PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : ضُمّي جناحَكِ يا سُعادُ أو ارْفَعي



ابا اسحاق
17-09-2016, 15:32
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=2165696&stc=1&d=1478823418http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=2165694&stc=1&d=1478823418


السلام عليكم


" ضُمّي جناحَكِ يا سُعادُ أو ارْفَعي ! " ... بَعْدَ الجُّحُودِ فؤادُنا يَتَرَفَّعِ
لا تَنْظُري لي كالرَّئِيمِ مَلامَة ً ... فَلَقدْ رَضيتِ بِأنْ أموتَ وَتَمْنَعِ
أتُغازِلينَ تَلَهُّفي بِلِهايةٍ ؟! ... وأنا الضعيفُ إزاءَ كُلِّ مُسَجَّعِ
وإذا رأيْتُكِ فالكلامُ تَخَبُّط ٌ ... وإذا افْتَرَقْنا فالكلامُ بأصْبُعي
ذُقْنا مَراراً مِنْ تسائُلِ شارِدٍ ... ماذا تُخَبّي يا زمانُ بِبُرْقـُعِ
وَلَقدْ ظَنَنْتُكِ في حنايا غَفْلَةٍ ... زَوْجاً لِغَيْري في مَساءِ مُفَجَّعِ
فكأنَّ هذا القلْبَ نارُ جَهَنِّمٍ ... وَلِكِبْرِهِ صاغَ ابْتِسامَ المُدَّعي
لو تَرْحَلينَ فإنَّهُ مُتَمَرِّسٌ ... في كُلِّ بَيْنٍ كالجحيمِ المُفْزِعِ
أوْ ترْمُقينَ بِحِنْقَةٍ ما بالُهُ ... يرْنو إلَيْنا كالخَريفِ الأفْظَعِ ؟!
باعوكَ قلْبي كُلَّ لَيْلٍ حِينَما ... رَقَدوا وَقُمْنا نَسْتِجيرُ وَنَرْفَعِ
وطَغَوْا عَلَيْنا واسْتَحَلّوا قَتْلَنا ... وَرَمَوْا بِسَهْمٍ في الصَّميمِ مُقَطِّعِ
أكَأنَّنا نَرْجو سَلاماً طَيِّباً ؟! ... كَيْفَ السَّلامُ إذِ الحَنينُ مُضَعْضِعي
صَوْبَ الهيامِ رِحالُنا في أهْبَةٍ ... تَعْدو كَطَيْفٍ لا يُرى أوْ يُسْمَعِ
ماذا سُعادُ إذا غَدَوْنا واحِداً ... رَوْحاً بِرَوْحٍ واللِقا بالأضْلُعِ
سَكَنَتْ جفوني واسْبَطَرَّتْ وارْتَضَتْ ... وَغَفَتْ إزاءَ جِفونَكُمْ تَتَمَتَّعِ
فرأيْتُ أنَّي والهوى في مُقْلَةٍ ... نَطْفو وَنَمْرَحُ في مِياهِ الأدْمُعِ
ورَأيْتُ سِرْباَ كاليمامِ يَحُفُّنا ... غَنّى بصوتٍ كالهَديلِ وَرَجَّعِ
ورأيْتُ لَيْثاً طائِراً مِنْ عِشْقِهِ ... يَدَهُ تروحُ مَعَ الغزالِ وَتَرْجِعِ
ورأيْتُ نَجْماً في السماءِ وكوْكَباً ... رَقَصوا مَعَ الليلِ الذي لا يِهْجَعِ
فَعَلِمْتُ أنّي بالخيالِ مُخَلَّدٌ ... وبأنّ روْحي بالحَقِيقِ تُوَدِّعِ
فاخْتَرْتُ خُلْداً مِنْ سَرَابٍ وانْزَوى ... حُلْمُ الغريبِ مُرافِقي في مَوْضِعي
وأخَذْتُ أصْدَحُ والسُكونُ يَهُدُّني ... لا الصوْتُ بالغُ مَنْ أرومُ فأقْنَعِ
لَكِنْ صَرَخْتُ لَعَلَّهُ في صَرْخَةٍ ... خَلَدَتْ شُجوني في خيالِ تَفَجُّعي
فإذا خيالُكِ قائماً في حُلَّةٍ ... مِنْ وَشْي لَيْلٍ بارعٍ ما أبْدَعِ
وإذا نِقابٌ فوقَ وَجْهَكِ ما لَهُ ... شَفَّافُ أفْضي ما وراءُ تَبُرْقُعِ
فرأيْتُ نورَكِ غامِراً أرْجائَنا ... والروْحُ تَبكي للضياءِ وَتَخْشَعِ
وَهَفَوْتُ آمَلُ مِنْ وِصالِ حَبيبَةٍ ... للقلْبِ لاحَتْ كالبَريقِ الأنْصَعِ
ظَمْآنَ وَصْلاً والنُّفوسُ حَياتُها ... دينٌ وَحُبٌّ وارتضاءُ مُوَزَّعِ
قُلْتُ اسْعِفيني يا سُعادُ وَجَمِّعي ... هذا الشَّتاتِ وَقَرِّبي وَتَوَرَّعي
فَرَددْتِ عَيْنى تَنْهَرينَ وتَخْتَفينَ ... بِغَيْرِ عُذْرٍ أوْ سَلامِ مُوَدِّعِ
فَبَنَيْتُ مِنْ حَرْفي خَيالَكِ قَانِعاً ... وَالوَهْمُ يأكُلُ مِنْ حَياتي وَيطْمَعِ
وَجَعَلْتُ لاسْمِكِ مِنْ حروفي مَوْطِناً ... والحَرْفَ شَخْصٌ ماثِلٌ في مَجْمِعي
أخَيالُ أنْسٍ أمْ تَفَرُّدُ فاسْمَعي ... " ضُمّي جناحَكِ يا سُعادُ أو ارْفَعي" *



* شطر البيت لأحمد شوقي في قصيدته في وصف الروح :
" ضُمّي جناحَكِ يا سُعادُ أو ارْفَعي ... هذي المحاسنُ ما خُلِقنَ لِبُرْقُعِ "

انابيث
30-05-2019, 21:11
ليس لدي كثير من الكلامات لكن القصيده كانت رائعة جدا و مذهل