أنا هنا يا أخي

[Asaiamo]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرحباً جميعاً
مكساتين ومكساتيات
توقف صاحب القصة وجميع اعضائها المشاركين عن الدخول والكتابة
ولهذا نويت ان اكمل انا تلك القصة العزيزة علي
ونقلتها لموضوع خاص حتى يسهل عليا التعامل معها

̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴ ̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴ ̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴ ̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴ ̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴ ̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴

والقصة عن:

فتى أكتشف فجأة أن له أخ أكبر يكبره بعامين فقط وسيحاول مع أصحابه وأصحاب أخيه تعريفه بنفسه كصديق ثم كأخ لكن حصلت مشكلة عطلت خطة الفريق وكشفت عن شر من نوع غريب يبقي الأخوان بعيداً على الرغم منهما فكيف سيتصرفون ليعودوا معاً دائماً؟

̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴ ̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴ ̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴ ̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴ ̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴ ̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴

الشخصيات هي:

1- مازن
http://i1055.photobucket.com/albums/s520/asaiamo/Bro/6450627063206460.jpg

2- جلال
http://i1055.photobucket.com/albums/s520/asaiamo/Bro/62C0644062706440.jpg

3- رهف
http://i1055.photobucket.com/albums/s520/asaiamo/Bro/631064706410.jpg

4- انس
http://i1055.photobucket.com/albums/s520/asaiamo/Bro/623064606330.jpg

5- وليد
http://i1055.photobucket.com/albums/s520/asaiamo/Bro/6480644064A062F0.jpg

6- دانة
http://i1055.photobucket.com/albums/s520/asaiamo/Bro/62F0627064606290.jpg

̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴ ̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴ ̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴ ̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴ ̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴ ̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴

7-فادي
http://i1055.photobucket.com/albums/s520/asaiamo/Bro/6410627062F064A0.jpg

8- هادي
http://i1055.photobucket.com/albums/s520/asaiamo/Bro/6470627062F064A0.jpg

9- هنا
http://i1055.photobucket.com/albums/s520/asaiamo/Bro/647064606270.jpg

10- كريم
http://i1055.photobucket.com/albums/s520/asaiamo/Bro/6430631064A06450.jpg

11- حنان
http://i1055.photobucket.com/albums/s520/asaiamo/Bro/62D0646062706460.jpg

12-حلا
http://i1055.photobucket.com/albums/s520/asaiamo/Bro/62D064406270.jpg

̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴ ̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴ ̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴ ̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴ ̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴ ̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴

13- السيدة مجيدة
http://i1055.photobucket.com/albums/s520/asaiamo/Bro/645062C064A062F06290.jpg

14- رامز
http://i1055.photobucket.com/albums/s520/asaiamo/Bro/6310627064506320.jpg

15- يزن
http://i1055.photobucket.com/albums/s520/asaiamo/Bro/64A0632064606340631064A06310.jpg

16- سلمى
http://i1055.photobucket.com/albums/s520/asaiamo/Bro/6330644064506490.jpg

17- غازي
http://i1055.photobucket.com/albums/s520/asaiamo/Bro/3_1.jpg?t=1425080749

18- رائد
http://i1055.photobucket.com/albums/s520/asaiamo/Bro/biblioteca-1.jpg

19- ريان
http://i1055.photobucket.com/albums/s520/asaiamo/Bro/631064A062706460.jpg

20- لماح
http://i1055.photobucket.com/albums/s520/asaiamo/Bro/63106270626062F0.jpg

21- هدى
http://i1055.photobucket.com/albums/s520/asaiamo/Bro/28_01_14139093792640496.png?t=1425080754

̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴ ̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴ ̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴ ̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴ ̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴ ̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴̴

22- السيد عادل
http://i1055.photobucket.com/albums/s520/asaiamo/Bro/3.jpg

23- أكمل
http://i1055.photobucket.com/albums/s520/asaiamo/Bro/a.jpg

[بنزو آل]

شكله القصة بتطلع حلوة

أكثر شخصية راق لي شكلهم هم مازن و انس و فادي و جلال

في أنتظار الفصل الأول

[Asaiamo]

شكراً لك بنزو
واتمنى ان تعجبك القصة كما اعجبتني
سانشر الفصل الاول بعد قليل

[Asaiamo]

يسمع صوت جرس عالٍ في الصباح الباكر في حي هادئ يخلو من الأصوات إلا صوت منبهات كثيرة جداً أستيقظ أهل الحي كله وذهب جميع الكبار إلى عملهم وأستعد الصغار لأستقبال باص المدرسة ماعدا بيت واحد مايزال هادئاً قليلاً في هذا الحي الهادئ وفي البيت الذي ما يزال هادئاً وقفت مرأة جميلة على باب غرفة من غرف البيت مملؤة تلك الغرفة بأدوات دراسة وأدوات كتابة أيضاً ومعلقةٌ صورةٌ على أحد الجدر لرجل يعزف على ألة الهرمونيكا ويغمز بعينه فمن ينظر إليه يظنه ناظراً للفتى النائم على السرير ممسكاً بنفس الألة وهو نائم وبمجرد رؤيتها لوضع الفتى على هذا الحال فتقدمت منه وهزته بسرعة ليستيقظ ونادته باسمه
السيدة: فادي ... هيا أستيقظ.
فقام الفتى مسرعاً متجهاً نحو الصورة في قلق ورفع الألة أمامه وقال لصاحب الصورة ليبدو شعره الفضي الغير منظم وعينه اليسرى الذهبية بعد ان قلد الصورة وصاحبها
فادي: صباح الخير يا أبي هاهي ألتك بخير
فنظر فادي لوجه الصورة ليجد بسمة والده واضحةً فيها فيبتسم بدوره وألتف للجهة الأخرى متثائباً وقال
فادي: صباح الخير يا أمي.
ورفع نظره لها ليرى في عينيها نظرة لوم فأنتقلت النظرة منها لفتى أطول بقليل من ذاك الفتى فادي يملك شعراً أسود ويقف بباب غرفة في بيت بحي آخر يبدو مثل سابقه لكنه بعيد عنه وكأنهما في اتجاهان مختلفان لم يكن لرنين جرس المنبه أي تأثير على اجواء المكان لكن أستيقظ بيت واحد في وقت مبكر أو شبه أستيقظ لينظر الفتى اسود شعر ازرق العيون لرجلٌ ناعس وهو يقف إلى جانب سريره ويوجه الفتى كلامه في لوم للرجل
الفتى: أبي بتلك الطريقة ستتأخر عن عملك فلما أنت نائم إلى الآن؟
فرد الرجل في خجل من نفسه
الرجل: أسف يا بني سامحني مازن كان علي أنا أن أوقظك وأن أعد الإفطار لكن الأصوات من بيت الجارة الجديدة كانت مزعجة ليلة البارحة.
مازن: أعلم يا أبي والآن هيا فلقد أعددت الأفطار...
فنظر مازن مبتسماً في تحدي لوالده وأكمل كلامه
مازن: ..فأنا لن أفطر وحدي.
فابتسم الأب لابنه ودفعه خارجين من الغرفة لطاولة الطعام وعلى الطاولة جلست والدة فادي ثم فادي وبدئت الأمور تسير بشكل أسرع فأنهى كلا الفتيان تحضير أشيائهما وأرتداء ملابسهما لكنهما يشعران بوجود شيئاً أو شخصاً غريباً في المكان فكذب كلاهما شعوره لاستعجلهما وخرجا من منزليهما مع توديع أهليهما لهما وركبا باصي المدرسة ووصل كلاهما للمدرسة معاً لكن لم ينتبه أحدهما للآخر لينظرا فقط لبوابة تلك المدرسة المعلقة عليها لافتةً تقول {مدرسة الامل} وصعدوا للدور المخصص لصفوف المرحلة الثانوية من تلك المدرسة الكبيرة وفي بداية الدور وقف أحدهم وبدا عليه أنه ينتظر قدوم صديقه لكنه ألتقى بمازن فأوقفه بسرعة وكأن لديه خبر مهم
الفتى: مازن.
مازن: هادي ماذا هناك؟
هادي: أظن أن لدينا حفل الليلة أليس كذلك؟
مازن: نعم.
هادي: وأنا لدي إختبار بعد يومين.
مازن: حسناً إذاً سأتي أليك غداً لكن استعد فالأمر يحتاج لبعض التركيز.
هادي: لا تقلق فأنا دائم الأستعداد.
صوت: لمستك.
صدر هذا الصوت الأنثوي من خلف مازن وفاجئه وألتف ليجدها فتاة بنفس طول الفتى في الجهة الاخرى ذات شعر بني قصير وعيونها ال الجميلة مع بسمتها اللطيفة قدما من السحر ما يكفي مازن لليوم بطوله فزفر ثم ابتسم لها وقال هادي في تذاكي
هادي: لا أعلم كيف قبلوا بكي في المدرسة كان من الأفضل أبقائك في الحضانة مع الأطفال هنا.
فتجاوزت هنا مازن مع ابتسمتها لكن بمجرد وصولها له تغيرت نظرتها للغضب وقالت صارخة في وجه هادي
هنا: وإلى أين ستذهب أنت ستبقى في حضن ماما!
وكان الشجار بينهما سيشتعل ووجد مازن أن من واجبه إيقافه فأمسك بهنا ليبعدها عن هادي الذي لم يتوقف عن مشاجرتها إلا عندما قال مازن له
مازن: هادي توقف عن هذا الشجار حالاً وإلا سيكون عليك نسيان مخطط الغد.
فتوقف هادي وهنا عن الشجار وزفر مازن ثانيةً زفرة إرتياح
مازن: هكذا أفضل سأذهب أنا الآن لصفي لا تنسى حفل الليلة وأعد للغد جيداً.
ثم أقترب خلسةً من هنا وأصبح الفارق بينه وبينهما مليمترات قليلة فقال
مازن: وإلى اللقاء هنا لمستك.
ووضع إصبعه على جبهتها دافعاً إياها وأكمل طريقه لصفه وعادت هنا لأخيها فسئلته مستفهمة
هنا: ما هي خطة الغد بينك وبين مازن؟
هادي: شيءٌ للفتيان ... فما شأنك؟
فأمسكت هنا بأذن هادي وقرصته منها وقالت في ثقة وكأنها صارت أمه
هنا:أخبرني الآن ما هي خطتك.
وفي تلك اللحظة مر فادي بجوارهما لكنه لم يقف للتحدث معهما أو ليرى ما فيه صديقه وتوجه مباشرة لمازن الذي أوقفه أحد المعلمين وكان المعلم قد أنهى ما لديه من كلام وكان مازن على وشك المغادرة لصفه حتى سمع نداء فادي له
فادي: مازن.
مازن: مرحباً فادي.
فادي: كيف حالك اليوم؟
مازن: بخير من دون مشكلات .. صحيح .. أخبرني هادي أن لديكم أختبار بعد يومين ... ترى هل أنت مستعد؟
فادي: بصراحة أتيت أطلب إليك مساعدتي في هذا الأمر .. هلا أتيت اليوم وساعدتني على المذاكرة؟
مازن: اليوم أنا لدي حفل الليلة.
فادي: أرجوك أعتبرني شخص قريب لك ويطلب منك المساعدة.
مازن: همممممممم حسناً ما هي المادة التي ستختبرونها؟
فادي: الكيمياء أعلم أنك تحب تلك المادة.
مازن: نعم . حسناً إذاً . سأتي لكن بعد نهاية الدوام بساعة .. أي الساعة الثالثة ... وسأراجع معك الكيمياء لساعتين لأن الحفل في الثامنة. هل هذا جيد؟
فادي: هذا أفضل بكثير من أن أذاكر وحدي.
مازن: حسناً . أسمح لي .. سأذهب لصفي الآن وفي فترة الاستراحة سنلتقي لتصف لي عنوانك ... إلى اللقاء.
فادي: إلى اللقاء..
فابتعد مازن عن المكان ذاهباً بأتجاه صفه بينما فادي بقي مكانه وبعد ابتعاده بالقدر الكافي قال مكملاً
فادي: يا أخي.
ثم ألتف ليجد هنا أمامه وخلفها هادي بعينيها أسئلة كثيرة منها لما لم تلقي السلام علينا أنا وأخي عندما مررت بنا مما جعله يتوقع شجاراً معها فقال محاولاً تهدئة الأمور
فادي: هنا سألتقي بمازن اليوم وسأخبره بالحقيقة.
هادي: ماذا تقول؟
صوت: اليوم لدينا حفل فكيف ستلتقيان يا فتى؟
وأتضح أن القائل كان فتىً طويل بدا في نفس عمر مازن بعض الشيء الذي بدى مستنداً على أحد الجدران إلى جوار ثلاثتهم بشعره البني وعينيه البنيتان ايضاً فقال محيياً لهم
الفتى: مرحباً يا جماعة الأطفال مرحباً هادي.
هادي: مرحباً وليد.
وليد: أخبرني أيها الصغير .. ما هي الحقيقة التي ستخبرها لمازن؟
فشعر فادي بأنه قد حوصر فدفع صديقيه بعيداً عن مكان وليد وألتف إليه قائلاً
فادي: سأخبره حقيقة كوني لا أعرف شيئاً في الكيمياء .. أستئذنك ... إلى اللقاء.
فأبتعد فادي دافعاً أصدقائه وتحرك وليد لصفه هو الآخر وعند باب الصف عند مازن كان هناك فتاً واقفاً عند الباب بشعه البني الطويل وعينيه الزرقاوتان ورأى حيرة وليد بعد كلامه مع فادي فقرر سؤاله
الفتى: ما الأمر ما الذي قاله الفتى وتسبب في حيرتك لهذا الحد؟
وليد: أنس .. لقد قال أنه سيطلع مازن على حقيقة ما اليوم عندما سيذهب مازن إليه.
أنس: ماذا بك؟ وما الذي قد يقوله فادي لمازن فيقلقك لهذا الحد؟
وليد: لا شيء.
أنس: أنت أقلقتني أنا أيضاً يا صديقي .. لكن كيف سيذهب مازن لفادي وهو لديه حفلاً اليوم؟
وليد: أن مازن يستطيع تدبير مواعيده ولا يحتاج لسكريتيرة.

