PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : Death Tone .....



المؤلف الصغير
20-09-2014, 19:49
انا شاب ,لا يهم كم عمري , لا يهم ما أسمي ,لا يهم ماذا اقول ,ماذا افعل ولا يهم ماذا اتمنى !!
أعيش دور ثاني في صفوف رواياتي ,أفضل كومبارس في أيام حياتي , ليس لوجودي سبب في هذه الحياة
ليس في قاموسي وجود لكلمة الأمل أو حتى إحدى أقاربها وبالطبع لايوجد ما ينضر جيرانها
السيكارة هى صديقي الوحيد التي لا تفارق يدي البتة و الوحدة هى مسكني بل حياتي
أستمع فيها لأوتار الحزن العميق و تناثر عبقات الحرمان بين ثنايا أوقاتي
الضحكة تعتبر حلم أتمنى الوصول إليه ذات يوم و الذي أراه حلم أكبر بكثير من الحصول عليه
أما السعادة فتعتبر وهم لا وجود له بين ادراف ساعاتي وحتى بين دفاتر ذكرياتي
الكل يراني فاشل , محطم ,كئيب و البعض يشفق علي ويراني تافه ,ساذج ,هاوي
لا احد يستمع لي , لا أحد يهتم بي , لا أحد ...لا أحد يراني
أمشي بالساعات في الطرقات و أسير بين أضواء السيارات حتى يلحظني أحدهم
أوقات كثيرة كنت أذهب للشواطئ المزدحمة وأصرخ بكل قوة أحبالي الصوتية
ولكن بلا فائدة كالعديد من محاولاتي الكثيرة في سبيل النظر لوجهي أو حتى قليل من الأهتمام ولكن كل محاولة تنتهي بدون أن تقع عين أحدهم فوقي حتى ولو بالخطأ
بدأت أعتقد أني شبح لا يمكن رؤيته ولكن هل يعقل ذلك .؟. كانت تلك الفكرة الغريبة قد علُقت بداخل عقلي وتفكرت فيها كثيراً
نصف خلايا عقلي كانت مؤيدة لها و النصف الأخر ينفيها تماماً حتى ذلك المشهد العجيب الذي قلب الموازيين تماماً
كنت أتحرك تحت ضوء الشمس الهادئ في طريق ملئ بالسيارات و شديد الأزدحام وكُلي أمل ان أصطدم بأحد أو حتى بسيارة
لأعلم أني مازلت على قيد الحياة أم أني بالفعل شبح في جسد إنسان , وقفت فوق رصيف الفاصل بين الطريقين أتامل الوجود و الوجوه الكثيرة العابسة
فوقعت عيناي على إمراة عجوز تعبر الطريق وفي يدها عكازها الخشبي الضاحل ,ترتدي نظارة سوداء كبيرة ,ملامح الفقر تكسوا جسدها
كانت تتحرك ببطء يدها اليسرى فوق عكازها و اليد اليمنى تبحث في الفراغ عن طريق ,سألت نفسي على الفور ..ياإلهي هل هى عمياء .؟.. ولكن لماذا .؟.
لماذا لم يساعدها أحد .!!. فتحركت إليها مسرعاً ثم قدمتُ كلتا يداي إليها لتتسند عليهم ولكن يبدو أنها لم تشعر بوجودي فمددت يدي اليمنى لأمسك بيدها الفارغة
فلامس جلد يدي القاسي تجاعيد جلدها المرتهل ولكنها لم تتسند علي فتحدثت بهدوء ..دعيني أساعدكِ يا أمي..فلم تستمع لي وظلت يدها في الهواء تبحث عن مساعد
كنا قد وصلنا لمنتصف الطريق ,بدأت أتلفت حولي وجدت أن السيارات تتحرك بسرعة عالية ,يمرون بجانبنا بقوة أستشعرها في شدة الهواء و ضجيج الصوت
ولكن العجوز مازالت تتحرك حيث الأزدحام و الأختناق البشري المهول , وقفت بسكون أتامل الجمع الكبير وكيف يرون العجوز ولم يتحركوا ليساعدوها ,أين ذهبت قلوبهم
لم تمر لحظات حتى تقدم شاب في أوائل العقد الثاني من عمره يرتدي ملابسه على طريقة الراقصون الغربيون ,بنطال أزرق واسع و قميص أسود كذلك و قبعة كبيرة أطرافها موجهه لأذنه اليسرى
وحذاء فاقع الألوان الكثيرة ,ذو شارب خفيف و لحية مشذبة بطريقة الخطاف مرسومة بيد حلاق ماهر ,كان يعدو إلينا مسرعاً وكلما أقترب كلما أشتد ضوء من خلفه كبير ساطع
حتى أصبح بينه وبيننا خطوات معدوة كان الضوء حينها مثل النظر لضوء الشمس الواهج , شعرت أني سأصاب بالعمى إن ظلت عيني مفتوحة أكثر من ذلك ,وضعت كلتى يداي
لأمنع هذا الضوء الأبيض الشديد و أنتظرت لحظات ثم بدأت أفتح عيني ببطء ولكن سرعان ما جذب عقلي صوت السيارة القادم عن يميني فحركت رأسي بعجلٍ فلمحت عيني سيارة
سوداء تأتي بأتجاهي مسرعة بطريقة عصيبة ,علمت حينها أنها نهايتي فأغلقت عيني عندما تلامست أطرافها ثوبي ولكني لم أشعر بشئ فبدأت أفتح عيني ببطء فصعقت من مشهدٍ
تشيب منه الغلمانِ , رأيت السيارة تعبر من خلال جسدي وكان ليس لي وجود كالهواء غير مرئي أو ملحوظ حتى أصبحت رأسي أسفل سقفها العالي ورأيت من كان بداخلها
إمرأة حسناء تداعب طفلتها يديهم تمر من خلال رأسي و أكتافي ...يا للهول ..من أنا ومن أكون .؟. وما بال هؤلاء وهؤلاءِ
بعد ذلك اليوم بدأت التساؤلات تترصد عقلي في كل صباح ومساء أستيقظ و أسأل نفس ذات السؤال .. من أنا .؟.
ما قيمتي في هذه الحياة .؟. ما هى غايتي .؟. ماذا أكون .. وما هذا الألم وما هذا الحزن المقيت .. أهذه حياة ..
الحزن يحركني و الألم يوقظني و العبس يكسوا ملامح وجهي ..لماذا أشعر دائماً بالوحدة وانا بين البشر ..لماذا أبكي وهم يضحكون
لماذا أحترف النحيب وهم يقهقرون ..أسير في الطرقات هائم مكسور الوجدان أجلس في الظلام وحيد مذبوح العرفان
أنظر في المرآة فلا أراني ..لا أرى غير الحزن و الهّم و الألم و العبوس الضاحل وينتهي اليوم طريح على الفراش
أنحب و أصرخ وأبكي من هول ما أشعر به من النكران , الدموع كالنار أحرقت خدودي و الألم كالسيوف مزقت أوصال روحي
البشر لا يهتمون بي ولا يروني و الكون رافضني و الأرض تمقتني ,الهواء يغبرني و النسيم يهرب مني
الحزن يعرفني و الألم يعشقني و الوحدة تتلبسني , السعادة تجهلني , البهجة تكرهني
الحياة معدومة مني و الروح فرت من جسدي فلم يعد لوجودي دليل ولا سبب فلا يوجد غير الموت
الأنتحار هو السبيل ..مزقت عروقي فلم أموت ,ألقيت بنفسي من فوق ناطحات السحاب فلم أموت
