PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : مِــن وَحـي الـرَبـيـعِ



أروكاريا
12-04-2014, 16:19
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=2017353&d=1406521596 (http://www.mexat.com/vb/showthread.php?t=1106700)

http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1993127&d=1399114897





http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1993129&d=1399114897


من وحي الربيع ، مجموعة قصصية كتبتها في هذه الفترة ، ليس للعنوان أي علاقة بالقصص و إنما الفصل الذي كتب فيها، فقد احترت على سمة مشتركة ما بين القصص الموضوعة فلم أعثر لها على واحدة ، و أردت أن أعطي العنوان اسم احدى هذه القصص فوجدته ظلما للأخرى ، وقررت أخيرا أن أجعل الزمن هو الصفة المشتركة بينها.
مضى زمن طويل مديد و عريض منذ أن فتحت موضوعا خاصا لي هنا :em_1f615: ، وقلت هي فرصة فكل القصص كانت جاهزة و لم أحب أبدا عرضها على حذة ، لأن البعض منها ليس بتلك الجودة و قلت لو عرضتها معا قد تخفي واحدة عيوب الأخريات و الله أعلم بها ، لكن الهدف الأساسي من عرضها هو معرفة مستواي الحالي ، فقد بدوت أتراجع كثيرا في آخر مرة وقلت لا بأس لنرى ما سيقوله الآخرون عما كتبت .




http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1993126&d=1399114897





[*=center]و عــــنــــد ربــي حـيّـا. (http://www.mexat.com/vb/showthread.php?t=1098392&p=34633783&viewfull=1#post34633783)
[*=center]في طريقنا نحو الحبيبة. (http://www.mexat.com/vb/showthread.php?t=1098392&p=34633812&viewfull=1#post34633812)





http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1993128&d=1399114897



[*=center]خـاطـفـوا أبــــــي. (http://www.mexat.com/vb/showthread.php?t=1098392&p=34633828&viewfull=1#post34633828)

[*=center]ترياق من السماء. (http://www.mexat.com/vb/showthread.php?t=1098392&p=34633835&viewfull=1#post34633835)
[*=center]سـلاما ايها الاحبة. (http://www.mexat.com/vb/showthread.php?t=1098392&p=34633860&viewfull=1#post34633860)









يتبع ~

أروكاريا
12-04-2014, 16:23
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1990270&d=1398191298


"رامون ...، ما تفكر فيه ضرب من الجنون ، أتعتقد بأننا الآن بعد مرور كل هذه السنوات سنتمكن من تحقيق ما تخرف به ؟

رامون ... ستكون نهايتنا حفل محرقة يشهدها الملك ، لن يرحمونا صدقني ، سيبيدوننا عن آخرنا ، انتهى كل شيء قبل عشر سنوات ، انتهت حياتنا منذ رحيل آبائنا ، انتهت منذ ان غيرنا اسماءنا ، لباسنا ، أكلنا و ديننا ، اصبحنا منهم رامون ، لا يمكنك ان تنكر "
" لكننا آخر أمل . ما زلنا نحمل ما نؤمن به ككنز نصونه و نحفظه في أعماق قلوبنا ، بغض النظر عن أقنعتنا ، بغض النظر عن كذبنا "

تمتم بكلماته تلك يقنع نفسه ، و روحه بكاملها قد انتفضت من هذا الجسد ، سرحت هي الاخرى كما تسرح عينه عبر الزجاج الملون . وقف كالميت بخشوع و هو يراقب القبة الزجاجية أعلاه ، يديه حملتا شمعة تراقصت شعلها هنا و هناك ، و تذكر بأنه لم يبقى على العيد سوى أسبوع واحد . فجأة بدى و كأن الحياة عادت إليه ثم ابتسم و كرر في عمقه مجددا "معذرة جيرالدو لكن يجب ان تكون في صفي ، علينا ان نصنع مجدنا في التاريخ الموعود ، لن اكون طعما سائغا لحفل محرقة "

ثم عاد ليحدق للشمعة في يديه و تمنى لو كان بقدوره ان يسحقها في تلك اللحظة . على الرغم من مشاعر السعادة التي انتابته قبل قليل ، لكنه كره هذا المكان و كره شموعه و اضاءته الخافتة ، و اصوات الناس التي تغني بنبرة واحدة ، و رائحة البخور التي اصبح يشمئز منها كل ما دخل لهذا المكان ، ثم يصرخ في نفسه "دنسوه ، دنسوه يا والدي " ، و تتهافت عليه ذكريات طفولة امضاها في هذا المكان ، عندها لم يكن "رامون" بل كان "محمد" و لم يكن يحمل الشموع كلما دخل لهذا المكان ، بل كان يحمل بيديه كتبا و قلما من قصب. كان يجلس الارض و لم يكن يضل واقفا طوال مكوثه هنا ، لا يزال بإمكانه تذكر بحثه عن نور الشمس في ارجاء المكان ضمن أواخر فصل الشتاء ، و جلوسه المنتظم في حلقة مع خلانه و شيخهم الجليل ، لا يزال يتذكر اصواتهم الموحدة المرتلة لكتاب الله ، و كان لديه شعور قوي أن الملائكة تفرد أجنحتها على حلقاتهم تزيد المكان نورا و دفئا . اما الآن لم يعد لهذا المكان سوى طعم الحاضر المر و جزء من حلاوة الذكريات الزائلة.

بعد بضع دقائق من شروده اعلن القس عن نهاية الصلاة فخرج "رامون" مسرعا عبر بوابة الكنيسة التي كانت ذات يوم مسجدا ، و برهن لعناصر من "محاكم التفتيش " الواقفة في الخارج انه اصبح نصرانيا بامتياز ، ثم حث الخطى في ازقة غرناطة ، غرناطة التي اصبحت اليوم خاضعة للسلطة الاسبانية للملك السفاح " فرنالدو "




و اخيرا ها هو ذا يقف عند المخزن الذي عمل فيه منذ ان شهد عائلته ترحل من على القوارب الصغيرة تعانقها امواج البحر المتوسط الهائجة الغاضبة، راحلة للمجهول، تاركة اياه بين براثين الوحوش الآدمية ، تاركة اياه دون رجعة ، ليعيش حياة عبودية ضنكا ، لكنه يأمل بل يكاد يكون موقنا أن عودتهم لو كانوا احياء يرزقون سيحين قريبا ، اكثر مما يتخيله معذبوهم المتوحشون.

ثم راح يحمل اكياس الطحين و عقله كله قد دخل دوامة التفكير و التخمين و التذكر ، فرغم ثقل الحمولة و رغم العمل الكبير الذي ينتظره الى أنه بدى مرتاحا نفسيا ، كيف لا و الأندلس على شفى النصر ، و قد يكون هو المنتصر –المتستر عن دينه – نصل السيف الحاد الذي سيقطع رأس الأفاعي الاسبانية.

لا تزال مخيلته تأخذه للحقول البعيدة حيث لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا عقل وعى ما يحصل غير جلالة ربه ، الحامي و الحارس لعباده الأمناء البررة ، الميسر لهم ليلتقوا هنا في هذه الاحراش الكثيفة ، يتبادلون الحديث و يتدارسون خططهم المحكمة. فمذ أن وصل الأمر لمحاكم التفتيش لمراقبة المرتدين عن الاسلام حد منعهم من بناء أسقف بمنازلهم و حد استعبادهم العبودية التامة و حد نقد كل العهود المبرمة ، آن لهؤلاء الذين ترعرعوا في أحضان حضارة علمية معاصرة أن يضعوا حدا للطغاة.

فكانت الليلة المنشودة ، هي ليلة "عيد القديسين" ، الليلة التي لن ينامها المحتلون حتى يأتي صباح اليوم التالي ، لكن ما ان يفقد الجميع عقله في هذه الاحتفالات حتى تسنح الفرصة للمسلمين لكي يقولوا كلمتهم و يضعوا للظالمين حدودهم ، فهم قد بلغوا درجة من الوحشية لم ترها هذه الاجيال التي ترعرعت تحت أجنحة الأمان و السلام.

