نسيم الامل 95
12-10-2015, 19:24
اتمنى لكم قرأة ممتعة وارجوا منكم ان تدلوا بأرائكم واقتراحاتكم عن قصتي واعتذر منكم اذا تأخرت في تنزيل الاجزاء القادمة وذلك بسبب الدراسة لكن اعدكم ان اكمل الروايه حتى النهايه ان وجدت منك التفاعل والمتابعة ولن اطيل عليكم لذا تفضلوا البارت الاول
البداية
"تحت سماء الليل وفوق ارض بيضاء هناك في تلك البلاد عندما كنت اسير بين البيوت كانت تأن ويبكي ترتجف كورقة هشة اقتربت منها اكثر لتنتقض واقفه في ملامحها الخوف والحزن والالم الشديد قلت بصوت رجولي حاد:ما الذي تفعلينه هنا في مثل هذا الوقت، انتفض جسمها مع كل حرف يخرج ولم تزد الا بكاء بصمت تضم يداها الى بعضهما البعض امسكتها من يدها لتخرج صرخة اه تحمل كل معاني الالم والعذاب تركتها برفق استغربه انا من نفسي وقلت :تعالي نعالجكِ فقالت بصوت هادئ:شكراً لا أريد، فقلت :وهل أدعك للذئاب الجائعة ،ازداد الخوف المرسوم على هذه الزجاجة ولكن قالت بثبات غريب:لا يهم،امسكت يدها برفق وحثثتها على المسير وهي تصرخ بي ان أتوقف وصلت للمكان المنشود وطرقت الباب لتفتح سيدة في الاربعين من العمر لتقول تلك الفتاه :دعني يا هذا،فقالت السيدة بحنان العالم اجمع:يا ابنتي تعالي أساعدك، فردت عليها:لا شكراً لك يا خاله لا أريد المساعدة، فسألتها واين منزلك،لترد بأسى: تحول الى شمس في وضح الظلام،فقالت :ومن فيه يا ابنتي ،فقالت :استسلموا رغم كل صراخي وطلبي منهم الثبات،فقالت:كلنا هكذا يا صغيرتي هناك من يستسلم ليحمل الراية من هم خلفه لتستمر عجلة الحياة، فقالت:و قتالِ لا جدوى منه،فردت عليها:كل شخص مهم في هذه الحرب والاستسلام ليس خيار صائب،تهاوت الفتاة تبكي وانا كالصبم تماماً اقتربت منها السيدة تضمها بحنان وتمسح على رأسها لتشعرها بالامان وتكفكف دموعها علها تهدئ لكن دون جدوى لقد كانت تذرف دموع الالم والحزن والعذاب والقهار والندم ويا لها من اصعب الدموع اجل ان اصعب الدموع دموع تذرف حسرة على ما فات ماضٍ لا يتغير مهما حصل ماضٍ سنبقى نعيش عذابه لطالما ندمنا وبكينا لكنهذا لم ولن يغير شئً"كارل ستتأخر عن المدرسة إن لم تنهض الان كان هذا صوت أمي الذي اخرجني من بحر افكاري الى أرض الواقع نظرت الى الساعة يا إلهي حقاً سأتأخر ارتديت ثيابي ونزلت بابتسامتي لأطل على أهلي قائلا بمرح:صباح الخير
فقالت أمي :الى متى ستبقى هكذا
فقلت بعدما قبلت رأسها:حبيبتي انا طفلك المدلل الصغير فلما تعاقبيني
فقالت:الست كبيراً على هذا
فقلت :ومن قال هذا انا أحب حضنك وقبلاتك فلولاها لما اصبحت رجلاً
فقبلتني قائلةً:يا رجل بيتي ان بقيت هنا ستتأخر
فقلت :الى اللقاء يا امي، وخرجت مسرعا الى مدرستي التي لا تبعد كثيراً عن منزلنا ودخلت مع صوت الجرس رأيت صديقي روبرت اقتربت منه قائلا :صباح الخير
نظر الي بلهفة وقال:اسمعت اخر الاخبار
فقلت:وما الجديد
فقال:يوم جديد في فصل جديد وطالب جديد
فقلت:وما الجديد في هذا نظر الي وسار امامي بصمت وانا اتبعه لأقول :هيا يا روبر لقد كنت امزح ثم ما بالك اليوم
