PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : ~¤© نــور القـرآن الكـريـم ©¤~



أواب
19-01-2006, 07:48
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=17192&stc=1


بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ،، كيف حال أعضاء نور وهداية ؟

الحمد لله رب العالمين فاطر السموات والأرض الحمد لله وليّ الصالحين وناصر المؤمنين والمستضعفين الحمد لله يليق بجلاله وعظمته وقوته .. ونصلي ونسلم على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. وبعد :-

http://alsafa.net/vbb/pic/Quran-button.jpg

قال تعالى (( تبـارك الذي نزّل الفرقـان على عبده ليكون للعالميـن نذيـرا ))

أحبتي في الله كتاب الله الكريم الفرقان أي القرآن الكريم .. الذي أنزله سبحانه صفتاً لتباركه وأنزله حباً وموعظتاً وهدى ورحمه ونذيراً على العالمين .. يا أيها الناس هذا القرآن كتاب من عند الله أنزله رحمه للعالمين ليقرأو ويتفقهوا ويتعلموا به وليطبقوها في حياتهم ودنياهم اليوميه .. ليلقوها عند الآخرة .

أعضاء نور وهدايه .. أين القرآن ؟ أين التلاوة ؟ أين الحفظ ؟ أين العبرة ؟ أين التطبيق ؟
أخواني عرض القرآن أدلتاً في هذا القسم .. ولكنه إختفى وندر في هذا القسم من ناحية التلاوة والحفظ والإستماع .. نعم ! ففي قسم "الستديو" نـادراً ما أجد مواضيع تختص عن القرآن الكريم .. ومن الناحيه الأخرى أشاهد الكثير من عروض الأناشيد .. أحبتي هذا القرآن سمه من سمات المسلمين وهو أفضل من أي شي ! .. فهو لايقارن بالأناشيد ! .. فالقرآن الكريم منزل من رب العالمين .. وتم تفسيرة وحفظه من علمائنا الأفاضل ولازال يقرأ ويتلى ويحفظ حتى هذا اليوم !

قال تعالى (( أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ ))

أخواني وأخواتي .. إني أدعوكم إلى تلاوة وفتح القرآن الكريم وحفظه والإيمان والإقرار به .. القرآن رحمه وذكر وهدى ومغفرة ! .. فهيّا أحبتي بقراءته بحسن التلاوة وحسن التجويد حسن الإيمان والحفظ .. هذا القرآن عظيم فقد وصفه الله بعظمته وهداه للناس أجمعين .. فاقرأ أخي الكريم كل يوم صفحه أو صفحتين أو كيف ماتشاء ؟ واحفظ قدر ماتشاء ؟ ..

ولكـن لاتهجـر القـرآن ؟

فسبحان الله .. فمن غاب واستهان بحكمه القرآن فسيكون قلبه قاسياً .. ويصبح ضالاً فالقرآن طريق لنور وهدايه والتقرب إلى الله سبحانه .. فربما يكون شفيعاً لك في دار الآخرة ؟ .. فهيّا واسرعوا وتسابقوا على الخيـرات بقراءة القرآن وتطبيقه ...

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (( من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها، وأجر من عمل بها من بعده، من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها، ووزر من عمل بها من بعده، من غير أن ينقص من أوزارهم شيء ))

::

إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا !!

سئلت السيدة عائشة رضي الله عنها عن أخلاق النبي صلى الله عيه وسلم، فقالت(( كان خلقه القرآن ))

ما أجمل القرآن .. ما أجمل قصصه .. ما أجمل عبرة .. ما أجمل خلقه .. وما أجمل وما أجمل ..... !! ؟
من منّا لايريد أن يكون خلقه القرآن ؟ ومن منّا لايريد أن يكون مقتدياً الرسول -صلى الله عليه وسلم - ؟
الآن أخي عرفت ماهو خلق الرسول -صلى الله عليه وسلم- .. أجل إن خلقه القرآن .. فاقرأ يا أخي وطبق آيات الله الكريمه .. فكلها ثواني ودقائق وساعات ! .. تزداد إيماناً ويقيناً وتتعلق بهذا الكتاب .. فعليك أخي أن تحترم القرآن وأن تطبقه وأن تسمعه وأن تتلوه وأن تحفظه .. وهناك الكثير إذ بعض الناس يفتحون القرآن في شهر رمضان .. ويغلقونه في نهايته ! .. أهذا هو الإيمان ؟ .. لاوالله .. فاقرأ القرآن كل يوم بالساعات ولا تبتعد عنه أخي الحبيب !!

