PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : الإرتقاء بالثقافة الأدبية لرواد قسم الشعر والخواطر



Jnoon.al7arf
05-07-2016, 14:27
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=2165696&stc=1&d=1478823418http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=2165694&stc=1&d=1478823418


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


وكل عام وأنتم بخير ،


لاحظت مع كثر الأعمال الأدبية في قسم الشعر والخواطر ، أن الكاتب يرافقُه خوف من تأويل عمله إلى أفكار خارج الإطار الفني والنقدي الطبيعي ،الحذر سببه أنَّ القارئ يتعامل مع محتوى النص على أنه جزء من شخصية كاتبه أو يومياته التي قد عاشها في حياته ، لذا يعزف البعض عن الكتابة وإن كتبوا يقومون بخطأ فادح وهو إغلاق النص ثم تكبيله لتسييره إلى وجهة مُحددة وبذلك يكون النص فقد الكثير من قيمته وأصبحت المُحسنات البديعية مفضوحة أو بلا أهمية ففقدنا وجودها في الأعمال الأدبية وإن وجدت لم يعرف إلا نُدرة منا إستخراجها وفهمها في سياق الفكرة العامة التي يريد إيصالها الكاتب لنا.


كمثال على المُحسنات البديعية :


التورية ...


التورية في اللغة : مصدر من الفعل ورّى ,
وجاء في المعاجم , وريت الحديث إذا أخفيته وأظهرت غيره .


وقال أبو عبيدة :
لاأراه إلا مأخوذاً من وراء الإنسان ,
إذا قلت وريته فإنك جعلته وراء ظهرك
بحيث لايظهر .




التورية اصطلاحاً:
أن يطلق لفظ له معنيان: أحدهما قريب غير مراد ،
والآخر بعيد و هو المراد،
ويدل عليه بقرينة يغلب أن تكون خفية
فيتوهم السامع أنه يريد المعنى القريب،
وهو يريد المعنى البعيد.


مثال ،
قول نصير الدين الحمامي:


أبيات شعرك كالقصور


ولا قصور بها يعـوق


ومن العجائب لفظهـا


حرٌ ومعناها "رقيـق"




فلكلمة (رقيق )معنيان:
الاول ، قريب متبادر
" العبد المملوك"
وسبب تبادره إلى الذهن
كان ما سبقه كلمة" حر"
والثاني: بعيد
وهو "اللطيف السهل" أو الشفاف،
وهذا هو المعنى الذي يريده الشاعر
بعد أن ستره في ظل المعنى القريب.




وأنت تلحظ أن التورية تضفي على المعنى غموضاً
لا يصل حدَّ الإبهام؛ إذ فيها ظاهرة الخفاء والتجلي
التي تثير ذهنية المتلقي للنص الأدبي .


ومن جماليات التورية أيضاً :
1/ تمكين المتكلم من إخفاء المعاني التي يخشى التصريح بها


2/ إدراك المعنى البعيد بعد طول تأمل
وإطالة النظر له وقعه في النفوس وأثره الحسن ،
مما يحقق إمتاع السامع والتأثير فيه
حينما يكشف بالتأمل بأن مافهمه هو مجرد معنى قريب
وأن وراءه معنى بعيد يزيد به الكلام جمالاً


3/ إبراز القدرة الأدبية وسعة الخبرة والتمكن عند الكاتب
كنوع من التحدي و الجدية في البناء
كي يتحقق من مرور النص على الجميع
ولا يفهمه غير القلة ومثلما تكون
المُتعة للقارئ حالما يكشف هذه التورية
فالأصل أن المتعة مصدرها الكاتب
فلا تكتمل إلا بعد أن يُكشف ستر مقصده .


4/ يكون النص مُتسع الدلالات والتأويلات
فكأنَّ كاتبه قام وبمحض إرادته بتحكيم القارئ للمحتوى
وهذا يجعل الأخير يشعر بالراحة في تناول الموضوع
لتكييفه حسب قدراته الثقافية و طبيعته المجتمعية والسلوكية



تنويه :
يجب عدم استخدام مثل هذه المحسنات البديعية بكثرة
لأن ذلك يُضفني زيادةً في الغموض


.
.


نستشف مما سبق أنَّ فن الكتابة ذو سعة وعمق
فلا تستسلم إن واجهت المُتصيِّدين لهفواتك
خصوصاً أثناء محاولتك نشر المواضيع ذات المشاعر العاطفية
فتخشى أن يُفقدوك لذة الكتابة بسببها
حتى هجرت البوح وخشيت كذلك
أن تضع رداً لكاتب مثل هذه التفاصيل
فتبتعد تاركاً لهم المكان !


أما أنت أيها القارئ ، فإنَّ تأويلك للنص ما هو إلا كشف طبيعة تفكيرك ومدى عمق ثقافتك وعكس بيئتك التي نشأت فيها ، فلو أنك تلتزم بالتفرقة بين فن الكتابة و سلوكيات الكاتب لأصلحنا نملك الكثير من الأعمال الله وحده فقط يعلم حجمها ، ولا أنفي إتصاله بشكل أو بآخر بما سيكتبه ولكن فلتعلم بأنك أمام أحرف يؤول تفسيرها للعديد من الأحوال فلا تنظر إلى خارج ما قرأته عن تفاصيلها ولو صادفت ضرورة كـ تورية تدفعك للإستنباط والتحليل فتذكر جيداً أن تتعامل بإبداع مع النص واترك عنك الكاتب للحظات واستمتع فقط ، لا بد من تهيئة قدمتها مصطلحات سبقت هذه التورية ، فقط فكر داخل إطار النص .




هذا الموضوع يقودني إلى توضيح ( نظرية القراءة والتأويل )
ففي كل مرة سأكتب بحثاً أدبياً أتناول فيه مجالاً في الأدب وفروعه
أو نظرية أدبية ونخوض وإياكم فائدة أدبية مُختصرة نستفيد منها
حيث سأجعل هذا الموضوع متجدداً باستمرار

ستُسعدني كذلك إضافتكم لبعض المشاركات المُكمِّلة لهدفي
ألا وهو الإرتقاء بثقافة الكاتب والقارئ في تناول الموضوعات الأدبية .


ولا يمنع المشاركة مثلاً بمواضيع رفع كفاءة الكاتب
سواء نحوياً أو بلاغياً .

Jnoon.al7arf
05-07-2016, 14:49
ماهي نظرة التلقي والقبول؟
ومن هم روادهǿ


ظهرت هذه النظرية في ألمانيا في أواسط الستينيات (1966م)
في إطار مدرسة كونسطانس وبرلين الشرقية
قبل ظهور التفكيكية ومدارس مابعد الحداثة
على يدي كل من فولفغانغ إيزر
‏Wolfgang Iser (1)
وهانز روبير ياوس
‏ Robert Jauss (2)






ترى نظرية التلقي :
أن أهم شيء في عملية الأدب
هي تلك المشاركة الفعالة بين النص الذي ألفه المبدع والقارئ المتلقي.


أي إن الفهم الحقيقي للأدب
ينطلق من موقعة القارئ في مكانه الحقيقي
وإعادة الاعتبار له فهو المرسل إليه والمستقبل للنص ومستهلكه ،
وهو كذلك القارئ الحقيقي له تلذذا ونقدا وتفاعلا وحوارا.


ويعني هذا أن العمل الأدبي لا تكتمل حياته وحركته الإبداعية
إلا عن طريق القراءة وإعادة الإنتاج من جديد.