كان محمد حينها يثق بكل فرد لاقاه فعاهده على النهوض في اليوم المنتظر وحمل السلاح لرفع كلمة الحق ، و رغم أن أقرب صديق بل و اعزهم قد واجهه بمخاوفه التي لا تحصى الى انه آمن بجيرالدو و بأنه سيكون بطاقته الأخيرة الرابحة التي ستحقق حلمه المنشود ، و هذا ما تطلع له بشغف حينها .

فجيرالدو الذي يصغره بثلاث سنوات ، التقى به و هو ضائع مع خلانه ممن خطفوا أو رمي بأوليائهم في عرض البحر ، التقى به و هو في ثورة من البكاء المرير ، لا يدري أين هو و لا اين رحل أهله و تركوه وحيدا يصارع مخاوفه دون معين ، فاحتضنه و ضمه اليه وبكيا ليعيشا مصيرهما معا. و كبر جيرالدو دون أن يعرف له أصلا أو نسبا او حتى اسم فاكتفى ب"نور" كاسم له عندما بلغ الخامسة عشرة ، الاسم الذي يدل على اصوله و هويته الحقيقية ، و ها هو في العشرين من عمره يقف صفا لصف مع صديق طفولته ليعيد لأصله مجده كما بدى لمحمد ، و رغم زحفه و تغلغله في عمق الكنيسة ووصوله لحاشية الملك كخَادم خَدمه الامناء . مع هذا المنصب الشريف كما اعتبرته محاكم التفتيش ، الى أنه ظل يَلقى صاحبه كلما سنحت له الفرصة و يتلقى منه كل جديد ، و قد صُدم بادئ الامر بما يفكر به محمد الى انه اذعن وانصاع لاحقا ، و سيكون كما عهده محمد صديقه الامين الذي سيفتح له باب القصر ليذوق الملك فرنالدو طعم الخنجر المسموم الذي اذاقه للمسلمين.

و ها هي اليلة الموعودة تحل على الاندلس النازفة ، و وسط لعب و لهو الاسبان و احتفالاتهم المعهودة ، تسللت جماعة العبيد المقهورة في الظلام مشتتة هنا و هنالك قاصدة الثكنات و الاسطبلات كان الهدف الأساسي هو القضاء على العدد الضئيل للحراس عند هذه النقاط و أخذ ما تيسر من أسلحة و جياد ثم اشعال الأماكن ، فحتى لو أُعلنت حالة طوارئ ، لن يكون بمقدور جنود العدو الحصول على أسلحتهم.

وهذا ما كان فعلا ، فانتفض الاسبان بذهول و رعب شديدين وسط النيران الهائلة التي كانت تتسلل من الثكنات للبيوت المجاورة و سرعانما خرج المستعبدون كالأشباح في أروقة قرطبة ، يبعدون كل من يعترضهم او يقف في طريقهم ، و على رأسهم محمد و في عينيه بريق شرر يتطاير ، و كل أمله أن يطأ قصر الحمراء و يسفك دم المتغطرس فرنالدو .

كانت كل آمالهم في ألا يتمكن الجنود عند أطراف المدينة باللحاق بهم أو اعتراضهم ، فهم لقلة عددهم قاموا بإحراق خمس ثكنات وسط المدينة كونها الاقرب للقصر ، و رجوا أن يصلوا لرقبة فرنالدو قبل ان يعترضهم أحد.

و كان من المفترض أن يضل باب الحمراء الجانبي مفتوحا ، و ألا يلحظ احد النيران بسرعة بسبب مفعول الخمر المحتسى تلك اليلية .

و لكن ما ان وصل محمد و القلة التي لحقت به الى المكان ، حتى انهالت عليهم الأسهم تتشبث بدروعهم من كل حدب و صوب ، فتراجعوا للوراء بذهول بعد ان سقط بعض منهم ما بين صريع و جريح.

كان محمد أكثرهم ذهولا ، فهم لم يستغرقوا وقتا للوصول و على المنوم ان يسري مفعوله ، بل توقع ان يرى وجه صاحبه يرحب به عند الباب ، لكنه ما رأى وجهه ولا علم بمصيره و تأكد بأن احدهم قد فضحه و قضى عليه بعد أن كشف حيلته و خدعته ، لقد تركهم الاسبان يتشبثون بحبل امل زائف ليقطعوه في آخر لحظة كعمل شيطاني آخر من أعمالهم التي لا تحصى.

و بينما محمد ورفاقه بعيدين عن مجال الرماية ، و يتخبطون في أفكار لا حصر لها ، أطل نور من على الحصن المنيع و أمر الجنود أن يتوقفوا ، و هنا بدى لمحمد أن الفكرة الكاملة التي رسمت في عقله قد كانت خاطئة بأكملها و ما عاد له عقل ليفكر في كون فرضيته الجديدة صحيحة ، فصاح مخاطبا صاحبه: -أكنت أنت من وشى بنا؟


رد عليه نور و هو يدني رأسه من الصور : لم أشي ، بل قمت بواجبي يا راموس


شد محمد لجام حصانه محاولا ان يثبته في مكانه: واجب؟ سأل مستنكرا و هو يحاول أن يفهم ما حل بعقل صاحبه


-بل كان واجبي أن أمنعك منذ البداية لكنك عنيد راموس.


رد محمد و كل الخيوط تترابط في رأسه: و بدوت مقتنعا ، بدوت وكأنك ستضحي بحياتك لأجل طموحنا ، أما رأيت الذل الذي وصلنا اليه؟


-لا يا صاحبي، ان الذل الذي وصلتم اليه هو سبب افكاركم التي تشبثتم بها، افكار قذرة تستدعي مجدا زائلا لحضارة زائلة و لجبناء رموا في البحر تاركين خلفهم فلذات اكبادهم دون ادنى رحمة او شفقة.


-و أنى لك أن تعلم نواياهم يا نور؟ لقد أرغموا على فعلها.


كتم نور ضحكة باغثته عند سماعه للكلام و قال مستغربا:


أرغموا؟ هل أرغموا على خسارة أرضهم؟ أما كان لهم جيش عرمرم تهابه الأرض كلها، و حضارة تحلم بها الاقطار قاطبة، لكن لما ركعوا اذا؟ ثم من ذا الذي رباك و رعاك و أطعمك و جعلك ذا بنية قوية راموس؟ أما كان هم الاسبان؟


رد محمد صارخا


-خسئت يا جيرالدو بل هو ربي و ربك، و وددت ان انصره لأزيل الجور الذي لم يلحقك لأنك انصعت لهم و استبدلت ملتك بالذي هو ادنى و امر.


صاح رفاق محمد من خلفه: العدو خلفنا


استدار هذا الاخير نحوهم ثم عاد يحدق بجيرالدو و عاصفة متأججة تشتعل بداخله، ثم قال و هو يشد على الحروف بقوة: بل كنت تنوي اسقاطنا حتى لو كان النصر امامنا


رد عليه جيرالدو قبل ان يغادر: أنتم مجرد منسيين يا راموس، سيدفن التاريخ رماد اجسادكم بعد المحرقة، كائنا من كان لن يذكركم، لن يذكروا آمالكم و أحلامكم البائسة و لا محاولاتكم الفاشلة، ودع الحياة للأبد راموس، غدا ستكون كائنا منسيا ميتا.





فصرخ محمد: و عند ربي حيا.

