر واذكى من ان يهتم بما تلبسين فوفري جهودك والان ..." واتجهت نحو الباب وهي تتابع " مارايك بفنجان شاي وقطعة او اثنين من كعك بالشكولاته ؟ يمكنك ان تتناولي ذالك في المطبخ وتخبريني عن بقية ماضيعت فيه نقود ابيك بينما انا اقوم بتجهيز العشاء "
وتلك فينتيا الاغراء اذ ليس من يصنع الكعك بشكولاته كما تصنعه بوتي ، وسيسرها الحديث عن مشترياتها كما ان الغداء مرعليه وقت طويل ...ولكنها أجابت :" كلا شكراً يابوتي سانظم مشترياتي هذه ثم استحم لاحقاً "
كان قوام فينيتيا ممشوقاً حسن الشكل لاعيب فيه ولاكن ان لم تتحكم في شهيتها فستنتهي الى ان تصبح بدينه تماماً . ومنحت بوتي ابتسامه حلوة ثم استدرات تنظم اشياءها . اذا كان للحب هذه المقدره في جعلها تقاوم الاغراء امام كعكة الشكولاته فمرحباً بالحب !
ولكن للحب ناحيته الخطرة كذالك فهو يخيفها نوعاً ما ..وقد اعترفت لنفسها بذالك وهي في حوض الحمام المعطر . تعرف انها كانت مدللـه طوال حياتها ولكن عندما يضرب والدها بقدمه الارض فتعلم انه مصر على مايريد رغم كل محاولة من جانبها لتحمله على تغيير رأيه .
وهذا هو السبب في أن مواعيدها مع الاصدقاء كانت محدوده ومرافقوها يختارهم لها ابوها بنفسه بكل عنايه ، هذا كله الى جانب ثقافتها التي تلقتها في مدرسة البنات الداخليه المحافظه تحت اشراف المدرسات المتزنات كان يعني انه حتى اكثر التلميذات عناداً ومهاره لايمكن ان تتخطى الحدود للحظه واحده . كما ان خبرة فينيتيا قليله الى حد مؤسف ، والمشاعر والتي اثارها فيها كارلو روسي والطريقه والتي قفز فيها قلبها حين وقعت انظارها عليه او كلما فكرت فيه ثم هذه المشاعر الحلوه التي أخذت تنتابها لدى تصورها لقاءه مرة أخرى حين تبدو بمظهر المرأة الناضجه وليس التلميذه الكبيرة الجسم ذات الضفيره . كان كل هذا جديد عليها مما شعرت معه بكثير من البهجه وايضاً بشئ من الخوف حتى سيمون كيرو الذي كان اكثر مرافقيها انتظاماً في اصطحابها خارج المنزل لم يستطع ان يجعلها تفكر هكذا!
كان سيمون ذو الخامسة والعشرون منتصب القامه له جاذبيه لاتنكر بشكله السكسوني الاشقر . وقد رقي اخيراً الى رتبة مساعد شخصي لابيها في الشركه وكان هو مرافقها الشخصي المعتاد الى الحفلات والسهرات التي لايتمكن والدها من حضورها .
كان والدها يثق بسيمون تماماً ولاشك في ان عينيه كانتا ستبرزان من حدقتيهما لو علم ان فتاه الازرق العينين هذا يحاول اغواء فتاته الغاليه . اما الذي لم يستطع ان يفهمه هوان ابنته في امكانها العنايه بنفسها كما في استطاعتها التملص من مغازلات سيمون فهي لم تكن لتهتم به حتى عندما عرض عليها الزواج ، وقد اخبرته بذالك ولايمكن ان تخبر اباها عن مايحصل معها اذ لو علم والدها فان وضع سيمون كرافق لها سيتوقف حتماً لتجلس حبيسة البيت الى ان يجد لها ابوها فتى اخر يكون مرافقاً لها .
وقررت وهي تبتسم راضيه أن في امكانها رعاية نفسها لكن رضاها سرعان ماتلاشى وهي ترتجف اذ تستعيد صورة عيني كارلو المتألقتين الخلابتين ، انها لن تهتم برعاية نفسها اذا ماامتلأت تلك العينان العميقتان السوداوان بالعاطفه !
وكاد ارتداء ملابس العشاء ان يصبح مستحيلاً وهي في هذه الحاله ، فبعد ان مزقت زوجين من الجوارب السوداء المصنوعه من الحرير الخالص ، تمالكت مشاعرها لتهتم بما بين يديها حالياً صارفة اهتمامها عن مشاعرها المحيره منذ وقعت عينيها على ذالك الايطالي ..
أثناء انتظارهما هي ووالدها زيارة كارلو كان ابوها يأتي غالباً على ذكر الفرع الايطالي من اسرتهم وكانت تستمع اليه على سبيل المجامله متكلفه اهتماماً لم تشعر به ولكن الأمور اصبحت في غاية الاهميه فقد اصبح كل شئ يتعلق بكارلو موضع اهتمامها .

