قيود مستبدة وقلب طموح

[Anna Augello]

http://im86.gulfup.com/ls7sTr.gif


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كيف حال الجميع هنا؟يا الهي كم أشتقت لاضع موضوعاً في قسمي المفضل
منذ زمن لم أكتب شيئاً قصيراً
وهاقد جئتكم باقصوصة قصيرة جداً أنهيتها للتو
تعبر عن مشاعري بشأن امر ما وارجوا أن لا تفهموني بشكل خاطئ

أترككم مع الأقصوصة الآن


...

[Anna Augello]

قيود مستبدة وقلب طموح

فتحت عيني بصعوبة وأخذت أجول بنظري في الأرجاء فلم ابصر سوى صورة مشوشة لمكان كبير نسبياً ومظلم أيضاً,ربما لأني غبت عن الوعي مدة طويلة ..
حاولت تحريك يدي فلم افلح بسبب تلك القيود القوية التي شعرت بها تطوق معصمي كما هو الحال مع قدمي,تنهدت بعمق فعلى ما يبدو لا أمل يرجى من مقاومتها .. فهي حديدية صلبة.
انتظرت وهلة مكتفية بالصمت قبل أن أصرخ وقد انتابني غضب عارم حين لم القى أحداً هنا وحتى أنهم لم يضعوا حارساً يعيقني عن الهرب سوى هذه القيود وكأنهم يستهينون بقوتي:أخرجوني من هنا أيها الحمقى .. أو أظهروا أنفسكم وأتحفوني بنواياكم الدنيئة,ما غايتكم من احتجازي هنا؟
وكأنهم كانوا بانتظار نفاد صبري ليبرزوا لي قوتهم,فلم أكد انهي جملتي حتى تناهى إلى مسامعي صوت ضحكة ساخرة مصطنعة ثم لمحت ظلاً طويلاً يقترب باتجاهي لم أتبين ملامحه إلا حيث استقر أمامي مباشرة ..
شاب في العشرين من عمره على ما أظن,اسمر البشر,رمادي الشعر ذو نظرة وابتسامة شيطانيتين أثارتا القرف في نفسي.
توقف عن الضحك و شرع يتأملني بإمعان وتلك النظرة المتوقدة باندفاع همجي تلوح في عينيه الداكنتين,اشحت ببصري عنه تاركة خصلات شعري السوداء الطويلة تسدل مخفية ملامحي فلا رغبة لي برؤية وجهه ولا أن أريه وجهي.
سمعته يتنهد بعمق قبل أن يحدثني قائلاً بسخرية بانت جلية في نبرة صوته الاجش:إذا أنتِ التي يتحدث عنها الجميع .. أنتِ التي ..
قاطعته وقد التهم الغضب أخر ذرات صبري فصرخت به بحده:أنا التي أردتُ أن أرتقي قليلاً .. أن أخرج من نطاق حياة هذه القرية البائسة,ان أحقق أحلامي واتبعها مهما أودت بي إلى طرق وعرة .. هل لديك مانع في كوني كذلك؟في كوني تركت العمل في الطاحونة القذرة تلك وحزمت أمتعتي لأبحث عن من يساعدني لارتفع بأسلوب كتابتي او بخطوط لوحاتي او الحان موسيقاي؟هل لديكَ مانع .. (أردفت بسخرية لأجاري نبرته الساخرة)سمو الأمير؟
صمت برهة من الزمن وكأنه يستجمع أفكاره ثم أجابني بنبرة مغايرة لسابقتها هادئة وشاردة بعض الشيء:مع هذا تعلمين ان عقوبة من يغادر القرية الاعدام.
ضحكت بهسترية حين ختم جملته وكأن شيئاً كهذا سيعيقني,صمت بعد مدة و قلت:أتعلم يا سيدي .. أنا لستُ بالفتاة البريئة التي تسعى خلف أحلامها دون تخطيط مسبق أو تمضي في طريقها دون سلاح,قد تتساءل أين أخفيت سلاحي(كتمت ضحكتي بصعوبة حين لمحت الفزع يغزو تقاسيم وجهه ثم اردفت)لاشكَ أنكَ تظنه سلاحاً نووياً يودي بأرواح الملايين أو صاروخاً ينسف قصركَ الجميل هذا .. لا لا أخطأت أنه مجرد قلم رصاص صغير و ورقة بيضاء أما الذخيرة فهي كلماتي التي أودعتها في تلك الورقة وسلمت السلاح لشخص أأتمنه على أسراري ففور تنفيذ حكم الاعدام بي ستصل هذه الورقة إلى حكام الدول الكبرى وعندها سينتهي عهدكَ أنتَ ووالدكَ وتبدأ مرحلة جديدة يسيطر فيها أبناء قريتي .. اولئكَ الذين امتلكوا أحلاماً دفنت في قلوبهم بعمق بسبب ظلمكم واستبدادكم,أتعلم ماذا تحتوي الورقة .. تحوي أسرار هذه القرية تحوي الشر المبيت في قلب حاكمها؟تحوي ما سيدمر حياة عائلة ظالمة في سبيل الحرية لشعب محب.
ردد بعدم تصديق:أسرار القرية .. عائلة ظالمة .. شعب محب,عن ماذا تتحدثين يا خرقاء؟
ابتسمت بلطف وأجبته بنبرة رقيقة:عن الحقيقة سمو الأمير.
أرتبك واخرج مفتاح الاقفال من جيبه وأسرع في نية تحرير وهو يقول:حسنا سأحرركِ لكن أرجوكِ لا تفعلِ هذا لا تدمرِ حياة والدي .. صدقيني سأكون حاكماً جيدا من بعده,أرجوكِ اغفري له أنه يحتضر فهل لكِ أن تتركيه يموت هكذا وحسب؟اتوسل إليكِ.
ضحكت بمرح وقلت:لا باس(اردفت بصرامة وحدة)لكن تذكر سأكون لكَ بالمرصاد أن لم تفي بوعدكَ لي الآن.
أومأ لي بالإيجاب وقد تهللت أسارير وجهه فرحاً وحين حاول فتح القفل أطلقت ضحكة اخرى وأفلت يدي من بين القضبان لأقول:لا داعي للمفتاح فرأس قلمي الجميل ساعدني,تجاوزته بعد ذلك ومضيت في طريقي تاركة إياه في حيرة من أمره.

