PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : [ قصة قصيرة ] || يا لقسوة الحب || فبراير الخيال ||



Sang Bleu Ange
27-02-2016, 08:22
|| يا لقسوة الحب ||
|| فبراير الخيال ||

فتحت أليس الباب ببطئ لتعرف ما بداخله، ثم أغلقته بسرعة فور أن وجدت وجدت نباتات آكلات اللحوم التي كادت تهجم عليها. اتكأت على الباب تتنهد بعصبية، يا إلهي! كيف ستخرج من متاهة لا تدري ماذا تسميها؟ متاهة الورود أم متاهة الأبواب؟ كان على ذاك الأرنب المستعجل يستمع لها وينتظرها بالصبر!

أكملت أليس سيرها تفتح الأبواب باحثة عن الملكة الحمراء والأرنب الأبيض، وعندما تجدهما ستخبرهم ألا يطلبانها في هذه المتاهة. بلاد العجائب مثال مناسب لعبارة اسم على مسمى، بالفعل يوجد عجائب سيقود من في عالمها إلى الجنون إلا المجانين. رغم أنها كانت هنا منذ أربع سنوات لكنها لم تعتاد بعد. فتحت أليس باب آخر ولكنها وجدت جدار من الورود بلون أحمر إلا وردة لونتها الشابة بلون وردي لكي تعرف أنها رجعت إلى المكان جربته. نظرت أليس إلى أرضية شطرنجية لعلها تجد حفرة تسقط فيها بما أنها يأست من الأبواب.

" أليس!" سمعت صوت يناديها من ورائها فاستدارت لتجد صبي بشعر أبيض مموج مثل لون أذنيه الطويلتين، لون عيناه حمراوان كالياقوت. له سروال أحمر قاتم قصير يصل إلى فوق ركبتيه، قميص أبيض بأزرار وكمين طويلتين طواهما إلى كوعيه، وصدرية بلون السروال لها جيبان على الصدر وفي داخل إحداهما ساعة ذهبية بسلسلة. زوج من جارب أبيض بمربعات حمراء، وزوج من حذاء أسود مصنوع من الجلد - أكرمكم الله. أما أليس، فهي ترتدي فستان قصير فوق ركبتيها، كمان طويلان ضيقان لكن عند الكتفين منفوخان.
كان الفستان مطرز بالذهبي أوضح لمن حول صاحبته أنها جندية.
لدى أليس ملامح ناعمة، وجنتان متوردان، وشفتان حمراوان بنفخة جميلة، أنف طويل ونحيف. بشرة بيضاء تكاد تكون ناصعة. يداها صغيرتان كقدميها، وجسمها رشيق ونحيف. ستكون أليس فائقة الجمال لو لا رقعة العين زرقاء - مطبوعة بقلب أحمر - تخفي عينها اليسرى وتكشف عينها الاخرى سوداء اللون برموش طويلة وكثيفة.

أكمل الأرنب توبيخه وهو يقترب منها:" أهذا وقت التجول واستكشاف؟ لا أعتقد ذلك!"
ابتسمت أليس بسخرية وأرادت أن ترد عليه لكنها لم تتعب نفسها بينما أردف الأرنب:" بسببك كاد سمو الملكي أن يقطع رأسي! لكنه قطع قبعتي الجديدة! والآن علي دفع ثمنها لصانع قبعات لاصلاحها!"
قالت أليس ببرودة:" بالفعل القبعة جميلة، هاري، يا للأسف!"

أمسك الأرنب يدها وجرها صاحيا:" لا وقت لهذا الحديث! علينا الذهاب إليه!"

وصلا أخيرا بعد وقت ليس بطويل، توقفا أمام الباب وفتحه. لم تجد أليس في الداخل إلا الظلام، وفتحت فمها لتتكلم، لكن هاري دفعها لتسقط. صرخت المسكينة بخوف وشعرت لا نهاية لتلك الغرفة، ثم شعرت بالماء حين سقطت. حاولت أليس السباحة، لكن لم ينفع فلاحظت أنها ما زالت في مكانها كأنها واقفة على الأرض، واستطاعت التنفس كما لو أنها سمكة.
التفتت يمينا ويسارا متوقعة حدوث شيء. بدأت المياه تتشكل تدريجيا إلى مكان آخر تستطيع أليس الشعور بالصلب تحت قدميها.