نبع القمر
30-04-2006, 22:31
لقد انشقت الشركه منذ اكثر من مئة عام ، بعد ان جاء جدها الاكبر من ايطاليا الى انجلترا لانشاء فرع لها ومنذ ذالك الوقت اصبح فرع الاسره الذي انحدرت منه انجليزياً . وعندما نجحت الشركه في البيع بالتجزئة انتقل النجاح الى التصدير بالسفن .
ولكن الفرع الايطالي الذي اتى منه كارلو ازدهرت اعماله هو ايضاً فامتلكوا واحداً واربعين من الاسهم في الشركه البريطانيه في الوقت الذي كانوا يوسعون تجارتهم في ايطاليا وفرنسا ايضاً مقتنين المزارع حول فالنسيا ولفنادق المترفه في كل مدينه رئيسيه في العالم .
اما الذي جعل كارلو اكثر ثراء وقوة من ابيها فهو كما فهمت من حديث ابوها أن والد كارلو الذي كان مريضاً منذ عدة سنوات قد سلم مسؤولية ادارة امبراطورية روسي عملياً ان لم يكن اسمياً الى ولده كارلو .
والاكثر من ذالك أن زيارة كارلو كانت عباره عن غصن الزيتون لينهي هذه الفتره من الجفاء التي استمرت منذ كان والدها صغيراً ، خصاماً حول مجموعة من الاسهم في قسم الشركه البريطاني .. وأخذت فيني تفكر حالمه وقد ساورها الاغتباط في انها وكارلو لو تزوجا لتوحد الفرعان لتعود الشركة متحده .

وهذا غير مستحيل طبعاً ...!!

جلست فيني تنظر الى صورتها في المراه وهي تفكر في ان ذالك محتمل تماماً
في هذه الليله ستدع شعرها مرسلاً الى خصرها ، تثبته الى الخلف امشاط مذهبه وستبالغ في وضع الزينه على وجهها ليبرز لون بشرتها الاشبه بالقشده وكثافة اهدابها السوداء . اما ثوبها الغالي الثمن فقد كان يستحق كل قرش دفعته فيه ...هذه الليله لن ينظر كارلو روسي اليها كمراهقه كبيرة الحجم .
جعلتها الثقه بالنفس التي تلازم اولئك الذين اعتادوا ان ينالو كل مايريدونه في الحياة بسهولة تهبط السلم بخفه وكأنها تطير طيراناًبحذائها الانيق الخفيف ذي الكعب العالي . ورأت بوتي بمفردها في غرفة الجلوس الانيقه التي بادرتها قائله :" فيني ان اباك في غرفة المكتبة مع ضيفه ولا اظنهما سيخرجان قبل موعد العشاء . ثم اليس من الافضل ان تضعي فوق فستانك جاكته او ما اشبه ؟؟"
اجابت فيني بموده ساخره :" جاكته ؟ يالك من امرأة قديمة الطراز " وكانت مدبرة المنزل بوتي تسكب لنفسها كوب عصير ، فسكبت فيني لنفسها واحداً وهي تتابع حديثها :" انه على كل حال مساء جميل دافئ وأنا لااشعر بالبرد مطلقاً .."
فقالت بوتي بحدة وهي مازالت ترمق ثوب الفتاة باستياء :" ان حرارة الجو ليست هي التي تهمني ولكن منظرك غير لائق ماذا سيظن بذالك والدك المسكين؟ ولااقول ابن عمك ؟ ان تصور ذالك يجعلني ارتجف ! ان الشئ الذي ترتدينه لايليق بك .."
ارتسمت على شفتي فيني ابتسامه ماكرة وهي تفكر ان هذا بالظبط مكانت تهدف اليه . وتجاهلت تذمر بوتي الذي لاينتهي وحملت كوبها في يدها وخرجت الى الشرفه . كان الهواء المساء الدافئ عابقاً بأريج الورود وكان يلامس بشرتها برقه . وكان منظر نافذتي غرفة المكتبه المفتوحتين اللتين كانت تراهما من حيث تجلس ، اكثر مما تحتمله اعصابها .