أروكاريا
12-04-2014, 16:30
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1990266&d=1398191066







يأخذني خيالي بعيدا عبر سكة الحديد الملتوية في الأفق ، أحدق اليها و كلي شوق و تطلع لما خلفها ، هنا حيث تنموا الاعشاب على اطرافها و في وسطها ، حيث تتدلى أغصان التوت الشامخة صانعة تلك القبب الجميلة عند تعرجاتها هنا اسفل العمارة . ثم تختفي بعيدا و كأنها تنحدر عبر الأرض الكروية . هذه السكة حملت شخصا عزيزا ذات صباح. غادر دون أن يقول وداعا فترك فراغا فضيعا في قلبي و قلب أخي الصغير ، و ها نحن كل يوم و كلما مر من جانب شقتنا نحدق للنافذة علنا نرى وجها ألفناه و اشتقنا لحنانه الفياض ، لربما... سيعود مثلما رحل ، دون موعد يذكر ، يعود ليملأ هذا الخواء الموحش .


لم اكن لأفهم ما ذاك الصوت الذي يناجيني كلما راقبت السكة ، و لا تلك الرغبة الجامحة التي كانت تحلق بي عبر أصقاع رأيتها في طفولة منسية ، فقد كنت حينها في العاشرة من عمري و ما كان مني إلا أن أتخيل و أطيع رغباتي بدل التفكير فيها و في أسبابها ، حتى صارحت ذات يوم أخي الذي يصغرني بسنة و قلت له في سؤال تضمن رغبة جامحة مني : أتعتقد بأننا سنصل لقرية جدتي لو مشينا على السكة .

كان سؤالا عابرا ، عابرا تماما كما يعبر القطار يوميا مصدرا هزيزا قويا ثم راحلا بتلك الوجوه دون رجعة بها ، شعرت بأنه لن يرجع مجددا ، لكن أخي حدق الي بذهول و قال لي بحماس شديد: بالتأكيد سنصل، كنا نركب القطار و نذهب الى هنالك مع أبي، كنا نصل بسرعة عبر السكة .


استيقظت من شرودي و قلت له: لو ركبنا القطار ، هل سنصل لمنزل جدتي ؟


هز رأسه حينها موافقا ، عندها لمعت الفكرة الجنونية بعقلي ، فحتى لو رفض والدي نحن سنركب القطار مثلما كنا نفعل سابقا ثم سنصل لهدفنا و غايتنا بعدها ، هو سيذهب للعاصمة و نحن سنذهب لقرية جدتي دون أن يعلم ، سنركب جميعنا القطار نفسه ثم سيأخذ كل منا طريقه دون علم الآخر. .


هذا ما فكرت فيه حينها ، و هذا ما شاطرته أخي علنا نصل لمبتغانا ، و كان لنا ما أردنا.

ففي يوم السبت الموالي ركبنا القطار المتجه للعاصمة و جلسنا بجانب والدي ، كان من الواضح أنه شارد الذهن يفكر في اعماله ، فالحاسوب المحمول لم يفارقه طوال الرحلة ، و كنا انا و اخي نسأله عن الطريق لقرية جدتي . فكان وجهه يتعكر أكثر و يجيبنا بغضب عن تساؤلاتنا البريئة ، فصرنا أكثر حذرا فيما كنا نطرحه ، و بعد ساعة من مراقبتنا للطريق عبر السكة ، و مراقبتنا للمحطات التي كنا نمر عبرها ، تيقنا بأنه لن يفصلنا الكثير عن محطتنا التالية ، و كانت تلك المحطة المنشودة . فأسرعنا للمقصورات الخلفية و ادعينا بأننا ذاهبون للتجوال هنالك ، لكن والدي بدى شبه نائم و نحن نحدثه ، حينها توقعنا بأنه قد ينام طويلا ، فدعونا الله ألا يستيقظ حتى نكون بمنزل جدتي..

كان قلبي يدق من شدة الهلع و كنت كلما اردت ان تمر الساعات بسرعة لنصل لهدفنا كنت في المقابل اتمنى ان تطول لكي لا نصل ، كان عقلي مشتتا و قلبي يخبرني بأنه قد لا نكون على ما يرام ان ذهبنا لوحدن ا، و بدى اخي كذلك يحاول أن يثنيني ، لكن فقط لنخوتي لم أشأ أن نتراجع رغم أن قلبي كان يخبرني بعكس ذلك.

وما ان وصلنا المحطة حتى قفزنا على رصيفها ، و ركضنا مسرعين منسلين منها ، كنا نعلم بأنه علينا أن نخرج من هذه المدينة الصغيرة التي وصلنا اليها لنصل لقرية جدتي الموجودة أعلى الجبل الكبير و الذي استقبلنا عند خروجنا من المحطة.. عندها امسكت بيد اخي و عددت النقود الموجودة في جيبي ، ثم ركضنا مسرعين لمحطة حافلات كانت تقل لوجهات عديدة من بينها هدفنا المنشود . فقد كان والدي يصطحبنا كل مرة اليها ، و دعوت الله أن أتذكر رقم او اسم الحافلة التي تأخذ إلى هناك ، و ما ان وصلنا حتى ابصرنا عدد هائلا من المسافرين في المكان ، و بدوت مشتتة نوعا ما بسبب الزحام ، الى أن لمحت حافلة خضراء المقدمة ، كانت نفسها التي اعتدنا ركوبها ، فدفعت أخي إلى هنالك و ركبناها معا. حينها تنهدت بعمق و ارتياح شديد ، لم يكن يفصلنا عن الوصول سوى نصف ساعة ، نصف ساعة فقط تفصلني عن لقاء الحبيبة ، و أخيرا سأرى وجهها الحنون سأتلمس يديها الناعمتين سأعانقها بقوة و اقبل خديها و جبنتها ، لن أصرخ بوجهها و اطلب منها تفسيرا لرحيلها دون أن تخبرنا ، بل سأقول لها بقلب أتعبه الشوق و الرجاء للقياها : أماه اشتقت لك بحجم السماء ، اشتقت لك بحجم الكون ، احبك بقدر لا تتخيلينه أبدا ، أماه عودي معنا ، أو اتركينا لنعيش معك هنا...

و غصت أتخيل المشهد، و بل و تحول لواقع محض، لكني عدت لأخمن في عمق داخلي ، لو عشنا مع أمي فمن سيبقى مع والدي ، ليس لوالدي عائلة غيرنا أنا و اخي. ، عندها شعرت بالشفقت عليه وودت لو بكيت لحظتها ، فمهما حاولت أن أختار أجد قلبي يتمزق لأشلاء و تأتيني الرغبة في النحيب ، لكني أتمالك نفسي لكي لا أبدو ضعيفة أمام أخي الصغير .

بعد نصف ساعة ، نزلنا في محطة اعتقدنا بأنها المحطة المرجوة ، فقد نزل بها الجميع و اعتقدنا بأنها نقطة الوصول . لكن وجدنا أنفسنا على اطراف الجبل ، و وجدنا انفسنا بعيدين كل البعد عن قرية جدتي، حينها وقفت حائرة و كدت أخر على الارض من شدة الخوف ، حتى من رغبت في سؤالهم سارعوا لوجهاتهم دون ان يعيرونا أي اهتمام ، فأغلبهم كانوا متجهين لحقولهم في هذه البقعة، عندها حدق أخي لي و الدموع تملأ عينيه ، فرحت أهز كتفه بقوة و أنهره : كف عن البكاء هذا لن يجدي نفعا


دفعني بقوة و هو على حالته : لما تبكين اذا ؟


مسحت بضع دموع خذلتي لتنحدر من على خدي ، ثم تنفست قليلا و قلت له: اسمع أتذكر أين هي قرية جدتي


اشار بيده نحو طريق منحذرة طويلة و متعرجة تقود لأعلى الجبل و قال: من هذه الطريق


كانت الطريقة معبدة و طويلة و تحيط بها أشجار الصنوبر من كل جانب، فقلت له، لو سرنا بشكل مستقيم سنصل الى هناك، ما زلت أذكر الطريق التي تمر عبرها الحافلة


عندها هز رأسه موافقا ، و رحنا نمشي محاولين اجتياز تلك الطريق المنحذرة الملتوية ، كنا نحث خطانا في البداية حتى أننا بدأنا نركض و نهرول بل و نلعب أيضا ، الى أن تعبنا فرحنا نمشي بخطوات متثاقلة ، و ألم بنا العطش في تلك المرحلة و نحن لم نجتز الكثير من الطريق ، فجلسنا تحت ظل شجرة و رحنا نخفف عنا القليل من التعب ، كنا نحمل حقائب صغيرة و كل ما فيها كانت مكسرات و حلوى ، أما قارورة الماء فكانت بحوزة والدي، عندها همس لي أخي بتعب : سنموت عطشا قبل أن نصل.

