نَـدى❀
19-05-2018, 19:02
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=2248624&stc=1&thumb=1&d=1585403419
http://www.m5zn.com/newuploads/2018/05/19/png//bb2804b50ca654b.png (http://www.m5zn.com/out.php?code=16881947)
ألحقُ به مقيدة معصوبة العينين ، أحاول تَلّمس الطريق لأجد الفراغ .. لا يرشدني إليه سوى صوت خطواته البطيئة التي توجهني لمكان أجهله ..
أسأله بخوف: إلى أين تأخذني ؟
يضحك بنبرة لعوبة : لمكانٍ جميل ، اطمئني !
لم يكن بوسعي سوى الوثوق به ، عجزتُ عن حلّ عصابتي
سئمتُ المشي الطويل ، أسأله مجدداً : هل بقي الكثير على الوصول ؟ أأضعنا الطريق ؟
سؤالي هذا خفّف من شدة رباطي للحظة .. مع ذلك ، لم يجب ..
استمرَ بالانحراف عدة مرات سالكاً طرقاً زلقةً معوجة ..أشعر بأن الظلام يشتد فوقي رغم بصري السجين ..
بدأت الحرارة ترتفع ، جسدي يتعرق كأنما غُطّست بالماء وأنفاسي راحت تتفلت مني ..
شددته من كفه القابضة على يدي مجبرة إياه على الوقوف .
حاول تحفيزي : أتجبنينَ الآن ؟ سنصل قريباً! تنتظركِ المتعة بأوسع أبوابها !
أتأفف : تعبت .. ألا تعرف أي اختصارات ؟
- هذا بالضبط ما نسير فيه الآن
- واو .. واضح .
أراد المضي قدماً غير أني لم أتحرك خطوة ، بهمة خائرة خاطبته : إنسَ الأمر ، لا أذكر أني أفصحت برغبة الذهاب لمكانك المزعوم !
بدأ وثاقي يرتخي ، كدت اتحرر أخيراً لولا أن قطع بهجتي مردداً كلماته البغيضة : فاشلة ، انهزامية ، روح المغامرة فيك معدومة !
نجح في استفزازي ، غير أني كابرت : أخبرني بوجهتنا أولاً ، أو لن أبرح مكاني
لسوء الحظ ، لم يكن ممن ينفع معه الدلال ، ببرود حدثني : حسناً ليكن .. ابقي هنا فلن أخبر ضعيفة الإرادة مثلك ..
بدا صوته يخفت - كما خطواته -لما قال مستثيراً عاطفتي : لن تجدي شخصاً يرشدك سواي ، الجميع منشغلٌ بنفسه غير أني الوحيد الذي أراد مساعدتك ، وكيف قابلتِ إحساني ؟ ترفضين اليد التي تأخذك إلى النور !
سار بعيداً عني لأضيع تماماً .. ذكرت نفسي بتفاؤل : " لا زال بوسعك العودة ! "
لكن الحبال عادت لشدتها .. أدركتُ أخيراً ، ذلك الماكر اللعين أحكم ربطها ثانيةً
انتفضت فزعة لما تسلل صوته هامساً خلفي : هل حسبتني بهذا السوء ؟
راح يجرني معه ، وبدوري لم أظهر أي مقاومة فالفزع شل حركتي
( أمان مؤقت خير من عدمه ) هكذا ظننت ..
تناهت لسمعي أصواتٌ لاستبشرَ وأسرع الخطا .. حتى تبينتُ ماهيتها مذهولة ..
كانت خليطاً من الضحك ، البكاء والصراخ ..
دب الرعب في قلبي الذي ضاق بي : ما ذلك ؟
بمرح أجاب : لا تقلقي ، هان نحن ذا أخيراً
اقتحمنا معمعة الصخب راكضين، أشد على يده بكل ما اوتيت ، أحسست بملمسها يتغير .. غير أن انقشاع الظلام ألهاني عن القلق بشأن خشونتها التي ازدادت فجأة .. وَعُرتْ الأرض حتى أدمت الحجارة رجليّ ، إصراره على التقدم ضمن الجموع دفعه لتجاهل أنيني ..
توقف على حين غرة مما أجبرني على الاصطدام به .. وهنا مزقت قوة مجهولة تلك الأربطة التي قيدتني ، لتتزامن مع ضحكة شريرة تردد صداها في كل خلية داخلي ..
اختنقت بصرختي لما رأيته .. أبشع مخلوق قد تتخيله في حياتك إذ كانت تضيع الكلمات في وصفه ...
صداع حاد ألمّ بي ، تهربت بعينيّ منه لأجد العالم بأكمله في حال هيجان .. الجو سَخُنَ حتى ظننتُ أني انصهر كالحديد ..