لم تحلم قط بأن تقاطع مرة ابها اثناء احاديثه العمليه الخاصه في مكتبه فقد كان احترامها له اكبر من ان يسمح لها بذالك ! ولكن حاجتها الى ان تمتع ناظريها بمنظر كارلو الجذاب وان تريه نفسها كامرأة ناضجه كان كل هذا أقوى من ان تستطيع مقاومته في هذه الحظه .
ان كعب حذائها العالي جعلها تمشي دون وعي منها بشكل متمايل وهي تتوجه نحو غرفة المكتبه المبطنة الجدران بالكتب وعلى شفتيها ابتسامه هادئه واهدابها السوداء الكثيفه منسدله على عينيها وهي تقول بصوت ابح :" ان المساء اجمل من ان يضيع سدى بين الجدران ، الا تريدني ان اريك الحديقه ياكارلو ؟"
التقت عيناها بعينيه متحديه وتصاعدت خفقات قلبها وهو ينهض من على المقعد الجلدي . لقد كان هو ايضاً مرتدياً بذلة العشاء التي كانت عباره عن الجاكيت الرسمية السوداء المعتادة والقميص الابيض . واخذت عيناه الرائعتان تتفحصان عينيها لحظه طويله بنظرات يقظة متسائلة ثم التمعتا بينما لاحت على شفتيه شبه ابتسامه وذالك كـ جواب على تحديها الخفي ذاك .
ولمحت بطرف عينها والدها ينهض ايضاً من على كرسيه خلف مكتبه الضخم المكسو بالجلد ، شاعره بعدم رضاه لمقاطعتها لهما . ومن يدري ربما خمن السبب في هذا . وصرفته عن ذهنها الذي كان مركزاً فقط على عيني كارلو وهما تقيمان ثوبها .
واستدار كارلو الى ابيها الذي بدات على جانبي فمه ابتسامه خفيفه وهو يقول :" لم لا وربما ستأتي انت معنا ياسيدي فالمساء رائع كما تقول فينيتيا "
وتنفست فيني بارتياح عندما اجاب الرجل المسن قائلاً ببطء :" كلا اذهبا انتما وأرى كارلو الحديقه المائيه يافيني ولا تنسي الوقت فان بوتي ستقدم العشاء في خلال ساعه "
اجابته فينيتا بابتسامه مشرقه :" كلا لن انسى " وقطب أبوها جبينه بحيره وهي تتقدم الى جانب كارلو متجهة به نحو الباب الخارجي .

كانت كلمات كارلو غامضه متكلفه في مضمونها وهو يقول :" اليس من الافضل ان تتركي من يدك كوب العصير وتشربيه فيما بعد فلا احد سيسرقه منك "
قال ذالك وكأنها طفله لم يستطع ان يغريها بقطعة حلوى لكي تذهب رفضت ان تهزم فوقفت على قمة السلم ومنحته ابتسامه مسرعه وهي تقول له بصوت رقيق :" يمكنك ان تسرق مني اي شيء في اي وقت تشاء " ووضعت حافة الكوب على شفتيها وعيناها تتألقان بين اهدابها السوداء .
وقال كارلو فجأة :" فلنذهب الى الحديقة الماء اذن " وهزت فيني كتفيها بخفه وقد كرهت هذا الشعور الجديد عليها بعدم الثقه ، واخذت تراقبه بعينين غائمتين وهو يضع الكوالكوب باحتراس على حافة الدرابزين ثم يهبط الدرجات الى الحديقة .
تمالكت نفسها ثم لحقت به بسرعه مما جعل احد كعبي حذائها يلتوي .
سألها :" لا اظنك ارتديت هذه الملابس لتخرجي بها !" وكان صوته من فولاذ ملفوفاً بالحرير وهو ينحيها جانباً بيدين ثابتتين ..
استعادت توازنها بشكل كاف لتقول له بصوت خافت :" هذا هراء انها نزهة فقط