التزمت صمت و الخوف يعصف بي من الداخل ، و فكرت في المصيبة التي وقعنا فيها معا ، لم نفكر أبدا في صعوبة العيش من دون الكبار و لم نفكر في الامور التي قد نحتاجها ، و اضافة للعطش راحت بطوننا تصدر أصوات مزعجة ، عندها خرت قوانا بالكامل و ملنا على كتفي بعضنا البعض في انهاك شديد ، و بينما نحن في حالتنا الصعبة تلك ، مرت سيارة بجانبنا و توقفت على بعد مسافة لا بأس بها ، ثم نزل منها رجل مسن عجوز و هو يحمل قارورات مياه فارغة لمحناها من موقعنا ذاك ، ثم مر عبر الاشجار الموجودة هناك ، و عاد مجددا بعد دقائق لسيارته ليحمل قارورات اكبر ، عندها هززت رأس أخي بقوة و قلت له : قم يا عماد قم ، هنالك عين ماء بالقرب من هنا .


عندها انتفض و قال لي : أين... أين هي؟


و أشرت للسيارة، فوقفنا بصعوبة من مكاننا و مشينا خطوة ...خطوة الى أن وصلنا للموضع قرب السيارة ، ثم لمحنا ادرجا حجرية قديمة على اطراف الطريق تقود للداخل عبر اشجار الصنوبر ، فنزلناها بتعب الى أن سمعنا صوت المياه الرقراقة و صوت سعال العجوز ، عندها تقدمنا قليلا لنجده مميلا ظهره يملأ قاروراته التي جلبها معه من انبوب قديم في حوض حجري كبير ، فترجوناه حينها ان يسمح لنا بالشرب ، و قد أذعن لنا فقد لاحظ شدة تعبنا و عطشنا ، عندها ظحك من حالنا و قال : أكنتما تتنزهان مع عائلتكما ؟ يبدو بأن اللعب انهككما .

كنت قد شربت و ارتويت حينها و تركت لأخي المكان ليشرب ، و للغرابة ما ان سمعنا كلماته انفجر كلانا باكيا في نفس الوقت ، عندها تغيرت نظرة الرجل العجوز الينا و ادرك أن هنالك خطبا جلالا. فصمت قليلا لكنه بدأ يحدثنا بعد ان شرب اخي و ارتوى ، و بعد معاناة منه في استجوابنا ، أخبرناه بحكايتنا ، عندها راح يمرر يديه عبر لحيته و تظاهر بأنه يفكر مليا في الموضوع، و اخيرا قال لنا : انا ذاهب لنفس القرية، لو شئتما سأصحبكما معي ، لكن لا تكررا مثل هذه الأفعال.


عندها انشرح العالم بين عيني أيما انشراح و راحت دقات قلبي تتزايد من شدة السعادة و أنا متأكدة حينها اني تحولت لحبة فراولة و انا اشكر الرجل العجوز على صنيعه .

بعدها ركبنا السيارة القديمة للعجوز المسن و رحنا نتأمل الطريق لنتأكد بأننا ذاهبون لوجهتنا، و أخيرا أعلن الملعب الصغير الموجود بالقرب من جرف أننا بالفعل في قرية جدتي . حاولت باستماتة ان أتذكر الازقة التي عاشت بها ،و التي كنا نأتي لزيارتها هنا ، كنت متشوقة لدرجة كبيرة ، و حتى الدقائق لشدة الغرابة كانت تمضي طويلة كأنها ساعة ، و بدت الطريق اطول بكثير، لكن بعد كل هذه المعاناة ، ها نحن ذا... ها نحن ذا اخيرا قد وصلنا لوجهتنا المنتظرة ، للمنزل الاخضر ذو الطابقين المجاور لمسجد القرية ، كان هو نفسه لم يتغير منذ آخر مرة جئنا فيها الى هنا ، فأسرعنا نقرع الجرس و الرجل العجوز لم يبارحنا ، و ما ان فتح الباب ، حتى أطل الوجه العجوز المليء بالتجاعيد و الذي انسالت على جبهته خصلات برتقالية خبأت بقيتها خلف عصبة الرأس ، و كان من الواضح أن ذلك الوجه لم يكن سعيدا لكنه تهلل برؤيتنا فراحت الأيادي تجذبنا بقوة و تعانقنا و الدموع الحارقة تنزل من العيون ، و تحول المشهد لمأتم تعالت فيه أصواتنا جميعا.

دخلنا المنزل و تطلعنا الى غرفه ، كانت جدتي قد علمت بأننا غادرنا القطار فوالدي قد أخبرها في اتصال قبل وصولنا اليها ، فبعثت خالي الصغير و ابناء الزقاق للبحث عنا ، و الواضح انها كانت متفاجئة لما حصل ، لكننا لم نكن لنهتم ، كان كل همنا أن نرى والدتنا ، الى أن أجلستنا بهدوء و حملت لنا بعض الطعام ثم قالت لنا : والدتكم ليست هنا يا صغيري ، لقد سافرت ... صمتَت لوهلة و قد رأت أن عاصفة من الدموع ستنهمر بعد لحظات ، فاستَدرَكَت الموضوع و عادت لتهدئنا : ستريانها اليوم مساء ، سيأخذكما خالكما اليها ، لا تقلقا عزيزي ، ثم عانقتنا بقوة و كل حنانها ينسكب في ذلك العناق حميمي ، و دعوتُ من أعماق قلبي حينها أن يتسنى لنا فعلا رؤية والدتي مرة أخرى ، على الاقل قبل سفرها لمكان ما من هذا العالم .

و فعلا في المساء أخذنا خالي لمطار عاصمة الغرب ، هناك حيث ستكون والدتي ، و كان مستعجلا لدرجة اننا اعتقدنا بأنها غادرت و قد تبخرت فرصة لقائنا لها ، لكن عندما دخلنا المطار مسرعين نحو قاعة انتظرا الركاب ، وبعد فحص متوتر للمكان ، و مع دقات قلونا المتسارعة ، و مع كلمات خالي : إنها هنا لم تغادر طائرتها بعد ، و مع كل هذا الأمل و هذه السعادة و الغبطة المذهلين ، كان بإمكاننا ان نلمح الوجه الغالي بعدها جالسا و هو يسبح و يستغفر كما كانت عادته دائما ، و ما ان رفع بصره نحونا ونحن نقترب ببطء شديد حتى ذُهل لرؤيتنا و قام مسرعا نحونا يعانقنا هناك ، عانقتنا كما كانت تفعل دائما ، كانت المكان دافئا ...دافئا و ملونا بألوان زاهية ، كانت الطائرات المقلعة لتوها والنازلة لتوها تكاد تكون من دون صوت ، وكأنها تخلت عن صخبها اجلالا لهذا المشهد ، لا شيء يتحدث سوى نحن الثلاثة ، و كأن العالم كله صمت ليترك لنا المجال نحن الذين لم نتكلم منذ زمن طويل ، فجبر ذلك قلوبنا المتحطمة ، جبرها بلمسة سحرية ، فقط بعناق و همسات فقط ، بدموع و سيمفونية بكاء جعلت قلوب كل من حولنا تتعلق بالمشهد




علمت لاحقا أن والدتي كانت مقبلة على عملية استبدال لقلبها ، و كانت في تسبيحها واستغفارها بالمطار تفكر فينا و دعت لحظتها ان ترانا و لو لآخر مرة ، فقد تكون نظرتها ووداعها الأخيرة لنا ، وخرجنا نحن كالمعجزة أمام عينيها ، كالمعجزة المستحيلة ، كنا نقف بلحمنا و دمنا مقابلا لها ، بعدها و عند فراقنا الصعب ، نجحت عملية والدتي وعادت مثلما رحلت ، على القطار عائدة ، عائدة دون أن تصدر أصوات كأول مرة ، و بصمت شديد وجداناها نائمة بقربنا ، رحلت من دون سبب نفقه و عادت من دون سبب ، فما كنا حينها نفقه الأسباب و لا نبحث فيها، فقط خزناها في ذاكرتنا لنبحث فيها مستقبلا.