ويرى ( إيزر ) أن العمل الأدبي له قطبان:


1-قطب فني
2-قطب جمالي


فالقطب الفني :
يكمن في النص الذي يخلقه المؤلف من خلال البناء اللغوي
وتسييجه بالدلالات والتلميحات المضمونية
قصد تبليغ القارئ بحمولات النص بالمعنى والدلالة والبناء الشكلي


أما القطب الجمالي :
يكون في عملية القراءة التي تخرج النص
من حالته المجردة إلى حالته الملموسة،
أي يتحقق بصريا وذهنيا عبر استيعاب النص وفهمه وتأويله.
ويقوم التأويل بدور مهم في استخلاص
صورة المعنى المتخيل عبر سبر أغوار النص
واستخراج دلالاته والبحث عن المعاني الخفية والواضحة
وتأويلها انطلاقا من تجربة القارئ الخيالية والواقعية.
ويجعل التأويل من القراءة فعلا حدثيا نسبيا
لا يدعي امتلاك الحقيقة المطلقة
أو الوحيدة المتعالية عن الزمان والمكان.
لأن القراءة تختلف في الظرفين السابقين
حسب طبيعة القراء ونوعيتهم.


باختصار شديد أوجزت لكم الشرح لنظرية القراءة والتأويل
أو بمصطلح أخر نظرية التلقي والقبول
وقمت بإرفاقها لنقل القارئ لمستوى إدراك يتناسب مع التحديات
فإن هذه النظرية - القراءة والتأويل - قديمة جداً
واستخدمها العرب وهذا ما سيثبته
المقال أدناه سيجعلكم تستخلصون الفائدة المرجوة بإذن الله.

.


من ضوابط قراءة النصوص في النقد العربي


د. وليد قصاب


31/3/2012 ميلادي - 8/5/1433 هجري


يَزْعم بعض النَّقاد العرب الحداثيِّين - إنْ عَنْ حُسْن نيَّة؛ بسبب عدم الاستِقْراء الدقيق للنصوص، وإنْ عن تجاهل متعمَّد -: أنَّ فكرة "تعَدُّد القراءات" أو فكرة تعدده الدلالات في النُّصوص، هي فكرة جديدة على النَّقْد العربي، وهي من فُتوحات النقد الحداثيِّ وما بَعْد الحداثي.

يقول كمال أبو ديب، أحد كبار نُقَّاد الحداثة - متحدِّثًا عن تعدُّد دلالات النصِّ -: "إنَّها خصِّيصة خرجَتْ على وحدانيَّة البُعْد، ووحدانية المعنى في التراث الشِّعري، وأسست التعدُّد بدلاً من الوحدانيَّة جذرًا للفاعليَّة الشعرية، وينبوعًا من ينابيع الرُّؤيا الحديثة للعالَم"[خ1].

وهذا كلامٌ مِن أعجب العجَب؛ إذْ هل يعقل أن يكون ناقدٌ كبير بِحَجم "كمال أبي ديب" جاهلاً وُجود عشَرات النُّصوص في التراث النَّقدي العربي التي تتحدَّثُ عن تعدُّد دلالات النَّص الأدبي عامَّة، والنصِّ الشِّعري خاصَّة؟!

ها هو ذا القاضي الجرجانيُّ في كتاب "الوَسَاطة بين المتنبِّي وخصومه" ينصُّ صراحةً في موطن تأويله لبعض شِعْر أبي الطيِّب: "أنَّ باب التَّأويل واسع، والمقاصد مغيَّبة"[2].

ويقول ابنُ الأثير في "المثل السائر": "إنَّ باب التأويل غيرُ محصور.."[3].

ويتعمَّق ابنُ رشيق في هذه القضية أكثر، فيُشير إلى ظاهرة تعدُّد القراءات، وإلى غِنَى النُّصوص الشعرية خاصة بالدلالة؛ مِمَّا يفتح الباب في تأويلها واسعًا، ويؤسِّس ثقافة التعدُّد، وبدلاً من الوحدانيَّة التي يَنْفيها "أبو ديب" عن التُّراث، ويجعلها من ينابيع الرُّؤيا الحديثة للعالَم.

يقول ابنُ رشيق في بابٍ يسمِّيه أصلاً "باب الاتِّساع":
"وهو أن يَقول الشاعر بيتًا يتَّسِع فيه التأويل، فيأتي كلُّ واحد بِمَعنى"[4].

ثم يبيِّن ابنُ رشيق في العبارة السابقة نفسها أسبابَ هذا الاتِّساع، فيقول: "وإنَّما يقَعُ ذلك لاحتمالِ اللَّفظ وقوَّتِه، واتِّساع المعنى".

وتتجلَّى ملامحُ هذه القضيَّة بَعْد ذلك كثيرًا في أجيج الخُصومة النقديَّة، الَّتي شبَّتْ حول أبي تَمَّام؛ إذِ اتَّسَع مجالُ القول في معاني الطَّائي بسبب ما اتَّسمَتْ به من عُمْق وغموض؛ مِمَّا فتح باب التأويل فيها، وفهم دلالاتها، على مِصْراعيه".

يقول التبريزيُّ عن بعض أبيات أبي تمام: "رُبَّما احتمل البيت معنيَيْن، ويكون أحَدُ المعنيين أقوى من الآخر، فلا يُميِّز بينهما إلاَّ مَن حَسُن فهْمُه، وصَفا ذِهنُه؛ لأنَّ نقد الشعر أصعب من نَظْمه"[5].

ولو مضى الباحِثُ يستقصى ما وردَ في نقدنا العربي القديم من نصوصٍ واضحة الدلالة حول وجود هذه الظَّاهرة "ظاهرة تعدُّد القراءات"، واتِّساع الدلالات في النُّصوص الأدبية - لَمَلأ في ذلك الصَّفحات.

إنَّ هذه ظاهرةٌ متأصِّلة في التراث الأدبي والنَّقدي، ولم تكن في انتظار فُتوحات الحداثيِّين حتَّى تَخْرج إلى النُّور، وكم بُنِيَت كثيرٌ من خلافات اللُّغويين والنقاد والفقهاء والأصوليِّين على سبَب اختلاف التَّأويل، والاتِّساع في تغيُّر النُّصوص، من مُنطلَق الإيمان بأنَّ النصَّ العظيم الرَّائع غنِيٌّ بالدلالة، مكتَنِز بالمعاني، وقد قال علماؤنا عن القرآن الكريم - هذا الكتاب البلاغيِّ المعجز -: "إنَّه حَمَّالُ أوجُه"؛ مشيرين بذلك إلى الثَّراء اللُّغوي الذي يحمله نظْمُه، فيجعله منفتحًا على أفقٍ رَحْب من التَّفسير والتأويل على أيدي العالَم البصير الذي يستطيع استِنْباط ذلك، والوقوع عليه في ضوء ما تحتَمِله لغةُ النَّص قبل كلِّ شيء.

تعدُّد الدلالات في النصوص:
أدرك النَّقدُ العربي منذ فترة مبكِّرة - ومن قبل أن يُصبح ذلك (تقليعة) يتَناقلها اليوم نُقَّاد الحداثة وما بعد الحداثة - أن النصَّ الأدبي غنيٌّ بالدلالات، وأنَّه مِن أجْلِ ذلك قد يحتمل وجوهًا متعدِّدة من التأويل، وقد يتَّسِع فيه مجالُ التَّفسير والقراءة، وإبداء الرَّأي.

