PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : [ قصة قصيرة ] الزوبعة القرمزية تنتظر ! .



Clara-Oz
24-03-2018, 16:56
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته

مرحباً من جديد :em_1f600:

لقد اشتقت إلى هذا المكان جداً ! , آمل أنني لم أنسى :em_1f605: , على كلٍ , عدت مجدداً بقصة قصيرة مكوّنة من أجزاء قليلة لا تتجاوز العشرة , شاركت بها في إحدى المسابقات و فازت بالمركز الثاني , لكن .. أتمنى الإستفادة من أكبر قدر من مهاراتكم الفذَة :) , كما أود حقاً حقاً أن تستمعوا بينما تقرؤون هذه الأسطر .

Clara-Oz
24-03-2018, 16:58
م€ٹ مقدمة م€‹

***

ماذا لو أصحبتْ جميع مخاوفك حقيقة ؟ ، ماذا ستكون ردة فعلك حينها ؟ ، هل ستصاب بنوبة قلبية ؟ ، أم تهرب و تستمر بالولوج داخل صناديق الجبن ؟ ، أم ستواجهها بضراوة؟ .
اختيارك سيحدد ما إذا كنت ستعيش أم ستقابل قابض روحك ذو العباءة السوداء و الرمح المقوّس .
لكن لحظة ! .
ألست أنت من فتح أبواب الخوف تلك بل و ركضت نحوها بحماس ، هل تتراجع الآن ؟
" كن رجلاً يا هذا !"

...

تشويقة :
فجأةً أُغلِق الباب بقوّة صدى دويّه المفزع ليطرق ثنايا كهوف القلب و يخترقه غرفةً غرفة ، فالتفت الثلاثة للخلف و قد أخذ الفزع مأخذه من فارس الذي شاب شعر رأسه بالفعل و بدأ الرعب يكوّن عشّه فوق صدر عادل ، لكن لا مجال للتراجع الآن ، حتى إنّ فكرة الهرب تكاد تكون مستحيلة في كوخ لا أبواب له أو نوافذ ،و دون أي سابق إنذار ظهر أمامهم باب خشبي مُتآكل الأطراف من اللامكان و كأن أعينهم تستمتع بتلك الرعشة الخفيفة التي تسري من أخمص أقدامهم وحتى آخر شعرة في رؤوسهم فترسل عمداً إشارات خاطئة لأدمغتهم التالفة ،و لم يكن أمامهم خيار سوى التقدم.

....

Clara-Oz
25-03-2018, 16:59
01 - سيلذرين سايروس.


انزوت الشمس باستحياء بين أحضان أحد الأزقة ذات المباني المتراصّة جنباً إلى جنب و كأنها تحاول تكوين سلسلة ثانية لجبال الهيملايا لتتسلل خيوط -الشمس - بتمرد مصرّة على إظهار فتنتها لإغواء الكثيرين , فثوبها البرتقالي المحمر المرصع بجواهر الياقوت الكهرمانية يفترس بضراوة ! .

كان الجو صحواً سوى من بعض نتف الغيوم التي اصطبغت ببعض حُمرة الغروب المغرية , على الطرف الآخر من الزقاق و في أحد المقاهي اللطيفة ذات أصائص الزهور الموزّعة على طول المدخل وُضِعت لافتة صغيرة سوداء اللون كُتِب عليها بطبشور تلوّن بألوان قوس المطر عن ماهيّة أطباق هذا المساء , كان ذلك المقهى فارغ تقريباً سوى من شرذمة من البشر الذين لا شُغل لهم ولا شاغل , فلا وظيفة ينهال فيها مديرهم الأصلع ذو الجسد المستدير المضغوط كإحدى عُلب التونة لفرط قطع الدونات كي يخصم من رواتبهم لمجرد تأخير دقيقة واحدة بينما يكون هو آخر الواصلين ,ولا زوجة تنهال بالقبُل و التحايا بذريعة اشتياقها لمجرد بضع ساعات فصلت بينها و بين أمير السندريلا , و لا دروس مدرسية أو جامعية لتنهش عقولهم كما تفعل الآن قطع كعك الليمون ذات الطبقة الكريمية في الوسط و قطعة الفراولة المتلألئة بسبب ذرات السكر المتناثرة عليها بخيلاء كرائد فضاء وصل لمجرة جديدة , استقر بجانب إحدى الكعكات الثلاث كوب ملئ حد التشبع بشوكولا ساخنة تقرفص فوقها طنٌ من مثلجات الفانيلا و كوبان آخران احتويا على قهوة مثلجة تراقصت بداخلهما قطع الجليد على أنغام جوقة خيالية , نظر فارس بعينين معاتبتين للماكث أمامه وقال بنبرة لا تخلو من الاستياء

"هل كان عليك قبول تحدي ذلك المجنون ؟! , منذ متى يصف المريض الدواء للطبيب ؟! "

قهقه الشاب ذو الربيع الثاني و الجالس بجانب فارس بسخرية حتى احمر وجهه و كاد يسقط من فرض الضحك بينما يحاول التحدث من بين قهقهات الهستيرية

" وهل تُطلق على العطالة أطباء ؟ , إنه طبيب ولكنه امتهن هذه المهنة كي يعالج نفسه لا غيره "

أردف فارس بنفس لهجة عادل الساخرة

"صدقت يا عادل ! "

نظر كمال لكل من عادل و فارس بجحود قائلاً بنبرة باردة كالصقيع في منتصف الشتاء القارص

"اسخرا كما تشاءان "

سرت قشعريرة خفيفة عبر أوصال عادل مما جعله يفرك معصمه براحة يده بينما ينظر لكمال برعب مصطنع

"يا إلهي ! , لما أنت باردٌ هكذا ؟ "

التفت لفارس مسترسلاً بنبرة بريئة و حزينة

"فارس ما كان علينا مصادقته أليس كذلك ؟ , لطالما نصحتني أمي بالإبتعاد عن أصدقاء السوء و لكنني لا أستمع "

هزّ فارس رأسه إيجاباً بنظرات بريئة وهو يحركّ كوبه ليضعه أمام كمال وابتسامة بلهاء تعلوه

"خذ يا عزيزي و اشرب من هذه الشوكولا علّها تُذيب برودك المخيف و تُدفئك "

تجاهل كمال استهزاء رفيقيه بالكامل ووجّه بصره صوْب الجدار الزجاجي الرقيق و الذي يفصل بينهم و بين شارع فرعي ليرى جرو صغير أبيض الفراء بطوق بنيّ يمتد حبله حتى يلامس أنامل صاحبته فشرد قليلاً ولم ينتبه لما يجري حوله حتى صفع فارس الطاولة بعنفٍ أفزعه صارخاً

"كمال ! , هل ستذهب حقاً إلى هناك ؟! , لا تمازحني يا رجل! "

نظر كمال نحو فارس بجدية ووجه خالٍ من أي علامة تدل على الهزل و أشار بسبابته لوجهه قائلاً

"هل ترى هذا الوجه مازحاً ؟ "

قال ثالثهما وهو يحرك كتفيه باستسلام

"لا تحاول يا فارس , مادام أصر على شيء فسيفعله , و أنا سأرافقه بالطبع "

محاولات عادل في تثبيط فارس لم تنجح و قد اتضح هذا جليّاً عندما صرخ غاضباً حتى التفت كل من كان بالمقهى بامتعاض نحوهم ليتلصصوا على حديثهم عندما سمعوا كلمة سايروس

"هل جننتما ؟! , إنها قرية سايروس ! , أي الزوبعة القرمزية ! , أي الموت على قدمين ! , أي تذكرة مجانية للجحيم ! , أُكمل أم فهمتما ؟! "

استوقفه كمال قائلاً

"نحن في مكان عام تمالك أعصابك يا فارس "

بينما قال عادل ساخراً

"ما الشائعات التي سمعتها حتى تهتاج هكذا ؟ "

"إنها ليست شائعات ! , ألم تسمعا من قبل بما يحدث لمن يطأ تلك القرية الملعونة ؟! "

هزّ كلٌ من كمال و عادل رأسيهما نفياً مما أدى لدهشة و استنكار شديدين طغيا على ملامح فارس

"أين تعيشان ؟! , هل أنتما رفقيّ حقاً ؟ , بحقكما ! , إنها قرية سايروس ! "

أخفض صوته قليلاً عندما لاحظ بداية ثورانه ليقول هامساً

"يُقال أن تلك القرية خالية من أي علامة حياة بشرية وهي فارغة بطريقة مرعبة سوى من كوخ واحد يقع في منتصفها , كل من دخل إلى هناك لم يخرج وكل من حاول الخروج التفّت حوله أسراب من الغربان التي لا تلبث أن تتحول إلى زوبعة حمراء قرمزية دموية , و فور أن تبتعد الأسراب تسقط الضحية هيكلاً عظمياً أبيض ناصع و كأنه لم يكن به لحم أو دم قبل برهة ! , و كأنه أحد الهياكل البلاستيكية التي تُدرّس بالمدارس "

عادل : " و ما قصة الكوخ ؟ و من الذي لعنه ؟ "

"كانت هنالك عائلة تدعى سيلذرين سايروس تعيش فيه و يُقال أن الابنة الكبرى قامت بقتل كل أفراد عائلتها بطريقة بشعة بعد أن حبستهم في القبو لمدة شهر بلا مأكل ولا مشرب , عاشت بضمير ميت و لم تُكشف جريمتها حتى أتى ذلك الفتى و تقدم لخطبتها , و عندما علِم بما فعلته حاول النجاة بنفسه إلا أنها قامت بقتله كذلك و كل من حاول إنقاذه و في نهاية الأمر انتحرت ببطء باستنشاق غاز سام يومياً لمدة أسبوعين بعد أن ألقت بسحر أسود على تلك القرية "

لم يزد كلام فارس المرتعب و المرعب كمالاً إلا إصراراً على الذهاب , تنهد فارس باستسلام مُرغماً على الذهاب فقد تعاهدوا على البقاء معاً في السراء و الضراء .