نبع القمر
30-04-2006, 22:35
لقد دخل كعب حذائي في شرخ بين الاشجار ماسخف هذا " وتعلقت بذراعه بمثل الشدة التي امسكها هو بها ثم سارا في الممر المرصوف بالحصى .
كان في امكانها ان تشعر بانسحابه ، وكأن ابتعاده المتعمد ذاك يقصد به ترساً يحتمي وراءه . ولكن هذا لم يقلقها في الواقع ولماذا تقلق بينما كان في امكانه ان يستدير عائداً الى البيت رافضاً الاستمرار في السير لرؤية الحديقه ؟ ولكنه لم يرفض وشعرت بالبهجه لذالك لقد بقي بجانبها وكان يسير بخطوات قصيره لتتلاءم مع خطواتها .
ابتسمت لنفسها وهي تلقي نظره خاطفه على جانب وجهه بخطوطه الحازمه المتعاليه . انه لم يكن يستغلها لقد احست بشئ يختلف كثيراً عن مشاعر القربى وهو يقيم شكلها كما انتابها ذالك الشعور الخلاب بصلة القربى بينهما الذي كان من القوة بحيث لم يكن من المعقول ان لايكون قد انتبه اليه .
قالت بصوت خفف من حدة الصمت بينهما :" ذاك هو المكان تقريباً " كانت تريد ان تبين له انه كان على حق عندما قال انها لم تكن مرتديه ثيابها للخروج ذلك ان التنوره والكعب العالي لم يكونا ليسمحا لها بأن تخطو على تلك الممرات المرصوفه بالحصى او على المروج الخضراء وتابعت كلامها تساله :" كم ستمكث هنا ؟ " كانت تكلمه وهي تهبط باحتراس الدرجات الحجريه المغطاة بالطحالب تحت قنطرة في سياج الاشجار العالي الذي يفصل بين الاراضي .
أجاب كارلو :" اسبوعين او ثلاثة " ورفع كتفيه بعدم اهتمام ، ولاكنها تجاهلت هذا فاذا كان يتعمد اظهار عدم اهتمامه بها فهي كذالك ستتعمد ان تظهر له انها لم تلحظ حيلته تلك .
قالت له :" انه وقت كاف لكي اريك كل شيء " ونظرت اليه بعينين تومضان ببارقة امل ازاء ملامح وجهه العديمة المشاعر وهي تتخيل النزهات الطويله في الريف معه وتناولهما العشاء في المطاعم وربما رحلات بالسيارة في جبال وايلز ..
وسالها كارلو :" هل مازلتي تذهبين الى المدرسه ؟ أم انك تعملين ؟" وانتظر بأدب الى ان هبطت اخر درجه حجريه ، حتى اجابت بمرح :" المدرسه طبعاً لا " متظاهرة بهذا الجواب بأن ايام الدراسه هي ذكرى غائمه بعيدة ، لاتريد ان تخبره بأن اخر امتحان لها كان منذ ثلاثة اسابيع فقط فتذكره بذالك بعمرها الصغير وتابعت تقول :" انظر ها اننا وصلنا " وكانا قد دخلا كهفاً مليئاً بصوت ورائحة الماء

ولكن لم يبد عليه الاهتمام بحديقة الماء هذه والقى عليها نظره بارده من عينيه السوداوين وهو يسألها :" هل انتي مصممه على العمل ؟ ربما مع الشركه "
فأجابت مقطبه جبينها وهي تعض شفتها السفلي :" آه من يعلم دعنا من الحديث في هذه الموضوع " .. ولماذا تضيع الوقت في احتمال عملها في شركة ابيها في الوقت الذي لاتريد شيئاً سوى أن تمضي بقية حياتها معه ؟
نظرت في عينيه بتردد فلم تجد شيئاً سوى عدم الاهتمام والبرود وشعرت في قلبها بطعنة الم ، فهو لايشعر نحوها حتى بالاعجاب . اتراها عاشت حياتها تحصل على كل شئ تريده دون اي مجهود لكي تحرم الان اهم ماتتوق اليه وما تعتبره فوق كل شيئ اخر !
ارتجفت وهي تشعر بالبرودة تنفذ الى عظامها واغروقت عيناها بدموع الخزي وقال لها كارلو وقد التوت شفتاه بشبه ابتسامه مرحه :" أن المكان هنا رطب كان عليك ان ترتدي فراءك واظنك تملكين منها زوجاً على الاقل ؟"
ردت عليه بحده ": املك ستة منها تبعاً لاخر احصاء " فقد شعرت بالألم ازاء سلوكه المتعالي الساخر هذا ولم تشأ ان تتنازل بأن توضح له انها تكره الفراء من كل قلبها وانها تراها ملائمه اكثر للحيوانات . لقد استحال اضطراب مشاعرها الذي تملكها منذ وقعت عيناها عليه الى كراهية محمومه وانقبضت يداها حتى غرزت أظافرها المصبوغه في راحتيها وقابلت اللوم المتسائل الذي حوته نظرته اليها بعداء واضح الى أن داخلها الالم . وانعكس شعورها بأنها جرحت في الاعماق من عينيها وهي تخفض بصرها محاوله ان تكبح دموعها المحرقه .
لم تكن تعني ان تتطور الامور بهذا الشكل مطلقاً ! وعاد اليها الشعور بالبروده الذي لم يكن نتيجة لبرودة الجو او رطوبته او البحيرة الساكنه او الصخور ذات الطحالب .. استدارت بسرعه فالتف شعرها الحريري حول كتفيها وهي تعمل خطواتها نحو الدرجات بينما قلبها يخفق وقد انتابتها غصه في حلقها ولكنه اوقفها عن السير وهو يديرها نحوه بيديه الكبيرتين لتواجهه قائلاً:" اذا انتي مشيتي بهذه السرعه فستقعين وتكسرين رقبتك او تتلفين حذاءك الجميل على الاقل .." وتغير صوته فاصبح أجش وهو يراقب تفاعل مشاعرها على ملامحها الشاحبه لتعصف بعنف في اعماق عينيها الجميلتين .
قالت له :" انني .." ولكنها لم تستطع متابعة الكلام وخفضت اهدابها .
قال بصوت خشن وقد توتر فمه :" لم اكن اقصد ان اسيء اليك "
وارتفعت اهدابها اليه وقد تملكها الاضطراب ومارأته في تلك العينين السوداوين جعل قلبها يكف عن الخفقان ورأته يغمض عينيه الجميلتين وسمعت آهة خافته تخرج من اعماقه ثما قال :" هيا بنا قبل ان نتأخر عن موعد

