PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : أهداف الترف الفكري للمثقفين العرب



Spirit Voice
08-03-2006, 05:45
أهداف الترف الفكري للمثقفين العرب

* خولة القزويني
حينما كتب فيكتور هيغو، رواية (البؤساء)، كان يحصد تلك لانتوءات السلبية المتولدة في مجتمع ظالم، يعاني من ظروف سياسية حرجة في حقبة زمنية محددة. فوصف حال الفقراء كما لو كان واحداً منهم، وعبر بملكته النقية عن نوازع الخير والشر في البشر.
وعندما قال أبو القاسم الشابي:
(إذا الشعب يوماً أراد الحياة
فلابد أن يستجيب القدر)
ثورة معلنة في جوف الخمود وومضة صادقة لإشعال فتيل القوة والشجاعة أمام زحف الاستعمار، يتغنى بها الانسان فيشعر انه منطلق يحارب في ميدان المعركة.
هذا يعني ان الكاتب، أو الأديب، وكل مَن حمل القلم يتوكأ على المجتمع في طريق إنتاجه الفكري، لأن المجتمع يدفعه إلى الكتابة ويشحن إبداعه عبر الآلام والمحن القاسية ليتكلم عبر قلمه السيال عن لسان مجتمعه، ويستحث فيه روح العزيمة واليقظة والنجاح أشبه بالجراح الذي يكتشف الداء فيبدأ في استئصاله حتى يعود الجسم إلى حالته الصحية.
ورغم تطور العالم وتزاحم الظروف مع بعضها في تشابك ما بين أحداث سياسية وأخرى اجتماعية وما يترتب عليها من نكسات وانهزامات متعاقبة لم نلحظ للأدباء أو الشعراء رؤية عاقلة وموقفاً ثابتاً يضاهي تلك الظروف حجماً وبعداً، فالكل يتسابق سواء أديبات أو أدباء إلى إثبات الذات والاستغراق في النرجسية على حساب وعي المجتمع وكأنه في عزلة تامة عن مشاكله ومعاناته، بل يعمل كل ما فيه دغدغة لأحاسيس القارئ وترويح نفسي عبر وصف العواطف والمشاعر وإثارة الغرائز لترويج المحتوى الهابط إلى أوصال المجتمع، فأصبح كل فرد لا يؤمن بالثقافة الحادة ولا يرى في الكتاب أي جاذب يجذبه إلى القراءة، فعاف المكتبات ودور الثقافة ومعاقل الفكر التنويرية ليتوجه إلى كل ما يدغدغ وينعش الفكر لا يصقله.
بعض الكتاب الآن، وللأسف الفئة الغالبة، تبحث عن الربح المادي كهدف أول، وكأن الكتاب وسيلة للارتزاق وليس غاية فكرية مستهدفة، فترتفع الأسعار ويزهد القارئ بشرائها أيضاً، لقد صارت الساحة الثقافية أشبه بالصراع على العرش، كل يتوق إلى المجد والشهرة ولفت أنظار الاعلام ليحصد مزيداً من الاطراء والثناء .. فيأتي الناتج الفكري مفتعلاً مدفوعاً برغبة خاصة بعيدة كل البعد عن الاصلاح والتغيير.
هنا يتجه الفردج إلى المجلات ذات الصور الملونة الجذابة، وللأسف الشديد أصبح المسؤولون عن هذه المجلات يتماشون مع رغبة المجتمع مستسلمين إلى خموله الفكري وثقافته الضحلة من أجل مزيد من الربح، فيعبئ المجلة بأخبار النجوم والفن والأزياء وصور النساء عوضاً عن المواضيع الجادة، التي تستهدف استرخاء العقل وتخديره، أي المزاج هو المؤشر على اتجاه المجلة وليست ظروف المجتمع ومشاكله، لأنه ليس هناك ثمة شد عميق يدفع الفرد في المجتمع إلى الصعود العمودي نحو آفاق بعيدة، فلا أحد يلوم مجتمعنا في عزوفه عن القراءة، فالطبقة المثقفة هي المسؤولة عن تنمية هذه الرغبة منذ الطفولة، فأصبحت غاية الكتاب والشعراء والمؤلفين تجارية بحتة ليس فيها نكهة الصدق وصوت المعاناة و المكابدة الحقيقية.
فمثقفو العالم يكتبون من المجتمع وإلى المجتمع ويتواصلون معه ويتحدون بهمومه ويتنفسون بأنفاسه عبر رئة واحدة، فتراهم في مقدمة الثائرين والمطالبين بحقوق الشعب متبنين قضاياه عن قناعة واقتدار حتى لو زجوا بالسجون، فهم بلا شك حاملو لواء التغيير نحو الأفضل وماسكوا شعار المجموع وليس الأنا، معتبرين أنفسهم شهداء على الأمة. ونعود لواقع مثقفينا فنجدهم يخوضون في الوجدانيات الخاصة بهم ويستغرقون بالأنا المتضخمة والتهافت على المظاهر الخداعة، فيبرزون أنفسهم على حساب مجتمعهم.

ophilia
08-03-2006, 16:07
شكرا على الموضوع ..

وصحيح فرق كبير بين روايات القديمه ايام وليم شكسبير وارثر كونان دويل والكسندر دوماس ..
الله يرحم ايامهم ..

Spirit Voice
09-03-2006, 08:15
شكراً أختي ophilia

على مرورك الكريم ، وفعلاً أعتقد


أن شراء الكتب الآن أصبح أصعب من


الماضي لأن الكتب المليونية التي تنشر


سنوياً ، الكثير منها لايستحق القراءة


وبعض الكتب تسمعين عنها كثيراً ، وتثير


جدلاً كبيراً في الأوساط الأدبية ، لكن عندما


تقرأينها ترين أنها لاتستحق كل ما أثير حولها


من الجدل ...


سلام ..