PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : سر صندوق الموسيقى [ قصة فبراير الخيال ]



white dream
27-02-2016, 04:42
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=2183240&stc=1&d=1488733006


http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=2131735&stc=1&d=1464134905

.
.
.


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
مرحبا جميعا ، عسى أن تكونوا بخير صحة وعافية ..

أضع بين أيديكم مشاركتي - في الوقت البدل الضائع كالعادة - ..
تمنياتي أن تقرؤوها حتى النهاية وأن تروق لكم .
أعتذر سلفا لأي أخطاء تقابلونها ، وخاصة في الجزء الأخير ، حيث كتبته على عجل .
ولا يبقى إلا أن أنوه أن حقوق النشر محفوظة لي و لـ مكسات ^^

قراءة ممتعة ^^ .


http://up.harajgulf.com/do.php?img=567225 (http://up.harajgulf.com/)



سر صندوق الموسيقى




هناك .. في شرفة مستطيلة تغرق في نور القمر ، كان ثمة ظل كئيب يقف حانيا جذعه نحو سورها ذي الأعمدة المعدنية ، بقايا أطياف موسيقى عذبة نجحت في اختراق الباب الزجاجي فأضافت إلى سمفونية الحشرات الليلية النوتات الناقصة ، ونسمات الربيع الباردة كانت أشبه بـ مايسترو نشيط ، تهب هنا فتتحرك أغصان شجرة الورد وبراعمها الغضة ، وتنفث نسمة هناك فتتمايل الأعشاب الطويلة التي تخفي التربة على مد البصر ؛ لكن ذلك الظل كان شاردا عن مقطوعة السحر التي ترقص حوله ، دافنا وجهه في ذراعيه كأنما يخشى انكشاف سر نقش على جبينه .
أرسلت لها الرياح زفرة باردة كانتقام لتجاهلها ، تطايرت على أثرها خصل شعرها ، وأطراف ثوبها الحريري ، وسرت قشعريرة بطول ذراعيها أعادتها إلى عالم الأحياء ؛ تركت مكانها بزفير خفيض ودفعت باب الشرفة ؛ حتى تعود إلى دفء غرفتها العتيدة .
تلامست أصابعها مع زر ناتئ في صندوق خشبي مزخرف فتوقفت الأنغام المنطلقة من جوفه ، وعادت بخطواتها البطيئة إلى السرير المغلف بالمخمل البنفسجي ، أغلقت الكتاب المستلقي فوقه ، ومررت أناملها ببطء فوق غلافه الأخضر السميك ، تلمست كل الخطوط الغائرة وكل الزهور الناتئة بصبر ، كأنما تحفظ تعرجات خريطة وأخاديدها ، دفعته أخيرا إلى جوار وسادتها وانسحبت تحت الغطاء ، لتلبي النداء إلى عالم الأحلام .
في العادة نحن من نذهب إلى الأحلام ، ولكن في لحظات نادرة تأتي هي إلينا .. صوت تكتكة قريبة انفتح على اثره جفنان كسولان ، وكشفا عن بؤبؤين خضراوين تحركتا في الوسط المظلم للغرفة تبحثان عن مصدر الصوت ، لم يجداه ، فعادت رموشها الكثيفة إلى التعانق مرة أخرى ، ولكن كعادة كل اللقاءات السعيدة فإنها تنتهي بسرعة ! كذلك افترق جفناها مرة أخرى على صوت أكثر وضوح .. اصطدام مكتوم لكنه عنيف بما يكفي لتحديد بقعته تماما ، ترددت في ترك مكانها ، وشبح خوف جلس على صدرها ، لكن فضولها كان أقوى وكانت له الغلبة .
قفزت خطوات سريعة تلتهم المسافة بين سريرها وباب الشرفة ، أبعدت الستائر الرقيقة ودفعت بنفسها من خلال الباب لتنحني بجذعها فوق السور ، لم يكن ثمة أحد في المكان الذي حددته ، وضاعت نظراتها في الأفق بضع دقائق ترقب تراقص ظلال مشوهة ، كأنما دبت فيها الحياة !.
ــ : مخيلتي المريضة ، عودي إلى النوم أرجوك !.

كذلك رجت نفسها وهي تترك مقبض الباب بعدما أغلقته خلفها ، عادت إلى فراشها الدافئ لكن النوم لم يرغب بالعودة إليها ، نفر منها ، وهرب إلى أقصى مكان في الأرض ، وتركها خلفه وقتا طويلا تراقب السقف المظلم وتتأمل بقايا الظلال التي تزور الجدران في لحظات بزوغ القمر من خلف السحاب ؛ تلمست صندوق الموسيقى وأعادت تشغيله ، وظلت تتشبث بالنوتات الموسيقية ولم تنتبه إلى النعاس الذي آتاها على حين غرة فدفعها إلى بئر النوم العميق !.
كانت على مشارف الحلم .. عندما انتشلها صوت خشخشة آخر وأعادها إلى عالم اليقظة ، همهمت بضجر وتقلبت على جنبها الأخر ، لكن الخشخشة لم تتوقف ، فتحت عينيها بريبة عندما أحست بكائن آخر معها في الغرفة ، خشيت أن تستدير لكن فضولها كان أقوى من أن يكبح ، استدارت ببطء لترى ظلا قصيرا عند الزاوية يعبث بأرضية الغرفة الخشبية ؛ أطلقت صوتا مفاجئا هو مزيج بين شهيق وصرخة تكتمها كفاها ، فاستدار صاحب الظل ولم يبدو أنه أقل دهشة منها ! تخبط يمينا ويسارا واصطدم بحافة الطاولة المنخفضة فأوقعه ذلك على ظهره ، وأصدر صوتا رقيقا يفضح ألمه .
اتسعت عينا كاندل واندفعت فتات شجاعة إلى قلبها عندما عرفت أنه يخافها أكثر مما تخافه ، تلمست المصباح الليلي القريب دون أن ترفع عينيها عنه ؛ خشية اختفائه ، واتضحت ملامحه عندما انتشر الضوء في الغرفة ، فما كان منه إلا أن جذب طرف قبعته القماشية ليخفي عينيه وتقرفص مسندا ظهره إلى الجدار .

شق هواء الغرفة ضحكة قصيرة أطلقتها كاندل لفرط تعجبها من هذا الكائن ، لم تعرف إن كان أحمقا أم جبانا أم هو فقط يكره الضوء ، تركت فراشها بلهفة بعدما أبعدت الغطاء عن ساقيها وانزلت أطراف الفستان الذي تمرد وارتفع حتى ركبتيها ، اقتربت منه بحذر وأبقت على بضع مترات بينهما عندما سألت : هل أنت بخير ؟ ماذا تفعل في غرفتي ؟.
فجأة شعرت أن هذا السؤال غير صحيح فأعادت القول : من أنت على أية حال ؟.
لكن الكائن القصير لم يجبها واستمر على ارتجافه السابق ، اقتربت خطوة أخرى وخاطبته دون أن تفكر في احتمالية أنه لا يفهمها : لا تخف ، لا أفكر في إيذائك !.

وعندما استوعب كلماتها رفع طرف القبعة ليبدي عينا صفراء ذهبية حدقت إلى كاندل من أعلى رأسها حتى أخمص قدميها ، ظهرت عينه الأخرى بعدما اطمأن قلبه أنها لا تنوي على شر ، ووقف بحذر وعيناه لا تفارقان وجهها تلمس حزامه العريض يبحث عن شيء ما وهمهم كأنه يلوم نفسه ثم خاطبها بنفس رنته الرقيقة بعدما أفلت زفرة هادئة : أنا جريني ، من شعب الأقزام ، من أنتِ ؟ .
اتسعت عينا كاندل دهشة وفرغت فاهها، هزت رأسها تتأكد أنها لا تحلم .. وعندما شعرت أنها أطالت الصمت أجابته : أنا كاندل ، من .. من البشر ، ماذا تفعل في غرفتي يا جريني ؟.
ألقى بنفسه على الأرض جالسا وقد بدا أكثر اطمئنانا لها : كنتُ أبحث عن شيء ما .
لم يلقى منها ردا فتابع : عذرا لإزعاجك ، لكن يبدو أن الباب قد علق فلم استطع المغادرة .

نظرت حيث أشار فلم تلمح شيئا غريبا في الأرضية ، وباب الغرفة في الزاوية المقابلة لمكان وقوفهما ، تأملت قامته القصيرة وثيابه الخضراء المكونة من سترة ذات أزرار بنية وبنطال أقصر من ساقه فيما اختفت قدماه في حذاء بني مدبب الرأس ، سألت مرة أخرى : عن ماذا كنتَ تبحث ؟ هل أستطيع مساعدتك ؟.
تجاهل سؤالها وحدق إليها بتأني ثم وقف فجأة واقترب خطوتين سريعتين منها دفعتها إلى الرجوع واحدة إلى الخلف في موقف دفاع ، قال جريني بتعجب : قلتِ أن اسمك كاندل ؟ لا يبدو أنك متفاجئة من رؤيتي !.
ــ : حسنا أنا كذلك في الحقيقة ، لكن لا يبدو أنك تخطط لأذيتي !.
همهم جريني بشيء ما وهو يخفض رأسه إلى الأرض ثم عاد ونظر لها قائلا بانفعال : لا يمكن أن تخبري أحدا أنك رأيتني ، وإلا فسألتهم أذنيك !.
ضحكت كاندل بخفة : عليك أن تتدرب على التهديد بشكل أفضل من هذا ، ثم أنت لا تصل إلى منتصف ساقي فكيف تنوي مهاجمتي ؟.
ــ : لا تستخفِ بقوتي يا فتاة، أنا أستطيع حمل حجارة تزن ضعف وزنك .
ــ : حسنا ، لا أريد إثارة أعصابك ، أخبرني عن ماذا تبحث في غرفتي ؟.
همهم جريني مرة أخرى وأمسكت أصابعه القصيرة والبدينة بذقنه مفكرا ثم أجابها : لقد سمعنا بأن السيدة روز قد توفيت فجئت أتحقق من الخبر المفجع .
تسألت كاندل بدهشة : أتعرف جدتي ؟.
قفز جريني خطوة إلى الخلف وقال بنفس دهشتها : هل أنتِ حفيدة السيدة روز ؟.

لم ينتظر ردها و لم يهتم به ، بل غرق في التفكير بضع لحظات غير آبه إلى الفتاة التي نزلت على ركبتيها واقتربت منه تحدق إلى القرط الذهبي الكبير على شكل ورقة برسيم والذي يتدلى من أذنه المسحوبة إلى أعلى ؛ أجفل عندما لمست القرط فاهتز ، وقفز إلى الخلف مصطدما بالجدار : لا تخيفيني هكذا يا فتاة ، اسمعي يجب أن تأتي معي .
تساءلت كاندل والشوق يلمع في عينيها : إلى أين ؟.
ــ : وإلى أين برأيك ؟ إلى قرية ورقة البرسيم بالطبع !.
لم تفهم كاندل شيئا من كلامه ، ولكنها لم تعترض فهزت رأسها بالموافقة ووقفت على قدميها تنتظر أن يقودها في السبيل ، تفحصها بمهل وهمهم قائلا : لا يمكنك الذهاب بهذه الثياب ، ثم إن الجو بارد في الخارج !.

نظرت إلى نفسها بتعجب ، بالطبع ثوب النوم الحريري قصير الأكمام غير مناسب لمقابلة الغرباء ، أسرعت إلى الخزانة وتأملت الأثواب المعلقة والملابس المطوية في جهة أخرى ، لم تعرف ماذا تلبس فهي لم تكن تدري شيئا عن طبيعة الرحلة ، تلكأت قليلا ثم انتشلت بنطالا، وقميصا أبيضا ، سمعت ضحك جريني فاستدارت إليه مستفهمة ، قال : ذوقك بشع في ارتداء الثياب ، دعيني أساعدك .
قفز إلى الخزانة وراحت الثياب تطير من مكانها وتلقى على الأرض ، وأخيرا خرج وعلى وجهه بريق انتصار ، حاملا فستانا يغرق في أشد درجات الأسود عتمة ، مده إليها وقفز على الكرسي : بسرعة ارتدي هذا لا أريد أن أتأخر أكثر .
تمتمت في نفسها : أتسمي هذا ذوقا جيدا – ثم رفعت صوتها – هل لي ببعض الخصوصية ، فأنا كما تعرف لم أبدل ملابسي كثيرا أمام الأقزام من قبل !.
تورد وجه جريني وقفز عن الكرسي فوقع على وجهه ، دار حول نفسه ونظر يمينا وشمالا ، ولم يملك حيلة فانتهى الأمر بجلوسه على الأرض في وسط الغرفة وأنزل قبعته على وجهه فيما قال مغمغما من تحتها وهو يكور قبضته على صدره : أعدك بشرف ورقة البرسيم ألا أسترق النظر .
ضحكت في نفسها وسريعا بدلت ثيابها ودون أن تخاطبه جذبته طرف القبعة فهلع وأمسكها قبل أن تكشف عن رأسه : إن نزعتها فجأة هكذا فسأصاب بالزكام ، هيا أيتها الطفلة لقد تأخرنا .
نفخت كاندل شدقيها وتمتمت بغيض : أنا لستُ طفلة !.
نظر إليها القزم بشيء من الاستعلاء وهم بتفتيش الأرض حيث كان : وكم عمرك تحديدا ؟.
ــ : سأبلغ الخامسة عشر قريبا جدا .

حشر أصابعه في أخدود بين ألواح الخشب ودفع بظهره إلى الخلف فانفتح باب مربع في الأرض اتسعت عينا كاندل وركضت لتراه ، لم تتبين منه شيئا إلا درج بدائي محفور في الجدار ، شعرت فجأة بالتردد والخوف وتراجعت خطوة إلى الخلف : لا أعتقد أني أرغب بالذهاب معك !.
نظر إليها جريني وزفر : كنتُ أعرف ذلك منذ البداية ، لن أرغمك على مرافقتي ، لكن يتوجب عليك ابقاء فمك مغلقا حول ما رأيته !.
رأته ينزلق داخل الحفرة ويهبط الدرج ببطء وكاد أن يغلق الباب فوق رأسه عندما استوقفته : مهلا غيرتُ رأيي سآتي ، لكن هل تعدني أن لا يصيبني مكروه ؟.
ــ : لا استطيع أن أعدك بشيء لا أتحكم به ، لكن أعدك أني سأحميك إن تطلب الأمر !.

نظرت كاندل إلى الغرفة خلفها ثم إلى عيني جريني ، زمت شفتيها وانسحبت داخل الحفرة ببطء ، أغلقت الباب فوق رأسها فأعتم المكان ، أصدرت أنينا خائفا فطمأنها ، وسمعت صوت احتكاك بالجدار قبل أن تنتشر هالة من الضوء الأخضر الباهت فتضيء لهما الطريق ؛ كان مصدر النور حلقة مشعة يمسكها جرني فوق رأسه فتساءلت : ما هذا ؟.
ــ : طحلب مشع ، توقفي عن طرح الأسئلة وأسرعي .
نزلا خلال الدرج ودفع القزم كتلة حجرية في الجدار فكشفت مخرجا إلى الحديقة ، تمتمت كاندل بخفوت : لم تكن مخيلتي إذا .

لم تتلقى ردا وراحت تتبع رفيقها الذي قادها خارج حدود الحديقة متوغلين في الغابة الكثيفة التي تحد البيت من الشمال ؛ كان بيت السيدة روز يقع في منطقة نائية تقريبا ، أحبت الهدوء والعزلة ، فاشترت بيتا تحيط به الأراضي الخضراء ، وتفصلها مسافة عشر دقائق بالسيارة عن أقرب تواجد بشري ، ومن ناحية الشمال تترامى غابة كثيفة على مد البصر ، يخترقها جدول مائي شديد العذوبة .
بعد دقائق قصيرة من المشي السريع توقفت كاندل فجأة تلتقط أنفاسها : لقد تعبت ، هل ما زالت القرية بعيدة ؟.
ــ : لم نقطع حتى ربع المسافة إليها ، أنتم الأطفال كثيرون الشكوى .
سبقته كاندل بخطوتين وغمغمت : لستُ طفلة ، بالمناسبة كم عمرك يا جريني ؟.
نظر إليها بدهشة ، وفتح أصابعه وراح يعد شيئا ما عليها ، فرك جانب رأسه ثم قال : لقد بلغتُ الخامسة والستين في اكتمال القمر السابق .
صاحت كاندل بصوت اختلطت فيه الدهشة والفرح : أوه .. هل لديك أولاد ؟ أو أحفاد ؟ .
ــ : توقفِ عن الأسئلة ولنتابع الطريق !.

استجابت للأمر وراحت تمشي خلفه تحاول ألا تفصلها أكثر من خطوة عنه ؛ كي لا يوبخها مرة أخرى ، ولكي لا تخرج عن دائرة الضوء ؛ وصلا إلى حافة جدول الماء فتوقف وانحنى يغرف الماء بيده ويشربه بلهفة ، ورغم العطش الذي تشعر به ، خافت أن تحذو حذوه حتى أعطاها تصريحا بأن الماء نظيف ، جلست ببطء على الأرض واقتربت بأنفها من صفحة الماء ، ولشدة ظلام الليل لم تستطع تبين أي انعكاس عليها ، حملت قدرا صغيرا من الماء وشربته بمهل ، شعرت ببرودته تنساب حتى أسفل حلقها وصولا إلى معدتها ، زفرت براحة فاستعجلها جريني الوقوف : لقد وصلنا تقريبا .. يجب أن نسرع قبل بزوغ الفجر .
لقد غاب عن ذهن كاندل فيما سبق الوقت ، وصاحت بدهشة : لقد اخذني الحماس ونسيت كم أن الليل متأخر ، كم الساعة الآن ؟.
اخرج القزم ساعة ذهبية من جيب سترته وضغط أعلاها فانفتحت : إنها تقريبا السادسة صباحا .
لم يمهلها وقتا لأي مشاعر إضافية وأخذ يخطو داخل النهر إلى الضفة الأخرى ، فاستوقفته مرة أخرى : ألا يوجد جسر قريب ؟.
ــ : لا ، ويجب أن تمشي وسط الماء ؛ كي تُمحى آثار أقدامك ، ولا ينجح أحد في تقفي السبيل إلى القرية .

تمتمت كاندل بضجر وخلعت حذائها وأمسكته بيديها ، فيما جذبت يدها الأخرى الفستان لأعلى فمستوى الماء وصل حتى ركبتيها فيما قطع القزم الجدول سباحة ، دخلت الماء بمهل شديد ، سحبت شهيقا عميقا فجأة بسبب برودته، لكنها عضت على قلبها وتابعت كي تثبت لجريني بأنها ليست طفلة كثيرة الشكوى كما أدعى ؛ بعد بضع أمتار في الضفة الأخرى استوقفها عند مجموعة من الأحجار الناتئة ، وفرق بين ساقيه فيما امسكت أصابعه البدينة بجانبي الحجر ، تقلصت عضلاته وبمجهود يمكن ملاحظته أزاحه من مكانه مفرجا خلفه عن نفق مظلم وضيق ؛ قال : هذا مدخل القرية انتظريني هنا قليلا إذا سمحتِ .
هلعت كاندل : إلى أين تذهب وتتركني في الظلام ؟.
ــ : سأعود قبل أن تصلي بالعد إلى عشرة .
قالها واختفى داخل النفق ، تلفتت كاندل يمينا وشمالا وقبضت على قلبها وراحت تعد : واحد ، اثنان ، ثلاثة ... سبعة ، ثمانية ... .
وقبل أن تنطق الرقم التالي ، رأت قبعة جريني تخرج من النفق وفي يده كيس قماشي ترابي اللون ، أرادت أن تسأله ، لكنه سبقها وأخرج حفنه من مسحوق فضي وقبل أن تدرك كاندل نواياه نفخه عليها ، فجأة شعرت أن الأرض تدور والأشجار ترقص حولها ، وتمددت دائرة القمر في عينيها قبل أن يبتلعها الظلام .







يتبع .. الرجاء عدم الرد .

white dream
27-02-2016, 05:03
.

شعرت بنفسها تسقط من ارتفاع شاهق وانتفض جسمها فأيقظها ذلك من سباتها ، فتحت عينيها فرأت زخارف نباتية تتحرك وتتمايل فوق رأسها ، جلست فجأة فضرب رأسها السقف ، تأوهت بألم وفركت مكان الصدمة ، فتحت عينيها تحاول استكشاف محيطها ، آخر ما تتذكره هو جريني والكيس في يده ، صاحت فجأة بصوت خفيض : جريني ! .
نزلت عن السرير التي كانت تنام عليه ، ورأت حذاءها على أرض مفروشة بسجاد ملون ، وبجانب السرير صحيفة خشبية فوقها طبق يحتوي تشكيلة منوعة من الفواكه وكوب به سائل ضارب إلى الصفرة ، قبل أن تمد يدها إلى الطبق ، فتح الباب ودخل منه جريني وهو يعيد دس ساعته في جيبه ، تمتم : لقد أصبت مرة أخرى ، أرى أنك استيقظت !.
وثبت فجأة وجلست أمامه فيما أمسكت بياقة سترته : ماذا فعلت بي ؟ وإلى أين أخذتني ؟ أريد العودة إلى البيت الآن .
زفر بمهل وأبعد أصابعها عن ثيابه : اهدئي أيتها الطفلة ، لا أحد سيؤذيك ، ثم إنك أتيت بكامل إرادتك الحرة ، ولم أجبرك على اللحاق بي .
ــ : لكنك أغريتني إلى ذلك ! ثم كيف صرت أطول من ذي قبل ؟.
تجاوزها مغيرا الموضوع : أرى أنك لم تأكلي شيئا بعد ، هيا أنهي طعامك فوراءنا الكثير لنفعله .
فجأة نسيت كاندل كل مخاوفها وانبثق شيء من فضول وشوق في قلبها ، أكلت محتوى الطبق سريعا فيما انهمك جريني بتقليب بعض الأوراق فوق المكتب في الركن الأقصى من الغرفة ، وتساءلت وهي ترفع الكأس أمام وجهها : ما هذا ؟.
أجابها دون أن يترك عمله : رحيق أزهار ، إنه لذيذ ومليء بالطاقة .

ارتشفت مقدارا ضئيلا منه فراق لها طعمه السكري ، وانتهى بها الأمر بشرب الكوب دفعة واحدة ، أصدرت صوتا مرحا يفضح حبورها ، وكان ذلك كل ما يحتاجه القزم ليقودها مبتسما خارج الغرفة ؛ اضطرت إلى الانحناء قليلا لتعبر الباب ، لكن بخلاف ذلك كان كل شيء آخر بحجم مناسب لها ، فكما شرح لها جريني أن ذلك المسحوق جعلها تتقلص حتى نصف طولها الأصلي ، لكن رغم ذلك فيبدو أن سكان القرية يحبون الأشياء العالية رغم أطوالهم ، مشت خلف جريني وعيناها تتفقد المحيط ، مسالك ضيقة مرصوفة بالحجر ، ومساكن غريبة مبنية من الحجارة أو الأخشاب أو غيرها من مكونات الطبيعة ، وبينما تتعلق عيناها بكل هذه الأشياء ، تتعلق أعين السكان بها ، ويتوقفون فجأة عما يفعلونه ما أن تلتقط أنظارهم الكائن الطويل الذي يمشي خلف جريني ، شعرت بقليل من الخوف وعدم الراحة ولكن رفيقها طمأنها بقوله أن الأقزام شعب لطيف بطبعه وهم فقط يشعرون بالغرابة لوجود بشري في القرية ، تساءلت كاندل : هل جلبت بشريا من قبل إلى هنا ؟.
ــ : لا ، يمكنك الحصول على شرف كونك الأولى .

أفصحت له شعورها بالقلق ، لكنه أشار إلى شجرة ذات جذع عريض كانوا متجهين إليها ، عندما اقتربوا بقدرٍ كافٍ استطاعت كاندل رؤية باب أخضر تغطيه النقوش يسد مدخلا كما يبدو محفورا في الشجرة ، ومن جانب الباب يبرز مصباح ذو شكل هندسي وتحته لوحة مكتوب عليها حروف لم تستطع قراءتها ، طلب منها جريني مرة أخرى أن تنتظره ، ولم تبد اعتراضا فحتى لو أرادت اللحاق به ، ما كانت لتستطيع دخول الباب لصغره ، اتكأت على الشجرة وراحت تنظر إلى حذائها ، وتشيح نظرها عن المارة المندهشين إلى وجودها في المكان .
خرج جريني وفي يده قنينة زجاجية ، يتماوج داخلها سائل أحمر ، وقدمها إليها : اشربي هذا من فضلك .
ــ : ما هذا ؟.
ــ : سأخبرك بعد أن تشربيه .
أمسكت كاندل بعنق الزجاجة ، وزمت شفتيها بشك : هل تذكر وعدك بأنك ستحميني من أي ضرر ؟.
هز القزم رأسه مرة مفردة علامة على التأكيد ، فوضعت فوهة الزجاجة بين شفتيها وراحت تبتلع محتوياتها على دفعات صغيرة ، لم يزعجها الطعم فهو حلو ، لكن ما أزعجها هو الدوار الذي اندفع إلى رأسها فجأة ، تمتمت : تبا ! ليس مرة أخرى !.

لم تشعر بأنها غابت عن الوعي ، واستفاقت لتجد وجه جريني قرب أنفها ، فيما يضرب وجهها بخفة بأصابعه القصيرة ، هلعت وانتفضت جالسة ، لتفاجأ بالباب الذي تضاعف حجمه مرتين أو ثلاثة ، الشجرة أيضا ازدادت ضخامة ، وجريني صار بطولها تقريبا !.
صاحت : لقد .. لقد أصبحت طويلا ! ماذا حدث ؟ .
صحح لها : بل أنتِ من تقلص ، هذا بفعل جرعة السيدة مِيرنا .
ــ : جرعة من ؟.
أمسك جريني بيدها وساقها إلى داخل الشجرة ، حيث وجدت غرفة واسعة أشبه بمتجر ، وعلى الجدران تصطف مجموعة من القوارير والزجاجيات التي تتمايز ألوانها وأحجامها تحت ضوء الشموع ، ومقابلا لمكان وقوفها تجلس النسخة الأنثوية من جريني ، فلا تختلف عنه سوى في شفتيها المصبوغة بالأحمر ، وخصل من شعر فضي تنزل بطول ظهرها ، وقفت السيدة ميرنا بهدوء ، ورتبت أطراف ثوبها الأخضر الواسع ، ثم اقتربت من كاندل التي أخذ قلبها يقرع قفصها الصدري ، صافحتها السيدة بحرارة مبالغ فيها وقالت بصوتها اللطيف المثير للضحك : سعدتُ بلقائك يا كاندل ، كانت السيدة روز صديقتي ، أحزنني خبر وفاتها.
تساءلت كاندل : أتعرفين جدتي أيضا ؟ .

هزت القزمة رأسها ببطء وقادتها لتجلس على مقعد خشبي حول طاولة دائرية من المادة نفسها وانضم لها جريني ، فيما سكبت السيدة ميرنا ، سائلا أزرقا ضارب إلى السواد في ثلاث كؤوس جميلة ، دفعت احداها أمام كاندل فامتنعت بأدب جم : أشعر أنني شربت ما يكفي ليوم واحد .
حثها جريني بلهفة : يجب أن تجربي هذا ، لا أحد في العالم يصنع عصير التوت الأزرق أفضل من ميرنا .
شعرت كاندل أنها ستكون فظة لو رفضت مرة أخرى ، فتناولت قدرا صغيرا من الشراب المحلى ، راق لها طعمه القوي واللزج الذي ملأها انتعاشا ، وانتهى بها الأمر بشربه كله ، حدثتها السيدة ميرنا عن علاقتها الطيبة بجدتها ، وكيف كانت تزورها في بيتها وتأخذ منها بعض المواد التي تلزمها لصنع جرعاتها الخاصة وبعض الأعشاب التي تزرعها الجدة في حديقتها والتي تستخلص منها ميرنا الأدوية ، كل هذا وكاندل تفرغ فاهها بدهشة لما تسمع ، فلم يسبق لها أن سمعت حديثا مماثلا من جدتها من قبل ؛ تساءلت بقلق : لماذا لم تخبرني جدتي عن أي شيء حولكم ؟.
أجابها جريني بعدما أعاد كأسه على الطاولة : كانت وفية لعهدها ، لقد وعدت ألا تطلع أحد حول حياتنا ، فذلك سيدفع المحيطين بها لاتهامها بالجنون أولا ، وثانيا قد تتسرب الأخبار ويسعى بعض المزعجين إلى التفتيش عن قريتنا ، ويجب عليك أن تلتزم الصمت أيضا يا طفلتي !.
هزت كاندل رأسها ، فتابعت ميرنا الحديث : ألم تتساءلي لما أحضرك جريني إلى هنا ؟ سأخبرك بالقصة باختصار .

