PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : واضْـرُب فـي أصْدَق الحَياءِ مَثلاً : عُثمان بن عَفان ..



Silent Breaths
11-04-2016, 21:10
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=2121078&d=1458308802
بسم الله الرحمن الرحيم
.............................والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، سيدنا محمد وعلى آل وصحبه أجمعين أما بعد.


أهل الحياء يحبهم مولاهم
............رب حيي لا يرد دعـــــــــاء
أهل الحياء قد ارتقوا بعلاهم
..............وكذا النبي ارقى الانام حياء

http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=2125189&d=1460239332

أحبتني: إن الحياء صفة أحبها الله، فأودعها في خلقه ومنهم الإنسان، فكان من عظمة هذه الصفة أنها تَردع الإنسان عن ارتكاب كل ما يشتهيه وترده إلى صواب فطرته ..

{صواب فطرته}


نَعم .. فإن الحياء صفة فطرية في الإنسان، ولنا في قصة آدم وحواء مع الشجرة خير مِثال.
وها نحن الآن نقف اليوم من هذا المُنبر راغبين بأن نُعطر ونزكي أنفسنا بنفحات روحانية عن الصحابي الجليل الذي قِال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عنه: (وَأَصْدَقُهُمْ حَيَاءً)

نعم إنه ذو النورين، ثالث الخلفاء الراشدين ، أصدق أمة محمدٍ صلى الله عليه وسلم حياءً : عُثمان بن عفان رضي الله عنه.

عثمانٌ!

هو من بشره الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنة أكثر من مرة، فكان أحد العشرة المبشرين بالجنة

هو ثالث الخلفاء الراشدين، ومن أوائل المهاجرين.

هو من كانت تستحي منه الملائكة!

هو من شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه أشبه الناس بنبي الله إبراهيم عليه السلام.

هو من تزوج ابنتا الرسول -صلى الله عليه وسلم- رقية وأم كلثوم ، فكان ذو النورين -رضي الله عنهم آجمعين-


هو من لم يعرف المسلمون غزو البحر إلا في عهده.


رضي الله عنه وأرضاه.

فدعونا نقرأ في سيرته العطرة مقتطفاتٍ يسيرة تجدد فينا الإيمان، وترفع من قدر الخُلق والحياء فينا .. فنعم من اقتدى.

Elinore
11-04-2016, 21:13
سنتحدث في الموضوع إن شاء الله عن سبعة محاور وهي :

النسب والمولد، كنيته ولقبه، زوجاته وذريته ، قصة إسلامه ، أخلاقه وصفاته ، فتوحاته ،وأخيراً وفاته رضي الله عنه.

فعلى بركة الله نبدأ :

{نسبه ومولده} *

- هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي القرشي الأموي يجتمع نسبه مع النبي صلى الله عليه وسلم في عبد مناف.

- أما أمه فهي الصحابية الجليلة أروى بنت كريمة بنت ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف.
وأمها البيضاء بنت حكيم بن عبد المطلب عمة رسول الله ، أنجبت أروى مرتين من عفان: عثمان وأخته آمنة.
بعد وفاة عفان, تزوجت أروى من عقبة بن ابي معيط, وأنجبت منه ثلاثة أبناء وبنت:
الوليد بن عقبة.
خالد بن عقبة.
عمرو بن عقبة.
أم كلثوم بنت عقبة.

- ولد الخليفة رضي الله عنه في السنة السادسة بعد عام الفيل
أما عن مكان ميلاده فقد ولد بمكة وفي رواية انه ولد بالطائف.


{كنايته ولقبه}*

كان يكنى في الجاهلية بأبا عمرو ، فلمى ولد له ولد من رقية بنت محمد صلى الله عليه وسلم غلام سماه عبدالله، فكان المسلمون يكنونه بأبا عبدالله.
أما عن لقبه : فقد لقب عثمان رضي الله عنه بذي النورين ، لأنه تزوج ابنتا رسول الله صلى الله عليه وسلم رقية وأم كلثوم.
وفي ذلك يقول عبد الله بن عمر بن أبان الجعفي: قال لي خالي حسين الجعفي: يا بني، أتدري لما سمي عثمان ذا النورين؟
قلت: لا أدري. قال: لم يجمع بين ابنتي نبي منذ خُلِق آدم إلى أن تقوم الساعة غير عثمان بن عفان، فلذلك سمي ذا النورين.



