PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : [ شعر ] يا سادتي



أمين حربه
27-03-2019, 23:08
يا سادتي
لا تَخْلِوقونَ حِكايتي
وتألفون روايتي
وتقررون بدايتي ونهايتي
يا سادتي يا سادتي
فالجُرمُ ليسَ هوايتي
أنا ما اجترعتُ إهانتي
ولا رضيتُ مهانتي
ولا كتمتُ صبابتي
إلا لأرُضي سادتي
يا سادتي
إني كباقي سادتي
هيهاتَ أتركُ عادتي
فكيف أرضي سادتي
وكيف يرضى سادتي
يا ساتي
والله حذرني
وأنذرني
وأخبرني
بأهل عداوتي

أنا ما كفرتُ بآيتي
ولا عملتُ بآيتي

وقد نُهيتُ بآيتي
إياك تتبعِ اليهودَ
ولا النصارى
أو تواليِهمِ
تُوليِهم
فلن ترضى عليك

تالله لن ترضى عليك
وإن ضحكت وإن سلَيت
وإن حزِنت وإن بَكيت
وإن سكنتَ وإن نُفيت
وإن قُتلت وإن رمِيتُ
وإن مددتَ لهم يديك
وإن جثُوتَ بِركبتيك
تالله لا ترضى
ولن ترضى عليك
وإن كفرت بآيتي

لو كان هذا مسلمٌ
يا سادتي
لتفطرت كل القلوب
وزلزلت كل الشعوب
وثار أعظم قادتي

ولأرهبونا استرهبونا
صغرونا حقرونا
ولربما ثاروا علينا
ربما هم ثُورنا
ولربما يوماً غزونا
ببعضنا بعضاً رمونا
ولربما في يوم عيد الله
خرفاناً رأونا
جرجرونا ذبحونا
علقونا قطعونا
لا يهم فما علينا
وأنا كباقي سادتي
أنا لا أغير عادتي

لوكان هذا مسلم يا سادتي
وأصولهُ عربية يا قادتي
من قام بالفعلِ الشنيع
وداسَ بيتَ عبادتي
من جاء يصطاد القطيعَ
مستمتعاً بإهانتي
مستحقراً لقداستي

لو كان هذا مسلمٌ
من حاق قتلاً بالجميع
وبعد أن فرغَ الوضيع
وحاصرتهُ فأمسكته ولتهُ
هل يفحصوه ويمحصوه ؟
ويخبرونا أنهم من شخصوه
وقيلهمِ مجنون
أنُحاكمُ المجنون
رغم بأنهُ مجنون
حاكمناه ساءلناه
يا مجنون
كيف وصلتَ ؟
كيف دخلتَ ؟
كيف قتلتَ ؟
فقهقَهَ المجنون
ثم روى لنا
بقر
قصص عن الأطفال والألعاب
اووووووووو يا سادتي
فاتت علينا فكرة الألعاب
هذا إذاً مختل
هذا الحل
قيل وبل
كان الفتى سكران
هل يحكم السكران
هذا الحل
لا يحكم السكران
و المختل
في أمر بسيط
وأنا بسيط
أنا ما غضِبتُ
ولا عَجِبتُ
فلا تُبَرر لي
وتشقيني
بيوم إجازتي
فأنا كباقي سادتي
أنا لا أغير عادتي

لا تغضبوا لشماتتي
فلسوف يهدأُ خاطِري
ولسوف يكتبُ شاعِري
ولسوف يشتمُ فاجِري
وكعادتي أنا
لا أغير عادتي

سبوا نبيي ما نطقت
صمتُ
من خجلي وخوفي
أن تسوءَ علاقتي

أنا سيدٌ في غابتي
عبدٌ ومملوكٌ
ونخاسي الوضيع
يكون أصغر سادتي
يا سادتي
وأنا له عبدٌ مطيع
ما ذا يقولُ له أطيع
ولن أغير عادتي

بالأمس نكسَ رايتي
فصمتُ منهزماً
فداسَ عمامتي
فمشيتُ منُكسراً
فحاصر غايتي
فرجعتُ منُخذلاً
فشد عباءتي
فركعتُ معتذراً
أقدم طاعتي
ولذلتي و وضاعتي
و لخستي و سفالتي
و لنشوتي بخسارتي
سلمتهُ لولايتي
وأمنتُ قاتلَ ناقتي
وطلبتُ منهُ حمايتي
فتبسمَ النذلُ الوضيعُ
لجرأتي وقاحتي
وتفاخري بحماقتي
من ثم صافحني وعانقني
وقدم لي بقايا ناقتي

وأما خلق الله
أظهر أنني ضيف عزيزٌ
ضافني لمكانتي
أبدى لقومي
صحبتي وصداقتي
لأعوده بجبايتي
ويزورني لجبايتي
في عينِ قومي
ردَ بعضَ كرامتي
من يستبيحُ كرامتي
من داسَ فوق كرامتي
حتى إذا أخطأتُ
أو أذنبتُ
أو فسرتُ
أو قصرتُ
أو أبطأتُ
أو اسررتُ
نكل بي وسفه آيتي


