ابا اسحاق
26-06-2016, 16:42
ناموسُ الوَهْمِ عَبَثْ
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=2132968&stc=1&d=1464914299
بَريقُ الوَهْمِ مِنْ نَفْسي ... لأيًّ يا أنا نَرْسي
أنَرْثي بَعْدُ أمْ هَذا ... مَلامٌ غَائبُ الحِسِّ
قِطَارُكَ ها أتى حَبواً ... على قُضْبٍ مِنَ البُؤْسِ
أهذا صوْتُهُ يَعْوي ... مِنَ الأضْلاعِ أمْ تُرْسِ
أهذا صَوْتَهُ حقّاً ... أمِ الأصْواتُ مِنْ لَبْسِ
غَريبٌ دونَهُ زاغَتْ ... مَعانٍ للنَّوى التَّعْسِ
يَمُرُّ العُمْرُ مُنْتَظِراً ... حَياةَ الروْحِ بالهَجْسِ
يَعودُ الوَهْمُ أدْراجاً ... ولا يأتي سوى البَخْسِ
على نُكْسٍ ثوى سَاهٍ ... وَهَامُ الحُلْمِ للنُّكْسِ
وَيَمْضي الآنُ مُنْتَشِيا ً ... يقولُ بِأنْفَةِ الجِبْسِ
مَكانَكَ يا مُنى لَهْوٍ ... قَتَلْتَ الآنَ بالأمْسِ
مَكانَكَ إنّها قَفْرٌ ... لِمِثْلِكَ بالهوى تُخْسي
مَكانَكَ لا عَلا قَومٌ ... لَهَمْ هِمَمٌ مِنَ الحَدْسِ
يَسيرُ الآنُ مُخْتالاً ... ويضْحَكُ مِنْ عِوى الجَرْسِ
وإنّي قائمٌ أَمَلاً ... أرومُ وأرْتجي أمْسي
فَهلْ يأتي فأنْقِذهُ ... فَتُشْرَقُ مِنْ وَرا شَمْسي
الآنْ
مَخاضُ الفائتْ
ورسولُ القادِمْ
الآنْ
الحقيقةُ الوحيدةُ في حَياةِ الواهمينْ
قِطارٌ لا يكِلُّ عَدْوَهْ
الإنْسانُ ابْنَهُ
وهي عِلاقةٌ جمعتْ كلِّ التناقضاتِ فيها
فتارةً يَعِقُّ الابْن
فيهربُ مِنْهُ كُرْهاً بطيف الروحْ
وتارةً يَجْحَدُ الأبُ
يَعْدو يَعْدو بِزَمْجَرةٍ ولَغَطْ
تُصيبُ القلوبَ بِرِعاشِ الخوفْ
تَهْرَبُ الأطْيافُ للرصيفِ العكسي
رُبّما في الوَهْمِ سِعَةْ
وَقَفْتُ أبْصِرُهُ يَمشي وَيَرْمُقُني ... عَيْناً لَها كَلِمٌ قَدْ خَالجتْ نَفْسي
كأنّهُ نَسَجَتْ في الروْحِ نَظْرَتهُ ... ثَوْباً يُكَفِّنُني غَيْظَاً مِنَ الهَمْسِ
نَاقوسُهُ صَرَخَتْ هَيّا فَوِجْهَتُنا ... يَوْمٌ وَدَعْ ما مَضى في غَيْهَبِ الطُرْسِ
لَكِنَّها سَكَنَتْ نَفْسي لِهَلْكَتِها ... واسْتَدْبَرَتْ سَفَهاً تَرْثي رِثا الخُرْسِ
على حافةِ الزَمانِ
سأظَلُّ مُسْتَمْسِكا بوَهمٍ يأكُلنى
لا تَظَنّهُ غَباءً أوْ ضَعْفاً
لا تَظُنّنّي أعمىً أو كَسيحْ
نَعمْ أنتظرُ الماضي لِيعودْ
فأعْبَثُ بخيوطِهِ الهزيلة