جاء في "الوساطة" في نَقْد عليِّ بن عبدالعزيز الجرجاني لِبَيْت أبي الطَّيب المتنبي:
مَا بِقَوْمِي شَرُفْتُ بَلْ شَرُفُوا بِي


وَبِنَفْسِي فَخَرْتُ لاَ بِجُدُودِي



قوله: "فخَتَم القول بأنه لا شرَف له بآبائه، وهذا هَجْو صريح، وقد رأيت مَن يَعْتذر له فيزعم أنَّه أراد: ما شرفتُ فقط بآبائي؛ أيْ: لي مَفاخرُ غير الأبُوَّة، وفِيَّ مناقِبُ سوى الحسَب، وباب التَّأويل واسع، والمقاصد مُغيَّبة، وإنَّما يُستشهَد بالظَّاهر، ويتبع موقع اللَّفظ"[6].

وأورد ابنُ رشيق بيتَ امرئ القيس في وصف فرَسِه:
مِكَرٍّ، مِفَرٍّ، مُقْبِلٍ، مُدْبِرٍ مَعًا


كَجُلْمُودِ صَخْرٍ حَطَّهُ السَّيْلُ مِنْ عَلِ



تحت ما سَمَّاه "باب الاتِّساع"، فذكَرَ أكثر من تفسيرٍ له، ثم عقَّبَ على ذلك هذا التعقيبَ الذكي، فقال: "يقول الشَّاعر بيتًا يتَّسِع فيه التأويل، فيأتي كلُّ واحدٍ بِمَعنى، وإنَّما يقع ذلك لاحتمال اللَّفظ، وقُوَّته، واتِّساع المعنى"[7].

وزاد البغداديُّ في "خزانة الأدب" على ما أثبتَه ابنُ رشيق من توجيهاتٍ لبيت امرئ القيس، ثم علَّقَ على ذلك قائلاً: "هذا ولم تَخْطر هذه المعاني بخاطر الشَّاعر في وقت العمل، وإنَّما الكلام إذا كان قويًّا مِن مثل هذا الفحل احتمَلَ لقوَّتِه وُجوهًا من التأويل؛ بِحَسب ما تحتمل ألفاظه، وعلى مقدار قُوى المتكلِّمين فيه"[8].

التأويل وقصد المتكلم:
ولكن النَّقد العربي - كما هو واضحٌ - يحترم النَّص ودلالاته اللغويَّة، وذلك مقدَّم عنده على ما يسمى بـ"مقصديَّة المؤلِّف".

وها هو ذا الآمدي - صاحب كتاب المُوازنة بين الطائِيَّيْن: أبي تمام والبُحْتري - يردُّ على تهمة وجَّهَها إليه أنصارُ أبي تمام؛ إذْ رمَوْه بأنه لم يَفْهم ما قصده شاعِرُهم من كلامه، ولم يدرك ما رمى إليه في قوله:
الوُدُّ لِلقُرْبَى وَلَكِنْ عُرْفُهُ


لِلأَبْعَدِ الأَوْطَانِ دُونَ الأَقْرَبِ



فأبو تَمَّام الذي نقَدَه الآمديُّ بأنَّه قد نقَصَ الممدوح بِرُتبةٍ من الفضل، وجعَلَ وُدَّه لذوي قرابته، ومنهم عرفه، وجعله في الأبعدين دونَهم" لَم يفهم - في زَعْم ناقديه - كلام أبي تَمَّام، فأبو تمَّام أخرج أقارِبَه من المعروف؛ لأنَّهم في غِنًى وسعَة.

يردُّ الآمديُّ على هؤلاء النَّاقدين قائلاً: وكيف يُعلَم أنَّهم أغنياء، وليس في ظاهر لَفْظ البيت دليلٌ عليه، قال: نَوى وأراد، قلتُ: ليس العمل على نيَّة المتكلِّم، وإنما العمل على ما توجبه معاني ألفاظِه، ولو حمل كلام كلِّ قائل، وفعل كلِّ فاعل على نيته، لَما نُسِب أحدٌ إلى غلطٍ ولا خطأ في قولٍ ولا فعل، ولكان مَن سدَّد سهمًا وهو يريد غرَضًا فأصاب عين رَجُل فذهبَتْ، غيرَ مخطئ؛ لأنَّه لم يعتَمِدْ إلاَّ الغرض، ولا نوى غيرَ القِرْطاس"[9].

وهي عبارةٌ تستنبط منها - على وجازتها - مجموعةٌ من الأحكام التي تتعلَّق بتأويل الكلام أو تفسيره، منها:
1- أن النصَّ وحْدَه هو المخوَّل بإعطاء الدلالة، وفَرْز المعنى المُراد، ومنه وحده تُستنبط الأحكام، وتستخرج المفاهيم، وبذلك يحتفِظُ النصُّ - بما تعطيه معاني ألفاظه - بِهَيبته ومكانته وسُلْطانه، ولا يعتدي عليه معتدٍ.

2- أنَّ فكرة "أن المعنى في بطن القائل" - كما يَقُول بعضهم - غيرُ صحيحة؛ لأنَّ الناقد لا يُعوِّل على نوايا المتكلِّم، وهو غير قادرٍ على ذلك أصلاً: لا شرعًا ولا عقلاً؛ فالنِّيات لا يَعْلَمها إلاَّ علاَّم السرائر، والناقد ليس عرَّافًا ولا قارِئَ فنجان، وإنَّما هو متلقٍّ يقوم بنشاطٍ عقلي منطقي تُمْليه لغةُ النَّص الذي أمامَه، وطبيعة ألفاظه وعباراته، تُمْليه - كما يقول الآمديُّ - "معاني ألفاظ المتكلِّم".

وهذا عندئذٍ يُلْغي فكرةَ "مقصديَّة المتكلِّم"، ويحيل على مقصديَّة النَّص، ويعطيه السُّلطان على نَحْو ما فعلَت البنيويَّة بعد ذلك بقرون.

وها هو ذا عبدالقاهر الجرجانيُّ يؤكِّد في نصٍّ بالغِ الدلالة أهميَّةَ مرجعية النص، وأنَّ احتمالية ألفاظه هي الأساس في كلِّ ما يذهب إليه المؤوِّل، أو يَعْدل إليه المفسِّر، وهو ينعي على قومٍ يُفْرِطون في التأويل، والتكثُّر من الْتِماس دلالات متعدِّدة من النَّص من غيرِ سنَدٍ لفظي في النَّص يُرشِدُهم إلى ذلك.

يقول عبدالقاهر: إنَّ الإفراط هو ما يتَعاطاه قومٌ يحبُّون الإغراب في التأويل، ويحرصون على تكثير الموجود، وينسَوْن أنَّ احتمال اللفظ شرطٌ في كلِّ ما يعدل به عن الظَّاهر، فهم يستَكْرِهون الألفاظ على ما لا تقلُّه من المعاني"[10].

3- أنَّ سلطان القارئ إذن أو سلطان المتلقِّي - خلافًا لما يقوله التفكيكيُّون وأصحابُ نظرية التلَقِّي - منضبطٌ بالنَّص المقروء، محكومٌ بدلالة ألفاظه، ومعاني عباراته، وليس سلطانًا مطلَقًا، يجعل هذا القارئَ يُؤوِّل النصَّ كما يشاء، أو يَقْرؤه على هواه، حتَّى ليقوِّله ما لم يقل، أو يُنطِقه بما لم يَنْطِق.

