ضَــوْء
10-03-2017, 18:19
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=2216556&stc=1&d=1518457634
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=2184524&d=1489345343
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=2183873&d=1489151512
حشد من الناس ثائر ورجال شرطه يحاولون إيقافهم بلا جـدوى، الرعب قد أصبح شبح ذلك
المكان وأخـذ يلعب لعبته الشنيعة، وجـوه قد تكشرت وأخرى امتلأت بملامح الفزع والخوف،
في وهلة من الزمن.. تشتت ذلك الجمع الكبير
ليخرج من بينه طفل صغير بالعاشرة يتقدم بخطوات مرتجفة إلى مكان الحدث ، في حين ذلك..
دفعه شرطي للخلف
"مالذي تفعله أيها الطفل؟ ارحل من هنا، لا يجب أن تُعطلنا عن عملنا"
"أنيو.. أخي أنيو!"
ارتسمت علامات الذهول على وجه الشرطي عندما خرجت تلك الكلمات من فم الصبي فسأله
عن مقصده بتلقائية لكن الطفل استقل تلك اللحظة فهرول إلى ذلك المنزل الكبير الذي كان
هدفه بينما تدافع الناس بقوة وكادو يخرجون عن السيطرة ،تناسى ذلك الشرطي أمر الصبي
فأصبح همه الوحيد هو إيقاف ذلك الحشد الذي يلقي بشتائمه عليهم ويصبون جام غضبهم
على تلك الشرطة، فتح الصبي الباب على مصراعيه وانطلق إلى هـدفه،كان رجال الشرطة
يتوزعون للبحث في أرجاء المنزل ،تسلل إلى الطابق الثاني وتجنب رجال الشرطه الذين كانوا
منغمسين بعملهم، وعندما وصل شعر بشعور غريب فرائحة الدماء ورائحة العفن الكريهه
تملأ المكان والإنارة كانت تنطفئ تارة وتضيء تارة أخرى، جال نظره بالمكان ليبحث عن مكان
الرائحه فلفت نظره جـدار مُلطخ بالدماء وغرفة يظهر منها ضوء خافت، قادته رجلاه إلى ذلك
المكان وهو يتسلل بحذر شديد ،دخل إلى الغرفة و اقترب كثيراً من الجدار فأغمض عينيه
بتحسر لئلا يرى ماكان يخشاه،فتح عينيه من جديد وهـو يدعو من كل قلبه بألا يكـون شيئاً
سيئاً له ،كانت الصاقعه عندما رأى فتى يشبهه ولكن يبدو من مظهره أنه أكبر منه بسنتين
ويداه متشبعتان بلون الدماء القرمزي ،وجثة امرأة أربعينية تقبع بجواره ، وضع يده على فمه
وعيناه تكادان تخرجان من مكانهما ، فخرجت من حبالة الصوتية كلمات منهاره:
"لمـاذا فعلت هذا يا أخي..لماذا قتلت..أمي؟!"
انتبه لوجوده الذي طال قبل أن يتحدث ، فنظر إليه بشفقه وببرود
"لأنها تُلقي علي بشتائمها وتضربني..ألا تستحق الموت يا شون؟"
التقط المطرقة الضخمة من جديد فقام يلوحها بالهواء ويضرب بتلك الجثة المتهالكة
ويكسر رأسها وعظامها ، أسرع إليه شون ليوقفه فانقض على مطرقته محاولاً سحبها
منه فأمسكت يدا أنيو المطرقة بقوة لئلا تُفلت منه ،كان صراخ أخيه ونحيبه يُحدث ضجة
وصدىً بالمكان .. صوت طرق وسحب واصطدام مزعجين ينبأ عن حدوث خطر ما،انتبهت فرقة
من فرق البحث التي كانت تبحث بالطابق الأول إلى تلك الجلبة بالطابق الثاني فـذهبوا
مسرعين للتحقق من الأمر، صعدو الدرج وهم يمسكون في أيديهم مسدسات صغيره تحسباً
للأمر ، تفرق الرجال الستة للبحث بالأرجاء بينما الصوت قد اختفى ولم يُسمع أي شيء فور
صعودهم ، لاحظ رجلان آثار أرجل مُطبعه بالدماء ، ففتح أحدهم اللاسلكي الخاص به
"أيها القائد لقد وجدنا آثار أرجل ويبدو بأنها قد داست على بقعة من الدماء"
قال بصوت غاضب نفد منه الصبر:
"اتبع الآثار ولتجد من يحاول اللعب معنا، لايجب أن نجعله يلعب بالأرجاء..