وأقْلِّبُ أفعاليَّ الهَزْليةَ رأساً
لأغدو شَبَحاً لا مِثلَ هذا الشبحِ
الذى هو أنا الآنْ
نَعَمْ أدْرى كُنْهَ المُحالْ
وأعْلَمُ أنّ هروبَ النَفْسِ مِنَ النَفْسِ
أصْعَبُ مِنْ إدراكِ مُداعَباتِ الدَهْرِ لي
ولكنْ بِما أحتالُ في خلجاتيَّ الواهيةْ
يقودوني مَلِكٌ مَسَّهُ الجنونُ مِنْ كُلِّ أطْرافهْ
ولا أمَلٌ لِرَجْعَتِهِ
سأظَلّ واقِفاً في انتظارك أيها الماضي
ولحين بلوغ أجْراس العُرْسِ المَلْحَمي
وَتَدافعِ هَزَّاتِ النواقيسِ في أذني
سأشَبِّعُ الحَاضرَ مِن رثاءيَّ العَقيمْ
صَنَعْتُ مَشاكِلاً كُثْرى بِأفْكاري ... فَعارٌ أنْ أرى نَفْسي بِلا عَارِ
رَوَيْتُ العُمْرَ أحْلاماً مُبَعْثَرَةً ... فَضَاعَ الحُلْمُ إهْمَالاً بِأعْمارِ
سَكَنْتُ الوَهْمَ والأشْعارُ ناصيتي ... فَلَاحَ الوَهْمُ مَمْزوجاً وأشْعاري
وَبَاتَ القَلْبُ قَدْ شاختْ رَغائِبُهُ ... وَمَا يَدْري مِنَ الدُنْيا سوى نَاري
أهذا الشَيْخُ حاكِمُنا يُوَجِّهُنا ... يَئِسْتُ بِحاكِمٍ ضاعتْ بِهِ داري
ألَيْلٌ ذاكَ أمْ صُبْحٌ لَكَمْ تَاهتْ ... ذَوي هَمٍّ عَنِ الظَّلْما وَأنْوارِ
سَكَبْتُ الحُزْنَ في كَاْسٍ أُعَتِّقُهُ ... فَمَنْ شارٍ لِصَهْباءٍ بِإعْصارِ
وَهَلْ مِنْ مُكْرِمٍ نَفْسي بِنائِحَةٍ ... إذا ضَاقَتْ مِنَ الكًلِماتِ أعْذاري
لَهِيبك أحْتَمِلهُ ولوْ وَلوَلَتْ الأحاشي
أتُرى أقْبَلُ بوَهميَّ السعيد في تغيير الماضي
أمْ بِحاضريْ المَقيت الذي لا يرْسِمُ
إلّا تَعاسَتي
سأنتظرُ القطار أبداً
فامْضِ أيها الآنُ اللعينْ
أنا الوَهمْ لو كان الوهْمُ شَخْصاً
ولكنْ هَيْهاتْ
فأنا بهِ لا أكونْ
فكيف هو يكونْ
لنْ أرْضخَ وأُغَرَّ بألاعيبكِ الخبيثةْ
امْضِ بذاتي أيْنَما تطيب لكَ اللِهاةَ أيها الآنْ
وَطَيْفي ساكِنٌ على الرصيف العَكْسي
في انْتظارِ ماضيه السَحيقْ
دَعِ القوافي وَدَعْ وَزْناً يُقَيِّدُنا ... وَقُلْ بِما شَاءِتِ الأحْوالُ أشْعارا
فَرُبَّ وَزْنٍ بِلا وَزْنٍ ولا صِلَةٍ ... لِما يجولُ بِصَدْرِ البيتِ إنْذَارا
دَاوي التَّكَسُّرَ بالأشْعارِ أرْدِية ً ... مِنَ المَشاعِرِ لا خَابَتْ بِمَنْ سَارا
فالنَّاسُ ذَاقَتْ مِنَ الأيَّامِ فَجْعَتَنا ... والحُزْنُ يَجْمَعٌنا غَضَّاً وَخِتْيارا
