PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : [ قصة مشتركة ] نردٌ على طاولةِ القدر



Asaiamo
19-08-2015, 02:41
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=2089172&d=1438368699



اعزائي المكساتين والمكساتيات من كل مكان في العالم
اسمحوا لي بعد الصلاة على نبينا الأمين
وآله وصحبه أجمعين

أن أبدء برفع الستار عن روايتنا المشتركة الجديدة
وهي بعنوان :-


http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=2088692&d=1438117056



وهذه نبذة عن روايتنا


"ماذا يحدث إذا اجتمع الشباب العربي في الغرب؟
هل تتوافق سلوكياتهم وتتحسن علاقاتهم؟
أتظنهم يتحدون في النهاية؟
ليكونوا كحجر نردٍ على طاولة القدر"


أما أبطالها فهم :-

الشخصيات الذكورية :


اسم الشخصية : فهد عبد الله
جنسيته : مغربي


اسم الشخصية : طلال
جنسيته : سعودي


اسم الشخصية : ريان الذيب
جنسيته : لبناني وامريكي


اسم الشخصية : فريد
جنسيته : ليبي يسكن بامريكا منذ سنين


اسم الشخصية : سامر هارون (سامر السوري)
جنسيته : مصري من اصل سوري



شخصيات الإناث :


اسم الشخصية : هند
جنسيتها : سودانية


اسم الشخصية : أسماء
جنسيتها : مصرية


اسم الشخصية : هبة عثماني
جنسيتها : سعودية بأصول بخارية (عثمانية)


اسم الشخصية : رافاييلا نهراوي
جنسيتها : لبنانية وايطالية

اسم الشخصية : وجود الراوي
جنسيتها : فلسطينية

اسم الشخصية : ميرنا ماجد
جنسيتها : لبنانية


وهذه هي صورهم :-


http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=2082776&stc=1&d=1435628121




أما عن ما يدور بخلدكم من أسئلة أو اقتراحات للإفادة بروايتنا
وللتعليق على فصولنا
نرحب بردودكم جميعاً وإثرائنا بإرائكم المفيدة


وسيعلمكم كل مشارك منا من تكون شخصيته عن طريق فصول تعريفية
سنبدء بها قريباً
فلا تملّوا انتظارنا وتابعونا


http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=2088694&d=1438117056

|لتفاؤل
19-08-2015, 14:05
العنوان جذاب و الفكرة تبدو جميلة, بأنتظار ما ستخطونه بشوق
بالمناسبة متى تنزلون الفصل الاول؟

Asaiamo
19-08-2015, 17:45
قريباً
فلا تمل انتظارنا
خاصةً ان الفصل الاول والثاني من كتابة قيصر

Cessar
20-08-2015, 13:53
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=2088698&d=1438117170


أنه يوم إعلان نتائج البكلوريا

يجلس د/عبدالله نائب نقيب هيئة المحامين بمدينة تطوان على أريكة إلى جوار زوجته عضوة مساعدوا المدعي العام السيدة امينة في حديقة فيلتهما وقد تملكهما القلق فدخل عليهما احمد شقيق عبد الله الاصغر ذا الثلاثين عاماً وهو صاحب مجموعة مراكز تسوق والذي كان مصدر عار لشقيقه نظراً لفشله في دراسته وانقطاعه عن المدرسة متجهاً للتجارة وحاول أحمد تلطيف الأجواء قائلاً
- فهد سيفعلها .. رغم كونه فتى طائش، إلا انه نابغة. لا اعلم سبب هذا القلق.

فقاطعته السيدة أمينة قائلةً
- احمد لا اعلم سبب ثقتك العمياء فيه . يبدو أننا دللناه أكثر من اللازم. هل تعلم أين هو الآن؟

يجيبها فهد من باب المنزل المطل على الحديقة
- أمي أنا هنا.

لينظر الجميع إليه فيجدونه بملابس النوم ومظهره يؤكد انه قد استيقظ تواً من الفراش ليصرخ به عبد الله في حسرة
- تبا لغرورك يا أخي. هل هذا هو حال من ينتظر إعلان نتيجته؟

ليضحك فهد رافعاً حاجبه الأيسر ويقول
- لما سأنتظر، وأنا أعلم النتيجة مسبقاً. هل تتوقعون من قيصر الثانوية معدلٌ أقل من 17/20؟

وما إن أكمل فهد جملته حتى وصل لآذانهم صوت رنين هاتف السيد عبد الله ليجد رقم السكيرتيرة الخاصة به فيجيبها قائلاً
- مرحباً مريم. ما الأمر؟
- الف مبروك استاذ. لقد مررت بثانوية فهد .. أنه الاول على دفعته.
- شكراً لك مريم.

فيغلق السيد عبد الله الخط وينظر إلى فهد مع بسمة منتشية لما سمع من أخبار قائلاً
- لقد فعلتها يا رجل.

ليرد فهد في مزاح
- وهل شككت! .. عمي أحمد. يبدو أنك ستواجه منافس شرس.
- بل سنحظى بمحامي داهية . يكمل مشوار والده.

وتمسك السيدة أمينة بذراع زوجها محتضنة له بعد ما قالته مع بسمة ملئت وجهها ليبادلها زوجها الابتسام فيقول أحمد محاولاً إخفاء إمتعاض فهد من رأي والدته
- دعونا نحتفل، ولنؤجل المناقشة لما بعد.

احب الجميع فكرة أحمد الذي قام بإعداد حفل ضخم حضروه أرقى شخصيات المنطقة وانتهت الحفلة في سلام ونام الجميع سعداء في تلك الليلة


وفي الصباح بينما كان السيد عبد الله يحتسي قهوته المعتادة على أريكة بجوار المسبح فخرج فهد ليلتقي بوالده وقد بدء بإلقاء التحية عليه
- صباح الخير أبي.

ليجيبه والده في بشر وحبور فيخبره بما فعل لأجله طوال ما مضى من وقت اليوم
- صباح الخير فهد .. لقد أجريت بعض الاتصالات، وفي شهر سبتمبر المقبل سوف تحلق الى واشنطن لدراسة القانون الدولي؟.

وأعادة كلمات الأب فهد لتأثير كلمات أمه البارحة ليجيب والده بإقتضاب
- عذراً أبي . لكني أريد دراسة الاقتصاد.

فقال الاب بغضب من كلمات ابنه الطائشة
- فهد. ستدرس القانون، وانتهى الامر.

فنهض فهد دون أن ينطق بكلمة ليصرخ والده في حنق من عدم مبالة ابنه ليقول
- لم انتهي بعد.

فأجابه فهد دون أن يستدير له
- وأنا اكتفيت.

فيجن جنون الاب ويقرر إرساله لجامعة محلية بدلاً عن تلك في امريكا لكن فهد لم يهتم بل تغير اسلوب حياته تماماً فأصبح من ذاك الشاب المفعم بالحيوية الى مدخنٌ شره يسهر طول الليل وينام النهار بطوله ولا يشحن هاتفه لأيام


ومرت أيام الصيف على هذا المنوال لتمر السنة الاولى والثانية والثالثة ولم يزر فهد الجامعة حتى وبعد غيابه الدائم لثلاث سنوات قررت الجامعة فصله فنزل الخبر كالصاعقة على العائلة التي كانت تحلم بابنها الفز كمحام داهية وهنا أقترح العم أحمد على أخيه عبد الله إرسال فهد إلى الولايات المتحدة ربما يكون قد أحس بالظلم لتبخر حلمه في الدراسة في الخارج وبالفعل لقيت الفكرة إستحسان عبد الله وملئ بنفسه إستمارة اللولوج إلى جامعة واشنطن شعبة القانون فسافر فهد إلى أمريكا لكنه لم يحضر أيضا أي درس وانتهت السنة الدراسية وفهد راسب كالعادة فهنا قرر إتخاد موقفه الخاص فذهب إلى إدارة الجامعة وقدم طلب تغيير الشعبة وقد لقي طلبه القبول


وفي الصيف عاد إلى الوطن وقد عقد العزم لإخبار والديه بالأمر لكنه تفاجئ بكون والده قد أصبح نقيب المحامين فكان عليه ألا يعكر فرحة العائلة ولهذا صمت لكنه يعلم أن عليه وضعهم في الصورة عندما يأتي الوقت المناسب وعاد لواشنطن

وفي السكن الجامعي فسار بخطى ثابتة وقد خيم الهدوء على المكان وشرد ذهنه فيما يسأل به نفسه
"- هل عساي على صواب؟ أم استوجب علي إخبار والدي بأمر تغيري للشعبة؟"

ليخترق صوت فتح الباب هدوء المكان ليتوقف صراع الأفكار ويعود إلى وعيه فاستدار نحو مصدر الصوت ليجد أنها غرفة في آخر الرواق وقد كانت الشاغرة السنة الماضية فتسائل مع نفسه
"- طالب جديد! من عساه يكون؟"

فشاهد مدير السكن يخرج منها فتبادلا ابتسامات هادئة وفتح باب غرفته رقم 3 ليعود إلى الخلف جراء الرائحة العفنة ولا زالت الغرفة مبعثرة كما تركها فلعنها بصوت مسموع تم استغفر ودخل مغلقاً باب المطبخ بقدمه عله يقلل من الرائحة وألقى بأغراضه على الأرض مرتمياً على السرير ليعود إليه نفس الشعور بالذنب فاستدار إلى يمينه ليمسك بصحن مستعمل موجود على المنضضة المجاورة للسرير حمله في يده وحاول النهوض من السرير اصبح في وضعية الجلوس ليهوي بتعب من جديد فوق سريره ليعيد الصحن إلى مكانه وأخرج علبة سجائره ليشعل إحداها وبين نشوة السيجارة ولهيب الجمرة مئات الأفكار تدور في ذهنه وكيف سيصارح والديه كان السؤال الذي أرقه



http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=2078572&stc=1&d=1434015997

ألحان الحياة
23-08-2015, 20:26
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=2088705&d=1438117414



خطوات متزنة تقطع ردهة السكن الجامعي تتبع خطى مدير السكن ليرشد صاحبها إلى شقته التي تحمل رقم _ ستة _ في آخر الممر ، أثناء ذلك كان يفكر كيف قادته الأقدار ليكون هنا في أمريكا أرض الحرية المزعومة ، لم يتخيل في صغره أبداً أن تنقلب أحواله بهذه الكيفية ، ولكن ليس الأمر صادماً على كل حال ، لقد سعى إلى هذه اللحظة بجد وعزيمة صارمة إنه يحصد ثمار تعبه ولا يزال في بداية المشوار كي يحقق أحلامه وهدفه العظيم ..

قطع تفكيره صوت إدارة مفتاح باب الشقة من قِبل مدير السكن الذي سبقه بالدخول كي يريه أثاثها والغرف ، كانت عبارة عن غرفة نوم واحدة وصالة تطل على مطبخ تحضيري صغير ودورة مياه وأخيراً شرفة ملتصقة بغرفة النوم ، كان يغلب أثاثها الطابع الكلاسيكي البسيط والأنيق في ذات الوقت وقد لاحظ أن بعض الشتلات الخضراء تزين الشرفة وإحدى زوايا الصالة سّره ذلك ونالت الشقة استحسانه إنه يفضل هذا النوع من الديكور الذي يبث الهدوء والأريحية في نفسه ، كان قد وقع على استمارة تفيد ملكيته للشقة مدة دراسته الجامعية مسبقاً ، أخذ المفتاح من مدير السكن العجوز وشكره قبل أن يودعه .. اتجه مباشرة لغرفة النوم وقد ألقى بنفسه على السرير من شدة الإرهاق ..



صحيح أن التعب قد نال من جسده إلا أن النوم بعيد المنال فهو ليس معتاداً على هذه الأجواء بعد ، لقد ودع الشمس الحارقة في بلاده وأودع فيها قلبه حيث أمه وأخته الصغرى ، وأتى هنا يبني أمجاده المسلوبة بصرامة وبأس شديدين ، إنه في تحدي مع نفسه قبل أعدائه ، يجب أن يثبت لهذا العالم الذي استصغره واحتقره من يكون .. !!

أحلام الواقع لا تشبه أحلامنا في المنام ، يجب أن يناضل ويشقى ويسخر نفسه لها كي يراها ماثلة أمامه وقد تحققت يتوجها عرق الجد و الكفاح .. !!

سيبتلع مرارة الاغتراب والابتعاد عن أمه المعتازة وأخته التي لا حول لها ولا قوة .. لأجل هدف أسمى وأرفع شأناً سيصب في جوف أهله الراحة والكفاف ما إن يصير حقيقة تضيء ما أظلمته نوائب الأيام .. !!

قليلٌ من الصبر فقط وهو الذي عاش حياته يقتات صبراً يوماً بعد يوم ، ثم بعدها سيغلق الصفحات السوداء من حياته بلا عودة .. لن يسمح لأي قلم آخر أن يشوه ما تكتبه إرادته الصلبة ، سيختتم حياته المستقبلية بتوقيعه هو ، والختام ليس مثل الابتداء إنه يعي كل خطوة يقوم بها للمستقبل ولذلك صاغ في ذهنه نهايته السعيدة .. إنّ عقله المخطط لا يفكر في البدايات أبداً بل يقفز للنهايات يحيكها بيديه ويصنع تفاصيلها بنفسه ، شخص مثله آمن بنفسه حد اليقين وعزم أن يعيش وفق مبادئه وقواعده الخاصة بعيداً عن الأيادي المتطفلة .. !!!

أخيراً غفى وهو يتذكر صوت أمه الحنون الذي احتضن روحه بالدعوات الصادقات والنصائح النابعة من قلب أم لا تقوى على فراق ابنها الوحيد : حبيبي طلال أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه ، احفظ الله يحفظك و انتبه لنفسك ، وتوكل على الله ، تدفأ جيداً الجو بارد هناك ، اتصل بي ما استطعت ، أمك ستنتظر اللحظة التي تحتضنك فيها وقد جئت على قدر من الرفعة والسمو والمعرفة .


http://store1.up-00.com/2015-06/1435596949671.jpg (http://www.up-00.com/)

الهوكاج الثامن1
25-08-2015, 20:22
القصة أكثر من رائعة أتمنا الا تتأخروا في أنزال الفصل

Asaiamo
26-08-2015, 15:05
لا تقلق يا عزيزي
فالفصل الجديد سيكون هنا اليوم
لا تمل انتظارنا

الهوكاج الثامن1
26-08-2015, 20:25
لن أمل لو أستمر أنتظاري قرن

Sang Bleu Ange
27-08-2015, 09:59
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=2088695&d=1438117072



كانت هبة جالسة على الأريكة الزرقاء تمسك مرآة دائرية الشكل لترى وجهها الشاحب رغم جمالها الملائكي الطفولي، لكنها نزفت من أنفها الصغير الكثير من الدم مما سبب لها الشحوب؛ وقد حدث هذا قبل أربعة أيام. كانت قد بدأت تنزف من أنفها من الفتحة اليمنى بغزارة ثم نزفت من فتحتها اليسرى قليلاً، وحاولت عدة مرات أن توقف النزيف بوضع الضمادين – بعد تلطيخهما بفازلين داخل أنفها، لكن كلما وضعت الضماد كلما يخرج الدم من فمها. أخيراً ولله حمد توقف النزيف بعدما وضعت ضماد أفضل من قبل، رغم أنها بدأت تخرج الجلطات من فمها في البداية فقط.
لم تخبر هبة والدها بأمر النزيف، وكانت قد أخبرت أختها المراهقة وأخاها الصغير اللذان آتا معها إلى أمريكا – بألا يعلما والدهم، لأنه إذا علم سيخاف على ابنته ويمنعها من الدراسة في أمريكا. وضعت هبة المرآة على طاولة الخشبية الفخمة بشكل بيضاوي حيث يوجد الكثير من أدوات طبية في حالة إذا نزفت من جديد بعد أن تخرج الضماد. تنهدت الفتاة بتعب، لو أنها وضعت فازلين في منخاريها قبل أن تنام لما نزفت، لكنها تحمد الله أنها لم تنزف في أيام الدراسة على الأقل.

بما أن أربعة أيام قد مرت منذ أن أوقفت النزيف، حان وقت لتخرج الضمادين من أنفها. عندما أمسكت الصبية المصابة الضمادين، دعت ربها سراً أن يشفيها ويعافيها كثيراً، ثم قالت بصوت منخفض:"بسم الله، توكلت على الله."

وها هي ذا بدأت تسحب الضماد الأيمن إلى الخارج ببطء وبحذر – لو سحبته بسرعة ستؤذي منخارها من الداخل، رمت الضماد في سلة القمامة التي أحضرتها إلى جانبها وانتظرت لدقائق لتعرف النتيجة قبل أن تخرج ضماد الأيسر لترى هل شفيت بإذن الله أم لا؟ لا شيء حصل، لم تنزل قطرة الدم، مما جعلها تتنهد براحة وتحمد الله كثيراً. فعلت هبة نفس الشيء مع الضماد الأيسر، كذلك لم تنزل أي قطرة من الدم، فوقفت في بسمة وتحركت من مكانها إلى جانب الأريكة لتسجد سجود الشكر في اتجاه القبلة وابتسامة ملائكية زينت وجهها الجميل. بعد ذلك، رجعت إلى مكانها لكي تعيد الأدوات إلى حقيبة الإسعافات الأولية الكبيرة بينما تقول لنفسها ذهنياً بعتاب:" إياك أن تنسي أن تضعي فازلين في أنفك وإلا حصل شيء أسوأ يا هبة، بفضل الله شفيت وتعافيت!"
فجأة، سمعت صوت فتاة غاضبة تحدثها:"لماذا أزلت الضمادين أيتها المتهورة؟! كان عليك أن تنتظريني!!"

التفتت المعنية إلى يسارها حيث محدثتها ولم تكن إلا صبية مراهقة تملك شعر بني فاتح مموج يصل إلى منتصف ظهرها على عكس هبة، فلديها شعر أسود أملس يصل إلى نهاية الظهر، ولها ملامح أنثوية ملائكية – كانت تقف عند باب فرنسي زجاجي بإطار أزرق فاتح تنظر إليها بعينيها العسليتين اللتان تحملان غضب يخيف من يراها، على عكس هبة، فقد كانت تنظر إليها ببرود وتقول بابتسامة باردة:" أنا أستطيع أن أعتني بنفسي. ثم أليس من المفترض أن تهنئيني على شفائي وتقول ‘مبروك يا هبة! هيا بنا لنحتفل!‘، بدلاً من أن تغضبِ وتناديني بالمتهورة، حبيبتي أميرة؟"

ردت عليها أميرة بعصبية منفعلة:" أزيلي هذه الابتسامة المستفزة عن وجههك هذا! يا سلام! ماشاءالله وتبارك الرحمن! هل يجب علينا كل يوم أن نحتفل بأي شيء عنك؟! قبل أسبوع احتفلنا بعيد ميلادك!"
أكملت الشابة التي تبدو أصغر من محدثتها إعادة الأشياء إلى مكانها وهي تجيبها بعفوية:" لا بأس إن احتفلنا اليوم بمناسبة شفائي، سيجعلني أتشجع للبقاء على قيد حياة." وأغلقت الحقيبة قبل أن تمسك كأس عصير توت صبته لتشربه بينما تسخر منها أميرة:" يا متطوعة، على أمثالك ألا يحتفلوا إلا بعيد الفطر وعيد الحج!"
فقالت هبة تصحح لها بعدما أنهت العصير:" تقصدين ملتزمة وليس متطوعة، أنا التزم بالدين ولا أتطوع لأن هذا واجب علينا نحن المسلمون."
وقفت وهي تمسك بالكأس والحقيبة الأولية تكمل حديثها معها:" كما أن الحفلة يمكن أن تقام بإحضار كعكة دون موسيقى."

ثم ذهبت لتعيد حقيبة الإسعافات والكأس إلى المطبخ قبل أن تصعد إلى غرفة نومها، همست أميرة لنفسها ببرودة:" لن يحدث هذا بالتأكيد."
كان هناك فتى في حادية عشر من عمره – أسود الشعر وعسلي العينين يتجه إلى الداخل، وفور أن دخل سمع كلام أميرة فسأل:" ما هو الذي لن يحدث؟"
التفتت إليه قائلة والبرود ما زال في نبرتها:" آه لا شيء مهم، أخي عبد الملك، شفيت هبة فحسب."
فرح عبد الملك عند سماعه لهذا الخبر الرائع فقال بمرح:" الحمدالله! هذا رائع! علينا أن نقيم حفلة بمناسبة شفاء هبة!"

وضعت أخته الكبرى يدها على جبينها بتعب قائلة:" استغفرالله! رحلت الحمقاء ليظهر لي الغبي."
نفخ أخوها الصغير خديه ليقول بغضب:" لا تناديني غبي، لأنني لست كذلك!"

ابتسمت أميرة بسخرية باردة قبل أن تتجه إلى مطبخ ويلحق بها عبد الملك. في هذا الوقت كانت عينا هبة السوداوان ذات رموش كثيفة والطويلة تجول حول جناحها الوردي الواسع مكونٌ من غرفتين، وكانت الغرفة التي توجد فيها صاحبتها كانت مكونة من سرير جلدي أسود، بطانية وردية مزخرفة بورود سوداء، ووسادتين كبيرتين مثل البطانية غير وسادتين آخرتين إحداهما بيضاء مطبوعة بصورة برج إيفل والأخرى على شكل وردة فوشية؛ فوق السرير توجد صورة زهور وردية بإطار أسود. وعلى جانبي السرير كومودين لونهما أسود، ولكل منهما ثلاثة أدراج؛ كان على الكومود الأيمن مصحف كبير ومصباح فوشي كروي صغير ويوجد مصباح مثله على الكومود الأيسر مع هاتف.

على الجدار الأيمن طاولة تسريحة سوداء بستة أدراج عليها عطور وأدوات مكياج، ومرآة بيضاوية بإطار أسود توازي الطاولة. وعلى جدار الأيسر خزانة الملابس من النوع بينيفيتس بيلت إن بحجم ما بين الوسط والكبير ببابين خشبيين سوداوين. وأمام السرير مرآة مستطيلة طويلة بلا إطار بجانبيها نافذتان مستطيلتان بإطار أسود. وفي وسط سقف الغرفة توجد نجفة سوداء بأسلوب فيكتوري لها خمس لمبات، ويوجد سجادة فوشية.

بجانب التسريحة مدخل لغرفة ثانية، حيث توجد في المنتصف أريكتين بلون وردي داكن بوسادات سوداء، وبينهما طاولة خشبية سوداء عليها مزهرية وردية وفيها ورود بيضاء بجانبها مجلات الموضة. وبجانب المدخل توجد مكتبة تحمل رفوفها الكتب والروايات والمجلات، وخلف أريكة أخرى طاولة مكتب سوداء وعليها كتب الجامعة ودفاتر بألوان ظريفة وحاسب محمول وكرسي بعجلات نفس اللون، وفوقها ساعة دائرية بإطار أسود وخلفية قانية وأرقام سوداء. وعلى الجدار الأيسر يوجد باب فرنسي زجاجي بإطار أسود وستار أسود من الشيفون يطل على شرفة الغرفة.

كانت هبة تبحث عن كتاب في كل مكان، لكن بدا انها لم تجد ما بحثت عنه فتساءلت هبة بحيرة مع نفسها:" ترى أين اختفى ذاك الكتاب؟"
لم تتوقف عن البحث عنه إلى أن وجدته في درج من أدراج التسريحة يحوي أدوات للشعر، فتفاجأت الجميلة الملاك بذلك وفكرت:" من الذي وضع الكتاب هنا؟ لا يهم، المهم لله الحمد أنني وجدته أخيرا!"

فأمسكت به وكان الكتاب عبارة عن رواية خيال علمي بغلاف مكتوب عليه وينتر بخط كبير ولونار كورونيكلس بخط صغير يد سوداء لفتاة تحمل تفاحة حمراء، ذهبت إلى غرفة أخرى لتتجه إلى الأريكة وتقرأ الرواية التي لم تتبقى فيها إلا صفحات قليلة وتنتهي. لكن قبل ذلك، جذبت انتباهها كتب الجامعة وتأملتها بهدوء للحظات، وابتسمت بحماس لتقول في نفسها:" ستكون تلك السنة مشوقة بإذن الله تعالى!"

