PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : عائدٌ إلى حيفــا - غسّان كنفاني



فُلّ♥
14-07-2014, 13:53
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=2023913&stc=1&d=1408273555







http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=2011825&d=1405261014

،









عيونِك شوكةٌ في القلب
توجعني... وأعبدُها
وأحميها من الريحِ
وأُغمدها وراء الليل والأوجاع... أغمدها
فيشعل جُرحُها ضوءَ المصابيحِ
ويجعل حاضري غدُها
أعزَّ عليَّ من روحي
وأنسى، بعد حينٍ، في لقاء العين بالعينِ
بأنّا مرة كنّا، وراءَ الباب، إثنينِ!*



-محمود درويش

فُلّ♥
14-07-2014, 14:02
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=2011817&d=1405260861

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أسعد الله أوقاتكم جميعاً بكلّ خير وأدام عليكم الصحة و العافية
أعود لكم بموضوع جديد عن رواية جديدة
أتمنى أن تنال إعجابكم



،

نعود لأوطانا فتنكرنا
فنجد أنفسنا نعيش غربةً حتى في الوطن ..

نعود إليها لنبحث عنها ..
فنجدها و لا نجدها
ونعرفها و نعرفها

لا شيء كما كان و لاشيء يذكر قد تغير
فلماذا نعيشُ هذه الغربة ؟!
ولماذا تُكتب علينا معايشة الألم و المعاناة دوما؟

،

..
.
.

فُلّ♥
14-07-2014, 14:16
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=2011824&d=1405261014

عائد إلى حيفا رواية للأديب الفلسطيني غسان كنفاني، تعتبر من أبرز الروايات في الأدب الفلسطيني المعاصر. صدرت طبعتها الأولى في عام 1969، وترجمت إلى العديد من اللغات منها اللغة اليابانية في عام 1969 واللغة الإنكليزية واللغة الروسية في العام 1974 وكذلك اللغة الفارسية في العام 1991.

'عائد إلى حيفا' ربما تكون في نصها عملاً أدبياً روائياً، إلا أنها في نصها الإنساني تجربة عاشها غسان كنفاني وعاشها كل فلسطيني، تجربة جرح وطن، وعذاب إنسان عانى قهراً وظلماً وحرماناً وتشرداً، إلا أنه دائماً وأبداً يحمل أمل العودة إلى ذاك الوطن الساكن في الوجدان.



http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=2011821&d=1405260861


http://www.discover-syria.com/image/250px/ds_ghsanlanafani.jpg


غسان كنفاني (عكا1936 - بيروت8 يوليو1972) روائي وقاص وصحفي فلسطيني تم اغتياله على يد جهاز المخابرات الإسرائيلية (الموساد) في 8 يوليو1972 عندما كان عمره 36 عاما بتفجير سيارته في منطقة الحازمية قرب بيروت. كتب بشكل أساسي بمواضيع التحرر الفلسطيني، وهو عضو المكتب السياسي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. في عام 1948 أجبر وعائلته على النزوح فعاش في سوريا كلاجىء فلسطيني ثم في لبنان حيث حصل على الجنسية اللبنانية. أكمل دراسته الثانوية في دمشق وحصل على شهادة البكالوريا السورية عام 1952. في ذات العام تسجّل في كلية الأدب العربي في جامعة دمشق ولكنه انقطع عن الدراسة في نهاية السنة الثانية، انضم إلى حركة القوميين العرب التي ضمه اليها جورج حبش لدى لقائهما عام 1953. ذهب إلى الكويت حيث عمل في التدريس الابتدائي، ثم انتقل إلى بيروت للعمل في مجلة الحرية (1961) التي كانت تنطق باسم الحركة مسؤولا عن القسم الثقافي فيها، ثم أصبح رئيس تحرير جريدة (المحرر) اللبنانية، وأصدر فيها(ملحق فلسطين) ثم انتقل للعمل في جريدة الأنوار اللبنانية وحين تأسست الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عام 1967 قام بتأسيس مجلة ناطقة باسمها حملت اسم "مجلة الهدف" وترأس غسان تحريرها، كما أصبح ناطقا رسميا باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. تزوج من سيدة دانماركية (آن) ورزق منها ولدان هما فايز وليلى. أصيب مبكرا بمرض السكر.