أروكاريا
12-04-2014, 16:34
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1990265&d=1398191066


اسمي سارة ، عمري خمس أصابع ، و كلما سئلت عن سني أشير بتلك الأصابع ليفهم الطرف الآخر ، لست صغيرة لأني كنت يوم كبيرة و كنت أتحكم في والدي ووالدتي كما يفعلان بي اليوم .


لدي طفلة صغيرة سمينة سميتها نونو ، شعرها مجعد كثيرا و تتعبني في مشطها ، لقد تحطمت لي ثلاث أمشط بسبب ذلك الشعر المتعب ، في كل مرة أقول لها صارخة :سأعاقبك لو لم تسمعي الكلام مجددا ، لكنها لا تسمع الكلام أبدا ، تخرج بمفردها في منتصف الليل و تعيث في الأرض الفساد ، لهذا ربطتها ذات يوم بيدي لكي لا تكرر فعلتها . هي دائما مبتسمة و تحبني و تقبلني دائما ، و أنا احبها و أطعمها لكنها عنيدة و لا تحب الأكل فأضربها لتأكل ، و ذات يوم قررت أن أفتح فمها بالمقص لكي تشبع ، و ملأتها بالطعام و اعتقد بأن نونو في آخر ليلة كانت سعيدة لأنها تمكنت من أكل شيء ما ، فبعد اسبوع من اول لقمة ، انبعثت منها رائحة قذرة ، حاولت أمي غسلها لي لكنها ظلت كذلك على حالتها ، عندها قررت دفنها في الارض ،و سأطلب من أبي أن يحظر لي ابنة أخرى أربيها على نونو العاقة ، ستكون جميلة و شعرها ناعم و رطب و لا تعصي أوامري و هذا اهم شيء .

لكن والدي أطال في احضار الطلب ، و فقدت الأمل في الحصول على ابنة جديدة ، كنت أراقبه لأعلم ما يحصل له، فاكتشفت اكتشافا خطيرا ، هنالك مجموعة من الاشرار اللصوص يسرقون أبي كلما أردت التحدث معه ، هم يبحثون على شيء ثمين بالمنزل هنا ، لربما كنز أو أي شيء ، فهم يتصلون دائما من الهاتف المحمول و يبعدون أبي بعيدا عنا ، فإما ان يخرج للسطح و إما ان يخرج من المنزل ، و لا بد من أنهم في الشارع ينتظرونه كلما اتصلوا به ، و هم يخطفونه في كل مرة ، و على هذه الحال لن يكون لي ابنة و لن أركب على ظهر والدي و لن أحصل على حصته من التفاح و الخوخ ، و لن يحكي لي القصص عندما أنام ، عندها استشطت غضبا و جلست على الاريكة مقابلة لوالدي ، و قررت أن أستخدم السلاح الذي أستخدمه دائما لأجلب انتباهه "التقطيب المضاعف" ، و قد كان له مفعوله القوي ، اذ جلس بقربي حملني على كتفه لاعبني و ضحك معي ، و داعب خدي و دغدغني حتى نسيت هدفي الأساسي من كل هذا ، ثم سألته بعد أن أجلسني على الاريكة بقربه "متى ستشتري لي ابنتي" ، قال لي و قد عاد لحاسوبه : قريبا ان شاء الله . لم اكن أفهم المعنى التام ، لكني علمت بأنها تعني " ليس بعد" فغضبت أكثر ووضعت رأسي على الطاولة و رحت أحركه بحركات جنونية وأنا أقول "تقولها لي دائما" ، فضحك ثم غاص مجددا في أعماله . فقمت من مكاني ساخطة عليه و رحت أجول و اصول الصالة و اسبب بعض الفوضى كخطة بديلة ، لكني انتبهت لساعة العصفور المعلقة بالحائط ، كان السهم الكبير فيها يشير لوردة كبيرة و الآخر لوردة صغيرة ، عندها أدركت بأنه لم يبقى الكثير و سيتصل خاطفو ابي منه مجددا و عندها سيخرج للسطح أو يخرج من المنزل ، فأسرعت نحوه و تشبثت به و أنا أقول " اعطني شوكولا ، اعطني شوكولا " ، و رحت اتذمر و أئن ، فقام بتثاقل و هو يحدق بالساعة ، ثم خرج من الغرفة ، عندها و بعد لحظات رن هاتفه على الطاولة و كنت أعلم بأني لو ضغطت على ذلك الشكل الاخضر بإصبعي ، سأسمع أصوات من داخل الهاتف ، ففعلت هذا و قلت: ألو ، بابا ليس هنا و لن يعود ، رد علي صوت عجوز من الهتاف : سارة هذه أنت لا اصدق كيف حالك يا حلوة . كنت غاضبة لأن الخاطف يعرف اسمي أيضا : بابا لن يأتي لا تتصل مجددا . ضحك الصوت حتى كاد يختنق من الطرف الآخر، فرحت أصرخ و أضرب الارض بقدمي : لا تخجل تخطف بابا و لا تستحي ، سأخبر ماما بالأمر . عندها ارتفع الصوت أكثر و انا على حالي ، الى أن جاء أبي و حمل الهاتف باستغراب شديد و قال " أبي معذرة كانت هذه سارة ، لا ادري.." ثم حدق نحوي و رأى "التقطيب المضاعف" ، فضحك وقال " هذه الجنية علمت كيف ترد على الهاتف " و ضحك بقوة ، و تابع "ماذا قالت لك، لم تعلم بأنك جدها" ، قلت و أنا أتشبث بقدمه بقوة : لا تكذب هذا ليس جدي، لديه صوت مخيف كأصوات السارقين " ، في ذالك اليوم ضحك والدي و الدموع تنهمر من عينيه ، لكن بعد أن تحدثت مع الخاطف جاء جدي للعيش معنا و ليحمينا من شروره ، و هكذا تمكنت من الحصول على ابنة أخيرا سميتها نوني ، كانت مغرورة بشعرها الطويل فقصصته لها ، و أجلستها بقرب باب المنزل ليلا تحرسه معنا من الخاطفين الأشرار .

