Seto_Ken
14-03-2015, 15:48
الفصل الأول
ـــــــــــــــــــــــــ
- حمقاء
- توقف عن قول ذلك
- لكني أحبك
- أ لا تفهم أنّ حبّنا مستحيل ؟
- لماذا ؟
- لأنني ...
- لماذا ؟ تكلمي
- لأنني مختلفة عنك
- مختلفة ؟
- أنت تستطيع امتلاك العالم إن أردت أما أنا فلا أملك غير هذه الخرقة التي تلفني.
- كوني معي و ستملكين ما تريدين
- أنت لا تفهمني
- ماذا ؟
- أ لا تفهم ؟ حياتنا مختلفة.
- مختلفة , مختلفة , توقفي عن ترديد ذلك
- لكنها الحقيقة
- ماذا عن حبّنا ؟ أليس حقيقة أيضا ؟
- هما مختلفان
- عدنا للاختلاف ثانية
- آسفة
- أتكرهينني إليزابيت ؟
- أنا لا أكرهك و لكن ...
- لماذا تضيفين لكن دائما ؟
- آسفة
- مستعد للتضحية بحياتي النبيلة من أجلك إليزابيت
- لا تفعل
- سأفعل أي شيء لأنني أحبك إليزابيت
- أنا أيضا , أحبّك سيتو
احمرّ وجهها خجلا و هي تحاول إعادة قراء الإسم الصحيح أما هو فأشاح بوجهه عنها و عاد إلى مقعده يلعن في داخله الأستاذة التي أجرت القرعة ليكون هو و الطالبة الجديدة لوراس جوزيف ثنائي اليوم في حصة الترجمة الفرنسية.
و بينما كانت تعتذر للأستاذة عن ذلك الخطأ , كان كلّ من في الفصل يحاول كتمان ضحكاته عن هذا الثنائي المثير , فسيتو كايبا الذي كان يتحدث ببرود كعادته , لاءمه كثيرا أن يؤدي دور النبيل أما أن يقول أحبك لفتاة و إن كان جزء من الدرس فهو أمر غير متوقع تماما.
كان الأمر كذلك لرولاس , فهي بالفعل لا تنتمي إلى طبقة كايبا أو حتى أدنى من ذلك . و كما قالت , فهي لا تملك غير ثياب قديمة أخذتها من جيرانها أو اشترتها مما توفره من مالها.
مرّت بقية الحصص على خير و حين كان الطلاب يجمعون أغراضهم للمغادرة , انتهزت لوراس الفرصة و جرت لتلحق بكايبا الذي سبق الجميع بسبب أعمال الشركة التي تنتظره .
- سيد كايبا
التفت لما سمعها تناديه و توقف مرغما و هو يرى محاولاتها البائسة في الركض بخف المنزل .
- ماذا تريدين ؟
قالها بملل و دون أن ينتظر استردادها نفسها أو توازنها فأجابت من فورها و هي تحني رأسها اعتذارا .
- آسفة لما حدث منذ قليل.
- و ما الذي حدث ؟
و التفت ليذهب و عدم الإهتمام باد على وجهه فأمسكته من يده و أوقفته دون أن تشعر قائلة بهدوء
- حين ذكرت اسمك بدل غوستوف
أفلت يده بقوة و نظر إليها شزرا من فوق و لم يترك فرصة السخرية منها.
- كيف لجرثومة مثلك أن تفكر في لمسي حتى ؟
تعجّبت من ردّة فعله الباردة و لكنها ظلت تحدق بالأرض أما هو فاستغل صمتها ليزعجها أكثر .
- أظنني سأضيع وقتا أطول من اللازم قبل أن أوقع أول صفقة فيدي تحتاج مطهرا من نوع رفيع . أ لا تعتقدين ذلك ؟
أثاره سكوتها و أراد أن يرى تعابير وجهها البائس فهو يستمتع بذلك , لذا انحنى قليلا و رفع وجهها بيده و بقي شاردا في معالمه التي تتصنع الصبر رغم هزيمتها من قبل دموعها الندية .
ظل على حاله إلى أن بدأ الطلبة بالخروج من قاعات الدرس فأفلتها و استدار مغادرا و آخر كلماته " حمقاء " .
أما هي فنظرت لحالها المثيرة للشفقة و حاولت كفكفة دموعها و لكنها لم تستطع , فكل من مرّ بها أشار عليها و ذكرها بما لا ترضى فتحاملت على نفسها و حملت حقيبتها المهترئة و شقت طريقها بين ظلال الطلبة باكية محطمة .
و بينما هي كذلك اصطدمت بأحدهم و كادت تسقط لكنه أمسكها و ساعدها على استرجاع توازنها و جمع لها أغراضها التي سقطت من حقيبتها و أخيرا انحنى معتذرا و انطلق إلى وجهته .
