هيروشي...1436
30-11-2015, 10:58
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اعذروني لا أجيد المقدمات سابدأ بالموضوع مباشرةً
الإسلام يخرجنا من الظلمات إلى النور...
أشرق فجر الإسلام بنوره وعقيدته السمحة ومبادئه السامية ليزيح غياهب الظلمات
ويخرج الناس من عتمة الكفر والعبودية، إلى نور الرحمة والعدل الإلهي، ومما تجدر الإشارة
إليه أن أعداء الإسلام يسعون بشتى الطرق إلى تشويهه من خلال تصويره دين حرب ودماء
وعبودية شجعهم على ذلك تصرفات أدعياء الإسلام من المأجورين لتشويه صورته السمحة،
لذا كان لابدّ لنا من أن نعرض عليكم - اخواني واخواتي - بعضاً من سمات المجتمعات في
الجاهلية ونقارن بينها وبين ماجاء به الإسلام لردّ شبهات الأعداء إلى نحورهم.
.....................................
اتسمت مجتمعات ماقبل الإسلام الجاهلية بما يأتي:
أولا: الضلال العقائدي. فكانت عباداتها على النحو الآتي:
أ. عبادة الأصنام: وتتمثل بتقديسها والتقرب إليها بالنذور وتقديم القرابين لها، وتعدّ
مكة من أهم مراكز عبادة الأصنام في الجزيرة العربية آنذاك، كما تعدّ قريش إلابني
هاشم أهم قبيلة عربية إبراهيمية تدعو إلى عبادة الأصنام.
ب . عبادة الملوك: وتتمثل بتقديس أوامرهم وجعلها دينا وقانونا يؤخذ به سواء كانوا
أحياءً أو أمواتًا، وتعدّ المدائن في العراق عاصمة الفرس الساسانيين الزرادشيين ، من
أهم مراكز عبادة الملوك آنذاك.
ج . عبادة الأحبار )علماء اليهود( والرهبان )علماء النصارى(: وتتمثل بتقديس
أوامرهم وتشريعاتهم أحياء وأمواتاً مع وضوح مخالفتها لكتب الله وسنن أنبيائه، وتُعَدُّ
يثرب واليمن والكِفْل قرب الحيرة في العراق آنذاك من أهم مراكز اليهودية، وكذلك
كانت نجران والحيرة والشام والحبشة من أهم مراكز النصرانية
د. عبادة الشهوات من الأموال والنساء والأولاد: فكانوا أُسارى لشهواتهم
ورغباتهم دون ضابط، مع شحٍّ وبخل شديد وكان الرجل يتزوج من النساء قدر مايشاء وله
من الإماء والجواري مالا يعدّ ولاسيما إذا كان غنياً.
وجاء الإسلام ليُحرر الإنسانية من عبادة الطاغوت والحجارة إلى عبادة سامية، عبادة
القادر الواحد الأحد الذي يستدل عليه بعظمة خلقه وقدرته التي يعجز عنها جميع خلقه
وقال تعالى: "وأن أقم وجهك للدين حنيفا ولا تكونن من المشركين"يونس: ١٠
وقال تعالى((وَإِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ)البقرة: ١
وحرر الإنسان من الخضوع إلى عبودية السلطان فأمر بأعظم الجهاد فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : )أعظم الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر(، وحرره من عبودية المال فأمر
بالإنفاق والصدقة ليهذب النفوس ويسدّ حاجة المحتاجين، قال تعالى(إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ )التوبة:
وحرّر الإنسان من عبودية الشهوات فأمر بالتزويج، وحرَّم الزنا فأبعد رقَّ السفاح. فقال
تعالى(وَلاَ تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً " (الإسراء:32))
فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم (من استطاع الباءة منكم فليتزوج(. وحرَّم الله تعالى الزنا لما له من آثار وخيمة في
الأبناء والأنساب والأعراض ومخاطر على النفس.
..........................
ثانياً: الضلال الاجتماعي
الذي تمثل بصور شتى منها :
-1 كثرة الحروب والاقتتال لأتفه الأمور :
فكانت حياتهم تتسم بالقسوة والغلظة والتقاتل فلقد كان الناس في الجاهلية قبل
الإسلام قبائل متنازعة متناحرة، لا همَّ لها إ المفاخرة والتعالي بعضهم على بعض، تشتعل
الحرب بينهم لأتفه أمر، وقد تستمر الحرب بينهم لعشرات السنوات لأجل ناقة - على
سبيل المثال - كما حصل في حرب البسوس التي استمرت أربعين سنة بين تغلب وبكر؛
لأن كليب بن ربيعة التغلبي قتل ناقة البسوس خالة جساس بن مرّة الكلبي.