___

هبطت عباءة الفضاء على أرضنا لتغلفها بالسواد الداكن فلا يُرى إلا بعض النجوم المتلألئة بقرب هلالٍ صغير انتصف كبد السماء كملكٍ تم تتويجه تواً , ركب الثلاثة في سيارة كمال لينطلقوا خلال الغابة الشمالية الباردة و المظلمة ذات الأشجار الكثيفة و الطويلة , أسرع كمال بالضغط على دوّاسة الوقود بوحشية تجابه حماسه للمغامرة قبل أن يتوقف بطريقة مفاجئة أدت لارتطام فارس بكرسي كمال أمامه بينما كاد رأس عادل أن يخترق الزجاج الأمامي

"على رسلك يا رجل فنحن سنموت عاجلاً أم آجلاً ! "

صرخ به فارس مغتاظاً

عادل : " ما الذي حدث ؟ "

"لــ.. لا شيء "

أكمل الثلاثة طريقهم حتى اختفت الأشجار وراءهم و بانت لهم أرض قاحلة جدباء , لاح على مرآهم كوخ قديم ذو أطراف متآكلة و نوافذ مكسورة استقرت بقربه شجرة ضخمة عارية سوى من بعض الأغصان التي اتخذتها الغربان المزعومة عُشّاً لها , ترقّب فارس كل خطوة يخطوها بحدة و رعب تقرفص فوق قلبه ,بينما أمسك كمال بمقبض الباب قبل أن يستوقفه صراخ فارس المذعور

عادل : " ما الذي جرى ؟! "

وجه فارس الشاحب و نظراته المترجية و المرتجفة بينما يرفع قدمه ببطء عن الشيء الذي وطئ عليه

كمال : " ماذا هناك ؟ "

أُلجم فم فارس فلم يستطع البوح ببنت شفة بل اكتفى بالإشارة لأسفل قدمه قبل أن يخرّ صريعاً يكاد يُغمى عليه , اقترب عادل ليرى ما الذي يجري مع فارس ليصرخ هو كذلك بعينين جاحظتين

"هيكل عظمي ! "

اتجه كمال نحو فارس ليرفعه من كتفه جثة هامدة و يجرّه خلفه متجهاً نحو الكوخ قائلاً بحزم

"كفاكما هراءً , هيا بنا سندخل "

_____

يتبع ..

Clara-Oz
25-03-2018, 17:02
02 - الغرفة الأولى


لابد أن تلك الليلة لن تنتهي على خير , هذا إن كانت ستنتظر انتهاءها بالطبع .

أمسك كمال مقبض الباب بإحكام و دفعه للداخل لتطير أسراب الغربان ناعقةً بشكل مخيف مما جعل ريشها الأسود الناصع يتطاير كأوراق شجرة خريفية , ولج كمال الذي لا زال يجرّ فارس و تلاهما عادل ,

لم يكد عادل يطء أرضية الكوخ حتى
أُغلِق الباب بقوّة صدى دويّه المفزع ليطرق ثنايا كهوف القلب و يخترقه غرفةً غرفة ، فالتفت الثلاثة للخلف و قد أخذ الفزع مأخذه من فارس الذي شاب شعر رأسه بالفعل و بدأ الرعب يكوّن عشّه فوق صدر عادل ، لكن لا مجال للتراجع الآن ، حتى إن فكرة الهرب تكاد تكون مستحيلة في كوخ لا أبواب له أو نوافذ ، فجأةً ظهر أمامهم باب من اللامكان و كأن أعينهم تستمتع بتلك الرعشة الخفيفة التي تسري من أخمص أقدامهم وحتى آخر شعرة في رؤوسهم فترسل عمداً إشارات خاطئة لأدمغتهم التالفة ، لم يكن أمامهم خيار سوى التقدم و لكن هذه المرة عادل هو من فتحه ، ولجوا إلى غرفة لا تكبر سابقتها كثيراً و تشبهها في فراغها المريب سوى من مشعل صغير تتراقص استعاراته مع نسائم باردة تصدر من الفراغ ، فلا نوافذ في الغرفة فمن أين للنسيم أن يهب ؟! ، استقر المشعل على جانب الباب خلفهم ، بدأ عادل يُصاب بالجنون فعاد يحاول فتح الباب خلفهم باستماتة إلا أنه كان موصداً بإحكام ! ، أمسك فارس بكتفيه محاولاً مواساته و عدم إخافته قدر الإمكان بسبب نبرته المهتزة و المرتعشة من شدة خوفه هو الآخر
"لا تحاول ، و إن نجحت ... فالزوبعة القرمزية ستكون في انتظارك ! " .
انهار عادل أرضاً و تقرفص بينما يطأطئ رأسه نادماً لما يسمى بالصداقة و كره اليوم الذي التقى فيه كمال ، بينما كمال لم يُحرك ساكناً ولم يحاول حتى تهدئتهما ، فهو يعلم مسبقاً بأن محاولته ستكون عقيمة ، و كل ما سيجنيه هو وابل من الشتائم و اللكمات المؤلمة ، فهو من قَبِل تحدي سامر و جرّ صديقيه المسكينين معه ، فجأة وللمرة الثالثة سمعوا صوت بكاءٍ و نواحٍ لامرأة ، كان صوتها حزيناً متقطعاً بسبب شهقات مخنوقة و كأن هنالك شيئاً يسد بلعومها ، ازدرد فارس ريقه و هو يتراجع خطوتين للخلف بينما يجول بعينيه المرتعشتين علّه يجد مصدر الصوت الخفي ، ظهرت أمامهم فتاة لم تتجاوز ربيعها الثاني بعد ممسكةً بسكين ذو طرف مقوس و حاد بيدها اليمنى بينما توجه طرفها نحو عنقها و دموعها الرقراقة المتألمة قد شقت طريقها بسلاسة عبر وجنتيها المحمرتين ،
صرخت بصوت تخنقه عبرة حانقة و غاضبة ممزوجة بألم يقطّع كيانها ووجدانها مشيرة بسبابتها إلى جثة قابعة خلفها
"لقد وهبته كل شيء ! ، حياتي ، اهتمامي ، حبي ، وحتى طعامي ! ، لم ادخر شيئاً لنفسي أبداً !"
ضحكتْ بمرارة آلمت معدتها وارتعاش يدها يزداد مع كل ثانية تمر
"في النهاية ماذا يقول ؟ ، يقول أن علاقتنا ليست سوى مجرد وهم ، ليس هذا و حسب ! ، لقد نعتني أيضاً بالصفر !"
بدأت ضحكاتها تزداد بهستيرية مخيفة و لازالت شهقاتها و دموعها يشقان طريقهما للعالم الخارجي
"هل تصدقون ؟! أنا صفر ! ، صفر ! ، صفر !! ، قال أنه مهما تضاعفت و تضاعفت فسأظل لا شيء ! ، خاسرة ! منزوية تعتمد على الآخرين ! ، عالة حتى الأوكسجين الذي يُهدر لأجلي ! ".
كان الأصدقاء الثلاثة مشدوهين غير قادرين على النطق ببنت شفة حتى ظهرت لافتة خلف الفتاة التي وصلت مرحلة من الانكسار و الضعف فاقتا الجنون ، كُتِب على تلك اللافتة ( لا يدور العالم بلا جاذبية ).
نظر فارس نحو كمال مستفسراً و قلبه يكاد يتحرر من بين قبضات أوردته لينجو بنفسه
"م....ما معنى هذا ؟! "
"إن ماتت هذه الفتاة .. فسنموت نحن كذلك"
"ماذǿ!"
صرخ عادل مستنكراً غير قادر على التصديق ، فآخر ما يفكر به و يشغل باله هو إصلاح علاقات فاسدة منذ البداية ،
"من منكما سيوقفها ؟"
سأل كمال مستفهماً بينما ينظر لصديقيه اللذان اختفت أي علامة للحياة على وجهيهما بعكس ملامحه الباردة ، فسارع عادل بانتشال نفسه
" أنا فاشل في هذه الأشياء "
مطّ كمال شفتيه و هو يحرك كتفيه صعوداً و نزولاً و على ثغره ابتسامة ماكرة
" وأنا كذلك ... لذا ... "
بتر فارس جملته صارخاً بعتاب
"إياكما ! ، أنا لن أتحاور مع شبح !! "
ما إن خرجت تلك الحروف الثلاث من فم فارس "شبح" حتى ازداد بكاء الفتاة بهستيريا أكبر و قد بدأ شعرها يتطاير فوق رأسها و قدماها ترتفعان عن الأرض ببطء و كأنها مضادة للجاذبية ! ،
عادل :" إما الموت أو أن تواسيها الآنسة بلطف"
نظر فارس لصديقيه بعينين غائرتين حاقدتين قبل أن يتنهد باستسلام و يزدرد ريقه مرتعباً ثم صك على أسنانه المرتجفة محاولاً تهدئة ارتعاش جسده اللا إرادي
"اقسم أنني سأقتلكما !"
تقدم فارس بضع خطوات و حاول الحفاظ على ما تبقى من رباطة جأشه الخيالية لتنهار كل دفاعاته عند رؤيته لذاك الشاب ذو الرأس المقطوع و اليد المبتورة ممرغاً بدمائه القرمزية وراءها , راودته رغبة ملحّة على التقيؤ , وشعر بالانهيار بيْد أن ارتجافه لا يزال يزداد فقد علِم مصيره المحتوم إن أخطأ و أغضبها ,رأى نفسه للحظات معدودة مكان ذاك الشاب و أن حياته انتهت بطريقة بشعة قبل أن ينشر أولى رواياته أو يتغزّل بزوجته التي لا يعلم إن كان سينتظر كي يُلبسها خاتم الزفاف , أغمض عينيه بقوّة ليُغلق الطريق على كل ما أراد الفرار من معدته و يعيده أدراجه , وقال بصوت حازم ناقض ما يشعر به تماماً من انهيار
"إنه مخطئ !"
توقفت الفتاة عن النحيب قليلاً كي تستطيع الاستماع إليه ، قالت بنبرة خافتة مرتجفة وكأنها تريد امتصاص ما يخرج من فمه من حروف تتشكل لتُعيد لها بعضاً من أملها المسلوب
"م...ماذا قلت ؟"
رفع فارس صوته أكثر حتى كاد يصرخ وهو يشدّ على قبضته غيظاً ، فقد تفجرت مشاعر كاتب متألم لتصنع بركاناً ثائراً ينهش كل منطق
"لقد قلت إنه مخطئ ! ، كيف له أن يهين مشاعرك بهذه الطريقة المريعة ! "
ارتخت أنامل يدها الممسكة بالسكين قليلاً و اتسعت حدقتاها بسعادة ممزوجة بمحاولة تكذيب ما يقوله فارس بالرغم من رغبتها القوية بتصديقه
"ل..لقد نعتني بالصفر ! "
"و ما به الصفر ؟! ،

ألا نبدأ عد الأرقام من الصفر ؟! ، لا يمكن بدأها بدونه ، أي أنه القطرة التي تسبق عاصفة يليها قوس مطر رائع ! ، وأنتِ الآن ذلك القوس ! ، وستصبحين كفراشة الربيع المحلّقة إن سمحتِ لنفسك بالارتفاع و عدم السقوط !"
انهارت أرضاً بعدما سمعت ما تمنت سماعه و سقطت السكين من يدها ، حنت رأسها قبالة الأرض كي تكتم شهقاتها التي خفتت كنيران قبلتها حبيبات ثلج حانية، اختفت الفتاة في دوامة من الغبار القرمزي اللامع و سرعان ما ظهر باب آخر ،شعر فارس بالفخر لإنقاذه حياة شيء ما و إن كان شبحاً , فهو لم يحتج حتى أن يتحدث كثيراً و ذلك بسبب حالتها النفسية المتردية و المشتاقة لكلمة طيبة تُعيد لها حقوقها , استجمع عادل طاقته التي خذلته وارتمى في أحضان فارس محاولاً تقبيله و ابتسامة بلهاء قد شقت وجهه
"أقسم أنني أحبك يا فارس ! "
دفعه فارس بعيداً و هو يمسح خده بقرف و غيظ
"لكن أنتما السبب ! لن أنسى عقابكما لاحقاً ! "
تقدم فارس و أمسك بالمقبض ليفتح الباب غير قادر على توقع ماذا سيقابلهم في الغرفة القادمة , فهل سيكون هنالك المزيد من النحيب ؟ ..