تفقدت أليس نفسها ووجدا أنها لم تبتل، ثم وجدت نفسها في غرفة النوم الملكي.
حدثت نفسها:" هل أنا في غرفة..." توقفت عندما انتبهت لأغنية هادئة يغنيها صوت رقيق - تناسب مع آلة الكنار - فالتفتت حيث المصدر، ورأت امرأة دون شك أنها الملكة التي تبدو أنيقة بفستانها الأحمر قاتم مع الذهبي بقلوب أسود ذي تصميم العصر الذهبي. كانت الملكة تغطي وجهها بقماش ذهبي حرير خرج منه خصلات شقراء مموج.
تعجبت أليس من صوتها تفكر:" أهذا الملكة فيكتور؟ مستحيل! ماذا حدث لصوته؟ كيف جعله أنثوي؟" فتحت فمها وقالت كلمة واحدة:" سموك..." لكن قاطعها دخول شخص خلال البابان وهو يصرخ بغضب، نظرت إليه لفترة قصيرة قبل أن تعود عيناها إلى الملكة مستغربة وهي تفتح فمها:" أمي؟"

تجاهلها ذاك الأمير دون قصد واقترب من أمه وصرخ مجددا:" لماذا تعاملين كاميليا هكذا؟ أخبريني ما سبب ذلك؟"
أجابت الملكة الحمراء بهدوء دون تلتفت له:" هذا لأنني لا أثق بتلك الفتاة أبدا."
ازداد وجهه احمرارا لغضبه وبدأ بشجار معه.
لاحظت أليس شيئا مختلفا عنه وقالت ذهنيا بتفاجئ:" لحظة واحدة! إنه ليس تشارلز! بل الملكة فيكتور عندما كان أمير!"

الملكة يشبه تشارلز تماما؛ شعر أشقر، وملامح حادة وجميلة، وجسد معضل وطويل. عدا لون العين، عينا تشارلز برتقاليان، بينما فيكتور يملك عين أزرق فاتح وعين آخر رمادي.
تعرفت عليه أليس من اختلاف لون العينين، وتذكرت صورته وهو طفل مع والدته عندما دخلت الغرفة السرية - تلك اللحظة لم تمر على الخير، فبما أن فيكتور هنا فهذا يعني صاحبة الصوت الجميل هي الملكة كاليدورا.

منذ مدة طويلة، كانت تسمع الحديث الطيب عنها. شعرت أليس بفضول، فهي تريد أن تعرف ماذا حدث قبل عشرين سنة، خاصة أن لا أحد تجرأ على قولها. استمعت لشجار الأم والابن، كانا يتشاجران على الفتاة تدعى كاميليا، وكانت الأم تريده أن يتزوج من الأميرة هيلينا وليس من تلك الفتاة التي تشك أنها ستسعده. دام لوقت طويل، إلى أن ختم الأمير أو الملكة بقوله بهدوء:" أنت لا تريدينها لأنها أجمل منك وأنت أقبح منها، أليس كذلك؟"
سكتت الملكة كاليدورا بدهشة وأردف فيكتور ببرودة:" لأنك تغارين منها، أنت لست مدعوة."
ردت الملكة بنفس النبرة:" كنت سأخبرك إن لم تكن تريد الغاء الزواج."

رحل فيكتور يتركها ورائه، تبعته الملكة بتحديقها إلى أن اختفى. منذ البداية، كانت الأم تقف عندما تشاجرت مع ولدها. ثم جلست ووضعت وجهها على باطني يديها، أشفقت عليها أليس وأرادت أن تطبطب على ظهرها لتهديئها، لكن يدها اخترق جسدها. لا جدوى، فقررت أن تبقى معها. لكن عقارب الساعة الفيكتوري تحركت بسرعة، وأصبح القمر يلاحق الشمس كالقط والفأر.

لم تهدأ الساعة إلى أن وصلت ليوم كبير، يوم الزفاف الذي أقيم ليلا كما هو واضح من إحدى نوافذ القاعة. كان الحاضرين يعطوا الهدايا للعريس فيكتور وعروسته كاميليا، وقف أمامهما شاب أصهب الشعر مجعد ذو الملابس غريبة وقبعة طويلة وقال بصوت عالي مرح:" أهلا سمو الأمير وسمو الأميرة! لدي لكما هديتان رائعتان أجمل من هؤلاء الغرباء!" رمقوه الضيوف بينما تجاهلهم وأدخل يده إلى قبعته وبدا يخرج الكثير من الأشياء الغريبة.