أروكاريا
12-04-2014, 16:36
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1990268&d=1398191066





ما كنت أدري يوما أني سأصل لموصلي هذا ، و لا أني سأصبح حكيمتهم جميعا و آخذ هذا المنصب الشريف ذي الشأن و الرفعة بهذه القرية .
هنا بقمم التلال حيث يضيق صدرك كلما خطوت خطوات نحو الأعالي ، و حيث تشتم عبق الطبيعة الفواح في كل الارجاء ، و تبصر جمالها الخلاب الأخاذ . عشت أنا بذلك الكوخ الصغير عند الأطراف ، لا أعرف لي حاميا غير مولاي و غير قفل بابي و كلب عند بيته في مخرج الطريق. أستيقظ في عز الصباح مع الطير و أغدوا ، أخترق الغابة مستقصية أثر النحل و الدبابير ، النمل على الطريق و سائر الكائنات . اجول ببصري الارض و انبش به التربة علني أصل لضالتي ، و قد أتغذى على التوت البري لو باغثني الجوع بمنتصف مشواري ، ثم أعود مع البلابل الى مسكني و قد غربت الشمس في آخر الأفق ، و تراني في الليل أحاول أن أدون ما توَسَمته في انتقالي الدؤوب بالأحراش ، و أخيرا أخلط ما هو جديد علي لأتبين مهيته ، و أخزن ما تبقى من أعشاب و أحجار و امور أخرى بمستودعي ، إلى أن يحل علي الجمعة بما فيه من بركة ، فأفتح أبواب كوخي الصغير للأهالي و الجيارن ، فيأتون بآلامهم و يعودون بأفراحهم ، و في جعبتي هدايا تغنيني عن من يصرف علي قوت يومي ، فأكسب و يكسبون ، و تزداد سعادتي كلما رأيتهم فرحين راضين بما أصفه لهم من أدوية ، و ثنائهم علي كلما رأوني بالسوق أبتاع بعض من سمك أو خضر، إلى أن اصبحت في غضون سنة واحدة طبيبتهم المتعارف عليها بل و دنى القريب و البعيد ينشد استشارتي و تطبيبي ، و كانت لي عادة كلما لاقيت أحدهم أن أسرد له العلة و أساببها و ترياقها ، بل و أفصل الشرح ، و ما أدركت حينها أنها كانت خطوة كبيرة نحو هلاكي
فها هو الزمن يمضي ، و ها هم أشارف القوم ممن احسن إلي يفتحون بيوتهم للقاصي و الداني يعطونهم مما كنت أجمع و أدرس و أفحص لسنين ، و ها هو باب بيتي لا يُطرق الى لساعة ، و ها أنا اخيرا وحيدة بدون طعام أو شراب ، و ما عادت البرية تطعمني أو تحميني ، و انتهى بي المطاف أجول و أصول عارضة الخدمات على الناس ، لكنهم أبوا خِدمتي و رموني كأني لم أكن لهم يوما عونا .
و ألمت بي آفة ، أقعدتني بالفراش لأيام ، و كنت منزوية أنشد رحمة من ربي علني أبصر النور بعد أن خبى من عيني و اظلمت الدنيا بها ، إلى أن أبصرت ذات سحر ، حمامة عند نافذتي ، فرايتها تحوم و تحوم ، وبمنقارها زهرة شبهتها بإكليل الجبل ، بقرمزيتها و صغر حجمها ، و اذا بها تضعها عندها و تطير من حيث أتت ، فاستجمعت قواي و فتحت النافذة أتطلع لما فيها ، و اذ بي أفكر في نقعها بالماء المغلي و اضافة بعض من العسل عليها ، و ما أدركت توها أنها كانت غير العشبة التي فكرت بها ، و شربت ذاك البلسم داعية الشفاء ، ثم غطيت بسبات عميق ، و في البَكرة التي تلي وجدت نفسي أصحوا وما بي ذلك السقم ، و كلي نشاط و حيوية كأني عدت لشبابي ، احوم هنا و هنالك اعدل اموري كغزالة تسعى بأريحية .
و ما ان غادرت مثواي أنشد رزقي ، حتى وصلتني أخبار بان أهالي الجبل قد أصيبوا بضر لم يعهدوا له مثيلا ، و علمت أن أغلبهم أنهكهم المرض ، وأن الاعيان طغوا في ما وهبته لهم سابقا فظنوا أنهم سيلاقون الحل ، لكن خابت ظنونهم ، و ظلوا يتخبطون كالمجانين باحثين عن مهرب من غضب البشر .
و ما ان سمعوا بأخباري و أني برزت من مخبئي ، حتى هرعوا نحوي ابتغاء النجاة ، و عندها ما كان مني إلا الاعتذار و في قلبي شفقة و كراهية ، فما كنت حينها أعرف ما حملته الحمامة لي و ما كنت بقادرة على منحهم الشفاء ، فطلبت منهم أن يتوبوا و يهتدوا ويدعوا خالقهم علهم ينجون ، و ما كان منهم إلا أن وزعوا الهدايا و الصدقات و منحوني كل ما يملكون من عطاء ، و حالهم لم تتبدل عما كانت عليه.
الى أن شاء الله يوما أن ألمح ذات الحمامة في الحقول تسعى ، فأتبعها و اتبعت موضع عشها ، و اذ بنفس الزهور تنبت تحت موطنها ، فآخذ منه ما استطعت و انقعه بالماء و العسل و اعلبه ، ثم أرسله للمرضى ، و برحمة الله و طيبته شفي الجميع ، و ما عادوا لطباعهم القديمة كما لم أعد أنا .

أروكاريا
12-04-2014, 16:41
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1990267&d=1398191066



كم مضت من سنة و هي لم ترى الأحبة؟ ، كم مضت من سنة و هي حبيسة صندوقها الحجري المظلم ؟ ، حبيسة أحلامها الوردية ؟


مضت سنوات كالريح و هي لم تدري ، ووجدت روحها مذنبة و آن أوان تحريرها ، فما ان استنشقت رياح الحرية، حتى أخذتها ريح الحقيقة العاتية ، ريح عاصفة هوجاء في عمق ميادين الحياة ، ريح صرصر عاتية جمدت أواصر المحبة التي عهدتها في عمر براءة و حسن نوايا ، فودت لو تدفئ الأجواء ودت لو تعيد للحياة رونقها ، ودت لو تلونها كما هي أحلامها الوردية ، لكنها وجدت نفسها كائنا شفافا ، يكاد يكون حضوره من عدمه سيان ، و أدركت بأنها نسيت أصلا لما حَبَست ذاتها و عاشت أحلامها لسنوات ، فقررت أنه لا مناص من حبس انفرادي من قلوب مسودة و أنه لا مناص من عمل جاد بعيدا عن تلك القلوب ، فعادت لحبسها كما غادرته ، و قالت : سلاما أيها الأحبة ، احبة الماضي ووحوش اليوم .









ختاما~




خاص تشكراتي للغالية BLACK MOONI (http://www.mexat.com/vb/member.php?u=764751) لعملها الدؤوب رغم انشغالاتها على التصاميم بموضوعي و لأفكارها الرائعة
و كل الشكر لClaudia Recari (http://www.mexat.com/vb/member.php?u=761154) على المساعدة القيمة في العمل عليها أيضا .

المؤلف الصغير
13-04-2014, 12:09
حجز حتى تقراء ...
محتاج زهن صافى وعقل واعى حتى نتأمل ما صنعته أناملك

أروكاريا
13-04-2014, 17:51
حجز حتى تقراء ...
محتاج زهن صافى وعقل واعى حتى نتأمل ما صنعته أناملك
اهلا بك اخي الكريم :e056:

الصوت الحالم
14-04-2014, 01:06
منذ اللحظة التي تم فيها إرسال الموضوع
ولجت إلى هنا...
لكنني أجلتُ الرد حت الإنتهاء من قراءة كل ما كُتب في الأعلى

و سأفرد لكل قصة أو أقصوصة تعليقاً

و عند ربي حياً
عندما ألقيت نظرة خاطفة تفاجأت كيف بدأت القصة برامون و ظهر في النهاية طيف لاسم محمد
شدني ذلك
نبدأ بالبطل راموس أو بالأصح محمد....نخوته ..مروءته...شجاعته ...عدم رضاه بالذل و الخضوع << أبرزتِ ذلك بجمال
شعرتُ برغبة في ركل المدعو نور بل جيرالدو... ركل؟؟ بل لنقل قتل ...أمقت الخونة
بالنسبة للسرد و الأسلوب فسأخبركِ أنني أطلعتُ عبر كلماتكِ على مشهد تاريخي محبك
لكنكِ وقعتِ في مصيدة الأخطاء الإملائية خصوصاً الهمزات و أظنكِ قمتِ بالخلط بين رامون و راموس << هما شخص واحد أليس كذلك؟