كنت محاطة به من كل الجهات وما كدت أجد ثغرة أفر منها لأجد نفسي واقفة على جرف ..
أغراني بستان أخضر في الجهة المقابلة ، توسطه نور عظيم منحني أملاً وسكينة لم أذقها في حياتي
هممت بتغيير مساري لمّا رأيت الكثير من الناس يمشون على الهواء ، دققت النظر لألمح خيطاً ضئيلا يلمع أسفل أقدامهم ، يالها من مخاطر كبيرة !
قلت لنفسي : لمَ لا ؟ هذا أفضل من مواجهة هذا المسخ أمامي !
وكأنه قرأ أفكاري إذ قال ساخراً منتشياً : لا يا حبيبتي ، لا .. لست مؤهلة لعبوره ، ليس وقد كنت أنا من اخترته دليلاً ! ليس هذا ما كنا نقصد طريقه ، بل هذا !
تبعت اتجاه سبابته لأبصر هاوية لا يرى قاعها ، تغلي الحمم بداخلها كبركان يوشك على الثوران ..
أشار لهيئته المبهمة و أتبع : كله بسبب أبيك وكان علي أن انتقم ..
أضاف متشفياً وهو يلفظ غيظه : " أغوِ ذويه مهما طال الزمن وبأي طريقة " ذلك كان قسم عمري.. والآن وقد حققت مرادي ، فلا معرفة بيننا ولا شفاعة ! أردت إيجاد مؤنسٍ لوحدتي ، وكنت ممن نال هذه المرتبة عن جدارة .. والآن استعدي لتذوق العذاب ، عذاب جهنم !
لم يوشك على إنهاء جملته حتى أمتد خطاف من القعر ممسكاً إياه من تلابيبه جاراً إياه للحضيض ..ليغمر الدنيا بعويله المتألم حتى اختفى عن ناظري ..
رحت أتأمل لحظات من صراعه السرمدي , فكرت :
لم يكن المتسبب الوحيد في نهايتي البائسة ، أنا من قادت نفسها للضلال ..
كان محقاً .. لست مؤهلة للمرور ولا حتى نيل شرف المحاولة ..
أغمضت عينيّ مستسلمة .. وماهي إلا لحظات حتى انهارت الأرض أسفل قدميّ لتبتلعني النيران .
http://www.m5zn.com/newuploads/2018/05/19/png//bb2804b50ca654b.png (http://www.m5zn.com/out.php?code=16881947)
ألحقُ به مقيدة معصوبة العينين ، أحاول تَلّمس الطريق لأجد الفراغ .. لا يرشدني إليه سوى صوت خطواته البطيئة التي توجهني لمكان أجهله ..
أسأله بخوف: إلى أين تأخذني ؟
يضحك بنبرة لعوبة : لمكانٍ جميل ، اطمئني !
لم يكن بوسعي سوى الوثوق به ، عجزتُ عن حلّ عصابتي
سئمتُ المشي الطويل ، أسأله مجدداً : هل بقي الكثير على الوصول ؟ أأضعنا الطريق ؟
سؤالي هذا خفّف من شدة رباطي للحظة .. مع ذلك ، لم يجب ..
استمرَ بالانحراف عدة مرات سالكاً طرقاً زلقةً معوجة ..أشعر بأن الظلام يشتد فوقي رغم بصري السجين ..
بدأت الحرارة ترتفع ، جسدي يتعرق كأنما غُطّست بالماء وأنفاسي راحت تتفلت مني ..
شددته من كفه القابضة على يدي مجبرة إياه على الوقوف .
حاول تحفيزي : أتجبنينَ الآن ؟ سنصل قريباً! تنتظركِ المتعة بأوسع أبوابها !
أتأفف : تعبت .. ألا تعرف أي اختصارات ؟
- هذا بالضبط ما نسير فيه الآن
- واو .. واضح .
أراد المضي قدماً غير أني لم أتحرك خطوة ، بهمة خائرة خاطبته : إنسَ الأمر ، لا أذكر أني أفصحت برغبة الذهاب لمكانك المزعوم !
بدأ وثاقي يرتخي ، كدت اتحرر أخيراً لولا أن قطع بهجتي مردداً كلماته البغيضة : فاشلة ، انهزامية ، روح المغامرة فيك معدومة !
نجح في استفزازي ، غير أني كابرت : أخبرني بوجهتنا أولاً ، أو لن أبرح مكاني
لسوء الحظ ، لم يكن ممن ينفع معه الدلال ، ببرود حدثني : حسناً ليكن .. ابقي هنا فلن أخبر ضعيفة الإرادة مثلك ..