وحرب داحس والغبراء التي كانت بين قبيلتي عبس وذبيان، لخلاف على سباق خيل
بين فرسين - وهما داحس والغبراء - واستمرت هذه الحرب أربعين سنة أيضاً.
في حين جاء الإسلام يأمر بالسلم والسلام ودفع الظلم قال تعالى
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ(208) ﴾. (سورة البقرة )
وحرّم الله تعالى الدماء، وأوجب القصاص على القاتل ليكون رادعاً.
قال تعالى:{وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا}.الإسراء
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع : )إنّما دماؤكم حرام كحرمة يومكم هذا(.
فشعَّ نور الإسلام في قلوب أولئك القوم وقلب أفعالهم وأقوالهم رأساً على عقب
فاستيقظوا بعد الضلالة والعمى، وأدركوا أن التآخي في الله ليس مجرّد شعار في كلمة
يجرونها على ألسنتهم وتتناقلها أفواههم وإنما هو حقيقة عملية يتصل بواقع الحياة، وبكل
أوجه العلاقات القائمة من تعاون وتناصر، وتناصح وإيثار ومحبة، وقد قام بتطبيق ذلك
تطبيقاً عملياً كل من المهاجرين والأنصار، رضوان الله عليهم، ثم تبعهم على ذلك عامة
المسلمين على درجات متفاوتة.
2-وأد البنات وقتل الأولاد
وصل الفساد في الجاهلية إلى أن يعادي الإنسان منهم ابنته، فلذة كبده، فيقتلها موالاة
لعرف بعض القبائل، ولكسب رضا العشيرة والقبيلة، وخوفا من شماتتها وعدائها أو خوفاً
من العار أو الفقر، فجاء الإسلام ليمحو هذا الظلم فحرَّم وأد البنات، قال تعالى:
( وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأيّ ذَنْبٍ قُتلَتْ ) التكوير:
ولم يقتصر قتلهم على البنات بل شمل الذكور أيضاً، يدفعهم الفقر إلى ذلك، فجاء الإسلام
ليحرَّم هذا الفعل الشنيع ويطمئن الناس بأن الله تعالى سيرزقهم ما يسدّ حاجاتهم، قال
تعالى:وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ )الأنعام
-3 نظرتهم الدونية للمرأة :
فقد حرموها من أبسط حقوقها فكانت النساء تعاني الأمرّين، من ذلك ما أشار اليه القرآن
الكريم في سورة الانعام قال تعالى:وَقَالُوا مَا فِي بُطُونِ هَٰذِهِ الْأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِّذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَىٰ أَزْوَاجِنَا ۖ وَإِن يَكُن مَّيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكَاءُ ۚ سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ ۚ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (الانعام139)
فهذه الآيات تبيّن بشاعة أعمالهم ومعتقداتهم فحتى الطعام كانوا يحلونه لأنفسهم
ويحرّمونه على النساء.
فمن صفحات العار على البشرية، أن تعامل المرأة على أنها ليست من البشر، فلم تمر
حضارة من الحضارات الغابرة، إلاّ وسقت المرأة ألوان العذاب، وأصناف الظلم والقهر.
فعند الإغريق قالوا عنها: شجرة مسمومة، وقالوا: هي رجس من عمل الشيطان، وتباع
كأيّ سلعة متاع.
وعند الرومان قالوا عنها: ليس لها روح، وكان من صور عذابها أن يصب عليها الزيت
الحار، وتسحب بالخيول حتى الموت.
وعند الصينيين قالوا عنها: مياه مؤلمة تغسل السعادة ، وللصيني الحق أن يدفن زوجته
حيّة، وإذا مات حقّ لأهله أن يرثوه فيها
وعند الهنود قالوا عنها: ليس الموت، والجحيم، والسم، والأفاعي، والنار، أسوأ من
المرأة، بل وليس للمرأة الحقّ عند الهنود أن تعيش بعد ممات زوجها، بل يجب أن تحرق
معه.