في طريقنا نحو الحبيبة
طريقتكِ في توصيل فكرة تأثير الدعاء و التسبيح لتحقيق ما قد يبدو لنا معجزة كانت ممتازة
في البداية ظننتُ أن الأم قد طُلقت و أبعدت عن أبنائها لكن الحكاية اختلفت
خفت عليهما من أن يضيعا...
شجاعة تلك الصغيرة و متهورة أيضاً ^^

خاطفوا أبي
آهــ تلك الجنية الصغيرة أضحكتني و أشفقتُ على ابنتها أيضاً
فقط استوقفني ربطها بين الساعة و موعد الخاطفين كما تسميهم...
هل بإمكان طفل في الخامسة أن يهتم بالنظر إلى الساعة أصلا؟
في الحقيقة لم أتعامل مع الكثير من الأطفال لكنه مجرد تساؤل...
التعابير التي استخدمتها عبّرت بشكل لطيف ما قد يفكر به الأطفال

ترياق من السماء
هنا بالتحديد أعجبتني طريقة رسمكِ لخطوط عودة المرأة لمكانتها
و كيف استعادت موقعها بعد أن أهملت و همشت...
فكرة الترياق الآتي من السماء جديدة و تركت أثراً جميلاً على أجواء القصة

سلاماً أيها الأحبة
لا أدري إن كانت الفكرة قد وصلت لكنني شعرت
و كأنها تخبرنا أن في العزلة خير طالما أن من كانوا بالأمس كائنات لطيفة تحولوا اليوم إلى وحوش...

تستحق قصصكِ حقيقة تأملاً أكثر و تحليلاً أدق
لكن أن أكتفي بكتابة هذا خير من أن لا أكتب شيئاً

آرو ...
فكرة الربط بين القصص بحسب وقت كتابتها كانت متميزة
وفقكِ الله و زادكِ علماً

أروكاريا
14-04-2014, 12:29
منذ اللحظة التي تم فيها إرسال الموضوع
ولجت إلى هنا...
لكنني أجلتُ الرد حت الإنتهاء من قراءة كل ما كُتب في الأعلى
جميل جدا :أوو: لم أتوقع أن يتفرغ أحد خلال هذه الفترة لقراءة ما كتبت، سعيدة جدا لرؤية ردك و الأكثر أنك قرأت كل القصص و الأقاصيص هنا :e106:


و سأفرد لكل قصة أو أقصوصة تعليقاً

و عند ربي حياً
عندما ألقيت نظرة خاطفة تفاجأت كيف بدأت القصة برامون و ظهر في النهاية طيف لاسم محمد
شدني ذلك
نبدأ بالبطل راموس أو بالأصح محمد....نخوته ..مروءته...شجاعته ...عدم رضاه بالذل و الخضوع << أبرزتِ ذلك بجمال
شعرتُ برغبة في ركل المدعو نور بل جيرالدو... ركل؟؟ بل لنقل قتل ...أمقت الخونة
بالنسبة للسرد و الأسلوب فسأخبركِ أنني أطلعتُ عبر كلماتكِ على مشهد تاريخي محبك
لكنكِ وقعتِ في مصيدة الأخطاء الإملائية خصوصاً الهمزات و أظنكِ قمتِ بالخلط بين رامون و راموس << هما شخص واحد أليس كذلك؟
شكرا لك غاليتي ، فخ الأخطاء أقع به دائما خاصة عندما لا اركز سوى في الأفكار و أكون في عالم آخر :ضحكة: ، مع كل هذا تضل هذه البقعة السوداء التي تفسد قصصي للأسف .
رامون وراموس هممم، لا اذكر صراحة :ضحكة: كتبتها منذ شهر أو أكثر،لكن على الأرجح هما نفس الشخص و هو محمد لأن جيرالدو هو نور و لا أدري أصلا من أين جاءت السين هنا همم



في طريقنا نحو الحبيبة
طريقتكِ في توصيل فكرة تأثير الدعاء و التسبيح لتحقيق ما قد يبدو لنا معجزة كانت ممتازة
في البداية ظننتُ أن الأم قد طُلقت و أبعدت عن أبنائها لكن الحكاية اختلفت
خفت عليهما من أن يضيعا...
شجاعة تلك الصغيرة و متهورة أيضاً ^^
سعيدة أن الفكرة الأساسية من كل هذه قد وصلتك :أوو: ، نعم لم تكن مطلقة و لم تكن مع أبنائها هنالك عدة احتمالات و اسباب لم ارد التخصيص لكي لا أزيد صفحة أخرى لأن كتابتها كانت متعبة جدا، وأرجح أنها الأسوء و الأسرع من حيث نقل مجريات الأحداث .



خاطفوا أبي
آهــ تلك الجنية الصغيرة أضحكتني و أشفقتُ على ابنتها أيضاً
فقط استوقفني ربطها بين الساعة و موعد الخاطفين كما تسميهم...
هل بإمكان طفل في الخامسة أن يهتم بالنظر إلى الساعة أصلا؟
في الحقيقة لم أتعامل مع الكثير من الأطفال لكنه مجرد تساؤل...
التعابير التي استخدمتها عبّرت بشكل لطيف ما قد يفكر به الأطفال
على الارجح نعم، لأنني مثلا في صغري كان يطلب مني أن أحدد لهم كم هي الساعة و لم أكن أعرف لا الأرقام و لا ما تعني، كنت أقول "العقرب الكبير بقرب الخط الكبير و الصغير في أسفل الساعة :ضحكة: " ولا أحد يفهم ما كنت أقوله لكنها الطريقة البدائية لتتعلم قراءة الساعة لاحقا، الطفلة بالقصة اتبع والداها نفس الأسلوب و الشيء الذي جعل الفتاة ترسخ هذا في ذهنها هو صور الورود بالساعة و الصوت الذي يتبع هذا التحديق، كل هذه الوسائل البسيطة ترسخ بذهن الطفل امورا عديدة، تماما كما علمت بأنها ستسمع صوتا لو ضغطت على زر استقبال المكالمة الذي نعرفه .



سلاماً أيها الأحبة
لا أدري إن كانت الفكرة قد وصلت لكنني شعرت
و كأنها تخبرنا أن في العزلة خير طالما أن من كانوا بالأمس كائنات لطيفة تحولوا اليوم إلى وحوش...

نعم تلك هي الفكرة التي أردت أن أوصلها، المعنى اعزل نفسك و لا تهتم بالمزعجين .



تستحق قصصكِ حقيقة تأملاً أكثر و تحليلاً أدق
لكن أن أكتفي بكتابة هذا خير من أن لا أكتب شيئاً

كل هذا اسعدني حقا فجزيت كل الخير باطلالتك هنا :أوو:



آرو ...
فكرة الربط بين القصص بحسب وقت كتابتها كانت متميزة
وفقكِ الله و زادكِ علماً
جميل، شككت في نفسي كثيرا و أنا امنحها هذا العنوان :ضحكة:
آمين يارب لي و لك و لكل من يسعى إليه :أوو:
جزيت كل خير ، رعاك الله و حفظك من كل سوء .

المؤلف الصغير
17-04-2014, 23:31
وااااااو...
..لأ اعرف ماذا أكتب .؟..
دهشتى و روعة القصص تعجز عقلى عن التفكير فى وصف كم مذهول أنا ...
كل ما أريد قوله .. قصص رائعة جدا ...
تقبلى مرورى ..دمتى فى أمان الله وحفظه

ديدا.
19-04-2014, 22:24
السلام عليكم ورحمة الله وركاته
كيفك أروكاريا ؟ إن شاء الله بخير حال

حسناً سجليني معجبة بقلمك وأفكارك الآخاذة تبارك الرحمن :أوو:
لم يعجبني العنوان كثيراً لكنني دخلت بدافع الفضول لأفجأ بالمجموعة المتموجة تبارك الحمن، فبدئاً من مشاعر الحمية والانتفاض، مروراً بالطفولة الرقيقة ثم الشقية، وصولاً لسماء الحكمة والمعاناة ثم النزول للانطواء والعزلة، تموج فريد تبارك الرحمن.

