PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : من أعماقي ممتنة لأنك قتلتني || خربشة تراجيديا طويلة xD



~پورنيما~
23-09-2017, 20:51
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=2225520&d=1529800889






ذاك الكيان الضعيف لا تعلم كيف صمد حتّى هذه اللحظة، يفترض به أن يكون ميتاً.. هو ميتٌ بحق لكن لا أحد يصدّق،
ربما تحتاج فقط لتبرهن موته بـ قبرٌ يُنقش عليه اسم صاحبة هذا الكيان المهزوز!

اعتصر قلبها ألمٌ مرير وعيناها تتناقلان على قبران أمامها.. قبران لأعز أشخاصٍ في حياتها، طاف طيف حزنٍ خانقٍ حولها
حين زارتها تلك الذكرى المهشمة لكلٍ نابض فيها إلا أنها خنقتها فقط لتتحلّى بالشجاعة التّي تجعلها لا تذرف الدموع على الماضي..
هذا إذا كانت لا تزال تملك دموعاً يمكن أن يذيب جليد قلبها البارد!

قد يظن البعض للوهلة الأولى أنهما لوالداها لكن.. لا!
والداها هم أبعد الناس ليكونا الإنسان العزيز على قلبها، هذا إذا كانت تملك والدان حقيقان أساساً.. هما أحقر الناس إليها..!

وضعت على القبران زهوراً ربيعية حمراء كلون الدم الذّي كان حلة عليهما قبل رحيلهما للأبد، ذاك الربيع حولها لم يكن ليصنع ربيعاً
داخل قلبها الشتوي القارس، مجرد صقيع تراكم بمرور الزمن..

ـ ليس سهلاً أن تعذباني بالموت هكذا.. أن أكون السبب.. ليس هيناً!

بصوتٍ مخنوقٍ همست كما لو كانت الغصة تسكن حلقها وهي تمسح على تلك التربة الناعمة، بعد عضةٍ على شفتها قامت واستدارت راحلة.

ظلّت تسير طريقاً طويلاً وهي شاردة في التحديق بالطريق إلى مكانٍ اعتادت الذهاب إليه كلّ صباح لتتابع عملها في وظيفتها،
ولم تدرك أبداً أنها تجاوزت ذاك المكان إلا عندما ايقظها من سباتها ذاك الحائط أمامها في نهاية الطريق!
التفتت فوراً لتتأكد من سهوتها ثمّ عادت إلى ذاك المكان بهدوء..

اعتادت أن تجلس على مكتبها المبعثر وكتابة المقالات في المجلة التّي ستُنشر، لا تشعر بأي رغبة في الكتابة حقاً لكن فقط لتجمع قوت يومها وتعيش..
رغم أن الموت أهون بالنسبة لها..

ما استغربت منه هو شخص استأذن لمكتبها وأخبرها بطلب المدير لها، تركت ما بيدها وأخذت طريقها إلى مكتب المدير، طرقت عليه الباب
ودخلت بعد حصولها على الإذن ثم سألت: هل طلبتني سيدي؟
رفع رأسه عن تلك الأوراق التّي كان يحدّق بها ليقول مستاءً: مقالات منشورة بلا مراجعة وأخطاء تملؤها.. تأخير يومي.. إنكِ مقصرة في عملكِ..
ـ المراجعة ليست من شأني.. كما أنني لم أصل متأخرة كما أظن..

تجاهل تبريرها وراح يقول باستعجال منهياً الأمر: في النهاية أنا مضطر لطردك لمصلحة الشركة آنسة جيهان
لم يصدمها الأمر كما لو كان الأمر ليس بجديد عليها.. كما لو أنه لا يهمها مطلقاً، بهدوء قالت: إن كان تهديداً وصلك من أحدهم
فلا بأس أقدر خوفك على شركتك..
اهتزّ قليلاً متنبهاً ورفع رأسه والخوف وُزع في غرفة قلبه، كيف لها أن تعرف..؟!

أكملت بهدوء: ثمّ إنني خسرت وظيفتي أربع مرات من قبل وأكملت لي الخمس، أنا شاكرة لك سأغادر كما طلبت..
لقد طُردت من قبل أربع مرات بسبب تهديدهم بخسائر مالية إن لم تُطرد، ذاك الشخص يُهدد حياتها.. يؤرقها.. هذا وقد سلبها حريتها مسبقاً
وسلب أعز من تملكهم من حياتها.. ذاك كان من يُسمّى "والدها" !
لكن كل ذلك يجب ألا يكون ما يزعجها لأنها تعلم أن هذا ما يهدف له ذاك الشخص، لن تحقق له رغبته وستظل كما هي دون أن تهتز!

جمعت أغراضها وحزمت حقيبة صغيرة تسع لأغراض مكتبها ثم خرجت وهي تلقي نظرة مهددة على كل من يتهامس عنها
ليغلقوا أفواههم ويعود كل منهم إلى مكتبه بهدوء..

سارت في طريقٍ اسمنتي زين جوانبه بصفٍ من الأشجار المخضرة والزهور الجميلة،
لم يكن شيء يجذب ناظرها إليه غير الطريق الذّي تحدق به شاردة طوال مسيرتها..
لم تكن لها وجهة غير بيتها الذّي تركه لها مساندها الوحيد شقيقها بعد رحيله، لا زالت تشعر بوخزٍ في صدرها كما اشتعلت ذكراهم..
جميعهم رحلوا بسببها وليتها لحقت بهم أو سبقتهم حتّى، أن تكون هي السبب ليس هيناً!

تتذكر تماماً كيف هرب بها من المنزل حين ألقي عليها تهمة قتل أخويها الصغيرين، هي رأت ذاك القاتل أمام عينيها قبل أعوام وألحت عليهم
بأنها تريد أن تنتقم منه بسبب فعلته.. تريد أن تمزّقه وتعذّبه..
ويا ليتها علمت من قبل أن كل ذلك من تخطيط والدها.. وبسبب إصرارها التافه والمتهور رحل ذاك الشخص الذّي يمكنها أن تستند عليه
ورحل قبله أعزّ صديق على قلبه بسببها.. وصديقه يكون صديقها.. لقد عذبته وهو من كان درعها..!





يرجى عدم الرّد

~پورنيما~
23-09-2017, 21:03
تباطأت خطواتها قليلاً حتّى توقفت تدريجياً حين رأت تجمع حشد من البشر أمام منزلها، صراخهم لم يثر فضولها..
عرفت ما حدث مسبقاً قبل أن ترفع رأسها عن الأرض حين سمعت صوت ألسنة اللهب وهي تلتهم ذاك المنزل الصغير.. وتلتهم كل ذكرياتها..

رفعت رأسها بهدوء.. لم تُصدم.. لم ترتعب.. ولم تفقد اعصابها أو سيطرتها على نفسها.. ولم تبكِ على ذكرياتها التّي تحترق أمام عينيها..
فقط حدّقت بكرهٍ شديد على الفاعل الذّي تعرفه جيداً!

رياح خفيفة لفحت وجهها حركت خصلاتها الطويلة لتسدلها على عينيها الذابلتين، قررت أن تتقدم لعلها تنقذ ذكرياتها الثمينة
لكن تجمع الناس لم يدعها تقدر على الانسياب بينهم، ترى كل شيء يضيع بين رماد متناثر.. وكل ثمين على قلبها تزفره النيران كما لو كان هماً ثقيلاً،
لم تتخللها رغبة في البكاء أو ندم.. فقط راقبت من بعيد ذكرى أخرى ميتة تقف هي على قبرها!