نبع القمر
30-04-2006, 22:35
العشاء هيا يافتاتي الطيبه "
ومالت فيني برأسها ترمقه بنظره ظافره طويله ثم منحته ابتسامه جذابه وهي تتبعه دون اعتراض ربما كان يعتبرها فتاة صغيره ..قريباً ستتمكن من هزمه لتجعله يبدل رايه فيها ..



الفصل الثاني
لكن الامر لم يكن سهلاً فقد كان لكارلو روسي ارادة حديديه لقد تتابعت الايام وهو رافض لكل اقتراحاتها عليه بالخروج للتجوال في انحاء المنطقه وذالك بابتسامه هازئه مفضلاً كما يبدو قضاء الوقت في مكتب والدها ليعود معه عند المساء تاركاً فنيتيا تضرب بقدمها الارض ثائره .
واثناء وجبات العشاء الطويله البطيئه التي كانت تدوم طوال المساء كان يحرص كارلو على ان يكون حديثه اليها بالغ الادب وعندما لايتحدث عن العمل فقد كان يتحدث عن بلاده مذكراً اباها بجذوره المنسيه .
ولكن فنيتيا لم تفقد الامل فقد كانت تفاجئه احيانا وهو يرمقها بنظرات حيرى وبما أنه كان يقيم حاجز بينه وبينها فقد اصبح همها ان تخترق هذا الحاجز .
ان كل يوم كان يمر وكل ساعه منه كانا يقويان حبها ورغبتها فيه لم يكن يهمها اي شي اخر فقد تعمقت مشاعرها تجاهه حتى شملت كيانها كله والاول مره في حياتها لم تحصل على ماتريد .
خرجت بوتي اليها تخبرها بأن ثمه مكالمه هاتفيه لها ، وكانت هي تجلس في الشرفه تضرب بقدمها الارض ساخطه لقد استيقضت هذا الصباح فارتدت بنطالاً وقميصاً مقفولاً ، كان هذا اليوم هو السبت فهو اي كارلو لان يذهب مع ابيها الى المكتب ولهذا صممت على أن تقنعه بأن يقضي الوقت معها اما بالنزهه أو بالخروج الى المطاعم والمقاهي او بأي شي اخر .. ولكنه سبب لها صدمه بالغه عندما علمت من بوتي أنه قد سبق وخرج من المنزل منذ ساعه لكي يتفرج على هذه الانحاء من الريف .
وبقيت في الشرفه تلعن نفسها لاستغراقها في النوم حتى السابعه بينما لو كانت خرجت من غرفتها قبل ذالك بساعه لامكنها ان ترافقه . لقد كان كارلو رجلاً صعباً حقاً . كيف يمكنها ان تخترق ذلك الحاجز اذا هو رفض البقاء مدة اطول لكي تتمكن من المحاوله ؟
عندما دخلت غرفة المكتبه لتلقي المكالمه ، كانت افكارها مشغوله تماماً بكارلو ، وعبست وهي تسمع صوت سيمون الهادئ الرقيق يقول :" اسف لازعاجك ولكنني اريد ان اثبت موعدنا لهذه اليله .."
فرددت كلامه دون ان تفهم وهي ترد خصله من شعرها الى خلف اذنها قائله :" موعدنا هذه اليله !"
أجابها مرحاً الليله يصادف ذكرى مولد صديقتك الثامن عشر هل تذكرتي ؟ متى آتي لاصطحابك ؟"
فقالت :" آه تلك الحفله " كانت قد نسيت كل شيءعن حفلة صديقتها ناتاشا ..وماكانت عادة لتغفل عن مثل هذه المناسبه ولكن بالنسبه الى ضروفها غير العاديه الان ليس ثمه شيء يمكنه ان يبعدها عن منزلها مهما كانت الحفله رائعه ، فالامل كان ضعيفاً ورغم هذا فأنها تفضل قضاء الوقت مع كارلو .. وقالت تجيبه :" لقد غيرت رايي " واستطردت عندما ساد الصمت الطرف الاخر من الخط لتقول :" انني اسفه كان علي ان اخبرك قبل الان ولكن عندنا ضيف في البيت وأنا مشغوله تماماً بالعنايه به لابد انك قابلته انه كارلو روسي .." حتى ذكر اسمه على لسانها يرسل في نفسها الشوق اليه ، وتابعت تقول بصوت متقطع :" لقد كان يتبع ابي الى المكتب كل يوم "
اطلق سيمون ضحكه قصيره هازئه وهو يجيب :" انه لايتبع احد انه هو الذي يجر كل شخص خلفه ، لقد قلب شبكة الاقسام كلها رأساً على عقب ودقق في جميع الحسابات بعدسه مكبره جاعلاً كل شخص هنا يعمل بأقصى طاقته "
فقالت تسأله وقد تألقت عيناها :" هل في أمكانه ان يقوم بكل ذلك !"
ولم تكن فيني تشك في مقدرته على استلام المسؤوليه اينما كان فقد كانت هالة الثقه بالنفس والسياده التي تحيط به هي من جملة المميزات التي جذبتهااليه ..
أجابها سيمون بجفاء :" عليكِ ان تصدقي ذلك لقد تنازل له والده عن الاسهم التسعه والاربعين التي يملكها في فرع الشركه في بريطانيا مما منحه سلطه كبرى الى جانب انه نفسه شخصيه مسيطره ذلك أن نظره واحده منه تحمل كل شخص على اتباع الطريق .. فانتبهي " وتابع بحقد :" لاجدال في أن امكانيته على التنظيم فريده .. فهو يجد الحل للمشكله حتى قبل ان يدرك اي واحد منا أن ثمه مشكله اصلاً "
