PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : رسالة تبحث عن صندوق بريدها..



سين؟
19-12-2016, 00:06
.
.
.
الرسالة الأخيرة...

منذ زمن لم أكتب لكِ أي رسالة هجرتكِ لفترة طويلة أعرف هذا فلتعذريني ربما سأهجركِ إلى الأبد!

في الحقيقة لا أعرف كيف سأكتب لك وكيف سأدخل إلى صلب الموضوع إنني محتار وحيرتي هذه
تختلف عن حيرتي التي كنت أخبركِ عنها في رسائلي القديمة.

أعترف إليكِ أن حبي لكِ لم يكتب عن مثله الكتاب في كتاباتهم ولا الشعراء في أشعارهم
كان حباً عادياً تماماً كما يحب أي شخص بسيط في هذا الكوكب كان حباً طموحاً
رسم كل دقيقة سنعيشها معاً وماذا سنفعل بها.

بكل بساطة أحببتك وبكل صعوبة أحاول نسيانك.

هل تذكرين عندما كان كفكِ ساعي بريد والأرض صندوقه وكنت أنحني لألتقط قطعة من قلبي؟
أخبرتكِ عن هذا سابقاً وقلت لك أن قصاصات الورق تلك قطعاً تشكل قلبي ولن أفرط فيها أبداً
أعترف إليكِ الآن أنني نثرتها أمامي بأوراقها المهترئة التي تنقلت بين جيوب بناطيلي آلاف المرات
وأطعمتها للنار قطعة قطعة ذات ليلة خان فيها الشوق الوفاء حين قدمه قرباناً للنسيان الذي بدوره لم يقبله
والشوق لو تعرفينه شيء مقيت مقيتٌ جداً يشبه يداً عمياء تقلبني على مهلٍ فوق مشواة اسمها انتظار.

أعترف إليك أنني خنتكِ وربما سأخونكِ مرة أخرى فقد وجدتني فجأة أريد أن أعيش أن أحب امرأة أخرى
وأن أكمل معها ما تبقى من العمر.

لم أخبركِ من قبل أنني كنت أعد العدة لخطبتك كنت صغيراً على الزوج حينها إلا أنني كنت مستعجلاً جداً
ولكن القدر كان أسرع مني حين أختاركِ من بين كل الناس وقد رضيت بالقدر أما أن ترحلي من الدنيا
وتكملي حياتكِ في داخلي هذا ما لا أستطيع احتماله.

تعبت كثيراً وأبحث عن شيء يزيح صورتكِ من عيني وصوتكِ من أذني وابتسامتكِ من وجه كل طفل أشاهده.


أكتب إليك رسالتي هذه ولا أدري أي صندوق بريد سيلتقفها ولا أدري إن كانت الأرض ما تزال صندوق بريدنا
أم أنها قد أصبحت السماء.
.
.
.
.

أُنسٌ زَهَر
19-12-2016, 19:15
.



لا أدري ما الذي يجب عليّ أن أقوله ؟
إنه وصف سلس وبكل براعة تمت حياكته كخيوط صوف من أجل سترة جميلة ! > لقد أثرت عليّ الأجواء الشتوية
لقد كنت أظن للحظة أن الرسالة هي المتكلم ! لكنني وبعد الإسترسال واجهت الموقف بكل قساوة .. هناك من كتب الرسالة وكانت الفقرة هي فحوى الرسالة !
حسناً لا تلمني ، أنا أحب الأفكار الغرائبية .. التي تتحدث عن أمور ناطقة وهي ليست بكذلك .. لكن هذا لا يمنعني من محبة ما كتبت
رغم أن الرومنسية ليس ذوقي .. إلا أنه لا يمنعني أيضاً من أن أكون سعيدة على كمية الكلمات الجميلة التي وُضعت هناك !

ضَــوْء
27-05-2017, 18:56
أحسست لبرهة أن العنوان اختصر جميع هذه الأسطر :ضحكة: بالنسبة للقصة أو بالأحرى المشهد فقد كان محزناً جداً.. أردت أن أعرف فقط ماهو عذر ذلك الشخص ليترك الشخص الذي احبه دون أن يفكر جيداً..ماهو؟ هذه خيانة بحقها :بكاء: خذل ثقتها به من أجل إمرأة أخرى :تعجب: وبالفعل اكره هذه الرومانسية الحزينة.. لكن وصفك جذبني على قراءة اقصوصتك
واصل ابداعك~

ساره ن
30-05-2017, 19:53
"وتظلّ تموت لكي تحيا
وتموت لكي تحيا أكثر.." -البردوني

رسائل حب لا تصل
لقاءات وذكريات مجمدة
وقت يطوي كثير من السكون
خارج الزمان والمكان
في عالم فيه هؤلاء هما الأحياء فقط!!
لا تجعلها رسالة أخيرة...

S H O C K
03-05-2018, 13:15
,



جميلة، أحسنتَ الطَّرح أخي العزيز سين
في بادئ الأمر أخذتَ الأمر بتروٍّ فوَصفت وأطربتنا بتمايل الكلماتِ بخفَّة..
وما لبثتَ إلَّا أن تعجَّلت في الفِقرة الأخيرة.. إنَّما ذلك لم يُفسد من جمالِها كثيرًا!
ننتظر المزيد منك.

ṦảṪảἣ
03-05-2018, 13:45
كلمات نافذة قوية و بديعة!
لكنني أراها خاطرة أكثر من كونها أقصوصة.

استمتعت بالقراءة فشكرًا لك

لاڤينيا . .
07-05-2018, 14:22
والشوق لو تعرفينه شيء مقيت مقيتٌ جداً يشبه يداً عمياء تقلبني على مهلٍ فوق مشواة اسمها انتظار.




استوقفني هذا السطر،مؤثّر
أطمح لقراءة المزيد من كتاباتك،وفعلا تبدو كخاطرة أكثر من كونها أقصوصة

×hirOki×
09-05-2018, 16:37
.
.
.
.
أواه ..جميل جدا

لماذا أشعر بأن دوستويفسكي ينتحب أمامي ؟؟

أو أرقبه على حين غرة وهو يوقد قناديل العذابات في الليل البهيم ؟؟

أحببت ما وجدته هنا صدقاااااااااا

.
.
.

كيف تبدأ الأشيـــــــاء والحكايات ..


أخبرتكِ عن هذا سابقاً وقلت لك أن قصاصات الورق تلك قطعاً تشكل قلبي ولن أفرط فيها أبداً

أواااه وكيف تنتهي !!!


أعترف إليكِ الآن أنني نثرتها أمامي بأوراقها المهترئة التي تنقلت بين جيوب بناطيلي آلاف المرات


.
.
.

هذه الحكاية وبالأخص هذين الأسطر اللذين وضعتهما في اقتباسين
يشكلان بالنسبة لي أقسى مشهد درامي يمكن أن تصوّره الحياة
حسنا ..ليبعده الله عن كل حبيب وعدو أيضا
ومجددا ، أحببت ما رأيت هنا ،،،كثيرا كثير كثيرااا

.
.
.
>
>
>
>