PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : معزوفة | ذكرى مقاتلة



cute zoba
04-06-2017, 20:25
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=2216556&stc=1&d=1518457634




*~


رمضان كريم ، وكل عام وأنتم بخيرٍ ..
هذه مشاركة في مسابقة " أقلامٌ عزَفت ما بطيِّ الخيال! "
المشاركون : cute zoba , white dream , أُنسٌ زَهَر
* المفكرة : cute zoba
* الكتاب : white dream, أُنسٌ زَهَر
الفكرة :
" العجوز غريبة الأطوار !
إنها العجوز التي تسكن ذلك الحي ! منزلها مظلم وكئيب ، يتحاشاه الأطفال حين عودتهم من مدارسهم !
والأهالي يمنعونهم من الذهاب لهنالكَ ! ولكن في يومٍ ثلاثة أطفالٍ شجعان فضولهم قادهم لتلكَ العجوز !
فيدخلون منزلها ويتعرفون عليها !
ويصدمون بأنها عجوز طيبة ولطيفة رغم تصرفاتها غريبة الأطوار !
وتحكي لهم عن أيامِ شبابها حيث كانتْ طيارة حربية !
وتريهم طائرتها القديمة في فناءها الخلفي وتحكي لهم كيف آل بها الأمر لكونها طيارةً عسكرية "

* ملاحظة :
قد إنسحبتْ أُنسٌ زَهَر بسبب بعض المشاكل ، أتمنى أن تسنح لنا فرصة أخرى قريباً ..