كان في امكان فينيتا ان تستمر في سماع مثل هذا الحديث لساعات طويله ولكن سيمون كان له راي اخر فعاد يسألها :" هل انتي متأكده بالنسبه لهذه الليله ؟ سيكون هناك الكثير من التسليه والمرح ويمكننا فيما بعد ان نذهب الى مطعم وليس من الضروري ان يعرف العجوز متى تنتهي حفلة صديقتك "
ولوت فينيتيا ملامح وجهها عابسه قبل أن تقفل السماعه في وجهه وهي تقول :" ويحك "
لقد تجاوز سيمون بغروره الحدود حقاً فقد كان عليه ان يدرك انها تتجاوز محاولاته لتقربها اليه . وذلك اذ تقابلها بالهزء فقط اذا هي تركته فأنه يتعين عليها البقاء بيعده عن كل المرح وتسليه الى ان يجد لها والدها مرافقاً اخر يمكن ان يثق بسلوكه تجاه ابنته الغاليه .
ولكن اذا هو ابتدأ يبدي عدم الاحترام لابيها بأن يدعوه بالعجوز وعارضاً عليها ان يخدعاه فهي على استعداد لان تلقي به بعيداً دون اسف مفضله على ذلك البقاء في البيت . ثما ان كارلو هو الرجل الوحيد الذي تريد ان تكون معه ، وحنت كتفيها وهي تخرج من غرفة المكتب ، وفجأة توقفت عن السير في منتصف القاعه الفسيحه بعد ان طرأت في ذهنها فكره بناءة فكره صائبه لايمكن ان تخيب . لاحت على شفتيها ابتسامه وتالقت عيناها وقد عاودتها الثقه بنفسها التي افتقدتها منذ ايام ، واستدرات الى بوتي التي كانت داخله من الباب الامامي تاركه اياه مفتوحاً لكي تدخل الشمس الدافئه ، فقد كانت تنظف مقبض الباب النحاسي ، استدرات اليها قائله :" بوتي هل ذكر كارلو الوقت الذي سيعود فيه ؟"
قالت بوتي " لم يذكر شيئاً ولم اساله ولكنه يمكن ان يكون هنا في موعد الغداء تقريباً " وحملت بوتي الصندوق الذي يحوي أدوات التنظيف تحت ابطها وهي تتابع قائله :" ولهذا لو كنت مكانك لما بقيت أطوف طوال الصباح في انتظاره .. ثما عندي نصيحه لك وهي الا تظهري تهافتك عليه . فما اسرع ماتنسين هذا كله وترين نفسك انك كنتي حمقاء وستندمين على الاوقات التي كنتي تدورين فيها حوله "
وعندما رأـ الثوره على وجه فينيتيا الشاحب ، لطفت من لهجتها وهي تتابع قولها :" ان الذي سيتضرر في النهايه هي كرامتك حبيبتي ، انني ادرك مبلغ جاذبيته واية أمراة تنكر هذا ؟ ولكن عدا انه كبير السن بالنسبه اليكِ ربما لديه الان نصف دزينه من النساء الجميلات هن في انتظار عودته والان..." والقت نظره على ساعة الحائط وهي تتابع كلامها :" انها التاسعه والنصف الم ينزل والدك من غرفته بعد ؟ ليس من عادته أن يتأخر في سريره الى هذا الوقت !.."
فأجابت فينيتيا :" انني لم أره هذا الصباح " كان الغضب يتملكها كيف تجرؤ على اعتبار شعورها نحو كارلو تهافتاً . انها ليست طفله انها تحب كارلو وستبقى تحبه على الدوام ، وما الذي تعرفه بوتي عن الحب وعمرها خمسون عاماً؟ واستدرات على عقبيها وقد رفعت كتفيها بعناد ومشت نحو الباب الرئيسي حيث أخذت تستنشق الهواء الطلق ملء رئتيها ، حدثت نفسها وهي تتمشى نحو الطريق الرئيسي شاعرة باشعة الشمس تلهب ساعديها ، بأن هذا النهار سيكون شديد الحراره وعاده في يوم كهذا كان يسرها ان تمضي عدة ساعات في الداخل أو الخارج عند حوض السباحه خلف المنزل ولكنها كانت من القلق بحيث لم تفكر بمثل هذا الامر ، هذا الى انها كانت بحاجه الى أن ترى كارلو فهي لايمكن أن تغامر بفقده مرة اخرى بعد عودته . فقد سبق وخططت لفكرة لفكره متكامله لكي تكون معه ، وهذه الفكرة وهذه الفكره لايمكن له أن يرفضها مطلقاً .
وجلست على الدرجة الاخيره التي تقود الى الباب الرئيسي ، مسندة ظهرها الى العمود ذي الاركان الذي ينتهي بقصريه يتدلى منها معرشاً ، نبات أبرة الراعي القرمزيه واخذت تستنشق شذاه العطر وقد صممت على الاتتزحزح من مكانها هذا مهماً طال الامد عليها . ولكنها مالبثت أن رأت كارلو يظهر من بعيد متوجهاً الى المنزل . وتصاعدت خفقات قلبها لدرجة اذهلتها ، ووقفت متصنعه الظهور بمظهر البرود والهدوء . أن كل شيء يعتمد على كيفية عرضها لدعوة ، فهي ستوجهها بصيغة تجعل من المستحيل عليه رفضها وأنه اذا فعل ذلك فسيكون قد تصرف بشكل فظ بالنسبه الى ضيف عند ابيها .

