PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : حكم المجنون - Judgement of the insane



Anna Augello
28-07-2015, 08:47
انتقام ملبد بمشاعر مضطربة


Milan-Italy
30-12-2006


خيوط الشمس الناعمة تسللت عبر النافذة الصغيرة مداعبة جفنيها المطبقين لتجبرها على الإفاقة من غفوتها القصيرة المُرهِقة,على أرضٍ شابهت في برودتها الصقيع,و بين أحضان جدران تآكلت بفعل الرطوبة والقِدم.
بالسقف المتشقق حدقت,حزن عميق تجلى في مقلتيها,و دموعها غسلت وجنتيها قهراً على حالها وحال ابنتها,سجينتا هذه الغرفة التي اتخذتها الفئران ملجأ لها .
مرت بذاكرتها كلماته الأخير التي طرقت مسامعها ليلة أمس:
" أنتِ أسقطتِ نفسكِ في جحر الثعابين .. ربما كان عليكِ الانتباه أكثر لخطواتكِ " .
ارتعش جسدها خوفاً,و انسابت دموعها تحسراً على ماضٍ سعيد رحل,و حاضر تنال فيه أقسى انواع العذاب,و لا يزيد الامر سوءاً سوى ذلك المستقبل المجهول الذي ستعايشه طفلتها بعد رحيلها عن هذا العالم القاسي.
تركت الصغيرة دميتها على السرير الخشبي الذي كانت تجلس عليه واتجهت ناحية أمها بقفزات طفولية مضحكة متسائلة ببراءة :
- ماما .. هل سيأتي كايل اليوم؟
أومأت لها بالإيجاب وهمست بضعف :
- أجل سيأتي .. بالتأكيد سيأتي.
صفقت بيديها فرحاً وعادت أدراجها إلى العابها القديمة فأخفضت الأم رأسها مخفية دموعاً حارقة أبت إلا أن تداعب جفنيها .
~
خطوات بطيئة رتيبة تقترب من هذا السجن القاسي,كما لو أن صاحبها يحاول استنزاف آخر ذرات قوة السيدة التي انتابها الهلع الشديد وهي تتلفت يمنة ويسرة بحثاً عن مخرج ما بالرغم من يقينها بأن لا أمل يرجى من نجاتها .
تحرك مقبض الباب الصدئ ليطل من خلفه صبي قارب الخامسة عشر من عمره,كان كئيب الطلة متشحاً بالسواد , يحتضن بين أنامله الرفيعة مسدساً يلمع ببريق الفضة ويحدق في ضحيته الساكنة بجمود.
اقتربت منه الطفلة بسرعة وسألته بمرح :
- هل نلعب؟
- ليس الآن يا اميرة اكملي لعبكِ .
عبست و تململت من رده الذي لم يرضي اندفاعها الطفولي,لكنها انصاعت لأمره وذهبت. بينما أتجه هو ناحية السيدة التي جاهدت لارتداء قناع القوة أمامه وهي تقف مستندة للجدار بتعب ..
تقدم ناحيتها ببطء أقرب للكسل , حتى استقر أمامها مباشرة ليضع يده على الجدار خلفها ويخفض بصره إلى الأرض متمتاً ببرود يناقض المشاعر الغريبة التي سكنت حدقتيه البراقتين :
- آسف سيدة أندريا لكن يجب أن أفعل هذا ..
سألته بهدوء مستفز :
- أوصل بكَ اليأس إلى درجة أقدمتَ فيها على قتل سيدتك؟
كسى عينيه غشاء من الغضب الصامت و رد عليها بحدة شابت هدوء نبرته :
- أتظنين حقا أن اليأس هو الذي يدفعني لقتلكِ .. سيدتي؟ شدد على كلمته الأخيرة و ابتسم بمكر مردفا :
- لا .. إنه أمر مختلف تماماً .. شيء يصعب عليكِ فهمه .
كانت هذه آخر عبارة سمعتها السيدة أندريا قبل أن تخترق الرصاصة النحاسية جمجمتها معلنة انقطاع آخر أنفاسها , فسقط جسدها على الأرض التي تناثرت عليها قطرات دمائها,بينما أفلت هو المسدس من يده ليستقر بجانبها ..
التفت الصغيرة ناحيتهما و أمارات الذعر قد اعتلت ملامح وجهها البريء بعد أن أفزعها صوت الرصاصة اللعينة , لاحظت جثمان والدتها فما عادت تقوى على الحراك إثر وقع الصدمة الأليم على ذاتها المسالمة , همست بوهن أعلن عن انكسار روحها :
- أمي ..
ثم أسدلت ستار عينيها لتسقط على الأرض مغشيا عليها .
اقترب منها ليحملها بين ذراعيه متمتاً ببراءة :
- ربما حان وقت تسطير الحروف على ورقة جديدة ..
~
دوى صوت انفجار قوي في الأرجاء فالتفتت إلى حيث مصدره لتتراءى لها النيران المستعرة تلتهم بناية ما,بدأ الناس يهرولون مبتعدين خائفين و البعض الآخر انقادوا خلف فضولهم ليتجهوا حيث المكان .
نوع من القلق انسل إلى قلبها لكنها تجاهلت الموضوع ومضت في طريقها بصمت قبل أن يتجاوزها شرطيان , يحادث أحدهما الآخر بقوله :
- انفجار في السجن الأثري الـ 99 .. هيا بنا الوضع خطير جدا .
توسعت عينيها و شلتْ حركتها وهي تتذكر كلماته الأخيرة قبل أن يودعها متجهاً إلى عمله ..