cute zoba
04-06-2017, 20:28
الزقاق الضيق واجم كعادته ، ترصفه حجارة قاسية داست عليها ألاف الأقدام ، وتشربت المطر والآهات حتى الثمالة ، الجدران المتقاربة شهدت لقاءات وفُراقاتٍ لا تحصى ، كل شيء على حاله منذ سنوات ، كذلك بدا الحال من النافذة الصغيرة المغبرة ، تنسدل عليها ستائر من الساتان الأبيض الناعم ، وخلفها على كرسيٍ هزاز ، جلست سيدة عجوز قد بلغت من الكِبرِ عتيا ، خطت على وجهها تجاعيد غزيرة ، لم يكن يدخل موطنها ذاك إلا قدر ضئيل من أشعة مريضة ، نجحت بتخطي العوائق والمرور من خلال النافذة لتنتشر وتذوب في ظلام الحجرة ، كاسرة شيئا من عتمتها ، كما انعكست على الزجاجيات والفضيات المعروضة هنا وهناك .
رفوف متباعدة تصطف عليها بانتظام تحف ومجسمات صغيرة غاية في الجمال ، يفصل بين كل قطعة وأخرى غرض أصغر حجما ، قطعة معدنية قديمة ، صدفة ملونة أو دبوس فضي عتيق ؛ لم يكن ثمة نظام محدد للمتجر ، بل كل شيء مرتب بشكل عشوائي أنيق ، يظل الزائر يجول بين الرفوف والطاولات مأخوذا بسحر المكان ، وضائعا في جماله .
لكن زوار المتجر قلة قليلة من الناس ، وغالبا يكونون سُياح أو عابري سبيل ، فموقعه الغارق وسط زقاق فرعي منعزل جعل قلة من العيون تقع عليه ، هذا بالإضافة لهالة الرعب التي تحيطه والتي ينشرها السكان حول صاحبته ، كانت في نظرهم عجوز شمطاء شريرة ، لم يدري أحد من أين أتت ، وكانت تنعزل عن المجتمع في بيتها الصغير المظلم على الدوام ، لم يرها أحد جالسة في الحديقة العامة قبلا ، تتمشى في الطريق عند الأصيل أو تتبادل أطراف الحديث مع سيدة أخرى كعادة كل نساء العالم ، بل هي منطوية في بيتها ، ولا يمكن القول أنها تستقبل زوارا أو أصدقاء ، بل داعت الشائعات حولها ، وابتعدت عنها الناس تدريجيا ، وظهرت أقوال تفيد بأنها عجوز ملعونة تتعامل بالسحر وتغوص في بِركِ الشرور جميعا ، فحرصت العائلات على تنفير أطفالها من الاقتراب من ذلك المتجر ، وظل الحال هكذا أزمانا طويلة !.
وفي مساء ليس يختلف عن غيره من الأمسيات الصيفية في شيء ، تعالت ضجة معتادة من الحديقة الصغيرة القابعة وسط المدينة ، كان مصدرها مجموعة من الأطفال ، لمعت أعينهم ببريق الحياة ، وارتفعت هاماتهم إلى السماء .. كانوا خمسة ، ثلاث صبية وفتاتان ، جميعهم يلبسون زِيا موحدا باللونين الأبيض والرمادي، علت أصواتهم بجدال حامي ، بدا الأمر جديا والحديثُ ذا بال ، قال أطولهم قامة ، وقد كان شابا تتجلى في وجهه تقاسيم الجُرأة ، بعينين واسعة زرقاء وملامح صارمة تشي أن صاحبها إذا أقدم على أمر فلن يعود ، كور قبضته بتحدٍ وهتف : من معي يا رفاق ؟.
بلا لحظة تأخير قفز الصبي المجاور له وصاح بحيوية : أنا معك يا صاحبي .
نظرت الفتاتان لبعضهما البعض ، تبادلا نظرة طويلة يغزوها القلق ، وحولت الطفلة الشقراء نظرها للشاب الأول ، تلاقت عيناهما فأشاحت ببصرها وتمتمت : أنا معكم أيضا .
نهرتها الصبية الأخرى بصيحة مستنكرة : إيفي ! هل فقدت عقلك ؟ لن أسمح لك بمرافقة هؤلاء المجانين! .
قالت ذلك وحولت نظرها للشاب الأخير ، كان هادئا ذا نظرة غارقة في التأمل ، كأنه يشاهد أسرار الكون ترسم على عدستي نظارته المستطيلة ، أيقظته من شروده بصوتها : جوش قل شيئا !
همهم المعني لحظة وأجابها : الواقع يا جين أنا ذاهب أيضا ، يجب أن نعرف سر هذا الغموض، أراهن أن الأمر ليس أكثر من شائعات توارثها الناس، ثم لقد اتفقنا على هذا التحدي منذ شهور، اتفقنا على دخول المتجر الغريب أخر أيام السنة الدراسية !.
صاحت جين باستنكار: ولكن .. أهلنا ..!! قد نقع في مشكلة يا رفاق .. كريس سيقع اللوم عليك لأنك صاحب الفكرة !.
