هدير الموج
24-07-2002, 21:27
في تعليق نشرته إحدى الصحف أن آخر دليل على انتهاء الحرب الباردة هو فيلم ( K-19_ صانعة الأرامل )
الذي يلعب فيه الممثل هاريسون فورد , بكل ما يجسده من معان و رموز أميركية , دور شخص روسي , و ليس أي روسي , بل الضابط رفيع المستوى في البحرية الروسية , المستعد للتضحية بكل شيء , بطاقمه و غواصته و حتى بحياته , فداء لوطنه .
][يبدأ الفيلم باختبار تجريبي للغواصة ( k-19) أول غواصة روسية نووية , قبل إرسالها في مهمتها الأولى إلى أعالي البحار . و يبدو أن قائد الغواصة الأصلي ميخائيل بولينين ( الممثل ليام نيسون ) يفشل في الفوز بثقة حكومته , بعد أداء الغواصة أثناء الاختبار التجريبي , بحيث انه أشار إلى أنها غير مؤهلة للخدمة الفعلية , فيحل نحله في قيادة المهمة الأولى , القبطان أليكسي فوستريكوف ( الممثل هاريسون فورد ) , و يصبح هو الضابط التنفيذي أو الضابط الثاني للغواصة , و عاملا تحت إمرة فوستريكوف مباشرة . و كانت المهمة الأولى للغواصة إطلاق صاروخ ضخم في إطار تجربة نووية تجري في عام 1961, و تهدف أكثر ما تهدف إلى زرع الرعب في نفوس الأمريكيين . و فيما تكون علاقة الرجلين , في بداية الأحداث ودية , فإنها تتطور مع الأحداث لتصبح علاقة منافسة و مواجهة
http://www.cache.mexat.com/images/images-cache/2002/07/65.jpg
][الفيلم يندرج بشكل حاد ضمن تقليد سينمائي يعود تاريخه إلى أربعينيات القرن الماضي. عندما قام الممثل ( كاري غرانت ) بقيادة غواصة امريكية في مهمة خطرة في فيلم عنوانه ( الهدف : طوكيو ) . فذلك الفيلم و غيره من افلام مشابهة اسس لنموذج معين من الأفلام يدعى أفلام الغواصات , و يتميز بأمرين لا ثالث لهما : طول المدة و معظم افلام الغواصات تغطي ما يقرب الساعتين , و خلو طاقم التمثيل من الجنس الناعم
http://www.cache.mexat.com/images/images-cache/2002/07/66.jpg
. فيلم ( صانع الأرامل ) يمتد عرضه , على غرار أفلام الغواصات إلى 138 دقيقة متواصلة . و لا يظهر فيه من الجنس الناعم سوى خطيبة أحد البحارة و هي تبكي لفترة وجيزة على الشاطئ , ليقتصر ظهوره بعد ذلك على صورة بالأسود و الأبيض للفتاة نفسها في أثناء أداء الغواصة لمهمتها في أعالي البحار.
تتطور عقدة الفيلم بتطور الصراع بين قائد الغواصة فوستريكوف و نائبه بولينين , بحيث يهدد ذلك النزاع ليس حياتهما و حياة طاقم البحارة فقط , بل و بما تحمله الغواصة من أسلحة للدمار الشامل , العالم بأسره . و الحقيقة أن التناقض بين الرجلين يبدأ من مظهرهما الخارجي و ينسحب فيما بعد على سلوكهما و تصرفاتهما .
فالقبطان فوستريكوف منتصب القامة دائما صارم القسمات يكاد فمه الذي لا ينفرج حتى عن ابتسامة بسيطة , يشبه اثر الجرح الغائر في ذقنه . و هو بالإضافة إلى ذلك رجل يؤدي مهامه بمنتهى الدقة , و يزج برجاله في تدريبات خطرة , غير عابئ بسلامتهم الشخصية , و لا حتى بحياتهم . أما نائبه ميخائيل بولينين فهو رجل مكتنز , يتمتع بروح طيبة و لسان ثرثار , يهتم براحة رجاله و سلامتهم , و يحظى لذلك بحبهم و احترامهم , و ينظر إلى مهنته العسكرية على أنها مهمة أبوية. و كثيرا ما نسمعه في الفيلم و هو يقول لرجاله : هذه الغواصة هي العائلة التي تنتمي إليها .
