PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : ساعة ونصف ( قصة قصيرة)



أرتب النسيان
22-07-2016, 08:25
تشعر بأنها معركة في كل مرة ، تشعر أنه صراع المرء في هذه الحياة وتعتقد بأن الانسان يجب أن يموت كما هو فإن لم يحقق حلما
لا يخسر ذاته على الأقل، دائما كانت تردد ذلك على أسماع خطيبة إيليا السابقة "لا يجب أن يغيرك" " كوني كما أنتِ"
"إن أصر على تغييرك أو أصررتِ أنتِ على تغييره ستكون علاقة فاشلة سلفا ..وإن أستمرت سيكون الفيلم القصير اليومي لقد فعلت ذلك من أجلك ،
تغيرت الارضيك.. وتقضين بقية حياتكِ وأنتِ تشعرين أنكِ فعلتِ شيئا عظيما لرجل لا يستحق، وأنتِ في الأصل جنيتي على نفسك ولم تقبليها كما هي
" ليس بوسعكِ أن تكوني إلا أنتِ"


إيليا: الجو بارد " يفركُ يديه"
آية وهي تقطعُ ورقة شجرة تشمها ثم ترميها بلا مبالاة : أتمنى أن تكون طريقة أكله جيدة و أن لا يظهر صوتا أثناء مضغه للطعام
يضحك: يا حبيبي هذه أهم مواصفات العريس القادم ومن المهم أن تضعيها في مقدمة الصفحة ،
آية عزباء في السابعة والعشرين أقبل ب فقط وفقط من لا يظهر صوتا أثناء مضغه للطعام " يقهقهان"
يصلُ الأخوين التوأم آية وإيليا إلى أحدِ مطاعم الوجبات السريعة ..
وكانت آية تتعمد اختيار مطعم يختص بالوجبات السريعة الأن الوضع سيكون غير رسمي ولن تضطر الى ارتداء شيء أنيق جدا ولن تضر إلى تغيير أكلتها
.. ويكون الأكل باليد كما تفضل.
تجلسُ هي وشقيقها على احدى الطاولات

بعد لحظات
يتقدم شاب في بداية الثلاثينات وبعد التحية ، يأتي النادل ليسجل الطلبات ،
تتعمد آية أن تتحدث مع النادل رغم تحفظها بعض الشيء لكن ذلك أول اختبار تضع فيه الشاب الذي ينوي الارتباط بها.
آية بشهقة وتتسع حدقة عينيها: فراااس "اسم النادل" لقد لغيتم الطبق الذي أحب لم أرى الإعلان موجود على زجاج المحل !!!ماهذاا
يضحك فراس ويجيب: كل يوم هناك طبق جديد جربي غيره لعل الأطباق الأخرى ألذ
ينظر الشاب إلى آية باستغراب يدق بأصابعه على الطاولة ويخفض رأسه قليلا
وها هي أول خيبة يشعرُ بها


وأول نقطة في صالح آية فهي في كل مرة يفشل مشروع ارتباط نتيجة لهذا الاكتشاف تعتبرُ نفسها الخاسرة الأكثر ربحا
وها هو أول حكم يصدرهُ الشاب بحق آية
بعد ربع ساعة من الحديث في مواضيع عامة يتقدم النادل بأطباق البروستد "ناجت الدجاج"
والبطاطا المقلية وكؤوس الكولا كبيرة الحجم
هي كانت بدينة قليلا ذات وجنتين حمراوين وبشرة بيضاء وشعر أجعد كستنائي ذو لمسة ناعمة ،
ترتدي وشاحا برتقالي ومعطف من الجينز.

هو معتدل الوزن ذا شعر اسود غامق وحريري ويميل للسمرة قليلا ملامحه تميل للجمود في اغلب الأحيان،
هو يرتدي بدلة رسمية وربطة العنق "كرافتة".
بدأ الطعام
هو يأكل بشوكة وسكين حتى البطاطا المقلية، هي وشقيقها يأكلون بأيديهم وبهدوء واعتدال
ينظرُ إليهما بنظرة متحفظة على طريقة تناولهم للطعام ويتوقف قليلا عن المضغ ويعود...
ينظرُ الى وجهها الممتلئ ويجزم بأنها بحاجة الى نظام غذائي...
هي تشعرُ بذلك وتُبادره القول وهي تمسح فمها من آثار الدهون
-هل تُمارس الرياضة؟
هو يشعرُ بالراحة ليكون هذا الموضوع مدخلا جيدا، فهو مصر أن يتحدث معها بشأن بدانتها الطفيفة...
يضعُ الشوكة والسكين بهدوء ويبتلع لقمته ويجيب:
-أجل.. الرياضة شيء مهم بالنسبة لي فأنا أمارسها يوميا
-هي: امممم ، جيد أن لا يكون كلانا يتصفُ بالكسل والخمول، أنا لا أحب الرياضة إطلاقا
-هو يبتلع ريقه وكأن الأجواء بدأت لا تروقه: لكن الرياضة مهمة حتى من الناحية النفسية
-هي بحماس وهي ترتشفُ من كأس الكولا: لا اطمئن أنا دائما بحالة مزاجية جيدة.
-هو بمجاملة واضحة وقد شعرَ بأن بقية الجلسة لن تكون إلا مجاملة: جيد
-هو ها تحبين الموسيقى؟
-هي: أجل طبعا أحب الموسيقى الكلاسيكية


يبتسم بهدوء ويشعرُ بأنه أول شيء يتفقان عليه
"دائما أشعرُ أن الأشخاص يرودون تغيير من حولهم قبل تغيير أنفسهم الاعتقادهم أن الآخرين على خطأ وأنهم على صواب،
ولكن ماذا لو فكروا ولو لمرة واحدة أنهم قد يكونوا على خطأ أو فكروا حتى بأن هذا اختلاف فقط ولا يعني الخطأ"
كانت تخاطبُ نفسها

تمرُ ربع ساعة وهما يتحدثان عن مواضيع عامة ويشعرُ الشاب أن الاختلافات طفيفة
لكن لازال يؤرقه أمر بدانتها وطريقة تعاملها مع الناس رغم تحفظها فلم يغب عن ذهنه حديثها مع النادل بأريحية ،
ويُلاحظ أيضا طريقة لبسها فهو يفضلُ الملابس الرسمية...
أما إيليا أخذ دور المتفرج ،، فهو يشعرُ سلفا أنها لن تتعدى جلسة واحدة...
يواصلان الحديث...

(حريتي أن أكون كما لا يريدون لي أن أكون) " محمود درويش"

هي شعرت بانزعاجه حين مازحت النادل ولاحظت اشاراته بشأن بدانتها ولاحظت نظراته الى ملابسها الجينز الفضفاضة وطريقة أكلها "باليد"،
لكنه يبدو مع الملابس الرسمية، لكنها طبعا غير مستعدة للتغيير هذه الأشياء ولو كانت بسيطة
فهي كانت تحدث شقيقها إيليا قبل وصولهم الى المطعم وتقول له: أتقبله كما هو ويتقبلني كما أنا...


في تلك الأثناء تمرُ فتاة ذات لبس مبتذل قليلا،
تُظهر جزءا كبيرا من صدرها وترتدي سلسالا يحمل جمجمة وكعب عالي وتمشي متمايلة حتى لفتت الأنظار إليها..
يُبادرها القول: هل تحبين ارتداء الجينز؟
تشعرُ بانزعاج فكأنه يسألها بطريقة غير مباشرة هل يعجبكِ أن ترتدي مثل تلك الفتاة ذات المظهر المبتذل، ينظرُ إيليا إلى شقيقتهِ بترقب
تجيبه بحزم واضح في نبرتها: أحبُ ارتداء الجينز الفضفاض والمحتشم.
يستأذن الشاب ذاهبا إلى دورة المياه...
ينظرُ إيليا إلى اخته ويبتسم : الفيلم الممل...
تجيب وهي تعبثُ بماصة الكوكا كولا ويبدو عليها الانزعاج من سؤال الشاب الأخير: أتمنى أن لا يعود من دورة المياه..
تضيف : مرت ساعة ونصف مجاملة إلا الخمس الدقائق الأولى التي بينت لي من أي نوع هو.



عاد الشاب من دورة المياه .
فرصة سعيدة
تشرفتُ بلقائك
شكرا على العشاء
سعدتُ برؤيتك
جميعُ العبارات تدلُ على الوداع والجميع مرتاح الا تستمر هذه الزيجة فهناك ما يكفي الايقافها بالنسبة للطرفين.
(لو كنتُ غيري لصرتُ أنا مرة ثانية) " محمود درويش"


تمت
أرتب النسيان

ترانيم الفجر
22-07-2016, 11:08
:em_1f606: اسلوب جديد ارتب
راقت لي كثيراا كثيراا
الفكرة و الفكاهه التي تخللت القصة كانت سريعة الدخول الى القلب
دام مدادك

أرتب النسيان
23-07-2016, 10:23
لم أراجعها املائيا
وحتى ترابط الجمل
الحمدلله لأنها دخلت الى قلبكِ بسرعة وراقت لكِ

شكرا ترانيم
في امان لله

جثمان ابتسامة
27-07-2016, 05:56
السلام عليكم ورحمة الله

أخبارك يا عزيزتي ؟ ^^
كالعادة لنصوصك وقع جميل على كيان إحداهن ^^
ما شاء الله تبارك الله
للقصة أسلوب شاعري فكاهي في آن واحد ^^
كانت خفيفة وجميلة فعلاً ..
حين تحدثت آية عن أهمية عدم إصدار شريك حياتها لصوت أثناء مضغه الطعام ذكرتني، بسلسلة تنمية مهارات الذات التي يقدمها محاضر نسيت اسمه
آية .. هل للاسم ارتباط وثيق بالجرأة والثقة بالذات ؟!

بانتظار ما تجود به قريحتك ^^

دمتِ بحفظ الله .

أرتب النسيان
27-07-2016, 15:35
وعليكم السلام ورحمة الله:
أهلا بكِ عزيزتي
أشكركِ على مروركِ اللطيف...
والحمد لله ان القصة نالت اعجاب الأذواق الرفيعة...
بصراحة لا لم يكن الاسم ارتباط... احتار في اختيار الأسماء
ولا احب ان اكرر الاسم فاختار بعشوائية
أسعدني مروركِ
وحقيقة أشتاق لكتاباتك
في حفظ الباري