يتبع

[Asaiamo]

(متابعة) الفصل الأول

وعاد كلاهما للابتسام بعد أن أشار وليد بعينيه ناحية فتاة كانت تجلس خلف مازن تماماً بشعرها الطويل الأسود وعيناها الرماديتان رؤها من نافذة الصف المطلة على الممر فدخلا للصف لتواجههما بوجهٍ بدا منزعجً من إشارتهما إليها فسئلتهما

الفتاة: لماذا كنتما تتحدثان عن مازن؟
أنس: رهف تعلمين أن مازن مشهور فما الذي يمنعنا من الحديث عنه!
رهف: حسناً سأدع الأمر يمر هذه المرة..
وكانت تسير وتعطيهم ظهرها وألتفت بوجهها وقالت
رهف: لكن المرة القادمة لن يمر الأمر بخير.
فتنفس كلاهما الصعداء ودخلوا للصف أما عند فادي فقد وصل وهنا وهادي لصفهم ودخلوه وأوقفهم فتىً من خلفهم ذا شعر ذهبي باهت وعيون بنية يساوي طوله طول فادي فجلس أربعتهم متجاورون لكن من أوقفهم كان الأقرب لمكان فادي فسئل في رغبة شديدة للمعرفة

الفتى: على ماذا أتفقت مع مازن؟

فادي: سيزوروني اليوم بعد ساعة من الدوام يا صديقي.
الفتى: هل ستخبره بالحقيقة اليوم؟
فادي: علي ذلك يا كريم .. تكاد السنة الدراسية أن تنتهي وأنا لم أخبره.
كريم: حسناً لكن أحذر فقد يصدمه كلامك.
فسكت فادي ودخل المعلم إلى الصف وبدئت دروس اليوم


لقد مرت الحصص بسرعة حتى حان وقت الإستراحة فأغلق أنس باب الصف أمام مازن ووقف عند الباب فألتف مازن ليرى من غيره بالصف ليجد أن أنس قد أبقى نفسه ووليد ورهف وفتىً وفتاة آخران مع مازن في الصف فنظر لعينيه بعيونه الزرقاء متسائلاً بلسانه

مازن: لما أغلقت باب الصف يا أنس؟ ربما يحب أحدهم الخروج من الصف.

فقامت رهف في لهفة واضحة وأجابة مازن بكل إتزان

رهف: نحن نريد التحدث إليك.

ونظر مازن لعينيها التي حاولت إخفائهما حتى لا يعرف أصل الموضوع لكن عيونها فضحت الأمر فقال غير مبالٍ متجهٍ نحو نافذة الصف المطلة على ممر الصفوف

مازن: لدينا عملٌ مهم الليلة يا شباب فلا تجعلوا تلك الأمور البسيطة تشغلكم.

وقفز عبر النافذة المفتوحة وكأنه عرف ما قد قرروا طرحه على مسامعه ونزل درج المبنى بسرعة بينما ترك أصحابه بالأعلى وحينها قال أنس بلهجة تحمل القليل من السخرية

أنس: أرأيتي يا رهف أنه في أفضل أحواله.

وأضاف حينها وليد

وليد: الأمر لم يستحق منكي بث الرعب في قلوبنا يا رهف.

ووقفت رهف والفتاة الأخرى إلى جوارها أيضاً لكن الفتاة الأخرى كانت أسرع في الرد فقالت

دانة: رهف معها حق وإن كنتم ترفضون رؤية ما أشارت له.

فرد وليد بنظرة إعجابٍ بدت معتادة منه لتلك الفتاة وقال بصوت يتخبط بين الهيام والجدية بعد نظرةً مباغتة من الفتى الآخر

وليد: أنتي محقةً يا دانة .. لكن مازن محق أيضاً فما يزال لدينا أعمال مهمة.

فقام الفتى الآخر ووقف أمام رهف مواجهاً لها وأكمل كلام وليد

الفتى: نعم .. وحال ما تنتهي أعمالنا نستطيع الراحة جميعاً وليس مازن وحده.

وحينها فتح أنس الباب وخرج وليد بسرعة قائلاً

وليد: هي للإستراحة إذاً.

وخرج أنس في هدوء خلف وليد وبعده دانة بينما تلكأ الفتى ورهف والذي أمسك بكتفيها وقال مداعباً

الفتى: ربما علينا اللحاق بالبقية فقد ينفد الوقت من دون إستراحة.

وردت عليه وهو عند باب الصف في بعض الغضب لأن أحداً لم ينتبه لما قالته

رهف: أتظن الأمر سهل إلى هذه الدرجة يا جلال؟

فأبتسم وأكمل طريقه خارجاً من الصف وقال

جلال: على الأقل هو الآن يستريح أما نحن فلا.

فضحكت رهف ضحكة خافتة لكن جلال أدركها فخرجت من الصف بسرعة خلف جلال ونزل كلاهما درج المبنى كما فعل مازن والذي كان يبحث عن فادي والذي كان الأخير يبحث عنه حتى ألتقيا فبدء فادي كلامه سائلاً

فادي: لما كل هذا التأخير يا سيد المواعيد؟

فقال مازن نافياً إتهام فادي بمنتهى الهدوء

مازن: أنا لم أحدد موعداً محدداً للقائنا في فترة الإستراحة.

فقال فادي مستدركاً تأثير كلماته

فادي: أسف إن كان كلامي قد حملك إتهاماً من نوعاً ما فنحن نضبط ساعتنا بمواعيدك.

فابتسم مازن بخجل من كلمات فادي وقال والابتسامة تملئ وجهه

مازن: حسناً يا فتى التراجعات المذهلة . هيا صف عنوانك الآن.

وأنشغل فادي بوصف العنوان ومازن بحفظه بينما كانت هنا تتحدث لهادي وكريم عن ما سيفعله فادي وعن السر الذي سيكشفه لمازن

هنا: أتمنى أن يحسن إختيار الطريقة .. فمازن فتىً رقيق الطباع.

فرد هادي عليها وكأنها تشكك في ذكاء صديقه

هادي: أتظنينه سيخطأ؟

فردت عليه سؤاله في غضب لكنها جعلت صوتها ليس عالياً

هنا: أنا أثق بفادي أكثر من ثقتي بك على الرغم من كوننا توؤم .. لكني أتمنى أن تمر الأمور بسلام.

فقال كريم حينها محاولا تهدئتها عن خوفها الواضح

كريم: لا تقلقي عليه ... ففادي سيخبر مازن بالأمر وحسب.

واجتمع أصدقاء مازن الخمسة لكن ما شغلهم هذه المرة هو التدريب لحفل اليلة فظلت رهف تشاهدهم ومعها دانة في غرفة الموسيقى حتى وصل مازن لمكان تجمعهم وطرق بأصبعه كتف رهف فنظرت خلفها ولم تجد أحداً حتى طرق مازن كتفها من الجهة الأخرى فرأته لكن بعدما ضربه شعرها الطويل فابتعد لثوانٍ تركت فيها رهف مكانها وذهبت إليه فسألته في بعض القلق

رهف: هل تأذيت يا مازن؟

فرد الفتى بعد رفعه لوجهه الذي كان قد خفضه بعد صدم شعر رهف له

مازن: لا ..

وابتسم بعدما اتضح مزاحه معها فغضبت قليلاً مع أبتسامة ماكرة خلال إكمال مازن لكلامه

مازن: . هل خدعتي؟

فقامت تاركةً له متجهتاً لغرفة الموسيقى وبمجرد دخولها أغلقت الباب حتى لا يدخل مازن خلفها فدق جرس إنتهاء الإستراحة فنظرت دانة من نافذة الغرفة المطلة على ساحة المدرسة لترى الطلبة يصعدون وفجأة قفز مازن أمامها ليخبرهم بإنتهاء الاستراحة وصعد للصف فصعدوا بعده وبعد الجميع صعد المدرس المسؤول عن الصف ومرت الدروس سريعاً أيضاً بنفس سرعة سابقتها لكنها كانت أثقل لكن أحداً لم يستسلم لوطأة ثقلها وأنتهى اليوم الدراسي فخرج فادي من صفه بسرعة ناحية صف مازن الذي كانت المعلمة لم تتركه بعد لكنها كانت تنهي ما لديها ونظر فادي للصف ليرى الجميع وكأنهم نياماً إلا مازن ورهف التي تجاهد للبقاء يقظة حتى تكون مثل مازن والمعلمة الجديدة على المدرسة لم تكن كبيرة جداً لكنها كانت جميلة جداً برأي بقية الأساتذة المعلمون وقالت المعلمة آخر كلماتها قبل فتحها لباب الصف

المعلمة: حسنا لا تنسوا الفرض غداً فأنا أريد تصحيحه في الغد كمراجعة على ما فات.

فأجابها مازن بعدما لاحظ عدم مبادرة أحد للإجابة

مازن: حسناً يا آنسة سيعد الجميع فروضه لكن تفضلي هذا فرضي.

وابتسم مازن وهو يسلم فرض اليوم للمعلمة التي أستغربت في البداية لكنها ابتسمت معقبة على فعله

المعلمة: أنت فتى رائع يا مازن.

وداعبت شعره بيديها وهي تهم بفتح الباب لتجد فادي أمامها ولأنها تراهما متشابهان فقالت

المعلمة: ليت هذا الفتى مثلك.

وداعبته بنفس الطريقة وبعدها تركته متجهةً للدرج بينما ألتف فادي ليرى نظرةً غريبة في عيني مازن فضحك قائلاً

فادي: أتمنى ألا أكون ثقيل عليك.

فابتسم مازن بلا مبالاة بما قاله فادي وأجابه معطياً إياه ظهره داخلاً لمكانه في الصف بينما خرج بقية طلابه

مازن: لو أنك ستثقل علي بالمذاكرة معك لأخبرتك يا فادي ..

فابتسم فادي محاولاً الإبتعاد عن جموع الطلاب الخارجة من الصف لينظر بعد خروجهم للصف ليرى مازن وأصدقائه الخمسة هم الباقون الوحيدون في المكان وألتف مازن مواجهاً ليكمل ما يريد قوله

مازن: فأنت كأخي يا هذا.

وتسمر فادي في مكانه بذهول فاق الحدود وخرج الجميع من الصف خلف مازن الذي ألتقى بهنا وهادي وكريم وقد ألتصقوا بالجدار بعد دخول فادي للصف فلم يقل شيئاً فهو يعلم أنهم ينتظرون فادي الذي بدا له غارقٍ في بحر ليس له شواطئ وبعد خروجهم دخلوا ليعيدوا صديقهم لشواطئ فكره وكانت البادئة هي هنا

هنا: فادي هل أنت بخير؟

وعاد فادي بنظرة غريبة تشبه تلك التي يتبادلها مازن ورهف وقال في هدوء سائلاً

فادي: هل سمعتم ما قاله لي آخراً؟

فبادلته هنا نفس النظرة ورد كريم على سؤال صديقه

كريم: هذه بداية جيدة ومحفزة.

وقال هادي بصوتٍ يملأه الأصرار وكأنه عتيد في النصح

هادي: عليك بإخباره بالأمر اليوم يا صديقي.

فنظر لهادي في قوة وقال بحماس

فادي: سأفعل.

وخرجوا جميعاً من الصف ثم من المدرسة وتركهم كريم قبل منتصف الطريق أما عن هنا وهادي فقد قررا مساعدة فادي في إعداد المنزل لإستقبال ضيفه فوالدته ما تزال في العمل وهي ستعود عند الساعة الخامسة فكانوا يريدون الإسراع في كشف السر لمازن الذي أعتقده الجميع لا يعرف بما ينتظره وعاد مازن لبيته ليجد والده نائماً وقد نظف البيت تماماً والساعة تشير للثانية وربع وقرر إيقاظه

مازن: أبي هيا قم أنها الثانية وربع.

فقام الأب متكاسلاً وكأنه لن يفعل شيئاً بعد أستيقاظه وقال لمازن في صوت مملوء بالنعاس

الأب: دعني أنام لربع ساعة أخرى.

فقال مازن وكأنه قاهر النعاس الوحيد في العالم لوالده يستحثه للقيام

مازن: أبي أنسيت العمل أم ماذا؟ .. ستمر السيارة بعد نصف ساعة وأنت لم تتناول طعام الغداء بعد .. لا بالعمل ولا بالأكل.

فأشار الأب للمطبخ الذي بدا أنظف من مطبخ أي أمرأة أخرى وقال وهو يحاول متابعة النوم رغم إصرار مازن

الأب: إن الطعام هناك أنا لا أريد الأكل.

فقال مازن في ضجر من محاولات والده البائسة لإكمال النوم الذي غلبه

مازن: أبي أرجوك لن تقدر على العمل ما لم تأكل.

فقام الأب مستسلماً ليمسك ساعةً إلى جوار سريره موضوعةً على منضدة صغيرة إلى جوار السرير ليرى الساعة فيقوم مسرعاً لإعداد نفسه للعمل فيرتدي زيه ليبدو شرطياً وسيماً نوعاً ما إلا أن علامات التقدم في العمر واضحةً عليه

[* رحيق الأمل *]

حجز

[بنزو آل]

القصة حلوة زي ما توفعت

أعجبتني شخصية هادي أكثر شي

مازن و فادي هم الأخوان صح ؟

وش اللي عنته رهف و يدرون عنه البقية ؟

انتظر الفصل الثاني

[Asaiamo]

بعد إنتهائه من إرتدائه لملابسه فقد بقيت ربع ساعة على موعد عمله خرج والد مازن من غرفته لغرفة الطعام ليجد مازن قد أعد الأطباق لكليهما وبدء الأب بالأكل بسرعة وسئل مازن في شكل مضحك فهو يتكلم وهو يأكل

- هل أخذت أدويتك اليوم؟


فرد مازن الذي يكتم ضحكته بصعوبة مبتسماً وهو يتناول طعامه لكنه انتظر حتى ابتلع أبيه طعامه وقال له في أبتسامة طفولية

- لا تقلق يا أبي لقد أخذت دوائي واتذكر موعد الفحص الشهري.


وأنهى والده الطعام سريعاً ودخل بأطباقه للمطبخ فغسلها وبعده دخل مازن ليغسل أطباقه أيضاً فسئله الأب مباغتاً

- ما هو برنامجك لليوم غير الحفل مساءاً؟


فابتسم مازن وألتف يواجه أبيه ليخبره بما لديه في برنامجه

- لدي موعداً في الثالثة مع صديق لإساعده في مذاكرة الكيمياء وبعده ساعتين لفروضي وفي السابعة سأذهب لجلال لنعد للحفل فهو في الثامنة.