وعند اليهود قالوا عنها: لعنة لأنها سبب الغواية، ونجسة في حال حيضها، ويجوز
لأبيها بيعها.
حتى أن الفرنسيين عقدوا مؤتمراً للبحث: هل تعدُّ المرأة إنساناً أم غير إنسان؟ !
وهل لها روح أم ليست لها روح؟ وإذا كانت لها روح فهل هي روح حيوانية أم روح
إنسانية؟ وإذا كانت روحاً إنسانية فهل هي على مستوى روح الرجل أم أدنى منها؟
وأخيراً قرروا أنَّها إنسان، ولكنها خلقت لخدمة الرجل فحسب. وأصدر البرلمان
الإنكليزي قراراً في عصر هنري الثامن ملك إنكلترا يحظر على المرأة أن تقرأ كتاب )العهد
الجديد( أي الإنجيل )المحرف(؛ لأنَّها نجسة.
وعند العرب في الجاهلية قبل الإسلام كانت المرأة تبغض بغض الموت ، بل يؤدي
الحال إلى وأدها، أي دفنها حية أو قذفها في بئر بصورة تذيب القلوب الميتة.
تحرير المرأة....
ثم جاءت رحمة الله المهداة إلى البشرية جمعاء ، بصفات غيرت وجه التاريخ القبيح،
لتخلق حياة لم تعهدها البشرية في حضاراتها قطّ ..
جاء الإسلام ليقول الله تعالى:...(( وَلَهُنَّ مِثلُ الَّذِي عَلَيهِنَّ بِالمَعرُوفِ ) ، البقرة: ٢
جاء الإسلام ليقول الله تعالى:...(وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ)
جاء الإسلام ليقول الله تعالى:...(وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ)البقرة: 236
جاء الإسلام ليقول الله تعالى:...(أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ)الطلاق: 6
جاء الإسلام ليقول الله تعالى: .(وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ)النساء: ٧
وجاء الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ليبين لنا مكانة المرأة.
فهو القائل ) صلى الله عليه وسلم ( استوصوابالنساء خيراً)
وهو القائل ) صلى الله عليه وسلم (: خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي)
وهناك الكثير والكثير من الأدلة والبراهين ، على أن الإسلام هو المحرر الحقيقي
لعبودية المرأة، أما الأدعياء الذين يصورون الإسلام سجن قيد المرأة بالحجاب، فهذا هراء
وانما أمر الإسلام بالحجاب
حفاظا عليها من ضعاف النفوس خوف تعرضهم لها بالقول والفعل السيّئ الذي يجرحها،
وحفاظا على أنوثتها المتمثلة في عفتها وخجلها لقد حفظ الإسلام حقوق المرأة جميعاً في
المعيشة والكسوة و في معاقبة من رماها بالفاحشة، من غير بيّنة بالجلد وحفظ حقها في
الميراث. أمّا مايثيره الأعداء كون الإسلامّ أقرّ لها نصف ما للرجل، فإنّ ذلك جاء لأن المرأة
غير مسؤولة شرعاً عن الإعالة والرجل هو المسؤول عن التكفّل بأمرها
ج - المعاملات المحرّمة
فقد سادت في تلك المجتمعات المعاملات الربوية والغزو والغارات واستباحة الحرمات
والسرقة والمقامرة من دون رادع وقد حرَّمها الإسلام جميعا. إن المقارنة بين معالم الضلال
في تلك المجتمعات وماجاء به الإسلام لايمكن حصرها، لذا يتيبن لكم - طلبتنا الأعزاء-
من هذا القليل عظمة الإسلام الذي يأمر بالعدل والإحسان والرحمة والإيثار والسلم، كما
يتضح لكم زيف ادعاءات أعداء الاسلام. وإنّ أي إساءة إلى الإسلام فهي ناجمة عن سلوك من
يدعي الانتساب إليه كَمَن يقتل ويقطع الطريق ويستبيح الحرمات فهؤلاء ليسوا من الإسلام
والإسلام منهم براء، لذا وجب علينا الدفاع عن الإسلام ممن يحاول النيل منه أو الإساءة
اليه، فلو التزمنا جميعا خُلق الإسلام وما أراده لنا لكنا الآن في عيش رغيد لاحرب ولا اقتتال
ولاجائع ولا محتاج فيه
وفي الخاتمة اتمنى انكم استفدتم من موضوعي
في امان الله وحفظه
اعذروني لا أجيد المقدمات سابدأ بالموضوع مباشرةً
الإسلام يخرجنا من الظلمات إلى النور...