يجدر بك أن تمسك به سريعاً سنحرُس المنطقة وأنت قم بعملك"
تنفس الأخير الصعداء وعقد حاجبيه العريضان ،وضع اللاسلكي في جيبه فاتّبع
الرجلان الآثار فقادتهما إلى غرفة خافتة الإنارة، وصلت رائحة نتنة وكريهة إلى جيوبهم
الأنفية فوضعو أصابعهم على أنوفهم ، مشيا بخفوت بينما كانا يتأملان أركان الغرفة ،
لمح أحد الرجلان كتابات على أحد الجدران ، اقترب الرجل منه ليرى بوضوح
"المـوت لـكـم"
هذا ماكان مكتوباً على الجدار بالدماء، اهتزت مقلتا عينيه فأنزل عينية ليفحص ماحول الجدار
فوجـد شيئاً يشبه الأعضاء البشرية مقطعه ومهشمة ، صرخ الأخير مرتعباً مما رأى ،اصطدم
بزميله الذي قدم إليه بسرعه وقلبه يكاد ينفجر ،فسقطت نظارته التي كان يرتديها
"ماذا بك؟!.ماذا هناك؟"
لم يجب على سؤاله مطولاً بل تجاهله وهرب ناحية الباب بينما كان يصرخ
"إنه ينظر إلي..اهررب"
نظر إليه مستغرباً من تصرفه فأدار ظهره متجاهلاً له فلطالما كان ذلك الرجل جباناً في
قسمهم،أدار ظهره وحنا ظهره ليلتقط نظارته مرة أخرى، تقدم قليلاً للأمام وأَحكم يده
على مسدسه ، انتبه للعبارات أخيراً
"العالم ليس بحاجة إلى رجال فاسدين أمثالكم"
"فالتتذوقو بشاعة الموت ياملاعين"
بينما كـان مشغولاً بقراءة تلك العبارات المريبة تسلل شيء ما خلفه بسرعه ، فانقض عليه
كالأسـد الغاضب فأدخل السكين إلى عينه اليسرى وأخرجها من مكانها ،صرخ ذلك الرجل
بارتعاب عندما رأى مقلة عينيه وبؤبؤه يتحركان ، لم يُفكر حتـى بأن ينظر خلفه ويهرب بل
كانت صدمته الكبرى هي فقدان عينه ،فكان ذلك فرصةً لقتله بفظاعه ، ترنح جسده وسقط
بعدما تم توجيه طعنة قاتلة قضت عليه فأصبح من عداد الموتى ، عـاد الهدوء إلى تلك الغرفة
كأن لم يحدث شيء هناك ، خرج صوت من جهاز اللاسلكي الخاص بالشرطي الذي كان مفتوحاً
منذ بداية دخوله للغرفة دون أن يلاحظ
"شرطي بارك أأنت بخير.. ماذا بك..أتسمعني؟!"
حـاول جاهداً أن يجد جواباً أو رداً منه لكنه لم يُفلح لم يكن المجيب سوى الهدوء المريب..،
لحظات قليلة وتنتهي المؤامرة..شخص ما كان يرتدي جلجاباً أسوداً كئيباً يتقدم ويمسك
بالجهاز وتعلو محياة ابتسامة خبيثة.. ببادئ الأمر لم يُسمع سـوى صوت ضحكاته الشيطانية
وبالكاد هدأ فأجابه الطرف الآخر
"مـن أنت أيــها الوغد النذل؟! هل فعلتَ شيئاً لرجالي؟!"
عـادت ضحكاته الخبيثة مرة أخرى..