ـ ليتني كنتُ هناك.. لرحلت معك!

تلك الأمينة الصغيرة في الموت لم تتحقق يوماً.. رغم محاولاتها البائسة، استدارت لترحل من هنا وتترك أمر إطفاء الحريق لأصحابها،
حتى أن أحداً لم ينبته لصاحبة المنزل التي كانت هنا.
أبرد من صقيع الشتاء، لم تُظهر أي تأثر بما حدث.. ها قد فقدت عملها الذّي تكتسب منه مالها تالياً منزلها ومأواها الوحيد الذّي تعيش فيه
ولولا أنها في الثانية والعشرين لعادت إلى ملجأ الأيتام اذّي أواها، وسبق وأن فقدت من كان من المفترض أن تعيش معهم، ما الذّي تبقى لها لتعيش؟
بقيت تسير إلى حيث يقودها قدماها، إلى المجهول الذّي ينتظرها..

ـ سوف أرحل.. بعد أن أودّع اماليا

بهمسٍ نطق لسانها قبل أن ترفع رأسها عن الطريق بعد أن حددت وجهتها، كان منزلاً متواضعاً يحيطه حديقة مخضرة واسعة،
دخلت من بوابتها المفتوحة متوجةً نحو المنزل حيث تقبع هي لوحدها، تعجبت من كون الباب موارباً لها فهي تسكن وحدها ويستحيل ان تترك الباب مفتوحاً..
الأعجب حين دفعت الباب برفقٍ لترى الظلمة الحالكة في الدّاخل!

ـ منذ متى صار عدوها الظلام صديقها ؟!

قالتها وهي تقطّب حاجبيها منزعجة حين لمحت القليل من الفوضى بسبب الضوء الدّاخل من بين ستائر النافذة المفتوحة،
تقدّمت للداخل وهي ترمش قليلاً محاولة تعويد عينيها على الظلام لتستطيع الرؤية بشكل أفضل لكن ما إن كادت تفعل ذلك حتّى كادت تتعثّر بشيء ما أمامها،
لتكتشف أنها لم تكن سوى وسادة كما ظنّت حين انحنت لتلمسه.. لكنها شعرت بسائل كالماء يتعلق بيدها،
لم تهتم كثيراً وهي تتكأ على مسند أريكةٍ لتنهض لأنها ستكتشف ما كان ذاك حين تجد قابس الإنارة وتضيء الغرفة..
سارت محاذية للجدار وهي تتلمسه كي لا تصطدم بشيء ومررت يدها في مكانٍ ما باحثة عن قابس الإنارة التّي تظنه هناك،
وأخيراً شعرت به تحت يدها فضغطت الأزرار وأضيء المكان و....

يدها كان ملطخاً بسائل ثخين بلون أحمر قاني.. حدّقت بيدها للحظات ثمّ التفتت حيث كانت تسير وتتلمس الجدار
لترى خطاً عريضاً أحمراً ممتد على الجدار من الباب إلى قابس الإنارة، تعلم تماماً ماذا يعني هذا اللون!
لكنّها فقط لتبعد التفكير السيء واستباق الأحداث قالت متسائلة رغم القلق الذّي جعل العرق ينساب على وجهها: جدياً.. هل تحاول أن تدهن بيتها بهذا اللون؟
تذكرت شيئاً ما! ذاك السائل ليس من يدها الجاف نصفياً.. تلك الوسادة.. ما كان؟!

التفتت بشكل سريع في الجوار حتى وقعت عينيها على جسد شخص كان نصفه مختفٍ خلف أريكة وسط الغرفة وكان ما تعثرت به، كاد قلبها أن يتوقف!
اقتربت ببطء لتتنفس الصعداء وتزفر كل أفكارها السيئة حين رأت رجلاً مقتولاً هناك.. وقد تعرفت عليه فوراً
لذا ابتسمت بسخرية: ما الذّي كنت تفعله هنا أيها الأحمق؟
ظلت تحدق بتلك الجثة وهي تتساءل عما قد حل لصاحبة المنزل، لِمَ هذا الرجل هنا ؟ ومن الذّي قتل هذه القمامة؟ ستكون جداً شاكرة له!

فجأة قُطع ذاك الصمت المهيب وانقطعت سلسلة أفكارها حين دوى صوتٌ أفزعها صاحَب ذلك تحطم باب غرفة ما ليخرج منها عدد من الرّجال،
لم تكن ملامحهم غريبة عليها.. وقفت كتمثال صامت تحدّق بهم بنظراتها الباردة وفي المقابل حدقوا بها بسخرية
ليقطع صفوفهم شخصٌ ما وقف أمامهم بابتسامة ساخرة.. فتاة في نفس عمرها.. مماثل لها في الطول والشكل وكل شيء، متشابهتان تماماً..

لم تظهر أي ردة فعل من رؤية شقيقتها التوأم، فقط حملقت بها ولم ينبس أحدهما بحرف سوى أن الأخرى تنحّت قليلاً
سامحة للرّجال بالمرور وهم يقيدون ذاك الشخص..
لحظة! ما الذّي يحصل؟!

لوهلة لم تصدق عينيها.. رمشت قبل أن يتوسع عينيها وهي تراهم يجرون معهم من أتت لأجله.. صديقتها اماليا !
اثنان من الرجال يقيدان حركتها بإمساك ذراعيها، بقع من الدماء متناثرة على ملابسها ومرتكز عند كتفها الذّي يظهر عنده تمزق صغير،
ساروا بها حتّى تجاوزوها وهي لم تتجاوز صدمتها التّي لم تعرف بأي ملامح تُظهره!

لم يبدو عليها أبداً تلك الصدمة فجليد قلبها غطى على مشاعرها المتخبطة، استدارت قبل خروجهم لتقول بصوت بارد كالصقيع
يناقض هشيم النار المشتعل داخلها: توقفوا.. إياكم والخروج
ـ للأسف لا تملكين الحق في إيقاف رجال الأمن من اعتقالها فهي.. مجرمة قتلت أحد رجال الأمن
التفتت نحو تلك المتكلمة بهدوء ثم قالت بسخرية: تقصدين رجال الفوضى والقتل؟ أو ممثلي رجال الأمن تحت إمرةِ مجرمة؟
بادلتها الأخيرة ذات الابتسامة: مزعجة بكلامها قبل أفعالها..

لم تكترث لتملقها بل لحقت بالرجال الذّي يعتقلون رفيقتها قبل خروجهم لكن حينها صدر الأمر من تلك المتسلطة: تخلصوا منها أولاً بحجة دفاعها عن قاتلة..
فقط حين رأت عدد من الرجال يسدون طريق إنقاذها لآخر بتلة ملونة من زهرة حياتها السوداء شعرت بكمية الحقد الثائر في قلبها،
الجليد لم ينصهر ليصبح مياه ذائبة! بل انصهر ليخرج من بينه بركان ثائر!

ـ ابتعدوا عن طريقي!