وقف امامي واستدار ليقابلني قائلا:انظر وحكم وفتح الباب لاصدم بالواقف هناك وسط الطلاب اعدت نظري الى روبرت الذي يترقب ردت فعلي تمالكت اعصابي وسرت متجاهلا كل شيء الى ان وصلت الى طاولتي جلست عليها ليقترب ذاك النكرة مني حاولت جهدي تجاهله فقال :كارل اخي الغالي كيف الحال لقد مضى اكثر من خمس سنوات لم ارك فيها اين كنت يا رجل
فتحت كتاب اللغة العربية وقلت :هلا ابتعدت اريد ان ادرس
فقال بسخرية :اه معك حق عليك بالدراسة المبكرة فمن هم في عمرك سبقوك بخطوات
فقلت لروبرتالجالس بقربي متجاهلا هذا الاخ :هلا اعرتني دفترك قليلا
فقال ذاك الكريه:وهل انت تتغيب عن المحاضرات ثم تأخذها من اصدقائك يا لك من مستهتر
وقفت بعصبية وقلت:وهل ترك شخص بين الحياة والموت يتخبط في الحياة وحدة ليس استهتاراً وهل رمي الناس خلف ظهرك لتعيش بسعادة ورخاء وغيرك يموت من الجوع والبرد ليس استهتاراً اما التغيب عن بعض الحصص استهتار يا إلهي رحماك، جلست اشتمه واللعن نفسي في سري على عدم قدرتي على امساك اعصابي وانصرف هو بصمت ليس ادباً منه طبعا وإنما بسبب القادم فقد كان الأستاذ دخل ليبدأ حصته المعتادة ولكم ان تتخيلوا نار الغضب والحقد والكره التي اكوى بها كلما سمعت صوته او رأيته لكن علي التماسك ليس لأجلي بل لأجل قلب احتل مكان قلبي ينبض بحبها لي وعطفها علي.هل انت بخير؟التفت الى المتحدث الذي لم يكن سوى صديقي وقلت:وهل الخير يعرف طريقاً الي
فقال:لا تكن متشائما ،لم اجبه ليس لشيء ولكن لعلمي انه مدركٌ تماما عما يتحدث عنه فهو يعلم كل ما مررت به ويعلم مدى كرهي لهذه الافعى ومع صوت الجرس الذي يعلن النهاية امسكني روبرت وخرج بي من الصف بحجة انه يريدني في امر مستعجل ولكن العبها مع غيري فأنا اعرفك جيداً وقفنا عند النافذة وقال لي وانا انظر خارجاً:ما حصل قد انتهى وانت لان تعيش مع والدتك فلا تجعل حقدك وكرهك يعميان بصيرتك ففي النهاية هو اخاك
فقلت:ان الريح تؤذي الزهور وتساعدها ايضا يا لغرابة الامر اليس كذلك وكذلك البرق يحرق الشجر ويساعده وهكذا هم البشر يؤذون الناس ويساعدونهم فلة لم يتخلى عنا ابي لما تعرفت عليك ولما رأيت الناس والعالم كما اراه الان لقد ادركت ان الجميع يمكن ان يخون اخاه او صديقه او حتى اسرته كما تعلمت ان لا أسامح احدا لانه سيتمادى في ظلمه وطغيانه سأتناسى ما حصل حتى لا أموت بقلب مهموم –ثم اعتدلت واقفاً- وقلت :دعك من هذا فالاهم ان لا تعرف والدتي بهذا الشأن ابداً لا اريد لصحتها ان تتدهور مجدداً
فقال:اعلم ما مررت به وما رأيته وتحملته لكن لم ادر كان نظرتك للعالم تحمل كل هذا الكره والحقد لا تقلق لن أخبرها
فقلت:شكراً لك وسرنا سوياً عائدين الى واقعنا وحالنا وصفنا سرنا سويا متمنياً ان لا يفرقنا الزمان ويبتسم لنا ولو قليلاً.مرت اللحظات مشكلة ساعات لينتهي اليوم الدراسي على خير وكما طلب مني صديقي خرجنا مسرعين متحاشيين اللقاء بمن نبغض عدنا للمنزل ودعته ودخلت لأرى والدتي تصنع الغداء اقتربت منها قبلتها واخذت الطبق عنها فقالت:لست هرمة يا ولدي
فقلت:أمي ارجوك دعي كل شيء عنك سأعد الغداء وانت اجلسي لنتحدث
فقالت:كل شيء تقوم به لوحدك لا تسمح لي بمساعدتك
فقلت-وانا اغسل يداي- اكبر مساعدة تقدميها لي وجودك معي هنا
فقالت:لكن....