نبع القمر
30-04-2006, 22:36
وببطء ابتدأت تتقدم نحوه محاوله أن تظهر وكأن ليس ليس ثمة مايبهج في العالم اكثر من الجو الرائع هذا . ولكنها في داخلها كانت في منتهى الاضطراب فقد كان قلبها يخفق بشده كادت تخنقها لانه اذا رفض دعوتها هذه فستفقد اخر امل في ان يحبها ولو قليلاً
وسألته بصوت بارد :" هل استمتعت بنزهتك ؟" ولم تكن تظهر شيئاً سوى الاهتمام المؤدب
أجاب بايجاز :" " كثير جداً " ولم يظهر عليه مااذكان مسرور برؤيتها أم لا وتابع يسألها :" هل والدك هنا ؟ انني في حاجه للحديث اليه "
قالت فيني :" انني لم اره منذ الصباح "



وتذكرت بشكل مبهم شيئا قالته لها بوتي هذا الصباح عن تأخر والدها في غرفته على غير عادته ونبذت هذه الفكرة من رأسها على الفور اذ أن هذا المشهد بأكمله وكأنه يهرب منها بعيدا ز

أسرع كارلو خطواته فاضطرت الى الأسراع في خطواتها لكي تلحق به وبدا وكأن خطتها في طريقها الى الفشل

وقالت وهي تسأله :(هل تصنع معي معروفا ؟) وكانت أنفاسها تتلاحق وهي تسأله ذلك وقد تلاشت لهجة الدلال التي كانت تعتزم مخاطبته بها وذلك بأسراعه الخطى نحو المنزل.
عنذئذ تجمد في مكانه واستدار ببطء لمواجهتها وهو يقول ذاهلا يطمئنها بلهجة جادة مهذبة ( هذا طبيعي اذا كان في امكاني)

أرغمت نفسها على الثبات في مكانها وسألها بعدم اكتراث وعلى شفتيه ابتسامة جافة وهو يدس يديه في جيبي بنطاله : ( حسنا) فقالت : (اننى ..) وتبختر من ذهنها كل ما اعدته من كلام ولكي تتمالك نفسها تنفست بعمق وهي تراقبه شاعرة بالظفر وهي تراه يتأملها

قالت وهي ترتجف قليلا : ( حسنا في الواقع أن احدى صديقاتي ستقيم حفلة هذه الليلة في فندق سافوي وقد وعدتها بالمجئ وأنت تعرف كيف تكون ...) وهزت كتفيها قليلا وهي تتابع : ( انني لا أريد أن أخيب أملها وأبي يخشى أن أضيع اذا ذهبت بمفردي فهل يمكن أن تسدي الي جميلا بأن تكون مرافقي )