"انتبـه لما تقوله أيها السيد المحترم..عليك أن تراقب تصرفاتك قبل أن يحين دورك"
انسابت قطرة عرق من جبينه فقال بصوت خشن مصطنع
"مـن أنت لكي تهددني أيها الحثالة..سوف أحرص على أن تكون بالسجن"
ابتسم ابتسامة مُتحدية ثم بصق على الأرض ، فقال بنبرة مستهزئة
"سأكـون بانتظارك بكل شوق سيدي العزيز"
ثم أردف قائلاً..
"هذا إن استطعت حقاً إمساكِ"
"انتـ..."
قُطع الاتصال فرمـى اللاسلكي على الأرض ثم سحقه بقدمه ،اختبئت الفرق الثلاثـة المكونة
من ستة رجال خلف جدار تلك الغرفة ينتظرون إشارة من قائدهم بالدخول،انتبه ذلك المجهول
من وجودهم فضحك من عنادهم وبعد لحظات اختفى الصوت كلياً ، أطلق القائد إشارة
بالدخول فتسللت الفرق الثلاث بالدخول وهم يحملون أسلحتهم ويستعدون لإطلاق النار، لـم
يجـد الشرطة الشخص الذي يقبع في دائرة الغموض فكل ما رأوه هالة رمادية تتلاشى ،لحظات
ساكنة..فجأة يقطعها صراخ أحد الرجال المستميت وكأنه فقد السيطرة على نفسه ،فقام يدور
حول المكان ويلقي بشتائمه ويزمجر على الآخرين وكأنه فقد عقله
" أنتم رجال فاسدين لا يهمكم ماهية القانون والعدالة ،كل ما بإمكانكم هو الأكل والنوم وأرواح
الناس تُباد..إذا كنتم لا تنفعون أحد بشيء فالموت أولى بأن يسلب أرواحكم.."
صـوب مسدسـه نحوهم مبتغياً إطلاق الرصاص عليهم، تقدم إليه القائد غير مبالي بتصرفه
واعتلت شفتيه ابتسامة باردة وبلهاء، فقال باستهزاء
"هل هكذا يتصرف الرجال..أيها الطفل؟"
"أصمتت أيها الأخرس"
ركل المسدس بينما الآخر يتحدث بتغطرس ثم وجّه له لكمة جعلته يترنح في وقفته ،
فأمسك ياقة ملابسه وجذبه نحوه
"يجب أن تتعلم آداب الحديث أيها الوقح، سألقنك درساً لن تنساه"
قاطعه صـوت رجل ما قائلاً
"سيدي لاتقتله إنه واحد من رجالك..نحن الشرطة نتخلص من الأشرار لا أن نصبح نحـن الأشرار أيضاً"
"أطبق فمك..هذا ليس من شأنك ،لم أطلب رأيك أيها الأحمق"
قاوم ذلك الرجل بينما كان الأخير يتحدث فركله بقوة مما جعله يسقط على رأسه ، وضع
باطن يده على رأسه بتأوه شديد، اقترب منه ذلك الرجل وقـد تحـول وجهه إلى شكل بشع،
بشرته سوادء كالفحم..بقع منتفخة في وجهه..وصديد أكل أطرافه..ومخالب حادة كالقطط،
بالنظر إليه فقط..سيُصيب المرء الجنون وكأنه ليس بشرياً البتة ، جثا على ركبتيه وأمسك
رقبة قائده، ابتسم بمتعة بينما الأخير كان خائف ويزدري بعضاً من ريقه
"مـاذا!..هـل أنت خائف الآن بعدما كنت تتصنع الشجاعة؟"
"أ..رجوك أرحمني"
نظر إليه بطرف عينيه التي كانت تلتمعان ،تململ من رؤية وجهه المثير للشفقه فأراد أن
يجعله يَخِرّ صَرِيعاً بسرعه ، غرس مخالبه الحـادة بخفة بجسده المفتول، تطايرت قطرات الدماء
على الأرض وتلوث قميصـه باللون القرمزي ، لم يستطع الصراخ أبداً فهو يشعر بأن هناك
عقدة في لسانة تمنعه من الصراخ أو طلب النجدة فكل مافعله هو النظر وكأنه يسمح لذلك
الوحش -الرجل- بسلب حياته بكل بساطه ، سرعان ماصرخ الرجال الآخرون الذين لم يقفو سوى
متفرجين على ماحدث ، فهرولو جميعاً نحـو الباب ليخرجـو للخارج ويتنفسو الصعداء لكن ذلك
الوحش الشيطاني جذبهم إليه كأنهم قطع مسامير بيد مغناطيس ، فقتل جميع الرجال
وقطعهم إرباً ولم يغفر لواحد منهم بالرغم من استغاثاتهم الغير مجدية ، رفع رأسه متفاخراً
وشّق ابتسامته إلى منتصف وجهه فرحاً بانتصاره..