كذلك قصت عليها السيدة ميرنا أن قبائل الأقزام تنقسم إلى ثلاثة : قبيلة ورقة البرسيم ، وقبيلة أقزام الصخور ، وأخيرا قبيلة أقزام الماء ، وهؤلاء الثلاثة هم جزء من منظومة بيئية تحوي العديد من المخلوقات ، وكل هذه الكائنات تعيش في توازن بسبب ينبوع ماء له طاقة خاصة ينبع من وسط المملكة وتنساب مياهه في مجاري معدة بدقة ليمر بجميع القرى والممالك المحيطة ، ولكن منذ بضعة أسابيع توقف توزيع الماء ، وبدأ الجفاف يزحف ببطء إلى بعض المناطق ، أولهم قرية ورقة البرسيم ، حيث جف المجرى المائي ، هنا تساءلت كاندل بدهشة فاقت دهشتها لما سمعت حتى الآن : ولماذا ؟ ماذا حدث في هذه الفترة بالذات ليعرقل وصول الماء ؟.
أخفضت ميرنا نظرها بأسى وشرحت لها : الملكة هي من تقوم بنفسها بعملية توزيع الماء ، فالينبوع ينبثق من تحت القصر الملكي ، ويمر في عجلة خاصة تقسمه على المجاري المائية ، وطريقة تحريك العجلة معروفة لاثنين فقط في هذا العالم ، الملكة ، وجدتك السيدة روز .
صاحت كاندل : وما دخل جدتي بالأمر ؟ .
ــ : جدتك كانت صاحبة فكرة العجلة ، ولكي تضمن عدم عبث أحد بالماء أو استحواذ أطراف معينة عليه دون الأخرى جعلت لتحريكه مفتاح خاص ، ولم تخبر به أحدا سوى الملكة .
ــ :ولماذا لا تؤدي الملكة واجباتها وتترك شعبها يعاني الجفاف ؟
أطرقت ميرنا وتنحنحت تعيد إلى صوتها بحته الطبيعية : أخشى يا طفلتي أن عالمنا ليس مثاليا كما تتخيلينه ، فهناك بعض السكان الذين تسرب الشر إلى قلوبهم .

لم تفهم كاندل شيئا من كلام القزمة ، فطالبتها بالمزيد من الشرح ، فأخبرتها هذه الأخيرة عن اللورد "كيولي" الذي نصبته الملكة مسؤولا عن منطقة غنية بالمعادن تقوم بين الجبال الشمالية ، هي تابعة لمملكة الغابة ، فأراد أن يستقل بها جاعلا منها مملكة خاصة به ، وبعد سنوات من حرب شرسة بين جيش الملكة والجيش الذي جمعه من الممالك المختلفة رأت أن من الحكمة أن تمنحه استقلاله ، حفظا لأرواح شعبها وأمنهم ، لكن في السنوات الأخيرة لم يعد مكتفيا بمملكته التي تقوم بين الجبال الشمالية ، وأراد ضم مملكة الغابة إلى سطوته أيضا ، وخاض العديد من المحاولات ، وأرسل الكثير من الدسائس للإطاحة بالملكة ، ومنذ أسابيع نجح أخيرا في مراده ، حيث سقطت الملكة في غيبوبة عميقة بتدبيره ، ولكنه عاجز عن فرض نفوذه على القرية بسبب عجزه عن تحريك الماء ، فهو منذ أسابيع يصب في المجرى المؤدي إلى قرية أقزام الماء ، ورغم تسميتهم بذلك فإن القرية بدأت تفيض وتغرق بيوتهم نتيجة هذه الكارثة .

أخفضت كاندل بصرها بأسى ، وحركت الكأس الزجاجي بين أصابعها : ألم يستطع أحد فعل شيء ؟ .
هز جريني رأسه مغمض العينين : أبدا ، جلبنا الأطباء من كل أنحاء المملكة ، ومن الممالك المجاورة ولم ينجح أحد في جعل الملكة تستفيق ، ومن دونها أخشى أن تموت كل مملكة الغابة ، بالفيضانات من جهة وبالجفاف من جهة أخرى .
ــ : ولكن لما أحضرتني إلى هنا يا جريني ؟ .

أمسكت ميرنا بيدها القريبة وقالت : لقد ذهب جريني إلى بيت السيدة روز ، عله يجد مفتاح العجلة هناك ، ولكن عندما لم يعثر عليه ، خطر بباله أن جدتك قد أفصحت به إليك في احد المرات وإن كان عن طريق الخطأ .
هزت كاندل رأسها نفيا : لم تأتِ جدتي بالحديث عنكم أبدا يا رفاق ، ولأكون صادقة فأنا لم أكن أزور جدتي سوى في مناسبات خاصة ، ونحن نقيم هنا لفترة قصيرة أما بيتنا فهو في المدينة .
فرك جريني رأسه وهمهم : أظن أنه لا مفر من الاستسلام ، لكن سآخذك غدا إلى قلب المملكة عل الأقدار تأتي لنا بحل لهذه الأزمة .

خرجت كاندل تتبع رفيقها القزم الذي صار أطول منها تلك الأثناء ، في نفس طريقهم الأولى حتى بيته ، حيث قدم لها وجبة أخرى مكونة من الخبز وحساء الفطر ، وقطعة من فطيرة الفاكهة ، وأخبرها أن تتصرف كأنها في بيتها ، كان قد استعار أحد أثواب ميرنا الواسعة فتركه لها على السرير وطلب منها أن تبدل ثيابها استعدادا للنوم .
كذلك قضت كاندل ليلة مليئة بالأفكار ، لم يزرها النعاس سوى لدقائق قصيرة أواخر الليل ، وما عدا ذلك فقد ظلت تفكر في كل ما سمعت وما رأت ، كيف لعالم كهذا أن يظل محجوبا عن الأنظار ، وكيف لجدتها أن تخفي كل هذه الأمور عنها ، صحيح أنها لم تقطن كثيرا في بيتها لكنها كانت مقربة منها إلى درجة يصعب معها تخيل أن تحجب كل هذا دون أن تخبرها ، لكنها شعرت في نفس الوقت بالسعادة وازدادت صورة جدتها بريقا في عينيها ، حيث أنها لم تخلف عهدها ، تحت كل الظروف .

أشرقت الشمس فتخللت أشعتها الزجاج الملون وانكسرت فوق جفني كاندل فانقلبت إلى جنبها الأخر ، وسحبت الغطاء فوق رأسها ، لكن بعد قليل سمعت باب الغرفة يفتح فاستفاقت من غفوتها ونظرت إلى هوية الداخل ، كما توقعت فإنه جريني ، الذي فوجئ قليلا بكونها مستيقظة ، لكنه ابتلع دهشته وطلب منها أن تلحقه ، حيث قادها إلى غرفة صغيرة مكونة من ثلاث جدران ، والرابع تشكله مجموعة من الصخور المكومة فوق بعضها ، تظهر أثار الرطوبة عليها ، ومن تحتها يتشكل منخفض من الأرض على شكل نصف دائرة ، أخبرها أن مجراً مائياً كان يتدفق من بين الصخور ويملأ البركة في الأسفل لكن منذ أن حل الجفاف انقطع هذا الماء ، وضع لها ابريقا خزفيا وحوض صغير من نفس الخامة ، وطلب منها أن تغسل وجهها ثم تلاقيه في الداخل .

لم يعطها تفاصيلا أكثر من ذلك ولم تشأ أن تسأله ، فكل شيء سينكشف في وقته ، كذلك قالت لنفسها وهمت تملأ الحوض بالماء ومن ثم تملأ كفيها به وتقذفه على وجهها ، جففت نفسها في منشفة صغيرة ناعمة ودخلت إلى الغرفة الأولى لتخلع ثوب السيدة ميرنا وترتدي ثوبها الخاص ذي الأكمام الطويلة والقامة التي تصل ركبتيها ؛ كان جريني كريما معها إذ قدم لها مائدة غنية على الفطور ، تشبه ما أكلته في اليوم السابق ، لكنه أضاف لها طبقا من العسل وأخرا من الفواكه الجافة كالبندق والجوز وغيرها من بذور أشجار الغابة .

فيما هي منهمكة في تناول طعامها قاطعها جريني بشيء من القلق : أخشى أن يفتقدوا وجودك في البيت !.
همهمت كاندل بشيء ما ، ثم ابتلعت ما وضعته في فمها وأعادت قولها : لن يفتقدني أحد ، ستسر خالتي لاختفائي وستتمنى ألا أعود مرة أخرى .
نظر لها القزم بشيء من الريبة وعدم الفهم فشرحت باستفاضة أكثر : إن خالتي .. حسنا هي ليست خالتي تحديدا ، إنها زوجة أبي ، لا أستطيع القول أنها ستقلق إن يوما خرجت من البيت ولم أعد ، ستسر لتخلصها من حمل الاعتناء بي ، وحتى إن أصابها القلق فأنا لستُ مهتمة بشعورها على أية حال .

هز جريني رأسه بفهم ولم يشأ التعمق في الاستفسارات ، كان يكفيه ما يحمله من هم ، ولم يرد التعمق في حياة أشخاص آخرين ، أخبرها أن تلاقيه في الخارج بعد أن تكمل طعامها حيث سيذهبان إلى وسط المملكة كما هو مخطط ، وذلك ما حصل .
مشيا لمسافة طويلة حتى خرجوا تقريبا من القرية ، وباتت البيوت التي تراها كاندل متفرقة ومتباعدة حتى اختفت نهائيا وطغت الطبيعة على كل شيء ، أرادت أن تتذمر من طول الطريق ، لكن تذكرت تهكم جريني اللاذع فأخرسها ذلك ، إلا أنه أحس بشعورها فطمأنها : لن نمشي طوال الطريق ، سنصل إلى القرية التالية حيث سنستخدم وسيلة نقل .

وما هي سوى دقائق إضافية حتى باتت البيوت تظهر مرة أخرى لـ كاندل ، لكن شكلها تغير قليلا وصارت أكثر ألوانا وأصغر حجما ، أيضا فإن سكانها ليسوا من الأقزام ، بل من كائنات أشبه بالبشر في تركيبهم الجسمي ، لكنهم بنصف طول جريني وأذانهم مسحوبة للأعلى أيضا ، جذبت كاندل طرف ثوبه تطلب منه تفسيرا فأجابها : هذه قرية الزهور ، وسكانها من شعب الجِّن ، من هنا تنتج كل العطور في مملكة الغابة ، ولكن دعك من كل هذا ، فها هي وسيلة نقلنا قد وصلت .

نظرت كاندل حيث أشار لها جريني فرأت عربة خشبية كتلك التي طالما رأتها في الصور ، لكن المفارقة أن من يجرها هما أرنبان كبيران بلون التربة ، تلمع عيونهم الصفراء كالذهب ، صاحت كاندل بطريقة لفتت إليها الأنظار ، ولكن السكان هنا أكثر اهتماما بأشغالهم الخاصة ولا يبدوا أنهم يندهشون كما شعب الأقزام ؛ مشت خلف جريني نحو العربة ، حيث قابلهم في منتصف المسافة شاب يبدو أنه على معرفة سابقة به حيث صافحه بحرارة ، فأشار لها القزم وقال : هذه كاندل ، نحن نريد التوجه إلى قلب المملكة .
تقدم الشاب وصافحها قائلا بابتسامة : أنا جِين ، سعيد بلقائك يا كاندل .





يتبع .. يرجى عدم الرد .

white dream
27-02-2016, 05:19
.
.

هزت كاندل رأسها بابتسامة أقرب لأن تكون بلهاء من سعيدة ، وراحت تتأمل الشاب وهو غارق في الحديث مع رفيقها ، كانت ثيابه مرتبة وجميلة على عكس ثياب الأقزام الغريبة ، فكان يلبس قميصا قصير الأكمام أزرق اللون ، تملؤه تطريزات بخيوط ذهبية ، وبنطالا أسودا بطول مناسب ، بل أن جزء منه ينحشر داخل الحذاء طويل العنق ذي اللون البني ، استفاقت عندما جذبها جريني من ذراعها نحو العربة وأبدت مقاومة طفيفة خوفا من الأرنب ذو الحجم العملاق ، لكنها تذكرت أنها هي من تقلصت ، وأن الأرانب في العادة كائنات أليفة ، فمشت بطاعة أكبر لتجلس في مكانها المحدد ، انطلقت العربة بسرعة كبيرة واهتزت وتمايلت في مسالك الغابة ، ولم يمضي وقت طويل حتى وصلوا إلى وجهتهم ، كانت المنطقة مختلفة كليا عن ما رأته كاندل في السابق ، الأشجار ترتفع إلى قمم شاهقة ، ويبدو أن الجفاف لم يحل هنا بعد ، فجدول مائي وإن كان صغيرا يخترق الأرض ، وترى بيوتا متوزعة هنا وهناك ، وأبوابا تخترق جذوع الأشجار الضخمة ، وكائنات أخرى لم ترهم قبلا ، أرادت أن تسأل ، لكنها تعلمت أن جريني سيحيطها علما بكل شيء من تلقاء نفسه ، وذلك ما حدث حيث قال يخاطبها : وسط المملكة تختلط فيه الشعوب فهذا هناك – وأشار إلى أحدهم يحمل سلة فوق رأسه – قزم من قرية الماء ، وتلك فوق نبات الفطر هي جنية من قرية ورقة الشجر ، وذلك في الأعلى أحد جنود المملكة .

أصدرت كاندل صوتا يفضح دهشتها ، وفجأة انخفضت سرعة العربة وتوقفت أمام مدخل أشبه بالبوابة ، كانت عبارة عن قوس من النباتات الخضراء المتسلقة ، على جانبيه حارسان كالذي أشار له جريني سابقا ، يحمل كل منهما أداة مدببة تلمع تحت الشمس ، ويرتديان حلة فضية براقة ، ومن خلف البوابة يبدو مسلك مرصوف بالحجر يشكل جسرا فوق الينبوع المائي ، ومن خلفه بوابة أخرى تغلق جذع شجرة هي الأكبر كما لاحظت .
ساقها جريني إلى البوابة ، حيث لم يبدي الحارسان أيما مقاومة فكما يبدو أنهما على معرفة بهوية الزائر ، أو ربما جريني يملك تصريحا للدخول إلى أي مكان ، قطعوا الجسر وصولا إلى بوابة الشجرة ، حيث فتحها أمامهما حارسان آخران ، تساءلت كاندل وقتها : ما هذا المكان ؟.
ــ : إنه قصر الملكة .
صاحت بدهشة : القصر ؟ هل يمكننا الدخول بهذه السهولة ؟ .
ابتسم القزم بطريقة متفاخرة : لا يسمح إلا لأشخاص معينين بالدخول ، وأنا أحدهم ، ثم إني أبرقت أخبرهم بقدومنا في الأمس .
ــ : أوه ، لقد فهمت الآن ، لكن ماذا سنفعل هنا ؟.
ــ : سآخذك لتري العجلة المائية ، قد تكونين رأيت شيئا مشابها لها من قبل ، أو ربما تكون السيدة روز قد لمحت لشيء قريب منها في أحدى المرات ، لن نخسر شيئا من المحاولة ما دمنا عاجزين عن شيء آخر في كل الأحوال .
كان القصر من الداخل مختلفا تماما عن ما توقعته كاندل ، فقد انتظرت مجموعة من الممرات والغرف المظلمة كونه يقوم داخل جذع الشجرة ، لكن بدل ذلك فقد احتوى على صالات واسعة وسلالم تقود إلى الأعلى ، وشرفات تؤدي إلى الخارج وتدخل قدر هائل من الضوء تلمع تحته الأرضية البيضاء التي لم تعرف تماما ما هي ، حتى أخبرها جريني أنها مستخلصة من لُب اللؤلؤ، الذي يأتي خصيصا من مملكة البحر ، وينتشر في كل مكان خدم القصر جميلي الهيئة وأنيقي الثياب ، حتى شعرت كاندل بالسخط على جريني الذي اختار لها هذا الثوب البشع ، وأحست أنها عنكبوت أو نملة وسط مملكة الفراشات !.
لم يكن القصر مقتصرا على تلك الشجرة التي دخلوها ، بل يمتد بواسطة جسور معلقة ومسالك خاصة إلى شبكة من الأشجار الأخرى ، ومحاط من الخارج بجدران كرستالية تفصله عن ما يحيط به ، أيضا شرح لها جريني باستفاضة أن ما تراه ليس زجاجا عاديا وإنما مخاليط خاصة من عدة مكونات ، شكلها مثل الزجاج لكنها أكثر نقاء وشفافية وقوة منه عدة أضعاف .

وصلوا أخيرا إلى وسط القصر حيث قابلتهم سيدة تشبه في هيئتها شعب الجِّن ، تلبس فستانا ذهبيا يصل الأرض وترفع شعرها الأشقر إلى أعلى في تسريحة تبقيه على شكل حلقة ، ترافقها شابة أخرى تلبس ثوبا أكثر بساطة يغلب عليه اللون الأخضر ، تبادلت أطراف حديث مع جريني حيث عرفها بـ كاندل وعلاقتها بالسيدة روز ، وشرح لها سبب وجودهم هنا ، أشارت لهما السيدة أن يتبعاها وقادتهما إلى درج ينزل تحت الأرض ، حيث كانت المشاعل تضيء طريقا يقوم وسط حجرة هائلة الحجم مفرغة من كل شيء ، وتشكل التربة والصخور جدرانها ، وهناك في الأسفل كان يظهر لـ كاندل بحيرة ماء كبيرة بشكل أقرب إلى الدائرة ، ثم تنضغط من أحد أطرافها وتضيق لتعبر في مجرى عريض ينتهي بجسم معدني تتوسطه فتحة ، وصلوا بخطواتهم إلى حافة البحيرة ، ورأت كاندل أن المياه تنحصر في ذلك الجزء بسبب الجسم المعدني المليء بفتحات متجاورة ، لكن جميعها مغلق باستثناء واحدة حيث ينساب الماء إلى الخارج ، نحو قرية أقزام الماء كما علمت من قبل ، وشرحت لها السيدة ماي أن ألية فتح العجلة تتم من غرفة الملكة في أعلى القصر ، عن طريق مجموعة من البكرات ، لكن المفتاح الخاص موجود في عقل الملكة النائم .

أبدت كاندل رغبتها في رؤية الغرفة الملكية ، ولم تجد السيدة ماي ضررا من تلبية ذلك ، فقادتها خلال طريق مختصر يقود رأسا إلى أعلى القصر ، حيث دخلوا حجرة كبيرة تفتح خلالها الكثير من الشرفات ، وتملؤها الزخارف النباتية ، والنباتات المتسلقة التي التفت حول الأعمدة في داخلها وحول أسوار الشرفات ، فيما عبق كل شيء برائحة زكية ، سببت شعورا مخدرا في رأس كاندل ؛ في طرف الغرفة كان ثمة مجموعة من النتوءات البارزة في الجدار ، ويمكن تحريكها عموديا أو أفقيا في شقوق خاصة ، تأملتها كاندل لوقت طويل ، شعرت أنها مألوفة بطريقة ما ، لكنها لم تستطع أن تحدد أين أو متى رأتها ، لذلك عندما سألتها السيدة ماي عن رأيها في الأمر ، فضلت تجنيبهم خيبة الأمل ، وادعت أنها لم ترى سابقا لها من قبل .

تساءلت كاندل : ألم تجربوا أي شيء لجعل الماء يتدفق ؟ مثلا أن تحاولوا كسر العجلة المعدنية ، أو فتح مجاري أخرى عبرها .
هزت السيدة ماي رأسها وقالت : هذا خطير جدا ، فإن اندفاع الماء خارج مجراه الطبيعي يمكن أن يسبب فيضانات تغرق كل الغابة ، ثم أن المجاري المائية صممت لتمر خارج القرى ، وإن اندفع سيل الماء من مكان آخر سيدمر كل شيء في طريقه .
قالت كاندل : لكن في هذه الأثناء فإن قرية أقزام الماء تغرق بالفعل .
طأطأت السيدة ماي رأسها وأجابت بعد برهة : إنه لمن الحزين حصول ذلك ، لكن تدمير قرية واحدة أفضل من تدمير المملكة بأكملها ، ونحن نقوم باللازم للحد من الأضرار التي تحصل لأقزام قرية الماء .

أرادت كاندل أن تصرخ وتقول إن هذا شيء ظالم بحقهم ، لكن ماذا يمكنها أن تفعل لتغير من الظروف الراهنة ، أخفضت رأسها بأسى ، وفيما هي غارقة في أفكارها انفتح باب الغرفة بقوة ودخلت منه شابة مسرعة ، عندما رأتها السيدة ماي انحنت لها قليلا ، اقتربت الفتاة ولما تبينت كاندل ملامحها كادت أن تصيح دهشة ، كانت جميلة بطريقة غير معهودة ، بشعرها الأشقر المموج حول وجهها وعيناها الواسعة المنسجمة مع ملامحها الدقيقة ، كما أضفى الفستان الأبيض قصير الأكمام ذي الخيوط الذهبية المزيد من الجمال عليها ، تأملتها كاندل بشغف ، ولعنت ثوبها الأسود ، وأرادت أن تشتم جريني مرة أخرى ، لكن خجلت من ذلك حتى في نفسها .

توقفت الفتاة فجأة عندما انتبهت إلى وجود كاندل وقطبت حاجبيها باستفسار ، وضحت لها السيدة ماي قائلة : هذه الآنسة كاندل من البشر ، جاءت لتساعد في حل أزمة الماء .
تقدمت كاندل لتصافح الفتاة ، وقبل أن تعترض السيدة ماي ، كانت الشابة قد ردت لها المصافحة بابتسامة ودودة : سعيدة بمبادرتك الطيبة يا كاندل ، أدعى نِيرسس .

من قرب زاد بريق الحُلي التي تلبسها نيرسس ، والمكونة من مجموعة من الأساور في معصميها ، وسلسلة تخلل شعرها وتنتهي بجوهرة براقة على شكل دمعة ماء فوق جبينها ، قالت السيدة ماي : هذه الآنسة نيرسس الابنة الصغرى للملكة .
أصدرت كاندل صوتا متفاجئا واعتذرت : أوه ، أسفة حقا ، لابد وأني أسأت التصرف بمصافحتك ، أعذريني فلا أعرف ماذا أفعل !.
ضحكت نيرسس بخفة وأردفت : لا عليك ، لا داع للتصرفات الرسمية معي ، لكن يجدر بي تحذيرك من مصافحة أخي كلاود فهو شغوف بذلك النوع الخاص من المعاملات .

هزت كاندل رأسها سريعا بإيجاب ، ودار بينهما حديث قصير فهمت خلاله كاندل أن نيرسس لم تلتق السيدة روز قط ، لكنها تعرفها ، فقد قصت لها والدتها الملكة عن المرة الأولى والوحيدة التي زارت فيها الجدة هذه الأرض وذلك عندما كانت في ربيع عمرها ، ولم تعد إلى هنا مرة أخرى لكثير من الأسباب لكن أهمها أن جرعات التقلص لم تكن فعالة جدا قبل سنوات ، وكان وجود شخص كبير الحجم هنا يهدد أمن السكان وبيوتهم ، ثم إن الجدة لم تحب الشعور بالدوار الذي رافقها ولم تستطع التغلب عليه حتى بعدما عادت إلى حجمها الطبيعي ، كل تلك الأسباب منعت عودتها مجددا ، ولكن لم تمنع التواصل بينها وبين الملكة عن طريق مراسلات خاصة .
شعرت كاندل أن الجميع هنا يعرف جدتها أكثر منها ، وأنها رغم الخمسة عشر عاما الماضية لا تعرف سوى فتات لا قيمة لها عن حياتها ، ولكنها وجدت في ذلك الحديث متعة خاصة ، وكأنها مغامرة جديدة تخوض غمارها .

نشأت صداقة سريعة بين كاندل ونيرسس ، حيث قادتها في جولة حول القصر ، وزاد انبهار كاندل بالغرف الواسعة والشرفات العالية ، والهندسة التي جعلت الماء يصب في نوافير جذابة في كل أنحاء القصر ، قادتهما الخطوات حتى غرفة مغلقة بباب كبير ذهبي اللون عليه نقوش وزخارف شعرت كاندل أنها مألوفة جدا ، وطفت مسحة من الحزن على ملامح نيرسس جعلت كاندل بذهنها المتقد تتكهن أن هذه حجرة الملكة المريضة ، أخبرت رفيقتها عن شعورها فأجابتها إلى صحة ذلك ، وتقدمت إلى داخل الغرفة حيث قالت : ما دمتِ أتيت كل الطريق إلى هنا ، سأحب أن تري أمي ، رغم أنها ليست في أفضل أحوالها .
أرادت كاندل أن تخبرها أن لا ضرورة إلى ذلك ، لكن فضولها ألجم لسانها وجعلها تسير خلف نيرسس التي أومأت إلى الخادمة على الباب ودخلت مقتربة من السرير الكبير الذي يتوسط الغرفة ، عليه ستائر شبه شفافة ، من نسيج ذهبي يتلألأ في الضوء ، ومن خلفه يمكن ملاحظة جسم يرقد وسط أغطية وملاءات بيضاء .
أزاحت الخادمة جزء من الستار ، فكشفت عن جسد الملكة النائم ، تضع يديها فوق بعضهما على صدرها ، وينسدل شعرها الأشقر الذي تتخلله خصل فضية على الوسائد التي تنام عليها ، كانت جميلة رغم شحوبها ، وشعرت كاندل بشيء خانق صعد من جوفها وتوقف في حلقها ، أرادت أن تبكي ولم تعرف السبب ، هل بسبب حال الملكة المثير للشفقة ؟ أم لأنها تذكرت أمها في وجه هذه السيدة الوقور ؟ جاهدت نفسها وابتلعت شعورها ذاك ، وانحنت بجانب السرير كما فعلت نيرسس ، حيث تحدثت هذه الأخيرة إلى أمها كأنها تسمعها ، وأخبرتها عن الزائرة وعلاقتها بصديقتها القديمة .

انسحبت الفتاتان بعد برهة قصيرة من الغرفة ، وخلال تجولهما في الممرات وصل إلى أذني كاندل صوت ضجة جهورية ، وأصوات أقدام تمشي مسرعة باتجاههم ، وفي اللحظة التالية رأت أمامها شابا يرتدي حلة معدنية براقة ويرافقه اثنان من الجنود ، بالإضافة إلى شخص آخر ذو هيئة لم ترها قبلا .
وقف الشاب بطريقة عسكرية أمام نيرسس واضعا أحد ذراعيه خلف ظهره واتجهت بؤبؤاه الزرقاء نحو كاندل فاخترقتها كسهم ، تكهنت سريعا أنه كلاود الذي أحيطت علما به في وقت سابق فالشبه بينه وبين نيرسس عظيم ، فدفعها ذلك إلى جذب أطراف ثوبها والانحناء قليلا كتحية ، هز رأسه مرة مفردة يرد عليها وانصت إلى أخته التي استوقفته ببهجة غريبة : كلاود أيمكن أن تتكهن من هذه الآنسة ؟ .

نظر إلى كاندل مرة أخرى بتفحص أكبر ، شعرت أنها مقيدة وسط عينيه ، فأحست بدمائها تصعد إلى وجهها ، هز رأسه نفيا بحركة عصبية مقطب الجبين، فتعلقت أخته بذراعه واستندت عليها : أتصدق أن الأقدار قد أتت إلينا بحفيدة السيدة روز !.
اتسعت عيناه بدهشة نجح في امتصاصها إلى أقصى حد ، فرفع يده الممتدة بجانبه ووضع راحته على صدره ثم حنى رأسه قليلا في كبرياء : أوه ، إنه لمن السعيد أن نلتقي بك ، أنا كلاود ولي عهد المملكة .

لم تعرف كاندل لماذا يقفز قلبها بهذه السرعة ، ولماذا تشعر بالارتباك أمامه ، هل ذلك بسبب حديث نيرسس حول كونه شخص نزق حاد المزاج ، ويثور بشدة إن أساء أحدهم التصرف أمامه ؟ أم بسبب الهالة الغريبة التي تحيط بشخص ولي العهد ؟ في كل الأحوال تلكأت قليلا فلم تعرف كيف تحييه ، انتهت أخيرا بالانحناء مرة أخرى قائلة بصوت مرتجف : شرفٌ لي أن ألتقي بك يا سيدي ، أدعى كاندل .