والشِّعْرُ لوْ عَجَزَتْ عَنْهُ مَشَاعِرُنا ... فالصَّمْتُ شاعِرُنا يُبْدي ولا حَارا
حالٌ لَنا عَجَبٌ أنّا نُبَدِّلُهُ ... فالخَوْفُ بَدَّدَنا دِينا ً وَدَيّارا
والصَّمْتُ ذو جَلَلٍ والخوفُ ذو سَفَهٍ ... شِقّى الرَّحى طَحَنَتْ قَلْباً بِما جَارا
عَاتِبْ مُصالحَة ً وانْشُدْ مواجهة ً ... وافْضَحْ مُناطَحَة ً جَهْرا ً وإسْرَارا
ناموسُ الوَهْمِ عَبَثْ
ألا تَدْري
اصْمُتْ ولا تَنْطُق الرثاءْ
فالحرف يا هذا
مِنْكَ بَراءْ
قاموسُ الَوْهِمِ عَبَثْ
فلا تَرْثِ الآنَ
بِحروفٍ هُلامية المَنْشَأْ
فالآنُ أكْبرُ مِنْ حَرفٍ كَئِيبْ
والشِّعْرُ في مَكانِكِ كُفْرٌ
فابْلَعْ كل حروفِ الهجاءِ الوَهْميةْ
وامْزِجْها مَعَ روْحكَ
لا يَريُدُ الزمانُ ولا المكانُ
مِنْ أمثالِها شيءْ
اصْمُتْ
فنَسيجُ الوَهْمِ غُثاءْ
وَمَرَدُّكَ إلى آنٍ قريبٍ
يأتي ليُخْبركَ المَلْهاةَ الكبرى
أنّ الماضي الذي تَنْتَظرهُ على الرصيفِ مِنْ عُمُرْ
كان يدعوك لتركبَ كلّ يَومٍ مِنَ الجهة الآخرى
ولَكنّكَ اخْترَتْ الَهوانْ
اللهُ أكْبَرُ يا نَفْساً وأوّاهُ ... يَمْضي الزمانُ وَلَمْ يَأبَهْ لِمَنْ تاهوا
فاركَبْ قَطاركَ هذا الآنُ منْطَلِقٌ ... واغْنَمْ حَياتَكَ فالإرْكانُ إسْفَاهُ
دارُ الحَقيقةِ لوْ تَكْوي جَوانِبَنا ... ليْستْ كَوْهمٍ إلى الأهْوالِ عُقْبَاهُ
يا أيُّها الواهِمونَ الأنُّ دَيْدَنُها ... لا لَنْ تَحَابيكَ أوَّاهٌ وَوَيْلاهُ
قُلْ للحَيارى إذا هُدّوا بِشَقْوَتِها ... لا لم تَلِنْ لِرَسولِ اللهِ دُنْياهُ
حَقٌّ عَلَيْها ولمْ تُخْلَفْ مَواعِدُها ... تَمْحِيصُ نُزَّلِها والرَّاحِمُ اللهُ
هذا اخْتِبارٌ فيا نَفْسي أمِنْ هِمَمِ ... صَبْراً فَقَائِدُنا قَدْ ضَلَّ مَسْعَاهُ
اللهُ أكْبرُ مِنْ وَهْمٍ يُجَنْدِلُنا ... نَدْعوهُ مِنْ وَهَنٍ رُحْماكَ رَبّاهُ
اللهُ أكْبَرُ مازالتْ بأنْفُسِنا ... نوراً نَرومُ لَهُ دَوْماً فَنلْقاهُ
اللهُ أكْبَرُ ما جادتْ مُطَوَّقة ٌ ... لَها نِجاءٌ بِشَدْياءٍ عَلِمْنَاهُ
الآنُ يَسْألُني والنُّورُ خالَطَني ... فِيما تَحيرُ وَهَذا النورُ أهْدَاهُ
رُحْمَاكَ رَبّي أنا عَبْدٌ يَهيمُ هَوىً ... عَنِ الحياةِ وَمِنْ هَذي عَرِفْناهُ
إنَّ الحَياةَ وإنْ ضاقتْ بِنازِلِها ... زُلْفى لِخَيْرٍ إذا طابَتْ نَوايَاهُ