أستلقيت فوق دراجتي النارية و اخذت أعدو بها بأقصى سرعتها على أمل أن اصطدم بمبنى أو بأي شئ فيتحطم جسدي فاموت
ولكن بلا جدوى , ذهبت للبحر العميق و ألقيت بنفسي كي اغرق فأموت ولكن لا أموت ..لماذا لا أموت.؟.
هل مازال لوجودي سبب .؟. هل مازال لكياني وجود .؟. ما الذي يحدث لي .؟. هل هناك شئ لا أستطيع أستيعابه
نظرت للسماء وصرخت وبكيت ونحبت بتهجم وبترجي وبأمل دعوت ناجيت أعتذرت ...أستغفرت
يا إله الكون ..أيها الرب الأوحد أنقذني ...ساعدني ...عرفني من أنا ومن اكون ..فهمني
سببي في الوجود ..أظهرني للوجود ..أيها الإله العظيم خالق الكون و عالم أسرار الروح
أسألك أن تشفي سقم روحي ..أخبرني ماذا أفعل كي أعود للحياة ..أن أضحك من جديد
أن أشعر بالهدوء وبكيان روحي و أن أستنشق الجمال بين خبايا النسمات الهادئة
أستلقيت دراجتي وأخذت أهيم في الشوارع و الطرقات الواسعة ويملأني الشعور بالندم ..
عبرت نسمة هادئة ملهمة أشعرتني بالراحة حينما صدر الصوت من شتى بقاع المدينة
الله أكبر ..الله أكبر
الله أكبر ..الله أكبر
غمرتني صاعقة شعور رهيب أقشعر منها جسدي وأربكت قيادتي الماهرة حتى سقطت بالدراجة في الطريق الخالي النظيف
ظللت منطرح أسفل منها أتأمل ماهية هذا الشعور العجيب أهذه هى السعادة ..هل هذا هو مذاقها الحلو
وفي وسط تفكيري البهيج المتحير لمحت الضوء ..الضوء الذي كاد أن يصيبني بالعمى ..أعتدلت بالدراجة
ثم أحكمت مقبضاي فوق أذرعها المستقيمة وأخذت أعدو بها خلف ذلك الضوء وعندما أقتربت لمحت الشاب
الذي ساعد العجوز في الطريق يدخل بيت عجيب تنبعث منه روائح طيبة كثيرة و يكسوه هائلة مريحة للعيون
تركت الدراجة ودخلت مسرعاً أراقب ماذا يفعلون ..ما الذي يتواجد في ذلك البيت العجيب
وما سر الضوء المنبعث من ذلك الشاب .. عبرت الباب رأيت أناس يسجدون ويركعون
واناس يقرؤن كتاب ينبعث من الضوء الأبيض الشديد والذين يمسكون به محاطون بهالته البيضاء الهادئة
وأخرون بالداخل يسكبون المياه فوق أعضاء أجسادهم فرأيت الشاب واحد من بينهم فذهبت ووقفت بجانبه
وفعلت كما يفعل ..غسلت يداي ثم فمي ثم أنفي ثلاثاً و أتبعت وجهي ثم ساعدي ثلاثاً و بعد ذلك رأسي
من الأمام للخلف مرة ثم أذني من الداخل و الخارج ثم بعد ذلك قدماي ثلاثاً ثم تحرك للصنبور الأخر ملئ الكوب وشرب على ثلاث مرات
ثم تمتم بكلمات وهو يخرج للجمع الكبير في الخارج ,ذهبت وفعلت مثله شربت المياه على ثلاث مرات ثم بحثت بعيني بجانب الصنبور
عن الكلمات التي قالها حتى وجدتها مكتوبة ومعلقة على لوحة صغيرة ..دعاء بعد الوضوء .. لا أعلم ما هو الوضوء ولكني قرأتها
فتحركت ولكن بينما أتحرك للخارج لمحت شيئاً في المرآه الكبيرة التي تقع أول هذه الغرفة فنظرت إليها ..لا أستطيع الرؤية بوضوح
فأقتربت منها حتى كدت ألتصق بها فلمحت شخص ما خلف المرآة وقفت بذهول و أصرخ بداخلي ..يإلهي هل هذا هو أنا .؟..
رفعت يدي فأرتفعت في المرآة ولكن الصورة في المرآة لم تكن واضحة ..فتحركت للخارج ويلمني الأستغراب وعدم الإدراك لما يحدث
فسمعت النداء مرة أخرى ولكن على عجلة ثم رأيت الناس يصطفون بأستقامة فوقفت معهم وفعلت مثلهم ولكني كنت أراقبهم بعيني
أبحث عن ملامح وجوههم الهادئة ..ماهذا المكان .؟. أرى هالة بيضاء هادئة تملئة من أوله لأخره الأمر جّد غريب
الهالة تبدو كأنها الهواء تملئ المكان عن بكرة أبيه ونحن واقفون بثبات نغوص فيها براحة لامثيل لها ,كان وضع الهالة مستقر
حتى تقدمنا رجل ووقف خلف المذياع المتقدم ناحيه فاهه وبدء يتلو ويدندن بكلمات هادئة ,غمرني شعور غريب ولم أتمالك
نفسي حتى تساقطت دموع عيني من غير تحكم ولا إدراك و أصبحت الهالة تعلوا وتعلوا وتتزايد بياضاً ناصعاً كلما تلى تلك الكلمات
وددت لو أصرخ من هول الشعور الذي يتحرك بداخلي في هذه اللحظات ولكني أحرجت من هذا الصمت الكبير و الخشوع النظيف
انتهى الجمع وسلموا ثم أخذوا يسبحون ويكبرون ويحمدون ربهم ثم أخذوا يلقون التحية على بعضهم البعض بأبتسامات تشرق كالشمس
أشعر كأني مستلقِ على ظهري فوق مياه بحر دافئة أستجم و أستمتع بالحياة وبالهواء و بالوجود
تحرك الشاب وكانه يقصدني توقف امامي مباشرِ ثم مد يدة اليمنى باتجاهي ثم قال بهدوء وأبتسامة خلابة
.. السلام عليكم أخي .. نظرت حولي مستغرباً الوضع ولكني لم أجد غيري في تلك الزاوية ..ياإلهي هل يرأني .؟..
تحدثت ساخرً ..مهلاً مهلاً ..هل تحدثني أنا .؟.
تبسم بخجل ..وهل يوجد احد غيرك هنا .؟..
علت ملامحي نظرات الجّد و الحيرة و انا اتلفت حولي مرة اخرى للبحث عن أحد اخر يقف بجانبا أو حتى خلفي ولكن لا يوجد غيري امامه
..هل تراني .؟.. تسألت بحيرة شديدة
تقهقر من الضحك وهو يقول ..ما هذا التساءول الغريب .؟. بالطبع أراك ثم جذب يدي من جانبي وهو يقول
وأستطيع ملامستك أيضاً ..شعرت بدفء يده وهو محكم قبضته فوق قبضتي اليمنى ..
شعرت بالأندهاش و الذهول الشديد ولم أتمالك نفسي غير أن أبكي و أصرخ ولكن البكاء هذه المرة ليس من الألم
أو الحزن ولا حتى الوحدة و العزلة بل من السعادة الشديدة التي غمرتني عندما ألتفت الجميع لضجة صراخي
أنا حي ...أنا على قيد الحياة ..أنا سعيد ..أنا ...أنا ....أنا
أنا مسلم ....أنا مسلم ....أنا مسلم وأفتخر ...
منذ أن نطقت الشهادة ولم يعرف الحزن لي طريق
لا أستطيع غير قول
الحمد لله على نعمة الإسلام
........

