PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : رسائل الفيافي من وحشة القوافي



ابا اسحاق
29-05-2015, 16:56
هنا أدون أشلاء أفكار ، وتراهات فؤاد
وأحلام مستعصية ، وآمال موؤودة

عن حبيبة رحلت ، وعن حبيبة فرحت
عن ذكريات مرت ، وأشباه حكايات فى القلوب حُفرت

هنا أجلس وشيطاني ، يوحي بعضنا لبعض القوافي والألحان

ابا اسحاق
29-05-2015, 16:59
كتبت هذه بمناسبة عقيقة ابن أخي الصغير " عمر "


الأمير الصغير


أنجم ٌ أنت أم قمر ُ ؟ ... أبر ٌ أنت أم بحر ُ ؟!

أأنت القاعُ أم عَلم ُ ؟ ... أأنت الليث ُ أم نَمِرُ ؟!

أميرٌ أنت أم ملك ٌ ؟ ... وحسن ٌ منك يستتر ُ

فأنت الحسنُ والفخر ُ ... وأنت الروحُ يا عمر ُ

وفي البحرين تبتسم ُ ... وفي تدماعها مصر ُ

فعُدْ بالخير والبشرى ... فأنت الشمسُ والبدر ُ

وما ينبيك عن وجد ٍ ... كما يمضي بك َ العُمْر ُ

فتنبتُ من مُخيّلتي ... طياف ٌ ما لها حصر ُ

ويبكي القلبُ منتحبا ً ... على تفراقِ من مروا

أتدري حين يبصرك َ ... يفِرُ الحزن ُ والقهرُ

فترياقٌ له عمر ُ ... وترياق ٌ له الدهر ُ

وحين تشُبَ مكتملا ً ... يهابُ الأ ُسدُ والنَسر ُ
فنِعمَ البيتُ من بيتٍ ... ترعرع فيه مُفتَخر ُ

