×hirOki×
10-06-2018, 07:48
.
.
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=2248624&stc=1&thumb=1&d=1585403419
الشمس الملتهبة المتربعة في كبد السماء صاحت بروحي تستنجد تتوسل أن أوصل حديثها إلى غريمها القمر ، ذاك القرص الفضي
المشع بضوئه الهادئ والمنعش ، الملتحف بسواد السماء ، يتدثر حينا بغيوم الليل المتناثرة ..
_ إلى أين أتجه يا سيدة شمس ؟ أين عساي أقترب من قمر السماء
و أنّى لي بالوصول إلى عليائه ؟!
بمرارة ، انطلقت ضحكة بائسة من شمس النهار ، أجابتني بحرارة وتوهج :
_ أوَ تتعجبين ولا تطمعين بالوصول إليه وأنت في موضعك هذا مني ؟
وما هو إلا جُرم يلتمس ضيائي ورفعتي !
أخرستني الشمس ، وانغمّ قلبي حزنا على حالها
تلك الضحكة المريرة التي ترددت في أرجاء سحب وسماء الدنيا ، أجفلت أوصالي
وعصرت لُبّي وانقبضت لها روحي حتى صدحت بأنينها ولم تبالي
آهٍ يا قلبي ، بماذا ألهمك حديثك مع شمسك ؟ تلك المعطاءة السخية
ضوء ودفء وخضرة وحياة ، ولكنها باتت لا تكاد تجاري القمر في شهرته ومحبيه
المنير في غياهب الظلام ، المتربع على عرش المثال في الجمال
_ لا تلوميننا يا شمس الضياء ، فالقمر نور لطيف ، أما أنت فوهج مشتعل
يكاد يحرقنا بلهبه في ظهيرة الرمال
والقمر يا عزيزتي ضيف خفيف لا يزورنا مكتملا إلا في وقت مقدّر
ويطل علينا هلالا عندما يقدِر
فشوقنا له يزداد ، وبهجتنا ببروزه عيدا لنا و زاد
صاحت الشمس واشتدت حرارتها
_ أتقولين يا بُنَيّة البشر ، أنني الضيفة ذو الإقامة الطويلة ؟
و أن هداياي لكم مرهقة ثقيلة ؟
ألأنني أجود بعطائي بكل سخاء ولا أدّخر جهدا في مد نباتكم بالحياة ؟
أجبتها بصوت خجل مستاء
_ أوَ صِرتِ تكرهين أمير السماء ؟ من حقك الغيرة والله ، فهو قد أخذ منك وما أعطى
اهتزت الشمس بزهو وبهاء ، وقد فتر توهجها وصار أكثر ليونة وطراوة
تجيبني : لا يا عائشة ، والله ما كرهت ذاك الأمير المحبوب
وما أقدر على نزع حبه من جوفي و ما رضي أن يذوب
فإنني أذكر قرصه الحزين قبل مده بنوري و وهجي
كان يدور في فلكه وحيدا
يعزف من أحزانه صوتا فريدا
فألفت صوته ومهجته ، فاتجهت ببصري نحوه
فتوهج وأنار فور أن رآني ، وارتعشت أوصالي من رؤيتي لجماله المتفاني
يا ويلتاه فقد سُلبت أحشائي ، وأغشاني نوره وأزاح عن ذاتي الحجاب
فتواريت خلف ضوء نجم بعيد ، استجمع كلماتي ، وعلى البوح أحث لساني
ولكنه نأى جنبا وقال
_ أيا شمس البهر والجمال ، أيا وهج الإشراق ، يا منبع الضياء والنار والأشواق