- اهتمي بنفسكِ جيداً .. أنا سأذهب إلى العمل الآن و سأعود في المساء .
نطق بكلماته تلك وهو يتجه ناحية باب المنزل قاصداً الخروج لكنها استوقفته بسؤالها الذي تخلله نوع من الارتباك :
- هل .. عملكَ خطر ؟
تبسم بمرح رغبة منه في بث الاطمئنان في قلبها , و أجابها بقوله :
- لا يا عزيزتي .. إن عملي بسيط جدا , على كل حال ماذا ترغبين أن أحضر لكِ الليلة ؟ حلوى الشوكولا أم الكراميل ؟
تجاهلت سؤاله و اقتربت منه لتعطيه بطاقة دُوِنَ عليها عنوان ما قائلة :
- لقد نسيت هذه .
أخذها من يدها بهدوء وهتف بمرح :
- ااه .. شكرا لكِ , لولاها لكان خروجي بلا فائدة فأنا كثير النسيان كما تعلمين .
ضحك بارتباك بينما راقبته هي بصمت و شرود ..

قاومت دموعاً تجمعت في مقلتيها و مضت في طريقها متمتمة بنبرة منكسرة :
- لا .. هو سيعود فقد وعدني بذلك .. وعدني بذك ..

~

Anna Augello
28-07-2015, 08:54
السلام عليكم
كيف الحال جميعاً.
لقد عدت بعد غياب طوييييل جدااا :em_1f634:
لا اعتقد ان هناك من يتذكرني على كل حال :ضحكة:


جئت برواية جديدة بعد أن هجرت سابقاتها
في الواقع انا لم اهجرهم حقاً لكني توقفت عن نشرهم هنا !
هذه القصة عزيزة جداً علي لذا قد اتوقف ان لم أجد تفاعلاً معها ^^

ملاحظة:هناك بعض الاماكن غير حقيقية بالقصة وانما تتعلق بالقصة وحدها و لا وجود لها في الواقع.

أستمتعوا ^^

آراكي ميوكو
28-07-2015, 09:06
جميلة هاته القصة يا آنا
تشبه قصص الجواسيس والعملاء وانا متاكدة بان ذلك الفتى قاتل مأجور او عميل في منظمة
سرية او ماشابه .....ههههه يذكرني بشخصية ترين هارتنت واعتقد بان الفتى عانى في صغره ربما
وقتلت كل عائلته لهذا هو يقتل بدم بارد
ههه هل انا محقة
ههه جانا

lusha
28-07-2015, 10:02
حجز

Anna Augello
29-07-2015, 08:12
جميلة هاته القصة يا آنا
تشبه قصص الجواسيس والعملاء وانا متاكدة بان ذلك الفتى قاتل مأجور او عميل في منظمة
سرية او ماشابه .....ههههه يذكرني بشخصية ترين هارتنت واعتقد بان الفتى عانى في صغره ربما
وقتلت كل عائلته لهذا هو يقتل بدم بارد
ههه هل انا محقة
ههه جانا

اهلا ميوكو ^^

اووووووه سعيدة انها نالت اعجابكِ ~
هيهيييي توقعات جميلة لكن لا يمكنني البوح بأي شيء الان :ضحكة:
شكراااااااا جزيلااااً على مروركِ اسعدتني حقاً ^\\\\^

Anna Augello
29-07-2015, 08:12
حجز


بانتظارك ^^

سكون ~
29-07-2015, 23:12
آنا :لقافة:
تسجيل متابعة

Anna Augello
30-07-2015, 18:20
آنا :لقافة:
تسجيل متابعة

اهلاً بكِ سكون ^u^

Anna Augello
31-07-2015, 19:45
رقصة على انغام سيمفونية المطر/الجزء الأول


Rome-Italy
21-12-2016
1:35AM



صوت خطواته الرتيبة يقطع غشاء الصمت المخيم على المكان,أخفى هويته خلف ظلام الليل ولثام السواد فما عاد يعرف أ رجلٌ هو أم امرأة ولم يبان منه سوى عيونه المتلألئة ببريق الخطر ترقب ضحيته المرتعش الأطراف بخبث فتثير الرهبة في ذاته المنفعلة.
رفع يده اليمنى مصوباً مسدسه الفضي ناحية رأس المسكين الذي التهم الخوف كل ذرات قوته فلم تتمكن قدماه من حمله ليسقط على الأرض مستنجداً بالجدار عله يمنحه ولو القليل من القوة لمقاومة هذا الشيطان القاتل.
- أمن طلب أخير؟
تناهى ذلك الصوت الآلي إلى مسامعه صادراً من تلك الساعة الغريبة الملتفة حول يد السيد سفاح اليسرى الذي ظل يحدق به منتظراً جوابه بعد أن ضغط على زر مسجلة قديمة الطراز استقرت أمامه.
بصوته المرتعش المذعور سأل:
- لمَ .. لمَ تريد قتلي؟ أنا لم أفعل شيئا,صدقني لم أفعل شيئا (وأجهش ببكاء مرير يرثي به حاله الكسيرة)
- شيء ما في قلبك.
هكذا أجابه الصوت ذاته ثم أُختتم المحادثة البائسة برصاصة ذهبية اخترقت جمجمته فخرّ صريعاً على الأرض.
أقترب السيد المظلم منه ليلوث أنامله الرفيعة ببضع قطرات من الدم ويرسم بها عند الجدار ثلاث خطوط متقاطعة شكلت حرف A.
~

Rome-Italy
21-12-2016
2:02AM


ناعمة هي تلك الموسيقى التي تترنم في اذنها وتتلاعب بمشاعرها,وهي مسندة رأسها على وسادتها القطنية,مطبقة جفنيها رغبة منها في أن تسلم روحها إلى عالم الأحلام لولا رنين هاتفها الذي تلقى اقسى انواع الشتائم في هذه اللحظات التي سبقت إمساكها له.
أغلقت جهاز التسجيل خاصتها و ردت على المتصل قائلة ببرود وحدة:
- ماذا هناك؟
جاءها صوته المرتبك يقول:
- اسف سام .. يجب ان تحضري حالاً,إنها الجريمة العاشرة وهو سنيور A دون شك.
قفزت من على سريرها حين أسترعى الموضوع اهتمامها وهتفت:
- سأكون في المركز حالاً.
أغلقت الهاتف بعد ذلك وغيرت ملابسها لتنطلق خارجة من المنزل.
~
ضغط على زر التشغيل فأنبعث ذاك الصوت المرتجف الخائف من جهاز التسجيل القديم,
"لمَ .. لمَ تريد قتلي؟أنا .."
أطفأه سريعاً و وشعور غريب,مؤلم و حزين أنقض على قلبه مشتتاً مشاعر الانتصار والبهجة التي كانت تسيطر على مزاجه قبل قليل,همس بانكسار و قد اطبق جفنيه بقوة محاولا ابعاد ذاك الصوت الذي بات يتردد في عقله مذيقا إياه مرارة الندم:
- لم يكن يستحق .. لا .. لم يكن يستحق ما فعلته.
تقدم ناحية الطاولة التي توسطت الغرفة الغارقة في الظلام ليأخذ ورقة من مجموعة الاوراق الموضوعة عليها و يجلس على أحد الكراسي المحيطة بها بدأ يسطر بضع كلمات على الورقة ثم طواها ليضعها في ظرف أبيض مخصص للرسائل و يتركها جانباً,مال برأسه وعلى وجهه قد ارتسمت إمارات المكر ليهمس:
- لكن .. إن نفذتُ الخطوة الأولى فلا بد من تنفيذ الثانية.
~
ضغطت على عدة ازرار استقرت عند الباب الحديدي الموصد ففُتح لها لتدخل بخطوات سريعة,تعبر الممرات الكثيرة بسرعة حتى وصلت إلى وجهتها.
قاعة واسعة تتوسطها طاولة فضية طويلة وتنتشر فيها شاشات كبيرة وكثيرة,تقدمت حيث اجتمع ثلاثة شبان وفتاة محدقين بمجموعة من الاوراق تناثرت أمامهم لتقول بهدوء:
- ماذا حدث يا سادة؟لم أفسدتم علي نومي ؟
ردت عليها الفتاة بملل وهي تسلمها مجموعة من الملفات:
- في الواقع .. جريمة اخرى كما اخبركِ دانييل و لا دليل يذكر سوى علامة A المشهورة.
أخذت الاوراق وجلست على أحد الكراسي المستقرة حول الطاولة لتتصفحها بسرعة قائلة:
- الأمر كما لو أن كل تحرياتنا تأخذ منحى مختلفاً عن تحركات سنيورA.
رد عليها أحد الشبان وهو يجلس مقابلاً لها,يرمقها ببرود شديد:
- إننا ننفذ اوامر السيد باليفو وحسب.
رفعت سام بصرها ناحيته قائلة:
- لكن لا يمكنكَ الانكار بأن السيد باليفو ليس بالذكاء الذي يبدو عليه ربما يكون مسيطراً على الوضع وحسب لكنه ليس بذكي.
أطبق المعني جفنيه وهمس بعدم اهتمام:
- اياً يكن .. علينا تنفيذ أوامره و حسب.
كادت أن ترد عليه وقد ارتسمت على ثغرها ابتسامة ماكرة لو لا أن دخل إلى الغرفة رجل يناهز الاربعين من عمره بدت سمات الصرامة واضحة على محياه واتقدت عينيه الداكنتين ببريق واثق و هو يجول ببصره بين الحاضرين حتى أستقر على سامانثا التي كانت تراقبه ببرود شديد,قال محدثاً إياها و قد أتسمت نبرته بالجدية التامة:
- سامانثا .. ستأخذين مكان غليبرتو
اعتدلت في جلستها والتفت بالكرسي المتحرك ناحيته لتقول معترضة: لا يمكن ذلك .. تعلم أني ...
رد عليها بحدة و قد هم بمغادرة الغرفة: لا أعتراض.
وخرج من الغرفة سريعاً تبعته هي بعد ان تمالكت أعصابها بصعوبة فهي تعلم ان النقاش معه في مثل هذه الأمور لا طائل منه.
...
- ما الذي يخطط له هذا الأحمق؟ ما الذي حل بغليبرتو هذا .. يا الهي .. هذا لا يطاق .. كأنه لا يفهم أني متحرية خاصة ولست تابعة له .. ااه لا يهم يجب أن أجد حلاً على ايه حال ..
تساؤلات خطرت على عقلها وهي تمشي في الشارع الخالي بلا هدف,مطرقة رأسها تستمتع بالنسمات الشتوية الباردة ..
تنهدت بحنق حين لم تصل إلى نتيجة وهمست:كل هذا بسببكَ .. سنيور A.
تناهى إلى مسامعها رنة هاتفها القصيرة فأخرجته من جيبها لتقرأ الرسالة التي وصلتها ..


اليوم حفل زفافي .. أجل اليوم فقد تعدت الساعة الثانية عشر
وأعلم انكَ ستقرئين رسالتي فوراً فمحققة مثلكِ لا تستسلم للنوم بسهولة
إياكِ وإخباري بأنكِ مجبرة على ملاحقة مجرم خطير وما إلى ذلك
ستأتين يعني ستأتين ولو كان مجيئكِ سيتسبب بمقتل جميع الايطاليين.


تنهدت سامانثا بيأس وحدثت نفسها قائلة:يا الهي لا ينقصني إلا انتِ يا ماري .. انا حقاً أُلاحق مجرماً خطيراً.
اغلقت الهاتف وأعادته حيث كان لتغير طريقها عائدة إلى سيارتها المركونة على جانب الطريق بصمت.
~

كان يقف عند ذاك الزقاق المظلم يراقبها بتركيز وعلى وجهه قد ارتسمت ابتسامة ماكرة تناسقت مع البريق الخبيث الذي يبرق في عينيه,دَوَنَ بضع ملاحظات في مفكرة صغيرة ثم أختفى بين الازقة بسرعة.
~


Rome-Italy
22-12-2016
9:55AM


ارتشفت القليل من كوب الشوكولا الساخنة أمامها ثم رفعت بصرها ناحية رفيقها المبتسم ببلاهة وقالت:ألا ترى ان هذا المكان بدأ يصبح مهجوراً بعض الشيء؟
جال بنظره في أرجاء المطعم القديم الطراز والخالي تقريباً من الناس وعلق على كلامها قائلاً بعفوية وبراءة:أجل لكنه ..
قاطعته بسرعة وكأنها لا تود سماع ما كان ينوي طرحه على مسامعها قائلة:كيف حال العم أنطونيو؟
تنهد بحزن وأخفض بصره إلى الأرض ليجيبها:لا يمكنني القول أنه بخير لكنه أحسن حالاً نوعاً ما.
ابتسمت أبتسامة بريئة شفافة تلاعب بجمالها حزن طفيف ليحل صمت قصير عليهما قطعته سامانثا حين أنهت شرابها ونهضت بقصد المغادرة قائلة بمرح:هيا سنتأخر .. يجب أن ابدأ البحث عن سنيور A .
ضحك بخفة ليتبعها بهدوء بعد ذلك.
~

Anna Augello
31-07-2015, 19:53
بخفة تسللت من النافذة بعد ان فتحتها بأداة فضية صغيرة لتدخل إلى ذاك المكتب الفخم المرتب بعناية,اتجهت سريعاً حيث الباب لتضع عليه جهازاً أسود صغير وتقول:سأحدث ضجة كما أشاء .. يجب أن أشكر ماركو العبقري على عازل الصوت المثالي هذا.
ابتسمت بمرح لتبدأ بتفحص المكان بهدوء,تبحث بين الأوراق الكثيرة المرتبة في ملفات على المكتب الخشبي,تفتش الأدراج وتحت الأثاث حتى لفت انتباهها خزانة موصدة بقفل ذهبي,ارتدت قفازاً اسود اللون ولمست القفل بيدها لتقول باستغراب:يبدو جديداً.
تناهى على مسامعها صوت خطوات تقترب من المكان فهتفت بمرح:حان وقت الهرب.
نزعت الجهاز من على الباب وبحركات سريعة وصلت إلى ألنافذة فأغلقتها وهوت بجسدها إلى الأسفل مستعينة بحبل رفيع وهي تناجي ربها أن القادم لم يسمع صوت إغلاق النافذة.
~
فتحت الباب لتتأمل أرجاء الغرفة بتساؤل حتى وقع بصرها على النافذة المغلقة فتمتمت بقولها:كأني سمعت صوتاً هنا.
حركت يدها بعدم اهتمام ودخلت إلى الغرفة بقصد اخذ شيء ما كانت قد قدمت لأجله وغمغمت قائلة:ربما كنتُ أتخيل وحسب.
- ليس تماماً آنستي.
توسعت عينيها صدمة وهمست:أنتَ؟!
ضحك المعني بمرح طفولي وقال:أجل أنا .. لقد عدت كما وعدتكِ.
كادت أن تقول شيئاً لكن قوتها لم تسعفها خاصة وهي تشعر بفوهة مسدسه تلتصق بجمجمتها وأنفاسه الدافئة تلفح رقبتها معلناً بذلك أن نهايتها وشيكة لا محالة,همس في أذنها بقوله:وداعاً ايزابيلا.
ضغط على الزناد لتتراخى بين ذراعيه غارقة في دمائها بينما تعالت ضحكاته المجنونة في ارجاء المكان.
~
- أين كنتِ سامانثا؟ولمَ لا تردين على أتصالاتي؟
سألها الرجل ببرود وهو يقلب مجموعة من الأوراق على الطاولة الزجاجية امامه في غرفة مكتبه الفخمة التصميم,قليلة الأثاث,جميلة الألوان تتوسطها أرائك أرجوانية وتتناثر على الجدران مجموعة من اللوحات العالمية بينما تواجدت طاولة مكتبه الخشبية عند أحدى الزوايا استقرت عليها أكوام من الملفات ..
جلست على أحد الأرائك مقابلة له وأجابته بحده وبعدم اهتمام:لا شأن لكَ بهذا,لست معنياً بتصرفاتي ..
رفع بصره ناحيتها وعدل من وضع نظارته الطبية على عينيه الضيقتين ليقول ببرود:انا مدير عملكِ كما تعلمين و ..
قاطعته بحده:لقد طلبت من دان أن يخبركَ بأني سأغيب لفترة عن المركز .. ألم يطلعكَ على الأمر؟
تنهد بملل ورد عليها بصرامة:هذا ليس غريباً على اخرق مثله ألا تظنين؟
رمقته ببرود ثم نهضت متجهة إلى خارج الغرفة وهي تقول:عاتبه هو في هذه الحالة .. إلى اللقاء.
وأسرعت بالخروج خشية ان يعطيها محاضرة تأديبية على اسلوبها الفظ لولا أن استوقفها دانييل وهو يقول بارتباك:لحظة سام .. أنها جريمة أخرى,لقد قتلت الانسة ايزابيلا.
توسعت عينيها صدمة وهتفت:كيف هذا؟ .. لقد كنت .. من أخبركَ بهذا؟
ازداد ارتباكهً وهمس بخفوت:شاب حضر إلى هنا .. وطلب مني أن أسلمكِ هذه
وقدم إليها ورقة قديمة محروقة الأطراف سطرت عليها بضع كلمات بحبر أسود,دستها في جيبها بسرعة وسألته:أين هو الأن؟
تراجع إلى الخلف بارتباك و رد عليها قائلاً:لقد ذهب .. لقد خرج منذ قليل لا أظن انه ابتعد كثيراً.
حدجته بنظرة غاضبة وتجاوزته بسرعة متجهة إلى خارج المركز السري ثم من خارج مبنى الشرطة بأكمله ..
وقفت وسط الشارع تتلفت حولها علها تلمح شخصاً غريباً في الأرجاء ولشدة اندفاعها نسيت أن تسأل دان عن كيف يبدو ذاك الشخص فزفرت بحده وركلت عمود الكهرباء أمامها علها تنفس ولو عن القليل من الغضب الذي اكتسح قلبها قائلة:اللعنة عليكَ .. ايها الأحمق عديم الفائدة,لا شك في أن له صلة بقضيتنا,وأنتَ تتركه يذهب بكل بساطة مع انه أول متهم بجريمة القتل الثانية ..
تذكرت الورقة فانتشلتها من جيب معطفها الجلدي بسرعة لتقرأ محتواها بهمس:

22_12_2016
Moon light hall
Symphony of rain
Would you please dance with me?

توسعت عينيها صدمة وفتحت هاتفها بسرعة لتقرأ رسالة قديمة من ماري احتوت عنوان قاعة حفل الزفاف ولشدة ما أدهشها انه ذات العنوان فعادت إلى داخل المركز مشدوهة مضطربة.
~
تلاعبت اناملها بمفاتيح حاسوبها الأسود بسرعة,مركزة بصرها على البيانات الكثيرة المرتبة على الشاشة,تتمتم بما تقرأه بهمس وتدون بعض الملحوظات على ورقة استقرت على مكتبها الاسود,بسيط التصميم ..
قطع عليها انشغالها التام صوت الطرق على الباب فأخفت الورقة سريعاً في أحد الأدراج وأطفأت الحاسوب لتأذن للطارق بالدخول فأطلت عليها شابة طويلة,ممشوقة القوام بشعر بني تتناثر خصلاته الناعمة على كتفيها وقد أتشحت برداء الشرطة الرسمي ..
قالت بهدوء:لقد اتممنا كل الإجراءات المطلوبة وهذه النتيجة(رمت أمامها قرصاً مدمجاً مردفة بتساؤل واستغراب) لكنكِ لم تعايني موقع الجريمة .. ألم يكن من الضروري أن تفعلِ ذلك بنفسكِ؟
ابتسمت سام بغموض واستدارت بكرسيها ناحية النافذة الكبيرة التي توسطت الجدار الرمادي قائلة:لا يا كساندرا .. تعلمين جيداً أني أثق بشركائي)أضافت بسخرية(ثقة عمياء.
بذات الهدوء الذي سيطر على نبرة صوتها علقت:ااه .. جيد,أستأذنك الآن لدي بعض الأعمال.
أومأت لها بهدوء فغادرت كساندرا بينما ابتسمت سام بمكر قائلة:لن تنطلي علي حيلكَ سنيورA .
~

Anna Augello
31-07-2015, 19:56
Paris --> Rome
انسحبت الشمس من عرش السماء ببطء,ناثرة خيوطها البرتقالية الأخيرة على طول الأفق المكسو بالثلج كأنها تتباهى أمام الظلام بقدرتها على إنارة الدروب حتى وقت رحيلها ..
وقف محدقاً بذاك المشهد الخلاب بشرود وغشاء من الحزن الغامض كسى حدقتيه المزهوتين بلون ذهبي أخاذ يمتزج مع رمادي كئيب,بينما تلاعبت النسمات الشتوية بخصلات شعره الشقراء لتتناثر على وجهه بكل عفوية ..
ناداه صديقه الذي وقف على بعد أمتار قليلة منه قائلاً:إلى متى ستبقى هنا؟سنتأخر .. مارسيل ينتظرنا.
رد عليه بحده بالرغم من الهدوء الناعس المسيطر على نبرة صوته فقال:دعني وشأني لانس.
تنهد لانس بخيبة أمل وصاح محتجاً:ألم تمل من منظر الغروب السخيف هذا؟تعلم أني أكره الانتظار.
زجره بانزعاج وقد انسل الغضب إلى نبرة صوته الناعسة:أخرس وأغرب عن وجهي.
تنهد المعني بعمق و رد عليه بتململ وقد استدار عائداً إلى السيارة المركونة على جانب الشارع:حسناً لكن لا تتأخر.

ذكريات رمادية تتلاطم في عقله تجبره على الانصياع لها وتجرع جرعات العذاب التي تسببها له,لطالما حاول الهرب منها لكنها تعاود محاولاتها لتشتيت افكاره والتلاعب بمشاعره كلما وقعت عيناه على منظر السماء المتداخل لونها مع الاشعة البرتقالية الجميلة .. رغم هذا فهو يأبى إلا أن يتأمله بإمعان .. كل يوم وكأنه يستلذ بهذا العذاب.
قطع شروده صوت هاتفه برنة قصيرة معلناً عن وصول رسالة نصية,قطب حاجبيه بانزعاج و رفعه امام مرأى بصره لتلتهم عينيه محتواها بعدم اكتراث ..
"سيد آييلو ..
سمعت من الضابط بيترو تينو أنكَ قادم إلى روما فوددت أن أطلب منكَ طلباً أرجو أن لا يزعجكَ.
أرجوكَ أن تستلم قضية A فقد ذقت ذرعاً بهذا المجرم .. أنه يقتل بعشوائية مرعبة ويثير الكثير من الفوضى في مدينتنا العزيزة,
و أتمنى أن لا ترفض طلبي"
تنهد بتعب وتلاعبت أنامله بخصلات شعره المبعثرة بفوضوية على جبهته ليغلق الهاتف متمتماً بانزعاج:لا ينقصني إلا أنت.
ثم عاد ادراجه إلى أصدقائه.
~
Rome-Italy
22-12-2016
6:01PM
- هل ستحضرين حفل زفاف ماري؟
سألها دان وهو يسرع الخطى ليجاري سرعتها حين خرجا من مركز الشرطة فأجابته بهدوء قائلة:لا خيار لدي .. ستأتي اليس كذلك؟ وألقت إليه نظرة بطرف عينيها.
فأومأ لها بحماس قائلاً:بالتأكيد .. سنستمتع دون شك.
ابتسمت بلطف وهمست:جيد .. أراكَ هناك اذاً.
ودعها ومضى في طريقه كما فعلت هي.
~
فتحت باب المنزل الخشبي وولجت إلى الداخل بخطى مترنحة مرهقة,رمت بحقيبتها على أقرب أريكة لمحتها في غرفة الجلوس الانيقة التصميم تتوزع فيها الارائك البنية الباهتة وتتوسطها طاولة خشبية تحوي نقوشاً فريدة من نوعها بينما استقرت شاشة التلفاز الكبيرة على الجدار وعلى يمنيها تواجدت مكتبة صغيرة تحوياً عدداً من الكتب و صورة قديمة أحتضنها أطار ذهبي جميل ..
ارتقت درجات السلم الذي توسط القاعة فشطرها نصفين,أحدهما هو غرفة الجلوس والآخر أشتمل على مائدة صغيرة توزعت حولها اربعة كراسي خشبية بسيطة التصميم.
تنهدت بملل و نادت بصوت عالٍ نسبياً:ليو .. أنتَ هنا؟
تناهى إلى مسامعها صوته المتململ قائلاً:وأخيراً عدتِ .. تأخرتِ على غير العادة.
اقتربت منه حيث كان يقف مستنداً إلى الجدار قرب غرفته وعلى وجهه ابتسامة ساخرة مشاكسة لتبعثر خصلات شعره البنية بمرح قائلة:أجل لقد تسلمت قضية A بشكل كامل الآن.
هتف بحماس:هذا رائع ..
رمقته وقالت:ما الرائع في الموضوع .. أشكَ اني سابقى حية حتى أمسك به.
ضحك بمرح وعلق بثقة:لا انتَ واثقة أنكَ ستبقين حية.
رمشت بعينيها باستغراب ثم تجاوزته متجهة إلى غرفتها وهي تتمتم:ربما ..
ثم التفت ناحيته مردفة:سأذهب الان إلى حفل زفاف ماري .. أتأتي معي؟
تراجع إلى الخلف بضع خطوات وقال برعب:مستحيل.
ضحكت بسخرية و تابعت طريقها.
...

Anna Augello
31-07-2015, 20:02
السلام عليكم

كيف الحال؟أرجو أن تكون جميعاً بخير.


لقد عدت مع فصل جديد بالرغم من أني كنت محبطة بعض الشيء بسبب التفاعل الضعيف
لكن لا بأس سأتابع لعل هذا يتغير



لقد قسمت الفصل على جزئين لانه طويل جداً :e108:
أرجو أن تستمعتوا به ^v^


لدي بعض الأسئلة:
ما رأيكم بسامانثا؟
ما رأيكم بالقصة لحد الأن ؟
قد تبدو معقدة بعض الشيء لكن كل شيء سيتضح ^u^

شكراً لكن من مر من هنا ^v^

Šiļěnť Řoŝe
01-08-2015, 01:00
مرحبا بعودتك من جديد عزيزتي
سعدت بذلك حقا
وها قد عدت مع ابداع جديد
حسنا انا قرأت بعضا من القصه وصراحة احتاج لاعادتها اكثر من مره قهي معقده بعض الشئ
ولكنها رائعه
لذلك انتظريني قليلا

آراكي ميوكو
01-08-2015, 09:13
لماذا الاحباط آنا قصتك جميلة جدا،لن اقول لك ان عليك المتابعة فالردود غير مهمة مطلقا،
لان هذا غير صحيح على الاطلاق فهي مهمة الا انك بحاجة الى توجيه دعوات الى الجميع
وسترين بان عدد الردود سيزيد مع الوقت.
بالنسبة الى القصة معقدة حقا الوتحتاج الى الركيز قليلا اثناء قراءتها،تعجبني شخصية
المحققه سامنثا ولكن ايزابيلا اعجبتني اكثر ،ماكان عليك قتلها مطلقا.
الاحداث تزداد غموضا في كل مرة لدرجة اني لا استطيع التخمين بشأنها مطلقا،ربما قد يأتي
ذلك القاتل المتسلسل الى حفل الزفاف بصفته احد الشخصيات المهمة وتلتقي به المحققة
سامنثا لتتحدث معه دون ان تدرك حقيقته مطلقا هذا تخمين فحسب.
اعتذر على الثرثرة آنا ولكن اياك ان تتوقفي بسبب الردود يمكنك توجيه دعوات الى الجميع
وسيقرؤونها بلا ريب
وسأسعد لو مررت على قصتي ،الرابط في اسفل التوقيع وساعيد كتابته فربما لا يظهر لك هناك

http://www.mexat.com/vb/showthread.php?t=1124325

Anna Augello
07-08-2015, 07:49
مرحبا بعودتك من جديد عزيزتي
سعدت بذلك حقا
وها قد عدت مع ابداع جديد
حسنا انا قرأت بعضا من القصه وصراحة احتاج لاعادتها اكثر من مره قهي معقده بعض الشئ
ولكنها رائعه
لذلك انتظريني قليلا

اهلاً روز ^u^
شكراااً على مروركِ
اجل انها معقدة TvT شكراً لك
بانتظارك ^^ ❤️

Anna Augello
07-08-2015, 07:54
لماذا الاحباط آنا قصتك جميلة جدا،لن اقول لك ان عليك المتابعة فالردود غير مهمة مطلقا،
لان هذا غير صحيح على الاطلاق فهي مهمة الا انك بحاجة الى توجيه دعوات الى الجميع
وسترين بان عدد الردود سيزيد مع الوقت.
بالنسبة الى القصة معقدة حقا الوتحتاج الى الركيز قليلا اثناء قراءتها،تعجبني شخصية
المحققه سامنثا ولكن ايزابيلا اعجبتني اكثر ،ماكان عليك قتلها مطلقا.
الاحداث تزداد غموضا في كل مرة لدرجة اني لا استطيع التخمين بشأنها مطلقا،ربما قد يأتي
ذلك القاتل المتسلسل الى حفل الزفاف بصفته احد الشخصيات المهمة وتلتقي به المحققة
سامنثا لتتحدث معه دون ان تدرك حقيقته مطلقا هذا تخمين فحسب.
اعتذر على الثرثرة آنا ولكن اياك ان تتوقفي بسبب الردود يمكنك توجيه دعوات الى الجميع
وسيقرؤونها بلا ريب
وسأسعد لو مررت على قصتي ،الرابط في اسفل التوقيع وساعيد كتابته فربما لا يظهر لك هناك

http://www.mexat.com/vb/showthread.php?t=1124325
شكرااااااا جزيلاً على ردكِ المشجع ميوكو >\\\\\\\\\<
اجل انها معقدة TvT لكني احبها هكذا >.>
هيهيي ايزابيلا كانت مجرد شخصية ثانوية او بالاحرى ضحية لأفعالي الشيطانية :ضحكة: لذا لابد من قتلها >.>
اعجبتني توقاعتكِ هيهيي ❤️
في الواقع انا اقرأ قصتكِ قبل ان تخبريني بهذا :ضحكة:
سأعود برد فور ان اكمل القراءة ^u^