تزامن صرختها العالية مع ركضها بسرعة نحوهم ولا تعلم كيف تمردت يدها وخطفت سلاح أول من واجهته لتنهي به حياته الآخرين،
تلك البندقية الطويلة التّي كانت عند رأسها سكين حاد مزقت به أجساد كل من وقف في طريقها، نبشت أحشائهم وطعنت قلوبهم..
كما فعل كبيرهم بأخويها الصغيرين في الماضي البعيد ثم ألقى التهمة عليها.. كما سلبوا منها أخاها الأكبر الذّي كان من وقف بجانبها.. كما قتلوا صديقه..
وكأنها تنتقم منهم بهؤلاء القتلة، تخلصت منهم جميعاً بكل وحشية ودماؤهم تناثرت على وجهها..
وقفت أمام آخر اثنين يمسكون بتلك الوحيدة التّي تبقت لها وهي تحمل سلاحين في كل يدٍ والدماء قد سال من فمها ورأسها،
وقفت وهي تلهث محدقة بهم بنظرة ذئبٍ جائع ينظر إلى فريسته بلهفة ينتظر الوقت المناسب للانقضاض..

ـ ابتعدا..

لم يتحرّك أحدٌ منهما وحاولا إخفاء الرعب الذّي أصابهما وهما ينظران إلى الجثث المرمية في برك دمائها على الأرض،
وتلك الفتاة في المنتصف تحدّق بها بذهول وعيناها المهتزتان تتساءلان أكُلّ هذا من أجلها ؟ بسببها ؟

أخرجا سلاحهما وبدآ بالإطلاق عليها.. أياديهم التّي لاحظت هي ارتجافها تعلم أنها لن تصيب بدقة، رغم مرور الرصاصات بجانبها راسمة خدوشاً على جسدها
إلّا أنها واصلت التقدم وهي متعطشة لإيقاعهم في براثنها، فقط حين تأكدت أنهم لم يعتبروا بما حدث لرفقائهم غرزت السكاكين في أحشائهما حتى تقطّعا
وصراخ مدوي تخرجه الأفواه الدامية، لم تكن لتكترث.. فليتعذبوا كما عذبوها..
سحبت سكين البندقيتان من جسدها بكل فظاعة لتدع الجثتان تقعان أرضاً..

ارتخت يديها لتُسقط السلاحان وهي تحدّق بتلك الواقفة أمامها بمسافة قصيرة، هبّت لتنقض على أملها معانقة لها بكل قوة
وكأنها ستدخل ذاك الأمل إلى قفصها الصدري بل إلى قلبها المحطم!




يرجى عدم الرّد

~پورنيما~
23-09-2017, 21:21
-من الماضي-


ـ كل مرة تشعرين فيها بالحزن عليك أن تأتي إلي فقط..

قالتها بابتسامة واسعة شقت ثغرها وهي تبسط ذراعيها الممتدان للأمام نحو تلك الأخيرة الواقفة التّي أشاحت بوجهها باستنكار
وهي تقول: ومن قال انني بحاجة إلى ذلك.. أو إلى أحدٍ ليساندني بما فيهم أنتِ يا اماليا، لستُ طفلة..
تجاهلت قسوة كلامها برمته وهي تزفر بتعب وتضرب جبينها بخفة: يا إلهي.. إذن عليّ أن أسحب هذه الـ جيهان إليّ ككل مرّة!

ـ اغربي عن وجهي.. لم يطلب منكِ أحدٌ ذلك.

كلامها ذاك صاحب نظرة باردة من عينيها الداكنتين، جمود لا متناهي جعل اماليا تحدّق بعيني الأخيرة للحظات قبل أن تباغتها بحركة مفاجئة
وتسحبها نحوها من كتفها ملقية برأسها في حضنها، دفنت رأسها أكثر بوضع يدها عليه وهي تقول بهدوء: عيناك.. إنهما تطلبان ذلك وبشدة..
فيهما بريقٌ متلهف لدفءٍ لم يذقه قلبك من قبل، يجعلني أرغب باعتصارك حقاً!

.
.

-عودة للحاضر-


ـ لن أدعكِ ترحلين كما رحلوا.. أبداً..!
لكم هزّتها هذه الجملة وأثلجت قلبها، شعرت وكأن نسيم الربيع قد مر على قلبها للتو رغم صدمتها من سماع ذلك فجأة من شخصٍ كان يفترض
أنه حطّم الرقم القياسي في اللا مبالاة والبرود وعدم الاهتمام لأي كان، من جيهان؟!!
رفعت ذراعيها ولفته حولها وهي تعلم كم هي بحاجة إلى ذاك الأمل الذّي تمنحه لها كل مرة تشعر بأنها منكسرة محطمة القلب..

لكن.. من قال أن اللحظات السعيدة تدوم طويلاً؟ هي أكثر ما يؤلمنا لقصرها وعدم عودتها.. هي حكمة الحياة أن تمر عليك لحظة حزن قاتلة..
يحطمك كليا ويجعلك راغباً بالموت!

من تلك المسافة كانت تبتسم بسخرية وهي تراقب كما لو كانت تشاهد فلماً سينمائياً، شعرت بالملل من الانتظار لذا رفعت مسدسها الكاتم للصوت
وهي تهمس بخبث: لنزد جرعة أخرى من كأس الحزن ليبدو المشهد أكثر تأثراً!
ودون أن تتوانى ولو للحظة عابرة ضغطت على الزناد مطلقة رصاصتها القاتلة بدمٍ بارد..

شعرت بذراعيها تضغطان عليها بشدة للحظة ثمّ ترتخيان شيئاً فشيئاً مع أنّة ألمٍ صاحبها رنّة ابتسامة باهتة قبل أن يرتخي عليها ذاك الجسد كلياً،
أحسّت بميلانه نحوها كما لو كان على وشك السقوط، بثقله على جسدها.. برأسها الموضوع على كتفها بهدوء، لم تفهم بالضبط ما جرى..
سائلاً ما كان ينتشر على ظهرها حين لمسته، لم ترغب أن تنظر.. وكأنها بدأت تستوعب..

ـ ا.. اماليا..!

شيء واحدٌ فقط علقت أملها عليه.. أمسكتها بيدٍ واحدة فقط بينما بالأخرى أمسكت معصمها وضغط بقوة.. ثم بقوة أكبر وهي تتحسسها..
نبضة واحدة فقط! تتمنى أن تشعر بنبضة واحدة لها على الأقل.. تتمنى أن تشعر بسريان الدماء في عروقها، لكن.. لا شيء؟!
لا تشعر بشيء أبداً.. شعورها من عدمه لا شيء، صفعتها الصدمة بقوة.. شلّت جسدها.. ألجمت لسانها.. أصمت أذناها.. أعمت عيناها..
لم تعد ترى في الوجود شيئاً غير تلك الجثة تنسل من بين يديها المرتجفتان وتستقر أرضاً بسكون..

لتسقط هي منهارة بجانبه بفتور وجفناها لم يرمشا ولو مرة واحدة، عيناها التّي خبت منهما وهج الحياة تهيمان بضياع في الفراغ غير مصدقة لكل ما يحصل..
ولا تريد أن تصدق أنها.. ماتت؟!

ـ اماليا.. امــاليــا !!

وبدون أن تتوانى لحظة صفعت تلك الصدمة كما فعلت بها وانحنت بجسدها نحو تلك الجثة.. تناديها وتهزّها لكن لا حياة لمن تنادي.. تحركها بهون..
تناديها بهونٍ أكبر.. إنها ميتة ولا شك في هذا..
وعدتها بأنها لن تتركها ترحل.. وبهذه السهولة؟ وبدون سابق إنذار؟ ودون أن تقول لها كلمة واحدة ترحل؟ لماذا ؟!