باغتها الصبي بغمزة من عينه قائلا : يمكنك البقاء هنا يا جين واتصلي بالنجدة إذا لم نعاود الظهور، قد يصلون بسرعة قبل أن يتم التهامنا وتعليق رؤوسنا على جدران البيت .
سرت رجفة في أوصالها لكنها كبحت نفسها وهتفت بعناد: بل سأدخل معكم ، أيها المزعجون ! .
هكذا حُسِم الأمر ، وقادتهم خطواتهم الصغيرة نحو الزقاق المنشود ، قبضت إيفي على قلبها وفي عينيها بريق رهبة ، لكنها استعادت رباطة جأشها وهي ترى كريس يتقدم المجموعة خلفه تماما سام ، وتجاورها جين ، بينما كان جوش في المؤخرة ، موقعها المتوسط جعلها تشعر بشيء من الأمان ؛ تقدموا حتى وصلوا الباب الخشبي المقصود ، قديم عليه شقوق عميقة وتتوسطه نافذة زجاجية مغبرة لا تكاد تظهر شيئا من خلفها ؛ دفع كريس الباب ببطء فصدر أزيز قصير تبعه صوت تصادم معدني عذب يشبه صوت آلة الإكسيليفون ، طافت عيونهم في الحجرة لحظة من الزمن ، تبع ذلك صوت خرج مرتبكا من حنجرة سام وهو ينادي: مرحبا ..! .
وقعت العيون العشرة على الكرسي القائم أمام النافذة على يسارهم وقد اهتز وتحرك عليك جسد ضئيل منحني ، نظرت نحوهم عينان صغيرتان لامعتان ، وانفرجت الشفتان الرفيعتان عن ابتسامة صغيرة تبعها صوت تخنقه بحة عميقة : تفضلوا .
تيبس الأطفال في مكانهم واقتربت الفتاتان من بعضهما وتشابكت أصابعهما بغير وعي ، لحظة صمت طويلة رانت عليهم ، أخيرا قطعها كريس بعد أن حشد جرأته العتيدة ، وتقدم بضع خطوات نحو الكائن المتكور على الكرسي ، حنى رأسه قليلا في تحية قصيرة وقال : مرحبا يا سيدتي ، جئنا نلقي نظرة على متجرك ، فهل تسمحين لنا بذلك ؟.
استعت عينا العجوز بدهشة ، ما لبثت أن عادت لوضعها الأول وأجابت بهدوء: بالتأكيد ، لقد مضى زمن طويل منذ أن دخل أحد متجري ، أرجوكم استمتعوا بالزيارة عندي قطع جميلة للبيع .
تبادل الأطفال نظرة شك طويلة مشوبة بالريبة وشيء من الخوف والقلق، همست جين قرب أذن إيفي: أنا خائفة ، العجوز تبدو لطيفة بشكل مخيف.
ضغطت إيفي على أصابع صديقتها وابتسمت: سنكون بخير اهدئي ، سنلقي نظرة سريعة ونخرج.
تحرك الأطفال نحو الداخل بخطوات ثقيلة ، بالكاد كانت أعينهم تتعلق بالتحف وما يلبثون أن يسترقوا نظرة للسيدة القابعة على كرسيها بسكينة كأن على رأسها الطير! سرعان ما صارت نظراتهم أطول للمعروضات ، وتفرقت أجسادهم المتقاربة وذهب كل منهم في اتجاه ، تسحرهم روعة الصور التذكارية والأعمال اليدوية ، ودون أن ينتبهوا تجموا خمستهم عند طاولة في الوسط ، كأن ترتيب المكان يقود الشخص بلا وعي نحوها ، كانت طاولة دائرية تتوسط المتجر عليها شرشف حريري أبيض نظيف ، وفوقها يستقر حامل معدني أشبه بغصن شجرة ، تتدلى من أحد الفروع سلسلة معدنية في نهايتها تتعلق صفيحتان رفيعتان منقوش عليهما بعض الكلمات والأرقام ، وفي غصن آخر هناك سلسلة مشابهة تماما بَيْدَ أنَّ الصفيحة عليها أثار حريق أو ما شابه ، أيضا توجد مجموعة من الأوسمة الملونة على حامل مخملي ، واطار فضي يحتوي صورة جماعية لبضعة أفراد بلباس عسكري ، تظهر خلفهم طائرة حربية من طراز جي آر 7 إيه (gr7a) كما كتب على جسمها بطلاء أبيض واضح .
كان ذلك كل ما تحمله الطاولة الصغيرة ، وفجأة رفع جوش عينيه نحو السيدة العجوز في كرسيها لكنه كان خاليا وأدرك أنها كانت تقف جوارهم تماما بقامتها المنحنية وابتسامتها الجانبية الرفيعة ، ابتلع ريقه بصعوبة وعلقت الأصوات في حناجرهم فلم يستطع أحد منهم الصراخ أو الإتيان بنبسه شفة ، زفرت السيدة بهدوء ولانت عيناها وهي تنظر نحو السلسلة المعدنية ، مدت أصابعها المرتجفة ولمست طرفها وهمست: ما زلت تُفاجِئني بعد كل هذه السنوات يا عزيزي !.