4- وعبارة الآمديِّ النقديَّة البليغة لا تُنكر ما يمكن أن يحمله النصُّ من دلالات متعدِّدة، أو توجيهات مختلفة، ولكنَّها - مرة أخرى - تجعل ذلك نابعًا من النصِّ ذاته بما فيه من إمكانات، وبما يفرزه من المعاني والأفكار، وليس بما يُحْمَل عليه حملاً، أو يُكْره عليه إكراهًا، استجابةً لسلطانِ زاعم أنَّ القارئ وحده هو الذي يمتلكه.

إنَّ الصيد في جوف النَّص، والقارئ يستخرجه، ولن يستطيع أن يستَخْرِجه - دائمًا - أيُّ قارơ بل القارئُ الدَّرِبُ المتمرِّس، وبذلك نحترم طرفَيْن من أطراف معادلة العمَلِيَّة الأدبية، هما النصُّ والقارơ ولا نَسْتهين بأحدهما أو نُسْقِطه؛ انحيازًا للطَّرَف الآخَر.

5- وأخيرًا: فإنَّ الاحتكام إلى النصِّ لا يعني تجريدَه - كما يفعل البنيويُّون - من كلِّ خارج: كالمجتمَع، أو التَّاريخ، أو السِّيرة، أو ما شاكلَ ذلك؛ لأنَّ هذا الخارج قد يكون في أحيانٍ غير قليلة جزءًا من الداخل، وقد تكون "معاني ألفاظه" التي يحيل عليها الآمديُّ محكومةً بهذا الخارج، بل آخذةً أبعادها الحقيقيَّة من خلاله، فقد يكون - وما أكثرَ الأمثلةَ على ذلك - هذا الخارجُ هو الذي شكَّلَها على هذا النَّحْو أو ذاك، فأصبح جزءًا من دلالتها.

وها هو الآمديُّ نَفْسه الذي يُحيل على سلطان النَّص، وما توجبه معاني ألفاظه، يُحيل في شعر أبي تمام نفسِه إلى هذا الخارج، ويُوضِّح أنَّ التقاط معاني الألفاظ قد لا يتَّضِح إلا بِمَعرفة هذا الخارج.

يورد الآمديُّ بيت أبي تمام:
تِسْعُونَ أَلْفًا كَآسَادِ الشَّرَى نَضِجَتْ


جُلُودُهُمْ قَبْلَ نُضْجِ التِّينِ وَالعِنَبِ



وهو بيتٌ عابَه بعض النُّقاد، ومنهم أبو العبَّاس، واستنكَروا إيراد هاتين الفاكهتَيْن، فيقول الآمديُّ مدافعًا عن البيت، مبيِّنًا ارتباطَ اللَّفظ المعيَّن بخارج معيَّن: "لهذا البيت خبَرٌ لو انتهى إلى أبي العبَّاس لما عابه"[11].

ومن الواضح أنَّ هذا النقد التراثيَّ - وهو يتحدَّث عن هذه الظاهرة، فيشير إلى وجودها ويؤصِّل لها - لا يَغْفل عن أن يَضْبطها، فيضَعَ لها قواعد دقيقة؛ حتَّى لا تكون فوضى أو مشاعًا لكلِّ قارئ.

إنَّ للتأويل ضوابط، من أهَمِّها ضابطان:
1- احتماليَّة لغة النَّص لِمَا يُراد توجيه المعنى إليه.

2- العالِم الحصيف المميِّز.

إنَّ سلطان المؤوِّل، أو القارئ - إذًا - ليس عليه سلطانًا مطلقًا كما أشاع ذلك التفكيكيون، أصحابُ نقد ما بعدَ الحداثة اليوم، حتَّى تحول تأويل النُّصوص - حتَّى ما كان منها سماويًّا مقدَّسًا - إلى لعبة يُمارسها كلُّ قارئ بحجَّة ما سَمَّوه "سلطان القارئ" أو "نظرية التلَقِّي"، وما شاكلَ ذلك من المصطَلَحات البَرَّاقة.

إن النُّصوص الأدبيَّة العظيمة متَّسِعة الدلالة حقًّا، ولكن استخراج هذه الدلالات الكثيرة مشروطٌ بِجُملة من الشروط، من أهمها ما أشَرْنا إليه.

يقول الإمام الغزاليُّ - رحمه الله - في كتابه "فيصل التَّفرقة بين الإسلام والزَّندقة" ذاكرًا أبرزَ قواعد التَّأويل:
"معرفة ما يَقْبل التأويل وما لا يقبل التأويل ليس بالهَيِّن، بل لا يستقلُّ به إلاَّ الماهر الحاذق في علم اللُّغة، العارف بأصول اللُّغة، ثم بعادة العرب في الاستعمال: في استعاراتها، وتَجوُّزاتها، ومنهاجها في ضَرْب الأمثال"[12]. انتهى




[1] "جدليَّة الخفاء والتجلِّي": صـ244.
[2] "الوساطة": صـ374.
[3] "المثل السائر": 3/ 112.
[4] "العمدة": 2/ 93.
[5] "ديوان أبي تمام": 1/ 2.
[6] "الوسَاطة": 374.
[7] "العُمْدة": 2/ 84.
[8] "خزانة الأدب": 3/ 144.
[9] "الموازنة": 1/ 179 - 180.
[10] "أسرار البلاغة": 343.
[11] "النظام"، لابن المستوفي: 2/ 64.
[12] "فيصل التَّفْرقة بين الإسلام والزَّندقة": صـ199 (ط القاهرة، تحقيق سليمان دنيا).

LO! FANCY
11-07-2016, 14:36
يثبت ؛ لتميزه ^^ ~

Jnoon.al7arf
12-07-2016, 22:59
شكراً على التثبيت وهذا يدفعني للإستمرار ومضاعفة الجهد


على بركة الله نمضي ونسأله التوفيق والسداد ،




-كنّا قد أدركنا " منظومة " إستقبال النص باستبيان نظرية " القبول و التأويل " وتاريخها الذي يعبّر عن حداثتها وقمنا بتفتيش صفحات التاريخ فثبت بما لا يدع مجالاً للشك ، أن النصوص كانت تلقى مفهوم " القبول والتأويل " بشكله الحديث وما اختلف هنا ... أنَّها قديما كانت العملية "فطرية" أي بتلقائية أما الآن فأتت النظرية لتمنح المُتلقي - القارئ - حقه في فهم النص وإعادة تركيبه مرة أخرى بالشكل الذي يتوافق مع ثقافته ومدى حاجته قبل قراءة النص فيما سيكتسبه بعده ، ومن أجل فهم النص وتحقيق عملية التأويل وكشف مقصد الكاتب هو أن تغوص في سره - النص - فتجهر به مُهللاً هذا هو .. وجدته ،!


تلك هي تماماً المُهمة الفطرية التي يجب أن يسعى لتنفيذها المتلقي أثناء تناوله لأي عمل أدبي .
ومن هذا المُنطلق ستكون وقفتنا التالية في :
" كشف نوع العمل الأدبي ".
فقد لا يكون من تخصصك أو ليس من الأنواع التي تحبها وأيضاً كي تعلم أنك ستصادف عناصر خاصة في كل نوع إذا ما توافرت لديك أثناء القراءة فهذا عيب قد وقع فيه الكاتب فيجب عليك كقارئ إبداء وجهة نظرك ووضع يدك على مكامن القوة والضعف في هذا العمل .


أولاً ،
ما المقصود بالعمل الأدبي :-
هو ما كان مصدره الإبداع الذاتي للإنسان يعبر بواسطته عن "عاطفته" إلى الآخرين لمقاصد عديدة وذلك من خلال تراكيب لغوية بشكل فني يعكس ثقافته وبيئته .