لي يونغ اي
20-09-2014, 23:36
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وهذه واحدة اخری من رائعاتك ما فتئت تذهلني
انت محق بشده فبدون الاسلام لا يوجد سوی الضياع، الظلمة، والنكران
الحمدلله علی نعمة الاسلام تفضل بها ومن بها علی عباده الاذلاء
احسن قلمك اخي وقد تركت فينا قصتك هذه اثرا لن يمحی بسهوله
بانتظار ابداعات موهبتك دائما
في امان الله وحمايته
تحياتي

بواسطة تطبيق منتديات مكسات

المؤلف الصغير
21-09-2014, 04:20
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وهذه واحدة اخری من رائعاتك ما فتئت تذهلني
انت محق بشده فبدون الاسلام لا يوجد سوی الضياع، الظلمة، والنكران
الحمدلله علی نعمة الاسلام تفضل بها ومن بها علی عباده الاذلاء
احسن قلمك اخي وقد تركت فينا قصتك هذه اثرا لن يمحی بسهوله
بانتظار ابداعات موهبتك دائما
في امان الله وحمايته
تحياتي

بواسطة تطبيق منتديات مكسات

مشكورة عزيزتي للمرور الخلاب دائماً ..و أسعدنا الله بنعمة الإسلام في الدنيا و الأخرة ..أللهم أمين..

LO! FANCY
25-09-2014, 18:38
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
كيف حالك أخي ..؟ أتمنى أن تكون بتمام الصحة والعافية ..
أعجبتني القصة كثيرًا !! حقًا إنها مذهلة .. ღ
الإسلام .. !
بالفعل نعمة عظيمة نحمد الله عليها ..
اللهم ثبتنا ...

شكرًا لك .. أسلوب جميل وأحاسيس رائعة ..
تقبل مروري

المؤلف الصغير
26-09-2014, 22:34
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
كيف حالك أخي ..؟ أتمنى أن تكون بتمام الصحة والعافية ..
أعجبتني القصة كثيرًا !! حقًا إنها مذهلة .. ღ
الإسلام .. !
بالفعل نعمة عظيمة نحمد الله عليها ..
اللهم ثبتنا ...

شكرًا لك .. أسلوب جميل وأحاسيس رائعة ..
تقبل مروري

مرور مقبول وكلمات رائعة ..تقبل الله منا ومنكٍ صالح الأعمال وثبتنا على الطريق المستقيم وعلى الحق المنير حتى نلقاه

"عبد الله"
27-09-2014, 06:03
سلااااااااااااااااااام

حقا أمر مهم فبدون الإسلام يكون الضياع الحقيقي للإنسان و كل أنواع التشتت

سلمت يدااااااااااااااااااااااك أخي

و أرجو أن تزور موضوعي النقاشي الجديد


http://www.mexat.com/vb/showthread.php?t=1110699

و سلاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااام:em_1f600::e057:

"عبد الله"
27-09-2014, 06:04
سلااااااااااااااااااام

حقا أمر مهم فبدون الإسلام يكون الضياع الحقيقي للإنسان و كل أنواع التشتت

سلمت يدااااااااااااااااااااااك أخي

و أرجو أن تزور موضوعي النقاشي الجديد


http://www.mexat.com/vb/showthread.php?t=1110699

و سلاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااام:em_1f600::e057:

المؤلف الصغير
30-09-2014, 19:11
سلااااااااااااااااااام


حقا أمر مهم فبدون الإسلام يكون الضياع الحقيقي للإنسان و كل أنواع التشتت

سلمت يدااااااااااااااااااااااك أخي
مشكور أخي للمرور القيم ..

المؤلف الصغير
30-09-2014, 19:12
تكملة القصة ....
.....

النهاية الأولى ...
....
الحزن كان الصديق ,الهّم كان الرفيق ,الألم كان الطريق
النكران كان الشهيق ,الجرح كان عميق ,الروح كانت تضيق
كانت هكذا حياتي في الماضي الصريخ ذات ليالي النحيب ودموع النديب
أما الأن بوجود السعادة في لحظات أيامي الزهيد أشعر بالأستغراب الشديد
أشعر بالتنافر بداخلي مابين لحظات الألم البهيج ,السعادة و الحزن يتعاركان
بينما أنا واقف صريخ ,حائر ,مذبذب ,أنا ...أنا ..أنا الغريب
أنا الغريب عن نفسي لم أتعود السعادة و البهجة حتى الأن ..مازلت أشعر أن هناك شئ مفقود
الروتين اليومي خاصتي كما هو لا يوجد شئ جديد ..أُصلي فأرتاح أجلس في الغرف فأضيق
أصبح شعور ناضج يكسوا طبقة أيامي ألا وهو الملل الفظيع بجانب صديقه الوفي الفراغ القاتل
أتحرك في الغرفة بملل ,أجلس في ملل ,أستلقي فوق الملل وعندما أذهب للأستحمام في بركتي المربعة النظيفة
أشعر أني أغوص في قلب الملل ..حياتي أصبحت مُشبعة بالملل ويغلفها طبقة من الفراغ الحارق
عندما يضيق بي الأمر أمسك بالقرأن الكريم و أرتل بهدوء أحياناً وبصخب طوال الوقت ولكني دائماً
ما أبكي وسط القراءة و الدموع مازلت تُبلل خدودي أشعر بسخونتها النابعة عن نيران مشاعري المهتاجة
وعندما أنتهي من القراءة أشعر بالراحة المريحة ذات الجفون الأريُحية المُرتاحة راحة مابعدها راحة
مذاقها حلو وتأثيرها رائع على الروح ..أختلفت نظراتي للأشياء وأختلف فهمي لكثير من المواقف
أصبح لحياتي معنى و لأيامي بزوخ ولكن سُرعان ما يعود الملل أقوى من السابق في كل تاره
أفكر كيف كنت أقتل ذلك الملل في السابق ..بالغوص في المواقع الإباحية ..بالإسراف في شرب الخمر
وينتهي اليوم بمحاولتي لقتل نفسي والأنتهاء من كل ذلك الألم المتفرغ المُمل ولكن كان هذا قديماً عندما كنت أدعى ..مارتن..
أما الأن أسمي هو ..محمد .. وأصبح كل ما كنت أفعله بالأمس مُحرماً فعله الأن ..الأمس ..ياليت أيامي كُلها تكون كالأمس
عندما كنت بداخل المسجد العجيب ..عندما رأوني وقبلوني ولقنوني الشهادتين ثم أجلسوني بينهم وعلموني مفهوم الدين
كنت أشعر أنهم أشد سعادة مني ,كنت أشعر أنهم لو أستطاعوا التحليق من السعادة لفعلوا
لم أتمالك كبت دموع عيني عندما علمت انهم سُعادء هكذا من أجلي ,أيُعقل أن كل هذه السعادة فقط من أجلي
أين كان كُل هذا مُختبئ عني ..وما هذا الشعور المخيف بالسعادة ,أقسم أني لو كنت وزعت مافي قلبي من السعادة على هذا العالم لأغرقته
من هول ما كنت أشعر به حينها , علموني الصلاة و حفظوني الفاتحة و سورة الإخلاص وحفظوني التشهُد
أفهموني معنى الإيمان ومفهوم الإسلام ,تخاصموا لأجلي لأبيت عند واحد منهم ولكني أعتذرت خوفاً من حدوث خلاف بينهم
وخرجت لدراجتي السوداء الحديثة المحببة لقلبي ,أحتضنتها بين أزرعي الطويلة النحيفة ,أستلقيت فوقها بسعادة وبسمة لم تفارق ملامحي
خرج الجميع يودعوني أمام المسجد وأخبروني أن أعود لزيارتهم مرة أخرى ,أودعتهم وأخبرتهم أني سأتي ذات يوم بالتأكيد
تحركت على عجلة من أمري فأنا لأول مرة سعيد وأريد الأستمتاع بهذا الشعور الزهيد الذي كان وهّم بالنسبة لي في البارحة
أنطلقت بدراجتي بهدوء وكنت أشعر انها أول مرة أنطلق بها ,الأرتباك كان يقلقني و الأستغراب كان يقودني والخوف ملئ قلبي
ولكني توكلت على الله فأنقشع كل ذلك من قلبي وعاد الأرتياح و الجمال و الهدوء و النسيم البهيج وعادت الأرض تحتضني
و الشمس تدفئني ,النسيم يروح عني , المياة ترويني ,الجبال تصفق لي ,الرمال ترقص بين قدمي ,الكون يبتسم لي
وعاد الزمان يعرفني و البحر يعشقني والروح تسكن جسدي ,الضوء ينير طريقي ,الظلام يمقتني لقد عاد لي صوابي
عادت لروحي الحياة ,أصبح الجميع يراني و ألكثيرون يبتسمون في وجهي , رأيت الشجر يريد أحتضاني
والطيور تُغرد لي , السماء صافية , الرمال هادئة , المياة نقية و رأيت الهواء نظيف
كنت أشعر أني واقف وسط بركة واسعة من الثلج الأبيض النظيف ذات الهواء اللطيف ليس قارص للبرودة ولا شديد السخونة
ياليت أيامي كلها تكون كذلك ولكني الأن أشعر بالنكران الشديد للنفس ..أشعر بأني لست أنا ,أشعر بأني مختلف عما كنت
هذا ليس أنا ,مازلت أرغب في قتل نفسي حتى يزول هذا الشعور المخيف الذي يسكن قلبي ويلفظ بأنفاسي الحارة
ولكني في ذات الوقت قد تذوقت السعادة ولا أريد التخلي عنها ولا عن مذاقها الخلاب الرائع ..لا اعلم ما الذي علّي فعله
البارحة ,آآآه يالبارحة, كان يوم من أيام العجائب لن أنساه طوال حياتي وعلى مدار أوقاتي حيث كان الميعاد واللقاء
أستيقظت ..مارتن .وذهبت للنوم ..محمد. البارحة ذهبت للنوم ..محمد .وأستيقظت الأن ..مارتن .
أيهُم أكون أنا .؟. مارتن .أم .محمد .؟.
هل مازلت .مارتن. الشاب الذي لا يهُمه في الحياة غير إشباع رغباته ونزواته المريضة صاحب الخلفية المنعدمة عن الدين
صاحب الحياة الكئيبة الفارغة المُملة ..أم محمد . صاحب الرسالة الجديدة الذي يعرف للحياة معنى وللوجود كيان
صاحب الأبتسامة و الأمل في الحياة ..ولكن الحقيقة تقول أني مازلت أتحرك بشخصية ..مارتن . ولكن بأسم جديد
لذا لابد من تغير نفسي لأتوافق مع صاحب الأسم الجديد ..إذاً سأبدء من هنا ومن هذه اللحظة لأكون ..محمد .وليس ..مارتن.
الله على ذلك الشعور ,الشعور بالرغبة في تحقيق شئ هام في حياتي آآه النشوة القلبية الرائعة يا له من إحساس رائع
مجرد التفكير في إسم محمد يكون الشعور هكذا فما الذي سأشعر به إن كنت محمد بالفعل ,أخيراً أصبح لحياتي هدف
وهدفي الأن أن أكون ..محمد.. أكونه صدقاً وفعلاً وإيماناً وليس قولاً ..فاللهم أعينني وقوني لفعل ذلك
أجمعت أغراضي المحببة لقلبي وجمعتهم في حقيبة صفراء صغيرة وعلقتها خلف ظهري ثم وقفت أمام الباب أودع
غرفتي وحياتي القديمة ,لقد كنت أهم أن أترك كل شئ خلف ظهري وأرحل ولكن رأيت أشياء تروق لي فأخذتها
للحظات مر كل شئ فعلته هنا منذ قدومي من حوالي ثلاثة أشهر ,تنهدت بقوة وأنا أقول لنفسي كم كنت كئيب أنا
الوداع أيتها الحياة المريضة ,الوداع يا مارتن .نتقطت بتلك الكلمات وانا أسحب الباب خلفي ببطء شديد
وقبل ان أغلقه تماماً سمعت صوت هاتفي الحديث يرن ,لأول مرة منذ شهور يتصل أحدهم بي
فتحت الباب ودخلت مسرعاً لأرى من الذي تذكرني الأن ويُهاتفني ,أمسكت الهاتف وقرأت الأسم
العم ..أرحابيل .. فتحت مسرعاً وتحدثت بشوق ..السل... توقفت قبل أن ألقي بالسلام عليه
لم يحن الوقت لمعرفة أهلي بإسلامي ..مساء الخير أيها العم ..
أتاني الصوت سعيداً ..مساء الخير عليك أبن أخي مارتن . هل أزعجتك بأتصالي الان .؟.تساءل بإحراج
لا..لا.البتة لقد كنت أهُم المغادرة .ماذا هناك .؟. هل كل شئ بخير عندكم بتل أبيب .؟.
تغيرت نبرة صوته لتكون نبرة عميقة قلقة ..في الحقيقة هناك أمر لابد أن تعرف بخصوصه
تحدثت متحيراً ..ماذا هناك أيها العم .؟..
..إنها والدتك .مريضة وتريد رؤيتك ..
أمي .؟.
أجل ..
حسناً.. على كل الأحوال أنا قادم في الغد
تغيرت النبرة بقليل من الجِّد و الحزم ..الغد .؟.مستحيل !!الأن لو أستطعت إنها في حالة صعبة للغاية و الأطباء يقولون قد لا تُدرك الصباح .
حسناً ..سأحاول الوصول مبكراً مع أول ضوء للشمس سأكون أمامكم ..
تنهد براحة عندما سمع تلك الكلمات وأخذ يتحدث في شئ أخر ,حينها كنت قد أغلقت الباب وتحركت للأسفل أجهز دراجتي للرحلة الطويلة
وعند وصولي أمامها تذكرت أنه مازال يتحدث معي على الهاتف , للحظات وقفت أنظر للهاتف ويتملكني الشعور بالحيرة الشديدة ولا أريد التحدث
عن هذه الرحلة المشؤومة ,فأغلقت الهاتف وهو يتحدث ..مشؤومة .لا أستطيع نعتها بتلك الكلمة ,بل هى رحلة سعادتي وأكتشاف ذاتي
اللعنة ..مازالت شخصية ..مارتن ..تُطاردني حتى الأن بداخلي , أشعر برغبة في البكاء شديدة ومازلت أشعر بالفراغ الروحي و القلبي
جلست أنظر لدراجتي وانا كُلي حيرة ,هل أذهب لرؤية أمي أم أذهب حيث كنت أريد ,إلى المسجد حيث السعادة و الراحة و الأطمئنان الشامل
لم أفكر كثيراً تركت أشيائي بجانب الدراجة ثم ذهبت للداخل وتوضأت وأخذت أصلي ركعتين وأدعوا الله أن يُرشدني للطريق الصحيح الذي يجب أن أسلكه
وعندما أنتهيت شعُرت براحة وبهجة لامثيل لهم ووجدت نفسي أركب الدراجة وأنطلق بها بدون تفكير و كانت وجهتي للمسجد ...
كانت الساعة حينها السابعة والنصف مساءً كنت قد صليت المغرب منذ نصف ساعة تقريباً ,أتحرك بسرعة ليست كبيرة ثمانون كيلوا \الساعة
أشعر ..أشعر بالفرحة الهادئة و الهواء رباه ما أجمله. من روعة شعوري أريد ترك كلتى يداي في الهواء ولكني أخشى السقوط
فقط أتحرك بأنسجام وخُلاصات شعري الأسود الطويل يتناغم بسعادة بين أرابيل الهواء الباردة الجميلة وعيناي تقطر بالمياه من شدته
كنت قد وصلت لمنتصف الطريق ولكني لاحظت أمر غريب , الطريق الذي أسير فيه منذ حوالي العشر دقائق خالي تماماً لم أقابل سيارة واحدة حتى الأن
وعندما بدأت أنظر حولي لم ألحظ أي رجل أو إمرأة أو حتى طفل يسير عن أي جانب ,أكملت سير بهدوء على أمل أن أجد أحدهم يخبرني ما الذي يحدث
ولكني لم أجد وكنت قد أقتربت من المسجد فقررت التحرك من بين المنازل غاية العثور على أحدهم وبالفعل تحركت بين المنازل الفاخرة والمتوسطة و المُتبالية
ولكني لم اجد أحد فأردت البحث أكثر وأكثر ولكن منع بحثي صوت الأذان وإعلان صلاة العشاء فتجاهلت البحث وأخذت أذهب للمسجد وفي طريقي وجدت عجوز
يتحرك ويبدو أن وجهته الصلاة وكانت تحيطته هالة بيضاء هادئة أستشعر من خلالها الهدوء و السكينة وراحة البال والفكر ,تقدمته بعدة خطوات فرأيت
مظهر عجيب رجل طويل القامة يرتدي الجلاب الأبيض الناصع ذولحية كبيرة مشذبة وفي يدة اليسرى سبحة ذات عقود زرقاء لامعة يقف مع شاب نحيل قصير
وكان الغريب أن الرجل تحاوطه هالة سوداء مُظلمة فاستغربت الأمر من مظهره الإسلامي الصحيح فأقتربت منهم بعد أن تحركوا وكانت وجهتهوم المسجد
فسعمت كلام عجيب حينما أقتربت منهم بدراجتي كان الشيخ يضع يده فوق كتف الشاب ويُصيح فيه بقوة ..يابُني أهمُ شئ في الحياة هى الصلاة
لا تتركها أبداً مهما كان ..إسرق وصلي ,أقتل وصلي , أزني وصلي أفعل ما يحلوا لك ولكن الهام في النهاية هى الصلاة هل فهمت ..
أربكتني تلك الكلمات وتفكرت فيها كثيراً وبدأت أتساءل بيني وبين نفسي هل تلك الكلمات صحيحة ,هل الإسلام فعلاً يُبيح كل شئ مقابل الصلاة
لا أعلم حقاً , ليس أمامي غير السؤال عن صحة تلك الكلمات .وصلت للمسجد وكان المؤذن مازال يُرتل أنشودة الأذان رباه ما أجمل صاحب ذلك الصوت
صوته يدخُل القلوب صوت هادئ روحاني جميل يوذيب الأذان و القلوب ,تركت الدراجة بجانب المسجد وتحركت على عجل لأرى صاحب ذلك الصوت الخلاب
خلعت حذائي البُني وتركته أمام المسجد وقفزت بجواربي البيضاء فوق السور الخشبي الصغير الفاصل بين الخارج والداخل وما أن أصبحت بالداخل ألقيت بنظري تجاه القبلة
ناحية اليمين فوقعت عيني على الشاب ,لقد كان توقُعي صحيحاً إنه هو أول شخص رأني وأول شخص ألهمني عندما ساعد العجوز في الطريق
وقفت أتامل سكونه وهدوئه ,راحته ,سعادته ,شجنه وهو يرتل كلمات الأذان بدأت أتساءل وأنا أراقب هالته البيضاء تعلو وتعلو ببهجة وراحة
أهيم بين عناقيد صوته المُذهل للعقول ,هل هذا هو سر تلك الهالة البيضاء القوية ,هل الأذان هو ما يعطيه هذا الجمال ,للحظات لم أدرك نفسي
حيث بدأت أدندن وأرتل مع صوته الشجون ,حي على الصلاة ..حي على الصلاة
حي على الفلاح ,حي على الفلاح
الصلاة هي الفلاح ,الفلاح هو النجاح ,النجاح هو السعادة , السعادة هي الأطمئنان ,الأطمئنان هو الراحة ,الراحة هي السكون ,السكون هو الهدوء
الهدوء هو الأمل ,الأمل هو المستقبل ,المستقبل هو الأخرة , الأخرة هى الجنة ,الجنة هى النعيم ,النعيم هو الفوز و الفوز هو الفلاح حقاً
سبحان الخالق العظيم ,أشهد أن هذا كلام الله حقاً ,رب أجعلني من الشاهدين يوم ألقاك,..للحظات تعالى صوتي بدون إدراك مني
وأنا أُرتل نهاية الأذان ,أشعر بالراحة السعيدة وأرى الهالة تتجمع بأتجاهي وعندما تلامست مع هالتي الضعيفة شعرت بقشعريرة مُمتعة
وشعرت ..شعرت ..أجعز حقاً عن وصف ذلك الشعور فما كان لي في حياتي صاحبة الثلاثة عقود أن شعرت بذلك الشعور ال..المُمتع
رباه ..ما أعظمك ..متعة روحانية لا مثيل لها .أريد الصراخ ,أريد النباح ,أريد ..أريد الصياح بكل قوتي ,من هول السعادة أرغب بالبكاء
أرغب بالحياة , حقاً أرغب بالحياة للمرة ألاولى في حياتي ,تذكرت حياتي الماضية وشعرت بالحزن يتجمع في عيني ويتساقط مع قطراتها
وأنا أتساءل ..أين كنت أعيش ؟. أين كان كل ذلك بعيد عني !. أين كنت حينها .! كيف لم أسمع ذلك الأذان من قبل !. أين ..
أين كان عقلي .؟. أين كان فكري .؟ أين هّمي .؟ أين كان حُلمي ..أين كانت روحي بعيدة عن كل ذلك .. أقسم أن كل ما مررت به
من ضيق و ألم , تعب , حزن , هّم , نكران , بكاء , نحيب , صراخ ,مرض , جوع ,فقدان .
لا يعادل قطرة واحدة من قطرات السعادة هذه , عيني لا تتوقف عن البكاء وقلبي أشعر أنه سيتوقف من السعادة و البهجة التي تتصاعد بداخله
للحظات تمايلت للأمام وشعرت أني سأسقط ,أسندني رجل بكلتى يداه أتاني من يساري ,نظرت إليه وأنا لا أسمع ما يقول كان صاحب وجه بشوش
وأبتسامه هادئة مُنيرة وهالة قوية تحاوطته بيضاء نقية بنقاء الثوب الأبيض الناصع تشبه كثيراً نقاء جلبابه الأبيض ..أعتدلت بعد لحظات وقد عاد لي وعيي للوجود
أرادني ان أجلس ولكني رفضت فأغصبني الجلوس فطاوعته وبعد لحظات أحضر لي كوب ماء فشربت على ثلاثة ثم سألني إن كنت بخير فحمدت الله وشكرت
جاءنا رجل آخر مما تخاصموا لأجلي منذ أيام ,قبلني بحرارة وأحتضنني بقوة وسعادة وأنا جالس ثم نظر لي بعينيه البُنية اللامعه وقال
أقسم لك يا أخي محمد أن الله يُحبك ..
غمرتني صاعقة قشعريرة عندما سمعت تلك الكلمات وتساءلت بداخلي ..الله يُحبني ..يُحبني أنا ...لم أستطع كبت دموع عيني ولا تقهقري النابح
من هول ما أشعر به ,مسحت دموع عيني الغزيرة التي لا تُريد التوقف وتساءلت بقليل من الحيرة بداخلي
ولكن كيف عرفت ذلك أيها الشيخ .؟..
أجابني وأنا أرى الدموع في عينيه
لقد كنت أفكر بك منذ قليل و أقول يا ليت أخي محمد يأتي هذا المساء ليستمع لتلك الخُطبة التي سيولقيها علينا شيخنا الكبير عن العقيدة الصحيحة
ولكني لم أكن أملك رقم هاتفك أو حتى عنوانك فحزنت كثيراً ولكني فرحت بشدة عندما رأيتك الأن وعلمت حينها أن الله يُحبك لأنه ساقك إلينا الأن
تزايدت نبضات قلبي من تلك الكلمات والقشعريرة لا تنقطع البتة وعيناي تفيض وتفيض ينبوع حار يندلق فوق تلة كبيرة
حزن لأجلي ,هل ذلك هو إلاسلام ,هل هؤلاء هُم أهل الإسلام ,هل هؤلاء هم المسلمون حقاً ,يحزنون لبعضهم ويفرحون لبعضهم
أشعر بالسكون وعيني لا تريد الوقوف عن بكائها وجسدي كالمصعوق بالكهرباء العالية لم أعُد أتمالكه بعد الأن وفقدت سيطرتي عليه
يكفي يا عين بكاءٍ فالنفس قد نالت مُرادها
يكفي يا روح حُزناً فالنفس قد عادت لصوابها
يكفي يا دموع دموعٍ فالعين قد فادت بها
لم أتمالك نفسي غير أن ألقيت برأسي فوق السجادة الخضراء ساجدٍ لله شكراً وحمدٍ وأستغفارٍ
يارب ما أعظمك ,يارب ما أحلمك ,يارب ما أكرمك أظهرتني من الظلام وأكرمتني بالإسلام
فكل الحمد وكل الشكر وكل الثناء إليك ............
وكانت هذه هى أخر سجدة لي وأخر لحظة لي في الحياة ,أنتظروني كثيراً لأعتدل ليُقموا الصلاة ولكني لم أعتدل ,أقتربوا فلامسوني ولكن لم أشعر
فاضت الدموع من روحي وأنا أراهم يبكون لفراقي وأخرون أبتسموا بدموع تتساقط من عينيهم وسقطوا على الأرض ساجدين
وأخرين ظلوا يدعون ربهم لمثل هذه الخاتمة ,السماء الهادئة أمطرت عندما قام أحدهم بالصياح في أهل المدينة للقدوم لرؤية معجزة الله
موتي عند هؤلاء القوم مُعجزة يا ليتني ولدت مُسلماً ولكني أحمد لله على هدايتي قبل فراقي للحياة
ولكني لا أشعر بأني ميت بل أنا أصعد للسماء حيث مستقر البقاء ومكان اللقاء ....الحمد لك ربي .لم أكن أوفيك حق الحمد ولكني أقولها بمقدرتي وحدود طاعتي
فتقبلها مني وأغفر لي بها ذنوب أنت وحدك أعلم بها ,ذنوب أعجز عن مُسامحة نفسي لفعلها ولكنك أنت الغفور والقادر على كل شئ فاللهم أرحمني يوم ألقاك..
.......
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
يَقُولُ أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ (52) أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَدِينُونَ (53) قَالَ هَلْ أَنتُم مُّطَّلِعُونَ (54) فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ (55)
قَالَ تَاللَّهِ إِن كِدتَّ لَتُرْدِينِ (56) وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (57) أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ (58) إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولَىٰ وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (59) إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (60) لِمِثْلِ هَٰذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ (61)
أَذَٰلِكَ خَيْرٌ نُّزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ (62) إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ (63) إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ (64) طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ (65)
فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (66) ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِّنْ حَمِيمٍ (67) ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ (68) إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءَهُمْ ضَالِّينَ (69) فَهُمْ عَلَىٰ آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ (70)
وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ (71) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِم مُّنذِرِينَ (72) فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنذَرِينَ (73) إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (74)
صدق الله العظيم
....الخاتمة...
أنتهى .

❀Ashes
30-09-2014, 19:21
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حجز آخر لي ><
سأفكه يوماً ما ^^

المؤلف الصغير
30-09-2014, 19:31
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حجز آخر لي ><
سأفكه يوماً ما ^^





وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
..
مرحباً بكِ عزيزتي ...بخير إن شاء المولى ..
..
تنورين في أي وقت تشائين ...

white dream
30-09-2014, 21:05
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
كيف حالك ؟ بخير إن شاء الله .


لي عودة قريبة بإذن الله لاقرأها بهدوء .
في حفظ الله ^^

المؤلف الصغير
27-04-2015, 21:11
تكملة الحكاية ,,, ستوضع قريباً بأمر الله ..
تحت عنوان .. (مُعجزة الله ) ..

تسجيل حضور .. نلتقي على خير .

المؤلف الصغير
27-03-2017, 16:23
النهاية الأولى 2
....
بعنوان
(مٌعجزة الله)
....


أجلسُ .. لا .. بل أنا جالسُِ منذ دقائق معدودة أمام البحر الواسع اتأملٌ في مياهه الزرقاء الصافية بأعين خاملة وجسد مٌتعب
مٌنهك مريض أكاد أسقُط مٌغشياً علي في أي لحظة ولكني أجلسُ بروح مُطمئنة قلقه حائرة ونفس هادئة صاخبة مُرتاحة أنتظر
مُعجزة الله في الظهور لتقتُل شكي باليقين الدائم ., الأمر غريب بعض الشئ . بل الأمر وما فيه بأني تائه في هذا العالم الواسع
وهذه الحياة الكبيرة , كنتُ مُنذ عدة أيام لا أُبالي لأي شئ , أعيش أيامي بطولِها وعرضِها ولا أحمل قلق لغد نهائياً لم أكُن أهتم بشئ غير تمضية يومي باللهو و اللعب و السهر و التسالي ,كنتُ أفعل ما يحلو لي وكل ما كنتُ أشتهيه . أزني , أسرق , أتعارك , أسكرُ , أُقامر , أكذب . بالتأكيد هذه ليست صفات تجعلُ من صاحبها شخص حميد بل كنتُ على النقيض الفعلي
شخص ظالم ,,,,,, تستطيع إضافة ما تشاء من الصفات القبيحة ولا حرج , كُل ما استطيع قوله بأني كُنت تائه بمعنى الكلمة
وكل هذا وأنا في السابعة عشر من عُمري في المرحلة الثانوية العام الأخير منها . الكُل كان يهابني في حُجرة التعليم , هناك أكثر من أربعُون شاب نجلسُ في ذات الغُرفة كل يوم معاً عاد الجُمعة لمُدة عامين ونصف آخر , أصدقائي منهم ثلاثة والباقي يكرهُني أكثر ما يكره الإنسان العمى , يمدحوني علانية ويسبوني في أنفٌسهم , لأني ما تركتُ واحدً منهم إلا وسخرت منه أمام الجميع وظللت أستفزه حتى تعاركت معه ثم طرحته أرضاً وفي كثير من الوقت أٌدميهُم , هكذا كان الحال يومياً , حتى تقابلت مع شخص يُدعى (عبد اللاه) كان طالب معنا تعاركت معه وتخاصمنا وفي فترة تخاصُمنا كان لايزال يعنتني بالشاذ وكانت هذه الكلمة تُضايقُني لأني لم أكن أعرف معناها فكنتُ أسُب أباه حتى يتوقف عن نعتي بتلك الكلمة , مرت الأيام تصالحنا وتقاربنا
وصرنا أصدقاء بمعنى الكلمة وكنا نذهب معاً كل يوم بعد الأنتهاء من اليوم الدراسي وفي أحد تلك الأيام دعاني لأمر جديد علّي
دعاني للصلاة , فتحججتُ فأصر علّي فطاوعته , لم أكن أعرف كيفية الوضوء فظللت أٌراقبه حتى أنتهى وفعلت مثله بعدما ذهب
ولأول مرة شئ يُحرجُني هكذا , بل لأول مرة أشعر بالحرج من نفسي ومن الله . لأول مرة أذوق طعم الأستغفار ولأول مرة أعرف معنى وأرى ملامُح الراحة النفسية و الطُمأنينة الروحية , يا إلهي كم هذا الإحساسُ جميل ورائع ,صليت وآآآه عندما أنتهيت . تذوقتُ معنى السعادة الحقيقية , سعادة لم أشعر بها بعد أي شهوة ولا يُساويها أي لذة في الوجود , سعادة حقيقية.
من بهجتي رفعتُ يدي ودعوت ... بصوت صادق ينبعُ من روحي وكلمِات صدق خرجت من نفسي ..إلهي ..إهدني ...
ويبدو أن أبواب السموات كانت مفتوحة حينها فأستجاب الله مني وتغيرت حياتي . بل تغيرت نفسي على النقيض المُستحيل!!
فأنا لم أعُد أنا , تلبسني صمتٌ رهيب وأسكنني هدوء مُريب , تغير حالي في المدرسة وبداخل المنزل وحتى في الشوارع
أعتزلتُ الجميع وأكننتُ بداخل روحي , لا أتحدث إلا للضرورة القصوى عندما اخذت اتعمق أكثر في فهم أوامر الدين ,
حينما هداني الله لنوره الذي أبعدني عن ظلام الدُنيا و شر نفسي , لحظة تيقظ نور الهداية بداخلي أنكرتُ نفسي وطريقة معيشتي , فعزمتُ التغيير ...لا..بل تغيرتُ بدون إرادتي , فتجسد الهدوء بداخلي وظاهري فأصبحت اسير في الطُرقات ولا يستشعِرُني أحد , تركتُ حياتي السابقة بأشخاصِها ولم أٌفكر في العودة لها مُطلقاً ,إنعزلتُ إنعِزال تام . أخذتُ أغوصُ في عالم الروحانيات بقلبي وروحي وكياني لإول مرة أتذوق حلاوة قراءة القرأن وقشعريرة البدن ودموع الخشية مِن الله ورحلة مع دروس العِلم والتعصُب لحُرُماتِ الله وحدودِه ..أصبحتُ مُسلم يسيرُ في طريق الإيمان ..أيام وليالي حتى إنغلقتُ على نفسي تماماً ..تغير الحال بفضل الله ومنهِ علّي أصبحتُ أفضل و أطهر وأنقى ما عُدت أفعل الحرام وما عُدت أُضايق أي أحد مِن زملائي ولا أسخر منِهُم وهكذا الحال مع المُعلمين و المُعلِمات ,لاحظوا تفوقاً في دراساتي و تميزاً في إجاباتي ..بعد عِدة أشهُر كرمُني بأفضل طالِب في المدرسة هذا العام وشهِدوا لي بمُستقبلٍ مُشرقٍ ولامع وفي خلال هذه الفترة كُنت وحيداً تماماً في المنزل أُغلق علّي بابي ولا أجلسُ مع أحد فجائي الشيطانُ بوساوسهُ فتغلبُ علّي حينما تعاونت معه نفسي الأمارة بالسوء فعصيتُ الله وحينما استفقتُ وأدركتُ ما فعلت ندِمتُ وأسرعتُ تائباً فإستغفرتُ ثُم عُدتُ وأذنبت ثُم عُدتُ واستغفرت وهكذا الحال يومً بعد يوم حتى أكتئبتُ مِن كثرة ذنوبي ومِن وحِدتي وفراغي الدائم فتحولت ليالي العبادة لبُكاء ونحيب مِن شدة الألم الذي اشعُر بِه مِن وحِدتي وذنوبي التي تكاثرت وأصبحت تتحكمُ بي وتغلبت علّي نفسي وشيطانُها وأخذا يبُثان بداخلي سموم الشِرك بالله في حالة إنهياري وضعفي أستنكرتُ الأمر ليالٍ طويلة حتى تمكنوا مني في يومٍ من الأيام وبدأتُ أتسائل إن كانت هذه الأفكارُ صحيحة ولكن بداخل أعماقي أشعُر بالإيمان وبوحدانية الله ووجوده وبكلامِه وبروحه ..فخِفتُ على نفسي الكُفر وتألمتُ من الصِراع الداخلي المٌميت فتوجهتُ لشُرفتي ونظرتُ للسماء أدعوا الله بكلِماتٍ توحي بضعف نفسي ويقينها ..اللهّم إنك أعلمُ بنفسي مني وأعلمُ بضعفي أمام الشهوات وأمام المُغريات ولكني أخشى الشرك بِك وإستسلامي للشيطان فاللهّم أرني مُعجزة تبعثُ في قلبي الأمان ولروحي الطُمأنينة بأنك الله دائم الوجود وحدك لا شريك لك ... الأن أشعر بأن هذه الدعوة دليل على أن الشيطان بالفعل شككني بوجود الله وبأني فشِلت وأستسلمتُ له ولوساوسه الخبيثة ومنذ هذا اليوم وأنا كُل يوم وكل ليلة أُراقب الأجواء و الأحداث معي ومع من حولي لأجد مُعجزة الله التي ستُريحني حتى مماتي وتقتُل الشك الذي تركه بداخلي الشيطانُ اللعين .. دخلتُ في فترة إنتِكاسة يومٌ أُصلي ويومٌ أتخاذل , يومٌ أُذنِب ويومٌ أتوب ..وظللت هكذا يومٌ ويوم حتى هذه اللحظة في هذا المساء البارد منتظراً لأرى معجزة الله ..تحركت من مقعدي لأهيم في الطرقات مراقباً خافته الإضاءة البيضاء بين المنازل مختلفة الأرتقاء متقلبة الدرجات ..أبحث وأبحث وأبحث في الهواء والسماء ..الأرض و الرياح وفي نفسي ..متساءلاً .؟..اليس كل ذلك معجزات .!!. كيف أتحرك على قدماي هكذا .؟. كيف أسمع .؟. كيف أنطق .؟. كيف أتحدث بداخلي ولا يسمعني أحد .؟.
كيف وكيف وكيف .؟. أي معجزة أريد وما هى وكيف سأعرفها .؟. من أنا وماذا أفعل في هذه الحياة .؟. وهل لوجودي سبب .؟. أم جئت الدنيا هباءً .؟. يارب أرشدني ودُلني على طريقك إهدني ..وما كان مني غير أني صُعقت حين سمعتُ نداء الحق يُرجرج الدنيا بكلمات الحق ..الله أكبر ..الله أكبر . بصوت رباني بديع إنتزع الدمعة من عيني يصحبها سؤال ..أهذه هى معجزة الله .؟.
التي عنها أبحث ..توجهت تلقاء نفسي تجاه مصدر الصوت ..إلى المسجد .. وفي طريقي أتاني صوت قوي غليظ من خلفي .
- السلام عليكم (كريم) يا بني .
التففتُ مجيباً .. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
فوجدته الشيخ .محمد. جار لي . تصافحنا ثم تحركنا سوياً للمسجد
مسح على لحيته السوداء الكبيرة متنحنحاً .. كيف أحوالك يا بني .؟.
..بخير والحمد لله . أجبتُ متنهداً بحيرة .
. حمداً لله على كل شئ . ولكني أستشعرك حزيناً ..ما بالك يا ولدي ..هل كل شئ بخير معك.؟. تساءل بحيرة واضحة .
. آه . تنهدت بها بقوة متابعاً بهدوء .. حمداً لله على كل شئ .
. حمداً لله على كل حال دائماً و ابداً ولكني استشعرك حزيناً لا تخجل وأطلعني ما بك .؟. ماعدتُ أراك ملتزماً بالصلاة كما كنت ..لما ذاك .؟.
. في الحقيقة هذا ما يُحززني كثيراً عدم مواظبتي على الفريضة ولم أعد استطع المحافظة عليها كما كنت من كثرة ذنوبي .
. لا يا بُني ..اياك وترك الصلاة .. صرخ في قوياً متابعاً بجدية .. جاهد النفس قدر المستطاع ولا تيأس إلا الصلاة فبدونها أصبحنا كالأنعام لا فائدة تُرجى منا فالصلاة هى عمادُ الدين .. اذنب ولكن صلي أسرق وصلي أقتل وصلي أزني وصلي .
قاطعته متسنكراً الأمر .. وهل يجوز ذلك يا شيخ .؟.
.تدخل سريعاً .. لاتأخز كلماتي على المحمل السئ ليس معنى ذلك بأن السرقة حلال و الزني خلافه ولكن الصلاة حتماً ستنهيك عن هذه الأفعال وتجعلك تتركها رغماً عنك ولكن المقصود يا بني هو أن تواظب على أداء الفريضة .
أستنكرتُ الامر كثيراً بداخلي وهممتُ لو رددت عليه ولكن منعني وصولنا للمسجد , عبرت بوابته الواسعة مُستنشقاً الروائح الطيبة مما شتت أفكاري عن هذه النصيحة القاتلة , رغم أني أعلم نيته الطيبة ولكنها نصيحة سامة قد تضر الكثير من العامة الأمية ..تنهدتُ بإرتياح وأنا أتؤضاء بهدؤء وما أنتهيت حتى صليتُ ركعتى السنة وآهٍ عندما أنتهيت لذة ما بعدها لذة , جنةُ الله على الأرض ..أجمل إحساسِ في الوجود , طُمأنينة ما أجملُها ارتياح ما أروعه شجون , جلستُ مُسبحاً مُرتبع الأقدام أترقبُ الجمع من حولي أبحث عن معجزة الله ..غلبني إحساسي الشديد فتفكرتُ أهو معجزة الله التي عنها أبحث .؟...أنا مُشتتُ الأفكار حائر النفس الكثير من المعجزات من حولي ينضُرن في عيني ولكني لا أدري عن أي معجزة أبحث .؟.كيف هى .؟.وهل عندما تأتي سأعرفها أم سأتحير كما أتحير دائماً وفي حين أنغماري وتحيُري جذبني مشهداً راقياً وأخذ جُل أنتباهي رُغماً عني و سمعتُ الحديث عالياً رُغم همسهم ..قابل الشيخ شاباً غريباً على عيني ولكنني استشعرتُ بأنه قريبٌ إلى قلبي , بحرارة شديدة صافحه هامساً بسعادةٍ صادقة ..والله يا محمد يا بني إن الله يُحبك .
إعتلت الدهشة وجه الآخر وإسترقت عيناه دمعاً هامساً بدهشة أدمعتني . الله يُحبني .؟. يُحبني أنا .؟.
شردتُ في ملامحه حين تحول الدمع سيلاً ينهمر على وجنتيه بقوة ليس حزناً ولكنها دموع بهجة صادقة أبتعد الصوت عني ولم أعد أسمع شئ حين إعتراني فضول باكي عن هذا الشخص المؤلوف الى قلبي من يكون .؟. وماذا فعل .؟. ليكتسب محبة الخالق العظيم .؟.
فوجدتني واقفاً متحركاً تجاه الشيخ متسائلاً بحيرة والدموع في عيني . يا شيخ ..من هذا .؟.
أصابنتي الدهشة وإعترتني القشعريرة مصاحبة الدمع دمعاً حزيناً حارقاً حين قال ..إنه شاب أجنبي أعتنق الإسلام حديثاً .
وآهٍ على حزناً أعترى قلبي ثقيلاً حارقاً كوني أنا عربياً مُسلماً ولم أفز بما فاز به من محبه الله وكوني انا ولدت مُسلماً وشككني الشيطان بالله
يا ويلتي عن أى مُعجزة أبحث وهذا الشاب أمامي يقحمُ وجهى بالثرى
أستغفر الله ..استغفر الله ..استغفر الله
تحركت لمصافحته ولكني وجدته ساجداً فأنتظرت حتي ينتهي ولكن إنتظاري طال وسجوده طآل تأخرت الإقامة فتحير الناس تحركنا إليه نصيح بجانبه ولكن لا يوجد أي أستجابه فتحركتُ إليه أحركه لينتبه ولكن عندما تلامس الجسدان صُعق قلبي صعقاً أعادتني للحياة فوجدناه قد رحل عن عالمنا ووجدتني أمام المذياع أصرخ باعالي الأصوات في الناس وفي الوجود أيها الناس إنها معجزة الله ..أيها الناس إنها معجزة الله ..معجزة الله التي كنت عنها أبحث ..أيها إنها معجزة الله ..معجزة الله في خلقه وفي ملكوته
تُبتُ إلى الله وراجياً أن يتقبل توبتي .
أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدً رسول الله .
أقيمت الصلاة ثم أسرعنا وغسلناه وما أنتهينا حتى صلينا عليه شافعين له ولجميع أموات المسلمين أن يجتبينا ربُنا بمثل هذه الخاتمة
أوضعناه في ثوبه الأبيض وأسرعنا ودفناه
رب إغفر لي ولوالدي إنك سميع الدعاء.
بعد هذه الليلة ما عاد يستطيع الشيطان هزيمتي وإن شعرتُ به قريبا اسرع حارقاً إياه بذكر الله.
بسم الله الرحمن الرحيم
(59) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (60) لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ (61)
أَذَلِكَ خَيْرٌ نُّزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ
صدق الله العظيم
.....
...
..
.
النهاية .
..
.

ضَــوْء
28-05-2017, 07:37
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف الحال؟ أتمنى أن تكون بتمام الصحة والعافية
القصة جميلة وفيها عبر كثيرة.. فعلاً من دون الإسلام لشعر الانسان بالكئابة والحزن والضياع والهم والغم والكثير.. في حياته..
الحمدلله الذي هدى هذا الشاب إلى الاسلام وشرح قلبه لهذا الدين العظيم