فقاطعتها:رجاء أمي لننهي هذا الامر واخبريني بماذا تأمر أميرتي أقصد ملكتي
فضحكت قائلة:أي شيء يسد الجوع
فقلت:طلباتك أوامر سيدتي بدئت اعد الطعام وهي تحدثني وانا اخبرها عن يومي المدرسي ولم اتطرق ابداً لموضوع ذاك الاخ الكريه تناولنا الطعام وأعطيت والدتي الدواء ورافقتها الى فراشها تأكدت انها ذهبت في سبات عميق لبدء انا احدى معاركي مع المنزل من ترتيب وغسيل وكي وما الى ذلك وما ان انتهيت حتي دقت الساعة معلنة الرابعة عصراً خرجت من المنزل وتوجهت الى منزل روبرت طرقت الباب لم يرد علي احد اخرجت المفتاح الذي معي وفتحت الباب دخلت لاسمع صوت انين يصدر من المطبخ اسرعت الى هناك لأرى والدته جالسة على الكرسي واضعتا رأسها على الطاولة تصدر ذاك الصوت فقلت-بقلق-:خالتي فرفعت رأسها بسرعة سألتها :اين روبرت لم تتكلم نظرت لوجهها ويديها وثيابها فأدركت ما حصل ان شكرت ابي على شيء على طلاقه لأمي ذهبت الى بيتنا واخرجت ذاك الصندوق الذي لا يمر شهر دون ان اراه وعدت الى منزلهم دخلت الى خالتي ورأيتها على نفس الحال ضمدت بعض جراحها واعطيتها مسكننا ثم توجهت الى غرفة روبرت واحضرت احدى البطانيات الخفيفة وضعتها على كتفها وقلت:لا تقلقي سيكون كل شيء بخير عدت ابحث عن روبرت فلا بد وانه مصاب فوجدته ملقاً على الارض في غرفة الجلوس اقتربت من وضمدت جراحه واحضرت له كيس من الثلج فأخذه مني واعتدل في جلسته ليقول:كل ما يراه يصلح كسلاح
فقلت:وما الذي رآه هذه المرة
فقال:ألا ترى ذاك الكرسي
فقلت:دعك منه خالتي قلقت عليك هل اخذك للطبيب
فقال:ان كان لديك معرفة بطبيب نفسي ماهر فخذ ابي اليه
فقلت:ارتح انت وأنا سأذهب للعمل
فقال:عن أي راحة تتحدث
فقلت:لا تفكر بشيء سآخذ خالتي الى سريرها لتنام قليلا وانت ارتح وانا سأعمل عن كلينا
فقال:لكن....
فقالت:من دون أي اعتراض ولكن سأتأخر في العودة لذا ارجوك ان تخبر والدتي
فقال:لا بأس وشكرا لك
فقلت:لا شكر على واجب,تأكدت ان خالتي في فراشها وخرجت الى عملي نادل في مطعم لا بأس ان كان يدر علي مبلغاً من المال استطيع ان اعيش منه انا وأمي وصلت للمطعم المنشود دخلت توجهت من فوري الى المدير واخبرته بالامر انه انسان متسامح ويقدر ظروف الناس فهذه ليست اول مرة يسمح لي بالعمل عن روبرت ولا يخصم من راتبه حسناً اذاً سأعمل اليوم حتى الساعة الثالثة فجراً مطعم برقٍ وفخامة هذا المطعم يبقى مفتوحاً على مدار الساعة ومع هذا لا انكر ان الزوار يقلون في الليل.
