PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : وكأن شيئاً لم يكنْ || قصة الأسبوع



sakinh
21-09-2015, 23:52
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=2131735&stc=1&d=1464134905 (http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=2205975&d=1504164068)

_


http://www.mexat.com/vb/images/smilies/2013/e333.png


"هه ليسَ سِوى حُثالةٍ حَمَّقاءٍ صَغِيرَةٍ"

هَمَستْ تِلْكَ الفاتِنَةُ بِاشمئزازٍ وَقرفْ,قبل أن تَمْضِ وَكأنَّ شَيِئاً لَمْ يَكُنْ!
تَارِكَةً خَلْفَهَا جُثَةُ طِفْلٍ إختفْت مَعالِمُهُ,فَلَمْ تَعَدْ تَستطيعُ التَفْرِقَةً بَينَ أيديٍ أو قَدَمْ!
صَاَر قِطْعةً مُتَعْفِنَةً مِنْ لَحْمٍ مُنْتِن مَضَى عَلَيِهِ شَهْر!
وَلِتًكُونَ دِمَاءهُ القُرْمُزِيةَ زِينَةً لِذَلِكَ الزُقَاقِ العَطَبُ النَطِفْ, ولِيُخَلَِف وَرَاءهُ رَائِحَةً عَطِرَةً يُحَبِذُهَا القَتَلة!

ألتفتْ لِتِلْكَ الجُثَّةِ المُتَعَفِنَةِ لِتَبتَسِمَ أبتسامةَ عِفْرِيتٍ دَنِئ,عادَتْ وَرَكَلَتْ تِلْكَ الأشلاء,لِتُبَعْثِرْ قِطَعَ لَحمِهِ بِكُلِ مُسْتَقَرٍ.
أَخَذَتْ بِرَكْلِهِ مَرة,مرتانِ,ثلاثْ,وأستمرت واستمرت بذلك,لا أدري لِماذا وَلَكِنْ تِلْكَ العَينَانُ أشتَعَلتْ وهاجَت وَزَدات قُوُةَ الركلةِ
حَتىَ وَصَلَتْ دِمائُهُ إلى آخِرِ الشارِعِ!,شَيئاً فشيئاً بَدأت عَيِناها تَعُودُ لِذَلِكَ الزَبَرْجَدْ,وَلَكِنْ بَعْدَ أن حُوِلَتْ أشلاءُ ذَاكَ المسكينِ إلى شِبِهِ سائل!
لِتُوشوِش بَعْدَها:"هَكَذا تُخَطِطَ لِمَقَتَلِ حُثالَةٍ بِنَجَاحٍ"
لِتَلْحَقَها قَهقَةُ مُجَلْجِلَة دَنِيئة.

إطْلَقَتْ الرِياحُ العنانَ لِنفْسِها لِتَنْشُرَ عَبَقَ رَائِحَةِ ذَاك الصَبيَُ المِسكين,وَلِتُسَابِقْ تِلْكَ الشُعِيراتُ الشَقراءَ القَصِيراتِ لِِسَفْاكَةِ الدِماءِ تِلكْ.
وَكَكُلِ لَيِلةٍ تَعُودُ لِمَنْزِلِها وَكأنها لم تَفعلْ شَيئ,تُسَاعِدُ والِدَتهَا,تَتَناولُ العَشَاء مَع اُسْرَتِها,تَذَهَبُ إلى مَدَرَسَتِها!
وألأغرب تَتَفاجئ عِنْدَ سَماعِ أخبارِ تِلكَ الجرائِمِ وكأنها مَلاكٌ بَرِيئة!,هه وَمنْ سَيَشُكُ أصلاً بِصَبِيِةٍ لَم تَتَجاوَزِ الخأمِسَةَ عَشَرة!
تَذْهَبُ كُلَ صَباحٍ لِمَدَرَسَتِها,تُقابِلُ صَدِيقاتِها,تَعَيِشُ كأنها بَشَرِية!
مَنْ قَدَ يُصَدِقُ أنَّا سَفاحةُ السَادِس والعِشرونَ مِنْ كُلِ شَهرٍ.
لَيسَتْ لَدَيِها دَوافِعُ لِذَلِكْ فقط تُحِبُه!,قَدَ يَنْتابُكَ الخَوفُ مِنها لَوْ رَأيتَ تِلْكَ الهالةَ السَوداء المُخِيِفَةُ المُحِيطَةُ بِها!
يَقُولون مَن يُحَدِقُ فِيِ بُؤبُؤِ عِيناها لِثَلاثِ ثوانٍ تُصِيِبُهُ لَعْنَةٌ أبدية!
لَكِن لَم يُجَرِبْ أحدٌ ذَلِكْ فَكُلُ مَن كانَ مَنْحُوسٌ وقابلَها لَقيَّ حَتْفَهُ,الغَرِيبُ أنَّ ضَحاياها لَمْ يَكُونوا سِوى مِن الأطفالِ أمثالِها!
لا تَتْرُكُ جُثةَ ضَحِيتِها إلا عِندما تَمْحُو مَعالِمها!
لا أحَدَ سَيَشُكُ بِها,هِيَ مُتأكِدَةٌ بِذَلِكَ لِهَذَا تَقَتُلُ كُلَّما أنتابها المَلَلُ!
فَلِمَ قَدَ يَشُكُ أحَدٌ أنَّها سَفْاحةُ لَنْدَنِ الشَهَيِرَة_جُوُزفِيِنْ_!

.
.
.
تَمَّتْ

şᴏƲĻ ɷ
02-10-2015, 21:05
قصٌة جميلة وتوظيِف رائِع للكلمات ، بدت لِي كمشهدٍ أحكمتِ وصفه وأجدٌتِ الحديثَ عنه
أقرب للأقصوصة التي حملت لنا ماهيَة المشهد وروعَة تفاصيله وما انتابَ شخصيٌته الرئيسيٌة من مشاعر
لديكِ أخطاء طفيفة أظنٌها سقطت سهواً هنا وهناك ولكنً أسلوبك قويً جميل سلس موجز معبًر

سعيدة بأن قرأت لكِ
حكايةً حملت مثل هذه البصمة المميزة

وفقك ربي وزادكِ تألقاً
ُ

سمفونية الرحيل
03-10-2015, 22:50
جميل
وبانتظار التكمله

Perle Mont
08-10-2015, 12:20
السلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته

مساء الخير يا انسة
القصة جميلة واعجبتني الصراحة
استغربت من تلك الفتاة قليلا
فلا يوجد شخص حسب ظني يحب رائحة الدماء والجثث العفنة ... خصوصا الاولى
اسلوبك جميل ورائع وكلماتك منسقة وتخاطب المشاعر
اهنئك على هذا الابداع
.
.
وفي انتظار جديدك
سلام

Rose Black
09-09-2017, 20:59
:e132:
أرى الدموية في الأجواء
نوعي المفضل و قد وفقتي حقا في طرحه
سلمت يداك

Cordelia Shirley
09-09-2017, 21:04
http://www.mexat.com/vb/images/smilies/2013/e132.png