PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : بَـرْزَخْ ~ بين منام واستيقاظ



مـنام
06-05-2015, 15:17
مرحباً بكم أيها الزوّار ....


نسيت كمّ الأيام التي يمكن أن تمضي وأنا في خُدرٍ وأنين
في تلك الضفة يمكن أن نعدّ الأيام وهي تتحول إلى سنين
بدون ذكريات يُمكنها أو تؤلمنا نختار التجاهل والمُضي قُدماً
حتى يصيبنا الإرهاق ... والأرق الشديد ...
وعندها نُصبح في البرزخ بين المنام والاستيقاظ

هنالك لا نكون مستيقظين فعلاً ...
ولا نائمين فعلاً ... بين هذا وذاك

في حالةٍ من الاستسلام والانصياع الشديد ...
نبدأ نسمع ما اخترنا تجاهله على مدار الوقت
هنالك يأتي الشوق ملفوفاً بخِمارها الجميل ...
وقد تأتي لحظات المودة التي تجعل الحياة وردية

قد أُخبرها بأنني قد انتظرتها كثيراً ...
كثيراً جداً لأنعم بهذه اللحظة الوحيدة ...
الوليدة من أطنان الألم ... لننسى الحُزن
ليتم انتشالي من حياتي ... ورفعي لأُفق السعادة
بين السُحب وخيوط الغروب ... تحت أضواء النجوم ...
مع لمسة من بسمة القمر ... وقليل من الهتان ...

هل أحلامي حقاً صعبة التحقيق ؟!
هل مضيت طويلاً في طريقٍ مجهول
محفوف بالآلام ... والأشواك المتناثرة
فقط حين أمشي يزيد نزيفي ودمي

أدرك جيداً بأنني لم أكُن يوماً مثالياً ...
لم أكُن يوماً ... خالياً من الأخطاء ...
ولكنها انسانيتي التي تجعلني أحيا
الرغبة بأن أكون انساناً أفضل من أجلكِ
بأن أكون عند حُسن ظنكِ بي ...

دعيني أٌقبّل قطرات المطر ...
سقوطها كسقوطي في بؤرة من الظلام ...
ولا شئ لاتمسّك به سوى بعضاً من ذكريات
اخترت أن انساها ... لأنني أريد أن اعيشها
وأعلم أن الواقع لا يمكن أن يمنحني هذه الأمنية

هنالك اختار الاختباء خلف الصخور ...
خلف الأمواج ... خلف الحقيقة ...
أهرب لواقعي المزّيف ...
أهرب للمنام ... لأعيش إعادة الأحداث والمواقف

في المشهد الأول ... اختار عدم معرفتي بك
وعدم ولوجي لطريق القدر الذي جعلنا نرى بعضنا البعض
اتسائل والألم يعتصرني كيف سيكون المستقبل حينئذ

وفي المشهد الثاني ... اختار انفصالنا المُبكر
واتسائل عن السبب لحدوث ذلك ...
هل يوجد سبب فعلاً لأنفصل عن ضلعي ؟!
ربما كُنت سأقوم بالغناء ليلاً ونهاراً من أجلكِ

وفي المشهد الثالث ... اختار حياتنا ...
وأعيش كُل ما اختبرناه من حياة عاطفية
من المحبة والرأفة ... من الليال الطويلة
من الأحزان القصيرة المُنتهية بالابتسامات

وبعيداً عن المشاهد المتكررة ...
والأحزان الطويلة التي لا تنتهي
أو السعادة التي نركض من أجلها
تتناقص رغباتنا بقدرِ ما ...

<><><>

الحقيقة هي
أنني أرغب بحديث دافئ في منتصف الليل ...
بالاستيقاظ صباحاً لكُرهي للنوم ...
بالنظر حولي ورؤية ما يسعدني ويبث فيّ الطاقة

الحقيقة هي
لا يوجد استقرار في هذه الحياة
تلك التقلّبات ستؤدي بي يوماً ما
هل استطيع حمل يدكِ والذهاب بعيداً

الحقيقة هي
أن الأمور أصبحت أكثر تعقيداً
كزينة على ستائر غرفة المجلس
ولا نرغب بالتأخير على أي شئ

الحقيقة هي
أرغب بالعودة لِما قبل عشرة سنوات من الآن
لتغيير قراراتي ... لتغيير حياتي ... للبكاء الحار
أصبحت الدموع ثقيلة جداً ولا استطيع إخراجها ببساطة

<><><>

قد قطعت صلتي بالعالم ...
قد انقطعت رغبتي بالحياة ...
أصبحت الليالي التي أخلد فيها للنوم منتظراً النهاية ... كثيرة جداً
لم أعد احتمل عدم قدرتي على البوح ... على اللجوء لها ...

لأنها أصبحت لروحٍ أخرى ...
بل بالأحرى ... لأرواح أُخرى
وأصبحت أنا ... بالمثل تقريباً
إلا أن أرواحها أكثر مني بروحٍ واحدة

هل سأفشل في إسعاد من حولي ...
هل فاقد الشئ فعلاً لا يعطيه ؟!
أم هل ستكون قدرتي على التمثيل ملحمية

هل ستكون حياتي في مظهرها مليئة بالحياة ...
بينما في الداخل ... خاوية كخواء ثلوج أعالي الجبال

هل يمكنكِ أن تضمي لي بعضاً من الدفئ
هل سأسمع ذلك الصوت مرة أخرى ...
قلبي لم يعد ينبض بالحياة ... بل بالفناء
ولا أعلم لِما لا يتوقف عن النبض على الرغم من كُل هذا العصر الشديد

هل سيصل صراخي الصامت المُغلف بالكثير من الأقنعة لها
هل سيكون هنالك صدى يعيد لي الحيوية ... أم سيكون صدى النهاية
أعتقد بأنها احتاجت النهاية التي قمت بتقديمها ...
وأعتقد بأنني لا استطيع احتمال النهاية ... ولا أجد غير تلك النهاية الآن

سأتوقف للتفكير ... للتأمل ...
لمعاودة الكرّة مرة أخرى غداً


اعتذر مُسبقاً عن وجود الأخطاء الإملائية إن وجدت, اهتمّوا بالنسق العام,
لم استطع العودة والقراءة والتصحيح ... فضلّت ترك الأمور على ما هي عليه.

مـنام
06-05-2015, 16:16
إذاً ... سيبقى سراً ... حتى أفقدها ...

جبل الأمل
06-05-2015, 22:23
منام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخبارك أخوي...؟

أولًا أهلًا بك بيننا هنا

بريق سنا نجمك وصل من السماء إلى أراضينا

فحياك الله ونرجوا أن يطيب لك المقام بيننا

كلماتك فخمة تحوي عظيم الحكم والمعنى

إستمتعت حقًا بما قرأته هنا

وأتمنى أن لا ينقطع غيث حرفك

بارك الله بك

LO! FANCY
07-05-2015, 02:32
جميلٌ والله ما كتبت !
موضوع مميز خلاب، وأسلوب سافح من أعالي الجبال !

آمل أن تتحفنا بجديدك دومًا ولا تتوقف هنا ^^