نظر الاطفال حولهم فلم يكن ثمة أحد إضافي في المكان ، تشبعت ملامحهم رعبا وتقاربت أجسادهم في موقف احتماء ، وقف كريس أمام إيفي وتمتم في محاولة لإخراج عذر للانصراف ، لكن السيدة العجوز نظرت نحوهم وابتسمت ، التفاتة وجهها جعلت قبس من الضوء يسقط عليها ، اتسعت عيون الأطفال بدهشة ، شعروا فجأة أن طيفا أليفا طاف عليهم ، قالت السيدة بعدما تنحنحت وأطلقت قهقهة صغيرة : عذرا يا صغاري ، لم أكن أقصد أن أثير خوفكم.
تشجع كريس وسأل : هل كل الأشياء هنا معروضة للبيع يا سيدتي ؟ .
ــ : نعم ، باستثناء محتويات هذه الطاولة يا صغيري .
تساءل سام : ولماذا يا سيدتي ؟.
وضعت يدها على كتفه بهدوء وقالت : وكيف للمرء أن يبيع ذكرياته يا بني ؟ إن أطياف الماضي تزورني منها .
لمحت نظرات متسائلة فنظرت نحو الجدار كأنها ترى طيف إنسان هناك : هل تريدون أن تسمعوا القصة ؟.
اهتزت الرؤوس الخمسة وكأنها اتفقت تخاطريا على هذا الفعل ، فأشارت لهم بيدها المجعدة نحو الأريكة، وما أن تموضعوا عليها حتى جلست أمامهم في كرسيها المعهود وبدأت قصتها : قبل أربعين عاما كنت طيرا حُرا ، كنت مقاتلة في الجيش النظامي للدولة ، على طائرتي الحربية .... ؛ ولكن مهلا ليست هذه البداية ، بل ابتدأت قصتي يوم تخرجي من الكلية العسكرية ، أبي كان عقيدا تزين كتفه ثلاث نجمات ، ولأني ابنته الوحيدة أردت دائما جعله يفخر بي ، فانتسبت إلى سلاحِ الجو ، وبعد بضعة أشهر من التدريب المكثف والشاق ، تم تقسيمنا في فرق خماسية ، أربع مستجدين وقائد ذو رتبة أعلى – أشارت بحركة عابثة نحو صورة معلقة على الجدار فطارت عيون الأطفال إليها فيما تابعت حديثها – كنت تحت إمرة الرائد أندريه دي لا سيرا ، كان رجلا حازما تشرب قوانين الجيش منذ نعومة أظفاره ، وامتدت الأيام وأنا تحت نظره وسمعه ، نخرج في مهمات يندر أن تكون جدية ، وأغلبها يتسم بسمة الاستطلاع والتقصي ، مضت الأيام وتوطدت العلاقة بيننا ، ولم أعقل لنفسي إلا وأنا واقعة في حبه ، ولحسن حظي فقد كان يبادلني الشعور ، فانتهى الأمر بزواجنا في حفل هو الأسوأ على مر التاريخ – قطعت كلامها بضحكة قصيرة وأردفت – ولكن لم يكن ذاك يهم حقا ، فلم يكن يعنيني من العالم إلا أن أكون معه ، وهكذا ظللنا ، كان يرعاني بحرص ويتفقد طائرتي بنفسه قبل كل اقلاع ، ويسألني عن حالي بعد كل هبوط ، حتى ذلك اليوم – صمتت هنية ونظرت نحو طاولة التذكارات- جاءنا الأمر بمهمة استطلاع روتينية ، كانت البلاد تشهد توترا عسكريا ، وتم تسجيل دخول طائرات معادية إلى سمائنا ، وكانت مهمتنا تقضي بتقصي الأمر ، في البدء لم يكن ثمة ما يريب ، السماء زرقاء وجميلة ، تغزوها ندف ناعمة وكثيفة من الغيوم أشبه بحلوى غزل البنات – أفلتت ضحكة صغيرة اختلطت بنبرة متألمة – وكان الفضاء خاليا إلا من أربع طائرات صديقة ، استدرنا وكنا نستعد لإنهاء الجولة ، لكن ... لكن حدث مالم يكن في الحسبان ، أوه يا إلـهي ما زلت أذكر ذلك اليوم وكأنه أمس ، فجأة انطلقت أجهزت الإنذار في طائرتي، أجهزة التحسس ترصد شيئا يقترب ، وظهر على شاشة الردار أمامي جسم يطير نحوي بسرعة شديدة ، أدركت فورا أنه صاروخ أطلقته مقاتلة معادية ، استدرت في الجو بحركة احترافية لأتخلص منه ، لكن لسوء حظي لم يكن صاروخا عاديا ، بل كان صاروخا حراريا ، يتتبع الحرارة الصادرة من أقرب جسم إليه ، تلبسني الرعب ، حاولت المناورة والهروب منه باستماته ، لكنه كان يتبعني كظلي ، وشعرت بلحظة الانفجار تقترب ، كنت أفقد السيطرة فثمة سلاسل جبلية أمامي وصاروخ خلفي ، وكان الموت ينتظرني ليطبق علي فكي كماشته ، عرفت أني هالكة لا محالة ، أغمضت عيني وانتظرت لحظة الموت ، وفي تلك اللحظة دوى انفجار ضخم من خلفي ، حلقت بطائرتي لأخرج من مجال الانفجار ، واستدرت بزاوية مائة وثمانين درجة لأكون خلفه لا أمامه ، وقتها فقط أدركت كنه الجسم المشتعل ، لقد اعترض الرائد مسار الصاروخ بطائرته ، لقد حماني بنفسه وضحى بها لأعيش أنا – فرت دمعة ساخنة من جفنها وانسابت بحرية على خدها – لقد فقدته ذلك اليوم ، تغير كل شيء من بعده ، فلا الجيش صار كما هو ، ولا استطعت أنا أن أخرج من ذكراه ، أمضيت سنوات خدمتي أرى طيفه معي في كل طيران ، وفي احدى المهمات تعرضت لإصابة بالغة أنهت مسيرتي في سلاح الجو وأنهت سنوات تحليق طائرتي .
