LO! FANCY
10-06-2016, 18:26
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=2146743&stc=1&d=1471310964http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=2145696&d=1470742892
:: في تعريف الأدب ::
الأدب كما عُرِّف نصًا: ( هو أحد أشكال التعبير الإنساني عن مجمل عواطف الإنسان وأفكاره وخواطره وهواجسه بأرقى الأساليب الكتابية التي تتنوع من النثر إلى النثر المنظوم إلى الشعر الموزون لتفتح للإنسان أبواب القدرة للتعبير عما لا يمكن أن يعبر عنه بأسلوب آخر) .
وإن تطرقنا لأقسامِه فللأدب قسمان أساسيان ندر أن ينسجما.
أولهما هو النثر:
الأشهر بسلاسته، والأنسب لزمان ضحلت فيه الألسنة، ومنه المذكرات والرسائل، أو المقالات بشتى أنواعها أو القصص والروايات.
ومن الأدب كذلك الشعر:
وهذا الأخير يعد أجود الأدب وأحسنه، فعلى نقيض النثر فيه من الأصفاد ما فيه، من أوزان وبحور وقوافي قدِّس أو هُمِّش من أجادها في زماننا، ولا يجهل أيٌ منا أن الشعر سلاح ذو حدين، يرفع قومًا ويهبط بقوم، يعلو بصاحبه أو يدفنه في قبره معانقًا أديم الأرض.
:: الأدب .. علم أم فَن ! ::
في البداية نتطرق إلى تعريف كلٍ من العلم والفن.
العلم: هو ما يوصِل البشر لغايتهم من معرفة وفائدة أيًا كان نوعها.
أما الفن: فهو ما يَنتشي الناس بذاته من حُسن وجمَال وبراعَة.
قد يصنِّف معظم الجاهلين بالأدب إياه كـعلم قل أن ينتفع به، وخصوصًا إن نثرت بين أعينهم الأرجوزات الرصينة أو المعلقات التي لا تُضاها، ولو تفحصوا دهاليزه لوجدوا فيه مما لا يفهم الكثير والكثير، فأنَّى له أن يكون فنًا وهو لا يُستلذ فيه شيء !
أما أصدقاء الأدب المخلصون، العاكفون بين محابرهم وقرطاسهم الديباجي، فما تخبطهم الوسن وأعطبهم الضنى بين أحضانِ الأدب إلا أنهم رأوا فيهِ جمالا لا يفوَّت!
أبصروا بهِ فنًا يأنس به القلب قبل العينين، وأبصروا به علمًا زان الألباب قبل الألسنة، فالأدب هو وسيلة التواصل الأمثل، والإقناع الأروع، والتضامن الأجدر، وكما هو كذلك فهو لذة الاستماع، وشغف القراءة، ومتعة الإفادة، ولو أطلقتُ العنان لنفسي بذكر محاسنه ما أكفتني ساعاتُ عمري جُلها.
:: الأدب فن من الخيال ::
إن إطلاق الشاعر العنان لخياله المحنك ليس مما يُعاب، فما اكتملت لذة الأدب يومًا دونما تشبيهات بلاغية تثمر لها العقول، أو محاكاة بارعة تزهر بها الكلمات، ومن أعظم الأدب هو القرآن الكريم الذي نزِّل على نبينا محمد، أترون كل ما قاله ربنا فِيه من أمثال ومواعِظ تلامسُ الحقيقة ؟؟!!! فحتى لو كانت واقعًا ليس شرطًا أن تكون قد وقعت فعليًا.
فلا يضر الجملة الأدبية أن لا تكون حقيقة، كما لا يضر لوحة فنان ما أن تكون من نسج الخيال.
ففي القرآن الكريم نجد "واسأل القرية" وهل كانت المعفئ تُسأل وتُجيب ؟!! وما كان ذلك إلا "بدل"، لأهلها ومن هذا لا يحضرني الكثير .