يُتبع ...

Clara-Oz
13-04-2018, 15:07
03- الغرفة الثانية

غرفة صغيرة تحيطها أربعة جدران خشبية مصقولة بعناية تنتصفها طاولة صغيرة بكرسيين خشبيين استقرت فوقها أطباق تفوح برائحة الخبز الطازج و مربى التوت البري ذات اللمعة الرائعة بالإضافة إلى زبدة الفول السوداني المغطاة ببعض قطع الشوكولا الداكنة ، امتزجت كل تلك الروائح لتشكل جنة من النعومة و اللذة و الإستمتاع ، لكن المتعة لا تدوم ، فقد
كان هناك طفل صغير يبدو في العاشرة من العمر ممسكاً بمسدس بين يديه الصغيرتين المرتجفتين بينما يوجّه فوهته نحو الجاثمة أمامه برعب و تنتفض بقسوة وكأنها تمر بسكرات الموت
"ما بالهم مع الأسلحة ؟!، إنهم مجرد أشباح ! "
همس كمال بسخرية بينما يستمع للحوار الذي يدور
-"أنتِ مجرمة ! ، لقد حاولتِ قتلي ! ، أيتها الفضائية الشمطاء ! "
-"أرجوك ، وسيم ! ، أ...أنا لم أقصد ! أردت مصلحتك وحسب ، أرجوك يا صغيري دع هذا السلاح من بين يديك "
-"كاذبة ! ، كلهم يقولون هذا !"
-ه...هل ستؤذي والدتك يا وسيم ؟ "
-" لا ! ، أنتِ لستِ أمي ! ، أنتِ فضائية بشعة انتحلت شخصية والدتي ! فأمي الحقيقية لن تحاول إطعامي البروكولي ! "
"البروكولي مفيد يا عزيزي ، إنه ..."
بتر جملتها بصرخة قطّعت حبال حنجرته
"أرأيتي أنتِ كاذبة ! "
رفع عادل حاجبه مستهزئاً
"و ما به البروكولي؟ إنه كالحلوى "
شعر عادل بنظرات تخترقه كما يفعل المسمار بالخشب ، فنظر نحو وسيم ليجد عينيه الصغيرتان تشتعلان غضباً و قد حرك ذراعيه الصغيرتين ليوجه مسدسه نحوه و يطلق رصاصة عشوائية كادت تصيبه لولا دفع فارس له بعيداً عن اتجاه الرصاصة
"هل جننت يا هذا ؟! "
صرخ عادل بحنق لكن فارس سارع بتغطية فمه و تكتيفه كي لا يتحرك
" بل أنت من جُن، هل تحاول إغضاب أرواح ميتة الآن؟! ، كمال تعامل مع الصغير "
-"من تنعت بالصغير أيها الأحمر الأنثوي ؟! "
-"ماذا قلت يا سليط اللسان ؟! ، من هو الأنثوي أيها الشبح الميت ؟! "
انقلبت الأدوار و ثار بركان فارس مجروح الكبرياء لكن عادل سارع في إسكاته قبل أن تحدث مصيبة لا تُحمد عُقباها ، فقد أطلق وسيم رصاصة و هذا يعني أنه قادر على فعل المزيد ، اقترب كمال من وسيم ووضع يده على رأس الصغير قائلاً بهدوء
"إن البروكولي بشع جداً أليس كذلك يا وسيم؟ "
هز وسيم رأسه إيجاباً نافخاً خديه الورديين اللطيفين وقد بدأت دموعه الشفافة و التي تعكس براءته بالتبعثر ليسترسل كمال
"لكن ... هل تعلم أن نقطة ضعف الفضائيين هي البروكولي ؟ "
فغر وسيم فاه بسعادة غير مصدق بأن هنالك من يشاطره الرأي و الفكر
"حقاً؟! "
"أجل ! ، و إن كنت تريد استعادة والدتك من الفضائيين فأطعمها البروكولي !"
سارع وسيم بالقفز على الكرسي و التقط أقرب قطعة بروكولي ليتوجه بها نحو والدته بينما غمز لها كمال كناية عن مجاراته في التمثيلية ، حشر قطعة البروكولي كاملة في فمها و لم يترك لها مجالاً للرفض أو التنفس ، ابتلعت البروكولي بصعوبة فقد كادت تختنق و انتظرت لثواني معدودة قبل أن تنظر لعيني صغيرها المشاكس ممسكة بخديه الورديين المنتفخين و تقول بنبرة حانية كقيثارة ملائكية
"لقد أنقذتني يا صغيري"
اتسعت ابتسامة الصغير البريئة قبل أن يرتمي في أحضان والدته و يختفيا داخل دوامة ذهبية برّاقة ،
تنهد كمال بضجر فقد توقع مغامرة و قتل ودماء ْ، لكن ... ألا يندم المرء عندما يستعجل بأمنياته؟
ظهر الباب الثالث ليتنهد فارس باكتفاء
"ألن ننتهي ؟! "
_____

يُتبع ...

Clara-Oz
04-07-2018, 15:39
04- الغرفة الثالثة : |واحد|

أمسك فارس بالمقبض المستدير و دفع الباب بكل يسر ليدخل و تلاه رفيقاه , لكنه ما إن تأمل أين هو و تخلص من الصدمة التي ألمّت به لثوان حتى فغر فاه و صرخ مستنكراً

"لما عدنا للمقهى ؟! , هل انتهينا ؟ "

نظر كمال للأرجاء مدققاً و متفحصاً فبانت له طاولات خالية سوى من بعض المناديل المطوية على شكل ورود انعكس عليها ضوء قمر خافت ,

"لا لم تنتهِ اللعبة بعد "

"وكيف علمت ؟! "

أشار كمال لفارس بسبابته لشخص جالس على كرسي توارى عن الأنظار خلف عباءة الظلام المشبع فهتف فارس بهلع

"مـ... من هذا ؟! "

ضيق عادل حدقتيه قليلاً علّ بؤبؤيه ينجحان في التقاط صورة أقرب و لكن بتر كمال محاولته قائلاً

"إنها فتاة "

جحظت عينا فارس الناعستين و تراجع للخلف خطوة لما تقدمت تلك الفتاة ذات الشعر البني المحمر والمبعثر بثوب قرنفلي طويل تنبعث منه رائحة عطرة فوّاحة شابكةً يديها أمام صدرها و ابتسامة خبيثة ارتسمت على محياها , اقتربت قليلاً سامحة لبعض من ضوء القمر بالانعكاس على ثوبها حتى بانت تجاعيد طوليّة تزينت بقماش أبيض مُخرّم , هسهست بخفوت قبل أن تفكّ قبضتيها و تُطبقهما مع بعضهما ثم تبعدهما عدة مرات قويّة كوّنت صدى تصفيقة حارة متحمسة

"لقد أحسنتم ! , لم يتخطى أحدٌ وسيم منذ عشرين عاماً ! "

تباعد جفنا عادل باندهاش و اشتبك حاجباه في تحيّة مستنكرة طويلة

"هل تمدحنا الآن ؟"

صدرت عن فارس آهة مغتاظة و ساخرة قائلاً

"ذلك الوحش الصغير! "

كمال : " ما الذي تريدينه ؟ "

"أنا لا أريد شيئاً , بل أنتم من تريدون ما أملك "

"وماذا تملكين ؟"

اتخذت خطواتٍ عدّة كافية لإظهار معصمها فقط و الذي احتضن في نهايته – راحة يدها – على ورقة مصفرّة ,حررتها من بين أناملها ليستلمها كمال و يقلبها كي تظهر له جملة مكتوبة بخط عريض

(حيث التقاء الحاضر بالماضي , و تشابك الزمان مع المكان , ستجد الفريسة مفترسها )

"ماذا تعني هذه العبارة ؟ "

قهقهت لثوان قبل أن تقول بنبرة ماكرة

"هذا ما عليكم اكتشافه , وتذكروا لديكم ثلاثون دقيقة لكل لغز "

وقبل أن يقول كمال حرف آخر أدارت الشابة ظهرها و تلاشت في الظلمات المغدقة تاركةً إياهم في حيرة ما بعدها أخرى

عادل : " ما هذا الهراء الآن ؟! "

فارس : " ألا يكفي ما عانيناه مع وسيم ؟ "

كمال : " أظن أن هنالك مكان أو شيء من هذا القبيل يجب علينا الذهاب إليه "

نظر له عادل مستنكراً و قد شبك أنامله أسفل ذقنه محتاراً

"لكن أين هذا المكان ؟ , حيث التقاء الحاضر و الماضي , و متى يتشابك الزمان و المكان ؟ و من الفريسة و من المُفترِس ؟!!"

"هذا ما علينا اكتشافه "

غمغم فارس بالجملة بينما يحاول تشغيل عقله الراكد

" فريسة ... مفترس ... حاضرو ماضي ... زمان و مكان ... "

أرجع رأسه للخلف بينما يرمي جسده على أقرب كرسي و يخلل شعره المُحمر للخلف بحيرة مُغدقة و يزفر هواءً حاراً احتضن ما احتواه صدره من ضيق

"تباً ! , أين لنا أن نجده ؟! "

"المتحف ! "

هتف كمال بحماس و ثقة

عادل : " أجل ! , أنت على حق ! "

صمت قليلاً قبل أن يسترسل

"ولكن ... كيف سنذهب , إنّ المتحف يبعد عن هنا ما لا يقل عن خمس عشرة دقيقة على الأقدام "

بانت نواجذ فارس التي تنم عن مكر و عيناه اللتان التمعتا بفكرة مجنونة

"سنصبح كسلاحف النينجا ! "

التفت له عادل مصدوماً

"مـ.. ما الذي تفكر به أيها الشقي ! "

"اتبعاني ! "

كمال : "إلى أين سنذهب ؟ "

"لا تُجادلاني كثيراً فالوقت ليس في صالحنا !"

نهض فارس بحماس حتى سقط الكرسي من خلفه و بدأ يركض بسرعة تاركأ العنان لقدميه كي تقوداه و خلفه صديقاه اللذان يُحاولان مجاراته في سرعته , وصلوا إلى مبنى مهجور ذو سلالم حديدية خارجية و بدؤوا يصعدونه بسرعة كمطرقة تهاجم سنداناً بعنف تاركةً صدى طرقات قويّة , وصلوا لسطح المبنى ذو النسائم العليلة الباردة حيث تحرّك فارس لإحدى حواف المبنى ووقف على طرف الحائط القصير , ألقى بابتسامة سريعة ماكرة نحو رفيقيه المشدوهيْن خلفه و قفز قفزة عالية تنمّ عن غليان دمه داخل شرايينه بينما يصرخ بسعادة لفرط الحماس الذي يشعر به

"فارس !!"

