PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : [ قصة قصيرة ] الوجه الآخر - { يناير الرعب }



Rose Black
30-01-2016, 20:43
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
أخيرا انتهيت من اختباراتي الجامعية و التي كانت كارثية ، أتمنى أن يسعفني الحظ و أتخطاها
لقد لمحت فكرة الشهر وسط الامتحانات و أعجبتني كثيرا ، وقد قررت ان أكتب قصة قصيرة لا ترقى لما أريده لأنني كتبتها في وقت قصير اليوم ، ساعتين تقريبا ، وقد أسرعت لأضعها قبل نهاية الشهر ، كنت قد خططت لكتابتها قبلا ولكن ما عساي أقول ، الفكرة الحبكة و الأحداث كلها تتالت علي اليوم مساءً ، أول مرة أكتب شيئا بهذا القصر و في هذه السرعة ، قصة قد غلبني النعاس عدة مرات و أنا أكتبها و كم تمنيت ان تكون أطول من هذا ولكن لا بأس.
لا اعلم إن كنتم ستفهمون المغزى منها ، أو أين يكمن الرعب بالضبط ، ولكن أتمنى أن تكون جيدة بالرغم من كل شيئ.


الوجه الآخر


أننت بخفوت و فتحت عيني بتعب ، الغرفة غارقة في الظلام الهدوء الذي يخترقه صوت دقات الساعة الموضوعة على الطاولة بجانبي ، شعرت بالغطاء يرتفع من الجهة الأخرى للسرير ثم شخص ما يستلقي بجانبي و يعدل الغطاء من جديد ، تمتمت بتعب :
- سيزر ، لقد تأخرتِ اليوم .
مدت يدها مربتة على رأسي بلطف و قالت :
- آسفة ماريا ، لقد كان على الاهتمام بأكثر من واحد هذه المرة .
مددت يدي من تحت الغطاء بانزعاج و أطفأت المنبه ، تمططت بكسل ثم قمت و ذهبت لدورة المياه و بعد أن غسلت وجهي و فمي ذهبت للمطبخ حيث وجدت سيزر قد انتهت لتوها من تحضير الفطور ، ابتسمت بلطف :
- صباح الخير ماريا ، هل نمت جيدا ؟
أومأت لها بنعم و سحبت الكرسي لأجلس و أبدأ بالأكل ، تفحصت سيزر لبرهة ، لقد ازدادت اتساخا عن الأمس ، و كل يوم يمضي تزداد معه قذارة و لكنها صديقتي الوحيدة في هذا العالم فأنا شخص منزوٍ و منطوي لا أتحدث أبدا و أستخدم الاشارة في الاجابة عن أي شيء كلما كان ذلك ممكنا ، لا أشارك في أي نشاطات جماعية و أتحاشى التجمعات ، لا أدري كيف أصبحت كذلك ، ولا أتذكر حتى كيف و متى قابلتها ، ما أذكره هو أنني معها منذ زمن طويل جدا ، شكرتها على الطعام و ذهبت الى غرفتي لأغير ثيابي و أذهب للجامعة ، أغلقت خزانة الملابس و وقفت أمام المرآة أحدق بنفسي ، إن سيزر تقف بجانبي صامتة ، على ذكر هذا إنها تذهب إلى أي مكان أذهب إليه ، ترافقني طوال الليل و النهار ، ما عدا فترة قصيرة ليلا تذهب فيها لإنجاز بعض الأعمال التي تخبرني بأنها لحمايتي ثم تعود ، نظرت نحوها عبر المرآة و تفحصتها ، لا تزال ترتدي ذات الفستان الأبيض القصير الذي يشبه قمصان المستشفيات و الذي لم تغيره مطلقا منذ عرفتها ، الفرق الوحيد الموجود هو أنه يوم إلتقينا كانت سيزر بيضاء بشكل يؤلم الأعين ، كانت لطيفة جدا ، فتاة متوسطة الطول تقريبا بطولي ، شعر أسود يصل لكتفيها ، بشرة بيضاء نقية كالثلج و وجه طفولي جميل ، أما الآن لم يتغير شيئ سوى أنها متسخة : وجهها ، يديها ، ملابسها ، كل شئ و كل يوم تزداد اتساخا أكثر من اليوم الذي مر ، إنها مغطاة بالدماء ، مددت يدي ماسدة على خدها :
- سيزر ، لقد استحممت أليس كذلك ؟
ألقت نظرة سريعة على نفسها ثم ابتسمت :
- آوه أجل ، ولكنها كالعادة إنها لا تزول .
حككت وجنتها بقوة لأتأكد ، منظرها أصبح مشوها بسبب هذه الدماء ، و إنه لأمر غريب أنها لا تختفي ، أمسكت يدي بلطف قائلة :
