PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : (عاصفة الفراق فى صحراء الحب)..عندما تفقد الأمل فى العود



المؤلف الصغير
14-06-2014, 22:43
http://im74.gulfup.com/6vxZTx.jpg

(مقدمة )

الظلام حالك و الجو ساكن و الهواء شبه منعدم و الطقس قارص البرودة وسط الصحراء الخاليه , الحيوانات القابعة فيها مختبئة داخل مساكنهم الرمليه عندما سمعوا ما لم يسمعه البشر بأقتراب عاصفة قوية شديدة الرحال , كرابينها الرمليه عاتيه
لا تفرق بين عدو وحبيب فهى تذيل كل ما تجده أمامها , صدى هزيزها يتناغم بتردد وخفوت مرة بعد مرة , تقترب بأقتلاع الرمال من مستقرها لتدخل فى دوامتها الكاسحة لأى شئ أمامها يظن أنه سيقدر عليها فينصدم بعد فوات الأوان و فقدان الأمل فى العودة , تتحرك بسرعة عاليه دوامات خلف دوامات رمليه شديدة القوى عاتيه مزلزلة لكل من حولها ترجرج الصحراء الخاليه بشدة صيحتها الجافيه , صرخات حبيبات الرمال المسكينة التى تتصادم مع بعضها البعض , يطلبون النجدة من أى أحد ولكن كل من فى الأرض لا يفهم لغتهم ولهجتهم الداميه ,يحاولون الهروب والعودة الى مستقرهم بجانب أخوتهم ولكن الى أين المفر , فأنها عاصفة الفراق التى تفرق عائلات الرمال عن بعضها البعض وتلقى بهم كل واحد فى وادً مختلف عن الأخر , غريب عن دياره بعيد عن أهله و ناسه , ولكن يبدو أن هناك من أستجاب لصرخات وتوسلات الرمال الضعيفة , انه .............

.................

مرحباً بكل أعضاء وزوار منتدانا العزيز , ها نحن نلتقى مجدداً برواية جديدة و مغامرة جديدة
لن أطيل الحديث ولكن كل ما أتمناه هو النقد و أرجوا ألا تبخلوا علّى بنصائحكم وتوجيهاتكم
التى أرغب فيها دائماً و أتمنى أن يكون هناك أى تغير فى أسلوبى القبيح و السئ للغاية

نبذة عن القصة .؟؟.
..........

لن أكتب شئ بل سأدعكم تكتشفون بأنفسكم ما هى نوعيه المغامرة هذه المرة
ولكن
القصة عبارة عن مغامرة دراميه رومانسية قتالية بها بعض الغموض و الدماء
ربما تكون واقعيه بعض الشئ .
............
عدد الفصول .: أمممم , إن شاء الله و إن أذن لن تتجاوز اثنان او ثلاثة عشر فصل
............
أدعكم مع بداية المغامرة .

المؤلف الصغير
14-06-2014, 22:45
http://im74.gulfup.com/TGpZH0.jpg
الفصل الأول
(الوداع يا أمى)

أين أنا .؟. آه أنا واقف وسط زحام رهيب بداخل إحدى عربات المترو , سخونة الهواء خانقة و الازدحام رهيب
يتعدى تعداد المتواجدين اكثر من مائتى شخص بداخل العربة ,متكدسون ومتلاصقون بعضهم فوق بعض بطريقة
غريبه , الحراره مرتفعة جداً , يكاد الأكُسجين أن ينعدم فى ذلك الجو الكاتم ولا يوجد مكيف هواء بداخل العربة
الوجوه بائسه عابسه ,يتصبب منها العرق بغزاره , بجانب رائحته المقززة التى تمتلاء العربة بها من كل جانب
بدأت اشعر بفقدانى للوعى و أنا ملتصق فى الباب الخلفى للعربة وكّم هائل يتراكم فوقى, لا أكاد استطيع التنفس
بدأت اصارع لأحصل على مساحة اكبر حتى استطيع التنفس بهدوء ولكنى لم أستطع حتى التحرك , الامر شبيه
بقطعه من الحديد المكبوسه من الجانبين , لا أستطيع فعل شئ غير الانتظار الى ان يصل القطار الى أقرب محطة
ولكن المصيبة السوداء انه توقف فى المنتصف , و انقطعت الكهرباء عن العربة فأصبح المكان مظلم
هذا ما ينقص الامر , بدأت تشنجات التنفس تتصاعد حاولت وضع يدى بحقيبتى السوداء المعلقة على كتفى
ولكنها لم تعد بجانبى بل أصبحت تستقر خلفى من الازدحام ,حاولت تحريك يدى للخلف لأصل اليها لأجلب بخاخة الربو
ولكنى لم استطع , لقد منعنى الطبيب من الأماكن المزدحمة ولكن كيف لى أن اعلم أن العربة ستمتلاء هكذا .؟
ولكن الأمر يزداد سوءً حيث أننى لا أستطيع حتى تحريك رقبتى لأخبر الذى يقف خلفى أن يجلبها لى من حقيبتى
حاولت الصياح ولكن الضوضاء تمنع صوتى من الوصول لأحدهم , والذى قد أخذت أنتباهه ونظر لى كان يضع سماعات الهاتف فى أذنيه , يا لحظى الأسود , مرت لحظات معاناة والم ضيق التنفس ثم كل شئ أصبح أسود أمام عينى ,
لا أعلم كم المدة التى فقدت فيها الوعى ولكنى أستيقظت بداخل صحراء ما , واقف فى منتصف الخلاء
لا وجود لبشرى او حتى سلحفاء ,و الشمس فوق رأسى كالجحيم , نظرت الى نفسى , نصفى الأعلى عارى تماماً
حتى لا أجد نظارتى الطبية و نصفى الأسفل أرتدى بنطال قصير ينتهى قبل القدم بقليل ازرق اللون , لا جيوب له
حافى الأقدام , تحترق قدماى من شدة سخونة الرمال وكأننى واقف فوق صفيح شديد السخونة , نظرت حولى لا أكاد أرى شئ من شدة ضوء الشمس , ولا أظن أننى سأرى شئ بدون نظارتى ولكنى أرى اطياف أطياف , اللعنة ما الذى حدث .؟.
كيف وصلت الى هنا .؟. وأين بحق الجحيم أنا .؟.. هل حملنى أحد الى هنا و أخذ الاموال و الحاسب الذى كان فى الحقيبة .؟
ولكن لماذا أخذ ملابسى ولماذا أخذ نظارتى .؟. بالفعل أنه الحظ الأسود الذى يلاحقنى دائماً . ما الذى على فعله الأن .؟
بدأت أشعر بالحزن و تحركت عينى مسرعةً كالُمعتاد لتطلق رصاصتها المائية كما هو الحال مع وجود اى مأزق اواجهه
أبدء بالبكاء و النحيب على الذى يحدث لى وعلى طيبتى الزائدة التى توقعنى فى العديد من المصائب دائماً
أعامل الناس بالحُسنى ويعاملوننى بالسيئة , لا يلقون منى ضراً ولا ألقى منهم غيره , ولكنى لم أستطعت تغير نفسى
لم أتحمل أن أصبح شخص سيئ يوم واحد , لم أستطع , أتمنى أنى أستطيع أن أصبح شخص سيئ ,
كل ما كان على فعله هو التحرك فى أى أتجاه , على أمل أن اصل الى الطريق قبل حلول الليل و قدوم الظلام ,
تحركت بالفعل وكان كل ما يدور فى ذهنى تحت حرارة الشمس الرهيبة و سخونة الرمال تحت قدمى , هل سأتمكن من
الوصول لليابسة قبل أن تنتابنى تشنجات الربو ؟. أتمنى ألا تصل حتى أصل الى أى مكان أعرف أتحرك فيه ,
من الجيد أن من سرقنى تركنى حياً , ولكن لماذا تركنى هنا .؟. اللص اللعين . بدأت أضحك بغزارة عندما بدأت
أحصى ما كان معى , لقد كنت أتحرك وفى جيبى خمس جنيهات و الحاسوب معطل لأنى كنت ذاهب لأصلاحه
ولا أظن ان قميصى الاسود القديم ولا بنطالى الاسود ايضا سيجلبون الكثير , ياله من لص لعين غير محظوظ
الشئ الوحيد الذى كنت ارتديه ذات قيمة هو حذائى الجديد , اول خطوات له على الارض يعرضنى للسرقه
لقد أبتعته البارحة فقط , لقد كنت أعلم أن ذلك الحذاء منحوس , ولكنه كان يعجبنى , مهما يكن فقد رحل
اللهم أنى أصفح عن الذى سرقنى فى كل ما أخذه منى ولكنى لا أسامحه فى أخذه لنظارتى ولا لدوائى ,
لا. اللهم أنى أسامحه قد يكون ضعيف النظر مثلى , او يسرق لأطعام اولاده , ما الفائدة من الدعاء عليه
لن يفيدنى فى شئ , وبالطبع لن يجلب لى الأشياء الذى سلبنى أياها فالعفو أفضل , شخص أخر كان سيسب ويلعن
فيه طوال حياته , أنا اريد أن اتعلم كيف أصبح شخص سيئ ولكن لا أظن اننى سأستطيع ذلك مهما حاولت ,
بدأت أتصبب العرق من كل جزء فى جسدى و أظن أن قدمى قد أحرقتها سخونة الرمال و لكنى أستطيع تحمل الألم
مهما كانت قساوته و قدره ,طريقة علمنى أياها مدرب الكونغ فو الذى كان يدربنى ولكنى لم أكمل فيه كثيراً بسبب مرضى
أخبرنى أن أتجاهل الألم حتى لا أشعر به , وقد تعلمت ذلك جيداً , الحر أمر طبيعى بالنسبة لسكان مدينتا الصحراوية
ولكنى أخشى أن تنتابنى تشنجات الربو الأن , لا اريد الموت عارياً هكذا , أنها بالفعل طريقة منحوسة للموت ,
وبالتفكير فى الموت , أظن أن والدتى ستحزن كثيراً عندما تعلم بموتى فى الصحراء هكذا , ولكنها ستحزن أكثر لأنها
لم تزوجنى لبنت أختها المزعجة , لطالما أخبرتنى أنها تريد أن ترى أطفالى قبل أن تموت , ولكنى كنت أحبطها دائما
بقولى لا أريد الزواج الأن , كانت تصرخ فى قليلاً ثم تقاطعنى عدة أيام ولكنها كانت تعود أدراجها مرة أخرى , وعندما
تطيب تبدء تذكر الأمر مرة أخرى , وكل مرة بفتاة مختلفة , تظن أن الفتاة السابقة لم تروق لى ولكنى شرحت لها الأمر
مرات كثيرة أنى لست مستعد للزواج و تولى مسئولية أسرة حالياً , لابد أن أُمّن مستقبلى قبل أن أتزوج حتى أستطيع
النفقة على زوجتى و أولادى مستقبلاً , ولكنها لا تفهم ذلك , فقط هى كأم تريد الأطمئنان على أطفالها , أظن أنها قد تموت عندما تعلم بموت ولدها الأكبر قرة عينها , ما هذا الفال السيئ , أللهم أنقذنى فأنت أعلم بحالى أكثر منى , أخجل من نفسى حقاً
فالانسان لايتذكر الله إلا فى المصائب و الامراض , حسناً أعزم على أن لو مازال لى وقت فى هذه الحياة ألا أعصى ربى قدر المستطاع , الشمس أصبحت خلفى و الهواء بدء يصبح رطباً قليلاً , تنهدت براحه وقد عبرت إلى نسمة هواء باردة أحتاج اليها كل الشدة فى ذلك الوقت , بالفعل إن ذكر الله يأتى بالطيبات , حسناً سأظل أدعوا حتى لاتنقطع تلك النسمات , ولكنى بدات أشعر بالدوار و الظماء الشديد , وقد تجعدت شفتاى و تصلبت كالصخور و لم أعد أميز فى أى أتجاه أسير , أريد أن اجلس لأستريح قليلاً ولكنى لا أستطيع فقد قاربت الشمس على الفراق , أظن أن أمامى أقل من ثلاث ساعات قبل أن يأتى المساء بظلامه
وإن حل على الظلام فبالتأكيد لن أرى شئ , و سأضطر لقضاء الليله فى وسط العراء , آآآه من ذلك اللص اللعين لقد كان يستطيع تركى فى مكان مليئ بالحياة أكثر من ذلك , وقفت ألتقط أنفاسى للحظات وأنا أنظر حولى على أمل أن أرى شيئاً
الجيد فى الأمر أنى مريض بقصر النظر , فأنا لا أرى القريب جيدً ولكنى أرى البعيد جيدً الى حد ما , ولكن تلك الصحراء لا ينفع معها شئ فهى خاوية تماماً , أين ألقى بى ذلك اللعين .؟. تحركت بضع خطوات ثم جلست , لأنى قد بلغت حدود طاقتى , فلا أستطع التحرك ولو لخطوة أخرى قبل أن ألتقط أنفاسى غير أنى أتمنى ولو قطرة مياة واحدة أحرك بها محرك حلقى الحانق
استلقيت بظهرى الى الرمال الساخنة وبدأت أنظم أنفاسى بهدوء , فلا أريد أن ينهى بى الربو اليوم كما فعل فى الليلة السابقة
وبينما أنا كذلك شعرت بلدغة قوية فى ذراعى الأيمن , فانتفضت مسرعاً فلمحت ثعبان يتحرك فى الرمال هاربً ثم القيت نظرة على ذراعى , لقد لدغنى بالفعل أسفل كتفى بقليل , فسقطت على ركبتاى منهارً بالبكاء , فهذا هو ما ينقصُنى الان
سُم يجرى فى عروقى , لقد كانوا يخبرونى دائماً ألا أردد كلمة حظ سيئ كثيراً , ولكن ماذا أقول غير ذلك .؟
خلعت بنطالى مسرعاً و قطعت قطعة من طرفه بعد عناء كبير ثم أحكمت رباطها على كتفى ألايمن عند المفاصل حتى أفصل الدم عنه حتى لا ينتشر السم فى كامل جسدى , ولكنى شعرت بدوار كبير فى رأسى ثم سقطت على الارض و بدأت أفقد توازن أنفاسى و الدنيا تغيب عن ناظرى , لقد علمت حينها أنها نهايتى بلاشك , فاللهم إن كانت هذه هى نهايتى فأجعل خبر موتى على أمى يسير , وتولها هى و أخوتى الاطفال و أرئف بهم , آآآه راحه لا مثيل لها , لا هموم لدنيا زائلة ولا شحناء و لا مزيد من السرقة ولا الزحام و لامزيد من الألم بعد اليوم , لا أعلم ما الذى يبكينى الان ولكنى أشعر بالراحه بالفعل , لايوجد من أقلق عليه فى حياتى غير أمى و أخوتى الاطفال , من الجيد أنى سأموت على يد حيوان وليس أنسان , حسناً لقد كنت أتخيل نهايتى دائماً ولكنى لم اتخيلها هكذا البتة , الحظ السيئ يلاحقنى حتى فى الموت ,لابأس فأنا ذاهب الى أرض الحق و بلاد العدل
الوداع يا أمى , أتمنى لو أضمك قبل رحيلى ولو للحظات قليله , سأفتقدك حقاً و أعلم أنكى ستفتقديننى كثيراً ولكن لابأس
على الأقل أموت وأنا أعلم أن هناك من سيحزن على , آآآه القاكم فى الحياة ألاخرى , الوداع ....
.................................................. ...................

المؤلف الصغير
14-06-2014, 22:47
.: حسناً , الوداع
قالتها وهى تغلق هاتفها المنزلى المتواجد فوق طاولة زجاجية منسدل من فوقها فرش ذهبى اللون مذكرش بورود حمراء
الارتباك والقلق و الحيرة مع دموع عينيها التى تتساقط كالمطر من أعينها الزرقاء ذات الجفون السوداء من قلة النوم
وكيف تنام وهى لا تدرى ما الذى أصاب ولدها البكرى أول فرحتها فى رحلة زواجها , لم تعد تدرى من تخاطب ومن اين تبحث
بعد أن خاطبت كل أقاربها ومعارفها وكل أصدقائه ,على أمل أنه يتواجد عن أحد منهم , وحتى إن جلس عند أحدهم ,كيف لا يتصل بها ويخبرها أنه سيتغيب لعدة أيام , لقد مر ثلاثة أيام على خروجه ليرى ما الذى أصاب حاسبه المحمول ولم يعد أو يتصل من حينها , ولدى يا (هادى) ما الذى أصابك .؟. وأين أنت الأن ياترى .؟. ولماذا لم تتصل بى حتى الان .؟.
بدء عقلها يأخذها يميناً ويسارً فى ما الذى حدث له ؟. ثم رفعت يدها الى السماء تدعوا الله أن ينجى ولدها و أن تسمع منه خبر
حتى تعلم انه بخير وحى لم يصبه أى مكروه , تحركت من فوق أريكتها البرتقاليه الفاخرة ذات السندات الحريريه الناعمه المريحه , وبدأت تتحرك يمينا ويسارً فى صاله الشقة الواسعه , ذات الأضائه البيضاء الهادئه , وهى تجز على هاتفها المحمول
الذى فى يدها بقوة , وتفكر فى مخاطبة الشرطة , ولكن ما الذى ستقوله .؟. كيف تخبرهم عن شاب فى العشرون من عمره مفقود , بالتأكيد سيخبروها أنه بالغ ويستطيع الاعتناء بنفسه , وقد لا يقولوا , قد يتجاهلون كما هو الحال دائماً , وقد لا يتجاهلون , لم تعد تدرى ما الذى عليها فعله , غير أنها تحركت لتتجاوز الصالة الى المطبخ الذى يقع فى يسار نهايه الرواق
الضيق , وهى تهم وتنوى الذهاب للوضوء , خرجت بعد عدة دقائق و فى يدها سجاده حمراء منكوش عليها بيت الله الحرام
باللون الابيض و الذهبى , حددت قبلتها , وشرعت فى صلاة تضرع الى ربها ومولها ليحفظ لها ولدها من اى مكروه وأن ينجيه من أى شر يصيبه .
أنهيت صلاتها , وظلت كما هى تدعوا ربها رافعه يدها بتضرع وخشوع مصحوبين ببكاء شديد , قاطع خشوعها صوت طفولى
يأتى من خلفها .(أمى .. أين ذهب أخى , هل هو متضايق منى فى شئ ) , مسحت الام دموع عينيها , فلا تريد أن يظن الاطفال أن اخوهم الكبير قد أصابه مكروه , التفتت الام ببطء ورسمت على وجهها ابتسامه حزينه و ضمت بنتها الى صدرها هامسه بحنان فى أذنها الصغيرة.: لا..لا. يا عزيزتى لا تقولى هذا ابدء , انتى تعلمين أنه يحبك أليس كذلك .؟.
.: ولماذا لم يعود حتى الان , انا افتقده جداً يا أمى , ارجوكى إن كنتى قد أسئتى له فأخبريه ان يعود .
أتت كلمات طفلتها على غير المتوقع البته بالنسبة لها وأصاب صوتها الطفولى الرائع أعمق اعماق قلبها ولم تعد تحتمل عينها كبت دموعها اكثر من ذلك فاطلقت العنان لها لتسيل كالأنهار وأصحبت الدموع قهقره فى صوتها ينبع عن شعور حزين بداخلها
لم ترى مثله فى حياتها من قبل , فهو كان رجلها بعد أن فارق زوجها الحياة , بل كان أكثر من ذلك عندها , كان بسمتها وفرحة عمرها و أملها فى الحياة , لقد كانت تبعد فكرة فراقه عن عقلها منذ زمن بعيد , مجرد التفكير فى ذلك الامر كان يصيبها بالحزن العميق , ولكن إن الامر يبدو حقيقياً هذه المره , بدء عقلها فى تخيل كيف ستصبح حياتها بعد فراقه , وكيف ستعيش بدون أمل و بدون ابتسامه , تتخيل كل ما هو كئيب وحزين و دموع عينيها تستجيب لألحان مشاعرها الحزينه المتهيجه
ارادت أن تطمئن صغيرتها و تبعث الامل فى قلبها من جديد فنطقت بكلمات هى ليست على يقين بصحتها
.: لا تقلقى يا عزيزتى كل شئ سيكون على ما يرام , سيعود قريباً , أعدك بذلك .
كل شئ سيصبح على ما يرام . كل شئ سيصبح على ما يرام .
...
يتحرك بهدوء وراحه ممزوجه بسعاده بالغه , بدء يٌسرع من خطوات أقدامه العاريه فوق تلك الرمال المٌبلله بمياه البحر الذى يهرع اليه , يكاد يطير من قمه السعاد التى يشعر بها فى ذلك الوقت , القمر يتوسط السماء يراه فوق مياه البحر مباشرة
مع تلألأء المياه بضيه الابيض , يعطى بريقاً خاص و النجوم يكاد يراها فوق لوحه البحر الزرقاء مع لونها الاسود اللمع فى ذلك الوقت من الليل , يبدو الامر أمام عينيه الزرقاء التى قد أخذها عن أمه ,كالوحه ربانيه شديدة الجمال , تمتم بداخله
وعيناه تتسعان من روعه المشهد وجماله : سبحان الخالق العظيم , أين أنا .؟. أأنا فى الجنه . آآه يبدو أننى كذلك .
أظن أن قلبى سينفجر من قمة السعادة التى أشعر بها الان , فاضت عيناه من البكاء من شده سعادته و نشوه عارمه تخترق جميع اجزاء بدنه , شعور لم يتذوق طعمه من قبل فى يوم من أيام حياته , سقط على الرمال جالساً ثم عقد يديه حول قدماه المنثنيه بالقرب من صدره و أمال براسه للخلف قليلاً و بدء يتأمل روعه وجمال المشهد الذى أمام عينيه ,
أشعر أننى حى وليس ميت , أشعر بعظام قدماى , و أشعر بدقات قلبى العاليه و أسمع نبضه المرتفع يتراقص من الفرحه و السعاده , لقد كنت على يقين أن الله سيغفر لى ويرحمنى , أمتنى حقاً لو أعود فأعبد الله أكثر مما كنت عليه فى حياتى
ولكن هنا أفضل و أكثر راحه , لا هموم ولا مشاغل ولا لهو ولا مكان للذنوب , فقط نقاء خالص و روحانيه خاليه من الشواب صافيه , نقيه بنقاء الثلج الابيض الناعم , أتت موجه عاليه لتنقض عليه وهو جالس أمام الشاطى كالفهد عندما ينقض على فريسته , أستقبلها بضحك و فرحه بالغه ثم وقف يعدو الى داخل البحر وما أن وضع قدميه حتى سقط فى المياه و أكتشف أنها فى غايه العمق و كأنها فى منتصف البحر وليس بدايته , بدأت المياه تأخذه الى العمق شيئاً فشيئاً وهو يغوص فى الظلمات
و حياته تمر بين عينيه لحظه بلحظه , ثانيه بثانيه , يوم بيوم , وما أن رأى صورة أمه و أخواته الصغار حتى تبسم بسعاه
وما أن تبسم حتى تلاشئ كل شئ من أمام عينيه , وكلما يغوص كلما تزداد الحراره و يبدء الحر فى القدوم ,
وشعور بالأختناق ورجفه شديدة فى الجسد و ألم معاناة غريب وصوت ينادى عليه يأتى من الظلام ,
(هادى) ..(هادى).. وما أن أدرك صاحب الصوت , بدء بالصراخ ,(أمى)...(أمى),, أمىىىىىىى.
فتحت عينيها بسرعة وهى لا تدرك ما الذى يحدث .؟. تتنفس بصعوبة وشعور كئيب يجتاز قلبها وضيق غريب فى صدرها
.: يا الهى .. إنه مجرد حلم . إنه مجرد حلم لا أكثر . ولكن هل ذلك يعنى أنه مات .؟. لا..لا . تنهدت مفرغه بعض القلق و الحزن بقلبها , وتحركت مسرعة من فوق فراشها الكبير المريح ووقفت أمام النافذة تتطلع بعينيها فى السماء باحثه عن القمر
فلم تجده أمامها ولكنها ترى ضؤه فى السماء , فأقتربت أكثر من النافذة الزجاجيه الكبيرة و تجاوزتها لتقف فى الشرفة الدائرية
ثم رفعت رأسها لأعلى , وما أن أدركت عينها القمر وقد وجدته بدراً بعث ذلك فى قلبها الخوف والامل معاً , فهى لاتدرى ما معنى ذلك الحلم , هل يعنى انه حى , ام أنه ميت ,؟ وما بال ذلك الشاطئ وما بال ذلك البحر المظلم .؟. وما لبثت لحظات حتى علّى الصوت فى الارجاء معلناً عن نداء الحق و أداء الصلاة , .: أنه الفجر , ربى أنت أعلم بحالنا فألطف به ونجيه مما هو فيه
ثم تحركت لتؤدى الفريضة ....
...................
وسط الصحراء الخاليه , القمر فوق الرؤوس يتوسط السماء وحوله النجوم ببريقها اللامع , كانت تعدو مسرعه وهى تُعد وتحصى عدد خطواتها , ببسمه أمل فى الحياة وشعور غريب بالسعادة فى قلبها , تعدو نحو القمر الذى يتوسط عينيها السوداء المبتسمه للحياه , فهو دليلها للمكان الذى تسعى الوصل اليه , تتطاير خلاصات شعرها البنى المدفر خلاصات خلاصات بتعوج و تموج كلما أسرعت من خطواتها وهى تعدو وحفيف ردائها الرملى الباهت يشبه رمال الصحراء كثيراً يعلوا فى الصحراء الخاليه , تستمع لدقات قلبها المرتفع من كثرة المجهود ومن طول المسافة وتحاول أن تنظم أنفاسها ببطء , شهيق من الانف وذفير من الفم , وهكذا ببطء و هدوء تحاول أن تجتاز أكبر مسافة ممكنة بدون مجهود كبير , وتراقب ساعة يدها السوداء الكبيرة فى محاولة تحديد المدة ما بين المسافتين , وما أن وصلت الى قمة جبلية عاليه حتى بدأت تذيد من سرعتها أكثر فأكثر
حتى صعدتها بسرعة عاليه بخطوات متباعدة متزنة , صعدت الى منتصف القمة الجبلية فى اقل من خمس ثوان ولكنها شعرت بتعب فى المنتصف فتوقفت بتمايل الى الامام حتى لا تسقط على الارض وتعود من حيث بدأت , ثم أخذت تصعد ببطء و أرهاق ملحوظ حيث أن عضلات أقدامها تلتهب من الألم الشديد الناتج عن التصلق السريع , تشعر بالتعب و الارهاق ولكن شعورها بالسعادة يطرد كل تلك الآلام ببهجته و روعته , وصلت الى القمه بعد عناء كبير بين صعود بالأيدى و الاقدام , رفعت رأسها ببطء لتنظر الى الجهة الاخرى من الجبل بهدؤء وصمت غير ملحوظ , ألقت نظرة خافته سريعه فى اقل من الثانية ثم أخذت تخلع سترتها الرمليه ثم وضعتها بجانبها و حركت بندقيتها التى كانت تخبأها تحت سترتها , ثم أخذت تجلس فى وضع التنشيين و التركيز على الهدف التى أتت من أجله , تنظر عبر منظار بندقيتها الآليه الحديثة , قناصه من نوع حديث ولكنها صغيره بها كاتم للصوت كبير فى الأمام .
.: أين تختبئ أيها الماكر .؟..
قالتها وهى تلتفت يميناً ويسارً ببطء وحذر شديدين , مرت دقيقة ثم أخرى وبدء القلق يحوم حولها و التوتر يرعش يديها و العرق يعيق رؤيتها و التنفس أصبح أصعب ودقات القلب هى التى ترجرج قعر أذنيها بأيقاعهم المخيف القلق المرتبك ,
ولا شئ أمام عينيها غير ظلام فى ظلام و صحراء خاليه تماماً ولاوجود للحياه فيها , تنفست الصعداء بشدة و أفرغت بعض من قلقها فى زفرة قوية .ولم تمض لحظات حتى أتاها الصوت من خلفها .
.: لا تتحركى . و إلا قتلتك فى الحال .
اللعنة .. قالتها فى نفسها وهى تشعر بخيبه أمل و خسارة كبيرة بعد تدريب كبير و أعمال شاقة تحت حرارة الشمس و ركض بالليل و الضحى و تسلق الجبال بالساعات , وفى النهاية فشل ذريع كل مرة , التفتت بأحباط شديد و حزن عميق صارخه
بأتجاه صاحب الصوت .: أنت لئيم جداً يا أبى !!
تقهقر بصخب بأبتسامه عريضه فوق محياه كشفت عن نواجذه .: هذه هى المحاولة الأربعون حتى الأن وكلها تنتهى بأنتصارى.
لقد بدأتى تفقدى الأمل فى هزيمتى أعلم ذلك . ولكن يبدو أنه ينقصك كثير من التدريب و المهام الشاقة .
القت بظهرها فوق الرمال الباردة وتنهدت بغضب .: لقد سئمت كثرة التمارين و التدريبات الشاقة خاصتك .
والتى حتى الأن لا أعلم لماذا أقوم بها أو لماذا أقوم بكل ذلك من البداية .؟. لقد سئمت حقاً ذلك الأمر .
جلس بجانبها بأعتدال متشابك الأيدى وقد علت نظرات الجّد و الحذر وجهه وأتى صوته حادً جادً هادئ فى ذات الوقت
.: لقد أخبرتك من قبل أن كل ذلك من اجل حمايتك و سلامتك . فنحن لا نعلم ما الذى قد يحدث فى الغد . ولكن كل ما علينا فعله هو الأستعداد له بكل قوة .
.: أنا لا اعلم ولكنك تعلم . ولكنك ستخبرنى أن كل شئ سيكون على مايرام كما هو الحال دائماً .
و تتجاهل أخبارى بحقيقة الامر فى كل لحظة , أنا أرى القلق فى عينيك يا أبى , ألم يحن الوقت لأخبارى مما نحن هاربون .؟.
أمسك يديها و ضغط عليهم بقوة ولمعت عينيه بثقة عارمه وهو يقول لها
.: عزيزتى نحن ليس هاربون من شئ ,هذه رحلة أستكشافيه لمعالم الطبيعة , و الطبيعة دائماً خطيرة لذا لن نخسر شئ إن كنا على أستعداد تام لأى من مخاطرها و محنها , أليس كذلك .؟.
.: رحلة أستكشافيه .؟؟. قالتها بسخرية و أستهزاء وهى تجلس معتدله بجانبه لتشعر ببعض الدفء فى ذلك الجو البارد
.: هذه ليست رحلة استكشافيه يا أبى وانت تعلم ذلك , وتعلم أيضاً أننى ليست بفتاة غبية او انى مازلت فتاة فى العاشرة من عمرى لقد اصبحت فى التاسعة عشر منذ شهور ,لذا توقف عن معاملتى كطفلة أرجوك .
تحرك واقفاً لتكشف وقفته عن طول ساقيه وعرض كتفيه النحيفان , لمعت عيناه فى الظلام أثر سقوط ضؤء بسيط عليها
.: لقد أنتهى وقت النقاش وحان موعد العودة للكوخ ,يبدو أن هناك عاصفة قادمة, هيا بنا .
تحركت لتقف بجانبه وخلاصات شعرها المعقود تتطاير فى الهواء , بدأت تفرك يديها من شدة برودة الهواء
.: آه . لنعود , هكذا تهرب من الأجابة عن أسئلتى دائماً .
..................

المؤلف الصغير
14-06-2014, 22:49
أشعر بدوار فظيع و خمول لا يوصف , يبدو أننى مازلت على قيد الحياة , ولكن السؤال هو أين أنا .؟. أظن انه سؤال مبتذل فلم أستطع تحديد مكانى قبل لدغة الثعبان , وبالتأكيد لن أستطيع تحديد مكانى الأن , ولكن هناك شئ غريب ؟؟ فأنا أرى كل شئ بالمقلوب . و أشعر بألم فى ساقى اليمنى , يبدو الأمر وكأننى معلق من قدمى , ويداى مقيدتان خلف ظهرى , وعينى معصوبة
بقطعة قماش سوداء خشنه , لا أستطيع فتح عيناى , ولا تحريك يداى , أشعر بالغثيان و الدنيا تدورحولى و صداع رهيب
فى رأسى , يبدو أن أحدهم أنقذنى من سم الثعبان ولكن لماذا يقوم بتعليقى هكذا .؟. يبدو أنه سيقوم بسلخى و يأكلنى ,
ما هذه الافكار المرعبة او يريد أن يجرب شئ علّى, لا أدرى ما الذى جعل الأمور تأخذ ذلك الأتجاه الغريب , لقد كنت أتنقل عبر المترو كل يوم تقريباً ولم يحدث أى شئ من هذا , ما الذى علّى فعله الأن .؟. مهما يكن , فالنرى ما الذى يريده ذلك الشخص منى . الألم يشتد فى قدمى اليمنى أكثر فأكثر , أشعر كأنها ستنخلع و الدم كله يتجمع فى رأسى , أستطيع الشعور بتجمعه
فى شرايين رقبتى و عينى و جبهتى , لا أعلم كم مر من الوقت و أنا هكذا .؟. ساعة , ساعتان , ربما أكثر من ذلك .
وربما أقل , أفكر فى شأن تلك الوضعية التى أنا بها , ما الذى يريد الحصول عليه بتعليقى هكذا , اما أنه شخص جائع فى تلك الصحراء و يريد أن يأكلنى و أما أن الذى أخذنى مختل مجنون يريد تقطيعى , وأما الأختيار الأخير شخص يريد أستجوابى و أستخراج المعلومات منى , ولكن ما هى نوعيه المعلومات , وما الذى يظننى اياه .؟. إن كان الشخص الاخير بالفعل فأنه بكل تأكيد يريدنى فى أضعف حالاتى حتى يتم أستجوابى بسهول ويسر , ما هذا الحظ اللعين و هذا التفكير السئ , مأكول , مقطع , مخطوف , تفكيرى سلبى للغاية , ولكن ما الذى يفعله بتعليقى هكذا .؟. ذلك هو الأمر المحير .!! أظن أن فى كلتا الأحوال سينتهى بى الأمر ميتاً بالتأكيد , لقد كنت أقول أن الموت عبر سم الثعبان غير جيد , فماذا سأقول الأن و أنا لا أدرى كيف سأموت , وبأى طريقة سأستقبل نهايتى , لا بأس بأى طريقة مهما كانت فأنا لا أخشى الموت البتة و منتظره كباقى البشر أن يأتى فى أى لحظة و أى وقت . فالموت أصبح راحه هذه الأيام الصعبة و المليئة بالفتن و المحن و الأختبارات الصعبة , ويخشى المرء أن يفتن بها أو أن يموت وهو راسب فى تلك الأختبارات الثقيله على البشر , و الأن أصبحت أفكر فى الموت , تفكيرى سئ للغاية , مع أن ذكر الموت ليس بشئ سئ البتة و لكن إن كنت سأموت بالفعل فلما سأفكر فى الطريقة التى سأموت بها , ما الذى سيفيدنى بذلك , ولكن من السهل التغير فى التفكير أنا الان فى محنة صعبة فإن فكرت فى محن أخرى سأموت قبل أن يتوقف قلبى و يذيد من همومى و أحزانى , ولكن ما الذى يفكر فيه الشخص قبل الموت , بكل تأكيد يفكر فى أشياء كثيرة جدً , أما اهملها فى حياته أو أشخاص يشتاق لهم او أشخاص يود الأعتذار لهم أو أشخاص يود توديعهم , بالنسبة لذلك الأمر إن فكرت فيه سأبكى بكل تأكيد , ولكن ما الذى سيفعله أى شخص أخر فى مكانى , سيصرخ , يبكى , يتوسل , يدعو الله ,
يحاول تحرير نفسه وبالتفكير فى ذلك الأمر , يداى مقيدتان خلف ظهرى بقوة , عينى معصوبة فلا أستطيع رؤية شئ , ومعلق من قدمى اليمنى و اليسرى فى الهواء , يبدو الأمر فى غاية الصعوبة بالنسبة لتحرير نفسى من كل تلك القيود , والمصيبة الكبرى هى أنى لا أستطيع تحديد فى أى أرتفاع أنا .؟.. إن كنت فى الصحراء ربما لن يكون عالياً , ولكن إن كنت خارجها فمن يدرى أين أنا معلق الأن .؟.. أستطيع سماع هزيز الرياح و العواصف من هنا , و أميز رائحه الرمال مخلوطه برائحه الدماء
يبدو أننى مازلت بداخل الصحراء , إن كانوا ينتظروننى لأطلب الرحمة و أبدء فى التوسل فأظن انهم امسكوا بالرجل الخاطئ
ولكن ماذا لو تركونى هكذا ورحلوا .؟. ولكن هذا الامر مبتذل للغاية فمن هذا المجنون الذى سينقذ احدهم من الموت ليعلقه ويذهب .؟..أشعر أنى سأبدء بالضحك , لا أعلم لماذا ولكن يبدو أن الفقر لايريد تركى حتى فى الموت , أحتاج الكابتن (سامى) يأتى لينقذنى الأن , أتخيله واقف بهيبته وصمته المهيب و هدوئه المخيف ينظر الى ثلاث أشخاص , يخبرهم أن يتركونى فيرفضون فينقض عليهم بأسلوبه السريع ووابل من الحركات القتاليه حتى يقضى عليهم ثم يأتى لى ويحررنى من قيودى ,
لا أظن أنه يفكر فى حتى , بل لا أعتقد أنه يتذكرنى حتى الأن , أظن انهم سيمهلونى وقت اطول حتى اطلب المساعدة ,
ولكنى لن أفعل مهما طال الوقت .
..................
الظلام حالك و الجو ساكن و الهواء شبه منعدم و الطقس قارص البرودة وسط الصحراء الخاليه , الحيوانات القابعة فيها مختبئة داخل مساكنهم الرمليه عندما سمعوا ما لم يسمعه البشر بأقتراب عاصفة قوية شديدة الرحال , كرابينها الرمليه عاتيه
لا تفرق بين عدو وحبيب فهى تذيل كل ما تجده أمامها , صدى هزيزها يتناغم بتردد وخفوت مرة بعد مرة , تقترب بأقتلاع الرمال من مستقرها لتدخل فى دوامتها الكاسحة لأى شئ أمامها يظن أنه سيقدر عليها فينصدم بعد فوات الأوان و فقدان الأمل فى العودة , تتحرك بسرعة عاليه دوامات خلف دوامات رمليه شديدة القوى عاتيه مزلزلة لكل من حولها ترجرج الصحراء الخاليه بشدة صيحتها الجافيه , صرخات حبيبات الرمال المسكينة التى تتصادم مع بعضها البعض , يطلبون النجدة من أى أحد ولكن كل من فى الأرض لا يفهم لغتهم ولهجتهم الداميه ,يحاولون الهروب والعودة الى مستقرهم بجانب أخوتهم ولكن الى أين المفر , فأنها عاصفة الفراق التى تفرق عائلات الرمال عن بعضها البعض وتلقى بهم كل واحد فى وادً مختلف عن الأخر , غريب عن دياره بعيد عن أهله و ناسه , ولكن يبدو أن هناك من أستجاب لصرخات وتوسلات الرمال الضعيفة , انه مبنى مربع القوام قرمزى اللون قصير ليس مرتفع ظهر فى وسط الصحراء أمام العاصفة , معلن عن تحدي جبروتها و قوتها و مجيب لصرخات الأستغاثة التى بعثتها الرمال , ضحكت العاصفة بأستهزاء و سخرية معلنه عن ضعفه و قبول تحديه الخاسر , فأصتدمت به صدمة سريعة قوية , نتج عنها صوت قنبلة مدوية و ما أن ألتصقت بالجدار إلا ورأت عدة مبانى أخرى ظهروا من العدم واقفون خلفه بثبات و أنتظام يساندونه و يقاومون معه أمامها , فما كان منها إلا أن قاومت بقوة كبيرة و عواصف رملية كثيفة تصيب الناظر اليها بالعمى و الواقف فيها بألأختناق , أستطاع بعض من حبيبات الرمال الهروب و النفاد بجلودهم من تلك العاصفة العاتية عبر نافذة أحد المبانى فرحون وسعداء أنهم أستطاعوا النجاة منها و فى وسط فرحتهم وسعادتهم أصتدموا بوجهها العجوز المجعد و أغرقوا ثوبها الأسود و ملئوا شعرها الأشيب المعقود للخلف , و كأنهم أرتموا فى أحضانها من شدة سعادتهم , ولكنها لم تشاركهم تلك الفرحة بل لعنت وسبت كل حبة فيهم بأستياءً وضجر قامت بتنظيف ثوبها وهى جالسة فوق كرسيها المتحرك , صرخت فى الثلاثة الملثمون الواقفون أمامها بثبات و أنتظام بدون حراك , لا يظهر منهم شئ إلا أعينهم و الباقى يخفيه الثوب الأسود الطويل , بصوتها الكهل الضعيف قالت .
.: ماذا فعلتم مع ذلك الشاب المٌعلق.؟ وهل أكتشفتم من هو وما الذى أتى به إلى هنا.؟..
أجاب أولهم الذى عن يمينهم ويسارها .: أنه مجهول الهوية حتى الأن سيدتى , ولكنه معلق منذ يومين ولم يتفوه بأى كلمه حتى الأن .
عقدت حاجبيها الأشيبان و ضمت شفتاها المجعدتان بأستغراب وحيرة قالت .: وما هى وضعية مؤشراته الحيوية .؟.
أجابها نفس الرجل .: كلها طبيعية سيدتى منذ أن وجدناه حتى الأن . يبدو أنه يستخدم حيلة ما أو أننا نتعامل مع محترف .
.: طبيعية .؟ سألت بأستغراب ثم أكلمت بهمس وخفوت وهى تفرك جبينها بيديها المرتعشتان الضعيفتان
.: يبدو أننا نتعامل مع محترف حقاً , ولكن ماذا لو كان غير ذلك .؟. حسناً لابد من التأكد حتى لا نقتله بالخطاء
.: أرسلوا اليه ( الطيب) ليستخرج منه المعلومات ويعرف من هو وما الذى أتى به هنا .؟ .
.: أمرك سيدتى .
....................
يتحرك بثبات وتثاقل وسط الهواء الشديد ملثم الوجه وبيده حقيبه كبيرة مستطيلة رفيعه سوداء , وردائه الأبيض يتطاير ويتراقص مع الهواء وحفيفه يدوى الأذان , واضعً يده اليمنى فوق رأسه مثبتاً حاويه رأسه حتى لا تطير , يتحرك بعناء شديد وبطء فى الحراك يدفعه الهواء للخلف ولكنه يقاوم ويتحرك , يغمره الشعور بألاستمتاع وتملئه النشوة العارمة عندما أخبره قائده أنه سيذهب فى مهمه تعذيب جديدة , ولكن الأمر الذى أثار رغبته وجعلها تشتعل من الحماس عندما أخبره أنه ذاهب لأستجواب محترف , , وينسجم ويستمتع بنظرات الخوف فى عينيه و يتراقص مع نغمات قلبه الخائف المرتجف كما فعل مع الأخرون عندما كان يعذبهم , وصل إلى باب المبنى المربع القصير بصعوبة , بدء قلبه بالخفقان مسرعاً وهو يفتح الباب الأحمر الصغير , متحمس للغاية بتلك النزوة التى أتته بعد غياب طال كثيرً بدون تعذيبه لأحد , أغلق الباب خلفه وأضاء الأنارة , لينقشع الظلام ويطرده الضوء مسرعاً , وجد نزوته وضحيته المكلف بها معلقه فى سقف المبنى من قدمه اليمنى , معصوب العينين , مقيد اليدين خلف ظهره , وضع حقيبته على المكتب الصغير الذى يتواجد بأخر الغرفة الواسعة ذات اللون الاحمر الدامى ولا وجود للنوافذ ماكن فيها , قام بفتحها بسرعه وسعادة وسحب سكينه المفضل من بين أثنى عشر سكين مختلف اللون و الحجم و الشكل وقام بقطع الحبل المعلق منه , ليسقط على الأرض كالجثة الهامدة , لم يصدر منه أى تأوهات أو ألم غير تنهيده بسيطه تكاد لا تسمع , لقد حان وقت المرح .
..................
يبدو أن الوقت قد حان لمعرفة الأجابة التى كنت أريد الحصول عليها وفكرت فيها كثيراً , والتى هى من هو الذى أنقذنى
ولماذا أنقذنى .؟. لقد قطع أحدهم الحبل الذى كان يعلقنى فى الهواء , لقد تفاجئت بالسقطة , لم تكن قوية لتجعلنى أصرخ من الألم ولكنى أشعر بشعور سئ حيال ذلك الأمر , الأمر ألذى يبدء بتعليقى فماذا سينتهى .؟. لا يهم على أى طريقة ينتهى فكل ما أريده هو أن ينتهى .. أسمع بعض التخبطات بالمكان الذى أنا فيه , لم تمض لحظات حتى أمسكنى من كتفاى ورفعنى فى الهواء
ثم وضعنى فوق كرسى أو طاولة لأجلس عليها , يبدو أنه شخص قوى البنيه ليحملنى بسهوله هكذا , لا أشعر بالخوف البته ولكنى أشعر بالحيرة و الأستغراب الشديد وكان لأبد أن أسئل ذلك الشخص و أريح نفسى قبل أن يقتلنى
.: لماذا .؟. سألت بهدوء .. ولكنه لم يجيب
فكررتها .: لماذا .؟.
أجابنى بصوته الغليظ الأجش .: لماذا ماذا .؟.
.: لماذا أنقذتنى إن كنت ستقتلنى فى النهاية .؟. لماذا لم تتركنى أموت هناك .؟.
.: أمممم. أولاً أنا لم أنقذك ثانياً لو أنى كنت متواجد سأنقذك ثم أقتلك لأستمتع بقتلك .
اللعنة , يبدو أن توقعاتى كانت فى محلها , أننى مع مختل يريد تقطيعى , ولكن هل سيأكلنى .؟. لن يضر شئ إن سئلته فى كلتا الحالتين أنا فى عداد الأموات .
.: هل ستأكلنى بعد أن تقتلنى أم ماذا ستفعل بجثتى .؟.
.: لن أفعل ذلك بل سأفعل ما هو أسوء من ذلك . سأسلخ جلدك من فوق لحمك قطعة قطعة حتى أملئ و أشبع شهوتى الدامية
أذا هل أنت مستعد .؟..
لا أعلم إن كنت مستعد أم لا ولكن أظن انها النهاية ولكن بطريقة مؤلمة بعض الشئ , لا أعرف كم سأكررها ولكن يبدو أنه الوداع حقاً يا أمى . أراكى فى الحياة الأخرة .

أنتهى.

آلاء
15-06-2014, 09:02
مقعد :لحية:

جثمان ابتسامة
18-06-2014, 14:16
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1732562&stc=1&d=1345004012



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كان عليك أن تضيف كلمة ( جنونية ) قبل دراما - رومانسية إلخ ... لتوضيح نوع هذه الرواية
لأصدقك القول لم تشجعني كلمة (الحب) المتواجدة في العنوان، فهذا أعطاني إيحاء أني لن أجد سوى سطور ملغمة بالرومانسية التي لا أطيقها
خصوصا إن زادت عن حدها
لكني دخلت على كل حال .. وخابت توقعاتي

لحظة أولا
ما شاء الله لا قوة إلا بالله .. ماهذا الجمال الذي أعياني عن المديح
أنا متعجبة من وصفك لأسلوبك الكتابي بهذه الطريقة الفظيعة


و أرجوا ألا تبخلوا علّى بنصائحكم وتوجيهاتكم
التى أرغب فيها دائماً و أتمنى أن يكون هناك أى تغير فى أسلوبى القبيح و السئ للغاية


بداية الزحمة البشرية والتكدس الهائل في المترو وبطلنا المسكين الذي فقد وعيه من شدة الاختناق ومعاناته مع الربو
ثم استيقاظه على أشعة الشمس الحارقة ورمال الصحراء الساخنة التي لسعت جسده ..
لم أتوقع هذه النقلة المفاجئة من مركبة سير إلى قلب الصحراء
ولا أدري ما الذي نقل هادي إلى هذه الفلاة الخالية من أي بشري عداه
أمّا حديثه مع نفسه وكون الإنسان لا يتذكر الله إلا عندما تنزل عليه المصائب فواقع مؤسف
وأعجبني جدا أنك أدرجته وسط ذلك المقطع

وبعد لدعة الأفعى واعتقاده بأنه مات إذ به يُفاجئ بنفسه معلقا من قدميه في مكان مجهول
معصوب العينين ويشعر بألم هائل في ساقه والأكيد أن ألم الأفكار التي انهالت على عقله دفعة واحدة لم يرحمه هو الآخر


فأنا أرى كل شئ بالمقلوب


وعينى معصوبة

هنا لا تبدو رؤيته منطقية خصوصا أنك ذكرت بعد ذلك أن عيناه كانتا معصوبتان

ثم ما قصة أولئك المنقذين أو الخاطفين المجانين ؟
وتلك العجوز أهي رئيستهم أو ماذا ؟

من كان ليصدق أن ينتهي يوم هادي في ذاك المبنى البائس في مواجهة لسادي مجنون
له سوابق كما يبدو ويتلذذ بتعذيب ضحاياه قبل أن يقضي عليهم
والمفارقة المضحكة العجيبة أن اسمه ( الطيب ) كما أطلقت عليه تلك العجوز المقعدة
التي أمرت الرجال أن يجعلوه يستخرج المعلومات من هادي المسكين
أهم عصابة يعملون في الخفاء ومقرهم الصحراء ؟! وأتساءل ما نوع المعلومات التي يريدون معرفتها من هادي

عموما أتوقع أنه سيعاني كثيرا بما أنه وقع في براثن هذا الطيب المتوحش
الذي يبدو متعطشا لتعذيب أحدهم خصوصا أنه لم يفعل ذلك منذ فترة وها قد أتاه هادي على طبق من ذهب !
وبعد ذلك أتوقع أن تتم مساعدته وتهريبه من ذاك المكان على يد الفتاة ووالدها .. في الحقيقة أرجو حدوث ذلك
قبل أن يؤذيه هذا السادي المجنون :em_1f61f:


, صرخات حبيبات الرمال المسكينة التى تتصادم مع بعضها البعض , يطلبون النجدة من أى أحد ولكن كل من فى الأرض لا يفهم لغتهم ولهجتهم الداميه ,يحاولون الهروب والعودة الى مستقرهم بجانب أخوتهم ولكن الى أين المفر , فأنها عاصفة الفراق التى تفرق عائلات الرمال عن بعضها البعض وتلقى بهم كل واحد فى وادً مختلف عن الأخر , غريب عن دياره بعيد عن أهله و ناسه

تشبيه حبيبات الرمل كأنها عائلة واحدة .. وكيف تفرق العاصفة شملهم .. وهم يستنجدون صارخين بلغة لا يفهمها غيرهم مع الأسف الشديد

ياااه كم فُتنت بهذه الجزئية .. ما شاء الله جدا مذهلة ..

وصفك متقن وسلس ما شاء الله لكن لدي بعض الملاحظات


تقهقر بصخب بأبتسامه عريضه فوق محياه كشفت عن نواجذه .: هذه هى المحاولة الأربعون حتى الأن وكلها تنتهى بأنتصارى.
لقد بدأتى تفقدى الأمل فى هزيمتى أعلم ذلك .

بابتسامة - بانتصاري
لا يوجد همزة فوق الألف .. لقد كنت أقع في هذا الخطأ فيما مضى
حتى استطعت التفريق وذلك عندما أخبرتنا معلمة اللغة أن نكتب الكلمة المبدؤة بألف ونجرب نطقها بوضع ثلاثة حروف قبلها ( كاف - فاء واو ) أو حرف واحد منهم
فإن ظهرت الهمزة كتبناها وإلا فلا
جربها أنت ( كابتسامة - فابتسامة - وابتسامة ) ستشعر أن هناك خلل في النطق لو أقحمت الهمزة فوق حرف الألف
هذا عكس كلمة ( فأخذ ) بمعنى تناول
لا يصح أن تُكتب ( فاخذ - واخذ ) بل الصحيح هكذا ( فأخذ - وأخذ )

والشيء الآخر .. عندما تريد أحد الشخصيات البدء بالكلم .. لا داعي لإضافة نقطة قبل النقطتين الرأسيتين

امم أيضا هناك فرق بين التاء المربوطة والهاء .. لتفرق بينهما باختصار شديد .. فإن الهاء لا تنون أبدا عكس التاء المربوطة
مثل ( ابتسامةً - ابتسامةٌ - ابتسامةٍ ) تختلف عن ( ابتسامته )

وأيضا لاحظت أنك لاتضع نقطتين تحت الياء .. فهناك أيضا اختلاف بينها وبين الألف المقصورة
مثل ( انتهى الدرس ) و ( متى ينتهي الدرس )


حسنا كان الله في عون بطلنا ووالدته وأخوانه .. أتعلم .. روايتك في بعض المواطن ذكرتني
بحكايتي العزيزة ( مهجور )

ختاما أشكرك على كمية الإجرام والتشويق والحماس التي قدمتها في هذه الفصول
وحظيت بشرف قرائتها

* الحقيقة شدتني السطور للرد رغما عني وغيرك ينتظر مني تعليقا على روايته
وربما يغتالني لتأخري .. لكن ماذا أفعل قلبي بحماسه لم يطاوعني للخروج دون ترك بصمة

احم .. عذرا على الإطالة والإزعاج
وبانتظار الباقي بشوق ~

المؤلف الصغير
20-06-2014, 11:09
مقعد

تنور فى اى وقت و لا تحرمنى من نقدك و نصائحك .


جثمان ابتسامة


فى الحقيقة أعجبنى جداً ردك و حماس كلماتك و يكفينى انك من متابعى روايتى المتواضعه و أسلوبى المقيت
لقد قرأت بالفعل روايتك المذهلة (مهجور) و عجز لسانى عن وصف جمال و روعة أسلوبك و اتمنى أن أصل الى جزء منه فى يوم ...
الأخطاء التى ذكرتيها أعانى منها بالفعل منذ مدة كبيرة لأنى للأسف تعمقت بدراسة اللغة الأنجليزية أكثر من لغتنا الأم
سأحاول بأذن الله تغاضى تلك الأخطاء قدر المستطاع .
لقد أسعدنى حقاً تواجد قلم من الأقلام الذهبية هنا و راية من رايات المنتدى و شكراً جزيلاً .

المؤلف الصغير
20-06-2014, 11:14
بوستر الفصل الثانى

http://im74.gulfup.com/5oxj2y.jpg

❀Ashes
20-06-2014, 11:32
مكاني ^^

المؤلف الصغير
25-06-2014, 19:10
http://im43.gulfup.com/tquP3X.jpg


الفصل الثانى
0(الطيب و اللصوص)


الأضاءة زرقاء و حمراء , مزيج مختلف بين شتى الألوان , فلاشات تنبعث من أجهزة ضوئية تسبب العمى للناظرين ولكنها تزين المسرح و تعطي بريق خاص فى بار الجحيم الممتلئ على آخره , الجمع كبير معظمهم سكارى لايدرون من يجلس بجانبهم وبعضهم يعي للدنيا , ناظرين بأعين محرومة لجسد الراقصة المثيرة وهى تشعل فتيل شهوتهم بنيران جسدها العاري وتحبس أنفاسهم بملابسها الضيقة الشفافة , وفى وسط ذلك الجمع الكبير كان يجلس رجلان فى نهاية البار بأحد الأركان المعزولة عن الجميع بعيد عن الضوضاء و الضجيج , يتشاركون الخمر بينهم بتصادم كؤوسهم معاً , ثم يتجرعون شرفات من أغلى الخمور و المسكرات , يضحكون ويمرحون و يراقبون هذا الجمع الهائل من خلف الزجاج الكاشف لمجمع الشيطان و ملهى الذنوب و المعاصى , قاطع ضحكتهم أثنين , يقفون فى ذل و خشوع و الخوف يشرز من أعينهم التى مستقرها الأرض , المكسوة بسجاد أزرق فاخر , تحدث أولهم بخوف و قلق :
سيدي.... قاطعه صاحب البذلة الزرقاء بصيحه عاليه قوية : دعك من تلك التفاهات و أخبرنى هل أحضرت المبلغ ..؟
تدخل الأخر صاحب البذلة السوداء وهو يضع كأسه على الطاولة الزجاجية الزرقاء التى أمامه :
من هؤلاء و كم المبلغ الذى تريده منهم .!
:إنهم بعض الحثالة الذين يأخذون أشياء لا يقدرون على تحمل كلفتها
: أرى ذلك ولكن كم المبلغ !!
: خمسة آلآف جنيه
: يا رجل لقد ظننتك تتحدث عن مبلغ كبير .قالها بأستهزاء ثم أشاح بنظره الى أولهم ذات القوام النحيف الذى بدء بالحديث
: ما الذى أخركم فى الدفع ؟.
تدخل الأخر ذات القوام الثمين .: لقد اتينا لنطلب مهلة لعدة أيام .
صاح الأول .: مهلة . هل أنت مجنون أم ماذا .؟ ثم من أنت أيها اللعين .. نظر للأخر قائلاً .: من هذا الفحل اللعين الذى أتيت به هنا ايها الأحمق .
: إنه صديقي , يساعدني فى جمع المبلغ لك سيدي .
تدخل صاحب البذلة السوداء مهدءً لزميله : اهدئ يا (رمزى) و لا تفسد علينا جلستنا بتلك التفاهات اللعينة
ثم أشاح بنظره الى الأثنين الواقفين أمامهم : و أنتم أيها اللعناء . كم ساعة تريدون لجمع المبلغ المطلوب ؟ .
كم ساعة ؟. تسائل النحيف بقلق , ثم أكمل الأخر بتهجم : كنا نأمل فى عدة أيام .
أخرج (رمزى) علبة السجائر من جيب بذلته الأيمن ثم قال وهو يشعل سيكارة حمراء : تعامل أنت يا صديقي , فأنت لا تعلم هؤلاء الملاعين جيدً . ثم قام متجهاً الى باب الغرفة قائلاً : سأذهب لأرى أحوال الملهى حتى تنتهي منهم لأني إن جلست هنا أكثر من ذلك سأقتل أحدهم أو سأقتلهم معاً .
آه , سأتولى أنا الامر لاداعى للقتل البتة , أمم حالياً , حتى نرى ماذا سيفعل هؤلاء بخصوص ذلك .
أصابت كلمة القتل ألاثنين بالخوف و الفزع و بدأو يتحدثون بأرتباك وهلع :
أرجوك سيدي لا داعى للقتل , سنجمع المبلغ فى يومين , أرجوك كل ما نطلبه يومين فقط لا أكثر .
وضع قدم فوق الأخرى وهو يتكأ بظهره على الأريكة الأرجوانيه الحريرية المريحه ثم نظر اليهم بأذدراء و تكبر
: أمامكم أربعة وعشرون ساعة لا أكثر , إن لم تجمعوا المبلغ المطلوب و الذى أصبح عشرة آلاف جنيه
فى غضون ذلك الوقت فلا أظن ان هناك من سيرحمكم مني أو يرحم عائلاتكم و أطفالكم .
: سيدي لابد أنك مخطئ إن المبلغ المطلوب هو خمسة آلاف وليس عشرة .
: لا أنتم المخطئون , إنه عشرة آلاف من الأن و إن أكثرتم الحديث سيصبح خمسة عشر .
ثم نظر الى ساعة يده الماسية اللامعه : انها السابعة مساءً و الوقت يمر , أعتقد أن عليكم الأسراع فى جمع الأموال الان
أمامكم حتى السابعة فى يوم غد , إن لم تصِلوا فى الوقت المناسب سيتضاعف المبلغ أكثر و أكثر و من حسن حظكم أننى انا المسئول عنكم الأن , و أنا شخص طيب القلب ليس متعصب كصديقى (رمزى) .
: السابعة مساءً من يوم غد , عشرة آلاف ,,,, أرجوك سيدي إن هذا ليس عدلً البتة .
: لقد أصبحت السابعة وخمس دقائق . الوقت يمر .
تحركوا مسرعون الى باب الغرفة و الغضب يتحرك بداخلهم و يضيق صدورهم وهم يتحركون وسط الضوضاء و الضجيج و الرقص و السكر , لمحت عين أحدهم (رمزى) صاحب البذلة الزرقاء واقف مع سيدة يضحك و يقهقر
فتحرك النحيف بغضب يملء عينيه و نيه فى تحطيم رأسه و تمزيق جسده و لكن الأخر أمسك بيده و نظر اليه بخجل
: أهدئ يا صديقى , سنتدبر الأمر الليله بأذن الله , لا تضع نفسك ولا عائلتك فى موقف حرج لا تستطيع الخروج منه فى لحظة غضب طائشة .
ولكن ما العمل فى تلك المصيبة اللعينة , لقد استغلنا ذلك اللعين و ضاعف المبلغ , هل تستطيع أخبارى كيف سنجمع العشرة آلاف الأن ..؟.
: الأمر صعب ولكن عندى خطة , هيا بنا سأخبرك عليها ونحن نتحرك .
: هيا بنا . لقد أصبحت السابعة و النصف .
.....................
- هذه هى خطتك .؟. قالها بأستعجاب وهو يقود سيارته الرمادية القديمة , ثم نظر اليه وهو جالس على المعقد بجانبه
أنت تمزح أليس كذلك .؟.
تنهد بقوة ومرارة وهو يراقب الطريق المليئ بالسيارات والأضواء و يراقب أوجه الناس وهى تمر أمام عينيه السوداء الحزينة بسرعة و هو حزين بائس و كأن وجهه صنع من آسى و تشكلت ملامحه من الهم و الحزن
- التوبة صعبة فى هذا الزمن المقيت , كل شخص يريد أن يأكل الآخر ولا يهمه ما الذى يعانيه ذلك الشخص , كل شخص يظن أن مصيبته هى المصيبة الكبرى التى ليس لها مخرج ولا حل و أن الهم و الحزن والشقى و الألم خلق من أجله هو وحده
ولا يظن أن كل شخص له من الهموم و الأحزان ما تفوق السحاب و التى إذا وضعت فوق جبل يخر من ثقلها
ولكن لا أحد يتعظ من ألم ومعاناة الأخرين ولا أحد يحمد الله على ما هو فيه من نعم ليست عند غيره و ذلك اللعين عندما علم أننى نويت التوبة و الأبتعاد عن طريق المخدرات و بيع السموم يضيق على حياتي و يهاتف الجميع حتى لا يجعلني أحصل على وظيفة من رزق حلال أكفي بها بيتي و أسُد حاجة زوجتي و أولادي , لقد كنت مدين له بألفين جنيه وعندما علم بأمر أبتعادي ضاعف المبلغ الى خمس آلاف ثم ظهر ذلك اللعين الأخر ليضاعفه الى عشرة آلاف وإن لم نقبل سيقتل أطفالنا و زوجاتنا
أعلم أنك ليس لك علاقة بالأمر ولكن قدمك سحبت معي , أسف يا صديقي لما حدث .
- لا تقلق يا رجل سنجمع المبلغ الليلة بأمر الله ,ثم أننا أصدقاء فى كل شئ و الصديق لا يترك صديقه فى الصعاب ولكن أخبرني هل أنت واثق من تلك الخطة انها ستأتي بمبلغ كبير ؟.
مد يده بداخل درج السيارة الصغير ليخرج علبة سجائر ثم أخرج سيكارتين و أشعلهم , أبقى واحدة معه و أعطى الأخرى لصديقه وهو يقود السيارة
- لقد أمتنعت عن السرقة منذ أن رزقنى الله بطفلتي (أمل) و سميتها بذلك الأسم و أنا أئمل أن يتوب الله علّى ,
ولكن يبدو أن دعوتي لم تستجب .
قال الأخر وهو ينفث الدخان الأبيض بغزاره
- أنت مضطر و المضطر أُحل له الحٌرمات .
- لا نريد أن نضحك على أنفٌسنا , ذلك ليس سبب يجعلنا نسرق ولكن ليس أمامنا طريق آخر لجلب ذلك المبلغ فى ليله
- حسناً لقد أقتربنا من محطة القطار .
- لا ليس القطار بل أذهب لمحطة المترو فأنها مكتظة بالبشر و سيكون أمامنا فرصة كبيرة فى سرقة أكبر عدد منهم إن شاء الله
قل أمين .
تبسم بتعجب
أمين . ولكن أدعوا ألا يقبض علينا أيها المؤمن .
- ما هذا الفال السئ , ثم أن الله أعلم بحالنا ولن يجعلنا نقبع خلف القضبان , لان خلفنا أرواح بريئة لأنقاذها .
- حسناً لقد وصلنا , لقد حان وقت العمل . قالها بأضطراب وهو يوقف السيارة بعيد عن المحطة بخطوات
نظر اليه صديقه ثم قال
- أشعر أنك خائف ولكن لا تقلق إن الأمر بسيط للغاية أسحب المحفظة عند الأصتدام بالشخص.
ضحك بهستيريه ممزوجة بخوف وقلق
- بسيط للغاية , اللهم اجعل هذه الليلة تمر بسهولة .
-هيا بنا
- آه هيا بنا .
.......بعد ساعتين ......

الأضائة البيضاء قوية بداخل العربة الفارغة التى لا يتواجد فيها غيرهم وشخصين آخرين , همس أحدهم فى أذن الأخر
- كم جمعت حتى الأن .؟.
- حوالى المائتي حافظة .
- وانا كذلك , حوالى المائتي و العشرون .
حسناً هيا بنا لنرى المبلغ الذى جمعناه , فتحركوا ببطء نحو الباب و القطار يتحرك , فلمحت أعينهم شاب نائم وهو جالس فوق أحد المقاعد , فنظروا الى بعضهم البعض بأعين ماكرة , همس ألاول للأخر قائلاً بمكر
- هل تفكر فيما أفكر فيه .؟.
آه , ولكن هناك أثنين آخرين , لا نريد أن يتم أمساكنا بعد كل ذلك العناء .
- حسناً , فالنذهب بسلام .
- مهلاً , قالها و نشوة السرقة تتحرك بداخله وتجري فى عروقه , نظر اليه الأخر بقلق منتظر جوابه فهو قد أكتفى من تلك الليلة المقلقة و المرعبة ويريد الذهاب بأسرع ما يمكنه حتى تنتهي تلك الليلة و يلوم نفسه على ذكر ذلك الشاب أمام ذلك اللعين الذى لا يشبع و لا يمل من السرقة , بدء العرق يتصبب من وجهه بغزارة والقلق يسيطر على جسده و الخوف يمتلك تحركاته
مهلا , ماذا .؟.
لمعت عين الأخر بشراهه كلمعان أعين القطة فى الظلام
سنأخذه معنا .
سنأخذه معنا .؟. تسأل بصيحه و أضطراب , وضع الأخر يده على فمه
شششش , أخفض صوتك أيها اللعين . لقد جلبت الأنظار الينا .
ولكن سنأخذه الى أين ..؟.
- أعلم مكان جيد بعيد عن الأنظار سنلقى به و نتحرك .
....بعد عدة دقائق ...
بعد أن أخذوه معهم ووضعهوه بحقيبة السيارة و تحركوا به الى داخل الصحراء ,
- نحن نتحرك منذ كثير بداخل تلك الصحراء اللعينه , أين ستلقى به بالضبط .؟.
توقف بسيارته وهو يصيح
لقد وصلنا بالفعل . ثم تحركوا فأخرجوه و بدأوا يجردوه من كل شئ قد ياتى بسعر مناسب ,
وقفوا ينظرون بداخل الصحراء فى الظلام , يلتفتون عن يمينهم ويسارهم
- ما هذا المكان .؟. تسأل النحيف بأستغراب .
تنهد الأخر قائلاً ,
إنه الحجيم , لقد أتيت الى هنا منذ مدة طويلة كنت مثل ذلك الشاب القابع تحت أقدامنا ولكن بطريقة مختلفة بعض الشئ
- ما الذى حدث لك .؟.
- آه , لقد رأيت الموت أكثر مما تتخيل , فعندك مثلاً ذلك الأتجاه ثم أشار أمامه مباشرً
هناك عائلتان يتقاتلان منذ عقود ولا أحد حتى الأن يعلم لماذا يذبحون فى بعضهم البعض ,
ثم أشار عن يمينه متابعاً , وهذا المكان يقبع رجل مع فتاة صغيرة خائفون هاربون ولا أحد يعلم أيضاً من أى شئ هم هاربون
لابد أن الفتاة قد كبرت الأن , لقد مر زمن منذ أن كنت هنا , ثم أشار عن يساره وهذا المكان أجارك الله مما يقع فيه
تسأل الأخر بحيرة , لماذا .؟.
هناك يقع اللا مكان و اللا هوية فقط الدماء و الرمال هم اللغة المعروفة و المعترف بها , لقد سمعت عن ذلك المكان كثيراً ولكن من فضل الله على أنى لم أره من قبل .
ومن خلف كل ذلك يوجد الجحيم الحقيقى
- وهل هناك جحيم أكثر من كل ذلك .؟. تسأل بضحك و أستهزاء .
- الجحيم ألاصفر .
- الجحيم الأصفر .؟. لم أسمع بذلك الأسم من قبل !!
- صدقنى لن ترغب بمعرفة ما الذى يعنيه ذلك الأسم , ولكن هيا بنا لأنهم يأتون على ذكرهم .
تحركوا الى السيارة بخوف و قلق , ركب أحدهم ثم وقف ألاخر ينظر الى الشاب الملقى على الأرض
- حسناً ايها الشاب , الأمر كله متوقف عليك , إن تحركت للأمام ستقابل العجوز المجنون , و إن تحركت لليمين ستقابل الأب الخائف , و إن ذهبت لليسار ستتصادم مع قطاع الطرق المختليين , ولكن إن ذهبت للخلف ستعود للديار .
القرار قرارك فأصنع أختيارك .
- الوداع .
.......................

المؤلف الصغير
25-06-2014, 19:11
الاضائة كثيفة و هادئة مسلطة كلها عليه وهو جالس فوق كرسيه الدائري الكبير , أمامه طاوله زجاجيه حمراء نصف دائرية
عليها كوب كبير أبيض من الخزف , هناك شخص واقف بجانبه يضبط له مكبرات الصوت ويخفيها أسفل ربطة عنقه السوداء
وما أن انتهى قام بمسح بذلته السوداء الكلاسيكيه باهظه الثمن ثم قام بتوسيع ربطة العنق قليلاً و أستنشق بعض من الهواء الرطب البارد القادم من مكيفات الهواء الكبيرة المتواجدة بالأستديو , تحركت الكاميرات نحوه وهو يبدء بتجميع شتات نفسه
و جلب هدوئه و ثباته حتى أتاه الصوت من خلف الكاميرات أنه سيكون على الهواء بعد ثوان معدودة , وما أن رأى الضوء
الأخضر للبدء تحدث بأسلوبه اللبق و كلماته المثيرة الجاذبة للآذان .
السلام عليكم , أحبائي و أعزائي , ها نحن نلتقى وحلقة جديدة من برنامجكم المحبب (عالم الأحلام) لتفسير الأحلام و توضيح الرؤى , كنت أنوي الحديث معكم عن بعض الأشياء المهمه قبل بداية الحلقة ولكن يبدو أن هناك كّم هائل من المكالمات الهاتفية
التى تنتظر , لذا سنؤجل الحديث قليلاً حتى نُجيب على بعض المكالمات .
السلام عليكم .
وعليكم السلام , تفضلي أختاه بذكر الحلم الذى الذى تريدين تفسيره .
أتى صوتها حزيناً مهموماً , من طريقة حديثها كانت صاحبه الصوت تبدو فى أواخر العقد الثالث من عمرها .
- لقد رأيت حلم غريب . قالتها ثم توقفت وكان يبدو فى صوتها الأرتباك و القلق , تدخل المقدم مشجعاً لها .
- أكلمى أختاه , إلا اذا كان أمر خاص فتستطيعي أخذ رقم هاتفي من الكنترول و تستطيعي التحدث فى اى وقت .
- الأمر ليس كذلك بل إني لا أعلم إن كان حلم أم رؤيا .
- أخبريني ماذا رأيتي ..؟.
- قبل أن اخبرك ماذا رأيت لابد أن أخبرك ما الذى حدث لجعل ذلك الحلم يراودني .
- تحدثي بأستفاضة سيدتي كُلّي آذان صاغيه .
- إن ولدي الكبير مفقود منذ عدة أيام وحقيقةً لا أتحمل فكرة فقدانه , لقد بحثت وسألت عنه فى كل مكان كان يتواجد به
وعند جميع أقاربه و أصدقائه و لكنهم لم يرونه منذ تلك الليله , يبدو الأمر كأنه أختفى من فوق الأرض .
- أسمعك الله عنه خيراً إن شاء و أذن ولّم شملكم قريباً .
- لقد رأيته وهو جالس أمام الشاطئ فى الليل كان القمر بدراً و النجوم لامعه وكان يشعر بالسعادة البالغة , لم أره سعيدً هكذا فى حياتى , وكأنه كان فى النعيم حتى أغرقت ثيابه موجه من البحر فذهب ليسبح ويستمتع بالمياه و ما أن وضع قدمه فيها
حتى بدء بالغرق و الألم و المعاناة ثم أستيقظت فهرعت الى النافذة فرأيت القمر بدراً وبعد لحظات سمعت أذان الفجر .
ولا أدرى ما الذى يعنيه ذلك الحلم .؟. وهل هو حلم أم رؤيا .؟.
ضم حاجبيه الأشيبان بتعجب متسائلاً : كم عمر ولدك سيدتي .؟.
- عشرون .
- و ما أسمه ..؟.
- هادى .
- هل لديه أخوة .؟.
- فتاتان صغيرتان فى العاشرة من عمرهم تؤم ( سلمى) و (سالى) .
- هل كان سعيد معكم , أقصد مع عائلته ؟.
- اجل . كان يحب الجلوس معنا دائماً .
- ما سأقوله قد لا يعجبك سماعه ولكنه الشئ الذى توحى به رؤيتك سيدتى , إن ولدك كان يعيش سعيدً معكم ,
و سيعيش سعيداً أيضاً بعيداً عنكم ولكن لفترة قليلة ثم سيمر بمعانأة و محنة كبيرة , مرحلة لم يمر بها من قبل
ومحنة لم تصادفة فى حياته مرة واحدة , سيفتقدكم وستكونون أنتم سبب معاناته و أنتم أيضاً أمله الوحيد للبقاء على قيد الحياة ولكن مع مرور
الوقت سيبدء بفقدان الأمل فى العودة لكم و الألتقاء بكم مرة أخرى , ستجعله المحنة التى سيمر بها شخص من أثنين
إما أقوى من السابق وأكثر مرحاً و تأمل فى الحياة و إما سيتحول الى شخص آخر لن تستطيعى التعرف عليه ,
القمر فى رؤيتك هو عائلته , أنتى و أخواته , و البحر العميق هو محنته , لا تفقدى الأمل فى البحث عنه ,
والله أعلى وأعلم بصحة هذا الكلام , و أتمنى من كل قلبي أن تجتمعي بأبنك فى القريب العاجل سالماً غانماً .
- حسناً لنأخذ أتصال آخر .
..........
أغلقت الهاتف و التلفاز بعد سماعها لتلك الكلمات التى أقلقتها أكثر مما ظنت أنها ستريحها , وشعور كئيب مخيف يجتاح روحها أنهى جلستها ببكاء مرير و خوف من مجهول لا تعلمه , تتسأل فى نفسها عن نوعيه المحنة التى سيمر بها ولدها
وهل ذلك الكلام صحيح أم مجرد تخاريف و أستنباطات مبنيه على ما ذكرته له , هبت ريح باردة عبرت نافذتها القابعة خلفها
وتحركت لتلتف حولها بنسيمها المريح الهادئ , تنهدت براحة ثم جلست تدعوا وتناجى ربها , وما أروعها من كلمات سِمعتها
وجلست ترددها .

إذا كان قلبٌ المرءِ في الأمرٍ حائراً
فأضيق من تسعين رحبٌ السباسبِ

وتشغلنـــي عني وعن كل راحتــي
مصائب تقـفوا مثـلـها في المصائبِ

إذا ما أتـتـنـي أزمـــة مٌدلــهـــــمة
تحــيـط بنفسي من جميع الجــوانبِ

تطـلبتٌ هل من ناصرً أو مٌســاعـدً
ألـــوذ به من خوف سوء العــواقبِ

فـلـسـتٌ أرى الا الذي فـلـــق النوى
هو الواحد المعـطي كثيرُ المواهـبِ

ومعـتصم المكروب في كل غــمرةً
ومـنـتجع الغــفـــران من كل هائبِ

مجيــــب دُعا المضطر عند دُعائـهِ
ومـنـقـذه من معـضلات النـوائبِ .

ربي أعّن ولدي و نجيه من كل المصائب إنك أنت المنجي الرحيم المعين .
...............

لقد تسائلت كثيراً بداخل عقلي عن طريقة نهايتي , كيف يا تُرى ستكون .؟. وفى حقيقة الأمر كانت كلها نهايات مأساوية
بشعة , إما محروقاً او مصعوقاً أو غريق او مذبوحاً أو مطعوناً , غير السقوط من فوق أرتفاع عالى او الأصطدام بسيارة فى الطريق , لقد أصطدامت بواحدة و أنا صغير ولكنى لم أمت بل نتج عنها عدة كسور في قفصي الصدري ونتج عنها أيضاً مرض الربو الذى لازمني منذ ذلك الحين , لقد كان مشهداً مؤلماً للغاية ,أتذكره بكل تفاصيله حتى الأن , أذكر عندما علمت أن أبى
قد عاد من السفر بعد غياب طويل و أنه قد وصل أمام المنزل هرعت مسرعاً لأحتضنه , آه كم كان ذلك الأحساس رائع
وجميل حقاً , لقد شعرت بأجمل المشاعر الراقيه عندما لمحت عيناي وجهه أمامي , لم أتحمل حينها أنتظاره ليعبر الطريق
فأسرعت أنا إليه ولكن ذلك السائق المخمول الناعس قد أنهى كل شئ و تلاشت البهجة ولم يعُد غير الألم , شعرت بألالم قليلاً
ولكن شعورى بالسعادة و الراحة كان أقوى عندما أحتضننى أبى بقوة إلى صدره وبدء بالبكاء , عادة سيئة ورثتها منه
سرعة البكاء و المشاعر الجياشة , كانت تلك اللحظات من أجمل و أروع لحظات حياتي , حينها علمت وتيقنت أن أبى يحبني
كثيراً مع كثرة غيابه وفراقه الطويل , الحنان و الحب الأبوي لا يعوض أبداً مهما كانت قساوة الأب أو كثرة سيئاته
ولكن أين هو الأن .؟. سؤال أطرحه على نفسى كثيراً , لقد تعود أخباري أنه سيأتي وقت يذهب فيه بلا عودة وكيف علّى أن أتحمل المسئولية حينها , لا أعلم هل كان يقصد الموت فى ذلك الوقت أم ماذا كان يقصد .؟. على كل حال لقد ذهب منذ عشرة أعوام وهو لم يعلم أنه أصبح أب لفتاتان فى غاية الجمال و الروعة , لقد أصبحت أنا أبيهم بعدما ذهب , لا أعلم لماذا أشعر بالبكاء كلما تذكرتهم , هل ذلك لأني تعلقت بهم كثيراً , هم أيضاً تعلقوا بي كثيراً , لا أعلم ما الذى ستقوله أمي لهم عندما يتسائلون عني .؟.
أمى , أعذريني لقد كنت أتمنى أن أُريحك أنتي و اخوتي و أجعلك تحصلي على قسط من الراحة بعد المعاناة و المشقة التى قد لاقيتيهم من أجلنا وحدك , لقد تسائلت كثيراً عن السبب الذى يجعل الأب يترك زوجته و أولاده ويرحل .
ولكنى لم أجد الجواب حتى الأن و إن وجدت واحدً يكون جواب سطحي للغاية لا معنى له ولا هدف حقيقي يجعل الأب يترك أولاده من أجله , لم أفكر البتة أن نهايتى ستكون مسلوخ الجلد عن اللحم , أتسائل كيف سيكون شكلي ومظهري بدون جلد !!
لا أستطيع تخيل صورة واضحة ولكن الراجح أننى سأكون مضمد من كل جانب , أتخيل كيف ستكون ردة فعل أمى عندما تراني و أنا مضمد هكذا , بالتأكيد لن تتعرف علّى ثم تبدء بالصراخ و الصياح بطلب النجدة , ولكنى أظن أن مظهرى سيعجب أخوتى
و سيحبونه وبالتأكيد سيظنوننى دميه على قيد الحياة , سأصبح الرجل المضمد , لقب ليس سئ للغاية .
سأحتل القنوات الفضائية و شاشات التلفاز وسأصبح حديث العام , أفكر فى شعار أقوله على الهواء
مثل أنا الرجل المضمد وقد أتيت لأنقذ هذه المدينة , ما هذا الهراء !!
أنا شخص ذكي ,بالتأكيد لا أتفاخر و لكني أرى أدق التفاصيل التى لا يراها أو يلحظها الأخرين مثل صوت ذلك الرجل المختل الذى سيقوم بسلخى حياً , لا أظن أن صوته طبيعياً البتة , هناك أمر من أثنين , إما أنه يعانى من مشاكل فى حنجرتة أو أنه يستخدم جهاز تغير الأصوات و الثاني هو الأرجح لأن ذبذبات صوته ليست طبيعيه البتة , لدى أُذن حادة أظن أن ذلك بسبب ضعف نظري فإن الله يأخذ من هنا ويعطي هنا , أتخيل شخص ضخم مفتول العضلات يمسك بيده منشار مدبب لسلخي
و أبتسامه عريضه على وجهه و أسنان محطمة و وجه ممزق و ملابس غارقه فى الدماء , تفكير مرعب للغاية , أظن ان تدريبات الكابتن (سامي) ستأتى بمفعولها الأن , أستطيع سماع صوته يتردد بداخلي وهو يقول لي , تجاهل الألم ولا تفكر فيه
وفكر في شئ جميل أو ذكرى سعيدة حتى تتغلب على مرارة الألم و تسيطر عليه , لقد جربت تلك الطريقة كثيراً وبالفعل قد اتت بنفائعها فأنا أتجاهل الألم منذ ذلك الحين و لا أفكر فيه حتى بدأت أعتقد أنى لا أشعر بالألم الجسدي البتة , أشعر بشعور غريب
للغاية ليس الخوف ولا الهلع ولكنه شعور من نوع آخر و كأنها الحيرة ممزوجة بشئ آخر لا أستطيع وصفه مهما حاولت
أظن أنها إحدى طرق التعذيب الذى يستخدمها ذلك المجنون , يخبرنى كيف سيقتلنى حتى يأخذني عقلي يميناً ويسارً و أضيع فى بحور المشاعر المخيفة و ألم الفقدان , الأنتظار مؤلم أيضاً أشعر كأنه مرت ساعات منذ سقوطي ولكن يبدو ان الذى مر عدة دقائق فقط , هيا أيها المختل اللعين أسرع لقد بدأت أشعر بالملل و الضجر .
..............
وسط الرياح العاتية و الضباب الترابي الكثيف يجلس فى الخلاء يراقب الأرجاء بأعين لامعه كأعين الذئاب , يتلفت يميناً ويسارً
بنظر ثاقب , يشعر بالضيق و الغضب من عدم تمكنه من رؤية أى شئ فى ذلك الجو العاصف , يود التحرك ولكنه يخشى أن يظهر أى شخص بعد ذهابه ليختلي بأبنته الوحيدة التى حوصرت بغير قصد فى قضيته و محنته , يفكر كيف يعتذر لها ولكنه لا يجد الكلمات المناسبة والمعبرة عن خوفه و قلقه عليها , ولكن كل ما يستطيع فعله لها هو تدريبها وجعلها أقوى حتى تتمكن من حماية نفسها إن حدث له أى مكروه , ولكنه يخشى عليها أكثر من خشيته على نفسه , لقد كان يأمل لها بمستقبل أفضل و رؤية مشرقة للعالم لو أنه رفض طلبها للذهاب معه لكانت فى أمان الأن , ولكن الوقت قد مر و أصبحت عالقة معه فى وسط اللا مكان , يفكر كيف يعاقب نفسه على ما فعله بأبنته الوحيدة , ويا لها من طريقة عقاب بالجلوس وسط الرمال فى العاصفة الخانقة يلتف من حوله يشعر بضيق التنفس و تتأكل نفسه من الغضب ولكنه لا يستطيع فعل شئ غير الأنتظار الى الفرصة المناسبة أن تأتي ليهرب هو و أبنته الى أرض الأمان و الراحة ....
..........

المؤلف الصغير
25-06-2014, 19:12
الجدران الحمراء تثير شهوته الدامية وتحرك عجلات إثارته القاتلة , كم يكره الأنتظار للبدء فى التلذذ برؤية الدماء وهى تسيل من جسد ضحيته و يتراقص مع ضربات قلبها الخائف , ولكن عليه الأنتظار حتى يبدء عقل الضحية بالضعف و يتملكه الخوف
ليصبح الأستجواب يسير بعد ذلك , ولكن الحيرة تتملكه فالشخص الجالس أمامه يبدو هادئً للغاية ولم ينبث بكلمه واحدة غير السؤال الغريب الذى طرحه عليه , لقد تملكه اليقين أنه يتعامل مع شخص محترف للغاية , فكيف لشخص عادي يطرح سؤال هكذا .؟. بدء يفكر انه إن كان يتعامل مع محترف حقاً فإنه سينتظر كثيراً , يكفي هذا الوقت لابد أنه أصبح جاهز للأستجواب
تحرك إليه بقلق وهو يفكر فى ردة فعل ذلك الشخص , وكيف أنتهى أستجواب اخر شخص كان امامه وكيف أن ذلك الشخص المحترف جعل بداخله قلق من كل المحترفين فى الأستجواب , بدء يجمع شتات نفسه و يتمالك أعصابه المتوترة , فلقد تعلم الدرس من المرة السابقة ولن يسمح لذلك الشخص بالهروب كما فعل السابق , كل ما عليه هو الهدوء , الهدوء هو المفتاح للتعامل مع المحترفين أمثاله , تنهد بقلق وهو يتحرك ليخلع عصابة العين من فوق ذلك الشخص ليستمتع بخوف عينيه
وما ان اقترب وتمايل بجسده بأتجاهه وهو يخلع العصابة من فوق عينيه , تسائل بأستغراب وهو جالس بهدوء
- يبدو انك متوتر للغاية , أستطيع سماع دقات قلبك المرتفعة من مكاني .
تنهد بصعوبة ودقات قلبه تتزايد بغزارة من رنين تلك الكلمات بداخله , وتيقن كل اليقين أنه يتعامل مع محترف , مما جعله يتردد فى خلع عصابة العين , وقد تاهت منه الكلمات ولا يدرى ما الذى يقوله وما الذى عليه فعله الأن وهو يردد بداخله
الهدوء , الهدوء , لا تجعله يتحكم فيك , أهدء أنت المسيطر على الأمر .
أجابة بثقة و ثبات
- متوتر .؟. قطعاً لا , ولكن معك حق فى أن دقات قلبى عاليه لاننى سأستمتع بألامك و سوف أتراقص مع إقاع صرخاتك .
حسناً لنبدء ....
...........
لقد كان توقعي فى محله , كل ما كان علّى فعله هو جعله يتحدث حتى أميز صوته مرة أخرى و أستطيع الجزم أنه يستخدم جهاز لتغير الأصوات , ولكن السؤال هو لماذا يستخدمه .؟. حسناً بما انه قام بنزع عصابة العين سأكتشف ذلك الأمر
تتحرك بؤبؤة عيني بسرعة عاليه و الرؤية غير واضحة أمامى , أشعر مثل الأعمى الذى قد أعاد الله له النظر
مستغرب المكان وغير قادر على تجميع رؤية واضحة نظرت الى نفسى ببطء , يبدو أنهم ألبسوني بعض الملابس الباهتة
رمادية اللون ممزقة , هل هذه الملابس التى يجعلون كل من يستجوبونه يرتديها .؟. اتسائل كم شخص أرتدها قبلي .؟.
وكم واحد سيرتديها بعدي .؟. لا أظن أن ذلك السؤال له قيمة الأن , ولكن يبدو أنه متوتر بالفعل وهذه هى فرصتي لتحديد نوعية المعلومات التى يريدها منى .؟. بدأت بالتحدث إليه وأنا أرى ظله أمام عينى الواسعة
- الأمر غريب حقاً , ولكنه لا يحتاج لذكاء لأكتشافه , شخص أو عدة أشخاص وجدوا شخص و الذى هو أنا ملقى فى الصحراء
فيأخذوه ويعالجوه يبدو هذا رحيماً منكم ولكنى أتسائل لماذا قيدتموني و أتسال عن نوعية المعلومات التى تريدونها منى .؟.
اتى صوته غليظ أجش للغاية
- من أنت و ما الذى أتى بك هنا .؟.
- من أنا , أستطيع الأجابة عن ذلك السؤال ولكن ما الذى أتى بي هنا فلن تصدقني إن أخبرتك أننى لا أعلم
كل ما أعلمه أننى فقدت وعيي فى عربة المترو فأستيقظت لأجد نفسى بتلك الصحراء و التى أظن اننا مازلنا بها
تحركت فيها و أنا شبه عاري ظنن منى أننى ساجد الطريق للعودة للديار ولكن أنتهى بي الأمر مغشً علّى من لدغه الثعبان
ثم استيقظت لأجد نفسى هنا , مع شخص مريب يستمتع بالقتل ويتلذذ بالدماء .
ضحك بأستهزاء قائلاً
- وهل تظن أن تلك الرواية ستختال علّى .؟. فقدت وعيك فى المترو ثم وجدت نفسك هنا .؟.
بالتأكيد أنت تمزح ولكنها مزحة سيئة للغاية ولن تخيل علّي !!
- إنها بالفعل مزحة سيئة للغاية ولكنها الحقيقة .
لقد بدأت الرؤيا تتضح أكثر فأكثر ,بدات أجمع ملامح جسده إنه ليس كما تخيلته البتة بل إنه شخص نحيف متوسط القوام
ليس طويل ولا قصير , يرتدى رداء أبيض اللون , بنطال أسود واسع و قميص أبيض و حاوية على رأسه بيضاء
تلتف على وجهه ولا يظهر منه إلا عينيه , تحرك وسحب كرسى ثم وضعه امامي وجلس وبيده سكين غريب الشكل ولكنه يبدو حادً للغاية
- هل تصدق نفسك .؟. تحدث بأستغراب ثم أكمل بأستهزاء و جديه
لن تخدغنى تلك المزحة السيئة , إن ما تقوله يبدو خيالياً بعض الشئ , اعني من يسقط فى مكان ليستيقظ ليجد نفسه فى مكان آخر .؟. هل ستصدق أنت احد إن اخبرك بما تقول الأن .؟.
- لقد كنت أسمع أغرب من ذلك بكثير ولكنى أتسائل عن نوعية هذا المكان وما هى المعلومات التى تريدها مني .؟.
وما هو الهدف من وضع مكبر صوت لتغير من نبرة صوتك وما الهدف أيضاً من إخفاء وجهك , وهل سيصدقني أحد إن أخبرتهم عنكم .؟. هل تظن انهم سيصدقوني إن أخبرتهم أن من انقذني مجموعة ما ملثمين يريدون تقطيعي و أستجوابي بأشياء لا أعلم ما هى ولا اظن أن لدى فكرة عنها البتة .؟.
تغيرت ملامح وجهه ونظرة عينيه وبدء القلق يتحرك بداخله مرة أخرى
(ذلك اللعين كيف أكتشف أمر المكبر .؟. أم انه كان يعلم من السابق ولما يريد الكشف عن هويتي ومن أكون .؟.
هل يعلم من أكون بالفعل .؟. يبدو أنه منهم بالتأكيد , كل ما علّى فعله الأن هو أخبار الزعيمة بذلك الأمر )
إنه منهم بالفعل .
..........
بداخل أحد المباني بقلب الصحراء , كان يجلس أمام شاشات الحاسوب الكبيرة و الكثيرة منها من يعرض الأستجواب ومنها من يعرض مؤشراتهم الحيوية وهو جالس أمامهم فوق مقعده الأسفنجي المتحرك يدقق النظر فى أرقام مؤشراتهم و معدل كل شعور لديهم , تلمع عينيه من صدى الضوء الصادر من تلك الشاشات التى امامه بالوانها المختلفه و الكثيرة و الظلام من حوله ولا يوجد إضائه غير الضوء المنعكس من الشاشات على جسده وجهه , فتح الباب بقوة من خلفه ليكشف عنها وهى تتحرك بكرسيها المتحرك وخلفها أثنين طوال عراض مفتولين العضلات مثلمين بردائهم الأسود الكاتم
- ماذا لدينا .؟.
أنتفض الرجل بقوة وفزع ليقف أمامها بثبات و أنضباط وخوف قال بخفوت وقلق
- كل شئ طبيعى سيدتى .
تسائلت بأستغراب وحيرة وهى تلقي بنظرها فوق الشاشات
- طبيعي كيف .؟.
تحرك الرجل وبدء يشرح لها وهو يشير على علامات و أرقام فوق الشاشات
- إنه صادق فى كل ما قاله سيدتي ولا يبدو أنه يعرف شئ
و ايضا ً ...
- و أيضا ً ماذا .؟.
- إنه شخص حاد الذكاء سيدتي لقد حلل كل شئ بدقة عاليه و أستطاع أن يكتشف أمر مغير الأصوات لدى (الطيب)
ويبدو انه أستطاع أن يبعث فى نفسه القلق أيضاً , ولكن الطبيعى فى الأمر أنه لا يعلم شئ البتة ويبدو ان ما يقوله صحيح .
لقد أتى هنا عن طريق الخطاء .
- حسناً إن كان كما تقول سنعرف بالطريقة الصعبة , أعطنى جهاز اللاسلكى .
فأحضره الرجل من جانب إحدى الشاشات ثم أعطاها إياه
فأخذته وبدأت تردد وتقول
- من القيادة الى الطيب أفعلها بالطريقة الجادة وتملك أعصابك أكثر من ذلك وإلا ستكون أنت مكانه فى المرة القادمة .
ألقت بنظرها الثاقب على شاشة مراقبة الأستجواب وقالت بخفوت ومكر
الأن سنعرف من أنت حقاً أيها الشاب .
...........
تحرك من فوق كرسيه وفى يده السكين الحاد ثم أقترب مني أكثر فأكثر , لا أعلم ما الذى حدث ولكنه أقترب مني حتى كاد وجهه يلتصق بوجهي , دققت النظر الى عينيه , و عينى بداخل عينه , لقد غمرنى شعور غريب لم أشعر به من قبل إنه شعور قريب من الشعور بالحنين و الأشتياق , عيناه تشبه عين أختى (سالى) كثيراً , أعين زرقاء صافيه ورثتها عن أمى و لكن (سلمى) ورثت عينيها السوداء من أبى , هذه ليست أعين رجل البتة , يا إلهى هل هى إنثى .؟.. كنت أود أن أسئله او أسئلها ولكنه قاطع تفكيرى بسؤاله
- من أنت حقاً .؟.
تنهدت براحه و أنا متحير مع من أتحدث أهو رجل أم فتاة .؟.
- بل من أنت .؟. وما الذى تريده منى .؟.
- أنا أدعى (الطيب) و أريد الحقيقة .
- أنا أدعى (هادى) أعيش بمدينة الرمال ولكنى لم أرى هذه الصحراء من قبل
- حسناً يا (هادى) أنا أسفة...
أسفة , لقد قالت أسفة إذا هى فتاة وليست رجل , يا إلهى ولكن لماذا تتأسف
كنت أهم على طرح ذلك السؤال ولكننى عرفت جوابه عندما قطعت شرايين يدى اليسرى بسكينها الحاد بعد أن حررتها من قيودها , بدأت الدماء تسيل من يدى بكثرة و الدموع أيضاً تتساقط بكثرة وأنا لا أعلم لماذا أبكى دائماً هكذا .؟.
- حسناً امامك أقل من عشرة دقائق لتفارق الحياة , قالتها وهى تجلس فوق كرسيها الخشبى الصغير
ستشعر فى البداية بالدوار ثم بالهذيان ثم بالحزن الشديد ثم اخر مرحلة وهى الموت وكل ذلك يحدث فى تلك العشر دقائق
إذا هل من أمانى أخيرة قبل الموت .؟.
أمانى لقد سمعت تلك الكلمة مرات كثيرة فى مواضع مختلفة , أنا أتمنى , أتمنى , كل ما أتمناه , التمنى
ولكنى لم أرى امنية قد تحققت من قبل حتى بدات أتسائل هل الأمانى حقيقية أم مجرد خيالات لا وجود لها من الصحة
مثل أشياء كثيرة قد صنعت لنوهم بها أنفسنا ولا نضيع فى عالم من الخيالات و القنوط واليأس ولكن إن كانت حقيقية فماذا سأتمنى , وما الذى ساتمناه قبل الموت , بالتأكيد أن يرحمنى الله عندما ألقاه , ثم ماذا .؟. ولكني قد تمنيت واحدة بالفعل
وهل هناك أكثر من واحدة فى ذات الوقت .؟. لا اعلم ولكن بما اننى ساموت بعد كل شئ فلا بأس بطلب تلك الأمنية التى تشغل تفكيري وهى رؤية وجه تلك الفتاة , أريد أن ارى وجه الشخص الذى سلب مني حياتي .
- آه , هناك واحدة ولكن هل تستطيعين تنفيذها .؟.
- إن كنت أستطيع فسأفعلها بالتأكيد .
- كنت أفكر فى رؤية وجه الشخص الذى سأموت على يديه .
- ترى وجهي .؟. ما تلك الأمنية الغريبة .؟. ولكنى أستطيع تنفيذها بعد كل شئ .
- ولكن قبل أن تفعليها أخبريني ما الذى تشعرين به عند قتل أحدهم .؟.
- لا أستطيع وصف ذلك الشعور ولكني أجد ذاتي فى القتل .
- أتمنى أن اجد ذاتي أنا أيضاً فى يوم ما .
بدأت بكشف وجهها شيئاً فشيئاً ولكن قبل أن تزيل كامل غطاء وجهها فتح الباب بقوة , مما صدر صوت طرقة عالية
فأنتفضت من مكانها بسرعة وهى تعيد غطاء وجهها مكانة , تحركت العجوز بكرسيها المتحرك لتقف أمامه وهو جالس على مقعد خشبى كبير وقد بدء فى مرحلة الهذيان , أصبحت عيناه شاحبه وجهه أخذ اللون الأبيض المصحوب باللون الأزرق
و كأن الروح تفارق الجسد , وهو يرى الدنيا أطياف أطياف ولا يستطيع تمييز أى شئ أمام عينيه و جميع الأصوات متداخله فى بعضها البعض ,
- أسفة يا بنى على كل ذلك ولكن كان علينا التأكد انك لست منهم بعد كل شئ .
سنقوم بأنقاذك ثم نعيدك من حيث أخذناك لأن ذلك هو حدودنا ولا نستطيع تجاوز الحد مهما كان .
جهزوه , قالتها للرجلان الواقفين خلفها ثم تحركت بمقعدها الى الخارج , فقام الرجلان بتمضيد جرحه ثم وضعوا غطاء أسود على وجهه و أخذوه .
.........
لقد عدت من حيث بدأت ولكن بطريقة مختلفة عن التى بدات بها كثيراً , أشعر بشعور كئيب للغاية فى هذا الظلام المخيف و الصمت القاتل , لا أعلم إن كانت أيامي القادمة ستكون كلها كذلك , ما بين الموت و النجاة و الألم و الحيرة لقد بدأت أسئم كثرة ترديد كلمة الموت كثيرً , سأموت , سأموت ولكنى لا أموت , يبدو أن الموت حلم بعيد المنال عني الأن , لقد أصبح الموت الأن أغلى عمله فى الوجود وأصبح الكثيرون ينتظرونها بفارغ صبرهم , ولكنى دائما ما تفكرت فى ذلك الأمر , حيث أن البعض يفكرون فى الموت كثيراً فهل يا تُرى بعد الموت سيرتاح من معاناته أم سيظل يعانى كما عانى فى الدنيا وإن كان كذلك فما الفائدة من طلب الموت إذا .؟. أهرب من عذاب لألتحق بأخر , ولكني مازلت أملك الأمل , رزقنى الله نعمة الحياة بالتأكيد ليس لأذوق العذاب فيها بل للأستمتاع بها ولكن تحت رعاية الدين و قوام الأخلاق و أنضباط النفس وحدود العقل , رحلة أختبار لكل واحد فينا , كل ما يحدث لى الأن عبارة عن أختبارات لى ليورينى الله نفسى أمام نفسى , هل سأصبر و أكون من الشاكرين
أم سأقنط و أكون من الخاسرين , اللهم أجعلنى ممن يحسنون الظن بك و أرحمنى فإنى ضعيف , لقد ضمدوا يدي ولكني مازلت أشعر بأن روحي تخرج من جسدي , لقد تفكرت كثيراً فى أمر الروح والجسد و العلاقة الوثيقة بينهم البعض ,
و كنت أفكر وأتسائل هل الروح تظل حية بعد خروجها من الجسد .؟. بالتأكيد ولكنها لا تبقى هنا على وجه الأرض الله يعلم مستقرها ومستودعها , وإلى أين ستذهب روحى بعد فراقها للجسد , أتمنى أن تذهب لتراقب أمى و إخوتى و تحتضنهم إن أستطاعت ثم تعود لى لأودعها , لا أعلم ما سبب ذلك الشعور الكئيب الذى هاجم روحى فجأة هكذا , هل هو بسبب أن روحى حزينة لفراقها لجسدى .؟. أم أنها حزينة لما يحدث لها معى دائماً , أنا أسف يا روحى على ما عانيتيه معى فى رحلة حياتي القصيرة , أعلم أنكى كنتى تشعرين بالغضب حينما يسبنى احد أو يضربنى أحد و أسامحه و أعفوا عنه ولكنك أيضاً كنتى تتلذذين بسعادة الشعور بالعفو عند المقدرة , أظن اننا فرحنا و حزنا معاً , أشعر أنكى لا تريدين فراق جسدى و أنا أيضاً لا أريد فراقك فأنتى روحى , حياتى , إنها المرة الوحيدة التى أريد أن اصرخ فيها وأصيح بقول لا أريد الموت , لا أريد الموت
و أظن أيضاً أنها المرة الوحيدة التى أشعر فيها أن الحياة غالية جداً و انها نعمة لن تعوض بأى ثمن مهما كان ,
يبدو أننى تحدثت مع روحى للمرة الأولى فى حياتى , أظن اننى سأطلق عليه حديث الروح , لقد بدأت أهذى بالفعل
الأمل و السعادة عادوا بداخلى مرة أخرى و أنا أتحرك فى الظلام بداخل الصحراء لا أدرى أين أذهب ولكنى أتحرك على أمل أن اجد أحد لينجدنى مما أنا فيه من ضعف ووهن , أريد بعض من الماء وبعض من الطعام لأستعيد عافيتى و أجدد طاقتى
لقد بدأت أسمع صوت شديد يتحرك بأتجاهي , يبدو وكأنه صوت هزيز الريح , هل ستكون ريح طيبة أم ريح عاصفة .؟.
أتمنى أن تكون ريح طيبة ....
.......
أنتهى

المؤلف الصغير
25-06-2014, 19:15
بوستر الفصل الثالث

http://im87.gulfup.com/GRGb3R.jpg

ستأخر قليلاً ولكنه سيكون بشكل أفضل من ذلك الفصل لأننى قد كتبته بأستعجال لضيق الوقت عندى .

المؤلف الصغير
25-06-2014, 19:23
مكاني ^^

تنورى وتشرفى دائماً و أبدءً

لي يونغ اي
26-06-2014, 14:39
السلام عليكم ورحمة الله

ربما يكون كلامي مبتذلا قليلا ولكنني عاجزة عن الكلمات حقا اظنها هربت من لساني من كثرة الاعجاب :em_1f606:

اعجبتني القصة كثيرا وحقا اريد ان اكون من احد متابيعها :e057:

اسلوب القصة كان رائعا احببت كيف يناجي بطل القصة نفسه دائما ويفكر كثير بداخله :e40a:

وجدت الفصل الاول مذهلا اعجبتني الطريقه التي قدم بها البطل نفسه وكيف هو خشوع ومؤمن :e058:

لم انت شرير مع بطل القصة هذا انت تعذبه كثيرا ياألهي لقد مر بالكثير اتمنى ان يكون بخير في الفصل القادم :e40b:

ملاحظتي الوحيده هو في لغة القصه هي انها احيانا تمتزج باللغة العاميه مما يولد الارتباك وبالطبع يجب ان تبتعد عن هذا قدر الامكان

اسوأ شيء في لغة القصه هو ان تكون مزدوجه ولكنني متيقنه انها كانت عن غير قصد (اليك نصيحه حاول ان تقرأ كل فصل تكتبه مرة اخرى بعد ان تنتهي منه كشيء من التنقيح)

في حال فعلك هذا ستتجنب الكثير من المشاكل كلاخطاء الاملائيه والامتزاج اللغوي

انا متشوقة كثيرا للفصل القادم :em_1f619:

الى اللقاء

المؤلف الصغير
26-06-2014, 17:38
اعجبتني القصة كثيرا وحقا اريد ان اكون من احد متابيعها
يزيدنى شرفاً وتكريماً بأن تكونى من متابعي قصتي المتواضعة


لم انت شرير مع بطل القصة هذا انت تعذبه كثيرا ياألهي لقد مر بالكثير اتمنى ان يكون بخير في الفصل القادم e40b
أممم, أظن أنه لم يمر بشئ حتى ألان كل ذلك عبارة عن مدخل للقصة ولكن المعاناة الحقيقة ستأتى متأخرة قليلاً


(اليك نصيحه حاول ان تقرأ كل فصل تكتبه مرة اخرى بعد ان تنتهي منه كشيء من التنقيح)

نصيحة غالية وثمينة للغاية سأتذكرها دائماً إن شاء الله


أشكرك جزيل الشكر على الرد الجميل وعلى النصيحة الغالية و أتمنى أن تستمتعى بالقصة أكثر مما ترغبين .

المؤلف الصغير
27-06-2014, 22:14
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعزائي زوار و أعضاء المنتدى الكرام المتابعين لقصتى المتواضع ومتقبلين أسلوبي السئ للغاية

أحب أن اهنئكم جميعاً بقدوم شهر رمضان المبارك , كل عام و انت بأفضل صحة وسعادة دائماً يارب .
إن كان هناك من أسئت اليه بغير قصد فأرجوا أن يصفح عنى وأن يسامحنى و أنا أيضاً أصفح و أسامح عن كل من أساء الي بغير قصد أو حتى بقصد , فاللهم أصفح عنه وسامحه و اهديه الى صراطك المستقيم .

كل عام و أنتم بخير و تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال .

المؤلف الصغير
05-07-2014, 05:44
http://im55.gulfup.com/5XSqRV.jpg

الفصل الثالث
(بسمة الأمل)

......

زعيمة الفضاء قد أعتلت مركبتها الضوئية متجه إلى غروب , مودعه كل من يحتاج إلى ضوئها و إلى كل من يستجم بدفئها
ببريق أرجواني رائع , حنون مُلهم للنفوس مُطمئن للأرواح الضائعة المفقودة فى دوامة الدنيا العاتية المتحركة غير متوقفة ,
صرخت الرياح بعواء و أنين ينبع من قراره روحها , تصيح وتصرخ غير سعيده برحيل الضوء فهى لا تحب الظلام ووحشته
ولا تستريح فى هدوئه و صمته المريب , تقول للشمس لا ترحلي الأن فهوائي لم يمل ولم يكل من ضوئك المريح ,
قالت الشمس لها , أعُذرينى أيتها الريح فقد حان وقت الذهاب ولكن لا تقلقي فإذا أراد الرحمن سأجدد اللقاء مادام فى الدنيا البقاء , و أنشر ضوئي ببهجة و نقاء فى كل صباح حيث مستقر الصفاء ومنبع الراحة و الهناء , فوداع حالياً هنا لأن أخرون ينتظرون طلوعي بشوق و ثراء , تغيرت أحوال الرياح من سعيده إلى حزينه يؤلمها لحظات الفراق , فأطلقت العنان و أسدلت الستار لأجنحتها الهوائية و قررت مشاركة أحزانها و آلامها مع سائر الوجود , فأنطلقت بقوة وغضب , عواصف خلف عواصف تُرابيه وغيوم مُظلمه غير سعيدة , دوامات خلف دوامات بجانب دوامات , وفي وسط كل ذلك الأت ريشة تائهة ساقطة من الرُفات , نازعت لأجل حُريتِها من حناج الطير المُتسلق بالفضاء , فكرت كيف تكون الأحوال فوق التُراب و الرمال , وسط البشر و الزحام , ولكن يبدو أنها لم تستقبلها الرمال بعد بل تم إستقبالها من قبل عاصفة الألم و الضباب وسط الخلاء ,
أسترخت و تقلبت مع موكب الريح الشديد , حتى أتتها فرصة الهروب من بين أصابع الهواء القوية , فظلت تترنح بأنسجام و سعادة حتي سقطت بين أيديها وهى جالسة فوق قمة جبلية عالية صفراء , تتأمل بعينيها الزرقاء تعارك العواصف النفراء ,
حركت يدها ببطء و ألتقتطها بأصابعها النحفاء الشبه ممزقة , مليئة بالندبات و الحروق المشوهه لجلد يديها الرقيق المائل للسواد من البياض , ثم رفعتها لتستقر يديها بين عينيها الحزينة المُغرغرة من الدموع فهمست بحنان إليها
ما الذي أتى بكي هنا أيتها الريشة البيضاء .؟.. ثم تنهدت بقوة مفرغة بعض الحزن بداخلها
هل أنتي بسمة الأمل الذي أنتظرها منذ مدة طويلة أم أنكي مجرد هاربة حمقاء.؟.
حسناً سيكون نهايتك بين أوراق مذكرتي الغالية , فألتقطت دفترها البني القابع بجانبها وبداخله القلم الذهبي الصغير
ثم ظلت تقلب بين صفحات دفترها حتى أستقرت على صفحة بيضاء ووضعت الريشة بينها ثم ظلت تقلب حتى وصلت إلى أخر صفحة توقفت بها , لتكتب من جديد في دفتر أحزانها المليئ بالألم الساكن بداخلها
- مذكرتي العزيزة الغالية وصديقتي الوحيدة التي لا أملك سواها , إنه اليوم الأربعون بعد المائة منذ أن بدأت أقص لكي عن نفسي وعن الذي حدث لي منذ الصغر , في البداية أعتذر عن تأخُري لمُقابلتك في الموعد المُحدد لنا والذي هو حين الغروب في الضوء البُرتقالي الخلاب , حين رحيل الشمس و تصادُم النور بالظلام , لقد تأخرت بسبب ذلك الشاب الذي أمسكنا به بداخل حدودنا مُغشياً عليه وكان على حافة الموت , وكما أخبرتُكِ من قبل أنا الوحيدة التي قد برعت في أستخراج المعلومات من الغُرباء أو الوحيد كما يُلقبوني هؤلاء القوم , هل تعلمي لقد كنت سعيدة في البداية لأني سأذهب لأفرغ بعض من أحزاني فيه وفي تعذيبه ولكن الأمور قد أخذت منعطف آخر , لقد كنت أظن انه محترف وبدأت أقلق لأني لم أكن أرغب في حدوث مشكلة أخرى كالذي حدث مع أخر محترف قمت بأستجوابه , وبالطبع تعلمين ما الذي قد حدث لي بسبب هروبه من تعذيب و معاناة
ولكني شعرت بشعور غريب عندما نظرت بداخل أعين ذلك الشاب والذي أخبرني أن اسمه (هادى) وكان يبدو هادئ للغاية
لقد غمرني الشعور بالحنين و الأشتياق , لا أعلم لماذا .؟. هل ذلك لأنني وحيدة في بلدة غريبة عن التي نشأت بها , أم لأنهم يعاملونني بقسوة منذ أن تركني أبي لهم ورحل ولا أعلم أين ذهب كما أخبرتك من قبل !! لقد بدأت أستعيد حلمي مرة أخرى بعد أن بدات في فقدانه تمام الفقدان , وتفكرت كثيراً في ذلك الأمر وسألت نفسي كثيراً هل حلمي بعيش حياة طبيعية كأي فتاة حلم صعب للغاية .؟. هذا جزء من حلمي كما تعلمين , لأن حلمي المستحيل هو أرتداء الثوب الأبيض ذات يوم , ولكن يبدو أن حلمي مستحيل حقاً في هذه الصحراء مع تلك العجوز اللعينة , لأنهم يعاملونني كفتي منذ الصغر و قد لاقيت منهم القسوة و الألم كثيراً , وكيف أني تجاهلت أنوثتي كي أستطيع العيش بينهم , لا اعلم حقيقة الشعور الذي ينتابني الأن ولكنه شعور غريب
ولا أدري , حقاً لا أدري لماذا أراد رؤية وجهي .؟. إنها المرة الأولي التي يطلب أحدهم رؤية وجهي !! بل إنها المرة الوحيدة التي يهتم أي شخص بي وكوني بشرية على قيد الحياة , ومن الغريب أيضاً تسائله عن شعوري في التعذيب .؟..
لقد شعرت حينها أنه يعرفني حق المعرفة !! وقد عبر تسائل في عقلي غريب للغاية , هل كان يراقبني أم أنها مجرد صدفة !!
أظن أنها بسمة الأمل التي كنت في أنتظارها , ولكن المحزن في الأمر أنهم أخذوه و القوا به في وسط الصحراء , بالتأكيد أنا مازلت مترددة في الألتحاق به و الأبتعاد عن تلك المنطقة اللعينة المليئة بالذكريات المؤلمة , أوعدك مذكرتي أني سأذهب للبحث عنه و سأحاول التمسك بذلك الأمل وحتى إن كان ضعيف للغاية ....
حسناً , سأذهب الأن لأعرف أين ألقوا به ....
الوداع يا مذكرتي ..
نهاية اللقاء الأربعون بعد المائة ...
..................

أين أنت الأن يا ولدي العزيز .؟. تتسائل بداخلها بقلق وحيرة وحزن وهي تنظر عبر شرفتها الدائرية إلي ذلك التكدس المهول
الذي يتحرك تحتها من فوق الطابق الثلاثون , إضائة كثيفة أمامها تظهر لها كأنها نقاط صغيرة من ذلك الأرتفاع ولكن بريقها رائع وملهم للنفوس في ذلك الظلام القادم , تنهدت بقوة وهى تتكأ بيديها فوق سور شرفتها الخشبى الدائري الطويل , يصل إلي منتصف قامتها , تتذكر كيف قامت بأخبار ولدها لتغيره و لجعله طويل من أجل الأطفال حتي لا يسقطوا وهم يلعبون في الشرفة
تنهدت مرة أخري بألم عندما تذكرت أطفالها وكيف يعانون من ألم فقدانهم لأخيهم الكبير الذي كان بمثابة أب لهم , يمدهم بالحنان و العطف , وكيف أنهم يفتقدونه أكثر لأنه كان يلعب معهم كثيراً و يجلب البهجة و السعادة لنفوسهم , ثم بدأت تفكر في طريقة لتجلب لأنفسهم بعض من البهجة و السعادة حتى لا يضيعوا في بحور الكائبة وهم صغار السن , وبينما تفكر جائها الصوت من خلفها , رنين كلاسيكي قديم , إنه رنين الباب فتحركت ببطء للداخل لترى من الطارق , وبينما قد وصلت لمنتصف صالتها الواسعة تبحث عن خمارها أو أي شئ تضعه فوق رأسها لتحجب به شعرها الأسود الناعم , جائت طرقات الباب قوية ,
تبدو طرقات يد قوية عالية متتالية ولا تريد التوقف , أنتابها بعض القلق و ظنت للحظات أنه من الممكن أن يكون ولدها هو الذي يقف خلف الباب طارقً بقوة لتلهفه و إشتياقه لمقابلتهم , تحركت مسرعة وقد تناسيت أمر الخمار وقد أستيقظ الأطفال وتجمعوا حولها عندما وصلت للرواق الطويل بين الغرف بجانب الباب يعبسون بأعينهم بخمول قالت إحداهم
- أمي .. هل هو أخي .؟..
أتكات الأم على قدماها اليمني لتحتضن أبنتيها إلى صدرها هامسة في أذنهم وسط الطرقات المحدثة للضجيج
- أتمني ذلك يا أحبابي , أتمني ذلك ..
ثم تحركت مسرعة وبلهفة قامت بفتح الباب البني الطويل لتنصدم من مظهر لم يكن يجول في فكرها البتة .....
..........

المؤلف الصغير
05-07-2014, 05:45
فتحت عينيها السوداء ذات الرموش الطويلة المُشذبة ببطء شديد ثم أخذت تبحث يميناً ويسارً بداخل الكوخ الصغير
أربع شعل في الجوانب يعطوا إضائة كافية لمن بالداخل و دفء حنون طارد لبرودة الليل القارصة , أنتفضت من فراشها الرملي الجاف عندما عاد إليها وعيها وعلمت بأن الكوخ خالً من أبيها , فتحركت مسرعةٍ إلي باب الكوخ المصنوع من أفرع الشجر الصغيرة وبعض الأقمشة المتبالية المتهالكة من حرارة الشمس , ولكنها عندما تقدمت خطوة للخارج صدمتها سرعة الرياح وقوة الرمال العاصفة وكادت أن تسحبها معها لولا أنها تمسكت بأحد جوانب الباب الكوخي بقوة ومتانة متفانية ,
ظلت مُعلقة في الهواء مُمسكة بالباب بكل ما أُوتيت من قوة وصلابة و العاصفة تسحبها معها من شدة قوتها وسرعة هوائها الرملي , تضحك بداخلها عندما تفكر كم غريب هو ذلك الأستيقاظ من النوم , وتقول لنفسها الأنسان يستيقظ ليجد شئ دافئ رائع حنون يستطيع إستعادة وعيه بسلاسة معه وليس أن يستيقظ على عاصفة تريد أخذه معها وتلاقي به في أي مكان إن ظل على قيد الحياة ولم يصطدم بشئ يأتي بأجله ونهاية حياته , غريبة هى تلك الصحراء اللعينة التي حاصرني أبي فيها , ولا أعلم السبب حتي الأن , ولكن أين هو الأن .؟. لابد أن يأتي ويُساعدني من تلك المُصيبة الحمقاء ,
أبىىىىىىىى,,,أبىىىىىىىىى, أبىىىىىىىىىىىىى , أنقذني
يبدو أن صوتي لم ولن يصل إليه أينما كان ...
..........
هزيز الريح مداوياً للأذان يتعالى بقوة شيئاً فشيئاً وهى تتعارك مع بعضها البعض وتتنافر بقوة رملية كبيرة ,
وهو جالس بالمنتصف بعيد عن كوخه بعدة خطوات ولكنه مُحاصر بالوقت ذاته فإن تحرك خُطوةً واحدة ستأخذه العواصف معها وينتهي به الحال إما مُصطدماً بكوخه و إما مُصطدماً بجبل أو صخرة في الطريق الذي ستأخذه العاصفة إليه ,
لايدري ماذا يفعل وهو متمسك بقوة بقطعة من حديد مستقرها الأرض كان واضعها ومثبتها في ذلك المكان لمثل تلك العواصف
حتى لا ينتهي به الأمر طائر معها في الهواء وفي وسط تفكيره ذاك سمع صوت إبنته قادم من الكوخ صائحة فيه بخوف وقلق
فزع من سماعهُ صوتِها وهو يُميز تردُدات القلق و الخوف فيها , فلم يعُد يدري ما الذي يفعله .؟. هل يترك يده ويطير مع العاصفة على أمل أن يصطدم بالكوخ ويزال حياً أم ستأخذه العاصفة لمكان آخر بعيداً عن إبنته تاركً لها وحيدة في مأزقها ومعاناتها وهو لا يدري هل سيظل حياً بعد تركه ليده أم سيموت ويتركها وحدها في تلك الصحراء وسط كل هؤلاء الاعداء الذين يريدون الحصول عليه وعليها أحياء , أم يظل جالس في مكانه على أمل أن تنتهي العاصفة قريباً ولكن ماذا لو هناك شخص يهجم عليها الأن .؟. ماذا سيكون مصيرها حينها .؟. إنه في موقف صعب للغاية مُخيراً فيه بين حياته و حياة إبنته
لم يفكر كثيراً في تلك المقارنة لأنه يعلم من سيختار , فترك يده بدون تردد ولا خوف فأخذته العاصفة بقوة شديدة ليطير في الهواء غير متمالك لنفسه ولا مُتحكم بها فقوة الرمال هي التي ستصنع قرارها مابين وصوله لأبنته أم فراقه عنها ,
طائر بقوة وسرعة كبيرة يتنفس بصعوبة بالغة مر بجانب الكوخ بعدة خطوات لمحت عيناه أبنته مُعلقة في الهواء ومتمسكة بالكوخ بقوة , أراد أن يصرخ فيها يخبرها بأنه هنا وأنه أراد إنقاذها ولكنه الأن كل ما يريده هو الأعتذار لها لما مرت به وكل ذلك بسببه هو , تطايرت دمعه من عينيه وسلكت طريقها بين الرمال حزينة دافئة ومُطمئنة في ذات الوقت أن أبنته مازلت في أمان حتى فراقه لها , فهو لا يعلم هل سيعيش أم سينتهي به الأمر مفارق للحياة ........
............
آآآه , أخيراً ذهبت الشمس بلهيبها الحارق وبدأت الرمال تهداء قليلاً و تُنفس عن سُخونتها شيئاً قليلاً ,لقد أحترق جلد جسدي
من سخونة الرمال و حرارة الجو الذي لا يتواجد به شئ أختبئ في ظله , أنا منطرح على وجهي منذ ساعات لا أستطيع التحرك
ضعيف القوى هزيل الجسد مخمول مُتعب للغاية , أشعر بظمأ رهيب و جوع مُميت , لقد تعبت حقاً , مُرهق للغاية , ولم أعُد أستطيع تخيل شئ سعيد في تلك المُصيبة السوداء التي وقعت بها , عقلي أصبح مُنهك للغاية لا يُفكر في شئ سوى المياه و الطعام لأستعيد طاقتي المُهدرة , لا أعلم ما الذي يُمكِنني فعله الأن لأنجو , يقولون أن الأنسان يستطيع العيش بدون مياه لثلاثة أيام وبدون طعام لمدة تتراوح ما بين الأربعون و الثلاثون يوماً , مما يجعلني ذلك إن صدقوا في ساعاتي أو دقائقي الأخيرة
قبل أن أقول للدنيا الوداع , أفكر في طريقتين للنجاة , الأولى تبدو مبتذلة للغاية ومؤلمة بعض الشئ ولكن أضرارها أكثر من نفعها العائد لي , و الثانية مقيتة و مثيرة للغثيان ولكن الأفضلية تعود لها , أما الطريقة الأولي وهي بخلع تلك القماشة السوداء اللعينة التي تضمد جرح يدي المؤلم للغاية و أمتصاص قطرات من دمائي ولكني أقول لعقلي ما الفائدة التي ستعود لي
لن أستفيد شئ غير فتح الحرج مرة أخري ودماء تسيل منه انا في أمس الحاجة اليها للبقاء على قيد الحياة , وأما الطريقة الأخرى هى شراب بولي , مقذذة للغاية ولكنها الأفضل ولكن بالتفكير في ذلك الأمر يتواجد عقبة واحدة أمامي , أين سأحتفظ بالبول .؟.. فأنا كما أبتديت , نصف عاري , بنطال أزرق قصير بلا جيوب ولا حافظات , أحمم ولا وجود لملابس داخلية أيضاً ,
أصبحت كالغريق , عالق في بحور أفكاري وقيود معاناتي , أبحث في ذاكرتي عن أي ذكرى سعيدة تُبعدني عن ألم واقعي
فأجد الكثير ولكن سرعان ما يحترقوا من حرارة الواقع المرير , افكر و افكر و افكر كيف كنت وكيف أصبحت ومن سأكون
في هذا الأمر العصيب و الزمان يمر بي ويأخذني بين أيامه , فعشت وتعايشت ما بين ليلة سعيدة وأخرى حزينة ,بين يوم ضاحك ويوم عبوس , لقد مررت بأيام سعيدة أكثر من أيام حزينة لا أعلم هل حان وقتي لأعيش أيامي الحزينة ,
أم لأعلم كيف كنت في نعيم وراحة غير شاكر لهم ولكني كنت شاكر وممتن للغاية , أم ماذا يحدث لي .؟...
لا أعلم لماذا ذلك المشهد يتردد بعقلي الأن , لم أتذكره من قبل فلما الأن .؟. انا لا أتذكر فقط بل إني هناك أعيشه من جديد
في ذات التوقيت بعد غروب الشمس بقليل عُدت للمنزل بعد يوم شاق وطويل في الجامعة , متعب ومرهق للغاية
قابلتني أمي ببسمتها وحنانها المعهود وألتقطت مني الحقيبة ثم أسرع إلي إخوتي مطلقين لأذرعهم العنان و أرتموا بأحضاني
ضاحكين سعداء مشتاقين , فضممتهم إلي صدري بقوة ,آآآآآه كم كان ذلك الشعور رائع للغاية ومريح أضاع تعب اليوم وقتل الأرهاق و تبدد الخمول , ذهبت أمي لتحضر لي الطعام وذهبت انا للأستحمام , إنتعاش ما بعده أنتعاش , دخلت الحمام بكسل ولكني خرجت بنشاط وحيوية بالغة , توجهت لثلاجثي الرمادية الكبيرة فوجدتها مليئة بالخيرات من الفاكهة و الخضروات ,
لم يكن كل هذا هو سبب فتحي لها بل كانت هذه الزجاجة السوداء المليئة بالمشروب الغازي الأسود , الذي لطالما أطلقت عليه بمشروبي الروحي , التقطتها وذهبت للشرفة الساحرة أتامل الكون المتحرك بسكون أسفل مني و أراقب بهدوء وبسمة ضحكات الصغار وهم يلعبون ويمرحون ويضحكون , أين ذهب كل ذلك الأن و أنا أفكر في كيفية تناولي لبولي المقيت , أين ذهبت السعادة و الراحة , أين ذهب الحنان والأشتياق , أين ذهبت الأموال التي كنت أجمعها ليل نهار , أين ذهب البكاء و النحيب
على فقداني لأشياء كثيرة , أين ذهب كل هؤلاء الأن .؟. هل مّن منهم سوف يأتي لأنقاذي من هذا الهلاك .؟.
لم أتوقع في يوم أن كل ذلك قد يحدث لي !! ومن منا قد يعلم ما الذي قد يحدث له في أي لحظة و أي مكان !!
فنحن أهل الفناء الخالدون , قد يكون الموت لي أمر بسيط عندي , قد أكون لا أحتاج لحياتي ولكن هناك من يحتاجون لي
هناك من يعتمد علّى , لذا فلن أستسلم مهما كانت الصعاب من أجلهم , سأنجوا بأي طريقة كانت , سأشرب البول كأنه
النقاء و سأكل الثرى كأنه الحلوى , سأفعل أي شئ لأعود لكي أمي أنتي و إخوتي .......
لقد وقفت على أقدامي , بصعوبة أجل ولكن مليئ بالطاقة و مفعم بالحيوية , طاقة العزيمة و حيوية الأمل , أتحرك في الظلام إلي مجهول لا أكاد أرى شيئاً ولكن كُلّي أمل في الله أن يدُلني إلي شئ ينقذني و إلي أمان يأويني , النجوم تبدو متألقة اليوم للغاية بدون القمر , يبدو أنهم سعداء بعدم مجيئة لأنه يسرق الأضواء منهم و الهواء شديد ورائع البرودة يملئ النفس بالطموح
ولكني أسمع هزيز لريح قوية قادمة لا أعلم هل هي تمر بجانبي أم قادمة من أمامي أم من خلفي ولكن يبدو أنني لن أنتظر كثيراً
لأعلم من أين ستأتي لأنني أشعر بتدفق الرمال من خلفي بقوة تلسع جلدي , وعندما هممت النظر اليها حملتني بين يديها بقوة
أستطاعت بقوتها حملي من فوق الأرض لأعلى عدة أمتار , أنا الأن طائر مثل الطيور ولكن الفارق كبير بالتأكيد , فهم يتحكمون بأنفسهم ولكني لا أستطيع التحكم بنفسي وسط تلك العاصفة القوية , لقد كنت أظن أن الأمر غير حقيقي حتي رايته الأن وأعيشه , كنت أستهزاء بمن كان يخبرني أن العاصفة تستطيع تحريك سيارة كبيرة معها مثل تحريك الصبي للدمية
ولكن إلي أين ستأخذني .؟. كم هذا السؤال مبتذل للغاية لأنني أشعر أنني سأموت بالأختناق قبل تركها لي .
............

المؤلف الصغير
05-07-2014, 05:45
تتحرك وسط ممر ضيق للغاية مشع بالأضائة البيضاء القوية على جُدرانه سماويه اللون ويملئ قلبها الخوف و التردد الشديدين
مما هى مقبلة على فعله وعلى تنفيذ القرار التي قد أتخذته , تتحرك ببطء وتردد خطوة للأمام وأخرى للخلف تفكر في قراره نفسها , أتذهب لتسأل أين ألقوا به أم تذهب لغرفتها الصغيرة , وعندما فكرت بغرفتها أنتابها الشعور الكئيب وتذكرت كم عانت في تلك الغرفة الملعونة وكم تمنت لو تذهب في يوم بعيداً عنها ولا تعود لها مرة أخرى , وصلت إلي مفترق طرق بين أربع ممرات , واحد أمامها وهو المؤدي الي غرفتها و الذي عن يمينها ينتهي بغرف المؤشرات و المراقبة أما الذي عن يسارها
فنهايته بغرفة الزعيمة و غرف القادة وهناك يتواجد كل المعلومات التي تريد السؤال عنها , تصاعدت دقات قلبها وهى تفكر
أي ممر تسلك !! إلى الغرفة أم الى ما تريد .؟. زفرت بقوة وخيبة أمل عندما فكرت في الذي سيحدث لها إن شكك هؤلاء بتساؤلاتها , فتحركت ببطء الي غرفتها وقبل أن تنزل قدمها بأول خطوة سمعت تردد صياح قادم من غرفة القادة ,
فتحركت ببطء وخفوت وحذر شديد لتستمع لما يُقال ولكن عندما أقتربت من غرفتهم سمعت صوت قادم من غرفة الزعيمة
فألصقت بأذنها فوق الباب وهى تراقب الممر بحذر وخوف فسمعتهم وهم يتحدثون بصوت ضعيف,
- ماذا فعلتم .؟ تتسائل الزعيمة بضجر
- لقد فعلنا كما أمرتينا أيتها الزعيمة . أجابها صوت غليظ قوي , ثم اتت نبرة صوت مختلفة عن سابقتها
- لقد جهزناه بكل ما أخبرتينا به وألقينا به كما أمرتي في مفترق الطرق بين الحدود .
تبسمت للحظات عندما سمعت تلك الكلمات وقد تفكرت في المكان الذي قد يتواجد به وتظن أنها قد تتوصل إليه
فهّمت بالتحرك والعودة لغرفتها لتجهيز إحتياجاتها للرحيل ولكن عندما خطت أول خطوة للأمام شعرت بيد فوق كتفها الأيمن
ثم أتى الصوت من خلفها
- ماذا كنت تفعل أيها (الطيب) .؟..
اللعنة ,,,قالتها بداخلها وهي تفكر ماذا تقول في مثل هذا الموقف , ولكن مهما يحدث لابد أن تتمثل الهدوء بكل كمالياته
أستدارت بهدوء قالت
- لقد كنت أنتظر حتى ينتهي من بالداخل لأقابل الزعيمة ولكن عندما شعرت أن الأمر سيطول أردت الذهاب و القدوم في وقت لاحق .
ضم حاجبيه الغليظان بتعجب وحيرة تحركت شفتاه من خلف قناع وجهه الأسود
- سبب مقنع ولكن ما رأيته يخبرني بغير ذلك تماماً .
- وما الذي رأيته .؟. تسائلت بحزم ٍ وعين صارمة قوية
تنحنح بأضطراب وقلق
- لا شئ , لاشئ , يبدو أن الامور قد ألتبست على عقلي .
أسف للغاية أيها القائد (الطيب) .
تنفست الصعداء بقوة ثم تحركت إلى غرفتها لتجهز أغراض رحيلها .
ظل الرجل واقفاً يراقبها بأعين ماكرة ونظرات خبيثة وعندما أنعطفت لممر غرفتها تحرك مسرعاً إلى الغرفة المقابلة لغرفة الزعيمة , فتح الباب بقوة وتحرك بين سرائر كثيرة مقابلة لبعضها البعض يتكون كل سرير من طابقين , فضي اللون
حتى وصل إلى تجمع هائل بين الرجال ملتفون حول بعضهم البعض يلعبون الكارد , توجهت الانظار إليه عندما توقف أمامهم
- أجلس ألعب معنا , قال أحدهم بضحك
-أجل ينقصنا واحد لنلعب الكروت الخمسة , تحدث آخر
تحدث بقلق و أضطراب
- لا وقت للعب الأن , أستمعوا لي جيداً لقد رأيت أمر خطير للغاية ...
تغيرت ملامح الجميع من الضاحكة إلى الحاذرة , بجد وحزم تدخل أولهم
- ماذا رأيت .؟....
......................
مُستلقيه على فراشها الوردي الصغير وفي يديها دميتها المحببة إلى قلبها , العروس ذات الفستان الأبيض الطويل
تحركها يميناً ويسارً ومن أعلى لأسفل وهي ترتدي ملابس النوم خاصتها المنقوش عليها دببه برية كثيرة مختلفة الالوان و الأشكال , فتح باب الغرفة المضيئة بإضائة بيضاء قوية وجدران زهرية اللون لامعه ودخلت الأم وقبلت رأس طفلتها بحنان
- عزيزتي ( سلمى) ألن تأتي لمقابلة الضيوف .؟.
قالت بضجر
- إن أخي كان يجلس بغرفته عندما يأتوا ثم يخرج حين يذهبوا فأنا سأفعل مثله الليلة حتى يأتي .
تنهدت الأم بألم عندما علمت أن أطفالها مازالوا متأثرون بغياب أخيهم
- حسناً عزيزتي سأخرج أنا لمقابلتهم كالمعتاد .
- أطفئي المصباح و أنت مغادرة أرجوكي يا أمي .
-حسناً فالتصبحين على خير عزيزتي ..
أصبحت الغرفة شبه مظلمه ,غير إضائه بسيطة تأتي من النافذة بجانب السرير الصغير
تقلبت إلى جنبها الأيمن ووضعت الدمية أمام عينيها السوداء اللامعه ثم بدأت تتحدث إلى دميتها
- لقد أتت خالتي وأبنتها المزعجة اليوم للسؤال عن أخي ويريدون معرفة مكانه الذي لا يعرفه أحد البتة
أنا ايضاً لا اعرف مكانه , إن كنت أعرف لما بقيت هنا ولو للحظة واحدة , كنت سأخذك معي ونذهب إليه في الحال
انا أشتاق إليه كثيراً , هل تعلمين أنه هو الذي أعطاني إياك في عيد مولدي السابق عندما أخبرته أني أريد دمية مثلك
فأحضرك لي على الفور , فأنا أريده الأن , هل تستطيعين أن تذهبي وتحضريه لي كما أحضرك هو لي .؟..
لا أعتقد ذلك ! أمي تخبرني أنه قادم في وقت قريب , أتمنى أن يأتي مسرعاً فقد أشتقنا جميعاً له ......
.......................
همم, لقد نجوت بأعجوبة . قالتها وهى تنظف بنطالها وسترتها من الأتربة بمنتصف الكوخ فوق فراشها الرملي ,
لا أصدق أني نجوت بالفعل !! لو لم أعلق قدمي بداخل الكوخ لما كنت نجوت من تلك العاصفة اللعينة , التي أصابتني بالذعر عندما أستيقظت بدقائق , حركت يداها لتفكر برأسها , يا إلهي لقد أمتلئ شعري بالرمال , أممم ماذا أفعل الأن .؟.
تحركت وتوجهت إلى نهاية الكوخ بأحد الجوانب و ألتقطت جركل ماء أبيض اللون نزعت الغطاء ونظرت بداخله
- يا إلهي لا يتبقى الا القليل من المياه , كيف سأنظف شعري الأن .؟.
بالتأكيد لن أستطيع الذهاب إلى البئر الأن وجلب المياه بسبب تلك العاصفة الحمقاء وأيضاً لا أستطيع إهدار المتبقي من المياه لأني لا أعلم متى ستنتهي تلك العاصفة .؟..
لا أعلم ما الذي علي فعله .؟.. أبي أين أنت الأن .؟..
......
تتحرك بهدوء وحذر في الظلام وقلبها ينبض بقوة من الخوف والقلق وهى تعبر بين أخطر منطقة كانت تفكر بها
نهاية طريق الألم وبداية طريق الحرية و التوجه إلى بسمة الأمل التي عبرت إليها بحنان و جائتها على أشتياق
تتحرك بين المباني في الظلام بهدوء كي لا يلحظها أحد من هنا أو هناك و المباني عن جانبيها كثيرة ومتراصة على التوالي
وحقيبتها الرملية معلقة خلف ظهرها , مشدودة ومعقودة حول جسدها بقوة , وهى ترتدي اللون الجملي الذي يشبه لون الرمال
حتى لا تنكشف وهى تتسلل للخارج هاربة بعد عناء كبير ومشقة بالغة وذكريات مؤلمة وتعذيب طويل وقمع نفسي مرير
أسرعت من خطوات قدمها وقد ظهر آخر مبنى يقف بينها وبين حريتها , تسرع وتسرع ودقات قلبها تنبض بقوة وجنون
السعادة و الخوف مزيج غريب يراودها الأن في تلك اللحظة المصيرية بالنسبة لها , لحظة حياة أو موت , فإن عبرت هذا المبنى الأخير فقد نجوت بحياتها لأنها تستطيع الخفاء بداخل الصحراء المظلمة بسهولة ويسر وإن لم تعبر وعلمت الزعيمة أنها تحاول الهروب فستموت بكل تأكيد ميتة شنيعة غير يسيره البتة , وضعت قدماها بأول المبنى في محاولة أجتيازه بأمان
عرضه لا يتجاوز المائة متر بطلاء أحمر اللون بأرتفاع طابقين فوق الأرض , أجتازت نصف المبنى بأمان ويتبقى النصف الآخر الذي يقف بينها وبين حياتها وموتها , اللعنة على ذلك الشعور , قالتها وقد عبرت المبنى بأمان وسلامة
لم تتحرك خطوة واحدة بعد المبنى حتى جائها الصوت من خلفها
(الطيب) .... إلى أين أنت ذاهب .؟..
زفرت بقوة وهى تقول بداخلها , لقد كنت أتوقع ذلك الأمر .
أستدارت بسرعة وهى تسحب إحداى سكاكينها من جانبيها , فقامت بجرح أولهم جرح مميت بعنقه وطعنت الأخر في قلبه
وكل ذلك فعلته في أقل من الثانية , همست في أذن المطعون بقلبه وسكينها مازل بداخله
- كنت أتمنى أن تمر الليلة بهدوء وسلام ولكن يبدو أنك مازلت مصر على جعلها غير كذلك
ثم أني لم أعد ذلك الشخص المدعو بالطيب بعد الأن ..
فأسمي هو ( رحمة) .......
....
أنتهى .
.......

haitham Ls
06-07-2014, 10:26
حجز..........

المؤلف الصغير
06-07-2014, 14:00
حجز..........

تشرف وقتما تشاء

المؤلف الصغير
06-07-2014, 14:03
بوستر الفصل الرابع

بعنوان ( هناك شخص ما )
http://im80.gulfup.com/z5WCy1.jpg

❀Ashes
06-07-2014, 17:48
فصل قادم متى سيكون موعده :موسوس:

المؤلف الصغير
06-07-2014, 18:20
فصل قادم متى سيكون موعده :موسوس:


الثالث تم تنزيله , الرابع سيأخذ ما بين 5 ايام إلى عشرة بالكتير لضيق الوقت عندي هذه الأيام

❀Ashes
06-07-2014, 21:45
انا كنت اقصد فصل رابع ، خذ وقتك بأنزاله :encouragement:

لي يونغ اي
08-07-2014, 18:30
السلام عليكم ورحمة الله

كيف الحال اخي " المؤلف الصغير " ؟ اتمنى ان تكون بخير :e415:

ورمضانك كريم عسى الله ان يغدق عليك برحمته في هذا الشهر الكريم

وااااااااااه كم كانت الفصول الجديدة مذهلة بالفعل لقد تفوقت على نفسك هذه المره :e107:

كما تعرف لا يمكن ان تخلو قصة من الاخطاء !! :e414:ففي كل الاحوال ما زلنا جميعنا مبتدئين اليس كذلك ؟ :e40d:

هنالك بعض الملاحظات التي اتمنى ان تؤخذ بنظر الاعتبار :

من ناحية اسلوبك القصصي فهو تقريبا خال من الاخطاء ولكن لسوء الاحظ وقعت في بعض الاخطاء الاملائية والنحوية :em_1f61f:

على سبيل المثال (عندما كتبت فلما بصيغة السؤال كان من المفترض ان تكون فلم وذلك لأن - ألف ما الأستفهامية تحذف للتخفيف وجوبا - ) .

الاخطاء الاخرى هي كتابتك لـ( ارجوكي , لكي , انتي ) بعد التصحيح (ارجوكِ , لكِ , انتِ ) بالكسرة لا بالياء.

اخطاء اخرى بسيطة وغير ضرورية هي كتابتك لحرف (ى) بدل (ي) في بعض الكلمات مما شتتني في بعض اجزاء القصة .

وايضا كتابتك لحرف الذال بدل الزاي في بعض الكلمات كــ(مقذذ) والاصح هو (مقزز) اضافة الى كلمات اخرى .

وخطأ اخر بسيط هو بعض الكلمات المختلطة باللغة المحلية ومنها (عروس) وهي باللغة الفصحى (دمية) ولكنني متأكدة انه كان عن غير قصد :em_1f605:

ارجوك سامحني على نقدي ولكنني فقط لأنني احب هذه القصة كثيرا واريدها ان تكون الافضل :em_1f61b:

اتمنى لك التقدم دائما :em_1f600:

الى اللقاء في الفصل القادم ان شاء الله

المؤلف الصغير
09-07-2014, 08:15
السلام عليكم ورحمة الله

كيف الحال اخي " المؤلف الصغير " ؟ اتمنى ان تكون بخير :e415:

ورمضانك كريم عسى الله ان يغدق عليك برحمته في هذا الشهر الكريم

وااااااااااه كم كانت الفصول الجديدة مذهلة بالفعل لقد تفوقت على نفسك هذه المره :e107:

كما تعرف لا يمكن ان تخلو قصة من الاخطاء !! :e414:ففي كل الاحوال ما زلنا جميعنا مبتدئين اليس كذلك ؟ :e40d:

هنالك بعض الملاحظات التي اتمنى ان تؤخذ بنظر الاعتبار :

من ناحية اسلوبك القصصي فهو تقريبا خال من الاخطاء ولكن لسوء الاحظ وقعت في بعض الاخطاء الاملائية والنحوية :em_1f61f:

على سبيل المثال (عندما كتبت فلما بصيغة السؤال كان من المفترض ان تكون فلم وذلك لأن - ألف ما الأستفهامية تحذف للتخفيف وجوبا - ) .

الاخطاء الاخرى هي كتابتك لـ( ارجوكي , لكي , انتي ) بعد التصحيح (ارجوكِ , لكِ , انتِ ) بالكسرة لا بالياء.

اخطاء اخرى بسيطة وغير ضرورية هي كتابتك لحرف (ى) بدل (ي) في بعض الكلمات مما شتتني في بعض اجزاء القصة .

وايضا كتابتك لحرف الذال بدل الزاي في بعض الكلمات كــ(مقذذ) والاصح هو (مقزز) اضافة الى كلمات اخرى .

وخطأ اخر بسيط هو بعض الكلمات المختلطة باللغة المحلية ومنها (عروس) وهي باللغة الفصحى (دمية) ولكنني متأكدة انه كان عن غير قصد :em_1f605:

ارجوك سامحني على نقدي ولكنني فقط لأنني احب هذه القصة كثيرا واريدها ان تكون الافضل :em_1f61b:

اتمنى لك التقدم دائما :em_1f600:

الى اللقاء في الفصل القادم ان شاء الله






بالتأكيد مرورك أسعدني و أسعدني النقد كثيراً فأنا اقول دائماً أريد النقاد حتى أكتشف أخطائي و اعمل على تحسينها
شكراً جزيلاً للمرور و للنقد و نصائح غالية و سأحاول تفادي أخطائها في المستقبل إن شاء الله ..

المؤلف الصغير
20-07-2014, 08:58
http://im57.gulfup.com/pSwJju.jpg

الفصل الرابع
(هناك شخص ما )

(الطيب) .... إلى أين أنت ذاهب .؟..
زفرت بقوة وهى تقول بداخلها , لقد كنت أتوقع ذلك الأمر . أشاحت بنظرها للخلف ببطء غير ملحوظ , وجدت أثنان ملثمين
واقفين بجانب بعضهم البعض , الفارق بينهم خطوة أو أثنين , لم تفكر كثيراً في الذي عليها فعله في ذلك الوقت بل
أستدارت بسرعة وهى تسحب إحداى سكاكينها من جانبيها , فقامت بجرح أولهم جرح مميت بعنقه وطعنت الأخر في قلبه
وكل ذلك فعلته في أقل من الثانية , همست في أذن المطعون وسكينها مازل بداخله
- كنت أتمنى أن تمر الليلة بهدوء وسلام ولكن يبدو أنك مازلت مُصِر على جعلها غير كذلك
ثم أني لم أعد ذلك الشخص المدعو بالطيب بعد الأن ..
فأسمي هو ( رحمة) .......
الوداع , قالتها وهى تسحب سكينها للخارج ببطء , تنهدت وهى تنظر لشفرة السكين الحادة وهى تقطر بالدماء الغزير
فكرت للحظات أن تحتفظ بالسكين كما هو مُلطخ بالدماء ليُذكرها بذلك اليوم الذي سيكون يومً تاريخياً بالنسبة لها
لأنه اليوم الذي ستحصل فيه على حُريتها المسلوبة منها مُنذ الصِغر بين هؤلاء القوم الذين يُعاملونها بكل قسوة ,
وتحتفظ به بداخل حقيبتها السوداء كما هو الحال بجانب عُشاقها من الشفرات الحادة المثيرين لشهوتها وغريزتها الدامية
ولكنها لا تريد أي شئ يُذكّرها بذلك المكان ولا يُعيد لها ألم الماضي ووحشته , فأنحنت بملل وقامت بمسح سكينها بقميص الجثة الأسود ثم أعادته مكانه إلى رباطه الشريطي العريض الملفوف حول خصرها وهى تعتدل متحركة إلى داخل الصحراء
تنهدت براحه وهى تتحرك ببطء وأنسجام ولا تكاد تُصدق أنها سوف تحصل أخيراً على حريتها المعهودة و تتجه إلى تحقيق حلمها و أملها في الحياة الذي لطالما فكرت به كثيراً وتخيلته ليال طول , يفكر علقها في الذي قد يحدث في ذلك الوقت
وهل ذلك الرجل أخبر أخرون أم أنه أخبر شخص واحد فقط , تعتقد أن هناك شئ خاطئ وتتسائل بداخلها كيف يمكن لشخصان مازلوا مُبتدأن أن يحاولوا الوقوف أمام قائد , وتقول أيضاً أنهم بكل تأكيد يعلمون الخطورة الناتجة عن ذلك الأمر , ولكن هل يعقل أنهم كانوا يريدون إقافي وحدهم من أجل الشهرة و المجد في تلك العائلة المجنونة ولكن من سيصدقهم عندما يحاولوا تكذيب قائد كبير في العائلة , أممم بالتأكيد هناك أمر غريب وراء ذلك الحادث , و أظن أنني أعلم من خلف كل ذلك وما الذي سيفعله ولكني مستعدة له ولجميع أحتياطاته و تحذيراته الخبيثة , لقد كان يريد الإقاع بي منذ مدة طويلة وأظن أنها فرصته الوحيدة المتبقية له وأظن أيضاً أنه سيحسن أستغلالها جيداً , وقد حان الوقت لتحديد الأقوى إما أنا أو هو .....
أخذ عقلها يبث بأفكار الهروب بداخلها ولكن أتى الصوت من أعماقها يُحدثها بأنه لا فائدة من الهروب فإن كان يعلم فلا بد أنه سيكون قد وضع المراقبة و الحراسة على جميع المخارج و المنافذ التي قد تهرب منها وأغلق جميع الفرص أمامها ,
تنفست الصعداء وهى تتحرك إلى الصحراء وقد أخذت خطواتها في التسارع و قدماها يتسابقان مع بعضهما البعض
اليُمنى تسبق اليُسرى و اليُسرى تسبق اليُمنى , تنهدت مرة أخرى وقد أبتعدت تمام البُعد عن ضوء المكان وأرتمت بأحضان الظلام في قلب الصحراء الخاوية , تُخيفها لفتاتُها و يهُزهُا صدى ورنين أنفاسها و قد بدء يبث الخوف في قلبها وهى تفكر في ما الذي قد يحدث لها إن تم إمساكها , فتذكرت التعذيب الذي قد لاقته منهم وبدأت أصواتها الصارخة تتردد بداخل أذنها ,
فأخذت تعدو وتعدو وتعدو , سقطت على وجهها فوق الرمال من الخوف وقد سمعت صدى رنين صارخ قد أصدع المكان الهادئ
وقفت على أقدامها وأغلقت عينها وهى تأخذ نفس عميق ثم أفرغته بهدوء و الصوت يأتيها من داخلها محمساً لها
لما الخوف أنتي لم تفعلي أي شئ خاطئ هذا حقكِ وها قد أتت فرصة أنتزاعه من أيديهم كما كنتي تحلمين دائماً ولا يوجد الأن إلا طريقتان ليس لهم ثالث , إما حريتك أو الموت .............القرار قرارك و الحياة حياتك فأغتنمي الأفضل للمستقبل ...
لمعت عينيها الزرقاء بلمعان الضوء الأحمر الساقط أمامها من السماء , ضوء الشهاب وهو يحترق وقد أمتلأت بالثقة و العزيمة وضعت يديها فوق خصرها بثبات وعزيمة صرخت بأعلى صوتها الرفيع الحاد
- ( سالم) ... أنا أعلم أنك هنا تختبئ خلف رجالك مثل الجرذان فأظهر نفسك وكن رجل .
ظهر صوت تكتكة عالً ثم ظهر ضوء شديد مُسلط على رجل لا يظهر إلا ظله في ذلك الظلام تحدث بسخرية
- يا أسفاه أيها (الطيب) لقد وقعت في النهاية معي كما أخبرتك من قبل , لقد حذرتك ولكنك لم تستمع لتحذيري فلا تلومن إلا نفسك أيها الخائن أم تريد مني أن أقول أيتها الخائنة القذرة , لا تقلقي لن أقتلك بنفسي فأنا لا ألمس القذارة سأجعل رجالي ينالون شرف أغتصابك فوق هذه الرمال وبالتأكيد سأستمتع بالمشهد الرائع و سأستمتع أكثر بصوت صرخاتك العفنة ....
أتى الصوت مرة أخرى و كأنه يقول تريك تريك بطريقة عاليه ثم ظهر ضوء شديد عن يمينها كشف عن ظل رجلان واقفين بجانب بعضهم البعض أحدهم يمسك بشئ طويل في يده وكأنه قطعة حديدية طولها لا يتجاوز الستون سم , ثم كشف الضوء الذي عن يسارها عن ظل أثنين أخرين واقفين بجانب بعضهم كحال الأولين , ثم كشف ألاخر عن أثنين أخرين من أمامها واقفين أمام الرجل الذي كان يتحدث ,حركت رأسها للخلف ببطء وهى تنتظر أن يظهر أشخاص أخرون ولكن لم يظهر شئ ,
فنظرت أمامها لتجد ألاشخاص قادمين مسرعين بأتجهاها , تنفست بهدوء وبؤبؤتها الزرقاء تتنقل بسرعة رهيبة بين الثلاث أماكن , أمامها وعن يسارها وعن يمينها وقد غزت ملايين الأفكار عقلها و مئات ملايين الصور و الحلول في تلك اللحظات القليلة فبدى لها كل شئ يسير ببطء شديد جداً وهى تقوم بتحليل الموقف وتوقع الضربات التى سوف يقوم بفعلها هؤلاء
وقعت عينيها للأمام فقامت بتحليل الأمر وهى تراهم يتحركون ببطء شديد وكأنهم يعدون في مكانهم ثابتين , الظلال تكشف عن عرض أجسامهم النحيل و طول متوسط , الشخص الذي عن يسارها يمسك بيده اليمنى سكين و اليسرى فارغه و الشخص الذي بجانبه يداه فارغه يبدو وكأنه من النوع القتالي بالأيادي العارية ,........أنتقلت عينيها إلى الأشخاص القادمون عن يمينها
جسد عريض غليظ ويحمل في يده مطرقة حديدية و الأخر متوسط القوام ولا يحمل شئ ........
وعن يساري أثنين قصار الطول نحفاء الجسد ولكنهم هم الأسرع يبدو أنهم محترفون في القتال .....
حسناً إنهم يتحركون معاً يبدو أنهم يريدون الوصول والهجوم في آن واحد وإن فعلوا ذلك فبالتأكيد ستكون نهايتي , إذا لابد أن أتحرك لهم أنا و أقاتل كل مجموعة وحدها حتى تكون الأفضلية لي وليس لهم .......
زفرت بقوة وقد عاد كل شئ مكانه وعاد لها عقلها الذي قد فقدته بين أفكارها ومعه الفكرة النهائية التي قامت بأستخراجها من كل تلك الأفكار المهولة , فأخذت تعدو إلى الأمام بأتجاه الشخصان القادمان لها بقوة , وعندما أقتربت قام الأول بمهاجمتها
بسكينه الذي في يده اليمنى بطعنة أماميه فى الصدر فقامت بصدها بيدها اليسرى من الداخل إلى الخارج بقوة كبيرة
ثم قامت بنحر عنقه بيدها اليمنى بواسطة أحد سكاكينها الحادة من الخارج للداخل , فقام الأخر بمهاجمتها بركلة جانبيه بقدمه اليسرى يستهدف الرقبة فتفادتها بأنحناء سريع من أعلى لأسفل ثم قامت بتمزيق جانبه الأيسر بأستداره سريعة بيدها اليسرى
من الخارج للداخل فسقط على الأرض , فسمعت حفيف الضربة القادمة لها بقوة من خلفها فألتفتت مسرعة فوجدت المطرقة الحديدية موجهه إلى رأسها من الجانب الأيسر فأنحنت بسرعة كبيرة وقد كادت أن تصطدم برأسها ثم قامت بتمزيق أوتار قدمه اليسرى
وهى تتدحرج متقلبه لتتجه للشخص القادم من خلفه فتدحرجت على ظهرها بأنقلابات سريعة وقامت بطعن سكينها في عنقه من أسفل لأعلى , وقفت وهى تلهس و الدماء تتسايل من سكاكينها كالمطر ونظرت للشخصان الواقفان أمامها يستعدان للهجوم عليها
يتحركون بمكانهم ليسوا بثابتين , قام الأول الذي عن يسارها بتوجيه ركلة جانبية قوية بقدمة اليمنى يستهدف بها عضل قدمها اليسرى فتفادتها برفع قدمها اليسرى وقبل أن تلامس قدمها الأرض وجهت لها ضربة أمامية قوية إلى صدرها من الشخص الأخر فلم تستطع تفاديها فأصتطدمت قدمه بصدرها بقوة كبيرة فسقطت للخلف من شدة قوتها , فبدأت بالسعال الشديد و ألم شديد بصدرها و صعوبة بالتنفس فقامت بوضع يدها اليمنى بداخل حقيبتها القابعة خلف ظهرها و أخرجت مسدس 9 ملم
و أصابت الأول في صدرة و الأخر في رقبتة وهى مستلقية على ظهرها ولا تستطيع الوقوف من التعب , قالت بضجر عندما سقط الأثنين أموات بطلاقاتها السامة
- يا إلهي مازلت ضعيفة و مستواي ضعيف في القتال كما أنا ولكن من الجيد أنني جلبت معي سلاح ناري ....
فقامت بالوقوف بصعوبة بالغة على أقدامها وصاحت بأتجاه الظل الأخير الواقف أمامها
- لقد حان وقتك يا (سالم) اللعين ....
أتت الضحكات متعالية متتالية بتعالً وتكبر و سخرية
- حان وقتي ... يبدو أنكي لا تعلمين من أنا جيداً ....فقام بالتصفيق بيديه ليظهر أربعة أشخاص أمام الضوء مكان الأخرين بكل أتجاه ... عزيزتي الذين ماتوا ما هم إلا البداية فقط ويبدو أنكي لم تتحملي وهذا سئ جداً لكي ...وجيد لي ..
إذا ماذا ستفعلين !!!!!!
نظرت حولها وهى واقفة بصعوبة و إرهاق شديد , فوجدت أربعة أشخاص عن يمينها ويسارها ومن أمامها
فتنهدت بضجر
اللعنة , يبدو أنها ستكون ليلة طويلة .
................

المؤلف الصغير
20-07-2014, 08:59
لا أعلم لماذا أريد الضحك أو بالتحديد لماذا أضحك , هل أضحك على ذكريات حياتي التي تمر أمام عيني الأن كلها
لحظة بلحظة وموقف بموقف , أسمع كل كلمة قيلت لي ذات يوم و أسمع كل كلمة نطقت بها أيضاً , أراقب بعيني
و أتحسر , شعور بالحسرة غريب , أتحسر على حالي وكيف كنت محاصر ٍ لنفسي ما بين ثلاثة أماكن
الجامعة و العمل والبيت , كم كنت غبياً أنا , لم أعطي نفسي حقها لم أستمتع كما فعل الكثيرون مما هم في مثل عمري
لم أرى الدنيا , لم أضحك كل ما كنت أجيده هو البكاء على كل صغيرة وكبيرة , الدموع كانت أقرب مني عن الضحكة
وكان الناس دائماً ما يستغربون دموعي , أتذكر ذات مرة عندما رأيت قطة ميته قد دهستها سيارة فأصبحت هى و الأرض شيئاً واحدً , كان مشهد فظيع للغاية لم يؤثر بي ولكن ما أثر بنفسي هو مواء طفلتها عليها , دموع عيني لم تستأذن الخروج
ولكن المواقف تداخلت حينها وتذكرت وقعتي مع أبي فبكيت وأنا أتسائل أين هو الأن وهل يتذكر ذلك المشهد أم تركنا ولا يريد تذكرنا أيضاً ولكن سرعان ما تلاشت الدموع وبدأت بالضحك و التقهقر بصخب عندما تقدم نحوي رجل في أوائل الثلاثينات
يقول لي لا تبكي إن الرجال لا يبكون و أنت رجل , الضعفاء فقط هم من يبكون . تبسمت له وأردت أن أسئله
أليس الرجل إنسان وله مشاعر ولكن يبدو أن معه حق وأن الضعفاء فقط هم من يبكون , فأنا ضعيف بالفعل
أتذكر كيف كان الكثيرون يعتدون علي بالضرب وكنت أسامحهم , كنت أفعل ذلك ليس لأني شخص كريم بل لأني لم أستطع الدفاع عن نفسي , لو كنت أستطيع لما تركت أحدهم يمد يده علي , كنت أشعر بالغضب وعندها أتوارى عن الأنظار و أبدء بالبكاء
أكثر شخص لاقيت منه الإهانة هو ذلك الأحمق المدعو (نبيل) كان دائماً ما يقابلني في الجامعة ويأخذ أشياء كثيرة مني
أموال و مذكرات مهمه وملخصات كنت أكتبها لنفسي و أتذكر أنه أخذ مني هاتف ذات مرة وعندما سألتني والدتي عنه
أخبرتها أني فقدته في الطريق و عندما أعود لها منتفخ الوجه متورم وتسألني السبب أخبرها أني سقطت ومرة أصطدمت بشئ
ولكن كانت أمي دائماً تُرمقني بنظرات ماكرة أظن أنها كانت تعلم الحقيقة ولكنها كانت تمتنع عن الحديث فيه حتى لا تجرح مشاعري , كم كانت ذكية أمي وكم أشتاق لها الأن لو تعلم مكاني لأتت مسرعة ولكنها كانت ستنصدم عندما تراني هكذا
و أنا مصاب بالجفاف وقد بدء , لا , أظن أنه في آواخر مراحله , إحساس شديد بالعطش و التعب و الخمول و إلاجهاد البدني
جفاف في لساني وفمي و شفتاي أصبحت نحيفه للغاية , خفقان في القلب شديد جداً , غير أن فوقي ساتر ترابي كبير
أظن أنه من العاصفة بعد أن ألقت بي لا أعلم أين ولكني بالقرب من قمة جبلية , الشمس في ساعاتها الاولى لم يأتي الحر بعد
وأتمني ألا يأتي الأن لأنه إن أتى فهذه هي نهايتي بكل تأكيد , مهلاً , مهلاً أنا أرى شئ يتحرك امامي , شئ مدفون بالرمال
يا إلهي , هناك شخص ما يبدو أنه ميت ولكنه للتو تحرك , أرى قطرات دماء تسيل من رأسه ولكن لماذا لا أرى غيرها
أين بقية جسده .؟.. بدء بالسعال الشديد أظن أنها من أثر الرمال بفمه , مهلاً قد يكون معه ماء , ماء يعني أنني سأنجو
حاولت التحرك إليه ولكني لم أستطع تحريك جسدي , يبدو أني فقدت السيطرة على جسدي , هل هذه إحدى أعراض الجفاف .؟.
سا...عد...ني أر...جو...ك. حتى صوتي لا يخرج , اللعنة على حظي الأسود لم يتركني حتى في الصحراء ....
أشعر بأني سأفقد الوعي , اللعنة , ليس هذا وقتها البتة , هل هذه هى نهايتي أموت بحسرتي هكذا .؟. النجاة أمامي ولكني لا أستطيع الوصول إليها !!! وهل يكون ذلك إلا حظ أسود لعين !! ولكني لن أستسلم للموت الأن , لن أستسلم للموت ,
سأعيش من أجلهم , أمي , (سلمى) , (سالي) سأعيش من اجلكم , يمتلئ قلبي بالعزيمة كلما تذكرتهم ,إنهم أملي في الحياة
أستطعت التحرك زحفاً إليه , أزحف بصعوبة ومشقة ولكني أقترب منه شيئاً فشيئاً , يبعد عني حوالي خمسون خطوة فقط
لا أشعر بقدمي البتة !! لا اعلم هل أصبت بالشلل أم ماذا حدث !! ولكن يدي هى المسئولة الأن , يبدو أن الجفاف قد أهلك قدمي
لا يهم الأن أظن أنه تأثير قلة الماء في الجسد فأنا في لحظاتي الأخيرة وهذا الشخص هو أملي الوحيد وسبيلي للنجاة
لقد أقتربت كثيراً ولم يتبق إلا بضع خطوات ولكن هناك شئ خاطئ ,, أنا لا أرى بقية جسده لا أرى غير رأسه و أكتافه
وبقية جسده مدفون تحت الرمال !!! ساعدني أرجوك !!! قالها لي عندما أقتربت منه كثيراً وهو يسعل بشدة وينفث الرمال القابعة بفمه ,,
- م... ي...ا..ه أ...ر...ج...و...ك.. , اللعنة صوتي لا يُطاوعُني بعد , هل ذلك تأثير قلة المياه أيضاً أم ماذا .؟..
لا يهم سأفعل أي شئ لأنجو , أقتربت منه كثيراً, لا أستطيع تحديد ملامح وجهه من كثرة الرمال عليه , ولكني صحت بأقوى ما عندي , م..ا..ء ,,, م...ياه .... مياه ......مياه ....إسقني أرجوك ..
سألني بجديه وهو يصيح
- هل تريد مياه ؟؟؟ ..
- أ....ج....ل. , لم يخرج الصوت , فحركت رأسي من أعلى لأسفل ...
جائني صوته على غير المتوقع تماماً
- إنه مدفون مع بقية جسدي !!!!
لم أستطع التحكم بمشاعري , فبدات بضحكات هستيريه , متتاليه مؤلمة للغاية و أنا أشعر أن قلبي سيتوقف من كثرة الضحك
أشعر كالمريض الذي ذهب لطبيب يداويه فوجد الطبيب يحتاج من يداويه .......................
- أرجوك ساعدني
- أر...جو...ك...سا..عد..ني.
من الغريب أننا تحدثنا في آن واحد ولكن يبدو أن كل واحد منا يحتاج من يساعده ............
........................
الهواء البارد يعزف براحه وهناء لخلاصات شعرها الأسود المعقود ليتراقص بين يديه وهى تتحرك ببطء و أنسجام تستشعر برودة الهواء بأنتعاش وتراقب الأجواء بأعين سوداء جذابه وهى ممسكة بالجركل الأبيض الكبير , الشمس تتحرك ببطء بضيها الشاسع الذي يملاء الكون برؤية ربانيه خالصه و السكون جالس متربع الأقدام فوق عرشه الرملي الواسع , تتحرك في منتصف الخلاء التام فقط هى و الرمال تفكر وتحدث نفسها بغضب على كيف يرحل أبيها في رحلة أستكشافيه و مراقبة للمكان المحيط
من البارحة حتى الأن على حسب أعتقادها وكيف أنه لم يأتي لينقذها عندما كانت مُعلقة بجانب الكوخ وهى على حافة الضياع بين أيدي العاصفة العاتية ولكنها تشعر بالضجر أكثر من نفاد الماء ولم تغسل وجهها ولم تبلل خلاصات شعرها الذي تهتم به كثيراً , ثم بدأت تفكر في ردة فعلها عندما يعود ويعتذر لها كعادته بنفس الكلمات التي حفظتها عن ظهر قلب من كثرة ترديدها
عزيزتي (كريستينا) أعتذر عن تأخري ولكن لم تعلمي ماذا رأيت اليوم , وعندما أتجاوب معه و أقول ماذا رأيت .؟. يخبرني أنه رأى ثعلب ومرة ذئب و أخرى ثعبان وكل طاره بحيوان جديد ومختلف , أظن أنني سأصرخ بوجهه بقوة وأخاصمه لعدة أيام على تركي وحيدة هكذا ولا يوجد من أتحدث معه في هذه الصحراء اللعينة , إنه خطئي بكل تأكيد لو لم أطلب منه القدوم معه لما كان كل ذلك قد حدث وكنت أعيش حياتي بلندن العاصمة كما يحلو لي , أتسائل كيف هى الأحوال الأن وكيف هى أخبار العجوزة
(ماري) أظن أنها ماتت لقد مر أكثر من خمس سنوات منذ جلوسنا بتلك الصحراء اللعينة ولا أعلم السبب حتى الأن , أنا أشعر بالخوف في عين أبي دائما و أرى القلق و الحيرة دائما ما يترددان في صوته ولكنه لم يخبرني السبب حتى الأن , مما نحن هاربون ومما هو خائف هكذا فقط لو يخبرني السبب لكان أمر جلوسي هنا أصبح مقبولاً مني وكانت تحولت الأوضاع كثيراً
مهما يكن سأعاقبه بشدة ثم أجعله يعترف لي حتى أتحدث معه ثانية , آه أخيراً وصلت لبئر الحياة المليئ بالمياة , أظن أنني سأغتسل بقسوة حتى أزيل ذلك الرمل اللعين من كل جسدي..
...................

المؤلف الصغير
20-07-2014, 09:02
أضحك أم أبكي لم أعد أعلم ولكن على كل الأحوال تساقطت الدموع من عيني بلا إراده ولا سابق إنذار ثم أتبع الدموع شعور
حزين لا أدري من أين جاء ولكن هذه المرة لم أمنع دموع عيني وأطلقت لها العنان بصرخات تنبع من قراره روحي
صرخات أظهرت معها الصوت وتأوهات مكلوم وحيد ضعيف ضائع في عالم مخيف ليس له من مجيب ولا صديق حميم
كبرت وحدي و تحملت الألم وحدي و تثاقل كاهلي بالهم وحدي و بكيت وحدي وها أنا ذا مفقود متألم ولكن يبدو أني لست وحدي و لم أكن وحدي لقد كان الله معي وقد أستجاب لدعائي وأرسل لي ذلك الرجل لينقذني ,
أيا رب كم رحيم أنت , عصيت فأمهلتني وعندما علمت ذنبي وتبت لك قبلتني وغفرت لي ثم عدت فأذنبت فأمهلتني مرة أخرى
وعندما عدت للتوبة متأخرً غفرت لي مرة أخرى ثم عدت فأذنبت , ذنب خلف آخر و خطيئة خلف أخرى و معصية وراء كبيرة
من الكبائر وعندما فقدت الأمل في التوبة لم تتركني وأرسلت لي من ينقذني من يأس نفسي وقنوط روحي وأخرجتني من بحور ظلمتي وكئابتي وعندما ضاقت بي الدنيا دعوتك فأستجبت لي , أيا رب ما الذي تريد أن تخبرني به في مصيبتي هذه !!
هل تريدني أن أعلم مقدار النعم التي كنت بها من صحة وعافية و راحة وسعادة و رزق حلال و طعام وماء وفير وعائلة كريمة
لقد علمت مقدار النعم التي كنت أتمتع بها ولكن يبدو أنني كنت مقصر في الشكر عليها , يارب نجني مما أنا فيه , يارب لقد تعلمت الدرس , لقد رأيت الأية وحفظت العبرة , يارب لا تتركني أموت وأنا عاصي يا رب أملهني و أنقذني ,,,,,
لم أكن أدري هل هذا حقاً الذي كان يريد الله أن يخبرني به أم أني قد قلت ما قلت لأنني أشعر بالأحتضار و أقتراب النهاية
ولكن من سينقذنا غير الله ويخرجنا من مصيبتنا هذه , أنا ضعيف هزيل القوى ميت علمياً وهو مدفون في الرمال حتى أكتافه
أتاني صوته مصحوب بسعال كثير
- لماذا تنحب أيها اللعين .؟. قم و أخرجني من هنا أريد الذهاب لأبنتي ,,,, أرجوك أفعل أى شئ ...
- لا أستطيع !!
- لماذا لا تستطيع .؟..
- لا أستطيع تحريك قدمي ولا جسدي , لا أملك غير يداي حالياً.....
- اللعنة !! قالها بيأس وقطرات الدماء تتساقط من رأسه المغلف بالرمال من كل جانب , ظلت عيني تراقب قطرات الدماء السائلة وهي تتحرك من رأسه إلى رقبته حتى تتجمع فوق صدره , قطرات متتاليه تتحرك بأنتظام وتسلسل فوق الرمال
حتى تتجمع ببقعة كبيرة على الصدر , رمال مخلوطة بالدماء تشبه بقعة الماء ولكنها حمراء وليست رماديه , دماء وماء !!!
الفارق بينهم حرف واحد ,,مهلاً , مهلاً قد تكون الفكرة التي مرت أمام عيني فعالة , لم أفكر كثيراً ثم بدأت بالزحف مرة أخرى حتى أقتربت منه وأكاد أن ألتصق به , ظهره كان متكأ على بداية القمة الجبلية وكأنه متكأ على فراش من الرمال و فوقه غطاء من الرمال أيضاً , يبدو ذلك المشهد مألوف لي يذكرني بنفسي وأنا فوق فراشي متكأ بظهري فوق سنادتي الزهريه الناعمة وفوقي الغطاء الذي يشعرني بالدفء و يطرد عني برودة الهواء و أنا جالس إما أقرء أو أدرس أو أشاهد التلفاز , آه, ذكريات
رأسي عند صدره بقيت خطوة واحدة حتى أصل لرأسه , بدأت أزحف بكل طاقتي حتى أصعد لرأسه وبالكاد وصلت وعندما بدأت أقرب فمي من جرح رأسه لأتضرع بضع قطرات دماء صاح في متسائلاً
- ما الذي تنوي عليه أيها اللعين .؟..
لن أنتبه له ولن أجيب على سؤاله , ألقيت بفمي فوق الجرح وبدأت أمتص الدماء وهو يصيح و ينبح في , لا أهتم , إنما هي طريقة للنجاة , إن ظللت أفكر بطريقتي القديمة في ذلك المكان الموحش فلن أنجو كما حدث معي و أظن الذي حدث معي حتى الأن أكبر دليل لي , لقد كنت أخبر نفسي أن طريقة الحياة في المدينة هى هى طريقة الحياة في الصحراء ولكني قد رأيت الأختلاف بأُم عيني , الدماء دافئة بداخل فمي وتنساب بسلاسه الى حلقي لا أميز لها طعم ولا أدري السبب قد يكون الجفاف قد أوقف حاسة التذوق لدي عن العمل كما أوقف قدمي و بقيه جسدي , أشعر برغبة قوية في الضحك وأنا أستمع لصرخاته الغاضبة وصياحه في قائلاً , أبتعد عني أيها اللعين , أتركني أيها المختل المجنون , لابد إنه يعتقد أني مصاص دماء !!!
لا ألومه فإن مظهري يوحي بذلك تمام اليقين , فالقد أصبحت شبه هيكل عظمي ولكن الفارق الوحيد هي طبقة من الجلد الذي أصبح متحجر كالحديد رقيقه تكسوا كامل جسدي وقفص صدري بارز للغاية و عظام وجهي بارزه بطريقه مخيفه , لا اراها ولكني أشعر بها غير أني قد رأيت عظام يداي وعظام صدري بالفعل, لا ينقصني غير أن تبدء أنيابي بالظهور وأظافر يدي وقدمي تصبح حادة و قويه وتتحول رغبتي من الماء إلي الدماء ولكني أتسائل هل سأصبح خالدً , لما لا و أنا سأكون أول مصاص دماء على الأرض , أممم ليس سيئ البتة وبما أنني سأصبح خالد بدلا من هادي فلا أريد العيش وحيداً فسأقوم بتحويل أمي و إخوتي حتى يبقوا معي ولكني أقلق أن تقوم أمي أو إحدى إخوتي بتحويل آخرين , سندخل حينها في صراع مقيت وسيكون البقاء للأقوى !!! اللعنه !! أين ذهب عقلي !! ولكن يبدو أن الدماء بدأت بالعمل وقد بدأت أستعيد عقلي وتفكيري
لقد ألتصق فمي بجرح العجوز ولا يريد تركه , أتجرع بنهم ولا أريد التوقف ولكن لابد أن أتوقف حتى لا يموت الرجل من كثرة النزيف ولكن رغبتي وشهوتي ونفسي يمنعاني من التوقف أريد تعويض ما فاتني ولكن لابد من التوقف , أبعدت فمي بصعوبه من فوق الجرح وأستلقيت على ظهري و أنا أهلس من صعوبة التنفس , اللعنه ليس الأن , بدأت أشعر بالدوار و الغثيان الشديد
السماء تتحرك من فوقي و أشعر ان الجبل يتراقص و الرمال تصفق له , وأشعر بأن قلبي سيتوقف من شدة نبضاته ,
العجوز يقول شيئاً ولكني لا أسمعه , أ..نا..أف.. قد ....الو..ع.........ي.
...............................

تعدو مسرعة لأعلى القمة جبلية الرملية و السعادة تغمرها من كل جانب وهى لا تبالي لأي شئ فإنها قد وضعت قدمها على بداية الطريق للوصول لحلمها وتحقيق أمانيها التي كانت حبيسة سنين وسنين بداخلها وصلت للقمة برشاقه رفعت ذراعيها بمستوى أكتافها ثم حركت رأسها للأعلى ناظرة للسماء الزرقاء الصافية و للشمس التي تتحرك ببطء ملحوظ و الهواء يدفعها للخلف من شدة صيحته وبرودته المنعشة صاحت بقوة كبيرة وبصوت صاخب عالً وحفيف ثوبها الأزرق يملاء المكان الشاهق
- لقد حصلت على حريتي , أناااااااااااااااااااااااااااااااااا حرة منذ الييييييييييييييييييييييييييييييييييوم .
أستنشقت الهواء البارد بهدوء ثم أزفرت بسعادة وراحة
- ما أجمل هواء الحرية ونسيم المستقبل المشرق و الأمل المنير .
من كان يصدق أن هذه الليلة الشاقة ستنتهي هكذا , قالتها بحيرة وهى تحرك يديها للأسفل ثم جلست تتأمل المشهد الرائع الذى أمامها من جبال عالية صخرية ورملية مغلفون ببريق أصفر رملي بديع وضوء شمس هادئ مريح للعيون , ثم أخذ عقلها بتذكر المشهد المؤلم الذي كان سينتهي بموتها في الظلام وسط الخلاء على أيدي ألد الاعداء .........
.........
تحرك الأثنى عشر رجل من أماكنهم مسرعين ليقضوا عليها بكل قوة بعدما سمعوا كلمة الأنطلاق من كبيرهم (سالم)
تنهدت بقوة وهى تفكر في طريقة للنجاة من ذلك الأمر , فهى بالكاد تستطيع الوقوف على أقدامها و سلاحها الناري لم يتبقى فيه غير أربع طلقات بجانب خزنة إضافية وهكذا يكون العدد عشرة ولكنهم إثنى عشر تفكر بفعلها وإن نجحت سيكون أثنان فقط هم من تبقوا ولكن ماذا لو أخطأت هدف ووارد أن تخطئ في هذا الظلام هكذا سيذداد الأمر سوءً ولكن لايوجد طريقة أخرى لفعلها فجسدها منهك من القتال السابق وليس أمامها حل آخر , وضعت يدها في حقيبتها و أخرجت الخزنة الثانية وعلقتها في شريطها المعقود حول خصرها ووجهت مسدسها بأتجاه القادمون من أمامها ولكن قبل أن تطلق أتى الصوت ضجيجاً من خلفها
وكشف الظلام عن ثلاث عربات سوداء اللون كبيرة توقفوا خلفها تماماً فتوقف الرجال القادمون وثبتوا في أماكنهم عندما فتح الباب وظهرت أقدامها من فوق كرسيها المتحرك و يدفعها رجل مفتول العضلات شديد القوى ثم خرج من السيارتين الأخرتين مجموعة كبيرة من الملثمين و أصطفوا خلفها بثبات و سكون , وجهت فوهة المسدس لرأسها العجوز وقالت بخوف
- ماذا ستفعلين .؟..
- إهدئ أيها (الطيب) و أبعد ذلك السلاح عن وجهي , قالتها بحزم .
- أنا لست الطيب بعد الأن , قالتها صارخة ثم أكملت ببكاء
- أسمي هو (رحمة ) وأنا فتاة ولست برجل ولن أعيش كرجل بعد الأن .
- ذلك ليس بسبب يجعلك تقتل رجلان من العائلة , أتت نبرة صوتها صارمة قوية ثم أكملت بجدية شديدة
ألم تكن تفكر في عاقبة ذلك .؟. وللمرة الأخيرة أقول لك أبعد ذلك السلاح اللعين عن وجهي ...
- ستقتليني !!!
- إن كنت أريد موتك لم أكن لأتواجد هنا الأن , فقط دعينا نجلس ونتحدث في الأمر حتى نصل لحل يرضي الجميع .
أتى الصوت بعيداً من الخلف
- إنها خائنة أقتليها أيتها الزعيمة فإنها لا تستحق العيش بيننا وها قد علمنا من كان يسرب المعلومات للعدو ..
لمعت عينها من الغضب وتلاصقت الحواجب الصهباء وأتى صوتها الهزيل قوياً صارخً
-(سالم) تعال إلى هنا أيها اللعين و أظهر نفسك عندما تتحدث لي ..
تحرك ظله من الثبات إلى الهرولة الفزعة وأجتاز الطريق الطويل في لحظات وأسمعت خُطاه السكون برنينها
أ.أسف أيتها الزعيمة لم أقصد , قالها بأرتباك وهو يقف أمامها بثبات شديد .
- لقد خاب ظني بك كثيراً يا (سالم) , قالتها بغضب وهى تتحرك بكرسيها لتقف بينهم .
تدخل بهمجية و مكر , إنها خائنة أيتها الزعيمة ...
صرخت فيه بقوة , أصمت أيها اللعين أنا لم أسمح لك بالتحدث بعد ...
المعذرة , قالها بآسى و ضجر ملحوظ
- لقد أخبرت نفسي أنك ستعقل الأمور بعد ما حدث ولكن يبدو أنني أخطأت بقراري و صمتي
أنا أعلم سبب الكراهية التى تقع بينكم ولكني تجاهلتها لأنني ظننت أن الأمر قد حُسم عند ذلك الحد ولكن يبدو أن ذيل الكلب لا يستقيم أبدء أيها الملعون الوقح , لقد أردت أغتصابها فطعنتك الأمر قد أنتهى ولكن أن تتحرك بالرجال بدون علمي أو أذن مني فذلك لم ينتهي بعد , كيف تجروء على فعلها , كل ذلك بسبب رفضها لأحمق لعين مثلك , وكيف تسمح لك بهتك عرضها وتصمت بدون ردة فعل قوية حتى لا يجرؤ أى كلب منكم على مسها بسوء بعد ذلك !!! ثم كيف تجرؤ بأتهامها بالخيانة .؟.
- لقد أرادت الهروب و قتلت أثنان من رجالنا سيدتي ..
وهل ذلك صحيح .؟. أم كان طعنها لك هو السبب ورفضها لك مثل الكلاب العفنة .؟. تسائلت بمكر
سيدتي , ذلك الأمر قد أنتهى ,, قالها بتأفف
- ولكن لماذا لا يبدو كذلك .؟. ثم ليس هناك قائد خائن , فعائلتي ليس بها مكان للخونة و الجرذان اللعينة
إن كان هناك خائن فهو ليس هنا في تلك العائلة بل هناك في عائلة ( عصام وزوجته) هناك مرتع الخونة و الذئاب الماكرة ..
- إذا فالماذا قتلتهم إن كانت بريئة كما تدعين .؟..
- إنها القوانين و القواعد أيها القائد الكبير ولكن يبدو انك لم تتعلم القوانين بعد , لقد أخبرت الجميع أى شخص يعترض طريق قائد في العائلة فهو مهدر دمه , إن لم تكن قتلتهم هى فكنت سأتكفل بالأمر بنفسي حتى لا يجرؤ أى شخص على مخالفة القواعد , هل نسيت ذلك الأمر أم ماذا .؟. , أنطق أيها اللعين .!..
- ولكنها أرادت الهروب , لو أنها بريئة لما كانت هربت منذ البداية ..
تحركت العجوز وتوقفت أمامها وقد أسقطت المسدس فوق الرمال وواقفه بثبات أمامها
- لماذا أيها (الطيب) .؟.. لماذا لم تأتيني وتخبرني بما يجول بعقلك منذ البداية .؟.. لماذا .؟...
- لماذا أنتي تفعلين ذلك بي .؟. لماذا لا تريدين النطق بأسمي الحقيقي ولو لمرة واحدة , تحدثت ببكاء ثم أكملت بحزن عميق يسكن بقلبها منذ زمن طويل
لقد كنت أراقبك لساعات وساعات منتظرة فقط منكِ أن تنادمي علّي بأسمي الحقيقي ولو لمرة واحدة , تثتكثرين مرة واحدة أسمع فيها أسمي الحقيقي منكِ ولو لمرة حتى ولو بالخطأ , مرة واحدة تعاملينني كفتاة وليس رجل كنت أترقبها منكِ طوال الوقت , لماذا تأبين معاملتي كفتاة هكذا .؟. ماذا فعلت أنا لِكي تُعاقبينني هكذا , لقد أحببتك مثل أمي التي لم أراها من قبل
لقد أخلصت في خدمتي لكِ وللعائلة و أنتِ ....و أنتِ ... لماذا .؟...
تنهدت العجوز بألم ثم تحدثت بحزن واضح في قراره صوتها الهزيل
- هل حقاً تريدين معرفة السبب بشدة هكذا .؟..
- أجل . أجابت وهى تمسح دموع عينيها
- لم يكن الأمر من أختياري في منادتك وحتى مُعاملتكِ كفتى وليس فتاة , لقد كان وعد مني لأبيكِ قبل أن يرحل ..
- أبي .؟. تسائلت بحيرة .
- أجل , هو أول شخص أطلق عليكِ (الطيب) و أخبرني أن أعاملكِ كفتى وتدريبكِ بأقصى قوة وبأشق الأساليب ...
- ولماذا يقول أبي شئ هكذا .؟.. قاطعتها متسائلة.
تنهدت العجوز بقوة
- حتى ,,, من أجل أن تنتقمي له و لأمكِ !!!! لقد كنت أنا و أبيكِ على حافة الموت وعندما علمنا أنها نهايتنا أخبر كل واحد الآخر بأخر أمانيه فإن عاش أحدنا يسعى لتحقيقها نيابة عنه وكانت هذه أمنية حياتة , ولد ينتقم له ممن قتلوه هو و زوجته
لقد كان يخشى عليكِ فأراد مني معاملتك كفتى و أخبرني أن أطلق عليكِ (الطيب) وذلك لأنكِ كنتِ فتاة طيبة معه ومع والدتك
هذا هو كل ما في الأمر .. ولكني أتسائل عن سبب كل ذلك .؟. لقد كنتِ تعيشين معنا بسلام , ما الذي حدث لكِ .؟.
أكُلُ ذلك بسبب ذلك الشاب .؟.. ماذا فعل لكِ .؟. ولماذا تخاطرين بحياتك من أجله .؟..
-إنه ليس بخصوصه البتة الأمر كله متعلق بي ..
- حقاً ! قالتها بتعجب ثم أكملت متسائلة ,, هل هو كذلك .؟.
إذا كان الأمر كذلك فلماذا أخذتي جهاز المراقبة الخاص بالقرص المتتبع الذي وضعناه في يده اليسرى قبل تركه
أنا أتسائل فقط !!!!
تعلثمت الكلمات بفمها وعجز لسانها عن إيجاد أي عذر مقبول تخدع به العجوز , قاطعتها العجوز بسؤالها الذي جاء مفاجئاً لها
- (رحمة), ماذا تريدين .؟..
- أريد حريتي !! أجابتها بثقة تامة .
- هل تريدين ترك العائلة ..؟. قالتها العجوز بنبرة متسائلة قلقة .
- أظن أن الوقت قد حان لتفي بذلك الوعد مع أبي كما أخبرتيني قبل قليل ..
- عادل بما يكفي , أنتي حرة للذهاب .
قاطعها (سالم) بتهجم .. ولكن سيدتي ..
أصمت أيها اللعين , صرخت فيه بغضب , ثم نظرت إليها قائلة بحنان وحزن
- الوداع أيها (الطيب) و أتمنى أن تجدي ما تبحثين عنه .
- هذا ما أتوقعه من الزعيمة دائماً , قالتها وهى تلتقط مسدسها من فوق الرمال ثم وضعته في رباطها خلف ظهرها ثم همست وهى تتحرك بأتجاه الضوء القادم من الخلف وهى ذاهبة إلى قلب الصحراء و إلى بداية طريقها نحو حريته
- الوداع ..
أتاها الصوت من الخلف بعد أن تحركت بضع خطوات
- (الطيب) , معك شئ يلزمُني !!!
صرخت بداخلها من التوتر و الخوف , اللعنة على تلك العجوز لقد ظننت أنها قد نسيت أمره , ثم أستدارت وهى تخرج الجهاز الألكتروني الصغير من حقيبتها ,, أسفة لقد نسيت ..
تحركت العجوز بكرسيها الصغير ذات العجلات السوداء الغليظة التى تتحرك فوق الرمال بسهولة ويسر ثم توقفت أمامها و أمسكت بالجهاز زافرة بحزن ,, الوداع أيتها الماكرة ..
عبرت ريح قوية بينهم وكادت أن تحركت عمامتها البيضاء وتكشف عن وجهها الملثم وغمرهما الشعور بالحنين و الأشتياق عندما مرت لحظات الحنان عبر الذاكرة بينها وبين العجوز , تمايلت ببطء ونظرت بداخل عينيها المجعدتان السوداوان
- سأظل مخلصة لكِ دائماً سيدتي ..
لمعت أعين العجوز وقد بدأت الدموع تتجمع بهما
- أعلم ذلك , لذا توخي الحذر و أنتِ ذاهبة من أجلي , وإن أحتاجتي لأي شئ فلا تترددي لحظة بالقدوم هنا فإنها عائلتك بعد كل شئ ..
- أعلم , شكراً لكِ لكل ما فعلتيه من أجلي ..
تنهدت العجوز بقوة مفرغة بعض الحزن الذي تجمع بقلبها وقالت وهى تستدير عائدة للجمع الكبير من الرجال
- أذهبي بسلام أيتها الحمقاء .....
....................
تنهدت وهى مستلقية على ظهرها فوق الرمال الباردة و الهواء الشديد المنعش يأتيها من كل جانب فوق تلك القمة الرملية العالية , أعتدلت جالسة و العزيمة تتحرك بداخلها
- لابد أن أصل إليه قبلهم .. , قامت واقفة على أقدامها وهى ترتدي حذاء بني غليظ , تنظر حولها باحثة بعينيها الزرقاء التى تلمع بلمعان الضوء الأزرق الهادئ
- أنتظرني أيها الشاب ,,, أنا قادمة لأنقاذك ..
.......................

المؤلف الصغير
20-07-2014, 09:03
دوامات رمليه صغيره تتحرك بعشوائية حولهم تجذب الرمال من مستقرها إليها لتتحرك في دوائر خلف دوائر , بدأت الدوامات
بالتعارك فيما بينهم من أجل الحصول على الرمال , كل واحدة تريد أن تلتهم أكبر قدر من الرمال بداخلها حتى تعلوا وتكبر
وتتفاخر بقوتها وعلوها , بدأوا بألتهام الرمال من حولهم و أصبح المكان حولهم شبه ضبابياً مليئ بالأتربه و الضباب الرملي يكسوا لوحة الصحراء يقف كالجاحز بينهم وبين رؤيتهم لأي شئ قادم لهم , بدء العجوز بالسعال الشديد وهو مدفون بالرمال حتى أكتافه مكبل بقيود رمليه ثقيله ,و الأخر ملقى بظهره بجانبه كالجثة الهامدة يهلوس بداخل عقله ويتحدث وهو غائط في ثبات عميق , تنهد العجوز بقلق وحيرة وهو ينظر للشاب الذي على وشك الموت بجانبه ويتسائل عن الذي حدث له وما الذي قد أتى به إلى تلك الصحراء اللعينة الخالية من أي ملامح للحياة , وهل العاصفة التي حملته هي التي قد جلبته هنا أم أنه كان متواجد هنا قبل قدومه , ولكن إن لم يكن فأين كان قبل أن تأتي به العاصفة وهل هو معهم أم أنه هنا بالصدفة ولكن مظهره ومعاناته لا توحي بأنه معهم ولكن ذلك ليس سبب مقنع إنهم محترفون وبأمكانهم فعل أي شئ للوصول لي و لأبنتي ,
وما أن تذكر أبنته حتى أخذه عقله لجانب آخر من التفكير عن كيفية أحوالها وعن الذي قد يحدث لها وحدها وهى ضعيفة
لن تصمد أمامهم للحظات , اللعنة لابد من فعل شئ الأن لن أبقى مقيد هكذا و إبنتي في خطر كبير ,فبدء بالصياح في الشاب
- أستيقظ أيها اللعين .. أستيقظ وساعدني بتحرير نفسي ..ولكن لا يوجد أى أستجابة منه البتة
أرجوك يابني ساعدني ... أرجوك ....أستيقظ أرجوك....... اللعنة هل مات أم ماذا .؟.. لماذا لا يُجيبني ......
بدء يصرخ ويصارع مع الرمال ولكنه لا يستطيع تحريك أى جزء من جسده من كثرة الرمال فوقه , بدء يصرخ ويتوسل بصياح عالً ,, أرجوووك أفق .... أستيقظ أرجوك .... ساعدني يا بني أرجوك....... ولكن لا يوجد إجابة فبدء بالصراخ بأسم أبنته على أمل أن تكون قريبة أو تبحث عنه
(كريستينااااااااااااااااااااااااااااا, كريستينااااااااااااااااااااااااااااااااااااا) سامحيني يا بُنيتي أرجوكي ...سامحيني ....
وفي وسط صرخاته ونحيبه على أبنته وعلى حاله أتاه الصوت من جانبه خامل كسول مُجهد
- ما الذي حدث .؟......
نظر إليه مسرعاً قائلاً بتنهيده مريحه
- الحمد لله ... أرجوك ساعدني في تحرير نفسي ..
- أريد مساعدتك حقاً ولكني لا أستطيع تحريك بقية جسدي ....
- أرجوك أفعل أي شئ , أنا لا أريد الموت هنا ... تستطيع تجرع قطرات من دمائي كما فعلت حتى تستعيد طاقتك ...
- أجل أستطيع ولكنك ستموت هكذا وأنا لن أقبل أن أحيا بموت شخص أخر .
تسائل العجوز بإحباط ويأس
- ما العمل إذاً .؟. إن لم نفعل شئ سنموت نحن الأثنين ...
لا أعلم ما الذي أقوله لذلك العجوز ولكن لا يوجد أمامنا شئ غير الأنتظار إلى أن يجدنا شخص ما وينقذنا
- سننتظر حتى يأتي شخص وينقذنا ..
ضحك بأستهزاء
- ننتظر شخص ينقذنا !! ألا تعلم أين نحن يا بني .. نحن في منتصف صحراء لعينة خالية ولا نعلم أين ألقت بنا تلك العاصفة اللعينة , نحن ليس بمنتصف المدينة , نحن في منتصف الخلاء و قلب الصمت القاتل ألم تعي ذلك حتى الأن ...
أتعلم .. إن كنت أنا في مكانك لم أكن لأتردد لحظة في قتلك و أمتصاص كامل دمائك و التغذي على لحم جسدك لأنجو بحياتي
- من الجيد أنك ليس في مكاني .
لم أشعر بالخوف من كلمات التهديد تلك لأني أعلم أنها كلمات يائسة في موقف يأس , أشعر بالخمول الشديد ولا أريد التحرك من مكاني , لا يتبقى الكثير من الوقت حتى تتحرك الشمس من خلف الجبل وتصبح فوق رؤوسنا ولكن لابد من فعل شئ قبل ذلك الوقت حتى لا نموت من تأثير شدة حرارتها و ضوئها الحارق الذي سيكون مُسلط فوق مناخ عقولنا المتهالكة والمجهودة من التفكير و قلة الراحة , حركت رقبتي ونظرت إلى وجهه العابس المتستر خلف الرمال وبدأت أتحدث معه فلا يوجد شئ أخر نفعله في ذلك الموقف غير الحديث و التجادل فيما بيننا
- هل تعلم أيها العجوز , المأزق الذي منغمسين به غريب جداً !!
سألني بحيرة
- كيف .؟..
- أعني أنظر لحالنا الأن , أنا على وشك الموت مخمول متعب مجهود و نصف مشلوش و أنت مدفون من قدمك حتى أكتافك
أي أن كل شخص فينا يحتاج للأخر , أنا أحتاج للماء و للطعام اللذان معك كي أنجو و أنت تحتاج لشخص يحررك كي تنجو
ولكن الغريب أننا هالكون ويبدو أننا في حاجة لمساعدة من شخص آخر ولكن بالتفكير فيما تحدثت به لا أظن أنها فكرة سديدة
- عن أي شئ تتحدث .؟.
- أتحدث عما قد أخبرتني به قبل قليل , عن تبديل الأماكن أنه لو أنت الذي كنت بموضعي لم تتأخر بالتغذي على دمائي و تناول جثتي .
- ولماذا تظن أنها ليست فكرة سديدة .؟..
- لاني مشلول ولا أستطيع التحرك كل ما سأفعله هو التغذي على دمائك حتى تموت ولكن إن ميت ستبدء الجثة في التعفن و الذي سينتج عنها تخصر الدماء في الجسد ولكن السؤال هو كم ستمنحني دمائك من أيام للبقاء على قيد الحياة .؟..
يوم , يومان , أسبوع !! ماذا سأفعل بالوقت مادمت لا أستطيع تحريك جسدي , أنتظر أى شخص ينجدني !! ولكنك تعلم أن ذلك الأمر شبه مستحيل بما أننا في منتصف الخلاء وسينتهي الأمر بموتي كما سيحدث لك , إذاً ما الفائدة من سلب روحك منذ البداية .؟.
تنحنح بأضطراب قائلاً, أنت لست مشلول !! إنها أعراض الجفاف ليس أكثر
عندما يقل منسوب المياه في جسد الأنسان يتحرك الجسد ويمتص من المخزون حتى ينتهي وإن أنتهى ولم يتم تجديد المياه يبدء بتحويل الدهون إلى مياه وسعرات حراريه حتى تنتهي وعندما تنتهي يبدء بالدخول إلى العضلات ويمتصها عضلة بعد عضلة من أصابع القدم حتى الرقبة و عندما ينتهي منها يتوجه إلى الدماء نفسها يأخذ منها شيئاً فشيئاً حتى تصل إلى النهاية
وعندما تنتهي الدماء في الجسد لن يجد حينها القلب شئ لضخه فسيتوقف ويموت الأنسان و هذا ما يحدث بعد اليوم الثالث بدون قطرة مياه , ويبدو أن هذا الذي حدث لك ولكن لا تقلق فكميه الدماء التي أخذتها مني ستكون كافيه لمنع الجسد من أستخدام دمائك لبعض الوقت , وذلك يعني أنك ليس أمامك الكثير من الوقت وأيضاً يعني أننا في مأزق كبير لابد التصرف فيه بأي وسيلة ممكنة حتى ننجو ...
تنهدت بقوة و أنا أخبره بخمول
- عقلي مُنهك للغاية و لا أستطيع التفكير في أي شئ الأن .
أتى صوته عميقاً محمساً
- وهل سنستسلم للموت بسهولة هكذا ونجلس ننحب على حالنا و على الذي حدث لنا , لا لن أقبل بذلك البتة , لن أتقبل الموت بسهولة لابد أن أقاوم حتى أكون قد أستحققت الحياة التي رزقني إياها الرب .. ساعدني في تحرير يداي من الرمال !
- وكيف ذلك .؟.
- أحفر عند منطقة الصدر و الأكتاف حتى أستطيع تحريرها ثم أساعدك في تحرير نفسي , هكذا سننقذ بعضنا البعض .
- أنت لا تعي ما أمر به حالياً من تعب و إرهاق أليس كذلك .؟. ثم أن كل ما تبقى من جسدي هو يداي و رقبتي
إن فعلت أي مجهود زائد ستحترق قطرات الدماء وتتبخر ونعود من جديد وكأننا لم نفعل شئ وإن لم تستطع تحرير نفسك حينها
فسنصبح في تعداد الأموات مرة أخرى , لابد أن تتقبل الأمر لايوجد نهاية لنا غير الموت و أملنا الوحيد في وجود شخص ما لينقذنا وذلك الأمر ميئوس منه كما أخبرتني من قبل ... أسف أيها العجوز ..صحيح نحن لم نتعرف بعد ...أنا (هادي) و أنت .؟.
صاح بغضب
دعك من تلك التفاهات و فكر في شئ ننقذ به أنفسنا , ما الذي سنأخذه من التعارف وتلك الحماقات الطفولية ..
هدء قليلاً وقال بإحباط
أسف , أنا (فرانك) .
تسائلت بأستغراب متحيراً
(فرانك) .؟..
- أجل, البروفيسور (فرانك) !!
لا أعلم هل أستمعت لأسمه صحيح أم أني أهلوس ولكن كان علّي التأكد منه مرة أخرى
- أنت تقول (فرانك) أليس كذلك .؟..
ألتفت لي وهو يرمقني بنظرات غضب وتعجب
- هل أنت أحمق أم غبي !! أجل أسمي هو (فرانك) . ف . ر. ا.ن.ك . هل تصدقني الأن أم ماذا .؟..
ضحكت من ردة فعله وغضبه الدائم
- أسف لا أقصد ولكن (فرانك) ليس إسم عربي فأستغربت وسألت أتاكد ليس أكثر ..
- أجل أنا لست بعربي و أحمد الله على ذلك , قالها بغضب وهو يسعل بشدة ثم أكمل بحساسية واضحة
- العرب همّج و غادرون جميعهم كذلك .
كلماته أغضبتني كثيراً فصحت منفعلاً
- نحن ليس بهمّج .
قاطعني بأنفعال أكبر
- لا أنتم جميعكم كذلك , تضحكون ضحكات صفراء تظهرون للجميع طيبتكم خلف قناع الأنياب السامة و الخبيثة .
- هؤلاء نحن !! نحن من نظهر للعالم طيبتنا خلف القناع السام .؟.. نحن من نظهر للجميع رفقنا بالأنسان وبحياة الحيوان
ونذهب نذبح ونقتل في الجميع بغير حق من أجل المال و النفط نقتل أكثر من حياة حتى الأطفال لم نتركهم أليس كذلك .؟..
- على الأقل حياة ألانسان لدينا لها قيمة أكثر مما لديكم , قالها بأزدراء و سخرية ..
- لا .. أنت تقصد أن حياتكم غالية عندكم أما حياة الأخرين فلا قيمة لها و بالتفكير في ذلك الأمر أنت أخبرتني لو أنك مكاني لما ترددت للحظة بقتلي لتعيش ولم تفكر في حياتي ولو لوهلة زمنية بسيطة ...حاول مقاطعتي بصخب ولكني رفعت صوتي أعلى وأعلى متابعاً لحديثي ..
- لم تفكر في حياتي لأن كل ما يهمك هو نفسك فقط و تقول أننا نحن العرب همّج .
- أنت لا تفهم شئ أيها الشاب , قالها بصوت حزين مهموم ثم أكمل بألم
أنا مستعد لفعل أي شئ أجل ولكن ليس من أجلي بل من أجل إبنتي , إن كان الأختيار ما بينك وبينها فمن تعتقد سأختار .؟.
لا , بل لو أن الأختيار كان بين حياتي وحياتها فلن أتردد لحظة في أختيار حياتها , لأنها روحي و أنفاسي التي بها أحيا .
- إبنتك .؟. تسائلت بأستغراب .
تنهد بقوة ,, أجل إنها هنا في قلب الصحراء وقد أصبحت وحيدة الأن وكل ذلك بسببي , أنا السبب في معاناتها و ألمها .
- وكيف ذلك .؟.
- إنها قصة طويلة , وليس لدينا متسع من الوقت لسردها الأن .
- أشعر بما تشعر به أيها العجوز و أشعر بمعاناتك و ألمك و يضيق صدري كما يضيق صدرك , لم تفكر أنه لربما تكون حالتي مثل حالتك و أن لدي أشخاص أريد الذهاب لهم بقدر ما تود الذهاب لأبنتك و أكثر .
- زوجة .؟. تسائل بحيرة .
- أمي و إخوتي .
- حسناً , ماذا ستفعل الأن .؟. قالها وهو ينظر لي بأعين حزينة
أعتقد أنه يظن أنني سأفعل به مثل ما أراد أن يفعل بي أتجرع دمائه و أتغذى على لحم جسده ولكني لن أفعلها فأنا لست مثله
- سأحفر بكل قوتي ولكن عندما تتحرر لا تتركني للموت .
أجاب بثقة , لا تقلق لن أفعل .
حسناً , فالنبدء .
.......
ماذا ستفعلين .؟. قالتها وهى تضع كوب قهوتها على الطاولة الزجاجية الصغيرة المغطاة بفراش ذهبي اللون لامع
تنهدت الأخرى وهى جالسة أمامها فوق أريكتها الواسعة المريحة كستانية اللون مذكرشة بورود زرقاء كثيرة
- وما الذى بيدي فعله ولم أفعله .؟..لقد هاتفت الجميع من الصغير للكبير ولا يوجد أحد منهم يعرف أين هو أو سمع منه منذ أختفائه ولا يعلم إلا الله أين هو الأن .؟...
- هاتفي الشرطة !! قالتها بثقة وهى تتكأ بظهرها فوق أريكتها المريحة .
- اهاتف الشرطة .؟. تسائلت بحيرة ثم أكملت
وماذا أقول لهم .؟.. أختي العزيزة( نبيلة ) أقدر لكِ النصيحة ولكنه شاب بالغ وأيضاً لقد بحثت في ذلك الأمر و أكتشفت أن هناك كّم هائل من البلاغات عن المفقودين مقدمين من الأهالي للشرطة منذ عشرات السنين ولم يعثروا على أحدهم حتى الأن ...
لو أعلم فقط ما الذي حدث له لكان قلبي يطمئن ولكني لا أعلم ولم أعد أعرف ماذا أفعل ..لقد تعبت حقاً , لقد حاولت تجاهل الأمر ولكن كلما أنظر بوجوه الأطفال البائسة الحزينة أتذكر وأبدء أفكر و أتسائل .......سقطت الدموع من عينيها الزرقاء قطرة خلف قطرة دافئة حزينة , تحركت (نبيلة) لتجلس بجانبها و أمسكت يديها و ضمتها بين أيديها بقوة
- أهدئي عزيزتي (فاطمة) و أعتمدي على الله وكل شئ سيكون على مايرام ...
- لقد تعبت حقاً يا أختاه , يمر على الوقت و أفكر أنه قد مل وتعب منا ورحل بلا عودة و لا يريد الأتصال بنا أو حتى رؤيتنا
- لا تقولي هذا !! أنتي تعرفين إبنك جيداً ومن المستحيل أن يفعل شئ مثل هذا إنه يعشقكم كثيراً .
- المصيبة أنني أعرف إبني جيداً و أعرف أنه طيب ولم يتعامل مع العالم الصعب وحده من قبل , أنا أخشى عليه من قسوة الأيام في هذا الزمن المرير الذي نعيش فيه الأن ..
- عندي فكرة يا أختاه فالنجربها و أظن أنها ستكون فعالة إن شاء الله .
- وما هى .؟. تسائلت الأم بحزن
- إن لدى إبنتي (ريم) صديقة تعمل والدتها في صحيفة مشهورة , ما رأيك إن حددنا معها موعد لنشر صورة ل(هادي) بجانب بضع كلمات منكِ له أو إن رآه أحد يخبرنا بمكانه أو كيف نعثر عليه .!!
حركت الأم رأسها علامة القبول وقالت بصوت خافت
- لا بأس .
صاحت (نبيلة) بأبنتها الجالسة مع الأطفال بالداخل
_( ريم ),,, يا (ريم)
أتى صوتها من بعيد شبه واضح
- قادمة يا أمي .
.............................................
تتحرك ببطء شديد وتعب ملحوظ وهى لا تنكاب تفكر في شئ غير الألم القادم من أقدامها و رأسها ويديها وهى تحمل جركل المياة الممتلئ على آخره فوق رأسها وتتحرك بتثاقل و إرهاق شديد تحت أشعة الشمس الحارقة الشديدة تصبر نفسها بقولها , لقد أقتربت كثيراً من الكوخ
ولكنها تشعر أنها لم تقترب البتة من ثقل المياة ثم أخذت تلوم نفسها على ملئه على آخره هكذا وتفكر في سكب بعض منها فوق الرمال ليخف وزنه قليلاً ولكنها ستحتاج لكل قطرة منه في تلك الصحراء الحارقة وأيضاً تفكر انها قد ملأته هكذا حتى تغتسل بقسوة وتنظف جسدها من الرمال الملتصقة به , إنها المرة الأولى التى تذهب فيها لجلب المياة وحدها لقد كان أبيها هو الذي يذهب لجلبها دائماً ولكنها لا تعلم مكانه الان وما الذي يعوقه على القدوم للكوخ , شعرت بالغضب وصرخت بداخلها
حسناً يا أبي , أقسم أني سأقاطعك لعدة أيام و أعاقبك أشد عقاب على تركي وحيدة هكذا , سأريك عندما تأتي ....
أشتد الالم في ظهرها فقررت الأستسلام لم و ألقت بالجركل بعيداً ثم سقطت فوق الرمال تلتقط انفاسها وتريح جسدها الهزيل قليلاً ولكن عندما سقط الجركل فوق الرمال تطاير الغطاء من شدة أصطدامه بها و أخذت المياه في الإسكاب فوق الرمال
فأنتفضت مسرعة و أغلقته صارخة بقوة في منتصف الخلاء , أبييييييييييي ,,, أبييييييييييييييي,, أين أنت بحق الجحيم .
.................................................. ......

المؤلف الصغير
20-07-2014, 09:06
لقد بدات بالحفر منذ دقائق ولكني أشعر كأنها ساعات مرت و أشعر أيضاً بأنني لم أحفر شئ البتة أظن أن ذلك بسبب شعوري بالتعب و الارهاق الشديد غير الشعور بالخمول و التبدد و الألم في كل شئ في جسدي وضيق في التنفس شديد , أشعر أن أحدهم جالس فوق صدري ولا يريد التحرك , لا أظن أنني سأستطيع الإكمال في الحفر بهذه الطريقة , اللعنة لا أستطيع ,,
صحت بها و أنا القي بظهري فوق الرمال بجانب هذا العجوز البائس .
- قم أيها اللعين و أكمل لم يتبقى إلا القليل لقد بدأت أشعر بذراعي ,,, قالها بغضب و يأس .
- لا أستطيع , لا أستطيع تحمل ذلك الكم الهائل من الألم دفعة واحدة , لقد كنت أخبر نفسي دائماً أنني لا أشعر بالألم الجسدي
البتة ,,ربما كنت أفعل ذلك في بعض الأوقات , أتجاهله بأفكار سعيدة و ذكريات مبهجة ولكني لا أستطيع تجاهله الأن
لأن علقي شبه متوقف وأظن أن الألم ينتقم مني لتجاهله دائماً , لا تعتمد على ضعيف مثلي أيها العجوز , فأنا لا فائدة ترجى من خلفي البتة .
- يكفي هراء و تفاهات و لا تستسلم لنفسك اليائسة , قم أيها اللعين وقاوم من أجل من تحبهم , أنهض ..
- لا تحاول , مهما حاولت فلا فائدة سترجى مني كما هو الحال دائماً , لقد سئمت امر نفسي الضعيفة و أمر ضعف قوتي و سئمت التغير الذي لم يأتي وسئمت دموع عيني اللعينة , حاولت قتل ضعفي وذهبت لأتدرب القتال ولكني لم أفلح ,حاولت التصدي لمن يسبني ويضربني ولم أفلح , أنا لم أفلح بإنقاذ نفسي فكيف سأنقذ الأخرين , لا بأس بالموت هكذا و إن كان على أمر أمي و إخوتي فاليتولاهم الله برحمته , لابد أنهم سئموا من ضعيف مثلي لا أستطيع حمايتهم من أى شئ , لم استطع حمايتهم و تحمل مسئوليتهم عندما رحل أبي وكنت أوهم نفسي أنني أفعل ذلك ولكني لم أكن أفعل شئ , لم أكن أفيد بشئ ,
أنا عديم النفع , أنا عديم الفائدة .
- اللعنة , أنا لا أعلم ما فائدة تلك الكلمات ألان , صرخ بغضب كالمعتاد
الفائدة الحقيقية هى أن تثبت للجميع أنك لست كما تقول وإن كنت بالفعل فجاهد لتغير ذلك الامر بعقلك أولا حتى تستطيع تغييره عند الأخرين .
- وما الذي يعينه ذلك بحق الحجيم .؟.. تسائلت بضجر
- ذلك يعني أن تثق بنفسك حتى يثق بك الأخرون , تقبل نفسك حتى يتقبلك الأخرون , ليس هناك شئ لم يخلق هباء هكذا
بل كل شخص خلق لسبب ولغاية ولكن قليلون من يعرفون غايتهم وسببهم في الحياة , لذا لا تترك اليأس يمتلك قلبك و أنهض
لا تفعل مثلي و أنا شاب , لقد فقدت نفسي ذات مرة عندما ماتت زوجتي وتركت لي فتاة صغيرة , فقدت نفسي و كنت بأس حزين ,سكير لعين لا يفكر في شئ سوى الأنتحار , نجاني الرب من ثلاث محاولات أنتحار كل محاولة منهم كان ينقذني
نظرت للسماء وصرخت , لماذا تنقذني , لماذا لا تدعني أموت و ألتحق بها , لماذا تريدني أعيش بدون سبب , لن تصدقني إن أخبرتك أني رأيت النجوم تتحرك لتصطف وترسم وجه إبنتي في السماء المظلمة , فعلمت حينها ما هو سببي في الحياة ولماذا كان ينقذني الله دائماً من الموت , و أنا كلي يقين أنه سينقذنا مرة أخرى ليس من أجل أنفسنا بل من أجل ما نعيش لأجلهم ,
لذا هل تعلم ما سببك في الحياة أيها الشاب , إن علمت سببك و غايتك ستتمسك بها وستنجو , ستقاتل من اجله شياطين الأرض , ستتحدى الجبال وتفعل أي شئ وكل شئ لتعيش من أجله مهما كانت الصعاب و مهما كان الألم ستعيش فقط من أجله
- لا أعلم ما الذي فعلته تلك الكلمات بداخلي كي تجعلني أشعر بما أشعر به الأن من حماس شديد و رغبة قوية في تدمير ذلك الجبل القابع خلفنا و تحطيم الصخور بأصابعي , أريد الصراخ عالياً من هول إحساسي الشديد بالرغبة في الحياة و النجاة
تحركت بسهولة بيدي لأكمل الحفر بدون أن أنطق بكلمة واحدة وكل ما أراه هو ذلك المشهد الذي كان يبعث في نفسي الأمل دائماً , أمي واقفة ضاحكة بردائها الأبيض الفضفاض و أمامها إخوتي متشابكيين الأيادي ينظرون لي بضحكات وبسمات رائعة
وأنا أقترب لهم وكلما أقتربت أكثر يفرضون أذرعهم لأحتضاني ولكني لم أصل لهم أبداً كل ما كان يجول في عقلي ومنذ أن تخيلت هذا المشهد وهم هناك ينتظروني ولكني لم أصل لهم في أي تخيل البتة ,لا أعلم السبب ولكني أعتقد بأنها رغبة الوصول
الطريق الذي تقطعه لهم هو النشوة العارمة و اللذة النارية التى تجعلك تتأكل من داخلك , لقد تفكرت كثيراً في أمر وصولي لهم
وماذا سيقولون أو ماذا سيفعلون ولكن كلما كان عقلي يبدء بالتعمق أو يذهب خيالي بعيداً أفكر في شئ أخر , لا أعلم ماذا أخشى أن أكتشف ولكني أكتفي فقط بوقوفهم هناك ينتظروني , ولا أسمع غير ضحكاتهم التى تجعل قلبي يتراقص بدمائه
لم أعد أشعر بالألم و أنا أحفر بقوة وبسرعة كبيرة أذرع العجوز ظهرت و أستطاع إخراجها وبدء يحفر معي ويساعد نفسه لتحريرها من أصفاد الرمال الثقيلة , همس لي بخفوت وراحة أشعر بها تنبع من قلبه
- أتعلم أيها الشاب !!! أنت لست كما ظننتك و أنا أعتذر لك عما بدر مني منذ قليل !!
- عن أى شئ تتحدث ,, سألت بتعجب .
تنحنح بأضطراب ثم تحدث بخجل كبير
- أنا أعتذر عن سبي للعرب ووصفهم أنهم همّج , لم يكن يحق لي قول هذا بسبب معاملة قاسية لاقيتها من عربي او عدة أشخاص , ولكنك لا تعلم ماذا فعلوا بي وبأبنتي , دعك من هذا بل لو تعلم ماذا فعلوا ببعضهم لتحقد عليهم مثل ما أفعل و أكثر
على كل حال أنا أسف , و أعتذر لك مرة أخرى .
- على أى شئ .؟.. سألت بأستغراب وقد بدى عليه القلق و الحيرة
- ستعلم , ستعلم , ثم صرخ فرحاً عندما راى قدماه قد ظهرت من تحت الرمال , أبتعد من امامه و ألقيت بظهرى فوق الرمال أنظم انفاسي المتقطعة وبدأت أجد صعوبة بالغة في ألتقاط الهواء من الجو بسبب كثرة الغبار المتناثر حولنا من الحفر
نظر لي بتعجب وهو يخرج قدماه من الرمال ووقف بصعوبة
- هل لديك مشكلة في التنفس .؟. سالني بأستفهام ..
- آه , أنا مصاب بمرض الربو ..
تمايل بأتجهاي ببطء وهو يخرج قارورة المياة من جيب قدمة اليمني ثم وضعها فوق شفتاي
- تجرع ولكن ببطء , بدات أخذ شرفات بسيطة شيئاً فشيئاً ثم أمسكتها منه و أخذت ألتهم المياة بشراهه بالغة
- تمهل أيها اللعين حتى لا تموت ,, تمهل , ظل يصرخ في ولكني لا أهتم فأنا أشعر بظما شديد ...
أخذ يخرج طعام ملفوف بقماشة بيضاء من جانبة الأيسر ووضعه بجانبي , لم أسئلة لماذا تركه لي أو لماذا كان يعتذر لأنني علمت السبب
- لقد علمت لماذا أعتذرت مرة أخرى ...
بدأت ملامحه حزينة مستأة عندما قال
- أسف حقاً أيها الشاب ولكن هنا نفترق , لن أستطيع أخذك معي إلى حيث أنا ذاهب ...
- لا تعتذر وأرحل , فقط أرحل ودعني و شاني , لا يهم ما الذي قد يحدث لي لأنك نجوت فهذا هو كل ما كان يهمك منذ البداية .
الأمر ليس كذلك ..صرخ بأستياء شديد ..
الأمر وما فيه أنني لا أستطيع ...
- لا تهتم أنا لا أريد منك توضيح أى شئ لي , فقط أذهب لأبنتك , قد يكون لديك أسبابك ولن أسئلك عنها ..
أمسك أكتافي بقوة وعيناه ضاحكتان وكأنه شعر بالأرتياح من كلماتي
- أنا شاكر لتفهمك موقفي أيها الشاب , شكراً جزيلاً لك ... ستستعيد عافيتك بعد عدة أيام وستستطيع التحرك بُحرية حينها
الوداع ... من الجيد مقابلتك حقاً ....قالها ثم أخذ يتحرك مبتعداً عني حتى توارى عن أنظاري تماماً , تنهدت بألم و أنا أشعر ببعض الغضب من تركه لي هكذا , لقد ظننت انه لربما يأخذني معه وينقذني ولكن يبدو أن توقعاتي قد خابت كالمعتاد
ولا أدري ما الذي أفعله بحالتي هذه , ليس أمامي غير الأنتظار حتى أستطيع الوقوف على أقدامي مرة أخرى ,
أغلقت عيني بهدوء وبدأت أفكر في أخذ قسط من الراحة حتى ينتهي اليوم بحرارته الحارقة التى قد بدأت في القدوم و أستيقظ في المساء في البرد و الأنتعاش , آآآآه ما أجمل الهدوء و السكون في هذا المكان , أظن أن هذا مايميز الصحراء عن بقية الأماكن
هدوء لامثيل له يعطي شعور بالراحة و الأنسجام مع العالم المحيط , تصبح أذناك قوية تستمع لكل شئ يحدث حولك
أستطيع سماع خطوات أقدامه وهو يتحرك من بعيد , يذهب فرحاً بحريته و نجاته ولايفكر في ولا في الذي قد يحدث لي وأنا طريح هكذا , لا الومه ربما لديه أسباب قوية تمنعه من أخذي معه , ربما أصبح يخشى من العرب بعد ما حدث له , لم أسئلة كيف يتحدث العربية بطلاقة هكذا ولا ما الذي قد أتى به هنا هو و أبنته ولماذا يعيشون بالصحراء .؟.. لايهم , ما الذي سيفيدني بذلك .؟.. , الأمر غريب فأنا أشعر أن الخطوات أصبحت أقرب و أقوى , فتحت عينى على عجل وأنا أتمنى أن يكون شخص قادم
و يتسنى لي طلب الإنقاذ ولكني لم أرى شيئاً الضوء شديد و الرؤية غير واضحة , لا أرى غير ظل يتحرك بأتجاهي , هناك شخص ما , صرخت بقوة , أنقذني أرجوك ... أنقذني......
توقف أمامي وتمايل بأتجاهي وبؤبؤة عيني تتحرك بسرعة رهيبة تريد تمييز أى شئ ولكنها عاجزة عن الرؤية الواضحة
ولكني أستطعت تمييز يده وهى يأخذ الطعام و الماء من جانبي , لا أعلم ماذا أفعل غير الترجي و التوسل له بتركهم لي
- ارجوك إنهم كل ما لدي .. أتاني صوته ضاحكاً ..
لا تقلق أيها الأحمق , اللعنة أنت لا تراني صحيح .؟..
- من .؟. مستر (فرانك) .؟.. تسائلت بأستغراب .
- أجل , إنه أنا , أنت لم تخبرني أنك ضعيف النظر , يا إلهي ما الذي يفعله شاب مثلك هنا بكل تلك الأمراض .؟..
ماذا ستفعل بالطعام والماء .؟. أرجوك أتركهم لي ...
لاتقلق أيها اللعين ما الذي تظنني إياه ...قالها وهو يمسك بيدي ويحملني , أشعر أنه يحملني فوق ظهره وتحرك بي ...
- أسف لتركك هكذا , لقد تفكرت كثيراً بالأمر أنه لو أنك مكاني لما تركتني هكذا , أليس ذلك صحيحاً ..
- ماذا تعتقد أني سأفعله .؟..
- أعلم , اعلم يا بني أنك شاب طيب القلب , إن الكوخ قريب من هنا أمامنا ليلة طويلة ......
سنصل بعد يوم وليلة ويبدو أنهم سيصبحون شاقيين للغاية ....
- أسف أيها العجوز , لقد ظننت بك ظن سئ ..
- لا , لا تقلق , لقد تركت بالفعل ولكني قد صححت خطئي ...
- أتمنى ألا أتعب ظهرك من ثقل وزني ..
ضحك ضحكات عالية متتالية
- أنت خفيف للغاية يابني ولكن لا تقلق إن شعرت بالتعب سأستريح في الطريق ..
- لقد ورد على عقلي عدة تسائولات لم أذكرها لك من قبل , هل هناك مانع إن سألت عنها .؟..
- تريد معرفة ما الذي أتى برجل غربي ليعيش هو و أبنته بقلب صحراء عربية أليس كذلك .؟..
أممم, لا اعلم من أين أبدء ولكن دعني أخبرك بكل شئ منذ البداية ...
...................
إنتهى

المؤلف الصغير
20-07-2014, 09:13
ما رأيكم بالمشهد القتالي .؟..

ما هى الأخطاء فيه , هل هو الأسلوب أم كثرة التفاصيل أم ماذا .؟..

لا تحرموني من أرآئكم و أنتقادكم لانه أول مشهد قتالي أكتبه ....

❀Ashes
20-07-2014, 17:48
حجز الاول :تدخين: < برا :ضحكة:
ربما اعود بعد اسبوع :صيني:

لي يونغ اي
20-07-2014, 20:45
السلام عليكم ورحمة الله

كيف الحال ؟ ادعو الله ان تكون بأحسن حال

لله درك من كاتب !! كان الفصل جميلا جدا وقد تجاوز كل توقعاتي

احببت الاحداث الجديدة حقا واضحكتني بعضا منها الى ان ادمعت عيناي صدقا :e412:

تهانينا لك اخي لقد اتت جهودك ثمارها

بالنسبة لاسئلتك فهذه اجابتي :

المشهد القتالي كان محبوكا بشكل جيد شعرت اني هناك بصدق - اظن انني خدشت قليلا من قبل السكاكين بسبب المشاهدة - .

اسلوبك القصصي : لقد تطور كثيرا عن السابق وهذا يعني انك ستكون محترفا بعد القليل من الصقل والتدريب على القريب العاجل

اخطاؤك النحوية : لم تكن كثيرة كما في السابق ولكنها مازالت موجودة ( القليل من المراجعة الدقيقة للنحو وستتخلص منها )

اخطاؤك الاملائية : ليست كثيرة ولكنني سبق وقلت القراءة السريعة لكتابتك بعد الانتهاء منها ستنقح كتابتك لا محالة

هنالك بعض الكلمات التي تبدل بعضا من حروفها ولا اعرف لماذا - ربما سهوا على الارجح - ولكنك ستتجنبها باذن الله تعالى

كانت الاجزاء الجديدة مذهلة جعلتني اعيش جميع زوايا القصة وكأنني كنت هناك وهذا بالنسبة لأي كاتب انجاز عظيم لذا احسنت صدقا

الى الفصل القادم نلتقي ان شاء الله

تحياتي

المؤلف الصغير
22-07-2014, 12:56
السلام عليكم ورحمة الله

كيف الحال ؟ ادعو الله ان تكون بأحسن حال

أحمد الله على كل شئ و أتمنى من كل قلبى أن تكوني بأفضل حال أيضا دائماً و أبداً .


احببت الاحداث الجديدة حقا واضحكتني بعضا منها الى ان ادمعت عيناي صدقا e412

تهانينا لك اخي لقد اتت جهودك ثمارها

يسعدني سماع ذلك كثيراً .


المشهد القتالي كان محبوكا بشكل جيد شعرت اني هناك بصدق - اظن انني خدشت قليلا من قبل السكاكين بسبب المشاهدة - .

حقاً كان كذلك , لقد شعرت غير ذلك البتة . ولكن رأيك قد أطفاء نيران شكي .


اسلوبك القصصي : لقد تطور كثيرا عن السابق وهذا يعني انك ستكون محترفا بعد القليل من الصقل والتدريب على القريب العاجل

من الجيد أنكي ترينني كذلك ولكني لا أعلم لماذا لا أشعر بأي تقدم في أسلوبي , اعتقد دائماً أني متوقف فى نفس المكان .


اخطاؤك النحوية : لم تكن كثيرة كما في السابق ولكنها مازالت موجودة ( القليل من المراجعة الدقيقة للنحو وستتخلص منها )

المراجعة أشعر دائماً بأنها ثقيلة على قلبي لا أعلم لماذا ولكني أشعر كذلك .


اخطاؤك الاملائية : ليست كثيرة ولكنني سبق وقلت القراءة السريعة لكتابتك بعد الانتهاء منها ستنقح كتابتك لا محالة

قد لا تصدقين ولكني في معظم الأوقات لا تتملكني الرغبة في قراءة ما كتبت , لا أعلم لماذا ولكن أظن أني قد أكتفيت من متعة كتابتها فأبدء أفكر في القادم و أتجاهل الفائت و أعلم أن ذلك غير صحيح البتة ولكن لا أعلم ماذا أفعل فهكذا تعودت .


هنالك بعض الكلمات التي تبدل بعضا من حروفها ولا اعرف لماذا - ربما سهوا على الارجح - ولكنك ستتجنبها باذن الله تعالى

أممم , هذا السبب يعود لسرعة الكتابة , و أوقات الكتابة معظم الاوقات التي أكون متفرغ فيها اكون نصف نائم و أيضاً عدم المراجعة عامل كبير .


كانت الاجزاء الجديدة مذهلة جعلتني اعيش جميع زوايا القصة وكأنني كنت هناك وهذا بالنسبة لأي كاتب انجاز عظيم لذا احسنت صدقا

كلام جميل جداً و مساندة رائعة وقوية منكِ شكراً جزيلاً لمتابعتك لقصتي المتواضعة و أتمنى ألا أصيبك بالملل في الفصول القادمة ..


الى الفصل القادم نلتقي ان شاء الله

إن شاء الله و إن أذن ..


تحياتي

أريجاتووو , جوزايماسو ...

المؤلف الصغير
22-07-2014, 13:18
بوسترات الفصل الخامس .


1
http://im52.gulfup.com/uUaCnR.jpg

2
http://im52.gulfup.com/RtlWr4.jpg

3
http://im52.gulfup.com/Kc6PpV.jpg

انتظروااااا.

❀Ashes
24-07-2014, 21:44
وعليكم السلام و رحمه الله و بركاته
كيفك ؟ ان شاء الرحمان بخير

لست ادري ما اقول فأنا عاجزه عن تعبير عن مدى اعجابي بما كتبته
في بادء الامر كنت اضنها روايه عن حب او شيء كهذه ، فكثيراً انتشرت تلك قصص
وانا كنت اكره مبالغتها كثيره به لكن هنا كانت اجواء مختلفه عاصفه
بقي لي فصل و نص ان شاء الله سأعود غداً لفك حجز
دمت بحفظ الرحمان

المؤلف الصغير
27-07-2014, 12:48
وعليكم السلام و رحمه الله و بركاته
كيفك ؟ ان شاء الرحمان بخير

لست ادري ما اقول فأنا عاجزه عن تعبير عن مدى اعجابي بما كتبته
في بادء الامر كنت اضنها روايه عن حب او شيء كهذه ، فكثيراً انتشرت تلك قصص
وانا كنت اكره مبالغتها كثيره به لكن هنا كانت اجواء مختلفه عاصفه
بقي لي فصل و نص ان شاء الله سأعود غداً لفك حجز
دمت بحفظ الرحمان



مرحباً بكٍ عزيزتي . أتمنى أن تكوني بخير وسلام . أنتظر ردك و أنتقادك بفارغ الصبر .
خذي وقتك و أرجوا أن تصدميني برأيكٍ ولا تخجلي من أى ملامه فأنا صدري رحب دائماً للأنتقادات

المؤلف الصغير
08-10-2014, 21:32
لقد حان الوقت ....

المؤلف الصغير
08-10-2014, 22:07
الفصل الخامس سيوضع قريباً ... أستعدوا ..

لاڤينيا . .
09-10-2014, 05:34
حجز عائدة بإذن الله بعد الانتهاء من القراءة

بواسطة تطبيق منتديات مكسات

المؤلف الصغير
15-10-2014, 20:36
حجز عائدة بإذن الله بعد الانتهاء من القراءة

بواسطة تطبيق منتديات مكسات

مرحباً بكِ عزيزتي ... منتظر ردك و انتقادك بقوة ...

المؤلف الصغير
15-10-2014, 20:41
العاصفة قادمة بقوة ... أستعدوا ... فصل أطول من المتوقع بكثير ..
مليئ بالأحداث و التطورات الكبيرة و ظهور شخصيات جديدة و مُهمة في القصة ..
...
تحمستم ...كف ..طخ ..:e40f: ...الفصل بإذن الله ..سيكون جاهز الخميس القادم ليس الغد ولكن التالي ...
أنا دائماً فاشل في اللحاق بالموعد المُحدد لذا إن شاء الله سيكون جاهز خلال ذلك الوقت او قبله وإن لم يوضع في الوقت المُحدد فأرجوا المعذرة لربما حدث لي أشياء كبيرة او أدعوا لي لربما وافتني المنية ....
الأسبوع القادم نلتقي إن كان في العُمر البقاء و اللقاء ...
دمتم في أمان الله وحفظه ...

جثمان ابتسامة
24-10-2014, 17:51
:e40f:

حسنا .. أسأل الله أن يطيل عمرك في طاعته ..
ويوفقك في جميع أمورك

تأكيدا لي عودة بإذن الواحد الأحد .. أرجو فقط أن تكون قريبة

في أمان الله ~

المؤلف الصغير
08-02-2015, 19:52
:e40f:

حسنا .. أسأل الله أن يطيل عمرك في طاعته ..
ويوفقك في جميع أمورك

تأكيدا لي عودة بإذن الواحد الأحد .. أرجو فقط أن تكون قريبة

في أمان الله ~

مرحباً بكِ عزيزتي (جٌثمان) و ارجوا الله ان يجعل دُعائك في صحيفة حسناتك يوم القيامة إن شاء الله
تشرفين وقت ما تشائين .

المؤلف الصغير
08-02-2015, 20:01
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اعزائي زوار و أعضاء منتدانا الغالي .
...
عودة بعد إنقطاع طويل .. ولكنها بفضل الله وعونه ستكون قوية ..

للأسف لم أُكمل الفصل الخامس حتى الأن لأنه جدُ طويل أطول مما كنت أعتقد
مليئ بالأحداث الكثيرة والتي بطبيع الحال تأخذ كلمات أكثر و ترتيب أدق و مراجعة طويلة ....

جلبت معي مقطع مشوق للفصل أتمنى أن يعجبكم و ينال رضاكم ....

http://im51.gulfup.com/mUF9nD.png
http://im51.gulfup.com/mUF9nD.png
تحت عنوان
http://im51.gulfup.com/Pmwiw7.gif

الليل قد حل و الظلام أطبق الخلاء , النجوم تلمع ببريق جذاب كثيرة تملاء السماء و الشُهب ترفرف في الأرجاء بنيرانها الحارقة ,
في القديم من الزمان قالوا لي بأن كل إنسان مِنا له نجم في السماء يتحرك دائماً فوق مسقط رأس صاحبه فإذا مات الشخص
سقط نجمه عن طريق شهاب !!! ياللسخافة .!. لقد كنت أصدق تلك الخُرافة وكلما رأيت نجم يسقط أقول شخص مات .!
حتى علمت بان النجوم هى الشُهب تُحرق من أسترق السمع من الشياطين مذكورة في القرأن في عديد من الأيات .
يبدو بأني غفوت فوق القمة الجبلية ولكن لا أدري ما الذي جعلني أسفل منها هكذا .؟. العجوز نائم بجانبي ,
أشعر بالتوعك في كُل أنحاء جسدي ولا أدري ما الذي جعل فانيلتي البيضاء التي أعطاني إيها العجوز مُبللة هكذا عند صدري
أعتدلت بألم ووضعت ظهري بجانب العجوز , تنهدت براحة عندما لفحني الهواء البارد و أنعشني بسكونه , السكون ..
آآه يالسكون , مُلهم للنفوس يجعلُني في صفاء ذهني وعقلي وهدوء بالٍ مُريح , أنظر بداخل لوحة الصحراء المُظلمة
ولا أكاد أرى شيئاً عيناي تتألم كثيراً في الأونة الأخيرة بدون نظارتي , لا أدري ما الذي علي فعله في هذا الأمر.؟.
يبدو بأني بدأت أعتاد ألمها ونوبات الربو تأتيني على حين غره من أمري , أشعر في بعض الأحيان بأن روحي
ستخرج في واحدة منها , لقد رأيت الهلع و الفزع الشديد في أعين العجوز في آخر نوبة أتتني و أظن أنه بدء يٌشفق
على حالي بعد أن رأى مقدار ألمي وتعذيبي في تلك الحالة الصعبة الأليمة , أخبرني بوجود نبتة بحوذته قد تُخفف
عني الألم قليلاً بداخل الكوخ الذي يعيش فيه و أخبرني بانه سيُعطيني إياها عندما نصل إلى هناك , أعتقد بأنه يُحاول إعطائي
بعض من الأمل , على كُل حال يبدو بأني بدأت أعتاد ألمها هى الأخرى , مُستلقي على ظهري بتراخي أعصاب وهدوء
و العجوز بجانبي كذلك فوق ستار رمالي مائل كبير , وجوده بجانبي يُشعرُني بالأمان و في كثير من المواطن يُذكرُني بأبي
وشعوري بالحنين و الأشتياق , الجو ساكن سكون مُخيف في هذا الظلام المُرعب , هزيز الريح بدء يُخيل لي أصوات مُخيفة
وكأن هناك من يتحدث , بدء القلق ينتابني وبدأت أحُسني خائف و أخذ عقلي يتخيل أن هناك من يٌراقبني وصوت يأتيني
مُنادياً من بعيد بصدى صوت مُخيف وإيقاع مٌريب ..هااااادي....هاااااادي... تنهدت بخوف وعيناي تبحث في الأنحاء المُظلمة عن أي شئ مُريب فلمحتُ أعين حمراء تنظر بأتجاهي تلمع كالنيران المتوهجه , سألت نفسي هل خوفي هو الذي يصور لي هذه الأشياء أم هى بالفعل حقيقة .؟. لا أدري ولكن خوفي بدء يتزايد وبدأت أجد صعوبة في التنفُس عندما أصبحت هذه الأعين تقترب مني أكثر فأكثر , فأخذت أتحرك مُقترباً من العجوز بربكة شديدة وذُعر حقيقي لأوقظه ونرحل وفي حين أقترابي منه ظهر جسد نحيل
قصير القوام يرتدي عباءة سوداء ذات قلنصوة وفي يده عصى غريب الشكل مُخيفة , لا يظهر منه غير أعينه الحمراء الواهجة
دقات الخوف أثقلت قلبي وضيقت صدري ورعشة في كامل جسدي أهلكتني صرخت حينها بقوة .. م..م..من أنت .؟..
الخوف أعاق نُطقي , ظهر صوت عجوز مُتهالك مُخيف .. (هادي) أليس كذلك .؟..
أجبت بتعلثُم ..أ..أجل . من أنتِ وماذا تُريدين منا .؟. تساءلت بهلع .
ضحِكت ضحِكات ثقيلة مُرعبة .. أخيراً وجدتُك أيُها الوحش .
ضحِكتُ بقلق عندما ظننت أني أُحادث مجنونة عجوز ضائعة مثلنا في قلب الخلاء
وحش .؟. أخرجتُها بسُخرية ثم أكملت مُتسائلاً .. ماذا تقصدين ومن تٌريدين أيتها العجوز الغريبة .؟..
- لا تتعجل أيها الشاب .. قالتها بنبرة خشنة ثم أكملت بحماس ينبعُ في صوتها المُرتهل .. فهذا اللقاء لن يُحتسب .
لا أفهم منها شيئاً ولكن وجودها هنا يُخيفني ولا أدري حتى الأن هل هى متواجدة امامي حقاً أم خوفي هو الذي أنشأها هنا
- أنا لا أفهم شيئاً ولا أدري من بحق الجحيم أنتِ , لذا إما تخبريني من أنتِ وماذا تُريدين أو تغربُي عن وجهي بسلام .. تحدثتُ بنبرة جادة مُصطنعة تُخبأ الخوف الذي يتملكٌني
- لم أتوقع منك أن تفهم الأمر الأن , لقد أخبرتُك سابقاً هذا اللقاء لن يُحتسب.
أردتُ أن أتحدث فقاطعتني بلهجة جادة
- اللقاء الحقيقي سيبدء عن قريب , ستعرف حينها من أكون وما الذي أريده منك , للأسف الوقت أنتهى فالعجوز بجانبك يستيقظ
أراك عن قريب أيُها الوحش .. قالتها ثم أبتعدت مٌسرعة , أخذت أفكر عما يكون كل ذلك فلم أستطع إستنتاج شئ
وفي حين هدوء خرجت تنهيدة تحمل معها كُل الخوف الذي أسكنني ولكني لم أستمتُع بها كثيراً
حيث ظهرت صرخة قوية على حين غرة مني أسقطت قلبي من صدري
http://im51.gulfup.com/Pmwiw7.gif


اراكم عن قريب ...
..
في أمان الله و حفظه .

المؤلف الصغير
27-04-2015, 21:16
اخر حضور كان يوم 28/ 2 هذا العام ..
..
تسجيل حضور اليوم ..
..
ولكن هذه التارة لن أقول عن قريب ...
..
نلتقي مع الفصل الخامس حين الأنتهاء منه ...
..
للتذكير بأني لم أتجاهل الرواية .. فقط كنت في فترة ثٌبات عميق .......
و كُلي امل أني قد أستيقظت منها وبداية العودة للحركة مرة أخرى ..
...
..
.
.
في أمان الله وحفظه .. نلتقي .