أدخل الشاب نفسه - عدا القدمين - داخل قبعته لكي يبحث عما يريد، مما أجبر الثنائيان على الضحك. فور أن خرج الشاب من القبعة، قدم لهما الهديتان. الهدية للعريس هي القبعة أنيقة، أما للعروس فهي قلادة ذهبية جميلة وأخبرها الضيف عن تاريخها الأسطوري.

قالت أليس بعد المشهد المضحك بملل:" لا يوجد شك أبدا أن هذا غريب الاطوار هو صانع القبعات." تأملت في جمال كاميليا، هي بالفعل أجمل من الملكة هيلينا؛ شعر أحمر مموج وطويل يصل إلى تحت ظهرها، عينان خضراوان مع رموش كثيفة وطويلة، وجه ملائكي، وجسم رشيق وجذاب ذو بشرة بيضاء كالثلج ناسبه فستان ضيق مزين بفصوص بدون أكمام مع خط الرقبة على شكل قلب. كانت العروس مزينة بطقم ألماسي وتصميم جميل أجبر النساء على الشعور بغيرة. تلك كاميليا تبدو كالملاك البريء لكن لا مخلوق يعرف عما يخفيه القناع المليح.

بعد انتهاء إعطاء الهدايا، رقص كل ضيف مع شريكته، من بينهم فيكتور وكاميليا اللذان تحدثا بابتسامة، واستمعت لهما بانصات رغم أنهما يتحدثان عن أمور عادية وتافهة، سألته كاميليا:" بالمناسبة يا حبيبي، أين والدتك؟ لم أراها في البداية."
سكت فيكتور بندم لوقت طويل، ما كان عليه أن يفعل بها ما فعل، لو ناقشها بهدوء ربما ستقتنع وستحضر زواجه، فهي كانت تريد أن تراه يتزوج. لحظة! لم تكن تريد الحضور، لذا لا بأس.
فهمت كاميليا سبب سكوته، فغيرت الموضوع بمرح:" آه، أريد قول شيء لضيوفنا، حسنا؟"
رد عليها:" أكيد، لمَ لا؟ لكن انتظري."
أمر الأمير الخادم الضفدع الذي وجده بقرب منه، ذهب المأمور إلى زملائه ليخربهم ما أمره سيده. بدورهم، نفخوا البوق ليجذبوا انتباه الضيوف - الذين فعلوا بالفعل - وقال كبير الخدم - الذي هو سمكة على هيئة رجل عجوز -:" أرجو منكم الاستماع إلى الأميرة كاميليا."

صفق لها الحضور وعيونهم عليها، ألقت عليهم كاميليا كلماتها بسعادة:" أشكر كل من حضر إلى زفافي، بالفعل رائع، لكن سوف يصبح أروع لو حضرت الملكة كاليدورا." استغرب الجميع من عدم حضور ملكتهم لزفاف ابنها، أكملت كاميليا إلقاء خطابها القصير - الذي كان عن كيف التقت بفيكتور وقصة حبهما - واقتربت إلى النهاية:" أتمنى من كل قلبي أن نعيش معا بسعادة (ابتسمت بخبث) هذا لو كان لدي قلب أصلا."

استغرب الكل من جملتها الأخير، لم تهتم كاميليا ومدت يدها بذلك ونادت:" كاثرين."
ظهرت امرأة ذات هيئة قط - أذنان سوداوان، عينان صفراوان، وذيل أسود - ومعها منجل أبيض وفضي، سلمته المدعوة بكاثرين إلى كاميليا وقالت بابتسامة كبيرة كعادة قومها:" لقد جهزت كل شيء لك ما عدا بعض ما أمرتني بألا أفعله."
ابتسمت لها:" أحسنت كاثرين، اذهبي الآن."
انحنت لها القطة باحترام:" أمرك مولاتي، الملكة روزالين البيضاء." ثم اختفت.

شهق الجميع بخوف وأرادوا الهروب، ولم تفعل الخبيثة شيء ودعتهم يهربون كل مخرج وصاحت بشر:" اهربوا كما شئتم، لكن لن تستطيعوا الاختباء. لأن الليلة، عندما يدق الساعة الثانية عشر، ستكون أجمل مذبحة في تاريخ بلاد العجائب."
دار حولها هالة البيضاء بسرعة كإعصار، ثم اختفى وتغير شكلها إلى شكل أكثر إخافة كأنها ميتة.