ثانيا ،
أشكال العمل الأدبي :-
وهي الوسائل التي بها نتلقى نحن هذا العمل الأدبي من المؤلف .


1- مكتوباً
2- مسموعاً
ومنهما يتم تجسيد بقية الأشكال بواسطة "الأفلام" أو نقلها عبر النشر في "الصحف والمجلات" وما إلى ذلك من وسائل لن نقدر على الإحاطة بها لتعددها وتطورها السريع يوماً بعد يوم فنقف عند الكتابة والإستماع فهما الأصل .


ثالثاً ،
صور العمل الأدبي :-
وهنا محور هذا البحث الذي وجدت ضرورته تكمن للإلتباس الذي يشوب النص الأدبي أثناء تناول الأعضاء الكرام في منتدى مكسات له ، فيكون النص غير مكتمل العناصر لأن كاتبه لا يعرف إلى أي صورة أدبية ينتمي إليها هذا الإنتاج الفكري المشبع بعاطفته ويرجو منهم تقديره فقد كلفه الكثير من الجهد، أما القارئ فبعض الصور لا يحبذها للأدب ولا يجد بداخله ميولاً إليها ولكن لا يعي هذه الجزئية حتى بعد إتمام النص الذي يكاد يجزم أنه شيء لم يستوعبه !




صور العمل الأدبي :

- الصورة الأولى ،
أن يكون شعراً .


- الصورة الثانية ،
أن يكون نثراً .


ولكلا الصورتين أقسام وأنواع يجب الخوض فيها وتفصيلها وهذا ما سآتي عليه بإذن الله .


رابعاً
عناصر العمل الأدبي بشكل عام ؛-

1- أن يكون ذاتي ومستقل و يصلح لإرجاعه على مؤلفه.
"كي نصرف الأعضاء عن التعاطي في أقسام نقلها إلينا الغرب لعجزهم عن الإقتداء بسيرة أجدادهم فخلقوا بأدبهم المُصطنع أساطيراً وخرافات لا يقبل العقل إسنادها لأحد من البشر ولا يُرجى منها غيرُ إلباس الضعيف المُتخاذل ثوب القوي المُثابر" .


2- يجب أن تكون اللغة المُستخدمة قوية وسليمة ومعبرة.
"لخلق الترابط الوجداني في النص"


3- أن يملك المحتوى هدفاً ورسالة كفكرة عامة يُستدل إليها
" كتعزيز لسلوك حسن أو تصدياً لمظهر سيء".


4- أن يكون مُحتويا على الخيال .
ولو بشكل يسير لعكس قيمة العاطفة فالواقع يُكبلها دائماً وليتحقق أيضاً تحفيز عقل المُتلقي كي يتحرر من الضيق إلى الإتساع


5- التفرد في الأسلوب أثناء التأليف.
فالتقليد هنا ضد ( الذاتية ) بل هي إنسياق وتجرد من الإبداع .




*ما ستقرأونه هنا يعبر عن رأيي وليس حقيقة ثابتة فطرق تناول هذه المُعطيات التي مررت بها قد إختلف من هم أعلم وأفضل مني بمراحل كبيرة جداً ولكن ما أكتبه لكم خاص بمنتدى مكسات لغرض تناولته معكم بهذه الأفكار والتطورات من خلال معايشتي لكم فتكون هناك مُتغيرات في نهج الطرح للموضوع بجميع تداعياته لذا الترتيب أثناء التفصيل سيُفقد الفكرة الكثير من القوة والأهمية ، فمالذي سأجنيه من وراء ذكر تعريفات معقدة وغير مستساغة للأدب عبر العصور المُنصرمة أو ذكر المدارس الأدبية بتعددها وإختلافها ، فلا يعنيني سوى ما تمخض عن السالف ذكره ثم عصره بالطريقة التي سيُمضغ ما يُستفاد منه فقط وما لا طائلة منه فسيتم تجاهله بعدم ذكره وقد نذكره إن فرغنا من الأهم وهو مُعالجة القصور في إستيعاب محتوى الأعمال الأدبية في قسم الشعر والخاطرة الذي أتمنى أن يتم تغيير مسماه إلى قسم الشعر والنثر .

Jnoon.al7arf
13-07-2016, 02:07
فالآن نعود إلى بيان صور العمل الأدبي وسنتناولهما تباعاً :-


أولا :

الشعر،
هو الكلام الموزون المقفّى الدال على معنى .


إذن تكون كتابة الشعر هي الوسيلة التي أراد بها هذا الشخص - الشاعر - التعبير عن " عاطفته " ونقل تجربته التي تعكس ثقافته و تصور لنا بيئته بموضوع وأفكار في قصيدته تتضمن أهدافاً وأغراضاً متعددة لشخص واحد أو لمجموعة من الأفراد .


تعريف القصيدة ،
مجموعة من أبيات تنتمي لـ بحر واحد مستوية في الحرف الأخير وفي عدد التفعيلات .


أما الشعر النبطي يختلف مع الفصيح ،
في أنه مستوٍ في حرفه الأخير وما قبله بحرف أو حرفين أو يزيد ,


والقصيدة بشكل عام ،
يكون أقلّها ستة أبيات وقيل سبعة وما دون ذلك يكون ( قطعة ) .


القافية :
هي آخر كلمة في البيت الشعري وبها الأحرف المشروط تساويها رغم اختلاف المعنى أو الدلالة
وفيها إثبات المقدرة الشعرية للشاعر .


البحر:
هو النظام ألأيقاعي للتفاعيل المكرره بوجه شعري ،




العلاقة التكاملية بين البحر والوزن:
البحر يتجزأ الى عدّة أجزاء من الوزن الشعري كلّ جزء يمثّل وزنا مستقلا بذاته حيث التام وهو ماستوفى تفعيلات بحره والمجزوء هو ماسقط نصفه وبقي نصفه ألآخر , والمنهوك هو ماحذف ثلثاه وبقي ثلثه أي لا يستعمل ألاّ على تفعيلتين أثنتين .




أنواع الشعر :-


1-الشعر الفصيح :
وهو ما يُكتب باللغة العربية الفصيحة .


2-الشعر النبطي :
وهو ما يكون بغير الفصحى سواء بلهجة عامية تجمع المنتمين لهذا النوع من الشعر أو كان بلهجة أهل المنطقة الواحدة ويكون خاصاً بهم ويسمى ( الشعر الشعبي ).


أنواع بحور الشعر في الفصحى:
بحور الشعر ستة عشر كلّ مجموعة منها في دائرة عروضيه واحده على الوجه التالي:


1- الطويل , المديد , البسيط .
2- الوافر , الكامل .
3- الهزج , الرجز , الرمل .
4- السريع , المنسرح , الخفيف , المضارع , المقتضب , المجتث .
5- المتقارب , المتدارك .


عناصر القصيدة :
وهو ما يميزها عن غيرها من الأعمال الأدبية الأخرى التي ذكرنا عناصرها في - العمل الأدبي - ويزيد هنا عنصران آخران فإن لم يتوفرا ما سُميت القصيدة بهذا المُسمى وهما :


1-الوزن
2- القافية


فالوزن:
يكون منتمياً لبحر معروف من ضمن ما قد ذكرناه أعلاه من بحور الشعر .