وعند ربي حياً : واقعيتها مميزة جداً

في طريقنا نحو الحبيبة : اندمجت معها حد أن عيني بالدمع ترقرقت، كنت أفكر في ما سيحدث لهما ووضعت كل الاحتمالات ولم أتوقع أن يجداها.
سعدت لمغزى تحقيق المعجزات بالدعاء وسعد بها جداً. أظنها ستعلق في ذهني لفترة طويلة بإذن الله. شكراً لك

خاطفوا أبي : كم كانت طريفة، ضحكت كثيراً وأشفقت على النونو أكثر.

ترياق من السماء : قرأتها في مسابقة لا للتكرار، وأظن أني أبديت إعجابي بها، إذا لم أظهره فها أنا ذا أفعل هنا

سلاماً أيها الأحبة : لم تعجبني لسلبية الشخصية، لطالما كرهت سلبية هؤلاء الناس. أعرف أن الأمر موجع لكنه ليس سبب لكي أنهي حياتي، وأعيش في الأحلام. الأمر يحركني كثيراً، فعذراً اندمجت.

أرجو لك التوفيق
في أمان الله

VЄSPЄRIΛ
20-04-2014, 04:40
حجزن :لعق:

أروكاريا
20-04-2014, 16:56
وااااااو...
..لأ اعرف ماذا أكتب .؟..
دهشتى و روعة القصص تعجز عقلى عن التفكير فى وصف كم مذهول أنا ...
كل ما أريد قوله .. قصص رائعة جدا ...
تقبلى مرورى ..دمتى فى أمان الله وحفظه
أهلا بك أخي أسعدني كثيرا مرورك على قصتي :أوو:

السلام عليكم ورحمة الله وركاته
كيفك أروكاريا ؟ إن شاء الله بخير حال

حمدا لله على كل حال

حسناً سجليني معجبة بقلمك وأفكارك الآخاذة تبارك الرحمن :أوو:
سعيدة جدا لسماع هذا :ضحكة: ،سرني غاليتي و شكرا لك :أوو:

لم يعجبني العنوان كثيراً لكنني دخلت بدافع الفضول لأفجأ بالمجموعة المتموجة تبارك الحمن، فبدئاً من مشاعر الحمية والانتفاض، مروراً بالطفولة الرقيقة ثم الشقية، وصولاً لسماء الحكمة والمعاناة ثم النزول للانطواء والعزلة، تموج فريد تبارك الرحمن.
نعم صحيح يبدو كعنوان عابر ، و هو كذلك اذ فكرت به بسرعة ووضعته

وعند ربي حياً : واقعيتها مميزة جداً
جميل أنها بدت واقعية، خفت أن أكون قد انحزت عن مساري الأساسي من القصة

في طريقنا نحو الحبيبة : اندمجت معها حد أن عيني بالدمع ترقرقت، كنت أفكر في ما سيحدث لهما ووضعت كل الاحتمالات ولم أتوقع أن يجداها.
سعدت لمغزى تحقيق المعجزات بالدعاء وسعد بها جداً. أظنها ستعلق في ذهني لفترة طويلة بإذن الله. شكراً لك
سعيدة حقا لسماع هذا، ما كان يهمني هو أن تصل الفكرة الأساسية للقارء، لكن أن تأثر فيهم فهذا شيء جميل و اضافي من نصيبها

خاطفوا أبي : كم كانت طريفة، ضحكت كثيراً وأشفقت على النونو أكثر.
:ضحكة:

ترياق من السماء : قرأتها في مسابقة لا للتكرار، وأظن أني أبديت إعجابي بها، إذا لم أظهره فها أنا ذا أفعل هنا
يب وهو التي أعطتني لمحة عن كيفية كتابة أقصوصة في نصف ساعة ، كان للفاعلية فائدة كبيرة جدا علي


سلاماً أيها الأحبة : لم تعجبني لسلبية الشخصية، لطالما كرهت سلبية هؤلاء الناس. أعرف أن الأمر موجع لكنه ليس سبب لكي أنهي حياتي، وأعيش في الأحلام. الأمر يحركني كثيراً، فعذراً اندمجت.

نعم صحيح أوافقك و لا اختلف معك في هذا


أرجو لك التوفيق
في أمان الله
آمين يا رب، و لك أيضا عزيزتي، مسرورة جدا لمرورك ، شرفيني مجددا

حجزن :لعق:
أهلا فيسبيريا مسرورة لإطلالتك :ضحكة:

SHION XIII
29-04-2014, 14:32
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

كيف حالك أختي غالية أرو أتمنى أن تكوني بخير^^

حجز مقعدين بل 3:d وأن شاء الله سوف أطرح تعليقي قريباً ^^

في حفظ الله

SHION XIII
02-05-2014, 15:56
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

كيف حالك أختي غالية أرو ^^

ماشاء الله تبارك الله فليقرصني أحدكم أمام هذا ابداع التي بهرتني و أسعدتني بمواقفها و آحداثها^^

لقد قلبتِ مشاعري من الحزن مع قليل من سعادةثم شفقة على حالهم و نهاية شعرت بأنني وكأني في معركة معهم وقلب متوكل على الله :لبسة نظارة سوداء:

حتى شعرت بانتصار القريب لهم نعم الانتصار ::سعادة::

فهنيئاً بما كتبت يدك وزادك الله ابداعاً و أحسنت في اختيارك للكلمات فلقد جعلتني كما قلت سابقاً وكأني معهم ::سعادة::

انتظر مزيد من كتاباتك مبدعة أن شاء الله^^وعذراً لم أستطيع نقد لاسباب دراسية كما تعلمين ولكن أن شاء الله سوف انقدك مستقبلاً:نوم:

في حفظ الله ورعايته

أروكاريا
03-05-2014, 07:55
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

كيف حالك أختي غالية أرو ^^

ماشاء الله تبارك الله فليقرصني أحدكم أمام هذا ابداع التي بهرتني و أسعدتني بمواقفها و آحداثها^^

لقد قلبتِ مشاعري من الحزن مع قليل من سعادةثم شفقة على حالهم و نهاية شعرت بأنني وكأني في معركة معهم وقلب متوكل على الله :لبسة نظارة سوداء:

حتى شعرت بانتصار القريب لهم نعم الانتصار ::سعادة::

فهنيئاً بما كتبت يدك وزادك الله ابداعاً و أحسنت في اختيارك للكلمات فلقد جعلتني كما قلت سابقاً وكأني معهم ::سعادة::

انتظر مزيد من كتاباتك مبدعة أن شاء الله^^وعذراً لم أستطيع نقد لاسباب دراسية كما تعلمين ولكن أن شاء الله سوف انقدك مستقبلاً:نوم:

في حفظ الله ورعايته
أهلا بك موني :شحكة: ظننتك شخصا آخر ههههه، مبارك الاسم الجديد
المهم سعيدة لمرورك، أعتقد بأن ما كتبته فيه أخطاءء لا تحصى لا من نحو و لا من تركيب، لكن لا بأس سعيدة لأنها لامستك، ان شاء الله في أماكن أخرى أرى نقدا مفصلا منك :ضحكة: ، موفقة في دراستك و أعانك الله :أوو:

ريحانةُ العربِ
03-05-2014, 14:39
لي عودةٌ إن أراد لي الرحمن.

Ł Ơ Ν Ạ ✿
08-05-2014, 04:05
يثبت