دقت الساعة معلنة منتصف الليل الزوار بدئوا بالمغادرة والوافدون عددهم قليل لذا استطيع ممارسة هوايتي اخرجت ذاك الدفتر "واخيرا هدأت الفتاة وساعدتها السيدة على دخول المنزل وهنا انتهت مهمتي كنت سأعود الى لمنزلي لولا صفارات الانذار التي ملأت المكان هذا الصوت الذي يعلن بداية الكارثة ونهاية فترة الوداع فسنفقد الان أناس احتلوا جزء كبيراً من حياتنا أناس ستبقى ذكراهم خالدة مهما دار الزمان,تحركت مسرعا الى مكاني ممسكاً سلاحي فالخوف قد رحل عن قلوبنا التي تتغذى بالأمل وتشرب من كأس العز والكرامة وعن نفوسنا التي تسعى لحياة هادئة امنه هل هذا طلب صعب المنال هل يصعب على الطفل ان يلعب مع اقرانه دون خوف هل يصعب على الاب ان يذهب ليحضر لقمة العيش دون قلق هذا ما نصبوا اليه امن وامان عدل واحترام نحن بشر في النهاية لا نختلف عنكم في شيء لديكم يدان ونحن كذلك تسيرون على قدمين ونحن ايضاً تسمعون بأذنين ونحن ايضاً ترون بعينين ونحن ايضاً اذا لما لكم هذا الحق في الحياة ونحن لا لما سلبتمونا هذا الحق ليصبح حلماً لما هل لأننا لا نملك المال وانتم تملكون هل لأننا ذات بشرة سوداء وانت بيض هل لأننا مزارعون وانتم اصحاب مكاتب وجاه هل نسيتم اننا بشر خلقنا من طين هل نسيتم ان الدم الذي يسري في عروقنا واحد وان شكلنا مهما اختلف واحد اجل نحن متشابهون جميعنا كنا ابناء وسنصبح اباء وسنهرم لنصبح اجداد ونرى الأحفاد ألا ترون ما أرى لما تبحثون عن الاختلاف ولا ترون التشابه,مع كل كلمة كنت أفكر بها كنت اطلق النار بحقد وكره على العميان لا تعمى الابصار انما تعمى القلوب التي في الصدور "كارل خذ الطاولة رقم خمسة عشر فقلت:حسناً انا قادم نهضت وذهبت الى هناك اخذت الطلب وذهبت بقيت أمارس عملي حتى جاء الي مايك وهو شخص يعمل معي وقال:ان الرجل الذي على الطاولة عشرون يريدك
فقلت:لا بأس سأذهب اليه سرت وانا متوقعاً الاسوء لطالما سمعت عن الزبائن الذين لا يعجبهم شيء ما ان وصلت حتى سألني:هل هذا لك نظرت الى ما يحمل بيده
فقلت:اجل شكراً لك
البداية
"تحت سماء الليل وفوق ارض بيضاء هناك في تلك البلاد عندما كنت اسير بين البيوت كانت تأن ويبكي ترتجف كورقة هشة اقتربت منها اكثر لتنتقض واقفه في ملامحها الخوف والحزن والالم الشديد قلت بصوت رجولي حاد:ما الذي تفعلينه هنا في مثل هذا الوقت، انتفض جسمها مع كل حرف يخرج ولم تزد الا بكاء بصمت تضم يداها الى بعضهما البعض امسكتها من يدها لتخرج صرخة اه تحمل كل معاني الالم والعذاب تركتها برفق استغربه انا من نفسي وقلت :تعالي نعالجكِ فقالت بصوت هادئ:شكراً لا أريد، فقلت :وهل أدعك للذئاب الجائعة ،ازداد الخوف المرسوم على هذه الزجاجة ولكن قالت بثبات غريب:لا يهم،امسكت يدها برفق وحثثتها على المسير وهي تصرخ بي ان أتوقف وصلت للمكان المنشود وطرقت الباب لتفتح سيدة في الاربعين من العمر لتقول تلك الفتاه :دعني يا هذا،فقالت السيدة بحنان العالم اجمع:يا ابنتي تعالي أساعدك، فردت عليها:لا شكراً لك يا خاله لا أريد المساعدة، فسألتها واين منزلك،لترد بأسى: تحول الى شمس في وضح الظلام،فقالت :ومن فيه يا ابنتي ،فقالت :استسلموا رغم كل صراخي وطلبي منهم الثبات،فقالت:كلنا هكذا يا صغيرتي هناك من يستسلم ليحمل الراية من هم خلفه لتستمر