ومع كل سؤال محبط محطم مشبع بالخيبة والحزن العميق تشعر بقلبها يرتعش بألمٍ، كما لو كان هواءٌ بارد يمر بين فجوات الجروح..
لم تعد قادرة أكثر على حبس كل تلك الدموع العنيدة التّي لن ترتاح إلا حين تنزل لتفضح ما يخفيه قلبها خلف قناع البرود، وهل يكفي البكاء الصامت لإخراج آلامها ؟
لكم تشعر برغبة في إطلاق صرخة مدوية من أعماقها المجروحة.. لم تعد تتحمل الصمت وقلبها يشكو ألماً وحزناً..

خانتها دموعها نزولاً وتتابعت حارقة وجنتيها بحرارته، أخفضت رأسها بل دفنته في كتف تلك الجثة الباردة الشاحبة وهي تضمّها إليها.. صوت بكائها المتقطع.. نحيبها المتألم.. أنينها الذّي يقطع القلب كان يشعرها بألمٍ أكبر.. تتوالى عليها الذكريات كما لو كان شريطاً مسجلاً..
قلبها ينتفض ألماً مع ذكرى تليها ذكرى جميلة أخرى.. ويا ليت هناك من يعرف أن الذكريات الجميلة هي التّي تحرقنا وتخنقنا ألماً.. لن تعود!

لم يخفى عليها النظرات المشفقة المحدقة بها عن قرب، هناك أشخاص تشعر بهم حولها.. يستحيل أن يكونوا أشخاصاً تسمح لهم برؤية دموعها
أو تظهر ضعيفة أمامهم..
شهقت للمرة الأخيرة قبل أن تنتصب واقفة بيد تقبض على سلاح ترتعش بقوة كأنما البرد التهمها، وقفت بصمود رغم قلبها الميت،
وقفت وبعينان تطايران شرر الحقد في قلبها.. بملامح متجهمة كرهاً وقهراً، هكذا يجب أن تكون.. دموعها قد جفت لا حاجة لإظهارها..
الآن ستنبش فيهم وتذيقهم العذاب ضعفين..

تلك النسخة الأخرى منها الواقفة باستمتاع تحادث أحدهم بالهاتف تطلب منه القدوم.. هل تريد ان تجمع كل اعدائها هنا ؟
لم تترك لها الفرصة لتنهي حديثها حين تركت قدميها الأشبه بالمتخدران تسير نحوها ببطء شديد وسط ترنحها، رأتها تضغط على زرٍ في هاتفها
ثمّ تدخله في جيبها بهدوء، ما إن رفعت رأسها حتى وقعت عينا تلك النسخة عليها لترتسم فيهما الرعب من مظهرها،
كانت تتقدم نحوها بخطوات تردد صداه في الهدوء المهيب.. تراجعت للخلف مع كل خطوة تتقدم بها هي نحوها..

همست بصوتٍ بارد كالجليد: أردتُ أن أجرب.. شعور من يمسك هذا السلاح دائماً في يده.. أردت ان اجرب القتل على من قتل كل ما أملك..
لا بأس بأن تكوني فأر تجاربي يا عزيزتي!

برجفة خطت خطوة للخلف وهي لا تكاد تصدق ان من أمامها هي جيهان حين هجمت الأخيرة كأسدٍ ثائرٍ وانقضت عليها،
اهتزّ ذاك الجسد خوفاً مما فاجأها دون سابق إنذار لكن الأخيرة لم تترك لها فرصة للصدمة حين صدمتها فعلاً بالجدار خلفها بكل قوة،
لا شيء سيمنعها من تشويه ذاك الوجه الحامل لملامحها.. لا تستحق ان تحمل نفس الملامح..
سترسم خريطة سلسلة الإجرام في حقها على صفحة الوجه الجميل ذاك بلا رحمة!!

وبرأس الخنجر الذّي كان في مقدمة البندقية رسمت جرحاً على وجهها وسط صراخ متألم.. لم يحرك ذلك إنشاً فيها فقد سبق وأن صرخت هكذا
حتى تمزقت حبالها الصوتية ألماً بسببها هي ومن معها، تستحق أكثر من هذا..
فقدت السيطرة على نفسها أعماها الغضب ولم يعد لديها هدف غير الانتقام.. كل ما تعرفه انها على حق فكما عذبتها هي تعذبها..
لم تظلم.. ستأخذ حقها!!

وكأن روح الشيطان استيقظ فيها وبكل وحشية غرست سلاحها الحاد في قلبها وكانت تلك الطعنة القاتلة، حدجت بنظرة قاتلة أولئك الذّي يراقبون بتوجس
وقد ارتعدت أوصالهم قبل أن يولوا هاربين بسبب منظرها،
بكل حسرة بكت على تلك الروح التّي ازهقتها.. ليس ندماً.. وإنما حسرة لأن ذاك التوأم لم يكن سوى عذابها المر!

عاشت الألم بمرارته.. فقدت أعز من تملك.. خمسة أشخاص رحلوا.. تترنح كشخص فقد عقله.. تسير بلا هدى.. تقترب من جثة صديقتها..
تجلس بجانبه تحدق به بملامح غابت منها ألوان الحياة فباتت شاحبة، تعلق أملها الأخير بأن تجد لها نبضاً.. في أحلامها!

وبكل ألم ترسب في قلبها المنتفض أطلقت صرخة قوية بصوتها المبحوح دوت في أركان المنزل لتخرج كل ما سجن في أعماقها..

لا تدري كم أمضت من الوقت في البكاء هنا، هل مرّت ساعة؟ أم ساعتان؟ إنها ضائعة.. لم تعد تدرك شيئاً سوى أنها ميتة الآن.. أو هذا ما يجب ان تكون عليه..
غطتها ببياض قماشٍ كانت على المنضدة وللمرة الأخيرة ترى ذاك الوجه الذّي لم يعد بهيجاً مبتسماً كما السابق..!

تتهاوى يمنة ويسرة وهي تخرج من المنزل الذّي دفنت فيه سعادتها وحزنها.. آمالها وآلامها.. بل كل مشاعرها مع أعز إنسانٍ وأبغضهم رحلا في يومٍ واحد.. كشخصٍ ميت خرجت بلا إحساس..

ويبدو أن هذا ما كان ينقصها! أن تراهم جميعاً هنا دفعة واحدة.. يا للحقارة!
لقد تجمعوا في حديقة المنزل جميعهم.. استقبلوها بابتساماتهم الساخرة وهي في حالة لا يسمح لها برؤية أحد، رفعت رأسها..
رسمت ابتسامة ميتة قبل أن تنظر إلى أحدهم والذّي كان شخصاً شاب شعره.. ضيقت عينيها على ذاك العجوز قائلة: العقل المدبر الذّي أفسد حياتي..
المكروه الذّي لستُ ابنته

ثم حركت عينياها لتفترس الشخص الذّي يقف بجانبه: المجرم الذّي قتل إخوتي الصغار.. شريكه في التجارة المحرمة..
نظرت بعدها إلى شابٍ يقف مستنداً بباب السيارة: القاتل الذّي سلب روح أخي.. ابن عمي المبجل!
وأخيراً رمقت الأخير الذّي يقف مجاوراً له: والذّي قتل صديقي.. أخي المحترم.