وقفت عن كرسيها واشارت لهم ليتبعوها ، دخلت إلى ممر مظلم وهم من خلفها ، ومن هناك فتحت بابا دخل منه قدر كبير من الضوء أعمى أبصارهم التي تعودت على الظلمة لبضع ثوان ، خرجوا إلى حديقة صغيرة ، على شرفة البيت تقبع طاولة بكرسيين ، عليها فنجانان وأبريق شاي خزفي مزخرف ، وفي الفناء يقف بشموخ هيكل طائرة أكل عليه الدهر ، لكنه ظل متماسكا إلى حد يثير الإعجاب ؛ أشارت إليه وتابعت حديثها الآنف : نعم ، هذه هي طائرتي ، المقاتلة جي آر 7 إيه (gr7a) ، أو كما أحب أن أطلق عليها الوردة السوداء ، لقد حصلت عليها بعد مشادات طويلة وبفضل موقع والدي المرموق في الجيش ، وحصل هذا فقط بعدما ايقنوا أنها لم تعد قابلة للإصلاح ، لقد قمت بترميمها قدر الامكان وتكبدت الكثير من المشاق لوضعها في هذا المكان .
تساءلت إيفي في لهفة وقد اغرورقت عيناها بالدموع : وعشت كل هذه السنوات وحدك ؟
أجابتها بابتسامة : نعم ، هذا بيتي ، عشت هنا مع آندريه سنتين في غاية السعادة ، وثمان وثلاثون عاما عشتها مع طيفه – اشارت إلى طاولة الشاي – إنه معي ، أشعر بحضوره في كل لحظاتي ، ولا أتخيل نفسي أبتعد عنه ، لقد تعاهدنا على أن نبقى معا .
قالت جين وقد اقتربت خطوتين من السيدة العجوز والتي قد بان وجهها في الضوء أكثر لطفا وأُلفة ، وأكسبته سنوات الوحدة وقارا حزينا ترق له الأنفس : ألم تفكري يوما في الرحيل ؟ عشت مع كل هذه الذكريات المؤلمة فكيف لم تهربي ؟.
اقتربت منها السيدة وربتت على رأسها بحب : في الجيش نتعلم الولاء يا بُنيتي ، وأنا ولائي لبيتي ولذكرى زوجي ، عشت هنا أوقات سعيدة وهي تساعدني لتخفيف وطأة أيام الألم حين تَجِنُّ الذكريات المؤلمة .
تساءل سام بصوت مسموع : يا ترى ما سر كل هذه الاتهامات الباطلة حولك يا سيدتي ؟.
حركت كتفيها بقلة حيلة وقالت : لقد أصبت إصابة بليغة ألزمتني الفراش شهورا طويلة ، في البدء كان عندي قلة من الأصدقاء يزورونني بشكل منتظم ما لبثوا أن انتشروا في الأرض وكفوا عن الزيارة ، ومع زيادة وحدتي وانطوائي زادت الشائعات حولي ، حتى وصلت لما وصلت إليه اليوم .
قادتهم إلى الداخل مرة أخرى ولما عادوا إلى مجلسهم الأول ، قال كريس بحرارة: نحن آسفون يا سيدتي ، لقد اسأنا الظن بك وقتا طويلا ، ولا أدري مصدر هذا الكلام المشاع حولك ولكني أرى بشكل جَلِّي أنه مغلوط ، سنسعى لتوضيح اللبس المثار عنكِ فأنتِ سيدة عظيمة بحق ، خدمت بلادها بإخلاص وعاشت وفية .
ابتسمت السيدة وفرت دمعة من عينها ، قامت إلى احدى الرفوف وأحضرت بضع قطع مميزة أهدتها لهم كعربون صداقة وشكر لصنيعهم ؛ استأذنوا منها للانصراف ورافقتهم حتى الباب ، كانت إيفي في المؤخرة فأمسكت العجوز كتفيها تستوقفها لحظة وهمست : هذا الدبوس الذي منحتك إياه ذكرى غالية يا طفلتي ، إنه من أندريه ..!.
نظرت الطفلة إلى الدبوس بدهشة وكادت أن تعترض ولكن السيدة قطعتها : إنه يأتي في شكل قطعتين هذه ، وتلك عند رفيقك أزرق العينين .
قرأت الدهشة في عيون الطفلة فضحكت بخفة وأردفت: لقد بلغت من الكبرِ عِتيا يا عزيزتي ، يمكنني بسهولة قراءة نظراتك نحوه ، في أيام شبابي كنت أنظر هكذا لـ أندريه ! .

