حتى يروح الظل

[عبدالحليم طيطي]

حتى يروح الظل


,

.***بالأمس وقفنا هنا على شاطىء البحر …نحلم بالحياة وأدرنا ظهورنا هكذا لنعود ….فإذا بهم يقولون: مالكم كبرتم وشعركم أشيب وظهوركم محنيّة …!!! قلنا : والله في ساعة واحدة ...حلُمنا وكبرنا ….ونحن ذاهبون اليوم ألى ذلك الضباب الكثيف …لنغرق فيه ولا يرانا أحد إلى الأبد ….

فلا تقل : أريد كذا وإذا قلت لا تُكثِر …لا وقت لديك !!....وإذا كلّ طريق طريق فقط ولا نهاية لها ….لأنك في عمرك القصير لا تصل إلى شيء تريده …!!

..أشعرُ أنّي كنتُ أكبُر ويكثرُ حولي كل شيء …مثلما تكبُر غيمة ….ويأتي الريح ويبدّدها …..وتزول …أنا اوغل في الحياة الكثيرة وعمري ينتهي ….فهذا نقصان أم زيادة …كما توغل في السراب ….لا تطال شيئا

ما عليك إلّا أن تفهم ماهو الموت : لأنّه أتٍ ….ولن تعرف الموت إلّا إذا عرفت الله …..فهو الذي يُميت ويجيب سؤالك عن الموت




****…قال: .اين هذه الحياة متخفية …ظننتها في بيت جديد …ومال ففرحت بهما قليلا واعتدت البيت والغِنى …وفرحت بوظيفتي الكبيرة وخلعتها كما أخلع قميصي …وعدتُ أمشي في الشوارع بلا وظيفة ….أين هي الحياة التي تلمس قلبي ولا تتغيّر …..

..قال: كن مع روحك التي لا تحتفل إلّا بخالقها ,,,قف أمام البحر ولا تلمسه بيديك …لترى البحر كلّه …فإذا دخلته تعوم فيه …صرتَ في بعضه القليل وستظلّ تشتاق للبحر …قصّتنا قصّة تلك القطرة التي لا ترتاح وهي ضائعة في الأرض إلّا بعودتها للبحر ….أنت مع الله فقط …تراه في كلّ شيء ….فستستمرّ معه بلا نهاية …وحتى بعد أن تموت ………وإذا عشتَ مع الدنيا التى ترى تصير الدنيا هي منزلك الأخير …

..أنت تمحو ما تعتاده …وتعود تبحث عن شيء جديد ….ولا شيء يظلّ جديدا …إلّا ما ترى من أثر الله حولك ..لا ينتهي ..وحياة يركض الموت خلفها ..تشبه ظلّ شجرة لا تتسع إلّا لك …وحدك …وهناك تحلم حتى يروح الظلّ




عبدالحليم الطيطي