تدبر القرآن حوارات الدار الآخرة

لابد لنا أن نسأل أنفسنا: ما الذي استفدناه من القرآن؟ لقد قرأنا القرآن وختمناه مرات عديدة، وفي رمضان قمنا بذلك عشرات المرات، فما الذي تغير في حياتنا؟ وما هو انعكاس ذلك على نفوسنا؟!!
قال تعالى: { لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ }. قال القرطبي: وقيل: { فِيهِ ذِكْرُكُمْ } أي ذكر أمر دينكم; وأحكام شرعكم وما تصيرون إليه من ثواب وعقاب ... وقيل: { فِيهِ ذِكْرُكُمْ } أي حديثكم. وقيل: مكارم أخلاقكم, ومحاسن أعمالكم. وقيل: العمل بما فيه حياتكم. قلت: وهذه الأقوال بمعنى والأول يعمها; إذ هي شرف كلها, والكتاب شرف لنبينا عليه السلام; لأنه معجزته, وهو شرف لنا إن عملنا بما فيه.

أجمع أهل العلم من أمة الإسلام على أن القرآن الكريم نزل من السماء الدنيا على قلب خاتم المرسلين صلى الله عليه وسلم مفرَّقاً على فترات، استغرقت أكثر من عشرين عاماً. وكان من وراء نزول القرآن مفرقاً على رسول الله مقاصدُ وحِكَمٌ، ذكر أهل العلم بعضاً منها. وفي مقالنا هذا نحاول أن نقف على بعض تلك المقاصد والحِكَم .

فمن مقاصد نزول القرآن مفرقاً تثبيت قلب النبي صلى الله عليه وسلم ومواساته، لما ينتابه من مشقة تبليغ الرسالة وما يلاقيه من عنت المشركين وصدهم، فكان القرآن ينـزل عليه بين الحين والآخر تثبيتًا له وإمدادًا لمواجهة ما يلاقيه من قومه، قال تعالى مبينًا هذا المقصد: { كذلك لنثبِّت به فؤادك ورتلناه ترتيلاً } (الفرقان:32) فالمشركون بالله والمنكرون لنبوة محمد صلى الله عليه وسلم قالوا معاندين: هلا نزل عليه القرآن مرة واحدة، كما نزلت التوراة والإنجيل؟! فردَّ الله عليهم قولهم ذلك ببيان أن الإنزال على تلك الصورة إنما كان لحكمة بالغة، وهي تقوية قلب النبي صلى الله عليه وسلم وتثبيته؛ لأنه كالغيث كلما أنزل أحيا موات الأرض وازدهرت به، ونزوله مرة بعد مرة أنفع من نزوله دفعة واحدة.

ثم من مقاصد تنـزيل القرآن مفرقاً الرد على شُبه المشركين أولاً بأول، ودحض حجج المبطلين، إحقاقًا للحق وإبطالاً للباطل، قال تعالى:{ ولا يأتونك بمثلٍ إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيراً } (الفرقان:33) ففي الآية بيان لحكمة نزول القرآن مفرقاً، وهو أن المشركين كلما جاءوا بمثل أو عَرْضِ شبهة ينـزل القرآن بإبطال دعواهم وتفنيد كذبهم، ودحض شبههم .

ومن المقاصد المهمة لنزول القرآن مفرقاً تيسير حفظه على النبي صلى الله عليه وعلى أصحابه الذين لم يكن لهم عهد بمثل هذا الكتاب المعجز، فهو ليس شعراً يسهل عليهم حفظه، ولا نثراً يشبه كلامهم، وإنما كان قولاً ثقيلاً في معانيه ومراميه، فكان حفظه يحتاج إلى تريُّث وتدبر وتؤدة، قال تعالى:{ وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنـزيلاً } (الإسراء:106) أي أنزلناه على فترات لحكمة اقتضت ذلك، وهي أن نزوله مفرقاً أدعى إلى فهم السامع،. وفي قوله تعالى: { ورتلناه ترتيلا } إشارة إلى أن تنـزيله شيئاً فشيئاً إنما كان كذلك ليتيسر حفظه وفهمه ومن ثَمَّ العمل به .

ومن المقاصد التي أُنزل القرآن لأجلها مفرَّقاً، التدرج بمن نزل في عصرهم القرآن؛ فليس من السهل على النفس البشرية أن تتخلى عما ورثته من عادات وتقاليد، وكان عرب الجاهلية قد ورثوا كثيراً من العادات التي لا تتفق مع شريعة الإسلام، كوأد البنات، وشرب الخمر، وحرمان المرأة من الميراث، وغير ذلك من العادات التي جاء الإسلام وأبطلها، فاقتضت حكمته تعالى أن يُنـزل أحكامه الشرعية شيئاً فشيئاً، تهيئة للنفوس، وتدرجاً بها لترك ما علق بها من تلك العادات. يشير إلى هذا المعنى أن تحريم الخمر لم ينزل دفعة واحدة، بل كان على ثلاث مراحل، كما دلت على ذلك نصوص القرآن الكريم. وفي قوله تعالى: { ونزلناه تنـزيلا } إشارة إلى أن نزوله كان شيئاً فشيئاً حسب مصالح العباد، وما تتطلبه تربيتهم الروحية والإنسانية، ليستقيم أمرهم، وليسعدوا به في الدارين .

