PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : الأدبُ الربــّاني, به ارتقـــآء أُمَم !



Broken Spirit
04-03-2014, 16:15
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=1971413&stc=1&d=1393777576



http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=2063771&stc=1&d=1426677490

بِسْمِ اللهِ الرّحْمَن الرّحيِِم


السّلام عليْكُم و رحْمَة الله وَ بَركَاتُه


مُدخل..

(( وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ))



عندما أنزل الله القران على الرسول صلى الله عليه و سلم, فإنه أنزل منهاجاً, ديناً و شريعة, أخلاق و أدآب, أنزل حياة بدونه فناء لذّة سعادة و راحة و اطمئنان, وقيادة إلى موت كاذب.
روح الإنسان و سلامة قلبه و وعيه دينياً و خُلقياً, هي منبع و أساس صلاح باقي عمله و نجاحه.
و حتى تتضح الصورة و أوصل الرسالة التي أردتها أن تصل كما هي, سأستشهد بقصص من محيطي, تلقيتها ممن حصلت لهم تلك المواقف, أي أن الأمر واقعي بحت, و رغم جلاء الخطأ, لا تزال النفس الأمّارة بالسوء تغشي البصيرة !

سأهدف من خلال هذا الموضوع, التذكير لمن سهى, و العلم لمن جهل,
و سأستدلل بكل نقطة أذكرها, ليبن أسلوب الأدب الربّاني, في حياتنا اليومية.
بالتأكيد لن أتعمق بفكرة معينة فكما أسلفت الموضوع توعوي تذكيري لا محاضرة تُلقى, استخدمت أسلوب القرآن القصصي في العظة, ردعاً لأي شخص قد ينام أثناء قراءة الموضوع :D !



- غض البصر.

* رجل كلما أراد الذهاب إلى جامعة طالبات، يوقف سيارته كما الآخرين أمام بوابة الخروج، و بينما هو ينتظر من أراد أن يقلها بسيارته، يظل يتفحص كل فتاة تخرج من الباب و حتى تصعد للسيارة الخاصة بها، إحدى المرات خرجت فتاة عرفت باحتشامها في حجابها، و لكن قدّر الله أن تصطدم بباب الخروج فتفككت أزرار عباءتها، فظهرت للآخرين من الأمام مكشوفة تماماً لا يسترها سوى النقاب !
وظل صاحبنا يحدق حتى ذهبت.
و سبحان من يمهل و لا يهمل، فما إن مر يوم على ما رآه في تلك الفتاة، حتى رآه في فتاته
التي يقلها دوما في اليوم التالي, نظراً للهواء الشديد الذي أهّم بعباءتها فكُشف ما كان مستور، و الآدهى و الأمّر أنه يلومها على عدم حرصها و قلة حياءها!
و لا يعلم أنه السبب فيما حصل, وينبغي أن تعاتبه الفتاة لا أن يعاتبها.
لم يتساءل أو يتفكر لماذا حدث هذا ؟!
لقد تناسى نفسه و هو يُمتع ناظره, و لا يفكر بأن ما أصابه يجب أن يتعظ منه !
و ما لا ترضاه لنساءك, لا ترضه لنساء المسلمين !

قال تعالى: ((قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ))



- القناعة بالرزق.