{زوجاته وذريته}*

أ. زوجاته :
تزوج عثمان رضي الله عنه ثماني زوجات كلهن بعد الإسلام وهنّ:

رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم،
ثم تزوج أم كلثوم بنت رسول الله بعد وفاة رقية
وتزوج فاختة بنت غزوان،
وهي أخت الأميرعتبة بن غزوان،
وتزوج أم عمرو بنت جندب الأزدية
، وتزوج فاطمة بنت الوليد بن عبد شمس بن المغيرة المخزومية ،
وتزوج أم البنين بنت عيينة بن حصن الفزارية،
وتزوج رملة بنت شيبة بن ربيعة الأموية ،
وقد أسلمت رملة وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وتزوج نائلة بنت الفَرافصة الكلبية وكانت على النصرانية وقد أسلمت قبل أن يدخل بها وحَسُنَ إسلامها.

ب.أولاده وبناته:

كانوا تسعة أبناء من الذكور من خمس زوجات، وهم:
- عبد الله: ولد قبل الهجرة بعامين، وأمه رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي أوائل أيام الحياة في المدينة نقره الديك في وجهه قرب عينه، وأخذ مكان نقر الديك يتسع حتى مات في السنة الرابعة للهجرة، وكان عمره ست سنوات.
- وعبد الله الأصغر: أمه فاختة بنت غزوان.
– وعمرو: وأمه أم عمرو بنت جندب، وقد روى عن أبيه وعن أسامة بن زيد، وروى عنه علي بن الحسين وسعيد بن المسيب وأبو الزناد، وهو قليل الحديث، وتزوج رملة بنت معاوية بن أبي سفيان، توفي سنة ثمانين للهجرة.
- وخالد: وأمه أم عمرو بنت جندب.
- وأبان: وأمه أم عمرو بنت جندب كان إمامًا في الفقه يكنى أبا سعيد، تولى إمرة المدينة سبع سنين في عهد الملك بن مروان، سمع أباه وزيد بن ثابت، له أحاديث قليلة.
- وعمر: وأمه أم عمرو بنت جندب.
- والوليد: وأمه فاطمة بنت الوليد بن عبد شمس بن المغيرة المخزومية.
- وسعيد: وأمه فاطمة بنت الوليد المخزومية، تولى أمر خراسان عام ستة وخمسين أيام معاوية بن أبي سفيان.
- وعبد الملك: وأمه أم البنين بنت عينية بن حصن، ومات صغيرًا.


وأمَّا بناته فهن سبع من خمس نساء، منهن:
مريم: وأمها أم عمرو بنت جندب،
وأم سعيد: وأمها فاطمة بنت الوليد بن عبد شمس المخزومية،
وعائشة: وأمها رملة بنت شيبة بن ربيعة،
ومريم: وأمها نائلة بنت الفرافصة،
وأم البنين: وأمها أم ولد.



{ قصة إسلامه}*

أسلم عثمان في أول الإسلام قبل دخول محمد رسول اللَّه (صلى الله عليه وسلم) دار الأرقم، وكانت سنِّه قد تجاوزت الثلاثين.

دعاه أبو بكر الصديق رضي الله عنه إلى الإسلام فأسلم، ولما عرض أبو بكر عليه الإسلام قال له:

ويحك يا عثمان واللَّه إنك لرجل حازم ما يخفى عليك الحق من الباطل، هذه الأوثان التي يعبدها قومك، أليست حجارة صماء لا تسمع ولا تبصر ولا تضر ولا تنفع‏؟‏ فقال‏:‏ بلى واللَّه إنها كذلك. قال أبو بكر‏:‏ هذا محمد بن عبد الله قد بعثه الله برسالته إلى جميع خلقه، فهل لك أن تأتيه وتسمع منه‏؟‏ فقال‏:‏ نعم‏. وفي الحال مرَّ رسول الله فقال‏:‏ ‏‏يا عثمان أجب الله إلى جنته فإني رسول الله إليك وإلى جميع خلقه‏‏.‏ قال ‏:‏ فوالله ما ملكت حين سمعت قوله أن أسلمت، وشهدت أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبد الله ورسوله.

Elinore
11-04-2016, 21:16
{صفاته وأخلاقه}*

اتصف ذو النوريين بالصفات القيادية، والأخلاق الكريمة
فقد كان ذو إيمان عظيم بالله واليوم الآخر، وذو علم كبير بالشريعة،
وكان فيه من القدوة والصدق والكفاءة والشجاعة والمروءة والزهد ، وحب التضحية ..
ولا ننسى التواضع وقبل النصيحة والحلم والصبر وعلو الهمة والحزم.