لم تستطع كاندل رفع عينيها حتى وجهه فتوقفت على النقش البارز على صدره يمثل زهرة خماسية البتلات يحزب جزء منها وشاح أزرق قاتم مثبت من الجهتين في كتفه الأيسر فيكشف بذلك شق جسده الأيسر ويخفي الشق الأيمن ومن تحته بان حزام عريض قاتم يتدلى من طرفه سلاح محجوب في غمده ، نظرت نيرسس خلف أخيها وتمتمت : طبيب آخر ؟.
هز رأسه مرة مفردة واستأذن ، حيث أشار إلى مرافقيه أن يتبعوه ، رأتهم كاندل يدخلون حجرة الملكة ، وبقدر الفضول الذي ملأ قلبها ، ملأ الشوق صدر رفيقتها التي جلست على الأريكة الوثيرة مقابلا لها تنتظر خروج الطبيب ، مرت عدة دقائق في صمت ، وأخيرا فتح الباب بصريره المعتاد وخرج من خلفه الحارسان يتبعهما الطبيب وكلاود في المؤخرة ، ما أن التقت عيناه بعيني أخته حتى طأطأ رأسه مغمض العينين في أسى ، ثم سمعته كاندل يشكر الطبيب على جهوده ويأمر الحرس باصطحابه في رحلته .
انفض الحشد فركضت نيرسس ترتمي على صدر أخيها الذي أحاطها بذراعه وكور الأخرى بجانبه : لا تبكِ ، لن أستسلم حتى أجد العلاج اللازم لجعلها تستفيق .

رفعت كاندل كفيها إلى صدرها تقاتل مشاعرها الخاصة لتغرقها في أعماق قلبها وتمنعها من الطفو على صفحة وجهها ، لكن غيمة قاتمة أسدلت على عينيها الخضراء ، وحنت رأسها لأسفل تسحب أنفاسا عميقة علها تنجح في تهدئة أعصابها ، استفاقت من صراعها الداخلي عندما رأت نيرسس وكلاود يقتربان منها ، أمس الشاب بأصابع أخته وجعلها تجلس على الأريكة ، حيث راح يخاطبها ببضع كلمات حتى انقشعت سحابة الكآبة عن عينيها ، في تلك اللحظة غامت عينا كاندل وأمطرت .
سالت دمعة حارة على خدها ، مسحتها فورا ، لكن ليس بالسرعة الكافية قبل أن تلتقطها عينا كلاود ، نظر نحوها بشك اختلط فيه شيء من قلق ، وسأل بصوته الرزين : أرجو ألا نكون قد سببنا لك ضيقا يا آنسة كاندل .
هزت رأسها سريعا ومالت شفاهها بابتسامة كاذبة : أبدا ، أعتذر لذلك ، لقد حضرتني فجأة ذكريات قديمة .
فجأة هبت نيرسس واقفة وأمسكت براحتي كاندل القريبة منها : يجب أن تبقي عندنا اليوم ، لن أسمح لكِ بالمغادرة !.

اندهشت لحماس رفيقتها ولم تعرف سببا لذلك ، فتابعت نيرسس : غدا يوم خاص ، ففيه يكتمل القمر ويتوافق ذلك مع انتصاف الربيع ، وهذا الأمر يحدث مرة واحدة فقط كل عشرة سنوات ، لذلك سنقيم احتفالا كبيرا تحضره الشعوب من كل أنحاء المملكة .
تساءلت كاندل : أهذا سبب كل تلك الاستعدادات في الخارج ؟ .
هزت الشابة رأسها بخفة وتابعت : كنتُ أتمنى لو استفاقت أمي قبل هذا اليوم ، لكن لعل الأقدار تحمل لنا التعويض في الأيام القادمة .
أطرقت كاندل تفكر لحظات قصيرة ونظرت إلى نفسها فقطبت حاجبيها وقالت : لا أعلم حقا ... .
قاطعها كلاود بنبرة جادة : سيشرفنا أن تقبلي الدعوة يا آنسة كاندل .

شعرت أنها ستكون فضة لو رفضت مرة أخرى ، وأيضا خافت أن يثير ذلك أعصابه لذلك هزت رأسها موافقة وابتسمت ، استأذن كلاود من فوره وراح في سبيله ، بينما تابعت نيرسس جولتها مع رفيقتها ومضى النهار في القيل والقال ، لكن كاندل كانت تفكر في أمر آخر بعيدا عن كل هذه الأحاديث ، تتمنى لو تستطيع تقديم المساعدة ، ولكن ما السبيل إلى ذلك ؟.
في تلك الأثناء كان جريني قد عاد إلى بيته بعدما تلقى خبر بقاء كاندل في ضيافة الأميرة ؛ وفي الوقت التي اقتربت فيه الشمس من الغروب تداخلت أضواء ملونة حجرات القصر وصالاته ، وتكونت أقواس قزح صغيرة وعديدة مخترقة الماء النازل من النوافير ، الدهشة والسحر ملأ قلب كاندل وطغى على ملامحها فأخبرتها نيرسس أن السبب في ذلك هو البلور المحيط بالقصر ، حيث تنكسر خلاله أشعة الشمس عند وصولها إلى تلك الزاوية في السماء وتتسرب إلى الداخل وقد انفصلت ألوانها .



يتبع ..

white dream
27-02-2016, 05:41
مضى ما تبقى من اليوم وانصف اليوم التالي ، وكاندل تزداد قلقا بمرور كل دقيقة ، تراقب الخدم المنهمكين في تلميع الأرضيات ، ونفض الغبار – الغير موجود أصلا – عن الجدران والأثاث ، وقفت في الشرفة فرأت حشدا أكبر منهم في الخارج ، يعلقون اسراب الأزهار ، والسلاسل المظفرة للنباتات المتسلقة ، وفي ناحية أخرى من الساحة في الأسفل ، ترتب الطاولات وتفرش بأغطية ذات ألوان وتصاميم جذابة ، فيما تتكدس أكوام الفاكهة والمأكولات المختلفة فوقها ، فجأة انتفضت هلعا عندما صاحت نيرسس من خلفها : أوه ، أنتِ هنا ؟ كنتُ أبحث عنك في كل مكان .
زمت كاندل شفتيها وأجابت : يجب أن أصارحك أني لستُ مرتاحة .
رأت الدهشة والغرابة على وجه الشابة ، فسارعت إلى تعليل قولها : أعني .. أعني أن كل شيء هنا في غاية الجمال ، وأنا .. وأنا أخشى أن هيئتي لا تليق بالمناسبة .
طرفت نيرسس بعينيها عدة مرات ولم تستطع كبح ضحكتها أكثر من ذلك ، قالت أخيرا بعدما تمالكت نفسها : أهذا ما يقلقك ؟ لا عليك إن ثوب الحِداد خاصتك جميل .
ــ : لكن .. لكن أنا ... .
ــ : أعرف ، أعرف، لن ندعك تحضرين الحفل به ، هيا معي ، أنا أبحث عنك لهذا السبب !.

أمسكت بيدها وقادتها خلفها ، وصولا إلى حجرة كبيرة توسطها سرير يشبه ذاك المستقر في حجرة الملكة ، ومن هناك دخلتا غرفة أخرى تقف على بابها خادمة كبيرة في السن ، دار حديث قصير بين الأميرة والخادمة ، وسلمتها يد كاندل وجلست على طرف أريكة في الركن الأقصى من الغرفة .
جرتها الخادمة إلى خلف ستارة معتمة ، وصاحت بدهشة عندما فتحت السيدة سحاب ثوبها ، طلبت منها بلطف أن تخلعه وتجلس ، فيما راحت تصب عليها الماء ذو العطر القوي الذي تخلل أنفها وصولا إلى كل عصب في دماغها ، خرجت ملفوفة في منشفة كبيرة تجرها خلفها ، وضحكت نيرسس من مظهرها المبعث وشعرها الذي التصق بوجهها ، خلال بضع ساعات شعرت كاندل بسعادة غامرة وهي ترى نفسها قد تخلصت أخيرا من شكلها العنكبوتي .
انطلقت الأبواق من مكان ما في الخارج ، فأسرعت كاندل إلى الشرفة حيث نظرت إلى الأسفل فرأت كل شيء مضاءً بالمشاعل والفوانيس ، وحشود غفيرة تدخل ساحة القصر متزامنة مع اختفاء شعاع الشمس الأخير خلف الأفق .

شهقت بدهشة ، ولم تملك صبرا للانتظار ؛ حتى تشارك في الحدث البهيج ، لكن يتوجب عليها انتظار نيرسس التي ذهبت تشرف على الاعدادات فهي المسؤولة في غياب الملكة ، أعتمت السماء أخيرا وبزغ القمر ، وزاد صخب الاحتفال في الأسفل ، وكاندل تتجول هنا وهناك تراقب الحشود والثنائيات الراقصة ، رأت العديد من الأشخاص الذين لم ترى لهم مثيلا من قبل ، وشعرت بحاجة ماسة لجريني الذي يطلعها علما بكل شيء .
دخلت أخيرا نيرسس إلى الحجرة واستعجلتها القدوم ، ترافقتا الخطوات نحو الساحة حيث أعلن أحد الحرس خلال قمع يشبه البوق عن وصول الأميرة وضيفة من أرض بعيدة ، تعلقت العيون بالبوابة وشعرت كاندل أن قلبها سيقفز من مكانه ويفر هاربا تاركا إياها لتواجه الموقف وحيدة ، رفعت يدها إليه تحاول تهدئة ضرباته ، وخرجت من البوابة حيث اخترق أذنيها فجأة صوت صخب وتصفيق وصفير ، انحنت مقلدةً الأميرة ، وشعرت بدفق من الراحة حيث ذابتا سريعا وسط الحشود وانهمكتا في الحديث مع الآخرين ، فجأة أمسك أحدهم بذراع كاندل من الخلف فاستدارت ، صاحت : جريني ! أنتَ هنا .. أنا سعيدة حقا برؤية شخص أعرفه .
زم جريني شفتيه الرفيعة فزاد ذلك من اكتناز أنفه : ما هذا الذوق السيء في الثياب ؟ أنتِ لا تتعلمين أبدا .
ضحكت وارتمت فجأة تعانقه : لا تسأل عن السبب !.
ابتسم القزم وتورد وجهه فيما أحاطها بذراعيه : أتخيل أن الاحتفال قد راق لكِ .
هزت رأسها مجيبة ، لكنها أحست بشيء مختلف في مزاج جريني ، فنظرت إلى عينيه الصفراء بشك وتساءلت : هل من خطب ؟.
ــ : أبدا .
ــ : جريني أنتَ سيء في الكذب كسوئك في التهديد !.
رافقها إلى مكان أقل ازدحاما وخاطبها بصوت خفيض : أتوقع حدوث بعض المشكلات الليلة .
قالت كاندل بدهشة : مشكلات ؟ مشكلات من أي نوع ؟ .
ــ : هناك بعض السكان الثائرين ، إنهم منزعجون لأن القصر يحتفل الليلة والممالك تموت بسبب الجفاف ، وقرية أقزام الماء تغرق في الماء والطين ، واللورد كيولي على علم بهؤلاء فهو يسعى إلى تقليبهم ضد المملكة ، وأتوقع أن ينتهز حدثا كاليوم للقيام بعمل شرير آخر .
ــ : وماذا في امكاننا أن نفعل ؟.
هز جريني رأسه بأسى : كل شيء متوقف على عجلة الماء ، ستعم الفوضى كل المملكة إن لم نستطع تغيير المجرى في وقت قريب .

اكفهرت سحنة كاندل وأطرقت إلى الأرض ، لم تذق نوما أغلب الليلة الماضية بسبب كم الأفكار التي غزت رأسها ، وفي الساعات القصيرة التي تسلل النعاس إليها ، تكررت رؤيتها لتلك النتوءات في الجدار وبكرات تحريك العجلة ، تستيقظ في كل مرة وتشعر أنها رأتها في مكان ما ، لكن لا تستطيع تحفيز ذاكرتها لتحدد لها المكان والزمان .
انتشلها من أفكارها صوت جريني وهو يهمهم ، وينحني لأحدهم ، رفعت عينيها فالتقت بعيني كلاود المقطبة لسبب ما ، خفق قلبها فجأة فتراجعت خطوة إلى الخلف وانحنت ، فرد لها التحية ، وتنبهت إلى نيرسس التي ترافقه فبث ذلك شيء من الهدوء في نفسها ، دفعت الشابة أخاها إلى الأمام وصاحت بلهجة مرحة : أوه كلاود ، أين ذهبت لباقتك ؟ إن كاندل ضيفة عزيزة تحل عندنا وأنت حتى لم تدعُها للرقص !.
التقت عيناهما فاشتعلت كاندل خجلا حتى أنها ارتجفت وقالت : ليس هذا بالأمر الجلل ، أنا سيئة في الرقص على أية حال .
تعلقت نيرسس بذراعها ودفتها إلى الأمام قائلة : كلاود راقص بارع ، كل ما عليك فعله هو مجاراة تحركاته .
تصلبت كاندل : لكن .. لكن أنا .. .
قاطعتها يد كلاود التي مدها أمامه يدعوها : سأحب ذلك .

بالكاد وضعت أصابعها على راحته وسارت معه حتى منتصف الساحة ، جرت خطواتها بثقل ، فهي لا تعرف شيئا عن الرقص ، والأسوأ أن تجربتها الأولى ستكون مع الأمير حاد الطباع ، تمتمت بسخط في نفسها ، وحاولت تركه يتخذ الوضعية الأولى لتجاري الحدث ، أمسك أصابعها بصورة أوثق ، ووضع راحته الأخرى على خصرها ، شعرت بإحراج شديد رفع حرارة وجهها ، وحاولت التذكر أين رأت مثل هذه الرقصات قبلا ؟ ماذا تفعل بيدها الحرة ؟ وأين تضعها ؟ أخيرا اتخذت قرارا عشوائيا وقررت أن تمسك بها طرف ثوبها ، ويبدو أنها فعلت الصواب فلم تصل إلى أذنيها أي شتائم أصوات ساخطة ، زفرت بمهل ورفعت عينيها إلى الزهرة المنقوشة التي ظهرت كاملة على لباسه المعدني بعدما فك الوشاح وسلمه لأحد مرافقيه فظهرت بنيته الجسدية القوية بصورة أوضح ، ابتعدت الحشود توفر لهم مساحة أوسع ، وبدأت نغمات صادرة من الشرفة في الوصول إليهما ، تحرك كلاود ببطء فيما همس : أنتِ لم ترقصِ قبلا صحيح ؟.
هزت رأسها بحركة نافية بالكاد تلاحظ ، فقال : أعتذر لإلحاح أختي ، لكن كما قالت ، حاولي تقليد خطواتي وهذا كل شيء .

ثبتت عينيها على حذائه طويل العنق الذي يخفي أغلب ساقه ، وهزت رأسها موافقة ؛ أخذ خطوة واسعة إلى اليمين ، ففعلت المثل وتقدمت أخرى عندما سحب قدمه إلى الخلف ، ظلت تردد في نفسها : لا تدوسي على قدمه ، لا تدوسي على قدمه !.
خلال لحظات اعتادت على الرقصة وصارت حركتها حرة أكثر ، زفرت بهدوء وتشجعت لترفع عينيها لتفاجأ به ينظر إليها وقد مالت شفتاه بشيء يمكن دعوته ابتسامة ، أعادت غرس عينيها بالأرض ، فخاطبها : هل أبثُ فيك كل هذا الخوف ؟.
حاولت أن تبتسم وقالت : لا أدعوه خوفا ، لكن أنا أفتقد الشجاعة في مواقف مماثلة .
سمعت همهمة صادرة عنه : حسنا مرافقتك لـ جريني وتواجدك هنا الآن به قدر كبير من الشجاعة .
لم يتلقى ردا ولم ينتظره بل تابع بعد ضحكة قصيرة : ثم ، تبدين مختلفة عن الأمس .

كانت تعرف أنها مختلفة ، فلا يمكن مقارنة ثوبها الأسود طويل الأكمام ذو الياقة المثلثة والذي ينساب بشكل شبه مستقيم حتى أسفل ركبتيها ، وحذائها الدائري البسيط بما ترتديه اليوم ، لقد انتفض قلبها لما رأت انعكاسها في المرآة عندما فرغت الخادمة من تجهيزها ، استغرقت دقائق طويلة تتأمل فيها تفاصيل الفستان الوردي عديم الأكمام والذي يكشف عن كتفيها من خلال ياقته الواسعة المطرزة بالأحجار الكريمة ، فيما ينضغط عند خصرها ثم يعود فيتسع تدريجيا حتى الأرض ، وتصعد تطريزات ذهبية بطول جانبه الأيمن ، وكيف تحول شعرها النحاسي الطويل من خصل متناثرة إلى تسريحة مرفوعة يمسكها دبوس على شكل زهرة خماسية البتلات ، وتتحرر خصل مموجة تحيط بوجهها ، وخلال أضواء اللهب تبرق الأقراط الذهبية والقلادة المتخذة جميعها شكل الزهرة في رأسها .
تمتمت : شكرا لك .

وخلال الدقيقة الثانية من بدء الرقصة ، استعد كلاود لسحبها إلى حركات أسرع ، فضغط قبضته على أصابعها وخفض حذره قليلا ، وفجأة طار جسم ما في الهواء نحوهما ، التقطته عينا كلاود لكن ليس بالسرعة الكافية لتجنبه فأصاب ظهر كاندل ما جعلها تفقد توازنها وتندفع إلى الأمام فيصيب رأسها صدر كلاود المعدني ، في اللحظة ذاتها أحاطها بذراعه وارتفعت ضجة مفاجئة من خلف الحشود ، تفرق الحرس ، وضاعت نظرات كلاود يبحث عن الجاني ، نظرت كاندل إلى ما أصابها فكانت كتلة خشبية تستقر عند قدميها ، تنبهت إلى الضجة ، فسارع كلاود بدفعها خلف ظهره ، وفي الثانية التالية بدأت كتل مشابهة تقذف من بين الأشجار ؛ على صراخ من الجهة المقابلة وظهرت مجموعة من الكائنات الطائرة التي قطعت اسراب الورد وأوقعت المشاعل فاشتعلت النيران في أماكن متفرقة ، تدافعت الحشود وعمت الفوضى لمحاولتهم الهروب من القذائف التي تصيبهم ، وفي غمضة عين تحول الحفل إلى مهرجان من الجنون ، تلقت كاندل عدة صدمات من أشخاص هاربين ، وحاولت ايجاد نيرسس أو جريني ، ثم انتهى بها الأمر إلى الاندفاع مع الحشود ضائعة من كلاود أيضا .


يتبع ..

white dream
27-02-2016, 05:45
أصابها شيء ما وقعت أرضا ، لكن يد أحد الجنود سارعت بجذبها قبل أن تدهسها الأقدام الراكضة ، أحاطها اثنان منهم وقاداها نحو بوابة القصر حيث أمسكتها يد أحدهم من معصمها ، رفعت عينيها فجذبها كلاود نحو الداخل ، ودون أن يتركها وجه أوامره إلى قائد الحرس الذي يقف على مقربة منه ، وما هي إلا لحظة واحدة حتى اندفعت مجموعة كبيرة من الجنود بزيهم المعدني مخترقة الحشد ، وأخرون يحاولون تنظيم المخلوقات المتدافعة وبث الهدوء فيهم فيما يخرجون راكضين من البوابات المحيطة بالقصر .

انحنى كلاود وحملها بين ذراعيه قاطعا الصالة في خطوات واسعة ، وضعها على احدى تلك الأرائك التي تنتشر في المكان ، وصاحت نيرسس تطلب احدهم ، كانت الأضواء والأشكال ترقص في عيني كاندل لكنها عضت على أسنانها ترفض أن تسقط في إغماءه أخرى ، لقد أصابتها احدى تلك المقذوفات فشقت جانب رأسها ، وسالت دماؤها بغزارة حتى صدرها حيث تشربتها ياقة الفستان بلهفة حولت لونه إلى قاتم .
رأت وجوها تنحني فوقها ، وشعرت بضغط على الجرح ، ومجموعة من الأصابع فوق رأسها وكتفيها ، ثم شيء بارد لسعها فجأة ، تداخلت الأحاسيس مع الأصوات من الخارج والهمسات المحيطة بها ولم تستطع تمييز شيء منها ، خلال دقائق قصيرة تالية ، بدأت الأمور في التوضح ، ابتعد الأشخاص المتحلقين حولها وببطء توقف تحرك الزخارف والشموع في عينيها ، أفلتت زفيرا طويلا لم تدري كم حبسته ، وشعرت بحافة الأريكة تحت أصابعها فشدتها ساحبة نفسها إلى الجلوس ، رمشت عينيها عدة مرات وسحبت مجموعة متلاحقة من الأنفاس وأفلتتها ، ورأت وجه نيرسس التي هبطت على ركبتيها لتصبح في مستواها : هل أنتِ بخير ؟ هل تشعرين بالألم ؟.
هزت كاندل رأسها ورفعت أصابعها حيث تلمست ضمادا قماشيا يربط رأسها ، قالت : أنا بخير ، لم يحدث شيء .
ــ : أوه ، كيف تقولين ذلك ؟ لقد تلقيت اصابة بالغة !.
ــ : ماذا حدث فجأة ؟.
تقدم جريني وأصلح وضعية قبعته : لقد حدث ما توقعته حقا ، محاولة لإثارة الشغب ، لكن كل شيء تحت السيطرة الآن .
طافت عينا كاندل بالمكان وأرهفت السمع ، فلم تصل إلى أذنيها أي ضجة أو صراخ ، هزت رأسها بفهم ، وتمتمت : من الجيد أن الأمور انتهت عند هذا الحد .
قال جريني : أخشى أن مثل هذا سيتكرر كثيرا في الأيام التالية إذا لم نجد حلا جذريا للمشكلة ، وقد لا تقتصر على الشغب في المرة القادمة .
جذبت نيرسس أصابع كاندل لتساعدها على الوقوف وابتسمت : لنترك هذه الأمور الآن ، يجب أن نوفر لك بعض الراحة وثوبا آخر .

ساعدتها الخادمة ذاتها على تنظيف نفسها من الدماء ، وارتداء فستان أزرق ياقوتي جذاب في تصميمه رغم بساطته ؛ وما أن رحلت الخادمة حتى ألقت كاندل برأسها على مسند الأريكة ، لم تبقى على ذلك أكثر من خمس ثوان قبل أن ترفعه استجابة للطرق الصادر عن الباب ، فتح عندما وصل إذنها إلى الطرف الأخر ، ودخلت نيرسس من خلفها كلاود ، انحنى قليلا أمامها واضعا يده على صدره وقال بأسف جم : أقدم أشد اعتذاراتي لما أصابك ، أرجو أنك أفضل حالا الآن .
هزت رأسها بخفة : لم يحدث ما يستجلب اعتذارك يا سيدي ، أشكر لطفك البالغ .

جاهد تقاسيم وجهه لتبدي ابتسامة ، ثم استأذن منها متمنيا لها ليلة هادئة ، عادت بعينيها إلى نيرسس التي تجاورها على الأريكة وقالت : أريد اخبارك بشيء .
اتسعت عينا نيرسس فضولا وانتظرت سماع كلمات رفيقتها لكن كاندل طلبت منها أن تأخذها إلى الغرفة حيث تتحكم الملكة ببكرات عجلة الماء ، قادتها إلى هناك ، ووقفت كاندل ما يقارب الدقيقة تتأمل النتوءات ، أخيرا قالت : لقد رأيتها من قبل ، أنا متأكدة من ذلك .. لكن أنا عاجزة عن تحديد المكان والاختلاف .
تفاجأت الشابة بما وصل إلى سمعها ، وهبت تمسك كاندل من كتفيها وتهزها برفق : أرجوك فكري بعمق يا كاندل ، لا تعرفين أهمية ذلك بالنسبة لنا جميعا .
ــ : أعرفه ، لكن لا أجد في عقلي شيئا ، أحتاج إلى شيء آخر يحفز ذاكرتي .
همهمت الأميرة بشيء ما واضعة قبضتها على فمها ، ثم قالت : إن العجلة تتحرك بآلية خاصة، كانت أمي تحرك هذه المفاتيح بطريقة ما ، ثم تدفع هذا الذراع هنا ، فتدور البكرات محدثة صوتا غريبا يتخلل الجدران وصولا إلى العجلة تحت الأرض ، حاولنا تحريك المفاتيح بشتى الطرق لكن الذراع يبقى عالقا دائما .
أطرقت كاندل للحظات ثم صاحت : صندوق الموسيقى !.
ــ : صندوق ماذا ؟.
كذلك تساءلت الأميرة فهزت كاندل يديها بعنف : لقد تذكرت أين رأيتها ، إنها مثل النتوءات التي تلتف حول القضيب المعدني في صندوق الموسيقى الخاص بجدتي .
هزت نيرسس رأسها بخفة : لم أفهم !.
رفعت كاندل راحتيها أمام وجه رفيقتها وصاحت : أنا أذكر اللحن ، أعرف كيف أحرك المفاتيح !.
ركضت إلى الجدار وقالت مجددا : عرفت الآن لما أشعر أنها مختلفة ، النتوءات ليست في مكانها الصحيح !.

ودون تأخير ووسط حيرة نيرسس ودهشتها جذبت النتوء الأول ، فتحرك خلال شقه الخاص إلى مستوى معين ، رفعت فستانها وركضت إلى الطرف الأخر من الجدار ، حيث حركت مفتاحا آخر في شق طولي من موقعه قرب الأرض حتى صار أعلى من رأسها ؛ نظرت يمينا ويسارا تفتش عن شيء ما ، ثم طلبت مساعدة رفيقتها لتحريك كرسي وقفت عليها فأنزلت مفتاحا من الأعلى ليصبح في مستوى محدد مع البقية .
كذلك راحت تغير أماكنها ثم ترجع بضع خطوات إلى الخلف فتراقب الشكل الكلي ، ثم ما تلبث أن تحرك شيئا آخر ، أخيرا قفزت عن الكرسي وفي أقصى يمين الجدار جذبت الذراع ، كان ثقيلا فشدت عضلاتها بقوة أكبر ، تحرر من مكانه وصار يتحرك بشكل دائري متزامنا مع دخول النتوءات في الجدار وخروج أخرى مكانها ، صدرت ضجة خلال الجدران انتبه لها كل سكان القصر ، وخلال برهة انفتح الباب بقوة ليندفع كلاود راكضا عبره ، توقف فجأة في وسط الغرفة يبتلع دهشته لما يرى !.

هتف بصوته الجهوري وركض ليقف بجانب شقيقته : العجلة تتحرك ؟!.
هزت رأسها بعنف وألقت بنفسها على صدره : إنها كاندل .. لقد عرفت المفاتيح !.
أصدر صيحة فرح وحضن أخته ودار بها عدة مرات : شكرا للسماء لقد افرجت الأزمة !.
دفعت نيرسس نفسها بعيدا عنه وصاحت : بل الشكر لكاندل .
ركضت نحوها فطوقتها بذراعيها وضمتها بقوة ، حتى كادت أن تقطع أنفاسها ، حررتها أخيرا ولكنها قبضت على راحتيها وأخذت تهزها وتغرقها بعبارات الشكر والعرفان ، ضحكت كاندل بسعادة ، لقد فعلت شيئا ذا قيمة كبيرة لأول مرة في حياتها !.

تقدم كلاود فانحنى أمامها كما لم يفعل من قبل ، وضع يده على صدره وأرجع قدمه اليسرى خطوة إلى الخلف ثم انحنى حتى كاد أن يستقيم ظهره وقال : آنسة كاندل ، نحن مدينون لك إلى الأبد ، لقد أنقذت المملكة بأكملها من موت محقق .
تمتمت وقد أخفضت رأسها : لم أفعل شيئا ذا قيمة حقا ، كنتُ حمقاء إذ لم أكتشف الأمر من قبل !.
ولأول مرة يبتسم كلاود بطريقة تظهر أسنانه ، لقد بانت السعادة حقا على محياه هذه المرة ، التقط أصابع كاندل ورفعها حتى صدره ثم انحنى يطبع قبلة عليها متمتما بكلمة شكر صدرت من أعماق قلبه ، تركها ببطء وقد جعلها هذا التصرف تحمر خجلا ، قال مخاطبا لها : أرجوك أخبريني كيف أرد لك الجميل ، كوني ولي العهد فإن مسؤولية المملكة كلها تقع على عاتقي في غياب أمي ، يمكنك تخيل الضغوط التي كنتُ أرزح تحتها بسبب مشكلة الماء ، وأنتِ حررتني من هذا الثقل ! أنا مدين لك يا آنسة كاندل .
قالت : أرجوك لا تشعر أنك مدين لي يا سيدي ... .
قاطعها : كلاود ، دعينا نرفع الألقاب في هذه المناسبة السعيدة !.
ابتسمت وتابعت متحاشية ذكر اسمه : يكفيني سعادة أني استطعت المساعدة .