"أليس الموت مريحاً لكم من أن تحشروا انوفكم بما لايعنيكم..ألم أقل أنكم مجرد حثالة..جبناء.."
قهقه بفرح وهو يستمتع بنشوة انتصاره التي لم تدم، تسلل شخص ما خلفه فوضع مرفقه
على عنق الرجل وشده إليه، حاول الرجل إبعاد مرفقه لكنه كـان قوياً جداً فاستسلم للإغماء..
"لقد مثلت الدور بشكل جيد أيها الشرطي..لكن يجب أن تلحق برفاقك"
أمسك رأسه بكلتا يديه فقُطعت شرايينه وانفصل رأسه فتدحرج على الأرض كالكرة وقَبع
بجوار جثث زملاءه المُتدمية ..
دنا منه طفل بالثانية عشر وأمسك بحاشية ملابسه
"هذا أنت يا أنيو؟..لقد كنت طفلاً مطيعاً هذا اليوم يجب أن أكافئك ياصغيري..التضحية قد تكون
مهمة في بعض الأحيان،ألا توافقني بذلك؟"
"بلى ياسيدي"
داعب خصلات الصغير بيده ثم أمسك يده وتلاشى جسدهما الظلام فلم يبقى سوى بريق
عينيه الحمراوين التي امتلأت بمشاعر الحقد والكراهية والتي نبأت عن الشر المستطير
هذا هو الشيطان الذي قد لعب بمهارة بقطع الشطرنج واخترق قوانين اللعبة بدهائه
وأربك الجميع بهدوئه
تمت
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=2184524&d=1489345343
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=2183873&d=1489151512
حشد من الناس ثائر ورجال شرطه يحاولون إيقافهم بلا جـدوى، الرعب قد أصبح شبح ذلك
المكان وأخـذ يلعب لعبته الشنيعة، وجـوه قد تكشرت وأخرى امتلأت بملامح الفزع والخوف،
في وهلة من الزمن.. تشتت ذلك الجمع الكبير
ليخرج من بينه طفل صغير بالعاشرة يتقدم بخطوات مرتجفة إلى مكان الحدث ، في حين ذلك..
دفعه شرطي للخلف
"مالذي تفعله أيها الطفل؟ ارحل من هنا، لا يجب أن تُعطلنا عن عملنا"
"أنيو.. أخي أنيو!"
ارتسمت علامات الذهول على وجه الشرطي عندما خرجت تلك الكلمات من فم الصبي فسأله
عن مقصده بتلقائية لكن الطفل استقل تلك اللحظة فهرول إلى ذلك المنزل الكبير الذي كان
هدفه بينما تدافع الناس بقوة وكادو يخرجون عن السيطرة ،تناسى ذلك الشرطي أمر الصبي
فأصبح همه الوحيد هو إيقاف ذلك الحشد الذي يلقي بشتائمه عليهم ويصبون جام غضبهم
على تلك الشرطة، فتح الصبي الباب على مصراعيه وانطلق إلى هـدفه،كان رجال الشرطة
يتوزعون للبحث في أرجاء المنزل ،تسلل إلى الطابق الثاني وتجنب رجال الشرطه الذين كانوا
منغمسين بعملهم، وعندما وصل شعر بشعور غريب فرائحة الدماء ورائحة العفن الكريهه
تملأ المكان والإنارة كانت تنطفئ تارة وتضيء تارة أخرى، جال نظره بالمكان ليبحث عن مكان
الرائحه فلفت نظره جـدار مُلطخ بالدماء وغرفة يظهر منها ضوء خافت، قادته رجلاه إلى ذلك
المكان وهو يتسلل بحذر شديد ،دخل إلى الغرفة و اقترب كثيراً من الجدار فأغمض عينيه
بتحسر لئلا يرى ماكان يخشاه،فتح عينيه من جديد وهـو يدعو من كل قلبه بألا يكـون شيئاً
سيئاً له ،كانت الصاقعه عندما رأى فتى يشبهه ولكن يبدو من مظهره أنه أكبر منه بسنتين
ويداه متشبعتان بلون الدماء القرمزي ،وجثة امرأة أربعينية تقبع بجواره ، وضع يده على فمه
وعيناه تكادان تخرجان من مكانهما ، فخرجت من حبالة الصوتية كلمات منهاره:
"لمـاذا فعلت هذا يا أخي..لماذا قتلت..أمي؟!"