لم يهرب فيكتور وجنوده الذين وجهوا لتلك الملكة أسلحتهم كالتهديد، بينما أميرهم حدق فيها بصدمة قائلا:" لقد كانت أمي على الحق منذ البداية."
نظرت إليه الملكة بسخرية ووافقت:" أكيد يا حبيب أمك، حدسها صحيح وشكوكها لا شك فيهم منذ أن التقت بي، لكنك سمحت لحبك أن يعميك ويقودك إلى الهلاك. يا لروعة الحب! أشكرك على كل شيء أيها الأمير صغير!"
أمر فيكتور الجنود:" اقبضوا عليها."
أطاعوه، لكن سلال قيدتهم من أرجلهم ورفعتهم من على الأرض. نظر فيكتور إلى أعلى ووجد قطط الشيشر يمسكون بها طائفين في الهواء، اختفوا آخذين الجنود معهم. شعر بغضب شديد، كيف تجرأوا على خيانة وطنهم؟! همس الأمير:" حسابكم معي."

ثم هجم على الملكة، لكنه فشل عندما حبسته داخل فقاعة مكعبة، نظرت إلى المنجل وبدأت بالقاء تعويذة.
بينما هي تلقي كلمات غير مفهومة، خرج من المنجل هالة بيضاء لتخترق الأرض التي اهتزت عبر الشقوق الذي ظهر تدريجيا. ثم خرج من الأرض كتل حاد من الجليد وبداخله وحوش بيضاء مخيفة، فتح المحبوسون أعينهم عندما انتهت ملكتهم وخرجوا من سجونهم قبل أن ينظروا إليها منتظرين منها الأوامر.
همست أليس بدهشة:" عديمي القلوب! هكذا إذا! لقد كانت تلك الليلة مهرجان المجزرة! إذا كانت بالفعل، هذا يعني..."
شهقت بقوة بعين توسعت عندما تذكرت أمر ما، لم تفعل شيئا بما أنها في بحر الذكريات فبقيت تراقب.

صاحت الملكة بفرح:" كلوا ما تشتهوا! وحولوا هذه الليلة إلى مهرجان المجزرة!"
خرج عديمي القلوب من المبنى - التي هي قديمة لا أحد دخلها قط إلا الآن - وبدأوا بالهجوم على سكان بلاد العجائب.
شعر فيكتور بالندم والضعف، لقد كان سبب في كل ما حصل وما سيحصل، لو استمع إلى أمه لكان كل شيء بخير.
قال بهمس بقصد توجيه كلامه لوالدتي:" آسف يا أمي، ليتني لو سمعت كلامك منذ بداية."

دون انذار، سقط فيكتور على الأرض، فتألم متأوها. اقتربت منه الملكة ببسمة باردة:" كنت أريد أن أقضي معك لوقت أطول، لكن للأسف، مجبرة على التخلص منك." حاولت الهجوم عليه بالمنجل، لكن أوقفها ضوء تشكل على هيئة حبال وحاولت بدورها المقاومة وتحرير نفسها.
نظر فيكتور إلى منقذه الذي لم يكن سوى أمه التي صاحت بخوف:" اهرب يا بني! بسرعة! قوتي لن تدوم لوقت أطول! وأنا قد بدأت أضعف! بسرعة اهرب!"

كلامها صحيح، تحررت الملكة البيضاء من الحبال وأخرجت خنجر من فستانها قبل أن تهجم على الملكة كاليدورا قائلة بخبث:" الوداع أيتها الملكة الحمراء."
توسعت عينا فيكتور بشدة لدرجة كادت تخرج من محرجهما، طعنت حقيرة الوالدة التي أنقذت ابنها في بطنها، ثم أخرجت الخنجر وأرجعته إلى مكانه تاركة عدوتها تسقط بألم. سقط القماش منها وكشف وجهها.