عجلة الحياة، فقالت:و قتالِ لا جدوى منه،فردت عليها:كل شخص مهم في هذه الحرب والاستسلام ليس خيار صائب،تهاوت الفتاة تبكي وانا كالصبم تماماً اقتربت منها السيدة تضمها بحنان وتمسح على رأسها لتشعرها بالامان وتكفكف دموعها علها تهدئ لكن دون جدوى لقد كانت تذرف دموع الالم والحزن والعذاب والقهار والندم ويا لها من اصعب الدموع اجل ان اصعب الدموع دموع تذرف حسرة على ما فات ماضٍ لا يتغير مهما حصل ماضٍ سنبقى نعيش عذابه لطالما ندمنا وبكينا لكنهذا لم ولن يغير شئً"كارل ستتأخر عن المدرسة إن لم تنهض الان كان هذا صوت أمي الذي اخرجني من بحر افكاري الى أرض الواقع نظرت الى الساعة يا إلهي حقاً سأتأخر ارتديت ثيابي ونزلت بابتسامتي لأطل على أهلي قائلا بمرح:صباح الخير
فقالت أمي :الى متى ستبقى هكذا
فقلت بعدما قبلت رأسها:حبيبتي انا طفلك المدلل الصغير فلما تعاقبيني
فقالت:الست كبيراً على هذا
فقلت :ومن قال هذا انا أحب حضنك وقبلاتك فلولاها لما اصبحت رجلاً
فقبلتني قائلةً:يا رجل بيتي ان بقيت هنا ستتأخر
فقلت :الى اللقاء يا امي، وخرجت مسرعا الى مدرستي التي لا تبعد كثيراً عن منزلنا ودخلت مع صوت الجرس رأيت صديقي روبرت اقتربت منه قائلا :صباح الخير
نظر الي بلهفة وقال:اسمعت اخر الاخبار
فقلت:وما الجديد
فقال:يوم جديد في فصل جديد وطالب جديد
فقلت:وما الجديد في هذا نظر الي وسار امامي بصمت وانا اتبعه لأقول :هيا يا روبر لقد كنت امزح ثم ما بالك اليوم
وقف امامي واستدار ليقابلني قائلا:انظر وحكم وفتح الباب لاصدم بالواقف هناك وسط الطلاب اعدت نظري الى روبرت الذي يترقب ردت فعلي تمالكت اعصابي وسرت متجاهلا كل شيء الى ان وصلت الى طاولتي جلست عليها ليقترب ذاك النكرة مني حاولت جهدي تجاهله فقال :كارل اخي الغالي كيف الحال لقد مضى اكثر من خمس سنوات لم ارك فيها اين كنت يا رجل
فتحت كتاب اللغة العربية وقلت :هلا ابتعدت اريد ان ادرس
فقال بسخرية :اه معك حق عليك بالدراسة المبكرة فمن هم في عمرك سبقوك بخطوات
فقلت لروبرتالجالس بقربي متجاهلا هذا الاخ :هلا اعرتني دفترك قليلا
فقال ذاك الكريه:وهل انت تتغيب عن المحاضرات ثم تأخذها من اصدقائك يا لك من مستهتر
وقفت بعصبية وقلت:وهل ترك شخص بين الحياة والموت يتخبط في الحياة وحدة ليس استهتاراً وهل رمي الناس خلف ظهرك لتعيش بسعادة ورخاء وغيرك يموت من الجوع والبرد ليس استهتاراً اما التغيب عن بعض الحصص استهتار يا إلهي رحماك، جلست اشتمه واللعن نفسي في سري على عدم قدرتي على امساك اعصابي وانصرف هو بصمت ليس ادباً منه طبعا وإنما بسبب القادم فقد كان الأستاذ دخل ليبدأ حصته المعتادة ولكم ان تتخيلوا نار الغضب والحقد والكره التي اكوى بها كلما سمعت صوته او رأيته لكن علي التماسك ليس لأجلي بل لأجل قلب احتل مكان قلبي ينبض بحبها لي وعطفها علي.هل انت بخير؟التفت الى المتحدث الذي لم يكن سوى صديقي وقلت:وهل الخير يعرف طريقاً الي
فقال:لا تكن متشائما ،لم اجبه ليس لشيء ولكن لعلمي انه مدركٌ تماما عما يتحدث عنه فهو يعلم كل ما مررت به ويعلم مدى كرهي لهذه الافعى ومع صوت الجرس الذي يعلن النهاية امسكني روبرت وخرج بي من الصف بحجة انه يريدني في امر مستعجل ولكن العبها مع غيري فأنا اعرفك جيداً وقفنا عند النافذة وقال لي وانا انظر خارجاً:ما حصل قد انتهى وانت لان تعيش مع والدتك فلا تجعل حقدك وكرهك يعميان بصيرتك ففي النهاية هو اخاك
