PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : لله حكمة تصريف الأمور



عبدالعالي حميتو
19-05-2018, 21:04
لله حكمة تصريف الأمور
19/05/2018
لَمَّا يَعُمُّ بِنَا الْعَيْبُ وَيتْرَى
تُقْلَبُ الْمَفَاهِيْمُ لَنَا لِأُخْرَى

يَصِيْرُ الْمُشِيْنُ بَيْنَنَا فَخْرَا
وَتَضْحَى الْشَّمَائِلْ لَنَا نُكْرَا

يِرْتَعُ الْفُحْشُ بِالزُّقَاقِ جَهْرَا
تُؤْتَى الْمَحَامِدُ بالْخَفَى سِرَّا

يَلْقَى الْأَمِينُ بِالْسُّوقِ خُسْرَا
وَفِيْهِ يَدْرِكُ الْمُخَادِعْ وَطَرَا

يَلْبَسُ الْغَنِيُّ مُرَقَّعَ الْفُقَرَا
يَتِيْهُ فِيْهِ مَزْهُواً مُتَبَخْتِرَا

بِنْتُهُ بِلِبَاسٍ لَا تَبْغِي سَتْرَا
وَابَنُهْ مُنَادِمٌ شِيشاً أَوْ خَمْرَا

فَقِيْرٌ يَعْنَتْ لِيَقْتَاتَ نَزْيرَا
قَدْ يَئِسْ مِنَ الرِّزْقِ الْوَفَيْرِ

تَهِيمْ بِنْتُهُ بِالمُمَثِّلْ الشَّهِيْرِ
وَابْنُهُ دَاهِلٌ يَفْنَى بِالْتَّخْدِيرِ

شَبَابٌ تَائِهٌ غُفْلٌ دُوْنَ فِكْرِ
هُمْ بِالْمَدَارِسِ شُغَّبٌ أَوْ هُدَّرُ

قِلَّةٌ بِمَسْجِدٍ وَبِمَقْهَى كُثْرُ
لَا يَنْفَعُوْنَ بِمَصْنَعٍ وَبِمَخْبَرِ

يَشْرَإِبُّونْ بتَلَهُّفٍ مَا بِالَأَخْبَارِ
لِلَاعِبٍ يَمْهَرْ وَمَنْ ينَاغِي الْوَتَرَا

يَعْلَمَا مِنَ الْإِعْلَامِ مَا ظَهَرَ
لَا يَقْرَأُوْنَ مُدَساً فِيْ السُّطُوْرِ

وَبِالسَيَّاسَةِ يَجْهَلُوْنَ مَاذَا دُبِّرَا
يُبَاعُ بِالْكَوَالِيسْ مَصِيْرُهُمْ وَيُشْتَرَى

هَانُوْا فَاسْتُبِاحَهُمْ الَمُسْتَعْمِرُ
يَأْمُرْ فَيَخْضَعْوا فَهُوَّ الْمُقَرِّرُ

يَسْتَغْفِلَهُمْ بِأَنَّ بِأْيَادِيْهِمُ الْأَمْرُ
وَيمْنَعْ تَقَدُّمَهْمَ بِالْخُطْوطِ الْحُمْرِ

إِنْ جَازُوهَا يَسُوْمُهْمُ الْقَهْرَ
إِنَّهُ كَارُّ عَلَيْهِمْ وَهُمُ الْفُرَّرُ

يَشَحْدُ الْجَحَافِلْ بِكُلِّ مُدَمِّرِ
جَواً وَبَراً وَبِالشَّاطِئِ الْبَحْرِى

مَخْتَلِقاً لِذَا أَلَفْ أَلْفِ عُدْرِ
مِنْ إِرْهَابٍ أَوْ تَسَلُّحٍ مُدَمِّرِ

يُبْلَقِنْ وَطَناً مُشَطَّراً أَشْطُرَا
لِمَنْعِ لَمَّ شَمْلٍ يَرَاهُ خَطِرَا

ذَاَ وَعَى التَّارِيْخَ فَسَيْطَرَ
إِذِ الْتَزَمْ نَامُوَسْ النَّصْرِ

أُولَاءِ جَهِلُوْا فَغَشِىَ النَّظَرُ
فَهُمُ يُحْلَبُوْنَ حَلْبَ الْبَقْرِ

لَهُمْ يَجُوْسُ خَلَالَ الدِّيَّارِ
يَهَبُ الْقُدْسَ حَقِيْرٌ لِحَقِيْرِ

فَلَا تَجِدْ لِلْحَمِيَّةْ مُحِيْرَا
مَا يَحَرِّكْهُمْ لِلْحُرُمِ ضَمِيْرُ

*******
حِيْنَمَا تَعُودْ قِيَّمُنَا وَتَسْرَى
نُعَدَّلْ مَفَاهِيْمَ فَوْزٍ وَخُسْرِ

إِنَّ الْقُيُوْدَ لَنْ ولَا تَنْصَهِرُ
إِلَّا بِسَبَّاكٍ حِادِقٍ مَاهِرِ

لِإِعَدَادِ صُلَّحٍ تَلْزَمْ دُهُوْرُ
كَمَا كَانَ مِثْلَهَا لِلْتَّدَهْوُرِ

فَأَتُوْهُ بِحُلُمْ عَاجِزٍ مَقْهُورِ
أُمَنِّيْ النَّفْسَ بِزَاهِيِّ الْعُصُوْرِ

فَاتَنِي الرَّكْبُ إِنِّي أَدْرِي
قدْ أُدَرِكْ مُنَايَ قَبْلَ الْقَبْرِ

أَوْ أُورِثْهُ لِكَبْيرٍ وَصَغِيْرِ
لَعَلَّهُمْ يَجْتَازُوا لِلْجِسْرِ

لَوْلَا نُبْوؤَةْ مُحَمَّدُ الْبَشِيْرِ
لَقُلْتُ أَنْ لَا أُفُقٌ لِلْمَصِيرِ

لِلَّهِ حِكْمَةُ تَصْرِيفُ الْأُمُورِ
بِيَدِهْ تَوْقِيْتُ عِتْقٍ وَنَصْرِ

عبدالعالي حميتو