ثم عاد لإكمال ما يفعل في نظرة حزن ملحوظة وقال سائلاً والده

- ألا تستطيع المجيء يا أبي؟


فتحرك الأب حتى وصل لمكان مازن ووضع يده على كتفه وقال في بعض الحزن

- أسف يا بني فأنت تعلم مصاعب العمل.


وكان مازن قد أنهى غسيل الأطباق وقد كان يرفع يده ليضعها في مصفاة الأطباق وقال وكأن الحزن لا ينفع في شيء

- أعلم يا أبي ..


ثم ألتف ليحتضن والده وأكمل


- . كم أتمنى أن تأتي ولو لدقيقة واحدة.


فقال الأب بأبتسامة أراد بها إزالة نبرة الحزن من صوت ابنه

- وأنا أيضاً .. لكني أعلم بمقدار نجوميتك الحقيقية عن الجميع.


فرد مازن بضحكة عابثة وقال


مازن: نعم يا حضرة الضابط.


وأشار للساعة خلف والده وكان الباقي من الزمن ثوانٍ قبل وصول السيارة التي ستقله للعمل فانتبه للساعة وترك الفتى بعد تركه لقبلة على جبينه شعر مازن بعدها بسعادة كبيرة وأخذ والده حقيبة من دولابه وهبط بسرعة ليجد السيارة قد وصلت وكان مازن يرقبه من الأعلى حتى رحلت السيارة فأعد هو الآخر نفسه للذهاب لبيت فادي


كان فادي يرقب الساعة في كل خطوة يخطوها وفي كل فعل يفعله بقلق من ما أقدم عليه حتى أقتربت منه هنا لتراه على حاله هذه فأقتربت أكثر وجعلته يجلس على أريكة في غرفة الأستقبال وجلست إلى جواره دون ما نطقه ولو بحرف واحد ولا حتى هي نطقت فكان كل ما يحصل هو بعض النظرات من هنا وبعض الإلتفافات من فادي بعيداً عن الساعة ليرى عينيها ثم يعود للنظر للساعة حتى رأى الساعة تقارب الثالثة إلا خمس دقائق فقال في خوف بالغ يدرك لمن يوجهه


- أنه قادم بعد خمس دقائق ... أنا خائفٌ من تلك المواجهة.

فأجابت هنا بعيونها الحانية وقالت بمنتهى الهدوء

- لا تقلق فعليك مواجهته أياً كانت النتيجة.


وسئلها فادي بسرعة وبعض القلق

- أتظنينه لا يعلم بالحقيقة؟

فنظرت هنا نظرة ثابتة لعيني فادي لتطمئنه وتجيب سؤاله الذي تعتقد بقدرته على إجابته بشكل أفضل منها بمرات

- أنه بالتأكيد لا يعلم وإلا لما قال ما قاله اليوم ..

وقامت وأعطته ظهرها لتقوم بتنظيف المدخل وطاولته ذات إطارات الصور فأكملت

- وعليك أنت أن تخبره بما خفي عنه لسنين وأن تستعد للصدمة التي سيتلقاها.

وبعد ثوانٍ خرج هادي من المطبخ وقال صارخاً يكلم هنا

- لما إختارتي أن أقوم أنا بإعداد العصير؟

نظرت هنا نحوه بنظرة ثقة وقالت تغيظه

- لأنك لن تستطيع تنظيف هذه الأتربة.

وانتبه فادي أن الوقت قد كان يركض بسرعة والوقت الآن هو الثالثة إلا ثوانِ فقال محاولاً دفع كليهما للخروج سريعاً

- الساعة قد قاربت على الثالثة حان وقت رحيلكم.


وبدء بدفعهم وأستجابة هنا بكل رضا وهادي أيضاً رغم مقاومته قليلاً وبعد خروجهم بثوانِ قد طالت على فادي وحده رن جرس البيت ليبتسم بغرابة ويذهب لفتح الباب ليجد مازن فيقول في سعادة

- لقد أتيت في موعدك تماماً يا صديقي.

وأشار لمازن بالدخول حتى لوحظ الشبه الكبير بينه وبين فادي في لحظة وقوفهما متواجهان بعد تقدمه بخطوة داخلاً للمنزل ثم قال مازن

- أسف لو أني أشغلك عن فروضك يا صغير .. لكنها مواعيدي.

وأشار فادي لمازن بالجلوس على الأريكة امامها طاولة عريضة رخامية كانت موازيةً للطاولة التي صفت عليها خمس إطارات صور وقال بسرعة

- أتريد شيئاً مع العصير؟

واتجه ناحية المطبخ وكأنه لا يقدر على مواجهته فقام مازن تاركاً كتبه على طاولة أمامه واتجه نحو طاولة الإطارات وقال بهدوء

- شكراً فادي ... فلقد تناولت الغداء قبل قدومي.

فرد حينها فادي والتوتر واضحاً في صوته


- حسناً سأحضر العصير حالاً.

استشعر مازن بعض القلق من توتر فادي هذا وشعر أن هناك ما يخفيه الفتى عنه بينما كان ينظر للصور والإطارات فرفع أحد الأطر وكانت صورته بها فادي وهو طفلٌ صغير تحضنه والدته بين ذراعيها ويقف والده في الجهة الاخرى منه فخرج فادي بمنتهى الهدوء ووضع العصير على الطاولة الصغيرة ونادا مازن الذي استغرق في التفكير في الصورة التي يراها

- مازن.


كان تأثير نداء فادي على مازن مفاجئ للأخير فأسقط من يده الإطار الذي كان زجاجياً يبدو غالي الثمن وتكسر الإطار وبدا الغضب على مازن وهو يقول

- لما دخلت خلسة إلى الغرفة؟


فأنحنى محاولاً جمع قطع الإطار الكبيرة مكملاً في محاولة منه لإخفاء وجهه بعد الغضب عديم المبرر الذي أظهره برأيه

- أنا أسف سأعوضك وأشتري بديلاً له.. أحضر لي سلة قمامة حالاً.


وكان فادي وكأنه منوم مغناطيسياً ذهب لينفذ ما أمره به مازن دون ما نطقه ولو بكلمة وبقي مازن ليجمع ما نثر دون قصده من قطع الزجاج وحاول جذب الصورة من تحت عارض الطاولة لكنه جرح أصبعه وفوجئ بأن الإطار كانت به صورتان ولقد سحب الصورة التي كانت مخفية وحدثه عقله بالكثير حينها

"- لا . هذه الصور لا تخصني . فليس علي رؤيتها .. لكن ... لما خبئت تلك الصورة خلف الأخرى؟. ربما هي تحمل سراً ليس لي أن أعرفه .... لا. لا أظن سيدة بشكل والدة فادي تملك أسراراً لتخفيها ... سألقي نظرةً وحسب."


واستمع مازن لصوت عقله بصعوبة ونظر للصورة ليجد ما يجف له حلقه فالصورة حملت صدمة لعيني مازن والذي كان قد وقف موجهاً الصورة نحو الباب معطياً ظهره لبقية المنزل فما رأه في الصورة كان مفجعاً فقد كانت للسيدة والدة فادي تجلس على مقعد حديقة وتحمل طفلاً ذا شعر أسود بيديها ويقف خلف المقعد والده في مرح يلاعب طفله في يد السيدة وبعد ثوانٍ من تحديقه بتلك الصورة والصدمة واضحة لمن يواجهه فتح باب المنزل لتدخل عن طريقه والدة فادي ويراها مازن فتزداد صدمته لصدمتها من رؤيته لكنها تماسكت بسرعة وذهبت إليه لترى ما بيده فتسحب الصورة بقوة من يده لترى ما فيها ثم تقطعها وتقول في جفاء


- أذهب من هنا .. وأياك والعودة مجدداً ... ولا تتعامل مع ابني مجدداً . أتفهم؟


شعر حينها مازن بأن الدنيا تضيق بعينيه وأن مكانه ليس هنا فخرج من البيت وأغلق الباب خلفه فخرج فادي عند سماعه لصوت الباب ليرى والدته تجمع قطع الأطار وبمجرد رؤيتها له سألته بنفس نظرة مازن وكأنها رأت نظرته وشعر فادي وكأن مازن هو والدته وأنه لم يأتي إليه بعد فقالت والدته تلومه


- أين السلة يا فادي؟


وأحضر فادي السلة بسرعة فوضعت والدته ما جمعته من القطع فيها ودخلت إلى المنزل تاركةً له ليكمل تنظيف بقايا الزجاج ووجدت أكواب العصير فشربت أحداهما ثم قالت بمنتهى الهدوء وينم صوتها عن أنتصار


- عليك جمع تلك البقايا حتى أعد الغداء.


ودخلت المطبخ تحمل الأكواب بدون النظر لوجهه ليشعر بعدها فادي وكأن هناك خطأً ما فلقد كان مازن هنا وكتبه تلك التي على الطاولة فربما حصل من أمه ما جعله يذهب فهو يعلم رفضها لمازن بسبب والده فقرر طرح السؤال على والدته فدخل للمطبخ ليحضر أدوات التنظيف وألقى السؤال

- ألم تقابلي أحداً عند باب البيت يا أمي؟


وخرج من المطبخ منتظراً جوابها وبدء بلم قطع الزجاج المتناثرة فأجابت والدته بتثاقل

- لم يكن هناك أحد.


فوجد فادي بقايا الصورة التي قطعتها والدته بسلة القمامة ليجد عليها بقعة دماء فأخذ القطعة الملطخة بعد جمعه للزجاج وعاد للمطبخ لوضع الأدوات ونظر ليد أمه فلم يرى جروحاً فأبقى الجزء الملطخ معه وقلب الورقة ليرى الطفل فقط هو ما بقي من الصورة فذهب لغرفته ممسكاً ببقايا الصورة وقال


- كم أسف لك يا أخي.

[Asaiamo]

أنا اسفة
فهناك ما نسيت قوله عن هذه القصة
صحيح انها ليست من كتابتي وحدي
لكني ايضأ من الكاتبين الآساسين فيها
ولقد وضعت لمساتي الخاصة على الأجزاء قبل نشرها لكم في هذا الموضوع
{هذه ليست سرقة فإن احب احد الأفراد المشاركين السابقين في القصة ان يكمل العمل معي فأنا لن انسب فضله لي وحدي ولقد اعلنت بدايةً انها كانت مشتركة}

[Asaiamo]

ومرت سيارة مسرعة بنافذة غرفة فادي وكانت تتابعها سيارات الشرطة والتي كان بأولاها والد مازن وقد كان قلقاً من متابعة تتبع تلك السيارة المسرعة بجنون يهربون بما سرقوه ووجوههم ليست واضحة في تلك السيارة وقال الشرطي الذي يقود السيارة لوالد مازن


- لما يبدو القلق واضحاً على وجهك يا سيدي؟


فرد والد مازن برفض لقلقه الذي أستشعره فجأة بمجرد أن جرحت يد مازن


- أشعر بالخوف على ابني .. هناك ما يحصل معه.


فرد الشرطي السائق وكأنه ذا عقلين واحدٌ يفكر في ما قاله والد مازن والآخر يصر على تتبع تلك السيارة

- أظنه لديه حفلاً اليوم يا سيد عادل.. أليس كذلك؟

فأجابه والد مازن وهو يخرج من نافذة السيارة ليطلق الرصاص على إطار السيارة المتتبعة بعد تأكده من أنه لن يخطئ هدفه على الإطلاق

- نعم وأنا هنا لدي عملٌ مهم.
وأنفجر إطار السيارة الأيمن وأنحرفت نحو اليسار ودخلت لزقاق ضيق وبعدها أنحرفت يميناً وخبئت سريعاً ودخلت سيارات الشرطة خلفها فلم تجدها وخرجت سيارة السيد عادل لتقف في مدخل هذا الزقاق وخرج من السيارة ليخرج بقية الضباط من السيارت الأخرى ليسمعوا الأوامر منه


- حسناً يا شباب هم يختبئون هنا في هذا الزقاق لتبقى سيارة هنا وسيارة أخرى عند المخرج الآخر من هذا الزقاق وسيارة ثالثة عليها زيارة جميع البيوت هنا. هل هذا مفهوم؟


فرد الجميع بتحية الشرطة ثم قولهم جميعاً


- مفهوم يا سيدي.


وبدء السيد عادل العودة لصمته من جديد بينما أنطلقت بقية السيارات عائدةً لقسم الشرطة والسيارات الثلاث بدئت عملها فأستغرب الشرطي صمت السيد عادل وقرر إختراق صمته

- سيدي .. ماذا بك؟ . أما يزال أمر مازن يقلقك؟


فرد السيد عادل على سؤال السائق والقلق يبرز على وجهه

- بل أكثر يا أكمل .. مازن أراد مني حضور حفله لليوم . لكني تعللت بالعمل ... لأجد العمل اليوم أكثر من أي يوماً آخر.

فابتسم أكمل في وجه السيد عادل وقال مازحاً

- لا أظن الأمر بهذه الصعوبة .. فالعمل ليس كثيراً.

وذهب ليركب سيارته وأنتظر السيد عادل الذي ابتسم غير مرتاحاً لأستهتار أكمل بخطورة العمل فركب هو الآخر وقال لأكمل في هدوءٍ متذاكي

- أسرع إذاً فما يزال علينا تقديم تقريراً عما حصل.

وأحس أكمل من نظرة السيد عادل أنه سيجبره على كتابة التقرير وحده فبدء بمحاولة الإعتذار لكنه لن يجدي وعادا لقسم الشرطة ودخل أكمل أولاً ثم السيد عادل وقد كانت الساعة تناهز السابعة مساءً فبدء بتذكر مواعيد ابنه التي تقول أنه عند السابعة سيكون لدى صديقه جلال لإعداد ما سيقدمونه في الحفل

وكان جلال قد أعد الأدوات للتدريب قبل الحفل ولكي لا يشعر بالملل شغل جلال مقطوعةً موسيقية بصوتٍ عالٍ جداً حتى أنه لم يسمع طرق الباب ودخل من طرق الباب ليبدو رجلاً مسن يرتدي زي رئيس الخدم لكن زيه نظيف جداً وهو يضع يده على آذنيه وبمجرد أن رأاه جلال أغلق الموسيقى وسئله بإستهتار

- ماذا هناك سيد فواذ؟


فقال رئيس الخدم بتذلل للفتى جلال الذي يعامله ببعض القسوة

- سيدي أرجوك هلا أخفضت الصوت فوالدك نائم وهو سيصحوا بعد قليل ليسافر.