أمسك كلاود بيدها وقادها بصحبة نيرسس إلى الغرفة الأرضية ، حيث أخذت العجلة في الدوران ببطء ، وفي كل مرة يُفتح مجرى مختلف سامحا للماء بالتدفق إلى مكان آخر طاردا شبح الجفاف الذي خيم على المملكة .
استيقظت قرية ورقة البرسيم على الهدير الذي ملأ المجرى الجاف ، ووقع جريني عن سريره في هلع عندما أيقظه صوت الماء المتدفق من بين الصخور ، صاح : ماذا حدث بحق السماء ؟!.
لبس حذاءه على عجل وركض نحو القرية ، حيث رأى المجرى المائي يعكس صورة السماء ، تمتم بابتسامة : لقد فعلتها تلك الطفلة !.
خلال الساعات الماضية جلس كلاود طوال الليل على حافة البحيرة مع حرسه الخاص ليضمن عدم حدوث أي مفاجآت ، فيما حظيت كاندل أخيرا بليلة هادئة ونوم عميق لأول مرة منذ أيام عديدة .
صباح اليوم التالي عمدت إلى تعليم كلاود ونيرسس اللحن الخاص ، وكيفية تحريك المفاتيح ، فالعجلة كما صندوق الموسيقى تتحرك لفترة محددة ثم تتوقف ، وبآلية ما تختلف النتوءات وتتغير أماكنها ، ويعلق الذراع ، موفرا صمام أمان يمنع المتطفلين من العبث بها ، لذلك يحتاج الأمر أن يحركها أحدهم عدة مرات في اليوم ليصل الماء إلى كافة المناطق في مملكة الغابة .


وفي اثناء ذلك ، صدر طرق عنيف على باب الغرفة ، التفتوا إلى مصدر الصوت فاندفع أحد الحراس فانحنى أمام كلاود وسلمه مغلفا وقال : لقد وصلت هذه الآن يا سيدي .
أشار له كلاود ليغادر وقلب الظرف في يده تقدمت نيرسس وهمست : إنه ..!.
ــ : إنه مغلق بالشمع الأسود وعليه ختم اللورد كيولي !.
تمتم ببضع كلمات ساخطة واستل سيفه فحشره بين الورق وفتح به دائرة الشمع ، أخرج خطابا مطويا من داخله وقرأه بصوت مسموع : تهانيَّ الحارة ، لقد استطعت انقاذ مملكتك من الموت أو ما هو أسوأ ، لكن أتساءل إن كنتَ تستطيع إنقاذ أمك من ذات المصير ؟.
أتكهن أنك وصلت إلى الاقتناع التام بأن لا طبيب أو معالج في العالم يستطيع ايقاظها مما هي فيه ، لكن أخبرك أن الترياق في حوزتي هنا ، والثمن بخس مقارنة بحياة أمك ، أرسل لي تلك الفتاة ذات الثوب الوردي من حفلة اللية السابقة ، وسأرد لك الترياق مع الحارس المرافق لها ، أمامك مهلة حتى انتصاف هذه الليلة ، وإن تأخرت فهي الحرب بيننا .
مزق كلاود الرسالة أشلاء بين يده ، وتمتم في غضب : تبا لذلك اللعين ، ماذا يريد من كاندل .
تعلقت نيرسس بذراع أخيها وصاحت : أنتَ لا تفكر في تنفيذ مطالبه صحيح ؟.
ــ : هل جننتِ ؟ بالطبع لم أفكر في احتمالية ذلك ، بل هي الحرب بيننا !.

وقبل أن تتدخل كاندل برأيها ، طرق الباب ودخل خلاله رجل كبير في السن ، يرتدي أيضا الدرع الفضي ذي الزهرة ويضع على رأسه خوذة معدنية ، تبرز من تحتها عينان سوداء حادة وأنف مستقيم ، انحنى قليلا أمام كلاود فرد له التحية بذات الانحناءة ثم اندفع يعانقه : سعيد بعودتك يا عمي !.
ترددت الكلمة في رأس كاندل وربطت خيوط العائلة ببعضها وانحنت تحييه بعدما ابتعدت نيرسس عن عنقه ، انصتت بهدوء عندما قص كلاود ما حدث باختصار على مسامع عمه ، وأخيرا صمت بضع لحظات وأردف بحسم : سأبدأ بتجهيز الجيش !.

وضع عمه يده على كتفه وقال : ألم تلتقط لب الرسالة يا بني ؟ ما كان كيولي ليبدأ بالحرب لو لم يكن متأكدا من انتصاره ، أخشى أن الأخبار التي سمعتها في رحلتي صحيحة ؟.
ــ : وما هي هذه الأخبار ؟.
ــ : أخبرني أحد الأقزام الرحالة ، أن اللورد كيولي نجح في استمالة مملكة الصحراء إلى صفه ، ولابد أنه حصل على دعمهم ، وأخشى أن جيشنا لم يتعافى تماما من الحرب الأخيرة وليس لنا القدرة للوقوف في وجههم متحدين !.
عض كلاود على أسنانه وأطرق نحو الأرض برهة من الزمن ثم قال : وماذا تقترح يا عمي ؟.
همهم السيد آرا بشيء ما ثم زفر : أخشى أننا مجبرون على منحه ما يريد .
اتسعت عينا كلاود دهشة ، ورجع خطوة إلى الخلف : لكن لا .. !.
صاحت نيرسس تقاطعه وتتشبث بكفي كاندل : مستحيل ، أهكذا نرد لها جميل انقاذنا ؟ نرسلها إلى الموت ؟ لن أسمح بهذا ، لا بد من حل آخر !.
قطبت كاندل جبينها وقالت : سأذهب !.
استدار كلاود نحوها وأردف بحسم : لا .. لن تفعلِ ، سنجد حلا آخر .
تراجع السيد آرا إلى الخلف واستدار وفيما قطع الصالة مغادرا قال : اذهبوا ثلاثتكم إلى غرفة الاجتماعات ، سأدعو إلى اجتماع طارئ .

وهكذا خلال خمس دقائق أو يزيد بقليل اجتمع حشد مكون من تسع رجال وثلاث سيدات هن كاندل ونيرسس والسيدة ماي ، وقادة الجيش بالإضافة إلى كلاود وعمه ، دارت مناقشات طويلة بينهم وانقسم الحشد بين معارض لإرسال كاندل ومؤيد له في سبيل حفظ أمن المملكة واستعادة الملكة .
ضرب السيد آرا بقبضته على المنضدة فصمت الحشد وتكلم هو : إن انتهى بنا القرار بإرسال الآنسة كاندل فنحن سنحرص على تخليصها من الأسر فور أن نعرف نواياه ونستعد للقيام بتحركات مضادة .
هتفت نيرسس معارضة الفكرة : وهل تتوقع أن يبقي على حياتها طوال تلك الفترة ؟ أأنت متأكد يا عمي من مقدرتك على تخليصها ؟ .
تدخل أحد قادة الجيش وكان رجلا كبيرا في السن ، خط الشيب علامات واضحة على جانبي رأسه : أخشى أن اللورد كيولي لم يمنحنا خيارات كثيرة ، وأرى في ارسال الآنسة منفعة لنا أكثر من المضرة ، فنحن سنستعيد الملكة !.

صمت الجميع ، ورغم القدر الهائل من الألم والصراحة في كلامه إلا أنه في قرارة انفسهم فإن حياة الملكة تهمهم أكثر من حياة كاندل ، وكانت هي نفسها تعرف هذا الشيء ولم تتفاجأ برضوخ نيرسس رغم اعتراضاتها القليلة ، ففي النهاية فكرة عودة والدتها إلى الحياة من على حافة الموت تستحوذ على عقلها ، فكرت كاندل بكل شيء بصورة سريعة ، لا أحد سيفتقد وجودها ! والدها مسافر طوال الوقت وزوجته تكرهها ، لا أصدقاء ولا عائلة ولا أحد تعود له ، بل وحدة خانقة تقتلها ببطء ، لا ترغب بالموت بهذه الطريقة لكنها أيضا لا تستطيع تحمل فكرة أن تسلب كلاود ونيرسس والدتهما وتدفعهم لخوض غمار مشاعر هي تعرف مرارتها !.
وقفت في مكانها بمهل ترجوا الشجاعة أن تحضرها في قرارها هذا ، قالت : سأذهب ، لقد فكرت واتخذت قراري .
استدارت نحو كلاود وابتسمت : أرجو أن تطلب الحارس الذي سيرافقني !.
تمسكت نيرسس بطرف يدها وتمتمت : لا تفعلِ هذا يا كاندل ! سوف يقتلك ما أن تطأ قدمك أرضه !.
ــ : لا أظنه سيقتلني ، فلا منفعة له من ذلك ، سنرى ما يخطط له .



يتبع .. يرجى عدم الرد .

white dream
27-02-2016, 05:47
أنهت كلامها واستأذنت للانصراف راجية منهم عدم اطالة الحديث وإضاعة الوقت في شيء محسوم سلفا ؛ زفرت نفسا ثقيلا عندما دخلت الغرفة التي تشغلها في القصر ، واتكأت على الباب المزخرف : ابتهجي يا كاندل ، ستكونين ذات قيمة للمرة الثانية في حياتك ، لم يخطر ببالك أنك ستخوضين غمار مغامرة حامية عندما غادرتِ غرفتك خلف جريني .
طرق الباب فسمحت للزائر بالدخول ، كانت نيرسس برفقتها خادمة تحمل بين يديها مجموعة من الثياب ، ساعدت كاندل باستبدال فستانها بآخر أكثر ملاءمة للسفر ، ذو أكمام طويلة ، وياقة دائرية واسعة ، ثم سرحت لها شعرها وأمسكته بضفيرة أرختها على ظهرها ، كل ذلك ونيرسس صامتة تغالب دموعها وتجففها بين حين وآخر في منديل صغير ؛ طٌرق الباب مرة أخرى ودخل من خلفه أحد الحرس حيث نبأ كاندل أن الأمير والحارس ينتظرانها في ساحة القصر .
هبت واقفة مجيبة للنداء وحضنت نيرسس مواسية لها : لا تبكِ سأكون بخير !.
ــ : وأين هو الخير في مملكة كيولي ؟.

ضمتها نيرسس بقوة أكبر ثم نزعت عن جيدها قلادة قصيرة وأقفلتها حول عنق رفيقتها ، غادرتا الغرفة تسيران بمهل وتعدها أنهم سيفعلون ما يلزم لاستعادتها ، أخبرتها كاندل – كذبا – من ثقتها بذلك ، وما أن غادرت بوابة القصر حتى استدارت إليها مرة أخرى وطلبت منها بابتسامة : أرجوك أرسلي إلى جريني تخبرينه بما حصل ، وأني أحرره من عهده !.
حصلت على موافقة الأميرة فاستدارت تنزل الدرج وسحبت شهيقا عميقا من هواء الظهر الرطب ، نظرت يمينا وشمالا تفتش عن العربة التي ستقودها إلى رحلتها فلم تجدها ، وبدلا من ذلك رأت كلاود ينتظرها أسفل الدرج ، رفعت طرف ثوبها ونزلت حيث قابلته بابتسامة تحاشى هو النظر إليها وعلق عينه بالأرض ، قال : سأرافقك حتى حدود الجبل الأسود !.
هزت رأسها موافقة : هل ستجرنا الأرانب مرة أخرى ؟ .
لم يستطع كلاود كبح ابتسامة شقت طريقها إلى شفتيه وأردف : أنتِ تستحقين السفر بطريقة أكثر فخامة هذه المرة !.

تشوقت لمعرفة ما يقصد ، فأشار إلى شيء أشبه بسلة من الخشب والنباتات الخضراء ، يقف طائر كبير بالقرب منها ، صدرت صيحة تفاجئ وخوف عن كاندل فطمأنها : إنه طائر عمي آرا الخاص ، لن تجدي مثيلا له في كل مملكة الغابة ، سيوفر لك سرعة السفر وراحته .
تمتمت كاندل : فجأة بدأت أحب الأرانب !.
فتح لها كلاود مدخل السلة فرأت أنها مفروشة من الداخل ببعض السجاد والوسائد الكبيرة ، أخذت مكانا لها على احدها وجلس كلاود على الطرف الأخر يقابله الحارس المكلف بمرافقتها ، رأته يعطي اشارة لأحدهم فحلق الطائر وأمسك بالسلة بين مخالبه وفي لمح البصر وجدت نفسها على ارتفاع شاهق في الجو ، تشبثت بالوسادة وتمتمت بشيء ما لم يسمعه أحد ، كانت تهمس لنفسها بأن تتشجع وألا تنظر إلى الأسفل عبر الفتحات التي تنتشر على الجوانب ، في غضون ساعة مضت أغلبها في الصمت لكن تخللتها أحاديث جانبية وتأكيدات كثيرة من كلاود أنه سيخلصها مهما كلفه الثمن ، وصلوا أخيرا إلى حدود مملكة كيولي ، فهبط الطائر أرضا وخرجوا من السلة ، حيث وجه الأمير أوامره للحارس ، ووجدوا في انتظارهم عربة أخرى يجرها حيوان لم ترى كاندل مثله من قبل .

اقترب قائد العربة وانحنى أمام كلاود : أنا مبعوث من قبل اللورد كيولي ، أخبرك أن رحلتك تتوقف هنا ، وسأتكفل بنقلهم إلى القصر .
دفعه كلاود بغلظة ، وتقدم نحو كاندل التي وقفت أمام العربة ، أمسك أصابعها وساعدها على الصعود : سأخلصك !.
هزت رأسها تجبر نفسها على الابتسام : إلى اللقاء إذا .
وقف في مكانه حتى تلاشت العربة عن ناظريه ، وصرخ بأعلى صوته : تبا !.
ولكن ماذا بيده ليفعله ؟ عاد مطأطئ الرأس إلى سلة الطائر وانتظر بصبر عودة الحارس مع الترياق ؛ طوال الطريق تجنبت كاندل أن ترى ما خارج العربة ، كانت تصل إلى أنفها رائحة خانقة تزداد قوة كلما تقدموا في الطريق ، وخلال بضعة دقائق لاحت أمامها بوابة صخرية كبيرة من خلفها جسر فوق واد سحيق ، وهناك عند قاعدة الجبل ثمة بوابة أخرى ، عندما توقفت العربة ونزلت كاندل بأمر من الحارس ، حصلت على رؤية أفضل ودهشت للقصر المبني وسط الجبل ، به شرفات وأبواب وسلالم معلقة ، لكنه لم يحرك في نفسها ذلك الشعور بالسحر الذي تركه قصر مملكة الغابة ، فُتحت البوابة فدخلت على سجاد رمادي نحو مجموعة من السلالم التي تضيئها المشاعل ، وهناك عند أعلاها انتظرها رجل فارع الطول ، يلبس حلة معدنية داكنة وخوذة في أعلاها ريشة سوداء بينما يختفي معظم جسمه في وشاح مثبت على كتفه الأيسر ، عندما وصلت أمامه مد يده نحوها .. ترددت طويلا ثم وضعت أطراف أصابعها في راحته ، جذبها نحوه وطبع قبلة على ظاهر يدها ، وأردف : سعيد بتلبيتك للدعوة !.
نظرت إلى الأرض وأجابته : نفذت جزئي من الاتفاق ، أرجو أن تلتزم بجزئك أيضا !.
ــ : وهل أكون أقل من ذلك ؟.

قال كلماته وأشار بأصابعه فتقدم أحد جنوده وسلم الحارس المرافق لكاندل قنينة ذات زجاج قاتم ، ثم أعطاه الحرية للمغادرة .
عندما رأت كاندل أبواب القصر تغلق خلف الحارس ، أفلتت زفيرا هادئا محاولة ألا تجعل اللورد ينتبه إلى خوفها ؛ جعلها هذا الأخير تمسك ذراعه وقادها معه إلى احدى الغرف الواسعة في القصر ، تركها مع خادمة قائلا بابتسامة حادة على جانب شفتيه : تصرفي كأنك في منزلك ، سنلتقي غدا في مثل هذا الوقت ، حتى ذلك الحين تعافي من أثار السفر وتعودي على أجواء مملكة الجبال !.
لم تفكر كاندل كثيرا في كلامه بل ألقت بنفسها على السرير الوثير الغارق بلون البنفسج وصرفت الخادمة ، لقد قطعت عهدا على نفسها عندما كانت في الجو ألا تبكي أو تظهر خوفها أمام أحد ، لكنها الآن وحيدة فسمحت لمشاعرها الغارقة بالطفو على السطح !.
شعرت بسحابة خانقة هبطت عليها فتركت السرير ومشت تجر خطواتها نحو النافذة المقوسة التي تمتد بطول الجدار ، كان الليل يستعد ليسدل ستائره على المملكة وبان لون الشفق الناري فوق الجبال التي تتوج الأفق ؛ حاولت فتح النافذة فلم توفق إلا في فتح جزء مربع صغير لا يدخل ما يكفي من الهواء ، لكنها استطاعت رؤية المسافة الشاهقة التي تفصلها عن الأرض ، لابد أن غرفتها في أعلى القصر ، تجولت هنا وهناك ، ووقفت أمام المرآة الكبيرة التي تقف على حامل ثلاثي قريبا من الجدار ، تأملت نفسها طويلا ، وتفاجأت كيف أنها لا تشعر بالحزن أو الخوف كما ظنت أنها ستكون ، خاطبت نفسها أن المكان ليس سيئا بالقدر الذي تصورته ، أو ربما هي لم ترى نصفه المظلم بعد .
عندما امتدت الظلال وألقت بلونها الكئيب على جدران الغرفة وأثاثها ، طُرق الباب ، تنحنحت كاندل تضبط صوتها ثم أذنت للطارق بالدخول ، كانت تجلس على أريكة صغيرة على يمين النافذة ، فدخلت الخادمة في يدها شمعدان يحمل ثلاثة شموع ، أضاءت الشموع التي تنتشر في زوايا الغرفة ثم انحنت أمامها وخرجت ، عادت بعد برهة قصيرة من الزمن تحمل صينية معدنية عليها مجموعة من الأطباق والكؤوس ، وضعتها قريبا منها وأرادت أن تخبرها عن محتوياتها ، لكن كاندل صرفتها سريعا .

كيف لشخص يشعر بالوحدة وتسيطر الكآبة على مزاجه أن يجد في نفسه شهية للأكل ؟ تفقدت محتوى الأطباق فوجدت أنها ليست غريبة عن ما أكلته في مملكة الغابة ، لم تسأل عن السبب ووضعت في فمها بعضة لقيمات صغيرة ، تساءلت كيف تطلب الخادمة ؟ فتوجهت نحو الباب ببطء وبكثير من التردد جذبت المقبض ليفتح على ممر طويل مظلم ولا تنجح بقايا شعاع الشفق سوى بترك ظلال راقصة على الجدران ، همست كاندل بصوت حاولت رفعه قدر استطاعتها : مرحبا !.
لم يجبها سوى الصمت ، فتركت غرفتها ومشت ببطء نحو نهاية الممر ، رأت سلالم تنزل إلى أسفل وأخرى تصعد إلى فوق ، وضعت يدها المرتجفة على الدربزين البارد ونزلت ، بعد أربع وعشرين درجة عدتها ، امتد ممر مثل الذي جاءت منه ، وفي آخره باب موارب يتسلل منه الضوء ، ذهبت بضع خطوات في ذلك الاتجاه ، لكن صدور ضجة معدنية من خلف الزاوية وارتفاع الخطوات نحوها جعلها تهرب مسرعة إلى غرفتها ، لا تريد أن يمسكها أحد تتجول في المكان .

صباح اليوم التالي استيقظت على صوت الخادمة التي طرقت وفتحت الباب من فورها ، رفعت الستائر سامحة لأشعة الشمس القوية بالدخول إلى الغرفة ، فسحبت كاندل الغطاء على رأسها تحجب الضوء ، لكن الخادمة اقتربت من سريرها وانحنت قائلة : آنستي اللورد كيولي ينتظرك .
تمتمت كاندل : ولماذا ينتظرني منذ الصباح ؟ من المفترض ألا أراه قبل انتصاف اليوم ؟.
ــ : هذا ما أمرني به ، ولا علم لي بشيء أخر .
نفضت كاندل الغطاء بعيدا وخاطبت نفسها بأنها كلما أسرعت في معرفة سبب استحضارها إلى هنا كان أفضل ، رأت الخادمة تحمل ثوبا أحمرا قاتما ، تأسفت على ثوبها الجميل الذي ستضطر إلى خلعه ، وهكذا فعلت ما طلب منها وجلست بصبر أمام السيدة التي رفعت شعرها وأمسكته بمجموعة من الدبابيس إلى أعلى كاشفة عن الياقة الواسعة للفستان التي امتدت حتى منتصف ظهرها ، أكمامه طويلة وضيقة ، ونسيجه مطعم بسلك نحاسي يجعله متصلبا .

مشت خلف خادمة أخرى قابلتها عند باب الغرفة ، ونزلت مجموعتين من السلالم قبل أن تتوقف أمام باب عالٍ فتحه الحارس الواقف أمامه ، دخلت كاندل وحيدة بعدما تخلت عنها مرافقتها وعادت أدراجها بعد انحناءة ، وجدت أمامها حجرة كبيرة يخترقها الضوء بسبب الشرفات الكثيرة التي تفتح فيها ، وفي الوسط مائدة مستطيلة عليها الكثير من الكراسي ، مقابلا لها يجلس اللورد بعدما تخلى عن درعه المعدني وانساب شعره الأسود حتى كتفيه ، دعاها إلى الاقتراب ، فتوقفت عند رأس الطاولة المقابل ، لكنه أشار إلى الكرسي الواقع على يمينه وقال : أحسب أنك لن ترفضي دعوتي إلى الفطور !.
ابتعدت كاندل بنظراتها وقالت : حسبت أننا لن نلتقي قبل ساعات .
ــ : هل تمقتين رفقتي إلى هذا الحد ؟.
لم يتلقى ردا على سؤاله ، فالإجابة معروفة لكليهما ، لكنه لم يرفع عينيه عنها ، ما دفعها لجر خطواتها ببطء إلى حيث أرادها أن تكون ، سحبت المقعد وجلست على طرفه متصلبة الظهر ، نظرت أمامها فإذا بطبق خزفي ذي زخارف جميلة يقبع على الطاولة المغلفة بغطاء أحمر فاتح انسجم بشكل جميل مع اللون البني الذي طغى على أثاث الغرفة ومقابض الشمعدانات المنتشرة فيها .

طرق الباب ودخل مجموعة من الخدم الذين وضعوا أطباقا مختلفة أمامهما ، وسكب أحدهم سائلا ثقيل القوام في الكأس أمامها ، ذكرها لونه بعصير التوت الذي شربته عند ميرنا ، ولم تدري كيف تواجه تلك الذكريات هل بابتسامة أم بتنهد حزين ؟ طال الصمت بينهما بعدما فرغت الغرفة من الجميع ، وترددت أن تأخذ خطوة وتبدأ الأكل ، مد لها اللورد سلة صغيرة تحتوي على قطع خبز دائرية ودعاها إلى تجربتها ، التقطت احداها بأطراف أصابعها واقتسمت منها جزءً صغيرا وضعته في فمها وحركت أسنانها فوقها بمهل ، رفعت عينها إليه فوجدته يميل ابتسامته بشكل أرعبها ، حتى فكرت أنها أكلت سُما محشوا في الخبز ، هدم أفكارها إذ قال : إذا ؟ كيف وجدته ؟.
وضعت ما بيدها على الطاولة ، وأجبرت عينيها أن ترتقي إلى مستوى عينيه : أعذر صراحتي ، لكن لا أتوقع أنك استدعيتني طوال الطريق إلى هنا كي تلبسني مثل هذه الأثواب ، أو تدعوني إلى الطعام .
تساءل مدعيا الحماقة : هل من خطب في الثوب ؟ لقد طلبته من أجود ما تصنعه المملكة من الثياب ؟.


يتبع .. يرجى عدم الرد .

white dream
27-02-2016, 09:52
حولت عينيها بعيدا في ضيق ودفعت بكرسيها إلى الخلف : اسمح لي بالعودة إلى غرفتي !.
أمسك معصمها قبل أن تترك الطاولة ، وجذبها معه نحو الشرفة : حسنا ، ما دمتِ ضيقة الخلق إلى هذا الحد سندخل في صلب الموضوع .
أشار برأسه ، وضاعت نظراته في الأفق : أنظري أمامك .
تجولت نظرات كاندل في المحيط ، كان الجفاف يغلب على المشهد وبدل كل تلك الأشجار والنباتات الغريبة التي رأتها في مملكة الغابة ، تكدست هنا أكوام من الصخور والحجارة ، ترى بيوتا متناثرة هنا وهناك ، وبعض السكان الذين لم تستطع تمييز أشكالهم تماما بسبب بعد القصر وانزوائه في طرف الجبل ، قال مشتتا تفكيرها : مملكة الجبل كما ترين غنية بالمعادن التي تمنحنا الأفضلية في صنع الأسلحة ، لكن يعزونا الماء الكافي لإصلاح الأرض للزراعة ، وأنتِ كما سمعت استطعت تحريك العجلة في قصر الغابة .
لم تفهم كاندل ما يريد الإشارة إليه ، فهزت رأسها : وما المطلوب مني تحديدا ؟.
ــ : أليس هذا واضحا ؟ ما دمت حركت العجلة فأنتِ على اطلاع بهندستها وألية عملها ، لذلك سيتوجب عليك التعاون مع مهندسي المملكة لصنع واحدة أخرى هنا .
لسبب ما لم تصدق كاندل ما يقوله ، نظرت نحوه بشك قائلة : أخشى أني لا أستطيع فعل شيء من أجلك ، فأنا لا أعرف شيئا عن عملها أو تصميمها ، وكل ما فعلته هو تحريكها بطريقة بالطبع أنت تدرك أني لن أخبرك بها تحت أي ظرف .
همهم كيولي بشيء ما ، ثم استدار عائدا إلى الداخل : سنتحدث في هذا في وقت لاحق ، حتى ذلك الحين أرجو أن تستمتعي بإقامتك هنا .
استوقفته : لا يكون السجن ممتعا مهما بلغت فخامته .
استدار نحوها متظاهرا الدهشة في ملامح وجه : ومن يجرؤ على سجنك ؟ أنتِ حرة في فعل أي شيء والذهاب إلى أي مكان داخل مملكة الجبال ، وطبعا سأوفر لك حرسا يلازمونك كظلك لتوفير الأمان لك .

همهمت كاندل في نفسها " بل لضمان عدم هربي " لكنها فضلت ألا تضيف شيئا في هذا الحديث ، وغادرت إلى غرفتها حيث لازمتها طوال اليوم والأيام الأربعة التالية ، لم تكن تغادرها سوى لتلبية دعوة اللورد على الطعام ثلاث مرات في اليوم ، مرتدية في كل مرة حلية مختلفة عن الأولى ، وصارت الخادمة تضيف قطع كبيرة من المجوهرات والأحجار الثمينة ، كانت تعرف في قرارة نفسها أنه يفعل هذا لاستمالة ولائها له ، لكنها ظلت عاجزة عن معرفة السبب الحقيقي الذي يدفعه إلى ابقائها دون التفوه بكلمة حول الموضوع بعد تلك المرة على الشرفة .
ذات ليلة كانت مستلقية على سريرها وقد أطفأت كل الشموع في الغرفة مبقية على واحدة في أقصى ركن عنها ، فكرت لماذا لم يحاول كلاود تخليصها حتى الآن ؟ ألم يقطع عهودا غليظة على نفسه بألا يهدأ حتى يستعيدها ؟ إلى متى ستظل حبيسة هذا القصر ، الذي رغم جماله لا ترتاح فيه ؟ شعرت أن غرفتها الصغيرة والمكتظة بالأثاث في بيت الجدة أكثر سحرا منه ، وأن ثوبها القصير الذي اختاره لها جريني يوم مغادرتها أثمن من كل هذه المجوهرات التي تثقل جيدها .