فكن للحق جنديا ً ... فإنَ الحق َ منتصر ُ

وسر بالخير معتدلا ً ... فما للظلم مُعتذر ُ

أبا حفص ٍ تشبهه ُ ... على تشداده ِ نهر ُ

من التعفاف ينبسط ُ ... وللخيرات ِ لا حسر ُ

فكن بالدين يا عمر ُ ... أبا حفص ٍ فتنتصر ُ

وكن بالله معتزما ً ... يجيء الفتح ُ والنصر ُ

فأنت الفرع ُ من أصل ٍ ... من الإحسانِ مُخضر ُ

فإنّ أباك ذو قدر ٍ ... وأمُك ما لها مَهر ُ

وإنّ رضاك مطمحنا ... وإنّ بزوغك الفجرُ

وإنّا قد تعلقنا ... بقلب ٍ كلهُ طُـُهر ُ

فسر للخير يا عمر ُ ... وسر بالخير يا قدر ُ

وصر كالفهد مفتهدا ً ... وكالرئبالِ لو زئروا

وكالعِفراسِ مُفتخرا ً ... على الأعداءِ إن حضروا

وكالأسيافِ إن رنّت ... وفي الأجواء تفتخر ُ

فأنت العُسرُ واليُسرُ ... وأنتَ الحُرُّ والبَرُّ

وأنت العودُ والزهرُ ... وأنت البان ُ والشجر ُ

وأنت الصبح ُ والفجر ُ ... وأنت العصر ُ والسَحر ُ

وأنت السِر ُ والجَهر ُ ... وأنت الخير ُ لا الشرُ

فهل أنبيت من مهد ٍ ... بأنّ أباك ينتظر ُ

طلوعَك من مشارقها ... فيحفى البدو والحَضر ُ

تُعيد المجدَ أدراجا ً ... إلى أرضٍ بها فقر ُ

ويدري القاصي والداني ... بأنّ أميرَنا صقر ُ

وتُحيي عهد من رحلوا ... ويعلو النورُ والذِكرُ

فإنّا قد تأمّلنا ... لنا خيرا ً به ظـَفر ُ

كخالد حين هرجلة ٍ ... وفي الدهماءِ من عمرو

وكالصديّق مرحمة ً ... وكالفاروقِ إنْ غدروا

وكالمعطاءِ عثمان ٌ ... وحيدرةٍ إذا كرّوا

وكالأخيارِ من بدر ٍ ... بغير الحقِ ما سُرّوا

أدرّوا حينما ضُرّوا ... ولا زاغوا ولا غُرّوا

وكانوا يوم ما كانوا ... ووجه الأرض مُصفرُّ

أقاموا بعدما قاموا ... بناءاً سورهُ البِرُّ

وزانوا كُلّما زادوا ... بوجهِ مُحمدٍ قَرّوا

وكالمختارِ منتعلا ً ... دناءَ الجهلِ يغتفر ُ

فعافر فى بياديها ... وما البيداءُ تنكسِر ُ

ولكنْ من معاليها ... تلينُ فقفرُها قَصْر ُ

وآتِ الفضلَ أضعافا ً ... لنِعمَ الزادُ والزخرُ

وعلّقْ بالعُلا قلبا ً ... عِداهُ الخوفُ والفرُّ

تصيرُ أميرُ خيمتنا ... بهيجاءٍ لها شَرَرُ

على الأبطال ِ تعتسر ُ ... وعندك للنُهى أمر ُ

سلامُ اللهِ يا عمر ُ ... وحب ٌ دونهُ القبر ُ

ابا اسحاق
29-05-2015, 17:04
أفكار مُبعثرة


قلْ لي بربكَ من يغتالُ أجنانا
ومن يقاتل دون الحقِ بُهتانا

أشواكُ زيفٍ تحاصر كل مغتربٍ
وللحياة بهارجُ من خطايانا

نحن المصائبُ والأخطاب والغُممُ
والأرض تبرأ إرجاساً وإذعانا

إنّي أحبكِ لا تنسين موعِدنا
لو أخلف الدهرُ أوفيت أزمانا

أهديكِ روحي لو تكفي مقامكمُ
وأدفع العمرَ نشوانا ً وفرحانا

وأقضي فداكِ كلَ ذي خطر ٍ
ما لي وحبكِ والأحلامُ رُجعانا

فمكِ المعطرُ بالأجواء يغرقني
أنعم بما يمضي طيبا وإحسانا

عينُ تقول وكلُ القلب منتصت ٌ
حينا ترق وتستعصي بأحيانا

والقد ممشوقٌ كالرمحِ مختالٌ
والوجه أقمارٌ تزجي عطايانا

أكرم بوجهكِ يا قنديل دوحتنا
لو أن ّ وجه البدر يغشاه ولهانا

ابا اسحاق
29-05-2015, 17:11
قال محي الدين بن عربي

لقد كنت قبل اليوم أنكر صاحبي .. إذا لم يكن ديني إلى دينه داني
لقد صارَ قلـبي قابلاً كلَ صُـورةٍ .. فـمرعىً لغـــــزلانٍ ودَيرٌ لرُهبـَــــانِ
وبيتٌ لأوثــانٍ وكعـــبةُ طـائـــفٍ .. وألـواحُ تـوراةٍ ومصـحفُ قــــــرآن ِ
أديـنُ بدينِ الحـبِ أنّى توجّهتْ .. ركـائـبهُ ، فالحبُّ ديـني وإيـمَاني



كتبت أرد على كلامه


برأتُ إلهيَّ منْ حَبَابٍ زائل ٍ ... أكيف جعلت النورَ عجبا ً كبهتان ِ

أكيف يصيرُ الحقُ والزورُ إخوة ً ... وكيف تقابلُ الهدّام بالباني

أدينُ بدين اللهِ لا دينِ الهوى ... فأمرُ الله إصلاحي ورضواني

وإنّ الحب في دون الإله شقاوةٌ ... وإنّ العزّ بالقرآنِ ذي الشان ِ

أبا الأهواءِ مهلاً فى العقيد وروحةً ... فذاك الدين للأديان ديانِ

أراك ببيد العقل تصطاد كبوة ً... فيا لله من أهوال عطشان ِ

ويا لله من أشباح ِ قفرة ٍ ... ويا لله من هذيان ِ غرثان ِ

ولاءٌ للرحيمِ في كلِ خطوة ٍ ... براءٌ من الشيطانِ إيماني

بُرّىءٌ كما الأدرانِ ويحكَ مُفتري... عُقبى الندامةِ للسّواءِ والجاني

LO! FANCY
30-05-2015, 08:12
لعلَّ قلبي يهدأُ قليلًا من تخطفاتِ هذا الإبدَاعِ لَه !
ويلتِي كلماتُك سلبَت لبِّي طويلًا ..
سأصمَت الآن وأعاوِد القراءَة :أوو:

ابا اسحاق
30-05-2015, 17:12
لعلَّ قلبي يهدأُ قليلًا من تخطفاتِ هذا الإبدَاعِ لَه !
ويلتِي كلماتُك سلبَت لبِّي طويلًا ..
سأصمَت الآن وأعاوِد القراءَة :أوو:



مجاملة ومبالغة كعادتك ِ ،
أظن أنكِ لو حاولتي كتابة الشعر ستجيدين ،
فالشعر طبيعته المبالغة والهيمان

شكراً لكِ

ابا اسحاق
30-05-2015, 17:15
خبت الحروفُ فأخبأتْ حاكيها ... ويح الحروفِ بكل ما يُخبيها

لا تخجلين فأحرفي زمنٌ مضى ... ومضي الشعور بكلِ ما يزجيها

أنا ذاك شخصك فارفعي من ذكرهِ ... قد مات ذكريَّ دون ما ألقيها

تلكم حياةُ البائيسن فأبشروا ... إن لم تكونو من هوى ماليها

دربٌ من التظلام قفرُ مفازةٍ ... روحٌ من النيران ما يُطفيها ؟

ابا اسحاق
30-05-2015, 17:21
تم التحرير *

ابا اسحاق
31-05-2015, 17:49
قفيّ نبكي على الأطلال ِ من حُلم ِ
ها قد رضينا بأنْ نُستاق كالغنم ِ