صرخ عادل متفاجئاً و مذعوراً , فقد صدّق ما رأته عيناه من سقوط صديقه من على متن هذا المبنى الذي يتكون من خمسة طوابق على الأقل , زفر كمال هواءً دافئاً اختلط مع نسائم الجو الباردة قبل أن يركض بسرعة جنونية شاعراً بالأدرينالين يتدفق في عروقه و يقفز هو الآخر تاركاً عادل الذي لا يزال يحاول ابتلاع صدمته متناسياً أنه يخشى الأماكن المرتفعة ,

ازدرد ريقه وأسنانه المصطكة و المرتجفة حد الموت لا تتوقف عن حركتها اللا إرادية , أغمض عينيه بقوة عندما تذكر أمر الثلاثين دقيقة و أطلق العنان لقدميه صارخاً بقوة قطّعت حباله الصوتية و هو على استعداد تام للموت في أية ثانية , لم يعي لنفسه إلا وهو يقفز من مبنى لآخر كما رفيقاه بحريّة كفراشة تُحلّق بين مرج من زهور الأقحوان بينما تلفح الرياح الباردة وجهه و تتخلل من خلال شعره و روحه , انفجرت عروقه من فرط البهجة لتناسيه مخاوفه و لأول مرة في حياته , فقد شعر بأنه كتحدٍ لصقر تعلّق بغصن واحد طيلة حياته مرعوباً من التغير الذي قد يحدث إن تخلّى عن غصنه العزيز , و لكنّه كان عكس ذاك الصقر , لمرة واحدة على الأقل .

لم يشعروا بأنفسهم إلا و هم على الأرض مجدداً يلهثون بينما يحاولون التقاط أنفاسهم الثائرة و تهدئة تلك الحرارة التي اجتاحت أجسادهم بجنون ,

"حمداً لله أن تلك المباني قريبة الطول فيما بينها ناهيك عن عدم وجود مسافات كبيرة بينها "

قال فارس و هو يمسح على جبينه بكُمّ قميصه الذي ابتل من هتّان عرقه , نظر كمال لفارس بينما يزدرد ريقه علّه يُبلل حلقه الذي أصبح صحراء مُجدبة

"لكن .. كيف اكتشفت هذا المكان ؟ "

"اكتشفته بالصِدفة فأصبح كملاذي , فكل مرة أشعر فيها بالإحباط كنت آتي لهنا كي أستعيد الشعور بالحياة "

قال عادل و هو يحاول استكانة قلبه الذي يكاد يخرج من مكانه

" أنا أكرهك ! , ألم تجد طريقة غير هذه ؟! , هل نسيت رهابي للمرتفعات ؟! "

"دعكما من هذا الآن فالوقت يمضي, كم تبقى من الوقت يا فارس ؟ "

نظر فارس نحو ساعته يحاول تهدئة عقله كي يستوعب عقارب الساعة السوداء المتحركة و التي بدت مزدوجة بالنسبة إليه , فعيناه الغائرتان لم تعودا لطبيعتهما بعد , بعد برهة و محاولة عقيمة في قراءة الساعة كطفل يراها لأول مرة قال

"مرت سبع دقائق "

"هيا أسرعا إذن , فالمتحف على بُعد شارعين فقط " .

تحركوا بخطوات حثيثة تسابق الريح و حماس غامر متناسين أمر الفريسة و المُفترِس حتى وقفوا أمام مبنى شاهق و ضخم ذو جدران قمحية تخللتها تفاصيل كثيرة بالبني الفاتح , صعدوا على الدرجات التي كانت تصغُر كلما تقدموا لتصبح أصغر من سابقتها حتى وقفوا أمام بوابة ضخمة ذهبية تزينت بنقوش برونزية , انتصفتها حلقات معدنية مطليّة بذات لون البوابة و قد كانت مفتوحة على مصراعيها , ولجوا إلى الداخل و وقفوا أمام أول خريطة للمتحف وقعت عليها أعينهم ليقفوا عندها يتأملونها وينهشون عقولهم حتى يجدوا المكان المطلوب

"هنالك الكثير من الأماكن ! "

قال عادل مُحبطاً وقد شحب وجهه

كمال: " يمكننا البدء بالبحث من معرض الآثار الفرعونية "

فارس : "لكن يجب أن نُسرع فقد تبقى خمس عشرة دقيقة ! "

ركضوا بخطوات حثيثة حتى وصلوا للمكان المطلوب حيث توزعت تلك التُحف المُغبّرة و تماثيل سوداء لأشخاص ارتدوا أقنعة على شكل كلاب و فِيَلة , و صناديق زجاجية احتوت على بعض المخطوطات البالية و بالطبع لن ننسى تابوت توت عنخ آمون المُذَهّب ذو الشريط الأزرق اللازوردي في المنتصف كما لم تخلوا المنطقة من الرسومات الجدارية الغريبة و المدهشة ,

كمال :" ابحثا عن شخص أو شيء مثير للريبة "

"هل تقصد مثل أولئك الأشخاص ؟ "

قال فارس بينما يُشير لجثث ضخمة اكتسحتها الحلّة السوداوية الداكنة كما أنهم كانوا يرتدون نظارات نافست بدلاتهم في سوادها المبالغ , و هذا أكثر ما لفت نظر فارس الذي قال ساخراً

"من الأحمق الذي يرتدي نظارات في منتصف الليل ؟ "

شعر كمال بشيء من الريبة نحوهم إلا أنه حاول تجاهله قائلاً

"ربما هم من حرس المتحف "

لم يُبدي فارس و عادل اهتماماً كبيراً بهم بل بدءا بالبحث في الأرجاء , لكن البحث يكون أصعب مع لافتة كبيرة تحذر من لمس أي شيء و من يفعل سيتعرض للمساءلة القانونية من قِبل محققي الأثار, لفت نظر فارس ستارة حمراء محاطة بشريط ذهبي و لافتة تنوّه عن عدم عبور هذا الشريط , ولكن الفضول القاتل يحبذ على تجاوز أي شيء مطلي بالأحمر أو احتوى على علامة تعجب عريضة , قفز فارس فوق الشريط بعد النظر يُمنة و يُسرى للتأكد من أن الجميع منهمك في تأمل الآثار , مد أنامله ليُزيح الستار ورغبة ملحّة في اكتشاف المجهول تحثه على تجاهل كل التحذيرات و اختراقها إلا أنه شعر بيد شخص ما تُمسك بكتفه من الخلف , تجمد في مكانه لثوانٍ قبل أن يلتفت ليرى رجلاً نحيلاً بقبعة صغيرة و عصا سوداء محشورة في حلقة تدلت من بنطاله الأزرق الداكن , قال بصوت تخللته بحّة مزعجة

"ماذا تفعل يا فتى ؟ , ألا تُجيد القراءة ؟ , إن هذا المكان ممنوع على الزوّار ! "

قلّب فارس عينيه و انحنى على الأرض محاولاً التمثيل بأنه قد فقد عدسته اللاصقة و انحنى على الأرض يلتمس كل إنش وقع على مرمى بصره , و قد نجحت الفكرة بجدارة عندما سمع الشرطي يقول

"عن ماذا تبحث ؟ "

"لقد فقدت عدستي اللاصقة و أتيت لهنا ظنّاً مني أنها قد سقطت هنا "

ابتسم الشرطي برحابة صدر قائلاً

"دعني أساعدك إذن "

سارع فارس في انتشال نفسه بتقريب العدسة الخيالية من عينه و قام بالطرف عدّة مرات و كأنه قد قام بارتدائها

"لا , لا بأس لقد وجدتها "

"أرجوا ألا تخالف القوانين مرّة أخرى "

"حـ... حسناً , آسف "

تنهد فارس براحة بعد التوتر الذي عاشه فلو أمسك به ذلك الشرطي لانتهى أمره , أسرع بخطى حثيثة بالتوجه نحو كمال الذي لا يزال يبحث عن أي شيء أو شخص لكنهم لم يجدوا أي خيط حتى هتف عادل مشيراً إليهم بالقدوم إليه ليشير بسبابته أسفل مقعد حجري تخللته شقوق مصطنعة لكيلا يخرج الزوار من طابع العالم القديم

"انظرا .. هل من الطبيعي تواجد صندوق قط داخل مكان يمنع دخول الحيوانات ؟ "

فارس : " بل هذا أمر غريب , ما الذي يوجد بداخله ؟"

"لم أفتحه بعد "

فتح باب الصندوق الحديدي ليجد كيساً ورقياً بداخله ورقة صغيرة بالإضافة لشيء آخر جعل عادلاً يصرخ ملئ حنجرته بهلع

" قنبلة !!!"

ما إن دوت حروف الكلمة ثنايا المعرض حتى اهتاج كل من كان موجوداً و بدؤوا يركضون و يتصادمون كسرب من قطع الدومينو متناسين أمر وجودهم في مكان أثري يحتوي على محفورات هشّة , فذاك يلتقط طفله و تلك تُمسك ذراع زوجها و ذاك يهرب بجلده و خلال ثواني معدودة لم يتبقى في المكان سوى فارس و عادل و كمال .

جحظت عينا فارس و اجتاحته حرارة متأججة أشعرته بغليان دمه

"ماذا ؟؟؟!! , علينا أن نهرب نحن كذلك ! "

كاد يفرّ راكضاً إلا أن كمال استوقفه بنبرة حازمة

"كلا! , هذه مهمتنا و يجب علينا أن نوقف القنبلة "

"ماذا ؟! , و لكن من منّا يستطيع التعامل مع القنابل ؟! , إنها قنبلة يا كمال ! , قنبلة وليست وسيم !!! "

"أجل أعلم أنها قنبلة , و أما عن الخبير فلدينا مفكك قنابل محترف هنا "

قال بمكر و نظرة خبيثة تخترق عادل

"هل جننت ؟! , أنا لا أستطيع ! , كما أنني لم أُفكك واحدة من قبل سوى في الألعاب الإلكترونية ! "

رفع كمال كتفيه و أنزلهما بهدوء ولا مبالاة تناقض ذعر رفيقيه

"كلها تمتلك نفس الفكرة , فالعالم الافتراضي ليس سوى تقليد للواقع "

صرخ عادل مضطرباً من ثقل الهم الذي تقرفص فوق صدره

"لكن الفرق أنني أستطيع إعادة اللعبة بضغطة زر إن خسرت أما هنا فلا مجال للإعادة ! "

تجاهل كمال ذعره و سأله

"كم تبقى من الوقت ؟ "

"خــ...خمس دقائق "

"إذن أسرع ! "

أخذ عادل نفساً عميقاً وحبسه بداخل رئتيه كي يستعين به لاحقاً و دسّ يده بدخل معطفه كي يسحب خنجر صغير بمقبض بني داكن و زخرفات نحاسية , أزال الغطاء الخارجي للقنبلة فبانت له أسلاك كثيرة و متشابكة بطريقة يستحيل بها فكّها أو لمس أحدها دون حدوث التماس , خصوصاً أنه يستخدم سكيناً و ليس أدوات متخصصة , نزلت قطرة رطبة متمردة و مضطربة من أسفل خصلاته الداكنة بينما ازدرد ريقه بتوتر محتاراً أي سلك سيقطع ,

"تبقت دقيقتان ! "

هتف فارس ليزيد الوضع سوءاً بداخل أعماق عادل التي لا ينقصها المزيد من التوتر , فصوت تكّات المؤقت المستمرة تطرق أذنه كرصاص مسدس يقتل المئات من الضحايا و يقترب منه في كل ثانية ليصبح الضحية التالية

"دقيقة واحدة ! "

لقد تبقى القليل , لكن يده المرتجفة لا تسمح له بإكمال المهمة بشكل سليم ,

"أيهما أقطع ؟! , الأخضر أم الأزرق ؟"

همهم بتوتر , وقد شعر بخدر أطراف أصابعه من فرط الرعب , فقط لو يصمت هذا المؤقت لثوانٍ حتى يستطيع العمل بشكل أفضل .