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=2132968&stc=1&d=1464914299
بَريقُ الوَهْمِ مِنْ نَفْسي ... لأيًّ يا أنا نَرْسي
أنَرْثي بَعْدُ أمْ هَذا ... مَلامٌ غَائبُ الحِسِّ
قِطَارُكَ ها أتى حَبواً ... على قُضْبٍ مِنَ البُؤْسِ
أهذا صوْتُهُ يَعْوي ... مِنَ الأضْلاعِ أمْ تُرْسِ
أهذا صَوْتَهُ حقّاً ... أمِ الأصْواتُ مِنْ لَبْسِ
غَريبٌ دونَهُ زاغَتْ ... مَعانٍ للنَّوى التَّعْسِ
يَمُرُّ العُمْرُ مُنْتَظِراً ... حَياةَ الروْحِ بالهَجْسِ
يَعودُ الوَهْمُ أدْراجاً ... ولا يأتي سوى البَخْسِ
على نُكْسٍ ثوى سَاهٍ ... وَهَامُ الحُلْمِ للنُّكْسِ
وَيَمْضي الآنُ مُنْتَشِيا ً ... يقولُ بِأنْفَةِ الجِبْسِ
مَكانَكَ يا مُنى لَهْوٍ ... قَتَلْتَ الآنَ بالأمْسِ
مَكانَكَ إنّها قَفْرٌ ... لِمِثْلِكَ بالهوى تُخْسي
مَكانَكَ لا عَلا قَومٌ ... لَهَمْ هِمَمٌ مِنَ الحَدْسِ
يَسيرُ الآنُ مُخْتالاً ... ويضْحَكُ مِنْ عِوى الجَرْسِ
وإنّي قائمٌ أَمَلاً ... أرومُ وأرْتجي أمْسي
فَهلْ يأتي فأنْقِذهُ ... فَتُشْرَقُ مِنْ وَرا شَمْسي
الآنْ
مَخاضُ الفائتْ
ورسولُ القادِمْ
الآنْ
الحقيقةُ الوحيدةُ في حَياةِ الواهمينْ
قِطارٌ لا يكِلُّ عَدْوَهْ
الإنْسانُ ابْنَهُ
وهي عِلاقةٌ جمعتْ كلِّ التناقضاتِ فيها
فتارةً يَعِقُّ الابْن
فيهربُ مِنْهُ كُرْهاً بطيف الروحْ
وتارةً يَجْحَدُ الأبُ
يَعْدو يَعْدو بِزَمْجَرةٍ ولَغَطْ
تُصيبُ القلوبَ بِرِعاشِ الخوفْ
تَهْرَبُ الأطْيافُ للرصيفِ العكسي
رُبّما في الوَهْمِ سِعَةْ
وَقَفْتُ أبْصِرُهُ يَمشي وَيَرْمُقُني ... عَيْناً لَها كَلِمٌ قَدْ خَالجتْ نَفْسي
كأنّهُ نَسَجَتْ في الروْحِ نَظْرَتهُ ... ثَوْباً يُكَفِّنُني غَيْظَاً مِنَ الهَمْسِ
نَاقوسُهُ صَرَخَتْ هَيّا فَوِجْهَتُنا ... يَوْمٌ وَدَعْ ما مَضى في غَيْهَبِ الطُرْسِ
لَكِنَّها سَكَنَتْ نَفْسي لِهَلْكَتِها ... واسْتَدْبَرَتْ سَفَهاً تَرْثي رِثا الخُرْسِ
على حافةِ الزَمانِ
سأظَلُّ مُسْتَمْسِكا بوَهمٍ يأكُلنى
لا تَظَنّهُ غَباءً أوْ ضَعْفاً
لا تَظُنّنّي أعمىً أو كَسيحْ
نَعمْ أنتظرُ الماضي لِيعودْ
فأعْبَثُ بخيوطِهِ الهزيلة
وأقْلِّبُ أفعاليَّ الهَزْليةَ رأساً