ومن مقاصد نزول القرآن مفرقًا - إضافة لما سبق - مسايرة الحوادث المستجدة، والنوازل الواقعة، فقد كان القرآن ينـزل على النبي صلى الله عليه وسلم لمواكبة الوقائع الجديدة، وبيان أحكامها، قال تعالى: { ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين } (النحل:89) فكثير من الآيات القرآنية نزلت على سبب أو أكثر، كقصة الثلاثة الذي تخلَّفوا عن غزوة تبوك، وحادثة الإفك، وقصة المجادِلة، وغير ذلك من الآيات التي نزلت بياناً لحكم واقعة طارئة .

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم كثيراً ما يتوقف عن البتَّ في حكم مسألة ما حتى ينـزل عليه الوحي، من ذلك مثلاً قصة المرأة التي ورد ذكرها في سورة المجادلة، وكان زوجها قد قال لها: أنتِ علي كظهر أمي، فاشتكت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قولَ زوجها، فأمرها أن تتمهل ريثما ينـزل الله في أمرها حكماً، فنـزل فيها قول الله تعالى: { الذين يظاهرون منكم من نسائهم } إلى قوله: { والله بما تعملون خبير } (المجادلة: 2-3) فكان فيما نزل عليه صلى الله عليه وسلم تقريرٌ شافٍ، وحكمٌ عادلٌ، لا يسع أحداً رده أو الإعراض عنه .

وأخيراً فإن من المقاصد المهمة التي لأجلها نزل القرآن مفرقاً الدلالة على الإعجاز البياني التشريعي للقرآن الكريم، وذلك أن القرآن نزل على فترات متقطعة قد تطول وقد تقصر، ومع ذلك فنحن لم نجد اختلافاً في أسلوب بيانه، ولا خللاً في نسق نظمه، بل هو على وزان واحد من أول آية فيه إلى آخر آية منه، وهذا من أهم الدلائل على أن هذا القرآن لم يكن من عند البشر بل هو تنـزيل من رب العالمين، قال تعالى: { كتاب أُحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير } (هود:1) وقال سبحانه في حق كتابه: { لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنـزيل من حكيم حميد } (42) .

ومن المفيد أن نشير في نهاية المطاف إلى أن أغلب أهل العلم - المتقدمين منهم خاصة - يستعملون مصطلح "التنجيم" للدلالة على أن القرآن نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم مفرقاً، وأنه لم ينزل جملة واحدة.

ولا شك أن لنـزول القرآن مفرقاً، وعلى فترات متفرقة مقاصد أخرى غير ما أتينا عليه في مقالنا، ذكرها المفسرون في مواضع متعددة من تفاسيرهم، وخاصة عند تفسير قوله تعالى: { لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا } (الفرقان:32) وإنما اقتصرنا هنا على أهمها .

تابع !

أواب
19-01-2006, 07:48
http://www.cache.mexat.com/

تعريف القرآن الكريم

القرآن الكريم هو كلام الله سبحانه وتعالى. نزل به جبريل عليه السلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم . وهو المكتوب في المصحف، المبدوء بسورة الفاتحة، المختتم بسورة الناس .

أسماء القرآن الكريم

أسماه الله أسماء، منها :
* القرآن قال الله تعالى : ( إِنَّ هَذَا الْقُرْءَانَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ) [الإسراء:9].
* الكِتَاب قال الله تعالى : ( لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ) [الأنبياء:10].
* الفُرْقَان قال الله تعالى : ( تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا ) [الفرقان:1].
* الذِّكْر قال الله تعالى : ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) [الحجر:9].
* التنزيل قال الله تعالى : ( وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) [الشعراء : 192]. و أشهر هذه الأسماء اسم "القرآن" .

من صفات القرآن الكريم

* وصف الله سبحانه القرآن بأنه برهان ونور . قال الله تعالى :
( يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا ) [النساء:174].
* ووصفه سبحانه بأنه هدى وشفاء وموعظة ورحمة . قال الله تعالى :
( يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ) [يونس:57].

أول ما نزل من القرآن الكريم

أول مانزل من القرآن الكريم قول الله تعالى من سورة العلق :
( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ(1)خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ(2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ
(4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ ْيعلَمْ(5) ) [العلق:1-5].
كانت هذه أول الآيات التي نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتعبد في غار حراء .