* رجل ميسور الحال، يسكن ببيت مستأجر، راتبه لا بأس به، و لكن الديون تأكل منه ما شاءت، رغم هذا هو كريم على أهله و أولاده و لا تهمه سوى سعادتهم، بل إنه من شدة اهتمامه وحبه، لا ينادي زوجته باسمها الحقيقي إنما يناديها باسم الدلال، و تلك الزوجة أيضاً مراعية لحاله و تحبه ولطالما عملت نظام الاقتصاد في الاستهلاك حتى لا تثقل كاهله مصاريف العيش،
حسناً هم في المنزل هكذا رائعون :D.
لكن ماذا يحدث إذا رأى الآخرون سعادتك رغم ديونك وراتبك البسيط ومنزلك الصغير و أولادك الخمسة ؟!
إحدى عديمات الذوق رأت تلك الزوجة تملك حافظة ماء قديمة أي منذ أن تزوجت و حتى بعد وقت طويل لا تزال تستخدمها؟!
فأخبرتها أنه طالما يفي الشيء بالغرض فهذا يكفي. فتعجبت من بساطتها !
أخرى زارتها في بيتها المتواضع و رأت الأثاث ذاته لم يتغير، فقالت ألم تمّلي بعد من شكل بيتك :تعجب: ؟!.
أسئلة فضولية, استكثار ابتسامة, رغم الديون و بساطة الراتب !
عندما يسأل الماديون عن السبب فالنقاش معهم عقيم.!
أولاً : من العيب ومن قلة الأدب طرح مثل تلك الأسئلة التي لا تعني المرء بشيء !
ثانياً : السعادة التي نحصل عليها هي في اتقائنا الله في أنفسنا و أهلنا فالمال ما هو إلا سبب للسعادة و هو يذهب و يعود.
قال تعالى: (( " أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا))



- حسن الظن بالآخرين.

* رجل بلغ سن الرشد، متقلب المزاج، شديد التأثر بالقصص التي يسمعها من زملاءه و أصدقاءه، إحدى المرات سمع قصة خيانة زوجية حدثت بين رجل وزوجة عاشا معاً سنوات طويلة، فما كان منه إلا الشك في وفاء زوجته له، أصبح دائم المراقبة لها وبشكل ملحوظ, أي أن أبناؤهما المراهقون أدركوا تصرف والدهم, و لا زالت زوجته لا تصدق شكوكها في ظنه السيء بها، و المصيبة أنه يقحم أولاده في بعض الأحيان فيسأل بصراحه أحد أبناءه من تحدث والدتكم في الواتساب، هل تفقدتم جهات الاتصال لديها من قبل ؟! وما إلى ذلك، الفتى الذي حصل معه الأمر هو طالب جامعي، يقول : هل يفترض بأبي أن يسألني، أهو يستغبيني أم أنه يعتقد أني لازلت غير مدرك !
هل وصل به الأمر لأن يعرف من تحدث والدتي. ولو كان الثمن انكسار قدوتي في الثقة، لقد أنكر أمام أبيه لاستصغاره ما يفعل ولكنه على علم بما يحتويه هاتف والدته نظراً لكونه من يقوم بالتحديث لها ، ما إن علمت الزوجة بالحوار حتى رمت بهاتفها الخلوي غاضبة عليه، فشكوكه و غضبه الدائم عليها وتعليقاته الجارحه بعد كل تلك السنوات التي عاشتها معه قد أشعلت همّا وحاجزا بينه وبينها.

أسلوب غير تربوي إطلاقاً, لا دينياً و لا إنسانياً, فالشك كما هو معروف أمر يتعلق بالزوجين فقط, وينبغي إبعاد الأبناء عن هذه الساحة المشبوهه أياً كان عمرهم. و الحل الأفضل هو أن يتناقش الاثنان معاً بصراحة و وضوح, للوصول إلى معرفة سبب تلك المشكلة, و مدى صحتها, و الخروج بحل منها, بطريقة واعية و ناضجة.
لكن لو أخذنا ما حصل هنا من منظور آخر غير تأثر الأبناء بالمشكلة, لو افترضنا أن شك الزوج كان غير صحيح,
هنا يكون الزوج ظالماً لزوجته و لا يخفى على أحد عظمة جرم الظلم الذي حرّمه الله على نفسه !

، في الحديث القدسي: ((يا عبادي، إني حرمت الظلمَ على نفسي، وجعلته بينكم محرمًا، فلا تظالموا))

Broken Spirit
04-03-2014, 16:15
- الصلاة خير من النوم.