عددتهم واحداً واحداً لتقول بعدها بشفقة على حالها: يا لها من مناسبة رائعة لاجتماع العائلة.. للأسف أخيرتكم أرسلتها لحتفها!
ابتسم ذاك العجوز ابتسامة واسعة وهو يقترب منها قائلاً: علمنا ذلك مسبقاً يا عزيزتي لذا معنا لكِ هدية.. ستحبينها بالتأكيد!
أشار بعينه لابن العم ذاك ثم قال بابتسامة هازئة: ستكونين زوجته عوضاً عن زوجته التّي هي أختك العزيزة..
ارتجف قلبها.. شعرت بغصّة فيحلقها، ستختنق.. لن تقدر على العيش مع من قتل أحد أعز الأشخاص إلى قلبها.. لن تقدر!!
تكنّ له من الحقد والكره ما تكنه لهذه العائلة المجرمة بأكملها، دماء الإجرام تسري في عروقهم!
بنظرة حاقدة هتفت: في أحلامك أيها القذر!

اقترب منها ليشدها نحوه ساحباً إياها من مقدمة شعرها الذّي كاد يتمزق بين أصابعه، جرها بقوة قائلاً بابتسامة تناقض كلامه: لا تكوني عاقة يا ابنتي
لقد اخترت لكِ الأفضل، فلتكوني بارة واسمعي كلام والـ..
ـ القذر.. لستُ ابنتك، أكرهك ولن أغير ذلك ولو على جثتي!
تجهمت ملامحه من كلماتها القوية تلك قبل أن يشدّ شعرها بقوة أكبر وبصوتٍ غاضبٍ شتمها: يا لكِ من...

ـ توقف جدي!

صوتٌ طفولي صارخ أوقفه عن فعل مراده وشعر بيدان صغيرتان تحيطان بذراعه ساحباً إياه بعيداً عنها وصوته يقول: أنت قاسٍ.. أكرهك.. ابتعد عن أمي!
أمه؟! تعجّبت لقوله لكن لم يدم ذلك حين رماها العجوز بقوة لتصطدم بحائط المنزل خلفها، شعرت بعظامها يتهشم من قوة الصدمة لكنها ابتسمت!
كم تشعر بالسعادة حين يغضب ويفقد أعصابه! وكم تحب نفسها بل تعشقها حين تستفزّه بكلامها!!
رفعت رأسها بعدما انزلق جسدها على الحائط لتجلس أرضاً، رأته يغادر من هناك ليتقدم ابن العم ذاك قائلاً بابتسامة ساخرة: صحيح! انتِ مدينة لي بواحدة!
سخرت من كلامه: لقتلك أخي أيها المجرم؟ لا بأس رددت دينك بقتل عزيزتك

أفلت ضحكة ساخرة قبل أن يقول: لا اقصد ذلك جيهان.. بل سوف أكون زوجك ويكون ابني وابن أختك هو ابنك!
اتّسعت عيناها بدهشة في حين أكمل هو بخبث: ستعتنين به.. إنه في الثالثة من عمره ويبدو أنه يظنك أمه لتشابهكما..
لن تستطيعي تغيير ذلك للأسف يا عزيزتي، والدك وقع على العقد وانتهى..
ابتسم بسخرية على حالها.. لم تكن بحاجة على تلك الابتسامة منه يكفيها أنها أيضاً تبتسم بشفقة على حالها!
استدار بهدوء وهو يقول بسخرية لذاك الصغير: إيثان الحقني وعد مع أمك إلى المنزل!

تركها في دوامة تفكير وصدمة وغادر.. حياة لا تُحتمل ولا حياة تحتملها، ستعيش مع قاتل أخيها وابن قاتل صديقتها وتعتني بابن قتلة؟!
لم تستطع سوى الصراخ بأعلى صوتها معلنة رفضها: لن أربّي ابن قاتل أبداً!!
لم تشعر بعد صرختها المرعبة تلك سوى بذراعين تحيطان بعنقها ونحيب طفل باكٍ يهمس: أمي.. أريد أن أعود للمنزل

شعرت بحمم القهر متأجج في داخلها.. تشعر بالحرقة.. بغضب يكاد يحرق قلبها.. لم تستطع سوى ان تنهره بقسوة
وهي تدفعه بعيداً: ابتعد يا ابن مجرم لستُ بأمك!
سقط على الأرض من دفعتها، انهمر الدموع من عينيه من قسوتها، ظلّ يشهق وسط نحيبه ويحدق بها راجياً.. نظراته البريئة تلك حطّم كل قسوتها في لحظة،
جعلتها تقترب منه لترميه في أحضانها وتضمه بصمت، هو لا ذنب له.. لا زال صغيراً لا يعرف شيئاً..
ولا يعرف انها ليست والدته الحقيقة ولا تعرف متى يتوجب عليها إخباره!





يرجى عدم الرّد

~پورنيما~
23-09-2017, 21:31
لا تدري كم من الزمن مرّ على ذلك اليوم.. أشهر مضت وهي تعيش في جحيم، اعتادت على تعذيب ذاك الزوج المحترم لها وقسوته عليها..
أصبحت لا تشعر حتى.. منذ متى فقدت الإحساس؟

بعد كلّ مرّة يغادر فيها من المنزل ملقياً شتائمه عليها لا تجد سوى ابنه ليفرغ غضبها عليه.. لا تدري كم مرت صرخت عليه ونهرته بلا سبب..
وفي النهاية تضمه حين تدرك فعلتها.. هو ضحية غضبها.. كم مرة حاولت الهروب من المنزل.. تنتحر وتغادر من هذا البؤس لكنه يهددها بقتل ذاك الصغير..
لا قلب له فعلاً، هل يقتل ابنه إذ هي رحلت؟!
ثمّ ما الذّي يضرّه رحيلها ؟ هي تعلم مسبقاً مخططاتهم للأسف.. فلا نية لهم في إبقائها حية بل ربما يبحثون عن الطريقة الأفضل لإرسالها بعيداً..
عباقرة جداَ !

ترغب بالخروج لتنفس عن غضبها، لقد خرج لتوه من الغرفة بعدما ضرب رأسها بالجدار بسبب بكاء الصغير الذّي كان يهدده بالمسدس المصوّب على رأسه!
ـ لا تملكين دم الإجرام في هذه العائلة؟ هه! لنرى مدى ذلك.. سأقتله إن حاولتِ مجدداً..
أي ظلم هذا ؟! وأي أبٍ هو ليجعل ابنه الضحية؟!
لا تجد في النهاية سوى أن تضم ذاك الطفل الباكي الذّي يتحمل صراخها، تشعر برغبة شديدة في إخباره أنها ليست والدته،
لا ذنب له في ان يتعلق بها ظناً منه انها أمه!
كم تشعر بالإرهاق بسبب التفكير.. تحتاج لمتنفس.. هواء عليل.. نسم هادئ.. جو منعش!

ـ ايثان

نادته بابتسامة حين رأته متكوماً على نفسه فوق السرير خائف وغاضب منها، اقتربت منه لتغتصب ابتسامة: ما رأيك أن نذهب إلى البحر..؟
لم تكد تكمل سؤالها حتى قفز منتصباً على السرير وهو يومئ بشقاوة: أجل أجل
كم يسعدها شقاوته وشغبه ويؤلمها كونه ابن تلك القاتلة التّي تسمى شقيقتها، هي فقط تعوضها حنان الأم التّي فقدها.. هي قتلته بنفسها..
بالفعل تشعر بأنها أجرمت في حق من لا ذنب له..

ـ هيا بنا.. سنذهب..