آخر مانزل من القرآن الكريم

آخر مانزل من القرآن الكريم قول الله تعالى من سورة البقرة :
( وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ) [البقرة:281].
الانتفاع بالقرآن الكريم
إذا أردت الانتفاع بالقرآن فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعه، وأَلْقِ سمعك، واحضر حضور من يخاطبه به من تكلم به سبحانه منه وإليه، فإنه خطاب منه لك على لسان رسوله ، قال تعالى‏:‏ ‏{إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد‏}‏ ‏(‏الآية‏:‏ 37 من سورة ق‏)‏‏.‏ وذلك أن تمام التأثير لما كان موقوفاً على مؤثر مقتض، ومحل قابل، وشرط لحصول الأثر، وانتفاء المانع الذي يمنع منه، تضمنت الآية بيان ذلك كله بأوجز لفظ وأبينه وأدله على المراد‏.‏
فقوله تعالى‏:‏ ‏{‏إن في ذلك لذكرى‏}‏ إشارة إلى ما تقدم من أول السورة إلى هاهنا، وهذا هو المؤثر، وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏ لمن كان له قلب‏}‏ فهذا هو المحل القابل، والمراد به القلب الحي الذي يعقل عن الله، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏إن هو إلا ذكر وقرآن مبين‏.‏ لينذر من كان حيًّا‏}‏ ‏(‏الآيتان‏:‏ 69‏.‏ 70 من سورة يس‏)‏‏.‏ أي حي القلب‏.‏ وقوله‏:‏ ‏{‏أو ألقى السمع‏}‏ أي وجَّه سمعه وأصغى حاسة سمعه إلى ما يقال له، وهذا شرط التأثر بالكلام‏.‏ وقوله تعالى ‏{‏وهو شهيد‏}‏ أي شاهد القلب حاضر غير غائب‏.‏
قال ابن قتيبة:‏ استمع كتاب الله، وهو شاهد القلب والفهم، ليس بغافل ولا ساه، وهو إشارة إلى المانع من حصول التأثير، وهو سهو القلب وغيبته عن تعقل ما يقال له، والنظر فيه وتأمله، فإذا حصل المؤثر وهو القرآن، والمحل القابل وهو القلب الحي، ووجد الشرط وهو الإصغاء، وانتفى المانع وهو اشتغال القلب وذهوله عن معنى الخطاب، وانصرافه عنه إلى شيء آخر، حصل الأثر وهو الانتفاع والتذكر‏.‏
فإن قيل‏:‏ إذا كان التأثير إنما يتم بمجموع هذه، فما وجه دخول أداة ‏"‏أو‏"‏ في قوله تعالى‏:‏ ‏{أو ألقى السمع‏}‏ والموضع موضع واو الجمع ‏يقصد واو العطف التي تجمع بين شيئين فحينما تقول‏:‏ جاء محمد وعلي، فقد اجتمع مجيء كل منهما‏. (يقصد واو العطف التي تجمع بين شيئين فحينما تقول‏:‏ جاء محمد وعلي، فقد اجتمع مجيء كل منهما‏.‏‏) "‏ لا موضع ‏"‏أو‏"‏ التي هي لأحد الشيئين‏.‏
قيل‏:‏ هذا سؤال جيد، والجواب عنه أن يقال‏:‏ خرج الكلام بـ ‏"‏أو‏"‏ باعتبار حال المخاطب المدعو، فإن من الناس من يكون حي القلب واعيه، تامّ الفطرة، فإذا فكَّر بقلبه وجال بفكره، دله قلبه وعقله على صحة القرآن وأنه الحق، وشهد قلبه بما أخبر به القرآن، فكان ورود القرآن على قلبه نوراً على نور الفطرة‏.‏ وهذا وصف الذين قيل فيهم‏:‏ ‏{ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق‏}‏ ‏(‏الآية‏:‏ 6 من سورة سبأ‏.‏‏)‏ وقال في حقهم‏:‏ ‏{‏ الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار، نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء‏}‏ فهذا نور الفطرة على نور الوحي‏.‏ وهذا حال صاحب القلب الحي الواعي‏.‏ قال ابن القيم‏:‏ وقد ذكرنا ما تضمنت هذه الآية من الأسرار والعبر في كتاب ‏"‏اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية‏"‏ فصاحب القلب يجمع بين قلبه وبين معاني القرآن فيجدها كأنها قد كتبت فيه، فهو يقرأها عن ظَهْر قَلْب‏.‏
ومن الناس من لا يكون تامَّ الاستعداد، واعي القلب، كامل الحياة، فيحتاج إلى شاهد يميز له بين الحق والباطل، ولم تبلغ حياة قلبه ونوره وزكاء فطرته مبلغ صاحب القلب الحي الواعي، فطريق حصول هدايته أن يفرغ سمعه للكلام وقلبه لتأمله والتفكر فيه وتعقل معاينه، فيعلم حينئذ أنه الحق‏.‏
فالأول حال من رأى بعينه ما دعي عليه وأخبر به‏.‏ والثاني حال من علم صدق المخبر وتيقنه وقال‏:‏‏"‏ يكفيني خبره‏"‏ فهو في مقام الإيمان، والأول في مقام الإحسان‏.‏
هذا وقد وصل إلى علم اليقين، وترقى قلبه منه إلى منزلة عين اليقين، وذاك معه التصديق الجازم الذي خرج به من الكفر ودخل به في الإسلام‏.‏ فعين اليقين نوعان‏:‏ نوع في الدنيا ونوع في الآخرة، فالحاصل في الدنيا نسبته إلى القلب كنسبة الشاهد إلى العين‏.‏ وما أخبرت به الرسل من الغيب يعاين في الآخرة بالأبصار، وفى الدنيا بالبصائر،‏ البصائر‏:‏ من البصيرة وهي التعقل والفطنة والانتباه‏.‏‏) "‏فهو عين يقين في المرتبتين‏.‏
(من كتاب الفوائد لابن القيم)