انتبه لوجوده الذي طال قبل أن يتحدث ، فنظر إليه بشفقه وببرود
"لأنها تُلقي علي بشتائمها وتضربني..ألا تستحق الموت يا شون؟"
التقط المطرقة الضخمة من جديد فقام يلوحها بالهواء ويضرب بتلك الجثة المتهالكة
ويكسر رأسها وعظامها ، أسرع إليه شون ليوقفه فانقض على مطرقته محاولاً سحبها
منه فأمسكت يدا أنيو المطرقة بقوة لئلا تُفلت منه ،كان صراخ أخيه ونحيبه يُحدث ضجة
وصدىً بالمكان .. صوت طرق وسحب واصطدام مزعجين ينبأ عن حدوث خطر ما،انتبهت فرقة
من فرق البحث التي كانت تبحث بالطابق الأول إلى تلك الجلبة بالطابق الثاني فـذهبوا
مسرعين للتحقق من الأمر، صعدو الدرج وهم يمسكون في أيديهم مسدسات صغيره تحسباً
للأمر ، تفرق الرجال الستة للبحث بالأرجاء بينما الصوت قد اختفى ولم يُسمع أي شيء فور
صعودهم ، لاحظ رجلان آثار أرجل مُطبعه بالدماء ، ففتح أحدهم اللاسلكي الخاص به
"أيها القائد لقد وجدنا آثار أرجل ويبدو بأنها قد داست على بقعة من الدماء"
قال بصوت غاضب نفد منه الصبر:
"اتبع الآثار ولتجد من يحاول اللعب معنا، لايجب أن نجعله يلعب بالأرجاء..
يجدر بك أن تمسك به سريعاً سنحرُس المنطقة وأنت قم بعملك"
تنفس الأخير الصعداء وعقد حاجبيه العريضان ،وضع اللاسلكي في جيبه فاتّبع
الرجلان الآثار فقادتهما إلى غرفة خافتة الإنارة، وصلت رائحة نتنة وكريهة إلى جيوبهم
الأنفية فوضعو أصابعهم على أنوفهم ، مشيا بخفوت بينما كانا يتأملان أركان الغرفة ،
لمح أحد الرجلان كتابات على أحد الجدران ، اقترب الرجل منه ليرى بوضوح
"المـوت لـكـم"
هذا ماكان مكتوباً على الجدار بالدماء، اهتزت مقلتا عينيه فأنزل عينية ليفحص ماحول الجدار
فوجـد شيئاً يشبه الأعضاء البشرية مقطعه ومهشمة ، صرخ الأخير مرتعباً مما رأى ،اصطدم
بزميله الذي قدم إليه بسرعه وقلبه يكاد ينفجر ،فسقطت نظارته التي كان يرتديها
"ماذا بك؟!.ماذا هناك؟"
لم يجب على سؤاله مطولاً بل تجاهله وهرب ناحية الباب بينما كان يصرخ
"إنه ينظر إلي..اهررب"
نظر إليه مستغرباً من تصرفه فأدار ظهره متجاهلاً له فلطالما كان ذلك الرجل جباناً في
قسمهم،أدار ظهره وحنا ظهره ليلتقط نظارته مرة أخرى، تقدم قليلاً للأمام وأَحكم يده
على مسدسه ، انتبه للعبارات أخيراً
"العالم ليس بحاجة إلى رجال فاسدين أمثالكم"
"فالتتذوقو بشاعة الموت ياملاعين"
بينما كـان مشغولاً بقراءة تلك العبارات المريبة تسلل شيء ما خلفه بسرعه ، فانقض عليه
كالأسـد الغاضب فأدخل السكين إلى عينه اليسرى وأخرجها من مكانها ،صرخ ذلك الرجل
بارتعاب عندما رأى مقلة عينيه وبؤبؤه يتحركان ، لم يُفكر حتـى بأن ينظر خلفه ويهرب بل
كانت صدمته الكبرى هي فقدان عينه ،فكان ذلك فرصةً لقتله بفظاعه ، ترنح جسده وسقط
بعدما تم توجيه طعنة قاتلة قضت عليه فأصبح من عداد الموتى ، عـاد الهدوء إلى تلك الغرفة
كأن لم يحدث شيء هناك ، خرج صوت من جهاز اللاسلكي الخاص بالشرطي الذي كان مفتوحاً
منذ بداية دخوله للغرفة دون أن يلاحظ
"شرطي بارك أأنت بخير.. ماذا بك..أتسمعني؟!"