بدا صوته يخفت - كما خطواته -لما قال مستثيراً عاطفتي : لن تجدي شخصاً يرشدك سواي ، الجميع منشغلٌ بنفسه غير أني الوحيد الذي أراد مساعدتك ، وكيف قابلتِ إحساني ؟ ترفضين اليد التي تأخذك إلى النور !
سار بعيداً عني لأضيع تماماً .. ذكرت نفسي بتفاؤل : " لا زال بوسعك العودة ! "
لكن الحبال عادت لشدتها .. أدركتُ أخيراً ، ذلك الماكر اللعين أحكم ربطها ثانيةً
انتفضت فزعة لما تسلل صوته هامساً خلفي : هل حسبتني بهذا السوء ؟
راح يجرني معه ، وبدوري لم أظهر أي مقاومة فالفزع شل حركتي
( أمان مؤقت خير من عدمه ) هكذا ظننت ..
تناهت لسمعي أصواتٌ لاستبشرَ وأسرع الخطا .. حتى تبينتُ ماهيتها مذهولة ..
كانت خليطاً من الضحك ، البكاء والصراخ ..
دب الرعب في قلبي الذي ضاق بي : ما ذلك ؟
بمرح أجاب : لا تقلقي ، هان نحن ذا أخيراً
اقتحمنا معمعة الصخب راكضين، أشد على يده بكل ما اوتيت ، أحسست بملمسها يتغير .. غير أن انقشاع الظلام ألهاني عن القلق بشأن خشونتها التي ازدادت فجأة .. وَعُرتْ الأرض حتى أدمت الحجارة رجليّ ، إصراره على التقدم ضمن الجموع دفعه لتجاهل أنيني ..
توقف على حين غرة مما أجبرني على الاصطدام به .. وهنا مزقت قوة مجهولة تلك الأربطة التي قيدتني ، لتتزامن مع ضحكة شريرة تردد صداها في كل خلية داخلي ..
اختنقت بصرختي لما رأيته .. أبشع مخلوق قد تتخيله في حياتك إذ كانت تضيع الكلمات في وصفه ...
صداع حاد ألمّ بي ، تهربت بعينيّ منه لأجد العالم بأكمله في حال هيجان .. الجو سَخُنَ حتى ظننتُ أني انصهر كالحديد ..
كنت محاطة به من كل الجهات وما كدت أجد ثغرة أفر منها لأجد نفسي واقفة على جرف ..
أغراني بستان أخضر في الجهة المقابلة ، توسطه نور عظيم منحني أملاً وسكينة لم أذقها في حياتي
هممت بتغيير مساري لمّا رأيت الكثير من الناس يمشون على الهواء ، دققت النظر لألمح خيطاً ضئيلا يلمع أسفل أقدامهم ، يالها من مخاطر كبيرة !
قلت لنفسي : لمَ لا ؟ هذا أفضل من مواجهة هذا المسخ أمامي !
وكأنه قرأ أفكاري إذ قال ساخراً منتشياً : لا يا حبيبتي ، لا .. لست مؤهلة لعبوره ، ليس وقد كنت أنا من اخترته دليلاً ! ليس هذا ما كنا نقصد طريقه ، بل هذا !
تبعت اتجاه سبابته لأبصر هاوية لا يرى قاعها ، تغلي الحمم بداخلها كبركان يوشك على الثوران ..
أشار لهيئته المبهمة و أتبع : كله بسبب أبيك وكان علي أن انتقم ..
أضاف متشفياً وهو يلفظ غيظه : " أغوِ ذويه مهما طال الزمن وبأي طريقة " ذلك كان قسم عمري.. والآن وقد حققت مرادي ، فلا معرفة بيننا ولا شفاعة ! أردت إيجاد مؤنسٍ لوحدتي ، وكنت ممن نال هذه المرتبة عن جدارة .. والآن استعدي لتذوق العذاب ، عذاب جهنم !
لم يوشك على إنهاء جملته حتى أمتد خطاف من القعر ممسكاً إياه من تلابيبه جاراً إياه للحضيض ..ليغمر الدنيا بعويله المتألم حتى اختفى عن ناظري ..
رحت أتأمل لحظات من صراعه السرمدي , فكرت :
لم يكن المتسبب الوحيد في نهايتي البائسة ، أنا من قادت نفسها للضلال ..
كان محقاً .. لست مؤهلة للمرور ولا حتى نيل شرف المحاولة ..
أغمضت عينيّ مستسلمة .. وماهي إلا لحظات حتى انهارت الأرض أسفل قدميّ لتبتلعني النيران .