ثم جلست على الأريكة تقرأ الرواية، لكن أتى عبدالملك ليسألها إذا أرادت أن تذهب معهم هو وأميرة إلى مقهى ثم إلى مدينة الألعاب، فوافقت هبة لكن على حساب أميرة وهي التي تسوق السيارة مما أدى إلى مجادلة بينهما بشأن على من حساب، وفي النهاية أميرة فازت وسيكون على حساب هبة.

http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=2075608&d=1432289558

http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=2088692&d=1438117056


كل يوم أصبحت أحلم نفس الحلم المزعج منذ أن أتيت إلى هنا. كنت في حلمي الدائم لبوة مدللة ألبس تاج وأجلس على العرش بغرور وتكبر، وحيوانات ضعيفة تخدمني بخوف؛ كانت حياتي مترفة ورائعة وكادت أن تكون مثالية لولا وجود الحقراء المقززين.

ذات مرة خرجت من قلعتي لأذهب إلى قلعة بابا الذي يخافه الجميع؛ وفي طريقي إليه، وجدت صغار الحيوانات - ثلاثة أرانب، غزال، سلحفتين، و أربعة قرود - يلعبون بكرة القدم. عندما وقعت عيناي عليهم، ابتسمت بخبث ولعبي ازداد فأوقفت سائق سيارتي (بالتأكيد أنني سأركب السيارة، لن أمشي كل هذه مسافة) وخرجت متجهة إليهم لأذوق لحومهم الشهية.

عندما رؤوني صغار أقترب منهم جروا هاربين مني ولكنني قفزت أمامهم ومنعتهم من فعل ذلك، لذا ليس لديهم خيار سوى أن يحضنوا بعضهم بعض. كنت على وشك مهاجمتهم لكنني تفاجأت بظل ضخم ظهر من خلفي، استدرت لأرى ما هذا وصعقت عندما رأيت ثعلب... بل ثعلبة عملاقة سوداء ترتدي فيونكا فوشية تنظر إلي بعيناها السوداوان المخيفتان.

فرح الصغار بوجودوها بينما أردت الهرب منها والعودة إلى سيارتي، لكنها أمسكتني فتوسلت إليها ألا تأكلني ووعدتها بألا آكل لحوم الضعفاء. لم تكن تلك الثعلبة تنوي أكلي من البداية، لأنها في الحقيقة حولتني إلى كرة تلعب بها بمرح وفرح مع الصغار.

ومنها هنا تنتهي الحلم يا عزيزي أليكسيس."
حكت رافاييلا حلمها لذلك الأشقر الذي يجلس معها خارج المقهى.

أزال أليكسيس نظارته الشمسية وهو يقول مستوعبا:" لا عجب بأنك أصبحت عصبية فجأة!"

شربت رافاييلا قهوتها بدلا من أن ترد عليها بسبب عدم مزاج لها في ذلك، بعد دقائق قالت بهدوء:" صحيح أنني لا أعرف من تكون تلك الثعلبة، لكنني أشعر كأني قابلتها من قبل، والمشكلة لا أتذكر أين."

أخبرها أليكسيس بعفوية:" لا تشغلي بالك في تلك الثعلبة السخيفة، حبيبة قلبي، لقد حصل لي الأمر نفسه لكنني لم اهتم."

ابتسمت له وهي تضع خصلاتها الشقراء خلف أذنها بينما ترد عليه بدلالة:" كلامك صحيح، لا يهم أمر تلك السخيفة لطالما لدي كل شيء وخصوصا حبيب رائع مثلك."

ابتسم حبيبها بسعادة وخجل ثم أكملا شرب قهوتهما؛ فجأة سقط صبي أسود الشعر على أرض بجانبهما مما أفزعهما، ثم سمعا صوت فتاة تكلمه تلومه بلغة عربية:" أخبرتك يا فتى ألا تركض، أرأيت ماذا يحصل إن لم تسمع كلام أختيك؟" اقتربت منه وتسأله دون اهتمام لجوابه لسؤالها السابق:" أريني أين تألمت؟"

أراها أخوها الجرح متوسط الحجم في كوعه فقالت تطمئنه:" حسنا، سنذهب إلى البيت لنعالج جرحك، عزيزي عبودي." أومأ لها موافقا، بينما شعر أليكسيس بفضول فسأل رافاييلا هامسا لها:" بما أنك نصف لبنانية، هل تفهمين ماذا يقولان هذان الصغيران؟"

لم تجبه الشابة لأنها كانت تنظر إلى الصبية المتحجبة بصدمة، استغرب أليكسيس وناداها عدة مرات، لكن رافاييلا ظلت تحدق بتلك المسلمة دون أن تنتبه لنظراتها إلى أن رحلت عن المكان.

نطقت رافييلا بصدمة:" الثعلبة!"، سألها الشاب وما زال مستغربا:" الثعلبة؟" فردت عليه بغموض:" الآن عرفت من هي الثعلبة السواء العملاقة."

http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=2082650&d=1435586366

http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=2088694&d=1438117056

الهوكاج الثامن1
27-08-2015, 20:40
الفصل أكثر من رائعة
حقا لقد أبدعتي
أتمنا لكم دوام التوفيق والنجاح

Asaiamo
27-08-2015, 20:51
شكراً لك ايها الهوكاج
نتمنى ان نسعدك دائماً
وسنلتقي قريباً بعد غداً بإذن الله

الهوكاج الثامن1
28-08-2015, 10:17
حسنا

Asaiamo
29-08-2015, 09:55
لن نتأخر

Asaiamo
29-08-2015, 22:41
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=2088699&d=1438117170



كان ريان يجلس في شقته على الكنبة الحمراء و هو ممدد قدميه على الطاولة امام شاشة التلفاز و هو يشاهد الاخبار و يدخن سيجارته بملل عندها سمع صوت رنين هاتفه فرفعه ليرى من المتصل ليرى اسم اخته ريم التي كانت تتصل به. ظهر الانزعاج على وجه ريان فرمى بهاتفه على الطاولة و اخذ جهاز التحكم بالتلفاز و اخذ يغير القنوات لعله يجد ما يقضي به على الملل فسمع صوت جرس الشقة فنهظ ليفتح الباب. عندما فتح الباب رأى شابا بعمره تقريبا واقفا و هو شاحب الوجه و عيناه محاطتان بهالات سوداء فقال له الشاب: ريان ارجوك انا بحاجة للمزيد
ابتسم له ريان بخبث و قال: لا بأس سأوفره لك الليلة. تنهد الشاب بأرتياح لكن ريان مد له يده و قال: لكني سأحتاج الى مبلغ مقدم كما تعلم.
فارتبك الشاب و قال بتردد: ه..هل استطيع الدفع لاحقا..بعد اسبوع ربما.
نظر له ريان ببرود ثم قال: لا نقود لن تحصل على شي.


فأغلق الباب في وجه الشاب الذي كان يرجو ريان ان يساعده في الحصول على ما يريد الا انه لم يعره اهتماما. اغلق ريان التلفاز الذي كان مفتوحا ثم دحل غرفته لينام لبعض الوقت.
و بعد عدة ساعات استيقظ ريان على صوت هاتفه فرد عليه ليجد انها اخته ريم مجددا فرقع السماعة ليرد عليها و قال بأنزعاج: ماذا تريدين؟ الم اخبرك ان لا تتصلي! فتفاجأ ريان بصوت ريم تبكي و هي تقول: ريان تعال بسرعة ارجوك رامي يحتاج الى المستشفى. فسألها ريان بتفاجوء: ما الذي حدث له؟!
فقالت ريم: لقد حاول منع ابي من شرب النبيذ بتخبأته فغضب والدي و قام بضربه ضربا مبرحا ليجعله يعيده
ريان: الاحمق..كم مرة اخبرتكما ان تبقيا بعيدا عن ذاك الاحمق؟ سآتي حالا انتظري
فذهب ريان الى منزل والده و اخذ ريم معه لينقلا رامي الذي كان مغشيا عليه من شدة الضرب الى المسشفى.


و في المستشفى
الطبيب: لا تقلقا سيكون بخير
ريم: الحمد الله
الطبيب و هو ينظر لريان: لكن هل لي ان اسأل ماذا حدث له؟
ريان ببرود: لقد تعرض للضرب من قبل بعض الاولاد اثناء سيره في الشارع
الطبيب: هكذا اذا..عليكم الحذر حتى لا يتعرض اخوكم لمثل هذا الحادث مرة اخرى
ريان: لا تقلق لن يحدث هذا مجددا
الطبيب: ارجو ذلك
فغادر الطبيب الغرفة ليترك ريان و ريم برفقة رامي الذي كان نائما فقالت ريم لريان: لماذا لا تدعنا نعيش معك ريان؟ سيكون ذلك افضل من العيش مع والدي
فرد عليها ريان ببرود: لن يكون كذلك..بقاءكما مع ابي افضل من البقاء معي
ريم: لكن..
فأخرج ريان ظرفا و عطاه لريم
ريم: ما هذا؟
ريان: انها نقود..تأكدي من تخبأتها عن والدي و استخدميها لشراء ما تحتاجانه
ثم نهظ ريان ليغاد الغرفة فأوقفته ريم و قالت: مهلا اين ستذهب و من سيعيدنا للمنزل ان ذهبت؟
ريان: لدي عمل لأقوم به..لا تقلقي سأعود لأخذكما ايضا
فبقت ريم مع رامي و حدها في المستشفى و غادر ريان


http://www.courseimage.com/images/148957-anime-boy-smoking.jpg

الهوكاج الثامن1
30-08-2015, 13:30
رائع جدا
الفصل أكثر من رائع
وبتوفيق

Volten
31-08-2015, 23:06
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=2088692&d=1438117056



http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=2088704&d=1438117414



عزيزتي وداد

تحية لك من قلبي يا قلبي

وبعد ..

عزيزتي كيف هي أخبار العائلة؟ اعلم بأنهم ليسوا بخير، بعد ما حصل في البلاد. كنت أتمنى لو بإستطاعتي المساعدة فيما يواجهون.
وكم كنت أتمنى العودة لكنك تعلمين تعنت أبي وأخوته، وغضبهم لتركي البلاد منذ خمس سنوات. بصراحة لا اعلم لما يواجهون عودتي بكل هذا الرفض. وربما اعرف.

صحيح سلمي على بنات عمي الأكبر منصور، وخاصةً أية. تعرفين أنهم كانوا ينوون تزويجي بها، لكني تركت البلاد وأنتي فقط بقلبي وداد.

وداد هل تزورين قبر أمي كل جمعة؟ طمأنيها على حالي، وأخبريها أني أتمنى العودة لتراب بلادي الحاضن لقلبها الهادئ والجميل، مع أنه ليس الأحق بحضن المصرية، مع أن ماما ليست مصرية خالصة. وأني أسف لترك بلادي، لكن العمل والعلم يجذب دائماً. كما هو لون السماء.

أه يا وداد. كانت الطائرة الجديدة رائعة، ولقد جربتها بنفسي، فالشركة لن تشتري الطائرة إلا إذا جربها مديرها، وهو أنا. تعلمين عشقي للطيران كثيراً وكم أتمنى لو أخذك بطائرتي وأسافر بك بعيداً لنتزوج ونزيد عدد سكان العالم بمليون جديد.

الدراسة جيدة، وأنا في السنة الاخيرة منها. أبلغي ماما بهذا أيضاً حتى لا تكون قلقة علي. كانت فكرة رائعة تلك التي راسلتني بها قبل ثلاث سنوات، فالعودة للدراسة هنا أفضل طريق للحصول على أصدقاء، وصديقات. ولا تقلقي لن تفلح أيهن بأخذ مكانك بقلبي. رغم أنهن جميلات، ومنهن المصريات، أحلى فتايات الكون.
فِرّو يسلم عليكي، وعلى تشيكا. أخبريني كيف حالها؟ كونا بخير زوجتينا العزيزتين.
قبلتي لكِ، وقبلات ذاك القط العنيف لها.

أحبك عزيزتي وداد

من خاطبك الوحيد
فريد المرزوقي



http://i1055.photobucket.com/albums/s520/asaiamo/My%20Boys/1779799_742127665800341_1083613054_n%20-%20Copy.jpg

الهوكاج الثامن1
01-09-2015, 18:26
روعة حقا لرائع لقد أعجبني فريد حقا

أتمنا لك التوفيق

Saioto
03-09-2015, 18:44
دوري هو القادم غداً
او بعد ساعات على الاقل :e405:

Saioto
03-09-2015, 23:32
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=2088692&d=1438117056



http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=2088701&d=1438117170




ارتفع صوت مذياع المطار رغم تكدس الناس وارتفاع أصواتهم أمام ممر صعود تلك الرحلة لكن الجميع تنبه لصوت النغمة السابقة لصوت الموظفة فبدؤوا بالاستعداد دون سماعهم لكلمة واحدة مما قالته الموظفة وكان هناك ثلاثة أشخاص عند باب المطار بظهورهم وقد كانوا بالترتيب فتىً طويل ذا شعر لامع بني يرتدي بنطال جينز أزرق وفوقه تيشيرت أبيض مطبوعٌ عليه رسمة مكتوب فيها "living halal" يغطيه جاكت بني فاتح تصل أكمامه لنصف ذراعيه فقط ويرتدي ايس كاب أبيض اللون وحذاءه مثل لون حزامه الأسود تماماً وفتاة محجبة أقصر من هذا الفتى بقليل ترتدي ملحفةً زرقاء بدرجة لون داكنة وفتاة أقصر منهما بمسافة بسيطة وهي الأخرى محجبة وترتدي جيب أسود وبلوزة بلون جاكت الفتى لكن فجأة أنصتت آذان الصغيرة وسط هؤلاء الثلاثة لقول المذيعة برقم الرحلة
- ... الرحلة رقم 675 المـ ...

فالتفتت الفتاة ناظرة لهما بحماس ليبدو وجهها الجميل وعيناها بلونهما الأزرق زرقة النهار وقالت لهما وكأنها تدفع ذاك الشاب الذي اتضحت ملامحه الوسيمة
- حسناً إنها رحلتك يا أخي سامر.

فقال بسرعة ماداً يده ليضعها على رأس الصغيرة ببسمة مرحة ملأت وجهه
- إنهاهي سلمى فلا تغضبي سها في غيابي.

فوقفت أمامه تلك الفتاة الأخرى فبدت أكبر منه بثلاث سنوات فقط لكنها رغم هذا جميلة بعيونها الملونة بزرقة البحر وخدودها المحمرة مع بعض النمش يعلو وجنيتيها ويزيد وجهها جمالاً
- هل عليك أن تسافر حقاً يا أخي؟

فابتسم الفتى بعيونه البنية بدرجة داكنة نحو الفتاتين ليقول وقد بدا عليه التفكير في التراجع عن خطته إلا أنه توجه نحو ممر صعود الطائرة بعد أن حضن كلتيهما
- لو أستطيع أخذكما معي ما تأخرت .

وعبر بوابة الممر بعد أن فحص الأمن أوراقه ليلتفت مكملاً لأختيه
- . لكن الدراسة لا تتطلب أن أكون مدللاً، ويكفيني السيد غسان في خدمتي.

وانسحب داخلاً لممر الصعود حتى اختفى عن عيني أختيه الذي استشعر بكاء الكبيرة منهما لرحيله فشعر بالألم وقد خلا الممر من الصاعدين تماماً إلاه فبكى لثوانٍ وهو واقف ليقول دافعاً نفسه ليكمل طريقه الذي اختاره ليكمل به عمل والده الراحل
- أريد أن أتم مشوار أبي، ولهذا أنا ذاهب للدراسة ، وأعدكما بالعودة قريباً أختاي العزيزتان.



http://i1055.photobucket.com/albums/s520/asaiamo/1920943_742126895800418_630730607_o.jpg



http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=2088694&d=1438117056

الهوكاج الثامن1
04-09-2015, 11:00
الفصل كان روعة حقا بلا مجاملة أنه ممتاز
وبتوفيق

Asaiamo
04-09-2015, 11:47
سايو
انت مفتري😸

The Dark Grisha
04-09-2015, 13:52
السلام عليكم، الرواية جدا جدا رائعة وأنا من متابعيكم وأتمنى قراءة المزيد سواء قريبا أم لا.

Wogod
07-09-2015, 22:45
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=2088692&d=1438117056




http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=2089171&d=1438368699





وجود الراوي


وقفت تلك الفتاة بثوبها الملون بلون السماء نهاراً وخمارها بلون سحبها تنظر لتلك البوابة السوداء المغلقة بين بوابات صفراء كبيرة كتب عليها بلون بني بشع بما يوحي بعدم اهتمام احد بتلك البوابات "ميناء رفح البري" في مرارة لتلتمع عيني الفتاة بنية اللون ذات اللمعة المضيئة في ضوء هذا النهار قبل ان تغادر للعربة التي تحمل حاجيتها وهي تقول في نفسها
- يؤلمني السفر ومغادرتك يا بلادي.
لتسمع من يناديها من خلفها وبدا في صوته مزيج الغضب وكأنه مجبر على انتظارها بقوله
- الآنسة وجود الرواي . يلا يا آنسة .. اخرتينا كتير.
فتقدمت تلك الآنسة من ذاك المنادي الذي وقف يربط حقائبها فوق سيارته البيضاء بلا اهتمام للحقائب وبعيونها بعض الحزن غير الكثير من الغضب من هذا الرجل الكبير الذي انشغل بالغناء باغنية هابطة لا تناسب شكله الذي بدا قد تخطى عقده الخامس من سنة او اثنتين عن ردة فعل الآنسة التي تقدمت حتى وازت سيارته ليلتفت لها الرجل وهي تدخل سيارته وتغلق بابها بقوة خلفها فيقول ببسمة سخيفة
- مزة قوية.
ليدخل هو الآخر لسيارته ويغلق بابها على الحبل الذي قيد به حقائب الآنسة خلفه ليقول بعد استقراره على مقعد القيادة وابتسمت الآنسة مكرهة ليبدء الرجل تحركه بسيارته والتي بدت متهالكة قليلاً او ان الطريق نفسه فقد صلاحيته للسير عليه
- على المطار على طول يا قمر صح؟
لتسرع بإجابة الرجل ببعض الغضب متوقعةً من تحريك الرجل ليمنى يديه نحو تابلوه سيارته والناجي الوحيد كما اتضح من اجهزة سيارته وهو الكاسيت انه سيشغل اغنية هابطة اخرى
- نعم لكن ارجوك بسرعة .
وشغل الرجل اغانيه بينما استرخت وجود في استسلام لانه لن يسمع ما ستتم به كلماتها مهما قالت
- . فأنا لا اريد البقاء بمصر كثيراً.
لتبدء اغنيته المسمى "تاكس" باللعب بأذني الآنسة التي تحركت بسرعة لتخرج من حقيبتها الصغيرة بلون ثوبها سدادات للآذان لتدخلها بسرعة تحت خمارها فتمنع بها عن آذنيها هذا التلوث السمعي لتعود بفكرها بعد ان اراحت رأسها على ظهر الكنبة خلفها لما حصل لها منذ الصباح وبالاخص بعد مغادرتها للمنزل الذي حواها واخوتها من الرجال والذين لم يلتقوها جميعاً في الصباح بل اصغرهم فقط وهو بعمر السادسة عشر مع ان شكله اصغر والذي تحرك معها ليوصلها لبوابات المعبر في غضب منها لتلك السفرة واضطرارها لعبور تلك البوابات الكبيرة صفراء اللون وقد حصلت على جواز عبور سريع من البوابة لتسمع صوت يمازحها من خلفها في هذه الحافلة قائلاً
- ابنة عمي وجود هل ستذهبين لامريكا؟
لتلتفت له وجود فتراه فتى صغير في العاشرة من عمره وعلى وجهه بسمة سخيفة يجلس بجوار امرأة لم ترد حتى النظر لوجود وبدا الغضب ساكنناً الجميع ليقف شقيق وجود في مرح ليغير هذه الاجواء بقوله
- ستصير شقيقتي عالمة فزة في مجال الكيمياء يا مهران.
لتغيظ كلمات شقيق وجود تلك المرأة إلى جوار الفتى لتقول بوجه مستفز
- وكأنها انضمت لصفوفنا .
ليضحك الفتى الصغير في بعض الخبث فتكمل المرأة التي وقفت معلنةً مغادرتها لتلك الحافلة وهي تكمل قائلةً بصوت عالٍ
- . نسيت انك لم تنضمي لنا لحصولك على المنحة الدولية لامريكا.
لتزداد وجود غضباً حتى انها كادت تقف لتشاجر تلك المرأة لكن اخوها اشار لها لتنظر لكامل تلك الحافلة التي بدء مرتادوها جميعاً بمغادرة اماكنهم رغبة بتركها وبدا ان رفضهم الوجود في الحافلة مع وجود هو سبب تحركهم من بسمة غزت وجه المرأة بسخافة لتنطق وجود بالم في هدوء لكن سمع الجميع ما قالته
- انا ذاهبة لأنال ما ادمر به الكيان الغاصب لبلادنا.
لكن احداً لم يلقي بالاً لما قالته وتوقفت الحافلة ليهبط الجميع وبعدها اكملت طريقها نحو المعبر لتبدء عيون وجود بزرف الدموع بمرارة ليضع اخاها يمناه على كتف اخته لتواجهه فترى بسمته الطلق تملئ وجهه فحضنته تبكي ليقول في مواساة يرثي ما وصلت إليه اخته من حال
- اعلم ان خبر رفض انضمامك لنا قد انتشر بسرعة لكني اثق بانك ستعودين وبيدك تحقيق امالنا.
لترفع رأسها عن صدر اخيها في بسمة بسيطة لترى على وجهه بسمة مازحة وكأنما يستعد لإلقاء ما يضحكها من كلمات فقال متفادياً اسكاتها له
- او ربما بيدي ابنك في المستقبل.
فضربته وجود ببساطة مع بسمة لطيفة تعاتبه على قوله وهو ما اتضح من كلماتها
- لن يصل الامر إلى هذا الحد وجيه . فأنا ساعود للمساعدة قبل ان يصل ولدي للدنيا من الاساس.
فابتسما لبعضهما ونظرا لمقدمة الحافلة متطلعان لتلك البوابة الصفراء التي يقتربون إليها ليزداد خوف وجود فتمسكت بيمناه تحاول تهدئة نفسها من روع السفر بعيداً عن اهلها وبين شك الجميع بها وتلك الورقة التي قتلت حروفها ضغطاً في غضب لتقول بهدوء محاولة التماسك
- ساعود لبلادي بحلول لهذا الاستعمار .. اعدك يا اخي.
وظلت تعيد تلك الكلمات وهي تغفو على الاريكة الخلفية لتلك السيارة القافذة في هذا الطريق السيء




http://i1055.photobucket.com/albums/s520/asaiamo/1779799_742127665800341_1083613054_n.png




http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=2088694&d=1438117056

alnerjis_albery
08-09-2015, 01:48
جميلة الرواية محزنة بل مبكية لأنها اثرت بي وذكرتني بحالنا .
ماشاء الله تنسيق رائع اسلوب فذ وكلمات وضاءة ،شكراً للدعوة .بالتوفيق لك وفرج الله عنا وعنكم اللهم آمين .

white dream
08-09-2015, 03:18
السلام عليكم ..

شكرا للدعوة الكريمة ^^ لي عودة فور حصولي على وقت فراغ ..