طار سعادةً من على السرير وأخذ يركض خارجاً ليسبقها، كان يتقافز في مشيته بجانبها.. إنه سعيد جداً، هذا طبيعي فهو طفل لم يعرف ماذا يعني الحزن..
تمنت لو تعود طفلة صغيرة.. رغم أن طفولتها لم تمر على خير!

وقفت على الشاطئ مغرفة قدميها في المياه التّي تجيء مع الأمواج ثمّ تنسحب بخجل، تاركة ذاك الطفل يلعب بالرمال، هواء عليل حرك شعراتها..
أشعرها بالارتعاش، نسيم البحر يداعب مشاعرها وأحزانها.. تذكرها بالماضي، كل الأشخاص الذّين فقدتهم بسببهم.. وهي الآن تربي ابن تلك العائلة!
أهو الوقت المناسب لتخبره بالحقيقة.. أصبح عمره أربع سنوات قبل شهرين، عمره صغير جداً على سماع خبرٍ كذاك، لكنها ترغب بإخباره..
ربما عليها أن تخبره! لن تربيه كابنها وتخدعه..

نظرت إليه بامتعان وهو يلعب بالرمل مستمتعاً، شعر بنظراتها فرفع رأسه ليبتسم بشقاوة، ابتسمت هي بحزن وهي تناديه: تعال إلى هنا
قفز من مكانه واقترب ليقف بجانبها، تردد قبل أن يغرق قدميه في الأمواج كما كانت تفعل هي..
ارتسمت على شفتيه ابتسامة واسعة وهو يشعر ببرودة الماء ويضحك بصوته العالي، لم ترغب بتحطيم سعادته لكن..

ـ ايثان! أمك رحلت.. ماتت ولن تعود..

لم تتجرأ أن تنظر إليه وترى ملامحه الباكية، لم ترغب بأن تفقد جرأتها بسبب منظره، لذا أكملت كلامها بهدوء وهي لا تعلم مدى تأثيره فيه: أنا لستُ أمك..
أنا شخص آخر يشبهها فقط.. أردتك أن تعلم أنني لستُ أمك الحقيقة!
سوف تنظر الآن.. تتمنى ان يتحمل قلبها منظره، بالتأكيد سيكون محطماً باكياً.. أغمضت عينيها بقوة ثم فتحتهما عليه لكن..!

ـ تفضلي..

يده تمد زجاجة عصير إليها وابتسامة تشق ثغره، كم كانت دهشتها حين رؤيته كبيرة! لم يظهر أي حزن.. لم يبكِ! ما هذا بحق؟!
في رأسها ألف سؤال يجوب لا تعلم لها جواباً، حيرها تصرفه! أيكون لم يسمعها أو لم يفهم؟! أم أنه لم يتأثر رغم فهمه لكلامها ؟
مدت يدها بتردد وأخذت زجاجة العصير وهي تسأل: من أين لك به؟
أشار إلى البساط الذّي فوقه سلة: من هناك.. أحضرته لكِ
تعجب قليلاً.. لقد نطقت فعلاً بتلك الحقيقة التّي لطالما خشيت أن تقوله، لكن يبدو أن شيئاً غير متوقعاً حصل.. لكن لا يمهما ذلك فلا ترغب بتحطيمه الآن،
قالت بلطف: إذن لنجلس ونشرب

أومأ برأسه ثمّ ركض إلى البساط ليجلس، طلب منها أن يفتح له العصير ففعلت وأخذ يشرب بنهم وهي مستغربة، فتحت زجاجتها
وقبل أن ترتشف منه سمعت صوته الطفولي المرح يقول: مبارك لكِ على شجاعتك أمي!
تجرعت من العصير وهي لا تعلم مِمّ تجرعت حقاً، نظرت إليه وهي تسأل بتعجب: شجاعة ماذا ؟
تبسم قائلاً ببراءة: أخبرني أبي أنكِ لستِ أمي.. وأخبرني أنكِ صرتِ شجاعة إن اخبرتني بأنك لستِ أمي..
وطلب منّي أن اعطيكِ من هذا الحلوى خفية كي أفاجئك بهدية صغيرة على شجاعتك!

مد يده التّي تحمل كيساً صغيراً بداخله مسحوق أبيض غريب، عليه لاصقاً كتب عليه ماهيته، أمسكت الكيس وحدقت به قليلاً قبل أن تطرق برأسها للأرض
وكتفيها يهتزان إثر قهقهتها بصوت مكتوم لسبب مجهول..
أخذ صوت ضحكاتها يتعالى رويداً رويداً رغم عينيها اللتان بدأتا تزيغان بألمٍ شديد.. ظلت تضحك ودم يخرج من فمها يتقاطر من ذقنها..
تضحك بشدة وعيناها تبكيان دماً.. تضحك ودمٌ قانٍ ينفجر من كلتا أذنيها..
تضحك رغم الألم الذّي يمزّق أحشائها.. تشعر بقلبها يكاد ينفجر ليخرج من بين أضلاعها..
كل شيء داخلها كحممٍ بركان ثائر يريد أن ينفجر..

تريد أن تضحك أكثر فهي سعيدة للغاية.. سعيدة لأنها أخيراً ستموت بذاك السم الذّي دسه زوجها في شرابها على يد ايثان،
ربّت قاتلها لكنها سعيدة لأن بإمكانها الرحيل أخيراً.. لم تستطع مواصلة الضحك حين شعرت بروحها يُقتلعُ يكاد يخرج مع سعالها الحاد..
دموع الدماء تنهمر بغزارة.. لون قرمزي طغى على وجهها.. ملامحها تكاد تكون مختفية بسبب الدماء.. صوت أنينها المتألم يتعالى..
هي تتمزق.. تصرخ بألم!

لم يكن ذاك المنظر ليتحمله قلب صغير في الرابعة، كان يبكي بكاءً مراً وهو يناديها.. خوفه من منظرها لم يسمح له بالاقتراب بل كان يتراجع باكياً،
ابتسمت له ويا ليتها تعرف أن ابتسامته قد زادته رعباً.. ضحكت بخفوت وهي تقترب منه وسط تراجعه حتى تعثر وكاد يسقط لكنها أمسكته..
ضمته إليها وهي تضحك بسعادة: شكراً لك.. أحبك كثيراً

ـ أمـ.. أمـ...ـي..

وسط شهقاته المتوالية ونحيبه نطق بها باكياً، رببت على رأسه بهدوء: لا تبكِ.. فقد حققت لي أمنية عظيمة
تركته بعدها ثمّ أخذت هاتفها بصعوبة وفتحته، فتحت محادثة من زوجها.. أخذت تكتب وعلى وجهها ابتسامة مشرقة لم تظهر بها من قبل،
أخذت تكتب بلهفة سجين خرج من زنزانته المظلمة إلى النور بعد أعوام، سعادة شخصٍ تحرر أخيراً من المعاناة..
أرسلت له رسائلها الأخيرة والعرق يتصبب من جسدها قبل أن يجتاح قلبها ألمٌ كما لو كانت يد تعتصره بقوة جعلها تجثو على ركبتيها وتُسقط الهاتف من يدها،
رغماً عن كل رغباتها في الصمود إلا ان الصرخات المتألمة تمردت لتخرج ممزقّة حبالها الصوتية وتدوي في المكان..!