* امرٱة تقول زوجي يسهر و لا يستيقظ لصلاة الفجر، ويضع المنبه على وقت الدوام, و عندما أحاول إيقاظه لا يستيقظ, و لكن عندما يرن المنبه يستيقظ بنشاط و يأكل بسرعه ليتمكن من الذهاب في موعد العمل تماماً.
في إحدى الأيام حاولت التحدث معه صراحة عن سبب عدم استيقاظه للصلاة, فأجاب: لا أستطيع.
كيف لا يستطيع, هو لم يحاول أصلاً ضبط المنبه للصلاة !
لم ينته الأمر عليه, ابنه الأكبر أصبح مثله, و عندما أجبره على الاستيقاظ يقول : أبي لا يذهب أيقظيه أيضاً !
لم أعلم بما أجيبه, و لكن استطعت القول كل إنسان سيحاسب عن عمله !
واستمر الحال, حتى وصل الأمر بالأب لأن يضع اهتمام ابنه بالدراسة أكثر من الصلاة !!
فقال لابنه عندما تأخر عن المدرسة نصف ساعة : لم تأخرت, اذهب قبل بداية الدوام بنصف ساعة و لا تتأخر, وقام بسحب هاتفه منه عند وقت النوم ليضمن عدم سهره, لأجل ماذا ؟!!
و الصلاة لم يفكر بها, بل لم يحاسبه يوماً عليهاً !!
للأسف وصل الاهتمام حتى في تربية الأبناء للأمور الدنيوية أكثر من الأمور الأخروية, متجاهلين كلكم راعٍ و كلكم مسؤول عن رعيته ,و لكن العاقل هو من يدرك أن توفيق الآخرة هو أثمن حتى من توفيق الدنيا, الدنيا ستفنى و الآخرة باقية فاختر لبقاءك ما شئت أن تعيش هناك !
قال تعالى : ((أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهوداً ))
قال صلى الله عليه وسلم :
((يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ويجتمعون في صلاة الصبح والعصر ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم الله وهو أعلم كيف وجدتم عبادي فيقولون تركناهم وهو يصلون وأتيناهم وهم يصلون ))
قال صلى الله عليه وسلم : ((ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها ))
قال صلى الله عليه وسلم : (( ليس صلاة أثقل على المنافقين من صلاة العشاء والفجر ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولوحبواً))
وها هو ابن مسعود يقول: (( لقد رايتنا وما يتخلف عن صلاة الفجر إلا منافق معلوم النفاق ))




- التخويف من الله و عقابه.


هذه النقطة أيضاً ليست بأقل أهمية عن سابقاتها, فالتقاليد و العادات تتفق أحيانا مع الشريعة في أمور هي من صالح المؤمن بلا ريب, وطالما أني أنا من كتبت الموضوع فسأتحدث عن مجتمعي, مُجتمعي و لله الحمد لا يعترف بالعباءة التي تبدو من إحدى محلات الجلابيات أو فساتين السهرات و ربما شبهها أحدهم بما هو أفضل موديلات كستائر سيدار ::سخرية::
ولو أن تلك التي ارتدتها خلعتها لجزمت بزوال الفتنة عن معالمها :لقافة:, لكن أن تخفي العيوب و تبرز الجمال هنا المصيبة :نينجا:, لقد انثرت تماماً وظيفة لبس العباءة !!
الحمد لله الذي عافنا مما ابتلاهم.
حسناً ليس هذا موضوعنا :D
ما أردت أن أتحدث عنه هو أن إحدى قريباتي عندما تزوجت غيرت عباءتها, و أصبحت مع الفوج الذي ذكرته في الأعلى, رأها أحد إخوتها فأخبرها أنه عندما تأتي عندهم فعليها أن ترتدي عباءتها القديمة ؟!!
بالعامي ( عشان ما تفشلينا )::سخرية::
سبحان الله فكر فيما سيقوله الناس, ولم يفكر ما سيصيب أخته عندما تفتن من خلق الله الكثير !!
من يفكر بهذا التفكير هو شخص أناني يفكر في سمعته, ولو ضمن تخريس الناس بالحديث عنهم لتجاهل ما فعلته ::مغتاظ:: !!
كان عليه أن يذكرها بالله, بالموت بالقبر وبالعذاب في الآخرة فأعظم فتنة هي فتنة النساء !

قال تعالى ((: أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ))
و قال جل جلاله: (( يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ ))




- الرضا بالقدر خيره و شره.