• غسان الطفل:

هو الوحيد بين أشقائه ولد في عكا ، فقد كان من عادة أسرته قضاء فترات الاجازة والأعياد في عكا ،كان من نصيب غسان الالتحاق بمدرسة الفريربيافا وكان يحسد لانه يدرس اللغة الفرنسية زيادة عما يدرسه غيره. ولم تستمر دراسته الابتدائية هذه سوى بضع سنوات. فقد كانت أسرته تعيش في حي المنشية بيافا وهو الحي الملاصق لتل أبيب وقد شهد أولى حوادث الاحتكاك بين العربواليهود التي بدأت هناك إثر قرار تقسيم فلسطين. لذلك فقد حمل الوالد زوجته وأبناءه وأتي بهم إلي عكا وعاد هو إلى يافا ، أقامت العائلة هناك من تشرين عام 47.
غسان في طفولته كان يلفت النظر بهدوئه بين جميع إخوته وأقرانه ولكن كنا نكتشف دائماً أنه مشترك في مشاكلهم ومهيأ لها دون أن يبدو عليه ذلك.



• غسان القضية:

أدب غسان وإنتاجه الادبي كان متفاعلا دائما مع حياته وحياة الناس وفي كل ما كتب كان يصور واقعا عاشه أو تأثر به. "عائد إلى حيفا" وصف فيها رحلة مواطني حيفا في انتقالهم إلى عكا وقد وعي ذلك وكان ما يزال طفلاً يجلس ويراقب ويستمع ثم تركزت هذه الأحداث في مخيلته فيما بعد من تواتر الرواية. "أرض البرتقال الحزين" تحكى قصة رحلة عائلته من عكا وسكناهم في الغازية. "موت سرير رقم 12" استوحاها من مكوثه بالمستشفي بسبب المرض. "رجال في الشمس" من حياته وحياة الفلسطينيين بالكويت واثر عودته إلى دمشق في سيارة قديمة عبر الصحراء ، كانت المعاناة ووصفها هي تلك الصورة الظاهرية للأحداث أما في هدفها فقد كانت ترمز وتصور ضياع الفلسطينيين في تلك الحقبة وتحول قضيتهم إلى قضية لقمة العيش مثبتاً أنهم قد ضلوا الطريق.

في قصته "ما تبقي لكم" التي تعتبر مكملة "لرجال في الشمس" يكتشف البطل طريق القضية ، في أرض فلسطين وكان ذلك تبشيراً بالعمل الفدائي. قصص "أم سعد" وقصصه الاخري كانت كلها مستوحاة من ناس حقيقيين. في فترة من الفترات كان يعد قصة ودراسة عن ثورة 36 في فلسطين فأخذ يجتمع إلى ناس المخيمات ويستمع إلى ذكرياتهم عن تلك الحقبة والتي سبقتها والتي تلتها وقد أعد هذه الدراسة لكنها لم تنشر (نشرت في مجلة شؤون فلسطين) أما القصة فلم يكتب لها ان تكتمل بل اكتمل منها فصول نشرت بعض صورها في كتابه "عن الرجال والبنادق". كانت لغسان عين الفنان النفاذة وحسه الشفاف المرهف فقد كانت في ذهنه في الفترة الاخيرة فكرة مكتملة لقصة رائعة استوحاها من مشاهدته لاحد العمال وهو يكسر الصخر في كاراج البناية التي يسكنها وكان ينوى تسميتها "الرجل والصخر".


• من مؤلفاته:
قصص ومسرحيات:

- موت سرير رقم 12- بيروت، 1961. - أرض البرتقال الحزين – بيروت، 1963. - رجال في الشمس – بيروت،1963 - قصة فيلم "المخدوعون". - الباب - مسرحية. - عالم ليس لنا- بيروت، 1970. - ما تبقى لكم- بيروت،1966 - قصة فيلم السكين. - عن الرجال والبنادق - بيروت، 1968. - أم سعد – بيروت،1969. - عائد إلى حيفا – بيروت، 1970. - الشيء الآخر – صدرت بعد استشهاده، في بيروت، 1980 - العاشق، الأعمى والأطرش، برقوق نيسان5 (روايات غير كاملة نشرت في مجلد أعماله الكاملة) - القنديل الصغير-بيروت

بحوث أدبية:

- أدب المقامة في فلسطين المحتلة. - الأدب العربي المقاوم في ظل الاحتلال 1948-1968. - في الأدب الصهيوني.

مؤلفات سياسية:

- المقاومة الفلسطينية ومعضلاتها. - مجموعة كبيرة من الدراسات والمقالات التي تعالج جوانب معينة من تاريخ النضال الفلسطيني وحركة التحرر الوطني العربية (سياسياً وفكرياً وتنظيمياً). - ثورة 36-39 في فلسطين- خلفيات و تفاصيل و تحليل.



• الجوائز التي نالها:
نال في 1966 جائزة أصدقاء الكتاب في لبنان عن روايته "ما تبقى لكم".
نال اسمه جائزة منظمة الصحفيين العالمية في 1974 وجائزة اللوتس في 1975.
منح اسمه وسام القدس للثقافة والفنون في 1990.


توفي صباح يوم السبت 8/7/1972 بعد أن انفجرت عبوات ناسفة كانت قد وضعت في سيارته تحت منزله مما أدي إلي استشهاده.








- يرجى عدم الرد

فُلّ♥
14-07-2014, 14:29
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=2011819&d=1405260861

يستعمل الكاتب تقنية الاسترجاع في روايته التي بدأت باستحضاره للماضي بعد عودة دامت عشرين سنة من الغياب أثرت كثيراً على سعيد و زوجته اللذان بدأا يتذكران معالم المدينة واحدة تلو الأخرى , فما لبثا حتى وجدا نفسيهما غارقين في بحر تغمره الذكريات التي بدأت منذ القصف الإسرائيلي لمدينة حيفا التي أصبحت موطنا لليهود و مهجرا للفلسطينيين الذين كان من بينهم سعيد و زوجته اللذان هربا تاركين طفلا لم يبلغ سنة كاملة من عمره.

فلما انتهيا من مسلسل الذكريات , جاءت اللحظة التي عزما فيها على زيارة المنزل "منزلهما" الذي تقطن به عجوز انجليزية توفي زوجها بعد أن كان من قادة الاحتلال الإسرائيلي.
لما دخلا البيت , ألقيا نظرة عليه تملؤها الدهشة و الاستغراب بعدما وجداه مطابقا للماضي باستثناء بعض التغييرات البسيطة.

و بعد مدة من النقاش مع تلك العجوز أدركا أنها ربت طفلا اسمه دوف يشبههما كثيرا , وفي الحين تيقنا أنه ابنهما خلدون الذي أصبح يهوديا يدافع مع القوات المسلحة اليهودية.
و ما هي إلا لحظة حتى جاء خلدون الذي غير اسمه ليصبح دوف الذي استهزأ كثيرا من والديه , وعلمهما درسا بعد أن تركاه منذ عشرين سنة وحيدا لولا تلك العجوز.
وبعد محاولات فاشلة في إقناع خلدون بالرجوع , ظل سعيد حائرا لأن ابنه خالد قد دخل مع مجموعة من المقاومين ضد الاحتلال , و ربما سيلتقي هذان الأخوان بصفة أعداء.



http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=2011818&d=1405260861

http://im54.gulfup.com/3RrDNs.png (http://www.gulfup.com/?gkDbVa)


http://im54.gulfup.com/F54yUP.png (http://www.gulfup.com/?uHfaaB)


http://im54.gulfup.com/NP8x41.png (http://www.gulfup.com/?5Q9qOk)


http://im54.gulfup.com/2U588X.png (http://www.gulfup.com/?p6PrEl)


http://im54.gulfup.com/SniaZi.png (http://www.gulfup.com/?myFv9f)


http://im54.gulfup.com/X0CrGD.png (http://www.gulfup.com/?gnveRK)


http://im54.gulfup.com/ZSCI44.png (http://www.gulfup.com/?rWzYVc)


http://im54.gulfup.com/to1zZ9.png (http://www.gulfup.com/?tBgRAm)


http://im54.gulfup.com/6QrTWI.png (http://www.gulfup.com/?fsx8W6)



http://im54.gulfup.com/p5Cj4O.png (http://www.gulfup.com/?XHAofm)







يتبع .. يمنع الرد

فُلّ♥
14-07-2014, 17:01
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=2011822&d=1405261014

هنا
(http://www.gulfup.com/?qvrvyM)

قراءة ممتعة

فُلّ♥
14-07-2014, 17:04
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=2011820&d=1405260861

بهذا أكون أنهيتُ موضووعي أتمنى أن يكون قد نال إعجابكم
أودّ أن أشكر الجميلة Claudia Recari (http://www.mexat.com/vb/member.php?u=761154) على تصاميمها الجميلة

دمتم في حفظ المولى ورعايته
كلّ ودّي لكم ♥ ~




الأَسْوَدُ يَلِيقُ بِكِ - أحلام مستغانمي (http://www.mexat.com/vb/showthread.php?t=1104468)
ذَهَبَ مَعَ الرِيح - مارغريت ميتشل (http://www.mexat.com/vb/showthread.php?t=1104559)

şᴏƲĻ ɷ
15-07-2014, 04:35
أحَببت مواضيعكِ آنسَة " فُلّ " فِهيَ خفيفَة ولطيفة
ومُمتعَة ودائِماً تكُون باختيارات مُوفقَّة وذائقة رآقية
ومُحتوىً لا يخيَّب آمالِي بل يُمتعنِي ويزيديني إعجاباً


هُنا كان لِي أن أحضُر وإن لم تُوجّه دُعوة فـ
الحدِيث عن كاتب أقدَّره كثيراً وكَم أمضيت من الوقت
استمع لقصائدهِ وأقرأ المُقتطفات حول ما كتب
هنا وَ هُناك دُون أن يُحالِفني حَظ الحصُول على مؤلَّفاته
ورقيَّاً فلم أجدِها في المكَتبات .


أحببت حديثكِ عن سيَرة حياته طفُولته وكيَف
شكَّل الهدُوء منه إنساناً يُبطِن ما لا يتجلَّى في نظرته
الهادئة للحياة المُهتاجة من الدَّاخل / إنجازاته
كانت تشرَح سَبب اغتيالِه ، فهو من نشاطٍ لـ آخر
يتخَّذ من القلم سلاحاً ومن الكِتابة صُوتاً نال
من القضَّية الفلسطينيَّة وسَّلط عليها ضُوء شخصٍ لم
يكُتب إلا عن مصداقيَّة فكَم أحببت كُون رواياته مُستوحاة
من تجربةٍ عاشها وطفولةٍ تعلَّقت بـ خيُوط ذكرياته
وَ مُعاناةٍ طالت وجدانه فكيف لنصوصٍ كهِذه
ألا تسلب إعجابِي قبل أن أقرأها ؟


أشعر وكأن القراءة لـ " غسَّان " لا تحتاج
لتقدِيم فأنا أؤمِن بما قاله ماركيز حين
سُئل عن توجيه نصيحة للكتَّاب الشَّباب فردَّ قائلاً :


" إذا كنت سأقدم نصيحة لكاتب شاب، سأقول له أكتب عن شيء حدث لك "

وغسّان لم يكتب فقط عمَّ يعرفه بل كتب عمَّ
عاشه وقاساه وآمن بهِ قضيَّةً وكياناً وشعباً وَ معَركةً
وأسلُوب حياة



ممتنَّة لقلمكِ الّذي قادِني من هُنا

ديدا.
15-07-2014, 21:46
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حالك أختي؟ أرجو بخير حال.

صراحة، لا أقرأ لكتاب عرب بكثرة، لكنني تشوقت لقراءة الرواية، حين عرجت على المقتطفات.
لذا شكرًا لإتاحة هذه الفرصة لي.

موفقة ^^
في أمان الله

Annoying Apple
19-07-2014, 02:26
تَم تحويل الرواية إلى مُسلسل
بعنوان عائدون إلى حيفا
ابكَتني كثيراً عندما شاهدت بضع حلقات مِنها,والحلقة الأخيرة أيضاً قبل عدة سنوات
عمل درامي خلاق,ورواية مؤثرة :em_1f629:

شُكراً لتعريفنا بها..!

Claudia Recari
22-07-2014, 13:03
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كيف حالك، آنسة فل؟

للحق، لم أقرأ التقرير كاملاً، فقط بعض مقتطفات، ولكنني قرأت الرواية.
لا يمكن لأحد أن يتصور كم المشاعر التي تزين أسطر هذه الرواية، وتملؤها ألماً.

قبل أن أبدأ بالثرثرة الطويلة، سأتحدث عن أمر "خلدون"، وتحوله إلى جندي يهودي وهو في الأصل فلسطيني.
ذكرني هذا الأمر بمسلسل كنت قد نسيت اسمه ومجمل أحداثه، لكنني أتذكر فكرته الرئيسية على الأقل، وبعد مد وجزر في ذاكرة شقيقتي، خرجت لي بالاسم "صرخة حجر"، الشيء الوحيد الذي أتذكره عن هذا المسلسل، هو حقيقة شخصية ما، أظنها الرئيسية، كان ضابطاً يهودي لأبوين يهوديين، ولا أذكر ما مركز والده لكنه كان قيماً جدّاً، آه، المهم أنه اكتشف أنه قتل والده الحقيقي – أو لم يفعل بعد –؛ إذ أنه في الأصل فلسطيني تبناه ذلك الرجل، وسينضم للمقاومة، والآن عندما أنظر إلى المشاهد بعد بحث بسيط، وبعيداً عن الفكرة التي لا أتذكرها، أشعر أنني كنت بلهاء لمشاهدتي مسلسلاً تركيّاً.
لكنه كان جزءاً من سلسلة أتوقع، تتحدث عن فلسطين.

نعود مرة أخرى، أظني شخص يفهم ما يعنيه الكاتب عندما يقول: إنني أعرفها، لكنها تنكرني.
للحق، يمكن لأحاسيس الذنب أن تشعر المرء أن الأشياء تشعر وتنكر، ولو كان الأمر ذو رابط حي مثل أرض الوطن، لن ينفك يشعر بذلك الجرح، لحظة الندم، ولكن اللحظة تدوم للحظات، وهي أصل كل شيء، الثانية، والدقيقة، والساعة، واليوم، والأسبوع، والشهر، والسنة.
تصبح المدة القصيرة أطول مما كان يعتقد، عندها يجب اعتياد الألم.

الأرض شيء مقدس للبشر؛ إذ خلقنا كي نحييها ونسكنها، نعمرها ونملؤها بأجناسنا، سمر كنا أم بيض، أم مزيج من الاثنين، كبار وصغار، وحتى الشباب.
وعندما يولد المرء في أرض ما، تنشأ تلك الرابطة بين الاثنين، لقد خلقنا من تراب هذه الأرض، هنا عشنا، هنا خطونا أولى خطواتنا، بكينا الدمعة الأولى، نطقنا الكلمة الأولى، ذهبنا إلى هذا المسجد أو ذاك، كنا نركض ونلعب في هذه الحديقة أو تلك، عشنا في هذا المنزل، شهدنا مولد الإخوة، زيارات الأقارب والأحبة، هذه الأرض كانت موضع سجودنا، استقبلنا القبلة وصلينا لله شاكرين نعمته وممتنين لفضله.
لا بد أن الابتعاد عن أرض عايشتها طويلاً أمر مؤلم للغاية، ألا تقف إلى جوارها في أصعب لحظاتها، أظن أنه من الجميل جداً، أن تراق دماؤك فوق الأرض على أن لا تتركها وترحل.
من حق الأرض أن تنكرنا؛ إذ إن إحساس الذنب لدينا في أوجه، شعور بأننا تخلينا عنها، تركناها والتفتنا، هربنا .. إنها خائبة الأمل، تشعر بالألم، رجاؤها فينا لم يفد.
أجد غسان كنفاني قد أحسن فعلاً وصف كل لحظة في هذه المشاهد، أظن المغزى من وراء قصة ذلك الرجل الذي حكاها زوج صفية لها، هو: إن كنا ابتعدنا، فلا حق لنا بالرجوع، سنشعر أن الأمر ليس صحيحاً، أننا لسنا الأصحاب الحقيقيين، كنا أضعف من أن ندافع، أضعف من قول "لا"، الأرض والأشياء تنكرنا، تستصغرنا، تشعرنا بمدى ألمها، تزيد من ألمنا.

ما قاله الأب: لقد فقدناه، لكنه بلا ريب فقد نفسه ...
أظنه يعني أن خلدون عندما رآهما، الآن فقط، يمكنه أن يشعر أنه يقتل إخوته، ويريق دماء وطنه، يزيد في إضعافه. أظن أن السبب الوحيد الذي دفع بهم إلى جعل زوج المرأة يتبنى خلدون – عوض قتله – أنه كان صغيراً، يمكنهم أن يعلموه مبادئهم، ويشاهدوه يقتل أبناء وطنه، ويعيث فيها الفساد، أواه على كم البشر المغيبين بهذا الشكل، ذات الحال، وأحداً منا لا ينتبه.

"الإنسان هو القضية"
طبعاً هو كذلك، وهو الذي صنع القضايا أصلاً.

"الدموع لا تسترد ..."
للحق، الدموع لها قيمة عظيمة للغاية، أجل هي لا تعيد الماضي، لا تغير شيئاً فيه، ولا توقف تدفق الحاضر، ولا توضح المستقبل، لكن الدموع صممت لتتناغم ولحظة الندم، اللحظة التي قد تعيد الكثير إلى رشده، تجعله يدرك الصواب من الخطأ، ويخر راكعاً لربه، يستغفر ويتوب.
الدموع في المصائب ليست للتغيير، ولكن للإفراغ، لإفراغ الحزن وتهدئة الألم؛ كي لا يصاب الإنسان بالاكتئاب أو أي مرض نفسي آخر، وحتى الحوادث التي قد تمس العقل، قد يستغلها باطن ذلك الأخير، فيفقد المرء ذاكرته نتيجة الكره الكبير لتلك اللحظات، هو لم يكن قد عبر عن مدى أساه، وربما يصل الأمر إلى الانتحار حتى.
الدموع نعمة عظيمة من الله، وإن رآها الإنسان دليلاً على الضعف، ربما كانت – كما قرأت مرة في رواية من قسم المكتملة هنا – دليل الإنسانية.

أظنني خرجت عن الموضوع الأساسي، ولو بقيت طوال الوقت أتحدث لثلاثين ردّاً، لما وفيت حق هذه الرواية ولا وصف ما يختلجني من شعور حال مجرد سماع اسمها، لما وفيت أيّاً من فلسفاتها.

أمر واحد فقط هو الذي انتبهت له، وفعلاً يجب أن أذكره:
"يشبه أباه"، كيف أدركت صفية معنى هذه الكلمة التي قالتها المرأة وهي لا تفهم الإنجليزية، ولا أظن أن سعيد كان ليترجم لها، فإلى جانب أنه لم يكن هناك ما يدل عن ذلك، هل سيترجم سعيد الجمل لها أم سيجمع شتات نفسه!


أودّ أن أشكر الجميلة Claudia Recari (http://www.mexat.com/vb/member.php?u=761154) على تصاميمها الجميلة
العفو، سعيدة أنها أعجبتك.

أحببت مروري هنا، وآمل ألا يكون ثقيلاً، وأنني لم أتأخر كثيراً في الرد.
أكرر شكري لنشرك موضوعاً قيماً كهذا، موفقة آنسة فل.

أمواج المحيط
25-07-2014, 23:11
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته


غسان كنفاني
أحببت هذا الكاتب كثيراً حتى قبل أن اقرأ له
يكفي معرفة القليل عنه حتى يتوضَّح كم هو مميز!
حياته التي تنقل فيها من مكان لآخر تعكس حياة المهاجرين الفلسطينيين
أحببتُ حديثكِ عنه :أوو:

بالنسبة للرواية
عرفتها قبل أن اقرأها وقبل أن أعرف الكاتب حتى!
كانت صديقتي تحدثني عن الفيلم المأخوذ من الرواية
إنها رواية متميزة حقاً لدرجة أنه اقتُبِسَ منها فيلمان ومسلسل

حين اشتريتها قبل عدة أشهر صُدمتُ من حجمها الصغير!
لكن حين قرأتها قبل أسبوع تقريباً فهمتُ سبب شهرتها
إنها عميقة جداً.. ساخرة جداً.. مؤلمة جداً!! :نوم:

أحببتُ الكثير من المقاطع ومن بينها "الوطن هو المستقبل"


اختيار موفق
في حفظ الله