والكثير والكثير ..التي تشهد له المواقف،
وقد وجدنا من استطاع إيجازها في أركانٍ وعبارات متقنة ، فاقتبسنا منه -مع بعض التصرف- :

فأولًا:الحياء
عُرِف عثمان رضي الله عنه بشدَّة الحَيَاء، حتى أنَّ الملائكة كانت تستحي منه، فعن عائشة رضي الله عنها، قالت: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مضطجعًا في بيتي، كاشفًا عن فخذيه، أو ساقيه، فاستأذن أبو بكر فأذن له، وهو على تلك الحال، فتحدَّث، ثمَّ استأذن عمر، فأذن له، وهو كذلك، فتحدَّث، ثمَّ استأذن عثمان، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسوَّى ثيابه - قال محمد: ولا أقول ذلك في يوم واحد - فدخل فتحدَّث، فلمَّا خرج، قالت عائشة: دخل أبو بكر، فلم تهتش له ولم تباله، ثمَّ دخل عمر فلم تهتش له ولم تباله، ثمَّ دخل عثمان فجلست وسوَّيت ثيابك، فقال: ألا أستحي مِن رجل تستحي منه الملائكة))

وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: ( أَرْحَمُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي : أَبُو بَكْرٍ، وَأَشَدُّهُمْ فِي أَمْرِ اللَّهِ : عُمَرُ، وَأَصْدَقُهُمْ حَيَاءً : عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ ...) . وصححه الألباني في "صحيح الترمذي" .

وقد ذكر الحسن البصري -رحمه الله-

عثمان بن عفان يوما وشدة حيائه فقال: إنه ليكون في البيت، والباب عليه مغلق.

فما يضع عنه ثوبه ليفيض عليه الماء، يمنعه الحياء أن يقيم صلبه ..

ومن حيائه - رضي الله عنه - ما روته بنانة -وهي جارية لامرأته- تقول: كان عثمان إذا اغتسل جئته بثيابه

فيقول لي: لا تنظري إلي، فإنه لا يحل لك !

فلنا فيه خير القدوة في صدق الحياء.


ثانيًا: العلم والقدرة على التوجيه والتعليم

يعتبر عثمان - رضي الله عنه - من كبار علماء الصحابة في القرآن الكريم والسنة النبوية.
فقد لزم الرسول صلى الله عليه وسلم وكان حريصا على اتباع هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر وعمر رضي الله عنهم -
وكان خير الموجه لرعيته.

ثالثًا: الحِلم
ما أجلها من صفة ، اتصف بها الحكماء .. وقد وصف الله جل علاه نفسه بالحلم.
وهذه الصفة الجليلة كانت في الخليفة عثمان رضي الله عنه ، فقد كان شديد الاقتداء –كما ذكرنا – بقدوتنا الأولى محمد صلى الله عليه وسلم، فلا عَجب أن تورث هذه الصفات العظيمة
ونجد الصديق - رضي الله عنه - عندما عرض عليه الإسلام قال له:


وفي سنة 26 هـ زاد عثمان في المسجد الحرام ووسعه ،
وابتاع من قوم وأبى آخرون، فهدم عليهم، ووضع الأثمان في بيت المال، فصيحوا بعثمان، فأمر بهم بالحبس، وقال: أتدرون ما جرأكم عليَّ؟
ما جرأكم علي إلا حلمي، قد فعل هذا بكم عمر فلم تصيحوا به، ثم كلمه فيهم عبد الله بن خالد بن أسيد، فأخرجوا ..
كما نستنبط من هذا الموقف ان خصلة الحزم فيه متأصلة .


ثالثًا: السماحة

عن عطاء بن فروخ مولى القرشيين: أن عثمان - رضي الله عنه - اشترى من رجل أرضا فأبطأ عليه، فلقيه فقال: ما منعك من قبض مالك؟
قال: إنك غبنتني فما ألقى من الناس أحدًا إلا وهو يلومني، فقال: أو ذلك يمنعك؟ قال: نعم، قال: فاختر بين أرضك ومالك، ثم قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
أدخل الله الجنة رجلا كان سهلا مشتريا وبائعا، وقاضيا ومقتضي
فهذا مثل رفيع في السماحة في البيع والشراء، وهو يدل على ما جبل عليه عثمان - رضي الله عنه - من الكرم وعدم التعلق بالدنيا.