_ تمت _

الكاتبة : white dream

Clara-Oz
04-06-2017, 22:20
آه~ قلبي ....
ماذا أقول ... أو كيف عليّ أن أعيد أفكاري التي تشتت حولي .
كم أود البكاء فقط ... فقط البكاء 😭😢
عجزت الحروف عن التشكل و تبعثرت رافضة تكوين كلمات تعبر عمّا أشعر به الآن .. ولكن مجرد محاولة محيكة ستفي بجزء من الغرض
هل أبدأ بالكلمات ... أم الوصف أم الشخصيات الصغيرة و الكبيرة . الهرمة و الشابة التي أشهى التهامها ...
ربااه~
لقد شتتي مشاعري قبل أفكاري و حروفي قبل كلماتي 😶
...
لقد عشقت أسلوبك و كل شيء .. فقط كل شيء ...
-دمعة شغف تنزلق من محجري -
يا إلهي لقد غُصّ حلقي ...
لقد قرأتها ما يقارب الأربع مرات .. ولقد استهوتني و عشقتها ... شعرت بأني أفتح محادثة مع إحدى كتبي القابعة على رف مكتبتي ... وليس أي كتاب بل أكثر كتاب أشتهي قراءته ..
أرجو أن تعذري تشتتي حالياً و تقبلي هذا الرد الذي حاولت أن أصف فيه ما أشعر به حالياً .. رغم أنني أظن أن الكلمات لا تستطيع الوصف فقد خانتني كما خانني التعبير 😷
...
عشقتتتهاااا 😍😍 بكل ما تعنيه الحروف و النقاط في هذه الكلمة
....
رعاكن الله و حفظ أناملكن الرقيقة التي خطّ ما استطعتن و بتفوق تشويشي به ... 💖
....
أتمنى أن أستطيع قراءة المزيد لكن عزيزاتي 🌸
-تنفس الصعداء - إلى لقاء قريب إن شاء الله
>> أرجو أن تعذري خزعبلاتي التي تملكتني 😆😅