ظلت تحدّق فيه طوال ذلك الوقت . بدا طالبا جديدا و غريبا . أشقر و يرتدي زي المدرسة الأزرق بأناقة . كأنه من أبناء كبار رجال الأعمال أو سادة الدولة . لكنه بلا أدنى شك ثري , يمكن ملاحظة ذلك من عطره الفرنسي القوي . وسيم , هذا كل ّ ما فكرت فيه و قبل أن يختفي عن أنظارها نادته فالتفت لها بابتسامة ساحرة و سألها إن كانت تحتاج شيئا و لكنها ظلت صامتة تحدّق بعينيه السماويتين بشرود إلى أن رأت صورة عينين بنفس اللون و لكن لا تبعثان السعادة كهاتين بل برودا يحطم أوصالها حزنا.
حاولت ازاحة صورته المقيتة من بالها و لكن عبثا فضحكاته الساخرة لا تزال تجول بأروقة ذاكرتها المظلمة فصرخت دون أن تعي ذلك
- حقير , حقير , أكرهك من كل أعماقي
توقفت حين شعرت بيد تهزها و صوت عذب يسألها
- هل أنت بخير ؟
تفطنت لما حدث و شعرت بدمائها تتجمع في رأسها خجلا فنكست رأسها معتذرة فضحك قائلا
- إذن أنت لم تعنيني , هذا مريح
استغربت سعادته و لكنها استجمعت شجاعتها و سألته
- عفوا , لم نتعرّف
اعتقدت أنه سيسخر منها, فمن هي حتى تسأل عن اسمه ؟ فحاولت تبرير الأمر و لكنه أوقفها حين بدأ يجيبها
- أدعى ...
- إدوارد , أين أنت إدوارد ؟
فالتفت خلفه و بعثر شعره بيده قائلا
- إنها صوفيا
انتبه على نظرات لوراس المستغربة و هو يلوح لفتاة شقراء فاتنة فاستدار قبل أن تأتي من نادته و اعتذر موضحا
- اعذريني , نحن جديدين هنا لذا كنا ننهي بعض أمور الترسيم و بطريقة ما افترقنا
كانت الفتاة قد وصلت فوجهت ضربة إلى رأسه صارخة
- أنا أقوم بالعمل نيابة عنك و أنت هنا تواعد إحدى الطالبات كعادتك .
شعرت لوراس أن الفتاة فهمت الأمر خطأ فتدخلت
- عفوا أظنك فهمت الأمر خطأ
فوجهت لها الشابة الأنيقة نظرات استغراب فظنت أنها تحدق بملابسها الرثة فتسرّعت بالإجابة قائلة بارتباك
- لا يمكنه ترك فتاة مثلك ليواعدني أنا , هذا مستحيل نحن مختلفان .
حين أكملت , شعرت بدهشتهما فاعتذرت و أرادت الرحيل و لكن إدوارد أمسكها و منعها من ذلك , أما الفتاة فانفجرت ضحكا قائلة
- أنت من فهمت الأمر خطأ يا آنسة
زاد استغراب لوراس حين نادتها بآنسة و استمعت لبقية كلامها بانتباه.
- أنا و هذا الأحمق شقيقان و لسنا كما تظنين
- شقيقان ؟
صرخت بخجل و نظرت للفتى الذي لم يفلتها بل أكمل عن أخته
- أنا كما قالت أدعى إدوارد
- و أنا صوفيا
ثم نظرا إليها ينتظران سماع اسمها فأخبرتهما على الفور و الندم باد على وجهها من أثر تسرعها
- و أنا لوراس , لوراس جوزيف , سررت بمعرفتكما
فأجابا معا
- نحن كذلك
و ظل الصمت سيد المكان قليلا حتى اخترقه صوت إدوارد سائلا
- لماذا كنت تبكين ؟
لم تعرف بما تجيبه فسؤاله كان فجئيا عدى كونه شخصيا و لكن شقيقته أنقذتها حين عبرت عما خطر ببالها .
- أحمق , توقف عن سؤال الناس عن حياتهم الخاصة .
- و هل سألت سؤالا خاصا ؟ , سألتها فقط عن سبب بكائها
- و ماذا يمكن أن تسميه أيها الحاذق ؟
- اهتمام
فضربت رأسها بيأس و جرّته إلى الإدارة لإكمال ما بدأوه و لكنه ظلّ ممسكا بيد لوراس التي تفاجأت من كلمته الأخيرة .
" اهتمام ؟ أ قال اهتمام ؟ منذ متى يهتم بك أحدهم لوراس ؟ هذه شفقة بالتأكيد . "
كانت صوفيا تحاول افلات يد الفتاة من قبضة شقيقها و كانت لوراس تحدق بيدها القذرة كما تراها و هي تتساءل
" لماذا يمسك يدي ؟ أهو الإهتمام أيضا ؟ "
قالتها بسخرية و هي تتذكر ردة فعل كايبا حين أمسكته لتعتذر .