حرارتك أبت إذابتي ، ولكنها أضاءت وجهي و أبرزت منارتي
فأي شكر يليق بالحنون ، وأي معروف يرد لجميل الصنع وروعة المكنون ؟
فتزحزحتُ صوبه ، وبرزتُ له بكُلية ذاتي ، أجبته
_ أي صغيري المنير المتلألئ ، فرؤيتي لجمالك النقي أعظم شكر قَدّمتَه
و ضيائي الذي صيّرك بهي أرفع معروف جزلته ، فلا عليك وانطلق
أطل على ذاك الكوكب ، ففيه أجرام كثيرة ، وهي رغم ضآلتها تظل كبيرة
فانطلق نحوهم وأنر لهم لياليهم ، لتزيل عنهم وحشتهم ، في وقت غيابي عن مآقيهم
وما خاب ظني وما ندمت ، بل ازددت فرحا لرؤيته سعيدا
يرمق تغزل أهل الأرض فيه ، فتخفف عنه وحدته وما يعانيه
كلمات البشر اللطيفة ومنصبه الرفيع ، أزاح عنه أحزانه و ألمه المريع
وما لومي يا عائشة إلا عليكم
فما لامني البدر يوما بل يظل يحاجج من يؤذيني بقوله ، من جيراننا أجرام السماء
فما رأيت وفاءا كوفائه ، ولا جمالا سمى واعتلى كجمال عليائه
ولست أنسب لنفسي ذاك الجمال
فلو كان ضوئي قد انعكس على جرم غيره لتغيّر الحال
فسبحانه ذي الجلال هو الذي اصطفاه من بين أقرانه
ابتسمت وقد أبهرتني الشمس بمكنونها ، فأجبتها بقولي
_ إذا ، يا شمسنا العزيزة فأنت لا تكرهين عشقنا الكبير لأميرنا ، ولا تلوميننا في افتتاننا بروعته وحسنه
ولكن ما يحزنك ويغضبك منا هو تذمرنا من معروفك الجزيل
بجهلنا و إفراطنا في طلب التدليل ، ولكنني استيقظت من غفلتي ولن أعود مجددا لهفوتي
فقدرك في قلوبنا كبير ، ولك على ما تقدمينه من عطاء الشكر الجزيل
فلك أشعاري وأحرفي ، وروح نسجت لك في سرّها نثر طويل
ولا أنسى معشوقنا الجميل ، قمر السماء البديع المكتمل
فأزوره و أحدثه بما شئتِ ، وأخبره كذلك بمحبتي وعشقي ...
النهـــــــاية ...
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=2224445&stc=1&d=1528616560
.
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=2248624&stc=1&thumb=1&d=1585403419
الشمس الملتهبة المتربعة في كبد السماء صاحت بروحي تستنجد تتوسل أن أوصل حديثها إلى غريمها القمر ، ذاك القرص الفضي
المشع بضوئه الهادئ والمنعش ، الملتحف بسواد السماء ، يتدثر حينا بغيوم الليل المتناثرة ..
_ إلى أين أتجه يا سيدة شمس ؟ أين عساي أقترب من قمر السماء
و أنّى لي بالوصول إلى عليائه ؟!
بمرارة ، انطلقت ضحكة بائسة من شمس النهار ، أجابتني بحرارة وتوهج :
_ أوَ تتعجبين ولا تطمعين بالوصول إليه وأنت في موضعك هذا مني ؟
وما هو إلا جُرم يلتمس ضيائي ورفعتي !