"عشرون ثانية ! "

-تباً ! , أيهما أقطع ! , آه~ يا إلهي "

أخذ نفساً عميقاً ملأ به رئتيه قبل أن يقطع السلك المُختار و كلّه أمل في أن يُصيب الاختيار

"لقد توقفت ! "

هتف بسعادة لمّا رأى المؤقت يُشلّ على ثلاث ثوان , لكن سعادته لم تدُم عندما قرأ كمال الورقة التالية

(عندما ينظر الشاب الديناري لانعكاسه سيرى نقيضه الأعمق على الإطلاق , وعندما يتلامس سطحان مختلفان ستبدأ حرب لإثبات الجدارة و سيفوز النقيض على الدخيل بسلاحه الأقوى) .





فارس"يا إلهي ! , هذا أصعب من سابقه ! "

تجهم عادل بإحباط

"كان عليك تركي أستمتع قليلاً بطعم النصر ! "

"ليس هنالك وقت يجب علينا الذهاب "

ــــــــ


يُتبع .. 

Clara-Oz
04-07-2018, 15:45
السلام عليكم :)
كيف الحال جميعاً ،
أوشكت رحلتنا على الإنتهاء فاستعدوا ،
اعتذر لعدم التنسيق فقد وضعت الجزء من خلال الهاتف .

بعض الأسئلة :
1-من هي أفضل شخصية بينهم ؟ ، اظن انه قد تكونت لديكم فكرة كافية عن الشخصيات :)
2-هل استطعتم حل الألغاز قبل الأصدقاء الثلاثة ؟
3-إن كنت مكانهم ماذا كنت ستفعل ؟؟ >> تنتظر الافكار التحفة 😂.
ليس لدي المزيد سوى أن تكونوا في بخير 😊🌼 .
في أمان الله ❤

×hirOki×
11-07-2018, 08:29
.
.
.



وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

مرحبا أهلا وسهلا يا صديقة ، لقد أتيت متأخرة أعرف ، ألقيت نظرة على التاريخ وقلت يا للهول تأخرتِ كثيرا على هذا الشيء الجميل

حسنا لنبدأ :e414:


ليطرق ثنايا كهوف القلب

أحبّ هذا ^^


ازدرد ريقه وأسنانه المصطكة و المرتجفة حد الموت لا تتوقف عن حركتها اللا إرادية , أغمض عينيه بقوة عندما تذكر أمر الثلاثين دقيقة و أطلق العنان لقدميه صارخاً بقوة قطّعت حباله الصوتية و هو على استعداد تام للموت في أية ثانية , لم يعي لنفسه إلا وهو يقفز من مبنى لآخر كما رفيقاه بحريّة كفراشة تُحلّق بين مرج من زهور الأقحوان بينما تلفح الرياح الباردة وجهه و تتخلل من خلال شعره و روحه

هنا ازدادت الأحداث سرعة وحماسة وأخذ عقلي يضج بالموسيقى التصويرية التي تدمج مع المواقف الحاسمة في حبكة الأعمال الفنيّة ، هنا ازدادت الحركة والنشاط ، بدنيا وذهنيا ، كم أن مشاعر الخوف ، والحالات الحرجة تكون بنّاءة ومفرزة للشجاعة والعمل الجاد < حتى أن العقل يعمل بشكل أسرع ويستخرج الحلول الذكية من أعماقه


قال فارس و هو يمسح على جبينه بكُمّ قميصه الذي ابتل من هتّان عرقه

أحب حركة أن يمسح البطل جبينه بكمّ قميصة >< ..< لحظة هنا لماذا أصف فارس بالبطل والأبطال هنا كما نرى ثلاثة ؟؟ صدقا لا أعلم


ما إن دوت حروف الكلمة ثنايا المعرض حتى اهتاج كل من كان موجوداً و بدؤوا يركضون و يتصادمون كسرب من قطع الدومينو متناسين أمر وجودهم في مكان أثري يحتوي على محفورات هشّة , فذاك يلتقط طفله و تلك تُمسك ذراع زوجها و ذاك يهرب بجلده و خلال ثواني معدودة لم يتبقى في المكان سوى فارس و عادل و كمال .

أبدعتِ في وصف الجلبة التي عجّت بالمتحف بعد سكونه السابق وإثر الكلمة التي تخفق لها القلوب
"قنبلةةةةةةةة"


"كلها تمتلك نفس الفكرة , فالعالم الافتراضي ليس سوى تقليد للواقع "

عبارة تشعرك بالحماسة والرغبة في المخاطرة أليست كذلك ؟ أنا هذا ما فعلته معي ><


"أيهما أقطع ؟! , الأخضر أم الأزرق ؟"

هنا تذكرت إحدى حلقات كونان < نسيت إن كان فلما أو حلقة التبس عليّ الأمر عندما احتارت ران في أي سلك تقطع ثم قررت ألا تقطع الأحمر لأنها تحبه هي وسينشي ><
ولكن أعتقد أن المسألة تم تجاوزها بدون قطع شيء >< < أم أنني ضعت قليلا في النص

يا فتاة الحكاية جميلة ،،صدقا جميلة ، وتبدأ ساكنة قليلا وهادئة < إذا وضعنا المقدمة التشويقية على جنب وهي فكرة ذكية حقا
كما قلت تبدأ ساكنة ، ثم تشتعل بالتدريج حتى تصل بك لذروة الحماسة والقلق أيضا

لقد أحببت فارس العقلاني ذو الشخصية المسؤولة وإلا لماذا تتجه له أنظار صديقيه في أول عقبة مع تلك الشبح أووو لاااه آسفة أقصد الفتاة الباكية الناقمة على من وصفها بالصفر وما فعله فارس .........أوووه ، ماهذه اللباقة لم أصدق ! أين يخبئ هذا اللطف فهو غير ظاهر في شخصيته
وصفك لرضا الفتاة إثر مواساتها من قبل فارس أيضا في غاية الروعة ، لقد جعلتني أتأمل ثورة الفتاة ثم سكونها براحة وانسجام

و وسيم ووالدته ..ههههههههههههه ، إذا البروكولي واااه كم كان مضحكا وكم أن الأم ذكية أيضا أجادت في مجاراة كمال
كمال هذا يجيد التعامل مع الأطفال حقااااااااا


"و ما به البروكولي؟ إنه كالحلوى "
شعر عادل بنظرات تخترقه كما يفعل المسمار بالخشب ، فنظر نحو وسيم ليجد عينيه الصغيرتان تشتعلان غضباً و قد حرك ذراعيه الصغيرتين ليوجه مسدسه نحوه و يطلق رصاصة عشوائية كادت تصيبه لولا دفع فارس له بعيداً عن اتجاه الرصاصة

هههههههه ظرررييف والشجار اللساني القصير بين فارس والطفل الصغير أيضااا ، أنا أيضا أقول له " هل جننت ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!"

ولكن عودة إلى المتحف وبعد سكون القنبلة


أخذ نفساً عميقاً ملأ به رئتيه قبل أن يقطع السلك المُختار و كلّه أمل في أن يُصيب الاختيار

"لقد توقفت ! "

هل قطع عادل سلكا هنا ثم توقفت أم أنها توقفت بمفردها ؟؟؟؟؟ هنا التبس عليّ الأمر ><


(عندما ينظر الشاب الديناري لانعكاسه سيرى نقيضه الأعمق على الإطلاق , وعندما يتلامس سطحان مختلفان ستبدأ حرب لإثبات الجدارة و سيفوز النقيض على الدخيل بسلاحه الأقوى) .

ها هو ذااااااااااااااااا ...مالذي حصل بعدهااا ؟؟؟

إنني أنتظررر رررررر

ولكن بالنسبة لأسئلتك الأخيرة


1-من هي أفضل شخصية بينهم ؟ ، اظن انه قد تكونت لديكم فكرة كافية عن الشخصيات

أفضل شخصية هممم < تريد أن تقول فارس ولكن يؤلمها أن تجرح كمال و عادل < لماذا أشعر بحميمية تجاه الجميع كما لو صاروا أصدقائي ><


2-هل استطعتم حل الألغاز قبل الأصدقاء الثلاثة ؟

والألغاز لم أحلّ أي لغز ، اللغز الوحيد الذي فكّرت فيه هو الذي يلتقي فيه الحاضر والماضي وشيء كهذا وقرأت سريعا أنه المتحف في الأسطر التالية ههههههههههه < حسنا لا لوم علي فقد كنت منشغلة في القراءة ×_×


3-إن كنت مكانهم ماذا كنت ستفعل ؟؟ >> تنتظر الافكار التحفة 😂.

ولو كنت مكانهم : همممممم

ربما سأحضن الشبح الأول الفتاة الباكية
سأحضن وسيم أيضا
سأبصق على الثالثة < تبدو لي متعجرفة

وسأقفز مثلهم فوق المباني < أجمل شي


ملاحظة : عندما كنت في هذه الجزئية جاء أخي الصغير وجلس بجانبي ومن باب التطفل والفضول قرأ معي بضعة أسطر وكانت أسطر القفز على المباني
هل تعلمي ماذا قال؟؟
لقد قال أنهم صاروا مثل ألعاب البلاي ستيشن ><



ليس لدي المزيد سوى أن تكونوا في بخير 😊🌼 .


وأنا في انتظااارك يا صديقة ...أحببت القصة كثيراااا متشوقة لرؤية ختام هذه المغامرة < أرجو ألا يلتقوا بأقزام أشرار أو حتى طيبين في الغرفة الأخيرة >< هذا يكفي لاشك أن فارس شعر بالملل وعادل ارتفع ضغطه بعد مغامرته مع تفكيك القنبلة

ختاما ، أحببت ما وجدته هنا كثييييييييييييييييرااا ، في انتظارك ودمتِ بخير


في أمان الله ❤

في أمااان الله ^_^

.
.
.

