Tiger Eye
11-09-2017, 01:36
كيف تتخلص من الهم والحزن
هرعَ إلى مِغلاة القهوة، وملأ الماء بها ثم أجلسها على زُرقة النار، انزوى داخل حجرة منزله، يتألم مع الليل، تغمر حياته أشياء مُبهمة، يقرأ صوت الداخل يقول: "هنالك بركانٌ كامنٌ في جعبةِ الأحزان، وإن لم يجد المرء من يُسرِّي له من تلك الأحزان سينفجر البركان، ويقتل صاحبه! "، انتفضَ، ومشاعره متكدسةٌ مجنونةٌ تجتاحه، تلعب برأسه وتدفعه للهروب من مِشرط الحياة، يُقنع نفسه بالرحيل.
يفتح الباب ويخرج...يتذكر أنه لا يملك جواز الإذن من والده، يُخبئ حزنه وسط طيات ملابسه ويجلس يرتشف القهوة على مهل، يأتي الفجر، يملأ مسامات الحياة أملاً، يمسحُ غبرة الجزع العالقة في صدره، يتوقف نمو الحزن طولاً، وعرضا،ً ويغط الوجع في نومٍ عميق ثم يُعلن كبح جِماح الهم والقلق، يُشرق نور الإيمان، والفرح، ويستنشق ملء صدره أنفاس الحياة الرحبة.
"اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز، والكسل، وأعوذ بك من الجبن، والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين، وقهر الرجال"، ما إن ينتهي المسلم من الإستعاذة من كل هذه المُعسِّرات حتى يُوقع الله في قلبه سكينة، واطمئنان، وراحة بال، ولعل الهموم، والأحزان تتوارد إلى الإنسان من تقلبات الحياة، ومُعتركاتها، وتنقلات حالها، فتجد السعيد يصبح حزيناً، وتارة الحزين يُضحي فرحاً، وأخرى يُقلب الله حال الغني فقيراً، والفقير غنياً، ذلك شاهدٌ قويٌ، ودلالة كافية على أن الأمر كله بيد الله يُصرفه كيف يشاء، ووقتما شاء.
القرب من الله تعالى وأد للحزن
ومما لا شك فيه أن القرب من الله عز وجل واللجوء إليه، والتذلل لعفوه باب من أبواب الفرح، وازاحة الترح وقتل مارد الحزن الذي يزأر كلما دبَّ الخوف، واليأس في قلب الإنسان، فالمسلم الذي يسير على طريق الله، ويمتثل لأمره، ويتبع سنة رسوله يكون في ضمان، وأمان، واحسان من الله، وذلك وعدٌ منه لعباده. وهنالك سلمٌ يصعده المسلم درجةً درجة وصولاً إلى سعادة الدنيا والآخرة:
1-بذكر الله سراً وجهراً، والانكسار بين يديه، والتودد إليه، ورجاء كرمه، ورحمته، ورضاه.
2-ملازمة الرفقة الصالحة التي تأمر بالخير، وتنهي عن الشر باب كبير لثبات الفرح، واطاحة كل أنواع المُثبطات والهموم، فالأخ يسند أخاه يشد من عضده ، ويُبلسم جرحه، ويمده بالأمل، وواجب العمل على هذه الأرض لتيسير أمره، وثبات سعيه الممتلئ بالعزيمة، والاصرار على مواصلة العمل لتحقيق الهدف المنشود.
3-التوكل على الله، وحسن الظن به، واليقين بكرمه ورضاه، إذ يقول الله في محكم تنزيله "وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُه".
فسلامة القلب من الشك، والتردد إشارة ضرورية لسلامة الحياة من الحزن، والضيق، وذلك يتأتى بسلامة المؤمن من كل أنواع المهددات الشيطانية بإثارة نعرة القلق، والفشل، والتراخي، فتسليم المؤمن أمره كله لخالقه، وحسن الظن به مع ضرورة السعي في الحياة الدنيا بالخير، والمعروف ثقة بالله، ويقين بأن الأمر كله إليه، وبيديه، ونتيجة ذلك رضا من الله، وفيض من كرمه، ورحمته.