لأغدو شَبَحاً لا مِثلَ هذا الشبحِ
الذى هو أنا الآنْ
نَعَمْ أدْرى كُنْهَ المُحالْ
وأعْلَمُ أنّ هروبَ النَفْسِ مِنَ النَفْسِ
أصْعَبُ مِنْ إدراكِ مُداعَباتِ الدَهْرِ لي
ولكنْ بِما أحتالُ في خلجاتيَّ الواهيةْ
يقودوني مَلِكٌ مَسَّهُ الجنونُ مِنْ كُلِّ أطْرافهْ
ولا أمَلٌ لِرَجْعَتِهِ
سأظَلّ واقِفاً في انتظارك أيها الماضي
ولحين بلوغ أجْراس العُرْسِ المَلْحَمي
وَتَدافعِ هَزَّاتِ النواقيسِ في أذني
سأشَبِّعُ الحَاضرَ مِن رثاءيَّ العَقيمْ
صَنَعْتُ مَشاكِلاً كُثْرى بِأفْكاري ... فَعارٌ أنْ أرى نَفْسي بِلا عَارِ
رَوَيْتُ العُمْرَ أحْلاماً مُبَعْثَرَةً ... فَضَاعَ الحُلْمُ إهْمَالاً بِأعْمارِ
سَكَنْتُ الوَهْمَ والأشْعارُ ناصيتي ... فَلَاحَ الوَهْمُ مَمْزوجاً وأشْعاري
وَبَاتَ القَلْبُ قَدْ شاختْ رَغائِبُهُ ... وَمَا يَدْري مِنَ الدُنْيا سوى نَاري
أهذا الشَيْخُ حاكِمُنا يُوَجِّهُنا ... يَئِسْتُ بِحاكِمٍ ضاعتْ بِهِ داري
ألَيْلٌ ذاكَ أمْ صُبْحٌ لَكَمْ تَاهتْ ... ذَوي هَمٍّ عَنِ الظَّلْما وَأنْوارِ
سَكَبْتُ الحُزْنَ في كَاْسٍ أُعَتِّقُهُ ... فَمَنْ شارٍ لِصَهْباءٍ بِإعْصارِ
وَهَلْ مِنْ مُكْرِمٍ نَفْسي بِنائِحَةٍ ... إذا ضَاقَتْ مِنَ الكًلِماتِ أعْذاري
لَهِيبك أحْتَمِلهُ ولوْ وَلوَلَتْ الأحاشي
أتُرى أقْبَلُ بوَهميَّ السعيد في تغيير الماضي
أمْ بِحاضريْ المَقيت الذي لا يرْسِمُ
إلّا تَعاسَتي
سأنتظرُ القطار أبداً
فامْضِ أيها الآنُ اللعينْ
أنا الوَهمْ لو كان الوهْمُ شَخْصاً
ولكنْ هَيْهاتْ
فأنا بهِ لا أكونْ
فكيف هو يكونْ
لنْ أرْضخَ وأُغَرَّ بألاعيبكِ الخبيثةْ
امْضِ بذاتي أيْنَما تطيب لكَ اللِهاةَ أيها الآنْ
وَطَيْفي ساكِنٌ على الرصيف العَكْسي
في انْتظارِ ماضيه السَحيقْ
دَعِ القوافي وَدَعْ وَزْناً يُقَيِّدُنا ... وَقُلْ بِما شَاءِتِ الأحْوالُ أشْعارا
فَرُبَّ وَزْنٍ بِلا وَزْنٍ ولا صِلَةٍ ... لِما يجولُ بِصَدْرِ البيتِ إنْذَارا
دَاوي التَّكَسُّرَ بالأشْعارِ أرْدِية ً ... مِنَ المَشاعِرِ لا خَابَتْ بِمَنْ سَارا
فالنَّاسُ ذَاقَتْ مِنَ الأيَّامِ فَجْعَتَنا ... والحُزْنُ يَجْمَعٌنا غَضَّاً وَخِتْيارا
والشِّعْرُ لوْ عَجَزَتْ عَنْهُ مَشَاعِرُنا ... فالصَّمْتُ شاعِرُنا يُبْدي ولا حَارا