القافية:
هي ما يكون من إتفاق في نهاية البيت الشِعري بعدد معين من الأحرف


تنويه :
ما ذكرته في تفصيل القصيدة كنوع شعري ينتمي للأعمال الأدبية من الناحية الشكلية فقط ولكن يوجد مضمون وتركيب عميق للقصيدة حتى تنتمي للشعر ويصبح مؤلفها شاعراً إذا نقل للمُتلقي من خلال قصيدته أن أبياته تحمل :


* قدرة لغوية وغزارة بيانية .
*تنوعاً في إستخدام الصور البلاغية و المحسنات البديعية.
*خُبثاً وتفرداً حسب غرض قصيدته أثناء رسم عاطفته فيبكينا ويضحكنا ويجعل السيء في أعيننا حسناً والحسن يكرهنا به أي أنه يجرنا نحوه رغماً عنا لينتزع منا الإعجاب والدهشة.
*أن تحمل الأبيات وقعاً موسيقياً يجعلك تنساق لتجهر بها مُغنياً ولو كنت رديء الصوت لا تحسن الغناء .


-أما لو قرأت وزناً وقافية فلا تظلم القصيدة فتنسب ما قرأته إليها فهي لبريئة منه والله .




أي من الشعراء أو الأعضاء الآخرين يريد الزيادة فليضعها لنكتسب الفائدة المرجوة ،
ومن أراد النقاش فإني أنتظره ، سواء في هذا الباب (الشِّعر) أو غيره من الأبواب التي ذكرتها سابقاً .

جبل الأمل
20-07-2016, 10:42
يبدو أنَّه سيكون لي مقعدًا مُطولًا هنا
فما يفيض به موضوعكَ أكبر من أنَّ نقرأه قراءة عابرة
لي عودة مجددًا ^^

المحققة سيرا
20-07-2016, 18:04
لي عودة قريبة بإذن الله

المحققة سيرا
21-07-2016, 10:11
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وقفة مطوّلة يحتاجها موضوع كهذا
طبعا أجدك استجمعت كل المعلومات الممكنة لوضعها في هذا الموضوع وفتاة مبتدئة مثلي لن تجد ما تعقبه على ما كتبت ومع ذلك لا ضير بوضع بصمة
بمجرد التفكير بالتورية فإنني فورا أذكر الشاعر الفلسطيني محمود درويش الذي طالما استعمل اسلوب المعنيين القريب والبعيد ،فدائما نراه يتحدث عن حنينه لأمه او بشكل عام الأنثى وهذا هو المعنى القريب اما المعنى المدفون خلف حروفه فهو الوطن


أحنّ إلى خبز أمي
وقهوة أمي

هنا كل من ينظر الى القصيدة يعتقد ان درويش يحن لأمه وهذا هو المعنى القريب ولكن المعنى البعيد هو حنين الشاعر للوطن وخيراته بينما هو يقبع في المنفى العفن

بالنسبة للقطب الفني فكما فهمت هو من اختصاص الكاتب الذي يشد من خلاله الناس للقراءة
والجمالي هو ما يقوم به القارئ من تفكيك للقصيدة وكأنه يفكك رموز وأحاجي وضعها الكاتب في نصه الأدبي
ونستطيع القول ان القطبين مكملان لبعضهما فإذا لم يتفنن الكاتب لن يستمتع القارئ واذا تفنن الكاتب ولم يستطعم القارئ هذا الفن الأدبي فلن يكون هناك معنى مما كُتب
البحور هي اكثر ما يهمني الآن لأني لم اكتب قصيدة موزونة من قبل وارجو منك ان تكتب عنهم اكثر
ارجو ان اكون فهمت ما قرأته بشكل صحيح
اشكر لك تعبك واهتمامك
موضوع مدهش ومبارك لك التثبيت
في امان الله
تحياتي
المحققة

Jnoon.al7arf
26-07-2016, 23:09
البحور هي اكثر ما يهمني الآن لأني لم اكتب قصيدة موزونة من قبل وارجو منك ان تكتب عنهم اكثر


شكراً على ردك وتعقيبك الذي أسعدني بخصوص التورية
أما البحور فعلاً قد جمعتُ المادة وأنتظر الفرصة كي أضع
الفكرة لمشرفي القسم لاختيار الشكل المناسب للموضوع
أستطيع القول بأني سأرافقكم من المرحلة الصفرية في البحور
إلى المرحلة الإحترافية بإذن الله .

للعلم أنا لا أفقه شيئاً في البحور وأن هناك علماً إسمه علم العروض
والوزن الشعري ، ولكن بالبحث والدراسة وجدت جميع ما ينقصنا
وهو بسيط حال رغبتنا بتعلم ذلك ، فانتظري هذه الدروس إن كان لنا نصيب
في تعليمكم إياها إن شاء الله.

Jnoon.al7arf
06-08-2016, 13:21
في غمرة البحث عن الجنس الأدبي بعد الشعر وهو النثر لإتمام بحثي الخاص عن موضوع ( الارتقاء بالثقافة الأدبية لمرتادي قسم الشعر والخواطر ) وتحديداً حينما وصلت إلى أنواع النثر وفروعه فوجدت من يعرفون بـ ( الحداثيين ) قد حاد بهم الطريق لاستحداث تفرعات شتى لأنواع النثر تنم عن سطحية في الفكر وضحالة في الثقافة الأدبية إذ يجبرون أنفسهم على التقيُّد تحت مسميات لا نرى سوى أنهم يبتكرون شيئاً أضعف من الأنواع الأصلية لعجزهم عن الإلمام والإبتكار بما يتماشى مع الموضوع سلفاً للأنواع النثرية ، إذ يودون لو أن الساحة الأدبية تمتلئ بالغث و الهزيل !


أفسدوا مثلاً أدب الرواية باستحداث أساليب أقل ما يقال عنها مُستفزة وتهوي بمستوى الأدب العربي حتى أنهم عاثوا فساداً بالشعر وأتوا بالشعر المنثور وألبسوه عباءةً ليصوروا بأنه موازٍ للشعر الفصيح ذو الوزن والقافية والجزالة وعمق الفكرة ، حتى يُسقطوا الأصل ويبقى الفرع الذي حينما تسمعه من شاعرٍ حديث تنفر من فكرة تكملة هذا العك ، ثم تدرجوا فيه إلى أن وصلوا وجعلوه عامياً لتكتمل بذاءه التركيب وجمعها بسوء المُفردة ليصبح ذلك .. فناً !
.
هل سمعت يوماً بأدب الإعتراف ؟!
إذن ما هو ؟
وما غايته ؟
وأصله ؟
من هم روّاده العرب ؟


هو وكما يدعون . .


أدب الاعتراف :
فن نثري يختلف عن السيرة الذاتية في جرأته بالتخلي عن إبراز الجانب الايجابي فقط لشخصية الكاتب بل يتخطى ذلك بذكر اعترافاته المُنافية للدين والأخلاق العامة من تعدد للعلاقات مع الجنس الآخر حتى لو كانت خيانات زوجية وبث فضائح مُجتمعية تمس الفرد أو الجماعة في السياسة أو بقية مجالات الحياة بدعوى التطهر من الذنب وصنع السلام الداخلي للنفس !


الغاية من أدب الاعتراف كما يرى أهله :
-ممارسة حرية التعبير دونما قيود مهما كان نوعها
-إلغاء الرقيب الداخلي الذي يرونه أكثر قسوة على الكاتب من الرقيب الخارجي
-الفصل بين شخصية الكاتب واعترافاته أي ألا يتم الحكم على مواقفه وشخصيته بسبب هذه الاعترافات
-نزع قناع المثالية والمُكاشفة لما في ذلك من واقعية وطبيعة إنسانية


أصل أدب الاعتراف :
لا ينكر جاهل بأن الأدباء العرب قد استوردوه من الغرب أمثال تولستوي وجاك روسو وغيرهم الذين بدورهم استنبطوه من ديانتهم المسيحية حيث يندفع أحدهم إلى الكنيسة ويقابل أحد العاملين هناك ثم يقوم هذا المُعترف بقول ما قد اقترف من ذنب ويبكي قليلاً ثم يقوم الاخر بتهدئته ... ويذكر له بأن ذنبه قد غُفر له !