[Anna Augello]

تمت

قصيرة جداً :em_1f606:
لم اتوقعها هكذا

حسناً لدي ملاحظة هنا
في ذكر الحاكم أنه ربما تشبيه لما أشعر به وليس بالمعنى الحرفي
اقصد في القصة عنيت الحاكم لكن في الواقع أنا لا أعني أي حاكم

أظن ان الأمر تحول إلى لغز :e404:

حسنا لا يهم
تشرفني أرائكم وانتقاداتكم كثيراً كثيراً
بالأخص الاخيرة لاني أشعر أن أسلوبي ينحدر للأسواء
ربما لأني لم اكتب منذ فترة سوى مقطوعات صغيرة من رواياتي



في حفظ الرحمن

[المؤلف الصغير]

great

[Anna Augello]

great

Thank you :)

[şᴏƲĻ ɷ]

أقصُوصة لطِيفة ، وإن لمُ تكن كذِلك حرفيا
لصرامَة معانيها ، راق لِي أن عبرّتِ عن مكنُونات
عقلكِ وما يختلج صدركِ من أفكار ، ومشاعر بهذِه
الطريقة الإسقاطات المُتوالية حول المعنى
الحقيقيَّ من الحاكم ، والفتاة ، والقلم ، وحدود القرِية
فعلاً الحكاية يُمكن أن تُقرأ بأكثر من طريقة وتفهم بشَّتى الطرق
والوسائل حسبما يبتغِي الشخص ويشعر

هُناك أخطاء إملائية هُنا و هناك
أشهرها تجاوز وضع همزات القطع والوصل حسبما ينبغي لها

بالإضافة لـ نهاية الحِكاية السريعة
بالنسبة لردَّة فعل الأمير ولكِن طالما أن المقصود
بالحكاية شيء آخر هو مكنون هذِه الصورة وفحواها الحقيقيّة
فهذا ليْس موضع تفصيل كبير

ممتنّة للعنوان المميز والأسلوب
السَّلس الّذِي ألقى بِي هنا

دُمت بخير