رابعًا:الكرم

كان عثمان - رضي الله عنه - من أكرم الأمة وأسخاها، وله في ذلك مواقف ومآثر لا تزال غرة في جبين التاريخ الإسلامي؛
فقد مر معنا ما قام به في غزوة تبوك، وشراؤه لبئر رومة وتصدقه به على المسلمين، وتوسيعه للمسجد النبوي في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -،
وتصدقه بالقافلة المحملة بالخيرات في عصر الصديق - رضي الله عنه -، وكان - رضي الله عنه - يعتق كل جمعة رقبة في سبيل الله منذ أسلم.


خامسًا: الشجاعة

يعد عثمان - رضي الله عنه - من الشجعان، والأدلة في ذلك كثيرة ومنها:

1- خروجه للجهاد في سبيل الله، وحضوره المشاهد كلها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

وإذا اتهم بتخلفه عن بدر فقد سبق أن قلنا إن ذلك كان بأمر من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -،

ثم عده رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الذين شهدوها وأعطاه سهمه منها.

ونال أجره إن شاء الله، وليس بعد كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كلام.

سادسًا: الفداء بالنفس

عندما حوصر - رضي الله عنه - في داره طلب منه المارقون التنازل عن الخلافة لا خيار غيره أو القتل، أو عزل ولاته وتسليم بعضهم،

فأصر على موقفه مضحيا بنفسه من أن تصبح الخلافة بيد ثلة تزيح من ترغب، وتعين من تحب، أو تنزع الخلافة من صاحبها الذي اختارته الأمة.

ويصبح ذلك قاعدة فأصر على موقفه وهو يرى الموت في سيوف المحاصرين، وإن الذي يقف هذا الموقف لهو الشجاع وإنه لصاحب حق.


سابعًا: العدل

واتصف عثمان - رضي الله عنه - بصفة العدل؛ فعن عبيد الله بن عدي بن الخيار أنه دخل على عثمان - رضي الله عنه - وهو محصور فقال له:

إنك إمام العامة وقد نزل بك ما ترى، وهو ذا يصلي بنا إمام فتنة -عبد الرحمن بن عديس البلوى- وأنا أخرج من الصلاة معه.

فقال له عثمان: إن الصلاة أحسن ما يعمل الناس، فإذا أحسن الناس فأحسن معهم، وإذا أساءوا فاجتنب إساءتهم ..

ثامنًا: الزهد والشكر

اشتهر أمير المؤمنين عثمان - رضي الله عنه - بأنه من أهل الغنى والثروة، ولكن مع هذه الشهرة
فإنه قد رويت عنه أخبار تدل على أنه كان من الزاهدين في الدنيا، فعن حميد ابن نعيم،

أن عمر وعثمان -رضي الله عنهما- دعيا إلى طعام، فلما خرجا قال عثمان لعمر: قد شهدنا طعاما لوددنا أنا لم نشهده، قال: لِمَ؟ قال: إني أخاف أن يكون صنع مباهاة ،،

فهذا فقه من عثمان - رضي الله عنه - بمجالات السخاء الإسلامي؛ فالسخاء في الإسلام لا يكون بالتفاخر بالكرم والتباهي بنوع الطعام أو كثرته ،وإنما يكون ببذل المال من غير إسراف ولا خيلاء، مع شكر المنعم -جل وعلا- والتواضع للناس.

وهذه النظرة من عثمان تعتبر من التزهيد بالجاه الدنيوي، وهذا يدل على أنه كان من الزاهدين في ذلك.

وكان عثمان - رضي الله عنه - كثير الشكر لله تعالى باللسان والجنان والأركان، دعى ذات يوم إلى قوم على ريبة، فانطلق ليأخذهم فتفرقوا قبل أن يبلغهم.فأعتق رقبة شكرا لله أن لا يكون جرى على يديه خزي مسلم ..

تاسعًا: تفقد احوال الناس

كان - رضي الله عنه - ودودًا رؤوفًا يسأل عن أحوال المسلمين، ويتعرف على مشكلاتهم ويطمئن على غائبهم، ويواسي قادمهم، ويسأل عن مرضاهم؛ فقد روى الإمام أحمد عن موسى بن طلحة قال: رأيت عثمان بن عفان وهو على المنبر وهو يستخبر الناس يسألهم عن أخبارهم وأسعارهم .. وروى ابن سعد في الطبقات عنه أيضا قال: رأيت عثمان بن عفان يخرج يوم الجمعة عليه ثوبان أصفران ، فيجلس على المنبر، فيؤذن المؤذن، وهو يتحدث يسأل الناس عن أسفارهم وعن قادمهم وعن مرضاهم ..