اشاعات تبقى اشاعات، هي ليس قبيحة، بل هي مشوهة. وجهها الشاحب نحيل يبرز عظمة وجنتين؛ لا يملك أنفها لحم، بل فقط فتحتين. وفم عديم الشفتين. لا حاجبان ولا رموش، وكانت الملكة ترتدي رقعة حمراء لتغطي عينها اليمنى... لحظة ليس لها أصلا عين! فقط اليسرى التي هي رمادية.
أسرع فيكتور إلى أمه وحملها وأخبرها غير مهتم بوجهها:" لا تخافي يا أمي، سأوصلك إلى القصر ليعالجك الطبيب."
ردت عليه ببسمة تعبة:" لا تتعب نفسك يا حبيبي، أعتقد أنه يحاول النجاة من عديمي القلوب."
اقترح عليها بسرعة:" إذا سأعالجك بدلا منه، لقد تعلمت منذ زمن." وضعها على الأرض لكي يفعل، لكنها منعته قائلة:" لا تتعب نفسك بهذا أيضا، لأنني..." كحت بقوة قبل أن تكمل:" أنا لم أخبرك بهذا من قبل، لكنني أصبت بالسم منذ زمن. وهذا سم خطير جدا لا علاج له ولا أدري ما اسمه لأنه صعب حفظه، لذا سأموت عما قريب."
صدم فيكتور بما سمعه، وبدأت دموعه تنزل ولم يمنعها. قال ببطء:" لهذا أصبحت تحرصين أن يكون كل شيء بخير!" صاح عليها بعتاب:" لمَ لم تخبريني بهذا؟ كنت سأفعل كل شيء لانقاذك!"
قالت:" أعلم، لكنني كنت أبحث عن عروسة تعيش معها بسعادة وتنجبان أمراء وأميرات."

اعترف فيكتور بخطئه باكيا:" آسف يا أمي الحبيبة! لو سمعت كلامك ما كان سيحدث كل هذا!"
ردت عليه الملكة كاليدورا:" أنا أسامحك حتى لو لم تعتذر، وحدث ما حدث، المهم أن تصلح خطئك وتنقذ شعبك من تلك الوحوش." مسحت دموعه مردفة:" لا تبكي يا حبيبي، كن رجلا، لو كان والدك هنا كان سيوبخك ويعاقبك على هذا."
ابتسم فيكتور عندما تذكر لحظات مع والده قبل موته، كانت بالفعل أيام رائعة، ثم تذكر كيف ضحت أمه بعينها التي أعطته عندما فقد عينه. فبكى بشدة.
قالت ملكة الحمراء بحزن غير مزيلة البسمة الجميلة على وجهها:" الوداع يا بني."
ثم أغلقت عينها وتوقفت عن النفس، هزها فيكتور بقوة يناديها. لكن لا جدوى، ها هي رحلت للأبد، وحضنها الابن.
شاركته أليس البكاء بينما ادعت الملكة البيضاء البكاء بسخرية تستهزء به، توقف فيكتور عن البكاء وشعر بحقد، قالت الملكة بحزن مستهزء:" يا لها من مسكينة! عيب عليك يا فيكتور! كان عليك أن تطيع أمك يا حبيب أمك!" ضحكت وهي تقترب من منجلها وأمسكت به تردف:" ما رأيك أن تلحق بها أيها الأمير الصغير؟"

فجأة توهج المكان بضوء أحمر الذي كان يصدره فيكتور مع إعصار قوي، بدأ أمير بلاد العجائب بتحول شيئا فشيئا إلى وحش عملاق أسود اللون. حدق كلا من الملكة البيضاء وأليس فيه بدهشة، فكرت أليس بكلمة واحدة:" يا إلهي!"
توقف الضوء عن التوهج وهدأت الرياح، ونظر الوحش فيكتور المخيف إلى الملكة البيضاء التي تلعثمت غير مصدقة:" مـ... مستحيل! كــ... كيف أن يمكن لــ... لمستحيل أن يحدث؟ لا أحد يمكنه التحول إلى وحش الحقد!"

بدأ الوحش بهجوم عليها معلنا الحرب.

تحول كل شيء إلى مياه، وشعرت أليس باختناق فحاولت السباحة. دارت المياه حولها مشكلة دوامة بسبب الحفرة التي شيء إلى داخلها. شعرت أليس بالدوار وحارت بما تريد أن تفعل، تفقد الوعي أم تتقيء.