غير أنّ المتسع إدراكه، المتفتحة عيناه على المستقبل بصواب وأمل يُحقَّق له أمله، ويُزال همه، ويضعف حزنه، وعلى المسلم أن يُسلّم أمره كله لله فهو الرازق الكريم المُعطي لعباده خير عطاء في خير وقت، وعلى المسلم كذلك أن يسير في أرض الله، يُفتش عن أسباب تُوهن ضيقه بذكر اسم الله كثيراً، ويوقن بالاجابة، يُمتِّع عينيه بالشمس كيف تسحق حلكة الليل وتبدلها نوراً. والعاقل الفطن يستطيع أن يخرج من خرم ابرة، يبدأ سيرته، وطقس حياته بالايجابية الفوّاحة، ويبجث عن أسرار السعادة، والابتكار ، ويُوقن بأن الضوء يخترق الزجاج، وإن كان حادا، فمن ثقب النور تلد الحياة سكينة، واستقراراً، وضماناً لراحة بال.
مُسببات الضيق
الحياة لا تسير ضمن نطاق واحد معين، فتبدلات الزمان، والمكان تصنع تبدلاً في حال الفرد، وتنقلاً قد يكون جذريا ًأو غيره، وقد يُضفي ذلك على قلب الإنسان حزناً، وضيقاً يُشعرانه بأن لا فرج بعده، وتزداد كومة الدموع على الخدين مع كل ازدياد لمصاعب الحياة؛ إذ أن قلة فرص العمل ، وتراكم البطالة، وقلة دخل الفرد أسباب للضيق الأسري الاجتماعي الاقتصادي يترتب عليه عدم قدرة الفرد توفير احتياجات الأسرة، وإعالتها جيداً، وعدم استقرارها نفسياً، ومادياً، كذا عزوف الشباب عن الزواج لعدم تمكنهم من توفير متطلباته، وتراكمات شروطه واحتياجاته، وذلك سبب كافٍ لأن يربض الحزن على العينين، ويفتك بالجسد، ويزيده شحوباً، وضعفاً.
سلّموا أمركم لربكم، تفائلوا بالفرح تجدوه، ابتسموا طويلاً، وأيقنوا أنّ الخير كله بيديه، قفوا ببابه، وأحسنوا الظن به لينهمر فيض عطائه وكرمه وإحسانه، ولا خاب عبد توكل على ربه وأحسن اليقين به.
هرعَ إلى مِغلاة القهوة، وملأ الماء بها ثم أجلسها على زُرقة النار، انزوى داخل حجرة منزله، يتألم مع الليل، تغمر حياته أشياء مُبهمة، يقرأ صوت الداخل يقول: "هنالك بركانٌ كامنٌ في جعبةِ الأحزان، وإن لم يجد المرء من يُسرِّي له من تلك الأحزان سينفجر البركان، ويقتل صاحبه! "، انتفضَ، ومشاعره متكدسةٌ مجنونةٌ تجتاحه، تلعب برأسه وتدفعه للهروب من مِشرط الحياة، يُقنع نفسه بالرحيل.
يفتح الباب ويخرج...يتذكر أنه لا يملك جواز الإذن من والده، يُخبئ حزنه وسط طيات ملابسه ويجلس يرتشف القهوة على مهل، يأتي الفجر، يملأ مسامات الحياة أملاً، يمسحُ غبرة الجزع العالقة في صدره، يتوقف نمو الحزن طولاً، وعرضا،ً ويغط الوجع في نومٍ عميق ثم يُعلن كبح جِماح الهم والقلق، يُشرق نور الإيمان، والفرح، ويستنشق ملء صدره أنفاس الحياة الرحبة.
"اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز، والكسل، وأعوذ بك من الجبن، والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين، وقهر الرجال"، ما إن ينتهي المسلم من الإستعاذة من كل هذه المُعسِّرات حتى يُوقع الله في قلبه سكينة، واطمئنان، وراحة بال، ولعل الهموم، والأحزان تتوارد إلى الإنسان من تقلبات الحياة، ومُعتركاتها، وتنقلات حالها، فتجد السعيد يصبح حزيناً، وتارة الحزين يُضحي فرحاً، وأخرى يُقلب الله حال الغني فقيراً، والفقير غنياً، ذلك شاهدٌ قويٌ، ودلالة كافية على أن الأمر كله بيد الله يُصرفه كيف يشاء، ووقتما شاء.