تزامن سقوطها على الأرض بعد ذاك العذاب صراخ ايثان منادياً لها باكياً مستصرخاً، ابتسمت للسماء الزرقاء التّي لاحت لها مضيئة بشكل غريب،
أطبقت جفناها واحتلّ لون أبيض ساطع شاشة رؤيتها وآخر كلماتها كانت ما كتبته أناملها:

عد بايثان إلى المنزل.. سأرحل أخيراً
أنا ممتنّة.. شكراً لك لأنك حققت آخر آمالي وقتلتني على يدِ من ربّيته..
وفّرت عليّ الرّحيل بنفسي من الجحيمٍ لأغرق في جهنّم!





يرجى عدم الرّد

~پورنيما~
23-09-2017, 21:51
*

ســـــلام الخِتــــــــــــام
كيف أحوالكم؟ ^^
غبت عنكم وقت طويــــل جداً بالتأكيد افتقدكم تراجيديا دراماتي الحزينة xD
حسناً هذه قصّة قصـ.. أقصد قصة طويلة ^^"
أو رواية قصيرة xD

أو أياً يكن كتبتها في مدة و... لم أكن سأقول وجيزة فكتابتها أخذت قروناً وأجيالاً بل أخذت مني سنوات شبابي ::سخرية:: <== كف xD
حسناً ليس علكيم أن تخبروني بأن كل كتاباتي من النوع التراجيدي نفسه فأنا عشقت هذا النوع ولا أظنني سأتخلى عنه قريباً xD
وليس عليكم ان تذكروني بأن القصة لا هدف أو فائدة منها فقد كتبتها عبثاً وأنا أعلم xD

:نينجا:
لا أقصد ذلك حقاً :مرتبك:
بالطبع لها فائدة وهي ان تعرف قيمة الأشخاص قبل رحيلهم...... ؟! :موسوس: <== انقلعي مع فائدتك المغبرة xD
امم.. هناك فائدة! تطوير اسلوبي الكتابي ^.^
<== لا زالت الآنسة مقتنعة ان هناك فائدة xD

أعرف انكم مللت من كتاباتي :ضحكة: وطولها دائماً :ضحكة: ولا تحمل أي فائدة :ضحكة:
أظنني وقعت عقد صداقة مع هذا النوع xD
أو ان لدي عنصرية ما.. :موسوس: الله اعلم :ضحكة:
قررت أن أغير من جوي الكتابي الكئيب لذا اعدكم بعملٍ من نوع آخر ليس قريباً ::جيد::
أقصد في وقت ما قد لا يكون عاجلاً :مرتبك:
من يدري :لقافة:

عموماً لا تنسوا التعليق على هذه القصة وبإذن الله سأقبل أي انتقاد دون افتعال مشكلة :ضحكة:
قراءة مسلية للجميع!

دمتم سالمين ~

ڤلفت
24-09-2017, 11:50
حجز:d
لأول مرة يتم فك الحجز بسرعه ::سعادة::


السلام عليكُم ورحمَة الله وبركاتِه ,:014:
كيف حالِك ؟ إن شاءالله بصحَة وعافيّة
كالعادة يا فتاه انت جميلة الحرف والروح >>ماشاءالله
لا اعلم ماذا اقول لكن القصه اثرت فيَ بشدة :دموع: لا انتقاد لدي بصراحة..:غياب:
تلاعب متقن بالسّرد، يعجبني كيف تنتقلين من وقع لآخرمن مشهد للذي يليه و بسلاسة تامة
احسنتِ في اختيّار الإسم, هادئ و يشوق لقراءَة القصَة فعلاً :roll:
القصَة جميلة جدًا، وتحوي من المشاعر الكثير خصوصًا إنها مشاعِر فتاة فقدت الكثير:دموع:
فعلاً شعور الفقد صعَب جدًا،:دموع: والحمدُلله على الاحلام مصدر الهروب الأول من الواقِع
ايثان وقعت في حبه هذا الصغير:031: ودت لو اعلم مالذي حصل له اصار متوحشا مثلهم ام يتابع مأسات جيهان نفسها :موسوس:
لامشكلة لدي في طولها اندمجت بشكل تام معها :029: >> بدت الحبكة.. كمقدمة لحكاية كبيرة..:سعادة2:
واا ..فقط ننتظر المزيد من ابداعاتك :ضحكة:
عذرا على عشوائية ردي :جرح::ميت:
في أمان الله ورعايته وحفظه :e32e:

شـــوووق...
24-09-2017, 13:44
ماهذا يا اختي كل دي وقصة قصيرة كيف لو استطلتيها لرواية...
أعجبتني البداية لي عودة..::جيد::

شـــوووق...
24-09-2017, 14:15
السلام عليكم

ابدااااع ابدااع وما بعده كل الابداع كعادتك تبدعين بكل اخلاص..

ساكتب أرائي بشكل مشتت فتحمليني..:أوو:



شعرت بذراعيها تضغطان عليها بشدة للحظة ثمّ ترتخيان شيئاً فشيئاً مع أنّة ألمٍ صاحبها رنّة ابتسامة باهتة قبل أن يرتخي عليها ذاك الجسد كلياً،
أحسّت بميلانه نحوها كما لو كان على وشك السقوط، بثقله على جسدها.. برأسها الموضوع على كتفها بهدوء، لم تفهم بالضبط ما جرى..
سائلاً ما كان ينتشر على ظهرها حين لمسته، لم ترغب أن تنظر.. وكأنها بدأت تستوعب..

ـ ا.. اماليا..!
اقشعّر بدني للأمر وكادت الدمع أن يسيل لمجرد تخيل كيف للعزيز أن يموت وفي أحضانك..


وهل يكفي البكاء الصامت لإخراج آلامها ؟
لا والله ولو بكيت ذهبا لا يخرج...


يا ليت هناك من يعرف أن الذكريات الجميلة هي التّي تحرقنا وتخنقنا ألماً
صدقت وصدق قلمك..

ما هذا الابداع في تعقيدك للقصة من أينك هذه الأفكار البديعية.. :e106: أحببت القصة بقوتها وحيويتها وبكل حنقها..^^
*تروح تبكي* ادميت قلبي ألماً >> متأثرة :ضحكة:


جزيت خيرا يا قلم الابداع..^^

naina malik b.
25-09-2017, 20:43
واو انت موهوبة جدا
تأثرت جدا لدرجة ان دموعي انهمرت لا ايرادياً
وايضا اسفة انا متأخرة ولكنني لم استطع قرأتها قبل
بأنتظار القصة التالية

ضَــوْء
27-09-2017, 15:25
وعليكم ورحمة الله وبركاته

الحمـدلله بخير وبأتم الصحة والعافية وأتمنى أن تكوني كذلك :أوو:

أنا متأخرة كالعادة بكتابة التعليق! :مرتبك:

ربما أحياناً فكرت بأني عندما أدخل بقصتك سأكتب تعليقاً طويلاً وعريضاً يُشبعك

أما الآن سأقول رأيي الشخصي xd

أسلوبك جداً جميل خصوصاً أنك استطعتي استخدام الاسلوب الآخر وعرضتي مشاعر البطلة لتصل إلينا بسلاسة!

كما أن وصفك للأماكن والأحداث بغاية الروعه حيث جعلتنا نتخيل تفاصيل قصتك بدقة متناهية :d

فكرتك بإختيار أحداث القصة بما فيها من معاناة وألم وحِرقة وغضب ثم يبدأ الجمود والبرود لدى الإنسان مميز جداً !