بُشرى
20-07-2018, 08:58
ياااي ! لي عودة يا عزيزتي ان شاء الله ^^

بُشرى
28-07-2018, 15:52
اسعد الله اوقاتك
كلارا
اتمنى انك بخير :e106:
القصة مشوقة وجمييلة :036:
وخفيفة ..قرأتها واشعر انني انتهيت منها سريعا !!
وبعدها تقولين اننا اوشكنا على النهاييةةة!!:em_1f62b: انا لم اشبع من المغامرات الخفيفة اصلا><!
.
وفكرة القصة جميلة ..يعني نادرا ما نلقى افكار جديدة في هذا الوقت :)
؛

فارس ،عادل و كمال
ثلاثي جميل
حقا حقا استمتعت بقراءة كيف قام كل واحد بحل لغز ..وبافكار بسيطة وانا كنت اعتقد ان الامور ستكون اكثر تعقيدا من ذلك بكثير جدا جدا ^^!!
بالنسبة للاسئلة:

بعض الأسئلة :
1-من هي أفضل شخصية بينهم ؟ ، اظن انه قد تكونت لديكم فكرة كافية عن الشخصيات smile

اممم بالحقيقة جميعهم ولكن كمال ما زال غامضا بعض الشيء

2-هل استطعتم حل الألغاز قبل الأصدقاء الثلاثة ؟
هههه لا بالتأكيد اندمجت بالقراءة ولم يخطر لي التفكير بالحلول لانهم كانوا يجدون الحلول قبل محاولتي بالتفكير بحلول حتى ^^

3-إن كنت مكانهم ماذا كنت ستفعل ؟؟
اممم بالنسبة للقنبلة ربما اقوم بالهروب ولينفجر المتحف :e412: او اقوم برميها بمكان معزول ..اما محاولة تفكيكها لم يخطر لي هذا ..الموضوع لا يوجد به مزح ..اما السلك الصح او اترحم على حالي :Samjan:
.
اممم وسيم ..ربما اقترب منه واقوم بتهدئتة واخذ السلاح منه وبعدها سيتلقى ضربا اليما :e412: ..
اما الفتاة ساقوم بتهدئتة اخبارها كم انها رائعة ولا تستحق ما حدث لها ..الخ


شكرا كلارا على القصة الرائعة ..
اتمنى ان ارى نهايتها قريبا ..لا تجعلني انتظر اكثر
^^
ليحفظك الرحمن
:036:

بقلمي اصنع عالمي
30-07-2018, 20:15
لسلام عليكم
مرحباً كلارا ، كــيف الحــال ؟:e415:
أولاً ؛ أعتذر للغاية على تأخري في القدوم إلى هنا ، بصراحة لم أدخــل المنتدى منــذ مدة ، ولم اقرأ شيء فيه لخلو الساحة من الأعضــاء ..
ثانياً ؛ يا فتاة !!، ماذا فعلتِ بي ؟، أجد تِ الوصــف ، والحوارات ...وحتى المشاجرات ...لقد شعــرتُ بكــل شيء ، أحسنتِ !!
كــم أحــب أن يكون الأبطــال ثلاثة " لا اعرف لِم ، لكنني أحب ذلك كثيراً ، خاصــةً إن كانوا معاً ويتعاركون دائماً e106
الألغاز ممتعة للغاية ، وطريقتكِ في الوصف والسرد لها رائعة ، أهنئكِ عليها .
بانتظــار الفصــل القادم ، بالتوفيق لكِ
بالمناســبة ، أحــب اسمــكِ كــثيراً ، لأنه اسم أحد أحب شخصياتي إليّ ، في إحدى رواياتي ^^
تقبلي تحياتــي :
بقلمي أصنع عالمـي / الآنســة قلم

smantha-pond
10-08-2018, 12:38
حجز

smantha-pond
24-08-2018, 13:36
السلام عليكم من جديد 😁
وددت لو أفك حجزي منذ فترة طويلة لذا اعتذر على التأخر .
لكن ...
يا فتاااة !!! ، بحقك !!! ، يا إلهي !!!! ، لا أدري بما اشعر حالياً أهي غبطة لان الجزء قد انتهى و القصة اوشكت هي الاخرى ، ام بالحماس و الفرح و الجزع من هول الأحداث !!! .

لقد احببت كل حرف و كل كلمة بكل جوارحي "تبكي بحرقة "
أتمنى الا تنتهي هذه التحفة قريباً يا إلهي سأموت إن فعلت ! 😭
من طريقة الالغاز و طريقة حلّها وصف المكان و مشاعر الابطال ، الخوف عند فارس و عدم مبالاة كمال الرائعة !
كم عشقت هذا الكمال ! 😂😂 "تشعر بالحب "
انه اكثر من احببت ، له هيبة و سلطة و رجاحة .. بالطبع لن أنسى عادل كذلك ، فهو كالزبدة للكعكة ! ، لا تكتمل الوصفة الا به !!
لي عودة عزيزتي و في أمان الله 💜 .

Clara-Oz
13-11-2018, 17:07
السلام عليكم عزيزتي هيروكي :e328:


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

مرحبا أهلا وسهلا يا صديقة ، لقد أتيت متأخرة أعرف ، ألقيت نظرة على التاريخ وقلت يا للهول تأخرتِ كثيرا على هذا الشيء الجميل

حسنا لنبدأ e414
:e415: لا عتب عليك ما دمتِ قد أتيتِ :em_1f496:


أحب حركة أن يمسح البطل جبينه بكمّ قميصة ><
أليس كذلك :em_1f606: إنها حركة رائعة ! , رغم رائحة الثياب التي لن تطاق بعدها لكنها لا تزال رائعة :em_1f606:


يا فتاة الحكاية جميلة ،،صدقا جميلة ، وتبدأ ساكنة قليلا وهادئة < إذا وضعنا المقدمة التشويقية على جنب وهي فكرة ذكية حقا
كما قلت تبدأ ساكنة ، ثم تشتعل بالتدريج حتى تصل بك لذروة الحماسة والقلق أيضا

هذا ما كنت أصبو إليه و سعيدة أنني قد استطعت إيصال كل هذا المشاعر إليك , صدقاً ... حتى أنني أشعر بالحماس كلما قرأتها و أعتبرها من أفضل ما كتبت حتى الآن .


ولكن أعتقد أن المسألة تم تجاوزها بدون قطع شيء >< < أم أنني ضعت قليلا في النص

أعتذر .. لكنني لم انتبه على هذا الجزء حتى نبهتني الآن ... :028: .....لم أكمله ... "تشعر بالحرج :018: "


هل قطع عادل سلكا هنا ثم توقفت أم أنها توقفت بمفردها ؟؟؟؟؟ هنا التبس عليّ الأمر ><

هنا أيضاً جزء لم انتبه له ... يا إلهي إنها مليئة بالأخطاء :023: "تغطي خطأها ">> اعتبريها اختيار مفتوح :xD:


ها هو ذااااااااااااااااا ...مالذي حصل بعدهااا ؟؟؟
الجزء القادم إن شاء الله :014:


أفضل شخصية هممم < تريد أن تقول فارس ولكن يؤلمها أن تجرح كمال و عادل < لماذا أشعر بحميمية تجاه الجميع كما لو صاروا أصدقائي ><

لا بأس لا بأس فقد حدث هذا معي أيضاً :031:


عندما كنت في هذه الجزئية جاء أخي الصغير وجلس بجانبي ومن باب التطفل والفضول قرأ معي بضعة أسطر وكانت أسطر القفز على المباني
هل تعلمي ماذا قال؟؟
لقد قال أنهم صاروا مثل ألعاب البلاي ستيشن ><

واه .... "ديباك ! " أشم رائحة شيء يشتعل :e106: ... ربما هو قلبي :em_1f606: <<< تغطي عينيها خجلاً


وأنا في انتظااارك يا صديقة ...أحببت القصة كثيراااا متشوقة لرؤية ختام هذه المغامرة < أرجو ألا يلتقوا بأقزام أشرار أو حتى طيبين في الغرفة الأخيرة >< هذا يكفي لاشك أن فارس شعر بالملل وعادل ارتفع ضغطه بعد مغامرته مع تفكيك القنبلة

ختاما ، أحببت ما وجدته هنا كثييييييييييييييييرااا ، في انتظارك ودمتِ بخير

وشكراً لك على مرورك الجميل و قراءتك المتأنية و إبداء رأيك في القصة بصراحة تامة و أخيراً إجابتك على الأسئلة "قلوب , قلوب , قلوب "
شكراً لك مجدداً عزيزتي :tranquillity: و أتحرى شوقاً كي أقرأ تعليقاتك على الأجزاء القادمة
في أمان الله :e327:

Clara-Oz
13-11-2018, 17:08
السلام عليكم و رحمة الله بشرى :e327:

اسعد الله اوقاتك
وأسعد أيامك يارب :e030:


اتمنى انك بخير :e106:
أنا بخير و الحمدلله و ماذا عنك ؟


القصة مشوقة وجمييلة :036:
وخفيفة ..قرأتها واشعر انني انتهيت منها سريعا !!
وبعدها تقولين اننا اوشكنا على النهاييةةة!!:em_1f62b: انا لم اشبع من المغامرات الخفيفة اصلا><!
:em_1f605: أعتذر على هذه الأخبار .. ولكن ما باليد حيلة , لكن أرجو أن تستمتعي بكل جزء و يترك في نفسك أثراً


وفكرة القصة جميلة ..يعني نادرا ما نلقى افكار جديدة في هذا الوقت :smile:
لن تصدقي من أين أتيت بالفكرة ! :em_1f606: <<< مفاجأة نهاية القصة
؛


فارس ،عادل و كمال
ثلاثي جميل
حقا حقا استمتعت بقراءة كيف قام كل واحد بحل لغز ..وبافكار بسيطة وانا كنت اعتقد ان الامور ستكون اكثر تعقيدا من ذلك بكثير جدا جدا ^^!!

قالت والدتي مرّة : من يستطيع فكّ عقدة الحبل يستطيع حلّ المشاكل ببساطة "
ويبدوا أن أصدقاءنا الثلاثة قد أخذوا دورات تدريبية لفك العُقَد :e412:


شكرا كلارا على القصة الرائعة ..
اتمنى ان ارى نهايتها قريبا ..لا تجعلني انتظر اكثر
^^
ليحفظك الرحمن
وشكراً لك على مرورك اللطيف , وأتمنى حقاً أن تكون النهاية عند حسن ظنك :e030:
في أمان الله :e04c:

Clara-Oz
13-11-2018, 17:23
لسلام عليكم
وعليكم السام آنسة قلم :e030:

مرحباً كلارا ، كــيف الحــال ؟e415
أنا بخير و الحمدلله و ماذا عنك ؟

أولاً ؛ أعتذر للغاية على تأخري في القدوم إلى هنا ، بصراحة لم أدخــل المنتدى منــذ مدة ، ولم اقرأ شيء فيه لخلو الساحة من الأعضــاء ..
لا بأس عليك عزيزتي , وكما يقال : أن تأتي متأخراً خيرٌ من ألا تأتي :e32f:


ثانياً ؛ يا فتاة !!، ماذا فعلتِ بي ؟، أجد تِ الوصــف ، والحوارات ...وحتى المشاجرات ...لقد شعــرتُ بكــل شيء ، أحسنتِ !!
كــم أحــب أن يكون الأبطــال ثلاثة " لا اعرف لِم ، لكنني أحب ذلك كثيراً ، خاصــةً إن كانوا معاً ويتعاركون دائماً e106
الألغاز ممتعة للغاية ، وطريقتكِ في الوصف والسرد لها رائعة ، أهنئكِ عليها .
بانتظــار الفصــل القادم ، بالتوفيق لكِ

شاكرة حقاً لمديحك لها , و سعيدة حقاً لأنها أعجبتك :e32c:


بالمناســبة ، أحــب اسمــكِ كــثيراً ، لأنه اسم أحد أحب شخصياتي إليّ ، في إحدى رواياتي ^^
تقبلي تحياتــي :
بقلمي أصنع عالمـي / الآنســة قلم
أوه كم هذا رائع ! :em_1f496:
سأحرص على أن أمر عليها في أقرب وقت إن شاء الله .
في أمان الله :e306:

Clara-Oz
13-11-2018, 17:27
السلام عليكم من جديد ��
وعليكم السلام ! , ها قد ظهرتي أخيراً :e051:
لكم اشتقت إليك عزيزتي سامي

وددت لو أفك حجزي منذ فترة طويلة لذا اعتذر على التأخر .
لا بأس مادمتِ قد عدتِ >> كانت ستقتلك إن لم تعودي Samjan:e152::e152:


لكن ...
يا فتاااة !!! ، بحقك !!! ، يا إلهي !!!! ، لا أدري بما اشعر حالياً أهي غبطة لان الجزء قد انتهى و القصة اوشكت هي الاخرى ، ام بالحماس و الفرح و الجزع من هول الأحداث !!! .