فقلت:ان الريح تؤذي الزهور وتساعدها ايضا يا لغرابة الامر اليس كذلك وكذلك البرق يحرق الشجر ويساعده وهكذا هم البشر يؤذون الناس ويساعدونهم فلة لم يتخلى عنا ابي لما تعرفت عليك ولما رأيت الناس والعالم كما اراه الان لقد ادركت ان الجميع يمكن ان يخون اخاه او صديقه او حتى اسرته كما تعلمت ان لا أسامح احدا لانه سيتمادى في ظلمه وطغيانه سأتناسى ما حصل حتى لا أموت بقلب مهموم –ثم اعتدلت واقفاً- وقلت :دعك من هذا فالاهم ان لا تعرف والدتي بهذا الشأن ابداً لا اريد لصحتها ان تتدهور مجدداً
فقال:اعلم ما مررت به وما رأيته وتحملته لكن لم ادر كان نظرتك للعالم تحمل كل هذا الكره والحقد لا تقلق لن أخبرها
فقلت:شكراً لك وسرنا سوياً عائدين الى واقعنا وحالنا وصفنا سرنا سويا متمنياً ان لا يفرقنا الزمان ويبتسم لنا ولو قليلاً.مرت اللحظات مشكلة ساعات لينتهي اليوم الدراسي على خير وكما طلب مني صديقي خرجنا مسرعين متحاشيين اللقاء بمن نبغض عدنا للمنزل ودعته ودخلت لأرى والدتي تصنع الغداء اقتربت منها قبلتها واخذت الطبق عنها فقالت:لست هرمة يا ولدي
فقلت:أمي ارجوك دعي كل شيء عنك سأعد الغداء وانت اجلسي لنتحدث
فقالت:كل شيء تقوم به لوحدك لا تسمح لي بمساعدتك
فقلت-وانا اغسل يداي- اكبر مساعدة تقدميها لي وجودك معي هنا
فقالت:لكن....
فقاطعتها:رجاء أمي لننهي هذا الامر واخبريني بماذا تأمر أميرتي أقصد ملكتي
فضحكت قائلة:أي شيء يسد الجوع
فقلت:طلباتك أوامر سيدتي بدئت اعد الطعام وهي تحدثني وانا اخبرها عن يومي المدرسي ولم اتطرق ابداً لموضوع ذاك الاخ الكريه تناولنا الطعام وأعطيت والدتي الدواء ورافقتها الى فراشها تأكدت انها ذهبت في سبات عميق لبدء انا احدى معاركي مع المنزل من ترتيب وغسيل وكي وما الى ذلك وما ان انتهيت حتي دقت الساعة معلنة الرابعة عصراً خرجت من المنزل وتوجهت الى منزل روبرت طرقت الباب لم يرد علي احد اخرجت المفتاح الذي معي وفتحت الباب دخلت لاسمع صوت انين يصدر من المطبخ اسرعت الى هناك لأرى والدته جالسة على الكرسي واضعتا رأسها على الطاولة تصدر ذاك الصوت فقلت-بقلق-:خالتي فرفعت رأسها بسرعة سألتها :اين روبرت لم تتكلم نظرت لوجهها ويديها وثيابها فأدركت ما حصل ان شكرت ابي على شيء على طلاقه لأمي ذهبت الى بيتنا واخرجت ذاك الصندوق الذي لا يمر شهر دون ان اراه وعدت الى منزلهم دخلت الى خالتي ورأيتها على نفس الحال ضمدت بعض جراحها واعطيتها مسكننا ثم توجهت الى غرفة روبرت واحضرت احدى البطانيات الخفيفة وضعتها على كتفها وقلت:لا تقلقي سيكون كل شيء بخير عدت ابحث عن روبرت فلا بد وانه مصاب فوجدته ملقاً على الارض في غرفة الجلوس اقتربت من وضمدت جراحه واحضرت له كيس من الثلج فأخذه مني واعتدل في جلسته ليقول:كل ما يراه يصلح كسلاح
فقلت:وما الذي رآه هذه المرة
فقال:ألا ترى ذاك الكرسي
فقلت:دعك منه خالتي قلقت عليك هل اخذك للطبيب
فقال:ان كان لديك معرفة بطبيب نفسي ماهر فخذ ابي اليه
فقلت:ارتح انت وأنا سأذهب للعمل
فقال:عن أي راحة تتحدث
فقلت:لا تفكر بشيء سآخذ خالتي الى سريرها لتنام قليلا وانت ارتح وانا سأعمل عن كلينا
فقال:لكن....