رواد الاعتراف بصبغته العربية :
هو محمد شكري الذي له قصة تحمل من السخرية والتناقض ما قد توضح بأن هذا الأدب ما هو إلا فخ قد نُصب لتعرية مجتمعنا المُحافظ وشن حرب ضروس على قيمته الإسلامية التي أقرها رب العالمين وأوصانا بها محمد خاتم المُرسلين وهي سترُ أخاك المسلم و كذلك السقوط في ارتكاب ما نُهينا عنه كالمُجاهرة بالمعصية !
فإن محمد شكري هو أول عربي كتب إعترافات تقع ضمن هذا التصنيف بشكل غربي ، ومن التناقض في هذه الاعترافات أنها أتت باللغات الأجنبة ولاقت رواجاً كبيرا حتى ترجمت إلى ما يفوق 30 لغة أجنبية ثم ترجمت أخيراً وبعد 10 سنوات إلى اللغة العربية !
وهو كاتبٌ عربي وهو الذي لم يكتب بها !
لم هذا الخوف وقد اعترفت ؟
ولكن لا نعجب وصديقه الأمريكي هو من شجعه ووعد بشراءها منه و تكفل في نشر هذه الاعترافات عبر العالم وقد فعل !
ومما يجب معرفته بأن أسرة محمد شكري ترفض العمل - الخبز الحافي - برمته وأنهم صدموا بالمشاهد الجنسية داخله ولم يتقبلوه حتى بعد موته ، حتى أصدقائه كثير منهم لم يتقبل نهجه ! لا أعلم لم قد يضع الإنسان نفسه محشوراً في تلك الزاوية من النفي !


تكالب تلك الدعوات لهو سر كبير فقد استماتوا لإحلالها عبر مصطلحات مُزيفة وأن الحرية هي الغرض منه وأن الابداع هو ما يجعل من حربهم مشروعه ضاربين عرض الحائط بالأخلاق و ما يترتب على تلك الأحداث من نشوب نزاعات اجتماعية وهتك للأعراف السائدة وخلق فوضى تخدم أعداء هذه الأمة وكأن حرب السلاح لم تكن كافية كما نستشفه من هذا الاقتباس ... ولكم الحكم :


قول أدونيس وهو أحد رموز الحداثة في العالم العربي في كتابه (فن الشعر) (ص 76): "إن فن القصيدة أو المسرحية أو القصة التي يحتاج إليها الجمهور العربي ليست تلك التي تسليه أو تقدم له مادة استهلاكية، وليست تلك التي تسايره في حياته الجادة، وإنما هي التي تعارض هذه الحياة! أي تصدمه، وتخرجه من سباته، تفرغه من موروثه وتقذفه خارج نفسه، إنها التي تجابه السياسة ومؤسساتها، الدين ومؤسساته، العائلة ومؤسساتها، التراث ومؤسساته، وبنية المجتمع القائم. كلها بجميع مظاهرها ومؤسساتها، وذلك من أجل تهديمها كلها! أي من أجل خلق الإنسان العربي الجديد، يلزمنا تحطيم الموروث الثابت، فهنا يكمن العدو الأول للثورة والإنسان".


لا ريب أن المبدأ الذي استورده أدونيس من الغرب ينم عن انحلال في الابتكار ونزع الحياء ، والأمر والأدهى أنهم قبل كل نوع أدبي يكتبون ( أدب ) وليتهم يلتزمون به فمن أولويات الأدب البناء والتحسين وتهذيب النفس وقول الجميل من القول وكتابة ما يعزز مكارم الأخلاق ويحفظ الأسرة ليقوى بدن هذه الأمة ! ، وكأن الغرب لم يستأجر هؤلاء ووالله إنهم فعلوا ذلك !

جبل الأمل
06-08-2016, 19:43
Jnoon.al7arf
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخبارك أخوي..؟
ما شاء الله تكمله مميّزة
الحقيقة مثلك لا أعلم ما الفائدة من هذا الفن..؟
إذا كان يُلغي الفكرة الأساسية من الأدب وهي التأدب عند الحديث
إنَّه لشيءٌ مُؤسف أي يقوم العرب بأفكار الغرب في الأدب حسنها وسيئها دون أدنى مُراعاة للعادات العربية والتعاليم الإسلامية
وأصبحنا في صراعٍ مع تلكم الفئات وعلينا أن نعمل كل جهدنا ليبقى الأدب العربي مُحافظًا على أصالته وفكرته التي تأصلت فينا وتربينا عليها
حقًا استمتعتُ بما قرأته هنا
آمل أن تُغدق علينا بالمزيد مما علمك الله
~يُثبت لتميزه
بارك الله بك

Jnoon.al7arf
06-08-2016, 20:09
الدين هرم التطور وأهم أضلاعه الأخلاق
فلا حضارة بلا دينٍ يتمثل في أخلاق أهله
ولأن الاسلام هو آخر الرسالات
ثم أتى ليعزز مفهوم الأخلاق وقيمته
وما بينهما تركها لك أنت وأنا
حيث أخبرنا النبي قصة المرأة التي دخلت
النار بسبب أخلاقها مع القطة ، وسيقول قائل
لا بل كان ذلك لأن قتلتها فأقول له :
من حرَّم قتل القطة ؟!
ولكن حُرِّم علينا فساد الخُلق !

إن أردت معرفة أخلاق أمة قد مضت
فابحث عن عاداتهم فإن الخُلق هو العادة والعرف
الذي تقبله المجتمع حينها وقام بفعله ونقلوه لمن بعدهم
حتى انقطع واندثر بعدما يرفضه المجتمع السائد حينها


فأخلاقنا للأسف استوردناها من الغرب
طالما أن ثقافتهم مستمدة من أخلاقهم
والأخيرة متصلة بدينهم !

شكراً على المرور وتشريفي بهذا الرد
الذي شاركني ذات الهاجس و الغاية

المحققة سيرا
07-08-2016, 23:25
السلام عليكم
كيف حالك اخي ؟
هذا الأدب هو ما أعرّفه بأنه (سموم غربية بأيادٍ عربية)
انها جملة تستحق الوقوف عندها
فهذا الأدب المزعوم أقل ما يُقال عنه أنه يسيء لديننا الحنيف بكل المقاييس
من المعروف ان النصرانية الآن محرفة وكل شخص نصراني ينسج على هواه ثم يأتي ويقول أن دينه يسمح له بذلك
ثم يأتي بعض العرب بلا امثلة ليتلقّو افكار هذا الغرب ويبثّوها بين أيدينا ليحثّونا على التطور!!
حقيقةً هذا ما يجعلني لا اقرأ بالقدر الذي احبه
فكثير من الروايات او الكتب نجد بها لمسة غربية تنافي ديننا
ربما ابرزها هو ادب الاعتراف المزعوم
احيانا افكر بأننا كلنا ممن نحب اللغة ونغار عليها وعلى الأدب علينا القيام بحملات ضد كل ادب دخيل يسيء للأدب العربي الأصيل لأنه لن يبني بعد اليوم شعراء كالسابقين بل سيدمر أبناءنا ويعلمهم استهوان الحرام