أخرستني الشمس ، وانغمّ قلبي حزنا على حالها
تلك الضحكة المريرة التي ترددت في أرجاء سحب وسماء الدنيا ، أجفلت أوصالي
وعصرت لُبّي وانقبضت لها روحي حتى صدحت بأنينها ولم تبالي
آهٍ يا قلبي ، بماذا ألهمك حديثك مع شمسك ؟ تلك المعطاءة السخية
ضوء ودفء وخضرة وحياة ، ولكنها باتت لا تكاد تجاري القمر في شهرته ومحبيه
المنير في غياهب الظلام ، المتربع على عرش المثال في الجمال
_ لا تلوميننا يا شمس الضياء ، فالقمر نور لطيف ، أما أنت فوهج مشتعل
يكاد يحرقنا بلهبه في ظهيرة الرمال
والقمر يا عزيزتي ضيف خفيف لا يزورنا مكتملا إلا في وقت مقدّر
ويطل علينا هلالا عندما يقدِر
فشوقنا له يزداد ، وبهجتنا ببروزه عيدا لنا و زاد
صاحت الشمس واشتدت حرارتها
_ أتقولين يا بُنَيّة البشر ، أنني الضيفة ذو الإقامة الطويلة ؟
و أن هداياي لكم مرهقة ثقيلة ؟
ألأنني أجود بعطائي بكل سخاء ولا أدّخر جهدا في مد نباتكم بالحياة ؟
أجبتها بصوت خجل مستاء
_ أوَ صِرتِ تكرهين أمير السماء ؟ من حقك الغيرة والله ، فهو قد أخذ منك وما أعطى
اهتزت الشمس بزهو وبهاء ، وقد فتر توهجها وصار أكثر ليونة وطراوة
تجيبني : لا يا عائشة ، والله ما كرهت ذاك الأمير المحبوب
وما أقدر على نزع حبه من جوفي و ما رضي أن يذوب
فإنني أذكر قرصه الحزين قبل مده بنوري و وهجي
كان يدور في فلكه وحيدا
يعزف من أحزانه صوتا فريدا
فألفت صوته ومهجته ، فاتجهت ببصري نحوه
فتوهج وأنار فور أن رآني ، وارتعشت أوصالي من رؤيتي لجماله المتفاني
يا ويلتاه فقد سُلبت أحشائي ، وأغشاني نوره وأزاح عن ذاتي الحجاب
فتواريت خلف ضوء نجم بعيد ، استجمع كلماتي ، وعلى البوح أحث لساني
ولكنه نأى جنبا وقال
_ أيا شمس البهر والجمال ، أيا وهج الإشراق ، يا منبع الضياء والنار والأشواق
حرارتك أبت إذابتي ، ولكنها أضاءت وجهي و أبرزت منارتي
فأي شكر يليق بالحنون ، وأي معروف يرد لجميل الصنع وروعة المكنون ؟
فتزحزحتُ صوبه ، وبرزتُ له بكُلية ذاتي ، أجبته
_ أي صغيري المنير المتلألئ ، فرؤيتي لجمالك النقي أعظم شكر قَدّمتَه
و ضيائي الذي صيّرك بهي أرفع معروف جزلته ، فلا عليك وانطلق
أطل على ذاك الكوكب ، ففيه أجرام كثيرة ، وهي رغم ضآلتها تظل كبيرة
فانطلق نحوهم وأنر لهم لياليهم ، لتزيل عنهم وحشتهم ، في وقت غيابي عن مآقيهم
وما خاب ظني وما ندمت ، بل ازددت فرحا لرؤيته سعيدا
يرمق تغزل أهل الأرض فيه ، فتخفف عنه وحدته وما يعانيه
كلمات البشر اللطيفة ومنصبه الرفيع ، أزاح عنه أحزانه و ألمه المريع
وما لومي يا عائشة إلا عليكم
فما لامني البدر يوما بل يظل يحاجج من يؤذيني بقوله ، من جيراننا أجرام السماء
فما رأيت وفاءا كوفائه ، ولا جمالا سمى واعتلى كجمال عليائه
ولست أنسب لنفسي ذاك الجمال
فلو كان ضوئي قد انعكس على جرم غيره لتغيّر الحال
فسبحانه ذي الجلال هو الذي اصطفاه من بين أقرانه
ابتسمت وقد أبهرتني الشمس بمكنونها ، فأجبتها بقولي
_ إذا ، يا شمسنا العزيزة فأنت لا تكرهين عشقنا الكبير لأميرنا ، ولا تلوميننا في افتتاننا بروعته وحسنه
ولكن ما يحزنك ويغضبك منا هو تذمرنا من معروفك الجزيل
بجهلنا و إفراطنا في طلب التدليل ، ولكنني استيقظت من غفلتي ولن أعود مجددا لهفوتي
فقدرك في قلوبنا كبير ، ولك على ما تقدمينه من عطاء الشكر الجزيل
فلك أشعاري وأحرفي ، وروح نسجت لك في سرّها نثر طويل
ولا أنسى معشوقنا الجميل ، قمر السماء البديع المكتمل
فأزوره و أحدثه بما شئتِ ، وأخبره كذلك بمحبتي وعشقي ...
النهـــــــاية ...
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=2224445&stc=1&d=1528616560