لقد احببت كل حرف و كل كلمة بكل جوارحي "تبكي بحرقة "
أتمنى الا تنتهي هذه التحفة قريباً يا إلهي سأموت إن فعلت ! ��
من طريقة الالغاز و طريقة حلّها وصف المكان و مشاعر الابطال ، الخوف عند فارس و عدم مبالاة كمال الرائعة !
كم عشقت هذا الكمال ! ���� "تشعر بالحب "
انه اكثر من احببت ، له هيبة و سلطة و رجاحة .. بالطبع لن أنسى عادل كذلك ، فهو كالزبدة للكعكة ! ، لا تكتمل الوصفة الا به !!
لي عودة عزيزتي و في أمان الله �� .

حمداً لله أنها كانت جيدة لهذا الحد :e414:
أما بالنسبة لكمال فاهدئي عزيزتي لا يوجد مشفى قريب إن أصاب قلبك شيء :em_1f606:
بانتظارك مجدداً في الأجزاء القادمة وفي أمان الله :em_1f49e:

Clara-Oz
13-11-2018, 18:31
الغرفة الثالثة : |اثنان|

عبروا عدّة شوارع حتى وصلوا لشارع مظلم سوى من بعض مصابيح الإنارة الطويلة المتوهّجة بينما يتردد وقع تلك الكلمات داخل رؤوسهم كصدى قطرة تسقط على الأرض بتمرد " شاب ديناري ...نقيض ... سلاح أقوى ....حرب ..."

"لقد عرفتها ! "

هتف كمال بابتسامة كبيرة تغزوا ثغره

فارس :" لا أريد أن أُفسد متعة اكتشافك و لكن ... الق نظرة لضيوفنا دون أن تلتفت "

استغرب عادل من طلب فارس المُفاجئ و الغريب ولكنه قام به , فقد رفع حدقتيه ليتلصص من فوق كتفه ليرى جثثاً خمسة تتبعهم بخطوات بطيئة , همس عادل باضطراب عاقداً حاجبيه

"إ ...إنهم تلك المجموعة من المتحف ! , لكن لما يتبعوننا "

كمال :" لا أدري ولا أشعر بالراحة تجاههم ... لكن عندما أعد للثلاثة أركضا و على كل واحد أن يسلك طريق مختلف حتى نضللهم و يمكننا الاجتماع عند المتحف مجدداً "

عادل : "لكنك لا تعرف كيف تفكك القنابل ! "

"لا عليك سأتدبر أمري "

أسرع الرفاق في مشيهم شيئاً فشيئاً حتى صاروا يهرولون حينها صرخ كمال بثلاثة و انتشروا لأماكن متفرقة مما جعل أولئك الرجال يتفرقون كذلك كي ينقضوا عليهم , سلك كمال طريقاً مختصراً يعرفه كتقاسيم راحة يده , انسلّ داخل زقاق مظلم و بدأ يركض بكل ما يمتلك من قوّة معتمداً على ما تبقى من أوكسجين محبوس داخل رئتيه بسبب عدم قدرته على التنفس لسرعة الرياح التي ترتطم بوجهه , توقف قليلاً ليتكئ على أحد الجدران يلتقط أنفاسه المتبعثرة بعد نفاذ مخزونه إلا أن الرَجُلَيْن خلفه لم يتركا له فرصة للتوقف أكثر من خمس ثوان حتى عاد يركض من غير وِجهة محددة يذهب إليها , تلفتّ يُمنة و يُسرة بعد أن وصل لنهاية الزقاق وبداية شارع آخر ليرى ذاك الشرطي المليء بالدهون و الشحوم كبالون مهرجان ممسكاً بقطعة دونات و متكئاً على طرف سيارته , لمعت له فكرة مجنونة و لكنها سبيله الوحيد للخلاص فسارع بدفع الشرطي الذي اهتاج و بدأ يصرخ كقطعة خبز محشية بهلام أُخِذَ منها قضمة, بينما صعد كمال للسيارة ويضغط دوّاسة البنزين عدّة مرات بقوّة وكأنه يتحداهم قائلاً : اتبعوني إن استطعتم ! " ثم بدأ يقودها بسرعة مبتعداً تاركاً أولئك الرجال في حيرة من أمرهم , عدّل المرآة قليلاً ليرى ابتسامة نشوة قد شقّت طريقها كما الحرارة التي غمرت جسده وسرعان ما تحوّلت تلك الإبتسامة إلى قهقهة متمردة امتزجت بصوت الرياح المتسللة عبر نافذة السيارة المفتوحة .

"و الآن حان وقت القنبلة ! ".
______

فتح باب السيارة بينما يشد قبضته على الورقة الثالثة , ركب و ضغط على دواسة الوقود ليتجه

لأقرب طريق سريع ,و لسوء الحظ الجيد لاحظ عدّة أضواء تتبعه بشغف مما جعله يزيد حرق الوقود بعنف لتنطلق سيارته بين السيارات أمامه بجنون ! .

وصل أخيراً للمتحف حيث وصل صديقاه تواً و أشار لهما بالصعود مباشرة , سارعا بالركوب يلهثان بسبب الركض المتواصل و واصال كمال القيادة ظنّاً منه أنه قد نجى من مطاردة تلك السيارات,

فارس : " آه~ يا إلهي لقد كدت أموت ! ... لكن ..."
التفت نحو كمال ليكمل ..
" كيف عرفت مكان القنبلة التالية ؟ "

"لفت نظري كلمة الشاب الديناري , فكما تعلم هذه الكلمة تُطلق على المال , و لكنها في لغة التنجيم تعني الأرض , و اللغز يقول : عندما ينظر الشاب الديناري لانعكاسه سيرى نقيضه , و نقيض الأرض أو اليابسة هو البحر , أما السطحان المختلفان فهما القمر و البحر , فعند انعكاس القمر على البحر يتلامس سطحاهما ولكن البحر يفوز فهو المتحكم بالقمر إذ عن طريق المد و الجزر يستطيع البحر طمس انعكاس القمر تماماً , و لذلك ذهبت للميناء وكان خياري صحيحاً "

عادل : " و كيف تمكنت من فك القنبلة ؟! , هل قطعت الأزرق أم الأحمر ؟"

" شاهدتك و أنت تُفكك الأولى , كما أنني اخترت اللون الأزرق فلا أريد إفساد اللون الذي أحبه "

قهقه عادل بسخرية امتزجت ببعض الإعجاب والفخر

"يا لك من حذق ! , و ما سر هذه السيارة ؟ "

ابتسم ببلاهة و براءة

"لقد سرقتها "

فارس : " سرقت سيارة شرطي ؟!! , هل جُننت يا هذا ؟!!! , ستدخل للسجن ! "

"هل نسيت أننا لسنا في عالم الواقع ؟ "

"دعك من عالم الواقع و خلِّصنا من تلك الحشرات التي تطاردنا "

ألقى كمال بنظرة خاطفة على المرآة التي عكست له ست سيارات تتجه نحوهم بسرعة خيالية, أرجع مبدل السرعة للخلف ثم للأمام و ضغط على دواسة الوقود بعنف حتى أصدرت الإطارات صريراً حاداً وتصاعد بخار حار نتيجة احتكاك الإطارات القويّ .

"تمسكا ! "
صاح كمال بثقة

أدار السيارة في حركة سريعة لتصبح مقابلة للأخريات ومعاكسة لهم في الاتجاه ,ليصرخ أحد القاطنين بداخل تلك السيارات جزعاً بعد أن أمسك بجهاز الإرسال
"سيدي لقد جُنّت الفريسة ! إنه يتجه نحونا ! ، "
لكن رئيسه أمره بصرامة بمواصلة الطريق حتى إن تطلب الأمر موتهم ، فيجب عليه محو أي أثر لأي شاهد .
انقض كمال على دواسة الوقود من جديد و شعور بالأدرينالين يسري في عروقه جعل طبول قلبه تُقرَع بضراوة , حاول فارس التشبث بأي شيء خوفاً من اصطدام مؤلم آخر بالزجاج نتيجة لانحرافات كمال المجنونة , شعر كلٌ من الصديقين بأنهما على شفا حفرة من الموت فمع كل ثانية , تقترب سيارتهم من تلك السيارات مُنبئة عن اصطدام عنيف ,
صرخ فارس بذعر بينما لم يستطع عادل النبس ببنت شفة بسبب الصدمة التي علت وجهه , فقد تحجّر في مكانه غير قادر على استيعاب ما يحدث تاركين كمال يتولى دفّة القيادة أو بالأصح دفة لدخول الجحيم و اقتلاع جذور الحياة من منبتها , أحكم كمال قبضته على المقود الذي يلفه يُمنة و يُسرة بحركة عنيفة ماهرة متجاوزاً كل العربات التي تعترض طريقه حتى تجاوزهم وأصبح خلفهم , لكن رصاصة طائشة انطلقت من فوّهة بندقية اخترقت زجاج السيارة من الخلف و كادت تخترق رأس فارس لو لم يُسرع في إخفاضه ووضْع كلتا يديه على مؤخرة رأسه بفزع وعينين مفتوحتين على أوجهما كأنما فُرِدتا بمرقاق عجين , لمّا رأى كمال صعوبة الموقف و أنهم بدؤوا باستخدام الأسلحة رفض الاستسلام للهزيمة و دسّ يده داخل صندوق السيارة و استخرج مسدساً صغيراً يفي بالغرض ,

" عادل أمسِك بالمقود ! "

لكن عادلاً كان خارج نطاق التغطية تماماً , بل وكان لونه شاحباً باهتاً كمن رأى الموت , و لم ينتبه حتى هزّه كمال بعنف بيده اليمنى بينما يمسك المِقوَد بالأخرى محاولاً إيقاظه من شلله

"عادل ! , أمسِك بالمقود !! "

نظر عادل لعيني كمال بتخبط و توهان ولما استوعب ما قاله همس بنبرة مترددة ظهر الخوف جليّاً فيها

"مــ..ما الذي ستفعله ؟! "

"لا تناقشني كثيراً و أمسك بالمقود ! "

سارع عادل بتعديل نفسه و مال بجذعه بحيث يستطيع إمساك المقود والضغط على دواسة الوقود بينما قام كمال بإنزال الزجاج و انسل خارجه متخذاً من حافة النافذة مجلِساً له , حشر المسدس داخل إحدى قبضتيه بينما يثبت يده بالأخرى كي لا تهتز نتيجة لتحرك السيارة و قام بتثبيت جسده بدسّ قدميه أسفل مقعد السائق , صوّب فوهة سلاحه الصغير نحوهم و الذي لا يُقارن بما يمتلكه أولئك الرجال من رشاشات و بنادق من أحدث طراز , لكن القوّة وحدها غير كافية فيجب أن يكون المرء حذقاً , و فطِن كي تظهر قوته على أكمل وجه , و لم يحتج كمال سوى أن يُطلق ثلاث رصاصات نحو إطارات السيارات المنتفخة و اصطدامها ببعضها البعض سيتكفل بإيقاف البقية , هذا إن لم يؤدي لانفجارهم طبعاً .