فضحك جلال مستهزئاً بكلام السيد فواذ لكن يبدو عليه عدم الرغبة في ما يفعله ولقد بدا غاضباً من ذكر السيد فواذ لوالده وكأن غضبه من والده نفسه ولهذا كان ضحكه ثم قال


- أعتبر أن ما أفعله هو لتنبيهه.


ثم عاد لألاته الموسيقية وبدء بضرب الدرامز بقوة وكأنه لا يأبه لمن معه في نفس المنزل وقبل أن يكمل طرقه طرق أحدهم باباً آخر لنفس الغرفة يطل على سلم خارجي شكله قديم وصدأ ففتح جلال الباب ليستقبل رهف ودانة قائلاً


- مرحباً يا صديقاتي من الجيد قدومكن قبل الموعد.


وقالت رهف بعد رفعها لشعرها على آذنها اليمنى في بعض السعادة وكأنها تسأل

- هل حقاً أتينا قبل مازن؟

فأجابها جلال ببعض المزاح

- نعم سبقتماه بدقيقتين أو دقيقة ونصف.


ورأت الفتيات السيد فواذ وهو واقف عند الباب الآخر للغرفة ورأى جلال ما تراه الفتيات فقال للسيد فواذ محاولاً جعله يخرج من الغرفة فهو يعلم كم تأذيه الموسيقى العالية


- سيد فواذ أئعددت العصير للجميع؟


فأجابه السيد فواذ بسرعة


- نعم يا سيدي .. وسأحضر الأكواب حالاً.


فخرج السيد فواذ من الغرفة والبسمة تملأ وجهه لتقدير جلال لصحته وجلست الفتايات على مقاعد موجودةً لهما وأسمائهن عليها وبعد قليل دخل السيد فواذ بأبتسامته وفي يده صينية عليها ثلاثة أكواب عصير وقال للفتى


- لقد قام والدك يا سيدي وهو مسافر ويسألك إن كنت تريد منه شيئاً.


أخذ جلال الصينية من يد السيد فواذ وكاد يجيب سؤاله لكن رهف أسكتته وردت بدلاً عنه


- أخبره بأنه يريد له السلامة.


شعر جلال وكأن رهف كانت تعلم بماذا سيجيبه ولهذا تراجع ووقف بالصينية أمام دانة لتأخذ كوبها وأغلق السيد فواذ الباب وقد إزدادت إبتسامته وعادت رهف لمكانها إلى جوار دانة ومدت يدها لتأخذ كوبها هي الأخرى لكن جلال باغتها بنظرته الغاضبة وقال

- لما قولتي ما قلته رهف؟


فأبتسمت رهف في بعض الحنان وقالت


- وهل كنت تريد أن تقول شيئاً آخر!


وأخذت كوبها من فوق الصينية فألتف جلال معطيهما ظهره ببعض الحزن ونظرت دانة بلوم لرهف التي قامت ذاهبةً لجلال ووقفت خلفه بينما كان مستنداً على الطاولة في جانب الغرفة وقالت


- أتظن أن عليك الإبقاء على معاملة والدك بهذا الشكل؟


ووضعت يدها على كتفه بعد رفعها لبعض السنتيمترات ليواجهها بوجه غاضب ويقول


- أنه يستهتر بمشاعري .. ويسافر طول السنة ويعود لشهرٍ واحد .. ليبقى في العمل وحسب . فلما يعود إذاً؟


تقترب رهف من جلال لدرجة كبيرة حتى يفصل بينهما خطوة واحدة وقالت تواسيه مستشعرتاً ما يشعر به جلال


- ليس عليك معاملته بتلك الطريقة يا صديقي ... فموت أمك ليس بسببه .. أعلم كم تتألم لفراقها ... فأنا مثلك أعيش من دونها . ومازن أيضاً . فلا تخسر الجميع.


وحينها أنطلقت أبتسامة من جلال بعد نظره لرهف وهي تقول ما قالته وسمع الجميع فجأة صوت قادم من ناحية الباب المؤدي للمنزل مستهزئاً بما يراه من جلال ورهف قائلاً


صوت: من يراكما يظنكما عاشقان يا أصحاب.


فألتف كلاهما ليروا القائل وقد كان وليد وخلفه أنس وطرق الباب الآخر ليدخل هادي وخلفه فادي الذي دخل لثوانٍ ثم خرج قائلاً لصديقه


- هادي أنا أريدك لثوانٍ ما دام مازن غير موجود.


شعرت حينها رهف بالقلق لتنظر إلى الساعة وتجدها قد تجاوزت السابعة بدقيقة وأستشعر قلقها البقية لكن هادي لحق صديقه الذي وقف على السلم الخارجي للمبنى وكان ظهره لهادي فناداه

- فادي.


فألتف فادي مواجهاً لهادي الناظر له ببعض الغضب يسئله عن قائد فريقه

- ما الذي حصل لمازن؟. ولما لم يأتي؟


فرد فادي بإستسلام وكانه يعلم ما حصل لكنه لن يخبر أحد ما لم يتأكد بنفسه


- أنا لا أعلم ما الذي حصل له .. لقد أخبرتك بما أعرف ولهذا أتيت معك لكني لا أعلم لما لم يأتي لبروفة حفل اليوم .. لكني أنتظر قدومه للحفل.

شعر هادي أن صديقه لا يعرف المزيد فقال له بهدوء دافعاً إياه للآبتعاد عن المكان

- حسناً يا صديقي سأنتظر قدومك للحفل مسائاً.



والتف هادي داخلاً لبقية الفرقة بوجه عابث ونزل فادي درجات السلم الخارجي في حالة بدت لهادي محملةً بالمعاني فأكمل هادي قائلاً قبل دخوله لبيت جلال




- . لكن ثق بأنك لن تكون بخير لو أنك أزيته.

[بنزو آل]

أم فادي ما حبيتها

ليش تعامل مازن كذا مع أنه ولدها ؟

فادي غبي يام أنه عرف شصار ليش ما طلع وراه

مازن بيموت ؟

ابوه يحس أنه فخطر و ما ضبط مواعيده

المجرمين بيصدموا مازن ؟

انتظر الفصل الجاي على أحر من الجمر

[Asaiamo]

اتمنى ان يعجبك بنزو كن
واتمنى ان تعجبك الأحداث القادمة ايضاً
لا تقلق فأنا لن اطيل

[Asaiamo]

دخل هادي لبيت جلال ثانيةً ليسود هدوءاً ملؤوه الحركة فالجميع قلق حتى أنهم اتصلوا بوالد مازن واخبروه بأن ابنه قد اختفى قبل الحفل بقليل وكانوا قد انتقلوا لمكان إقامة الحفل فحضر سريعاً وحضر معه زميله السيد أكمل وكان الجميع بحالة من التوتر والجميع يصرخ حتى خرج جلال بفكرة هادئة كانت ملازهم الأخير في حالة كهذه

- أصدقائي علينا إلغاء حفل اليوم ... لن يأتي مازن ما دام لم يأتي منذ البداية .. أنس أذهب أنت ووليد مع السيد عادل وزميله إلى بيت السيد عادل فربما مازن ما زال هناك .

ونفذ بسرعة أنس ووليد ما طلبه جلال وخرجا منتظرين السد عادل والسيد أكمل فالتفت جلال بقوة وكأنما يكاد يأكل فادي بعيونه الغاضبة لو رأاه ليقول لهادي

- . هادي ستبقى معي ومعنا الفتايات حتى يأتي صديقك .... فأنا أشك بأمره.

خرج أنس ووليد لسيارة السيد عادل وبعدهما السيد أكمل ولحقهما السيد عادل بعد أن أغرقت عيونه جلال بالأسئلة ولم يجد لها إجابة واحدة بينما حملت كلمات جلال الكثير من الألم لهادي الذي نظر وفي عيونه بعض التخاذل نحوه صاعداً لخشبة المسرح وامسك المايك وبحرفية مذهلة اعتذر للحضور عن تلك الحفلة لكن وضع احدهم يده على كتفه بشكل ارعبه فنظر بوجه غاضب نحو الفاعل فإذا به مازن لتزداد دهشته لرؤية وجه صديقه المخضب بدمع وكأنه السيل فتحرك مازن ممسكاً بالمايك من يد جلال وقال مواجهاً الناس بعد مسحه لدموعه

- أنا هنا وسيبدأ الحفل بعد دقائق.

وطلب إغلاق ستارة المسرح بإشارة من يده بينما تجمع الجميع حوله بإسئلة كثيرة لكنه ظل صامتاً حتى رأى فادي وهنا يقفان عند عمود مجاور من عواميد المسرح فصرخة عينيه بغضب شديد فهمه فادي وكاد أن يتراجع لكن جلال امسك به ودفعه لتمسك به الفتايات معه حينها فقط تحدث مازن للمرة الثانية صارخاً

- دعوه فإما أنا وإما هو هنا, فإختاروا لو شئتم التضحية بي.

وبدئت دموعه بالهطول ثانية وحاول فادي التحدث لكن عيون مازن تنهره في كل محاولة فتراجع فادي خارجاً من كواليس المسرح بينما بقيت هنا مستغربة من سوء تعامل مازن مع فادي وقالت تواجهه بقوة بعد تقدمه لخطوات لتكون امامه تماماً لا يفصلهما سوى سنتيمتر واحد

- لما تقسو على فادي؟ .. الذنب ليس ذنبه.

ومسح مازن دموعه ثانيةً وطلب لجلال الاتصال بالبقية بسرعة ليحضروا ويتموا ما بدئوه بهذا الحفل بينما حاولت الفتايات فهم ما حصل من مازن فوصل اتصال جلال لجوال أنس وكأنما أسقط احدهم الثلج عليه وعاد الجميع فكان الشباب هم الأسرع وبدئوا الحفل الذي اكتست أغانيه وألحانه بالدهشة والغضب والحزن الذي استشعرهم الجميع حتى السيد عادل الذي وقف في كواليس المسرح وهو خائف على ابنه الذي بقي واقفاً حتى آخر لحظة من وقت هذا الحفل وبمجرد أن أغلقت ستارة المسرح التف مواجهاً لهم بوجه يكسوه الإعياء سقط فاقداً وعيه بعده فحمله والده بسرعة متجهاً لسيارته وادخل مازن وركب بالجهة الأخرى ثم انطلقا وحدهما وكأنما يريد إقتناص الفرصة لينفرد بابنه ووسط الدهشة التي ملئت هذا الحفل لم تنتبه هنا لآن اخاها ليس هنا فبعد سقوط مازن قرر هادي اللحاق بصديقه الذي بقي يستمع إلى الحفل لنهايته خلف جميع الجماهير وكانت بعيونه أسئلة كثيرة لفادي وبمجرد أن لحقه وأوقفه بإلقائه لحجر صغير عليه فألتف فادي ليلقيه هادي بحجر أكبر قليلاً وهو يقول بحزن باد بوضوح على قسماته

- أنت كاذب . كاذب.

وترك فادي تلك الصخرة الأخيرة تسقط على رأسه وجرح بسببها وكان هادي قد أعد غيرها ليلقيها عليه لكن فجأة بدئت السماء تمطر بغزارة وكأنها خزنت كل المطر لتطلقه الآن فقط وبدئت دماء فادي تملأ وجهه وقميصه فألقى هادي الحجر للأرض ثانيةً وسئل صديقه بصوت تخنقه الدموع

- لماذا كذبت علي؟

لكن هادي لم يطلق سراح دموعه وساد الصمت لثوان بعدها رفع فادي عينيه لتواجه عيني هادي ثم ركض نحوه بغضب وكأنما هو البرق الذي أطلقته السماء فأسقطه أرضاً بينما علا صوت الرعد وبعده قال لصديقه في قمة غضبه

- لست كاذباً يا هذا . أنا لم أؤذي هذا الفتى .. حتى أني لم أحظى بالفرصة لإخباره.

كانت عيني هادي هادئة وهي ترى صديقه في تلك الحالة فدمائه ما تزال تنزف ودموعه أيضاً ولكن فجأة توقف ماء المطر عن إغراقهما فنظر كلاهما للأعلى ليجدا هنا قد فتحت مظلة تظلهما بها ومظلة أخرى تظل نفسها بها وبيدها الأخرى مظلة مغلقة فقام كلاهما عن الأرض وأخذ فادي المظلة المفتوحة من هنا وبدء بالركض مبتعداً بعد نظره خلفها فقد وقف خلف هنا وهادي ظلان طويلان بشكل متناسب مع طولهما فالتفا ليجداهما رهف ودانة مستظلتان بمظلاتهما وكانتا مبتسمتان ببعض الخبث وشعرت هنا بما أتتا لأجله فوقفت خلف هادي بعد أن أعططته مظلته المغلقة وفتحها بينما تسأله رهف في قوة

- ما الذي تعرفانه عما بين مازن وفادي؟

وحاولت هنا الهرب من سؤال رهف فتراجعت لخطوتين لتصطدم بأحدهم فألتفت لتجده جلال ومن جانبيه أتي أنس ووليد فأصبح الأخوان محاصران بين أصحاب مازن الذي عاد به والده إلى البيت وكاد يتصل بالطبيب الخاص به لكن البرق كان قد كسر هوائي خطوط الهاتف في المنطقة فأخرج السيد عادل غطائاً ليغطي به ابنه وبمجرد وضعه للغطاء عليه أفاق مازن لكن الغضب بقي يسكن وجهه والتف والده ليواجهه فانتظر مازن حتى جلس والده على السرير إلى جواره ونظر بعينيه سائلاً في بعض الحزن

- هل ما تزال أمي حيةً يا أبي؟

كان هذا السؤال وكأنما قد فجر بركاناً خامداً لسنين فقام السيد عادل من مكانه وأنفجر بداخله الغضب واتضح هذا بعينيه لكن مازن لم يتأثر برفض والده لسؤاله وبدت رغبته القوية في سماع الجواب لسؤاله فتراجع غضب السيد عادل قليلاً وبدء الحزن بالحلول محله وهو يعود للجلوس على سرير ابنه ليجيبه بسؤال آخر

- ولما تحاول سؤالي الآن؟ .. أخبرتك بأني اعتبر مجيدة قد ماتت.

حينها انتفض جسد مازن حين أحس بأنه قد أسار موضوعٌ يغضب والده لكن من حقه أن يعلم ما دام الأمر يمسه فسأل والده بالكثير من الحزن

- ولما تعتبرها قد ماتت وهي لم تمت؟ .

فقام والده ليقف إلى جوار نافذة الغرفة بينما يسمع سؤال مازن الاول وبمجرد وصوله للنافذة اطلق مازن سراح سؤاله الثاني

- . ولما هي ترفضني؟

فالتف والده بعد تفاجئه من المعلومة التي تحويها سؤاله الأخير وبمجرد أن أتم مواجهته لابنه مخفضاً رأسه ضربة صفحة من البرق خلف السيد عادل لتبديه كما بدا فادي أمام بيت كريم الذي وصل إليه وملابسه مغرقةً بمياه المطر ودمائه التي تنزف من رأسه فجذبه كريم للداخل وطلب من أخته الكبرى إحضار عدة الإسعافات الأولية وقد كان فادي وكأنه قد فقد صوته وعقله فلم يفعل سوا تتبع خطوات صديقه الذي أخذه لغرفته ولم ينطق بكلمة إلا عندما بدء صديقه بمسح الدماء عن وجهه فبدء فادي بالبكاء مما جعل اخت كريم تتردد في طرق باب الغرفة لكنها رأت حالة كريم التي حضر بها إلى بيتهم من نزف دمه وهي ممرضة تعمل مع والدته بنفس المشفى ولولاها لما وجدت هذا العمل فدخلت سريعاً وأبعدتهما عن بعضهما لتعالج جراح فادي بكل همة وسرعة وبعد إنتهائها قالت موجهةً كلماتها لأخيها

- ساتصل بوالدة فادي فلها الحق في أن تعرف أين ابنها .

وتحركت خارجةً من الغرفة وألتفت عند الباب لتطمئنهما وقالت

- . سأخبرها أنك ستبيت هنا فأنا لن أخرجك في هذا المطر.

فخرجت وأغلقت الباب خلفها فابتسم كريم بعد خروجها والتف لصديقه ليجد أن وجهه قد أغرقته الدموع

[كاين هيل]

جميل انتظر الفصل القادم :لقافة:

[Asaiamo]

شكراً لك كاين كُن
اتمنى ان يعجبك القادم بإذن الله
واعدك لن أتأخر

[كاروجيتا السيان]

سأضع القصة في المفضلة و سأقرأها بعد اسبوع :جرح:

[Asaiamo]

خرجت اخت كريم من غرفته وأغلقت الباب خلفها فابتسم كريم بعد خروجها والتف لصديقه ليجد أن وجهه قد أغرقته الدموع فسأله بهدوء
- كنت في حفل مازن صح؟

كاد فادي أن يجيب كريم لكن البكاء كان هو الصوت الوحيد المفهوم منه فأشار بالإيجاب فقط وشعر كريم بجرح صديقه فالتلفاز كان مفتوحاً وكانوا يتحدثون عن أمر الحفل الناجح رغم الكأبة التي آثارتها أغنيات مازن فأغلق كريم تلفازه وبدء فادي بالهدوء قليلاً وعاد كريم ليسأل صديقه في نفس الهدوء وكأنه يستحثه عليه
- ما الذي حصل منذ أن وصل مازن لبيت والدتك؟

وأجاب فادي بهدوءًا كان قد استعاره من كلمات صديقه وبدا وجهه الباكي طفولياً
- لا أعرف.

شعر كريم بأن صديقه لا يعرف شيئاً بحق وأن الضغط عليه لن يجدي فقال مستسلماً وهو يصعد لسريره العلوي تاركاً السفلي لصديقه الجريح
- لا مشكلة فلم تنفذ فرصك في إطلاعه على الحقيقة.

أراح فادي رأسه على السرير في نفس الوقت الذي استلقى فيه صديقه على السرير العلوي فقال فادي بهدوء مماثل لهدوء كريم
- أظنه قد عرف الحقيقة لكني لم استطع محادثته في أي شيء.

اخرج كريم رأسه من نافذة بالسور المحيط بسريره ناظراً للأسفل لصديقه في استغراب وسئله
- ولما تظن هذا؟

قام فادي من سريره وعينيه كانتا بعيني صديقه وقال بمنتهى الخوف الساكن بداخله تخفيه بعض القوة التي تخيلها
- لقد طردته ماما بعد تحطم الإطار ورؤيته للصورة التي جمعته وماما ووالده .. لا اعلم لما كذبت شعوري في البداية ... الصورة حملت دمائه . هذا يعني أن ماما هي المخطئة. ماما هي من طرد مازن .. ترى ماذا قالت له؟

وقفت الكلمات في حلق كريم ولم يعد يستطيع نطق حرف بينما صديقه يكاد يحفر أرضية الغرفة ذهاباً وأياباً يفكر في ما وصل إليه ولا يستطيع نفيه ودموعه تكاد تغلبه فخرج بسرعة من الغرفة ومن البيت بكامله دون اهتماماً منه للأمطار وحاول كريم اللحاق به لكن اخته كانت قد تنبهت لصوت الباب فخرجت ووجدته يرتدي حذائه ويأخذ مظلته الموضوعة على طاولة بجانب الباب فقالت موقفةً له
- كريم إلى أين تذهب؟

فالتف وقال لها بسرعة
- لقد خرج فادي في هذا المطر.

فقالت بتعجب واضح
- إلى اين ذهب؟ امه ليست في المنزل.

حينها احس كريم بخطر يحدق بصديقه واخاه وارتدى معطفاً للحماية من المطر وخرج بسرعة ثم عاد لثواني ويقول لاخته في عجلة من امره

- ارجوكي اتصلي بهنا وهادي واخبريهما ان يلحقا بي عند بيت فادي.



واختفى كريم عن نظر اخته فامسكت هاتفها لتتصل بهنا وتسمع الفتاتين الجالستين إلى جواريها في سيارة جلال الفاخرة رنين هاتفها فأشارا لها بأن تجيبه ورفعته مع ضحكة بسيطة في وجهها لاخيها فهم حينها انهما ظنتا ان فادي هو المتصل لكنه شخص آخر كما اتضح له بين أنس ووليد ووضعت هنا الهاتف على آذنيها فامرتها الفتاتان بفتح السماعة الخارجية ففتحتها وبدء الحوار بينها وبين المتصل
- مرحباً هنا اتتذكرينني؟

فاجابت هنا وبصوت سمعه الشباب في مواجهتهم جالسون بترتيب حول هادي وفتح جلال نافذةً من خلف الفتايات ليصله الصوت بوضوح وأشاروا لهنا بأن تجيبها وحدها فقد تأكدوا من هوية المتصل حين ابدت هنا تأففها من إجابة المتصلة لكن هنا كانت اذكى من ان تكشف اهتمامها بمكلمتها فأغلقت السماعة ووضعت الهاتف على أذنها وقالت
- بالتأكيد آنسة سارة.

ادرك هادي أن الآنسة سارة تريدهما في امر مهم بالرغم من ان هنا لم تقل أي شيء سوى طيب وحاضر كأجابات على كلام شقيقة كريم صديقه وبعد ان اغلقت هنا الهاتف مع الانسة سارة كانت السيارة قد وصلت لبيت هادي وهنا فاخرجت هنا وابقوا هادي قليلاً وبدئت الأسئلة تنهال على رأسه وكأنما هو يواجه تحقيقاً مهم
- ألا تعرف ما بين فادي صديقك ومازن حقاً؟

- ألست خجلاً من إخفائك حقيقة مهمة عن أصدقائك؟

- ألا ترى خطورة صمتك يا هادي؟

فقام هادي من وسط الفتايان ليلحق باخته وفي خروجه امسك جلال يده ونظر بكل قوة إلى عينيه كانت نافذة السيارة الخاصة مفتوحةً حتى آخرها وقال محذراً
- عليك ان تعرف ان مازن اهم عندي من أي شخص آخر .. وإن كان تعرضه للأذى سيكون بسببك انت . فتضحيتي بك ستكون اسهل.

وترك جلال يده فانطلقت السيارة مبتعدة تاركة هنا وهادي أمام البيت وكان كلاهما يقفان مستعدان وبمجدر ابتعاد السيارة عن مدى رؤيتهما ركضا مبتعدين عن البيت لكن هادي لم يصبر على ما جال خاطره فسأل اخته في قلق
- ما الذي حصل لكريم؟

فابتسمت هنا مستنكرةً ما وصل إلي اخوها عن حقيقة الاتصال الوارد من الآنسة سارة وقالت بصوت ملئه الإستهزاء
- كريم يريدنا لأن فادي الغاضب خرج من بيت كريم تحت هذه الأمطار ذاهباً لبيته دون ما مظلة.

حينها وقف هادي والتف للخلف دون ما تنبيه لهنا التي انتبهت لقلة صوت الركض على الأرض المبتلة اسفلها فالتفت لتجد هادي متوقفاً هناك وقالت بعدما استشعرت رفض هادي للذهاب معاها لمساعدة فادي بصوت اعلى من صوت المطر الذي بدا وكأنه دموعها
- لا تقل أنك لن تذهب معي .. هادي انه صديقنا وعلينا مساعدته.

وتقدمت هنا نحو اخيها وكلما تقدمت ابتسمت اكثر وكأنها فهمت ما يرده اخاها وبمجرد وصولها له كانت ابتسامتها تعبر عن سعادة بالغة بما يريده وقال هادي بهدوء غريب عن شخصيته ناظراً لاخته في حماس
- انتي لا تعلمين لماذا توقفت يا هنا؟

حينها دفعته هنا بلطف وقالت بما يشابه حماس اخيها
- اذهب انت وأنا اعرف انك ستعود هناك.

فانطلق هادي بسرعة نحو شارع مجاور تاركًا هنا واقفة في سعادة وبعد ثوانٍ عادت لطريق بيت فادي من جديد وحالما وصلت شعرت هنا وكأن المكان مهجور وشعرت برعشة غريبة من الخوف فحاولت طرق باب البيت مراراً رغم شعورها بوجود شخصاً ما بالداخل لكن لم يفتح احد وانتظرت فادي أمام البيت ولم يهدأ خوفها الذي وازا خوف كريم على صديقه واخاه وشعر هادي بخوف هنا وهو عند مازن وقد وصل تحت بيته ووجد مجموعة أجراس مصفوفة كتب على رابعها الشرطي السيد عادل فضغط زره بقوة ثلاث مرات ولم يجبه أحد لكن بعد قليل فتح باب البيت وكان الخارج هو السيد عادل الذي وقف مبتسماً لهادي وقال بوجهٍ بشوش
- هل أنت من ضغط زر الجرس لدينا؟

وخرج السيد عادل مواجهاً هادي الذي وقف بجانبه امام ضلفة الباب المغلقة وخرج مازن من الضلفة المفتوحة خلف والده ووقف إلى جواره منتظراً إجابة هادي الذي قال في حماس
- مازن .. فادي ليس المسؤول عن ما عرفته يا صديقي ... أنه .

عندها ابتسم مازن بشكل يشابه شكل ابيه وقال مقاطعاً كلام هادي بهدوء
- أنا اعرف أن فادي ليس المخطئ .. ولقد ادركت هذا عندما اخبرني ابي بالحقيقة.

حينها طأطأ هادي رأسه بندم امام مازن ومازن يعرف ندم هادي جيداً فانصرف السيد عادل بينما امسك مازن بذراعيه وواجهه بخوف مرتسم بقوة على ملامحه
- هادي .. ماذا فعلت؟

فرفع هادي رأسه ليواجه عيني مازن ببعض التخاذل وهو يقول
- لقد رميت فادي بحجر فجرحت رأسه.

حينها ارتج قلب مازن خوفاً على اخاه فعاد لهادي بعينين لأمتين وقال
- هيا نذهب إليه . وأنت ستدلني على الطريق . فلقد نسيت عنوانه تماماً.




حينها ابتسم هادي رغم الدموع التي بدئت بالنزول من عينيه واشار لمازن للطريق عائداً فانطلق كلاهما لبيت فادي

[Asaiamo]

وصل فادي إلى بيته ليجد الباب مغلقاً فوضع مفتاحه في ثقبه لكنه انتبه لظل طويل يقترب منه ووضعت يدٌ ما على كتفه فنظر للجهة الأخرى ليجد هنا هي من فعلت هذا وقالت بإبتسامة مستسلمة
- إن والدتك ليست هنا.


إزداد غضب فادي ونزع ضماد رأسه قائلاً في ثورة
- سأدخل وانتظرها في الداخل فبيني وبينها الكثير من الكلام.

اصابتهما رعشة غريبة عندما لمس فادي مفتاحه تبعها صوت نداء من الخلف لفادي فالتفت للمنادِ الذي اتضح انه كريم بصوته القلق
- فادي.

حينها ابتعدت هنا هي وفادي عن الباب وهي تظله معاها بمظلتها وكانت رأس فادي تنذر بالعودة للنزف فمد كريم يده لجيبه وأخرج بعض أدوات الإسعافات الأولية التي تلازمه وكان كريم هو البادئ بالكلام
- لما ازلت الضماد عن رأسك؟

فرد فادي بهدوء وإلى جواره هنا مبتسمة من فعل كريم المعتاد
- كانت تشعرني بالملل.

وضع كريم الضماد على وجه صديقه وكان الضماد اصغر هذه المرة واتجه الجميع نحو البيت ليحتمو من هذا المطر المستمر بغرابة وبمجرد وصولهم أمام الباب لم يجدوا المفتاح الذي تركه فادي في ثقب الباب والتفت العيون مراراً تواجه بعضها في عدم تصديق لما يمرون به فقالت هنا في ضيق
- ربما يكون قد سقط منا عندما ذهابنا لكريم.

فأشار فادي بالرفض وأجاب كريم عنه
- لم يكن المفتاح في يده عندما وصلتم إلي.

واكمل فادي قول صديقه
- وأنا لم أخرج المفتاح من الباب .. إختفاء المفتاح يعني أن احدهم قد اخذه.