وفي القرآن الكريم من الأمثال ما تلين له القلوب وتُفتن به أعين الأدباء كقوله "فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابلٌ فتركه صلدا" فصورة كهذه ليست إلا بلاغة عظمى وتشبيه أندى من أن يعيبه بشر، ولو تمسكنا بتلابيب الحقيقة في كل نص نكتبه، لأضعنا أدب هذا العالم بأسره !
:: في تعريف الشعر ::
نظرة العروضيّـين ودون أي تدليس كانت (( الكلام الموزون المقفَّى )) .
ولعل القلوب تهفو له، ففيه من الرقة ما فيه، وطبع الأدباء يرويه، وللعروضيين حزمهم وقوة وقع حروفهم ولأهل الأدب البسطاء مشاعرهم.
ولا يفوتني من أشكال الأدب والشعر الجديدة، الشعر الحر والنثر الموزون فقد يتطابقان أو لا مع التعريف السابق وليس مما يهمني التطرق إليه.
:: في تعريف النثر ::
وكما اشتهر تعريفه بنص (( النثر هو الكلام الفني الجميل، المنثور بأسلوب جيد لا يحكمه النظم الإيقاعي - كما هو حال الشعر - تميزه اللغة المنتقاة والفكرة الجلية، والمنطق السليم المقنع، المؤثر في المتلقي ))
وبدلًا من أن أكتفي بما سبق وأرسم نقطة نهاية السطر، فسأتطرق لبعض أنواع النثر بشكل مختصر.
"المذكرات"
وهي التي يكتبها المرء لنفسه، منها أفكاره وتفاصيل يومياته وخواطره، بأسلوب شفاف سلس، دون تبجح أو تكلف، يبتعد قدر الإمكان عن التنمق، فهو يكتب لنفسه.
"الرسائل"
والأصل فيها مخاطبة الفرد بلين وشفافية، دون أن تشعره بأنك تتحدث لحشد من الرجال أو سماطين وأكثر من البشر.
"القصص"
القصص مصطلح يطلق على ثلاثة أنواع من النثر، الأقصوصة والقصة، والرواية، من ناحية طولها.
ولها الكثير من التفاصيل في تقسيمها حسب شكلها وموضوعها وأسلوبها ومصدرها لا يهمنا الاستطراد بها.
جميعنا نحفظ عناصر القصة عن ظهر قلب، (الزمان، المكان، الشخصيات، العقدة، والحل)،
ولعلنا شهدنا مؤخرًا الكثير والكثير من العقد التي تأبى الحل كما تسمى بـ "النهايات المفتوحة"،
:: شهيد الحرف ::
قالت الحكومات شهيد الواجب وشهيد الوطن، وقال الأطباء شهيد الطب وقالوا شهيد الفن كما قال غيرهم الكثير، والله أعلم كيف حال صرعاهم.
هذِي الفقرة بالذات ليس فيها من الفائدة ما يملأ عُشر إحدى الذرات، فهي شكوى خطتها أنامل طفلة لطالما حلمت أن تكون من الكتاب.
إن حياة الأديب الحق هي سجن بلا جدران، آفاقه دحمس ونيران، رفاقه حبر وأوراق مهترئات، ولم تزدنا الطابعات والإلكترونيات إلا خبالًا ، أرهقت العيون وأثقلت الرؤوس ويبست الظهور.
إن الأديب ناثرًا كان أم شاعرًا، وبشهادة الأقلام والأوراق، ومحابر العظماء، أنحسُ الناس حظًا وأفقرهم عيشًا، ذاك الذي اختار أضيق أبواب الرزق ليقتحمه !
إن الناس يعيشون ألمهم مرة، فإن أصابتهم ضراء صبروا وخرسوا كظمًا لها، أو تسخطوا ونُكسوا لبرهة أو اثنتين، ثم يصيَّرون لسيرتهم الأولى دونما علَّة.
أما الأديب الصابر، الساهر على سراجه ولو أنهكه التعب، الكاتب ولو ألمَّ ببدنه الألم، المثابر ولو جفت مفردات هذا العالم، فحتى لو وخزته شوكة، أو تكالبت عليه نوائب الدهر، بقي يفكر مرة بألمه، يعتصر قلبه، يقطع فؤاده، كيف يصف مشاعره للورق! بل للبشر!!