هجر القرآن الكريم

هجر القرآن أنواع، أحدها‏:‏ هجر سماعه والإيمان به والإصغاء إليه‏.‏ والثاني‏:‏ هجر العمل به والوقوف عند حلاله وحرامه وإن قرأه وآمن به‏.‏ والثالث‏:‏ هجر تحكيمه والتحاكم إليه في أصول الدين وفروعه واعتقاد أنه لا يفيد اليقين وأن أدلته لفظية لا تحصل العلم‏.‏ والرابع‏:‏ هجر تدبره وتفهمه ومعرفة ما أراد المتكلم به منه‏.‏ والخامس‏:‏ هجر الاستشفاء والتداوي به في جميع أمراض القلوب وأدوائها، فيطلب شفاء دائه من غيره ويهجر التداوي به، وكل هذا داخل في قوله‏:‏‏{ وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا ‏} ‏(‏سورة الفرقان، الآية 30‏.‏‏)‏‏.‏ وإن كان بعض الهجر أهون من بعض‏.‏
وكذلك الحرج الذي في الصدور منه، فإنه تارة يكون حرجا من إنزاله وكونه حقا من عند الله‏.‏ وتارة يكون من جهة التكلم به أو كونه مخلوقا من بعض مخلوقاته ألهم غيره إن تكلم به، وتارة يكون من جهة كفايته وعدمها وأنه لا يكفي العباد، بل هم محتاجون معه إلى المعقولات والأقيسة أو الآراء أو السياسات‏.‏ وتارة يكون من جهة دلالته وما أريد به حقائقه المفهومة منه عند الخطاب، أو أريد به تأويلها وإخراجها عن حقائقها إلى تأويلات مستكرهة مشتركة‏.‏ وتارة يكون من جهة كون تلك الحقائق وإن كانت مرادة، فهي ثابتة في نفس الأمر أو أوهم أنها مرادة لضرب من المصلحة‏.‏
فكل هؤلاء في صدورهم حرج من القرآن، وهم يعلمون ذلك من نفوسهم ويجدونه في صدورهم‏.‏ ولا تجد مبتدعا في دينه قط إلا وفي قلبه حرج من الآيات التي تخالف بدعته كما أنك لا تجد ظالما فاجرا إلا وفي صدره حرج من الآيات التي تحول بينه وبين إرادته‏.‏ فتدبر هذا المعنى ثم ارض لنفسك بما تشاء‏.‏
(من كتاب الفوائد لابن القيم)

إعداد وتقديم
بقلم/ أوّاب

المراجع والمصادر/
الشيخ. نبيل العوضي
الشبكة الإسلامية
شبكة حلاحله الإسلامية
حلقات جامع الفرقان

أواب
19-01-2006, 07:55
http://www.cache.mexat.com/

شـاركـونـا !

أعضاء نور وهداية .. سأعرض قريباً موضوع عن "تلاوة القرآن الكريم كاملاً"
فأرجوا منكم أن تشاركوني .. وتخبروني من هم أفضل القراء الذين أحسنوا تلاوة القرآن ؟

من هو قـارئـك المفضـل ؟

فيرجى أن تخبروني من هم الشيوخ والقراء الذين أعجبوكم في تلاوة القرآن
لأني سأضع كل سورة يتلوها كل شيخ أو قارئ .. نـال إعجابكم !!

وسيعرض الموضوع بعد فترة في قسم *استديو نور وهدايه*
كموضوع جديد .. حاملاً أصدق وأجمل التلاوات والآيات الكريمه والطيبه

- في هذا الموضوع يتم إختياركم للقرّاء -

ودمتم بحفظ الله ورعايته

ياقوت
19-01-2006, 12:23
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اخي الكريم \اواب

بارك الله فيك وسدد الله خطاك على الحق دوما وابدا

موضوع في القمة

جزاك الله خيرا وبارك الله فيك

الف الف الف شكر

واسال الله لك دوام الثبات على الحق والزيادة فقها في العلم والدين:)

محب كورابييكا
20-01-2006, 23:25
مشكووور اخي اواب على هذا العمل الضجم والجبار وجزاك لله عنا كل خير في الدين يا رب

محب
حماة نهضة

اليمامة
21-01-2006, 05:58
السلام عليكم ورحمة الله
جزاك الله خيرا اخي
نعم الكلام الذي يقال عن اعظم كتاب
جعله الله في ميزان حسناتك

القارئ المفضل.....الذي احب سماع القرأن بصوته
هو احمد بن على العجمي

البصراوي
21-01-2006, 09:19
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=17192&stc=1


بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ،، كيف حال أعضاء نور وهداية ؟

الحمد لله رب العالمين فاطر السموات والأرض الحمد لله وليّ الصالحين وناصر المؤمنين والمستضعفين الحمد لله يليق بجلاله وعظمته وقوته .. ونصلي ونسلم على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. وبعد :-

http://www.cache.mexat.com/

قال تعالى (( تبـارك الذي نزّل الفرقـان على عبده ليكون للعالميـن نذيـرا ))

أحبتي في الله كتاب الله الكريم الفرقان أي القرآن الكريم .. الذي أنزله سبحانه صفتاً لتباركه وأنزله حباً وموعظتاً وهدى ورحمه ونذيراً على العالمين .. يا أيها الناس هذا القرآن كتاب من عند الله أنزله رحمه للعالمين ليقرأو ويتفقهوا ويتعلموا به وليطبقوها في حياتهم ودنياهم اليوميه .. ليلقوها عند الآخرة .

أعضاء نور وهدايه .. أين القرآن ؟ أين التلاوة ؟ أين الحفظ ؟ أين العبرة ؟ أين التطبيق ؟
أخواني عرض القرآن أدلتاً في هذا القسم .. ولكنه إختفى وندر في هذا القسم من ناحية التلاوة والحفظ والإستماع .. نعم ! ففي قسم "الستديو" نـادراً ما أجد مواضيع تختص عن القرآن الكريم .. ومن الناحيه الأخرى أشاهد الكثير من عروض الأناشيد .. أحبتي هذا القرآن سمه من سمات المسلمين وهو أفضل من أي شي ! .. فهو لايقارن بالأناشيد ! .. فالقرآن الكريم منزل من رب العالمين .. وتم تفسيرة وحفظه من علمائنا الأفاضل ولازال يقرأ ويتلى ويحفظ حتى هذا اليوم !

قال تعالى (( أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ ))

أخواني وأخواتي .. إني أدعوكم إلى تلاوة وفتح القرآن الكريم وحفظه والإيمان والإقرار به .. القرآن رحمه وذكر وهدى ومغفرة ! .. فهيّا أحبتي بقراءته بحسن التلاوة وحسن التجويد حسن الإيمان والحفظ .. هذا القرآن عظيم فقد وصفه الله بعظمته وهداه للناس أجمعين .. فاقرأ أخي الكريم كل يوم صفحه أو صفحتين أو كيف ماتشاء ؟ واحفظ قدر ماتشاء ؟ ..

ولكـن لاتهجـر القـرآن ؟

فسبحان الله .. فمن غاب واستهان بحكمه القرآن فسيكون قلبه قاسياً .. ويصبح ضالاً فالقرآن طريق لنور وهدايه والتقرب إلى الله سبحانه .. فربما يكون شفيعاً لك في دار الآخرة ؟ .. فهيّا واسرعوا وتسابقوا على الخيـرات بقراءة القرآن وتطبيقه ...

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (( من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها، وأجر من عمل بها من بعده، من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها، ووزر من عمل بها من بعده، من غير أن ينقص من أوزارهم شيء ))

::

إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا !!

سئلت السيدة عائشة رضي الله عنها عن أخلاق النبي صلى الله عيه وسلم، فقالت(( كان خلقه القرآن ))

ما أجمل القرآن .. ما أجمل قصصه .. ما أجمل عبرة .. ما أجمل خلقه .. وما أجمل وما أجمل ..... !! ؟
من منّا لايريد أن يكون خلقه القرآن ؟ ومن منّا لايريد أن يكون مقتدياً الرسول -صلى الله عليه وسلم - ؟
الآن أخي عرفت ماهو خلق الرسول -صلى الله عليه وسلم- .. أجل إن خلقه القرآن .. فاقرأ يا أخي وطبق آيات الله الكريمه .. فكلها ثواني ودقائق وساعات ! .. تزداد إيماناً ويقيناً وتتعلق بهذا الكتاب .. فعليك أخي أن تحترم القرآن وأن تطبقه وأن تسمعه وأن تتلوه وأن تحفظه .. وهناك الكثير إذ بعض الناس يفتحون القرآن في شهر رمضان .. ويغلقونه في نهايته ! .. أهذا هو الإيمان ؟ .. لاوالله .. فاقرأ القرآن كل يوم بالساعات ولا تبتعد عنه أخي الحبيب !!

تدبر القرآن حوارات الدار الآخرة

لابد لنا أن نسأل أنفسنا: ما الذي استفدناه من القرآن؟ لقد قرأنا القرآن وختمناه مرات عديدة، وفي رمضان قمنا بذلك عشرات المرات، فما الذي تغير في حياتنا؟ وما هو انعكاس ذلك على نفوسنا؟!!
قال تعالى: { لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ }. قال القرطبي: وقيل: { فِيهِ ذِكْرُكُمْ } أي ذكر أمر دينكم; وأحكام شرعكم وما تصيرون إليه من ثواب وعقاب ... وقيل: { فِيهِ ذِكْرُكُمْ } أي حديثكم. وقيل: مكارم أخلاقكم, ومحاسن أعمالكم. وقيل: العمل بما فيه حياتكم. قلت: وهذه الأقوال بمعنى والأول يعمها; إذ هي شرف كلها, والكتاب شرف لنبينا عليه السلام; لأنه معجزته, وهو شرف لنا إن عملنا بما فيه.

أجمع أهل العلم من أمة الإسلام على أن القرآن الكريم نزل من السماء الدنيا على قلب خاتم المرسلين صلى الله عليه وسلم مفرَّقاً على فترات، استغرقت أكثر من عشرين عاماً. وكان من وراء نزول القرآن مفرقاً على رسول الله مقاصدُ وحِكَمٌ، ذكر أهل العلم بعضاً منها. وفي مقالنا هذا نحاول أن نقف على بعض تلك المقاصد والحِكَم .

فمن مقاصد نزول القرآن مفرقاً تثبيت قلب النبي صلى الله عليه وسلم ومواساته، لما ينتابه من مشقة تبليغ الرسالة وما يلاقيه من عنت المشركين وصدهم، فكان القرآن ينـزل عليه بين الحين والآخر تثبيتًا له وإمدادًا لمواجهة ما يلاقيه من قومه، قال تعالى مبينًا هذا المقصد: { كذلك لنثبِّت به فؤادك ورتلناه ترتيلاً } (الفرقان:32) فالمشركون بالله والمنكرون لنبوة محمد صلى الله عليه وسلم قالوا معاندين: هلا نزل عليه القرآن مرة واحدة، كما نزلت التوراة والإنجيل؟! فردَّ الله عليهم قولهم ذلك ببيان أن الإنزال على تلك الصورة إنما كان لحكمة بالغة، وهي تقوية قلب النبي صلى الله عليه وسلم وتثبيته؛ لأنه كالغيث كلما أنزل أحيا موات الأرض وازدهرت به، ونزوله مرة بعد مرة أنفع من نزوله دفعة واحدة.

ثم من مقاصد تنـزيل القرآن مفرقاً الرد على شُبه المشركين أولاً بأول، ودحض حجج المبطلين، إحقاقًا للحق وإبطالاً للباطل، قال تعالى:{ ولا يأتونك بمثلٍ إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيراً } (الفرقان:33) ففي الآية بيان لحكمة نزول القرآن مفرقاً، وهو أن المشركين كلما جاءوا بمثل أو عَرْضِ شبهة ينـزل القرآن بإبطال دعواهم وتفنيد كذبهم، ودحض شبههم .

ومن المقاصد المهمة لنزول القرآن مفرقاً تيسير حفظه على النبي صلى الله عليه وعلى أصحابه الذين لم يكن لهم عهد بمثل هذا الكتاب المعجز، فهو ليس شعراً يسهل عليهم حفظه، ولا نثراً يشبه كلامهم، وإنما كان قولاً ثقيلاً في معانيه ومراميه، فكان حفظه يحتاج إلى تريُّث وتدبر وتؤدة، قال تعالى:{ وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنـزيلاً } (الإسراء:106) أي أنزلناه على فترات لحكمة اقتضت ذلك، وهي أن نزوله مفرقاً أدعى إلى فهم السامع،. وفي قوله تعالى: { ورتلناه ترتيلا } إشارة إلى أن تنـزيله شيئاً فشيئاً إنما كان كذلك ليتيسر حفظه وفهمه ومن ثَمَّ العمل به .