رعاكم الله ~

آراكي ميوكو
08-09-2015, 05:45
لي عودة ان شاء الله

الهوكاج الثامن1
08-09-2015, 09:50
الفصل أكثر من رائع مع أنه حزين الى أنه رائع
وشكرا على الدعوة الجميلة
في أنتظار الفصل القادم

Asaiamo
08-09-2015, 11:25
شكراً لكم جميعاً لتلبية الدعوة 😸

Rose Black
08-09-2015, 14:03
شكرا على الدعوة لي عودة

Mαgic мiяage
08-09-2015, 14:36
تبدو رواية جميلة ومعبرة ..
لي عودة بإذن الله لقراءتها فيما بعد ..~

Agunimon_sama
08-09-2015, 16:33
عملٌ رائع
رغم انها فصول للتعريف بالشخصيات وحسب
اظن ما زال لديكم 3 شخصيات
انتظر بداية القصة

Asaiamo
08-09-2015, 23:07
اقتربنا بالفعل بشكل كبير
واتمنى ان يرقى عملنا هذا لمستوى إسعادك
وبانتظار أراء الجميع

fo0ofo0
08-09-2015, 23:46
شكرا عزيزتي على الدعووه :e106:
خيالك واسع وجميل وقصة رائعه جدا
استمري واتمنى لك التوفيق من اعماق قلبي :e418:

Cessar
09-09-2015, 00:05
انا الوحيد الدي لم يهتم احد بما قدمته ولم اسمع كلمة تشجيع واحدة :e401::e401::e401:

Asaiamo
09-09-2015, 03:40
وما هو دوري إذاً سهيل

SMILE PAINTER
09-09-2015, 03:58
تبدو الفكرة رائعة *.* والعنوان رائع
لي عودة قريبة بإذن الله ~
وشكرا ع الدعوة :أوو:

preina
10-09-2015, 00:54
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=2088692&d=1438117056




http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=2088700&d=1438117170



ميرنا ماجد

في مكاناً هادئ تصاعد رنين منبه في غرفة أحدهم في هذا القصر الكبير فأستيقظت فتاة تبدو صغيرة بوجه لطيف وعيونها الزرقاء بدرجة أقرب للأرجواني مع شعرها ذهبي الأصفرار المقسوم بتسريحة زيلي حصان ترتدي بيجامة وردية مزينة بفيونكات بسيطة ولكن الرنين لم يتوقف فهو ليس من غرفتها ذات الجدر سكرية اللون فقامت من سريرها الكبير وارتدت خفيها الورديان المزينان بفيونكات كتلك على البيجامة وخرجت من الغرفة لغرفة جاورت غرفتها يفصل بينهما فقط رواق عريض لكنها لم تدخل لتلك الغرفة وقد كان هناك من يقف بابها محاولاً إيقاظ صاحبها فدخل ذاك الشخص وكان معه هاتفاً أراد من صاحب الغرفة إجابته فأوقف المنبه الذي أتضح أنه بتلك الغرفة وبدء هذا الشخص بالكلام
- سيدي أرجوك .. أستيقظ .. فالمحامي على الهاتف يا سيدي.
فأجاب صاحب الغرفة وهو فوق سريره على مضض وكأنه يرفض الإجابة
- من يكون هذا؟ وهل هذا وقته؟
فلم يجبه الرجل بل فتح ستارة النافذة لتدخل الشمس لغرفة سيده الذي بدا وكأنه لا يعرف في أي وقت هو فقام صاحب الغرفة بتثاقل ليجلس على طرف سريره وقال ماداً يده سائلاً الخادم وكأن أمر الاتصال لا يهمه رغم إلحاحه إلا أن هناك أمراً آخر قد طرأ على فكره
- هل أعددت حقيبة الرحلة لميرنا؟ فلابد وأنها ستطالبني بمال قبل سفرها.
فرد الخادم مقدماً سماعة الهاتف عن رأسه التي أخفضها إنحناءً لسيده بهدوء وبصوت ينخفض تدريجياً وكأنه أدرك وجود شخصاً ما خلف باب سيده
- نعم يا سيدي حقيبتها جاهزة منذ يومين.
فهم صاحب الغرفة سبب إخفاض الخادم لصوته لكنه أخذ السماعة وخرج الخادم لكنه لم يجد أحداً فقد كانت الصغيرة قد أختبئت خلف زهرية كبيرة موجودة بين غرفتها وغرفة هذا الرجل وبعد ذهاب الخادم بدئت الصغيرة تحدث نفسها عائدةً لغرفتها
"- حسناً يا عمي. أدفع من مالك القذر أكثر، فأنا مازلت أرغب بالعثور على دليلاً يدينك بمقتلهما"
وابتسمت الصغيرة بمجرد دخولها لغرفتها وكانت ستائر غرفتها مسدلة وبدت أبتسامتها الواثقة أكثر فأمسكت بطرف الستارة لتقوم بفتحها وهي تكمل حديثها مع نفسها
"_ ..سيكون هذا أصح ما سأفعل على الأطلاق."
ليطرق الخادم باب غرفتها ليقول بسرعة
- آنستي. إن السيد واجد يريدك أن تذهبي لغرفته قبل أن تنطلقي للمطار.
فاشارت له الصغيرة في غضب ليرحل عن بابها وتغلق عليها الباب

وبعد قليل في غرفة السيد واجد دخلت تلك الآنسة وهي ترتدي ملابس ضيقة قليلاً ومن بنطال أسود لامع من الجلد وبلوزة رمادية كاروهات وعليها جيلية أسود بنفس اللمعة للبنطال وحذاء أسود ذا رقبة طويلة وكعب عالٍ ورغم هذا هي ما تزال صغيرة شكلاً ترتدي ربطة على ذراعها كما هي بلوزتها وتضع قفاذات سوداء بنفس طريقة البنطال والجيلية وهي تجلس خلف عمها الذي ارتدى بذلةً رمادية بلون شعره الذي غزاه الشيب كما غزت ملامح وجهه التجاعيد وبرزت عينيه البنية قليلاً من خلال وجهه الثمين كما جسده ويديه المحاطة أصابعها بخواتم فضية مرصعة بجواهر كبيرة وقد كان يختار ربطة عنقٍ تتناسب مع هيئته البرميلية وقد كانت الآنسة تجلس على أريكة توازي سريره تتابع مشهد كرشه وهو يتمايل مع كل خطوةً لهذا الجسد الكبير ليعلن صاحب هذا الجسد غضبه من عدم قدرة خادمه وخياطه على المساعدة في الإختيار فصرخ فيهم ليناديها ربما تفلح فيما لم يفلحا فيه
- أنتما أحمقين. ألا تقدران على إختيار ربطة مناسبة .. ميرنا. تعالي وأنقذيني من هذان الأحمقان.
فتقدمت الانسة تغالب ضحكاتها على مشهد شجار كرش الرجل مع نسمات الهواء من حوله وكـأنه يصارعها ليحتل مكانها ورغم هذا تحاملت وأخرجت له ربطة زاهية بلون بنفسجي أوسط بين الفاتح والداكن وأعطتها لخادمه ليوقفها السيد واجد قائلاً في عصبية ما أن لاحظ ضحكاتها المكتومة ممسكاً يمناها
- ستسافرين اليوم صحيح ميرنا.
لتزداد ميرنا نفوراً من هذا الرجل لكن تحول ضحكها لغضب وهي تقول بلا تردد دافعةً يده التي أمسكتها عنها مبتسبمةً ببرود
- بل بعد ساعة تنطلق طائرتي يا عمي. فهلا أنهينا وداعنا الحميمي هذا . لأبدء بالتحرك، فحقابئي بسيارتي في الأسفل.
ليتبادل كلاهما النظرات الحادة التي استسلم السيد واجد على آثرها وأخرج من جيب بذلته ظرف به الكثير من النقود ليسلمه للفتاة وهو يقول وكأنما يرثي حال نقوده
- أتمنى لك رحلة هانئة يا ابنة أخي.
فأخذته الفتاة منه وهي تغادر غرفته وقد رسمت ابتسامة بريئة غير تلك التي ابتسمتها قبل قليل لتقول من بينها متظاهرةً بأنها ليست على خلاف مع الرجل وهي تشكره
- شكراً لك عمي.
واغلقت الباب خلفها وكانها لم تلمسه رغم قوة ارتطامه بالجدار لتهبط الدرجات بسرعة هاربةً من هذا البيت لسيارتها المكشوفة ذات اللون الوردي المحملة بالكثير من الحقائب الوردية أيضاً لتنطلق للمطار تردد بعقلها
"- تستحق هذا يا عمي."



http://i1055.photobucket.com/albums/s520/asaiamo/Girls/1497779_678459188853160_1908432027_n.jpg




http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=2088694&d=1438117056

* رحيق الأمل *
10-09-2015, 09:57
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حالكم ؟؟
توجد رائحة لرواية تمتلئ برائحة النجاح
الشخصيات جميلة للغاية
أبدعتم جميعاً للآن
وبإنتظار بقية الشخصيات وبداية الرواية
مجهود جماعي رائع بالفعل وأتمنى أن يكتمل حتى النهاية e106
التصميم لطيف للغاية
أنا سأكون بحاجة لوقت حتى أحفظ كل تلك الشخصيات
ولكن واثقة بأنني سأستمتع بروايتكم وبكل حرف تخطونه هنا
ألا توجد شخصية أردنية هنا ؟ :e108:
بكل حال الجنسيات متنوعة أيضاً بروايتكم وهذا جميل
وسيخلق مواقف كثيرة بينهم ..
بإنتظاركم دائماً
بحفظ الله ورعايته
~ رحيق الأمل ~

الهوكاج الثامن1
10-09-2015, 18:41
رائع أن الشخصيات رووووعة
الففصل مذهل و ميرنا يبدو أنها تنتقم لأحد عزيز عليها قد يكونان والديها

|لتفاؤل
10-09-2015, 19:30
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

اعتذر منكم يا اصدقاء على التأخر في الرد فقد مرضت ثم بدأنا المدرسة و هي متعبة كثيرا هذه الايام لذا لم املك الوقت للقراءة

لم اقرأ عن جميع الشخصيات بعد لكن من ما قرأته تبدو الشخصيات رائعة و مثيرة و متنوعة و هذا اجمل ما في القصة

اتسائل كيف ستلتقي الشخصيات و ما هي الامور التي ستجمع بينهم؟

آسفة لأني لم اعلق على فصولكم واحدا واحدا لكنها الظروف

سأحاول الرد على الفصل الاول بشكل افضل المرة القادمة بأذن الله

واصلوا عملكم الرائع و الى اللقاء

Dàviinà
11-09-2015, 18:02
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيف حالك جميعا عسى ان تكونو بخير و صحة

شكرا على الدعوة الكريمة و اسفة على التاخير فقد انسجمت مع القصة

المهم..اسلوب جماعي رائع و مذهل حقا

اسلوب الكتابة ايضا رائع حقا

و التصميم لا داعي لان اتكلم عنه فهو اكثر من رائع

الشخصيات جميلة جدا و اختيار صور الشخصيات اروع

سلمت ايديكم جميعا على الطرح المميز

اذا انا لا ارى اي فصل هنا حاليا..اين هو يا ترى هل يجب ان ابحث عنه

اعتذر مرة اخرى على التاخير..ارجو ان تقبلو مروري البسيط

دمتم في رعاية الله

Pro.Shreef
11-09-2015, 21:41
أحــــسنتم جَمـــيل!

Asaiamo
11-09-2015, 23:54
اشكركم جميعا

Perle Mont
12-09-2015, 15:11
باسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على اشرف المرسلين

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
يمكنني ان ابدا تعليقي المتواضع هذا باعتذار
اسفة على كل هذا التاخر يا اخواتي واخواني ... والله الظروف لا تساعد ابدا
والدراسة لا ترحم ... والمشاغل لا تتركنا لحالنا هههه

وايضا اشكركم على هذه الدعوة الرائعة
نبدا بالتعقيب

التعقيب :

اولا : العنوان
رائع واختياره وموفق عندما اقراه احس بنوع من الحماس لمعرفة ما سيحدث ... يعجبني الغموض الذي يلف حوله
واقول لكم ان عنوان الرواية هو مفتاح ارتياد الناس لقراءتها
احسنتم : )

ثانيا : التصميم والتنسيق

رائع هو ايضا وفقتم فيه
احس نفسي وكانني اقرا مقالا راقيا ههه
الظاهر من شكله انه متعوب عليه من قبلكم
بالتوفيق لكم

ثالثا : الشخصيات

1 _ فهد عبد الله : للكاتب caesar-shl

فهد له شخصية نادرة ومواقف عنيدة .....
المسكين عان كثيرا من ابيه احمد كان الله في عونه
اخطا ابوه كثيرا عندما حاول ان يفرض عليه الاختصاص الذي يحبه هو ....
لكن كان موقف فهد جريئا حين غير شعبته وبنفسه
اتمنى من قلبي ان يعذره ابوه وان لا يغضب من تصرفه هذا ... فهو على ما اظن في مصلحة الجميع

كاتب هذا .... لا اعرف بماذا اناديك ؟؟

المهم لديك اسلوب راقي وكلمات بسيطة يتلقاها القارئ بكل سلاسة
استطعت ان تقفز في الزمن دون اطالة ولا اختصار

جزيت خيرا .... وبالتوفيق لك في مشوارك الكتابي


انا الوحيد الدي لم يهتم احد بما قدمته ولم اسمع كلمة تشجيع واحدة

هههه ..... في العجلة الندامة يا اخي
تفضل اقرا واحمد ربك :d

2 _ طلال : للكاتبة الحان الحياة

شخصية طلال اعجبتني وفي نفس الوقت احزنتني وبشدة
انسجمت مع كلماتك انسة الحان ... اسلوبك رائع ويخاطب القلب والجوارح ليجعل القارئ يتاثر بكل كلمة تكتبينها

احزنني وضعه حقا فالاغتراب وترك الاهل ... فقط تخيل ذلك يحزن قلب اي انسان
فكيف للشخص ان يترك وطنه واهله ورفقاءه وعائلته ووو .... انه امر صعب حقا
متشوقة لمعرفة المزيد عن طلال هذا فهو يبدو شخصا محترما

انتظر بشوق المزيد
بوركت خيرا .... وفي انتظارك

3 _ هبة عثماني + رافاييلا نهراوي : للكاتبة Sang Bleu Ange ( ساعلق عليهما في ان واحد بما انهما كتبتا معا )

اعجبتني شخصية هبة
انها فتاة مسلمة تمتاز بطيب السيرة وحسن خلق ... مثال عن الفتاة المسلمة
تتشاجر مع اختها اميرة كثيرا ... اظن ان بينهما شيئا لكن ليس كبيرا
اخوها الصغير ظريف وويحب اخته كثيرا

حزنت كثيرا لحالة هبة ... اتوق لمعرفة مرضها المسكينة
أ تدرين يا انسة Ange لم ارى في حياتي نزيفا الى هذه الدرجة

اسلوبك جميل ومتقن لكن لدي تعليق صغير اتمنى ان يفيدك :

تكثرين من الوصف يا اختاه وهذا يصيب القارئ بنوع من الملل
يمكنكي ان تكتفي بوصف الاشياء المهمة في غرفة هبة .... قيسي وانظري ما هي الاشياء المهمة واختاري اهم المهم واتركي الباقي
الوصف القليل يجذب القارئ ويوصل له صورة واضحة .... وهذا بالنسبة لي يساعد على تخيل الغرفة احسن
لكن اهنئك على اسلوبك الرائع يا اختاه

اما بالنسبة لحلم رافييلا فقد كان بالنسبة لي غريبا
لكن اتضحت الصورة لي بعد ان عرفت ان تلك الثعلبة هي هبة
اظن ان بينهما ستتولد مشاحنة كبيرة
رافييلا نصف لبنانية يعني امها لبنانية وبالتاكيد تعلم اللغة العربية
لم تعجبني شخصية رافييلا انها وقحة اكثر من المسموح
اتمنى الا تسبب المشاكل لهبة

اعانك الله ووفقك يا Ange
سلامي لك

4 _ ريان الذيب : للكاتب darke fate

شخصية ريان الذيب يلفها الغموض
وايضا اظن انه يبيع المخدرات او ما شابه
لم تعجبني معاملته لاخته ... لكنني فوجئت بالحنان الذي ابداه عندمل علم بتعب اخيه مروان
ريم تبدو لطيفة لكنها تعاني مع اخويها من ابيهم
يبدو ان اباهم سكيير .... ويؤذيهم ايضا
لست ادري لما يمنع ريان اخويه من العيش معه
لكنني سانتظر لاعرف

اسلوبك يا اخ دارك رائع جدا
ووصفك جميل
جزيت خيرا وبالتوفيق لك

5 _ فريد المرزوقي : للكاتب Volten

شخصية ريان شخصية مستقلة بحد ذاتها
اعجبتني نوعا ما ... لكنني لست اعرفها جيدا

يبدوا ان ريان يحب وداد خطيبته كثيرا ....
اعجبتني طريقة وصفك اخ فولتان لفريد عن طريق رسالة بسيطة
احسنت في ذلك
يبدو ان تشيكا صديقة وداد وفرو صدق فريد .... اظن ذلك
يا الهي يبدو انه ترك بلاده دون اذن والديه و اهله وهم غاضبون منه
لست استطيع ان اعرف ما سيحدث وساتركك تجيب عن تسائلاتي بالبارت الاول
اود ان اعرف عن فريد المزيد
نسيت

تعلمين عشقي للطيران كثيراً وكم أتمنى لو أخذك بطائرتي وأسافر بك بعيداً لنتزوج ونزيد عدد سكان العالم بمليون جديد

لقد اضحكتني هذه الكلمة ... ههه ... يا له من مجنون طيران

المهم بارك الله فيك يا اخي
واتمنى لك التوفيق

سلام

6 _ سامر هارون او سامر السوري : للكاتب Saioto

اعجبتني شخصية سامر
او على الاقل حبه لاختيه ..... فشخصيته لم اعرفها بعد

يبدو ان اختيه تحبانه كثيرا وهو ايضا وسيفترقون من اجل
ان يكمل سامر مشوار ابيه على ما اظن
اظن ان ابويه متوفيان فلو كانا عكس ذلك لودعاه في المطار
يبدو انه متجه الى امريكا لاكمال دراسته

اتشوق لمعرفة المزيد
اما بالنسبة لاسلوبك فهو جميل ويزينه سلاسته
بوركت اخي وجزيت كل الخير
في امان الله

7 _ وجود الراوي : للكاتبة Wogod

وجود شخصيتها حزينة على ما يبدوا
اظن انه لم يتم قبولها للدراسة في مصر
لذلك لجات للدراسة في امريكا

اتمنى لها التوفيق
اريد ان اعرف ما ستدرس والمغامرات والمشاكل التي ستخوضها

ذلك السائق يبدو وقحا وقليل ادب من معاملته وكلامه الدنيء ...
احسنت انسة وجود ... اسلوبك رائع ... بعض الاسطر لم افهمها .. لربما علي ان اعيد القراءة لاني لا استوعب بسرعة ههه

جزيت خيرا يا انسة
في امان الله

8 _ ميرينا ماجد : للكاتبة preina

شخصية ميرينا يلفها الغموض

يبدوا ان لها عما سليطا .... واظن انه هو من قتل والديها وسرق اموالهم
واظنها لا تطيقه وتنتظر اليوم الذي تخرج من قفص بيته ذاك
هي ليست متحجبة كما اظن .... اظنها صغيرة السن ... لكنهاا تقود سيارة .. هههه تضارب في افكاري
المهم انا متشوقة لاعررف المزيد عنها

اسلوبك با انسة جميل وراقي
اعجبني واستمتعت القراءة
جزيت خيرا وبوركت
في امان الله

رابعا : كلمة لفريقكم

اعجبني فريقكم هذا وتنسيقكم رائع
اتمنى لكم من قلبي التوفيق
واصارحكم بان في حياتي لم اقرا قصة مشتركة
وفرحت كثيرا حين وصلتني دعوة

فشكرا لكم من القلب يا اخواني واخواتي
عدوني من الان متتبعة لكم وشكرا على كل حال

خامسا : اعتذار
اعتذر منكم ان انا ازعجتكم باي كلمة او اي قول
وايضا اعتذر من الاطالة لكني اردت ان اعطي كل بارت حقه


استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

KEI SHIN
13-09-2015, 04:33
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لي عودة لقراءة وأشكرك على دعوة ^^

لكن قرأت اول بارت هناك بعض اخطأ مزعجة تعكر جمال روايتك سأخبرك لاحقا بإذن الله:e108:

اعجبتني روايتك من اول بارت لأخذ فكرة عنها من بداية واشياء جميلة بروايتك أيضا سأخبرك لاحقا بإذن الله ^^

في حفظ الله

Asaiamo
13-09-2015, 18:22
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=2088692&d=1438117056




http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=2088697&d=1438117170



في بيت هادئ كثيراً وبالأخص في إحدى غرفه التي بدت غرفة فتاة من جدرانها الوردية وأثاثها المرتب بحرفية بألوانه الزاهية البناتية سمع صوت هاتف أحدهم الخاص يرن بشكلٍ مستمر وكتبت على شاشته التي حملت صورة فتاة تمسك ورق مطوي وكأنها شهادة وتقف إلى جوارها امراة بدت تشبهها كثيراً إلا أن علامات التقدم في العمر تبدو عليها وقد كتب على خلفية شبه بيضاء تغطي النصف السفلي للصورة "رحلة الماجيستر غداً " فأتضح أنها رسالة تذكير ودخلت إلى الغرفة فتاة بدت وكأنها تهرب من أصوات تلاحقها فأمسكت الهاتف ليبدو وجهها اللطيف بلونه المشوب بالحمرة وعيناها البنية التي أرهقها النعاس لترى هاتفها المزعج يرن فضغطت على الرسالة لتفتح أمامها رسالة طويلة أطول من تلك التي أومض بها الهاتف رغم وحدة الموضوع مكتوب فيها "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته عزيزتي أسماء .. الغد موعد الرحلة إلى أمريكا .. أتمنى لك يوماً سعيداً وألا تغضبِ أحداً من زملائك الجدد." فابتسمت أسماء لتقول بصوت بسيط وكأنها تكلم هاتفها
- حاضر سأفعل يا عزيزي مازن.

لتفاجأ بفتح باب غرفتها التي ردته قليلاً فقط وتدخل منه تلك المرأة التي كانت معها في الصورة على هاتفها لتقول ببعض العصبية وكأنها قد تعطلت عن أمر في غاية الأهمية بسبب ابنتها التي استغربت فعلها
- اسرعي للنوم هيا يا حبيبتي أسماء ، فرحلتك في الثانية عشر ظهراً .. لا أريد لك التأخر يا بنتي.

لتبتسم أسماءفي لوم لوالدتها التي لم تكفها تلك البسمة المطمئنة لتدع الفتاة وشأنها ووجدت أنها مضطرة لتقول ما لديها بلوم بسيط لوالدتها
- أمي إن الساعة الآن التاسعة مساءً، وإن نمت الآن سأصحو أبكر مما يمكن ، أم أنك تريدين لي النوم 12 ساعة؟

فقالت الأم بلمسة حزن ملأت كلماتها لابنتها التي تركت الهاتف على كومودينا بسيطة تجاور سريرها الكبير والذي يوازي طاولة تسريحتها الحاملة لمرآة حتى سقف غرفتها ويواجه سريرها خزانة ملابسها الخشبية مع أريكة عمودية على الخزانة غير ما امتلأ به الجدار من الصور المعلقة لشخصيات كرتونية واتجهت الفتاة نحو والدتها
- أنتِ ستتركينني غداً، ولولا أنها رغبتك ما تركتك تسافرين.

فاحتضنت الأم فتاتها لترى بسمة على وجه ابنتها وتقول
- لقد وعدتك بالعودة يا ماما في كل شهر لمدة يومين ثم إني ذاهبة للدراسة لا لأتزوج هناك فاهدئي يا ماما.

لتبكي الأم بشكل مرير وكأنها قد اكتشفت سفر ابنتها قبل قليل فقط وتقول
- أعلم أنك لا يعجبك حال البلاد وأنك تشعرين بالظلم هنا لكن عليكي العودة يا حبيبتي

فبدأ بعض الغضب بغزو ملامح الابنة وتقول برفض لما حملته كلمات والدتها من رسائل
- هل كان عليكي استعارة كلمات مازن يا ماما لغيابه عن وداعي؟

فكففت الأم دمعتها حالما رأت بوادر بكاء ابنتها لتحتضنها وتقول بصوت ملأه الحنان عوضاً عن خوفها على ابنتها التي تسافر بعيداً للمرة الأولى
- عزيزتي سيأتي مازن غداً لوداعك بالمطار فلا أحتاج أنا لقول كلماته لكني أرجوك الانتباه لنفسك في هذه السفرة.

لتقول أسماء مع بسمة لطيفة أرادت بها طمأنة والدتها عليها بمزاح
- ما دام سيأتي غداً فسأستعد بسدادات آذان.

فابتسمت الأم التي تعرف ابنتها وتعرف طريقتها المرحة دائماً في تغيير البكاء لمزاح لطيف لكنها ترى أن هذا ليس وقت مناسب للمزاح فضربت ابنتها بخفة على رأسها رغم قصرها بعض السنتيمترات عنها وقالت تنوي مغادرة الغرفة وابنتها تبدي الألم مع هذا
- اذهب للنوم الآن هيا أيتها المازحة.

فتقول الابنة لوالدتها التي خرجت من باب الغرفة في طفولية وبصوت عال قليلاً
- حاضر يا ماما.

فتضحك الأم خارجاً وتسمع أسماء صوتها فتبتسم بدورها وتلقي بنفسها فوق سريرها لتمسك بهاتفها وتفتح بعض ملفاته لتقول لنفسها
- حسناً إذاً مازن أنا سأنتظرك غداً.

لتدع الهاتف من يدها على كومودينتها وترى عليها صورة مختلفة لفتاة صغيرة تقف إلى جوار فتىً بدا أكبر منها بقليل فقط لكنه أطول وهو وسيم الشكل كثيراً وعينيه ملونة والفتاة بدت خائفة أما الفتى فقد كان ممسكاً يسراها بثبات حتى أظلمت الشاشة ليبدو أنها كانت مصدر الضوء الوحيد لتلك الغرفة


وفي الصباح استيقظت أسماء أبكر من الجميع فدخلت للمطبخ بعد أن صلت الصبح لتخرج بعض الماء لها من الثلاجة وتحضر بعض الإفطار لها لترى أن الساعة الآن السادسة صباحاً فتقول لنفسها
- قلت هذا لماما لكن لا حياة لمن تنادي.