http://www.cache.mexat.com/images/images-cache/2002/07/67.jpg
الصراع بين فوستريكوف و بولينين يشكل محورا واحدا من المحاور الدرامية في هذا الفيلم و هو يذكر بفيلم آخر من عام 1958 بعنوان } الغوص بصمت إلى الأعماق { لعي فيه الممثلان العملاقان ( كلارك غيبل ) و ( بيرت لانكستر ) منافسة مشابهة تحت الأعماق . غير أن تصميم فوستريكوف في فيلم ( صانعة الأرامل ) على أداء مهمته رغما عن معارضة مساعده , يتخذ شكل الهوس الذي يقترب من الجنون
http://www.cache.mexat.com/images/images-cache/2002/07/68.jpg
و الفيلم بالرغم من خلوه من العنصر النسائي على مستوى طاقم التمثيل , إلا أنه من إخراج امرأة هي المخرجة ( كاثرين بيغلو ) التي تنتمي إلى زمرة مخرجي الدراما الواقعية , و هي في هذا الفيلم تنجح نجاحا كبيرا في دفع الأحداث في اتجاه الأزمة تلو الأخرى , مما يؤدي إلى المحافظة على على ارتفاع عامل الترقب و الإثارة لدى المشاهد , و تريحه ما بين الفينة و الأخرى بمشاهد لمناظر طبيعية رائعة تبدو كأنها من عالم آخر . كما تنجح في تحويل عقدة تقليدية إلى دراما حادة و متسارعة تقوم على عنصري الاقتراب من حافة الكارثة و صراع الأضداد و يؤخذ عليها حسب قول أحد النقاد الإكثار من عرض الغواصة . حيث يرى المشاهد الغواصة من جميع جوانبها , بتصوير يكاد يكون بطيئا , أكثر من خمسين مرة خلال مدة العرض
http://www.cache.mexat.com/images/images-cache/2002/07/69.jpg
][ثمة صراع آخر , ربما كان أكثر عمقا و تأثيرا في نفوس البحارة , من الصراع بين قبطانيها , و هو الصراع الخفي ما بين الغواصة نفسها و طاقمها . فالبحارة يعتقدون أن الغواصة التي يطلقون عليها اسم الرمزي ( صانعة الأرامل ) هي غواصة مشؤومة حتى منذ ما قبل مغادرتها للمرفأ في مهمتها الخطيرة , بسبب عدد الأشخاص الذين ماتوا في أثناء صناعتها . و مما يعزز ذلك الاعتقاد لديهم أن طبيب الغواصة يموت في حادث غريب , و إن زجاجة شراب لا تنكسر عندما يتم ضربها بدفتها , في أثناء الاحتفال التقليدي الذي جرى بمناسبة إنزالها في البحر لأول مرة
http://www.cache.mexat.com/images/images-cache/2002/07/70.jpg
و دعونا نتعرف على بعض المعلومات البسيطة :
البطولة : هاريسون فورد - ليام نيسون - جوس اكلاند - ج.ج. فيلد - لكس شاربنل
الإخراج : كاثرين بيغلو
الشركة المنتجة:Paramount Pictures
http://www.cache.mexat.com/images/images-cache/2002/07/71.jpg
الموقع الرسمي هنا ;
الذي يلعب فيه الممثل هاريسون فورد , بكل ما يجسده من معان و رموز أميركية , دور شخص روسي , و ليس أي روسي , بل الضابط رفيع المستوى في البحرية الروسية , المستعد للتضحية بكل شيء , بطاقمه و غواصته و حتى بحياته , فداء لوطنه .
][يبدأ الفيلم باختبار تجريبي للغواصة ( k-19) أول غواصة روسية نووية , قبل إرسالها في مهمتها الأولى إلى أعالي البحار . و يبدو أن قائد الغواصة الأصلي ميخائيل بولينين ( الممثل ليام نيسون ) يفشل في الفوز بثقة حكومته , بعد أداء الغواصة أثناء الاختبار التجريبي , بحيث انه أشار إلى أنها غير مؤهلة للخدمة الفعلية , فيحل نحله في قيادة المهمة الأولى , القبطان أليكسي فوستريكوف ( الممثل هاريسون فورد ) , و يصبح هو الضابط التنفيذي أو الضابط الثاني للغواصة , و عاملا تحت إمرة فوستريكوف مباشرة . و كانت المهمة الأولى للغواصة إطلاق صاروخ ضخم في إطار تجربة نووية تجري في عام 1961, و تهدف أكثر ما تهدف إلى زرع الرعب في نفوس الأمريكيين . و فيما تكون علاقة الرجلين , في بداية الأحداث ودية , فإنها تتطور مع الأحداث لتصبح علاقة منافسة و مواجهة
http://www.cache.mexat.com/images/images-cache/2002/07/65.jpg
][الفيلم يندرج بشكل حاد ضمن تقليد سينمائي يعود تاريخه إلى أربعينيات القرن الماضي. عندما قام الممثل ( كاري غرانت ) بقيادة غواصة امريكية في مهمة خطرة في فيلم عنوانه ( الهدف : طوكيو ) . فذلك الفيلم و غيره من افلام مشابهة اسس لنموذج معين من الأفلام يدعى أفلام الغواصات , و يتميز بأمرين لا ثالث لهما : طول المدة و معظم افلام الغواصات تغطي ما يقرب الساعتين , و خلو طاقم التمثيل من الجنس الناعم
http://www.cache.mexat.com/images/images-cache/2002/07/66.jpg
. فيلم ( صانع الأرامل ) يمتد عرضه , على غرار أفلام الغواصات إلى 138 دقيقة متواصلة . و لا يظهر فيه من الجنس الناعم سوى خطيبة أحد البحارة و هي تبكي لفترة وجيزة على الشاطئ , ليقتصر ظهوره بعد ذلك على صورة بالأسود و الأبيض للفتاة نفسها في أثناء أداء الغواصة لمهمتها في أعالي البحار.
تتطور عقدة الفيلم بتطور الصراع بين قائد الغواصة فوستريكوف و نائبه بولينين , بحيث يهدد ذلك النزاع ليس حياتهما و حياة طاقم البحارة فقط , بل و بما تحمله الغواصة من أسلحة للدمار الشامل , العالم بأسره . و الحقيقة أن التناقض بين الرجلين يبدأ من مظهرهما الخارجي و ينسحب فيما بعد على سلوكهما و تصرفاتهما .
فالقبطان فوستريكوف منتصب القامة دائما صارم القسمات يكاد فمه الذي لا ينفرج حتى عن ابتسامة بسيطة , يشبه اثر الجرح الغائر في ذقنه . و هو بالإضافة إلى ذلك رجل يؤدي مهامه بمنتهى الدقة , و يزج برجاله في تدريبات خطرة , غير عابئ بسلامتهم الشخصية , و لا حتى بحياتهم . أما نائبه ميخائيل بولينين فهو رجل مكتنز , يتمتع بروح طيبة و لسان ثرثار , يهتم براحة رجاله و سلامتهم , و يحظى لذلك بحبهم و احترامهم , و ينظر إلى مهنته العسكرية على أنها مهمة أبوية. و كثيرا ما نسمعه في الفيلم و هو يقول لرجاله : هذه الغواصة هي العائلة التي تنتمي إليها .
http://www.cache.mexat.com/images/images-cache/2002/07/67.jpg
الصراع بين فوستريكوف و بولينين يشكل محورا واحدا من المحاور الدرامية في هذا الفيلم و هو يذكر بفيلم آخر من عام 1958 بعنوان } الغوص بصمت إلى الأعماق { لعي فيه الممثلان العملاقان ( كلارك غيبل ) و ( بيرت لانكستر ) منافسة مشابهة تحت الأعماق . غير أن تصميم فوستريكوف في فيلم ( صانعة الأرامل ) على أداء مهمته رغما عن معارضة مساعده , يتخذ شكل الهوس الذي يقترب من الجنون
http://www.cache.mexat.com/images/images-cache/2002/07/68.jpg
و الفيلم بالرغم من خلوه من العنصر النسائي على مستوى طاقم التمثيل , إلا أنه من إخراج امرأة هي المخرجة ( كاثرين بيغلو ) التي تنتمي إلى زمرة مخرجي الدراما الواقعية , و هي في هذا الفيلم تنجح نجاحا كبيرا في دفع الأحداث في اتجاه الأزمة تلو الأخرى , مما يؤدي إلى المحافظة على على ارتفاع عامل الترقب و الإثارة لدى المشاهد , و تريحه ما بين الفينة و الأخرى بمشاهد لمناظر طبيعية رائعة تبدو كأنها من عالم آخر . كما تنجح في تحويل عقدة تقليدية إلى دراما حادة و متسارعة تقوم على عنصري الاقتراب من حافة الكارثة و صراع الأضداد و يؤخذ عليها حسب قول أحد النقاد الإكثار من عرض الغواصة . حيث يرى المشاهد الغواصة من جميع جوانبها , بتصوير يكاد يكون بطيئا , أكثر من خمسين مرة خلال مدة العرض
http://www.cache.mexat.com/images/images-cache/2002/07/69.jpg
][ثمة صراع آخر , ربما كان أكثر عمقا و تأثيرا في نفوس البحارة , من الصراع بين قبطانيها , و هو الصراع الخفي ما بين الغواصة نفسها و طاقمها . فالبحارة يعتقدون أن الغواصة التي يطلقون عليها اسم الرمزي ( صانعة الأرامل ) هي غواصة مشؤومة حتى منذ ما قبل مغادرتها للمرفأ في مهمتها الخطيرة , بسبب عدد الأشخاص الذين ماتوا في أثناء صناعتها . و مما يعزز ذلك الاعتقاد لديهم أن طبيب الغواصة يموت في حادث غريب , و إن زجاجة شراب لا تنكسر عندما يتم ضربها بدفتها , في أثناء الاحتفال التقليدي الذي جرى بمناسبة إنزالها في البحر لأول مرة
http://www.cache.mexat.com/images/images-cache/2002/07/70.jpg
و دعونا نتعرف على بعض المعلومات البسيطة :
البطولة : هاريسون فورد - ليام نيسون - جوس اكلاند - ج.ج. فيلد - لكس شاربنل
الإخراج : كاثرين بيغلو
الشركة المنتجة:Paramount Pictures
http://www.cache.mexat.com/images/images-cache/2002/07/71.jpg
الموقع الرسمي هنا ;