لم يستغرق سوى ثواني، ووجدت أليس نفسها تقذف إلى أعلى وسماء في وجهها، ثم سقطت على أرض عشبي.
تأوهت الفتاة وحاولت أن تقوم ببطء، عندما نجحت، وجدت الملكة الحمراء فيكتور يشرب شاي مع ابنه الطفل يأكل حلوة.
قال الملكة ببرودة وهو يضع فنجان على الطاولة:" أتمنى أنك تعلمت مما رأيت، أليس ليدل."
ردت أليس بغباء:" علمت لماذا ترتدي ملابس نساء. ظننت لأن النبيلة ماتت وليس الملكة كاليدورا."
كانت تقصد بنبيلة الملكة هيلينا زوجة سمو فيكتور، لم تذكر الملكة هيلينا لكي لا يحزن الأمير الصغير.
قال الملكة الحمراء:" شيء آخر؟"
ردت دون تفكير:" لماذا تكره شات نوير، بسبب خيانة قطط شيشير."
لم يكن هذا قصد الملكة لكنه سألها بعد تنهيدة:" عندما أنا وأمي تشاجرنا، ألم يذكرك بشيء؟"
أنزلت أليس رأسها بندم، تشاجرت مع والدتها وأساءت الأدب معها.
علم الملكة الحمراء أنها تعلمت درس وقال:" أليس ليدل، الأم مهما كانت تريد السعادة لأبنائها حتى لو بطريقة لا يحبوها، فهي تريد مصلحتهم. وستضحي كل شيء من أجلهم."
أومأت أليس موافقة ثم استأذنت منه، خرجت من القصر مسرعة إلى الغابة حيث حفرة عميقة عند جذع الشجرة الضخمة دخلتها.

بعد فترة، طرقت أليس على الباب بتوتر، ولم تفتح الباب إلا عندما سمح لها. فتحت ببطء تدخل رأسها، وجدت والدتها تقف عند النافذة تحدق ببرودة. بلعت أليس ريقها، شجعت نفسها ودخلت. جرى حوار بين أليس وأمها، واعتذرت ابنة آل ليدل لسيدة ليدل التي قبلت اعتذارها وحضنتها بعضهما بعض.
ومنذ ذلك الحين، أصبحت أليس تحترمها بشدة وتطيعها دون مناقشة ما عدا عن أمر بلاد العجائب - تناقشها باحترام، فهي ممتلئ بوحوش عديمي القلوب. بما أنها المحاربة، فمن واجبها مقاتلتهم.

النهاية

آراكي ميوكو
27-02-2016, 10:05
حجز
:لعق:

Sang Bleu Ange
27-02-2016, 13:50
اهلا وسهلا

في انتظارك

~پورنيما~
27-02-2016, 16:17
حجز^^

Sang Bleu Ange
27-02-2016, 18:24
اهلا وسهلا بانتظارك

آراكي ميوكو
27-02-2016, 19:32
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حالك ايتها الجميلة آنغ:ضحكة:
:اوو: ماذا ارى هنا :d

القصة تذكرني بافلام ديزني كثيراااا ضحكة
لم اكن اعلم انك تجيدين كتابة هذا الصنف مطلقا
اعني انها كانت طفولية جدا وممتعة في نفس الوقت:سعادة:

ولكن هناك بعض الاخطاء ربما سقطت منك سهوا واعتذر مقدما على التطفل والازعاج:-(
يأست=يئست
ووجدا=ووجدت
الاحمر قاتم=الأحمر القاتم
لتهديئها=لتهدئتها

وهاته الجملة لااعلم ولكنها بدت غريبة قليلا "رحل فيكتور يتركها ورائه
لو جعلتها هكذا "رحل فيكتور وتركها وراءه"
او"رحل فيكتور تاركا إياها خلفه"
وهاته ايضا "كان الحاضرين يعطوا الهدايا"
"كان الحاضرون يسلمون له الهدايا"

"ايها الامير صغير=ايها الامير الصغير"

غير ذلك كل شئ تمام :-)
اتمنى رؤية المزيد منك غاليتي والى ذلك الوقت دمت في رعاية الله وحفظه

Sang Bleu Ange
27-02-2016, 19:58
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الحمدالله وأنت؟

شكرا على مديحك :e106: أنا من معجبي الخيال ولا شيء من خيالي واقعي، كل شيء فانتاسي وسوبر ناشورال حتى أنني أقرأ روايات خيالية ولا يمكن أن أقرأ بدون هذا صنف إلا إذا كانت المدرسة تريدني فعلها.

لا لم تفعلي، بل جزاك الله خيرا بانتقادك أستفيد منه في المستقبل ان شاء الله :e418:

الله يسعدك يا أختاه.

ان شاء الله

استودعك الله

أشكرك

The Dark Grisha
09-03-2016, 08:00
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماشاءالله قصتك رائعة ظننتها عن حب رومانسي لكنها عكست وكانت تتحدث عن حب بأكمله
حزنت لموت الأم والـأبرياء كل هذا بسبب ذاك الأحمق فيكتور < هل اعتقد بارتدائه لملابس أمه سيعفيه عن ذنبه؟ :e416:
:e418: اعجبتني القصة جدا