حبست أنفاسها وهي تتمنى قبوله وأخذت تراقب وجهه وقد اتسعت عيناها متوسلة دون وعي منها وعضت على طرف لسانها بعصبية وهي تراقب توتر فمه ليقول بعد ذلك ببرود : ( انني متأكد من أن الحفلة ستكون بهيجة على كل حال بما أنني مسافر غدا الى روما فان وقتي هذا المساء مشغول جدا)

نظرت اليه ذاهلة وقد بدا عليها الأرتباك ثم توترت لهذه الجمل القاسية فهو لم يرفض طلبها فقط بل سيترك البلاد غدا كيف يمكنها أن تحتمل هذا ؟ لقد كرهت هذا الضعف فيها وكرهته لتسببه في كل هذه الآلام لها


يتبع بإذن الله قريبا

*أنين الروح*
01-05-2006, 08:42
ياقلبي بصراحه الكتابه متعبه انا جالسه الحين اكتب رواية آخر الغرباء بنزل الفصل الاول قريب وعلى اساس وردة قايين تساعدني ولا ادري للحين لانها ماردت لي خبر لاني ان كنت بكتبها لحالي يبيلي شهر لاني اروح الجامعه وارجع متاخره وانام ومتى يمديني اذاكر واكتبها بصراحه الوقت عندي فل

كبمارو ايجانو
01-05-2006, 09:54
يسلموووووو نبع القمر
من زمان نفسي بذي الروايه لان في وحده من الاخوات نزلت شوي منها ولا كملتها
الحمد لله ان في احد راح يكتبها
وتشكري على هذا المجهود والحماس واصلي على ذلك.

"Rania"
01-05-2006, 09:55
تسلمين ياحلى قمــر::جيد::

متابعين ولاتطولين علينا..

انين ياقلبي ودي اساعدك بس وراي نسبه:مذنب:

RED ROUS
01-05-2006, 11:04
السلام عليكم ورحمة اله وبركاته
شكرانبع القمر على الرواية وذي ما قالت انين الروح الكتابة مرة صعبة انا طلعت عيوني مع رواية مزرعة الدموع مع انو ماما ساعدتني وهي سريعة في الكتابة
بس عندي اقتراح ليش ما تنزلي الرواية من سلسلة عبير الي كتبتها الاخت لورين وبعدين تكملي انت الباقي

*أنين الروح*
02-05-2006, 10:10
هههههههههههههههههههه راني انتبهي على دراستك وانا ادبر عمري هههههههههههههههههههه

اي والله ياريد مره متعبه بس البابا واعدني بسكينر بعد الامتحانات يعني فكه من الكتابه

فلسطينية الهوية
02-05-2006, 14:38
مشكورة كثير
و احنا اكيد تعبناك معنا
الرواية روعة

"Rania"
02-05-2006, 14:43
هههههههههههههههههههه راني انتبهي على دراستك وانا ادبر عمري هههههههههههههههههههه

يقالي اساعد :D

فراشة المحبة
02-05-2006, 16:47
شكراً على هذه الرواية

أتمنى المزيد من هذه الروايات الرائعة

:) :) :) :)

almlak20
09-05-2006, 15:02
شكرا اخت على القصة و اتمنى ان تكمليها

RόGίNά
09-05-2006, 21:19
شكرا اختي نبع القمر على بداية الروايه وشوقتينا نعرف نهايتها..ياليت تكملينها اذا ماعليك تعب :)

السلحفاة المحتجة
12-05-2006, 20:56
مشكورة نبع القمر وانشالله مانكون تعبناك معانا وبصراحة الله يعينك

على الكتابة مملة بس نفس القصة حلوة تسلمي

احباب الروح
14-05-2006, 18:17
نبع القمررر

يسلموو يا قلبي ع الروايه الروعه

بصراحه متشووووقه موت اعرف شو يصير

بليييييييييييييييييز كملي بسرعه

ولا تطولين علينا


ناطره التكمله على احر من الجمر


^_*

mgr77
08-06-2006, 07:47
مرحبا اختي نبع القمروالاعضاء الكرام انا قرات روايه سجينه الذكريات وحبيت القصه كتير
ومتشوقه اعرف النهايه دورت في كل المنتدى ومالقيت التكمله ياريت تساعدوني بكون ممنونه االكم

pink dreamz
11-06-2006, 13:52
مشكورة اختي نبع القمر على الرواية الحلوة
وانا بانتظار التكملة

الهنا
15-07-2006, 13:57
تسلمين عزيزتي احنا بانتظار التكمله على احر من الجمر

noga123
16-07-2006, 08:17
where is the rest of the story????????????????