ومن المقاصد التي أُنزل القرآن لأجلها مفرَّقاً، التدرج بمن نزل في عصرهم القرآن؛ فليس من السهل على النفس البشرية أن تتخلى عما ورثته من عادات وتقاليد، وكان عرب الجاهلية قد ورثوا كثيراً من العادات التي لا تتفق مع شريعة الإسلام، كوأد البنات، وشرب الخمر، وحرمان المرأة من الميراث، وغير ذلك من العادات التي جاء الإسلام وأبطلها، فاقتضت حكمته تعالى أن يُنـزل أحكامه الشرعية شيئاً فشيئاً، تهيئة للنفوس، وتدرجاً بها لترك ما علق بها من تلك العادات. يشير إلى هذا المعنى أن تحريم الخمر لم ينزل دفعة واحدة، بل كان على ثلاث مراحل، كما دلت على ذلك نصوص القرآن الكريم. وفي قوله تعالى: { ونزلناه تنـزيلا } إشارة إلى أن نزوله كان شيئاً فشيئاً حسب مصالح العباد، وما تتطلبه تربيتهم الروحية والإنسانية، ليستقيم أمرهم، وليسعدوا به في الدارين .

ومن مقاصد نزول القرآن مفرقًا - إضافة لما سبق - مسايرة الحوادث المستجدة، والنوازل الواقعة، فقد كان القرآن ينـزل على النبي صلى الله عليه وسلم لمواكبة الوقائع الجديدة، وبيان أحكامها، قال تعالى: { ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين } (النحل:89) فكثير من الآيات القرآنية نزلت على سبب أو أكثر، كقصة الثلاثة الذي تخلَّفوا عن غزوة تبوك، وحادثة الإفك، وقصة المجادِلة، وغير ذلك من الآيات التي نزلت بياناً لحكم واقعة طارئة .

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم كثيراً ما يتوقف عن البتَّ في حكم مسألة ما حتى ينـزل عليه الوحي، من ذلك مثلاً قصة المرأة التي ورد ذكرها في سورة المجادلة، وكان زوجها قد قال لها: أنتِ علي كظهر أمي، فاشتكت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قولَ زوجها، فأمرها أن تتمهل ريثما ينـزل الله في أمرها حكماً، فنـزل فيها قول الله تعالى: { الذين يظاهرون منكم من نسائهم } إلى قوله: { والله بما تعملون خبير } (المجادلة: 2-3) فكان فيما نزل عليه صلى الله عليه وسلم تقريرٌ شافٍ، وحكمٌ عادلٌ، لا يسع أحداً رده أو الإعراض عنه .

وأخيراً فإن من المقاصد المهمة التي لأجلها نزل القرآن مفرقاً الدلالة على الإعجاز البياني التشريعي للقرآن الكريم، وذلك أن القرآن نزل على فترات متقطعة قد تطول وقد تقصر، ومع ذلك فنحن لم نجد اختلافاً في أسلوب بيانه، ولا خللاً في نسق نظمه، بل هو على وزان واحد من أول آية فيه إلى آخر آية منه، وهذا من أهم الدلائل على أن هذا القرآن لم يكن من عند البشر بل هو تنـزيل من رب العالمين، قال تعالى: { كتاب أُحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير } (هود:1) وقال سبحانه في حق كتابه: { لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنـزيل من حكيم حميد } (42) .

ومن المفيد أن نشير في نهاية المطاف إلى أن أغلب أهل العلم - المتقدمين منهم خاصة - يستعملون مصطلح "التنجيم" للدلالة على أن القرآن نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم مفرقاً، وأنه لم ينزل جملة واحدة.

ولا شك أن لنـزول القرآن مفرقاً، وعلى فترات متفرقة مقاصد أخرى غير ما أتينا عليه في مقالنا، ذكرها المفسرون في مواضع متعددة من تفاسيرهم، وخاصة عند تفسير قوله تعالى: { لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا } (الفرقان:32) وإنما اقتصرنا هنا على أهمها .

تابع !
والله اخوي كلامك عسل ويسلمووووووووووا ايدك على هذا الموضوع الرائع والجميل وان شاء الله توافينا بمواضيع احسن وشكرااااااااا

البصراوي ::جيد::

kid 1412
27-01-2006, 18:44
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكـ الله الفـ عافية اخي اوابـ علي الموضوع الرائع

وجعله فيـ ميزان حسناتكـ انشاء الله

kid 1412

kid 1412
27-01-2006, 19:21
من هو قـارئـك المفضـل ؟

ان بحب اصوات القراء السعوديين كلهم , وخاصة سعد الغامدي والسديسي
وكمان مشاري العفاسي

kid 1412

(المتحري سينشي)
12-11-2006, 10:49
السلااام عليكم


جزاااك الله كل خيير أخوي أواب على موضوعك المفيد والرائع ::سعادة:: ::سعادة:: ::سعادة::


استفدت منه والله ::جيد:: ::جيد:: ::جيد::

$@EMINEM@$
13-11-2006, 06:42
مشكور على الموضوع

الشيخة
13-02-2007, 16:29
مشكور ع الموضوع

ساكورا-شان
28-02-2007, 20:01
مشكورررررررررررر أخوي على الموضوع يعطيك العافية