ليأتيها صوت رجل من ممر الغرف التي تكون غرفتها آخر غرفة وإلى جوارها يكون الحمام يجاور غرفة مغلقة وفي بدايته غرفة خرج منها هذا الرجل نحو المطبخ المسبوق بممر صغير به حمام آخر صغير وبدا الرجل كبير الشبه بذاك الفتى في الصورة الأخيرة وهو يسير بثبات نحو المطبخ ليقول
- أسماء اخفضي صوتك فقد نامت ماما منذ قليل فقط.

فابسمت أسماء بإحباط مما قاله ذاك الرجل الذي أخرج زجاجة ليشرب بعض الماء وهي تعد إفطاراً لها وله وتقول في هدوء
- بابا منير ألم تستطع إقناعها أن قلقها علي مبالغٌ فيه أنا أستطيع الدفاع عن نفسي إن تعرض لي أحدهم.

فابتسم الرجل وهو يعيد الزجاجة لباب الثلاجة ويغلقها وقد قامت أسماء باستعراض بعض حركات رياضتها المفضلة التايكوندو وهي تضع الأطعمة على رخامة المطبخ وتخرج الخبز من فرن كهربائي إلى جوار الموقد أعلى رخامة المطبخ والعلبة المساندة لها بالأسفل برشاقة لتضعه في طبق خاص للخبز فيرى الرجل الأطباق بكل طبق بيضة مزينة بحبة بندورة صغيرة وإلى جوارها مكعبان صغيران من الجبن وطبق صغير آخر به بعض العسل غير طبق الخبز لتقول أسماء بابتسامة صافية
- تفضل الفطور يا بابا فقد تتأخر عن عملك بتلك الطريقة.

ونظرت نحو الغرفة التي خرج منها السيد منير في إشارة منها لتقصير والدتها بالسهر وعدم استيقاظها باكراً لتحضر طعام زوجها فتقدم الرجل نحو أسماء ليقف أمامها تماماً ويقول ببسمة قد احتلت وجهه بالكامل ليبدو أكثر وسامة حتى من ذاك الفتى في الصورة بطوله الكبير وجسمه العريض وعيونه الزاهية الألوان بشرته المحرقة قليلاً من أثر الشمس وهو يرفع إحدى قطع الجبن ويضعها على جزء من الخبز التي كانت أسماء قد قطعته ليسهل أكله
- لا تقلقي أبداً فقد طلبت الحصول على الوقت المسائي في العمل اليوم.

فقالت أسماء بانزعاج مازح
- لا يا أبي أرجوك فالمرضى قد يمطروني بدعوات سيئة إن أنت لم ترعى حالتهم.

فضحك السيد منير على ماقالته وبسرعة قال وعلى وجهه نظرة شبه ماكرة يمازح تلك المازحة بها
- عزيزتي إن ابنتي ستسافر اليوم أليس علي أن أكون معها؟


فارتمت أسماء بحضنه الذي استقبلها بحفاوة لتقول أسماء لنفسها
"- ليتك كنت أبي الحقيقي يا عم منير."

لتتذكر أمراً مهماً في غمرة هذا الحضن الدافئ فتتركه وتواجه السيد منير بما طرأ على فكرها فجأة
- هل سيأتي مازن اليوم حقاً يا أبي؟

ليبتسم السيد منير وهو يقول وقد أنهى أكل البيضة المقلية التي أعدتها أسماء
- لقد استأذن طبيبه الخاص وبعد أسبوع كامل سمح له وهو سيأتي إلى المطار بسيارتي ومن ثم سأعيده بها للمشفى ثانيةً فهو لن يلحق بنا هنا ولن يرى هذا الحضن بيننا.

فابتسمت ـسماء وعادت لحضن السيد منير من جديد لتقول مكملةً مزحته
- من الجيد أن حبيبي الوحيد لن يراني أحضنك يا سيد منير.

فضحك كلاهما ليومض فلاش من نافذة كبيرة خارجية للمطبخ تطل على صالة المنزل فيرى كلاهما السيدة والدة أسماء تمسك الكاميرا وقد صورتهما لتعقب على كلمات أسماء
- سأجعله يرى هذا يا ابنتي.

لترتبك أسماء وتترك حضن السيد منير وتقول لوالدتها مغادرة للمطبخ وفي عينيها بعض الغضب من فعل أمها
- الاهم ألا يراها أبي يا أمي وإلا لأعادني أين كان مكاني.

ودخلت أسماء لغرفتها تاركة طبق طعامها كما هو ليهدأ الجو خارجاً بعد أن كان قد اشتعل بمزاح أسماء اللطيف وممازحة السيد منير لها

>> يتبع <<



http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=2088694&d=1438117056

Asaiamo
13-09-2015, 18:37
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=2088692&d=1438117056




http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=2088697&d=1438117170



>> تابع:- أسماء مأمون <<

وفي المطار بعد ساعات قليلة وقبل موعد انطلاق الطائرة بساعة كانت أسماء ووالدتها والسيد منير قد وصلوا وكأنهم ينتظرون أحدهم فكل دقيقة يقف السيد منير في قلق ينظر نحو ساعته وقد بقي على وقت انطلاق طائرة اسماء خمسون دقيقة ليقول بعصبية وهو يعود للجلوس على طاولة مقهى المطار الذي جلست عليها والدة أسماء القلقة وأسماء المنفعلة وقد قاربت عيونها على ذرف الدموع
- لا أعرف ما الذي أخره يا ابنتي لكن الطريق حقاً سيء اليوم وتعرفين أنه قادمٌ بسيارتي

ليسمع جميعهم نداء بعيد من شخص أتى راكضاً نحوهم ليسارع الجميع نحوه وكأن هدفهم انقاذه
- أبي.

ليضع الفتى يمناه على صدره الذي بدا انحل مما يجب وهو يخفض رأسه ليلتقط أنفاسه وبعد ثوانٍ اعتدل ذاك الشاب ليتضح أنه ذاك الفتى الوسيم رغم أنه أطول كثيرًا عن الصورة لكن العمر لم يؤثر على شكله أبداً ليقول بسرعة بعد زفرة بسيطة
- آسف لتأخري كان موقف السيارات مليئاً.

فنظر للجمع حوله ليرى ويسلط نظره على أسماء خاصةً وهي ترتدي جيب جينز بلون أزرق فوق حذاء بني داكن وترتدي أعلى الجيب بلوزة مشرقة بألوان السماء في الصباح وترتدي حجاب بلون بني فاتح فيقول ملاطفاً لها فقد رأى دموعها تتجمع في عينيها مما جعلها تبدو أجمل
- لم تكبري أبداً يا صغيرة رغم أنك ستتركينني.

فضربته أسماء ضربة بسيطة من ضربة التايكوندو ليتوقف عن تلقيبها بالصغيرة وتفاداها الفتى بسرعة لتقول بصوت خالطه البكاء
- أنت لا تحسن المزاح مثلي يا هذا فلا تلقبني بالصغيرة.

فقفز الفتى خلفها وكأنه قد مارس معها نفس الرياضة ليمسكها بكتفيها ويبعدها ويبتعد معها عن زوج العجائز ذاك وقال مقرباً فمه من أذنها اليمنى وهو ما يزال خلفها وعلى وجهه بسمة لطيفة
- افتقدتك طوال الاسبوع يا أختي العزيزة.

فالتفت له تحتضنه بقوة لتبكي ببساطة وكأنها كان تكبت كل هذا البكاء والدموع ولا تريد إخراجهم ليقول الشاب محاولاً إسكاتها عنه
- اهدئي أسماء فكم مرة تركتكم أنا وسافرت ولم تبكي بهذا القدر.

فرفعت وجهها وقالت بسرعة
- وما أدراك؟ في كل مرة تضطر فيها للسفر لا تكون بوعيك يا أخي فكيف تعرف إن كنت ابكيك اولا.

فابتسم كلاهما كما اعتادا فهما دائماً يصنعان من كل مشكلة تواجههما مزحة ورفع وجهها ليمسح عنه دموعها وهويقول بلطف
- كدتي تغرقين حجابك يا حبيبتي فيكفي بكاء لقد أغرق قميصي وهو ليس منشفة حقيقةً.

فنظرت له أسماء ببراءة وقد أمسكت طرف قميصه الأسود الذي يرتدي أسفله بنطال جينز رمادي فاتح وتقول
- أتستخسر فيا منشفتك مازن ؟

فضحكا معاً ليبدءا التحرك نحو الزوجين اللذان قد جلسا ينتظران عودتهما ولم يتحدثا بحرف واحد حتى جلسا وبمجرد جلوس مازن سأل أخته بسرعة وكأنما يريد التأكد من جاهزيتها للسفر
- هل كل أوراقك معدة؟

ففتحت أسماء حقيبتها الملونة بالأبيض والبني التي تعلقها على كتفها وأخرجت بعض الأوراق وهي تجمع تنورتها البيضاء لتجلس على المقعد وهي تريه أنها مستعدة
- أظن أني لا أحتاج أوراق أخرى غير هذه.

فأمسك مازن أوراقها والتي كانت تجمعهم في جواز سفرها الصغير وبدأ يفتحهم ويقرأ ما احتوته الأوراق من بيانات بصوت عال ليصل لمسامع الزوجين أيضاً
- أسماء مأمون ناصر أبوزيد . ويا له من اسم .. العمر 22 عاما . تبدين لي أصغر من هذا العمر بعشر سنوات .. المؤهل الدراسي ليسانس آداب تخصص لغة إنجليزية . واو هذا جميل يا حلوتي غير أنك ذاهبة للدراسة في جامعة واشنطن لدرجة الماجيستير .. اسمحي لي أن اقول شيئاً.

فقالت أسماء وهي تواجهه ولم تكن تنتظر تعليقه الأخير
- قل ما تريد.

فقال مازن بسرعة وكأنه لا يريد إيذائها بما سيلقيه عليها من كلام
- أنتِ فاشلة .. لأنك تريدين الدراسة خارج مصر فمناهجنا للدراسة أفضل.

تعجبت أسماء وضحكت لأمها التي بدورها نظرت للسيد منير عله ينقذ الوضع لكنها وجدته في قمة ضحكه على كلمات مازن ليجيبه الأب وسط ضحكاته
- أظنك تعني قبل عشر سنوات فقد ساء مستوى التعليم هنا كثيراً.

لتضيف أسماء وهي تكمل ضحكها
- غير أنه من الفشل تفويت فرصة دراسة مناهج أخرى غير التي درستها لخمسة عشر عام

فأوقفها الضحك لثوانٍ كادت تفقد فيهم أنفاسها لكنها استعادتهم لتكمل بقولها
- وربما لأنك تكبرني بخمسة أعوام أيها الفتى الطويل ولابتعادك عن الدراسة لوقت طويل فلا تعرف ما وصل إليه حال العلم هنا.

فابتسمت الأم مستسلمة لرأي السيد منير وابنتها لتقول لمازن
- ربما معهما حق يا بني

لكن نظرت لأسماء في لوم لتكمل ما لديها
- ورغم هذا كان من الممكن أن تدرس الماجيستر هنا.

كادت أسماء أن تجيب لكنهم سمعوا مذياع المطار يطلب من ركاب الرحلة رقم 755 المتجهة لواشنطن الصعود لمتن الطائرة وكانت تذكرة الطيران في يدي مازن مكتوب عليها رقم الرحلة فأشار لها بها فسحبتها من يده وسلمت على الجميع قبل انسحابها لتصعد لطائرتها ومع كل خطوة تتقدم بها نحو الطائرة الذاهبة بها إلى البعيد كانت تقول لنفسها
- لقد وعدتكم بالعودة إن شاء الله وأنا عند وعدي ، وأنتم تعرفون وعودي.



http://i1055.photobucket.com/albums/s520/asaiamo/Girls/1655041_742118902467884_714714361_o.jpg




http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=2088694&d=1438117056

فيض
14-09-2015, 23:29
لي عودة بعد قرآءة مافاتني

غـنـدرهـ~
15-09-2015, 00:03
السلام عليكم والرحمهـ ~

إنهـ لمن دواعي سروري التواجد ف هذا القسم الذي لا يُرى فيهـ اسمي :D~
وفي البدايهـ اود أن اشكر كل من قام بدعوتي واعتذر عن تقصيري في الرد , كنت متابعهـ صامتهـ وقد قرأت الاجزاء لأكثر من مرهـ :D~

سأحاول الاختصار واسرد بعض النقاط التي لفتت انتباهي ~

اولا العنوان الذي وفقتهم في اختيارهـ ~
اراهـ متناغما مع وجود شخصيات متعددهـ تحمل كل واحدة منها طباع ومباديء مختلفهـ عن الاخرى مما سيجعل النرد يظهر على رقم مختلف في كل مرهـ :أوو:~
وربما بالذات لأن الغربهـ هي التي ستلعب دورا كبيرا في نفسيات البعض فأنا اتحرق شوقا لرؤية ماسيحدث للجميع :D~

اعجبني تنوع الجنسيات من الجاليهـ العربيهـ وتوضيح بعض الاصول ودسّ الجانب الاجنبي في الامر :em_1f608: ~
انتظر لقاءاتهم ببعض ^^ ~


هنا سأكتب تطلعاتي وتساؤلاتي عن القادم في الفصول التاليهـ :D~


caesar-shl (http://www.mexat.com/vb/member.php?u=786216) ~


انا الوحيد الدي لم يهتم احد بما قدمته ولم اسمع كلمة تشجيع واحدة :e401::e401::e401:
:لقافة: ~
ابدعت في طرح فكرتكـ وايصالها بسلاسهـ , لم تجعلنا نشعر بالملل مطلقا بل تمنينا المزيد :D~
بطلكـ لديهـ كاريزما قويهـ وثقهـ واضحهـ ارجو الّا تخيب امآلنا فيهـ :D~

ما اود ان اعرفهـ هو موقف والدهـ حين يعلم بتغيير فهد لشعبتهـ ~
وماهو الرقم الذي سيكون من نصيب فهد في نرد هذهـ الروايهـ :D~

~

( اعتذر للبقيهـ , فقد خذلني جهازي والمنتدى وذهبت كتابتي ادراج الرياح :محبط: لم استطيع إعادة ماكتبت عدى هذا الجزء البسيط >< ) ~
سأختصر , بالمدح فأنا اراكم شخصيات مبدعهـ واسعة الخيال خصبة الافكار سلسة الاسلوب ~
فقط انوّهـ للأخت Sang Bleu Ange (http://www.mexat.com/vb/member.php?u=791359) حاولي الا تكثري من الوصف لأنهـ قد يفقد القاريء تركيزهـ ويصيبهـ بالملل ^^ ~

سأكمل متابعتي لكم وسأحاول ان اتواصل معكم في كل فصل تضعونهـ , موفقين ~

تقبلوا مروري ^^

Asaiamo
15-09-2015, 02:47
مشكورين ومشكورات جميعاً على زياراتكم اللطيفة
كنت سارسل الدعوات حين وضعت فصلي
لكن ولظرف سخيف ذهبت بسرعة بعد وضعه
اتأسف من الجميع
لكني حقا احب رؤية ارائكم فهي تشرفني وترفع من معنوياتي المنهزمة والمسحوقة

Cessar
15-09-2015, 22:28
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=2088692&d=1438117056




http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=2088698&d=1438117170



هند علي

جلست نسوة الدوار بلباسهم الأسود في عزاء العمدة وضمت زوجته فاطمة محتضنة ابنتها الصغيرة هند لتجاوارها اخت المرحوم التي بدا أن لديها من الكلام لفاطمة الكثير لتفصح عنه قائلةً
-فاطمة. الحي أبقى من الميت، وأنت لازلت صغيرة . لذا ستتزوجين بالعمدة الجديد .. سيدي عوض.
-لكن سيد عوض متزوج من أثنتان.
- فاطمة. ضعي عقلك في رأسك .. ستتزوجين عوض برضاك، أوغصباً عنك.
-لنؤجل هذا الموضوع إلى حين.
-فكري.

انتهى العزاء وحاولت فاطمة تجنب اخت زوجها قدر المستطاع لكن بعد مرور أربعين العمدة السابق ومن دون سابق إنذار طرق باب فاطمة بطريقة مرعبة لتجد الطارق هو العم صبحي راعي الغنم يطرق الباب في هلع ليقول لها ما أن فتحته بصوت متقطع
-أسرعي يا سيدة فاطمة .. غفر السيد عوض.. هاجموا الحظيرة، وسرقوا كل البهائم.

صعقت فاطمة من ما سمعت وقبل أن تنطق دخلت عليها اخت زوجها وفي عينيها نظرة شامتة قائلةً لها بلا إكتراث منها لحال من تحدث
-سيدي عوض قادم ليأخد حقه في الميراث .. الذي هو كل ما ترك المرحوم.
-ماذا؟ كل ما ترك المرحوم؟. ماذا عن حقي، وحق ابنتي.
-حقك، وحق ابتنك؟ هل تمزحين؟ .. أنتما أيضا من الميراث.

قالت اخت زوجها المتوفى جملتها تلك وخرجت تاركةً فاطمة وإلى جوارها ابنتها الصغيرة فاحتضنتها تداري دموعها ومرت الأيام وتفاقم الوضع وإزدادت مضايقات العمدة لها إلى أن أتى اليوم الذي طردها فيه من المنزل وهدد كل من يفكر في إستضافتها ولم يبقى لفاطمة غير زوجة أبيها التي كانت فاطمة تعاملها كأم لها والتي تعيش في الخرطوم مع ابنة أخيها سناء لكنها تحتاج ثمن التذكرة لتتفأجى بالعم صبحي يناديها بعد طردها في أسى لحالها وابنتها الصغيرة
-سيدة فاطمة .. ماذا ستفعلين؟
-لا اعلم يا عم صبحي.

فوضع العم صبحي يديه في جيبه تم تلفت يميناً وشمالاً ليقول مخرجاً يده بسرعة خشية تنبه احد لما يفعله
-خذي ثمن القطار، واذهبي إلى السيدة سناء.

خجلت فاطمة وحاولت رفض ما قدمه لها العم صبحي من مال ليبتسم لها معطياً المال مع قطعة حلوة للصغيرة هند وارتفع يواجهها قائلاً
-المرحوم كان كابن لي.

فأخذت فاطمة النقود من الصغيرة مع بسمة أمل على وجهها واتجهت الى محطة القطار لتصل للخرطوم وما أن ركبت القطار حتى ذهب العم صبحي إلى المقهى حيت الهاتف الوحيد بالقرية فأخرج ورقة من جيبه واتصل بالرقم المكتوب عليها قائلاً
-السيدة فاطمة، وصغيرتها هند ركبوا القطار.

فاجابه صوت نسوي ليقول
-شكراً عم صبحي.

ووصلت فاطمة إلى الخرطوم لتلقها شابة في ربيعها الخامس والعشرين بملابس انيقة كانت في انتظارها في المحطة لتتعرفها فاطمة ما ان رأتها وقالت لها تحييها
-انسة سناء أتعبناكِ معنا.
-فاطمة. أنت كأختي .. لنذهب إلى المنزل.

وفي الطريق عرفت فاطمة أن سناء قد أصبحت محامية وحكت فاطمة لها قصتها لتقرر بعدها سناء مقاضات العمدة لكنه استخدم نفوده وتعرضت سناء الى إعتداء لتقرر فاطمة إيقاف الدعوة ليتملك الشعور بالذنب من سناء التي قررت التكفير عن خطئها بمساعدة هند ذات الست سنوات في دراستها ومرت السنين وكبرت هند فكانت سناء هي قدوتها وعملت هند بجد لتحصل على التانوية العامة بأعلى معدل في الجمهورية لتحصل على منحة الدراسة في الخارج لتضع هند ما مرت به مع سناء وأمها صوب عينيها لتقرر أن تصبح محامية لتدافع عن النساء المضطهدات أينما كن



http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=2080705&stc=1&d=1434838854




http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=2088694&d=1438117056

غـنـدرهـ~
16-09-2015, 02:19
مازلت على اسلوبكـ المتميز , تبتعد عن الحشو الفارغ وتركز على المضمون مع بعض القفزات الزمنيهـ الجميلهـ :d ~

بدايهـ موفقهـ كـ نبذهـ عن حياة بطلة هذا الجزء بطريقهـ شبهـ مختصرهـ ~
جعلتنا نعيش معها ماضيها المرير وهي ماتزال طفلهـ لا حول لها ولا قوهـ ~
هكذا نستشعر مامرت بهـ هند ونقدّر لها إختيارها للغربهـ في سبيل حماية النساء المضطهدات ~

انتظر بدايات رحلتها مع الغُربهـ وماسيحدث لها هناكـ وكيف ستلتقي بمن سبقوها في الروايهـ :d~

تقبلوا مروري ^^ ~

ice-fiori
16-09-2015, 08:35
حجز^^

الهوكاج الثامن1
16-09-2015, 14:05
أنا حقا أسف جدا على التأخير بالرد
أن الفصلين أروع من بعض وفصل caesar-shl أعجبني جدا لأن الحزن متغلغل به
حقا كان رائع


أما بالنسبة لـ الفصل الذي كتبته Asaiamo
كان رائع وهو لا يقل جمالا عن باقي الفصول
أنه رائع



ان قصتكم رائعة وأن كل شخصية لديها قصة مختلفة
وهذا يدل على أن القصة سوف تكون طويلة ومشوقة
تقبلوا مروري وأعتذر على التأخير مجددا

Asaiamo
16-09-2015, 15:21
سنبدء القصة قريباً
فلا تملو انتظارنا

ice-fiori
17-09-2015, 15:26
.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

*
أولاً أحب تهنئتكم على الفكرة اللطيفة والتي تبشر بقصة ممتعة بإذن الله ^^
كان تعريفكم للشخصيات فريداً من نوعه أخرج الكثير من الرونق الذي استمتعت به بالرغم من أني لم أغص كثيراً في غمار تحفتكم

العنوان فائق للروعة يشف عن براعة مختاره ،حيث أنه يدفع المرء تلقائياً للدخول إشباعاً لفضوله

أنا لم أقرأ الكثير نظراً لضيق الوقت لدي حيث أن الدراسة تشغل حيزاً كبيراً منه ،لكني أعجبت كثيراً بمستواكم الأدبي

caesar-shl

أسلوبك سلس مفعم بالكلمات البسيطة البعيدة عن التعقيد والتي تبرهن بوضوح ثقافة كاتبها الأدبية
اعتمدت على الحوار أساساً لكـ ،وقد أحسنت في صياغته ،وكانت هذه نقطة إيجابية لصالحك فالأسلوب السردي في بعض الأحيان قد يجلب الملل بعكس الأسلوب الحواري الذي ينشط ذهن القارئ دوماً بين ألسنة الشخصيات
وبالنسبة لشخصياتكـ هند وفهد ،فقد نسجت شخصيتهما بمزيج من الإبداع والدقة غير المبالغ فيها

فقط بعض العثرات الصغيرة التي وقعت فيها


جوار زوجته عضوة مساعدوا المدعي
أظن أنها من المفروض أن تكون " مساعدي " حيث أنها تعرف مضاف إليه مجرور بالياء وحذفت النون للإضافة



حضروه أرقى شخصيات
حضره


بابنها الفز كمحام
الفذ


وأعادة كلمات الأب فهد
أعادت


فدخل عليهما احمد شقيق عبد الله الاصغر ذا الثلاثين عاماً
من المفترض أن تكون ذو حيث أن موقعها فاعل

*عند الإستفهام عند إضافة اللام إلى ما الإستفهامية تحذف الألف الخاصة بما

فتكتب لِمَ وليس لما
* فقط عليك أن تنتبه إلى ألف الوصل وهمزة القطع


*

الحان الحياة

أسلوبك سافح من أعالي الجبال ،أجدت ترويض الكلمات في نص متماسك ،ألفاظك إنسابية نسيمية تلامس القلب والعقل معاً ،جمل دقيقة الصياغة بليغة الصور الغير متكلفة تمتع القارئ بلا زيادة أو نقصان ،جنحت إلى أسلوب حديث النفس وقد أحسنت استخدامه في موضعه حيث أنه من أقوى الأساليب لمعرفة جوهر الشخصية الروائية

شخصية جلال عميقة ،جادة ،تتسم بالواقعية الممزوجة بحكمة وخبرة الأيام

لا تعليق لي عليك فقد ذبت بين سطور نصك ،ولم أشعر بنفسي إلا وقد انتهيت منه

*
Sang Bleu Ange

أسلوب رقيق يمتزج بنفحات إيمانية عطرة ،ورسائل تذكيرية شعاعية تخترق القلب وتطفي على أسلوبك نوراً لا تتخيليه ،مزجت الإلتزام بالدين في حديث يشوبه المزاج بين الأخوة فخرج بصورة لطيفة لتبين أن الدين لا يعني الإنعزال فهو دين حياة
فقط كما قال البعض قبلي لا تكثري من ذكر التفاصيل والوصف المطول ،أعلم أنك تفعلين هذا من باب جعل القارئ ينسجم ويتخيل الصورة كما ترينها أنت لكن أحياناً يأتي بنتائج عكسية

لدي فقط بعض الملحوظات الصغيرة أو لنقل آراء ^^


كانت هبة جالسة على الأريكة الزرقاء تمسك مرآة دائرية الشكل لترى وجهها الشاحب رغم جمالها الملائكي الطفولي، لكنها نزفت من أنفها الصغير الكثير من الدم مما سبب لها الشحوب

حرف العطف (لكن) يفيد الإستدراك أي يُثبت لما بعده حكمًا مخالفًا لحكم ما قبله ،في حيث أنك في الجملة الثانية تفسرين سبب الشحوب ولا تناقضيه ،لذلك أحسست بالتفكك قليلاً ،في رأيي لو أنك صيغت الجملة هكذا لكان أفضل ^^

كانت هبة جالسة على الأريكة الزرقاء تمسك مرآة دائرية الشكل لترى وجهها الشاحب رغم جمالها الملائكي الطفولي،حيث أنها نزفت من أنفها الصغير الكثير من الدم مما سبب لها الشحوب


كانت تقف عند باب فرنسي زجاجي بإطار أزرق فاتح

لا أدري ،أنا لا أشعر أن كلمة فرنسي هنا مستساغة لدي ،ربما لو قلت له طابع فرنسي أو فرنسي الطراز كان أفضل

أحسنت تقمص شخصيتي الأبيض والأسود في نظري ،أو الشخصيات المتضادة من ناحية أخرى وبشكل احترافي

*
darke fate

أسلوب قوي وسلس من النوع الذي يجعل القارئ يغوص في أحداث الفضل غافلاً تماماً عما فيها نقاط الضعف طفيفة هي أصلاً لا تكاد تذكر ،ذكرني قليلاً بأسلوب قيصر أشعر أن أسلوبيكما منسجمان نوعاً ما

شخصية ريان ببساطة وقحة درجة أولى :d ،تتميز بالشراسة ولنقل التهور أيضاً ،أجدت تكوين شخصية تجمع الكثير من الصفات الذائبة معاً في تماسك

فقط بضع ملحوظات صغيرة :



الم اخبرك ان لا تتصلي!


من المفترض أن تدمج معاً وتصير ألا

* عليك الإهتمام بألف الوصل وهمزة القطع
أيضاً
نهظ ~> نهض





أعلم أنه لازال هناك الكثير ولكن أعذروني وقتي سمح لي بهذا فقط ،ربما تكون لي عودة ولكن لا أعدكم بالتواجد الدائم :e406:



دمتم مبدعين
في آمان الله ^^
*

Sang Bleu Ange
17-09-2015, 18:07
Ice Flower
اهلا بك واشكرك جزيلا على المدح وانتقادك.
بنسبة لباب الفرنسي، يوجد بالفعل نوع من الابواب اسمه باب فرنسي.
يسرني وجودك وجود (ولا أسماء؟) غيرك!
بحفظ الرحمن

The Dark Grisha
17-09-2015, 19:20
كل فصول رائعة

Dàviinà
18-09-2015, 12:00
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

كيف حالكم جميعا عسى ان تكونو بخير و صحة

ما زال اسلوبكم المميز في تطور..و الفصول كانت رائعة جدا و مذهلة

استمتعت بقرائتها جميعا..اعجبتني جميع الشخصيات بدون استثناء

اسفة على الرد المتاخر ..المهم اسلوبكم الرائع فائق للروعة

ساجمع افكاري عن طريقة كتابة كل واحد منكم في الرد القادم

تقبلو مروري البسيط..دمتم في رعاية الله

KEI SHIN
18-09-2015, 20:07
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وجاري القراءة وسأرد على كل من كتب هذه رواية وبإذن مع

بعض تنبيهات إذا أستطعت بسم الله سأبدأ الآن^^

preina
18-09-2015, 20:37
في الانتظار

KEI SHIN
19-09-2015, 03:01
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لا أصدق ما أجملها من رواية وقد انتشرت ابداع في كل كلمة تحياتي ورافعة قبعة احترام لكل من حاول يخرج هذه رواية بفضل صورة:سعادة:

وإلى تعليق حتى لا انسى كل ما قرأته ^^

أولا: caesar-shl


احزنني حياة فهد ومشاكله حتى اصبح حاله سيئة جدا

واستيقظت حالة نفسية سيئة لشخصية فهد واغصبني كيف

لوالده أن يختار مصيره في دراسته هذا ليس عدلاً:تعجب:

ومن ناحية كتابته لقد اختار كلمات ممتازة حتى اذهلتني

بعض كلمات الذي أظهرت فصحة بلغة عربية

وكان وصف مكان و شعور وزمان جيد جدا والاحداث مشوقة

حتى تريد إكمال حتى نهاية لمعرفة ماذا سيحصل لكل شخصية

لكن لدي بعض ملاحظات صغيرة إذا سمح لي أخي بهذا!

أولا اظن هناك خطأ لم يلحظها كتب "تم استغفر" اظن يقصد"ثم استغفر"

ولم يصف شخصية ملامحها فإذا نظرنا لروايات تصف شخصية حتى إذا

كان جزء بسيطا برغم كل منكم وضع صورة تظهر شخصية ولا بأس بهذا

طالما هذا قراركم وأي حال أقول لكاتب اول بارت في رواية

أحسنت وأبدعت أيها مبدع فلنرى مزيد من ابداعات كل منكم بإذن الله

واتمنى أن أعلم متى سيخبر والده وكيف وأعان الله والده فلم تكمل

فرحته

وملاحظتي لشخصية يبدو أنه سريع غضب و لكن يهتم لأمر عائلته

رغم يظهر عدم مبالاة ويفعل كل ما يريد ولديه شيئا من طيبة قلب

وأكبر دليل على هذا لديه تأنيب ضمير ولا يريد يفسد فرحة والده

وثانيا ألحان الحياة

ماذا أقول عن صاحبة هذه كلمات لقد جعلتني أتحمس أجتهاد في دراستي

وشعرت بأمل مشرق سيأتي لقد قمت بتغير مزاجي وما أجمل وأروع هذه كلمات

فحقا أذهلتني أنت أيضا يا له من وصف لمكان وزمان والأحداث تبعث إلى تحقيق أحلام وطموح واجتهاد ولن أنظر إلى ناحية وصف شخصية

فأفضل تركه جانباً ،يبدو طبع شاب آخر طموح وتفاؤل و شخصية وطبعه

جيد وبار بوالدته ولقد أتاني فضول لمعرفة باقي مواقفه في الأحداث

قادمة وبحماس بإذن الله


وسأقف هنا و أكمل باقي تعليق لاحقا في أقرب وقت بإذن الله

لانشغال قليلا وعذرا منكم جميعا اخوات واخواني

في حفظ الله

KEI SHIN
19-09-2015, 23:15
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سأعود لرد على جزئيين من هده رواية فلدي رد طويل لباقي أجزاء بإذن الله ^^

وعدرا على تأخير ^^

في حفظ الله

ألحان الحياة
19-09-2015, 23:21
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=2088705&d=1438117414


_ الفصل الأول _

***


http://store2.up-00.com/2015-09/1442703882991.jpg (http://www.up-00.com/)


بعد شهر :
أمام المبنى العريق لجامعة واشنطن الواقعة في مدينة سياتل ..
وفي حرمها الجامعي الفسيح ، عراقة البنيان وفتنة الطبيعة آية من آيات الجمال ناطقة ..
يسير في هدوء الشاردين ، فلم يكن جمال الطبيعة المحيط يسترعي انتباهه فلقد كان غائباً يفكر في حياته الجديدة والذي بدأ يتأقلم تدريجياً عليها ..

ستعرف حين تنظر إليه من الوهلة الأولى ، أنّ ما خلف نظاراته الطبية هذه عينان تسكنهما حدة وغلظة وأشياء أخرى لا تُقرّأ ، عينان سوداوان تنبأن عن ذكاء وقوة .. !!
قسمات وجهه تخبرك من أي البلاد هو ، تنقلك إلى حيث الشمس والصحراء ورجال الثياب البيض ..
فتلك سمرة شرقية تنكشف عن سحنته ، ولحية خفيفة تكسبه بعض الهيبة .. مظهره الخارجي يجسد تماماً شخصه كرجل رزين ، قليل الكلام ، والهالة التي تحيط به ترسل إشارات للآخرين بأنه ليس الرجل الذي يمكن أن يكون الوصال أو حتى الحديث معه سهلاً .. !!

أحد الأشياء التي عكرت مزاجه مؤخراً تذكره لتلك الطريقة البشعة التي تم بها تشويه اسمه بلا رحمة وبشكل مريع من وجهة نظره ..
- تلال .. !!
- تلال .. !!
- تلال .. !!
بدت لكنتهم الإنجليزية في نطق اسمه تتكرر في ذهنه كصدى يثير التقزز ، وفي كل مرة يُنادَى بها هكذا ، يشد على حرف الطاء في تبيانٍ للجرم الذي وقعوا فيه بحق اسمه ..نعم هو يراها جريمة.. !!
كيف لا وهو يعتقد أن الشيء الوحيد الذي وهبه والداه المتوفى هو هذا الاسم العزيز على قلبه .. ، الشيء الوحيد الذي يمتلكه هو الاسم الذي اختاره له والده .. !!
ورغم أنه ليس من الأشخاص العاطفيين أو ذوي الأحاسيس المرهفة إلا أنه يعتقد أن للاسم وجاهة واعتبار ، ويجب احترام هذا الاعتبار كونه العنوان الأول لشخص الرجل ..!

***

http://store2.up-00.com/2015-09/1442703883372.jpg (http://www.up-00.com/)




http://store2.up-00.com/2015-09/1442703883553.jpg (http://www.up-00.com/)





تغير مسار فكره كلياً حين وقفت خطواته لا إرادياً أمام هذا الصرح العلمي الرفيع ، إنه يقف الآن عند أكثر الأماكن التي تسلب عقله وروحه ووقته في آن .. !!
مكتبة " سزلو" التابعة لجامعة واشنطن والتي لا يمكن أن تقول عنها إلا أنها من الطراز الفاخر .. !!
بات يتردد عليها كثيراً منذ أن استدلت خطواته طريقها أول مرة ولا يزال ينقاد إليها طوعاً كما لو أن الكتب في جنباتها تحمل مغناطيساً من نوع ما ، لربما هو شغفه بالقراءة ما يجعله متيماً بها حد اللاشعور .. !!
وصدقاً الأجواء هنا تحملك على أن تنسى العالم أمام روعة التصميم وهالة المعرفة .. !!

الثريات التي تتدلى من السقف والتي تبدو على نحو ما صورة من العالم القديم ، النوافذ على جانبي الغرفة المكتبية والضوء الذي يتخللها يضفي على المكان سحراً آخر ، المقاعد الخشبية تنم عن الكلاسيكية والحميمية في ذات الوقت لطابع هذا المكان وأخيراً الرفوف التي تزخر بالكتب النفيسة على دفتي الغرفة .. إ
نها الفخامة باختصار والجو المفعم بالهدوء هذاما أسَرَّهُ لنفسه .. !!

وحين يكون في حضرة الكتب ، كل ما حوله يغرق في عالم النسيان والتجاهل ويبقى هو والكتاب الذي يحمله بين يديه في صومعة فكرية لا مجال لشيء آخر أن يكون حاضراً فيها .. !!

***

ألحان الحياة
19-09-2015, 23:44
http://store2.up-00.com/2015-09/1442703883744.jpg (http://www.up-00.com/)

يوم بلا محاضرات ، والطقس بأفضل حالاته ، لا شك بأنه أفضل يوم للتنزه خاصة أن الملل تمكن منه في الأيام الأخيرة ..
قرر قصد إحدى الحدائق، إنه بحاجة لعناية الطبيعة فلها تأثير قوي على نفسيته .. !!

كان يشعر بأنه محط أنظار الجميع وهو يتجول في أرجاء الحديقة ، ملابسه الأنيقة تلقي عليه بشيء من الجاذبية ،
سترة مخملية بلون العنب قد رفع أكمامها قليلاً وتحتها قميص أبيض وبنطال من الجنيز كانت كفيلة بأن يتلقى نظرات الإعجاب من حوله ، فهو يفضل الملابس الرسمية ذات السمت العصري ، كان يبدو في مشيته وكأنه أحد رجالات دور الأزياء إلا أن ملامح وجهه لا يمكن أن تشبه إلا أديم رجال الأعمال وحلتهم التي تفرض شيئاً من الهيبة والسطوع غير أن عينيه تفيض سماحة ورقة لتستشعر هذا التوازن المثالي في شخصه والحقيقة أنك ما إن تقترب منه حتى تتلاشى هذه الهيبة المنبثقة من مظهره لتكتشف حلاوة شخصيته وذلك التهور الذي ينبعث من داخله قبس من روح الشباب والفتوة التي تستوطنه.. !!

استراح على أحد المقاعد الخشبية ، وقد امتلأت رئتيه بعبق الزهر متأملاً في خشوع فتنة المناظر حوله ،
يشعر بأن السعادة تحط عليه من السماء بأجنحة بيضاء نسجتها أحلامه، فها هو يدرس الاقتصاد ،
حلم ظن أنه صعب المنال .. !!
لو عرف والديه أي فرح يغمر قلبه ، لما رفضا دراسة التخصص الذي يحب وحين وصل لهذا الخاطر أطرق رأسه في أسى ، كيف عساه أن يبوح لأبويه بما فعل .. ؟!
تساؤل أرهق فكره لأيام عديدة.. !!

غير أن شيئاً ما انتشله من تفكيره حين تسلل لأذنيه صوت حمل في تردداته أحرف عربية ،
ورآها .. صاحبة الصوت !!
حاجبان رفيعان و رمش كثيف .. كشف الستار عن عينين كأنهما اختزلتا كل البراءة فيهما ، وتلك البشاشة في وجهها يلفها حجاب من نور ، جمال تغلفه الطهارة ، هذا ما أحس به .

كانت تحادث أحد ما في هاتفها النقال ، بدا وكأنها تعاتبه بلطف ، لحظة إنها تخاطب سيدة..
بين كلمة وأخرى تطمئنها على نفسها وتخبرها أنه ما من داع للقلق الزائد .. !!

ابتسم بينه وبين نفسه ، لابد وأنها والداتها ، فالقلق علامة تجارية لكل أم .. !!
كاد أن يضحك على نفسه فها هو يقحم مصطلحات تخصصه في حياته اليومية ، يجب أن ينتبه كي لا يزل لسانه عندما يتحدث مع والديه وإلا كُشِف أمره خاصة أمه ، فهي لمّاحة وتكشف خفاياه بسهولة ..
يتذكر أنها اصطادته مرة وهو يحاول الخروج للعب مع أصدقائه أيام الامتحانات النهائية لمجرد أن صديقه اتصل عليه في ذلك اليوم .. !!
إن حدس الأمهات سلاح مرعب يجب أن يحذر منه الرجال.. !
يجب أن تؤخذ هذه العبارة كوصية وابتسم لتفكيره ..
سرعان ما أحس بتلك الفتاة وهي تجلس على طرف المقعد بينما كان هو على الطرف الآخر ، رآها تغلق الهاتف وهي تتنهد بابتسامة مستسلمة ..!!
فبادرها سائلاً بلطف: والدتك .. ؟
تفاجأت كثيراً ، فهي لم تشعر بوجود أحد ما بقربها والذي زاد من دهشتها أن هذا الأحد عربي .. !!
ابتسم بارتباك عندما رأى علامات التفاجؤ على وجهها وأحس بأنه تطفل عليها بسؤاله ،
لكن ذلك تلاشى كله حين بادلته الابتسامة وأجابت : نعم .
- عذراً إن كان سؤالي متطفلاً .. قالها بهمس خَجِل .
- لا ، لا عليك .. كيف عرفت أنها والدتي ؟ .. سألت مستفسرة .
- سمعتك تطمئنينها كثيراً ، فوقع في نفسي أنها والداتك .
- نعم هي كذلك ، إنها تقلق باستمرار .. ردت وعلى ثغرها ابتسامة حنونة .
سألها من جديد : مصرية أليس كذلك ؟
لترد عليه بسؤال آخر : وأنت من المغرب .. ؟
ابتسم ضاحكاً وهز رأسه مجيباً بنعم ..
انقطعت محادثتهما القصيرة عندما نظرت إلى الساعة في معصمها ثم قالت : اعذرني ، يجب أن ألحق على الحافلة قبل أن تغادر ..
- طبعاً ، فرصة سعيدة أيتها الآنسة .. !!
- متشكرة .. قالتها بلكنة مصرية مميزة .
ثم غادرت حيث وجهتها ، وقد رحل هو الآخر دون أن يعلم أي منهما عن المستقبل القريب الذي سيجمعهما في لقاءات أخرى .. !!

ألحان الحياة
19-09-2015, 23:59
http://store2.up-00.com/2015-09/1442706980372.jpg


عاد فهد إلى السكن الجامعي وقد ارتفعت معنوياته بعد أن تزود بالهواء النقي في رحاب الطبيعة ،
قبل أن يدير مفتاح شقته نظر إلى الشقة في آخر الرواق ، متأكد أن قاطنها من إحدى الجنسيات العربية ، لكن من الغريب أنه لم يلتق به إلى الآن ، سيحاول أن يزوره قريباً.
والآن إنه منهك ويريد الاستحمام قبل أن يودع هذا العالم وينام ..
غداً سيهاتف أمه لقد اشتاق لها كثيراً.. حسناً لابد أن مكالمة الفتاة في الحديقة مع والدتها حركت مشاعره وأشواقه لوالدته .. لو تجنب الاتصال بها أكثر من اللازم ستشك في أمره .. رغم أنها لا تترك له الفرصة فهي تتصل به باستمرار .توقف عند هذا الحد من التفكير و سرعان ما رمى نفسه على السرير واستعد للنوم أخيراً .
***

http://store2.up-00.com/2015-09/1442703883885.jpg (http://www.up-00.com/)

نزلت من الحافلة وقد توجهت إلى أحد المقاهي المنتشرة على طول الشارع ..
سمعت إحدى الفتيات يمتدحنه ، فبالإضافة إلى القائمة المعتادة يوفر مجموعة من الكتب الأدبية لمحبي القراءة من هذا الصنف مجاناً لفترة محدودة ..
ولكم أسعدها ذلك ، جلست على إحدى الطاولات وطلبت كوباً من القهوة الساخنة ونوعاً من الفطائر المحلاة
وقد انتقت من على رف الكتب رواية لطالما تمنت قراءتها ،
إنها منتشية الآن بل تشعر أنها محظوظة ..
تلك كانت أسماء الفتاة التي تختزل عينيها كل البراءة ويلف وجهها حجاب من نور .. .

" انتهى"

ألحان الحياة
20-09-2015, 00:04
الأسئلة :

* رأيكم بالفصل الأول ؟

* كيف وجدتم شخصية طلال وفهد وأسماء ؟

* هل تؤيدون وضع صور في البارت أم لا ؟

Cessar
20-09-2015, 00:07
اكتر من رائع الحان تعجز الكلمات عن شكرك

The Dark Grisha
20-09-2015, 10:06
رائعة لكن لا تكثري الصور :e106:

Sang Bleu Ange
20-09-2015, 18:27
الفصل رائع ماشاءالله

ألحان الحياة
27-09-2015, 04:07
دارك ، قيصر ، آنجي ..
شكراً جميعاً على الإطراء ، أسعدكم المولى .. :)

Asaiamo
27-09-2015, 10:48
فصل رائع
وبالاخص ان فيه شخصيتي
ههههه

اسفة لتأخري فقط
انا اسفة قائدتي

dark fate
02-10-2015, 08:16
الفصل ممتاز انتي افضل الكتاب هنا ألحان الحياة
عجبتني شخصية طلال اكثر شي
الصور مالها داعي بس يلا ما تضر
شكرا على جهدك في الكتابة

Asaiamo
16-10-2015, 01:05
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=2088692&d=1438117056




http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=2088695&d=1438117072



_ الفصل الثاني _

بالقرب من أسماء، كانت هبة جالسة بجانب أخيها الصغير ترسم تصاميم للديكور، بينما هو يأكل كعكة الجبنة مع عصير الفواكه المشكلة ، فجأة أصدرت بطن الفتاة صوتاً خفيفاً يدل على جوعها ، لكن صاحبتها لم تهتم على عكس عبدالملك الذي قلق ملاحظاً شحوبها قائلا :" لمَ لا تفطري اليوم وتصومين في الاجازة ؟ سيؤثر على دراستك !"
ابتسمت هبة لقلقه وأخبرته :" هذا كي أعتاد على الصوم في أيام الدراسة ، يا عزيزي عبودي .. في سنة ما، سيأتي شهر رمضان في أيام الدراسة !"
أومأ لها متفهماً ثم غير الموضوع متسائلاً بفضول :" بالمناسبة ، ماذا ترسمين ؟ "
أرته الرسمة كإجابة لكنه تعجب ولم يعرف ما هي الرسمة ، وكان معه حق بهذا الشأن ، رسمتها كرسمة أطفال للتو دخلوا الحضانة ، حزر عبدالملك بصيغة السؤال :" أهذا تصميم مكسيكي؟"
صححت له ببرودة :" لا يا عبقري، بل تصميم أوروبي، ألا تفرق بين التصميمين؟"
رد عليها:" ما أدراني؟ رسمك كرسمة أطفال عمرهم ثلاث سنوات !"
نظرت إلى رسمتها وعلمت أنه محق، فضحكت معتذرة.

أخرجت جوالها من حقيبتها بعدما سمعته يرن، ووجدت اسم المتصل أنثوي، ردت عليها سعيدة باتصالها وقالت بعدما تحدثت المتصلة :" وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، كيف حالك عزيزتي؟"
"الحمدالله بخير، حتى عائلتي بخير!"
"ما رأيك أن نتقابل بعد المغرب؟ فأنا صائمة اليوم."
"لا يستطيع أن يأتي معي، فهو مشغول جداً."
"اتفقنا، أراك هناك إن شاء الله. مع السلامة!"

شعر عبدالملك بفضول فسألها وهو يضع اللقمة في فمه:" من هذه؟"
أجابته هبة بمرح:" انها ميرنا، أرادت أن آخذك معي إلى السوق."
نظر إليها بعينين واسعتين وخائفتين قبل أن يبلع اللقمة ببطء ثم قال:" جيد أنكِ كذبت عليها ، شكرا لك."
ردت عليه ببراءة مخيفة:" أنا لم أكذب عليها ، أنا قلت الحقيقة."
رجع الخوف إلى قلب الصغير الذي ترجى:" أرجوك يا أختي، لقد حليت واجباتي المدرسية، دعيني أرتاح، كما أن اليوم جمعة ، أرجوك دعيني ألعب !"
ضحكت هبة برقة تطمئنه:" يا حبيبي، كنت أقصد أنك ستكون مشغول باللعب، لن أجبرك على المذاكرة، لكن عليك أن تقرأ سورة الكهف، اتفقنا؟"
ابتسم المسكين بمشاعر مختلطة بين الراحة والطمأنينة وسعادة وهو يحضنها:" أنتِ أفضل أخت في الدنيا، أحبك!"

ضحكت مرة أخرى قائلة وهي تبادله العناق:" وأنا كذلك أحبك."
سألته بعدما تركا بعضهما البعض:" هل انتهيت من تناول الطعام؟"
أومأ لها فأخبرته:" هيا بنا."
قاما وذهبا إلى باب المقهى، بينما تتبعهما عينا أسماء البنيتان، فقد كانت تسمع حديثهما بغير قصد فور أن سمعت صوتاً غريب رغم أنه خفيف .
أطلقت ضحكتها الجميلة التي كتمتها عندما ابتعدا، ثم استغربت تفكر:" أنا لم أرى سعوديان بملامح أعجمية، لقد رأيت سعوديون بملامح إما آسيوية أو الغربية، لكن ملامحهما مختلطة بين تركية وآسيوية شرقية ، أخبرني أخي عنهم لكني نسيت كلياً ، ما الاسم الذي يطلق عليهم ."
رفعت كتفيها وكادت أن ترجع إلى الرواية لو لم تنتبه للرجال الذين ينظرون إلى الأخوين بخبث فور أن خرجا لحق بهما الرجال، قامت أسماء وأرجعت الرواية لتتبع هؤلاء المريبين.

في السوق ، خرجت ميرنا للتو من السينما وهي تتجه إلى سلة القمامة لترمي علبة الصودا بعدما أنهتها ، بقيت واقفة بجانب السلة وهي تضع إصبعها على شفتيها ببراءة تفكر، ماذا عليها ان تفعل قبل أن تأتي هبة ؟
ولم يأخذ تفكيرها وقت طويل، فذهبت إلى متجر الحلويات.

أمسكت بكيس صغير الحجم تضع فيه الحلويات من العلب البلاستيكية بفرح ، بعدما أغلقت العلبة وقبل أن تفتح الأخرى، شعرت بيد صغيرة تسحبها، التفتت لتجد طفل ظريف وخجول بملامح اسبانية أسود الشعر والعينين ومعه طفلة بيضاء ناصعة وصهباء مع عينين زرقاوين على عكسه .
التمعت عينا ميرنا بإعجاب وأرادت حضنهما لكنها أمسكت نفسها وسألت بلطف :" هل من شيء تريده؟"
أجاب الصغير بتردد وخجل:" من فضلك هـ .. هل .. تضـ... تضعـ..." لكن رفيقته قاطعته بجرأة وهي تشير إليه :" من فضلك هل تضعين له حلوى البيبسي؟ إنها بجانب رأسك !"
ضحكت ميرنا معجبة بجراءة الصهباء الصغيرة قائلة:" طبعاً .. لم لا ؟" أمسكت بكيس الصبي ووضعت ما أراده بداخله، ثم أعطتهم، شكراها وبدورها قالت كلمة العفو وقد أكمل الطفلان غرف الحلويات.

أما ميرنا، فور أن انتهت، ذهبت إلى المحاسب بينما كانت تنتظر من البائع العجوز أن ينهي عمله، سمعت صوت رجولي بلكنة سورية: " ماشاءالله، الرائحة جميلة وشهية."
أدارت وجهها لتجد شاب بشعر بني مموج وعيناه نفس اللون يدخل متأمل المكان، نظرت إليه ميرنا بكره وعاد نظرها إلى البائع تخبره أن يسرع مع كلمة لو سمحت ،
استغرب البائع من مزاجها الذي تقلب فجأة ، لكنه لم يسأل وأنهى عمله بسرعة ودفعت المبلغ المطلوب وخرجت بسرعة متمنية ألا تراه والأفضل أن يرحل قبل أن تأتي صديقتها السعودية البخارية التي وقعت مع أخيها في موقف لا يحسد عليه.

فكر عبدالملك بخوف وهو يغلق أنفه ويتنفس من فمه :" كيف انتهى بنا الأمر إلى هنا ؟ "
كان يختبئ خلف سلال القمامة بينما يراقب هبة التي تحدق لمحاصريها – لم يكن عددهم أكثر من أربعة – بحذر .
أشكال هؤلاء الرجال مقززة ومزينة بأوشام وأقراط وملابسهم البالية مقطعة ، من بين المُحَاصِرين، فتى أشقر يرتدي ملابس فاخرة ويبدو أكبر من عبدالملك بسنة - واقف بينهم بينما يمسك بكيس الألعاب بيده اليسرى وحقيبته المدرسية على كتفه اليمنى وسألها بغرور بارد :" على فتاة في موقف كهذه أن ترتجف خوفا وتترجى ، فلماذا لا تفعلِ ؟ "

ابتسمت المعنية بثقة وسخرية وهي تستدير إليه تجيبه :" لماذا علي فعل ذلك ما دام لدي سلاحي السري."
أدخلت يدها إلى حقيبتها تبحث عن شيء مطلوب ووجهت كلامها إلى محاصريها:" تقدموا إن كنتم تجرؤون ."
لكن ابتسامتها اختفت عندما لم تجد ما تريده متمتمة: " أين هو؟"
توسعت ابتسامة الفتى قائلاً :" كما تريدين ." ثم أشار للرجال الماكرين بأن يقتربوا.

دق قلب هبة خوفاً وأكملت البحث في حقيبتها وهي تقول بسرعة وتوتر :
" لحظة ! لحظة ! انتظروا قليلاً ! أنا لم أجده بعد .. انتظروا قليلاً رجاء ! "
تجاهلوها الرجال وهم يبتسمون بسمة المكر ويقتربون، وفي نفس الوقت فكر عبدالملك الذي ازداد خوفاً وأتاه القلق:
" لماذا لم تترجي ؟ صحيح أن لديك جهاز الصعق واستخدمته ضد رجل واحد، لا أكثر !"
التفت يميناً ويساراً لعله يجد شيئاً لمساعدة أخته لكنه لم يفلح:
" ليتني لو أستطيع مساعدتها، لكن لا أستطيع، ولا حتى الصراخ لطلب النجدة !"
تقدم الرجال إلى هبة أكثر وأكثر، لكنهم توقفوا عندما سمعوا صوت واضح أنه لأنثى: " هي أنتم ! "
التفت الجميع إلى فتاة متحجبة لم تكن سوى أسماء توجه إليهم نظرات غاضبة تحدثهم:
" كيف تجرؤون على مهاجمة فتاة ضعيفة لا قوة لها؟ أتسمون أنفسكم رجال؟"
ثم قالت للفتى:" وأنت، لمَ قد تكون مع هؤلاء المقززين؟ أنت ما زلت صغير السن، لديك أشياء كثيرة لتفعلها غير ما تفعله حالياً !"
لم يرد الفتى إتعاب نفسه بالرد عليها، لكنه فعل فقال:" لا تتصنعي الشجاعة يا هذه، نحن لسنا في فيلم حتى تكوني بطلة
لذا، إما أن ترحلي ولا تتدخلي فيما لا يعنيك، أو تتعلمي درساً لن تنسيه أبداً."
ابتسمت الشابة بتحدي قائلة:" أفضل أن أكون المعلمة!"


تنهد الصبي بملل ثم أمر:" تخلص منها يا مايفن."
همست أسماء لنفسها:" يبدو أنهم يعملون لدى والدك."
اتجه المسمى بمايفن إليها بسرعة يهجم عليها بقبضته لكنها تفادت وركلت رأسه ركلة جانبية ، فاصطدم بالجدار وأغمي عليه

اندهش الجميع لقوتها بينما هي وقفت وقفة خاصة برياضة التايكوندو وفي عينيها نظرات التحدي وعداوة تنتمي لنمر وليس لإنسية تخيف من يراها، أخفى الفتى خوفه آمراً:" لا تقفوا هكذا، عليكم بها."
فهجموا عليها، أما هبة فتابعت البحث لكن حاول ولد أخذ الحقيبة منها حتى لا تساعد تلك الفتاة ، أخبرته أن يترك الحقيبة لكنه رفض، فأصبح كلاهما يسحبان من طرفي الحقيبة المسكينة لو أن هبة كانت فاطرة لتمكنت من هزمه، لكن قوتها أصبحت كقوة الأطفال.

خرج عبدالملك بنية المساعدة إلى الصبي وكاد أن يمسكه لكنه توقف عند سماعه لصراخ أسماء بعصبية:" اترك الحقيبة، يا ولد!"
اتسعت عينيه الرماديتين فزعاً وترك الحقيبة بطريقة كما لو أنه رجل آلي .
التفتا إليها ومعهما عبدالملك الذي اقترب منهما واندهشوا مجددا، تمكنت أسماء التي تلهث تعباً – من طرح الرجال وأعينهم تدور.
اتجهت هبة إليها بقلق:" أأنتِ بخير ؟ هل تألمتِ ؟"
ابتسمت لها تطمئنها:" لا تقلقي، أنا بخير حمدالله ، وأنتِ ؟"
أومأت لها قائلة:" حمدالله، أشكرك جدا على إنقاذنا!"
-" لا شكر على واجب."
استدارت هبة إلى حيث الولد غير المعروف تستجوبه ببرود وهي تقترب منه :" الآن، أريد أن أعرف لماذا أمرت رجالك بمهاجمتي؟"
أجاب بخوف مخفي – من عداوة أسماء:" لم تكن نيتنا أن نؤذيك. حسناً ، كنت أريد أن يؤذوك تقريباً."
استغرب عبدالملك من كلامه فأخبره:" وضح كلامك."
قال الولد:" كنا نريد إحراجك، بوضع هذا السائل المقرف عليك." أخرج الولد علبة من حقيبته المدرسية وفي داخلها سائل لونه مقزز مما جعل الجميع يقول كلمة "يع" غصباً عن أنفسهم.
سألت هبة:" لماذا قد تفعلون هذا بي؟ أنا لم أفعل بكم شيئاً !"
أجابها الولد:" لم تفعلي بنا شيء، لكنك فعلت بقريبتي ، ذات مرة قابلتك فيها ، أحرجتها بسؤالك أمام الجميع."

تذكر عبدالملك من المقصودة فتحدث إلى أخته:" أختي، أتتذكرين تلك الجميلة المتعجرفة عندما أتت إليك وأنت سألتها كيف حال أولادها؟"
وضعت إصبعها على شفتيها ببراءة تحاول التذكر، وأول شيء أتى في بالها فتاة شقراء، بيضاء البشرة، رشيقة وطويلة، لها عينان رصاصيتان، ووجه ملائكي لا يُدرَى ما خلفه.
آخر شيء قالته هي هذه الجملة:" سأعلمك درساً لن تنسيه أبداً ، فأنا رافاييلا فيوليت نهراوي."
تكلمت هبة بانفعال:" رافاييلا نهراوي، لم أكن اقصد إحراجها، هي وترتني وكانت تزعجني لكن كيف أحرجتها؟ لقد كنا نتكلم بالعربية."
رد عليها الصبي:" ربما لأن بعض الناس الذين كانوا في نفس المكان هم من العرب أو من سلالة العرب."
قالت أسماء بعصبية:" صحيح أنها قد أحرجت قريبتك بسؤالها لكن ليس عليها أن تنتقم بتلك الطريقة."
وافقها عبدالملك بنفس النبرة:" نعم، كلامها صحيح. عليها على الأقل أن تحرجها بالكلام."
وافقتهما هبة بهدوء:" كلامكما صحيح، لكنني أنا أيضاً مخطئة، لذا..."
وجهت كلامها إلى الولد:" أخبر قريبتك أنني آسفة فأنا لم أكن أقصد ذلك."
رد عليها:" حسنا، سأخبرها بذلك."
مشى راحلاً بهدوء تاركاً الرجال فاقدي الوعي فسألته أسماء عنهم، لكنه تجاهلها و اختفى عن أعينهم
أخرج هاتف المحمول واتصل بأحد ما، انتظر قليلا ليتم الرد عليه ولم يحصل إلا بعد قليل .

رد صوت أنثوي بلغة إيطالية:" هل نجحت، ميثياس؟"
قال المدعو بميثياس:" لا، لقد تدخلت فتاة تتحجب تمارس التايكوندو وقد طرحت الرجال أرضاً."
انفعلت الفتاة قائلة:" أتعني فتاة مسلمة أخرى؟" عندما أجابها ميثياس بكلمة نعم،
أخبرته أن يرجع إلى بيته وأغلقت الهاتف في وجهه.
تنهد بتعب، ثم وجد سيارته الفاخرة وركب فيها، وبعد ثانية انطلق إلى المكان المطلوب.

في قصر فخم، حيث توجد حسناء شقراء تجلس على الأريكة المخملية بلون بنفسجي في الصالة بوجه غاضب تفكر:
" آخ! مسلمة أخرى ودخيلة ! ما بال هذا العالم أصبح يتدخل في كل شيء لا يعنيه !"
قامت من مكانها ووقفت عند النافذة بطول الجدار تتأمل منظر حديقتها.
" لن أتوقف حتى أنتقم من تلك الشبيهة بالصغار وتلك المتدخلة ، لن أتوقف!"
فكرت رافاييلا بخطة أخذت منها وقت طويل ثم تمتمت لنفسها:" يبدو أنه علي استدعائه."
أدخلت يدها في جيب بنطلونها الضيق الأسود، وأخرجت منه ورقة صغيرة عليها أرقام وكتبتها في هاتفها ثم انتظرت لدقائق.

في نفس الوقت، لكن في مكان آخر، كان شاب أسود الشعر يدخن عند نافذته ينظر إلى الفراغ ببرود ، عبس عندما انقطع تفكيره بسبب رنات الهاتف، اتجه إلى حيث الجوال ووجد رقم غير معروف ، استغرب في البداية لكنه استنتج أن المتصل يمكن أن يكون زبون أو شيء كهذا
رد على الغريب بهدوء:" ألو؟"
أتاه صوت رافاييلا:" هل أنت ريان الذيب؟"
ابتسم ريان وقال بنبرة مرحبة فور معرفته لصوت المتصل:" آه، إن لم أكن مخطئ، أنت الآنسة رافاييلا ! هل لي بمعرفة سبب اتصالك بي؟"
ردت عليه بملل:" ستعرف الآن، لذا أنصت إلي ولا تقاطعني."
بعد ذلك، أخبرته بخطة أجبرته على الابتسام بمكر
عند انتهاء شرحها للخطة واتصالها، همس لنفسه بصوت عالي:" مهمتي لن تنتهي إلا بعد وقت طويل، لكن ما دام من أجل المال، سأفعل لا محال."

في حي راقي تقع فيه فيلا شبيهة بالقصر، كانت هبة تأكل في غرفة الطعام –مع أميرة وعبدالملك الذي اتخذ الفطور عشاء- شاردة بصمت تتمنى لو أنها تفعل شيء لتلك المنقذة التي لم تعرف سوى اسمها، لقد دعتها إلى بيتها عند الخروج من الزقاق، وأصرت على أن تأتي أسماء لكنها رفضت و في النهاية تقبلت الرفض .

تنهدت دون صوت تكلم نفسها ذهنياً :" أنا مدينة لك يا أسماء، إن شاء الله سيأتي يوم أفعل لك المثل."
بينما عبدالملك يحكي لأميرة عما حدث اليوم وختم الحكاية بقوله:" لقد كانت تلك المصرية مخيفة كأنها كونغ فو تايغر."
صححت له هبة:" تقصد تايكوندو تايغر."
التفت إليها ينظر إليها متسائلاً فشرحت له:" قتال التايكوندو عادة بالأرجل، أما كونغ فو بالأيدي." أومأ عبدالملك متفهماً، قالت أميرة بصبر:" حكاية رائعة ، لكن في المرة القادمة ، لا تلحق السارق حتى وإن كان صغيراً إلى زقاق .. الحمدالله أنكما بخير ولم يحصل لكما مكروه!"
حك عبدالملك مؤخرة رأسه بحرج ووعدها ألا يفعل هذا مجدداً، ابتسمت هبة لهذا الحال وحمدت الله كثيراً.
أخذت الصحن بعد أن مسحت فمها بالمنديل – إلى المطبخ ، وجدت خادمتها الأفريقية ذات جسم بدين تطبخ طبقاً من الحلوى فسألتها باللغة الإنجليزية وهي ترمي المنديل في سلة القمامة قبل أن تضع الصحن في المغسلة:" ماذا تصنعين، روزي؟" أجابتها مبتسمة:" أصنع كعكة الآيس كريم بنكهة الكراميل."
قالت هبة بحماس:" شكرا لك، أتمنى لو أستطيع أن آكله الآن، لكن علي الذهاب."
-:" إلى أين ستذهبين؟"
-:" إلى السوق مع ميرنا."
تمنت لها الخادمة المتعة هناك وأخبرتها ألا تأكل أي حلوى وإلا لن تعطيها الآيس كريم المنزلي فشكرتها هبة ووعدتها ضاحكة.
صعدت إلى غرفتها لتصلي صلاة المغرب وتغير ملابسها، نزلت إلى الأسفل متجهة إلى الباب تسلم على أهلها وخادمتها قبل خروجها من المنزل وركوبها في السيارة.




http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=2088694&d=1438117056

The Dark Grisha
21-10-2015, 13:37
إنه رائع بس كنت أبغى العراك e106

Aloka Zuldek
21-10-2015, 15:27
قصتك جميلة إستمري عزيزتي.

Agunimon_sama
17-11-2015, 01:18
أين انتم؟
ولما التأخير يا شباب؟

Asaiamo
25-01-2016, 00:06
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=2088692&d=1438117056



http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=2088697&d=1438117170



الفصل الثالث



اجتمعت بعض الفتايات في ساحة من ساحات الجامعة وكانت من بينهن رافاييلا التي تخفي غضبها بثوبها القصير الأزرق وحذائها ذا نفس اللون والمنقوش باللون الأبيض وبقيت والفتيات يتجازبن أطراف الحديث عن ملابسهن وماركاتها الغالية الفخمة ووقف يقابلهن مجموعة من الشباب وقف بينهم شاب طويل بحذائه الأسود كبنطاله يرتدي أعلاه قميص أزرق زهري وعليه سترة سوداء مشمرة الأكمام قليلاً يتبادل النظرات وأياها ووقف معه فتى آخر بدت عليه بعض الملامح العربية شكلاً وهو ريان بملابسه السوداء غالباً كملابس ذاك الشاب إلا ان فارق المستوى المادي كان واضحاً ويختلف لون قميصهما فقميص ريان كان أبيض وهو لم يكن يلبس سترة بل صدرية فارتفع وطغى صوت الفتيات على أصواتهم تحت تلك البوابة الكبيرة التي وقفت فوقها الشمس معلنةً إنتصاف هذا النهار بينما أتت فتاة سمراء تركض مسرعة وقد بدت متأخرة على محاضرتها ممسكةً بكتب كثيرة والفقر كان بادياً على ملابسها وحجابها البني المماثل للون تنورتها وقميصها الأبيض وقبل أن تصل إلى جوار الفتيات بدئت الفتيات بالسخرية منها مطربات لأسماع الغاضبة رافاييلا

- أنظرن لتلك الفأرة.
- إن ملابسها سيئة.
- تلك الحقيرة الفقيرة لا تستحق التواجد بيننا.

فحاولت رافاييلا إسقاط هند لكنها لم تفلح واصطدمت بها لتقول معتذرة منها ومن زميلاتها بعد رؤيتها لما أعترى رافاييلا من غضب لمجرد لمسها إياها
- المعذرة.

ليزداد غضب رافاييلا من تلك الكائنة التي وكأنها قد عكرت صفو نظراتها لصديقها فنادته باسمه فقط
- الكسيس.

ففهم ذاك الصديق غضبها وقرر الأنتقام من تلك الفقيرة فوضع قدمه بقوة في طريق الفتاة لتسقط وتسقط كتبها الكبيرة فضحك الجميع منها وبدئت رافاييلا بالتقدم نحو تلك الفتاة التي سقطت إلى جوار الشباب وهي تقول بتشفي
- من حظ فأرة مثلك أنك سقطتي فقط .. فما الذي يجعلك تأتين لتلويث جامعتنا.

ظهر حينها وكأنهما قد ظهرا من العدم شابين بدت ملامحهما العربية جلية كالشمس التي بدئت تسقط محمرةً بين جنابات تلك البوابة ليقف أحدهم أمام ذاك الشاب الكسيس ورافاييلا إلى جواره مستندة على كتفه في زهو تستعرض ثوبها على الفقيرة من خلفه بعد أن لكمه ذاك العربي والذي كان فهد بحذائه الرياضي الابيض وبنطاله الجينز الأزرق أعلاه قميص أبيض وعليه سترة مخملية باللون الزيتي هو من فعل والآخر والذي بدا ثرياً بحذائه الجلدي البني وبنطاله الجينز الأزرق الفاتح وقد كان أعلاه قميص أسود وسترة باللون البني الفاتح فهو قد جمع كتب هند وسلمها إياها وهو يساعدها لتقف فقال الاول لمن يقفون أمامه
- يا للرجال. هل هكذا يجتمعون على فتاة؟

ليتقدم الآخر خلفه يمسكه موقفاً ما بدئه فهد من شجار واضعاً يده على كتف فهد محاولاً تهدئته عن هذا الإنفعال التي حملته كلماته
- يكفي هذا يا صديقي فالآنسة بخير الآن.

والتفت فريد يواجهها ليعطيها الكتب وهو يقول سائلاً في نظرة تفحصية أربكتها
- من تكونين آنستني؟

فأجابت الفتاة ببعض الارتباك وهي تخفض عينيها لكي لا تلتقيان بنظرات فريد
- أنا . أنا هند من السودان.

فبدا بعيني رافاييلا الإحتقار لتلك الفقيرة يزداد فإزداد غضب فهد الذي أبعد يد فريد عنه ببعض العنف وهو يقول
- دعني يا فريد . فربما هم لا يتعلمون كيف يكونون رجالاً سوا بتلك الطريقة.

وحالما لمح فهد ريان يقف بين الشباب الذين أسقطوا هند إزداد غضبه ليرى فريد من وقعت عيني فهد عليه فابتسم بإشمئزاز من مستوى دنائة الفتى أمامه ليقول متظاهراً بفقدان الأمل في ان يصلح حاله عكس ما يتمنى
- لما لم تدافع عن ابنة وطنك العربي ريان!

ابتسم ريان بعدم اهتمام منه لما حصل منذ البداية وقرر الابتعاد ليحاول فهد ملاحقته وإيقافه لكن فريد جذبه من ذراعه ليسمع هند تقول وهي تستعد لتركهم بإتجاه محاضرتها
- لا تهتما لما حصل رجائاً فأنا بخير.

شعر حينها فريد بوجوب ملازمته لهند حتى لا يعترضوا طريقها ثانيةً فقد سمع بعض الشباب يتهامسون لالكسيس بأنهم يرغبون بجعل العربية تفهم معنى الحثالة فجذب فهد أيضاً الذي صنع عدوً لا يعرف عن ضراوته شيئاً ليسير بموازاته خلف هند التي شعرت بهما لكنها عليها الإسراع بأي شكل فالمحاضرة قد بقي عليها دقيقتين وهي قد اقتربت من مدرجها بعد تركها للعمل متأخرة هذا اليوم فالتفت لهما وقالت بلمحة سماحة ولطف
- أرجوكما. يكفي أنكما أوصلتماني حتى هنا .. فها هو مبنى دراستي.

فنظر فهد نحو كتب هند بعد وصولها لمكانها المقصود ليقول بزهول
- هل تدرسين القانون يا آنسة؟

لتلتفت هند بنصف جسدها العلوي فقط نحو الشباب خلفها أو نحو فهد خاصة ًالذي بقي يرمق كتبها بنفس النظرة المستغربة في خجل منها لهذا الموقف الغريب فقالت
- نعم أنا أدرسه، فهو حلمي.

لتقترب فتاة من هند بسرعة دافعةً هند للخلف ببساطة حتى لا تسقط خلفها وهي توجه كلاماً لازعاً للشابين أمامها بلغة لم يفهمها ايهم لكن فريد استطاع توقع من أين تكون تلك ذات الحذاء الأسود والثوب السماوي والمتحجبة بحجاب وردي أمامه من بعض ما سمع من كلماتها فقال بهدوء سائلاً إياها
- هل أنت فلسطينية يا آنسة؟

إستفزتها نظرته بإعجاب ليبدو فريد وقحاً بنظرته تلك التي أشعلت غضب ذات الحجاب الوردي فوضعت هند يدها على كتف السماوية الأيمن في محاولة منها لشغلها عن الشباب وقالت
- وجود. لقد أنقذاني كلاهما من مجموعة سيئة. ألا ترين أنهم يستحقون الشكر لا ما تفعلينه؟

فهم فهد ان الآنسة ترفض الرجال عامةً فحاول سحب فريد الذي بدء يتفحص ملامحها وكأنه يعرفها من قبل فتشبث بمكانه ناظراً نحوها لتغضب أكثر والتفت تعطيه ظهرها ليقول بصوت ملأته الجدية
- فيكي ملامح عربية أكثر يا آنسة وجود . وكأنك مصرية.

لترتسم ملامح الخوف على وجه هند المواجهة للآنسة وجود من نظرتها التي سبقت التفافها له بنفس النظرة المشتعلة لتقول محدثة إياه بثورة على كلمته الاخيرة
- هل قلت أني أبدو مصريةً يا هذا؟


أما عند ميرنا التي جلست تنتظر على مقعدٍ عام قدوم صديقتها هبة وبعينيها اشتعل الغضب من ذاك السوري وموقفه معها لتتذكر كيف ترك ذاك السوري رفيقه داخل متجر الحلوى ليقرر الخروج في نفس وقت خروجها من ذاك المتجر واصطدم بها فيقول لها بإنجليزية صحيحة
- أسف يا صغيرتي.

وابتسم ليبديه تصرفه من محاولته مساعدتها بمده يده لتستند عليها ولهجته وكأنه أوروبي بوسامته الساحرة وطوله الكبير يرتدي حذاء رياضي أسود وبنطال جينز أسود وقميص بولو باللون الأبيض الذي حمل على صدره من جهة اليسار رمز قلب مكتوب بداخله بالإنجليزية كلمة "Allah" بلون أزرق قاتم وأعلاه سترةً سوداء عقد ذراعيها حول رقبته لكن ميرنا عرفت من صوته أنه السوري الذي تحدث قبل قليل لتحدثه بعصبية جعلتها تبدو أكبر من أن تكون طفلة بالعربية
- أيها الأحمق لقد أسقطت الحلوى.

وبين تعجبه لملامحها التي اختلفت فجأة وبين الحلوى التي سقطت فعلاً نتيجة إرتطامهما شعر حينها السوري بالأسف لما فعل فقال محاولاً إعادة ملامح ميرنا لما كانت عليه قبل غضبها هذا بالعربية بعد حديثها بها
- أنا أسف. أدعى سامر، واسمحي لي بتعويضك عن الحلوى . اتفقنا.

لتبتسم ميرنا في مكر من ذاك السوري الذي يعرض عليها التعويض عن ما أتلفه لتنظر نحو مبنىً مواجه لها وهي تقول
- حسناً إذا سيد سامر .

لتنظر له وقد بدئت خيوط خطتها بالتشابك تماماً لتخدع سامر فقد عادت لاستخدام وجهها الطفولي اللطيف مع نظرة رجاء وهي تقول بصوت كاد يبكي
- . كانت تلك الحلوى هديتي لصديقتي، التي كادت أن تصل ومعه أخاها، وهي آخر ما لدى هذا المتجر من هذا النوع خاصةً, ولهذا عليك شراء أخرى، من متجر آخر بداخل هذا المجمع التجاري, وهي أغلى هناك، إن أردت تعويضي.

ليبدو مع كل كلمة تنطق بها ميرنا أنها ليست تلك الصغيرة كما فهم سامر لكنه لم يكن ينظر نحوها فكفاه خجله مما بدئت به كلامها وما إن أنهته حتى قال وعلى وجهه بسمة لطيفة وكأن ما قالته لم يؤثر فيه سوا قليلاً
- على الرحب آنستي.

وانطلق سامر نحو المبنى المقابل التابع للمجمع التجاري تاركاً ميرنا تقف مسندةً ظهرها لنافذة المتجر الذي كانا فيه وفجأة رن هاتفها ليعيدها للواقع من جديد فأخرجته بلونه الوردي الزاهي من جيب بنطالها الجينز الازرق الذي أرتدت أعلاه قميص وردي ذا أكمام واسعة حتى مرفقيها وحسب وحذائها كان بنفس لون قميصها لترى أن المتصل هو عمها فتجيبه بغير ما يبدو على وجهها من إشمئزاز قائلة
- عمي العزيز كيف حالك؟

ليضحك عمها من إستقبالها الحافل له ليقول ببعض السعادة التي غمرت صوته
- ميرنا عزيزتي وابنة أخي .

ليتوقف الكلام فجأة في حلق الرجل مستدركاً خدعة ميرنا التي بدت وكأنها تخفي بمعسول كلامها أمراً آخر فعاد صوته لحدته المعهودة بالنسبة لها ليقول محاولاً عتابها
- ميرنا لما طلبتي نقل سيارتك؟

لتجيبه ميرنا كما أجابته حين حدثها في المنزل هناك قبل السفر لتقول
- سيارتي ومعها بعض حقائبي يا عمي. فأنا في واشنطن، ولا يليق بي أن أوقف تاكسي كلما أردت الذهاب للتسوق أو ما شابه .

لتبتسم بخبث شاعرةً بتأثير كلماتها على عمها الذي يراها كنز العائلة ولهذا يدللها كثيراً وأكملت قولها
- ثم أني حالياً اعتمد على صديقة لي لتوصلني بما أحمله كل مرة . اأا يكفيني هذا لأطلب نقل سيارتي لهنا!

فتنهد الرجل بتعب ليقول بسؤال بدا يجاهد نفسه لسؤاله
- وكم دفعتي مقابل طلبك لنقلها بما عليها؟

لتبتسم ميرنا في خبث وهي تقول
- نصف ما أعطيتني قبل السفر، وأريد المزيد إذا سمحت.

ليزعن الرجل لطلب ميرنا التي بقيت تنتظر رده وهي تثق بأنه سيعطيها ما طلبته ليقول بعد التنهد بإستسلام
- ستصلك النقود غداً في حسابك ميرنا.

فابتسمت بنفس بسمتها الاولى حينما رأت أن عمها هو المتصل لتقول بسرعة وقد بدت بسمتها في كلماتها فقالت
- شكراً لك عمي.

وأغلقت الهاتف سريعاً بعدم إهتمام لتتنهد بإرتياح لإنتهاء تلك المكالمة الثقيلة على قلبها وهي ما تزال في إنتظار سامر لتقترب منها فتاة بدت أكبر منها قليلاً فقط على وجهها بسمة أبدتها ملاكاً يسير على الأرض لتقول سائلةً بلغة إنجليزية بريطانية وكأنها من هناك إلا أن حجابها ووجهها يقول أنها عربية
- مرحباً صغيرتي الجميلة لما تقفين هنا؟ أظنني ألتقيتك سابقاً.

فابتسمت ميرنا شاعرةً بالراحة لتلك التي بدت كأخت لها لملامحها الطفولية مثلها وقد بدت ملابسها أنيقة من حذائها القماشي بلونه البني الفاتح والمشرق وبنطالها الجينز البني الداكن أعلاه قميص أصفر وسترة طويلة تصل لساقيها بنفس لو حذائها وترتدي حجاب تركي ملون بألوان ما ترتديه من ملابس وتضع لى كتفها الأيمن حقيبة قماشية بنية اللون بدت كبيرة الحجم فقالت ميرنا ببشاشة وهي ترى قرب تذكر تلك الآنسة لها
- انتظر أحدهم بالحلوى التي سيحضرها لي من ذاك المجمع.

لتلمع عيني الآنسة فجأة وكأن في ما قالته ميرنا ما ذكرها بشيء ما لتبتسم بسعادة وهي تقترب أكثر وتمد يدها لتسلم على ميرنا وهي تقول
- أنت هي جارتي الآنسة ميرنا ماجد. صح؟

شعرت ميرنا بالخزلان حالما كشفت اسماء حقيقتها وبدئت تقول معتذرة لتلقيبها لميرنا بالصغيرة
- أنا أسفة حقاً لتلقيبك بالصغيرة آنستي. أسفة حقاً.

ليأتي سامر بينما تعتذر اسماء لميرنا وميرنا تحاول إيقافها عن الأعتذار لها حتى لا تكشفها أمام سامر الذي أقترب منهما وبيده تلك الحلويات التي طلبتها منه ميرنا مبتسماً في سعادة كبيرة وكأنه ألتقى بمن كان يبحث عنها ليقول منادياً الآنسة باسمها
- اسماء مأمون. أنت هنا متأخرة قليلاً يا آنسة.

لتعتدل اسماء ناظرةً لذاك الشاب أمامهما الذي ترك طبق الحلوى بيد ميرنا ليتفرغ لاسماء التي قالت ببسمة
- سامر هارون! لقد كبرت كثيراً أيها الفتى الجبان . وأصبحت أكثر وسامة.

فضحك سامر بخجل ليقول لأسماء محاولاً المزاح
- أما أنتي، فقد طال لسانك في السنين الاربع الماضية فقط.

وعلمت اسماء محاولة الفتى الفاشلة للمزاح معها لتنظر له مستنكرةً إطلاقه صفة مزحة على ما قاله قبل قليل وترد عليه بوجه باسم بدت سعادته رغم محاولاتها إخفائه
- سيفرح مروان كثيراً أن علم أنك هنا تحت حمايتي يا فتى.

ليضحك كلاهما وضحكت ميرنا على سامر الذي لم يجب الفتاة التي بدت تصغره ورغم هذا تعده بالحماية وكأنها تكبره ليتدخل صوت ما ليوقف ضحك الثلاثة وهو يقول منادياً ميرنا
- يا لك من صديقة رائعة ميرنا، ولا تكفين ابداً عن مفاجئتي.

لتقترب هبة واضعةً ذراعيها على كتفي ميرنا من الخلف وأكملت ما لديها قائلةً
- اخبريني كيف تعرفين اسماء؟ كنت ساخبرك عن امر لقائي بها نهار اليوم.

لتخجل اسماء باسمة من ذكر هبة لما حصل نهار اليوم بينما استمعت ميرنا وسامر بإستمتاع لما روته هبة عن ما حصل وكأنها تخبرهم بقصة قرأتها قبلاً لتقول اسماء ما أن أنتهت هبة من إلقاء حكايتها
- إذاً انت صديقة ميرنا الثرية التي توصلها للسكن كل يوم؟

فضحكت هبة وميرنا معاً بينما بقي سامر ينظر بإعجاب نحو اسماء التي بما حكته هبة بدت امامه بمظهر البطلة خاصةً لكون هبة تحمل ملامح تشابه ملامح كلا من اسماء وميرنا لكنه تذكر امراً احزنه فجأة فتغيرت معالمه تاركاً السعادة ليبدء بطوره الهادئ التي تعرفه اسماء عنه فتقول في محاولة منها لإعادة بسمته
- إلى قائد جماعة حرف السين . اين ذهبت؟

ليعود ببسمته الساحرة حيث هن ويجيب مناديته والوحيدة التي تعرف سر تلك التسمية ببسمة ذابلة قليلاً لكن هبة لم تترك الامر على حاله فقالت ببسمة لطيفة متذكرةً كلام اخيها الصغير عن الرياضة التي استخدمتها اسماء لانقاذها واخيها
- ظل أخي يحكي عنك لأختي الأخرى، ويقول انك ككونج فو تايجر، واخبرته انك لم تستخدمي الكونج فو بل التايكوندو.

لتقول أسما وسامر في نفس اللحظة مصححين لهبة اسم تلك الرياضة
_ تايكواندو.

فضحك كلاهما معاً متذكران من صحح لهما قبلاً اسم تلك اللعبة وهو مروان اخاها وتعجبت هبة من توافقهما الشديد لكنها وميرنا وقفا على جانبي أسماء وامسكت كلٍ منهما احد ذراعيها لتقول ميرنا ببسمة خبث
- سندعك تضحك هنا وستأتي أسماء معنا للتسوق.

فتكمل هبة بعد صديقتها بقولها
- فبسببك ما ازال حية، وانا اريد رد الجميل.

وبدئتا بسحب ذراعي أسماء لتذهب معهما في رحلتهما لكنها توقفت ما ان خرجن عن رصيف الشارع لتقول في بعض الغضب منهما لعدم سؤالها عن رغبتها
- توقفا عن هذا حالاً. من قال لكما اني هنا لاتسوق. لقد اتيت إلى هنا لان ذاك الشاب قائد جماعة السين قد طلب لقائي.

لتترك ميرنا يمين ذراعي اسماء بينما بقيت هبة متمسكة وقالت وهي تكمل جذبها لها
- وانا اريد ان اكافئكِ وحالا حتى وان كنت لا ترغبين بالتسوق فرافقينا وحسب. ما رأيك؟

ونظرة هبة بتوسل لاسماء التي بدورها لم تستطع رفض طلب هبة لكنها فكرت قليلاً لتقول بعد التماع فكرة ما بعينيها
- حسنا إذاً لكن سامر سيرافقنا ولكنه لن يتجول معنا فسينتظرني فقط في احد مقاهي المجمع التجاري لساعة وبعدها سيكون عليا ترككما لالتقي بذاك الفتى هنا. ما رأيكن؟

فنظرت هبة نحو ميرنا التي تعرف ان ميرنا لا تحب التعامل مع الفتيان ابداً وخاصةً بعد ان رأت بعينيها بغض كبير مجهول السبب نحو سامر الذي وقف يحاول اخبار اسماء ان بامكانهم تأجيل لقائهم إلى ما بعد فجذبته هو الآخر كما جذبتها هبة نحو مقصدهم ودخلوا جميعاً فالتفت أسماء نحو سامر واشارت له نحو مقهىً خلفها لتقول
- انت ستنتظر هنا يا قائد جماعة حرف السين.

ليخفض سامر رأسه في استسلام ذاهباً نحو المكان الذي اشارت له اسماء واكملت هي سيرها مع الفتاتان تتوجهان نحو محال المجمع



يتبع

Asaiamo
25-01-2016, 01:23
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=2088692&d=1438117056



http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=2088697&d=1438117170



تابع: الفصل الثالث



وبعد ان جلس على احد مقاعد ذاك المقهى يستعيد ذكرياته مع اسماء وقد كانوا صغاراً ليتذكر نفسه يقف خلف اخته وامه في استقبالهما لاسماء ومروان ووالدتهما كضيوف لدى جيرانهم الجدد وكيف حاولت اخته الكبرى تقديمه حتى يسلم عليهم وقد سلم على والدتهما وبدفع اكثر سلم على مروان لكنه هرب لغرفته بعدها رافضاً الاقتراب من اسماء رغم انها اصغر منه وبعد بعض الوقت طرق باب غرفته ليدخل عليه رجلٌ يرتدي بذلة سوداء ليبدو كرئيس خدم لعائلة مرموقة وقد فتح ضوء الغرفة ليبدو كبير السن والشيب قد بدء بغزو شعره الكثيف وشاربه الكث الذي غطا بعض فمه ليقول بصوت رخيم محدثاً سامر الذي ما ان دخل إلى الغرفة حتى غطا نفسه مختبئً تحت غطاء سريره
- لما تركت الضيوف سيدي سامر.

فتذكر سامر فجأة من تركه خلفه بمتجر الحلوى ليقوم وقد وقف امامه عامل المقهى واسرع للخارج فعبر الشارع ليجد نفس ذاك الرجل ينتظره خارج المتجر وهو نفسه الذي تذكره من قبل لكن شعره قد صار اكثر بياضاً وقد بدء بفقدان كثافته لكن شاربه ما يزال بشكله رغم بياضه الشاهق ليقول الرجل سائلاً ما ان اقترب منه سامر لاهثاً
- اين اختفيت سيدي؟

ليبتسم سامر بعد ان هدأ تنفسه فقال معتذراً
- اسف سيد غسان . لقد اتت اسماء والتقيتها خارجاً .. لكنها ذهبت لهذا المول وستأتي بعد قليل.

فقال السيد غسان مع بسمة يعاتب بها سامر وهو يضع قبعته السوداء فوق رأسه
- حسنا إذاً ما دمت قد التقيتها فقد حان وقت عودتنا.

وبدء بالتحرك قليلاً لكن سامر لم يدعه يذهب فتوقف امامه ليقول بصوت ملئه المزاح
- اسماء ربما تفتقدك ايضاً. الا تريد ان تراها؟

ليقول السيد غسان في جدية سائلاً
- هل وعدتها بالانتظار سيدي.

فاخفض رأسه بخجل بعد ان اشار له إيجاباً فوضع السيد غسان يمناه على كتف سامر الايسر ليقول بهدوء
- حسناً سيدي سامر. لكن اين سننتظرها؟

فاشار سامر نحو المجمع ببسمة ليتحرك نحو المجمع يتبعه السيد غسان فدخلا معاً وجلسا على احدى طاولات المقهى بينما امسك سامر هاتفه ليحاول طلب اسماء فقد اتضح له من نظراتها سابقاً انها لا تريد جولة التسوق تلك ليفاجئ ان اتصاله قد علق منتظراً ردها لانها منشغلة بمكالمة اخرى

اما عند اسماء فقد كانت تتحدث بالهاتف لاحدهم امام بروفة المتجر وكانت ميرنا تجرب ثوباً ما وتبحث هبة عن ما يناسبها بين كل المعروضات في هذا المتجر المتنوعة لتخرج ميرنا مرتدية ثوب لطيف وطويل لكنه كاشف لجسدها قليلاً لتمتعه ببعض الشفافية فاشارت لها بالنفي اسماء فقط وهي تقول لمحدثها هاتفياً
- ماما الا تملين القلق ابداً . ارجوك فانا مللته.

ليجيبها صوت امها مدافعاً عن قلق المرأة لابتعاد ابنتها الغالية عنها
- ومتى ابتعدتي عني وعن البيت لكل تلك الفترة اسماء؟ فكري كيف اقضي ايامي من دونك على الاقل.

فقالت اسماء في ممازحة منها لامها القلقة
- اظن لديكي بابا ومروان وربما ابي ايضاً لتزيدينهم قلقاً.

لتبتسم اسماء مما قالته مستنكرةً ان يترك لها الاخير فرصة لتهتم به كما تفعل معها بل ان والدتها قد تكره ذلك فخرجت ميرنا ثانيةً ترتدي ثوباً آخر سيء للغاية ومقايسه ضيقة كثيراً واشارت لها ثانيةً اسماء برفضه قطعياً وعادت هي لغرفة البروفا لتقول امها في مفاجئةً منها لابنتها
- عامة ربما معك حق فمروان احق منك بالقلق عليه فهو هنا.

لتضحك اسماء بسعادة وهي تفكر في طريقة للتراجع عن كلماتها التي قد تؤدي لان تمنعها من الحديث لمروان فقالت بمباشرة
- اسفة ماما لكن هل هو حقاً في البيت؟

لتجيبها والدتها وكأنها تنوي الا تدعها تكلمه
- نعم هو هنا وهل تظنين اني ساسلمه الهاتف ليكلمك مثلاً.

فقالت اسماء لامها بمزاح
- لن يكون سهلا ان تمنعيه عن محادثتي ماما. صحيح ؟

وفجأة سمعت إختلاف صوت مجيبها وهو يقول
- لن يستطيع شخصاً اياً كان ان يمنعني عن محادثتك ارنوبتي الصغيرة.

لتضحك اسماء بمرح لهذا اللقب الذي اطلقه اخاها عليها بينما انتبهتا كلتا الفتاتان لها لعلو صوتها وقد كانت ميرنا تحمل الأثواب خارجةً من غرفة البروفا وقد انهوا تجاربهن في هذا المتجر خارجات منه لمتجر آخر وهي تقول
- ولهذا اثق بك ارنوبي الكبير.

لتعود للضحك من جديد لافتةً إليهن النظر من بعض رواد المجمع لتنتبه هي لما سببه ضحكها العالي فتنحنحت لتهدء من هذا الضحك والذي يبدو ان طرف اتصالها الآخر قد شاركها به فقالت
- افتقدك كثيراً يا اخي.

لتهدء بعض الأصوات من حولها وبالعكس اقتربت منها اكثر ميرنا وهبة التي شعرت بالخجل من تلك العيون التي التفتت إليهما لتسمع ميرنا صوت مروان الذي سألها في هدوء
- ما هذه الضوضاء عندك. أين تكونين الآن صغيرتي؟

بدء إلتصاق ميرنا بها يزعجها فهي ما ان سمعت صوت مروان الساحر حتى اعجبت به على غير ما اعتادته هبة منها كفتاة في الثانوية وبدئت ميرنا بالاقتراب اكثر حتى تسمع صوته ثانيةً لكنها من عليها الحديث حالياً فقالت تجيب سؤاله
- انني في المجمع التجاري مع صديقتين جديدتين.

بدا وكأن مروان قد علم بما يدور حولها فقال محاولاً مشاغبتها بطريقته الهادئة ومضيفاً بعض السحر لصوته اكثر
- يبدو انهن رائعات حقاً جميلتي.

فبدئت علامات الغضب تبدو عليها لتقول بتحذير صارخ لميرنا التي بقيت تدفعها تحاول الاستماع بشكل سخيف وكأنها تحاول معاقبة أسماء لسبباً لا تعرفه وهبة التي امسكت بطرف سترة اسماء خوفاً لملاحظتها لكونهن وحيدات في هذا الممر كما حصل معها نهاراً
- يكفي هذا جميعاً.

فابتعدتا ميرنا وهبة عنها لكن ليضحك مروان وبقوة على مشهد اسماء الغاضب في عيني رفيقتيها متوقعاً شكلها ليقول وسط ضحكاته المتواصلة بينما بدء الخوف بالتسلل لقلبها
- انت مضحكة حقاً اسماء يكاد قلبي يتوقف من الضحك.

لتجيبه بسرعة وقد احتل القلق كامل وجهها بديلاً للغضب
- إذاً لا تضحك بقوة.

وحينها هدء المكان من حول أسماء تماماً لتقول متمةً قولها وهي تنظر حولها شاعرةً بنفس خوف هبة متجهات نحو متجر آخر في نفس الدور بهدوء
- فانا لا اريد إيزائك.

وقد هدء مروان من نفسه ليقول بحنان لتلك الصغيرة التي احتضنت هاتفها بخوف لم يلحظه بينما دخلت والصديقتين لمتجر مواجه لهما
- اعرف كم تهتمين لحالي عزيزتي الصغيرة.

لتبتسم بهدوء مريح بعد دخولهما للمتجر وهي تقول
- فانا احبك اخي الكبير.

فتذكرت امراً ارادت اخباره عنه قبل ساعة لتقول باسمةً
- لن تصدق ابداً من التقيت هنا يا اخي.

ليجيبها بابتسامة متذاكي
- ما دمت لن اصدق فلا تخبريني.

ليضحك كلاهما ببساطة وتقول هي بدون تأخير
- اتذكر جارنا سامر؟

ليقول مروان بصوت باديةً مفاجئته
- اتقصدين ذاك الفتى الجبان وهو صغير الذي كان يختبئ خلف امه واخته الكبرى؟

فبدا ان كلماته عن الفتى قد اغاظتها لتقول ممازحة اخيها
- لا انا اقصد ذاك الذي تعرض لحادث في سنته الأخيرة من الجامعة واضطر على اثره للسفر وإكمال دراسته للهندسة في تركيا.

لتقول له بسرعة ذاهبةً نحو متجر الفتيات بعد نظرها لساعة يدها لترى انها قد تأخرت عن الساعة التي اتفقت مع سامر عليها
- هل انتظرتني ثوانٍ يا عزيزي.

ودخلت لتجد هبة هي من تجرب الاثواب هذه المرة وميرنا تشاهدها فاسئذنتهما واخذت حقيبتها البنية الكبيرة طويلة الذراع من ميرنا لتبدء بالسير نحو هدفها وهو المقهى القريب لمدخل المجمع ووصلت لتجد سامر جالساً يشرب كوب شيكولاة ساخنة ويجلس إلى جواره رجل يرتدي قبعة تخفي وجهه لتمسك الهاتف قائلةً لمحدثها
- اسفة يا عزيزي فانا ساذهب للقاء سامر.

ليضحك مروان من ترك اخته له لتلتقي بذاك الفتى سامر وقال ببعض الغيرة
- ذاك الفتى محظوظ فهو يجد من يكون معه دائماً.

فابتسمت اسماء لتقول لاخيها في شغب وهي تقترب من طاولة سامر
- ربما معك حق فهو تحت حمايتي الآن.

فضحك مروان متما هذا الاتصال اللطيف بقوله
- حصل على الافضل سادعك له الآن اهتم بنفسك وسلم عليه.

وانقطع خط الهاتف كما اتضح لها وهي تجلس لطاولة سامر متطلعةً لذاك الرجل لتبتسم بقوة قبل نطقها لاسمه في بعض السعادة
- العم غسان نفتقدك كثيراً.

لينظر لها السيد غسان بدوره متفحصاً تلك الملامح التي لم تغييرها السنين ويقول ببسمة مستبشرة
- آنسة اسماء كيف حالك الان؟

ليبتسم سامر قبل ان يقول ببعض المزاح السخيف
- لقد طال لسانها فقط.

ليضحك ثلاثتهم بسخافة مما قاله سامر ليقف السيد غسان بعدها وهو يقول
- إذاً سادع سيدي المغفل تحت رعايتك واذهب انا فلدي مشوار بسيط اخرني عنه سيدي.

فابتسم سامر بخجل لما قاله السيد غسان بينما التفت لتلك الجميلة امامه فتبدء هي بفتح الحوار سائلةً
- لما انت هنا سامر؟ ولما ليست سها وسلمى معك؟

ليقول سامر وكأن سؤالها قد اشعل جديته
- انهما في تركيا وانا هنا للدراسة.

رده المختصر هذا لم يعجبها وقد بدا هذا على وجهها بوضوح مما استدعاه ليوضح اكثر بقوله
- انا اتيت لدراسة إدارة الاعمال فتعلمين انني قد ورثت كامل شركات ابي لكني لحظت عجزي عن تسيير الاعمال كاملةً ولهذا فضلت دراسة إدارة الاعمال حتى لا اسبب مشكلات لمرؤسي.

افرحها جوابه فهي تثق بعقله ومنطقه الذي دله للفعل الصحيح تجنباً لمشكلات العمل في ما لا يعرف بينما بقيت صامتة تنتظر منه إكمال رده على سؤالها وانتبه لانها ما تزال تنتظر ليقول
- اما عن سها وسلمى فسلمى ما زالت تدرس اما سها فهي تعمل هناك ولا تظني اني قد تركتهما وحدهما فخالي هناك وبيتنا إلى جوار بيته.

فقالت بابتسامة عذبة تعرف من خلفها انه يفهمها لانهما كبرا معاً كاخوين بعد وفاة والدته
- من الجيد انك اخترت مكاناً كتركيا للسفر له مع اختيك فبرنامج منحهم افضل بكثير عنه في مصر وهما بالتأكيد ستتلقيان علماً نافعاً هناك على عكس مصر التي حاول مروان ابقائي فيها لكن لحسن حظي كانت فرصي كثيرة. بالمناسبة انه يسلم عليك.

ليبتسم كلاهما بوجه الآخر وترى اسماء بعينيه سؤالاً فاشارت له ان يبوح به وقال
- عزيزتي الصغيرة هل صلي ..

ليقطع سؤاله رنين على هاتف اسماء فتوقف عن سؤاله وتركها لتخرج هاتفها الاسود من حقيبتها بعد ان اشارت له بالصبر لترى عليه رسالة ملاحظة مكتوب بها
"- اعيدي كتب المكتبة حالاً".

فتذكرت انها قد استعارة كتباً من مكتبة مجاورة وان عليها إعادتها قبل العودة لسكنها لانه قد بقي لها ساعة قبل ان تحصل على مخالفة مالية لتأخيرها لتلك الكتب فقالت وهي تهم بالوقوف وقد افرغ سامر كوبه
- يبدو انك ستأتي معي حالاً للمكتبة وسارد على سؤالك في طريقنا فهي قريبة.

ليقف سامر تاركاً بعض المال إلى جوار كوبه واشار لنادلٍ قبل مغادرته وقد وضعت اسماء حقيبتها بوضعية الكروس على كتفها وبدؤوا الخروج لتقول مجيبةً سؤاله الذي لم يكمله
- لقد صليت العشاء قبل قدومي فلا تقلق عليّ. وماذا عنك؟

فابتسم سامر لتلك الشقية التي فهمته من دون ان يكمل سؤاله فاجابها بهدوء المستسلم
- لقد كنت هنا في المنطقة باكراً ولولا ستر الله لما لحقت بصلاة العشاء جماعة فقد حصلت مشكلة جعلتني اذهب للمجمع التجاري وقد صليت العشاء هناك.

لتقول اسماء بشغب لسامر
- رزقك الله دائماً بمشكلات كهذه.

ليضحكا معاً وقد اقتربا من المكتبة ليشير لها سامر بالتفضل قبله ممثلاً دور رجلٌ من النبلاء لتمثل هي نفس الدور للفتيات فانحنت بوجهه ودخلت ليسألها بعد ان اخفض صوته وقد دخل خلفها
- لم تخبريني لما انت تدرسين هنا؟ فلا اظن والدك كان ليتركك تفعلين.

وكفته نظرة غاضبة من عيني رفيقته التي زاد الغضب إشتعال عينيها البنيتان ليتدخل موظفاً وقف خلف مكتب الاستقبال في تلك المكتبة وقد تحدث مع اسماء بالعربية
- مرحباً آنسة اسماء انت ملتزمة بموعدك كما ارى.


ليلتفت سامر لذاك المتكلم بلغة عربية صحيحة فهو قد سمع ذاك الصوت قبلاً ليراه ببشرته السمراء الشرقية وعينيه السوداء يخبأها خلف نظارته ولحيته السوداء الخفيفة فتذكر من يكون الوحيد ذا نفس السحنة الهادئة من زملائه في نفس تخصصه ليقول بصوت خفيض لانه في مكتبة
- اهذا انت طلال؟ لم اكن اعلم انك تعمل هنا.


اتضح غضب طلال حال رؤيته للفتى سامر امامه لكنه تجاهله تماماً فهو ليس زبونه ليلتفت نحو تلك الفتاة التي بدت له طفولية الشكل كثيراً فقرأ عناوين ما استعارته من كتب بكارت الاستعارة ليجد انها ثلاثة كتب {الموسوعة البريطانية لسنة ظ¢ظ ظ،ظ¥ - علم نفس النمو والتربية - ترويض الشرسة لويليام شكسبير} وهي كتب اكبر من ان تقرأ في ثلاث ايام فقالت اسماء وقد اخرجت تلك الكتب من حقيبتها الكبيرة مبتسمةً كما اعتادت بوجه من لا يبتسم لفتاةً ابداً
- ها هي الكتب استاذ طلال. لقد سلمتها قبل موعدي بساعة إلا ربع. حتى لا اتأخر كما المرة الماضية.


ووضعت الكتب امامه ليأخذها بسرعة دون الالتفات لها او لرفيقها بعد ان وقع إلى جوار اسماء الكتب بكارت الاستعارة لتتجه اسماء نحو رفوف الكتب فيرى سامر تأثر اسماء من معاملة طلال القاسية فذهب خلفها واوقفها خلف مجموعة من الرفوف ليقول بسرعة دون النظر لوجهها
- لا تهتمي لتعامل ذاك القاسي اسماء.


ليرى وجهها بعد ان انهى كلماته وامارات الغضب قد احتلته وهي تقول
- كنت اظنك لا تعرف هذا الرجل وانك تحاول التخفيف عني فقط بتظاهرك بمعرفته لكن عينيه تقول ان رؤيته لك ازعجته فوق انزعاجه مني لأني فتاة.


لتنظر اسماء للكتب امامها شاغلة سامر عن وجهها الغاضب وابتسم سامر بشغب ليقترب منها واضعاً يمناه على كتفها الايمن وقال
- إذاً اخبريني عما حصل في المرة الماضية.


وغضبها ما يزال يسيطر عليها قالت بلا مواجهته
- تأخرت فقط خمس دقائق عن موعد تسليمي لما استعرته وقد كان الطريق مزدحماً غير اني اضطررت لتأجيل اختبار الحزام الاسود سنةً يومها ولاني كنت قد استعرت الكتب نهاراً قبل اسبوع فكان علي إعادتها يومها نهاراً . ليجعلني ادفع ثمن تأخري 20 دولار.


فكر سامر قليلاً قبل ان يشد بقبضته على كتفها بخفة ويقول
- خفت ان يكون الامر اكبر من هذا. لا تقلقي.


ووقف سامر امامها ليقول بسعادة
- ولكي مني كهدية كوب ايس كريم كبير . يكفي لشخصين لكني سادعك تلتهميه وحدك.


فضحك كلاهما معاً وهي تسحب كتاباً من اعلى الرفوف عنوانه بالإنجليزية "Smile" لتضعه وتخفي به وجهها



http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=2088694&d=1438117056

ديدا.
24-07-2016, 22:03
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف الحال جميعًǿ أتمنى بخير حال

وأخيرًا تسنى لي الوقت لاكمالها، حبيت الفكرة جميل تناول حياة المغتربين والمهاجرين، خاصة فئة الدارسين، وفقتم في الاختيار، وفي رسم المشاهد عمومًا ما شاء الله، غير أني لم أستسغ فكرة التعريف بالشخصيات :غياب: تعريفكم كان أحسن من المتداول في المنتدى إذ أنكم كتبتموه على طريقة الرواية، لكن الحقيقة أن ما من أحد يفرد عدة فصول للتعريف بالشخصيات، كان هذا مملًا جدًا بالنسبة لي، وصعب علي إكمال الباقي لكنني وصلت للبداية ولله الحمد، وأرى أن لو اكتفيتم بالفصل الأول وأظهرتم الشخصيات بالتدريج لكان أبهى وأبهى.

بالنسبة للسرد: أفضلكم في السرد كانت ألحان الحياة، بسم الله ما شاء الله سردها قصصي ورائع، هذا ما يقلل أبدًا من البقية، لكن البقية وقعوا في أخطاء كانت مكرره عند الأغلب للأسف، منها كثرة استخدام حرف الجر ل كأداة الربط، كان هذا موجود في أغلب الفصول، وهذا خاطئًا أعزائي. أيضًا لاحظت دقة الوصف حتى أنني تركت عدة أسطر، فأنا من محبي الوصف المفتوح، وحتى إن لم يكن كذلك، دقة وصف البعض وصلت للمبالغة، وذكر تفاصيل قد لا تهم.

غير هذا من المبكر جدًا جدًا تناول الحبكة وما إلى ذلك، لكنني بحق ممتنة أن قرأت قصة بطابع عربي فكرتها جذابة كما فعلتم، ونقدي في الأعلى إنما جاء رغبة في صقل مهارتكم المميزة، وتوجيهكم لإخراج قصتكم بأهى حلة.

كل التوفيق لكم يا رب
في أمان الله

Cessar
14-09-2016, 15:42
ساعو من معي

Sang Bleu Ange
14-09-2016, 20:33
حمدالله على السلامة
I am with you

Sang Bleu Ange
22-09-2016, 15:28
اشتقت لهذه القصة أتمنى أن نعود كلنا.
من سيعود؟

Asaiamo
30-09-2016, 03:24
I'm here
But my marriage has the big effect on me

Sang Bleu Ange
17-10-2016, 11:58
ِِِِِ



http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=2088692&d=1438117056






http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=2088695&d=1438117072



الفصل الرابع

بينما الثنائي أسماء وسامر يتباسمان داخل المكتبة، كانت ميرنا التي اتفقت مع زملائها أن يلتقوا في المكتبة من أجل بحثٍ طلب إليهم تسليمه قد رأتهما. نظرت ميرنا لسامر بنظرة المفترس لفريسته، فخطتها لمضايقة هذا السوري لم تنجح في المرة التي قابلته، لكنها فضلت عدم التشتت عن بحثها المهم من أجل ذاك الشخص السخيف.

"من الأرض إلى ميرنا."
استيقظت ميرنا من أحلام يقظتها فور سماعها لصوت مألوف بنبرة رجل الآلي، وجدت هبة تجلس أمامها.
سألتها ميرنا:" منذ متى وأنت هنǿ"
أجابت هبة ببرودة:" منذ قرن."
اصطنعت ميرنا الضحك:" يا لك من خفيفة الدم؟"
ادعت هبة الفخر:" بالتأكيد أنا كذلك."
قد تبدو أنها تمزح، لكنها تقصد أنها مريضة بسيولة الدم.
قالت هبة بخبث:" على كل، بما كنت تفكرين؟ أكنت تفكرين بأمير الأحلام؟"
لم تجب ميرنا عليها وانما غيرت الموضوع وهي تفتح احدى صفحات المجلة بيدها:" أسمعت الاخبار عن ظاهرة المهرجين؟"
اقشعر جسد هبة لتجيب صديقتها:" انهم مخيفون حقا، صحيح يوجد مجرمون في كل مكان، لكنهم مع مكياج يبدو مخيفين أكثر! لا عجب أن بعض الأطفال يخافون منهم!"
ميرنا:" صحيح، سمعت إشاعة سيكون هناك فيلم رعب عنهم وستكون بطلته هي ديمي لوفاتو."
هبة:" على ذكر ديمي لوفاتو، كانت من احدى نجمات المفضلة عندي عندما كنت صغيرة. سبحان الله، كانت ديمي وسيلينا ومايلي بريئات عندما كن صغارا، لكن عندما كبرن أصبحن... يا ساتر!"
وهكذا قضت الصديقتان وقت الاستراحة معا في هذا المقهى، بينما أحد ما يراقب هبة كأنه صقر يحوم حول فريسته.

فجأة، قالت ميرنا وهي تدعي الخوف عندما نظرت إلى ساعتها:" يا ويلي سأتأخر عن محاضرتي."
قالت هبة بفرح لتستفزها:" أما أنا فسأرجع إلى البيت ان شاء الله!"
أمسكت ميرنا حقيبتها وودعتها:" إلى اللقاء إذاً يا هبة."
ردت عليها هبة:" مع السلامة."
بعدما اختفت ميرنا عن ناظريها، أنهت هبة عصيرها قبل أن تنهض وتلقي الكوب الورقي في سلة القمامة، ثم ذهبت إلى موقف السيارات. عندما وصلت إلى سيارتها، فتحت الباب بقوة فاصطدم بالشاب الذي أتى إلى السيارة المجاورة لسيارة هبة. لم يتأوه الشاب فحسب، بل سقط ما كان يحمله بينما هي لم تستوعب إلا عندما سمعته يتأوه ونظرت من النافذة ووجدت ما حصل.
صاحت هبة متفاعلة:" أوه لا!" ثم وضعت حقيبتها على مقعد السائق ثم ذهبت إلى الشاب لتساعده وهي تعتذر له:" أنا حقا آسفة! لم أكن أقصد!"
رد عليها الشاب:" لا بأس لقد كان مجرد خطأ."
وعندما غاب الشاب عن ناظري هبة، اتجه إلى السيارة وأدخل يده في الحقيبة وأخذ علبة دواء الحديد وبدل بها علبة دواء أخرى بمنتهى السرعة، ثم أكمل يجمع أوراقه.
انتهت هبة من جمع الأوراق فقامت تعطيه إياها قائلة:" تفضل."
أخذها الشاب قائلا بابتسامة:" شكرا لك، وأعتذر لأنني اتعبتك."
ردت عليه:" لا شكر على الواجب، وأنا التي يجب عليها الاعتذار. إلى اللقاء."
ركبت هبة سيارتها لتنطلق بها وتغادر المكان بينما بقي ذاك الشاب واقفاً ينظر إليها بخبث وهو يقول لنفسه:" ها قد أنهى ريان مهمته." ثم فكر بتذمر:" لكنني لم أجد هاتفها المحمول ولا حتى محفظتها، لابد أنها وضعتهما في جيب بنطالها."

عند أسماء التي كانت قد توقفت لتستنشق الهواء في حديقة الجامعة لبعض الوقت، ثم تابعت المشي إلى محاضرتها فالدكتور يعد لهم اختبار في بداية المحاضرة كل أسبوع. وفي طريقها رأت سامر يمشي وحده حثيثاً وهو يعطيها ظهره، فتفاجأت برؤيته في حرم الجامعة وفرحت في نفس الوقت. فكرت:" سامر هنǿ لماذا لم يخبرني ذاك الشقي أنه يدرس هنǿ حسنا سأفاجئه أو ربما أفجعه!"
اتجهت إليه لتفعل ما قررت أن تفعله. أما سامر فقد كان كعادته، يسبح الله عز وجل بخاتم التسبيح بينما يذهب إلى كافيتريا الجامعة، لكنه توقف عن الحركة فور أن لمح رافاييلا التي تجلس على مقعد في حديقة الجامعة تغازل حبيبها. حدق فيها بحقد شديد، وبدأت أفكار سوداوية تملئ رأسه عن تلك الشابة.
اقتربت أسماء وكادت أن تصل إليه، لكن شخص آخر سبقها. انتبهت أسماء إلى هذا الشخص الذي لم يكن سوى:" هذا الشاب أمين المكتبة يدرس هنا أيضا."
لقد كان طلال هو الذي اقترب من سامر يسخر منه وهو يبتسم بخبث:" مسكين، حبيبتك تركتك!"
صدمت أسماء من كلامه ونظرت إلى سامر الذي نظر إليه بغضب خفيف، لكنه تجاهله ما دام يعرف أنه يستفزه ليس إلا وأكمل طريقه. أرادت أسماء أن تسأل طلال، لكنها لم تستطع لأن طلال رحل وهو يتمم:" يا له من منافق."
رافاييلا:" وداعا يا حبيبي، أراك لاحقا."
أرسلت قبلتها الوهمية لأليكسيس، فأمسكها ووضعها على قلبه قبل أن يرحل. أمسكت رافاييلا هاتفها حينما مر سامر إلى جوارها هامساً:" بسببك شوهت سمعتي." وتابع سيره.

نظرت رافاييلا حولها مستغربة، لكنها اكتفت برفع كتفيها بغير اهتمام واتصلت بشخص عزيز على قلبها بينما قامت تذهب إلى محاضرتها.
انتظرت رافاييلا لثواني ورد عليها صوت امرأة:" مرحبا عزيزتي المحامية، كيف حالك؟"
قالت رافاييلا:" بخير يا أمي ما دمتي بخير."
ضحكت الوالدة برقة:" سأكون بخير ما دمتي بخير وكذلك دراستك."
ضحكت رافاييلا واستمرت تكلمها لوقت ليس بطويل.
عندما وصلت الشقراء إلى مكان مطلوب قالت وهي تنهي المكالمة:" حسنا أمي، ستبدأ محاضرتي الآن."
ردت الوالدة:" حسنا حبيبة قلب أمك، ركزي وانتبهي لما يشرحه الدكتور. مع السلامة!"
قالت رافاييلا:" مع السلامة."
دخلت المحاضرة وجلست بجانب شخص لا يود كلا منهما الجلوس بجانب بعضهما البعض، لأن من جلس بجانب رافاييلا ليس سوى هند.
لم تنتبه هند أن من جلست بجانبها هي رافاييلا، ومدت يدها لتسلم عليها بخجل:" مرحبا أنا هند، وأنت؟"
التفتت رافاييلا إليها وتفاجأت برؤيتها مجددا، حتى هند التي أنزلت يدها ووجهت نظرها إلى الأمام وفعلت رافاييلا نفس الشيء.
رافاييلا بذهنها:" أوه رائع! تلك الفقيرة معي في نفس التخصص! لا شك أن هناك رائحة كريهة!"
هند بذهنها:" بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم."

http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=2088694&d=1438117056

Asaiamo
12-11-2016, 02:13
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=2088692&d=1438117056




http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=2088701&d=1438117170



الفصل الرابع

كانت أسماء قد خرجت للتو من محاضرتها بتعب لأنها امتحنت، فلاحظت خروج تلك الشابة الشقراء التي قال طلال انها حبيبة سامر من مدرج مجاور لمدرجها وهي غاضبة واسرعت تهرب من المكان وكأن مرضاً ما يطاردها فخرجت هند من المدرج خلف تلك الشابة لتبتسم أسماء لرؤيتها فذهبت نحوها بمرح وهي تقول لنفسها:" يا لها من صدفة! جارتي هند هنا. ساذهب واحدثها علي انشغل عن امر سامر."
فذهبت نحوها وانارت الابتسامة وجه هند حالما رأت جارتها العزيزة


اقترب فهد من سامر يتكلمان بحميمية من تلك المقاعد في حديقة الجامعة وجلسا على احد المقاعد ليسمعا صوت ذكوري يوجه كلامه إلى سامر بسخرية:" ألن ترافق حبيبتك الشقراء أيها المتلاعب؟ أم أنك حاقد عليها لأنها تركتك وفضلت ذاك الأشقر عليك!"
تفاجأ فهد بما سمع والتفت إلى المتكلم والذي لم يكن سوى طلال الذي كان جالساً على مقعد بالجهة الأخرى لكنه قام ما ان اتم كلماته وعلى وجهه ارتسمت علامات الإشمئزاز وهو يبتعد عن مكانهما، شعر فهد بالفضول لما اطلقه طلال من إتهام لسامر وبقي واقفٍ ينتظر رده، لكن الأخير لم يفعل شيئا بل بقي ينظر للأمام جالساً مكانه بعد تنهيدة تدل على تعبه.
فتحدث فهد بعد صمتٍ بدا له طويلاً:" لمَ اتهمك طلال بهذا يا سامر؟ أخبرني."
أجابه سامر بهدوء والضيق بادٍ عليه:" سأخبرك، لكن بشرط ألا تسيء الظن."
رد فهد:" حسنا"
فغير فهد نبرة الفضول إلى نبرة مرحة "ما رأيك أن نلتقي بمطعم Red Lobester؟ وستخبرني بكل شيء! وتدعوني على الغداء ايها الثري."
التفت إليه سامر لقليل ثم ابتسم موافقا:" حسنا، أنا موافق."


دخلت أسماء مطعم الجامعة وهي ما زالت تشعر بالحيرة وكانت هند ما تزال معها، واصطدم كتفها بكتف أحدهم، فقال ذاك المصتدم بها بعدما لاحظها:" الآنسة المصرية أسماء؟"
استدارت أسماء إلى صاحب الصوت والذي كان السيد فريد لتشعر بالقلق من سُمعة فريد السيئة مع النساء والتي حذرتها منها زميلتها روبي، لكنها لحظت هدوء هند امامه مما ازاد استغرابها فسألت صديقتها في حيرة: "اتعرفين السيد يا هند؟ "
فاتسعت ابتسامة هند وهي تهم بالرد على السؤال الموجه لها لكن فريد كان اسرع حين قال: "اتمنى الا تكوني بخطر مرة اخرى آنسة هند."
لتقول هند موافقة كلامه:"هذا هو السيد فريد ولقد ساعدني وصديقه البارحة"
لتستغرب أسماء الرضا البادي على وجهيهما مما جعلها تشكك في كلمات زميلتها تلك فبادلتهم الابتسام وقالت بعد فطنتها لمنادة فريد لها بجنسيتها وكأنه يعرفها: "سيد فريد، كيف تعرف اني من ناديتها بالمصرية؟"
فابتسم فريد ليقول بلهجة تذكير لأسماء استشفتها منذ رأت بسمته وكأنها قد رأتها سابقاً: "انت قدمتي طلب تأجيل اختبار الحزام الاسود لرياضة التايكواندو ولهذا طلبت مدرباً عربي للرياضة هنا. صح؟"
ابتسمت أسماء لمعرفته بهذه التفاصيل وتذكرت انها حين تقدمت لادارة الجامعة المختصة بالرياضة بطلبها للتأجيل انها رأته هناك في مكتب الادارة، ودعا فريد أسماء وهند للغداء فقال: "اتوافقن آنستاي على دعوتي لكن على الغداء بمطعم Red Lobester"
كادت الفتاتان ان تتحدثان لكنهما فوجئتا به يجلس على ركبتيه في رجاء لهما امام الجميع في مطعم الجامعة لينظر الجميع لهم في شكل محرج الفتاتين لكن هند كانت اول من تحدث لتقول: "اسفة يا سيد فريد فأنا قد اقترب موعدي في العمل وها هي زميلتي في العمل والسكن تدخل إلى هنا"
وعند باب بعيد عن مكان وقوفهم بمتر واحد لمح كلا فريد وأسماء دخول وجود فذهبت هند نحوها تجذبها لمحادثتهما ليقلقا فخرجا متسابقين نحو باب في الجهة الأخرى من المطعم حتى لا تراهما واستغرب فريد هروب اسماء معه فسألها بوضوح: "لما هربتي من المطعم؟"
فابتسمت أسماء قائلة: "زميلة هند في السكن والعمل هي شابة فلسطينية تسمى وجود وهي ايضاً تكره المصريين"
وتنبهت اسماء لفعل فريد كما تفعل هي فقالت بعد جمعها لشتات انفاسها وقد خرجوا من المطعم تماماً: "ولما تهرب انت؟"
فابتسم فريد في حرج مما سمع من اسماء عن وجود فقد ادرك ما جعلها تواجههم بهجوم البارحة هو وفهد بعد إنقاذهما لهند فأجاب فريد اسماء من بين ضحكاته: "لقد اخطئت بنسبها للمصريين البارحة".
ليتغير فجأة وجه أسماء للغضب مازحة تقول لفريد: "هذا خطأٌ لا يحتمل يا سيد، وستدفع ثمنه باهظاً"
فابتسم فريد في رجاء ان تقبل أسماء دعوته للغداء تتصحيحاً على الاقل لخطئه وقال: "إذاً لاصحح خطأي ستقبلين دعوتي على الغداء!"
لتكتشف أسماء انها قد ورطت نفسها بما قالته فقالت بإستسلام: "حسناً إذاً سيد فريد انا،اقبل دعوتك"
فانطلق فريد متقدماً الطريق امام اسماء التي تبعته بنفس مكرهة من معدتها التي صدر عواء جوعها ما ان انهت جملتها




http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=2088694&d=1438117056

Saioto
15-11-2016, 22:39
شكراً آساي تشان لنشرك الفصل عني
لكني انسحب من إكمال تلك القصة
فانا اتهمت بالسرقة من نص احداهن
وهذا غير مقبول وارفض اتمام العمل معها