وكان - رضي الله عنه - يهتم بشئون الرعية، ويصل ذوي الحاجة، ويفرض العطاء للمواليد من بيت المال؛

فقد روى عن عروة بن الزبير أنه قال: أدركت زمن عثمان، وما من نفس مسلمة إلا ولها في مال الله حق. يعني بيت المال.


عاشرًا:عبادته

كان عثمان - رضي الله عنه - من المجتهدين في العبادة، وقد روى من غير وجه أنه صلى بالقرآن العظيم في ركعة واحدة عند الحجر الأسود أيام الحج.

وقد كان هذا من دأبه - رضي الله عنه - ولهذا روينا عن ابن عمر أنه قال في قوله تعالى: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ} [الزمر: 9]

قال: هو عثمان بن عفان وقال ابن عباس في قوله تعالى:

{هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [النحل: 76]

قال: هوعثمان وكان- رضي الله عنه - يفتتح القرآن ليلة الجمعة، ويختمه ليلة الخميس،، وكان - رضي الله عنه - يصوم الدهر ويقوم الليل إلا هجعة من أوله ..

خوفه من الله وبكاؤه ومحاسبته لنفسه كان شديدا بهما ، فقد جاء في إحدى خطبه:
أيها الناس، اتقوا الله؛ فإن تقوى الله غنم، وإن أكيس الناس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت،
واكتسب من نور الله نورا لقبره، ويخشى أن يحشره الله أعمى وقد كان بصيرا وقد روى عنه قوله:
لو أني بين الجنة والنار لا أدري إلى أيتها يؤمر بي لتمنيت أن أصير رمادا قبل أن أعلم إلى أيتهما أصير ،،
وكانت روحه ترتجف وعَبَراته تفيض عندما يذكر الآخرة، وعندما يتخيل نفسه وقد انشق قبره ونسل من جدثه إلى العرض والحساب.

فعن هاني مولى عثمان، قال: كان عثمان إذا وقف على قبر بكى حتى تبتل لحيته، فقيل له: تذكر الجنة والنار وتبكي من هذا ؟
قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن القبر أول منازل الآخرة، فإن نجا منه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه »
قال: وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «والله ما رأيت منظرا إلا والقبر أفظع منه».
قال: وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه، ثم قال: «استغفروا لأخيكم وسلوا له بالتثبيت؛ فإنه الآن يسأل».



وبهذه الـ10 أركان ، تشكلت صورة رائعة عما كان يتصّف به الخلفية عثمان بن عفان رضي الله عنه.
بالطبع ليست كل صفاته انما لنقل انها الابرز فيه رضي الله عنه ::جيد::


{خلافته والفتوحات في عهده}*

جعل عمر بن الخطاب -رضى الله عنه- الخلافة قبل وفاته شورى في ستة من كبار الصحابة، هم عثمان بن عفان، وعلى بن أبى طالب، وطلحة بن عبيد الله، والزبير بن العوام، وعبدالرحمن ابن عوف، وسعد بن أبى وقاص -رضى الله عنهم-، وجعل ابنه عبدالله بن عمر معهم مشيرًا ولا يحق لهم اختياره، وقد وقع الاختيار على عثمان بن عفان سنة 24هـ لتولى خلافة المسلمين.
وقد بدأ عثمان عهده بأن كتب إلى الولاة وعمال الخراج ينصحهم بالسير فى طريق العدل والإنصاف والمساواة بين الناس، وزاد فى أعطيات جيشه.


وقد كانت الفتوحات أيام الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه كثيرة جدا، وواسعة، إذ أضافت بلادا جديدة في إفريقية(تونس حاليا) وقبرص وأرمينيا، وأجبرت من نقض العهد إلى الصلح من جديد في فارس وخراسان، وأضافت فتوحات جديدة في بلاد السند وكابل وفرغانة.
ولك أن تراجع للتفصيل في هذا الموضوع كتاب: التاريخ الإسلامي لمحمود شاكر (الجزء الثالث)، وكتاب: تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان للدكتور علي محمد الصلابي.


{وفاته}*
في شـوال سنة ( 35 ) من الهجرة النبوية استشهد عثمان رضي الله عنه عندما هجم عليه المتآمرون وهو يقـرأ القـرآن وأكبت عليه زوجـه نائلـة لتحميه بنفسها لكنهم ضربوها بالسيف فقطعت أصابعها ، وتمكنوا منه -رضي الله عنه- فسال دمه على المصحف ومات شهيدا في صبيحة عيد الأضحى من تلك السنة ، ودفن بالبقيع رضي الله عنه وأرضاه.