عذرا على الإطالة لكن الموضوع استهواني بشدة
في أمان الله
تحياتي
المحققة

شموخ قلم
09-08-2016, 22:16
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حالك أخي الفاضل عسى أن تكون بخير طرح مميز من قلم ما شاء الله مثقف ويرتقي المرء ويجتاح نظائرة وإن كانوا أفضل منه في مجال معين بالمخزون الثقافي أسمح لي أن أقول بأن كل مشارك في هذه الحياة ولو كان ملحد يأتي بما هو تضلله قواعدنا الإسلامية العظيمة المقدسة يؤخذ
وما دون ذلك بغض بغض النظر عن الشخص فهنالك أمور تداعب فطرتنا فنأخذ بها إن طابقت شرعنا
لذلك طرحك علمني وأكد لي بأهمية الوازع الديني قبل كل شيء وشكراً على الطرح القيم
وأنتظر جديدك المترف من قلم يضيف لقارئه يستحق المتابعة
عذراً على الإطالة وتقبل مروري أسعدك المولى
ودمت بحفظه

النظرة الثاقبة
10-08-2016, 15:28
الأخلاق منبعها القيم والمبادئ فإن سقطت سقط الحياء ، ومن لم يستحي يفعل مايشاء
الشخصية السويَّة سترى أن حرية التعبير لها حدود تعبر فيها برأيك بأدب ، حتى الافكار لها خطوط حمراء فمثلا المسلم لايخوض بفكره في كيفية شكل الله وكل شئ نراه حرا طليقا يكون بدون قيود إلا أنه لابد من خطوط وحدود حتى (لايشطح )فيزلّ
مواقف الإنسان وردود أفعاله جزء منه قد لانطلق الأحكام هدرا من موقف أو موقفين ولكن تكرار الصفة السيئة والخلق السقيم في كل موقف يجعله ثابتا في الإنسان
المثالية لاتعني أن يكون الإنسان ملاكا خاليا من الأخطاء ، قد تزل فيستر الله عليك فتستر نفسك ،الواقعية والطبيعة الإنسانية التي لاتخلو من الزلل أن يستحي المرء في كل أحواله خلوته وعلانيته حتى وإن ظهرت منه معصية أمام الناس استحى وليس الطبيعة الإنسانية أن تفاخربالمعاصي وتجاهر بها

أغلب من يخوض هذا النوع من الأدب يريد الشهرة ولفت الأنظار إليه فيتبجح بذكر خطاياه أو يبرر مافعله لينفس عن نفسه من خلال الاعتراف أو للكسب المادي فيستغل فضول الناس لمعرفة خباياه كونه مشهورا
للأسف أن يتاثر أدباء المسلمين بكل ساقط ويتركون ماهو نافع ممتع
شاكرة لك أخي الكريم هذا الموضوع القيِّم
تقديري

RedRosa
10-08-2016, 16:15
انا مع ابتكار الفنون الجديدة وتجربة كل ما هو مستجد
بالبداية ما خلق الانسان اديب
وكل قواعد الادب الاصلية كما تسموها
هي تم ابتكارها من قبل البشر
وبما ان الحياة مستمرة
لذا لما علينا قطع الابتكار
بالامكان ببساطة ابتكار انواع جديدة وتجربتها
فكلنا يعلم عندما بدأ الشعر الحر لاقى معارضة كأي فن جديد ولكن الان صار نوع رسمي من الشعر
فيمكن لاي نوع جديد ان يكون رسمي بعد سنوات
الامر فقط يحتاج لوقت حتى يراه الناس ويحددو مسوائه ومحاسنه ويوجهو محاسنه ويعدلو مساوئه ليصبح متكامل بعد مدة
انا لا اقول انني اشجع الانحراف اللذي يحمله ادب الاعتراف
لكن بالنهاية لا احد منا ينكر انا مابهذا النوع من الادب من انحراف رئيناه في كل انواع الادب ولازلنا نراه في كل الانواع للان . من روايات وقصص واشعار وكلها .
فالامر بصورة خاصة يعتمد على الكاتب لا على النوع
يمكن ان يكتب احدنا شيء من ادب الاعتراف ويكون غاية بالتمسك الخلقي
ويمكن لآحدنا ان يكتب مقالة ويجعلها غاية بالانحراف
فلا يمكن لوم نوع الادب بذنوب رواده
بالنهاية نحن رئينا نماذج من شعر الغزل اللذي هو غزل وكانت غاية بالاحترام ونرى نماذج من الوصايا التي هي وصايا وهي غاية بالانحراف .

Jnoon.al7arf
11-08-2016, 17:04
انا مع ابتكار الفنون الجديدة وتجربة كل ما هو مستجد
بالبداية ما خلق الانسان اديب
وكل قواعد الادب الاصلية كما تسموها
هي تم ابتكارها من قبل البشر
وبما ان الحياة مستمرة
لذا لما علينا قطع الابتكار
بالامكان ببساطة ابتكار انواع جديدة وتجربتها
فكلنا يعلم عندما بدأ الشعر الحر لاقى معارضة كأي فن جديد ولكن الان صار نوع رسمي من الشعر
فيمكن لاي نوع جديد ان يكون رسمي بعد سنوات
الامر فقط يحتاج لوقت حتى يراه الناس ويحددو مسوائه ومحاسنه ويوجهو محاسنه ويعدلو مساوئه ليصبح متكامل بعد مدة
انا لا اقول انني اشجع الانحراف اللذي يحمله ادب الاعتراف
لكن بالنهاية لا احد منا ينكر انا مابهذا النوع من الادب من انحراف رئيناه في كل انواع الادب ولازلنا نراه في كل الانواع للان . من روايات وقصص واشعار وكلها .
فالامر بصورة خاصة يعتمد على الكاتب لا على النوع
يمكن ان يكتب احدنا شيء من ادب الاعتراف ويكون غاية بالتمسك الخلقي
ويمكن لآحدنا ان يكتب مقالة ويجعلها غاية بالانحراف
فلا يمكن لوم نوع الادب بذنوب رواده
بالنهاية نحن رئينا نماذج من شعر الغزل اللذي هو غزل وكانت غاية بالاحترام ونرى نماذج من الوصايا التي هي وصايا وهي غاية بالانحراف .

والله إني لأول المنادين بالإبتكار وصديقهم إن كانوا هم يودون الصحُّبة ولكن عجبي إذ يتلقون أدبهم وابتكار فكرته وتنوع جنسه من الغرب ثم يطالبون ضرورة مواكبة عجلة التقدم ؟! وأي تقدم وأنت لازلت تتلقى فنونك وحرية التعبير عن ضميرك من خلال بوقٍ صاح به أحدهم من إحدى الدول الغربية !
أوافق على الإبتكار في كل شيء لمواكبة التطور والتغير المستمر في نمط هذه الحياة التي لا تأنف عن الحركة ، فلنراجع القديم وننهل منه حتى نستقيم ثم ننطلق في العالم الجديد ونقطف من بساتينه التي زرعناها نحن فيه بعد نضج الثمر وحلاوة النظر وجودة الطعم في تلك المحاصيل .
إن الجمود لا يتفق مع هذا العصر ومتطلباته ونحن لسنا أهلا للتخاذل أو التبعية بل كُنا من دس كالنعامة رأسه وسط الفوضى وهزته المنية فخر على ركبتيه أملاً في حياة مدتها يسيرة على موتٍ خالد أمام نفسه والعالم وقبلهم ربه.

أشكر لك حسنُ رأيك و اتساع مداركك فلتتقبلي امتناني.