حتى إذا هددتُ
أو نددت
أو فكرتُ
أو دبرت
أو أقبلتُ
أو أدبرت
أو فخختُ
أو فجرت
عدَ جنايتي
جرماً عظيم
واستباح بنايتي

ولكي أكونَ
بعينِ قومي
مجرمٌ جانٍ خَطير
وبعينِ أهلِ الأرضِ
مطلوبٌ شهير
أمسى يلاحقني
ويدري غايتي

بل اين اسكنُ ؟
أين أقطنُ ؟
أين أظهر ؟
أين يَكمنِ ؟
أينَ خطُ نهايتي ؟


ولكي يدينَ لي المدين
لكي يصنفني اللعين
أبدى من الأسبابِ والأحداثِ
ما يندى له كل الجبين
جانٍ قضيب جنايتي

من ثم امسكني بكلِ بساطة
وأمام قومي كيف امسكني الحقير ؟
ابدى بطولاتي ليعرفني الكثير
وأذاع لي فلمي الصغير
وبأني بطلٌ مثير
وأنا أنامُ على الحصير
أنا من صنعتُ من الزفير
قنابلاً تدعى الشخير
أنا ذلك الرجل الخطير
أنا صاحب الجيش الكبير
وأنا الذي فوق السرير
حضنت ظهر وساتي

قيل اغتصب الوسادة
والبعض لام دناءةِ

وأنا الذي ارعبت
آلاف الرجال
ومن جرحت شعور
أثداء النساء
ومن شهرتُ وسامتي
أنا خاطفُ الأطفالِ
أكثر قاتل للأبرياء
وانا رئيس جماعتي

تدري كما أدري
بأنك من تكون
ومن أنا
وأنا لقلة حيلتي
ولبعض أطماع
الإمارة والهنا
بعت الكرامة بالخنا
جرمي هنا
يابن الزنا
وجنايتي

(( صدر القرار ))
وقضى قضاء عادلاً
بعد انتظار
ان المسببَ لدمار
هو الحمار
وأنا الذي
أرسلته للإنتحار
حتى تسبب بنفجار
وقال نذل نيابتي
ولذاك كان الاعتقال
انظر لأمر الاعتقال
أبصرتُ في طياته
ماذا نظم
كيف يقضي
المجرمون بمتهم
وكيف ينجو المجرمون
ويدان بالجرم البريء ويتهم
ورأيت اختام عليه
ومدعين ومدعون
طاعنين شهادتي
جرو اخي وصويحبي
ومحالفي ومخالفي
فإذا بهم لا يطلبون براءتي
شهدوا عليّ
وأنكروا لشهادتي

((وحكاية من جارتي))
قالت رأتني مرتين
أرقى الفضاء بساعتين
أني اخبئ في سطوح بنايتي
قمراً فضائاً وصاروخ عظيم
وبأنها من سطرت لروايتي
يوماً من الأيام قالت
أبصرتني عن قريب
وارتبها أمرٌ مريب
نادت فقمت لها أجيب
فتعذر ترجو الطبيب
فاتيت يقدمني الطبيب
كان الطبيب ملثماً
عينانِ قاتلتان
مخلوقٌ غريب
كما تقول دنوت منه
لطرح بعض الأسئلة
قال اصمتي
لا تكثرين الأسئلة
أبصرت في جنبيهِ
شكلاً بارزاً كالقنبلة
وجهاز تفجير وبعض الأمثلة
يا جارتي يا مذهلة
هل تعملين ممثلة ؟
هل تعزفين الأخيلة
ومتى التقيتك والطبيب
متى طرحت الأسئلة
كذابة مسترسلة
من صاغ نظم حكايتي
لا تطعنون بسادتي
فأنا كباقي سادتي
أنا لا أغير عادتي

وقرأت مكتوباً عليه
((بعد التداول للقضية))
((رقم مليار ونصف))
((صدر القرار ))
وصح أمر الاعتقال
رجل خطير لا ينال
صعب المنية و المنال
ولديه قاعدة
لتدريب الرجال
وقرأت عني ما يقال
وما يقال
أني جمعت الذر
كي تستخرج الذرة
و استخرجتها
وجمع آلاف النوى
كي تصنع النووي
ثم صنعته
انا من خرقت المستحيل
وطفت ُمن فوق المحال
وبأنني بطل الجبال
هذا هو الداء العضال
ولا يزال ولن يزال
إلا ببعض الاحتلالي
ردوا القرار لسادتي
ردوا عليهن سادتي
لكم البلاد بلا جهاد
لكم المساجد
والمعابدَ والعباد
وأنا أوافق سادتي
فمن الوفاء لقادتي
اني اموووت ولا أغير عادتي


الشاعر / امين يعقوب أمين حربه

(م البحر وج)
05-05-2019, 00:39
نايس..

Ernest
12-05-2019, 14:25
من أروع روائعك ياشاعر الحكمة

أمين حربه
31-01-2020, 03:05
سلمت اخي سعيد