- لا بأس ماريا ، لا يهمني الأمر كثيرا طالما أنك بخير ، أنتِ التي تهمينني و بما أنك الوحيدة التي تستطيع رؤيتي و الحديث معي ، فلا أهتم .
ابتسمت لها و همهمت بخفوت و تابعت ارتداء ملابسي، لا أعرف إن كانت شبحا أو روحا ، أنا حقا لا أعلم ماهيتها و ماهي حكايتها ، أنا فقط لا أخاف منها و تعايشت معها ، فكما اعتدت منذ لقائي بها ، كنت الوحيدة التي تراها و تسمعها ، رغم أنها بجانبي دائما إلا أنه لا أحد لاحظها غيري . مشيت بين ممرات الجامعة بسرعة أريد الوصول إلى قاعة المحاضرات ، كم أكره الزحام و هذا الضجيج النتن ، تأوهت بألم بينما تبعثرت أغراضي على الأرض إثر اصطدامي بشخص ما و سقوطي :
- عمياء ، ألا ترين أمامك أيتها الحمقاء ؟
ارتديت نظارتي الطبية و رفعت رأسي لأواجه جينا ، الطالبة الأكثر شعبية في الجامعة ، نفضت ملابسي و لملمت أشياء و أنا أتمتم بالاعتذار بينما دفعتنى هي مرة أخرى لاصطدم بالحائط ثم مضت وسط ضحكات ، نظرت نحوها بهدوء و اتجهت إلى محاضرتي .
همست سيزر بجانبي :
- لقد صرخت بوجهك و دفعتك ؟ سوف أحميك و أجعلها تدفع الثمن .
- أنا أعرف ، انا أثق بك.
نظرت إلى ساعة يدي و قد بدا الملل يظهر علي ، لم أكن أريد المجئ على كل حال ، و لكن سيزر أجبرتني على القدوم و المرح معها كما تقول ، و كما توقعت سرعان ما مللت فقلت :
سيزر ، إنها الواحدة صباحا ، ألم تنتهي من اللعب بعد لقد مللت .
ضحكت بخفوت قائلة :
- لا لازال هناك واحد أخير سننهيه ثم نذهب .
تمتمت :
- لقد تعبت أريد ان أنام.
- ماريا ، قليلا فقط و سنعود للمنزل لتنامي .
جلست بملل أراقبها وهي تعبث بالجثة الأخيرة التي كانت لجينا ، أتاني صوتها المرح :
- آه كان قرارا حكيما تركك للتحلية ، جعلك تشاهدين موت أصدقائك يجعل طعمك ألذ .
راقبتها و هي تنهي عملها بهدوء قبل أن نعود إلى البيت ، هذه المرة سيزر قد قتلت أربعة أشخاص ، دم اليوم قد غطى ما تبقى منها عدا عينيها ، احتضنتها بحزن :
- أنا اسفة ، بسببي أنت هكذا .
زادت من احتضاني :
- لا أبدا ، أنا أفعل هذا بإرادتي فلا تقلقي .
أنا فقط أتذكر تلك الليلة حين عدنا للبيت معا ، وقد وقفنا أمام المرآة كما كنا نفعل دوما ، وتحدثنا كثيرا أيضا ، ربما نمنا عندما تخطت الساعة الرابعة صباحا ، أذكر جيدا منظر سيزر المغطى بالدماء و عيناها البريئتان قبل أن تختفي تحت الدماء ، ولكن كيف وصلنا إلى هنا ، إلى هذه القاعة ، قد مسح من ذاكرتي تماما ، حدقت لسيزر الجالسة بجانبي في هذا القفص الحديدي متسائلة :
- ألا تذكرين ما الذي حدث .
هزت رأسها نفيا ، و أجفلنا حين سمعنا اسمي على الراديو القديم الموضوع خلف القضبان :
- تم القبض بالأمس على القاتل المتسلسل الذي تسبب بالذعر للمدينة كل هذه الست سنوات ، و تقول مصادرنا بأن القاتل ماريا سميث ذات السابعة عشر ربيعا هي التي كانت تقوم بكل هذه الممارسات الوحشية بكل برودة ، ......
جحضت عيناي لفترة و تمتمت:
- أنا ؟؟ ولكن ، سيزر ؟
احتضنتني من الخلف برقة و همست :
- لا بأس ماريا ، لطالما أخبرتك بأنني سأحميك و سأفعل هذا دائما ، أنت ستبقين نظيفة تماما كما كنت و سأتحمل أنا كل تلك الدماء لأجلك ، لا تقلقي سأبقى معك للأبد فأنا وجهك الآخر، أنا هي أنت .
لقد كان ذلك أنا طوال الوقت ، كنت انا ، ولا بد أن سيزر هي مخيلتي .
شكرا لك سيزر على حمايتك لي طوال هذا الوقت .

سكون ~
30-01-2016, 22:14
يعيش يناير

Asaiamo
30-01-2016, 22:49
يا إلهي
لا استطيع سوا الغضب لاجل ماريا
اوو سيزر ليست المخطأة في هذا الوضع
ولا ماريا ايضاً
من اخطئ لدرجة ان يستحق الموت على يدي فتاة فخطأه اكبر

اشكرك على قصتك اللطيفة
واتمنى ان تنجي من دوامة الاختبارات
فهي وحدها رعب ههههه

Rose Black
31-01-2016, 19:11
يعيش يناير
يعيش :e415:

Rose Black
31-01-2016, 19:13
يا إلهي
لا استطيع سوا الغضب لاجل ماريا
اوو سيزر ليست المخطأة في هذا الوضع
ولا ماريا ايضاً
من اخطئ لدرجة ان يستحق الموت على يدي فتاة فخطأه اكبر

اشكرك على قصتك اللطيفة
واتمنى ان تنجي من دوامة الاختبارات
فهي وحدها رعب ههههه

كم أتمنى هذا ، و إلا قضي علي :e107::e411: إنها اختبارات ملعونة تبا لها :e058:
القصة لا تحتوي على ما أردته حقا لذا لا أطلب بأن تفهموها بشكل جيد
يكفي أنها لطيفة كما وصفت
شكرا لك :e056:

Laya Chan
26-02-2016, 20:26
لا أعلم إن كانت النهاية حزينة أم سعيدة فأنا لم أفهم ذلك الجزء كثيراً :e40b: ،،
كيف قبضوا عليها وهي في مكان آخر تستمع للراديو ؟؟ :em_1f610: ،،
على أي حال ،،
حاولت فهم ما استطعت وقد تمكنت من فهم أكثر الأجزاء :e404: ،،
أسلوبك جميل جداً وقد استمتعت كثيراً به ،،
في حفظ الباري ~

Rose Black
29-02-2016, 19:37
لا أعلم إن كانت النهاية حزينة أم سعيدة فأنا لم أفهم ذلك الجزء كثيراً :e40b: ،،
كيف قبضوا عليها وهي في مكان آخر تستمع للراديو ؟؟ :em_1f610: ،،
على أي حال ،،
حاولت فهم ما استطعت وقد تمكنت من فهم أكثر الأجزاء :e404: ،،
أسلوبك جميل جداً وقد استمتعت كثيراً به ،،
في حفظ الباري ~
همم بالنسبة للنهاية لا يمكنني الجزم لك إن كانت بالسعيدة أو الحزينة فلكل واحد وجهة نظره الخاصة
فبالنسبة لي تعد نهاية منطقية بعض الشيء ، فبعد كل ما حصل الفتاة قد قتلت العديد من الاشخاص و ارتكبت جرائمها بكل برود و وحشية رغم أن دافعها مخفي و لم أتطرق للحديث عنه أبدا بداخل القصة .
بالنسبة لسؤالك عن كيف قبضو عليها و هي تستمع للراديو في مكان آخر فهو كالتالي :
بكل بساطة هي كانت جالسة في زنزانتها عندما سمعت صوت الراديو ، لأن الراديو كان موضوعا في ممر السجن حيث يجلس الحارس ، طبعا فالحارس يستعمله أحيانا ليبعد عنه الملل في مهنته الرتيبة هذه .
بالنسبة للكثير من الغموض المحيط بالقصة فقد تعمدته رغم أنها قد لا تكون مفهومة كثيرا ، فكل الحكاية هي أن الفتاة تعاني من مرض نفسي انفصام الشخصية و طوال الوقت كانت تعتقد بأن سيزر هي شخص آخر بينما في الواقع سيزر و الفتاة شخص واحد ، و قد صورت سيزر في النهاية على أنه ضميرها الميت الملطخ بالدماء التي لا تزول مطلقا أعتقد بأنني أشرت لهذه النقطة و لمحت لها في البداية .
سرني كثيرا أن ما كتبته على عجل قد راق لك و استمتعت به
شكرا لك
دمتي