تساءلت ماذا فعلت خالتها عندما ذهبت لغرفتها لإيقاظها فلم تجدها ، وأنها لم تعد للبيت منذ ثمانية أيام بلياليها ؟ هل بحثوا عنها ؟ هل وزعوا صورها واتصلوا بالشرطة لاختفائها ؟ هل أرسلوا إلى والدها يخبرونه في بلده البعيد عن الفاجعة أو الخبر المفرح ؟ أثقلتها الأفكار وآلمت رأسها ورأت مهربا لها في النوم ، لكنه هو أيضا نفر منها تاركا إياها تتقلب على جنبات السهاد حتى وقت متأخر من الليل ، استسلمت أخيرا ودفعت الغطاء تزيحه عنها ، وقررت أن تتجول في الممرات علها تجد منفذا لهواء نقي يزيح الثقل الذي أرهقها ، قبل أن تصل إلى الباب سمعت صوت خطوات في الممر تقترب بثبات ثم تمر من أمام الغرفة وتتجاوزها ، الصقت أذنها بالباب فاستطاعت سماعها تصعد أو تنزل الدرج ، تساءلت عن هوية سائر الليل ، فهذا الأمر لم يحدث في الأيام السابقة ، وحسب ما أخبرها به اللورد كيولي أن الجناح مخصص لها ولن يزعجها أحد فيه ، حتى أنه صرف الحرس ليمنحها حرية أكبر .

فتحت الباب وتلصصت خلاله فلم ترى أحدا ، جذبت فستانها ومشت على أطراف أصابعها وتوقفت عند الدرج تحيرت أين تذهب ، فاتخذت السبيل إلى أسفل ؛ سمعت حركة خافتة من احدى الغرف أكدت لها أنها في الطريق الصحيح ، فاقتربت بحرص نحو الغرفة المغلقة ، وصلت إلى أذنها أطراف محاورة استطاعت تميز صوت اللورد فيها أما الصوت الآخر فلم تعرف صاحبه ، قال صاحب الصوت الغامض : إلى متى تنوي استبقاءها هنا ؟.
فهمت كاندل أن الكلام يخصها ، فرد عليه كيولي بنبرة رزينة : ليس لوقت طويل ، لن تستغرق المفاوضات مع مملكة الصحراء سوى بضعة أيام أخرى ، ومع وعدي لهم بالحصول على الماء وتحويل مجرى نبع الغابة إلى أرضهم لن يستطيعوا رفض الحلف ، وقتها فقط سأضغط عليها لتطلعني على مفتاح العجلة ، فإجبارها أسهل من اجبار الأسرة المالكة إن بقى منهم أحد على قيد الحياة .

هرعت كاندل إلى غرفتها فقد عرفت ما تريد ويكفيها ما سمعت ، ركضت بسرعة واضعة كفها على فمها تكتم صيحة ساخطة تريد الانفجار من جوفها ، وألقت بنفسها على الأريكة قريبا من النافذة ، تمتمت بصوت خفيض : إنه يستعد للحرب بعد كل شيء ، لابد أنه على علم بأن جيش الملكة لم يستعد قوته بعد وأن النصر لابد وأن يكون حليفه ، يجب أن أجد طريقة لإخبارهم بالأمر ، لكن ما السبيل إلى ذلك ؟.
راحت تقطع الغرفة ذهابا وإيابا وتوقفت عندما سمعت خطوات تقترب منها ، سارعت تدس نفسها بين ملاءات السرير متظاهرة بالنوم ، فتح أحدهم الباب ونظر خلاله ، خافت أن تفتح عينيها فترى هويته ، ودار في نفسها أنها حتى وإن فعلت فلن تتبين ملامحه بسبب الظلام الذي بالكاد يكسره لهب الشمعة .
انسحب الزائر وأغلق الباب خلفه بهدوء ، فتحت عينيها وطرق عقلها سيل من الأفكار المرعبة ، أيكون سمعها ؟ هل اكتشف وجودها في الخارج ؟ لكن لو حصل ذلك ما كان ليكمل حديثه ، والسؤال الأهم من ذلك ، من هو الشخص الآخر معه ؟.
نفضت رأسها وتمتمت : اطردي هذه الأفكار من رأسك يا كاندل ، سيحمل الصباح اجابة لكل شيء !.

في موعدها المعتاد مع اللورد لم تشعر بشيء غريب في الأجواء ، منحها ذلك شعورا خافتا بالطمأنينة يزاحم كتل الخوف التي تعشعش في نفسها ، والتي حاولت اخفاءها بالتهام الطعام ، طرق الباب ودخلت خادمة خلاله تحمل صينية معدنية عليها كومة من الأوراق ، انحنت أمام سيدها ووضعتها على طرف الطاولة ، قلبها هو بفتور وفي لحظة التقطت كاندل بريقا غريبا في عينيه عندما انتقى واحدة من بينها ، رفعها أمام عينيها فرأت الشمع الأخضر الذي يغلق الرسالة ، ورسم الزهرة خماسية البتلات ، قال : رسالة من مملكة الغابة ، أتساءل عما تحتويه ؟ .
لم تظهر كاندل أي تعابير على وجهها لكن الشوق والفضول تصارع داخلها ، امسك سكينا صغيرة من جانب كومة الأوراق ، وشق به طرف الرسالة ، أخرج ورقة مطوية ومرت عيناه عليها بسرعة ، ثم أردف ساخرا : عذرا يبدو أن الرسالة موجهة لكِ .
انتشلت الورقة بلهفة ما أن قربها منها ، وفوجئت بالرسالة القصيرة التي بالكاد تتجاوز السطر الثالث ، مرت عيناها على الحروف وقرأتها بصمت : تحياتنا الطيبة لكِ ، أرجو أن تصلك الرسالة وأنت بصحة جيدة ، نحيطك علما أن الملكة استفاقت أخيرا بفعل الترياق وأن مملكة الغابة تشكر تضحيتك الثمينة ، أرجو أن تكوني تحضين بوقت طيب عند اللورد كيولي وأن الأرق الذي لازمك عندنا قد رحل دون رجعة .
أكرر تحياتي وامتناني .. كلاود .
طوت الرسالة كيفما كانت وابتعدت عن الطاولة ، طأطأت رأسها تغالب مشاعر مختلطة وسحابة ماطرة أطبقت على عينيها : أستأذنك !.

جذبت طرف ثوبها الأسود ومشت بهدوء حتى غرفتها ، أغلقت الباب وجلست على الأريكة فيما انسابت دمعة ساخنة على خدها ، مسحتها بضاهر أصابعها وتمتمت : لا تحزنِ يا كاندل ، لقد توقعت هذه النهاية منذ اللحظة الأولى ، كنتِ مجرد تضحية لاستعادة شخص حياته أهم منك .
استلقت على الأريكة وحدقت بالسقف ، لم تعد تريد شيئا سوى العودة إلى بيتها ، شعرت بالندم لأنها لحقت جريني ، وواست نفسها بكلمات قصيرة تذكرها أن بفضلها حلت أزمة الماء وأنقذت قرية الأقزام ، همست لنفسها تذكرها بالساعات السعيدة التي رافقت فيها نيرسس وثوب الاحتفال الجميل الذي لبسته ، والدقائق التي شاركت فيها الأمير الرقص ... .
انتفضت جالسة ورمشت عدة مرات ، بحثت عن الرسالة في جانبها وفضتها مرة أخرى ، مرت عيناها على السطور : الأرق الذي لازمك ؟ لم أخبر أحدا أن النوم تعسر علي هناك ، ثم إنه لم يكن أرقا حتى ، فكيف عرف به ؟.
قرأت التوقيع مرة أخرى باسم الأمير ، ودارت الشكوك في نفسها ، أمسكت رأسها بين يديها ، ثم فكت التسريحة المشدودة التي زادت من صداعها ، تركت شعرها حرا ينساب على كتفيها وأخذت تقطع الغرفة ذهابا وجيئة : ماذا تراه يقصد ؟ لماذا تصلني رسالته بعد خمسة أيام ؟ وبهذا البرود أيضا ؟.
وقفت أمام المرآة وذهبت عيناها بلا وعي إلى الطائر الكبير المنحوت فوق اطارها ، تذكرت السيد آرا وطيره ، ودار في نفسها خاطر تحركت شفاهها تنطقه : لب الرسالة ؟.

اتسعت عيناها فجأة وظهر شبح ابتسامة على وجهها ، كادت أن تصرخ لأنها فهمت القصد منها أخيرا ، لكن طرق الباب فأفسد بهجتها ، مسحت سريعا تلك البسمة وفركت عيناها بقوة ثم نطقت : أدخل .
دخلت خادمة تخبرها أن اللورد يطلبها ، فاستدارت لحظة تمسح دموعا وهمية ، وتبعتها من فورها مهملة لملمة شعرها أو أي شيء آخر ، دخلت إلى الغرفة التي اقتيدت إليها فوجدته جالسا على كرسي كبير مذهب الهيكل ، وابتسم عندما رآها بطريقة جعلت الرعب يدب في قلبها ، تقدمت تحت طلبه ، وأحنت رأسها نحو الأرض ، خاطبها بنبرة اختلطت فيها السخرية بالتشفي : هل توقعتِ شيئا آخر من الأمير ؟ أن يسارع إلى نجدتك مثلا ؟.
لم يتلقى ردا وسريعا سالت دموع كاندل على وجنتيها فأخفت وجهها بين كفيها وأجهشت في البكاء ، ترك اللورد عرشه وتقدم نحوها حيث أحاط كتفيها وجذبها قليلا إلى صدره ، لم تقاوم بل مالت معه بتلقائية ، أردف متصنعا الشفقة : لا تكوني حزينة هكذا ، أعدك ألا أسيء معاملتك وأن تجدي هنا وفاء يقابل جحودهم !.
دفعت نفسها بعيدا عنه واستدارت تكفكف دموعها : أتظنني سأصدق وعودا أخرى ؟ أريد فقط العودة إلى بيتي !.
ــ : إذا أخبريني بمفتاح العجلة المائية .
التفتت إليه بدهشة : أهذا فقط ما تبقيني لأجله ؟ .
أطرقت إلى الأرض ولم تنتظر رده بل تابعت حين رفعت عينيها مرة أخرى إليه : إن قابلوا جهودي بالجحود فلن أكون مثلهم ، لن أخبرك بها تحت أي ظرف فأرجو أن تقطع الأمل مني في هذا الأمر .
ــ : لماذا ما زلت تكنين لهم الولاء ؟ أنا أقف هنا وأعدك بمقابل سخي ، سأمنحك مكانة مرموقة في مملكتي ، لماذا لا تتعاونين معي ؟.
لم يتلقى ردا ، فاستشاط غضبا وأمسك كتفيها بقوة : أخبريني بالمفتاح أيتها الطفلة !.
ــ : أنتَ لا تختلف عنهم في شيء ، سترميني فور أن تحصل على ما تريد وتتخلى عني كما فعلوا ، لذلك افعل ما شئت لن أخبرك به .
دفعها بعيدا فتعثرت في ثوبها ووقعت ، قال : لن تخرجي من القصر على قيد الحياة قبل أن تخبريني بها .

ثم خرج تاركا إياها على الأرض ، تعتصر قلبها بين يديها تحاول تهدئة اضطرابه ، عادت إلى غرفتها ولازمتها حتى الليل ، جاءت الخادمة في موعدها فأضاءت الشموع وغادرت ، مر الوقت طويلا ثقيلا على كاندل ، وقفت طويلا أمام النافذة تراقب الظلام يسدل عتمته على المملكة ، ولما أعياها الانتظار ألقت بنفسها على السرير تراقب السقف ، لم تشعر بالنعاس الذي غلبها فجأة وغفت على حين غرة .
استفاقت فجأة على صوت تكتكة قادم من مكان ما ، تحرك بؤبؤاها نحو مصدر الصوت تلقائيا وهبت راكضة نحو النافذة ، كان هناك طائر صغير ينقر الزجاج وفي ساقه ربطت ورقة بخيط أخضر ، فتحت الجزء الصغير من النافذة وأخرجت يدها تسحب الرسالة ، مرت عليها بعينيها ثم ضحكت ، شقتها إلى نصفين وأعادت ربطها بالطائر الذي ابتعد من فوره ، جلست على الأريكة بضع ثوان ، ثم لم تملك صبرا فراحت تقطع الأرض أمام النافذة ذهابا وإيابا ، فجأة سمعت طرقا خفيضا على باب الغرفة ركضت إلى هناك وفتحته ، دخل من خلفه حارس يلبس البذلة المعدنية القاتمة وخوذة أعلاها ريشة سوداء ، رجعت بضع خطوات إلى الخلف فرفع الخوذة كاشفا عن عينيه الزرقاء ، شقت ابتسامة واسعة مكانا لها على شفتيه وهمس :مرحبا .. لقد اشتقنا لكِ .

كتمت ضحكة كادت أن تنفجر من داخلها واضعة يديها على فمها ، أرادت أن تحييه فلم تعرف سبيلا إلى ذلك ، رأى حيرتها فاقترب منها وضمها إليه بخفة ، كانت حركة لم تتوقعها فتصنت وتوردت وجنتاها ، استعجلها : يفضل أن ننهي إقامتك هنا في أسرع وقت .
هزت رأسها موافقة وتبعته خروجا من الغرفة ، همست : كيف عرفتم مكاني ؟ .
استدار إليها لحظة ثم عاد ينظر إلى الأمام : ماذا تضنيننا نفعل منذ خمسة أيام ؟ لقد كنا نتجسس على القصر لنعرف أين تم وضعك .
نفحة فرح غمرتها تلك اللحظة لكنها فضلت السيطرة على مشاعرها حتى تخرج من هذا السجن الجبلي ، قادها في الطريق الذي آتى منها ونزلوا مجموعة طويلة من الدرج ، فجأة دفعها نحو ممر جانبي وأنزل خوذته على وجهه ، مر حارسان فأظهر لهما التحية المتعارف عليها ، ولما مضيا في سبيلهما أشار لها ؛ كي يتابعا .
فجأة وصلت إلى أذنيهم ضجة وأصوات صاخبة ، ميزت كاندل بينها صوت اللورد كيولي ، تمتم كلاود بسخط : تبا ، لقد كشفنا قبل الوقت المحدد !.
لم ترد التفكير في احتمالية القبض عليهم مرة أخرى فهمست : ماذا سنفعل ؟.
ــ : سنركض !.
قالها وأطلقا ساقيهما إلى الريح نازلين سلالما وقاطعين ممرات ، توقفا فجأة عندما شاهدا أضواء وظلالا تتحرك ، دفع حروفا ساخطة من بين أسنانه : سُحقا ، لقد حُوصرنا .
دفعها إلى الممر وأردف : توجهي إلى البوابة ، سأعطلهم عنك بضع دقائق .
ــ : مستحيل ، لن أذهب دونك ، سوف يمسكون بك .
سحب سيفه من غمده وأنزل خوذته : أنتِ تبخسينني حقي ! لن يكون لهم فرصة أمامي ، اخرجي من القصر وستلاقيك المساعدة في الخارج .
ــ : لكن ..!.
دفعها بخفة من ظهرها وأردف : سألحق بك .



يتبع .. يرجى عدم الرد

white dream
27-02-2016, 09:53
هزت رأسها موافقة وركضت خلال الممر المظلم إلا من المشاعل القليلة المتناثرة فيه ، سمعت تصادم السيوف لكنها خافت أن تنظر إلى الخلف ، ركضت طويلا في متاهة الممرات وكلما كانت تقترب من البوابة تقابلها مجموعة من الحرس تجعلها تغير طريقها ، فقدت كلاود ولم ترد التفكير في احتمالية كونهم قبضوا عليه ، توقفت بضع مرات لكنها ظلت تعاود الركض ، امتلأت عيناها بالدموع وسالت على وجنتيها ، لماذا بعد أن كانت الحرية على بعد رمية حجر غاصت في وحول جديدة حتى عنقها ؟ .
هزت رأسها وركضت تقطع الممر ، كان في نهايته زاوية ينزل منها درج الخدم وفي أسفله شرفة ستخرج منها فليست شديدة العلو ، فجأة توقفت وهي ترى ضوء المشاعل يقترب وخطوات تركض باتجاهها ، تشوش عقلها فشلت حركتها ، وانهمار الدموع شوش رؤيتها ، ليس في الممر مخبأ فأين تذهب ؟ جذب أحدهم ذراعها من الخلف نحو الشرفة وقبل أن تصرخ وضع يده على فمها وهمس : اهدئي !.
هزت رأسها بإيجاب ، لكنه لم يبعد يده عنها حتى مر حشد الجنود وتفرقوا في الممرات القريبة ، همس : أين ذهبتِ ؟ ألم أطلب منك أن تخرجي ؟.
أجابته وهي تغالب دموعها : الحرس على كل البوابات ، لم أجد منفذا ، لقد أطبق علينا كيولي .
ابتسم ولمعت عيناه بانتصار : لا لم يفعل ، هيا سنذهب إلى أعلى القصر .
هلعت : نذهب إلى أين ؟.
ــ : لا تسألي فقط اركضي .

قالها وجذب معصمها يجبرها على مجاراته ، لم تدر كاندل كم من الدقائق جريا ولم تشعر بالمسافة التي قطعاها ، لاقاهم بعض الحرس الذين أطاح بهم كلاود بمهارة ، وأخيرا دفع باب شرفة تبعد عن الأرض مسافة سحيقة ، رأت كاندل البيوت المضاءة بالنار كنقاط صغيرة في الأسفل ، أطلق كلاود صفيرا اخترق ثنايا الليل ، وخلال لحظة أو اثنتين سمعت صوتا حادا قادم من مكان ما ، فجأة ظهر طائر السيد آرا ، فقفز كلاود على حاجز الشرفة ، ثم إلى ظهر الطائر الذي مر قريبا منه ، طار في شكل دائرة ثم عاد إلى الشرفة ، مد يده إليها واستعجلها : اقفزي !.
صرخت : مستحيل !.
ــ : سأمسكك ثقي بي .

لماذا لا تفعل ؟ إنها تفضل السقوط والموت على أن تمضي يوما أخر في الحجز ، دفعت نفسها لتقف فوق الحاجز ، هبت الريح فطيرت شعرها وفستانها ، ارتجفت وألقت خطأ نظرة إلى الأسفل فكادت أن تسقط لولا أن تمسكت بالجدار ، لن يمكنها التراجع الآن ، لن تفعل ! أغمضت عينيها ودفعت بنفسها في الهواء متزامنا ذلك مع صرخة ، في اللحظة التي أمسك كلاود معصمها دخل الجنود الشرفة وتزاحموا فيها ، دفعهم اللورد من أمامه واخترق الحشد ليقبض على الحاجز الحجري بيديه ، صاح : اسقطوهم !.
وخلال لحظة بدأت السهام تنطلق في الهواء ، الظلام حجب رؤيتها ، وفزع الطائر فراح يتمايل بجنون ، صرخت كاندل حينما انزلقت يدها وبالكاد صار كلاود يمسك بأصابعها ، جذبها بكل قوته إلى الأعلى فمال الطائر إلى الجهة المعاكسة مما ساعد في رد توازنهم ، استطاع أخيرا رفعها وقبل أن تستقر تماما على ظهر الطائر أصابت إحدى السهام كتفه فأفلتت منه صرخة عالية ، غير أنه تشبث بكاندل فلم يفلتها ، سالت دماؤه على طول ذراعه وانسابت فوق ذراعها هي الأخرى ، علم أنه لن يصمد طويلا على هذا الحال ، فضاعف قوته لسحبها ، نجح في جعلها تستقر فوق ظهر الطائر ، الذي لكزه برجله فزاد من سرعة تحليقه خارجا من مجال السهام ، أخر ما وصلهم هو صراخ كيولي الغاضب وكومة من الشتائم التي حلقت خلفهم وضاعت في الظلام .

تأوه كلاود بألم وأمسك كتفه كان السهم قد أصابه بعمق حتى خرج طرفه الآخر من الأمام ، هلعت كاندل لرؤيته ، ولم تعرف ماذا تفعل ، مزق جزء من كمه وتلمس رأس السهم ، قال يغالب ألمه : اكسريه ثم اسحبيه من الأمام !.
صاحت به : مستحيل .. لا أستطيع .
ــ : افعلي ذلك .
حشر قطعة القماش بين أسنانه وعض عليها ، أغمض عينيه يعطيها الإشارة ، لم تدرِ كاندل أي قوة أتتها تلك اللحظة جعلتها تمسك ذيل السهم وتكسره ، أطلق كلاود صرخة عالية كادت أن تقطع حباله الصوتية ، ارتجفت أصابع كاندل لكنها لم تمهله وقتا طويلا فالألم القوي يخدر الشعور ، سحبت السهم فخرج ملطخا بدمائه ، لم تحتمل امساكه بين أصابعها فألقته نحو الأرض ، أسرعت تمزق طرف فستانها وتضغط به على الجرح متمتمه بعبارات اعتذار كثيرة .
بعد لحظات قصيرة توقف الألم الحاد وحل محله وخز أقل شدة ، سحب كلاود القماشة من بين أسنانه وأطلق زفيرا قويا ، تساءلت بقلق : أأنت بخير ؟.
جاهد شفتيه لتصنع ابتسامة : أجل ، شكرا لك .
صرخت : لا تشكرني ، أنا السبب فيما أصابك .
ــ : لا تكوني سخيفة ، نحن السبب في وجودك هناك من الأساس .

لم يتلقى ردا وتشاغلت كاندل بتجفيف دموعها ، بعد فترة قصيرة من التحليق ، مال الطائر برأسه إلى الأسفل وراح ينخفض في تحليقه ، حتى استقر على الأرض ، أمسك كلاود بيد كاندل وساعدها على النزول ثم قفز هو برشاقة من مكانه مستقرا بجانبها ، قالت كاندل بدهشة : يجب أن أعترف أني تفاجأت بقوتك ، لم يستطع أي من الجنود الوقوف أمامك .
نزع الخوذة من على رأسه وألقاها بعيدا : لقد تلقيت تدريبا عسكريا منذ صغري ، وكنتُ قائدا للجيش في الحرب الأخيرة ، لن يستطيع هؤلاء الضعفاء مجابهتي ، هيا بنا البقية ينتظروننا على مسافة قريبة من هنا .
قادها في المسير خروجا من حدود مملكة الجبال ، وخلال مشيهم الصامت طأطأت كاندل رأسها إلى الأرض وقالت : أشكرك !.
تلفت إليها متعجبا : هاه ؟ تشكرينني على ماذا ؟ .
ــ : لأنك أتيت لتخليصي !.
اتسعت عيناه دهشة : هل ظننتِ أننا سنتخلى عنك ؟ كل ما قمنا به هو محاولة فاشلة لرد جميلك ، لقد أنقذتني شخصيا لأنك حللتِ أزمة الماء ، وأنقذتِ أمي من موت محقق ، كنتُ أراها تموت ببطء أمام عيني ولا أملك حيلة أدفع بها هذه النهاية ، لولا ذلك الترياق ما كانت لتعود لنا مجددا ! نحن من يتوجب علينا شكرك .

صمتت كاندل ولم تجد ما ترد به ، لقد تسللت لها فكرة أنهم تخلوا عنها بالفعل ، وقبل تلك الرسالة كادت أن تقطع الرجاء منهم ، لكن حتى بعد أن علمت أنهم قادمون لأجلها لم يدر بذهنها قط أن كلاود سيحضر بنفسه ، ظنت حتى اللحظة الأخيرة أنه سيكلف أحد جنوده بالمهمة ولم تصدق عينيها وهي تراه على باب غرفتها !.
قطعت أفكارها على صوته إذ أشار إلى قبس من النار يقوم بين الصخور والأشجار المتشابكة ، ورأت شيئا مألوفا في الظلام ، لما اقتربوا مسافة مناسبة تبينت هيئة السلة التي أتت بها المرة الماضية ، ولم تتوقع أن تشعر بالسعادة لرؤيتها كما تشعر بها الآن ، اختصرت المسافة الباقية في خطوات واسعة ووقف الظل الجالس قرب النار ، اتسعت عيناها دهشة وهرعت تتعلق برقبته : أوه جريني لقد اشتقت لك ، لم أتوقع أن تأتي لنجدتي .
ربت على ظهرها وقال مبتهجا : نحن شعب الأقزام لا نخلف عهودنا .
ابتعدت عنه بهدوء فرمقها من أعلى رأسها حتى حذائها ، وأردف : أوه يروقني ذوق اللورد كيولي في الثياب ، لقد فعل خيرا بالباسك هذا الفستان !.
ــ : ذوق الأقزام مريع !.
قالها كلاود ووضع يده خلفها يقودها نحو السلة : هل تخططون لإمضاء الليلة هنا ؟ .

ما أن حطوا في ساحة القصر ، حتى هرعت نيرسس التي كانت تراقب السماء من احدى الشرفات إلى الخروج ، تزامن وصولهم مع أول اشراقة للشمس ، وشعرت كاندل بسعادة غامرة وهي تعود إلى الأرض الخضراء التي تعبق بعطور زكية ، تلقتها الأميرة بعناق حار ، لم تفلتها منه سوى عندما وقعت نظراتها على أخيها الملطخ بالدماء ، ركضت نحوه وقبل أن تصرخ عاجلها القول : جرح بسيط ، لا تهلعي !.
سبقتهم إلى الداخل حيث استدعت الطبيب ، وما أن دخلت كاندل البوابة خلف كلاود حتى قابلتها سيدة تتألق في ثوب ذهبي طويل مليء بالزخارف والأحجار الكريمة ، اتسعت عيناها تتأمل جمالها الذي تضاعف مرات عديدة بعد أن استيقظت ، استفاقت فجأة عندما اقتربت الملكة منها ، فانحنت على عجل كما فعلت أمام سريرها ، أوقفتها الملكة إذ أمسكت بكتفيها تمنعها من النزول ، وقالت : مرحبا بك بيننا مرة أخرى !.
ابتسمت كاندل ، وحاولت استحضار الجرأة لترفع عينيها : سعيدة برؤيتك يا سيدتي .
قالت السيدة إستيريا : دعينا الآن نهتم بجروحكم وسيكون لنا وقت طويل نقضيه في الحديث ، لقد علمت ما فعلت من أجلي وأجل المملكة ، وأنا اتوجه لك بالشكر والعرفان .

كذلك مضى اليوم على كاندل التي لم تطق صبرا لتذهب إلى غرفتها فتخلع ثوب كيولي وتستبدله بآخر يحمل سحر مملكة الغابة ، لحقتها نيرسس سريعا وطالبتها بأن تقص عليها كل ما حصل معها في القصر الجبلي ، وطال الحديث بينهما ساعات طويلة ، تبادلتا فيها أدق التفاصيل ؛ صباح اليوم التالي استيقظت كاندل على صوت الخادمة ، لم تذكر متى أو كيف نامت ، لكنها شعرت بسعادة غريبة لرؤيتها السقف المزخرف والإطلالة الخضراء التي تبدو من خلال النافذة .
وقفت وقتا طويلا في الشرفة ، وغرقت تفكر في شيء ما ، انتشلتها نيرسس من شرودها تبث إليها نبأ حفل المساء ، تعجبت كاندل : حفل ؟ هل من مناسبة خاصة ؟.
تعلقت نيرسس بذراعها وألقت عليها بثقلها : هل هناك مناسبة أكثر سعادة من عودتك سالمة واستفاقت أمي ؟.
ــ : ظننت أنكم احتفلتم برجوع الملكة منذ أيام .
أمسكتها من كفيها ودارت معها : لا ، فضلنا تأجيل ذلك حتى عودتك .
فجأة تذكرت كاندل شيئا مهما وسألت : أين كلاود ؟.
ــ : إنه مع عمي آرا في ساحة القصر الداخلية ، هل من خطب ؟.
هزت كاندل رأسها نفيا وركضت تغادر الغرفة : يجب أن أطلعه على أمر ما .