حـاول جاهداً أن يجد جواباً أو رداً منه لكنه لم يُفلح لم يكن المجيب سوى الهدوء المريب..،
لحظات قليلة وتنتهي المؤامرة..شخص ما كان يرتدي جلجاباً أسوداً كئيباً يتقدم ويمسك
بالجهاز وتعلو محياة ابتسامة خبيثة.. ببادئ الأمر لم يُسمع سـوى صوت ضحكاته الشيطانية
وبالكاد هدأ فأجابه الطرف الآخر
"مـن أنت أيــها الوغد النذل؟! هل فعلتَ شيئاً لرجالي؟!"
عـادت ضحكاته الخبيثة مرة أخرى..
"انتبـه لما تقوله أيها السيد المحترم..عليك أن تراقب تصرفاتك قبل أن يحين دورك"
انسابت قطرة عرق من جبينه فقال بصوت خشن مصطنع
"مـن أنت لكي تهددني أيها الحثالة..سوف أحرص على أن تكون بالسجن"
ابتسم ابتسامة مُتحدية ثم بصق على الأرض ، فقال بنبرة مستهزئة
"سأكـون بانتظارك بكل شوق سيدي العزيز"
ثم أردف قائلاً..
"هذا إن استطعت حقاً إمساكِ"
"انتـ..."
قُطع الاتصال فرمـى اللاسلكي على الأرض ثم سحقه بقدمه ،اختبئت الفرق الثلاثـة المكونة
من ستة رجال خلف جدار تلك الغرفة ينتظرون إشارة من قائدهم بالدخول،انتبه ذلك المجهول
من وجودهم فضحك من عنادهم وبعد لحظات اختفى الصوت كلياً ، أطلق القائد إشارة
بالدخول فتسللت الفرق الثلاث بالدخول وهم يحملون أسلحتهم ويستعدون لإطلاق النار، لـم
يجـد الشرطة الشخص الذي يقبع في دائرة الغموض فكل ما رأوه هالة رمادية تتلاشى ،لحظات
ساكنة..فجأة يقطعها صراخ أحد الرجال المستميت وكأنه فقد السيطرة على نفسه ،فقام يدور
حول المكان ويلقي بشتائمه ويزمجر على الآخرين وكأنه فقد عقله
" أنتم رجال فاسدين لا يهمكم ماهية القانون والعدالة ،كل ما بإمكانكم هو الأكل والنوم وأرواح
الناس تُباد..إذا كنتم لا تنفعون أحد بشيء فالموت أولى بأن يسلب أرواحكم.."