فهو يعيش لأجل الناس، ويكتب لأجل الناس.
يبدأ بترتيب أفكاره، فتتخبَّط آلامه .. ويكتب .. كثيرًا .. ويعيش الألم مع كل حرف يخطُّه! سرمدًا.
ثم يسدل جفنيه قليلا، لعله يلملم رفات راحته، يسمع صدى كلماته، وأحرفه ترتسم على جفونه، فيفزع مواظبًا قراءتها، تتقيحها، وما زال الألم ! ..
إن الناس حينما يسعدون، أو ينظرون لما يثير إعجابهم، يحتفون بمشاعرهم كذكرى، وينسون...
أما الأديب، فيشغل شيب رأسه معه، كيف يبدأ نَصه، وكيف ينهيه، وبماذا يشبه، وكيف يلحِّن...
وتبخرت السعادة ولا زال هو قائما على تسطيرها ! ، دون أن يتذوقها.
إن الكتَّاب أفقر الناس راحة، وأنبلهم بذلا، وخصوصًا أشهرهم اسمًا، يتوافدون عليه كالغمام المضطرب، فيقول اكتب لي مقالًا عن كذا وكذا، ينتهي في يوم كذا ساعة كذا، وقد تكون فكرته سخيفة أو هزلية أو فاسدة، وعلى المجاهد النبيل استجماع كل ما يملك من طاقة، من مفردات بليغة ونباهة، ليزوِّر هذا المقال، ويسقيه بعرق جبينه، ويصارع الأفكار التي تتفجر حتى تحفر خندقا بين صدغيه، أو يتوسل لتلك التي همَّت بالتبخر، حتى يكون نزف أسنانه أهون عليه من شطر!
-وأستثني من كلامي أسماءً عرفت باسم الأدب، فندبها الأدب-
كان عندي الكثير من الكلام، الكثير من الفضفضة والوسوسة، لكنني آثرت ألا أكون كالكتَّاب، وأكتفي.
.
:: في تعريف الأدب ::
الأدب كما عُرِّف نصًا: ( هو أحد أشكال التعبير الإنساني عن مجمل عواطف الإنسان وأفكاره وخواطره وهواجسه بأرقى الأساليب الكتابية التي تتنوع من النثر إلى النثر المنظوم إلى الشعر الموزون لتفتح للإنسان أبواب القدرة للتعبير عما لا يمكن أن يعبر عنه بأسلوب آخر) .
وإن تطرقنا لأقسامِه فللأدب قسمان أساسيان ندر أن ينسجما.
أولهما هو النثر:
الأشهر بسلاسته، والأنسب لزمان ضحلت فيه الألسنة، ومنه المذكرات والرسائل، أو المقالات بشتى أنواعها أو القصص والروايات.
ومن الأدب كذلك الشعر:
وهذا الأخير يعد أجود الأدب وأحسنه، فعلى نقيض النثر فيه من الأصفاد ما فيه، من أوزان وبحور وقوافي قدِّس أو هُمِّش من أجادها في زماننا، ولا يجهل أيٌ منا أن الشعر سلاح ذو حدين، يرفع قومًا ويهبط بقوم، يعلو بصاحبه أو يدفنه في قبره معانقًا أديم الأرض.
:: الأدب .. علم أم فَن ! ::
في البداية نتطرق إلى تعريف كلٍ من العلم والفن.
العلم: هو ما يوصِل البشر لغايتهم من معرفة وفائدة أيًا كان نوعها.
أما الفن: فهو ما يَنتشي الناس بذاته من حُسن وجمَال وبراعَة.
قد يصنِّف معظم الجاهلين بالأدب إياه كـعلم قل أن ينتفع به، وخصوصًا إن نثرت بين أعينهم الأرجوزات الرصينة أو المعلقات التي لا تُضاها، ولو تفحصوا دهاليزه لوجدوا فيه مما لا يفهم الكثير والكثير، فأنَّى له أن يكون فنًا وهو لا يُستلذ فيه شيء !
أما أصدقاء الأدب المخلصون، العاكفون بين محابرهم وقرطاسهم الديباجي، فما تخبطهم الوسن وأعطبهم الضنى بين أحضانِ الأدب إلا أنهم رأوا فيهِ جمالا لا يفوَّت!
أبصروا بهِ فنًا يأنس به القلب قبل العينين، وأبصروا به علمًا زان الألباب قبل الألسنة، فالأدب هو وسيلة التواصل الأمثل، والإقناع الأروع، والتضامن الأجدر، وكما هو كذلك فهو لذة الاستماع، وشغف القراءة، ومتعة الإفادة، ولو أطلقتُ العنان لنفسي بذكر محاسنه ما أكفتني ساعاتُ عمري جُلها.
:: الأدب فن من الخيال ::
إن إطلاق الشاعر العنان لخياله المحنك ليس مما يُعاب، فما اكتملت لذة الأدب يومًا دونما تشبيهات بلاغية تثمر لها العقول، أو محاكاة بارعة تزهر بها الكلمات، ومن أعظم الأدب هو القرآن الكريم الذي نزِّل على نبينا محمد، أترون كل ما قاله ربنا فِيه من أمثال ومواعِظ تلامسُ الحقيقة ؟؟!!! فحتى لو كانت واقعًا ليس شرطًا أن تكون قد وقعت فعليًا.
فلا يضر الجملة الأدبية أن لا تكون حقيقة، كما لا يضر لوحة فنان ما أن تكون من نسج الخيال.
ففي القرآن الكريم نجد "واسأل القرية" وهل كانت المعفئ تُسأل وتُجيب ؟!! وما كان ذلك إلا "بدل"، لأهلها ومن هذا لا يحضرني الكثير .
وفي القرآن الكريم من الأمثال ما تلين له القلوب وتُفتن به أعين الأدباء كقوله "فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابلٌ فتركه صلدا" فصورة كهذه ليست إلا بلاغة عظمى وتشبيه أندى من أن يعيبه بشر، ولو تمسكنا بتلابيب الحقيقة في كل نص نكتبه، لأضعنا أدب هذا العالم بأسره !
:: في تعريف الشعر ::
نظرة العروضيّـين ودون أي تدليس كانت (( الكلام الموزون المقفَّى )) .
ولعل القلوب تهفو له، ففيه من الرقة ما فيه، وطبع الأدباء يرويه، وللعروضيين حزمهم وقوة وقع حروفهم ولأهل الأدب البسطاء مشاعرهم.
ولا يفوتني من أشكال الأدب والشعر الجديدة، الشعر الحر والنثر الموزون فقد يتطابقان أو لا مع التعريف السابق وليس مما يهمني التطرق إليه.
:: في تعريف النثر ::
وكما اشتهر تعريفه بنص (( النثر هو الكلام الفني الجميل، المنثور بأسلوب جيد لا يحكمه النظم الإيقاعي - كما هو حال الشعر - تميزه اللغة المنتقاة والفكرة الجلية، والمنطق السليم المقنع، المؤثر في المتلقي ))
وبدلًا من أن أكتفي بما سبق وأرسم نقطة نهاية السطر، فسأتطرق لبعض أنواع النثر بشكل مختصر.
"المذكرات"
وهي التي يكتبها المرء لنفسه، منها أفكاره وتفاصيل يومياته وخواطره، بأسلوب شفاف سلس، دون تبجح أو تكلف، يبتعد قدر الإمكان عن التنمق، فهو يكتب لنفسه.
"الرسائل"
والأصل فيها مخاطبة الفرد بلين وشفافية، دون أن تشعره بأنك تتحدث لحشد من الرجال أو سماطين وأكثر من البشر.
"القصص"
القصص مصطلح يطلق على ثلاثة أنواع من النثر، الأقصوصة والقصة، والرواية، من ناحية طولها.
ولها الكثير من التفاصيل في تقسيمها حسب شكلها وموضوعها وأسلوبها ومصدرها لا يهمنا الاستطراد بها.
جميعنا نحفظ عناصر القصة عن ظهر قلب، (الزمان، المكان، الشخصيات، العقدة، والحل)،
ولعلنا شهدنا مؤخرًا الكثير والكثير من العقد التي تأبى الحل كما تسمى بـ "النهايات المفتوحة"،
:: شهيد الحرف ::
قالت الحكومات شهيد الواجب وشهيد الوطن، وقال الأطباء شهيد الطب وقالوا شهيد الفن كما قال غيرهم الكثير، والله أعلم كيف حال صرعاهم.
هذِي الفقرة بالذات ليس فيها من الفائدة ما يملأ عُشر إحدى الذرات، فهي شكوى خطتها أنامل طفلة لطالما حلمت أن تكون من الكتاب.
إن حياة الأديب الحق هي سجن بلا جدران، آفاقه دحمس ونيران، رفاقه حبر وأوراق مهترئات، ولم تزدنا الطابعات والإلكترونيات إلا خبالًا ، أرهقت العيون وأثقلت الرؤوس ويبست الظهور.
إن الأديب ناثرًا كان أم شاعرًا، وبشهادة الأقلام والأوراق، ومحابر العظماء، أنحسُ الناس حظًا وأفقرهم عيشًا، ذاك الذي اختار أضيق أبواب الرزق ليقتحمه !
إن الناس يعيشون ألمهم مرة، فإن أصابتهم ضراء صبروا وخرسوا كظمًا لها، أو تسخطوا ونُكسوا لبرهة أو اثنتين، ثم يصيَّرون لسيرتهم الأولى دونما علَّة.
أما الأديب الصابر، الساهر على سراجه ولو أنهكه التعب، الكاتب ولو ألمَّ ببدنه الألم، المثابر ولو جفت مفردات هذا العالم، فحتى لو وخزته شوكة، أو تكالبت عليه نوائب الدهر، بقي يفكر مرة بألمه، يعتصر قلبه، يقطع فؤاده، كيف يصف مشاعره للورق! بل للبشر!!
فهو يعيش لأجل الناس، ويكتب لأجل الناس.
يبدأ بترتيب أفكاره، فتتخبَّط آلامه .. ويكتب .. كثيرًا .. ويعيش الألم مع كل حرف يخطُّه! سرمدًا.
ثم يسدل جفنيه قليلا، لعله يلملم رفات راحته، يسمع صدى كلماته، وأحرفه ترتسم على جفونه، فيفزع مواظبًا قراءتها، تتقيحها، وما زال الألم ! ..
إن الناس حينما يسعدون، أو ينظرون لما يثير إعجابهم، يحتفون بمشاعرهم كذكرى، وينسون...
أما الأديب، فيشغل شيب رأسه معه، كيف يبدأ نَصه، وكيف ينهيه، وبماذا يشبه، وكيف يلحِّن...
وتبخرت السعادة ولا زال هو قائما على تسطيرها ! ، دون أن يتذوقها.
إن الكتَّاب أفقر الناس راحة، وأنبلهم بذلا، وخصوصًا أشهرهم اسمًا، يتوافدون عليه كالغمام المضطرب، فيقول اكتب لي مقالًا عن كذا وكذا، ينتهي في يوم كذا ساعة كذا، وقد تكون فكرته سخيفة أو هزلية أو فاسدة، وعلى المجاهد النبيل استجماع كل ما يملك من طاقة، من مفردات بليغة ونباهة، ليزوِّر هذا المقال، ويسقيه بعرق جبينه، ويصارع الأفكار التي تتفجر حتى تحفر خندقا بين صدغيه، أو يتوسل لتلك التي همَّت بالتبخر، حتى يكون نزف أسنانه أهون عليه من شطر!
-وأستثني من كلامي أسماءً عرفت باسم الأدب، فندبها الأدب-
كان عندي الكثير من الكلام، الكثير من الفضفضة والوسوسة، لكنني آثرت ألا أكون كالكتَّاب، وأكتفي.
.