تنهد كمال بعد أن أغلق زجاج النافذة و اعتدل في جلسته كي يقود السيارة بشكل صحيح ,

عدّل مرآة السيارة التي انحرفت قليلاً بسبب لعبة المطاردة العنيفة و نظر للخلف حيث أصبح فارس جثة لا قدرة لها على الحراك , رمق فارس كمالاً بنظرات محتقِرة و مغتاظة بينما يمسك بمعدته متألماً و شاعراً بكل ما أكله في وقت سابق يلعب حرباً عالمية ثالثة ! .

"سوف أرفع عليك قضية بانتهاك حقوق السلام "

قهقه كمال بخفوت قائلاً

"ارفع ما تشاء إن خرجنا أحياء , آه~ صحيح اللغز القادم يقول : فارس الطاولة المستديرة حارَب حتى غرق بطاولتِه "

فارس :" لكن .. ما الذي يعنيه هذا ؟ "

هسهس عادل بكلمات لم يستطيعوا سماعها فقد كان رأسه مطأطأً للأسفل بينما مال جذعه ناحية النافذة و قد ظهر على وجهه ملامح الإعياء الشديد

كمال : "ماذا قلت ؟ "

عادل :" أنا أعرف المكان "

فارس : " حقاً ؟! , أين ؟! "

"اتجه نحو الحديقة العامة " .

التف كمال بالسيارة ليتجه نحو الحديقة التي لا تبعد كثيراً عنهم .
____

كان المكان فارغاً سوى من بعض البشر و مضاءً بإضاءة خافتة صدرت عن مصابيح الشارع المتوهجة , تبعثرت عدة مقاعد خشبية في الأرجاء بينما احتل تمثال ضخم منتصَف الحديقة و قد كان على شكل فارس مُدرّع - مدجج - شاهراً سيفه و مُعتلياً صهوة حصانه الذي ارتكز على قائمتيه الخلفيتين بينما رفع الأماميتين عالياً فاغراً فاه الذي شكّل نافورة تنفث ماءً عذباً , ارتكز التمثال على سطح دائري ارتفع قليلاً عن المياه المغمورة في الأسفل ,

اتجه عادل صوب التمثال و بدأ يبحث عن أي شيء غريب أو مثير للريبة حتى وجد صندوقاً ورقياً بلون الخشب و بقربه هرّة ذات فراء صافٍ كثلج فبراير البارد موجودة داخل بيتها,

"لقد وجدتها ! "

هتف فارس , مما جعل صديقاه يُسرعان صوبه , عندما فتحوا الصندوق وجدوا الورقة التي يبحثون عنها للغز التالي .. لكن هذه المرة كان هنالك ورقة ذات لون مُختلف , لقد كانت حمراء اللون بكتابة ذهبية لامعة , التقط كمال الورقة بينما حاول فارس رفع الهرّة أثناء بحث عادل عن القنبلة , فجأةً صرخ عادل بتوتر و رعشة تخللت نبرته

"لا تلمس شيئاً ! , ستنفجر إن لمستها ! "

غضِب فارس من غَضَب عادل الذي لم يجد له تفسيراً مناسباً فصرخ هو الآخر بحنق

"ماذا ؟! , أردت فقط أخذ القطة ! "

اهتزت أوتار كمال بنبرة عميقة هادئة

" وهذه هي الخدعة "

جحظت عينا فارس بهلع و ارتجف صوته المتوتر

"مـ... ماذا تعنيان ؟ "

تولى عادل شرح الأمر قائلاً

"هذه القنبلة تختلف عن سابقاتها ,فهي تحتوي على ما يسمى بذراع الزئبق , وإن اهتزت الكرة الموجودة بالداخل و لامست أي سلك ستنفجر القنبلة "

"والقطة ..."
همس فارس بصوت مختنق ضعيف بدا فيه قلقه على الصغيرة واضحاً...

شعر فارس بالهواء يختفي تماماً و شعر باختناق شديد , حاول التنفس مراراً إلا أن رئتيه كانتا ضيقتين جداً لاحتمال كل هذه الكمية من الأوكسجين , شعر بضيق في صدره جعل قواه تنهار , وأصبح نفسه لهاثاً خافتاً ضئيلاً , فقدت ساقاه القدرة على حمل باقي جسده فانهار أرضاً ممسكاً بصدره بقوة ,

"فارس ! , ما بك ؟! "

همهم بكلمات لم يستطع ثغره ترتيبها قبل أن تغور عيناه في الظلام و يفقد وعيه تماماً , أراد عادل أن يركض باتجاهه لكن كمال أوقفه بينما يسند فارس بذراعه

" دعك من فارس الآن أنا سأتولى أمره , اهتم بالقنبلة "

"هل جلبت دواءه معنا ؟ "

"أجل "

لطالما حاول فارس إخفاءه مرضه , و لكن الصديق الحقيقي يستطيع قراءة أعمق أسرارك من نظرة واحدة , كما أن كمال طبيب لذا لن يغفل عن أقل التلميحات .

فتح كمال علبة الدواء البيضاء الأسطوانية و قام بالتقاط حبة و دسّها في حلق فارس و استعان بماء النافورة كي يُنزلها لبلعومه , بعد أن تأكد من نزولها قام بتحريكه بهدوء شديد و سنده على النافورة بينما يقرأ ما كُتِب على الورقة بصوت عالٍ

(لكي تسبح عليك أن تغطس , بينما الغريق لا يحتاج إلا إلى الاستلقاء والسكينة )

فتح عادل صندوق القطة بحذر ليهتف بفزع
"لقد تبقت دقيقة ! "

قبل أن يُردف بنبرة متحشرجة اختنقت فيها الحروف و تشابكت الكلمات لفرط الهلع الذي ألمّ به

" لــ..ليس لديّ الأدوات الملائمة لفك هذا النوع من القنابل ! و إن لمستها بطريقة خاطئة سينتهي أمرنا ! "

كاد عادل يبكي من فرط التوتر إلا أن كمال وضع يده على كتف عادل مطمئناً إياه بأن كل شيء سيكون بخير ,
أغمض كمال عينيه قليلاً كي يُصفّي ذهنه ثم اتجه للصندوق الورقي و أمسك بالقنبلة و رماها على الأرض بقوّة ,

"ما الذي فعلته ! , هل جننت ؟! "

" هذا هو حل اللغز , لكي نسبح علينا أن نغطس و كي تغطس عليك أن تسقط في البحر بقوّة "

تقرفص عادل على الأرض وأرجع يديه للخلف ليتكئ عليهما بينما يطأطئ رأسه للأسفل و يتنفس الصُعداء للمرة الأولى بعد ألف اختناق ! .

مرّت ثوانٍ معدودة قبل أن يفيق فارس و يظهر الباب القادم من اللامكان أمامهم ,

وقف كلٌ من عادل و فارس الذي لا يزال يحاول استجماع طاقته الخائرة , بدؤوا يسيرون صوب الباب بخطى حثيثة في شوق لمعرفة ما الذي يُخبئه الباب القادم رغم الرعب الذي يعيشونه,

لكن كان هنالك سؤال لم يُبارح تفكير عادل لذا قام بطرحه كي يُريح عقله

"لكن ... لما كان أولئك المرتزقة يلاحقوننا ؟ "

أدخل كمال كفيه داخل جيبي بنطاله بابتسامة مبهمة وكأنه كان ينتظر أحدهما كي يسأل عن الأمر

"ربما كانوا مجموعة من أولئك الأشخاص الذين يسرقون الأثَريات و يبيعونها في السوق السوداء و عندما صرختْ أنت بأمر القنبلة أفسدت خطتهم , لذا طاردونا كي ينتقموا , و هذا هو التفسير الوحيد للأمر مهما فكرت به ".

Clara-Oz
13-11-2018, 18:43
السلام عليكم و رحمة الله :e030:

كيف الحال مجدداً ؟ , أرجو من الله أنكم بأفضل الأحوال :e328:
أعتذر على التأخر فقد كنت أمر بفترة اختبارات عصيبة ... :sorrow: ولكنها مرت بحمد الله ,
ولكن و كما يُقال مع كل اختفاء يجب أن يأتي المرء بشيء مبهر ... لذا ... جزء اليوم مليء بالأكشن أكثر من المرات السابقة !
فاستمتعوا بالتهامه :congratulatory:

احم احم ...
تبقى فقط جزءان من القصة ...
لذا ..
أود أن أعرف ما هي انتقاداتكم و تصريحاتكم عن ابنتي الصغيرة , فكما هو الحال مع جميع القصيين , لا انتبه لكثير من أخطائي , بالرغم من كونها فادحة أحياناً :beaten: .. كما أنه يمكنني الاستفادة من خبراتكم كثيراً و التطوير من نفسي مستقبلاً بإذن الله :love_heart:

أسئلة اليوم :
1 - ما رأيكم في الجزء بصورة عامة ؟
2-في هذا الجزء ظهر تعاون الأصدقاء جليّاً و انكشف قليل من الغموض نحو كمال ... فقد برزت شخصيته كثيراً في هذا الجزء .. فما هو رأيكم فيه ؟ , وهل كان ضمن توقعاتكم ؟
3- السؤال المعتاد :em_1f606: ... هل استطعتم حل الألغاز ؟
4-توقعاتكم للأجزاء القادمة ؟ , وهل من استفسار ؟
5- لا يوجد شيء فقط أحببت أن أضيع قليلاً من وقتك الثمين :triumphant:

أخيراً و ليس آخراً :
في أمان الله :e035:

وقراءة ممتعة :e056:

smantha-pond
20-07-2019, 16:03
حجز !