أرتب النسيان
23-06-2014, 21:07
ها أنا ذا ألتقيك مرة أخرى ..وها أنت بنفس الملامح!!لم تتغير اثنى عشر عام
ومازلت تسمعني وتصغي الي بكل حواسك كلما أتيت اليك اقول لك كل اللذي لايقال وكل اللذي يقال
عندما تكون جعبتي ممتلئة بالحكايات تكون أنت المستمع الأول وربما الوحيد!
أفرح كثيرا عندما أكون بموعد معك فهو أهم موعد والموعد الوحيد اللذي أتنفس الصعداء فيه
سأخبرك شيئا أخبرك أن شمعتي المشتعلة الوحيدة وباقي الشموع كلها انطفئت ..
لم تقوى أن تصارع الشمع وهو يذوب لم تستطع أن تستمر في العطاء..
وأنت الوحيد اللذي يستطيع أن يكنس الغربة من زوايا روحي المرهقة!
سأخبرك شيئا البارحة كنت أتناول طعام العشاء في ذاك الصحن المزخرف المنثلم نفسه الذي كنت تضحك عندما كنت تراني أتناول جميع وجباتي فيه..غابت ضحكتك وسمعت صداها.... لوهلة شعرت أنك تجلس الآن وتطلق ضحكة استهزاء من وراء مايلهث وراءه البشر
المال والثروة كنت تكرههم وكان يكفيك أن تؤمن لقمة عيشك فقط وفقط...
هل تذكر تلك الليلة التي رأيتك تشرد بذهنك بعيدا وتسند رأسك على باب النافذة البيضاء
تحدثت معك بشأن النافذة بأنها قديمة ومتآكلة والصدأ يملئها ..
أجبتني بأنها كانت ومازالت بوابتك بوابة خيالك الواسع بوابة أحلامك الوردية والتي لم تكن وردية في نظري...بل كانت جنون!!!
لكن بعد ذلك أدركت فعلا أنها منطقية في هذا الزمن المجنون!!
أتعلم أنني كلما رأيت كرسيك الهزاز فارغا لاشعوريا تتراءى أمامي وأنت سارح الفكر وكرسيك يتحرك
كنت أسئلك لماذا أنت صامت ولاتحب ان تتحدث؟
كنت تجيبني بأن الصمت أفضل من الحديث ..اذا كنت لاأُفهم بشكل صحيح من الكل
ها أنا ذا أشعل شمعة وأرش الماء على قبرك الهادئ كما كنت أنت وأرحل ..وأراك ثانية كما أنت هادئ وساكن وتستمع الي
مات فإن أسباب
الوفاة كثيرةٌ من بينها وجع الحياة
سألتُ نفسي: هل يرانا أم يرى
عَدَماً ويأسفُ للنهاية؟ كنت أعلم أنه
لن يفتح النَّعشَ المُغَطَّى بالبنفسج كي
يُودِّعَنا ويشكرنا ويهمسَ بالحقيقة
( ما الحقيقة؟)
محمود درويش
ومازلت تسمعني وتصغي الي بكل حواسك كلما أتيت اليك اقول لك كل اللذي لايقال وكل اللذي يقال
عندما تكون جعبتي ممتلئة بالحكايات تكون أنت المستمع الأول وربما الوحيد!
أفرح كثيرا عندما أكون بموعد معك فهو أهم موعد والموعد الوحيد اللذي أتنفس الصعداء فيه
سأخبرك شيئا أخبرك أن شمعتي المشتعلة الوحيدة وباقي الشموع كلها انطفئت ..
لم تقوى أن تصارع الشمع وهو يذوب لم تستطع أن تستمر في العطاء..
وأنت الوحيد اللذي يستطيع أن يكنس الغربة من زوايا روحي المرهقة!
سأخبرك شيئا البارحة كنت أتناول طعام العشاء في ذاك الصحن المزخرف المنثلم نفسه الذي كنت تضحك عندما كنت تراني أتناول جميع وجباتي فيه..غابت ضحكتك وسمعت صداها.... لوهلة شعرت أنك تجلس الآن وتطلق ضحكة استهزاء من وراء مايلهث وراءه البشر
المال والثروة كنت تكرههم وكان يكفيك أن تؤمن لقمة عيشك فقط وفقط...
هل تذكر تلك الليلة التي رأيتك تشرد بذهنك بعيدا وتسند رأسك على باب النافذة البيضاء
تحدثت معك بشأن النافذة بأنها قديمة ومتآكلة والصدأ يملئها ..
أجبتني بأنها كانت ومازالت بوابتك بوابة خيالك الواسع بوابة أحلامك الوردية والتي لم تكن وردية في نظري...بل كانت جنون!!!
لكن بعد ذلك أدركت فعلا أنها منطقية في هذا الزمن المجنون!!
أتعلم أنني كلما رأيت كرسيك الهزاز فارغا لاشعوريا تتراءى أمامي وأنت سارح الفكر وكرسيك يتحرك
كنت أسئلك لماذا أنت صامت ولاتحب ان تتحدث؟
كنت تجيبني بأن الصمت أفضل من الحديث ..اذا كنت لاأُفهم بشكل صحيح من الكل
ها أنا ذا أشعل شمعة وأرش الماء على قبرك الهادئ كما كنت أنت وأرحل ..وأراك ثانية كما أنت هادئ وساكن وتستمع الي
مات فإن أسباب
الوفاة كثيرةٌ من بينها وجع الحياة
سألتُ نفسي: هل يرانا أم يرى
عَدَماً ويأسفُ للنهاية؟ كنت أعلم أنه
لن يفتح النَّعشَ المُغَطَّى بالبنفسج كي
يُودِّعَنا ويشكرنا ويهمسَ بالحقيقة
( ما الحقيقة؟)
محمود درويش