صـوب مسدسـه نحوهم مبتغياً إطلاق الرصاص عليهم، تقدم إليه القائد غير مبالي بتصرفه
واعتلت شفتيه ابتسامة باردة وبلهاء، فقال باستهزاء
"هل هكذا يتصرف الرجال..أيها الطفل؟"
"أصمتت أيها الأخرس"
ركل المسدس بينما الآخر يتحدث بتغطرس ثم وجّه له لكمة جعلته يترنح في وقفته ،
فأمسك ياقة ملابسه وجذبه نحوه
"يجب أن تتعلم آداب الحديث أيها الوقح، سألقنك درساً لن تنساه"
قاطعه صـوت رجل ما قائلاً
"سيدي لاتقتله إنه واحد من رجالك..نحن الشرطة نتخلص من الأشرار لا أن نصبح نحـن الأشرار أيضاً"
"أطبق فمك..هذا ليس من شأنك ،لم أطلب رأيك أيها الأحمق"
قاوم ذلك الرجل بينما كان الأخير يتحدث فركله بقوة مما جعله يسقط على رأسه ، وضع
باطن يده على رأسه بتأوه شديد، اقترب منه ذلك الرجل وقـد تحـول وجهه إلى شكل بشع،
بشرته سوادء كالفحم..بقع منتفخة في وجهه..وصديد أكل أطرافه..ومخالب حادة كالقطط،
بالنظر إليه فقط..سيُصيب المرء الجنون وكأنه ليس بشرياً البتة ، جثا على ركبتيه وأمسك
رقبة قائده، ابتسم بمتعة بينما الأخير كان خائف ويزدري بعضاً من ريقه
"مـاذا!..هـل أنت خائف الآن بعدما كنت تتصنع الشجاعة؟"
"أ..رجوك أرحمني"
نظر إليه بطرف عينيه التي كانت تلتمعان ،تململ من رؤية وجهه المثير للشفقه فأراد أن
يجعله يَخِرّ صَرِيعاً بسرعه ، غرس مخالبه الحـادة بخفة بجسده المفتول، تطايرت قطرات الدماء
على الأرض وتلوث قميصـه باللون القرمزي ، لم يستطع الصراخ أبداً فهو يشعر بأن هناك
عقدة في لسانة تمنعه من الصراخ أو طلب النجدة فكل مافعله هو النظر وكأنه يسمح لذلك
الوحش -الرجل- بسلب حياته بكل بساطه ، سرعان ماصرخ الرجال الآخرون الذين لم يقفو سوى
متفرجين على ماحدث ، فهرولو جميعاً نحـو الباب ليخرجـو للخارج ويتنفسو الصعداء لكن ذلك
الوحش الشيطاني جذبهم إليه كأنهم قطع مسامير بيد مغناطيس ، فقتل جميع الرجال
وقطعهم إرباً ولم يغفر لواحد منهم بالرغم من استغاثاتهم الغير مجدية ، رفع رأسه متفاخراً
وشّق ابتسامته إلى منتصف وجهه فرحاً بانتصاره..
"أليس الموت مريحاً لكم من أن تحشروا انوفكم بما لايعنيكم..ألم أقل أنكم مجرد حثالة..جبناء.."
قهقه بفرح وهو يستمتع بنشوة انتصاره التي لم تدم، تسلل شخص ما خلفه فوضع مرفقه
على عنق الرجل وشده إليه، حاول الرجل إبعاد مرفقه لكنه كـان قوياً جداً فاستسلم للإغماء..
"لقد مثلت الدور بشكل جيد أيها الشرطي..لكن يجب أن تلحق برفاقك"
أمسك رأسه بكلتا يديه فقُطعت شرايينه وانفصل رأسه فتدحرج على الأرض كالكرة وقَبع
بجوار جثث زملاءه المُتدمية ..
دنا منه طفل بالثانية عشر وأمسك بحاشية ملابسه
"هذا أنت يا أنيو؟..لقد كنت طفلاً مطيعاً هذا اليوم يجب أن أكافئك ياصغيري..التضحية قد تكون
مهمة في بعض الأحيان،ألا توافقني بذلك؟"
"بلى ياسيدي"
داعب خصلات الصغير بيده ثم أمسك يده وتلاشى جسدهما الظلام فلم يبقى سوى بريق
عينيه الحمراوين التي امتلأت بمشاعر الحقد والكراهية والتي نبأت عن الشر المستطير
هذا هو الشيطان الذي قد لعب بمهارة بقطع الشطرنج واخترق قوانين اللعبة بدهائه
وأربك الجميع بهدوئه
تمت