ضَــوْء
05-06-2017, 00:30
حججججز!

white dream
05-06-2017, 00:31
آه~ قلبي ....
ماذا أقول ... أو كيف عليّ أن أعيد أفكاري التي تشتت حولي .
كم أود البكاء فقط ... فقط البكاء ����
عجزت الحروف عن التشكل و تبعثرت رافضة تكوين كلمات تعبر عمّا أشعر به الآن .. ولكن مجرد محاولة محيكة ستفي بجزء من الغرض
هل أبدأ بالكلمات ... أم الوصف أم الشخصيات الصغيرة و الكبيرة . الهرمة و الشابة التي أشهى التهامها ...
ربااه~
لقد شتتي مشاعري قبل أفكاري و حروفي قبل كلماتي ��
...
لقد عشقت أسلوبك و كل شيء .. فقط كل شيء ...
-دمعة شغف تنزلق من محجري -
يا إلهي لقد غُصّ حلقي ...
لقد قرأتها ما يقارب الأربع مرات .. ولقد استهوتني و عشقتها ... شعرت بأني أفتح محادثة مع إحدى كتبي القابعة على رف مكتبتي ... وليس أي كتاب بل أكثر كتاب أشتهي قراءته ..
أرجو أن تعذري تشتتي حالياً و تقبلي هذا الرد الذي حاولت أن أصف فيه ما أشعر به حالياً .. رغم أنني أظن أن الكلمات لا تستطيع الوصف فقد خانتني كما خانني التعبير ��
...
عشقتتتهاااا ���� بكل ما تعنيه الحروف و النقاط في هذه الكلمة
....
رعاكن الله و حفظ أناملكن الرقيقة التي خطّ ما استطعتن و بتفوق تشويشي به ... ��
....
أتمنى أن أستطيع قراءة المزيد لكن عزيزاتي ��
-تنفس الصعداء - إلى لقاء قريب إن شاء الله
>> أرجو أن تعذري خزعبلاتي التي تملكتني ����


أوه .. رغم أن القصة متواضعة جدا ، إلا أني سعيدة حقا وكثيرا أني جعلت شخصا يحس بكل هذه المشاعر ..
سعيدة أنها راقت لك ، وأشكر بحجم السماء على ردك الجميل ، أسعدتني كلماتك أسعدك الله دنيا وآخرة <3 ..

رعاك الله عزيزتي :أوو:

Clara-Oz
05-06-2017, 00:58
أوه .. رغم أن القصة متواضعة جدا ، إلا أني سعيدة حقا وكثيرا أني جعلت شخصا يحس بكل هذه المشاعر ..
سعيدة أنها راقت لك ، وأشكر بحجم السماء على ردك الجميل ، أسعدتني كلماتك أسعدك الله دنيا وآخرة <3 ..

رعاك الله عزيزتي :أوو:

:e418: جمعا يارب ~ :e303:

ضَــوْء
07-06-2017, 19:16
^
بآك
وصول متأخر ههه :غياب:
أظن أنني لأول مرة أقرأ كتاباتك :e415: كانت قصة رائعه بحق والفكرة كانت جميييلة :دموع:
بداية القصة شعرت بالغموض الشديد حول منزل العجوز :em_1f636:!! وهنا رأيت إتقانك لأسلوب التشويق :) لا عجب بأن أنس تخاف نزالك :ضحكة:!! << أمزح
صحيح..يجب على الإنسان أن يكتشف أولاً الحقائق وألا يصدق الشائعات :(، أحزنني جداً جداً لحظة حماية زوج الفتاة لها :دموع: :دموع: <<أكثر موقف جعلني أحزن، كان عليكم تخفيف نكهة الحزن هنا :بكاء
بالنهاية..استمتعت بالقراءة
بالتوفيق