أًهنئك على هذه الأفكار التراجيدية المؤثرة :)

جيهان؟ لاشك بأنها عانت كثيراً بما أن أفراد عائلتها جميعهم مجرمين <== أتسائل لِمَا لم تثأر أو شيء من هذا القبيل :نينجا:

كم هو مُحزن أن نرى أقرب الأشخاص لدينا هم ألد أعدائنا وينقلبون ضدنا ليعملوا لنا المكائد :بكاء: أكثر ماهو محبط أن كل شيء حدث بسبب أبوها

قتل أقرب الأشخاص إليها وجعلها مُجردة ووحيدة ليس لها أحد سوى... صديقتها أماليا

ثم تأتي توأمتها المتعجرفة لتقتلها ببساطة وببرودة دم :فيس غضبان:

ماذا كانت تقول تلك التوأم قبل قتلها أماليǿ قالت شيئاً بارداً جعلني أشتعل غضباً وأود لو أني قتلتها <== نسيت حقاً

أعتقد أنها قالت لنضغط على الزناد أو لنجعل الأمر تراجيدياً أكثر ! <== أُصيبت بالزهايمر المُبكر :Samjoon:

أفضل مقطع أحببته من القصة هو موت تلك المتغطرسه المجرمة وأكثر جزء احزنني أن جيهان ستضطر لرعاية إيثان

الذي لا يعلم أن بالأصل أن أمه قد ماتت على يد أُختها وأٌمه الحقيقية قاتلة بلا قلب وبلا رحمة ترعرعت بين مجرمين!

سوى تلك الجيهان..التي لم يمتزج دمها مع دماء القتلة السفاحين..

أماليا.. يبدو أن علاقتها مع صديقتها قوية جداً ومتينه ، كما أنها تبدو مرحة وطريفة :دموع::دموع::دموع:

آآآآآآآآه يإلهي لِمَا تلك المتعجرفة تقول "اووه اقتلوها هيا..هذا بسبب أنها تُدافع عن مجرمة"

ماذا ماذǿ لم أسمعكِ جيدǿ :تعجب: وكأنها لم تكن مجرمة حقيرة =.= <== موتي فحسب

كان من المفُترض أن تُسج عائلتها بسجن لئلا يخرج أولاد وأحفاد وأجيالاً من المجرمين يقتلون بدم بارد

إيثان المسكين أحزننيييييي !! لم يهنأ بطفولته بسبب والده القاسي ، لولا جيهان لربما قُتل

أتسائل كيف هو بعد موتـهǿ هل يعي حقاً بأن أمه الحقيقية قد ماتت وأن التي تدعي بأنها أُمه ماهي إلا توأمتها :جرح:

آخر مقطع من القصة كان جددداً جنوني وشيطاني بشكل فضيع.. كانت تبدو وكأنها.. مريضة نفسية أو قد جُنّ جُنونها

لقد كانت سعيدة جداً جداً حينما علمت بأن ابن اختها دسّ لها السُم واعطاها اياه لتشربه وتعلم أن موعدها موتها قد آن :غياب:

بالنهاية..كانت القصة فعلاً تراجيدية وحزينة وطويييلة كأنها رواية قصيرة @@

أظنك من طولها العجيب الذي يبدو كنهر النيل أو أياً كان لم تدققي عليها <==حتى أنك كتبتي بعض الكلمات بالعامية :ضحكة:

أتمنى أن نرى منكِ قصة سعيدة بالأرجاء أو أي شيء متصل بالسعادة <~~ ماعليك منها قاعدة تتفلسف :ضحكة:

اللهم صلِ وسلم على نبينا محمد~

orkida flower
28-09-2017, 18:21
نيما عزيزتي ما هذا الابداع..
جميل جدااا حقا امتعني قرائته :em_1f606:
هذه اول مرة اقرء لكي فيها طبعا ولن تكون الاخيرة باذن الله :e404:
وغريب جدا ان البداية تشبه بداية روايتي الجديدة هههههه صدفة غريبة جداا والله انا بدأت روايتي من شهرين كتبت اول فصلين بس :e057:
والبداية برضو البطلة بتكون واقفة علي قبر احدهم لن ادخل ف التفاصيل عشان محرقش الاحداث احم احم :e404::em_1f608:
ع العموم شكرا لكي ع الدعوة...
تبهريني دائما..
تحياتي:e056:

Icè Pieceś
08-10-2017, 18:49
اَلسَّلامُ عليـــكم ^_^
آوه ، حطمتُ الرقم القياسي في تأخر ردّي -> كـ العادة :غياب:
ما علينا نروح للقصّة....
.
تُحفة فنيّة ؟؟ :031:
مآ هذا بحق ؟!.. ما الذي حَدَثَ و كيف و لماذا ؟!!..
شابّة بعمر الزهـــــور ؟؟!.. :دموع:
ما كل هذه القسوة ؟!.. لما كل ذاك التحطيم و البرود ؟!!..
أتعلمين ؛ أسلوبك البديع - و دون مبالغة ! - في الكتابة جعلني لوهلة أشعر بـ ما تشعر بهِ جيهآن !!..
الألم اعتصرَ قلبي - صراحةً - حين قرأتُ تلك الأسطر !! :دموع:
أقسم أني أكاد أبكي لو أعدتُ قراءتهآ !!.. لذا لن أفعل كي لا أُجن :غياب:
لو كنتُ فقط مكانهآ !!.. آآآه فقط لو كنتُ !!__> و من الجيد أنني لستُ كذلك
لكنتُ شوّهتُ وجه تلك التوأمة الحقيرة آوه بل لكنتُ صنعتُ لوحة دآمية على تعابير وجههآ المرتعبة بينما صدى ضحكتي المجنونة يترددّ بقوة على أذنيهآ مُعلناً انتصاري !!...___> تحمست يعني :غياب:
لم أصدق أن كل تلك الأفعال اللاإنسانية من فِعلِ عائلة واحدة !! :مندهش:
يستحقون - و بجدارة - لَقَبَ الأسرة الحقيرة الدمويّة مُجرّدة المشاعر ذات الشناعة المُبالغ فيها ؛ باستثناء جيهآن و أحبابها الراحلونُ من إخوتها و غيرهم بالطبع !
أهذا يعني أن الأخ قد يقتلُ أخاه ببساطة ؟!.. و الأخت قد تفعل كل ذلك لأختها بسلاسة ؟؟!..
هه و الأب الـ.... لكي أن تتخيلي أسوء شتيمة :تعجب:
لكن بحق.. لما ؟!.. ما الذي جعل الأمور تصل لهذا ؟!.. لما يقتلون بعضهم البعض ؟؟!!
أم أنهم كانوا أشبه بـ عصابة سافلة و من رفض الإنضمام لهم - و منهم جيهآن و إخوتها و الراحلون الطيبون كما أسميهم - يقتلونهم أو لنقل يقلبون حياتهم جحيماً ؟؟! :غول:
حسناً لقد ثرثرتُ كثيراً و بدأ قلبي يؤلمني بسبب القهر هههه !.. لذا لا يسعني سوى قول ' أبدعتي أُختاه !!.. لا لا بل أكثر من الإبداع !.. '
لا أمل مُطلقاً من قراءة ما تخطّ يداك آنسة يورنيمآ .. سلمتْ أناملكِ البديعة دوماً و أبدا ✨
لا انتقادات لدي ^^


تقبّلي مروري المتواضع :031:
+
شككراً على الدعوة اللطيفة ^____^
+
أعتذذر على تأخيري المستمر --> حقاً آسفة !!

نــــونــــآ
12-10-2017, 08:01
حجز , سيستمر لاعوام .