هل تخبرين الدهرَ والأحلامُ نازحة ٌ
أنّا تمزق من أضلاعنا ألميّ

يا حرة ً ساقتها أيدي أبرهة ٍ
إنّ الرجال بأرضِ العُرب في نوم ِ

حكم القضاءُ ولا تأبه لقولتهم
فالكلُ يعلم أنّ المالَ ذو الحُكم ِ

أهدوا البراءة للشيطان تكرمة ً
وأعدموا شعباً بالله يعتزم ِ

يا أيها الفرعون قتّل فإنهموا
قد أسجدوا طوعا ًللحاكمِ الصَنم ِ

دين المروؤة والأبطال فالعنهُ
إنّ البقاءَ لكلِ مخنثٍ صَمم ِ

ساق الرئيسُ الشعبَ حين ذلتهم
أرضُ الكنانة ِ كالأشلاءِ من رمِم ِ

هذي الجداولُ والأنهارُ والجننُ
خرّت على الأعراشِ دون مختصمِ

منبوذة ً لا تدري أينما حطت
أيَ المدائن ِ للإذلال تبتسم ِ

ناموا عل غُفلٍ فاستيقظوا عجبا ً
قالوا بُعثنا ؟ فصاحَ الأسُ فلتنم ِ

فتلحفوا الإذعانَ من فوق سوئتهم
وتيمموا سُجداً للباطشِ النَقِمِ

لا تعتبين فتلك شريعة ٌ وجبتْ
يا ربي سلّمَ فالأخطارُ تقتحم ِ

أين الرجالُ وأين الحقُ يختبئوا
أين العفافُ نساءَ الخدرِ والحَشم ِ

أين الربيع بقفرٍ دونها الوهنُ
أيناه مصرُ نصيرُ العدلِ والحُرمِ

حُطمتِ يا زهراءُ وانجلى الخـَبثُ
زمن ُ القبائح ِ والتشهيرِ من أمَمِ

قاضٍ مكبلُ بالأموالِ ينتقم ُ
عَبّ التكبرَ من إملاقه النَهِمِ

أين العدالة ُ من تسوادكم أين
قالوا نوينا وإنّا اليوم في صومِ

صاموا عن الأخلاق بئس صومهمُ
وأفطروا بدماءٍ من طريح عمي

وتنعلوا الإنصاف َبعدما انتبذوا
قلب العدالةِ والإحساسِ والفِهْمِ

يا رب فالعن كلَ مُحكمٍ ظلم ِ
وارمي المكائدَ بالتيسيرِ والسَلّمِ

ابا اسحاق
02-06-2015, 19:01
تعالي نغني لننسى الهموم
فقد طال أنُّ الفؤادِ الكلوم

أنا من خيالٍ وصوتي حُطام
أنا كل حرفٍ خصيمِ الوئام

لعلّ الزمانَ لعلّ الزمان
يُهدهدُ نفسيّ فيمن يُصان

غرابٌ وبومٌ وصقرٌ حزين
وفيلٌ وليث ٌ وذئبٌ أمين

ألا من يُخبّر تراهاتي مَنْ
بأن الجنانَ لكلٍ يأِنّ

أنا صوتُ ليلٍ دجيٍ أفول
وبرق هطولٌ ورعد يقول

وأبغي الحياةَ ولكن لماذا
وقد أبلوتني فجرتُ الملاذا

فؤادٌ بكل المعاني عجوز
وحلمٌ غريبٌ يصيح الكنوز

وأى اللآلى بعقلٍ خراب
وحرفٍ عليلٍ ووصفٍ يباب

وهل للسلامِ سبيلٌ يُرجى
ببيت النواحِ فيأتي وأهدا

مواعيدُ وهمٍ تأوب بَلاءا
وأبقى كحالِ الوحيدِ اجتزاءا

لعلّ الغفورَ يُعيد الحياة
لعلّ البكاءَ سبيلُ النجاة

ابا اسحاق
27-09-2015, 18:40
الشعر بابُ العاجزين عن الوجودِ
دربٌ لكلِ محطمٍ عَجِز ٍ كمودِ
رسْمُ المصائبِ في حروفٍ تَبغِها
لو أنّها ذابت بقلب ٍ مِنْ حديدِ

ابا اسحاق
27-09-2015, 18:41
قبّحَ اللهُ الهوى ... قبح اللهُ الشعورْ
قبح الله الفؤادَ ... الواهمَ المفطور

ابا اسحاق
27-09-2015, 18:42
شَرفٌ بأنّكَ خالقي ... وبأنّ أحمدَ لي نبي
وبأنّ في مِصراً غنائيَّ ... باللسانِ العَربي

ابا اسحاق
27-09-2015, 18:44
حَرَمْت ُقلبي حياةَ الوجدِ والألمِ ... وصنتُ بِضْعَ فؤادٍ مِنْ منى حُلمِ
لا تحسبنَ حروفي درّها هلعٌ ... بل درّها حَزَنٌ أنْ كانَ في كَلمِ
ماذاك دمعٌ تلوك العينُ مجمعهُ ... فالقلبُ مُعتكرٌ والنفسُ بالسَقمِ
مذ أن رأى ثغراً لا مِثلهُ خُلقتْ ... مِن يومِ أن وضعتْ حواءُ مِنْ نَسَمِ
فاختار مهلكة ً مِن عجزِهِ حكمتْ ... وما لأضلعهِ في الحُبِّ مِنْ حُكُمِ
أنعمْ بقاتلِهِ لو نلتُ مِنْ كَرَمٍ ... روحا ً بوجنتهِ أو بسمة ً بفم ِ
ينهالُ مِن يدهِ أسبابَ فرحتهم ... والقومُ تجمعهم برّاقة َ الكرمِ
والبخلُ لي فردا ً يزجيهِ حاكِمها ... كأنّهُ لَعِبٌ بالهائمِ النَهِمِ
فاشرب خلاصته ُ يا نعمَ مشربهُ ... لو أنّهُ رسيتْ في عرقهِ كَلِمي

ابا اسحاق
27-09-2015, 18:46
حَرَمْتُ قلبي مُصابَ الحُبِّ فانْكَبَدا ... لا تحسبن فؤادا ً يبتغي الرَشدا

ابا اسحاق
27-09-2015, 18:49
مناجاة

دلالٌ أمْ لها قلبٌ ... رقيق ٌ دونَ أحلامي
تعزيني بها عينٌ ... فترميني لآلامي
ولا حظ ٌ ولا حلمٌ ... ولا أرضٌ لأوهامي
كأني حينَ أبصِرُها ... تناديني لأسقام ِ
أنا وحدي بلا فِكرٍ ... بلا لوح ٍ وأقلامِ
أغوصُ ولا أرى روحي ... وقلبي في الهوى دامي
فنامي يا مُخيلتي ... وأشعاري ألا نامي
سأحيا غيرَ مُكترث ٍ ... فلا دنو ٍ ولا سامي
ولا شِعرٌ يجرجرني ... ولا حنوٌ لتكلامِ
وقلبي لا بأيديها ... وبعداً للهوى النامي
ألاعيبٌ وأهجاسٌ ... وأسمالٌ كأيامي
وليلى في مخادرها ... تغضُ وحُسنها رامي
عيونٌ لا يفارقها ... دلالٌ دونَ آرامِ
لعائنُ ربّي يا حُبي ... عليكَ وفوقَ ظُلامي
وأهجية ٌ بها ضيم ٌ ... ومرثية ٌ بإلهام ِ
حكمْتي فاستبدّيتي ... وهذا حُكمُ إعدامي
وشبّتُ في عواقبها ... حرائرُ تحمي أعلامي
وصانت في الورى نفسا ً ... تلوذُ بسمحِ إسلامِ
عجبْتُ لقلْبِ إنْسانٍ ... إلى قهرٍ بمقْدامِ

ابا اسحاق
27-09-2015, 18:52
أمل

وأذكرها لتذكرني ... فهل تنسى فأنساني
ضفائرها على نحرٍ ... تروحُ بروحِها الجاني
وحبٌ فاض واستشرى ... كعبدٍ دونَ أوثان ِ
فلا تعبدهُ يا قلبي ... فربُّ العرشِ دياني
تجاهلْ كلَّ حورية ٍ ... وصُنْ نفسي بإحسان ِ
تذكّرْ أنّها قالتْ ... حرامٌ فيكَ إيماني
أراكَ ولا أرى بعلا ً ... فزوجي دوحة ُ البانِ
ولا أرضاك يا قيسٌ ... كمثلِ البلبلِ الضاني
فغنِّ الحزْنَ أعمارا ً ... وقلْ ما شئْتَ ألحاني
فلا أبصرتُ أقواما ً ... ضعافا ً عند أشجان ِ
وسرْ يا قيسُ مهموما ً ... فقد أعربتُ تبياني
عجمتِ القولَ يا أنثى ... فما أنتي لأكفاني
أنا الضرغامُ يا ليلى ... عفافٌ دونَ خلّاني
ولو أنتي نسائمها ... فموْتي مِنهُ رضواني
وإنْ تمضي فلا طرفٌ ... خلافَ الراحلِ الآني
تلومي أنّني صَبٌّ ... لوجهٍ يزْجي أحزاني
وعينٌ في محاجرها ... بديعُ الإنسِ والجانِ
فهل نختار هلكتنا ... بحُسْنِ الريمِ والراني
وهل نحيا وأحجية ٌ ... تضعدعُ كلَّ أركانِ
حياة ُ العاشقِين هوىً ... سرابٌ ويلُ إنسانِ
فصدّيهِ وصدّيني ... فبئس الواهمُ الفاني
وهلْ للهِ يا ليلى ... أراكِ بغيرِ ولهانِ
فأحفظُ قلبَ مكلومٍ ... ليرْضخ َ بعْدَ عِصيانِ

ابا اسحاق
27-09-2015, 18:53
شرود


سرينا في بياديها ... على حُزن ٍ وأهوالِ
وهِمْنا في أراضيها ... إلى ضيمٍ فترحالِ
عجزنا أنْ نجاريها ... فمِنْ قفر ٍ لأطلالِ
وصارت يومَ نلفيها ... ببيتِ القيلِ والقالِ
تُخبّرنا أفاعيها ... مصيرا ً ما له السالي
كفاكمْ لا أبا لكمُ ... هضمتم كلّ آمالي
أنا مَنْ قامَ مُبتسما ً ... إبانَ أزيرِ رئبالِ
أداعبُ نابَ مُفْترس ٍ ... وأضْحكُ بينَ أصْلالِ
أسامرُ بيت أقوامٍ ... رحلْنَ ودرسُهمْ بالي
ألاعبُ بنتَ جنّية ٍ ... مِنْ الأطيافِ والآلِ
أثابرُ حِينَ مُعضلةٍ ... وصبرٌ في البَلا غالي
ورقّ لحالي كوكبها ... ونجمٌ في السما عالي
وليلى رغْم رقِّتها ... بقلبٍ لا يرى حالي
كأنَّ الوجدَ مَلـْهاةٌ ... وروحُ الروحِ إذلالي
كأنَّي عِنْدَ لُقْياها ... سغوبٌ دونَ مِنوال ِ
أنا يا ليلتي حرٌّ ... أعفُّ إبانَ أعمال ِ
ويومَ النحْرِ لي نطع ٌ ... عليه ِ دماءُ أبطالِ
وذا حالي وأغنيتي ... وهذا الحبُّ أحوالي
وآلامٌ وأحزان ٌ ... وذاكَ الشِعرُ مِرسالي
فهاتيها مقولتكي ... فقيدُ الرشدِ والبالِ

ابا اسحاق
27-09-2015, 18:54
وهم


رماحُ الوجْدِ صابتني ... بنصلٍ للهوى جاري
ولا مِن إنْسِها فردٌ ... يردُّ الفاتكَ الضاري
وأعجبُ ما ترى صبّاً ... رشيدا ً ساعة َ النارِ
وكمْ للحُبِّ مِنْ نارٍ ... وكمْ للنارِ مِنْ شاري
شعورٌ لستَ تمْلِكَهُ ... وأمرٌ للقضا ساري
ويومٌ مِنْهُ أفراحٌ ... فحزنٌ نازلَ الدارِ
وأهوالٌ وأتراحٌ ... ومعلوني كأسراري
فصبرا ً في الهوى قلبي ... فليس نجاكَ تفراري
فهذي بلوةٌ عُظْمى... تطيحُ بِكُلّ أخطارِ
نبذْتُ الحُبَّ مُشتاقا ً ... ومُلتاعا ً بمدرارِ
وقدْ رقّتْ جلامِدُها ... لحالِ البائسِ العاري
ولا يبكي لحالتنا ... سوى سُحبٍ وأمطارِ
وهذا النهرُ مِن دمعي ... يُخبّرُ كيفَ أخباري
وماءُ البحرِ يندبني ... ويرثيني وأشعاري
وعينُ الشمسِ دامية ٌ ... كحالي بعْدَ أفكارِ
وضيُّ البدْرِ مُنتكسٌ ... وكوكبُ نحْسِها جَاري
ويبكي الليلُ يا ليلى ... على أنسٍ وأسمارِ
أجبتُ هواكِ يا ويلي ... فكان هواكِ أقداري
شعاعُ العشقِ غدّارٌ ... ومَنْ لجميلِ غدّارِ
لماذا أرتجي وهما ً ... ودونَ الوهمِ إصراري

ابا اسحاق
27-09-2015, 18:57
غضب



تعالي عِنْدَ مقبرتي ... وقولي قولة َ الناعي
أقامَ العمرَ ولهانا ً ... ونامَ بسهمِ أوجاعِ
وداعي العشْقِ وا أسفي ... لهُ حكمٌ بأضلاعِ
ولمّا نادى طيارا ً ... فباعَ القلبُ ما باع ِ
وقال العقلُ ويحتنا ... أكيفَ تجيبمو الداعي
وذاك الداعي مِنْ قِدمٍ ... بلا عطفٍ ولا راعي
يجوب ليفتري فيها ... وبئسَ الجائبُ الساعي
ويا سبحان منْ يسري ... بلا خطو ٍ وإقلاعِ
وكمْ لعِبَتْ غواديها ... بلُبِّ الحازمِ الواعي
وكمْ أدمت مآقيها ... خطيراً عندَ ذي الباعِ
وبِنْتي كيفما بانتْ ... رشيدةُ عقْلِ مُلتاعِ

ابا اسحاق
27-09-2015, 18:58
إحباط


هي الأيامُ يا ليلى ... فمِنْ ضنكٍ لأشواكِ
رمت عيني أفاعيها ... فكيفَ أ ُراني ألقاكِ
وكيف لبنْتِ أفراح ٍ ... تكونُ بقلعةِ الشاكي
دفنتُ الحبّ أنغاما ً ... وقلتُ لنفسي إيّاكِ
فمعذرة ً ومعذرة ً ... فعينُ القلبِ تهواكِ
وسوف تكونُ في غَدِنا ... سِلاة ٌ بعْدَ فتّاكِ
براعِمُ قلبي نابتة ٌ ... وفرحٌ يعْقبُ الباكي
كأنَّ الحرفَ يؤنسني ... فهلْ بالشعرِ أنْساكِ
وهل تُنْسى محاسِنَكُمْ ... وهل يُنْسى مُحيّاكِ
صراعاتٌ بأنفُسِنا ... ولمْ تُدْفَنْ بجفْواكِ

ابا اسحاق
27-09-2015, 18:59
رضوخ



دِمَاءُ الحُبِّ تَهدينا ... فقومي غنّي مَرْثاتي
فقدْ ضاعتْ بأيدينا ... بذورُ الفرْحِ ويلاتي
وأينَ نَلوذ ُ مِن هذا ... ومَنْ للعابسِ الآتي
أغادرُ بيتكمْ حُبّاً ... وأرْجو الصفْحَ مولاتي
فكيفَ أحبُّ حورية ً ... وإنّي مَحْضُ كلماتِ
وهلْ تَمحينَ يا ليلى ... مِنْ المكْلومِ ونّاتِ
رضيتُ هواكِ يقْتُلني ... وأنتي في نزاعاتي
ووجهُ الريمِ يؤنسُني ... ولو حتّى خيالاتِ
أعانَ اللهُ أفئِدَة ً ... تموتُ بِعشْقِ آهاتِ
أنا مَنْ كانَ ملهاة ً... فويلي ويلَ ملْهاتي
أنا مَنْ قالَ أغْنية ً ... على حالٍ كأمْواتِ
سلامُ اللهِ يا ليلى ... لِأقْرَبَهُمْ تحياتي

ابا اسحاق
27-09-2015, 19:02
تعديل في قصيدة قديمة سميتها " أنا المحظوظ "
بعد ملاحظات أستاذي / نظام الدين على أخطاءها العروضية



أهدت ليَّ الأقدارُ فوزَ لقاكِ
يا كوكبا ً في الحسنِ ما أقصاكِ
تتدللين فتقتلين بضحكة ٍ
قلبَ الذي للموتِ دون هواك ِ
يا زهرة ً يختالُ سهمُ أريجها
فيصيبُ منيّ عاكفا ً لرضاك ِ
فأقول نِعمَ الموتُ عطرُ أميرةٍ
ولنِعمَ موتُ النفسِ في لقياك ِ
هل تنظرين فتشعرين فتعذرين
فتعطفين مليكتي وملاكي
لا تقتلين سعادتي فخيال حبيّ
قد تكفل حين ضنّ مُناكِ
إنّي أنا ذيك المحطمُ بالفلا
لا يرتجي غير اللقا بسماكِ
أضحيت والعقلُ الشريدُ مسائلاً
كيف البقاءُ لدى طلال الباكيُ
فيجيب قلبٌ طائرا ً أنّ اللقاء
وإنْ تجسد بالخلا أبقاك ِ
يوما ً شربنا من هوىً فتّاك ِ
وودِدْنا لو ترضى لنا عيناكِ

ابا اسحاق
27-09-2015, 19:07
ترويض القريض على بحر المتقارب


سلام ٌ عليكم ندامى الهوى ... أديرو الكئوسَ علينا هلا

ونحّو الضجيجَ فقلبي انكوى ... وعقلٌ يبوسٌ يريد ارتوا

غضبتم لأني كثير الشرودِ ... عن الخمرِ ألهو بذكر الجوى

بحالٍ لعمرك لا يرتضيه ُ ... صديقٌ حميمٌ وأعْتى العِدا

وقسّم ربي علينا الحياة َ ... فمن مستطابٍ ومن مُبتلى

وصاحبِ مالٍ وذي عسرةٍ ... ومالكِ جاهٍ ومن يُشترى

وأربابِ علمٍ وجهلِ بن جهلٍ ... وأعقابُ سُعدى ومن للشوى

وفي دنيتي عابساتُ القدورِ ... تدور علينا كأسْدِ الشِرى

كخمرٍ عتيقٍ لذيذٍ مريرٍ ... نهيمُ لننسى بهِ مُرّنا

ولا من يُخادعُ كأسَ الكمودِ ... جميعُ بن أنثى نزيلَ البَلا

نريدُ المماتَ وندعو بهِ ... وحين لقانا لعنّا اللِقا

نريدُ الحياة َ فنشقى بِها ... فسبحان ربيّ صنيعُ الحِجا

أموتي حياتي وجودي نزوحي ... بكلِ الأمورِ أنا لا أرى

ربيبُ الحريرِ ملولَ النعيمِ ... وقلبُ الفقيرِ طلوبَ الغِنى

وشيخٌ عجوزٌ يُمنّي شبابا ً ... وواحسرتاهُ شبابٌ طغى

نحورٌ تدلتْ بها أمة ٌ ... وهل تعجبونَ لكيد النِسا

فعهرٌ وعريٌ وكبرٌ وغيٌ ... فمرحى الخمورِ ببيتِ الهوى

ولا مِن رجالٍ تردّ النساءَ ... ولا مِن حِرارٍ يصونوا الحِمى

بكأسي أطالعُ مِن سكرتي ... مصير الهمومِ بماءٍ غلى

كأني أراها على راحتيّ ... كملحٍ يذوبُ بقدحِ الجَفا

كأنّ السكونَ تمثـَلَ فيها ... فعطرُ الأماني فنومُ العَفا

أقولُ ولا أدري ماذا أقولُ ... فعقلي وقلبي كلاهم زوى

عليكم سلامٌ سقاةَ المنونِ ... فما العمرُ إلا سرابٌ سرى

ابا اسحاق
27-09-2015, 19:13
سائلَ الدهرَ مزيداً مِنْ شجونِ


غرِّدي يا غنوةَ القلبِ الحزينِ ... يا شعاعَ النورِ في وجهِ السنينِ

كيْ نداوي بالغناوي جُرحَنا ... قدْ يُزيلُ الجرحَ ونّاتُ الأنينِ

جارَ دهرٌ لستُ أدري يا أنا ... هل بصيصٌ بَعْدُ منْ فرحٍ يجيني

قد عرفنا طعمَ موتٍ لا بهِ ... غيرُ نار ٍ في ضلوعٍ أو عيونِ

كمْ أراني صامداً في وجههِ ... إن أتاني ثم صدّي لا يقيني

وكأنّي يوم نُزل ٍ في شجونٍ ... سائلَ الدهرَ مزيداً مِن شجونِ

فابتليني إنْ أردتي يا تُرى ... هلْ يُفيدُ الفتْكُ مِن بَعْدِ اليقينِ

إنْ عَجِزْتُ اليومَ أبكي فاعذري ... رُبّ حي ٍ في جمودٍ كالدفينِ




ما عُدت أدري ما الرثاءُ وما الدموعُ
هرعوا ليبكوا يوم أن زار الرسولُ بيوتهمْ
يوم أن دكّتْ طبولُ الحزن ِ آمالا ً لهمْ
ونحيبُ خلاّن الشجونِ أراه ماءا ً للجحيم ِ
يا نفسُ مَالكِ مِنْ زمانٍ في جمودٍ كالحديدِ أو الصخورْ
كُنّا إذا جار الزمانُ نلوكُ أوجاعا ًبدمعٍ أو أنينْ
ونسامرُ الأوهامَ بعض الوقتِ كي ننسي مُلماتِ السنينْ
أو صار قلبيَّ بعد ما نزلت مصائبُ مستساغة في
قلوب العالمينْ
وفي دموعٍ لا يُكفّنها حيّ
مثل ما صار الغرابُ صديقا ً بل رفيقَ
الموتِ يتبعهُ ويخترق السكونْ
ويل الشجونْ
أبلت عيونْ
يا أيها الدمعُ الشريدُ ألا تعا
ساعدْ فؤاداً في استيعاب الحادثاتِ
عينٌ ككهفٍ لا تري فيها سوى
قفر ٍ ونسجِ العنكبوتْ
سكن الغرابُ بدُورِها فهي البيوتْ
قد كان فيها من مراسيلِ الفؤادِ دروبٌ للسفينْ
لا تعجبينْ
إنّ البكاء لقادرٌ أن يمحو أطياف الفقيدْ
والصمتُ بئس الداءُ في يومِ الوعيدْ
والكلُ قال مقولته
دمعا ً صراخا ً أو عويلْ
وأنا وقفت إزاء صمتٍ
فوق آناتِ الدقائق والثواني
وطريقي في عيني طويلْ
ونور الشمسِ في وضحِ النهارِ
لا يبينْ
هل تذكرينْ ؟
ساق ٌ جوار الساقِ
قدمٌ تخطو في تمِّ الثباتِ
كأنها جبل ٌ يزحزحه ذهولٌ أو فجاعٌ أو طنينْ
فيسير في درب الحياة للا حياة ِ ولا وجودِ
وينادي في أذنِ الغرابِ ألا تغيب فينجلي ضوءُ السماء العبقري
أنا يا شقيٌ لا أرى إلا ابتساماتِ الأفاعي
وابتهالاتِ الذئابِ
ودعاءَ شيطان ٍ عتي
والخبثُ بارزُ في عيون الخاشعينْ
لا تجزعينْ
وكرهتُ نفسي
وكرهت أنّي قد رأيت حقيقتي
وددتُ لو كانت من الأوهامِ يوما ً قصتي
ودعوت لو يُنهي إلهي حِكايتي
فبدايتي كنهايتي
مأساة ُ إنسانٍ بلا روحٍ بدربِ اللاوجودِ ولا حياه
قبرٌ يسير على قبور المستحيلْ
هذي الحكاوي من نسيجِ الخمرِ أم نسجِ الشئونْ
أين أكونُ فلا أكونْ
والناسُ حولي كُلّما مروا عليّ كأنّهم
شموا روائحَ أضلعي
فتبينوا معنى التناقض في قلوب التائهينْ
فيفروا مني كالفرار من الجنون
هذا نصيبي أن أكون لكي أري
أنّي بها داءٌ حَمدنّ العالمون الله يوم رأوّنَهُ
أنّي أتممُ للحياةِ معانيَّ
أنّ السعادة َ كان منبعها الكمودْ
أنّ الحياة تكونُ مِن قلب الرقودْ
أنّ الظلام بغيره لا نور يُعرفُ أو خفوتْ
وبأن شيطانا ً رجيما ً ضدّهُ مَلكٌ قنوتْ
وبأن معنى الخير من بطن الشرور
وطريقنا للصمت في يوم الشجونْ
ينبيك كيف القلبُ ألجمه الحنينْ
لا تهربينَ فإنهُ
قلبي عليه من الكفونِ كفونْ
يا زهرتي يا روضتي يا فرحتي
يا دمعتي يا أنّتي يا ويلتي يا رحمتي
يا حيرتي يا بُغيتي
فلتبصرين مقولتي
ولتعلمين بأنني أشدو الرثاءَ
رثاءَ نفسي مُشبعا ً مِن كل ذراتِ المجون
من كل لبناتِ الشعور المستكينْ
هذا أنا في ضلعه سكن الغريب عن الأنامْ
رقد ليبكي كونه أشقى غلامْ
في كل يومٍ قد تراه يجوب أودية الهيامْ
ويناجي من باتوا ولا يدرون عقباتِ الحِمامْ
إن المماتَ هو الحياة ُ ولا بدنيانا حياة ٌ أو ركونْ
كنا بها في زمرة الأحزانِ درعا ً للفؤاد لكي يكونْ
فاذكريني بالدموعِ أ ُخيّتي
فلقد عجزت لأنْ تطاوعني العيونْ

ابا اسحاق
27-09-2015, 19:34
رثاء نظمته في تعزية نظام الدين لفقد والده وأضعه للذكرى " بما به من أخطاء عروضية ونحوية أراها الآن "



لا أدرى علماً من عروضِ خليلِ
أو وزنَ بيتٍ لو شكى مِنْ قِيلِ

فاعذر بمصرَ من العراقِ فإنّهُ
نظمي على عجزٍ أتى بقليلِ ِ

فقدُ العلومِ ونومُ محراب ِ النُهى
يا للمصابِ بغير ما التعليلِ

قل للفقيدِ أنا الفقيدُ وإنّكم
ما غبتوا سهواً عن فؤادِ قتيلِ

أرض الفلوجة لملمت تدماعها
وأتت تشيع من سماءِ دليلِ ِ

لله من يدرى لعلّ بكاؤها
يجري بدجلة من نحيبِ النيلِ

أتراه ماء العين يأسو قلبها
لا والدماءُ زيادةُ التهويلِ

إنّ المَنونَ إذا ألمَّ بساحةٍ
شاب الوليدُ بصرخةٍ وعويلِ ِ

وأتى القلوب بمقتلٍ من سهمهِ
أبلاها خُضراً غَضّةَ التقبيلِ

شيخُ العروض أبا النظام سلامة ً
ريحانَ خُلدٍ دون عرشِ جليلِ

قد ذقت من صاب الحياة مراراةً
ما بين غزوٍ أو فراقِ خليلِ

فانزل ببيتٍ للكريم حفاوةً
أكرم بهيكلكم بأي نزولِ ِ

وانعم بصحبة أحمدٍ لو فزتها
للمستَ معنىً للرضا المأمولِ

وصدحت يا عذب المعانيّ نشوةً
سبحان باريه عن التمثيلِ

سبحان من خلق الأنام لحكمةٍ
سبحان من يبقى بغير رحيل ِ

قمْ يا عراق على الصلاح تألماً
وفَّ المفضلَ يا أبا التفضيلِ

كفنهُ بالشعرِ وبالآي العلا
رتل فحاجته ضيا الترتيلِ

يا من فقدت معلما قبل الأب
شيعه بالبشرى وبالتهليلِ

ودعه بالخير ومما ألهمت
روح الفراهيدى بوزن جزيلِ

ألفاه شيخ الناظمين مهللاً
فعلاه إكليلا ً على إكليلِ ِ

ما كنت أعرفه ولكن غصنهُ
أندى بعلم ٍ من جذور ِ أصيلِ

لو كنت أملك من لسانيَّ موطئاً
لتخذت من شعر الرثاء رسولى

لعلمت يا بن الأكرمين مكانةً
سكنت بقلبي فأعجزت تأويلي

أبا الوليد سماحة لو قلته
فيك الرثاء مهلهلٍ وثقيلِ

ووددت لو أنّي بمنزل أحمدٍ ٍ
أو حافظ ٍ فأصوغه بجميلِ ِ

فكأن خالد للكريهة سيفها
وأبا الوليد بضادها المصقولِ ِ

علمت ابناء العروبة نحوها
ورجوت بالعلم إياب ضليلِ ِ

ضُجّي عليه يا عراق ورجّعي
أشعاره من فجره لأصيلِ

وإبكي عليه يا فرات فإنّهُ
أهلٌ لأن يبكيه كلُ نبيلِ ِ

إنّي عرفت من الحياة مصائباً
ورأيت موت العلمِ موت الجيلِ ِ

وأراك يا شيخ العروض إمامها
وأراك قطفا ً من علاء عقولِ ِ

وأرى نظامك والبحور براكنٌ ٌ
يسمُ الشعور بدمعه ِ المبذولِ ِ

وحماك ربىّ يا نظام ُ بفضله ِ
فكأنّك القنديلُ من قنديل ِ

واعذر ركاكته فنظمي عاجزٌ ٌ
لست بشاعرِ أو ركوب َ فعولِ ِ

سبحان من يبقى ثناه مُخلّدا ً
سبحان من يبقى بغير أفولِ ِ

ابا اسحاق
27-09-2015, 19:43
ردٌ قديم على موضوع هنا



إنى لأشم رائحة المطر ، فهل تشمين ؟

السلام عليك صاحبة الزخات الرشيقة
أتيت هاربا من واقع شديد الحرارة ، ألجأ لقطراتك الحصينة
فهل يكون لى هنا هروب ، يا أميرة الهروب الأول وما تلاه ؟

سألتقف القطرات قبل إصطدامها بحرارة الدموع ،
وأنتشلها من أرض الجماد إلى أحلام أنسجها على مغزل الوجع
تلين القطرات فتخلق لى ما أردت ، وترسم لى ما حلمت
أنا هناك الآن بروح هائمة على الزخات تسبح

إنى لأشم رائحة المطر فى فلسطين

يا أرض الخليل والكليم والكريم
يا ساحة العزة والرجولة والبقاء
يا زهرة المدائن ، يا دوحة الخلود
يا محشر الوفود ، يا قبلة القلوب والعقول

أقف وحدى فى اللامكان ، لكنه عندى هو كل معانى المكان والكيان
وحدى ؟ فى الظلام والزخات تحوطنى ، وأوراق الزيتون تضىء وتتلألأ
وعطر المطر يغمر نفسى طفولة
وحدى رسمت لك يا فلسطين الصورة

إنى أشم رائحة المطر ، وألون الأحداث

ما زلت هارب أحتمى بنبض كلمات الحروف
هل تسطتيع الحروف الصراخ ،
وحدى أنادى فى الظلام وأسمع لصوتى الصدى وأبصر ما ﻻ تبصرين
هل تشعرين ؟
تحت ركن الوريقات المضيئة ، تقف عازفة السيمفونية الأبدية
تعزف لى وحدى أنغام السعادة
تتراقص الأمطار وتتمايل ورقات التين
الفضاء يحملنا ، وأنا أسمع دقات الحنين ، هل تسمعين ؟

إنى لأشم رائحة المطر

سمعت نداء المنادى والشتاء ينقل النداء بين ذرات السكون
أنا هنا أصلى لرب السماء
صفوف تراصصنا ، والمطر علينا يبارك
هناك فى أرض الخليل أصلى واللامكان هو مكانى
أتحصن بزخات رشيقة
أهرب لأحلام الكمال
أنثر أغنيات الحب
وأسمع عزف محبوبتى
يتراقص الأطفال فى دوائر على إيقاع الزخات
كل شىء رغم الظلام أبيض

تخر ج النساء والرجال من كل حدب كالجراد
ﻻ سماء للامكان
هذا هو أنا فى قطرة حملت جنونى
هل تسمعونى

إجتمعت بحبيبتى ألأولى تحت أظلال الغيوم
ونشدت فيها أغنيات الحب وألحان الصفاء

حبيبة العمر الطويل ورغبة لم تنطفأ
أحبك كما أحب الهواء المطر
وكما أحب الزيتون الظلام
وكما ترعرع التين تحت أكناف الغرقد النجمى
كل شىء فى الوجود رهن طرفك يا وجودى
وحيد أنا بينهم إن غاب عنى عطرك الطبيعى
يا سماء شمسك بين عيناى وحدى تضىء لى البستان
والناس خلفى حيرى فى اللامكان الأبدى
أحببتك كحبات المياه الطائرة
أنا هنا لأنك هنا


كان هروبا للهروب
والرجوع حتمى ولكن
سأظل دائما أرسم من الزخات حلمى بالكمال

إنى وربى أشم رائحة المطر يا أرض المعاد والعناد
يا حسنة الدهر الحزين ، يا درة التاج يا بحر الصمود
ويا جبال العطاء دام نهارك
ما أقدس أمطارك ،

أعود للمكان من جديد ، وللمطر عطر ﻻ يغيب
أنا هناك وإن كان أنا هنا
هناك الملاذ والهروب
فعذرا للجوئى لزخاتك صاحبة الهروب

أحببت مشاركتك فى العزف على أوتار الزخات
واستلهمت من رشاقتها بناء أصدق الكلمات
فتقبلى مرورى