يتبع .. يرجى عدم الرد

white dream
27-02-2016, 09:55
.
.
خرجت إلى الساحة فرأته يخوض مبارزة حامية مع عمه ، احتارت هل تقطع عليهما اللعبة أم تنتظر نهايتها ، لمحها كلاود تقف فوق الدرج ففقد تركيزه للحظة استغلها السيد آرا فجعل سيفه يطير من يديه وينغرس في الأرض على بعد أمتار منه : لقد خسرت .
ضحك كلاود وأشار إليها بإيماءة من رأسه : هي السبب !.
استدار مرافقه وحاصرتها أربعة عيون فشعرت بالإحراج ، لكن ما أتت لتقوله أهم من حالتها النفسية ، تقدمت ببطء نحوهما حيث انتزع كلاود سيفه من الأرض وأعاد دفنه في غمده : صباح الخير ، أرجو أن تكوني قد حظيت بليلة طيبة .
انحنت أمامهما وأجابت أن نعم ، ثم أردفت : كيف تبارز بهذه الحرارة وأنت مصاب ؟.
أمسك كلاود بكتفه ورفعه ذراعه قليلا : لا أعتمد على يدي اليسرى كثيرا ، ثم أنا بخير لقد تلقيت علاجا ممتازا .
هزت رأسها بفهم ، وتابعت : الواقع لدي ما أخبركم به .
تقدم السيد آرا باهتمام أكبر فاستطردت : خلال وجودي في قصر اللورد سمعته عرضيا يتحدث مع شخص ما ، ويخبره عن حلف يجمعه مع مملكة الصحراء ، لدعمه في حرب وشيكة عليكم .
تمتم السيد آرا وهو يدس سيفه في غمده : لن يحصل على ولائهم بهذه السهولة .
ــ : قال إنه وعدهم بتحويل مجرى الماء من الغابة نحو مملكتهم إن هم ساعدوه ليفرض سلطته هنا .
أمسك السيد أرا بذقنه وأطرق يفكر بضع لحظات : بوضع هذا في الحسبان ، فإن مملكة الصحراء يغزوها الجفاف منذ سنوات طويلة ، توفر الماء هو عرض لا يمكن رده بالفعل .
أطلق صفيرا عاليا ، وخلال ثانيتين ظهر طائره من الأفق وهبط أمامه ، قفز على ظهره وقال : من الأفضل أن نفعل شيئا سريعا بخصوص هذا الأمر .
لم ينتظر ردهم وحلق مختفيا عن الأنظار ، طأطأت كاندل رأسها تتجنب نظرات كلاود إليها ، قال : ما زلت تقدمين لنا الخدمات حتى وأنتِ في الأسر !.

ابتسمت ورافقته إلى الداخل ؛ كان للملكة حصة طويلة من الحديث معها ، تجاذبتا أطراف الحوار حول كل ما حدث وقصت على مسامعها كيف التقت بجدتها ، وكم هي حزينة لفقدانها ، وأخيرا عرضت على كاندل : أعرف أن ما أقوله شيء غير معقول ، لكن ما رأيك بالبقاء معنا هنا ؟.
ابتسمت بحرج وأجابت : شكرا لعرضك الكريم ، لكن أخشى أني لا أستطيع القبول ، هناك مشاعر خاصة تجعلني أرغب بالعودة إلى بيتي ، وجزء من قلبي مازال قابعا هناك .
هزت الملكة رأسها بفهم وأردفت : إن المرء مهما ابتعد عن بيته فسيعود له في يوم من الأيام مدفوعا بالحنين والشوق إلى المكان الذي ولد وعاش فيه .

مضى النهار سريعا ، ووجدت كاندل نفسها وسط حفل كبير ، تجمع فيه الشعب من كل مملكة الغابة ، ارتفعت الموسيقى وتعالى الصخب ، جلست بهدوء تراقب الراقصين وتنسجم بين حين وآخر في حديث مع أحدهم ، رأت جريني يسحب ميرنا قسرا إلى منتصف الساحة ، ويراقصها بطريقة سيئة كسوء ذوقه في الثياب ، لم تصدق هي توقف الموسيقى حتى هربت منه ، ضحكت كاندل ملء رئتيها ؛ امتدت أمامها يد أحدهم تخترق مجال بصرها ، رفعت عينيها إلى الواقف أمامها وإذا به كلاود يقف وقد مال قليلا نحوها واضعا يده خلف ظهره يدعوها إلى مشاركته : هل تسمحين ؟.
ابتسمت : ألا تذكر أني لا أجيد الرقص ؟.
ــ : أبليت حسنا في المرة الماضية .
قبلت عرضه وسلمته أصابعها : إن كنت ترغب بخوض تجربة مريعة فحسنا ، من أنا لأمنعك !.

ضحك لسخريتها ، وأحاط خصرها بيده ، ولقرب المسافة بينهما خفضت عينيها إلى الأرض ، لم يكن هناك زهرة على صدره هذه المرة ، فهو أخيرا نزع درعه المعدني واستبدله بقميص حريري أزرق ، وبنطال أسود يدخل في حذائه ذي العنق الطويل ، قالت تكسر جمود الصمت : أتساءل ماذا حل بكيولي وحلفه ؟.
همهم كلاود ثم أجابها : لقد تشاور عمي مع أمي حول تحويل جزء من مجرى النبع إلى مملكة الصحراء ، لن يحصلوا على قدر هائل من الماء ، لكن ذلك سيقيم حلفا بيننا ، ولن يكون لكيولي فرصة لاستمالتهم بعد الآن فكما يقال : إن الحرب خدعة .
ــ : أتخيل أنه سيموت غيضا !.
أجابها بالموافقة وانسجمت كاندل مع حركاته البطيئة طوال الرقة ، انحنى لها قليلا في نهايتها وأمسك أصابعها خروجا من الساحة ، قال : أبليت حسنا !.
ــ : أنا أتعلم بسرعة .
ــ : سنقيم حفلا في كل أسبوع حتى تتعلمي كل الرقصات .
طأطأت رأسها أرضا وابتسمت : أخشى أن هذا هو يومي الأخر هنا ، سأعود إلى بيتنا صباح الغد .
اتسعت عينا الأمير دهشة وتساءل : ما سبب هذا القرار السريع ؟.
رفعت كتفيها بقلة حيلة : لقد غبت عن بيتنا طويلا ، ولا أدري ماذا حل بهم ، ولا قدر القلق الذي سببته لهم .
صمت كلاود ، فليس لديه حجة أمام كلامها ، هي على حق ، وليس من العدل اجبارها على البقاء وقتا أطول ، لذلك ابتسم وأردف : عديني أنك ستعودين للزيارة .
شقت ضحكة صغيرة الهواء بينهما : مادامت جرعات التقليص متوفرة فسأفعل بالتأكيد .

عند انتصاف اليوم التالي ، كانت كاندل قد وصلت إلى قرية ورقة البرسيم يرافقها كلاود ونيرسس ، قادهم جريني حتى المدخل الفاصل بين عالمهم وعالم البشر ، عانقتها نيرسس بقوة زمنا طويلا ، وبكت بحرارة على كتفها ، قلبها لم يرد لها الرحيل ، لكنها لا تستطيع اجبارها على التخلي عن عائلتها ، ابتعدت عنها ببطء وابتسمت من بين دموعها : سأشتاق لك ، وسأعثر على طريقة نتبادل بها الرسائل كما كنا نفعل مع السيدة روز .
بادلتها كاندل المشاعر ، وتقدمت نحو كلاود الذي لم يمهلها وقتا لمصافحة أو انحناء فضمها إليه وأحكم ضمته ، أجبرت نفسها أن تكون جريئة للمرة الأخيرة فرفعت يديها ، ابتسم لما شعر بأصابعها بالكاد تلمس ظهره ، وابتعد عنها مسافة قصيرة إذ طبع قبلة على خدها جعلتها تحمر خجلا كأن كل دماء جسمها قد جمعت في وجهها .
أطلق ضحكة قصيرة وقال : لا تنسي وعدك !.

هزت رأسها مجيبة وحيتهم للمرة الأخيرة قبل أن تدخل مع جريني إلى النفق ، أزاح الحجر فخرجوا إلى الغابة على الطرف الأخر ، وهناك عانقها بدوره ، وتبادلا بعض كلمات الوداع ، قبل أن يلقي عليها حفنة من مسحوق أحمر كبريتي ، دارت الأرض في عيني كاندل ووقعت مغشيا عليها .
لما استفاقت هبت جالسة فوجدت نفسها على حافة النهر ، نظرت يمينا وشمالا فلم تجد أحدا في الجوار ، والحجر قد عاد إلى مكانه ، وضعت يدها عليه وهمست : وداعا !.
استدارت وأطلقت ساقيها للريح وجذبت طرف فستانها الأسود القصير عندما خاضت في النهر ، ركضت حتى لاح لها بيت الجدة ، ولم تملك صبرا لتقابل خالتها التي تكرهها ، هرعت إلى داخل البيت ، لكنها لم تجد أحدا فيه ، وقبل أن تذهب بها الأفكار بعيدا ، سمعت ضجة قادمة من الخارج ، دفعت الباب فوجدت خالتها قادمة بيدها سلة الثياب ، ركضت نحوها وعانقتها حتى كادت أن تقطع أنفاسها ، صاحت : اشتقت لكِ ، ولا تسألي عن السبب .
بادلتها خالتها الحضن بشغف أقل ، وقالت : ظننت أنك عدتي إلى المدينة دون اخباري ، كان عليك ترك رسالة على الأقل !.
ــ : أجل ، لكن شعرت بالذنب والوحدة هناك فعدت .
ربتت على رأسها وأردفت : والدك قادم الليلة ، بدلي هذا الثوب القبيح قبل أن يراك أحد فيه ، لا بد أنه من اختيار عمتك .

ضحكت كاندل وسارعت إلى غرفتها حيث وجدتها تماما كما تركتها ، ورأت ملابس نومها مطوية على السرير ، ألقت نفسها عليه وضحكت ، عندما رفعت رأسها وقعت عيناها على صندوق الموسيقى ، فهبت والتقطته فضغطت على الزر الناتئ فيه ، ليصدح منه اللحن الجميل ، انصتت إليه طويلا ولما توقف ، فكت القلادة التي تحيط جيدها ووضعتها داخله .
في المساء اجتمعوا ثلاثتهم حول مائدة العشاء ، ودار بينهم حديث طويل لم تلمح فيه الخالة عن اختفاء كاندل ، وذهابها وحيدة إلى المدينة ، حيث ألفت كاندل قصة قصيرة حول ذهابها إلى بيت عمتها وبقائها هناك لأنها كرهت الغابة ، فجأة سألت : أبي ؟ ماذا سيحل بمنزل جدتي ؟.
أجابها بعد تفكير قصير : لا أدري ، لم أفكر في الأمر بعد .
ــ : ما رأيك أن تمنحني ملكيته ؟ ..
تفاجأ السيدان بما سمعا ، وقلب والدها الأمر سريعا في رأسه ، البيت لا يساوي مبلغا كبيرا ، فهو صغير ومدفون وسط الغابة ، وليس في بيعه قيمة تذكر ، لكنه إرث جميل ويحمل ذكريات طيبة ، أجابها أخيرا : سأمنحك ملكيته عندما تبلغين الثامنة عشرة .
هزت رأسها موافقة ، وطبعت قبلة على خده : شكرا لك .

عادت إلى غرفتها في وقت متأخر من الليل ، تأملت السقف طويلا واسترجعت تفاصيل المغامرة التي خاضتها ، تمتمت : في المرة القادمة التي يدعوني فيها قزم كي ألحق به ، سأسبقه في المسير !.
تلمست صندوق الموسيقى فشغلته ، وغفت متعلقة بلحنه .



- تمت -

آراكي ميوكو
27-02-2016, 09:59
حجز :لعق:

~پورنيما~
27-02-2016, 16:20
ثاني حجز :لعق:^^

شجون الذكريات ~
27-02-2016, 17:48
صندوق آخر هنا :ضحكة:
حجز ~

Z ! K O O
28-02-2016, 19:04
كلو من الصيانة البايخة..عائدون قريبا بإذن الله مجرمتي..:تدخين:

عدت بعد قرون غبر بها مقعدي بالتأكيد..اعتذر كوبتي التوأم لكنني لم اتفرغ لقراءتها إلا قبل أمس وتعلمين انت الأسباب..:بكاء::ميت:
دعينا من مقدمتي الهرائية والحديث عن التأخر لنأت لرائعتك الخنفوشارية هذه..:قلوباااااات::أوو:
ذكرت لك مسبقا أنها ذكرتني بأليس ببلاد العجائب صح..؟ لكن دعيني اقول لك انني فوجئت بخيالك الواسع اذهلتني حقا تبارك الرحمن..:قلوبااااااات::أوو:
بطريقة ما تشبه حكاية بوسيت لو تعرفينها..:هارت آيز:
لكن الحبكة مختلفة جدا فبوسيت واليس في واد وكاندل بواد آخر..:هارت آيز:
فعلا فعلا خيالك رااااااااااائع راااااااائع للغاية مدهش جدا تبارك الرحمن..:بكاء:
احببت كلاود وبطريقة ما لا استطيع تخيله يرتدي زيا آخر غير زي كحلي كأزياء النبلاء او مثل كافي كون من انمي الحلويات المريع لكن لا تقلقي فكافي كون كان وسيما انيقا..:الفخور:
اعجبني كلاود جدا جدا بينما لم اعجب بشخصية اخرى سواه لكن لا ازال اطري على القصة بكاملها وعالم الاقزام الدمييييل..:أوو:
تخيلك لعالم كامل وحتى قصة كاندل في البيت والعجلة وصندوق الموسيقى وكل نتفة وحيدة من قطع القصة تبارك الله آسرة..:أوو:
احببتها جدا فهي تترك في النفس ذلك الشعور اللطيف بالطفولة والبراءة فخيالها طفولي رقيق راقني للغاية خاصة نهايتها السعيدة..:أوو:
من زمانات جدي ما شفت ولا قريت حاجة بنهاية سعيدة طفولية كدا..:بكاء:
اما الاسلوب فكان كعادتك..جميل وسلس وبسيط وانتقائك للكلمات والتراكيب انيق جدا وحوارتك مخبوصة بشكل رائع ولا اخفيك انني لوهلة شعرت بانني اغبطك واغار قليلا تبارك الله ما شاء الله عليكي ربي يزيدك من فضله..:أوو:
الكثييييير جدا من العبارات لاقت استحساني ناهيك عن الاسلوب بالكلية والسرد الجميل المترابط واحب ان اشيد بنقطة قوة لديك اذهلتني تبارك الله وهي قوة وتماسك نصك بشكل خرافي فترابطه عجيييب جدا لدرجة انه لم يسمح لعقلي ان يخرج خارج اطار انسيابه بل كنت ارافقه دون ان التفت يمينا او يسارا..:هارت آيز::قلوباااات::أوو:
احييك على هذا ي بطلة..::سعادة::



طيب اسمعي..الشيء الوحيد الذي انتقصته في القصة كان المشاعر..اعني لم تكن هناك عاطفة تلامس الوجدان او تهز الخافق بل تشويق ومتعة وتسلية فحسب..:مندهش:
لا تأخذيها بحساسية لكن اجد ان العاطفة بالنسبة لي على الاقل اهم مقومات الرواية او القصة..
لكن ربما لو اعدت النظر وصنفتها كقصة اطفال فربما استبعد قليلا جدا اهمية العاطفة بها وهي فعلا تبدو طفولية لي وانا اقول ذلك كإطراء لا انتقاص..:أوو:
لذا ان كنت ترينها طفولية فتجاهلي تعليقي هذا اما لم تريديها طفولية فخذيه بعين الاعتبار..:نوم:


فقط اعتقد انني انتهيت واعود لأقول انها كانت بغاية اللطف..:أوو:
شكرا لإمتاعي بها كوبتي..:قلوباااااات:
بحفظ الرحمن..

Asaiamo
29-02-2016, 00:18
رائعة وايتو تشان
ولطيفة هي أسماء الجميع
ووسائلهم في كل شيء لديهم لطيفة
احببت الاقزام وبصراحة كنت ساكتب عنهم
لكن فبراير انتهى وان لم انهي قصتي
وعوضني الله بقصتك اللطيفة
اشكرك عليها كثيراً

white dream
04-03-2016, 14:43
رائعة وايتو تشان
ولطيفة هي أسماء الجميع
ووسائلهم في كل شيء لديهم لطيفة
احببت الاقزام وبصراحة كنت ساكتب عنهم
لكن فبراير انتهى وان لم انهي قصتي
وعوضني الله بقصتك اللطيفة
اشكرك عليها كثيراً

أوه .. آساي ، شكرا لمرورك الجميل ، أسعدني تواجدك وأسعدني أنها راقت لك :أوو:


+

في انتظار أولائك الذين حجزوا فوق :غول:

لّمياء ●
19-03-2016, 12:46
سأعوُد بإذن الله :رامبو:

Śummєя
26-03-2016, 19:38
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اييييه معذرة على التأخر وايتوووش .. غومين غاليتي :"( ..
اذن كيف الحال ؟ :أوو: .. يا رب في خير وصحة وعافية <3

وااااااااه مااااا شااااء الله تبارك الرحمن وايتوشة ما كل هذا الجمال هذا :e106:
ارفع لك القبعة غاليتي وانا ارى كمية الخياااال الواااسع والمبدع الذي هنا :الكثييير من القووووبات:
تبدو لي كقصص ما قبل النوم اللذيذة والمنعشة التي تسحبك وتطلق لاحلامك العنان :أوو:
الفكرة العامة للقصة باكملها مناسبة جدا لفبراير الخيال .. ولا استطيع منع نفسي على شكرك من جعل النهاية حقيقية :e106:
اعني كنت خائفة ان اصل لاخر القصة واجد انها استيقظت من النوم لتكتشف ان كل ما حدث هو حلم عابر :تعجب:
ااااه انا اغتاظ جداااا من هذا النوع من النهايات الذي يحطم شكوكنا الوردية بوجود عوالم مثل هذه :ضحكة:


الان الوصف كان مااا شاء الله جميل جداا جدا .. والاحداث متسلسلة ومشوقة تجعلنا نلتهم السطور :أوو:
كاندل تلك الفتاة لم تكن تحلم بمغامرة مثل تلك .. احيي شجاعتها وجرأتها :منبهر:
لو كنت مكانها لصرخت منذ اللحظة التي رأيت فيها جريني :ضحكة: .. ولم اكن لأهتم حتى لو كانت نواياه طيبة او شريرة :ضحكة:"
الاحداث التي تلاحقت بعدها عجيبة وممتعة @@ .. ذوق جريني في الثياب لا يعلى عليه :ضحكة:
ثم لحظة !! .. انا احب الاثواب القاتمة جدا :تعجب: .. ذوق كاندل هو الذي العجيب :ضحكة:

كلااااااود :e106: .. اوووه للحظات فقط لما ظهر في البداية بذلك الشكل البارد خفت ان يظهر انه هو الشرير في اخر الامر :موسوس:
لكن بعد قراءة المشاهد الاخرى عرفت انها شخصيته الرائعة المبهرة الكيوووتية جدا :قلووووووبات: <3
انه بالفعل شخصية رائعة .. خاصة لما انقذها في النهاية !! ::سعادة::


العجلة الدوارة ، صندوق الموسيقى وحتى الرسالة التي وصلت لكاندل وهي في الحجز كلها امور غامضة كنت متلهفة جدا لمعرفتها :e106:
امور سرية اجدت جدا حبكها واستعمالها في القصة ماااا شااااء الله :فيس منبهر لكمية الابداع هنا:
الارانب كككك وذلك الطير الاخر .. ااوه اريد ان اجرب وسائل النقل هذه تبدو ممتعة حقا ككككككككك
الكثير من التفاصيل الصغيرة هي التي بنت القصة واثارت الاعجاب :قلوووبات:
ماا شاااء الله تبارك الرحمن وايتوووو القصة بأكملها مثيرة للاعجاب .. ااااه اتمنى دائما عندما اصل للنهاية لو تتحول القصص الى روايات :بكاء:
لهذا لا اقرأ القصص القصيرة ابدا :بكاء: .. لاني اضطر دائما لتوديع الشخصيات الجميلة بوقت مبكر :بكاء:


على فكرة كنت سأقول ايضا اعطو بعض الماء للصحراء حتى لا يبقى لهم سبب للتحالف مع كراولي :ضحكة:
ثم هووووب ظهر كلاود وهو يقول الفكرة ذاتها ككككككككك .. عقلي ينفع لادارة مملكة صحيح ؟ :ضحكة:


اسعدك الرحمن وايتو وزادك من فضله :أوو: .. اعجبتني وراقت لي جدا <3
بانتظار جديدك دااائما ان شاء الله :أوو: .. في امان الله غاليتي ~

ice_blue_eyes
29-03-2016, 00:52
هذي يبالها تفضية جدول يوم كامل :e415: :em_1f635:
بإذن الله سأعود

ice_blue_eyes
08-04-2016, 23:28
عدنا
<<< سبيستوون

كيف حالك وايتوو ؟ أرجو أن تكوني بخير كما جعلتني قصتك أشعر :e106:
إنها جميلة جداً مكتوبة بأسلوب راقي بعبارات سلسلة ،
بها حركة مستمرة وأحداث ممتعه ،
وصفك الباهر لذلك العالم الخيالي اللطيف لامس أحلام طفولتنا الوردية
برقة وجمال ، أشكرك على ذلك :e418:
أحببت الحوارات ، أظهرتي فيها طباع الشخصيات بشكل محترف ،
السرد السريع وغير المعقد يأخذ 100\100 ، قلمك بالضبط هو القلم المفضل
لأي قارئ متمرس أو مبتدأ ، تنوع مصطلحاتك نقطة قوية في صالحك ما شاء الله
الله يرزقنا كتابة بديعه ككتابتك :e106: مهما كان ما تفعلينه لتحسين مستواك
الكتابي ، فتابعي فعله :e417:

الآن القصة بها جوانب كثيرة إستحسنتها ، وقد ذكرها من علق قبلي ،
أوافقهم ما قالو تماماً ، قصتك طفولية ، لا يمكنك أن تقنعيني بشيء آخر ،
وإن جئتي وقلتي لي أنك أردتي بها شيئاً آخر فصدقاً ستخسرين كثيراً من تألق
القصة في نظري ، جمالها كان في لطفها وعدم تعقيدها ، قراءة خفيفة مسلية
لجميع الأوقات ، والأسلوب المحترف جعلها لجميع الأعمار ، عندما أقول قصتك طفولية
لا تأخذي الأمر كإهانة أو ما شابه ، إنني أقصد بها أعلى درجات المديح للقصص الطفولية وأن على القصص الطفولية الأخرى أن تحذو حذوك ، ولو أنها تنقص عنصر
( العبرة ) الذي تتسم به القصص الطفولية ، فما العبرة التي يمكن أن يستفيد الأطفال منها ، .. إلحقوا بالأقزام إن ظهروا ؟ .. ساعدوا الغير ؟ .. تقبلو الحياة مهما كانت ألما ؟ ، .. لا أجد عبرة واضحة ، ولكن ليس أن هذا ينقص من جمال القصة ، طبعا ربما لا توجد عبرة لأنك ببساطة لم تكتبيها لتكون طفولية ، يعتمد على جوابك ، إن قلتي لي بأن القصد منها لم يكن طفوليا ، فهذا سيجعلني أنقدها بشدة أكبر ، :em_1f62c:

الآن ، ذكرت زيكو أن العاطفة ناقصة ، ما شعرت أنها ناقص فعلاً هو العالم الذي يعيشون فيه ، صورتي مملكة الغابة ومملكة كويلي بشكل رائع ، ولكنني ظللت أفكر بأن العالم أوسع وأكبر من مجرد هذا بكثير ، مثلا عندما أفكر بمملكة الصحراء ، ماذا كانو يفعلون طوال هذه المدة ؟ كيف عاشو وهم يعانون الجفاف منذ سنين ؟ ولم يريدون الماء الآن ؟ أكان هذا بطشا وعقاباً لهم من الملكة ؟ أم أن هنالك أسرار أخرى وعلاقات دبلوماسية أعقد من ما يظهر ؟ ، إن كنتي ذكرتي هذه النقطة فإعذريني الغلطة مني ،

بالنسبة للشخصيات ، كانت جميلة ، ولكن لا أقول لك بأن فيها شيئاً جعلني أحبها
بشدة ، كلاود مثلا ، بغضته ومقته ، وكذلك شقيقته ، لم يثيرا إهتمامي ولم أتعاطف مع مشكلتهما ، بالأغلب أنني مِلت للشرير كيولي ، على الرغم من أن دافعه لم أفهمه ، وهنا وجدت مشكلة ، لقد طلب من الفتاة مساعدته على عمل عجلة جديدة ، هنا قفز في عقلي سؤال مهم ، ما هي هذه العجلة بالضبط ؟، من أين يريد أن يأتي بالماء ؟، أين المنبع؟ ، واضح جداً أنه لم يعد مهتماً بعجلة قصر مملكة الغابة لأنه يريد عجله خاصة به وحده ، المضحك أنني لا أرى أي أمر غريب وشرير في مطلبه ! وقد توقعت فعلا أن كاندل ستوافق على مساعدته وتفهم أنه ليس شريرا كما قالوا لها جميعاً ، وكنت سأحب هذا التويست المفاجئ ، ولكنها فاجئتني برفضه ! لم بحق السماء ؟ ألا تريد للناس العيش في النعيم وتوافر الماء ؟ عدم شرحك أكثر عن العجلة إنقلب ضدك وايتوو ، لقد حرصتي على جعل مملكة الغابة هم الطيبون الأخيار ، ولكن كما أرى فإن
الملكة إضطهدت حقها في ملكية العجلة ، ما دامت مملكة الصحراء تشتكي من الجفاف منذ سنين !! هل أنتي متأكدة أن كيولي هو شرير قصتك ؟ بإختصار ، لا أفهم لم إنتظر العم المثالي الذي ظهر من العدم ، وكلاود ونرسيس آخر دقيقة ، حتا يمدو العون لمملكة الصحراء التي تعاني ، ويطبقو الحصار على كيولي ، لم أقتنع أبداً :em_1f611:
لديك نظرة سياسية للأمور ، ، فهمت أنه سمم الملكة وسبب الفياضات ليؤدي بالشعب لإقامة الفوضى والإنقلاب على الملكة ، ولكن أين عقله ؟ إن حصل وتمت الإطاحة بالملكة حقا ، كيف سيأتي هو ليحل المشكلة ؟ ربما كان ينوي إيقاظ الملكة عندها عندما لم يتبقى شعب يدعمها ، ولكن ما أدراني بأفكاره .

على أية حال ، إن إعتبرناها قصة لفئة الأطفال ، فهذه الأمور كلها لا تهم ،
لكن لو لم تكن كذلك ، .. فأرى أنه يجب أن نتناقش أكثر لتغطية فجوات الحبكة ، والتي ربما أتوهمها كلها ، وقد هربت مني تفاصيل أثناء القراءة ،،

على أية حال أحببتها :e418: واصلي إبداعك عزيزتي ،،

Keep up the good work

white dream
09-04-2016, 22:08
عدت بعد قرون غبر بها مقعدي بالتأكيد..اعتذر كوبتي التوأم لكنني لم اتفرغ لقراءتها إلا قبل أمس وتعلمين انت الأسباب..:بكاء::ميت:
لا بأس ، لا بأس . المهم أنك عدتي ولو بعد حين ..
دعينا من مقدمتي الهرائية والحديث عن التأخر لنأت لرائعتك الخنفوشارية هذه..:قلوباااااات::أوو:
:أوو: :أوو:
ذكرت لك مسبقا أنها ذكرتني بأليس ببلاد العجائب صح..؟ لكن دعيني اقول لك انني فوجئت بخيالك الواسع اذهلتني حقا تبارك الرحمن..:قلوبااااااات::أوو:
بطريقة ما تشبه حكاية بوسيت لو تعرفينها..:هارت آيز:
لكن الحبكة مختلفة جدا فبوسيت واليس في واد وكاندل بواد آخر..:هارت آيز:
فعلا فعلا خيالك رااااااااااائع راااااااائع للغاية مدهش جدا تبارك الرحمن..:بكاء:
أوه .. سعيدة أنها راقت لك ، أسعدك الله عزيزتي ..
شكرا لمدحيك الجميل رغم أني أشعر أنك تبالغين فيه ههههههه ..
لا ، لا أعرفها ، سأبحث عنها في وقت ما .. :أوو:

احببت كلاود وبطريقة ما لا استطيع تخيله يرتدي زيا آخر غير زي كحلي كأزياء النبلاء او مثل كافي كون من انمي الحلويات المريع لكن لا تقلقي فكافي كون كان وسيما انيقا..:الفخور:
هههههههههـ أنا أيضا لم أستطع تخيله كأنه شخص طبيعي ، وللحق ، أردته متغطرس شرير ، أقرب إلى عسكري من شخص طبيعي ، لكن أفكاري لم ترضى أن توافقني :ضحكة: ..