هذه هي ما سأختم به موضوعي بإذن الله, و أذكر نفسي أولاً و لكم ثانياً, فلقد عانيت كثيراً من عدم الرضا في فترة دراستي, بالتأكيد ليس عمداً و لكن من هول ما أصابني, لا أرى سوى أن الحظ سيء و القدر تعيس :ميت: !
الشيطان يوسوس في المرء, ولكن عندما يكون في موقف ضعف و يأس فإنه يتربع على عرش السيطرة عليه :تعجب: !
لذا على المرء أن يقوي إيمانه و يثق بالله , ويؤمن بما كتبه وأن ما أصابه لم يكن ليخطئه و ما أخطأه لم يكن ليصيبه, و الأهم أن من أركان الإيمان الرضا بالقدر خيره و شره, و لا يعلم الإنسان أين الخير في دربه.
قال تعالى ((:فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً ))
وقال تعالى: (( وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ))





في النهاية لنجعل من الله رقيبنا في كل وقتٍ و حين, ولنجعله هو أولويتنا في الحياة, فلا نقصر و نهمل و نتساءل فيما بعد لم يصيبنا ما أصابنا !
و لنرتقِ بأفعالنا باهتدائنا بطريق دستورنا الخالد.
تمنياتي للجميع بحياة هانئة , بذكر الله مطمئنة , على نهجه قائمة, بصراطه المستقيم دائمة.

حسناً و هكذا استطعت أخيراً نشر و إيصال رسالة لطالما حلمت بها, و لكن الشيطان دوماً يقول : انهي متطلبات الدراسة و أعمال البيت, حينها يمكنك كتابة ما تريدين :صيني:
بالتأكيد نص الموضوع من كتابتي أنا, استدللت من القرآن و السنة.
لم أعطِ كل نقطة تحدثت عنها حقها كاملاً, لكن حاولت حصر المعلومة قدر الإمكان فمن خلال كتابتي للموضوع لاحظت أن كل نقطة تتشعب منها أمور كثير يصعب ذكرها في موضوع واحد !


جزيتم خيراً إدارة النور
بارك الله بك CRAZY RULE أعتقد أنني كنت سأنظر إلى نفسي خارج حلقة الذكر هذه لولا الله ثم ما طلبته ::جيد::
و أخيراً و ليس آخراً شكر جزيل لآنستي الجميلة الآنسه بِشْر لتصميمها الموضوع :e40a:


الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات, وصلى الله وسلم على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين.
سُبحانك اللهم و بحمدك, أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك.





مُخرج:

((قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ))

CRAZY RULE
05-03-2014, 00:33
،


وعليُكم السلام ورحمة الله وبَركاته

خَوضٌ ممُيز .. بأسلوبٍ شيقْ

بارك الله بكِ ، و أدام قلمكِ


بارك الله بك CRAZY RULE أعتقد أنني كنت سأنظر إلى نفسي خارج حلقة الذكر هذه لولا الله ثم ما طلبته ::جيد::

لو أن موضوعاً كهذا قد ضاع .. لكان الندمُ قد نال مِنا

بوركتِ

Broken Spirit
06-03-2014, 19:27
،


وعليُكم السلام ورحمة الله وبَركاته

خَوضٌ ممُيز .. بأسلوبٍ شيقْ

بارك الله بكِ ، و أدام قلمكِ



لو أن موضوعاً كهذا قد ضاع .. لكان الندمُ قد نال مِنا

بوركتِ







شاكرة لثناءك, و دعمك ::جيد::
وسعيدة لكون الموضوع خفيف القراءة عميق المعنى, كل ما أتمناه أن أفيد مما كتبت.

دمت برعاية الله !

V I O L Є T
11-03-2014, 05:54
وعليـكم السلام ورحمة الله وبركاتة

//
باركِ الله أختي موضوعك جميـل تمنيـِياتي للجميع بالفائدة
جزآكِ الله خيراً وجعله المولى بموازين حسناتك .



*تمنياتي لك بتوفيق والنجـاح بكل حياتك
في أمـان الله