أشرق فجر الإسلام بنوره وعقيدته السمحة ومبادئه السامية ليزيح غياهب الظلمات
ويخرج الناس من عتمة الكفر والعبودية، إلى نور الرحمة والعدل الإلهي، ومما تجدر الإشارة
إليه أن أعداء الإسلام يسعون بشتى الطرق إلى تشويهه من خلال تصويره دين حرب ودماء
وعبودية شجعهم على ذلك تصرفات أدعياء الإسلام من المأجورين لتشويه صورته السمحة،
لذا كان لابدّ لنا من أن نعرض عليكم - اخواني واخواتي - بعضاً من سمات المجتمعات في
الجاهلية ونقارن بينها وبين ماجاء به الإسلام لردّ شبهات الأعداء إلى نحورهم.
.....................................
اتسمت مجتمعات ماقبل الإسلام الجاهلية بما يأتي:
أولا: الضلال العقائدي. فكانت عباداتها على النحو الآتي:
أ. عبادة الأصنام: وتتمثل بتقديسها والتقرب إليها بالنذور وتقديم القرابين لها، وتعدّ
مكة من أهم مراكز عبادة الأصنام في الجزيرة العربية آنذاك، كما تعدّ قريش إلابني
هاشم أهم قبيلة عربية إبراهيمية تدعو إلى عبادة الأصنام.
ب . عبادة الملوك: وتتمثل بتقديس أوامرهم وجعلها دينا وقانونا يؤخذ به سواء كانوا
أحياءً أو أمواتًا، وتعدّ المدائن في العراق عاصمة الفرس الساسانيين الزرادشيين ، من
أهم مراكز عبادة الملوك آنذاك.
ج . عبادة الأحبار )علماء اليهود( والرهبان )علماء النصارى(: وتتمثل بتقديس
أوامرهم وتشريعاتهم أحياء وأمواتاً مع وضوح مخالفتها لكتب الله وسنن أنبيائه، وتُعَدُّ
يثرب واليمن والكِفْل قرب الحيرة في العراق آنذاك من أهم مراكز اليهودية، وكذلك
كانت نجران والحيرة والشام والحبشة من أهم مراكز النصرانية
د. عبادة الشهوات من الأموال والنساء والأولاد: فكانوا أُسارى لشهواتهم
ورغباتهم دون ضابط، مع شحٍّ وبخل شديد وكان الرجل يتزوج من النساء قدر مايشاء وله
من الإماء والجواري مالا يعدّ ولاسيما إذا كان غنياً.
وجاء الإسلام ليُحرر الإنسانية من عبادة الطاغوت والحجارة إلى عبادة سامية، عبادة
القادر الواحد الأحد الذي يستدل عليه بعظمة خلقه وقدرته التي يعجز عنها جميع خلقه
وقال تعالى: "وأن أقم وجهك للدين حنيفا ولا تكونن من المشركين"يونس: ١٠
وقال تعالى((وَإِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ)البقرة: ١
وحرر الإنسان من الخضوع إلى عبودية السلطان فأمر بأعظم الجهاد فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : )أعظم الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر(، وحرره من عبودية المال فأمر
بالإنفاق والصدقة ليهذب النفوس ويسدّ حاجة المحتاجين، قال تعالى(إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ )التوبة:
وحرّر الإنسان من عبودية الشهوات فأمر بالتزويج، وحرَّم الزنا فأبعد رقَّ السفاح. فقال
تعالى(وَلاَ تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً " (الإسراء:32))
فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم (من استطاع الباءة منكم فليتزوج(. وحرَّم الله تعالى الزنا لما له من آثار وخيمة في
الأبناء والأنساب والأعراض ومخاطر على النفس.
..........................
ثانياً: الضلال الاجتماعي
الذي تمثل بصور شتى منها :
-1 كثرة الحروب والاقتتال لأتفه الأمور :
فكانت حياتهم تتسم بالقسوة والغلظة والتقاتل فلقد كان الناس في الجاهلية قبل
الإسلام قبائل متنازعة متناحرة، لا همَّ لها إ المفاخرة والتعالي بعضهم على بعض، تشتعل
الحرب بينهم لأتفه أمر، وقد تستمر الحرب بينهم لعشرات السنوات لأجل ناقة - على
سبيل المثال - كما حصل في حرب البسوس التي استمرت أربعين سنة بين تغلب وبكر؛
لأن كليب بن ربيعة التغلبي قتل ناقة البسوس خالة جساس بن مرّة الكلبي.
وحرب داحس والغبراء التي كانت بين قبيلتي عبس وذبيان، لخلاف على سباق خيل
بين فرسين - وهما داحس والغبراء - واستمرت هذه الحرب أربعين سنة أيضاً.
في حين جاء الإسلام يأمر بالسلم والسلام ودفع الظلم قال تعالى
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ(208) ﴾. (سورة البقرة )
وحرّم الله تعالى الدماء، وأوجب القصاص على القاتل ليكون رادعاً.
قال تعالى:{وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا}.الإسراء
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع : )إنّما دماؤكم حرام كحرمة يومكم هذا(.
فشعَّ نور الإسلام في قلوب أولئك القوم وقلب أفعالهم وأقوالهم رأساً على عقب
فاستيقظوا بعد الضلالة والعمى، وأدركوا أن التآخي في الله ليس مجرّد شعار في كلمة
يجرونها على ألسنتهم وتتناقلها أفواههم وإنما هو حقيقة عملية يتصل بواقع الحياة، وبكل
أوجه العلاقات القائمة من تعاون وتناصر، وتناصح وإيثار ومحبة، وقد قام بتطبيق ذلك
تطبيقاً عملياً كل من المهاجرين والأنصار، رضوان الله عليهم، ثم تبعهم على ذلك عامة
المسلمين على درجات متفاوتة.
2-وأد البنات وقتل الأولاد
وصل الفساد في الجاهلية إلى أن يعادي الإنسان منهم ابنته، فلذة كبده، فيقتلها موالاة
لعرف بعض القبائل، ولكسب رضا العشيرة والقبيلة، وخوفا من شماتتها وعدائها أو خوفاً
من العار أو الفقر، فجاء الإسلام ليمحو هذا الظلم فحرَّم وأد البنات، قال تعالى:
( وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأيّ ذَنْبٍ قُتلَتْ ) التكوير:
ولم يقتصر قتلهم على البنات بل شمل الذكور أيضاً، يدفعهم الفقر إلى ذلك، فجاء الإسلام
ليحرَّم هذا الفعل الشنيع ويطمئن الناس بأن الله تعالى سيرزقهم ما يسدّ حاجاتهم، قال
تعالى:وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ )الأنعام
-3 نظرتهم الدونية للمرأة :
فقد حرموها من أبسط حقوقها فكانت النساء تعاني الأمرّين، من ذلك ما أشار اليه القرآن
الكريم في سورة الانعام قال تعالى:وَقَالُوا مَا فِي بُطُونِ هَٰذِهِ الْأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِّذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَىٰ أَزْوَاجِنَا ۖ وَإِن يَكُن مَّيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكَاءُ ۚ سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ ۚ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (الانعام139)
فهذه الآيات تبيّن بشاعة أعمالهم ومعتقداتهم فحتى الطعام كانوا يحلونه لأنفسهم
ويحرّمونه على النساء.
فمن صفحات العار على البشرية، أن تعامل المرأة على أنها ليست من البشر، فلم تمر
حضارة من الحضارات الغابرة، إلاّ وسقت المرأة ألوان العذاب، وأصناف الظلم والقهر.
فعند الإغريق قالوا عنها: شجرة مسمومة، وقالوا: هي رجس من عمل الشيطان، وتباع
كأيّ سلعة متاع.
وعند الرومان قالوا عنها: ليس لها روح، وكان من صور عذابها أن يصب عليها الزيت
الحار، وتسحب بالخيول حتى الموت.
وعند الصينيين قالوا عنها: مياه مؤلمة تغسل السعادة ، وللصيني الحق أن يدفن زوجته
حيّة، وإذا مات حقّ لأهله أن يرثوه فيها
وعند الهنود قالوا عنها: ليس الموت، والجحيم، والسم، والأفاعي، والنار، أسوأ من
المرأة، بل وليس للمرأة الحقّ عند الهنود أن تعيش بعد ممات زوجها، بل يجب أن تحرق
معه.
وعند اليهود قالوا عنها: لعنة لأنها سبب الغواية، ونجسة في حال حيضها، ويجوز
لأبيها بيعها.
حتى أن الفرنسيين عقدوا مؤتمراً للبحث: هل تعدُّ المرأة إنساناً أم غير إنسان؟ !
وهل لها روح أم ليست لها روح؟ وإذا كانت لها روح فهل هي روح حيوانية أم روح
إنسانية؟ وإذا كانت روحاً إنسانية فهل هي على مستوى روح الرجل أم أدنى منها؟
وأخيراً قرروا أنَّها إنسان، ولكنها خلقت لخدمة الرجل فحسب. وأصدر البرلمان
الإنكليزي قراراً في عصر هنري الثامن ملك إنكلترا يحظر على المرأة أن تقرأ كتاب )العهد
الجديد( أي الإنجيل )المحرف(؛ لأنَّها نجسة.
وعند العرب في الجاهلية قبل الإسلام كانت المرأة تبغض بغض الموت ، بل يؤدي
الحال إلى وأدها، أي دفنها حية أو قذفها في بئر بصورة تذيب القلوب الميتة.
تحرير المرأة....
ثم جاءت رحمة الله المهداة إلى البشرية جمعاء ، بصفات غيرت وجه التاريخ القبيح،
لتخلق حياة لم تعهدها البشرية في حضاراتها قطّ ..
جاء الإسلام ليقول الله تعالى:...(( وَلَهُنَّ مِثلُ الَّذِي عَلَيهِنَّ بِالمَعرُوفِ ) ، البقرة: ٢
جاء الإسلام ليقول الله تعالى:...(وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ)
جاء الإسلام ليقول الله تعالى:...(وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ)البقرة: 236
جاء الإسلام ليقول الله تعالى:...(أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ)الطلاق: 6
جاء الإسلام ليقول الله تعالى: .(وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ)النساء: ٧
وجاء الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ليبين لنا مكانة المرأة.
فهو القائل ) صلى الله عليه وسلم ( استوصوابالنساء خيراً)
وهو القائل ) صلى الله عليه وسلم (: خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي)
وهناك الكثير والكثير من الأدلة والبراهين ، على أن الإسلام هو المحرر الحقيقي
لعبودية المرأة، أما الأدعياء الذين يصورون الإسلام سجن قيد المرأة بالحجاب، فهذا هراء
وانما أمر الإسلام بالحجاب
حفاظا عليها من ضعاف النفوس خوف تعرضهم لها بالقول والفعل السيّئ الذي يجرحها،
وحفاظا على أنوثتها المتمثلة في عفتها وخجلها لقد حفظ الإسلام حقوق المرأة جميعاً في
المعيشة والكسوة و في معاقبة من رماها بالفاحشة، من غير بيّنة بالجلد وحفظ حقها في
الميراث. أمّا مايثيره الأعداء كون الإسلامّ أقرّ لها نصف ما للرجل، فإنّ ذلك جاء لأن المرأة
غير مسؤولة شرعاً عن الإعالة والرجل هو المسؤول عن التكفّل بأمرها
ج - المعاملات المحرّمة
فقد سادت في تلك المجتمعات المعاملات الربوية والغزو والغارات واستباحة الحرمات
والسرقة والمقامرة من دون رادع وقد حرَّمها الإسلام جميعا. إن المقارنة بين معالم الضلال
في تلك المجتمعات وماجاء به الإسلام لايمكن حصرها، لذا يتيبن لكم - طلبتنا الأعزاء-
من هذا القليل عظمة الإسلام الذي يأمر بالعدل والإحسان والرحمة والإيثار والسلم، كما
يتضح لكم زيف ادعاءات أعداء الاسلام. وإنّ أي إساءة إلى الإسلام فهي ناجمة عن سلوك من
يدعي الانتساب إليه كَمَن يقتل ويقطع الطريق ويستبيح الحرمات فهؤلاء ليسوا من الإسلام
والإسلام منهم براء، لذا وجب علينا الدفاع عن الإسلام ممن يحاول النيل منه أو الإساءة
اليه، فلو التزمنا جميعا خُلق الإسلام وما أراده لنا لكنا الآن في عيش رغيد لاحرب ولا اقتتال
ولاجائع ولا محتاج فيه
وفي الخاتمة اتمنى انكم استفدتم من موضوعي
في امان الله وحفظه