اعجبني كلاود جدا جدا بينما لم اعجب بشخصية اخرى سواه لكن لا ازال اطري على القصة بكاملها وعالم الاقزام الدمييييل..:أوو:
هههههههههههه ماذا أعجبك به ؟ كان مقررا أن يكون شخصية هامشية فتحول بقدرة الله إلى المركز !! ..
أوه .. عالم الأقزام دميل حقا ، ليت القدرة والفرصة تتاح لي للكتابة حوله بتوسع لكن ذلك سيكون مصب للسخرية مني هههههه
سيقول العالم أني طفلة لا أجيد سوى كتابة قصص الأطفال :D ...

تخيلك لعالم كامل وحتى قصة كاندل في البيت والعجلة وصندوق الموسيقى وكل نتفة وحيدة من قطع القصة تبارك الله آسرة..:أوو:
احببتها جدا فهي تترك في النفس ذلك الشعور اللطيف بالطفولة والبراءة فخيالها طفولي رقيق راقني للغاية خاصة نهايتها السعيدة..:أوو:
من زمانات جدي ما شفت ولا قريت حاجة بنهاية سعيدة طفولية كدا..:بكاء:
ههههههه يال اللهول ! ..
أولا شكرا لإطرائك الجميل ..
ثانيا ، لا أخفيك سرا .. أردتها حقا قصة طفولية ، لكن لسبب ما أشعر بالغرابة !! لماذا أكتب قصة أطفال هنا ؟ ..
ربما لأن مناسبة الخيال أكثر قربا من عالم الأطفال بالنسبة لعالم البالغين ، وربما لأن ظروفي الكتابية مالت لتكون قصة طفولية ؟!
سأتوقف عن كتابة القصص الطفولية قرار نهائي !!

اما الاسلوب فكان كعادتك..جميل وسلس وبسيط وانتقائك للكلمات والتراكيب انيق جدا وحوارتك مخبوصة بشكل رائع ولا اخفيك انني لوهلة شعرت بانني اغبطك واغار قليلا تبارك الله ما شاء الله عليكي ربي يزيدك من فضله..:أوو:
الكثييييير جدا من العبارات لاقت استحساني ناهيك عن الاسلوب بالكلية والسرد الجميل المترابط واحب ان اشيد بنقطة قوة لديك اذهلتني تبارك الله وهي قوة وتماسك نصك بشكل خرافي فترابطه عجيييب جدا لدرجة انه لم يسمح لعقلي ان يخرج خارج اطار انسيابه بل كنت ارافقه دون ان التفت يمينا او يسارا..:هارت آيز::قلوباااات::أوو:
احييك على هذا ي بطلة..::سعادة::
::سعادة:: :أوو: :أوو: * تختبئ خجلا في كوب بيج * ..
شكرا لك عزيزتي لرأيك الجميل فيما أكتب ، أسعدك الله كما أسعدتني ..
لا تغاري ، أنتِ تكتبين بشكل أفضل مني .. وأسلوبك لا ينقصه الجمال ..
مرة أخرى شكرا لإطرائك الجميل ، ملأتني سعادة وحبور :قلوووووب: *تحضنك* ..



طيب اسمعي..الشيء الوحيد الذي انتقصته في القصة كان المشاعر..اعني لم تكن هناك عاطفة تلامس الوجدان او تهز الخافق بل تشويق ومتعة وتسلية فحسب..:مندهش:
لا تأخذيها بحساسية لكن اجد ان العاطفة بالنسبة لي على الاقل اهم مقومات الرواية او القصة..
لكن ربما لو اعدت النظر وصنفتها كقصة اطفال فربما استبعد قليلا جدا اهمية العاطفة بها وهي فعلا تبدو طفولية لي وانا اقول ذلك كإطراء لا انتقاص..:أوو:
لذا ان كنت ترينها طفولية فتجاهلي تعليقي هذا اما لم تريديها طفولية فخذيه بعين الاعتبار..:نوم:
أعتبرها طفولية ، لكن سآخذه بعين الإعتبار ..
سأحاول أن أقترب من منصة العاطفة في عمل آخر إن شاء الله ..
صحيح العاطفة مهمة وربما هي من أهم مقومات القصة ، المشكلة أني أحتاج لأن أتدرب عليها بشكل أكبر ..
فينبوع عواطفي جاف ومتصحر ، لذلك هذا ينعكس على ما أكتب حسب ظني .


فقط اعتقد انني انتهيت واعود لأقول انها كانت بغاية اللطف..:أوو:
شكرا لإمتاعي بها كوبتي..:قلوباااااات:
بحفظ الرحمن..

شكرا لتواجدك كوبتي التوأم ..
أسعدني ردك أسعدك الله ، وأعتذر للتأخر في التعقيب عليكم ..
رعاك الله أينما حللتِ :قلوووب + حضن :

white dream
09-04-2016, 22:10
سأعوُد بإذن الله :رامبو:

في أنتظارك لمياء :أوو:

white dream
09-04-2016, 22:42
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته :أوو: ..

اييييه معذرة على التأخر وايتوووش .. غومين غاليتي :"( ..
اذن كيف الحال ؟ :أوو: .. يا رب في خير وصحة وعافية <3
لا عليك عزيزتي ..
الحمد لله أنا بخير وعافية ، كيف حالك أنتِ؟.

وااااااااه مااااا شااااء الله تبارك الرحمن وايتوشة ما كل هذا الجمال هذا :e106:
ارفع لك القبعة غاليتي وانا ارى كمية الخياااال الواااسع والمبدع الذي هنا :الكثييير من القووووبات:
تبدو لي كقصص ما قبل النوم اللذيذة والمنعشة التي تسحبك وتطلق لاحلامك العنان :أوو:
الفكرة العامة للقصة باكملها مناسبة جدا لفبراير الخيال .. ولا استطيع منع نفسي على شكرك من جعل النهاية حقيقية :e106:
اعني كنت خائفة ان اصل لاخر القصة واجد انها استيقظت من النوم لتكتشف ان كل ما حدث هو حلم عابر :تعجب:
ااااه انا اغتاظ جداااا من هذا النوع من النهايات الذي يحطم شكوكنا الوردية بوجود عوالم مثل هذه :ضحكة:
:أوو: :أوو: ::سعادة:: شكرا لطيف مديحك عزيزتي .. أشكرك بحجم السماء والأرض ..
أسعدك الله كما أسعدتني ..
يب ، شئتها أن تكون شيئا آخر وشاء الله أن تكون طفولية فكانت كذلك :ضحكة: ..
لا تقلقِ نادرا ما أضع نهاية كتلك ، أعني تستيقظ لتكتشف كونه حلما ، أنا أيضا تغيضني هذه النهايات .. :D
همممـ تخيلي وجود عالم خيالي حقا ؟ أحب مشاهدة صور الفانتازيا وتخيل عوالم أخرى غير عالمنا المليء بالأسى !! :نوم: ..




الان الوصف كان مااا شاء الله جميل جداا جدا .. والاحداث متسلسلة ومشوقة تجعلنا نلتهم السطور :أوو:
كاندل تلك الفتاة لم تكن تحلم بمغامرة مثل تلك .. احيي شجاعتها وجرأتها :منبهر:
لو كنت مكانها لصرخت منذ اللحظة التي رأيت فيها جريني :ضحكة: .. ولم اكن لأهتم حتى لو كانت نواياه طيبة او شريرة :ضحكة:"
ههههههههههههـ :ضحكة: قوي قلبك آغه ..

الاحداث التي تلاحقت بعدها عجيبة وممتعة @@ .. ذوق جريني في الثياب لا يعلى عليه :ضحكة:
ثم لحظة !! .. انا احب الاثواب القاتمة جدا :تعجب: .. ذوق كاندل هو الذي العجيب :ضحكة:
ههههههههههههه :ضحكة: ..
أنا أيضا أحب الأثواب القاتمة جدا ، أو الناصعة جدا ..
لكن المشكلة تكون في تفصيلة الثوب ، فأحيانا الموديل يكون :ميت: ..


كلااااااود :e106: .. اوووه للحظات فقط لما ظهر في البداية بذلك الشكل البارد خفت ان يظهر انه هو الشرير في اخر الامر :موسوس:
لكن بعد قراءة المشاهد الاخرى عرفت انها شخصيته الرائعة المبهرة الكيوووتية جدا :قلووووووبات: <3
انه بالفعل شخصية رائعة .. خاصة لما انقذها في النهاية !! ::سعادة::
ههههههههه ، يا إلـهي ، لديك مشاعر طفولية في عمق أعمق أعماق قلبك آغتي :قلووووب :



العجلة الدوارة ، صندوق الموسيقى وحتى الرسالة التي وصلت لكاندل وهي في الحجز كلها امور غامضة كنت متلهفة جدا لمعرفتها :e106:
امور سرية اجدت جدا حبكها واستعمالها في القصة ماااا شااااء الله :فيس منبهر لكمية الابداع هنا:
* تختبئ خجلا * .. شكرا لك عزيزتي :أوو:

الارانب كككك وذلك الطير الاخر .. ااوه اريد ان اجرب وسائل النقل هذه تبدو ممتعة حقا ككككككككك
الكثير من التفاصيل الصغيرة هي التي بنت القصة واثارت الاعجاب :قلوووبات:
ماا شاااء الله تبارك الرحمن وايتوووو القصة بأكملها مثيرة للاعجاب .. ااااه اتمنى دائما عندما اصل للنهاية لو تتحول القصص الى روايات :بكاء:
لهذا لا اقرأ القصص القصيرة ابدا :بكاء: .. لاني اضطر دائما لتوديع الشخصيات الجميلة بوقت مبكر :بكاء:
ههههههه لا تبكي ، قد تقعين يوما على رواية من 2400 صفحة تحكي قصة الأقزام وعوالمهم :ضحكة:



على فكرة كنت سأقول ايضا اعطو بعض الماء للصحراء حتى لا يبقى لهم سبب للتحالف مع كراولي :ضحكة:
ثم هووووب ظهر كلاود وهو يقول الفكرة ذاتها ككككككككك .. عقلي ينفع لادارة مملكة صحيح ؟ :ضحكة:
يب ::جيد:: ، هاك التاج والصولجان وخذي موقعك على العرش .. يلا إلى الأمام سر ..
هههههههه .



اسعدك الرحمن وايتو وزادك من فضله :أوو: .. اعجبتني وراقت لي جدا <3
بانتظار جديدك دااائما ان شاء الله :أوو: .. في امان الله غاليتي ~
الله يسعدك آغتي ، لقد أسعدتني حقا بردك الجميل ..
سعيدة أنها راقت لك ..
رعاك الله أينما حللتِ :قلووووب:

white dream
10-04-2016, 00:14
عدنا
<<< سبيستوون
مرحبا بك ^^ ..

كيف حالك وايتوو ؟ أرجو أن تكوني بخير كما جعلتني قصتك أشعر :e106:
الحمد لله أنا بخير ، وسعيدة حقا لوجودك هنا :أوو: ..
كيف حالك أنتِ ؟.

إنها جميلة جداً مكتوبة بأسلوب راقي بعبارات سلسلة ،
بها حركة مستمرة وأحداث ممتعه ،
وصفك الباهر لذلك العالم الخيالي اللطيف لامس أحلام طفولتنا الوردية
برقة وجمال ، أشكرك على ذلك :e418:
أحببت الحوارات ، أظهرتي فيها طباع الشخصيات بشكل محترف ،
السرد السريع وغير المعقد يأخذ 100\100 ، قلمك بالضبط هو القلم المفضل
لأي قارئ متمرس أو مبتدأ ، تنوع مصطلحاتك نقطة قوية في صالحك ما شاء الله
الله يرزقنا كتابة بديعه ككتابتك :e106: مهما كان ما تفعلينه لتحسين مستواك
الكتابي ، فتابعي فعله :e417:
أوه .. يال سعادتي .. هل يحصل أحد على مثل هذا المديح الباهر في العادة ؟
أعيد قراءته وتملؤني الفرحة ، أسعدك الله آيسوو :قلووووب: ..
ورزقك كل ما تتمنين ، جزاءً لما منحتني من سعادة غامرة .. لما قرأت ردك ابتسمت رغم أني كنتُ في مِزاج عكر جدا ، أكثر تعكرا من مستنقع في أرض طينية مليئة بالأعشاب المتحللة !! .
أنا ؟ أفعل شيئا ؟ أبدا :غياب: بل مقارنة بكثير من الأشخاص هنا ، أنا أجد نفسي في أخر القائمة ، ولا أرقى حتى للمنافسة XD ..



الآن القصة بها جوانب كثيرة إستحسنتها ، وقد ذكرها من علق قبلي ،
أوافقهم ما قالو تماماً ، قصتك طفولية ، لا يمكنك أن تقنعيني بشيء آخر ،
وإن جئتي وقلتي لي أنك أردتي بها شيئاً آخر فصدقاً ستخسرين كثيراً من تألق
القصة في نظري ، جمالها كان في لطفها وعدم تعقيدها ، قراءة خفيفة مسلية
لجميع الأوقات ، والأسلوب المحترف جعلها لجميع الأعمار ، عندما أقول قصتك طفولية
لا تأخذي الأمر كإهانة أو ما شابه ، إنني أقصد بها أعلى درجات المديح للقصص الطفولية وأن على القصص الطفولية الأخرى أن تحذو حذوك ، ولو أنها تنقص عنصر
( العبرة ) الذي تتسم به القصص الطفولية ، فما العبرة التي يمكن أن يستفيد الأطفال منها ، .. إلحقوا بالأقزام إن ظهروا ؟ .. ساعدوا الغير ؟ .. تقبلو الحياة مهما كانت ألما ؟ ، .. لا أجد عبرة واضحة ، ولكن ليس أن هذا ينقص من جمال القصة ، طبعا ربما لا توجد عبرة لأنك ببساطة لم تكتبيها لتكون طفولية ، يعتمد على جوابك ، إن قلتي لي بأن القصد منها لم يكن طفوليا ، فهذا سيجعلني أنقدها بشدة أكبر ، :em_1f62c:
الحقيقة والواقع * تتنهد * في البداية لم أردها طفولية ، أردت كتابة شيء آخر ، حتى كاندل في البداية لم تكن طفلة ذات 15 عاما ، لكن وجدت أن فكرتي الأولى ستأخذ وقتا طويلا لكتابتها وهذا لم يكن متوافرا حينها ، وأيضا وجدت أني عاجزة على اختصارها في قصة قصيرة ،وأني بذلك سأفشل في تصويرها كما أريد ، ويتحول ما أردت عملا جيدا ، إلى مصدر لانتقادات أعرف أن أصحابها على حق !. لذلك فقد تحولت تلقائيا لقصة أطفال ، غيرت فيها كل شيء ، سوى بضعة أمور شكلت فكرة القصة في حالتيها .
شكرا لمديحك لها رغم أنها طفولية ، أسعدني حقا أنك ترين فيها نقاط قوة :أوو: ..


الآن ، ذكرت زيكو أن العاطفة ناقصة ، ما شعرت أنها ناقص فعلاً هو العالم الذي يعيشون فيه ، صورتي مملكة الغابة ومملكة كويلي بشكل رائع ، ولكنني ظللت أفكر بأن العالم أوسع وأكبر من مجرد هذا بكثير ،
عذرا سأقطع حديثك هنا للتعقيب ، نعم ، كنتُ منتبهة فعلا لكون العالم أوسع من مملكة الغابة ومملكة الجبل ..
لكن كما أسلفت طول القصة لا يسمح بالتطرق لكل الممالك ، رسمت في ذهني حقا الكثير منها ، فكانت هناك مملكة في كل توزيع جغرافي على الخريطة ، مملكة الغابة ، السهل ، الجبل ، البحر ، الصحراء ... وغيرها ..
لكن لم يتسع المجال سوى لذكر بعضها :بكاء:

مثلا عندما أفكر بمملكة الصحراء ، ماذا كانو يفعلون طوال هذه المدة ؟ كيف عاشو وهم يعانون الجفاف منذ سنين ؟ ولم يريدون الماء الآن ؟ أكان هذا بطشا وعقاباً لهم من الملكة ؟ أم أن هنالك أسرار أخرى وعلاقات دبلوماسية أعقد من ما يظهر ؟ ، إن كنتي ذكرتي هذه النقطة فإعذريني الغلطة مني ،
لم أذكرها بوضوح تام ، لكن تخيلت أن الأمر يمكن استنتاجه من الأحداث .
أولا الجفاف الذي ينزل عليهم منذ سنوات ليس معناه انقطاع تام للماء ، لكن بتخيلك لمملكة صحراوية فلا أظن أن نهرا دافقا يخترقها يمكن أن يخطر على ذهنك ، ولا بحيرة عذبة تم توصيل تمديدات منها ، لكن جل المياه كان إما على شكل واحة صغيرة كما يشاع دائما في الصحاري أو بئر في طرف ما من المملكة ، ما أقصد قوله بأن الجفاف ليس اختفاء الماء نهائيا لكنه قليل بدرجة لا تكفي لجعل المكان مكتفيا ذاتيا .
لما يريدون الماء الآن ؟ حسنا لو كنتِ في ضائقة وعرض عليك أحد المساعدة فهل تقبلينها ؟
كذلك هنا ، هم في ضائقة وعرض كيولي عليهم المساعدة بتحويل جزء من النهر نحوهم ، من الأحمق الذي لن يوافق ، ومع ذلك فإن لاحظت فإن المفاوضات معهم كانت طويلة وغير ثابتة ، حيث أنهم أيضا لم يكونوا واثقين من دعم كيولي ودعمه لهم .
ليست علاقات دبلوماسية ، فمملكة الصحراء منفصلة عن مملكة الغابة ولها حكمها الخاص ، أعني الملكة لا دخل لها بهم لتبطش بهم أو تشفق عليهم ..

بالنسبة للشخصيات ، كانت جميلة ، ولكن لا أقول لك بأن فيها شيئاً جعلني أحبها
بشدة ، كلاود مثلا ، بغضته ومقته ، وكذلك شقيقته ، لم يثيرا إهتمامي ولم أتعاطف مع مشكلتهما ، بالأغلب أنني مِلت للشرير كيولي ،
:ضحكة: :ضحكة: :ضحكة: .. أخيرا شخص لم يحب كلاود ونيرسس ، رغم أن هذا أثار استغرابي ههههه .

على الرغم من أن دافعه لم أفهمه ، وهنا وجدت مشكلة ، لقد طلب من الفتاة مساعدته على عمل عجلة جديدة ، هنا قفز في عقلي سؤال مهم ، ما هي هذه العجلة بالضبط ؟، من أين يريد أن يأتي بالماء ؟، أين المنبع؟ ، واضح جداً أنه لم يعد مهتماً بعجلة قصر مملكة الغابة لأنه يريد عجله خاصة به وحده ، المضحك أنني لا أرى أي أمر غريب وشرير في مطلبه ! وقد توقعت فعلا أن كاندل ستوافق على مساعدته وتفهم أنه ليس شريرا كما قالوا لها جميعاً ، وكنت سأحب هذا التويست المفاجئ ، ولكنها فاجئتني برفضه ! لم بحق السماء ؟ ألا تريد للناس العيش في النعيم وتوافر الماء ؟ عدم شرحك أكثر عن العجلة إنقلب ضدك وايتوو ، لقد حرصتي على جعل مملكة الغابة هم الطيبون الأخيار ، ولكن كما أرى فإن
الملكة إضطهدت حقها في ملكية العجلة ، ما دامت مملكة الصحراء تشتكي من الجفاف منذ سنين !! هل أنتي متأكدة أن كيولي هو شرير قصتك ؟ بإختصار ، لا أفهم لم إنتظر العم المثالي الذي ظهر من العدم ، وكلاود ونرسيس آخر دقيقة ، حتا يمدو العون لمملكة الصحراء التي تعاني ، ويطبقو الحصار على كيولي ، لم أقتنع أبداً :em_1f611:
هههههههههـ يا إلـهي ، خذي نفسا آيسوو ..
ما يبدو لي ، إما أني أسأت الشرح ، أو أنك لم تلتقطي الفكرة ..
أولا اسمحي لي بأن أرفع القبعة لك ، لتحليلك الأمر بهذه الروعة والدهشة ، فرغت فاهي وأنا أقرأ ..
وضحكت بسبب تعبيرك أني لا أريد للعالم أن يعيشوا بسلام وبتوافر الماء ^^ أتساءل إن كان لعقلي الباطن نوايا دفينة غير طيبة وتميل للشر :موسوس:
حسنا .. أولا لقد وضحت فعلا أن كيولي لا يريد من الفتاة صنع عجلة من أجله وإلا لكان أطلق سراحها عندما أخبرته بوضوح أنها لا تملك خلفية عن هندستها أو تركيبها ، لقد دار الحديث بينه وبين الشخص المجهول أنه يريد كاندل لأنه ينوي الإغارة على مملكة الغابة والاستيلاء على حكمها ،
ثم نيته في القضاء على كل الأسرة الحاكمة وبالتالي هو يحتاج كاندل فقط لتخبره عن مفتاح العجلة .
أيضا العجلة ليست مصدرا للماء ، وإنما طريقة للتوزيع فقط ، فالماء متوفر في مملكة الغابة على شكل نبع طبيعي يخرج من تحت القصر الملكي - مكانه الطبيعي ثم بني القصر فوقه :ضحكة: - وما العجلة سوى وسيلة ابتكرتها الملكة ومن معها للتحكم في تدفق الماء ووصوله إلى كل المملكة .
ما أريد قوله ، هو أن العجلة لا تنتج الماء وإنما توزع الماء الموجود أصلا في المكان .. كيولي لا منبع عنده فلذلك ليس مهتما ببناء عجلة لأنها لن تفيده ، بل يريد الحصول على كامل الحكم في المملكتين .
أيضا لما احتكرت الملكة الماء ولم تمنحه لمملكة الصحراء ، حسنا همممـ مملكة الصحراء مستقلة بكامل كيانها ، ولا دخل للملكة بها كما أسلفت ، ثم لما تستغربين أنها لم تساعدهم ، أليس هذا يحدث في الحقيقة والواقع ؟
أعني دول غنية حتى الامتلاء ، تجاورها دول على حضيض الفقر ، دون ان تقدم الدول الغنية أي مساعدة ..
دعينا من هذه الدبلوماسية بين الدول ، وبمثال أصغر ، رجل غني ولكنه لا يعطي من ثروته رجل فقير يسكن في أعلى الشارع .. أليس هذا مثالا واردا وحقيقة نعيشها ؟.
فلم أرى أني فعلت شيئا غريبا لأن الملكة لم تمنح ماءها الخاص للصحراء ، إلا إن قصدتِ أن علي أن أجعل الملكة طيبة كفاية لتساعد الغير ، كونها قصة أطفال .. هنا أقول أن معك حق .
بشأن تساؤلك الأخير ، لما انتظر الجماعة حتى اللحظة الأخيرة لإرسال الماء ..
حسنا يقال الباب الذي يأتيك منه الريح سده واستريح ، بعدما أخبرتهم كاندل بأن كيولي يتفاوض لضم جيش الصحراء معه لدخول في حرب ضدهم الهدف منها استيلاء كيولي على المملكة ، وأنه يعدهم بالماء .. وجدوا أن منحهم بعض الماء يجعلهم آمنين من شرهم مستقبلا إن فكروا ووافقوا على دخول تلك الحرب ..
أعني عند تلك النقطة لن يكون دخول الحرب مهما بالنسبة لهم فهم يملكون الماء فعلا .
يب ، كلها كانت استراتيجية قررتها الظروف .

لديك نظرة سياسية للأمور ، ، فهمت أنه سمم الملكة وسبب الفياضات ليؤدي بالشعب لإقامة الفوضى والإنقلاب على الملكة ، ولكن أين عقله ؟ إن حصل وتمت الإطاحة بالملكة حقا ، كيف سيأتي هو ليحل المشكلة ؟ ربما كان ينوي إيقاظ الملكة عندها عندما لم يتبقى شعب يدعمها ، ولكن ما أدراني بأفكاره .
ههههههههه لقد وضحت الفكرة فعلا ، يريد حربا يقتل فيها كل العائلة الحاكة ثم سيكون نيل العرش سهلا ..
أعني سمعنا كثيرا بحروب على مر التاريخ ، والقائد المنتصر سيحكم سيطرته على المدينة الخاسرة برضى شعبها أو دونه ، كيولي أيضا لم يقم بشيء مختلف ، ليس مهتما برضى الشعب ، سيفكر لاحقا كيف يرضيهم ، إنه سمم الملكة فقط ليتوقف تدفق الماء ، وعندما يتولى العرش ظن أنه سينجح في الحصول على طريقة تحريك العجلة من كاندل ، وبدفعه شبح الغرق عن منطقة والجفاف عن مناطق أخرى سيكون الملك المحبوب لدى الشعب .. لكن كل هذا لم يحصل :ضحكة: :غياب:
إذا لاحظتي فهو لم يطالب بكاندل سوى في الصباح التالي من تحرك العجلة ، أي بعدما عرف أنها السبب في هذا وعرف أنها تملك مفتاح السر ^^ .

على أية حال ، إن إعتبرناها قصة لفئة الأطفال ، فهذه الأمور كلها لا تهم ،
لكن لو لم تكن كذلك ، .. فأرى أنه يجب أن نتناقش أكثر لتغطية فجوات الحبكة ، والتي ربما أتوهمها كلها ، وقد هربت مني تفاصيل أثناء القراءة ،،
أعتبرها قصة أطفال .. لكن لا ضير من النقاش ، أحبه ، ويسعدني النقاش معك في أي شيء .. حتى في مسألة رياضية هههههه .

على أية حال أحببتها :e418: واصلي إبداعك عزيزتي ،،

Keep up the good work

شكرا لك عزيزتي .. أسعدك الله كما أسعدتني بتواجدك .
لك خالص امتناني ،
وأسعدني أنها راقت لك رغم كثرة عيوبها :غياب:
رعاك الله أينما حللتِ :قلووووب + حضن :

ice_blue_eyes
12-04-2016, 21:01
أوه .. يال سعادتي .. هل يحصل أحد على مثل هذا المديح الباهر في العادة ؟
أعيد قراءته وتملؤني الفرحة ، أسعدك الله آيسوو :قلووووب: ..
ورزقك كل ما تتمنين ، جزاءً لما منحتني من سعادة غامرة .. لما قرأت ردك ابتسمت رغم أني كنتُ في مِزاج عكر جدا ، أكثر تعكرا من مستنقع في أرض طينية مليئة بالأعشاب المتحللة !! .
أنا ؟ أفعل شيئا ؟ أبدا knockedout بل مقارنة بكثير من الأشخاص هنا ، أنا أجد نفسي في أخر القائمة ، ولا أرقى حتى للمنافسة XD ..

أبداً ، والله لم أوفك حقك !
والله يبعد عنا وعنكم هالمزاجية السوداء ويرزقنا راحه البال :em_1f607:
همممم وتقولين عن نفسك أنك في آخر القائمة ، بدأت أخاف :em_1f635:


الحقيقة والواقع * تتنهد * في البداية لم أردها طفولية ، أردت كتابة شيء آخر ، حتى كاندل في البداية لم تكن طفلة ذات 15 عاما ، لكن وجدت أن فكرتي الأولى ستأخذ وقتا طويلا لكتابتها وهذا لم يكن متوافرا حينها ، وأيضا وجدت أني عاجزة على اختصارها في قصة قصيرة ،وأني بذلك سأفشل في تصويرها كما أريد ، ويتحول ما أردت عملا جيدا ، إلى مصدر لانتقادات أعرف أن أصحابها على حق !. لذلك فقد تحولت تلقائيا لقصة أطفال ، غيرت فيها كل شيء ، سوى بضعة أمور شكلت فكرة القصة في حالتيها .
شكرا لمديحك لها رغم أنها طفولية ، أسعدني حقا أنك ترين فيها نقاط قوة

لا عجب أنني أحسست بذلك النقص الذي أخبرتك عنه ، أحسست بأن هناك
امورا كثيراً لم تلمس ولم تغطى مع أن العالم الذي قدمتي فيه أحداث
قصتك لم تكن تنقصه الإمكانية ،،


لم أذكرها بوضوح تام ، لكن تخيلت أن الأمر يمكن استنتاجه من الأحداث .
أولا الجفاف الذي ينزل عليهم منذ سنوات ليس معناه انقطاع تام للماء ، لكن بتخيلك لمملكة صحراوية فلا أظن أن نهرا دافقا يخترقها يمكن أن يخطر على ذهنك ، ولا بحيرة عذبة تم توصيل تمديدات منها ، لكن جل المياه كان إما على شكل واحة صغيرة كما يشاع دائما في الصحاري أو بئر في طرف ما من المملكة ، ما أقصد قوله بأن الجفاف ليس اختفاء الماء نهائيا لكنه قليل بدرجة لا تكفي لجعل المكان مكتفيا ذاتيا .
لما يريدون الماء الآن ؟ حسنا لو كنتِ في ضائقة وعرض عليك أحد المساعدة فهل تقبلينها ؟
كذلك هنا ، هم في ضائقة وعرض كيولي عليهم المساعدة بتحويل جزء من النهر نحوهم ، من الأحمق الذي لن يوافق ، ومع ذلك فإن لاحظت فإن المفاوضات معهم كانت طويلة وغير ثابتة ، حيث أنهم أيضا لم يكونوا واثقين من دعم كيولي ودعمه لهم .
ليست علاقات دبلوماسية ، فمملكة الصحراء منفصلة عن مملكة الغابة ولها حكمها الخاص ، أعني الملكة لا دخل لها بهم لتبطش بهم أو تشفق عليهم .

أهاا فهمت ما تقصدينه جيداً ، الغلطة مني حيث أنني فهمت أن الممالك مقسمة
ولكنها موحده تحت حكم مملكة الغابة ، جعل المملكتين منفصلتين أوضح لي كل شيء ،، حمداً لله أنني وضعت السؤال وشرحتيه لي :e404:


laugh .. أخيرا شخص لم يحب كلاود ونيرسس ، رغم أن هذا أثار استغرابي ههههه .

لا أخفيك يا وايتوو كرهتهما جداً وتمنيت الهلاك لهما ولمملكتهما ،،
ربما ربماااا ، .. لأنني أكره الشخصيات الشبه مثاليه ،، بالأخص عندما تكون
شخصية مكررة يفترض بها أن تكون مثالية كأمير أو أميرة ،، وربما سيكون
السبب هو ظلمك لنفسك في كتابة القصة وإقتطاع منها الكثير ، فلم تظهر
شخصياتهما بشكل مميز كما وددتي أن يكونا من البدء ،، أو بإختصاااااار ، .. أنا فقط
لا أحب شخصيات الآمراء ، ولابد أن يكونو مميزين بشدة ليحصلو على إهتمامي فلا
تبالي لما أثرثره هنا :e404:


هههههههههـ يا إلـهي ، خذي نفسا آيسوو ..
ما يبدو لي ، إما أني أسأت الشرح ، أو أنك لم تلتقطي الفكرة ..
أولا اسمحي لي بأن أرفع القبعة لك ، لتحليلك الأمر بهذه الروعة والدهشة ، فرغت فاهي وأنا أقرأ ..
وضحكت بسبب تعبيرك أني لا أريد للعالم أن يعيشوا بسلام وبتوافر الماء ^^ أتساءل إن كان لعقلي الباطن نوايا دفينة غير طيبة وتميل للشر paranoid
حسنا .. أولا لقد وضحت فعلا أن كيولي لا يريد من الفتاة صنع عجلة من أجله وإلا لكان أطلق سراحها عندما أخبرته بوضوح أنها لا تملك خلفية عن هندستها أو تركيبها ، لقد دار الحديث بينه وبين الشخص المجهول أنه يريد كاندل لأنه ينوي الإغارة على مملكة الغابة والاستيلاء على حكمها ،
ثم نيته في القضاء على كل الأسرة الحاكمة وبالتالي هو يحتاج كاندل فقط لتخبره عن مفتاح العجلة .
أيضا العجلة ليست مصدرا للماء ، وإنما طريقة للتوزيع فقط ، فالماء متوفر في مملكة الغابة على شكل نبع طبيعي يخرج من تحت القصر الملكي - مكانه الطبيعي ثم بني القصر فوقه laugh - وما العجلة سوى وسيلة ابتكرتها الملكة ومن معها للتحكم في تدفق الماء ووصوله إلى كل المملكة .
ما أريد قوله ، هو أن العجلة لا تنتج الماء وإنما توزع الماء الموجود أصلا في المكان .. كيولي لا منبع عنده فلذلك ليس مهتما ببناء عجلة لأنها لن تفيده ، بل يريد الحصول على كامل الحكم في المملكتين .
أيضا لما احتكرت الملكة الماء ولم تمنحه لمملكة الصحراء ، حسنا همممـ مملكة الصحراء مستقلة بكامل كيانها ، ولا دخل للملكة بها كما أسلفت ، ثم لما تستغربين أنها لم تساعدهم ، أليس هذا يحدث في الحقيقة والواقع ؟
أعني دول غنية حتى الامتلاء ، تجاورها دول على حضيض الفقر ، دون ان تقدم الدول الغنية أي مساعدة ..
دعينا من هذه الدبلوماسية بين الدول ، وبمثال أصغر ، رجل غني ولكنه لا يعطي من ثروته رجل فقير يسكن في أعلى الشارع .. أليس هذا مثالا واردا وحقيقة نعيشها ؟.
فلم أرى أني فعلت شيئا غريبا لأن الملكة لم تمنح ماءها الخاص للصحراء ، إلا إن قصدتِ أن علي أن أجعل الملكة طيبة كفاية لتساعد الغير ، كونها قصة أطفال .. هنا أقول أن معك حق .
بشأن تساؤلك الأخير ، لما انتظر الجماعة حتى اللحظة الأخيرة لإرسال الماء ..
حسنا يقال الباب الذي يأتيك منه الريح سده واستريح ، بعدما أخبرتهم كاندل بأن كيولي يتفاوض لضم جيش الصحراء معه لدخول في حرب ضدهم الهدف منها استيلاء كيولي على المملكة ، وأنه يعدهم بالماء .. وجدوا أن منحهم بعض الماء يجعلهم آمنين من شرهم مستقبلا إن فكروا ووافقوا على دخول تلك الحرب ..
أعني عند تلك النقطة لن يكون دخول الحرب مهما بالنسبة لهم فهم يملكون الماء فعلا .
يب ، كلها كانت استراتيجية قررتها الظروف .

أجل وهنا الغلطة مني تماماً فقد كان ظني خطئاً ،، إعذريني فلقد قرأت القصة
على مدى أيام لطولها ، فلابد أن التفاصيل هربت مني :em_1f636:

حسنا فهمت نقطة أن المملكتين منفصلتين لا تجمع بينهما أية علاقة ،،
وبالفعل كما قلتي لا أحد يتوقع من ملكة الغابة أن تهب لتساعدهم الحياة
ليست مليئة بالأشخاص الصالحين لتلك الدرجة ،، لا أخفيك أنني مهتمة كثيراً
لمعرفة المزيد عن مملكة الصحراء هذه ،، أحس أن شخصياتهما ستكون قوية
ومثيرة للإهتمام أكثر من كلاود ونرسيس التي تنبعث منهما العطور ، :em_1f606:
<<<< مافي مجال أحبهم :e412:
على العموم سؤال آخر تذكرته لتوي من كلامك ، .. من هو الشخص المجهول الغامض
الذي كان يحدثه كيولي ؟ لابد أنه أمير مملكة الصحراء الأسمر الوسيم الغير مثالي :e414: :e414: :e414: <<< إقتنعتي تشوفيلك صرفه تكملي القصة ولا بعدك ؟ :em_1f606:


ههههههههه لقد وضحت الفكرة فعلا ، يريد حربا يقتل فيها كل العائلة الحاكة ثم سيكون نيل العرش سهلا ..
أعني سمعنا كثيرا بحروب على مر التاريخ ، والقائد المنتصر سيحكم سيطرته على المدينة الخاسرة برضى شعبها أو دونه ، كيولي أيضا لم يقم بشيء مختلف ، ليس مهتما برضى الشعب ، سيفكر لاحقا كيف يرضيهم ، إنه سمم الملكة فقط ليتوقف تدفق الماء ، وعندما يتولى العرش ظن أنه سينجح في الحصول على طريقة تحريك العجلة من كاندل ، وبدفعه شبح الغرق عن منطقة والجفاف عن مناطق أخرى سيكون الملك المحبوب لدى الشعب .. لكن كل هذا لم يحصل laugh knockedout
إذا لاحظتي فهو لم يطالب بكاندل سوى في الصباح التالي من تحرك العجلة ، أي بعدما عرف أنها السبب في هذا وعرف أنها تملك مفتاح السر ^^ .

آهاااا لقد أخطئتي هناااا ، كيف ظن أنه سيحصل على طريقة تحريك العجلة من كاندل ، وهو لم يعرف بوجود الفتاة من قبل أبداً ؟ ماا أعنيه أنه قام بخطته هذه من دون تفكير مسبق ، لقد ظهرت كاندل من العدم وبالصدفة البحته في مملكة الغابة ،، أتقولين أن لديه وسيلة ليعرف المستقبل وأن فتاة من عالم آخر تدعى كاندل ستأتي وتحل المشكلة ؟ لقد إخترع مشكلة ، ليس لها حل ، على الأقل هو لم يشرح أو يوضح خطته الأخرى في حاله ( لم تظهر كاندل ) ، فخطته الأساسية ماذا كانت ؟ قام بتسميم الملكة يريد لكلاود ونيرسيس أن يستسلما له ويحتل مملكة الغابة ، هذا يعني أنه يعرف تمام الثقةةة أنهما لا يعرفان الوسيلة لتحريك العجلة وإعادة تنظيم المياه ، فأراد إبتزازهما من هذه الناحية ، لنقل أنهما إستسلما فعلاً ، وإستطاع كيولي إحتلال مملكة الغابة ، ماذا كان سيفعل عندها ؟ لم يشرح أو يقل أي شيء بهذا الشأن لهذا أحسست بأنه كالغبي يريد عمل الفوضى والمشاكل لأجل أن تحتوي القصة على فوضى ومشاكل وحسب ! :em_1f62b: ربما كانت خطته إيقاظ الملكة ثم تهديدها بحياة ولديها أو ما شابه حتا تخبره بالسر ، لا ندري ،، كونها قصة طفولية لا يهم كما قلت سابقاً ، .. ولكني لست طفلة وأريد تفسيراً :e106: :em_1f606: بالأخص أنكِ قلتي لي رغبتك في جعلها قصة أعمق ، وأصبتني بحسرة بعدم فعلك ذلك ! ما المشكلة في ضيق الوقت ؟ إن كنتي وضعتها كنا سننتظر ، بالأخص أن الإنتظار في حالتك ستتم مكافؤته بقصة ذات خيال مميز وتفكير عميق بالبنية التأسيسية للقصة :e415: أريد ان أعرف ماذا كان يدور في خلدك من البداية ، دعينا من كونها طفولية ولنترك النقاش في حدودها :em_1f634:


أعتبرها قصة أطفال .. لكن لا ضير من النقاش ، أحبه ، ويسعدني النقاش معك في أي شيء .. حتى في مسألة رياضية هههههه .

لا يوجد الكثير للنقاش في الرياضيات ، هي مسألة بها معطيات إجمعيها وقومي بإتباع الحل كما يظهر لك ، أعني لا يوجد كثير للنقاش بمجرد أن تكتشفي المعطى ، :em_1f635: لكن تعالي لنناقش الفيزياء :em_1f62b: ياا للهول :em_1f62b::em_1f62b::em_1f62b:


شكرا لك عزيزتي .. أسعدك الله كما أسعدتني بتواجدك .
لك خالص امتناني ،
وأسعدني أنها راقت لك رغم كثرة عيوبها knockedout
رعاك الله أينما حللتِ :قلووووب + حضن :

وأنا أشكرك على كتابتها وأشكر نفسي أنني وضعت رد حجز وأشكر نفسي أكثر لأني لم أتجاهله وأصررت على العودة للإكمال يعني الحمد لله طلع عندي كرامه :em_1f607:
قصتك جلبت الكثير من الأفكار لرأسي ولكم أردت فرصة لكتابة قصة خيالية انا بنفسي لأتفنن لكن ليس الوقت مناسباً :em_1f62b: لذا شكرا على الدفعه الإيجابية والإبداعية التي ملأتنا بها :e418: وواصلي إبداااعك :e418:

white dream
14-04-2016, 12:38
أبداً ، والله لم أوفك حقك !
والله يبعد عنا وعنكم هالمزاجية السوداء ويرزقنا راحه البال :em_1f607:
همممم وتقولين عن نفسك أنك في آخر القائمة ، بدأت أخاف :em_1f635:

e106e106e106e106 الله يسعدك آيسو ، أنتِ وزيكو وسمغ .. جميعكن رفعتن من شأن القصة .


لا عجب أنني أحسست بذلك النقص الذي أخبرتك عنه ، أحسست بأن هناك
امورا كثيراً لم تلمس ولم تغطى مع أن العالم الذي قدمتي فيه أحداث
قصتك لم تكن تنقصه الإمكانية ،،

كما أخبرتك اعترضتني جدران القصة القصيرة .

أهاا فهمت ما تقصدينه جيداً ، الغلطة مني حيث أنني فهمت أن الممالك مقسمة
ولكنها موحده تحت حكم مملكة الغابة ، جعل المملكتين منفصلتين أوضح لي كل شيء ،، حمداً لله أنني وضعت السؤال وشرحتيه لي :e404:
الحمد لله ، سعيدة بأني أوصلت فكرتي لكِ .


لا أخفيك يا وايتوو كرهتهما جداً وتمنيت الهلاك لهما ولمملكتهما ،،
ربما ربماااا ، .. لأنني أكره الشخصيات الشبه مثاليه ،، بالأخص عندما تكون
شخصية مكررة يفترض بها أن تكون مثالية كأمير أو أميرة ،، وربما سيكون
السبب هو ظلمك لنفسك في كتابة القصة وإقتطاع منها الكثير ، فلم تظهر
شخصياتهما بشكل مميز كما وددتي أن يكونا من البدء ،، أو بإختصاااااار ، .. أنا فقط
لا أحب شخصيات الآمراء ، ولابد أن يكونو مميزين بشدة ليحصلو على إهتمامي فلا
تبالي لما أثرثره هنا :e404:
ههههههههههههههههههههههههـ !!!! .
لحظة ، أنا لم أجعلهما مثاليين أبدا ، كل ما وضعته فيهما أنهما ذوا خلق حسن وشكل جميل ..
كيف رأيتهم مثاليين .. ههههههههههه ..
لابأس لابأس أكرهيهما براحتك ^^




أجل وهنا الغلطة مني تماماً فقد كان ظني خطئاً ،، إعذريني فلقد قرأت القصة
على مدى أيام لطولها ، فلابد أن التفاصيل هربت مني :em_1f636:
لا بأس :ضحكة: ..

حسنا فهمت نقطة أن المملكتين منفصلتين لا تجمع بينهما أية علاقة ،،
وبالفعل كما قلتي لا أحد يتوقع من ملكة الغابة أن تهب لتساعدهم الحياة
ليست مليئة بالأشخاص الصالحين لتلك الدرجة ،، لا أخفيك أنني مهتمة كثيراً
لمعرفة المزيد عن مملكة الصحراء هذه ،، أحس أن شخصياتهما ستكون قوية
ومثيرة للإهتمام أكثر من كلاود ونرسيس التي تنبعث منهما العطور ، :em_1f606:
<<<< مافي مجال أحبهم :e412:
هههههههههههههههههههه!
يا إلـهي ، أنتِ تحقدين عليهم ، :ضحكة: :ضحكة: :ضحكة: ..
حسنا كونهم في بيئة قاسية فهذا ينعكس على شخصياتهم بالتأكيد ..
إن حدث وكتبت تلك القصة التي نويتها سابقا ستتعرفين عليهم :ضحكة: ..


على العموم سؤال آخر تذكرته لتوي من كلامك ، .. من هو الشخص المجهول الغامض
الذي كان يحدثه كيولي ؟ لابد أنه أمير مملكة الصحراء الأسمر الوسيم الغير مثالي :e414: :e414: :e414: <<< إقتنعتي تشوفيلك صرفه تكملي القصة ولا بعدك ؟ :em_1f606:
هههههههههههههههه !!! :ضحكة: ..
ليس الأمير بجلالة شأنه ، لكنه كان شخصا هامشيا في القصة فلم أعطه هوية حقا ، تخيليه كيفما أحببتِ .



آهاااا لقد أخطئتي هناااا ، كيف ظن أنه سيحصل على طريقة تحريك العجلة من كاندل ، وهو لم يعرف بوجود الفتاة من قبل أبداً ؟ ماا أعنيه أنه قام بخطته هذه من دون تفكير مسبق ، لقد ظهرت كاندل من العدم وبالصدفة البحته في مملكة الغابة ،، أتقولين أن لديه وسيلة ليعرف المستقبل وأن فتاة من عالم آخر تدعى كاندل ستأتي وتحل المشكلة ؟ لقد إخترع مشكلة ، ليس لها حل ، على الأقل هو لم يشرح أو يوضح خطته الأخرى في حاله ( لم تظهر كاندل ) ، فخطته الأساسية ماذا كانت ؟ قام بتسميم الملكة يريد لكلاود ونيرسيس أن يستسلما له ويحتل مملكة الغابة ، هذا يعني أنه يعرف تمام الثقةةة أنهما لا يعرفان الوسيلة لتحريك العجلة وإعادة تنظيم المياه ، فأراد إبتزازهما من هذه الناحية ، لنقل أنهما إستسلما فعلاً ، وإستطاع كيولي إحتلال مملكة الغابة ، ماذا كان سيفعل عندها ؟ لم يشرح أو يقل أي شيء بهذا الشأن لهذا أحسست بأنه كالغبي يريد عمل الفوضى والمشاكل لأجل أن تحتوي القصة على فوضى ومشاكل وحسب ! :em_1f62b: ربما كانت خطته إيقاظ الملكة ثم تهديدها بحياة ولديها أو ما شابه حتا تخبره بالسر ، لا ندري ،، كونها قصة طفولية لا يهم كما قلت سابقاً ، .. ولكني لست طفلة وأريد تفسيراً :e106: :em_1f606: بالأخص أنكِ قلتي لي رغبتك في جعلها قصة أعمق ، وأصبتني بحسرة بعدم فعلك ذلك ! ما المشكلة في ضيق الوقت ؟ إن كنتي وضعتها كنا سننتظر ، بالأخص أن الإنتظار في حالتك ستتم مكافؤته بقصة ذات خيال مميز وتفكير عميق بالبنية التأسيسية للقصة :e415: أريد ان أعرف ماذا كان يدور في خلدك من البداية ، دعينا من كونها طفولية ولنترك النقاش في حدودها :em_1f634:

أوه ، أظن أني لم أوصل الفكرة هنا أيضا ..
كيولي لم يكن يعرف أن كلاود ونيرسس لا يعرفان سر تحريك العجلة ، لهذا سمم الوالدة ليستخدمها هي كوسيلة للضغط عليهم ، لكنه عندما اكتشف عجزهما تراجع عما خطط له، لكنه بالتأكيد لن يرسل الترياق مع باقة أزهار واعتذار رسمي :ضحكة: لقد أبقاها على حالها لعل شيئا استجد في المستقبل ، وبالمصادفة وبالمصادفة فقط عرف عن كاندل بعد الحفل ، أعني لقد قلت إنه لم يطلبها إلا عندما اكتشف قدرتها ، ولو لم تظهر كاندل لكنت فكرت في حبكة أخرى :ضحكة: ..
كما قلت أراد مفتاح العجلة ، بذلك يتحكم بالماء ، يخوض حرب على المملكة ، يقضي على الأسرة الحاكمة ويترأس الحكم فلا أحد سيمنعه وهذا ما أراده ورسم له في خياله لكنه لم يحصل :D ..


لا يوجد الكثير للنقاش في الرياضيات ، هي مسألة بها معطيات إجمعيها وقومي بإتباع الحل كما يظهر لك ، أعني لا يوجد كثير للنقاش بمجرد أن تكتشفي المعطى ، :em_1f635: لكن تعالي لنناقش الفيزياء :em_1f62b: ياا للهول :em_1f62b::em_1f62b::em_1f62b:
الرياضيات أسوأ من هذا بكثير ، أحيانا يلعب المعطى لعبة الاختباء فلا تجدينه هههههه
الفيزياء من نفس العائلة لكنها أكثر مرحا .


وأنا أشكرك على كتابتها وأشكر نفسي أنني وضعت رد حجز وأشكر نفسي أكثر لأني لم أتجاهله وأصررت على العودة للإكمال يعني الحمد لله طلع عندي كرامه :em_1f607:
وأنا أشكرك لعودتك ، وأشكرك على اهتمامك بالتفاصيل ، وأشكرك أنك اعتبرتها شيء يستحق النقاش حوله وليست خزعبلات فارغة ، وأشكرك لأنك شكرتني ، وأشكرك أنك شكرتي نفسك ، و... أوك خلص سكتت ههههه .

قصتك جلبت الكثير من الأفكار لرأسي ولكم أردت فرصة لكتابة قصة خيالية انا بنفسي لأتفنن لكن ليس الوقت مناسباً :em_1f62b: لذا شكرا على الدفعه الإيجابية والإبداعية التي ملأتنا بها :e418: وواصلي إبداااعك :e418:
سأنتظر حلول ذلك الوقت المناسب ، لكن لا تسحبي على الفكرة ، وأرسلي لي عندما تخرجينها إلى النور ، سأنتظرها ^^
شكرا لك ، سأفعل إن شاء الله ..
رعاك الله يا جميلة :قلوووب:

Ļonely Ęlite
14-04-2016, 21:17
وااااو ، روووعه
لم انهها كلها ، لكني اعجبت جداا بالقصة ، كاندل اسمها لطيف جداااا ::سعادة::
جريني جني طيب ^^
عالم الاقزام هذا رااائع ، و سأتوغل به مرة أخرى لأكماله ،
عزيزتي وايت دريم لك مخيلة خصبة و راائعة جدا اهنئك عليها :أوو:

.. لي عودة أخرى ^^

ice_blue_eyes
02-05-2016, 12:11
أحببت نقاشنا جداً ولا شيء أزيده ،
لا أزال أنتظر قصة مملكة الصحراء ههههه
مبروك التثبيت تستااهلين :e106:

white dream
02-05-2016, 22:02
وااااو ، روووعه
لم انهها كلها ، لكني اعجبت جداا بالقصة ، كاندل اسمها لطيف جداااا ::سعادة::
جريني جني طيب ^^
عالم الاقزام هذا رااائع ، و سأتوغل به مرة أخرى لأكماله ،
عزيزتي وايت دريم لك مخيلة خصبة و راائعة جدا اهنئك عليها :أوو:

.. لي عودة أخرى ^^





شكرا لمرورك الجميل عزيزتي ..
أسعدني أنها راقت لك واستمتعت بولوج عوالم طفولية مرة أخرى . ههههههـ ..
في انتظار عودتك ::جيد::

white dream
02-05-2016, 22:05
أحببت نقاشنا جداً ولا شيء أزيده ،
لا أزال أنتظر قصة مملكة الصحراء ههههه
مبروك التثبيت تستااهلين :e106:


يا إلـهي آيسو .. كنتُ أدرس بكل براءة وإذا بي أرى ردك فتحول عقلي تلقائيا من الطُفيل الأمريكي إلى البحث عن حبكة للرواية ..
ههههههههـ لقد أدخلت هذه الفكرة في رأسي بنجاح فانتظري العواقب الآن !!
سلمتِ عزيزتي :قلوووب: الله يبارك فيك :أوو:

مجوكـهـ
03-05-2016, 08:27
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حالكِ؟
أتمنى أن تكونِ بألف خير ^^

عذراً على التأخير في تلبية الدعوة :غياب:
لكن الأيام تجري بسرعـــــة شديدة جداً
وأيضاً القصة كانت تبدو طويلة حقاً.. فعندما أفتح عدة قصص قصيرة لأقراءها
فأرتبهم جميعهم على حسب الطول.. وتكون هي من الأخيرات =="
لكنني يوم أمس اخترت فتحها أولاً :أوو: كانت جميلة جداً ولم أتوقع من العنوان أن تكون هكذا
كانت حقاً خيالية ومرحة

أعجبتني الممالك والكائنات اللطيفة فيها، حتى كيولي أعجبني اسمه :لعق: :ضحكة:

وظننت أن كلاود حقاً سيغضب في أي من المرات التي ظهر فيها، كنت أحبس أنفاسي.. بإنتظاره ليقول شيئاً
لكنه يشكرها ويحيها.. دون أن يغضب:ضحكة:
لم أتوقعه أن يقوم هو بمراقصة كاندل :أوو:

كاندل، لم أتوقع أن تكون في الخامسة عشر من عمرها، ظننتها أكبر في البداية

نيرسس، جيد أنها لم تكن من الأميرات ذوات المزاج المزعج:غول:

زوجة والد كاندل، أشعر.. ولا أعلم إن كان شعوري صحيحاً.. بأنها طيبة مع كاندل، لكن كاندل لم تفهمها.. وظلت تفسر الأشياء بطريقة تفكيرها ظناً منها أن زوجة أبيها تكرهها أو لا تريد الاعتناء بها.. :لعق::مرتبك:

جريني، هو الآخر لم أتوقع عمره :ضحكة: توقعته كبيراً لكن ليس إلى هذا الحد. كان لطيفاً مع كاندل :أوو:

أحببت جميع الشخصيات والأحداث كانت مثيرة إلى حدٍ ما
وقد أجبرني كل شيء فيها على إكمالها دفعة واحدة :لعق:

+ مبروك التثبيت ::سعادة::

بإنتظار بارت جديد في هي هو والخوف ^^ :مرتبك:
في أمان الله ورعايته وحفظه

white dream
06-05-2016, 18:35
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حالكِ؟
أتمنى أن تكونِ بألف خير ^^
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
الحمد لله بخير ، كيف حالك أنتِ ؟.

عذراً على التأخير في تلبية الدعوة :غياب:
لكن الأيام تجري بسرعـــــة شديدة جداً
وأيضاً القصة كانت تبدو طويلة حقاً.. فعندما أفتح عدة قصص قصيرة لأقراءها
فأرتبهم جميعهم على حسب الطول.. وتكون هي من الأخيرات =="
لكنني يوم أمس اخترت فتحها أولاً :أوو: كانت جميلة جداً ولم أتوقع من العنوان أن تكون هكذا
كانت حقاً خيالية ومرحة
أوه .. لا بأس لكل ظروفه التي تقيده ، سعيدة أنك عدتِ وأنها لم تخيب أملك ^^

أعجبتني الممالك والكائنات اللطيفة فيها، حتى كيولي أعجبني اسمه :لعق: :ضحكة:

وظننت أن كلاود حقاً سيغضب في أي من المرات التي ظهر فيها، كنت أحبس أنفاسي.. بإنتظاره ليقول شيئاً
لكنه يشكرها ويحيها.. دون أن يغضب:ضحكة:
نعم .. بذكر ذللك أنا أتساءل لما لم أغضبه .. هههههه

لم أتوقعه أن يقوم هو بمراقصة كاندل :أوو:

كاندل، لم أتوقع أن تكون في الخامسة عشر من عمرها، ظننتها أكبر في البداية

نيرسس، جيد أنها لم تكن من الأميرات ذوات المزاج المزعج:غول:

زوجة والد كاندل، أشعر.. ولا أعلم إن كان شعوري صحيحاً.. بأنها طيبة مع كاندل، لكن كاندل لم تفهمها.. وظلت تفسر الأشياء بطريقة تفكيرها ظناً منها أن زوجة أبيها تكرهها أو لا تريد الاعتناء بها.. :لعق::مرتبك:

جريني، هو الآخر لم أتوقع عمره :ضحكة: توقعته كبيراً لكن ليس إلى هذا الحد. كان لطيفاً مع كاندل :أوو:

أحببت جميع الشخصيات والأحداث كانت مثيرة إلى حدٍ ما
وقد أجبرني كل شيء فيها على إكمالها دفعة واحدة :لعق:
أوه .. سعيدة أنها راقت لك ، وأنها لم تكون دون المستوى ..

+ مبروك التثبيت ::سعادة::
سلمتِ :قلوووب: الله يبارك فيكِ ..

بإنتظار بارت جديد في هي هو والخوف ^^ :مرتبك:
في أمان الله ورعايته وحفظه





ههههههه إن شاء الله .. سأبذل جهدي كي انزله هذه السنة :هرب: ..
شكرا لردك الجميل جوجو ^^ ..
رعاك الله وأسعدك كما اسعدتني به :قلووووب :

ice_blue_eyes
09-05-2016, 12:01
أهلاااا وسهلاً :e106: :e106:
طيب شروطي ،،
مابي الأميرين يطلعون نيرسيس وأخوها :Samjoon:
وهل بتخلينها قصة أطفال أم لا ؟ :e106:
تأكدي إني أنتظرك يا وايتوو :em_1f60e: