PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : بقلمي '' بدون عنوان '' الفصل الأول '' النهاية ''



saberdoucen
22-05-2014, 15:38
توقفت الحياة عن النبض بالنسبة له هو الآن بدون أب ولا أم و لا أخت،يجلس أسامة في المقبرة بجانب عائلته كان الضباب يلف المكان منتشرا في الارجاء حتى أنه لا يستطيع أن يرى لأبعد من مترين لم يبرح مكانه منذ الليلة الماضية حين تم دفن جثث عائلته.كان طوال الليل يمسك رأسه بكلتا يديه وعيناه تدمعان حسرة على من فقدهم،لقد فقد حنان أمه و عطف أبيه و حب اخته الصغيرة . . أين سيذهب بعد اليوم ؟ هل سيكمل دراسته ؟ أم يعمل ؟ كل هذه الاسئلة تدور في رأسه . . غير بعيد يتكئ أحمد نائما بجانب صديقه هو الآخر بقي في المقبرة ولم يذهب إلى عمله حتى يواسي صديق طفولته في مصابه لأنه يعلم تماما ألم فقدان العائلة . .

بالرجوع إلى الأمس . .

بعد أن أضرم الايطاليان النار في بيت السيد رستم ركب الاثنان سيارة جيوفاني وعادا إلى الفندق الذي يسكن فيه امبروجيو ، كان الثلج قد غطى المكان و الطرقات قد خلت تماما من الحركة.داخل السيارة يشعل جيوفاني سيجارا من النوع الفاخر ويقول والدخان يخرج من فمه :



ما الذي حدث كيف قام رستم بتسجيل محادثتنا ؟



يرد امبروجيو بعد ان أصدر صوتا يدل على تفكير قصير: مممم لقد حدث ذلك بالصدفة حين هممت بوضع شريط لأسمع بعض الموسيقى حيث ضغطت على زر التسجيل بالخطأ و دون ان انتبه لكن ما شغلني هو مكالمتك لي. لكن بعدها انتبهت للشريط فأوقفت التسجيل في تلك اللحظة دق رستم باب غرفتي فنسيت أن اخبأ الشريط وذهبت لأستحم،لكني سمعت المكالمة بعدها بقليل لأن الصوت كان مرتفعا قليلا ثم قطع فجأة حين رجعت إلى الصالون تكلمت مع رستم وطلبت منه المغادرة لا أدري لمَ لمْ أقتله في تلك اللحظة يبدو أني أصبحت اشفق على غيري تبا . .



يرد جيوفاني باستخفاف : كم أنت غبي لا أدري هل كان من الحكمة ارسالك لقتل القنصل ''جورج ايراكلايس'' لقد اصبحت غير مؤهل لهذه العمليات لو كنت مكان السيد ماركو لكلفتك بالعمل في ايطاليا على الأقل لن تتفشى أسرارنا إن قبض عليه . .



يرمق امبروجيو جيوفاني بنظرة حادة يملؤها غضب عارم ويقول معقبا على كلامه : إن لم تتوقف عن التفوه بهذه الترهات سأجعلك تندم هل تفهم . .



يضحك جيوفاني بقوة على ما سمع و يقول : لا تنزعج أنا امزح و حسب أنا اعلم تماما أنك احد أكفأ رجال السيد ماركو وإلا لن يرسلك لعملية كهذه ، ينفث دخانا كثيفا ثم يردف : لكن ما يحيرني هو سبب التخلص من جورج في اعتقادي هو رجل مخلص ويقوم بعمله على أتم وجه . .



يرد امبروجيو : '' كان في البداية كذلك لكنه وقع تحت أيدي المخابرات التركية وهو يعمل جاسوسا مزدوجا، لقد أخبرني السيد ماركو أنه وراء تسريب معلومات عن اجتماع اليد الحمراء الأخير وقد قام بنقل بعض المعلومات حول نشاطها، لهذا وجب التخلص منه.اندهش جيوفاني لما سمعه وقال : '' هل دبرت خطة لقتله ؟ ''.



في تلك اللحظة توقف امبروجيو أمام الفندق إنه باء ضخم شاهق وفاخر ذو 5 نجوم يبدو أنه مخصص للأثرياء والشخصيات المهمة يقابله تماما مبنى السفارة اليونانية. فجأة تتوقف سيارة خلف سيارة امبروجيو ينزل منها رجل اصلع ذو شارب كث يبدو في الثلاثينيات من عمره يلبس معطفا رماديا و سروالا رماديا أيضا و تنزل من الجهة الأخرى شابة طويلة القامة شقراء ذات عيون سوداء فاتنة الجمال ساحرة القوام تتمايل يمينا وشمالا كأن وجهها قطعة من القمر تضع احمر شفاه شديد الحمرة وعلى رأسها قبعة نسائية فاتحة الزرقة ترتدي معطفا احمرا و وسروال جينز أزرق وحذاء نسائيا ذا كعب عال أحمر اللون أيضا تمسك يد الرجل و تطلق ضحكات خفيفة تصرخ بالدلال.حين مرورهما بجيوفاني وامبروجيو يمسك هذا الأخير معطفه وكأنه يخفي نفسه عنهما. فيخاطبه جيوفاني متعجبا :



'' ما بك لماذا تخفي نفسك بهذه الطريقة ؟ ''



. . يراقيب أمبروجيو الشابة و الرجل حتى دخلا إلى الفندق ثم يخاطب جيوفاني وقد رتب معطفه : '' هل رأيت ذاك الرجل ؟ إنه رجل أعمال تركي واسمه حسن فالانش لديه أحد أكبر مصانع الألبسة في هذه المدينة رجل منضبط و صارم في عمله لبق المعاملة كريم الطباع لكن كأي رجل في العالم لديه ثغرة واحدة هي حبه للهو والنساء لطالما نال أي امرأة رغب فيها لكن مع كريستين ههههههه ستكون نهايته '' يقولها بنبرة ماكرة . .



جيوفاني : '' أنا الآن لا أفهم شيئا مما تقول هلا شرحت لي أكثر ''. .



امبروجيو : '' لا داعي لذلك الآن سأشرح لك بعد المهمة سنلتقي في ليفورنو بعد يومين والآن اذهب غلى فندقك أنا متعب لقد كان يوما شاقا أريد أن ارتاح قليلا '' . .



امبروجيو :'' حسنا لك ذلك . . '' . بعد ان غادر جيوفاني إلى فندقه ينزل امبروجيو بعد ليلة دامية قضى فيها على من ادعى أنه صديقه لسنوات حتى يغطي على أعماله الاجرامية وهو الليلة يخطط لعملية أخرى للقضاء على '' جورج ايراكلايس '' اليوناني.



عند مدخل الفندق ترحب المضيفة بامبروجيو قائلة :'' عمت مساء سيد فابيو '' فيرد قائلا : '' عمت مساء آنستي شكرا '' . . عند مكتب الاستقبال يقف امبروجيو ليطلب مفاتيح غرفته التي حجزت باسم فابيو دي ماركا ،لقد غير اسمه و جنسيته إلى الاسبانية قبل مجيئه إلى المدينة حتى لا يكشف أمره . . يتكلم المضيف مخاطبا امبروجيو : '' تفضل سيد دي ماركا نتمنى لك إقامة مريحة بيننا ''



امبروجيو : '' شكرا لك هذا كرم كبير منك ، لا تنس احجز لي طاولة في البار الليلة تفضل '' يقدم للمضيف أوراقا نقدية اسبانية ويقول :'' تسل قليلا لابد أن عملك متعب . . ليلة سعيدة '' .يشكر المضيف امبروجيو متملقا :'' ااااه سيد فابيو شكرا جزيلا لم يكن هناك داع لهذا نحن نقدم خدمات متميزة للزبائن المتميزين أمثالك '' .. في ذلك الوقت كان امبروجيو قد استدار ليصعد إلى الجناح 310 أين يقيم . .



في الطابق السابع وبالتحديد في الجناح رقم 220 الذي يوجد تحت جناح امبروجيو مباشرة . يخرج السيد حسن من الحمام وهو يجفف شعره بالمنشفة، يرتدي ثوب حمام ازرقا و خفا باللون ذاته.على السرير تتمدد كريستين روزنبرغ الأمريكية كحورية على شاطئ البحر وشعرها الذهبي قد أخفى شيئا من وجهها الجميل كانت تفتن ذاك الرجل كل لحظة يراها فيها رغم أنه تعرف عليها منذ أشهر في تركيا حين قدمت طلبا لتعمل كسكرتيرة له في الشركة و بما أنها كانت عازبة و شديدة الجمال لفتت انتباهه منذ أن رآها أين قبل طلبها مباشرة وأصبح يغدق عليها بالهدايا و يخرج معها إلى الحانات و لأنها كانت حلوة المنطق و خرافية الحسن زاد تعلقه بها و أصبحت رفيقته الدائمة حتى حين قرر السفر إلى هذه المدينة أحضرها معه. ما إن رآها حتى ترك المنشفة تسقط وارتمى إلى جانبها وقال :'' لا أستطيع التصديق أنك انسان . . كيف لأنسان أن يكون بهذا الجمال ؟ ''



ترد كريستين بابتسامة تشق القلوب و هي تمسك بطرف من شار السيد حسن : '' وانا لا أصدق أن هذا شارب ؟ كيف لشارب أن يكون بهذا الطول ؟ '' ثم تنفجر ضاحكة . .



يضحك حسن لقولها ثم يردف قائلا : '' هل تعرفين شيئا ؟ أنا أندم كل يوم على كل يوم أمضيته دونك لم لم تأتي منذ زمن لماذا ؟ ''.



تمرر كريستين يدها الناعمة على خد حسن وتقول : '' لننس ما مضى المهم أنك بجانبي، ألن نذهب لحانة الفندق إنهم يقيمون حفلة الليلة ''.



يرد حسن و هو يمسك بطرف من خد الفتاة : '' طبعا سنذهب لقد حجزت طاولة لكلينا يا كريستي ''.



كريستين :'' اذا سأجهز نفسي لنذهب و أنت أيضا هيا أسرع ''.



في الطابق 8 يخرج امبروجيو وقد ارتدى طقما اسودا يبدو أنه ذاهب للحفلة المقامة في الحانة أيضا يمسك بيده سيجارا من نوع '' غوركا بلاك دراغون الفاخر '' ويضع عطرا رجاليا غالي الثمن لم يكن امبروجيو بالرجل الوسيم لكن أناقته كانت تلفت انظار كل من بالحانة و خاصة النساء كان يظهر هيبة رجل طاغية شديد السكون في معظم الأوقات لا يرافق أحدا يجلس على مقربة من طاولة البلياردو اللعبة التي يعشقها حد الادمان.في ذلك الوقت لمح دخول كريستين و السيد حسن إلى الحانة مرتدين ثيابا فاخرة،يتابعهما امبروجيو حتى جلسا على طاولتهما حينها وقعت عين كريستين على عينيه فغمزها كإشارة مبهمة ردت عليها بإيماءة وكأنها تفهم ما لمح إليه.



السيد حسن :'' ماذا تشربين يا عزيزتي كريستي ؟ ''.



كريستين :'' أريد كأسا من الصودا لا رغبة بالشرب هذه الليلة ماذا عنك ؟ ''.



السيد حسن : '' سآخذ ما تريدنه أنت وان كان سما هههههه ''.



ترد كريستين في دلال :'' اوووه حسن لا تقل هذا حسنا سأطلب الفودكا هل أنت موافق ؟ ''.



السيد حسن :'' طبعا أوافق ويا حبذا لو تلامس شفتيك حتى يزيد طعمها حلاوة ".



كريستين :'' ههههه لقد اصبحت مشاغبا هذه الأيام حقا أنت هلاك كل بنات حواء كل من تسمع كلماتك لن تستطيع المقاومة. حسنا لطالما سألت نفسي لم أمضي كل هذا الوقت مع رجل ذو شارب طويل مثلك لكن يبدو أن لسانك هو السبب. سأذهب لاحضار طلباتنا بنفسي لا داعي لطلب النادل ''.وحين همت بالوقوف القت بنظرة لامبروجيو واشارة برأسها وكأنها تطلبه فأشار برأسه وكأنه فهمها.عند الساقي طلبت كريستين كأسين احدهما صودا والآخر فودكا لحسن إلى أن وقف بجانبها امبروجيو وقال : '' مرحبا كريستين ''.



فردت : '' أهلا فابيو ''.



امبروجيو ضاحكا :'' ممممم أنت تؤدين دورك بشكل رائع.المهم ليس لدينا وقت حين تذهبين الحي عليه ليلعب البلياردو سأكون بانتظاره على الطاولة ''.



كريستين :'' أوكي افعل ذلك سأذهب الآن ''.ثم تعود إلى الطاولة، في تلك اللحظة يذهب امبروجيو لطاولة البلياردو ويبدأ اللعب إن يديه ساحرتان لا يكاد يضيع كرة واحد يبدو أن لديه خبرة كبيرة في اللعبة.بينما يشرب حسن الفودكا تقول له كريستين و هي تنظر إلى طاولة البلياردو :''حسن أنا اريد أن العب البلياردو هلا قدمت معي ؟''.



يرد حسن في ذهول :'' هذه أول مرة أرى امرأة تلعب البلياردو ! ''



كريستين :'' ههههههه الم تقل انك لا تصدق انني انس ؟ اذن تعال أريك ما تستطيع هذه المرأة فعله في العاب الرجال . .''.



تمسك يده بسرعة حتى انه بالكاد وضع الكأس على الطاولة واتجها نحو الطاولة أين كان يلعب امبروجيو و هو يقول : '' حسنا يا صديقي لم تبق لي سوى الكرة السوداء اختر انت أين اضعها ''.



الرجل :'' يا لك من رجل مغرور''و يرمي عصا اللعب حينها انفجر امبروجيو ضاحكا وهو يحرك رأسه متأسفا.



كريستين :'' مساء الخير سيدي هل أستطيع مشاركتك اللعب ''.



امبروجيو :'' طبعا آنستي الجميلة لك ذلك مع أني اشك أن مثلك تستطيع هزيمتي ''.



كريستين :'' ومن يدري لنعرف ذلك على الميدان ما رأيك ؟''.



امبروجيو:'' مممممم انت واثقة من نفسك أحب هذا النوع من النساء ".بدأ اللعب كريستين أيضا لاعبة محترفة لكن امبروجيو تعمد تركها تهزمه لم يصدق حسن ما رأته عيناه تلك الفتاة الناعمة استطاعت هزيمة رجل لم يقدر عليه امهر اللاعبين في الحانة.حين انتهت اللعبة امسك امبروجيو يد كريستين وقبلها ثم قال :'' أنا اعترف لك مرة ثانية أنت من النوع الذي أحبه من النساء كما أن جمالك يفوق خبرتك في اللعب صدقيني . . ''.



يغتاظ حسن لما يسمعه ولكن يكظم غضبه حتى لا يفسد فرحة حبيبته.ترد كريستين :'' ااااه لم الأمر سهلا أنت أيضا لاعب ماهر ''.



امبروجيو متجاهلا حضور السيد حسن :'' تفضلي معي لنشرب كأسا '' يمسك يدها و كأنه يأخذها للساقي.تنظر كريستين في عجب إلى حسن الذي أمسك امبروجيو من كتفه قائلا بنبرة عالية :



'' ما بالك أيها الرجل ألا تراني معها ؟ هل أنت اعمى ؟''.



امبروجيو :'' اااااه معذرة سيدي لم اعلم أنها برفقتك . . على كل فلترافقنا لنشرب كأسا ''.



يمسك حسن يد كريستين و يرفعها من يد امبروجيو ويرد :'' لا لن نذهب معك إلى اي مكان و اترك يدها و إلا سحقتك كالحشرة أتفهم ؟"ترك امبروجيو الفتاة و اتجه نحو طاولته مبديا بعض الخوف الزائف.



السيد حسن :'' كريستين هيا لنعد إلى الغرفة لم يبق لي مزاج لأبقى هنا ''.



كريستين :'' عزيزي لا داعي لكل هذا الغضب حسنا لا تنزعج لنغادر المكان''.و صعدا إلى جناحهما.



في الغرفة دخلت كريستين لتغير ملابسها و جلس حسن على السرير بانتظارها.فجأة دق الباب،و سمع صوت يقول :'' خدمة الغرف سيد حسن لقد احضرنا لك ما طلبت ''.



حسن متعجبا :'' لم أطلب شيئا انتظر قليلا . . كريستي هل طلبت شيئا ؟''.



كريستين :'' نعم حبيبي أرجوك اتكره يدخله''.عندما فتح حسن الباب وجد امبروجيو فقال :'' هذا أنت ماذا تفعل هنا ثم إين الخادم ؟''.لم ينبس امبروجيو ببنت شفة و احنى رأسه وكانه ينظر إلى شيء في الأسفل حينها نظر حسن ليرى ما الذي ينظر إليه فكان ما هز فرائسه إنه مسدس مع كاتم للصوت قريب منه فرفع رأسه بسرعة حينها وضع امبروجيو سبابته على فم حسن وهمس في اذنه :'' ادخل دون ضجة ''.اغلق امبروجيو الباب ورافق حسن إلى الصالون أين كانت كريستين تنتظره وقد ارتدت معطفا اسودا وسروال جينز ازرق مع قفازات جلدية و حذاء وكأنها تستعد للخروج.



امبروجيو :'' كريستين احضري شريط التسجيل وضعيها على آلة الفيديو ''.



حسن في ذهول :'' كريستي ما الذي يحدث ؟ ماذا هناك ؟ ''.



امبروجيو :'' لا تقلق سيد فالانش ستعرف بعد قليل ''. احضرت كريستين شريط فيديو وآلة تشغيل وعندما شغلت الفيديو كانت صدمة السيد حسن كبيرة لقد شاهد كل لحظة قضاها مع الجاسوسة كريستين روزنبرغ وسمع كل ما قاله عن المخابرات في بلده والمعلومات التي سربها حول نشاط بعض شخصيات الدولة التركية.لم يصدق أن حبيبته لمدة اشهر والتي كانت نديمته في كل خطوة يخطوها ماكانت سوى للايقاع به في شباك امبروجيو جيانو أحد رجال ماركو فيسكونتي رجل الاعمال الايطالي المشهور الذي يدير مجموعة من القتلة المأجورين عبر أنحاء اوربا يعملون تحت مجموعة تسمى " اليد الحمراء " هدفها تجنيد جواسيس وعملاء عبر انحاء العالم لقدموا معلومات حول نشاط الدول وأجهزتها الدبلوماسية و المخابراتية اضافة إلى تصفية خصوم هذه المجموعة و الخونة ممن يتخلون عن الوفاء لها.وقع السيد حسن على ركبتيه مذعنا لأجراس الموت التي دوى صوتها معلنا مأتمه في تلك الليلة إلى أن هزت خفقان قوي حين وضع امبروجيو المسدس على جبهته.



امبروجيو :'' كريستين خذي مفاتيح جناحي واحضري الحقيبة انها تحت سريري ''ورمى المفاتيح لتلتقطها كريستين ثم خرجت باتجاه الطابق 8 أين دخلت الجناح و حملت الحقيبة السوداء التي تحتوي على القناصة مع معداتها.حين رجعت إلى الغرفة كان امبروجيو قد اجلس السيد فالانش على كرسي موجها المسدس نحوه.فتحت كريستين الحقيبة أمام السيد حسن الذي قال وعلامات الخوف بادية على وجهه :'' وماهذا ايضا ؟ هل تريد قتلي بالقناصة ألم يكفك ما بيدك ؟''.



امبروجيو ضاحكا بمكر :'' كم أنت خفيف الظل سيد فالانش حتى وانت تموت هههههه.كريستين اعطه الصورة ''.



حسن :'' عن أي صورة تتكلم ؟''.تقدم كريستين صورة القنصل اليوناني '' جورج ايراكلايس ''وتقول :'' هذه صورة القنصل اليوناني هو الآن في اليونان و سيعود غدا ليلا ستقوم بقتله بهذه القناصة ''.



تجحظ عينا السيد فالانش ويردف قائلا :''' ما ما ماذا ؟ اقتل القنصل ؟ ولكن لماذا ما شأني ؟ ثم إن حياتي ستنتهي لو اكتشف أمري لا لا يمكن أن أفعل هذا ".



امبروجيو :'' اسمعني سيد فالانش الأمر ليس بيدك الآن نحن من يمسك زمام الأمور ثم إن حياتك رهن بأيدينا فإن لم يقتلك غيرنا سنقتلك نحن إلا إن نفذت ما نطلبه منك في تلك الحال ستذهب معنا إلى إيطاليا و سنعطيك أموالا لن تكسب مثلها أبدا في حياتك اضافة إلى أن كريستين ستبقى معك إلى الأبد''.



يقول السيد حسن و قد فقد الأمل في هذه الحياة :'' ومن يضمن لي ذلك ؟ ''.



امبروجيو :'' لا أحد يضمن لك ذلك لكن أنا أضمن لك أنك إن لم تفعل سأقتلك الآن و فورا وحتى وإن هربت سأقوم بارسال هذا الشريط إلى المخابرات التركية حينها ستكون ميتا لا محالة اذن اختر الموت هنا أو في تركيا أو الحياة في إيطاليا ''.



السيد حسن :'' لكن هناك مشكلة أنا لا أجيد استعمال القناصة '' يقولها مراوغا لعله يحصل على نفس جديد للحياة لكن كريستين تقاطعه قائلة:'' كف عن المراوغة لقد رأيتك تقتنص الأرانب في تركيا لم ينج أرنب واحد سقطت عليه عينك ''.



امبروجيو :'' سيد فالانش نحن نعلم كل شيء عنك ونحن متأكدون من عملك لذا ليس هناك داع للمراوغة، أنا لا أريد ان اطيل الكلام لذا اسمعني بانتباه ستقوم ليلا بمساعدة كريستين بقتل القنصل جورج.سيصل إلى هنا على الساعة 22:00 ليلا احذر لا نريد اخطاء.بعد ان تنهي العملية تنسحب انت وكريستين بهدوء من الفندق سأكون بانتظاركما خارجا.يمنع عليك الخروج نهائيا من جناحك اذا اردت شيئا اطلبه من خدمة الفندق و انتبه اذا تفوهت بكلمة واحد ستكون نهايتك هل هذا مفهوم ''



السيد حسن :'' حسنا ليكن ذلك ''.

امة القادر
22-05-2014, 20:33
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قرأت الجزء الذي كتبته، وقد اثار اهتمامي اسلوبك في الكتابة واختيارك لهذا النوع من القصص.. تذكرني بالقصص البوليسية من الطراز العالمي ما شاء الله..

طبعا لم ادقق كثيرا في الكتابة من الناحية اللغوية، فقد كنت مهتمة جدا بفكرة القصة ومتابعة احداثها!! القصة بالفعل مشوقة جدا، واختيارك لابطال من (تركيا) وبأسماء عربية (مسلمين ) يزيد من اهتمامي صراحة لقراءة الرواية، اريد ان اعرف ما سترسو عليه الاحداث!!!!! خاصة لمعرفة الرابط العجيب بين البداية وما آلت اليه الاحداث، فهل حسن مثلا هو والد اسامة؟؟ ام ان اسامة هو ابن القنصل؟؟؟

المهم قبل أن اكتب لك ردا هنا، نظرت في مواضيعك السابقة فوجدت روايتك (رجل من رماد)، أظنك ستعيد كتابتها هنا من الفصل الخامس.. اليس كذلك؟؟ ومن خلالها خمنت ان اسامة قد يكون ابن رستم!!:e40e:

على كل حال تلك الرواية ذات بداية رائعة ايضا اقصد (رجل من رماد)، لقد اثارت اهتمامي شخصية (كنان) بعد ان قرات الفصل الاول فيها...

لا أعرف ماذا أقول أكثر، لكن القصة بالفعل تستحق الاهتمام جدا ما شاء الله، اسلوبك في الحبكة والافكار يشبه اسلوب المحترفين العالميين في الكتابة(ما شاء الله)، حتى انها توحي لقارئها انها قصة مترجمة من رواية اجنبية عالمية!!
ولولا ضيق الوقت لاسترسلت في الكلام أكثر، وسأحاول في اقرب فرصة(اذا شاء الله) أن اتابع قراءة الفصول الثلاثة (2،3،4) من رواية (رجل من رماد) إن شاء الله..

أرجو لك التوفيق دائما لما يحب الله ويرضى..

في امان الله

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

saberdoucen
24-05-2014, 07:33
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قرأت الجزء الذي كتبته، وقد اثار اهتمامي اسلوبك في الكتابة واختيارك لهذا النوع من القصص.. تذكرني بالقصص البوليسية من الطراز العالمي ما شاء الله..

طبعا لم ادقق كثيرا في الكتابة من الناحية اللغوية، فقد كنت مهتمة جدا بفكرة القصة ومتابعة احداثها!! القصة بالفعل مشوقة جدا، واختيارك لابطال من (تركيا) وبأسماء عربية (مسلمين ) يزيد من اهتمامي صراحة لقراءة الرواية، اريد ان اعرف ما سترسو عليه الاحداث!!!!! خاصة لمعرفة الرابط العجيب بين البداية وما آلت اليه الاحداث، فهل حسن مثلا هو والد اسامة؟؟ ام ان اسامة هو ابن القنصل؟؟؟

المهم قبل أن اكتب لك ردا هنا، نظرت في مواضيعك السابقة فوجدت روايتك (رجل من رماد)، أظنك ستعيد كتابتها هنا من الفصل الخامس.. اليس كذلك؟؟ ومن خلالها خمنت ان اسامة قد يكون ابن رستم!!:e40e:

على كل حال تلك الرواية ذات بداية رائعة ايضا اقصد (رجل من رماد)، لقد اثارت اهتمامي شخصية (كنان) بعد ان قرات الفصل الاول فيها...

لا أعرف ماذا أقول أكثر، لكن القصة بالفعل تستحق الاهتمام جدا ما شاء الله، اسلوبك في الحبكة والافكار يشبه اسلوب المحترفين العالميين في الكتابة(ما شاء الله)، حتى انها توحي لقارئها انها قصة مترجمة من رواية اجنبية عالمية!!
ولولا ضيق الوقت لاسترسلت في الكلام أكثر، وسأحاول في اقرب فرصة(اذا شاء الله) أن اتابع قراءة الفصول الثلاثة (2،3،4) من رواية (رجل من رماد) إن شاء الله..

أرجو لك التوفيق دائما لما يحب الله ويرضى..

في امان الله

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته أما بعد أشكرك على مطالعتك للقصة وكما خمنت فقد قررت اعادت بناء القصة من هذا الفصل حتى أكسبها قليلا من الغموض لأني لاحظت عدم اقبال الاخوة القراء عليها لا أدري ربما اسلوبي لم يكن في المستوى او أن مثل هاته القصص لم يعد لها قراء كالماضي وهذا صراحة احبطني فعزفت عن المضي في احداثها رغم أنها تحتوي أفكارا معقدة جدا . . .

امة القادر
26-05-2014, 04:25
و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته أما بعد أشكرك على مطالعتك للقصة وكما خمنت فقد قررت اعادت بناء القصة من هذا الفصل حتى أكسبها قليلا من الغموض لأني لاحظت عدم اقبال الاخوة القراء عليها لا أدري ربما اسلوبي لم يكن في المستوى او أن مثل هاته القصص لم يعد لها قراء كالماضي وهذا صراحة احبطني فعزفت عن المضي في احداثها رغم أنها تحتوي أفكارا معقدة جدا . . .

سبحان الله.. وجدت معي فسحة من الوقت، أو بالأحرى رغبت بـ (تغيير جو^^) فخطر لي فورا أن أتابع فصول (رجل من رماد) كما أخبرتك من قبل وكنت أحدث نفسي بأنني سأرد عليها هنا، لكونك ستعيد بناء الفصول من جديد،، لكنني فوجئت بأن الفصول لم تعد موجودة):
ربما هذا أفضل حتى تركز على القصة هنا، لكنني كنت متحمسة جدا للقراءة حتى انني حدثت احدى الاخوات عنها من فرط الحماسة، وقدر الله وما شاء فعل، لعله خير(:

أتعرف أخي.. ان قصتك من النوع الذي يصلح للنشر (بإذن الله)، خاصة وانها من نوع (الجاسوسية/ البوليسية) وليس من السهل أن تجد من يتقن الحبكة في هذا المجال، ثم ان اسلوبك سلس وجميل، ناهيك عن التشويق الكبير الذي أجبرني على العودة هنا مرة أخرى(؛
كل ما تحتاجه بعض المراجعات والتنقيح والنفس الطويل حتى تخرج بأبهى حلة ان شاء الله.. وأسأل الله لك التوفيق

في الحقيقة لقد اثار اهتمامي جدا اختيارك لهذه النوعية من الشخصيات والجنسيات والمسميات، حتى أنني لا استطيع منع نفسي من التفكير بالمسار الذي ستسلكه الرواية وما الذي ستنتهي عليه، هناك العديد من الافكار التي خطرت ببالي بهذا الشأن، ولا أدري إن كانت ستوافق ما ستكتبه أم لا، وها نحن بالانتظار إن شاء الله(:

في أمان الله

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

L'OCCITANE
26-05-2014, 04:41
:e303:
و عليكم السلام و رحمه الله و بركاته ~

قرأت أول سطر من القصة و حقيقةً أسلوبكـ جداً رائع ،
برب بتابع القراءة و بعدها برد أعلق على القصة ~

saberdoucen
26-05-2014, 11:47
شكرا لكما على التعاليق الرائعة والمحفزة حقيقة لقد اعطيتماني نفسا جديدا في المضي في كتابة القصة وان شاء الله سأعمل على اتباع نصائحكما ^_^

تتمة للفصل الأول . . .



مرت تلك الليلة و كأنها ألف عام على السيد فالانش وبقي طوال الليل مكبلا إلى كرسي تقابله الجميلة تحمل مسدسا ظلت تراقبه دون أن يغمض لها جفن،يبدو أنها مدربة على ذلك.بقيا على هذا الحال حتى حل الليل واصبحت الساعة تشير إلى 21:30 حينها فكت كريستين وثاق السيد فالانش ليجهز نفسه للعملية ارتدى لباسا أسود اللون حتى لا يرى في الليل وقام باخفاء وجهه بقناع اسود لا يظهر منه سوى الأنف والعينين وقام بتركيب كاتم الصوت على القناصة و منظار للرؤية الليلية وتقدم نحو النافذة المقابلة لمبنى القنصلية اليونانية تحت مراقبة كريستين.



في الخارج كان امبروجيو داخل سيارته على بعد أمتار من الفندق يراقب ما سيحدث إلى أن بدأت سيارات الأمن تتوقف أمام القنصلية لإجراء التجهيزات الأمنية قبل وصول القنصل من المطار.ليس للسيد حسن إلا فرصة واحدة يجب أن ينفذ العملية بسرعة لأن أي خطأ قد يتسبب في فسل العملية.في هذه اللحظة وصلت السيارات التي تقل السيد جورج ايراكلايس إلى مبنى القنصلية إنها اللحظة الحاسمة.يضع السيد فالانش عينه على منظار القناصة ويسدد نحو سيارة القنصل وبمجرد نزوله وبعد أن خطى الخطوة الأولى نحو مدخل البناية اخترقت رصاصة رأسه فأردي قتيلا يسبح في بركة من الدماء اختلطت بالثلج المتساقط حول المدخل.بدأ صراخ الحرس الشخصي يتعالى وعناصر الأمن الذي تجمعوا حول جثته وبعد دقائق أصبح المكان يعج بأفراد الأمن والشرطة للتحقيق في هذه الجريمة البشعة . .



في الجناح 220 وحين انهى السيد فالانش مهمته استدار قائلا :'' هيا علينا أن نخرج قبل أن يكتشف أمرنا لا شك أنهم سيقومون بتفتيش الفندق بحثا عن القاتل ''.لكنه فوجئ بالمسدس موضوعا على رأسه واذا بكريستين تطلق عليه طلقة واحدة اردته طريح الأرض جثة هامدة



وقالت :'' اووووف وأخيرا تخلصت منك يا ذا الشارب الطويل المقرف '' وبزقت عليه ثم خرجت من الغرفة مباشرة نحو سيارة امبروجيو ليتجها إلى فندق آخر سبق لأمبورجيو وأن حجز جناحا لكليهما فيه.



بعد يومين . . كان أسامة يجلس مع أحمد بالقرب من الميناء حتى لمح أسامة السيد امبروجيو يقود سيارته إلى جانبه امراة حسناء في تلك اللحظة تذكر كلمات أبيه قبل موته فأشار له ليلفت انتباهه لكنه لم يره فقال لأحمد :'' أحمد تعال معي لنذهب إلى مرآب أبي أريد ان اتحقق من شيء ما ''.



أحمد:'' ماذا هناك ؟''.



يركض أسامة نحو المرآب بسرعة دون ان يرد على صديقه،أحمد:'' هااااي إلى أين تذهب انتظر'' ثم يلحقه.حين وصل أسامة وأحمد إلى المرآب كان محترقا قليلا مقارنة بالمنزل الذي أصبح رمادا حينها دخل أسامة وهو يردد '' امبروجيو . . السيارة . . أمبروجيو . . السيارة '' أحمد لم يفهم فراح يشير بحاجبيه في إشارة إلى استغرابه من قول صديقه فجأة راح أسامة يتفحص آخر سيارة كان يصلحها أبوه ثم قبع تحتها فإذا به يجد شريطا مخبأ بطريقة ما داخل السيارة قام باخراج وراح يقلبه في استغراب نظر إلى أحمد و قال :'' أتعلم شيئا ؟ أبي قبل أن يموت كان يردد امبروجيو . . السيارة . . امبروجيو السيارة . . في البداية لم أفهم ما معنى هذا حتى رأيت ذلك الرجل الذي حدثتك عنه لا شك أن هناك أمرا يتعلق به في هذا الشريط لنرى ما الأمر هيا ''



أحمد :'' هلا شرحت لي قليلا انا حقا لا أفهم شيئا مما تقوله ؟ ''



أسامة :'' لنذهب إلى منزلك و ستفهم كل شيء ''



في منزل أحمد وضع أسامة الشريط فسمع المكالمة التي دارت بين جيوفاني و امبروجيو في اليوم الذي تم احراق منزله و اكتشف أنهما وراء عملية اغتيال القنصل اليوناني. لهول ما سمع وقع أسامة في حيرة و لم يدر ما يفعل فالرجل عائد إلى ايطاليا وليس له سبيل للوصول اليه.فكر قليلا ثم قال لأحمد : '' أحمد هل تستطيع أن تؤمن لنا طريقة نهرب بها إلى ايطاليا ؟ ''

'' ما الذي تقوله كيف لي أن أفعل هذا ؟ هذا ييحتاج أموالا طائلة وأنا كما تعلم لا قبل لي بهذا . . ''

'' لقد خطرت ببالي فكرة ما رأيك لو هربنا في احدى بواخر الشحن إلى ايطاليا ؟ ''

'' هل أنت مجنون ؟! ثم ما الذي سنفعله هناك أم أنك تفكر في الانتقام ؟ ''

'' وهو كذلك يا أحمد لن أترك دم عائلتي مهدورا بهذه السهولة إما أن أنتقم أو ألحق بهم هذا قراري الأخير '' . . يقولها وهو يقف منتفضا

'' على رسلك يا أسامة الأمر ليس بهاته البساطة يجب أن نعرف من هو عدونا قبل أن نتحرك ''

'' حسنا الآن أنا سأذهب الآن لأجهز نفسي للرحيل ''

'' حسنا حسنا هناك باخرتان ايطاليتان سترسوان في الميناء هذه الليلة ربان احداهما رجل طيب وقد يساعدنا في الهروب ما رأيك ؟ ''

'' حسنا جهز نفسك للرحيل سنبدأ حياة جديدة '' بكلمات ملؤها التحدي يغادر أسامة وقد عزم على ملاحقة امبروجيو جيانو قاتل عائلته .

************************

سأعود بعد تعديل الفصول الأخرى ان شاء الله قراءة ممتعة للجميع

saberdoucen
27-05-2014, 20:15
الفصل الثاني '' آخر سيجارة ''

'' هكذا يا زينب جئت إلى ايطاليا ومنذ ذلك الوقت أنا عضو في اليد الحمراء ولا شك أن ماريو هذا الذي يستغلك الآن هو احد أعضائها السريين ''

يجلس كنان مع فتاة تبدو ذات ملامح ساحرة تتكللها تقاسيم التعب والاعياء والجوع . . كان اسمها زينب سوداء العينين ذات شعر بلون عينيها و سمرة عربية و شعر تغازله نسائم ذلك الجو الغائم الذي ينبئ بليلة ماطرة . . يجلس كنان و زينب على سطح منزله المطل على ارجاء مدينة ليفورنو التي تكتسي مع قدوم الليل حلة الظلام . .
يحمل الولاعة الملقاة بجانبه ويشعل سيجارة اخرى . . ثم يفتح مذكرته اليومية التي بين يديه و يكتب :

'' ما أقسى أن تشعر أنك لعبة . .

مسكين انت حين تظن أن المال يجعلك أذكى . .

ان القسوة تجعلك أقوى . .

وان الانتقام يجعلك انسانا . .

ستبقى مجرد دمية . . يلعب بها القدر . . ''

تسقط قطرات على صفحات المذكرة المشتعلة بكلمات الحزن والقسوة . . لم يكن المطر بل كانت دموع كنان تتناثر يمينا وشمالا على اسطر الصفحات تكتب كلمات بحبر شفاف لا تقرؤها إلا عيون عاشت لحظات مؤلمة . . يبتسم ذلك الشاب في استهزاء ثم يتمتم قائلا :

'' ربما الليلة ستكون آخر ليلة لك ايها الدمية كنان . . ''

'' ماذا تقصد بآخر ليلة يا أسامة ؟ ''

'' لا عليك يا زينب إنها مجرد كلمات عابرة . . ''

'' وما سر تلك الدموع اذا ؟ ''

'' ههههه انت لم تعتادي علي انا سريع التأثر حتى اني ابكي لأتفه الأمور . . .''

'' أتدري شيئا ؟ إن كل ما قلته لي عن نفسك لم يكن سوى قطرات من بحر . . لا اصدق ان دموعك تلك كانت للا شيء لا شك أنك تخفي الكثير ''

'' سنكمل حديثنا غدا و سنضع خطة لنوقع بماريو في الاسكندرية . . الآن علي أن اخرج عندي عمل هام هيا اخلدي للنوم '' . . بعد أن دخلت زينب إلى غرفتها ينهض كنان وقد أغلق مذكرته و رمى سيجارته لتهوي إلى أسفل البناية . تبرق السماء و يدوي رعد شديد يهز أطراف المدينة . حينها كان كنان في غرفته وقد انتهى من ارتداء ملابسه التي اعتراها سواد فاق ظلمة شوارع المدينة . و كأنه على موعد للقاء شخص ما . . يحمل كتابا كبيرا و يغلق باب غرفته بهدوء ثم يتجه نحو الباب . . حين مروره بالصالون رأى العم عصمان و هو رجل حفر الزمن على وجهه تجاعيد غائرة ذو بشرة صفراء تحكي قصص السنوات السبعين نائما على الأريكة كالطفل الصغير . يسير نحوه بتأن حتى يغطيه جيدا لأن الجو كان باردا تلك الليلة و عندما هم بفعل ذلك فتح العم عينيه وقال :

'' ابني أين أنت ذاهب في هذا الوقت المتأخر ؟

أبي أرجوك كم مرة عليك أن تسألني هذا السؤال ؟ لقد قلت لك أني أعمل ليلا . .

ابني لم تحدثني يوما عن عملك هذا ثم إني قد وجدت قطرات دماء على أحد سراويلك . . هلا شرحت لي ذلك ؟!

يتلعثم كنان في ذهول مما سمع و في حيرة كان يبحث عن كذبة يسكت بها ذلك العجوز . . فجأة يرن هاتفه لقد وصلته رسالة نصية من رقم مجهول مفادها :

''tutto e pronto. .Hai solo un'ora per completare la missione''

'' اسرع معك ساعة لتنهي المهمة . . كل شيء جاهز ''

ماذا هناك يا كنان لقد تغيرت ملامح وجهك فجأة . .


'' لا عليك يا أبي انا بخير لكن علي أن اذهب الآن لقد تأخرت عن عملي . . تصبح على خير . .

'' انتظر ماذا ستفعل بذلك الكتاب الكبير هل هو جزء من عملك ؟

'' أبي أنت تعرف اني أحب القراءة هي تسليني في أوقات الفراغ . .addio papa

يخرج كنان من المنزل و يتجه يمينا في خطوات متأنية ،حينها بدأت قطرات بالنزول معلنة بدأ معزوفة المطر . . على بعد أمتار من المنزل تتوقف سيارة اجرة بجانب كنان . . يكلمه السائق :

'' هل أنت ذاهب إلى مكان ما أيها الشاب ؟

نعم . . هلا أوصلتني إلى محطة القطار . .

طبعا اصعد يا سيدي . . ''

تسير السيارة في المدينة التي قد فرغت شوارعها من الناس هروبا من الأمطار . . يخاطب السائق كنان قائلا :

'' لقد حل الشتاء وحل موسم البرد القارص لا أحب لنفسي الآن من كأس شوكولا ساخن . .

هذا صحيح أنا أيضا احب شراب الشوكولا الساخن في مثل هذا الجو . .

يقول السائق :

'' يبدو أنك لست من إيطاليا لقد عرفت ذلك من لكنتك تبدو مختلفة . .

'' هههه هذا صحيح لطالما قال لي الناس هنا مثلما تقول . . أنا لست إيطاليا بل تركيا في الحقيقة لكن عندي الجنسية الإيطالية أعيش هنا منذ سنوات طويلة واعمل في محطة القطار . .

'' هذا جيد . . يقولها في استغراب حتى أن تقاسيم وجهه لا توحي بالتصديق . .

وصلت السيارة إلى المحطة يسرع كنان في الدخول بسبب اشتداد هطول المطر و دوي الرعد و و وميض البرق . .

داخل المحطة يجلس رجل بعمر ال 50 سنة أو أكثر بقليل ينتظره و ما إن رأى كنان حتى قام يلوح له بيده ليراه . يومئ له كنان و يتقدم نحوه

ليجلسا معا على طاولة واحدة عندها يقول السيد دانتي :

'' لقد تأخرت يا كنان لم يتبق وقت كثير سيأتي الرجل في أي لحظة . .

'' لا تقلق يا عزيزي سيكون قتله اسرع مما تتصور . . كل ما عليك هو قطع الكهرباء وان تنتظرني في الخارج بالسيارة كما اتفقنا . .

'' حسنا يا كنان لكن أريد عن أسألك عن شيء ما . .

'' ماهو ؟

'' بخصوص اجتماعنا بالسيد ماركو فيسكونتي حول عملية قتل ناظم الياقوتي اليوم ، لما أنهى كلامه طلب مني الخروج و

'' انفرد معك في مكتبه ، كأنه كلفك بمهمة ثانية . .

'' عن ماذا تتحدث يا دانتي لا يمكن أن يطلب مني السيد فيسكونتي شيئا كهذا . .

'' كنان أنا وأنت وكل الرجال الذين يعملون لدى السيد فيسكونتي دمى بالنسبة له ، وهذه الدمى تتحرك لتقتل كل من يسعى للقضاء على فيسكونتي أو من يشكلون خطرا على حياته أو حياة عائلته . . لكننا يخاف بعضناا من بعض ولا يأمن أحدنا الآخر . . لأننا ببساطة قتلة و أيدينا مضرجة بدماء الكثيرين حتى أصدقائنا و عائلاتنا . . يقولها ببرودة و جفاف يصعقان كنان غضبا لكنه يخفي غضبه بذكاء . . لقد مر أمام عينيه لوهلة طيف لصديق أبيه كان دائم التردد على بيته حين كان شابا صغيرا . ذلك الصديق الذي كان سببا في موت عائلة كنان ذبحا . . أبوه وأمه وأخته الصغيرة ذات 5 سنوات . . كل ذلك كان من أجل المال . . نعم المال . .

'' سيد دانتي ليس لدينا وقت لمثل هذه النقاشات ، حتى إن كنت خائفا مني و قررت أن تقتلني لن تستطيع لأني الوحيد المكلف بقتل الياقوتي كما انك لو قتلتني الآن لن تنجو من عقاب رجال فيسكونتي . . و أنا اعذرك على كل حال فحياتنا الآن مليئة بالخوف والخيانة والشك والغدر . . لكن اطمئن لم يحن وقت موتك على يدي ربما بعد قليل يأتي دورك هههههههه . . يقولها مازحا لن تقتلني قبل الرجل لقد بدأنا يا كنان لقد أتى . .

يقف كنان حاملا كتابه ويتجه للجلوس بمكان داخل المحطة أين يجلس رجل اصلع يشد شعره السفلي من الخلف يبدو في 50 من عمره يحمل محفظة جلدية سوداء و يرتدي طقما اسودا كسواد عينيه ذو بشرة بيضاء . . حينها يصل امبروجيو إلى غرفة توصيل الكهرباء و ينتظر الاشارة . . رن هاتف الرجل فأخرجه بسرعة و فتح المكالمة :

'' ألو . . نعم سيدي أنا في محطة القطار . . نعم إلى فينا . . نلتقي هناك حسب الموعد . . مع السلامة سيدي . . ''

يقوم كنان من مكانه إلى دورة المياه . . لقد كانت خالية من الناس يفتح كتابه و يخرج منه مسدسا و كاتما للصوت و بينما يقوم بتركيبه يتمتم بصوت خافت :

'' تريد الفرار إلى فينا الآن بعد كشفت خيانتك لماركو فيسكونتي ؟ ستموت لكن على طريقتي هذه المرة ''

ووضع المسدس على خصره و خرج عائدا إلى المحطة . .

'' على الركاب المتجهين إلى مدينة فينا التوجه نحو القطار حالا قبل انطلاقه ''

صوت في المحطة يتقدم كنان ببطئ نحو السيد ناظم قائلا :

'' هذه آخر ليلة لك سيد ياقوتي استمتع بآخر لحظات حياتك . . ''

امة القادر
28-05-2014, 17:27
السلام عليكم(:

بما انني قرأت الفصل الاول من "رجل من رماد" فالمقارنات تأتي بتلقائية الى ذهني لذا ارجو المعذرة:em_1f605:
لقد اعجبني مقطع "كنان" سابقا وكنت في لهفة لمعرفة المزيد عنه فإذا به (اسامة) نفسه!! هذا يزيد الموضوع حماسة، كيف اصبح اسامة عضو في تلك الجماعة!!
حسنا يبدو انك اضفت شخصية جديدة "زينب" وهذا يجعلنا نتوقف عندها قليلا..

الاسم (زينب) والملامح العربية يجعل انطباع القارئ عنها يتجه نحو كونها من اسرة ملتزمة او محافظة على الاقل، فاستخدام الاسماء العربية على غرار زينب ، خديجة، عائشة، فاطمة،..الخ تطلقه غالبا العائلات العربية الملتزمة على بناتها، بالطبع لا يشترط ان تكون كل واحدة تحمل هذه الاسم مثال للشخصية المتدينة في الحياة الواقعية، لكن بشكل عام هذه اول انطباع يتبادر الى الذهن، أما في تركيا مثلا فقد تجد اسم زينب أكثر شهرة بين الفتيات وقد لا نتوقع من عائلاتهن ان تكون متدينة (والسبب معروف في تركيا) لذلك اضافتك لوصف الشخصية (زينب) بأنها ذات ملامح عربية يضيف معلومات بشكل غير مباشر عن الخلفية الدينية لهذه الفتاة والذي يجعلنا نتساءل، ما الذي يجعل فتاة مثلها تنضم الى تلك المجموعة وتحادث ذلك الشاب المدعو كنان؟؟ هل هو قريبها وما علاقتها به؟؟ وهل تقيم معه في البيت نفسه مثلا!!!! أم انها ابنة (عصمان)!!!! يبدو انهما على علاقة وطيدة مع بعضهم البعض فقد نادت كنان باسمه الحقيقي اسامة، وهذا يدل على انها مقربة منه، فهل هي خطيبته مثلا!!!!!
أمر كهذا لا يمكن أن يمر عبثا لذلك اتوقع ان اجد تفسيرا لهذه التساؤلات في الفصول القادمة ان شاء الله^^

بالمناسبة هذا الكلام لا ينطبق على الاسماء العربية، ففي القصص الاجنبية تجد مثلا بعض الاسماء التي تدل على خلفيات العائلة، مثل اسم " جابرييل/ جابرييلا" فهي من الاسماء السائدة بين الاسر المتدينة والتي لها ارتباط قوي بالكنسية، وهكذا..



[COLOR="#FF0000"][SIZE=4]

ليجلسا معا على طاولة واحدة عندها يقول السيد دانتي :

'' لقد تأخرت يا كنان لم يتبق وقت كثير سيأتي الرجل في أي لحظة . .

'' لا تقلق يا عزيزي سيكون قتله اسرع مما تتصور . . كل ما عليك هو قطع الكهرباء وان تنتظرني في الخارج بالسيارة كما اتفقنا . .

'' حسنا يا كنان لكن أريد عن أسألك عن شيء ما . .

'' ماهو ؟

'' بخصوص اجتماعنا بالسيد ماركو فيسكونتي حول عملية قتل ناظم الياقوتي اليوم ، لما أنهى كلامه طلب مني الخروج و

'' انفرد معك في مكتبه ، كأنه كلفك بمهمة ثانية . .

'' عن ماذا تتحدث يا دانتي لا يمكن أن يطلب مني السيد فيسكونتي شيئا كهذا . .

'' كنان أنا وأنت وكل الرجال الذين يعملون لدى السيد فيسكونتي دمى بالنسبة له

بالنسبة للمقطع في الاعلى اعدت قراءته عدة مرات لأعرف على لسان من يدور بالضبط، وأظن ذلك بسبب خطأ مطبعي بسيط في اول الجملة التي وضعت تحتها خط، فهي تابعة لكلام دانتي على ما يبدو في حين انك عندما وضعت قبلها هذه الاشارة (") ظننتها من كلام كنان..!:e108:


[COLOR="#FF0000"][SIZE=4]

يقف كنان حاملا كتابه ويتجه للجلوس بمكان داخل المحطة أين يجلس رجل اصلع يشد شعره السفلي من الخلف يبدو في 50 من عمره يحمل محفظة جلدية سوداء و يرتدي طقما اسودا كسواد عينيه ذو بشرة بيضاء . . حينها يصل امبروجيو إلى غرفة توصيل الكهرباء و ينتظر الاشارة . . رن هاتف الرجل فأخرجه بسرعة و فتح المكالمة : '' ألو . . نعم سيدي أنا في محطة القطار . . نعم إلى فينا . . نلتقي هناك حسب الموعد . . مع السلامة سيدي . . ''

الفقرة في الاعلى لم استطع فهمها بسهولة، يبدو ان امبرجيو هو نفسه (الياقوتي)، ولكن هل هو نفسه الرجل الاصلع في الذي في ال 50 من عمره؟؟ ومن هو الذي ينتظر الاشارة؟ هل هو امبروجيو ام الرجل الذي اتفق معه كنان على قطع الكهرباء؟؟ اظن الفقرة بحاجة لبعض المراجعة(؛
بالنسبة للتعبير:

...ويتجه للجلوس بمكان داخل المحطة أين يجلس رجل...
ربما تقصد:
... ويتجه للجلوس داخل المحطة في المكان الذي يجلس فيه رجل اصلع،الخ

هذا ما لدي حتى الان، لكن اجمالا ما شاء الله اسلوب كتابتك يتصف بالرقي الشديد (على حد تعبير احدى الاخوات اللاتي اطلعن على قصتك وهي ليست عضوة في المنتدى)
وأظنك قرأت كثيرا في قصص الجواسيس، فاستخدام النساء الجميلات للاطاحة بالرجال المستهدفين من اشهر الاساليب المعروفة في هذا العالم الاسود، لا سيما عند "الموساد"، ولو أن الرجل كان ملتزما بدينه لربما نجى من هذه الغواية ونسأل الله العفو والعافية..

قصتك في الحقيقة تسلط الضوء على كثير من النقاط المهمة وارجو لك التوفيق في بقية الفصول(:

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

saberdoucen
28-05-2014, 19:11
أولا أهلا بمتابعتي المميزة هكذا سأسميك ^^ . . . أما عن الجملة التي لم تعرفي صاحبها فكان معك حق هو مجرد خطأ مطبعي لا غير أما الابهام الذي صبغت به شخصيات القصة فهو متعمد اذ بعد قراءتي للفصول القديمة لاحظت أنها لا تتميز بالغموض الكافي لهذا تعمدت اخفاء بعض المعلومات حتى تعرض فيما يأتي من أحداث وهو الحال بالنسبة لشخصية زينب و امبروجيو و دانتي وغيرهما . . .

ريحانةُ العربِ
28-05-2014, 21:17
حجز..
لا أضمن العودة مبكرًا..