حالٌ لَنا عَجَبٌ أنّا نُبَدِّلُهُ ... فالخَوْفُ بَدَّدَنا دِينا ً وَدَيّارا
والصَّمْتُ ذو جَلَلٍ والخوفُ ذو سَفَهٍ ... شِقّى الرَّحى طَحَنَتْ قَلْباً بِما جَارا
عَاتِبْ مُصالحَة ً وانْشُدْ مواجهة ً ... وافْضَحْ مُناطَحَة ً جَهْرا ً وإسْرَارا
ناموسُ الوَهْمِ عَبَثْ
ألا تَدْري
اصْمُتْ ولا تَنْطُق الرثاءْ
فالحرف يا هذا
مِنْكَ بَراءْ
قاموسُ الَوْهِمِ عَبَثْ
فلا تَرْثِ الآنَ
بِحروفٍ هُلامية المَنْشَأْ
فالآنُ أكْبرُ مِنْ حَرفٍ كَئِيبْ
والشِّعْرُ في مَكانِكِ كُفْرٌ
فابْلَعْ كل حروفِ الهجاءِ الوَهْميةْ
وامْزِجْها مَعَ روْحكَ
لا يَريُدُ الزمانُ ولا المكانُ
مِنْ أمثالِها شيءْ
اصْمُتْ
فنَسيجُ الوَهْمِ غُثاءْ
وَمَرَدُّكَ إلى آنٍ قريبٍ
يأتي ليُخْبركَ المَلْهاةَ الكبرى
أنّ الماضي الذي تَنْتَظرهُ على الرصيفِ مِنْ عُمُرْ
كان يدعوك لتركبَ كلّ يَومٍ مِنَ الجهة الآخرى
ولَكنّكَ اخْترَتْ الَهوانْ
اللهُ أكْبَرُ يا نَفْساً وأوّاهُ ... يَمْضي الزمانُ وَلَمْ يَأبَهْ لِمَنْ تاهوا
فاركَبْ قَطاركَ هذا الآنُ منْطَلِقٌ ... واغْنَمْ حَياتَكَ فالإرْكانُ إسْفَاهُ
دارُ الحَقيقةِ لوْ تَكْوي جَوانِبَنا ... ليْستْ كَوْهمٍ إلى الأهْوالِ عُقْبَاهُ
يا أيُّها الواهِمونَ الأنُّ دَيْدَنُها ... لا لَنْ تَحَابيكَ أوَّاهٌ وَوَيْلاهُ
قُلْ للحَيارى إذا هُدّوا بِشَقْوَتِها ... لا لم تَلِنْ لِرَسولِ اللهِ دُنْياهُ
حَقٌّ عَلَيْها ولمْ تُخْلَفْ مَواعِدُها ... تَمْحِيصُ نُزَّلِها والرَّاحِمُ اللهُ
هذا اخْتِبارٌ فيا نَفْسي أمِنْ هِمَمِ ... صَبْراً فَقَائِدُنا قَدْ ضَلَّ مَسْعَاهُ
اللهُ أكْبرُ مِنْ وَهْمٍ يُجَنْدِلُنا ... نَدْعوهُ مِنْ وَهَنٍ رُحْماكَ رَبّاهُ
اللهُ أكْبَرُ مازالتْ بأنْفُسِنا ... نوراً نَرومُ لَهُ دَوْماً فَنلْقاهُ
اللهُ أكْبَرُ ما جادتْ مُطَوَّقة ٌ ... لَها نِجاءٌ بِشَدْياءٍ عَلِمْنَاهُ
الآنُ يَسْألُني والنُّورُ خالَطَني ... فِيما تَحيرُ وَهَذا النورُ أهْدَاهُ
رُحْمَاكَ رَبّي أنا عَبْدٌ يَهيمُ هَوىً ... عَنِ الحياةِ وَمِنْ هَذي عَرِفْناهُ
إنَّ الحَياةَ وإنْ ضاقتْ بِنازِلِها ... زُلْفى لِخَيْرٍ إذا طابَتْ نَوايَاهُ