القرب من الله تعالى وأد للحزن
ومما لا شك فيه أن القرب من الله عز وجل واللجوء إليه، والتذلل لعفوه باب من أبواب الفرح، وازاحة الترح وقتل مارد الحزن الذي يزأر كلما دبَّ الخوف، واليأس في قلب الإنسان، فالمسلم الذي يسير على طريق الله، ويمتثل لأمره، ويتبع سنة رسوله يكون في ضمان، وأمان، واحسان من الله، وذلك وعدٌ منه لعباده. وهنالك سلمٌ يصعده المسلم درجةً درجة وصولاً إلى سعادة الدنيا والآخرة:
1-بذكر الله سراً وجهراً، والانكسار بين يديه، والتودد إليه، ورجاء كرمه، ورحمته، ورضاه.
2-ملازمة الرفقة الصالحة التي تأمر بالخير، وتنهي عن الشر باب كبير لثبات الفرح، واطاحة كل أنواع المُثبطات والهموم، فالأخ يسند أخاه يشد من عضده ، ويُبلسم جرحه، ويمده بالأمل، وواجب العمل على هذه الأرض لتيسير أمره، وثبات سعيه الممتلئ بالعزيمة، والاصرار على مواصلة العمل لتحقيق الهدف المنشود.
3-التوكل على الله، وحسن الظن به، واليقين بكرمه ورضاه، إذ يقول الله في محكم تنزيله "وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُه".
فسلامة القلب من الشك، والتردد إشارة ضرورية لسلامة الحياة من الحزن، والضيق، وذلك يتأتى بسلامة المؤمن من كل أنواع المهددات الشيطانية بإثارة نعرة القلق، والفشل، والتراخي، فتسليم المؤمن أمره كله لخالقه، وحسن الظن به مع ضرورة السعي في الحياة الدنيا بالخير، والمعروف ثقة بالله، ويقين بأن الأمر كله إليه، وبيديه، ونتيجة ذلك رضا من الله، وفيض من كرمه، ورحمته.
غير أنّ المتسع إدراكه، المتفتحة عيناه على المستقبل بصواب وأمل يُحقَّق له أمله، ويُزال همه، ويضعف حزنه، وعلى المسلم أن يُسلّم أمره كله لله فهو الرازق الكريم المُعطي لعباده خير عطاء في خير وقت، وعلى المسلم كذلك أن يسير في أرض الله، يُفتش عن أسباب تُوهن ضيقه بذكر اسم الله كثيراً، ويوقن بالاجابة، يُمتِّع عينيه بالشمس كيف تسحق حلكة الليل وتبدلها نوراً. والعاقل الفطن يستطيع أن يخرج من خرم ابرة، يبدأ سيرته، وطقس حياته بالايجابية الفوّاحة، ويبجث عن أسرار السعادة، والابتكار ، ويُوقن بأن الضوء يخترق الزجاج، وإن كان حادا، فمن ثقب النور تلد الحياة سكينة، واستقراراً، وضماناً لراحة بال.
مُسببات الضيق
الحياة لا تسير ضمن نطاق واحد معين، فتبدلات الزمان، والمكان تصنع تبدلاً في حال الفرد، وتنقلاً قد يكون جذريا ًأو غيره، وقد يُضفي ذلك على قلب الإنسان حزناً، وضيقاً يُشعرانه بأن لا فرج بعده، وتزداد كومة الدموع على الخدين مع كل ازدياد لمصاعب الحياة؛ إذ أن قلة فرص العمل ، وتراكم البطالة، وقلة دخل الفرد أسباب للضيق الأسري الاجتماعي الاقتصادي يترتب عليه عدم قدرة الفرد توفير احتياجات الأسرة، وإعالتها جيداً، وعدم استقرارها نفسياً، ومادياً، كذا عزوف الشباب عن الزواج لعدم تمكنهم من توفير متطلباته، وتراكمات شروطه واحتياجاته، وذلك سبب كافٍ لأن يربض الحزن على العينين، ويفتك بالجسد، ويزيده شحوباً، وضعفاً.
سلّموا أمركم لربكم، تفائلوا بالفرح تجدوه، ابتسموا طويلاً، وأيقنوا أنّ الخير كله بيديه، قفوا ببابه، وأحسنوا الظن به لينهمر فيض عطائه وكرمه وإحسانه، ولا خاب عبد توكل على ربه وأحسن اليقين به.