وسمع الجميع صوتأ بالداخل فتراجعا خطوة واحدة فصدر صوتاً من الخلف محدثاً فادي بإستفزاز له ليلتفت ويواجهه
- هل أنت خائف من فتح الباب يا أخي فادي؟

كان كريم وهنا قد التفتا ورأيا المتحدث فإذا به مازن فابتسم كلاهما في سعادة من كلماته ووجوده إلى جوار أخيه فتحرك مازن الذي كان يقف في الجهة الأخرى من الشارع ليقف خلف فادي تماماً تحت مظلته وخلفه هادي يسير مختبأً عن فادي الذي لم يصدق أن من خلفه هو مازن إلا أن مازن جذبه ليواجهه وقال ممسكاً ياقته مقرباً وجهه من وجهه مع إبتسامة إستفزاز من كلاهما
- . أم أن الجبن من طبيعتك؟

ابتسم كلاهما معلانين تحديهما لبعضهما البعض ليرى من ينظر لهما وجهان متتطابقان في ما عدا الآلوان فخرج هادي من خلف مازن ووجه كلامه لفادي في بعض الأسى
- أنا أسف يا صديقي .. هل رأسك بخير؟

فترك مازن فادي ليتجه لصديقه بنفس الوجه المستفز لكنه ما أن اقترب من هادي تنازل عن هذا الوجه وابتسم وحضن صديقه وقال بعد تركه لحضنه
- لا تهتم يا صديقي .

فعاد مبتسماً لأخيه واكمل قائلاً
- .. يكفيني أنك استطعت إحضاره إلى هنا.

وتبادل كلاهما الابتسام وفجأة اطلق نفير سيارة وقفت خلفهم وفتحت أبوابها ليخرج منها فريق أصدقاء مازن وكان اولهم جلال بمظلته السوداء الذي قال وبصوت عالي
- أظنني كنت محقاً بمراقبة هادي فهو يعرف الكثير.

وفي تلك اللحظة فقط لم يهتم هادي بنظرة الإتهام في عيون الأصحاب المتقدمين نحوهم بعد ان اشار جلال للسائق بالرحيل وتحرك هادي ليقف امام الجميع مواجهاً بقوله
- أنا اوصلت اخويين لبعضهما ولست نادماً على ما فعلته فلم يتأذى احدهما.

وفجأة رأى كريم ظلاً ما يدخل لبيت فادي فناداه ليرى ما رأاه
- فادي.

فنظر فادي ملتفاً بنصف جسده فقط ليرى طرف الظل يختفي في داخل المنزل وقبل ان يختفي اطلق سهماً من خلف الجميع قطع ملابس الظل قليلاً فنظر جلال نحو الجهة المقابلة ليروا جميعاً فتاة تقف في الجهة الاخرى تمسك قوسها لكنها شعرت بالخيبة قليلاً فأخفت وجهها في الجدار لكن اتضح طولها الاقل من فادي ببعض السنتيمترات حالما تقدمهم فادي ذاهباً إليها وعبر الشارع ليقف خلفها بهدوء وبوجه باسم تتبعه هنا بجنون وغضب بعد وضع فادي يده على كتف الفتاة ليقول لها مواسياً
- شكراً حلا لقد حاولتي لا تهتمي إن لم تنجحي.

واخرجت من الباب المجاور لحلا فتاة ما رأسها فقط لتقول في لهفة
- حلا هل انتي بخير يا شقيقتي؟

حينها انجذبت عيون الشباب جميعهم نحو تلك الفتاة التي خرجت من الباب ليرى الجميع ملاكاً جميلاً ورقيق يلمس الارض في خطواته اللطيفة وهي اطول من حلا وشعرها الطويل ابداها اكبر من حلا تلك التي عبر شعرها المفروق إلى نصفين حدود كتفيها وحسب لكنهما متطابقتان في لون شعريهما وابقت وجهها نحو الجدار حتى وضعت تلك الأكبر يدها اليسرى على كتف فادي والأخرى على كتف حلا لتقول بهدوء بعد إطمئنانها قليلاً على اختها حاثةً إياها على الالتفات لتطمئن عليها اكثر
- لا مشكلة يا حلا المهم انك لم تتأذي ..

والتفت تلك الملاك لفادي لتقول له مواسية له بينما التفت حلا ليبدو وجهها اللطيف كوجه اختها تمامًا ولكن عيونها التي بدت مختلفة ومحمرة قليلاً تنظر لشقيقتها في بعض الالم
- . لاتقلق يا فادي فالشرطة في الطريق لقد اتصلت بهم واخبرتهم بما رأيته ..

والتفت لتنظر بإتجاه بيت فادي لترى العيون تنظر إليها بعضها بابتسام وبعضها في غضب وبعضها ببعض المشاعر لكن مازن تقدم عابراً الطريق ليقف على طرف الرصيف يبعد بينه وبين تلك الفتاة مسافة بسيطة لتكمل دون النظر لأحد ما كانت تقول
- . لكني رأيت هذا الشخص قبلاً.

وظن الجميع ان كلامها يعني مازن فتقدم مازن إليها مقدمًا نفسه بإستغراب من عدم تعرفها عليه
- مرحبًا يا آنسة انا ادعى مازن و ..

فابتسمت الآنسة مستشعرتاً الفهم الخطأ الذي وقع به الجميع واولهم مازن وقالت بعد ضحكة صغيرة ساحرة جذبت بها قلب جلال الذي تقدم ليقف خلف مازن بالقليل من السنتيمترات ليسمع ما قالته
- انا اعرفك يا سيد مازن .. انت هو مازن عادل طالب في السنة الأخيرة من المرحلة الثانوية ولقد نلت تكريم المدينة للسنتين السابقتين بسبب تفوقك ... هذا غير جوائزك في مجال الموسيقى .. فانت تملك صوتاً رائع . ولقد اخبرني ذاك الفتى عنك الكثير.

وحينها اشتعل غضب رهف لملاحظتها إلتهاء مازن بتلك الفتاة الدارسة لتاريخه فالتف نحو الآنسة تاركاً كتف حلا ليسأل اختها في بعض الاستغراب بعد ان داعبت شعره الطويل بيدها اليمنى
- عن اي شخص كان كلامك إذاً آنسة حنان؟

فابتسم مازن وجلال لمعرفتهما باسمها وابتسم كريم ايضاً لكن لسبب آخر فتحركت هنا نحو باب البيت لترى الباب مفتوحًا منه القليل بفعل سهم حلا فدفعت الباب واخفت السهم ثم نادت اخاها وفادي
- فادي . هادي . الباب مفتوح.

فهجم الجميع نحو البيت ليحتمى من المطر الشديد الذي اكمل نزوله وإغراقه لشوارع المدينة وذهبت حلا معهم تاركةً حنان تناديها من مكانها حتى امتلكت ما يكفي من جرأة لتغلق المنزل وتلحق بهم جميعا وفي يدها علبة صغيرة وضعت بها مفتاح البيت وكانت بها نظارات ودخلت لبيت فادي لترى الجميع منتظرون في بداية المنزل يلتقطون انفساهم بعد ركضهم جميعاً نحو داخل المنزل ورأت حنان سهم حلا على الارض فامسكت به بينما حلا لم تتخلا عن قوسها بعد بعض الثوان سمع صوتاً من الطابق العلوي وكأنما احدهم يركض بعد ان رأى اجتماعهم بالاسفل فتحرك الجميع صاعدين السلم وكان مازن في بداية هذا الجمع ومعه هادي ولمح كلاهما ضوء غريب ومض بسرعة فاخبرا الجميع بما رأياه
- هناك ضوء غريب ومض في الغرفة الأخيرة.

- لندخل لتلك الغرفة بسرعة.

لكن فادي بسرعة خرج من خلف جلال الذي كان خلف مازن وتقدم الجميع ليوقفهم ويقول
- تلك الغرفة لا يدخلها احد .. انها غرفة اشياء ابي . وحتى ماما تمنعني من دخولها.

وكان الجميع قد صعد السلم حتى هنا التي صعدت متأخرة فتقدمت لتوازي فادي وتقول للجموع امامها
- ان هذا صحيح . لكنك لن تنكر يا فادي رغبتك في الدخول ..

والتفت هنا نحو الغرفة واشارت له عليها لتكمل
- . فانت بالتأكيد ترغب بإعادة هرمونيكا والدك وان تعرف سبب ذلك الوميض بالداخل . فلقد اخبرتني عنه سابقًا.

فابتسم فادي مستسلماً لتذكير هنا له بما اراد فعله وخاصةً ان لا احد هنا ليمنعه فتحرك الجميع نحو الغرفة وفتحوا بابها ليجدوا الغرفة مرتبة وكأنها تدخل يومياً وهي محاطة برفوف مدرجة ثلاث درجات وفوق تلك الرفوف توجد بعض المتعلقات فرف عليه حقائب وكأنها حقائب لآلات موسيقية والثاني عليه إطارات كثيرة لصور مختلفة ليجد فادي ومازن نسخة أخرى لصورة مازن وهو طفل في احد الاطارت وفي اطار مجاور راى الجميع صورة لفادي وهو طفل مع والدته ووالده وهم في المشفى بعد ولادته وفي الأخير الاقرب لهم جميعاً وجدوا صورة لوالد فادي وشيء صغير إلى جواره فامسكه انس ليضيء بضوء اخضر بقوة لثوان ثم اختفى انس وسقط الجهاز الصغير على الارض فشعر الجميع بالخوف وبدء الحديث بين الجميع وكان البادئ هو وليد
- اين اختفى انس وكيف؟

ورغم غضبه الخاص قال جلال مهدئاً وليد المشهور برعونته
- اهدء يا وليد.

ليفكر هادي ببعض الهدوء إلى جوار مازن ليقول له بعد التفكير لثوانٍ
- انه الضوء الذي رأيناه يا مازن.

شعر الجميع بان هناك ما تخفيه تلك الغرفة بعد سماعهم كلمات هادي تلك
- نعم

واضافة دانة شاعرة بالغضب وكأنهم في فخ
- ولا شخص آخر هنا غيرنا

وساد الصمت فجأة بينما ازداد قلق وليد على صديقه فامسك بالجهاز ونادا مازن
- مازن

واطبق اصابعه على الجهاز بينما نظر باتجاهه مازن فسطع نفس الضوء ثانيةً ثم اختفى وليد ليسقط الجهاز ثانيةً لكنه هذه المرة سقط على زاوية من زواياه الثلاث وكانما ضغطت تلك السقطة على زر في هذا الجهاز ففتحت دائرة خضراء اللون كبيرة استغربها الجميع لكن حنان هي الوحيدة التي تكلمت وقالت
- لقد رأيت تلك البوابة قبلاًَ.

نظر الجميع نحو تلك الدائرة وكان جلال اكثرهم غضباً لما جرى لصديقيه وبعد بعض الصمت اخترقه نداءٍ من داخل تلك الدئرة الخضراء باسماء بعضهم
- مازن . جلال . هادي.

عرف مازن ان المنادون هما انس ووليد وتقدم جلال فدخل من تلك البوابة وبعد ثوانٍ نادا مازن وسمعه ففهم الجميع ما قالته حنان عن كون تلك الدائرة هي بوابة لمكان آخر فقال لهم مازن عن طريق البوابة من مكانه
- انتظروا قليلاً يا اصحاب . سنحاول فهم ما يحصل هنا.

والتفت مازن لفادي مستحثًا له ليطلعه على سر تلك الألة فقال فادي بثبات ويبدو على وجهه الرفض لشبهة الاتهام التي رأاها في عيني اخيه
- انا لا اعرف شيئاً عن تلك الغرفة بكاملها . فكيف لي ان اعرف ما الذي يحصل هنا!

وتقدمت هنا لتقف بين مازن وفادي ونقول دافعاً عن فادي
- انه ممنوعٌ من دخول تلك الغرفة من الاساس.

وتقدمتهما حنان لتقول مبرئة فادي بقولها
- فادي لا يعلم شيئاً عن تلك الغرفة . اما انا فقد رأيت تلك البوابة تفتح مرتين من قبل . وكان هذا من قبيل الصدفة مرة اما في الثانية لا اذكر تحديداً متى كانت وكيف .. لكن فادي حقاً لا يعلم شيئاً عن الغرفة وما بها.

ونادت حلا على حنان لتنظر للخلف وبدا في صوتها بعض الخوف لتلتفت حنان وهنا ويخرج هادي من خلف مازن وتجاوره رهف وتجاوره دانة ليروا الثلاثة كريم وفادي وبينهما حلا يدفعان الجدار الذي يغلق باب الخروج من الغرفة عليهم ولا يقدران على دفعه وكأنه جدار اوتوماتيكي فيندفع هادي محولا المساعدة لكن الغرفة اغلقت بابها عليهم فعلاً فلا مكان لهم غير تلك البوابة فما يزال الجدار يتقدم نحوهم فقال مازن بعد وضعه يمناه على زقنه وفركها قليلاً
- يبدو ان لا مكان آخر لنا غير تلك البوابة يا فادي.

ونظر له وهو يبدو خائفاً من كل ما يحصل فاخرج فادي هرمونيكا والده ومدها لمازن قائلًا
- إذاً خذ هذه.

واشار لهادي وكريم بترك الجدار ليسبقوهم في الدخول للبوابة وفعلا ثم توجهت بعدهما رهف وهي تمسك دانة لتدخلا البوابة واشار فادي لهنا فامسكت بيد حنان التي سحبت حلا معها ودخلوا فلم يبقى غير الاخوين الواقفين إلى جواري البوابة متواجهين فابتسم مازن لفادي قائلاً
- اعلم انك لم تعلم عن امر تلك الغرفة شيء يا فادي ..

وادخل هرمونيكا فادي لجيبه بينما بقي لدخوله خطوة واحدة فقال مكملاً بعد ضحكة بسيطة
- . انتظرك بالداخل يا اخي.

فابتسم باعثاً له على الاطمئنان ودخل ليدخل بعده فادي إلى البوابة أيضاً الذي سمع صوت وقوف الجدار عن الحراك بمجرد ان ادخل رأسه فقط فحاول العودة ليشعر بدفعة له من الخلف لداخل تلك البوابة

[كاين هيل]

حجز..

الفصلان مثيران جدًا , احببت شخصية كريم, فادي ومازن ليسا بذلك السوء ايضًا..

ننتظر الفصل القادم..

[Asaiamo]

في القادم مفاجئات كاين كُن
واتمنى الا تزعجك مفاجئاتي

:e414:

[* رحيق الأمل *]

بإنتظار التكملة
متابعة بصمت حاليا بسبب الإمتحانات :(

[Asaiamo]

انتقل الجميع عبر البوابة الى مكان اخر لا يعلمون عنه شيئا لكنه بدا مكان خطير وشعر الاخوان ان به سر خفي فجال فادي بنظره حول المكان بريبة وتسائل
- هل نحن على الأرض أم أننا على كوكب أخر؟

فضحك الشباب من خلفه على ما خمنه عقله لكنهم لا يستطيعون ان ينفوا ما وصل إليه وبين هذا الارتباك كله كانت حلا تفكر لتقول وهي ما تزال منهمكة في فكرها
- نحن الأن على كوكب الأنتصار

ردت حلا بينما هي ما تزال تفكر او تتذكر ما تعرفه عن هذا الكوكب ليضيف مازن باستغراب
- وهل توجد حياة خارج كوكب الأرض؟

فقالت حنان بهدوء نافيةً إخطاء معلومة اختها الصغرى
- أجل يوجد ... ولكن هذا الكوكب لم يزره أحد من قبل .. الا علماء الفضاء . وربما علماء الفيزياء!

فاضافت هنا ببعض الغضب من مصدر المعلومة التي ابتسمت لفادي بعد ما قالته حنان
- ولكن الا يبدو الأمر مريبا بعض الشيء؟

واستغرق الجميع في التفكير في هذا الأمر ليكمل جلال تسائلات هنا
- أجل معك حق .. ما سر ذلك الجهاز الغريب الذي نقلنا الى هنا؟

فقالت رهف ناظرةً لفادي ببعض الشك تسأله
- ولم هو في غرفة والدة فادي؟

فجذب مازن كتفها الايمن محاولةً منه لمنعها من الشك في فادي الذي بدا في قمة غضبه بعد وصولهم جميعاً لمكان لا يعلمون عنه شيئاً ولحظ هادي غضب صديقه الذي بدء جرح رأسه بالنزف ثانيةً فغضب هو الآخر ومعه هنا فقال سائلاً مازن عله يملك جواباً
- هل يعقل أن والدة فادي هي من ارسلتنا إلى هنا؟

ليضحك وليد بإستهزاء معطياً ظهره للبقية ناظرا نحو مدينة بدت للجميع كاطلال مهجورة ليقول باستخفاف
- وكأنها تعيش على هذا الكوكب.

فأجاب كريم سؤال وليد بسؤال آخر مستنكراً ما يحاول وليد اثباته بسؤاله
- ولكن لم قد تعيش هنا؟

ولاحظ الجميع غضب الاخوان من تلك الاسئلة التي لا يعرفان إجابتها وكانت اول من لاحظت هذا هي حنان التي اقتربت من مازن تنوي مواساته ولمح جلال هذا فتحرك من خلف الجميع ليقف بينها وبين مازن ليقول بحدة
- هراء لم اسمع من قبل بحياة خارج كوكب الأرض

فشعرت دانة بالسوء لتصرف جلال مع ابنة جنسها نفسه فردت عليه بغضب بينما هي لم ترى نظرة الغضب في عيني رهف نحو حنان
- ولكن الا ترى اننا بالفعل في كوكب أخر .. أم تظن انك في حلم؟

فقاطعهما صوت أنس الذي قال ببعض الاستسلام للواقع
- كفوا عن القاء الأسئلة . علينا ان نبحث عن مخرج لنعود الى ديارنا

أومأ الجميع موافقين بالمزيد من الاستسلام على ما طرحه انس فتوقف الشجار بينهم وبدء الجميع بالتجول داخل هذا الكوكب الذي اعلمتهما حنان وحلا بصغره وبانه بالتحديد يحتوي على مدينة واحدة مدينة مهجورة خالية من الحياة وان هذا ما رأتاه عن الكوكب في برنامج مختص بالفضاء وكانت الرياح قوية جدا والجو كان باردًأ كأنهم في القطب الجنوبي وتبدو المدينة وكأنها مدينة أشباح فعطست هنا لتعبر عن برودة هذا المكان وقالت بارتجاف
- تبا ..أ....ألا يوجــ....د ..مكان نحتمي به من هـــ...ذا البرد؟

فنزع فادي سترته ووضعها على كتفي هنا وقال بابتسامته التي تحبها هنا كثيراً
- اظن ان هذه السترة ستفي بالغرض .. حتى نجد مكاناً مناسباً

احمرت وجنتا هنا بخجل وقالت وهي تبتسم
- شكر لك فادي

فانتفض جلال بسرعة ونزع سترته ووضعها على كتفي حنان كما فعل فادي وكذلك تبعه وليد الذي اعطى سترته لحلا وتحرك أنس بسرعة ومد لدانة سترته فشعرت رهف بخيبة أمل لحصول الفتيات جميعاً على سترات تحميهم من البرد الا هي وهي تعرف ان مازن ربما متعب حالياً بعد كل هذا الجهد لكنها تفاجأت بسقوط شيء قماشي ثقيل على رأسها فرفعت رأسها لتتفاجأ بمازن وقد نزع سترته وابتسم وقائلاً لها
- خذي هذا .. لابد وأنك قد شعرت بالبرد . تحتاجينها اكثر مني.

فاحمر وجه رهف وقالت بابتسامة سعيدة
- أ..أجل ..اشكرك

فتوقف هادي وكريم ووليد فجأة ليقول هادي وهو يكاد يبكي من الارهاق وهو يشير الى احدى البنايات المجاورة لهم وكانت تبدو الاقل خطراً بين مجموعة كبيرة من المبان والتي بدت كضحية لعاصفة ضخمة إلا ان هذا المبنى المشار إليه بدا الاقل تضرراً
- يا أصدقاء ما رأيكم ان نبيت هنا الليلة .. صحيح أنه مهجور . ولكنه افضل من لا شيء

فقال كريم بهدوء رداً على صديقه بعد ان بدت علامات الارهاق على وجهه كما بدت على الجميع
- هذه فكرة جيدة . هيا بنا

واتجهوا جميعهم نحو تلك البناية المهجورة لعلها تحميهم من هذا البرد

بينما في مكان أخر بدا مظلماً قليلاً وكانه قصرٌ او بيت كبير وفي احدى الغرف وقفت سيدة بظهرها وكأنما تنظر لشيء امامها ونادت باسم احدهم في عصبية
- رامز

فدخل عليها احدهم وهو يبدو فتاً طويل بعض الشيء لكن الظلام اخفى ملامحه فأجابها الفتى بهدوء
- نعم يا سيدة مجيدة . هل تحتاجينني في شيء؟

فاجبته السيدة مجيدة في غيظ مشيرة لشاشة امامها وهي تتحرك بشكل مخيف
- لقد حضر هؤلاء الاطفال إلى هنا يا رامز .. اقضي عليهم ... أريدك ان تتخلص منهم . وخذ معك يزن.

فاومئ رامز بالموافقة على ما قالته وخرج مسرعاً من الغرفة بعد ان وقفت السيدة خلف الشاشة لتبتسم بشكل يبدي شرها ولم تكن ابتسامتها تلك لتشبه ابداً ابتسامة مازن رغم تشبه وجهيهما الكبير والذي ابتسم مواجهاً فادي بعد نوم الجميع فرد فادي بسمته باخرى ليقول له مازن في ابتسام هادئ
- يبدو ان اصدقائنا قد غلبهم النعاس

فاجابه فادي بهمس خشية استيقاظ احدهم
- أجل .. مازن هل تعتقد ان ماما هي من تسببت بقدومنا لهنا؟ وانها حقاً تعيش في هذا الكوكب؟

فاجابه مازن بتافف من حديثه عن هذا الامر
- لا اعلم .. ولكن وجود البوابة في غرفتها . يثبت انها تعلم بأمر هذا الكوكب.

ففكر فادي قليلاً قبل ان يعود لسؤال اخيه ببعض الحزن
- وهل علمت بسبب رفضها لك؟

ليقول مازن بمزيج من الحزن والغضب
- لا اعلم ايضا ... لا اظنني فعلت شيئا يغضبها.

فوضع فادي رأسه على كتف اخيه بسرعة حالما لحظ نتيجة سؤاله عليه وقال بهمس محاولاً التسرية عن اخيه
- احبك يا أخي

ثم نام بسرعة حاضناً ذراع اخيه فابتسم مازن هو الاخر وقال مستسلماً للنعاس
- وانا ايضاً احبك يا فتى

ليغط هو الآخر بعد ذلك في نوم عميق وفي صباح اليوم التالي استيقظت هنا قبل الجميع لترى ما ناما عليه مازن وفادي فحاولات إيقاظ هادي ففتح عينيع بصعوبة وقال له بهمس
- هااي هادي استيقظ

فاجابها هادي بصوت يملأه النوم وقد رأى الجميع إلى يسار ه نائمين
- ماذا دعيني انام

فقالت هنا بغضب من تجاهل اخاها لما تريده وهي ما تزال تهمس
- ايها الاحمق الكسول انظر الى مازن وفادي

انتفض هادي بخوف من ان يكونا يتشجران مجددا وقال
- ماذا ماذا؟

وبحث بعينيه عنهما فلمعت عيناه بالفرح وهو ينظر الى فادي المتكأ على مازن في نومه وقال
- رائع لقد تحسنت علاقتهما كثيرا

فاجاابته هنا بإيمائة وقالت
- اجل .. والان ايقظ الاصدقاء

كان هادي ما يزال يريد النوم بعدما شعر بوخزات معدته الفارغة تماماً بعدما بزلوا من مجهود في الليلة الماضية فاجاب اخته بتكاسل
- ولما لا توقظينهم انت؟

نظرت اليه بطرف عينها تحاول إخافته وقد نجحت فقال بخوف
- حسنا حسنا سأوقظهم انا

فبدء هادي بإيقاظ الأصحاب جميعهم بينما ايقظت هنا فادي ومازن وصحى فادي اولا ليرى السعادة على وجه اخيه النائم إلى جواره فابتسم فادي متحمساً ليقول
- حسنا لننقسم ونبحث عن الطعام

فصحى مازن ايضاً ليبتسم من قول الفتى الجائع إلى جواره فقالت له هنا بملل
- الا تفكر الا في معدتك؟

ورد فادي على قولها بغير مبالاة منه ببسمتها الهازئة
- وما ذنبي انا اذا كانت عصافير بطني لا تنفك عن الصراخ!

فقاطعهما مازن بيديه بعد ان كادت هنا ان تهاجمه وقال مبتسماً
- لا بأس سننقسم الى فريقين ..

ثم أردف بهدوء لاخيه وقال
- . فادي ..هنا...هادي...كريم ..حلا...وليد انتم ستذهبون للبحث عن الطعام ... اما أنا وبقية الأصدقاء سنبحث عن حل للخروج من هنا ... وسنعود جميعاً إلى هنا بعد ساعة إذا ما وجدنا شيئاً .. موافقون؟

فصاح الجميع مستجمعين حماسهم
- موافقون

وافترقوا بعد ذلك كل فريق في جهة

[Asaiamo]

الفصل الثامن


وافترقوا بعد ذلك كل فريق في جهة فخرج فريق فادي لأثار تلك المدينة التي بدت معروفة لهنا وفريق مازن والذين اكملوا سيرهم من حيث انتهى السير في الليلة الماضية علهم يجدون شيئاً جديد او ان يعثرون على من يساعدهم ولم يشعر الاصحاب بمن يراقبهم وكانت الصورة قد دققت على مازن لتصدم يداً ما تلك الصورة في شاشة الحاسب عند السيدة مجيدة لتُسمع بعض النقرات السريعة على لوحة مفاتيح وبعدها تحرك الجالس لهذا الحاسب او الجالسة فقد على صوت كعبها العالي وهي تسير بخطاً حادة وعبرت بعض الممرات حتى وصلت لغرفة السيدة مجيدة وهي ليست ذات باب فقالت تلك الآنسة بهدوء بعد توقفها ليبدو شعرها الاسود بإنحناء جسدها الرشيق
- سيدتي ..

ثم دخلت الغرفة لتواجه السيدة مجيدة فيضرب بعض الضوء وجهها لتبدو جميلة لكن بسمتها الشريرة كفيلة بتغيير تلك الفكرة عنها وتنحني لتسلم السيدة بعض الاوراق وتكمل ما لديها من كلام قائلة
- . معلومات الدخلاء سيدتي .. تنقصها فقط معلومات فتاتين . فالواضح انهما ليستا مسجلات في اي مدارس المدينة.

فحينها التفت السيدة لتواجه بعض الضوء وترتفع الآنسة لتقف إلى جوار مقعد سيدتها فتقول السيدة سائلة
- وكيف هما فادي ومازن في مواجهة يزن ورامز؟

فأجابة الانسة مبتعدة عن الكرسي لتظهر 5 صور على الشاشة بينهم صورتها
- رامز ويزن افترقا خلفهم فقد افترقوا لمجموعتين مجموعة معها فادي والمجموعة الاخرى يقودها مازن.

فقالت السيدة بابتسامة سبقت كلامها
- لقد حصل مازن على الكثير مني . فهو ليس كفادي.

والتفت السيدة مجيدة للشاشة تراقب صور الخمسة وتراجع معلومات الاصحاب فانخفضت الآنسة إلى جوار مقعدها في ترجي للرحمة بهؤلاء الاطفال وتقول
- سيدتي لما كان امرك لرامز بان يتخلص منهم؟

واشار سهماً من داخل تلك الشاشة على صورة الآنسة فاتضح اسمها المكتوب تحت الصورة والذي كان سلمى وبمجرد ان انهت سؤالها اجابة السيدة بهدوء
- لم يكن لهما ان يدخلا لكوكبي وكوكب ابي لولا فضولهما .. سيكشفون امرنا ولكي لا اكشف في الماضي طلبت الطلاق من عادل . وكم حاول ثنيي وأرجاعي عن قراري بعد قراره بأن يصبح شرطياً ... لكني اردت الحفاظ على انتصاري.

ثم قامت السيدة عن كرسيها لتقف خلفه ناظرة لشاشة الحاسب أمامها والاوراق مفردة على المكتب امام الشاشة ووضعت امام الشاشة تماماً اربع اوراق ملصقة بها اربع صور وهم بالترتيب من اليسار فادي ثم حلا وحنان وبعدهما مازن لتقول بغضب قوي وانفعال
- لما احضرتما هاتان الفتاتان معكما؟

ثم صدمت الكرسي بمكتب الحاسب في غضب لتسقط ورقة من فوقه وتنثني الآنسة سلمى لإلتقاطها لتكمل السيدة ما لديها قائلةً
- إن كنتم تريدون القبض علي فسيكون علي التخلص منكم اولاً .. فرداً فرداً . وحتى ابنتي العمدة ..

فتعطي الآنسة الورقة الساقطة بابتسامة خبيثة لسيدتها لتكمل السيدة في خبث متعاظم
- وستكونين انتي البداية يا هنا.

وضحكت السيدة مجيدة بقوة ومعها الآنسة لنرى مكان هذا البيت والذي اشرقت الشمس فوقه قليلاً وبعد ثوانٍ من الضحك الهيستري المخيف خرج من المنزل ظلاً قفذ اسطح المنازل القريبة له وكأنه وحشٌ قد اطلق على اسم هنا بينما انشغلت هنا ومن معها في البحث عن بعض المتاجر او اي شيئاً يستطيعون استخدامه كطعام او لإعداد الطعام

وكانت شمس اليوم قد ستطعت في السماء وارتدت هي ردائها الأزرق المعتاد وكان الهدوء طاغٍ على المكان والرياح تجول هنا وهناك حاملة معها الأتربة وكان فادي ،هنا ،هادي ،كريم ،حلا ووليد والذين كونوا الفريق المكلف بالبحث عن الطعام يبحثون بمنتهى الجد فقد صفرت امعائهم جميعاً لكن لم يمضي الكثير من الوقت الا وقد لمحت هنا متجراً لبيع الفاكهة والخضار ومن دون تردد انطلقت هنا صوب المتجر وهي ليست ملامة على ذلك لأنها لم تأكل لقمة واحدة منذ مجيئها لهذا الكوكب ولم ينتبه احدهم انه قد مر عليهم يومًا كاملاً في نوم عميق ولكن الغريب في الأمر أن المتجر كان فارغا ولم يكن فيه أحد سوى بائع شاب في مقتبل العمر ذا شعر أسود وعينين ذهبيتين ونظر الشاب لهنا بابتسامة وقال
- أهلا أهلا أيتها الجميلة هل من خدمة ؟

ولكن هنا لم تكن مغفلة لكي لا تشك في أمره فحدثت نفسها في عجب قائلة
"- هل هو حقا بائع؟ .. مع أنه لا يبدو كذلك .. وأيضا ابتسامته هذه لا توحي بالخير أبداً . وبشرته سمراء قليلًا على نقيض يديه اللتان تبدوان ناصعتا البياض ... مما يدل على أنه قد تعرض لأشعة الشمس عدة مرات على الرغم من أن متجره يقبع في منطقة لا تصلها أشعة الشمس."

انهمكت هنا في شكوكها حتى قطع حبل أفكارها صوت البائع الذي شعر من نظراتها له انها تشك في أمره ليقول محاولاً طمأنتها وكأنه بائع محترف بأسلوب ملئه اللباقة
- ماذا هناك يا أنسة ... أنا أدعى يزن صاحب هذا المتجر ويمكنك أن تبتاعي منه ما تشائين.

وبعدما لاحظ الجميع هذا المتجر تقدم فادي بقية الرفاق الى مكان هنا وبسرعة قال هادي بتهور كعادته لكنه لا يلام فالجميع جائعون كثيراً
- هنا أيتها الحمقاء هيا لنشتري بعض الفاكهة والخضروات فمعدتي أصبحت تؤلمني من شدة الجوع ..

وحينها نظر يزن الى هنا بدهشة وسرعان ما تبدلت نظراته الى الخبث وهمس بصوت لم يسمعه أحد غيره
"- اذا هذه هي هنا."

لم تكن الأجواء جيدة بل كانت متوترة وكانت هنا قد انكست رأسها للأسفل وهي تفكر في امر البائع وبسمته ومتجره وهادي يصرخ بتذمر إلى جوارها ويجاوره كريم وفادي الذي انشغل بالتحدث مع البائع يزن الذي لاحظ عضلاته المفتولة بينما دخل وليد وخلفه حلا للمتجر لتفقده ولم تبقى الأجواء كما هي فانتفضت هنا من مكانها وجذبت فادي من ياقة قميصه وابتسمت للبائع من بعيد ابتسامة مزيفة وقالت له
- عن اذنك سأتحدث مع أصدقائي قليلاً

فصاح فادي بتذمر موجها كلامه لهنا التي جذب فعلها وليد وحلا لمغادرة المتجر أيضاً
- هل جننت لم لم تدعيني ..

ولكنه لم يكد يكمل كلامه حين أطبقت هنا يدها على فمه وقالت بغضب واضح يعرفه فادي عن هنا إن شعرت بخطرٍ ما
- أيها الغبي ألم تلاحظ؟ ذلك متجر صغير يبيع الطعام في منطقة لا حياة فيها .. أليس هذا غير منطقي؟

قالت حلا بعد ان استنتجت ما قالته هنا خاصة بعد دخولها للمتجر
- صحيح أنا أوافق هنا.

انتفض كريم بعد ان استوعب ما قالته هنا وحلا في رعب
- أهذا يعني أن والدة فادي ترفض وجودنا هنا؟

فأضاف وليد بمزيد من الدهشة والإستنكار
- وهل أرسلت والدتهما أتباعها للتخلص منا؟ هل هي قاسية لدرجة استهدافها لولديها؟

واجاب احدهم كلام وليد صارخاً
- غير صحيح

وقد كان الصارخ هو فادي فهو لا يكاد يستوعب أن والدته قد ترغب يوماً ما في أن تقتله أو تلحق الأذى به أو بأخيه فسرى الخوف في قلوب الجميع وانتفضت حلا لتقول بخوف بعد صمت استمر دقيقة او اقل
- فادي أ..أين هنا؟

تحولت نظرات الجميع لمكان وقوف هنا ولكنه كان فارغاً وحينها بدء الغضب بغزو الجميع بينما توجه هادي الى مكان ذلك البائع يزن لكن لم يكن هناك أثر للبائع ولا متجره فصرخ فادي في غضب
- لقد خطف هنا ذلك الوغد.

فأضاف وليد قلقاً لأنه الأكبر بين افراد هذا الفريق
- فلنبحث عن هنا بسرعة قبل أن يؤذها.

فاجابه كريم باصرار مؤيداً وليد
- أجل هيا بنا.

[Asaiamo]

وانطلق الخمسة من فريق وليد وفادي بحثاً عن هنا في سرعة مستشعرون القلق عليها من ذاك المدعو يزن

اما عند مازن فقد سار الأصدقاء كثيراً مستغربين تلك المدينة المدمرة تماماً وكأن زلزالاً قد ضربها اوهاجمها فيضان وقد جلس ثلاثة منهم على مقعد حجري عريض في الشارع وهم حنان ورهف ودانة وبقي جلال ومازن واقفان وكأنما هم جميعاً ينتظرون احدهم والذي كان انس وقد كان قد دخل إلى احد المباني وحده يستكشف ما بداخله وكأنهم قد تقاسموا استكشاف المباني لكن جلال لم يصبر واعلن تذمره من الانتظار بقوله
جلال: لقد تأخر انس . فأنا انهيت المنزل قبل السابق اسرع منه.


فضحك مازن الواقف عند طرف مقعد الفتايات العريض مستشعراً ملل صديقه واجابه بسخرية تناسب الموقف لغرابته
مازن: الم تكن انت صاحب فكرة ان نستكشف نحن الفتيان تلك المنازل ..

وتقدم نحو جلال الواقف عند الطرف الآخر بخطوات هادئة غير مبالية ليكمل ما لديه من كلام
مازن: بعد صراخ الفتيات من تلك العناكب في البيت الاول.


فاخفضتا رهف وحنان رأسهما خجلاً من صراخهما الذي اخرج الجميع من البيت الاول الذي قرروا استكشافه فربما وجدوا احداً يساعدهم بعد ان ساروا كثيرا ً وابتعدوا عن مجموعة وليد وفادي فبعدها قرر جلال الدخول وحده لهذا المنزل يستكشفه ليكمل الشباب من بعده اسكشاف المنازل وحدهم وبشكل فردي فلم يجد جلال شيئاً في المنزل الاول ودخل مازن للمنزل الذي تلاه وكانت نفس النتيجة هي ما واجهه وكان هذا دور انس الذي دخل لهذا المنزل ذا الطوابق الثلاثة وبحث بجد في الدور الاول والثاني بينما اعلن جلال ملله من الانتظار وقال مجيباً صديقه في إصرار
جلال: اعلم اني من فكرت بهذا لكننا لم نأخذ نفس الوقت الذي اخذه انس داخل هذا المنزل ..


فابتسم كلاهما متواجهان ونظرا بإتجاه اليسار للمنزل الذي سبقه منزلين بنفس طول الثالث وقد كانا في بداية شارع مظلل بغيوم بدت كثيفة رغم بياضها كبيرة الحجم جداً وقد كان الشارع مدمراً وكأنه كان ضحية عاصفةً ما فاكمل جلال
جلال: . هذا غير ان المكان يبدو خالياً تماماً فما الذي يؤخره؟

اما عند انس فقد كان في الدور الثالث لهذا المبنى يبحثفي كل زواياه فقد كانت الجدران مكسوة بطبقات من التراب المضاعف الملتصقة بالجدار وكأنها تلتصق بغراء للجدار والمكان مظلم بعض الشيء لولا نوافذه عديمة الزجاج والذي كان قد ملئ الأرض بشظاياه الصغيرة والرمال السوداء وكأن عاصفة رملية هي ما ضرب هذا المكان وتقدم انس داخل هذا الدور الذي كاد ينهيه لكنه كان يشعر بأن هناك ما يدعوه لأن يكمل بحثه وكان الباق بهذا الدور هو غرفة واحدة مغلقة الباب واعطاه هذا فكرة ان يغلق باب الغرفة قبل الأخيرة بعد خروجه مازحاً مع نفسه وما ان اغلق الباب حتى سمع صوت هبوط احدهم على ارض تلك الغرفة المغلقة بالإضافة لصوت صراخ مكتوم فقرب جانب رأسه وخاصةً آذنه لفتحة الباب محاولاً سماع أي شيء قبل ان يحاول الدخول وعلى الاقل ليحدد إن كان هذا الصوت قريباً للباب أم لا لكنه لم يسمع شيئاً فقرر فتح الباب رغم كل شيء وبالفعل فتحه بسرعة وبكل قوة ليجد هنا جالسة على الارض ويسمع صوت ارتطام جسدا ما بالجدار ثم الأرض فتقوم هنا بسرعة وتتجه نحو انس الذي نظر خلف الباب الذي ابقى يده اليمنى على مقبضه ليرى هذا الشخص الفاقد لوعيه ملقاً على الأرض وكأنه كان خلف الباب تماماً وحاول انس ان يتكلم سائلاً هنا التي تبكي في حضنه الآن بخوف لكنه لم يرضى ان يبعدها عنه فهو يحمل بعض المشاعر نحو تلك الفتاة لكنه ما ان فكر في ان يحضنها لتهدء من هذا البكاء حتى سمع كلاهما صوت ذاك الشاب في الخلف فدب الرعب في قلب هنا التي امسكت بيد انس وجذبته نحو الخروج من هذا المكان الذي يشبه السجن وكانت يده ما تزال ممسكةً بمقبض الباب ففكر بسرعة واغلق الباب خلفه وارشد هنا نحو السلم لينزلاه بسرعة ويخرجان لاهثان من المبنى ليراهما مازن وجلال

وكان مازن اول من ذهب باتجاههم وتبعه جلال وحنان بينما التفتتا دانة ورهف للخلف ليروا الجميع يعودون إليهم ومعهم الصغيرة هنا فقامت رهف لتجلس هنا وقد كان قلبها يقفذ وقد تسارع تنفسها كثيراً لتبكي في سعادة بما لا يسمح لها بالكلام فنظر جلال ومازن لأنس بعيون ملؤها الأسئلة فقال بسرعة مرغباً بكلماته إياهم في العودة
أنس: هناك من خطف هنا إلى هنا وهو بالأعلى.


فنظر الشبان نحو الدور العلوي ليجدوا يزن يقف في النافذة يمسح بيده خلف رأسه وكأنه ينزف من تلك الضربة ولم ينتظر الشباب حينها ان يروا ما سيفعله يزن فامسكوا بالفتايات بسرعة ليركضوا مبتعدين عن المنزل بإتجاه مكان مبيتهم في الليلة الماضية فاخرج مازن الذي كان خلف الجميع هاتفه من جيبه بعد رنينه معلناً وجوب إخراجه من جيبه وما ان امسكه حتى توقف عن الركض مع البقية وانشغلت عيناه بما رأاه على شاشة هاتفه وشعرت رهف انه ليس خلفهم فتوقفت لتتوقف خلفها دانة لتراها تركض للخلف فتبعتها لتصلا لمازن الذي استغرب ما تقوله شاشة هاتفه واقتربت رهف في حنان من مازن مستشعرتاً خطر يتهدده لتسأله بصوتها الهادئ
رهف: لما توقفت عن اللاحق بنا مازن؟

فأراها الشاشة التي تقول ان اليوم هو السبت ولقد نام الجميع مساء يوم الحفل الذي كان مساء الخميس فقط فكيف مر عليهم يومين هنا هذا غير السبب الرنين فقد كانت قبل نهاية صفحة شاشة الهاتف توجد كلمة (ملاحظة) باللون الأحمر وتحتها مكتوب بالأبيض وبخط كبير بعض الشيء {موعد المتابعة الشهرية} وتذكرت هنا تلك الملاحظة التي انطلقت من هاتف مازن منذ سنة عندما اخبرها بانها رسالة لتنبيهه بموعد فحصه الطبي الشهري وقدكانت تنبهه عليها كل شهر لتعود من تلك الذكريات وتقول بغضب وحزن كبير
رهف: يا إلهي.


لتنظر رهف لوجه مازن الذي تحول للصفرة فجأة وبدئت ساقيه بالاهتزاز قليلاً واتضحت ملامح الأعياء عليه لتراه ينظر للأمام فقد اختلف المشهد امامه خلف دانة التي كانت تقترب من مكانهما لترى عيونهما تنظر لما خلفها فتلتفت وترى وكأن الشارع قد اغلق عليهما بجدار غريب يبدو وكأنه احد المباني قد وجد من العدم ليحبس ثلاثتهم خلفه في هذا الشارع

[Asaiamo]

اسفة لغيابي عن قصتي
فقد شغلتني ظروف كثيرة عنها
لكني لم ولن اوقفها

[S H O C K]

تغلق بطلب من صاحبة الموضوع .