فقالت:من دون أي اعتراض ولكن سأتأخر في العودة لذا ارجوك ان تخبر والدتي
فقال:لا بأس وشكرا لك
فقلت:لا شكر على واجب,تأكدت ان خالتي في فراشها وخرجت الى عملي نادل في مطعم لا بأس ان كان يدر علي مبلغاً من المال استطيع ان اعيش منه انا وأمي وصلت للمطعم المنشود دخلت توجهت من فوري الى المدير واخبرته بالامر انه انسان متسامح ويقدر ظروف الناس فهذه ليست اول مرة يسمح لي بالعمل عن روبرت ولا يخصم من راتبه حسناً اذاً سأعمل اليوم حتى الساعة الثالثة فجراً مطعم برقٍ وفخامة هذا المطعم يبقى مفتوحاً على مدار الساعة ومع هذا لا انكر ان الزوار يقلون في الليل.
دقت الساعة معلنة منتصف الليل الزوار بدئوا بالمغادرة والوافدون عددهم قليل لذا استطيع ممارسة هوايتي اخرجت ذاك الدفتر "واخيرا هدأت الفتاة وساعدتها السيدة على دخول المنزل وهنا انتهت مهمتي كنت سأعود الى لمنزلي لولا صفارات الانذار التي ملأت المكان هذا الصوت الذي يعلن بداية الكارثة ونهاية فترة الوداع فسنفقد الان أناس احتلوا جزء كبيراً من حياتنا أناس ستبقى ذكراهم خالدة مهما دار الزمان,تحركت مسرعا الى مكاني ممسكاً سلاحي فالخوف قد رحل عن قلوبنا التي تتغذى بالأمل وتشرب من كأس العز والكرامة وعن نفوسنا التي تسعى لحياة هادئة امنه هل هذا طلب صعب المنال هل يصعب على الطفل ان يلعب مع اقرانه دون خوف هل يصعب على الاب ان يذهب ليحضر لقمة العيش دون قلق هذا ما نصبوا اليه امن وامان عدل واحترام نحن بشر في النهاية لا نختلف عنكم في شيء لديكم يدان ونحن كذلك تسيرون على قدمين ونحن ايضاً تسمعون بأذنين ونحن ايضاً ترون بعينين ونحن ايضاً اذا لما لكم هذا الحق في الحياة ونحن لا لما سلبتمونا هذا الحق ليصبح حلماً لما هل لأننا لا نملك المال وانتم تملكون هل لأننا ذات بشرة سوداء وانت بيض هل لأننا مزارعون وانتم اصحاب مكاتب وجاه هل نسيتم اننا بشر خلقنا من طين هل نسيتم ان الدم الذي يسري في عروقنا واحد وان شكلنا مهما اختلف واحد اجل نحن متشابهون جميعنا كنا ابناء وسنصبح اباء وسنهرم لنصبح اجداد ونرى الأحفاد ألا ترون ما أرى لما تبحثون عن الاختلاف ولا ترون التشابه,مع كل كلمة كنت أفكر بها كنت اطلق النار بحقد وكره على العميان لا تعمى الابصار انما تعمى القلوب التي في الصدور "كارل خذ الطاولة رقم خمسة عشر فقلت:حسناً انا قادم نهضت وذهبت الى هناك اخذت الطلب وذهبت بقيت أمارس عملي حتى جاء الي مايك وهو شخص يعمل معي وقال:ان الرجل الذي على الطاولة عشرون يريدك
فقلت:لا بأس سأذهب اليه سرت وانا متوقعاً الاسوء لطالما سمعت عن الزبائن الذين لا يعجبهم شيء ما ان وصلت حتى سألني:هل هذا لك نظرت الى ما يحمل بيده
فقلت:اجل شكراً لك