" ذلك الحقير , في ما يختلف عنه هذا الشاب ؟ كلاهما واحد , لربما ليسا كذلك فهذا الفتى يبدو رحيما لكن اهتمام ؟ عن أي اهتمام يتحدث ؟ هذه شفقة , شفقة "
صوتها انفجر فجأة في الأرجاء و عاودتها دموعها الصافية و هي تصرخ شاهقة
- كل هذا شفقة , ما الذي تعنيه بالاهتمام أيها السيد ؟
و وجهت اصبعها نحوه و أكملت
- أين كنتَ حين كنتُ أودّع آخر أنفاسي والدتي , حين كنت أستفيق كما أنام على عصا أبي المؤلمة , حين كنت أطرد , حين كنت أبيت خارجا في العراء , حين بللني المطر و حين حرقني الحرّ .
توقفت لتستردّ أنفاسها ثم صرخت فسمعها كل من في الجوار
- لا تقل إنك تهتم بي ؟ الإهتمام حقيقة صعبة لا يفهمها أمثالك
كلّ كلمة قالتها كانت مرفقة بصورة من ماضيها الأليم و حاضرها الأمر , لم تستطع كبت ذلك أكثر فقد عانت بما يكفي و لكن ما ذنب إدوارد إن كان المذنب كايبا و لكنها بلا ريب تلك الكلمة التي أفاضت الكأس.
الإهتمام .
لطالما عانت من اهتمام الناس بها.
كم تكرههم , أولئك الذين يستغلون كونها فقيرة بائسة لتحقيق مآربهم الشخصية القاسية.
لم تتحمل قدماها ثقلها فقبعت أرضا و أمسكت رأسها بيدها تحاول مسح ذكرى مؤلمة من أمام عينيها بينما ظل إدوارد ممسكا بيدها الثانية و لا هو و لا صوفيا فهما ما حدث للفتاة.
"
- أحضراها إلى غرفتي
- من تقصد سيدي ؟
- الفتاة فضية الشعر
- آه , تلك التي تنظر بحقد
- أجل سنرى إن تغيرت نظرتها مع الوقت
نظر كل من في المكان لبعضهم البعض بمكر و توجه اثنان لجلب الفتاة.
"
هذا كل ما استطاعت تذكره عدى ذلك فهي لا تذكر إلا صرخاتها المترجية و شهقاتها عديمة الفائدة و هي ملقاة على سريره الناعم .
هزتها فجأة يدان رقيقتان فأفاقت من كابوس يقضتها المخيف لتتلاقى عيناها السماويتان الممتلئتان دمعا مع عينين عسليتين تملؤهما الحيرة.
صوفيا بقلق : أنت بخير يا آنسة
ضحكت ساخرة من حالها بخفة و همست فلم يسمعها أحد
- توقفي عن مناداتي بآنسة , هذا مخزي , فأنا لست كذلك
تجاهلت صوفيا همسها و أرادت مساعدتها على الوقوف لكنها أبعدتها و وقفت معتمدة على نفسها , ثم نظرت إليهما ببرود لم يكن فيها و اعتذرت عما بدر منها و همت بالذهاب وسط دهشتهما و لكن يدها لا تزال عالقة بين أصابعه.
كان المكان قد خلا إلا منهم و كانت لوراس تنتظر أن يفلت يدها و لكن إدوارد أتى بحركة أخرى لم تتوقعها.
رفع يدها التي يمسكها و دفعها نحو حائط قريب و اقترب منها حتى استنشقت أنفاسه مختلطة بعطره القوي و تواجهت أعينهم , عينان مصممتان و عينان مندهشتان.
- ابتعد عني , ماذا تظن نفسك فاعلا ؟
- أخي توقف
ظل ينظر إليها بهدوء ثم تنفس الصعداء فاستنشقت كل نفسه و هي متعجبة مما يقوله
ادوارد بفرح : جميلة
ثم التفت لشقيقته غير المبالية
- إنها من أبحث عنها
صوفيا بملل : توقف عن هذه إصدار مثل هذه الحماقات كلّما واجهت فتاة تعجبك
توقفت فجأة و التفتت إلى أخيها لترى إن كان يسمعها فصعقت بما يريد الإقدام عليه فأفقدته وعيه بضربة واحدة و جرّته بعيدا .
- أحمق , أكنت تريد حقا تقبيلها ؟
ثم استدارت إلى لوراس لتودّعها فرأتها تضحك على ضربتها و قد أشرق وجهها نورا.
كان الدوام المدرسي حافلا و لكنه لا يعتبر شيئا للوراس فيومها المتعب سيبدأ حالا.
في غرفة قديمة تغلف جدرانها تشققات مختلفة و تحت سقف يقطر ندى و في أحد أركانها البالية , رمت الفتاة البائسة حقيبتها و نزعت زيها المهترء بسرعة و ارتدت ثياب العمل القبيحة التي تبرز مفاتنها و غيرت خفها بحذاء أمها ذا الكعب العالي و أسرعت إلى مكان عملها و هي تأكل جزء من رغيف خبز .
لم تكن لوراس الوحيدة التي تتوجه إلى العمل فحتى رئيس شركة الألعاب المغرور الذي آذى مشاعرها صباحا , يفعل ذلك أيضا .
- رولاند , هل أتى موكوبا إلى هنا ؟
- لا لم يأتي سيدي
- اليوم أيضا , ماذا يفعل يا ترى ؟ , رولاند
- أنا هنا سيد كايبا
- أعلم أنك هنا أيها الغبي
فصمت المسكين و انتظر أن يؤمر
- أحضر لي الملفات الجديدة لأوقعها
- حاضر
و انصرف لعمله ثم عاد بعد مدة و هو يحمل مجلّدا به الملفات و أعطاها لسيده ثم غادر مجددا.
كان قد غسل وجهه في الحمام داخل المكتب و لما انتهى من تجفيف نفسه جلس بملل على مقعده وراء المكتب الكبير و أخذ يلهو بالقلم و هو ينظر خارجا و قد ضجر من التفكير في تلك الكلمة " أحبك " فحتى هو لا يتخيّل أنه سيقولها لأي فتاة فذوقه صعب جدا و من المستحيل في نظره أن يجد من تفهمه .
ضحك بسخرية من نفسه و لكنه توقف حين تذكر ملامح الفتاة التي تسبب في بكائها.
- تبا , يبكين على كل كلمة
- من هن ّ ؟
التفت بملل نحو الباب فهو حتى لم يشعر به يُفتح ثم عاد للنظر خارجا و هو يتساءل عن سبب مجيئها
- ما الذي تفعلينه هنا ؟
ابتسمت و اقتربت منه و أحاطته بذراعيها
- ألم تشتق لي سيتو ؟
- مستحيل
- تبا , يا لبرودك , متى ستتركه فحتى أنا قد أمل ّ منك و أتركك
نظر إليها مستنكرا لكنه عاد لوضعه قائلا : لا يهم , يمكنك تركي الآن لو أردت
فابتعدت عنه و جلست على كرسي قبالته فأشاح بوجهه عنها فاستسلمت لعناده قائلة
- كم أنت قاس , أ لازلت تتجنبني بسبب تلك الحفلة
فنظر إليها ثم غير الموضوع سائلا مجددا
- سألتك لما أتيتي ؟
فتنهدت و أجابت بمزاح
- لأني اشتقت إليك
أصابه الملل فتوقف عن سؤالها و التفت إلى مكتبه و بدأ يعمل و لكنها أكملت لكن بنبرة جادة جعلته يترك ما بيده و ينظر لها مرة أخرى بصدمة تمكن من اخفائها وراء قناع البرود خاصته .
- ماذا قلت للتو ؟
- قلت أتيت لأني أحبك
صمت و غرق في بحر تلك الكلمة مجددا حتى أخرجه من ذلك انفتاح الباب مجددا .
- مرحبا سيتو كايبا , كيف حالك ؟
- ما الذي تفعله هنا أنتَ أيضا ؟
- أهكذا ترحب بتوأم روحك ؟
- منذ متى ؟
فمثل الفتى صوتا أنثويا و أردف بحزن : أتتخلى عني كما فعلت بشقيقتي ؟
فصرخت الفتاة عليه
- من قال أنه تخلى عني ؟
لم يحتمل كايبا الأزعاج أكثر فنادى على رولاند المسكين ليخرجهما أما هو فواصل عمله و قد ركز على أحد الملفات هامسا " لدينا صفقة الليلة "
و في الليل و أمام حانة عريقة , توقفت سيارة فخمة نزل منها شابان أنيقان و دخلا و جلسا عند أحد الطاولات القذرة و أخذ أحدهما يراقب المكان باستغراب و الآخر جلس ينظر باشمئزاز للسكارى المنتشرين في أنحاء المكان .
- بما يمكن أن أخدمكما سيديّ ؟
فأجابها المستغرب دون أن يلتفت إليها : نحن ننتظر رجلا
- و أنت سيدي ؟
فالتفت إليها الشاب بغضب : ألم تسمعي ؟ قال ننتظر
تراجعت للخلف و هي ترى تلك الملامح ثانية و قد عادت إليها ذكريات الصباح.
- سيتو كايبا
استغرب أنها تعرف اسمه و حين وقف و اقترب منها ليدقق النظر عرفها و استغرب من هيأتها المثيرة و قال ساخرا
- لا عجب أنك وقحة , لا أستغرب ذلك من ( تم التحرير من قبل المشرف ) في حانات رخيصة كهذه
لم تحتمل لوراس إهاناته اللاذعة و غافلته بصفعة لا تنسى .
لم يشعر الشاب الآخر بشيء و لكن حين التفت لم يفهم ما حل بكايبا الذي ينظر باتجاه الفتاة كالوحش فاستدار لها كي يفهم السبب.
- لوراس ما الذي تفعلينه هنا بهذه الثياب ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى .
ـــــــــــــــــــــــــ
- حمقاء
- توقف عن قول ذلك
- لكني أحبك
- أ لا تفهم أنّ حبّنا مستحيل ؟
- لماذا ؟
- لأنني ...
- لماذا ؟ تكلمي
- لأنني مختلفة عنك
- مختلفة ؟
- أنت تستطيع امتلاك العالم إن أردت أما أنا فلا أملك غير هذه الخرقة التي تلفني.
- كوني معي و ستملكين ما تريدين
- أنت لا تفهمني
- ماذا ؟
- أ لا تفهم ؟ حياتنا مختلفة.
- مختلفة , مختلفة , توقفي عن ترديد ذلك
- لكنها الحقيقة
- ماذا عن حبّنا ؟ أليس حقيقة أيضا ؟
- هما مختلفان
- عدنا للاختلاف ثانية
- آسفة
- أتكرهينني إليزابيت ؟
- أنا لا أكرهك و لكن ...
- لماذا تضيفين لكن دائما ؟
- آسفة
- مستعد للتضحية بحياتي النبيلة من أجلك إليزابيت
- لا تفعل
- سأفعل أي شيء لأنني أحبك إليزابيت
- أنا أيضا , أحبّك سيتو
احمرّ وجهها خجلا و هي تحاول إعادة قراء الإسم الصحيح أما هو فأشاح بوجهه عنها و عاد إلى مقعده يلعن في داخله الأستاذة التي أجرت القرعة ليكون هو و الطالبة الجديدة لوراس جوزيف ثنائي اليوم في حصة الترجمة الفرنسية.
و بينما كانت تعتذر للأستاذة عن ذلك الخطأ , كان كلّ من في الفصل يحاول كتمان ضحكاته عن هذا الثنائي المثير , فسيتو كايبا الذي كان يتحدث ببرود كعادته , لاءمه كثيرا أن يؤدي دور النبيل أما أن يقول أحبك لفتاة و إن كان جزء من الدرس فهو أمر غير متوقع تماما.
كان الأمر كذلك لرولاس , فهي بالفعل لا تنتمي إلى طبقة كايبا أو حتى أدنى من ذلك . و كما قالت , فهي لا تملك غير ثياب قديمة أخذتها من جيرانها أو اشترتها مما توفره من مالها.
مرّت بقية الحصص على خير و حين كان الطلاب يجمعون أغراضهم للمغادرة , انتهزت لوراس الفرصة و جرت لتلحق بكايبا الذي سبق الجميع بسبب أعمال الشركة التي تنتظره .
- سيد كايبا
التفت لما سمعها تناديه و توقف مرغما و هو يرى محاولاتها البائسة في الركض بخف المنزل .
- ماذا تريدين ؟
قالها بملل و دون أن ينتظر استردادها نفسها أو توازنها فأجابت من فورها و هي تحني رأسها اعتذارا .
- آسفة لما حدث منذ قليل.
- و ما الذي حدث ؟
و التفت ليذهب و عدم الإهتمام باد على وجهه فأمسكته من يده و أوقفته دون أن تشعر قائلة بهدوء
- حين ذكرت اسمك بدل غوستوف
أفلت يده بقوة و نظر إليها شزرا من فوق و لم يترك فرصة السخرية منها.
- كيف لجرثومة مثلك أن تفكر في لمسي حتى ؟
تعجّبت من ردّة فعله الباردة و لكنها ظلت تحدق بالأرض أما هو فاستغل صمتها ليزعجها أكثر .
- أظنني سأضيع وقتا أطول من اللازم قبل أن أوقع أول صفقة فيدي تحتاج مطهرا من نوع رفيع . أ لا تعتقدين ذلك ؟
أثاره سكوتها و أراد أن يرى تعابير وجهها البائس فهو يستمتع بذلك , لذا انحنى قليلا و رفع وجهها بيده و بقي شاردا في معالمه التي تتصنع الصبر رغم هزيمتها من قبل دموعها الندية .
ظل على حاله إلى أن بدأ الطلبة بالخروج من قاعات الدرس فأفلتها و استدار مغادرا و آخر كلماته " حمقاء " .
أما هي فنظرت لحالها المثيرة للشفقة و حاولت كفكفة دموعها و لكنها لم تستطع , فكل من مرّ بها أشار عليها و ذكرها بما لا ترضى فتحاملت على نفسها و حملت حقيبتها المهترئة و شقت طريقها بين ظلال الطلبة باكية محطمة .
و بينما هي كذلك اصطدمت بأحدهم و كادت تسقط لكنه أمسكها و ساعدها على استرجاع توازنها و جمع لها أغراضها التي سقطت من حقيبتها و أخيرا انحنى معتذرا و انطلق إلى وجهته .
ظلت تحدّق فيه طوال ذلك الوقت . بدا طالبا جديدا و غريبا . أشقر و يرتدي زي المدرسة الأزرق بأناقة . كأنه من أبناء كبار رجال الأعمال أو سادة الدولة . لكنه بلا أدنى شك ثري , يمكن ملاحظة ذلك من عطره الفرنسي القوي . وسيم , هذا كل ّ ما فكرت فيه و قبل أن يختفي عن أنظارها نادته فالتفت لها بابتسامة ساحرة و سألها إن كانت تحتاج شيئا و لكنها ظلت صامتة تحدّق بعينيه السماويتين بشرود إلى أن رأت صورة عينين بنفس اللون و لكن لا تبعثان السعادة كهاتين بل برودا يحطم أوصالها حزنا.
حاولت ازاحة صورته المقيتة من بالها و لكن عبثا فضحكاته الساخرة لا تزال تجول بأروقة ذاكرتها المظلمة فصرخت دون أن تعي ذلك
- حقير , حقير , أكرهك من كل أعماقي
توقفت حين شعرت بيد تهزها و صوت عذب يسألها
- هل أنت بخير ؟
تفطنت لما حدث و شعرت بدمائها تتجمع في رأسها خجلا فنكست رأسها معتذرة فضحك قائلا
- إذن أنت لم تعنيني , هذا مريح
استغربت سعادته و لكنها استجمعت شجاعتها و سألته
- عفوا , لم نتعرّف
اعتقدت أنه سيسخر منها, فمن هي حتى تسأل عن اسمه ؟ فحاولت تبرير الأمر و لكنه أوقفها حين بدأ يجيبها
- أدعى ...
- إدوارد , أين أنت إدوارد ؟
فالتفت خلفه و بعثر شعره بيده قائلا
- إنها صوفيا
انتبه على نظرات لوراس المستغربة و هو يلوح لفتاة شقراء فاتنة فاستدار قبل أن تأتي من نادته و اعتذر موضحا
- اعذريني , نحن جديدين هنا لذا كنا ننهي بعض أمور الترسيم و بطريقة ما افترقنا
كانت الفتاة قد وصلت فوجهت ضربة إلى رأسه صارخة
- أنا أقوم بالعمل نيابة عنك و أنت هنا تواعد إحدى الطالبات كعادتك .
شعرت لوراس أن الفتاة فهمت الأمر خطأ فتدخلت
- عفوا أظنك فهمت الأمر خطأ
فوجهت لها الشابة الأنيقة نظرات استغراب فظنت أنها تحدق بملابسها الرثة فتسرّعت بالإجابة قائلة بارتباك
- لا يمكنه ترك فتاة مثلك ليواعدني أنا , هذا مستحيل نحن مختلفان .
حين أكملت , شعرت بدهشتهما فاعتذرت و أرادت الرحيل و لكن إدوارد أمسكها و منعها من ذلك , أما الفتاة فانفجرت ضحكا قائلة
- أنت من فهمت الأمر خطأ يا آنسة
زاد استغراب لوراس حين نادتها بآنسة و استمعت لبقية كلامها بانتباه.
- أنا و هذا الأحمق شقيقان و لسنا كما تظنين
- شقيقان ؟
صرخت بخجل و نظرت للفتى الذي لم يفلتها بل أكمل عن أخته
- أنا كما قالت أدعى إدوارد
- و أنا صوفيا
ثم نظرا إليها ينتظران سماع اسمها فأخبرتهما على الفور و الندم باد على وجهها من أثر تسرعها
- و أنا لوراس , لوراس جوزيف , سررت بمعرفتكما
فأجابا معا
- نحن كذلك
و ظل الصمت سيد المكان قليلا حتى اخترقه صوت إدوارد سائلا
- لماذا كنت تبكين ؟
لم تعرف بما تجيبه فسؤاله كان فجئيا عدى كونه شخصيا و لكن شقيقته أنقذتها حين عبرت عما خطر ببالها .
- أحمق , توقف عن سؤال الناس عن حياتهم الخاصة .
- و هل سألت سؤالا خاصا ؟ , سألتها فقط عن سبب بكائها
- و ماذا يمكن أن تسميه أيها الحاذق ؟
- اهتمام
فضربت رأسها بيأس و جرّته إلى الإدارة لإكمال ما بدأوه و لكنه ظلّ ممسكا بيد لوراس التي تفاجأت من كلمته الأخيرة .
" اهتمام ؟ أ قال اهتمام ؟ منذ متى يهتم بك أحدهم لوراس ؟ هذه شفقة بالتأكيد . "
كانت صوفيا تحاول افلات يد الفتاة من قبضة شقيقها و كانت لوراس تحدق بيدها القذرة كما تراها و هي تتساءل
" لماذا يمسك يدي ؟ أهو الإهتمام أيضا ؟ "
قالتها بسخرية و هي تتذكر ردة فعل كايبا حين أمسكته لتعتذر .
" ذلك الحقير , في ما يختلف عنه هذا الشاب ؟ كلاهما واحد , لربما ليسا كذلك فهذا الفتى يبدو رحيما لكن اهتمام ؟ عن أي اهتمام يتحدث ؟ هذه شفقة , شفقة "
صوتها انفجر فجأة في الأرجاء و عاودتها دموعها الصافية و هي تصرخ شاهقة
- كل هذا شفقة , ما الذي تعنيه بالاهتمام أيها السيد ؟
و وجهت اصبعها نحوه و أكملت
- أين كنتَ حين كنتُ أودّع آخر أنفاسي والدتي , حين كنت أستفيق كما أنام على عصا أبي المؤلمة , حين كنت أطرد , حين كنت أبيت خارجا في العراء , حين بللني المطر و حين حرقني الحرّ .
توقفت لتستردّ أنفاسها ثم صرخت فسمعها كل من في الجوار
- لا تقل إنك تهتم بي ؟ الإهتمام حقيقة صعبة لا يفهمها أمثالك
كلّ كلمة قالتها كانت مرفقة بصورة من ماضيها الأليم و حاضرها الأمر , لم تستطع كبت ذلك أكثر فقد عانت بما يكفي و لكن ما ذنب إدوارد إن كان المذنب كايبا و لكنها بلا ريب تلك الكلمة التي أفاضت الكأس.
الإهتمام .
لطالما عانت من اهتمام الناس بها.
كم تكرههم , أولئك الذين يستغلون كونها فقيرة بائسة لتحقيق مآربهم الشخصية القاسية.
لم تتحمل قدماها ثقلها فقبعت أرضا و أمسكت رأسها بيدها تحاول مسح ذكرى مؤلمة من أمام عينيها بينما ظل إدوارد ممسكا بيدها الثانية و لا هو و لا صوفيا فهما ما حدث للفتاة.
"
- أحضراها إلى غرفتي
- من تقصد سيدي ؟
- الفتاة فضية الشعر
- آه , تلك التي تنظر بحقد
- أجل سنرى إن تغيرت نظرتها مع الوقت
نظر كل من في المكان لبعضهم البعض بمكر و توجه اثنان لجلب الفتاة.
"
هذا كل ما استطاعت تذكره عدى ذلك فهي لا تذكر إلا صرخاتها المترجية و شهقاتها عديمة الفائدة و هي ملقاة على سريره الناعم .
هزتها فجأة يدان رقيقتان فأفاقت من كابوس يقضتها المخيف لتتلاقى عيناها السماويتان الممتلئتان دمعا مع عينين عسليتين تملؤهما الحيرة.
صوفيا بقلق : أنت بخير يا آنسة
ضحكت ساخرة من حالها بخفة و همست فلم يسمعها أحد
- توقفي عن مناداتي بآنسة , هذا مخزي , فأنا لست كذلك
تجاهلت صوفيا همسها و أرادت مساعدتها على الوقوف لكنها أبعدتها و وقفت معتمدة على نفسها , ثم نظرت إليهما ببرود لم يكن فيها و اعتذرت عما بدر منها و همت بالذهاب وسط دهشتهما و لكن يدها لا تزال عالقة بين أصابعه.
كان المكان قد خلا إلا منهم و كانت لوراس تنتظر أن يفلت يدها و لكن إدوارد أتى بحركة أخرى لم تتوقعها.
رفع يدها التي يمسكها و دفعها نحو حائط قريب و اقترب منها حتى استنشقت أنفاسه مختلطة بعطره القوي و تواجهت أعينهم , عينان مصممتان و عينان مندهشتان.
- ابتعد عني , ماذا تظن نفسك فاعلا ؟
- أخي توقف
ظل ينظر إليها بهدوء ثم تنفس الصعداء فاستنشقت كل نفسه و هي متعجبة مما يقوله
ادوارد بفرح : جميلة
ثم التفت لشقيقته غير المبالية
- إنها من أبحث عنها
صوفيا بملل : توقف عن هذه إصدار مثل هذه الحماقات كلّما واجهت فتاة تعجبك
توقفت فجأة و التفتت إلى أخيها لترى إن كان يسمعها فصعقت بما يريد الإقدام عليه فأفقدته وعيه بضربة واحدة و جرّته بعيدا .
- أحمق , أكنت تريد حقا تقبيلها ؟
ثم استدارت إلى لوراس لتودّعها فرأتها تضحك على ضربتها و قد أشرق وجهها نورا.
كان الدوام المدرسي حافلا و لكنه لا يعتبر شيئا للوراس فيومها المتعب سيبدأ حالا.
في غرفة قديمة تغلف جدرانها تشققات مختلفة و تحت سقف يقطر ندى و في أحد أركانها البالية , رمت الفتاة البائسة حقيبتها و نزعت زيها المهترء بسرعة و ارتدت ثياب العمل القبيحة التي تبرز مفاتنها و غيرت خفها بحذاء أمها ذا الكعب العالي و أسرعت إلى مكان عملها و هي تأكل جزء من رغيف خبز .
لم تكن لوراس الوحيدة التي تتوجه إلى العمل فحتى رئيس شركة الألعاب المغرور الذي آذى مشاعرها صباحا , يفعل ذلك أيضا .
- رولاند , هل أتى موكوبا إلى هنا ؟
- لا لم يأتي سيدي
- اليوم أيضا , ماذا يفعل يا ترى ؟ , رولاند
- أنا هنا سيد كايبا
- أعلم أنك هنا أيها الغبي
فصمت المسكين و انتظر أن يؤمر
- أحضر لي الملفات الجديدة لأوقعها
- حاضر
و انصرف لعمله ثم عاد بعد مدة و هو يحمل مجلّدا به الملفات و أعطاها لسيده ثم غادر مجددا.
كان قد غسل وجهه في الحمام داخل المكتب و لما انتهى من تجفيف نفسه جلس بملل على مقعده وراء المكتب الكبير و أخذ يلهو بالقلم و هو ينظر خارجا و قد ضجر من التفكير في تلك الكلمة " أحبك " فحتى هو لا يتخيّل أنه سيقولها لأي فتاة فذوقه صعب جدا و من المستحيل في نظره أن يجد من تفهمه .
ضحك بسخرية من نفسه و لكنه توقف حين تذكر ملامح الفتاة التي تسبب في بكائها.
- تبا , يبكين على كل كلمة
- من هن ّ ؟
التفت بملل نحو الباب فهو حتى لم يشعر به يُفتح ثم عاد للنظر خارجا و هو يتساءل عن سبب مجيئها
- ما الذي تفعلينه هنا ؟
ابتسمت و اقتربت منه و أحاطته بذراعيها
- ألم تشتق لي سيتو ؟
- مستحيل
- تبا , يا لبرودك , متى ستتركه فحتى أنا قد أمل ّ منك و أتركك
نظر إليها مستنكرا لكنه عاد لوضعه قائلا : لا يهم , يمكنك تركي الآن لو أردت
فابتعدت عنه و جلست على كرسي قبالته فأشاح بوجهه عنها فاستسلمت لعناده قائلة
- كم أنت قاس , أ لازلت تتجنبني بسبب تلك الحفلة
فنظر إليها ثم غير الموضوع سائلا مجددا
- سألتك لما أتيتي ؟
فتنهدت و أجابت بمزاح
- لأني اشتقت إليك
أصابه الملل فتوقف عن سؤالها و التفت إلى مكتبه و بدأ يعمل و لكنها أكملت لكن بنبرة جادة جعلته يترك ما بيده و ينظر لها مرة أخرى بصدمة تمكن من اخفائها وراء قناع البرود خاصته .
- ماذا قلت للتو ؟
- قلت أتيت لأني أحبك
صمت و غرق في بحر تلك الكلمة مجددا حتى أخرجه من ذلك انفتاح الباب مجددا .
- مرحبا سيتو كايبا , كيف حالك ؟
- ما الذي تفعله هنا أنتَ أيضا ؟
- أهكذا ترحب بتوأم روحك ؟
- منذ متى ؟
فمثل الفتى صوتا أنثويا و أردف بحزن : أتتخلى عني كما فعلت بشقيقتي ؟
فصرخت الفتاة عليه
- من قال أنه تخلى عني ؟
لم يحتمل كايبا الأزعاج أكثر فنادى على رولاند المسكين ليخرجهما أما هو فواصل عمله و قد ركز على أحد الملفات هامسا " لدينا صفقة الليلة "
و في الليل و أمام حانة عريقة , توقفت سيارة فخمة نزل منها شابان أنيقان و دخلا و جلسا عند أحد الطاولات القذرة و أخذ أحدهما يراقب المكان باستغراب و الآخر جلس ينظر باشمئزاز للسكارى المنتشرين في أنحاء المكان .
- بما يمكن أن أخدمكما سيديّ ؟
فأجابها المستغرب دون أن يلتفت إليها : نحن ننتظر رجلا
- و أنت سيدي ؟
فالتفت إليها الشاب بغضب : ألم تسمعي ؟ قال ننتظر
تراجعت للخلف و هي ترى تلك الملامح ثانية و قد عادت إليها ذكريات الصباح.
- سيتو كايبا
استغرب أنها تعرف اسمه و حين وقف و اقترب منها ليدقق النظر عرفها و استغرب من هيأتها المثيرة و قال ساخرا
- لا عجب أنك وقحة , لا أستغرب ذلك من ( تم التحرير من قبل المشرف ) في حانات رخيصة كهذه
لم تحتمل لوراس إهاناته اللاذعة و غافلته بصفعة لا تنسى .
لم يشعر الشاب الآخر بشيء و لكن حين التفت لم يفهم ما حل بكايبا الذي ينظر باتجاه الفتاة كالوحش فاستدار لها كي يفهم السبب.
- لوراس ما الذي تفعلينه هنا بهذه الثياب ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى .