PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : مذكرات قاتل



Seto_Ken
08-07-2014, 02:45
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته, يشرفني مرة أخرى و لأن عقلي لا يتوقف عن رسم الخيال فيه أن أعود بقصة أخرى أضيفها إلى قائمة قصصي غير المكتملة مع الأسف و التي أرجو أن تنال استحسانكم.

في الحقيقة هي مذكرات في طابع قصصي مثير و مرعب أو هكذا أتمنى و خاصة هي لمن يجيد قراءة ما بين الأسطر.

أرجو المتابعة فهي من تحفز على إكمال القصة من عدمه و كالعادة سأكون سعيدة بتلقي إعجابباتكم أو نقدكم أو تساؤلاتكم.

الصفحة الأولى من مذكرات قاتل في الرد التالي.

ملاحظة: الصفحات ستكون قصيرة لأنها من مذكرات... قاتل...

Seto_Ken
08-07-2014, 05:35
الصفحة1:

تعجبني تسريحة شعرها
و ملابسها المرتبة
و تشدني ابتسامتها
و تطير بي إلى عالم اللا عودة
ضحكتها
و .....

ماذا عساي أكتب أيضا عنها و هي ... قد ... اختفت ... لا بل ... رحلت ...

أدعوها " لوسي " فأنا لا أعرف اسمها. كل ما أعرفه عنها أنها طفلة, أجل, طفلة مثلي.

لا.. هناك خطأ... خطأ فادح ...

سأكون نذلا إن قلت إنها مثلي, لأنها و بدون أدنى شك ليست مثلي. فأنا لست طفلا, لا يمكن أن أكون طفلا. أنا ... أنا ... من أنا؟ و ماهو عمري؟, من هما والداي؟ و أين أنا و هل أنا موجود أصلا؟ ألم أمت قبل عام أو اثنين أو ثلاثة أو .... يكفي ... يكفي ... فالواضح أني هنا فعلا... في عالم المرئيات, في عالم الملموسات في عالم الغرائز و الشهوات... في عالم القتلة... نعم القتلة...

و مع أني لم أشهد رؤية أكثر من قاتل واحد و لكن تلك الأعين التي تقاتلت في رحاب جريمة شنيعة جديدة أنبأتني بأن القتلة في هذا العالم هم المسيطرون عليه حقا.

دعوني أحكي لكم قليلا عن لوسي, الطفلة التي أحبها. و رغم أني لا أعرف ماهو ترتيبها الحقيقي في لائحة الصغيرات اللاتي جذبنني إليهن ببراءتهن إلا أني أعرف أن هذه اللوسي هي الأخيرة التي تراها عيناي بحب قبل الجريمة و بخوف و رعب أثناءها و لكنها الوحيدة بالتأكيد التي أحيت لا شعوريا غرائزي الحيوانية بعد الجريمة.

لوسي التي سأحكي لكم عنها, هي طفلة في الخامسة أو ربما السادسة من عمرها, قبل أسبوع من الآن انتقلت هي و أبويها إلى قريتنا الهادئة, و أنا لا أعني بهادئة ما فهمتموه طبعا.
أخبرتني جدتي أو هكذا تجبرني على مناداتها بأن تلك الطفلة التي تحدث الجلبة يوميا قرب غرفتي هي جارتنا الجديدة و أنها تعيش في بيت الأشباح القريب منا.

سأخبركم سرا فقد اعتاد أهل القرية, و هذا ما تخبرني به جدتي, على مناداة المنزل ببيت الأشباح لأن من يسكنه يموت أحد أفراده دائما على اللأقل و ذلك خلال أسبوع من انتقالهم إليه.
يقال إن الأشباح تتآمر على الضحية و من ثم تطاردها حتى تقتلها ببشاعة بعد أسبوع و يقال و هذا الأهم أن الأشباح تحب قتل الأطفال أكثر من أي فئة أخرى.

المثير في الأمر أن مثل هذه الخرافات قد لاقت حضورا منقطع النظير حتى أن سكان القرية بدأوا في الرحيل فعليا رغم أن القصة تدور حول المنزل و ليس القرية و هذا ما ععنيته بهادئة آنفا فقليلا ما تسمع همسا في الجوار.

و الأكثر إثارة من ذلك أن بعض الجشعين ممن ظلوا بالقرية استغلوا المنزل الخالي لصالحهم و نشروا في الصحف يعلنون عن فرصة لا تعوض لكراء منزل فخم بسعر لا مثيل له أبدا. سعر المنزل ذو الطابقين بسعر غرفة دنيئة لا تعيشها الكلاب.

كان عرضا لا يفوت و أسبوعا بعد آخر يتدافع أرباب الأسر الفقيرة من مدن و قرى مجاورة لكراء المنزل و هم لا يعلمون أن ما يدفعونه مقابل شهر هو في الحقيقة مقابل أسبوع واحد على أقصى تقدير فبعد مضي سبعة أيام أو أقل تتوضح معالم الصفقة الدنيئة فتهرب الأسرة لتحل محلها أسرة أخرى و جريمة أخرى.

كان الشرط الوحيد لاستمرار الأمر هو أن تخمد خرافة منزل الأشباح تماما و لكن مغادرة الأسر إثر الجريمة فضحت أمر القرية و المنزل خاصة في كل الأنحاء و رغم ذلك أخبرتني جدتي أن لوسي الجديدة انتقلت حديثا إليه.

لا شعوريا, ابتسمت حين سمعت الخبر فقد مر وقت لم أرى فيه الشبح يقتل.


أجل.. فأنا الوحيد الذي يعلم بأمر الشبح...


هذا الصباح كانت لوسي تدحرج كرتها القماشية كالعادة. كم تعجبني براءتها. و لكنها النهاية, فاليوم ينقضي أسبوع كامل على انتقالها إلى منزل الأشباح.

لسبب ما ابتسمت ثانية.

كنت أراقب لوسي من خلال نافذة غرفتي و كنت كالعادة ممددا على سريري أعد اللحظات لظهور شبح االصباح المخيف.
وقد ظهر أخيرا...

فرحت كثيرا و مع ذلك كان قلبي لايزال قلب طفل ضعيف حينها لأني شعرت بالأسى على لوسي.

تقدم نحوها و سلم عليها, ارتعبت كثيرا و لكنه ابتسم بهدوء و انحنى إليها و أعطاها أو لنقل أغراها بقطعة شوكولا لذيذة فأخذتها بفرح فنادرا ما ترى الحلوى.

واصل ابتسامه و مد لها يده و أخذها إلى عرينه.

كان ييبتسم انتصارا و كانت تبتسم بببراءة و بين أغصان الشجيرات و أمام ناظري كالعادة هجم الشبح.

استل سكينا و أخفاه وراء ظهره ثم جلس على جذع شجرة و داعب زهرة بإصبعه فراق الأمر للطفلة. اقتربت منه حين رأته يشير إليها بذلك ثم ابتسم بهدوء و طلب منها أن تمد لسانها ليضع لها شيئا عليه ففعلت لأنه طلب منها ذلك في الطريق و فاجأها بقطعة حلوى لذيذة.

هذه المرة لم تكن قطعة حلوى بل سكينا قطعت لسانها و منعت صوتها من العلو طلبا للنجدة.

في تلك اللحظة كنت مرتعبا و لكني في داخلي أشعر بحماس كبير و شوق لمعرفة الحركة التالية.

و كأنني لا أعرف ما التالي؟ بالتأكيد سيغتصبها و قد فعل ذلك مرارا وسط محاولاتها المستحيلة للافلات.

و لما انتهى و توقفت غرائزه عن العمل و عاد عقله ليأخذ بزمام الأمور فرتب نفسه و بلع ريقه و استل سكينه و انحنى يقطع أطرافها و يخرج أحشاءها و يفقؤ عينيها و يطعن قلبها و أخيرا يشوه وجهها.
و لما علم أنه قد نجح في إخفاء ملامحها أزاح الجذع قليلا و أخرج من تحته كيسا بلاستيكيا و جمع فيه أطراف الطفلة ثم خرج من عرينه و سلك طريقا آخر.

كنت على دراية مما سيحدث قريبا و لهذا اتكأت على النافذة أنتظر رؤية تلك الوجوه البائسة ثانية. كانت غريزتي قد تحررت و عقلي قد سجن أخيرا.

عند الظهيرة, و أثناء عودته, مر والد لوسي على العرين فاشتم رائحة غريبة فاستنكر الأمر و تقدم ليفاجأ بنهر من الدماء لم يجد له تفسيرا..

و في تلك الأثناء كثر الهمس عن منزل الأشباح فارتعب الرجل و هرع إلى منزله و هناك عند الباب وجد يدا صغيرة على مقبض الباب فارتعب و ثبت مكانه خوفا.


في الأعلى كانت زوجته تنشر الغسيل و لم تتفطن إلى ذلك المتسلل خلفها.

لم يكن يريد إلا القفز إلى سطح المنزل المجاور و لكن المرأة شعرت أخيرا بحركة خلفها فالتفتت بسرعة و لمحت معالم القاتل فلم يجد بدا من قتلها و هكذا حصل.

في الأسفل نادى الأب الملتاع جيرانه ليساعدوه على الدخول و لكن أحدا لم يتجرأ فعزم على الدخول وحده.

أبعد اليد دون النظر إليها و جرى شاقا طريقه إلى المطبخ فاشتم رائحة حريق فظن أن زوجته قد انشغلت عن الموقد لذا أسرع لإطفائه و لكن رائحة الطعام بالقدر قد اجتذبته فرفع الغطاء عنه ليصدم بالأحشاء تطفو على الحساء و قد استطاع تمييز رائحتها الكريهة.

لم يكن بوسعه فعل شيء لذا قرر الهرب وحده على الأقل فعاد أدراجه و كل ما يدور بمخيلته هو قصة المنزل التي سمعها توا. و لكن هيهات فقد أغلق الباب خلفه بإحكام بعد دخوله مباشرة و كذلك النوافذ.

خيّل إليه أنه يسمع أصواتا و هي في الحقيقة ليست إلا أصوات زفرات الرياح و أصوات العصافير...

ارتعب كثيرا و ظن أنه هالك إلى أن سطع ضوء الشمس من الأعلى فتذكر السطح و جرى ناحيته و من حسن ظنه كما ظن أن باب السطح لم يغلق.

فرح كثيرا و لكنه أخذ احتياطه فتناول مكنسة و شق طريقه و لكن جسدا ما سقط عليه حين فتح الباب فخاف و لم يكن سوى جسد زوجته فهوى عليه ضربا دون أن يرى ماهيته ثم أكمل طريقه يجري غير أن الغسيل اعترضه فظن أنها الأشباح تطارده فجعل يضرب في كل مكان و في غمرة عراكه الوهمي سقطت عليه قطع صغيرة ثقيلة من حبل الغسيل فظن أنه قد لاقى حتفه و لكنه واصل معركته اليائسة مع أطراف ابنته الصغيرة.

و حين تمكن من الوقوف ثانية هرول مسرعا نحو منزلي و قفز يريد الوصول إلى سطحنا و لكنه سقط في عرين االشبح فسالت دماؤه لتخفي معالم الجريمة الأولى.

لقد كانت عيناه اليائستان آخر ما رأيته من معالم وجهه الذي بدت عليه فرحة النجاة.
يا لتناقض, و لكنها الحقيقة.

حقيقة أن يائسا يصبو إلى هدفه و هو يعلم أن لا أمل له في تحقيقه أبدا.

بعد مدة حلت الشرطة بالمكان و اعتبرت أن المرأة قد قتلت الطفلة لأنها لا تعترف بها كونها إبنة زوجها و حين علم زوجها قتلها ثم انتحر برمي نفسه من السطح.

في ذلك اليوم, أخذت كفايتي من المشاهدة و قررت أن آخذ دور البطولة.


اعتادت جدتي في مثل تلك الليلة أن تصعد إلى غرفتي و هي تحمل تفاحا شهيا و اعتادت أيضا أن تقشره لي.

ريحانةُ العربِ
08-07-2014, 16:51
يسرني أن أكون المتابعة الأولى لروايتكِ..
حجز:em_1f60b:

Black Perla
08-07-2014, 17:23
ريحانة
في الحقيقة لست الأولى :em_1f608:

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كيفك؟ ان شاء الله أحسن
و كل عام و انت بخير
الصفحة حلوة و مسكينة لوسي :e413:
استودعتك عند الله

موجْ !
08-07-2014, 17:34
*



السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
كيف حالكِ سيتو :d < :d
أرجو أنكِ بخير و عافية

حسنًا .. بما أنني أعرفكِ من قبل و قد تلقيتِ كمية كبيرة من انتقاداتي و اصبحتِ تعرفين جيدًا نوعية ردودي
لن أتطرق إلى الانتقاد الآن .. سوف أجعله في النهاية !!

أولا وقبل كل شيء ... هل أنتِ قاتلة ؟!
أعني ... أنتِ تحبين هذه الامور :d
[ تحت أقدام البشر ] كانت بنفس الطريقة .. جثث معلقة و دماء و تقطيع أوصال و نار انتقام
المشاهد الدموية متفشية في كل مكان !!
و هاقد عدتِ برواية تتحدثين فيها على الأغلب عن المراحل الجنونية التي بدأها مختل حتى اصبح سفاحًأ :d:لقافة:
لكن مع ذلك لا أنكر إعجابي أبدًا ... إنني أنجذب لقراءة سطورك منذ الرواية السابقة !!
فـ أسلوبك ماشاء الله تبارك الرحمن جميل جدًأ !! خصوصا بعدما يتجاوز السطور الأولى ... !!

مهلا .. بالتفكير بالامر , الجدة .. هل هذا القاتل .. سوف يجعل جدته أول ضحية ؟! التجربة الأولى ؟! :بكاء::مرتبك::رامبو:
لن أتعجب إن فعلتِ هذا :d فعلي أن أكتسب الخبرة منك في مثل هذه المشاهد :p:تدخين:

لا أمتلك أكثر .. سوف اتوجه للانتقاد !!

حسنًأ لست واثقة إن كنت سوف أستطيع إيضاح ما أعنيه ... هو فقط .. شعرت أن قلمك يكون باردًا و يشتعل تدريجيًأ !!
السطور الأولى


ماذا عساي أكتب أيضا عنها و هي ... قد ... اختفت ... لا بل ... رحلت ...
أدعوها " لوسي " فأنا لا أعرف اسمها. كل ما أعرفه عنها أنها طفلة, أجل, طفلة مثلي.
لا.. هناك خطأ... خطأ فادح ...
سأكون نذلا إن قلت إنها مثلي, لأنها و بدون أدنى شك ليست مثلي. فأنا لست طفلا, لا يمكن أن أكون طفلا. أنا ... أنا ... من أنا؟ و ماهو عمري؟, من هما والداي؟ و أين أنا و هل أنا موجود أصلا؟ ألم أمت قبل عام أو اثنين أو ثلاثة أو .... يكفي ... يكفي ... فالواضح أني هنا فعلا... في عالم المرئيات, في عالم الملموسات في عالم الغرائز و الشهوات... في عالم القتلة... نعم القتلة...

لم تكن بجودة بقية النص .. أثقلتني في القراءة بسبب تكرار العديد من الكلمات !!
لا أذكر جيدًأ بالضبط لكننا تناقشنا عن هذا مسبقًا و إنه ذوق شخصي كـ أسلوب بلاغي , فمن أنواع التأكيد التكرار اللفظي و ما إلى ذلك
لكن أقصد ... الكثير منها تكرار ... فأنا لم أنسجم جيدًأ إلا بعد هذه الأسطر .. كانت القراءة أسهل بكثير من بدايتها !!
لا أعلم كيف أوضح الأمر ... أتمنى حقًأ أن يأتي أحدهم من بعدي و يقوم بالتعقيب على ذات النقطة ... هذا إن لم يكن الأمر مجرد ذوق شخصي فاعتذر ^^"



و حين تمكن من الوقوف ثانية هرول مسرعا نحو منزلي و قفز يريد الوصول إلى سطحنا و لكنه سقط في عرين االشبح فسالت دماؤه لتخفي معالم الجريمة الأولى.

ارتبكت قليلًأ في هذا المشهد ...لا يوجد وصف كافي للمنازل في القرية و كيف يمكن التنقل بينها هكذا بهذه السهولة !!
لم أرسم صورة صحيحة بصراحة للمنازل ... لكن مع ذلك لن أقول أن هناك مشكلة ما بالوصف .. أبدًا !!
فقط .. ( سقط في عرين الشبح ) ... لم أفهمها جيدًأ ... أتعنين بذلك أن صاحب المذكرة هو القاتل ؟! لكن لا يمكن !! بما أنه يتحدث كشخص يراقب الاحداث
أو الجدة ؟! :d أو ربما قفز إلى سطح المنزل الخاطئ .. تقصدين هذا ربما ؟!!

أربكني هذا قليلًا .. و أتمنى ألا تكون ملاحظاتي من قبيل الذوق الشخصي فعلا =)" :ميت::مرتبك:


من الجميل قراءة سطورك مجددًأ حقًا ^^
عذرا على الازعاج

بالتوفيق


~

Seto_Ken
10-07-2014, 10:05
الصفحة2:

أتعرفون لماذا نسقط حين تهتز الأرض؟
أو لماذا نننهض حين تستقر؟
أو لما لا ننهض حين تتستقر؟

أتساءل...

تدعوني من أدعوها جدّتي ب" زيرو " و تجيبني كلما سألتها عن عمري أنني في الثامنة, أما حين أسألها عن اسمها فتردّ بهدوء "جدّتي" و كأني غبي حتى أصدق أن هذا هو اسمها.

بدأت أناديها هكذا منذ ثلاث سنوات أي حين كنت في الخامسة, كما تدّعي.

و قبل ثلاث سنوات, كنت أعيش في المنزل المحاذي و هو منزل من طابقين متطابقي التصميم.

في الحقيقة, الجدّة هي من أخبرني بذلك و أنا و رغم أن المرء قادر على تذكر مراحل طفولته بدء من سن الثالثة إلا أني لا أتذكر شيئا عن المنزل الذي هجرته و أنا في الخامسة.

أخبرتني جدّتي بعد مدة من انتقالي للعيش معها أني نجوت بأعجوبة من قاتل الأطفال, و هي تعني بذلك الشبح الذي يسكن المنزل.
في الواقع, كانت تلك زلّة لسان لا تغتفر لها فهي بقولها "قاتل" فسحت لي المجال لرسم صورته في هيأة إنسان لا شبح كما يدّعي الجميع في قريتي, فبالنسبة لطفل مهووس بعالم الجريمة مثلي, خرافة الأشباح تلك من الصعب تصديقها.
في النهاية, ربما أكون الوحيد الذي آمن بأن القاتل بشري و ليس شبحا و ربما اعتباري مجنونا يظل واحدا من أهم أسباب سجني في هذه الغرفة الكريهة.
و هكذا, و يوما بعد آخر, تعودت على سماع همساتهم عن الشبح حتى أن بعضهم ألقى باللائمة علي و كأني أنا ذلك القاتل بل وصل الأمر بمجموعة منهم أن اتهموني صراحة و أمام الجميع أنني القاتل, و حين أقنعتهم جدّتي أنني لست شبحا تخلّ أقلية منهم عن الأمر و لكن أحدا منهم لم يعتذر, كأن الطعن في شرف أحدهم أمر عادي جدا حتى و إن كان طفلا يستعد للإنطلاق في حياته.
بسببهم, أنا... وحيد, و بسببهم كرهت الخروج من غرفتي. و لكن بفضلهم, واكبت جرائم الشبح المزعوم طيلة ثلاث سنوات.

ليس الامر و كأني سأغفر لهم و لكن لو سنحت الفرصة فسأشكرهم لأن بقائي بغرفتي طوال الوقت ساعدني على المراقبة.
دعوني أخبركم كيف بالعودة إلى مكان وقوع الجريمة أو كما أطلق عليه... عرين الشبح.

يقع عرين الشبح في المساحة التي لا تتعدى المترين تقريبا الفاصلة بين منزل جدّتي و منزل الأشباح, و هو عبارة عن شجرة عملاقة استوت بفضل عاصفة مرعبة بالتراب و مع مرور الوقت يبست أغصانها فأصبحت كالاشواك تخز من يحاول ابعادها. بالتأكيد قيل إن الأشباح تحرسها. و مع مرور الوقت نمت حولها شجيرات متفارقة الطول فغطت الجذع و أصبحت الشجرة مقدّسة يمنع منعا باتا إزاحتها حتى من قبل الشرطة, و كل أسبوع ترمى بالأسمدة المقوية و ترش بالماء تقديسا للتربة التي أنقذتها و تقوية حسب معتقداتهم لعروقها و أخيرا لمسح آثار الجريمة.
كانت غرفتي في الطابق العلوي تطل على المنزل بوضوح, حيث بوسعي مشاهدة المرأة, أيا كانت, و هي تعد طعام زوجها طالما فتحت النافذة, كما يمكنني رؤية لوسي و هي تلهو بألعابها ببراءة في غرفتها و رغم أن باب المنزل في الواجهة الأمامية طبعا إلا أني أستطيع رؤية الداخل إلى البيت أو المغادر من خلال واجهة محل جارنا الاكثر ثراء بيننا.
بالطبع, يمكنني رؤية السطح كذلك و رغم أنني قادر على رؤية أكثر من ذلك إلا أن قاتلا متسلسلا كالشبح تكفيه أربع مواقع لإتمام جريمته دون ترك دليل واحد. العرين, عند الباب, المطبخ و أخيرا السطح.

في الحقيقة, لقد كان الشبح قويا حين أزاح بعض أغصان الجذع و صنع مدخلا لعرينه, بالطبع أعجبت به فأنا لم أكن أعلم أنه عرين في تلك اللحظة.

و مع الوقت اعتدت رؤيته يجلب الصغيرات إلى هناك, يغتصبهن ثم يقتلهن و بعد تقطيعهن يراقب صاحبة المنزل حتى إذا تأكد أنها لم تعد في المطبخ رمى الكيس إلى داخله و جرى إلى الباب كأن لم يكن ثم ينظر يمنة و يسرة خشية أن يراه أحدهم ثم يخرج من جيبه الكبير يدا و يضعها على المقبض و يضغط عليها حتى يتأكد من تجمدها ثم يفتح الباب و يدخل و بحذر يتسلل إلى المطبخ و يفرغ أحشاء ضحيته بقدر ماء يضعه على النار ثم بخفة يصعد إلى السطح و يعلق الأطراف على حبل الغسيل ثم أخيرا يقفز إلى سطح منزلنا بخفة و يختفي فلا أراه إلا بعد أسبوع.

لم أذكر أمرا مهما, فالشبح يقتل كلّ من يراه و إن كان غريبا عن القرية.
حين تأتي الشرطة بعد ذلك توثق الجريمة ضد مجهول و مع تزايد الجرائم و تشابهها, أعلن عن وجود قاتل متسلسل و مع أن الجهود تكاثفت لإلقاء القبض عليه, إلا أنها باءت بالفشل و أقيل بسببه أكثر من خمسة عشر عمدة من منصبه.

صبيحة هذا اليوم, كانت جدتي سعيدة على غير عادتها, فقد أخبروها أن الفرن الذي اشترته عبر الهاتف منذ يومين في طريقه إليها. كنت مستغربا فهي تملك واحدا جديدا لكنها لفرط سعادتها أخبرتني أن القادم أكبر فبنيت على ذلك توقعاتي و قد صدقت حين رأيت تعابير وجهها البائسة بعد ساعة من إعلامها.
لقد هاتفتها الشركة مجددا و أخبرتها أنها ستتأخر في إحضاره.
بعد ذلك لمحت لوسي تلعب و سمعت باب منزلنا يقفل. ابتسمت حينها فالشبح سيظهر مرة أخرى.
حدث ما حدث و جدتي تأخذ حمامها الأخير, فأنا عقدت العزم أخيرا على البروز إلى عالم القتلة كأقوى قاتل على الإطلاق.
لقد مللت فعلا قراء قصص المجرمين و سماع الخرافات عن الأشباح و مللت كثيرا رؤية الشبح يقتل بنفس الطريقة كل أسبوع.
و بسبب هذا الملل و بسبب هوسي الغريب بالقتل و بسببهم هم على الأغلب اهتزت الأرض تحتى و ابتلعني ظلام نفسي و اسودت النقطة الأخيرة البيضاء في قلبي و احمرت عيناي كعيني شيطان و أُتلفت خلايا دماغي و صرت حبيس شهواتي و نزواتي الشخصية و نزعتُ من داخلي ما تبقى من روح الطفل المطيع "زيرو".

في مثل هذه الليلة تصعد جدّتي لرؤيتي و في يدها صحن به تفاح أحمر شهي و سكين.
كونها مملة فأنا أعرف كل تحركاتها, فهي ستضع الصحن على المنضدة قربي ثم ستستدير لإغلاق النافذة و تلك هي فرصتي.

في هذه الليلة قتلت جدتي بالفعل, فحين استدارت تناولت السكين بطرف قميصي ثم نظرت إليها بوجه لطيف فعانقتني و لم يكن علي إلا أن بادلتها بغرس السكين في عنقها من الخلف.
كان مظهرها مثيرا و هي تتخبط في دمائها. أذكر أن ضحكتي لم تفارقني إلا حين أتت الشاحنة و أدخل الفرن.
كنت أصرخ باكيا أنادي عليها و حين هرع إلي أصحاب الشاحنة كانت جدتي على الأرض تغطيني كأنها تحميني و كنت أرتعش خوفا و أنا أصيح " لقد أراد الشبح قتلي "

تم استدعاء الشرطة بسرعة و لما مثلت الهدوء سألوني عما حدث فأخبرتهم أن شبحا قد هجم علي فحمتني جدّتي فغرس السكين برقبتها و اختفى كالسراب تماما.
كنت أمثل دور البريء ببراعة و في داخلي لا تتوقف كلمات جدتي الأخيرة و هي تتخبط في دمائها عن الرنين " أنت هو القاتل ... أنت هو... "

شككت حينها أنها ضحيتي الأولى.

خلال أيام, و بعد تحريات شاقة لم تتوصل الشرطة إلى شيء و نسبت الجريمة إلى مجهول و ازداد هلع الناس من المنزل و ازدادت الشائعات عن الأشباح. أما أنا فرميت في ملجأ للأيتام و سمعت من أحد رجال القرية العاملين بالمكان أنه و خلال شهر لم يقترف الشبح كما يسميه أهل القرية, القاتل المتسلسل المجهول كما تسميه الشرطة, أي جرم.

Seto_Ken
10-07-2014, 10:38
قبل البدء لقد وضعت تكملة فوق, اقرأوها و مدونيي بآرائكم...

ريحانة العرب, شكرا على المتاببعة, و عفوا إن كنت أفسدت حجزك المطول بإنزال التكملة, :em_1f610: طبعا هذا لا يعني إلا أني سأنتظر ردا على كلا الجزءين :em_1f608:

Black Perla, شكرا أسعدتني مشاركتك كثيرا, لكن لا تخافي لوسي ليست المسكينة الوحيدة هناك ...

موج, أهلا يا فتاة , كيف حالك, بالفعل غبت كثيرا, المهم أنك بخير, نعود لانتقاداتك المميزة... بالفعل تعجبني , مممم بالنسبة لذلك الجزء, أنا أيضا شعرت بثقله حين أعلمتني ... :e405: مع الأسف لا أستطيع تعديله ... أما استفسارك الثاني فقد أجبت عليه فوق ... ههه , لربما سأقرر كتابة و إنزال جزء آخر من قصتي الأخرى مع أني أنزلت واحدا أثناء غيابك, و لا عليك, مع الوقت سستصبحينن قاتلة ماهرة, في عالم التأليف بالتأكيد ... :em_1f607:


شكرا جزيلا , صياما مقبولا و في أمان الله..