ختاماً *

رجل بصفاته تلك ، وإسمه في تاريخ الاسلام يكفي أن يجعل الجميع يكن له الاحترام وان يعتبره اسوة حسنة ،
ثالث الخلفاء الراشدين عثمان ابن عفان –ذي النورين- رضي الله عنه وارضاه .


نرجو ان تكونوا قد استمتعتم بالقراءة عنه وان نكون قد وفقنا بجمع البعض عن هذه الشخصية الجليلة .
وبهذا تكون جولتنا انتهت ، وادعوا معنا في الختام وفي يقين بأن في دعاءنا الكثير :

اللهم ارزقنا حلمًا وتواضعًا وحياء كما عثمان رضي الله عنه.

إن اصبنا فمن الله، وإن أخطأنا فمن أنفسنا ومن الشيطان.

نشكر لكم حسن القراءة، ووفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى

# ظلال من نور ~

JłMüzR
15-04-2016, 19:18
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهُ
قرأت بعضهُ
اختيار موفق وموضوع جميل
يعطيكم العافيه
تدقيق بسيط

أ. زوجاته :
تزوج عثمان رضي الله عنه ثماني زوجات كلهن بعد الإسلام وهنّ:

رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم،
ثم تزوج أم كلثوم بنت رسول الله بعد وفاة رقية
وتزوج فاختة بنت غزوان،
وهي أخت الأميرعتبة بن غزوان،
وتزوج أم عمرو بنت جندب الأزدية
، وتزوج فاطمة بنت الوليد بن عبد شمس بن المغيرة المخزومية ،
وتزوج أم البنين بنت عيينة بن حصن الفزارية،
وتزوج رملة بنت شيبة بن ربيعة الأموية ،
وقد أسلمت رملة وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وتزوج نائلة بنت الفَرافصة الكلبية وكانت على النصرانية وقد أسلمت قبل أن يدخل بها وحَسُنَ إسلامها.


كان حري بكم ان تبينوا كيف لشخص امن بما جاء به النبي محمد صلى الله عليه وسلم
ان يتزوج اكثر من اربع زوجات غير النبي محمد صلى الله عليه وسلم
~~~

The_Dark_Knight
17-04-2016, 00:35
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
،
ذو النورين ، من استحت منه الملائكة ، من أسند رسول الهدى صلى الله عليه وسلم له في الحديبية
منقذ جيش العسرة ، صاحب أطول خلافة راشدة زمنا وأطولهم عمرا
من أشرف الناس نسبا و أتقاهم تعبدا و أخلصهم عملا
فانطبق عليه قول المصطفى عندما سئل عن خير الناس : (من طال عمره وحسن عمله )
هو أحد أهل الجنة بشهادة نبي الهدى
اجتمعت فيه صفات خير الدنيا مايفضي منها إلى خير الآخرة
،
فضل الحياء ترسّم بقول محمد عليه الصلاة والسلام في صحيح البخاري : (إن الحياء من الإيمان ) وعثمان مثاله الأزليّ
ويالأسف حال أمتنا الآن لغيابه عن الكثير من الناس ، بل إنه حلّ لكثير مما تعانيه
،
ماشاء الله قمتما بتغطية كل ماعرفته عن عثمان ، فاستفدت من الجديد مماذكرتموه
تناسق ألوان الخط وحجمه مع الخلفية مريح للعين و معين للقراءة الكاملة
جزاكما الله خيرا ^^

تاج الزعامة
18-04-2016, 10:29
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتة

الله يرزقنا وياكم الحياء منه سبحانه

جزاكم الله خير وجعله في ميزان حسناتكم يا فريق ضلال من نور

وفقكم الله ودمتي في حفظه...

Sea Eyes
26-04-2016, 05:29
تبارك الرحمن
طرحكم مميز و جميل و اكثر حاجة مميزة هو التنسيق و الترتيب في سرد المعلومات جزاكم الرحمن خير
ان كان للحياء علم فهو عثمان بن عفان رضي الله عنه و مين يغفل عن سيرة الصحابي الجليل الي استحى الملائكة منه؟
ياريت نشوف مشاركاتكم دائمة بقسم نور و هداية فدائما ما نحتاج اضواء متوهجة بالقسم عشان تزيدوه نور على نور :em_1f60e: