PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : [ خاطرة ] أًمي .. أَبي .. أهديكُما نَجمة ~



في الخفايآ
20-02-2016, 16:02
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ~



http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=2128329&d=1462198317



" أنا .. عابرة سبيل في فضاء واسع مليء بأجسام منيرة تطوف من حولي ، اتخذت من الكتابة لعبة اتسلى بها عندما يجتاح الفراغ عقلي ، فارجوا ان تعجبكم كلماتي البسيطة و عباراتي المتواضعة ، و يجدر بي التنبيه الى انني لست بكاتبة ماهرة ، لا أضع نفسي حتى في قائمة الكتاب ... "

لست ممكن يكتبن المقدمات بسهولة .. فأعذروا كلماتي البسيطة في الأعلى ..

كنت قد ترددت كثيرًا قبل أن اتخاذي القرار بأن اعرض بعضا مما كتبت عليكم .. جزء مني أراد عرض ما أخفيت في صفحات كتابي لمدة طويلة .. و الجزء اللآخر كان يمنعني من ذلك .. ربما لأنني لست إلا هاوية أمام حشد من الكتاب الموهوبين في هذا الموقع .. و لكن .. أنا هنا الآن ..

في الخفايآ
20-02-2016, 16:09
مِما خَطه قَلمي .. أُمي .. أَبي .. أُهديكُما نَجمةْ ..

دقت الساعة الثامنة مساء .. فهرعت الصغيرة الى الخارج تحتضن بين كفيها الصغيرين بطانية قرمزية اللون تجرها وراءها مع وسادة زغبة لتريح رأسها عليها ، فرشت البطانية في ساحة منزلها الصغير ، و أراحت رأسها على الوسادة ثم جالت بنظرها الى السماء المظلمة من فوقها ، راحت تبحث عن درة في السماء ، نجمة لطالما حلمت بالوصول اليها ، كانت الوحيدة التي تراها في سماء المدينة ، ترسل لها ابتسامات خجلة و قبلات و امنيات ، و احيانا ينضم اليهم القمر ، يسمع همساتهم الخفية ، و يسهر معهم الليالي ، و ليلها الطويل مع النجمة يمتد فقط الى موعد نومها في العاشرة ، فهي بالاخير لا تزال طفلة ! قطع حديثها مع صديقتها النجمة و القمر الذي انضم اليهم مِن بضع ليال ابوها الذي أخذ مكانه بجانبها ، ثم أمسك بيدها ، و همس في اذنها “ تريدين ان تصلي اليها يا ابنتي ؟ ” ، فأومأت موافقة ، و همت واقفة ترفع كفيها الى السماء ، ثم و في لمحة بصر رفع جسمها الصغير ليستقر على كتفي ابيها ، و حاولت يائسة ان تمد كفيها لتصل الى صديقتها النجمة ، و لكن و كما في كل مرة تحاول ، عجزت يديها الصغيرتين ان تلمس أطراف السماء ، فتنهدت ، و عقدت العزم ان تصل اليها المرة القادمة ، و يصل عقرب الساعة الى العاشرة ، فتحمل بطانيتها و وسادتها مجددا ، و تعود الى غرفتها و في قلبها أمل بغد تحقق فيه أحلامها ، و كما تمر الساعات ، مرت السنوات ، طال شعر الطفلة ، أصبحت صبية في عمر الزهور ، و لم يعد لها وقت لتهمس للنجمة ، فكانت فقط تلقي عليها التحية من نافذة غرفتها كل ليلة ، و مع ذلك ، قلبها كان معلقا بها ، و مرت السنوات ، و أصبحت الصبية امرأة ينبع منها الرقي ، و لكن وميض من الطفولة كان لا يزال مضيئا في قلبها ، و ذات يوم ، مدت كفها الى السماء ، ابوها لم يعد يحملها على كتفيه ، فقد أرهقه الزمان و ساد الشيب شعره ، حركت أصابعها راجية ، و كأن النجمة استمعت لها فاقتربت لتصبح بين كفيها ، فابتسمت المرأة ، و أحكمت أصابعها على صديقتها دون ان تجرحها ، ثم خطت الى الداخل حيث جلس ابوها و أمها ، و جلست هي بدورها قبالهم ، ثم فتحت كفيها و همست “ أمي .. أبي .. اهديكما نجمة ” .