PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : [ خاطرة ] بِـــئـرٌ مـعـطِّـلَـة



أَثِـيل
02-03-2015, 17:05
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=2060839&d=1425311778

صوتٌ جاسَ في الضباب
شمعةٌ أفاقَ سناها من ليلِ الانتظار
قالَ حبيسُ البئرِ يا منقذي مدّ لي حبلاً
قافلةُ الإيابِ تاهتْ في الأرضِ اليباب
صعدَ الرجاءُ مبللاً بالدمع
عادَ الرجاءُ يقلّبُ الكفينِ منكسرا

كأنّ الصوتَ ملحٌ وذاب
كأنّ الصوتَ من نسجِ السراب
بكى أملَه المُجهض
بكاه بدمعٍ كليلٍ أُجُاج

نادى : أيا أيوبَ صدري لا تنم
إنّ بعضَ النومِ موتٌ و اندثار
و ارعَ ما أبقته منّي السنينُ العجاف
أيوبُ إنّي لا أرى مُنجدي و الضُرُّ قد شفّ خافقي
بالله قلْ لي
أينَ تُراه المنفذ ؟! أينَ تُراه النور ؟!

.~.

ذكرى من الوجعِ المريرِ تنزّ في صدره
تحشدُ الظلمَ و القهرَ و الجوعَ و البردَ من ليله
تنثرُها أمامَه ثم تقولُ كعرافةٍ قد قرأتْ سرَّه

إنّ زمانكَ يا ولدي لن يترك فرحةً بتول
سيقذفكَ بالويلِ و الثبور
ستشتهي الغيثَ لدهور
ستسير أربعينَ عاماً في التيه و حريقٌ في جراحكَ يمور
ثم تسقطُ سهواً من ذاكرةِ الزمانِ كأنكَ لم تكون

قالَ و الخوفُ يُرعده : حسبكِ يا ابنةَ أمسي
لا تصبّي على قلبِ المُعنّى من حميمِ الهمسِ
قدري أعرفُه
حجارُ البئرِ تشهدُه
ما مرَّ يومٌ إلا و أنا أندبُه
أواه ، ما للبئرِ تكادُ تطبقُ فكّها ؟!
قد استشرى لعَمري غِلُّها
إنّي أرى موتي في عينها

أيوب .. أيوب
أينَ تُراه المنفذ ؟! أينَ تُراه النور ؟!

.~.

نملةٌ وقعتْ في أسرِ عنكبوت
ظلّتْ تصارع ُو تصارعُ الموت
دُهشَ الحبيسُ ، كيفَ أرادتَ النجاةَ و لا سبيلَ إلا الموت !

جاءَ الصوتُ يقدحُ الأعماق ، يُزيحُ الظلماءَ عن قلبِ السجين
إنّكَ مسكينٌ مسكين

حيّ أنتَ و لا علمتَ أنَّ سرَّ الحياةِ في الكفاح !
و أنّى تعلمُ وعيناكَ تبصرانِ البعوضةَ فيل ؟!
تَضجّ بالشكوى و الأنين و الدمَ على القميصِ أنتَ أنتَ سفحتَه
عجوزُ البكاءِ فتحتْ لكَ بابَها فدخلتَ و حثوتَ الترابَ معَ الحاثين

هل فكَّ الحزنُ يوماً سجنَ الحمامة ؟!
هل أعادَ للخنساءِ صخراً أو أعادَ حجراً مِنْ غرناطة ؟!
لو بكيتَ العمرَ كلَّه لن يبعثَ النحيبُ أملاً بات التراب مُقامَه

عبثاً تظنُّ الأماني تفتحُ ذراعيها باسمةً أو تقولَ حيّهلا
أو أنَّ سيلَ الخطوبِ سيوقفُ عرمرمَه
عبثاً تنتظرُ منقذاً و حبلُ الوصولِ معك
احمِلْ عزماً و أهوي به فوقَ المستحيل ، قُتلَ اليأسُ ما أكذبَه

قمْ و اقرأ على حجارِ البئرِ سورةَ الزلزلة
فإذا هي تنَاثرُ كالهشيمِ تذرُوه الحقيقةُ المحجّلَة

و امضِ..
تهزُّكَ الريح ، تصفعُك ، تَحنيك

و امضِ..
أطياف التائهين تجذبُ قدميك
غناءُ عروسِ البحرِ يناديك

و امضِ..
نورٌ من السماءِ سيأخذُ بيديك


ذاكَ المنفذُ .. ذاكَ المنفذ..

اغنار
02-03-2015, 17:09
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=2060841&d=1425311778


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حالكم أهل الشعر والخواطر؟

بين أيديكم خاطرة بسيطة كتبناها من القلب،
وتركناها تخرج كما تخرج الأنفاس المترحة في تنهداتنا إثر يومٍ طويل ومضنٍ.

وهي مشاركة في مسابقة: رحلةٌ أدبيّةٌ إلى كهـفِ مُظلم ~ (http://www.mexat.com/vb/showthread.php?t=1117848)

.~.

عندما يحاصرنا الزمان ويضيق علينا الأفق لابد وأن نجد منفذاً يعبر بنا إلى الخلاص،
وتلك الخاطرة كانت منفذنا في التعبير عما في داخلنا،

ظلام الليل يقشعه الضياءُ
عظيم الكربِ يمحيه الرجاءُ
فيا نفسي أفيضي بالدعاءِ
إلى رب قدير يستجيبُ

.~.

أمنياتنا أن يصل وقع ما كُتب إلى قلوبكم،
لعل بوسع قلوبنا جميعاً أن تلتقي سوية وتتهامس فيما بينها بعذوبة ورقّة دون حاجة لوساطة حبر أسود أو لكلمات منمقة ومنتقاة.


الفريق الثاني
أثيل واغنار

جبل الأمل
05-03-2015, 17:12
أثيل
واغنار

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخباركن غالياتي...؟

بدائع المعنى تنبثق من حسن الحرف لديكن

مفردات سلسة وتصويرات آخاذه

وأقلام تشهد الأحبار بجاذبية ما تنزف به

مبدعات يا جميلات

بارك الله بكن

levi-chan
11-03-2015, 16:57
رااائع ! ماشاء الله تبارك الله ::سعادة::

أَثِـيل
23-03-2015, 02:05
أثيل
واغنار

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخباركن غالياتي...؟

بدائع المعنى تنبثق من حسن الحرف لديكن

مفردات سلسة وتصويرات آخاذه

وأقلام تشهد الأحبار بجاذبية ما تنزف به

مبدعات يا جميلات

بارك الله بكن

و عليكِ السلام يا طيبة
بعض الردود كلماتها معدودة و لكن أحرفها تفيض حسنا و رقة
أشكرك من القلب :036:


رااائع ! ماشاء الله تبارك الله ::سعادة::

الله يسلمك و يحفظك :)

Јeaη Valjean
29-03-2015, 22:40
قالَ و الخوفُ يُرعده : حسبكِ يا ابنةَ أمسي
لا تصبّي على قلبِ المُعنّى من حميمِ الهمسِ

راودتني حروف كأنها وليدة قارئ متميز
ومثقف محنك في علوم شتى
أحببت نسجكم الذي يتباهى بمفرداتٍ عتيقة ومعانٍ سامية في حلة بهية
لايماثلها نسج
ورغم الإيحاءات المتعددة أبصر هنا إبداعًا لايروقه إلا قارئ متفرغ متأمل
يقفز بين السطور بتأنٍ وتفكير عميق
على عكس البئر الذي رُسِم بالصورة
أما التنسيق فهو أخّاذ ماشاء الله
سلمت تلك الأنامل وسلِم ذلك الفكر .

×hirOki×
17-05-2015, 18:01
يا إلهي ماهذا !
وهج مشع انبعث من هناك ليغشي عيني ويبصرها في الوقت ذاته
كأنها آلة سحب إلى العوالم حيث نشاء ، آلة أكثر تطورا من آلة الزمن التي باتت قديمة
صدقا ـ هل اعاد الحزن والبكاء صخرا أو شبرا من غرناطة
أخيرا أتأوه وأبتسم ، أقلد اولئك الأقوياء ، الذين يبتسمون رغم لذوعة دموعهم النقية

LO! FANCY
07-06-2015, 05:01
أراني أبصر حروفًا تُنافس حُلل السماء بالجمَال !
كعسجدٍ يتألقُ بين الظِلال ..
أو كسنَا شمسٍ بأفنَان ..
ودقٌ يروِي عطشَ ظمآن ..

ماشاء الله تبارگ الله ..
مفردات غاية بالجمالِ والكمال،
أسلُوب ذو ألحَانٌ تتراقصُ فِي الأذهَان ..


حقًا ندمتُ أننِي تأخرتُ بقراءتِها ><"
دمتُما بخَير ..~