PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : [ شعر ] عشاق خلف النوافذ



أمين حربه
28-05-2021, 01:01
شوقي إلى ضمةٍ من صدرِ فاتنةِ
بيضاء يذبل كفي في ذراعيها

فالصدر يشكو فراغاً مسهُ ولهٌ
ولا دواء لدائي غير نهديها

تمسي الوسادة ترعى في مراتعها
وتمنع الرعي عني في ضواحيها

خلف النوافذ عشاقٌ نوافذنا
قضبان سجنٍ واشواقي تنادبها

لا الصمت يشرح حالي لا الحياء بها
يمد للوصل حبلاً في تلاقيها

كجائعٍ حائط البستان يمنعهُ
يرى الثمار ويشقى في تدانيها

غطِي الثمار فلي قلبٌ ولي جسدٌ
ولي شعورٌ وتأبى أن تغطيها

وفوق اغصانها من كل فاكهةٍ
تبدي وتخفي وطرفي مطرقٌ فيها

ما بال فاتنتي تمسي تعذبني
تلهو وتسلو بمن يمسي يسليها

تسقيني الكأس تدنو كي تناولني
وتستميل بعطفٍ ثم اعطيها

إن اكرمت رشفةً بلت بها رمقي
أو أشفقت قبلة كالموج صاريها

تلك السفية تجري في تلاعبها
صغيرٌ حيرت ربانها فيها

إذا أويت بها في البحر من غرق
الى الجزيرة ردتني دواهيها

وإن رجعت بها لشط تتركني
على الرمال وتبقى في مراسيها

فلا تسير على رملٍ ولا حجرٍ
وليس لي قدم تجري مجاريها

تلف بي كل بحرٍ وهي تحملني
اقودها بسلام في مساعيها

ولا تعانقني والبرد يفتك بي
ولا تجاملني والليل يخفيها

يبوح من ثوبها الاحساس تفضها
عيون شوقٍ جواها في معانيها

احاول البعد عنها لا توافقني
احاول القرب منها لا أوافيها

تقول لي الصبر قلت الصبر يقتلني
تقول لي العذر في اعتى بلاويها

أقول لا ضير علّ الوقت يرشدها
حتى يئست صموداً أن اجاريها

ففاجأتني بيوم لا رياح بهي
ولا عواصف شوقٍ بي تلاغيها

تزينت بشراعٍ كان يسترها
بظلمة الليل شفافٌ يواريها

حتى بدى البدر لم تفطن لطلعتهِ
وادركت ثوبها الشفاف ناسيها

تذكرته بحالٍ لا يساعدها
على الفرار ولم يلفت مجافيها

فستغربت مستهاماً لو تجود له
بالكف ما كف حتى كف معطيها

واقبلت تهمس الأطراف مشيتها
من خلف ظهري لتبدي ما يغطيها

تكان تنزعه سراً وتتركه
خوف التفاتي لحافي الغر غاويها

لقد تسلل مثل اللص يتبعها
بليلة من شتاء كي اقاسيها

رغم ارتعاشي كطيرٍ بله مطرٌ
لم التفت وكنوزٌ من لأليها

لها بريقٌ كأن الثوب يسترها
مثل الزجاج تراها وهو يخفيها

فحوطت بذرعيها على عنقي
وقبلتني شفاة في سواقيها

انهار خمر وشهدٌ فاق عن عسلٍ
لها اقشعر فؤادي في تماديها

لا اذكر البرد إلا قبل قبلتها
حتى الشتاء تلاشى في ذراعيها

ما ذا دهى الليل ما للبدر مرتحلٌ
ما لنجوم تخفت في مبانيها

ورحت اسألها حيناً وأسألني
حتى أجاب بزوغ الفجر غاليها

لا يقصرُ اليل او ينساه ساهرهُ
الا بحوريةٍ تطغى ثوانيها

على الدقائق والساعات تجعلها
تجري كبرقٍ وتستبقي أمانيها

دونت في ثوبها الشفاف قافيتي
والريح تعزف لي احلى اغانيها

والبحر يرقص والامواج ضاحكة
والشعر ينبش اسراري ويبديها

والزهرة الوردة الحسناء ذابلةٌ
على ذراعي ووالي النوم واليها

فلم تفارق عيوني وهي هاجعةٌ
وما اشحت بطرفي عن مآقيها

جمالها فاق سحراً وهي نائمةٌ
فكيف لستيقضت والصبح مبديها

قالوا تبالغ فيها الوصف قلت لهم
بلاغة الوصف فيها احرجت تيها

فلم تجد اي وصفٍ أو مشابههُ
او اي توريةٍ أغتالها فيها

حتى قرينة اشعاري اقتفت اثراً
واقبلتها بحشرٍ من قوافيها

ألقت من السحر ابيات لها تسعى
ففاق سحر العصى أعتى معانيها



بقلم / ابو نزار
امين حربه